P

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

)الحلقة التاسعة والثالثون بعد المائة الرابعة(

/ / 14

المقدم: بسم هللا الرحمن الرحيم.

2 التجريد الصريح– الحلقة التاسعة والثالثون بعد المائةالرابعة

الحم��د هلل رب الع��المين، والص��الة والس��الم على رس��ول هللا محم��د بن عبدهللا وعلى آل��ه وص��حبه ومن وااله،أما بعد،

فالسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.ا بكم مس���تمعينا الك���رام إلى ه���ذا اللق���اء الجدي���د في ش���رح التجري���د الص���ريح ألح���اديث الج���امع أهال ومرحب��� الصحيح، ه��ذا البرن��امج ال��ذي نستض�يف في��ه مع��الي الش��يخ ال�دكتور: عب��د الك��ريم بن عبدهللا الخض�ير -وفق��ه هللا- عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائم��ة لإلفت��اء، فحي��اكم هللا فض��يلة الش��يخ وب��ارك فيكم، وأهال

وسهال بكم. حياكم هللا، وبارك فيكم، وفي اإلخوة المستمعين.

المق��دم: ال ي��زال الكالم موص��وال أيه��ا اإلخ��وة الك��رام في ح��ديث عائش��ة- رض��ي هللا عنه��ا-، وفي��ه أن رس��ول إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه الن��وم؛ ف��إن أح��دكم إذا»هللا- صلى هللا عليه وسلم- قال:

.«صلى وهو ناعس ال يدري لعله يستغفر فيسب نفسه الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أجمعين، أما بعد، ففي الحلقة السابقة ذكرنا كالم اإلمام الحافظ أبي عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد، حينما أورد مذاهب

فقهاء األمصار بأدلتها، وفي آخر كالمه ذكر استدالل من يستدل بأن النبي- صلى هللا عليه وسلم- كان ينامفي صالته حتى ينفخ، ثم يصلي فال يتوضأ.

قال: دليل على أن نوم الجالس ال ينقض الوضوء، وروي أنه كان في سجوده، وكان ابن عباس ينكر أن يكون كان ذلك منه وهو ساجد، وقال: كان النوم منه- صلى هللا عليه وسلم -وهو جالس، كذلك حكى يحيى

بن عباد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال أبو عمر: ليس بنا حاجة إلى هذا فالنبي- صلى هللا عليه وسلم-؛ محفوظ مخصوص بأن تنام عيناه وال ينام قلبه- صلى هللا عليه وسلم-، وإنما النوم الموجب للوضوء

ما غلب على القلب أو خالطه. وقد روي عن أبي هريرة قال: من استحق النوم فعليه الوضوء، وأبو هريرة هو الراوي للخبر عن النبي-

.»إذا استيقظ أحدكم من نومه فال يغمس يده في وضوئه«صلى هللا عليه وسلم- أنه قال: وذكر عبد الرزاق عن ابن جريج قال: قال عطاء: إذا ملكك النوم فتوضأ قاعدا أو مضطجعا. وعن معمر عن

قتادة عن أنس قال: لقد رأيت أصحاب النبي- صلى هللا عليه وسلم- يوقظون للصالة وإني ألسمع لبعضهم غطيطا يعني وهو جالس وما يتوضأ، قال معمر: فحدثت به الزهري، فقال رجل عنده: أو خطيطا، فقال

الزهري: ال، قد أصاب غطيطا. وذكر عبد الرزاق عن عبد هللا بن عمر- العمري المكبر الثقة، وهو غير ابن عمر الصحابي، عن نافع عن

وعن معمر عن أيوب عن ابن عمر أنه كان ينام وهو جالس فال يتوضأ، وإذا نام مضطجعا أعاد الوضوء. ق بين النوم جالسا ومضطجعا، وعبد الرزاق عن الثوري نافع عن ابن عمر مثله. فهذا عبد هللا بن عمر قد فر

فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

عن األعمش عن ثابت بن عبيد قال: انتهيت إلى ابن عمر وهو جالس ينتظر الصالة فسلمت فاستيقظ، فقال: أثابت؟ قلت: نعم، قال: أسلمت؟ قلت: نعم، قال: إذا سلمت فأسمع، وإذا ردوا عليك فليسمعوك، ثم قام فصلى

وكان محتبيا قد نام.المقدم: إذا سلمت فأسمع.

بعض العامة يضيفون إليها جملة غير صحيحة وإذا ضربت فأوجع، يقول: إذا سلمت فاسمع وإذا ضربت فأوجع، هذه ال تثبت عن أحد ممن يعتد بقوله، وال يلتفت إليها، وإنما ابن عمر يقول لثابت: إذا سلمت فأسمع،

نبهنا على هذا؛ لئال يظنها من يسمعها أنها ملحقة لثابت عن ابن عمر.المقدم: فيضيفها للسند.

نعم، وعبد الرزاق عن ابن جريج عن إبراهيم بن ميسرة أن طاوسا رقد يوم الجمعة والضحاك يخطب الناس،قال: فلما صلينا وخرجنا قال: ما قال حين رقدت؟ يسأل ماذا قال الخطيب حين رقدت؟

المقدم: مستغرق. ال يسمع، ولكنه جالس، فهذه اآلثار كلها تدل على أن من نام جالسا ال شيء عليه، وقد تأول بعضهم قوله-

أن ذلك على نوم الليل،»فإن أحدكم ال يدري أين باتت يده«صلى هللا عليه وسلم- في حديث هذا الباب: »فال يغمس يده في وضوئه«والمعروف منه في األغلب االضطجاع، واالستثقال. وأما قوله في هذا الحديث

فإن أكثر أهل العلم ذهبوا إلى أن ذلك منه ندب ال إيجاب وسنة ال فرض ...إلى آخر ما قاله في شرح هذاالحديث.

المقصود أن العلماء يختلفون في النوم على أقوال كثيرة سبق قولها، وبيانها في كالم ابن عبد البر وغيره، ورأي شيخ اإلسالم في المسألة يقول: النوم اليسير من المتمكن بمقعدته فهذا ال ينقض الوضوء عند جماهير العلماء من األئمة األربعة وغيرهم، النوم اليسير من المتمكن بمقعدته فهذا ال ينقض الوضوء عند جماهير

العلماء من األئمة األربعة وغيرهم، فإن النوم عندهم ليس بحدث في نفسه، لكنه مظنة الحدث، كما دل عليه » فمن نام، وفي رواية » العين وكاء السه، فإذا نامت العينان استطلق الوكاء«الحديث الذي في السنن

فليتوضأ«. كان ينام حتى ينفخ ثم يقوم فيصلي»أن النبي - صلى هللا عليه وسلم- ويدل على هذا ما في الصحيحين:

؛ ألنه كان تنام عيناه وال ينام قلبه فكان يقظان، فلو خرج منه شيء لشعر به. وهذا يبين أنوال يتوضأ« النوم ليس بحدث في نفسه؛ إذ لو كان حدثا لم يكن فيه فرق بين النبي وغيره كما في البول والغائط وغيرهما من األحداث. وهذا يبين أن النوم ليس بحدث في نفسه، إذ لو كان حدثا لم يكن فيه فرق بين النبي - صلى هللا عليه وسلم- وغيره كما في البول والغائط وغيرهما من األحداث، وهذا يبين أن النوم ليس بحدث في نفسه إذ لو كان حدثا لم يكن فيه فرق بين النبي - صلى هللا عليه وسلم- وغيره كما في البول والغائط وغيرهما من

األحداث وأيضا فإنه ثبت في الصحيح : أن النبي كان يؤخر العشاء حتى كان أصحاب رسول هللا- صلى هللاعليه وسلم- يخفقون برؤوسهم ثم يصلون وال يتوضئون. فهذا يبين أن جنس النوم ليس بناقض.

4 التجريد الصريح– الحلقة التاسعة والثالثون بعد المائةالرابعة

المقدم: نعم.يعني ليس بحدث، لكنه مظنة الحدث...

المقدم: لكنه مظنة الحدث. فهذا يبين أن جنس النوم ليس بناقض؛ إذ لو كان ناقضا النتقض بهذا النوم الذي تخفق فيه رءوسهم، حتى

يذهب عنه النوم. رجعنا إلى متن الحديث، وفيه: حتى يذهب عنه النوم، رجعنا إلى متن الحديث، قالالقسطالني: النعاس سبب للنوم أو سبب لألمر بالنوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس...

المقدم: نعم. يعني تعليل بمظنون، تعليل بمظنون» فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس ال يدري لعله يستغفر فيسب نفسه«

وقلنا: إن هذا نظيره فإنه ال يدري أين باتت يده، فمنهم من قال: إن األمر بغسل اليد..المقدم: بعد االستيقاظ.

بعد االستيقاظ من النوم على سبيل االستحباب، قال: ألن العلة مظنونة، والمظنون ال يرفع اليقين، ومنهم من نظر إلى النهي فال يغمس فقال: إن هذا يدل على وجوب غسل اليد قبل غمسها في اإلناء ثالثا من القائم من

كذلك العلة مظنونة، فالنعاس سبب للنوم أو سبب لألمر»فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس ال يدري«النوم، بالنوم، هذا قول القسطالني، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس؛ قال الكرماني: فإن قلت هل فرق بين نعس

وهو يصلي، وصلى وهو ناعس؛ ألنه عندنا في المتن..المقدم: نعم.

إذا نعس أحدكم وهو يصلي، ثم في الجملة الثانية فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس، هل هناك فرق بين الجملتين؟ إذا نعس أحدكم وهو يصلي، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس، الجملة األولى فعلية، والثانية اسمية، هل نقول: إن الفعلية تدل على التجدد والحدوث، واالسمية تدل على الثبات كما يقول علماء اللغة؟ هل هذا هو

الفرق المؤثر بين الجملتين في هذا السياق؟المقدم: ال.

الكرماني يقول: فإن قلت: ما الفرق بين نعس وهو يصلي وصلى وهو ناعس؟ يعني فرق بين الجملتين.المقدم: نعم.

يعني فرق بين الجملتين الفعلية...المقدم: واالسمية.

ألن التي في الحديث، الجملتان في الحديث: إذا نعس أحدكم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس، فرق بين نعس آخر، لم ينظر إلى اختالف الجملتين فياوهو يصلي، وصلى وهو ناعس، ما أدري الكرماني كأن له مذهب

االسمية والفعلية، إنما قال: هل فرق بين نعس وهو يصلي، وصلى وهو ناعس؟ يعني الفعل نعس في الجملة األولى، وفي الثانية صلى، فقدم النعاس في الجملة األولى، وقدم صلى في الجملة الثانية، وجعل الحال في

الجملة األولى وهو يصلي جوعل الحال في الجملة الثانية وهو..

فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

المقدم: وهو ناعس.وهو ناعس، هل هناك فرق؟ قال: قلت الفرق بين ضرب قائما، وقام ضاربا، ضرب..

المقدم: قائما. قائما، وقام ضاربا يعني في الجملة األولى األصل في الجملة الضرب حال القيام.

المقدم: نعم.وفي الثانية المنظور إليه القيام حال الضرب، والجملة األولى في كالم الكرماني المخرج علي الحديث.

المقدم: نعم. الجملة المنظور إليها النعاس، والجملة الثانية المنظور إليها الصالة، والحال في الجملة األولى وهو يصلي، والحال في الجملة الثانية وهو ناعس، قلت: الفرق الذي بين ضرب قائما، وقام ضاربا وهو احتمال القيام

بدون الضرب في األول، واحتمال الضرب بدون القيام في الثاني، ضرب قائما...المقدم: وقام ضاربا.

وقام ضاربا، ننتبه للكالم فإنه دقيق.المقدم: نعم.

الفرق بين ضرب قائما، وقام ضاربا وهو احتمال الضرب بدون القيام في الثاني، واحتمال القيام بدون الضرب في الثاني، لماذا؟ احتمال القيام قائما- ضرب قائما- بدون القيام؛ ألن الحال القيام، والضرب فعل

متجدد قد يوجد وقد ال يوجد، وفي الجملة الثانية الحال الضرب..المقدم: وقد يوجد القيام، وقد ال يوجد.

وقد يوجد القيام، وقد ال يوجد، واحتمال القيام بدون الضرب في األول في األول واحتمال الضرب بدون القيام في الثاني، فإن قلت: لما اختار ذلك ثمت وهذا هنا؟ قلت: الحال هو قيد وفضلة، الحال هو قيد وفضلة

واألصل في الكالم ما له قيد، ففي األول ال شك أن النعاس هو علة األمر بالرقود ال الصالة، فهو المقصود األصلي في التركيب، وفي الثاني الصالة علة االستغفار؛ إذ تقدير الكالم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس

يستغفر، يحتاج إلى إعادة؟ فإن قلت لما اختار ذلك ثمت – يعني هناك في الجملة األولى- وهذا هنا- يعني في الجملة الثانية-؟

قلت: الحال هو قيد وفضلة، الحال هو قيد وفضلة، واألصل في الكالم ما له القيد، إذا قلت: جاء زيد ضاحكا، هل الذي يهمك حال زيد في الضحك أو حال مجيئه أو اإلخبار عنه بالمجيء؟ أنت يهمك زيد بالدرجة

األولى.المقدم: نعم.

يهمك زيد؛ ألن الذي يهمك ما له القيد دون القيد.المقدم: القيد فضلة.

6 التجريد الصريح– الحلقة التاسعة والثالثون بعد المائةالرابعة

نعم، القيد فضلة، فمجيئه وضحكه كله تبع له، قلت: الحال هو قيد وفضلة، الحال هو قيد وفضلة، واألصل في الكالم ما له قيد، ففي األول ال شك أن النعاس هو علة األمر بالرقود ال الصالة فهو المقصود األصلي في التركيب، وفي الثاني الصالة علة االستغفار؛ إذ تقدير الكالم إن أحدكم إذا صلى وهو ناعس يستغفر، يعني

يستغفر فيسب نفسه إلى آخر الحديث.المقدم: نعم.

قال المهلب: فيه إشارة إلى العلة الموجبة لقطع الصالة، فيه إشارة إلى» فإن أحدكم«قال ابن حجر: قوله: العلة الموجبة لقطع الصالة، فمن صار في مثل هذه الحال فقد انتقض وضوؤه باإلجماع. فيه إشارة إلى العلة

الموجبة لقطع الصالة فمن صار في مثل هذه الحال فقد انتقض وضوؤه باإلجماع، كأنه أخذه من األمر باالنصراف، كذا قال وفيه نظر، فإن اإلشارة إنما هي إلى جواز قطع الصالة أو االنصراف إذا سلم منها،

وأما النقض فال يتبين من سياق الحديث؛ ألن جريان ما ذكر على اللسان ممكن من الناعس، وهو القائل: إن قليل النوم ال ينقض، فكيف بالنعاس؟ وهو القائل: إن قليل النوم ال ينقض، فكيف بالنعاس؟ هو يرد على من؟

المهلب.المقدم: نعم.

فالمهلب يقول: فيه إشارة إلى العلة الموجبة لقطع الصالة ، فيه إشارة إلى العلة الموجبة لقطع الصالة فمن صار في مثل هذه الحال فقد انتقض وضوؤه باإلجماع، الحال التي تصل إلى حد يدعو لنفسه فيسبها ويدعو

عليها، هنا انتقض وضوؤه باإلجماع، لكن هل يلزم من هذا أن يكون النوم مستغرقا ليتصف بهذا الوصف، أوأن الناعس يحصل منه؟

المقدم: يحصل. أحيانا الساهي والغافل يحصل منه، الساهي والغافل يحصل منه شيء من هذا، كذا قال، وفيه نظر، فإن

اإلشارة إنما هي لجواز قطع الصالة أو االنصراف إذا سلم منها، وأما النقض فال يتبين من سياق الحديث؛ ألن جريان ما ذكر على اللسان ممكن من الناعس، وهو القائل: إن قليل النوم ال ينقض فكيف بالنعاس؟ وما

ادعاه من اإلجماع منتقض، فقد صح عن أبي موسى األشعري وابن عمر وسعيد بن المسيب أن النوم الينقض مطلقا.

أو» فيسب«أي يريد أن يستغفر، » لعله يستغفر « قال الكرماني: »ال يدري لعله يستغفر فيسب نفسه« فيسب وفي بعضها: يسب بدون الفاء وهو حال، فإن قلت: لعل للترجي فكيف صح هاهنا؟ لعله يستغفر، هل

هو يرجو أن يستغفر فيسب.المقدم: ليست.... أي يريد أن يستغفر فيسب بدون الفاء وهو حال، فإن قلت: لعل للترجي فكيف صح هاهنا؟» لعله يستغفر «

قلت- يقول الكرماني- قلت...المقدم: نعم.

فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

الترجي فيه عائد إلى المصلي ال إلى المتكلم به.المقدم: عائد إلى المصلي وليس إلى االستغفار.

وال إلى المتكلم به، أي: ال يدري أمستغفر أم ساب مترجيا لالستغفار، وهو في الواقع بضد ذلك. لعله يريد أنيستغفر، فهو يريد االستغفار.

المقدم: نعم. ثم يسبق لسانه إلى السب، أو استعمل بمعنى التمكن بين االستغفار والسب؛ ألن المرتجى بين حصول

المرجو وعدمه، فمعناه: ال يدري أيستغفر أم يسب، وهو متمكن منهما على السوية، كيف متمكن منهما علىالسوية؟ كيف متمكن من االستغفار والسب على السوية؟ أو استعمل بمعنى التمكن يعني الترجي..

المقدم: نعم.استعمل بمعنى التمكن بين االستغفار والسب.

المقدم: يعني يتساوى في هذا احتمال أن يسب نفسه واحتمال أن ستغفر استغفارا صحيحا سليما. هذا؟ والسب، ألن المرتجى بين حصول المرجو وعدمه، فمعناه: ال يدري أيستغفر أم يسب؟ وهوايصير تمكن

متمكن منهما على السوية، متمكن منهما على السوية.المقدم: يعني احتمال.

بمعنى أنه البد من حصول أحدهما من غير مرجح، قال المالكي: ويقصد بذلك ابن مالك.المقدم: نعم.

قال المالكي: جاز في يسب: يسب أو يسب؛ فالرفع باعتبار عطف الفعل على الفعل، والنصب باعتبار أنهجواب للعل فإنها مثل ليت، يقصد بذلك ) المالكي( ابن مالك...

المقدم: صاحب األلفية. في شواهد التوضيح، وكثيرا ما يقال: القتبي، ويقصد بذلك ابن قتيبة، وهنا قال: المالكي، ويقصد بذلك ابن

مالك؛ يعني في كثير من مواضع القرطبي يقول قال: القتبي، ويقصد بذلك..المقدم: ابن قتيبة.

ابن قتيبة، وهنا يقول قال: المالكي، ويقصد بذلك محمد بن مالك الطائي الجياني.المقدم: صاحب األلفية.

صاحب األلفية، وله في هذا الباب كتاب نفيس اسمه شواهد التوضيح والتصحيح على مشكالت الجامعالصحيح، وذكرناه مرارا، وتحدثنا عنه.

يقصد بذلك ابن مالك في شواهد التوضيح حيث قال: ) وفي ال يدري لعله يستغفر فيسب نفسه( جواز الرفع باعتبار عطف الفعل على الفعل، وجواز النصب باعتبار جعل فيسب جوابا للعل فإنها مثل ليت باقتضائها جوابا منصوبا، وهو مما خفي على أكثر النحويين، وقال ابن حجر: ومعنى يسب يدعو على نفسه، يسب

يدعو على نفسه وصرح به النسائي في روايته من طريق هشام، ويحتمل أن يكون علة النهي خشية أن يوافق

8 التجريد الصريح– الحلقة التاسعة والثالثون بعد المائةالرابعة

ساعة اإلجابة، قاله ابن أبي جمرة، ويحتمل أن يكون علة النهي خشية أن يوافق ساعة اإلجابة قاله ابن أبي جمرة، وعرفنا ابن أبي جمرة له مختصر لصحيح البخاري اسمه" بدء الغاية"، وشرحه في كتاب اسمه "بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما لها وما عليها"، والشرح نفيس، وينقل عنه الشراح إال أن فيه مخالفات، مخالفات

كثيرة عقدية، وفيه األخذ باالحتياط؛ ألنه علل بأمر محتمل، وفيه الحث على الخشوع وحضور القلب للعبادة، وفيه الحث على الخشوع وحضور القلب للعبادة واجتناب المكروهات في الطاعات، واجتناب المكروهات في

الطاعات.وجواز الدعاء في الصالة من غير تقييد بشيء معين.

فائدة: يقول ابن حجر: هذا الحديث ورد على سبب، وهو ما رواه محمد بن نصر من طريق ابن إسحاق عن هشام في قصة الحوالء بنت تويت كما تقدم في " باب أحب الدين إلى هللا أدومه "، أحب الدين إلى هللا أدومه، وقد تقدم شرحه في كتاب اإليمان يقول: في قصة الحوالء بنت تويت: عن عائشة أن النبي- صلى هللا عليه

»من هذه؟ قالت: فالنة، تذكر من صالتها، قال: مه، عليكم بماوسلم- دخل عليها وعندها امرأة قال: ، وكانت تضع حبال إذاتطيقون، فوهللا ال يمل هللا حتى تملوا، وكان أحب الدين إلى هللا ما دام عليه صاحبه«

غلبها النوم تعلقت بهذا الحبل وصلت، فبعضهم ربط هذه القصة بهذا الحديث، في النهي عن الصالة حالالنوم؛ ألنه قد يذهب لعله يدعو لنفسه فيسبها، ويدعو عليها.

المقدم: نعم، أحسن هللا إليكم ونف�ع بم�ا قلتم، إلى هن�ا نص�ل إلى خت�ام ه�ذه الحلق�ة، نتق�دم في ختامه�ا بالش�كر الجزي��ل إلى مع��الي الش��يخ ال��دكتور: عب��د الك��ريم بن عبدهللا الخض��ير- وفق��ه هللا- عض��و هيئ��ة كب��ار العلم��اء وعضو اللجنة الدائمة لإلفتاء ش��كر هللا لمعالي��ه، وش��كر لكم، ونف��ع الجمي��ع بم��ا يس��مع وبم��ا يق��ول، إن��ه ج��واد

كريم، وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.