140

الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

  • Upload
    others

  • View
    9

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä
Page 2: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä
Page 3: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

تأليفعبده محمد اإلمام

Page 4: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

عبده محمد اإلمام

٢٠١٢ / ١٤٧٩٩ إيداع رقم٩٧٨ ٩٧٧ ٥١٧١ ٤٨ ١ تدمك:

والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسةوالثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة للنارش محفوظة الحقوق جميع

٢٦ / ٨ / ٢٠١٢ بتاريخ ٨٨٦٢ برقم املشهرة

وأفكاره املؤلف آراء عن مسئولة غري والثقافة للتعليم هنداوي مؤسسة إنمؤلفه آراء عن الكتاب يعرب وإنما

القاهرة ،١١٤٧١ نرص مدينة السفارات، حي الفتح، عمارات ٥٤العربية مرص جمهورية

+ ٢٠٢ ٣٥٣٦٥٨٥٣ فاكس: + ٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥٢ تليفون:[email protected] اإللكرتوني: الربيد

http://www.hindawi.org اإللكرتوني: املوقع

هنداوي ملؤسسة محفوظة الغالف وتصميم بصورة الخاصة الحقوق جميعللملكية خاضعة العمل بهذا الصلة ذات األخرى الحقوق جميع والثقافة. للتعليم

العامة.

Cover Artwork and Design Copyright © 2011 HindawiFoundation for Education and Culture.All other rights related to this work are in the public domain.

Page 5: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

املحتويات

7 واملسلمون اإلسالم15 واإلمام هانوتو بني اإلسالمية املسألة35 األهرام جريدة لصاحب هانوتو مع حديث43 اإلمام األستاذ رد59 واإلسالم هانوتو75 اإلسالم أصول85 والسلم الحرب يف93 األصول هذه نتائج95 والعقلية األدبية بالعلوم املسلمني اشتغال105 العرشين القرن أوائل يف اإلسالم121 تزول علة الجمود127 أوربا ومدنية اإلسالم

Page 6: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä
Page 7: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملسلمون اإلسالم

صناعي عالم اإلنسان

شهيد﴾ وهو مع الس ألقى أو قلب له كان لمن لذكرى ذلك يف ﴿إن

واالخرتاع، لإلبداع وهداه لنفسه. العمل سبيل له ويرس صناعيا، عاملا اإلنسان هللا خلقأحواله جميع عىل فهو بقائه، ودعامة وجوده ركن جعله بل يديه، صنع من الرزق له وقدرمعالجة من وأقواته أعماله، صنيعة وحضارة وبيد ورفاهية، وخشونة وسعة، ضيق منعمل من والوجى والربد الحر يقيه وما ورسابيله املاشية، عىل قيامه أو بالزراعة، األرضما وجميع وتفكريه، تقديره مظاهر إال ليست ومساكنه وأكتانه خصفا، أو نسجا يديهنفض ولو أفكاره، ومجايل أعماله صور هي إنما ونعيمه، ترفه دواعي من فيه يتغنمهمن نفسا ليستجديها للطبيعة، كفيه وبسط الزمان، من ساعة لنفسه العمل من يديهأستاذ إىل محتاج وإبداعه صنعه يف وهو العدم، هاوية إىل دفعته بل عليه به لشحت حياةيعمل كيف يعمل حياته وحاجات معيشته لوازم لتوفري يعمل فكما يرشده، وهاد يثقفهصناعي عالم الحيوية شئونه جميع يف فهو صنعه، من أيضا فصنعته يعمل، أن وليقتدرهذا العمل. آللة العامل كحاجة إليها حاجته آثارها، من بعيد الطبيعة عن منفصل كأنه

ومسكنه. وملبسه ومرشبه مأكله يف اإلنسان هووالتعقل اإلدراك من النفسية، أحواله إىل النظر من طريقا وخذ الحالة هذه يف دعهوجبنته، شجاعته صناعيا، عاملا أيضا فيها تجده الروحية، واالنفعاالت واإلخالصوامللكاتيشابهها وما ورشهه، عفته ولينه، قسوته ونذالته، شهامته وبخله، كرمه وصربه، جزعهمن نفسه يف يودع وما األوىل تربيته يف يصادفه ملا تابع جميعا والنقائص الكماالت منومطامح ميله ومذاهب تعقله ومناهج أفكاره مرامي بينهم وتربى فيهم نشأ الذين أحوال

Page 8: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

وعنايته الطبيعية الخوض يف البحث إىل ركونه أو اإللهية، األرسار إىل ونزوعه رغباتهبالحركات يرتبط ما وكل فيه الرأي بادئ عند وقوفه أو يشء، كل يف الحقيقة باكتشافهأما واملخالطون، والعشائر واألقوام واألمهات اآلباء لديه اختزنها ودائع هي إنما الفكريةفال الطبيعية الغوايش وسائر البدن وتركيب الدماغ وشلل املزاج ونوع واملربى املولد هواءوالقابلية، االستعداد يف يكون ما إال الروحانية، والصفات النفسية األعراض يف لها أثروأفكار املعارشين أحوال من النفس يف ينطبع وما الرتبية فإن األثر، ذلك يف ضعف عىلمن ومعقوالت تتجدد، أفكارا إن نعم الطبع. يف أودع يكن لم وكأن به تذهب املثقفنيأن ويظن السابقني فيها الالحقون يفوق حتى تعلو، وهمما تسمو، وصفات تتولد، أخرىونتيجة غرس ما ثمرة أنه فيه الحق ولكن االكتساب، آثار من ال الطبيعة ترصف من هذاصناعي. عالم روحه وصفات عقله يف فاإلنسان مصنوعا، يتبع مصنوع فهو كسب ما

إنما البدنية، األعمال إن هذا، مع تذكر، هل ولكن العقالء، فيه يرتاب ال مما هذاأظنك البدن؟ عىل القاهر السلطان هي الروح وإن الروحية، والعزائم امللكات عن تصدرموضوعنا عىل الدخول قبل إنما األذهان، عن يغرب ال مما ألنه تذكري إىل فيه تحتاج ال

يجحدها. منكرا أظن وال الدين، يف حق كلمة أقولاملبرشين عن العقول تتلقاه البرش، إليه والداعي ومعلمه إلهي وضع الدين إنوالدراسة بالبالغ عنهم ومنقول بالوحي، هللا يختصهم لم ملن منسوب فهو واملنذرينوتصطبغ األفئدة يف ويرسخ بالقلوب يمتزج ما أول األمم جميع عند وهو والتلقني والتعليممن عنه نشأ ما عىل األبدان وتتمرن والعادات امللكات من يتبعها وما بعقائده النفوسواإلرادات، العزائم من يطاوعها وما األفكار عىل السلطة فله وحقريها، عظيمها األعمالصقيل لوح نشأته يف اإلنسان وكأنما بدنها، به تدبر ما إىل ومرشدها الروح سلطان فهوعىل يطرأ وما وإرشاده بدعوته األعمال سائر إىل ينبعث ثم الدين، رسم فيه يخط ما وأوليف الجرح كأثر فيه طبعته تبقى بل الصفات، حتى شاذ نادر هو فإنما غريه من النفوس

االندمال. بعد البرشةنأتي وإنما الذيل، طويل بحث اإلسالمية والديانة املسيحية الديانة فموضوع وبعد

تفصيل. عن ينبئك إجمال عىل به

8

Page 9: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملسلمون اإلسالم

املسيحية الديانة

القصاص برفع وجاءت يشء، كل يف وامليارسة املساملة عىل بنيت املسيحية الديانة إنسلطان لكل الخضوع بوجوب ووعظت وبهرجها، الدنيا ونبذ والسلطة امللك وإطراحالشخصية املنازعات عن واالبتعاد للسالطني، السالطني أموال وترك بها، املتدينني يحكماأليرس». له فأدر األيمن خدك عىل «منرضبك اإلنجيل: وصايا ومن والدينية، بل والجنسيةالباقية الحقيقية والوالية فانية، وهي األجساد، عىل واليتهم إنما امللوك أن أخباره ومنأن من قلنا ما ويالحظ الديانة هذه مباني عىل يقف فمن وحده. هلل وهي األرواح عىليتبعه اإلرادة يف أثرا خيال لكل أن مالحظة مع األفكار عىل العظمى الشوكة صاحب الدينالسلمي الدين بهذا اآلخذين أطوار من العجب كل يعجب حسبه، عىل البدن يف حركةورفه الحياة هذه بزينة واملباهاة املفاخرة يف يتسابقون فهم إليه، عقائدهم يف املنتسبنيوالتغلب املمالك افتتاح يف ويسارعون لذاتها، استيفاء يف حد عند يقفون وال فيها، العيشاخرتاع يف ويبدعون الحرب، فنون من جديدا فنا يوم كل ويخرتعون الشائعة األقطار عىلويبالغون غريهم، عىل بها ويصولون بعض، يف بعضهم ويستعملها القاتلة، الحربية اآلالتنظامها، أحكام يف عقولهم ويرصفون القتال، ميادين يف سوقها وتدبري الجيوش ترتيب يفدينهم أصول وإن وأصعبها، الفنون أوسع من العسكري الفن بها صار غاية وصلوا حتى

غريها. طلب إىل االلتفات عن فضال أمالكهم بحفظ العناية عن لعقولهم صارفة

اإلسالمية الديانة

ورفض والعدة واالفتتاح والشوكة الغلبة طلب عىل أساسها وضع فقد اإلسالمية الديانة أماتنفيذ عىل الوالية صاحب بها القائم يكون ال سلطة كل ونبذ رشيعتها يخالف قانون كلحكما يحكم املنزل، كتابها من سورة يقرأ ومن الديانة هذه أصول يف فالناظر أحكامها.جميع يسبقوا وأن العالم، يف حربية ملة أول يكونوا أن البد بها املعتقدين بأن فيه ريبة الالفنون من يلزمها فيما والتبحر العسكرية العلوم وإتقان القاتلة اآلالت اخرتاع إىل املللا م لهم وا ﴿وأعد آية: يف تأمل ومن وغريها. والهندسة األثقال وجر والكيمياء كالطبيعةبحب صبغ فقد الدين بهذا صبغ من أن أيقن الخيل﴾ رباط ومن قوة ن م استطعتمفضال البرشية الطاقة بقدر إليها والسعي سبيلها له يسهل ما إىل وسيلة كل وطلب الغلبةحرم اإلسالمي الرشع أن الحظ ومن عليه، غريه تغلب من واالمتناع باملنعة االعتصام عن

9

Page 10: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

العسكرية الفنون معرفة يف الشارع رغبة مقدار انكشف والرماية السباقة يف إال املراهنةلهذه الدين بهذا املتمسكني أحوال من الدهشة تأخذه ذلك كل مع ولكن عليها، والتمرنبالرباعة عناية لهم وليست لوازمها طلب يف ويتساهلون بالقوة يتهاونون يراهم إذ األوقاتعليهم، واجب أول كان فيما سواهم األمم فاقتهم حتى اآلالت. اخرتاع يف وال القتال، فنون يفتحت منهم كثري وسقط واآلالت، الفنون تلك من إليه يحتاجون فيما لتقليدها واضطروافكره حار الديانتني بني وازن ومن ألحكامها1 ورضخوا لها واستكانوا مخالفيهم سلطةالثانية؟ قبل األوىل الديانة أبناء بأيدي وغريهما واملرتاليوز الكروب مدفع اخرتع كيفأحكمت وكيف اآلخرين؟ عند وجودها قبل األولني ديار يف مرتني بندقية وجدت وكيفأهل دون والسلم السالمة أهل بسواعد البحار مغالق وأخذت البواخر ودرعت الحصون

والحرب؟ الغلبةاستكناه دون البصري الخبري يقف ال لم نطاسيا، كان وإن الحكيم يحار ال لمنفوس يف الديانتني لرسوخ كافية تكن لم املاضية واألحقاب الخالية القرون هل الحقيقة؟

بعراهما؟ املستمسكني

دينه؟ كل نبذ هل

عىل دينهم يف النصارى اقترص هل بعيدة؟ أجيال من دينهم عقائد دين كل أهل نبذ هلمن اإلنجيل آيات بعض تخللت هل نون؟ بن يوشع سرية واقتفاء موىس برشيعة األخذيشء ألقي أو املسلمني، منابر عىل تتىل التي واملواعظ الخطب بني يدرى وال يدرى حيثتبدلت هل دروسهم؟ محافل يف يرتبعون عندما ونارشيرشيعتهم معلميهم أماني يف منهاعىل فيهما األبدان استبدت هل فيهما؟ الطبيعة مجرى تحول هل امللتني؟ يف هللا سنةالدين، سلطة من األفكار انفلتت أو والخيال الفكر سوى دبري لألرواح وجد أو األرواحهل فيها؟ مؤثر وأقوى عليها حاكم أول وهو بنقشته، االنتعاش عن النفوس تغاضت أو

ولكن عبده، محمد اإلمام األستاذ عرص يف جميعا العرب حالة عليه كانت ملا صحيح دقيق وصف هذا 1

العربية واألمة خاصة، املتحدة العربية الجمهورية فيه عنيت الذي الحارض الثورة عهد يف تبدلت قد اآليةالنهوض جانب إىل الخيل﴾ رباط ومن قوة ن م استطعتم ا م لهم وا ﴿وأعد الكريمة: اآلية باتباع عامةقائمة مازالت التسليح إىل الدعوة ولكن والذخرية. األسلحة مصانع مظاهره وأعظم أهم ومن بالتصنيع،

والغرب. الرشق يف وإسالمية عربية أمة ولكل القادمة، ولألجيال الجيل. لهذا وقت كل يف

10

Page 11: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملسلمون اإلسالم

أن عساه ماذا ومسبباتها؟ األسباب بني النسب تنقطع هل معلوالتها؟ عن العلل تتخلف— األجناس اختالف إىل هذا أينسب املعميات؟ وحل املساتري كشف إىل العقول يرشدأينسب — الدانية األنساب نفي ويتقاربو واحدة أصول إىل يرجعون امللتني أبناء من وكثريويتجاورون البلدان طبائع يف يتشابهون القبيلني من وكثري األقطار، اختالف إىل هذااألبصار بهرت أعمال دينهم شبيبة يف وهم املسلمني من يصدر ألم األمكنة؟ مواقع يفواستولوا املمالك دوخوا الذين والرتك والعرب فارس مثل منهم يكن ألم األلباب؟ وأدهشتاملدافع أشباه نارية2 آالت الصليبية الحروب يف للمسلمني كان فيها. السيادة كريس عىلتاريخ يف (إنكليزي) رسجم ملكام ذكر … أسبابها معرفة عن وغابوا املسيحيون لها فزعيف السبب هي وكانت باملدافع، الهند وثنيي يحارب كان الغزنوي3 محمودا أن الفرسيعرفون العهد لذلك املسيحيون كان وما الهجرة، من (٤٠٠) سنة يديه بني انهزامهمقواعد يف يكن لم ما إىل فقدمها املسيحية امللة بأيدي أخذ الدهر من عون فأي منها. شيئاالوسائل تعاطي عن فأخزتهم املسلمني صدور يف دفعت صدماته من صدمة وأية دينها؟التخالف لهذا البد أن ويظن للعجب، وموضع للحرية مقام دينهم. مفروضيف أول هو ملا

رشطنا: ما عىل نجمل ولكن يطول وتفصيله نعم سبب، منأبناء من األوروبية املمالك يف دعوته وعمت ظله امتد إنما املسيحي الدين إنوعلومهم السابقة أديانهم عن ورثوها وعادات وملكات وآداب عقائد عىل وهم الرومانيني،وداخلهم عقولهم، ومذاهب لعوائدهم مساملا إليهم املسيحي الدين وجاء األوىل، ورشائعهمعىل كالطراز فكان والقوة البأس مطارق من ال الخواطر ومسارقة اإلقناع طرق منالداعية اإلنجيل صحف فإن هذا ومع أسالفهم، عن ورثوه ما يسلبهم ولم مطارفهم،مذخورة كانت بل الناس، من الكافة يتناوله مما العهد كسابق تكن لم والسلم للسالمة

مخرتعوها. هم من بالضبط يعرف وال اإلغريقية» «النار باسم العرب أيام عرفت التي هي النارية، اآلالت 2بينهما الفرق أن غري مولوتوف» «سلة باسم الثانية العاملية الحرب أيام عرف مما تكون ما أقرب وهيأما تقع. حيث النريان فتشتعل العدو، عىل املقالع يشبه بما وتقذف ملتهبة مواد تحمل كانت األوىل أن

واحد. موضع من بدال مواضع عدة يف تنفجر قنابل عدة فتحمل مولوتوف سلةودخل «أفغانستان» غزنة فتح متدينا، مسلما وكان التاريخ، رجال أشهر من الغزنوي محمد السلطان 3

اإلسالمي. الدين فيها وأدخل غازيا، الهند

11

Page 12: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

الترشيع منصب يف أنفسهم أقاموا ملا الرومانيني4 األحبار إن ثم الروحانيني، الرؤساء عندالدينية بالعقائد النفوس يف آثارها التحمت الدين دعوة إليها ودعوا الصليب محاربة وسنواوافرتقوا أوربا، يف املسيحية عقائد تزعزع األثر عىل ولحقها األصول، مجرى منها وجرتجراثيم يف أجدادهم أودعه ما وميض وعاد سلطته، يف الدين تنازع مذاهب وذهبوا شيعابراعتهم وكانت فيها، الفكر مجال لهم وانفسح كثرية، فنون يف وتوسعوا رضاما، وجودهم

الفنون. سائر يف لرباعتهم مساوقة والدفاع الحرب آالت واخرتاع العسكري الفن يفحظا، حربي كمال كل عن وأخذوا نالوا، ما دينهم نشأة يف نالوا أن فبعد املسلمون أماالنزال وعلوم املقارعة فنون يف امللل سائر تقدموا بل بسهم، عسكري فخار كل يف ورضبوامنها، ليس ما بأصوله وخلطوا فيه، وأبدعوا الدين بلباس أقوام فيهم ظهر واملكافحة،بالنفوسحتى وامتزجت اخرتقتها، حتى األذهان يف ورضبت الجرب، قواعد بينهم فانترشتوما والرابع الثالث القرن بني فيما الزنادقة أدخله ما إىل هذا األعمال، عن بعنانها أمسكتتثبتها وال للنظر تبدو خياالت وعدوها الوجود مظاهر أنكروا الذين السفسطائيون أحدثهعليه هللا صىل الرشع صاحب إىل ينسبونها األحاديث، من النقل كذبة وضعه وما الحقائق،بالعقول منها يلصق ما وأن الغرية، لروح القاتل السم وفيها الكتب، يف ويثبتونها وسلمالصحيح ببيان وقيامهم الحق أهل وتحقيق العزائم، يف وفتورا الهمم يف ضعفا يوجبالتعليم يف النقص حصول بعد خصوصا العامة، عن تأثريه يرفع لم ذلك كل من والباطلالنبي إليها دعا التي الثابتة ومبانيه الحقة، دينهم أصول إىل الكافة إرشاد يف والتقصريمخصوصة، دوائر يف منحرصة إال القويم طريقها عىل الدين دراسة تكن فلم وأصحابه،نعاني الذي وهو لتقهقرهم، املوجب بل وقوفهم، يف العلة هو هذا لعل ضعيفة. فئة وبني

منه. السالمة هللا نسأل مما اليوم عنائه منوإن رعايته، عن املسلمني قلوب ورصفت الدين غشيت التي العوارض هذه أن إالتدافع باملرة يحرموها لم التي الصحيحة االعتقادات وبني بينها لكن كثيفا، حجابها كاناملزاج، وقوة املرض بني كاملدافعة والباطل الحق بني واملنازعة ينقطع، ال وتغالب دائميف يلوح وميضبرقه يزال وال نفوسهم بها هللا صبغ صبغة أول هو الحق الدين إن وحيثاألغيان، سحاب وينقشع ضياؤها يسطع أن يوما فالبد العارضة الغيوم تلك بني أفئدتهم

إنقاصا هذا يف أن يعتقدون كانوا ألنهم األمر بداية يف املسيحي الدين قيام الرومان األباطرة عارض لقد 4الدينية. عن فضال الزمنية سلطتهم من

12

Page 13: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملسلمون اإلسالم

عليهم القائم وهو الحق، وإمامهم املنزل، كتابهم وهو املسلمني بني يتىل القرآن ومادامكل من املنعة وطلب املعتدين، ومغالبة واليتهم، عن والدفاع حوزتهم، بحماية يأمرهممثل إىل عودتهم يف نرتاب ال فإننا طريقا، لها يخصص وال وجها، لها يعني وال سبيل،فنون يف سواهم من عىل فيتقدمون منهم، سلب ما الزمان مقاضاة إىل ونهوضهم نشأتهمالضياع عن وملتهم الذل عن بأنفسهم وضنا لحقوقهم حفظا واملصاولة واملنازلة املالحمة

األمور. تصري هللا وإىل

13

Page 14: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä
Page 15: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلمام بنيهانوتو اإلسالمية املسألة

اإلسالم عن مقاال الباريسية «الجرنال» جريدة يف فرنسا خارجية وزير هانوتو مسيو كتبكل يف أفحمه بليغ بمقال اإلمام األستاذ عليه فرد املؤيد. جريدة يف نرش اإلسالمية واملسألة

به. جاء ما

فرنسا خارجية وزير هانوتو مسيو مقال

اإلسالمية. واملسألة اإلسالم إزاء اليوم أصبحنايف حاملني تجارى ال برسعة األفريقية القارة شمال آسيا أبناء املسلمون اخرتقولكنهم أوربا، عىل بها تراموا ثم الرشق» «يونان البيزنطيني تمدن بقايا بعض حقائبهماملدنية إىل الوصلة يف أقرب بل آسيا إىل أصلها يرجع مدنية هذا انبعاثهم نهاية يف وجدواالوقوف إىل اضطروا ولذلك املسيحية، اآلرية املدنية وهي أال معهم حملوه مما البيزنطيةأحقابا أقدامهم ثبتت حيث أفريقية إىل الرجوع عىل وأكرهوا وصلوا، إليه الذي الحد عندومن (القسطنطينية) مدينة جهة من طرفاه ينتهي الهالل يزال ال كان ولكن متعاقبة،

كله. الغرب بذلك معانقا األقىص املغرب يف (فاس) ببلدة أخرى جهةالفرنسية الدولة جاءت اإلسالم ملك مقر أصبحت التي األفريقية البقعة تلك يفيف القتال نريان ليرضم بوالدته إسبانيا إىل ينتمي الذي (لويس)1 القديس جاء ملباغتته.

هزمت التي التاسعة الصليبية الحملة قائد وهو املتدين، فرنسا ملك التاسع لويس هو لويس القديس 1لقمان. ابن دار يف نفسه القديس هذا وأرس .١٢٥٠ عام املنصورة يف

Page 16: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

وعاود اإلسالمية، األفريقية باألياالت تهديده يف عرش الرابع لويس وتاله وتونس، مرصعرش التاسع القرن يف إال الفرنسيون تحقيقه إىل يوفق فلم األول) (نابليون الخاطر هذااألوربية، القارات عىل الغارات متابعة يف تني ال كانت التي اإلسالم دولة عىل أخنوا حيثعاما عرشين منذ التونيس القطر وكذلك ،(١٨٣٠) عاما ٧٠ منذ أيديهم يف فأصبحت

.(١٩١٢)الرملية، كثبانها إليها تنتهي الصحراء من أصقاع إىل اآلن قوانا طالئع وصلت قديف فشيئا شيئا اندفاعهم بعد ألنهم ذهولهم وتزايد خصومنا من الباقني اندهاش فعظمحلق وقد بأنفسهم شعروا موئل، أمنع يف صاروا أنهم وظنهم الخبوت، وبطن الفيايفأخربتهم (السنغال) من إليهم الواردة القبائل وكانت الجهات جميع من األوربيون عليهموتوغلوا (وسيجوسيكورو) (وباماكوا) (باقل) إىل منهم وتقدموا امتلكوها األوربيني بأناملقدسة (تمبكتو) مدينة وأن (شاد) وبحرية (النيجر) إىل وصلوا حتى أخرى جهات يفيخرتقون الذين رسلهم أيضا األخبار هذه لهم وأكد أعوام، منذ أيديهم يف سقطت قدو(تجاوندره) (صانعا) جهات أن من لهم ذكروه بما نواحيها ويجوبون الوسطى أفريقيةالبالد لتنظيم األنهار يصعدون الذين األلوان املثلث للعلم الحاملني أقدام وطأتها قدالرشقية األمم عند الشائع التحريف عىل بابور (األصل يف وابوراتهم وإن شئونها، وترقيةنهري عباب تشق البواخر) من بدال بالبابورات البحرية أو النهرية البواخر تسمية منخلفهما، املسرتسل األسود الدخان صورة سطحها عىل وتنعكس و(الشاري)2 (الكونغو)بني رؤوسهم واضعني دورهم أمام جلسوا وقد اليائسني صوت األذان يطرق كان عندئذيشبهونها (فرنسا) عن قولهم ويكررون هللا يدعون وهم والكدر، الغم لكثرة أفخاذهمبقولهم كالمهم ويختمون عليه، السمو له يزال فال قلعه اإلنسان حاول إذا كبري برسادق

مقدورا). قدرا هذا كان (قداإلسالم صدر يف صارت بل اإلسالم مع صلة يف مكان بكل (فرنسا) صارت فقد إذنرؤسائه مقام تجاهه وقامت شعوبه، لسطوتها وأخضعت أراضيه فتحت حيث وكبدهوتتخذ الجندية، لخدمة شبانه وتحشد رضائبه، وتجبي شئونه، اليوم تدبر وهي األولني،األرجاء الفسيحة اململكة تلك القتال. ومواطن الطعان مواقف يف عنها يذبون عساكر منهمالبائدة واألمم السابقة الدول أبقته ملا الوارث هي األفريقية القارة باطن يف أنشأتها التي

أفريقيا. غرب وسط يف شاد بحرية يف يصب الذي هو شاري نهر 2

16

Page 17: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلمام هانوتو بني اإلسالمية املسألة

منبتا األفريقية القارة كانت التي املدنية آثار من و(عرب) (ورومانيني) (قرطاجيني) مناليانعة. لثمارها

اإلسالم خطر

عائالت ال نفسه، إال له مرشد ال مليونا، أربعني أبنائه عدد يبلغ املبادئ جمهوري شعبا إنتقلد الذي هو الوراثة، بطريق الرئاسة يتناولون رؤساء وال الحكم، تتنازعه فيه ملوكيةالشعب ذلك وهو عدده ضعف يساوي حتى ينمو أن يلبث ال آخر شعب إدارة زماملها نعنو التي غري وعادات لتقاليد واملتبع املجهولة، واألصقاع الفسيحة األرجاء يف املنترشاملسيحي اآلري الشعب إليه يحمل الذي األصل السامي اإلسالمي الشعب هو ونحرتمها،ولكن نادرة، املعضلة هذه ورشوط ظروف إن نعم املدنية، وروح ملح اآلن الجمهوري

عليها. واالطالع ملعرفتها جهده يحاول أن الغالب الشعب عىل ليسالبالد تلك (مراكش) يف منا قريب أيضا عنا خارج هو بل فقط فينا اإلسالم ليسقريب — واالشتباه الغموض يف األبد مقدور الحارض وجودها يشبه التي األرسار الخفيةالبحر يف اإلسالم مركز بني األخرية املواصالت بها تتم التي الغرب) (طرابلس يف منايف منا قريب — األفريقية القارة باطن يف اإلسالمية الطوائف وبني املتوسط، األبيضوهو الهندية األقطار يف إياها فصادمتها الربيطانية) (الدولة تصادمت حيث (مرص)مهد عىل أعالمه ونارشا املقدس) (بيت يف قائما يزال ال حيث (آسيا) يف وشائع موجودانبعثت وقد باملاليني، القديمة األرض قارات يف وأشياعه أنصاره وبحسب اإلنسانية،بأن القول إىل البعض ذهب حتى هائال انتشارا فيها فانترش (الصني) بالد يف منه شعبةفيقوم مليون مائة يصريوا أن يلبثون ال الصني يف املوجودين املسلمني مليونا العرشينعىل مكان يوجد ال فإنه الغريب باألمر هذا وليس (لساكياموني)، الدعاء مقام هلل الدعاءالذي الوحيد الدين فهو اآلفاق، يف منترشا حدوده فيه اإلسالم واجتاز إال املعمورة سطحالتدين إىل امليل شدة تفوق الذي الوحيد الدين وهو وأفواجا، زمرا الناس انتحال أمكنعىل أفرغوا وقد املرابطني ترى األفريقية البقاع ففي سواه، دين اعتناق إىل ميل كل بهشعار، كل من أجسامهم العارية العبيد من الوثنيني إىل يحملون البيضاء الحلل أبدانهمينرشون اآلسيوية القارة يف أمثالهم أن كما الدنيا، هذه يف السلوك ومبادئ الحياة قواعدالدعائم قائم الدين، هذا أي هو، ثم اإلسالمي، الدين قواعد األلوان الصفر الشعوب بنيعن املسيحية الشعوب عجزت حيث العليا اآلستانة يف أعني عينها، أوربا يف األركان ثابت

17

Page 18: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

ويفصل الرشقية، البحار عىل منه يحكم الذي املنيع، الركن هذا من جرثومته استئصالبعضشطرين. عن بعضها العربية الدول

وتعمموا الصوف، بثياب تدثروا وقد والدراويش العلماء ترى يلدز قرص باحات يفالخاطر يف يمثلون هناك هم الدول. سفراء بجانب األرائك عىل جالسني الكبرية، بالعمائمتحريك تطابق بكلمات ينبسون مقاعدهم، من يتحركون ال وليلة ليلة ألف أشخاصلوم. توجيه أو طلب لعرض املقابالت يف دورهم مجيء منتظرين السبح، حبات أيديهمأصقاع أو أسيا أرجاء يف (مراكش)، يف أو (اآلستانة) يف يقيمون ممن املسلمني وكلمع يركعون القوافل، مع سارين أو أماكنهم يف واقفني حرض، أو كانوا بدو من أفريقية،شطر جميعا وجوههم مولني بالرتاب، يتيممون أو يتوضئون الصالة، حانت إذا الراكعنياإلسالمبولية، بالسرتة يتزيون أو الواسعة، الثياب يلبسون الذين منهم وسواء الكعبة،واليطقان السيف يضعون والذين رءوسهم، عىل العمائم أو الطربوش يلبسون والذينيف السياسة علوم يدرسون أو الجامعة، برلني مدرسة يف العلوم يتلقون أو نطاقهم، يفالتي األرض هي املقدسة، األرض هي واحدة، جهة شطر وجوههم يولون فإنهم باريس،جسمه تتضمن التي األرض هي محمد، فيها عاش التي األرض هي الصحراء، تكتنفهااألرض هي وهيبة، حياء الوجه مغطى إال إليه الوصول عىل أحد يجرس ال قرب يف املبارك،هللا بيت إىل األبدي الحج هي مستمرة، بحركة األبناء إليها ويعود اآلباء منها جاء التيويمدون املقدس، املكان هذا إىل بطرفهم يرنون أبيهم بكرة عن املسلمني وجميع الحرام،يكن ولم منهم مات ومن إليه، العودة بأمل إال الحياة يف لذة يجدون وال أعناقهم إليهسطح عىل املسلمني جميع إن القول وخالصة وحرسة. أسف عىل مات الحج فريضة أدىالتي الوجهة إىل أفكارهم ويوجهون أعمالهم يدبرون بها واحدة، رابطة تجمعهم املعمورةوتسكن بحركته تتحرك أشياء به تتصل الذي املتني السبب تشبه الرابطة وهذه يبتغونها،— الكعبة من اقرتبوا ومتى املغناطيسية. قوة إليه تنتهي الذي القطب هي بل بسكونه،املحاط األسود الحجر من املقدس— املاء منه ينبع الذي زمزم برئ من — الحرام البيت منأمنيتهم بأنفسهم وحققوا العالم، رسة إنه عنه يقولون الذي الركن من — فضة من بإطارالخالق بجوار للفوز العالم من أقىصمدى يف بالدهم مبارحة عىل استحثتهم التي العزيزةالصالة أداء عىل فتهافتوا أفئدتهم، يف الدينية الحمية جذوة اشتعلت — الحرام بيته يفوالسكوت، السكون فيعم هللا» «باسم بقوله: العبادة مستفتحا اإلمام وتقدمهم صفوفاالخشوع ويمأل الصفوف، تلك يف املصلني من األلوف عرشات عىل أجنحتهما وينرشان

18

Page 19: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلمام هانوتو بني اإلسالمية املسألة

أكرب» «هللا قائلني: ذلك بعد جباههم تعلوا ثم أكرب» «هللا واحد بصوت يقولون ثم قلوبهم،العبادة. معنى يمثل خاشع بصوت

إسالمنا عن غريب واحد فكر جامعة تجمعه الذي الخارجي اإلسالم هذا أن تظنوا والالحقيقة يف ليست مسيحية شعوب تحكمها التي البالد كانت وإن ألنه به، له عالقة والصحيح مسلم كل قلب يف وموقرة عزيزة تزال ال فإنها حرب»3 «دار هي وإنما سالم بدارفيه حبست قفص حول األسد تحوم كما قلوبهم حول يحوم يزال ال والغضب اإليمان.تمنعها املتانة من بدرجة وال متقاربة ليست القفص هذا قضبان كانت وربما صغارها،

بينها. من إليهم الدخول عناملقلمة البيضاء بأرديته مدثرا اللون شاحب فقريا درويشا وبلداننا قرانا يف ترىهذا — يشء ذلك عن يلويه ال نبيه، عىل والصالة هللا بذكر لسانه يلهج سوداء بخطوطاألقطاب حوادث راويا قرية، إىل قرية ومن خيمة، إىل خيمة من ينتقل الذي الدرويشالحقد بذور توجه وأينما حل حيثما القلوب يف يبذر إنما اإلسالم، مشايخ من واألولياء

علينا. والضغينةاأللوف سلكها يف ينخرط لها، عداد ال وطرائق طوائف إىل منقسم اإلسالمي العالم إندائرة يف الداخلة باألرض زوايا وال مراكز الغالب يف لها ليس ولكن املسلمني رعايانا منوال انقطاع بال يخرتقون الكثرية واملذاهب الطوائف هذه يف العاملني أن األمر وغاية نفوذنا،ويكرمون وفادتهم، ويحسنون بالرتحاب، أهلوها فيستقبلهم األفريقية، مستعمراتنا توانما عدا هذا شاة، له ينحر أن من أقل له إكرامهم يف يرى ال منهم الفقري أن حتى مثواهم،ما يبلغ التي السنوية املالية املرتبات من أو واإلحسان، الرب ذوي صدقات من له يجمعهيستوجب مما وهذا عام، كل الفرنكات من ماليني ثمانية منها وحدهم الجزائر أهايل يدفعهيتجاوز ال الجزائر أهايل من سنة كل الرضائب من نجبيه ما مقدار ألن والدهشة العجب

املبلغ. هذا ضعفعالقتهم كانت وربما السكون، إىل أعضاؤه يخلد ما والطوائف الطرائق تلك بني ومنالتي الرابطة ألن إال ذلك وما يرام. ما أحسن عىل وتونس الجزائر يف حكومتنا رجال معقد األفريقي اإلسالم أصابت التي الفوىض وألن الوهن، اعرتاها قد ببعض بعضهم تربط

املرتبص العدو سكنى مناطق باألخرية ويقصدون الحرب، ودار السالم دار داران: املسلمني عند كان 3

بالثغور. فتسمى الحدود مدن أما اإلسالم. حدود عىل

19

Page 20: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

عظيما، مبلغا منها العصبية شدة بلغت غريها طوائف توجد ولكن منهم، نصيبها أخذتالشيخ أسس وقد الحارضة، املدنية كراهة وعىل املؤمنني، غري كفاح مبدأ عىل مؤسسة ألنهاله خطريا مذهبا الجزائر يف أمالكنا تيل التي األصقاع عن بعيدة ليست جهة يف السنويسالتي الواحة من يومني مسرية عىل الواقعة جغبوب بلدة الشيخ هذا ومقر وأنصار، أشياعيف التشديد مذهبهم ومن (كوفرة). إىل أوالده هاجر وقد آمون4 اإلله هيكل بها قائما كانما بسبب العلية الدولة مع ما بعالقة يرتبطون ال زمنا لبثوا وقد الدينية القواعد رعايةتلطفت قد الشديدة أخالقهم أن يظهر ولكن العالقات، من املسيحية الدول وبني بينهاالتي الدسائس حبائل طرح من يمنعهم لم هذا أن غري العلية. الدولة من أخريا فتقربوااألمر يكن ولم الجنوبية، أفريقية يف لصالحها مفيد عمل كل عن بعثاتنا رجال أوقفتالعرب وبالد وبالشام نفسها باآلستانة توجد فإنه األفريقية، القارة وسط عىل مقصوراويخىش قرب من علينا وتضغط أطرافها بنا تحيط رسية ومؤامرة خفية عصابة ومراكش

الطرف. أغمضنا إذا تفرتسنا أنهاتناقلوها رسية، ألوامر ينقادون الجزائر يف الوطنيني رعايانا حديث زمن من نرى كناإىل والذهاب أوطانهم، ملهاجرة منهم واألفواج الزمر بتأليف تقيضعليهم وكانت باألفواه،

املرجو. األمن حيث الصغرى آسياأفكار وطي الفتوح، ثنيات يف موجودة تزال ال الخطر جراثيم أن تقدم مما يؤخذليس نعم هممهم. تثبط لم ولكن بهم، حاقت التي النكبات أتعبتهم الذين املقهوريناإلسالمي العالم ألفراد الجامعة اإلخاء رابطة ولكن املقاومة، هذه يديرون رؤساء ملقاومتهمواملسألة اإلسالمية املسألة تجد اإلسالم مع عالئقنا مسألة ففي بالرئاسة، كافلة بأرسهوهذا ببعض، بعضها واالرتباط االتصال شديدة والخارجية الداخلية واملسائل الدينية

سنبينه. كما ومتعذرا صعبا حلها يجعلكلمات وهي والحساب، واملغفرة بالقدر ترتبط التي هي دين كل يف األساسية املسائلأنها مع تفهمها، يف امللك بوعورة االعتقاد النفس يف تلقي دينية، بصبغة مصبوغة ثالث

عن يغيب وال الواحة. هذه يف يقع كان آمون اإلله معبد أن املعروف ومن سيوة. واحة به يقصد لعله 4إله من أخذ حيث فيها املعبد هذا حرم ودخل الواحة، هذه زار قد املقدوني األكرب اإلسكندر أن البالAlexander األكرب «اإلسكندر بعنوان كتابه يف تارن و. املؤرخ هذا ذكر وقد العالم. بحكم تفويضا آمون

.«The Great

20

Page 21: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلمام هانوتو بني اإلسالمية املسألة

إن مرامها. وتعذر منالها صعب مهما بها والعلم عليها الوقوف ينبغي التي األمور منبعبارة هو أو اإللهية الحرضة إىل الوصول طريق لإلنسان تمهد التي الوسيلة هو الدينبقدرته الخالق فهل ذلك، تقرر إذا الخالق. يدي بني املخلوق وقوف يف الواسطة أخرىيحيد ال بحيث الرسمدية إرادته بمقتىض للعمل استعدادا املخلوق نفس يف يودع املطلقةواختيار بحسبها يعمل خاصة إرادة خلقه تم متى لإلنسان أم اإلرادة، هذه به تأمره عمامطلقة إرادة وسواه هللا خلقه الذي لإلنسان وهل منه؟ أسمى اختيار من يستمد ال مستقلالربانية القدرة إىل ورش خري من أعماله جميع ترجع أم ذاته، يف مطلق وترصف نفسه من

فيه؟ لوجوده واملسببة الكون زمام عىل القابضةمن دين يوفق لم التي والفلسفية الدينية الخالفات تنحرص البحث هذا دائرة يفمع العقل، ويرضاها اإلدراك بها يقتنع بكيفية حسمها إىل فلسفي مذهب وال األديانفيها بحث طاملا إذ الحديث، باألمر يكن لم السامي الغرض هذا إلصابة فيها البحث أناملتأخرين. وعلماء فالسفة كحظ منهم حظهم وكان حال، لها يجدوا فلم األقدمني فالسفةبينهما فيما تشاطرا مذهبان وجد أنه اآلن إىل السالفة األعرص منذ عرف ما وغايةالعظمة يف الربوبية بتناهي يقول منهما فاألول املهمة، الوجهة تلك من البرشية العقائدمرتبة رفع إىل الثاني ويذهب الوهن. ودرك الضعف حضيض يف اإلنسان وجعل والعلو،أتاه وبما وإرادة، إيمان من عليه فطر بما اإللهية الذات من القربى حق وتخويله اإلنسان

وحسنات. صالحات أعمال منإغفال عىل اإلنسان تحريض هي األول الفريق بمذهب لالعتقاد الطبيعية والنتيجةنتيجة تسوقه بينا عزيمته وإيهان همته، وتثبيط فؤاده، يف القنوط وبث نفسه، شئونالتنافس غمرات يف به وتلقي والعمل، الجالد ميدان إىل الثاني الفريق بمذهب االعتقادبالتجرد، عليهم يقيض بدين يدينون الذين البوذية الفريقني عىل األمثال ومن الحيوي،يدينون الذين اليونان وقدماء اإللهية5 الذات يف يفنيان والكون اإلنسان أن قواعده من إذبالعمل الدين هذا عليهم يقيض املادية، أوصافه يف باإلنسان اإلله تشبيه قواعده من بدين

عرف الذي بوذا املعلم هدف وكان العالم. هذا وجه عن الجهل نقاب كشف هي «بوذا» كلمة معنى 5

بوذا إىل — إليه ينسب قديم نص يف جاء فقد وآالمها. الحياة متاعب من النفس خالص هو االسم بهذاييل: ما أجلها من كافح التي الرسالة حقيقة ويوضح —

21

Page 22: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

بحسناته اآللهة عداد يف يعترب أن يمكنه «البطل» أو اإلنسان بأن العتقادهم والحياةوخرياته.

ديانتان، انقضائه من عام خمسمائة بعد القديم العالم أطالل عىل ظهرت وقديف بتلطيف ولكن املتناقضني املذهبني ذينك يف تمثالنه برشية والثانية ربانية إحداهماواملقطوعة اآلريني آثار واسطة بال الوارثة املسيحية الديانة فهي األوىل أما التناقض.ومن دوحته، من وغصنا منه مشتقة كانت وإن السامية، مذهب مع باملرة الصالتأن حني عىل اإللهية، الحرضة من بتقريبه اإلنسان شأن ترقية الديانة هذه خصائصالدرك، أسفل إىل باإلنسان تحط السامية مذهب بتأثري املشوبة اإلسالم وهي الثانية الديانة

له. نهاية ال عالء يف عنه اإلله وترفعالديانتني، لكلتا األسايس االعتقاد يف واضحا ظهورا يظهران املختلفان امليالن هذاناألب اإلله أن أي الثالث إىل األصل هذا يف فيذهب املسيحي املذهب أما األلوهية، أصل وهووبرشا إلها املسيح يسوع فيكون وعليه القدس، روح هي بصلة االثنان واتصل االبن أوجدالجنس ذنب يمحو برشي إله وجود رضورة من أصوله املشتقة الرسي الثالوث هذا —أبنائه عدد يبلغ املبادئ جمهوري شعبا إن اقرتفها، التي الخطيئة من ويفديه البرشيتمسكا االعتقاد بهذا ويتمسك الرب، بوحدانية يعتقد الذي املسلم يرفضه مليونا، أربعني

هللا». إال إله «ال يقول: حيث شديدايحملهم هو إذ للثقة، وأجلب وأعىل أخف هو القبيل هذا من املسيحيني إدراك أن غريموصولة الجليلة ذاته وبني بينهم الوسائط حيث هللا إىل تقربهم التي األعمال إتيان عىلوال يتحول ال ناموس بحسب الفضاء يف يهوي كمن ديانتهم تجعلهم املسلمني أن حني يفمستودع هو الذي باهلل واالستغاثة والدعوات الصلوات متابعة سوى فيه حيلة وال يتبدل،

هللا». إلرادة املطلق «االستسالم معناها اإلسالم ولفظة اآلمالاألخرى، بإزاء إحداهما واإلسالمية املسيحية املدنيتني أخرى بعبارة أو الديانتني ترىاألصول من مشتقتان هما إذ لهما، العام املنشأ حيث ببعضمن بعضهما االثنتان وتتصلمتداخلتان إذن فهما واآلداب واملذاهب العقائد من جانبا استمدتا ومنها السامية اليونانية

ليس العقيدة هذه مع الحال كذلك األجاج، امللح هو واحدا مذاقا إال ليس الكبري املحيط كان «ملاوالتحرر». الخالص مذاق هو واحد مذاق إال لها

22

Page 23: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلمام هانوتو بني اإلسالمية املسألة

حيث من الحقيقة يف شاسعة بينهما الخلف مسافة ولكن عدة، وجوه من بعضهما يفالبرشية. والحرية اإللهية القدرة يف البحث

اإلسالم يف رأيان

فيما أتبعناهما اللذين املختلفني الطريقني تفرع األشباه وتلك املناقضات هذه كانت وقدمن شاهده ما عىل وحكمه بحثه منا فريق قرص واملسلمني. باإلسالم العالئق من يربطناوالخصم األلد العدو اإلسالم فرأىيف واإلسالمي املسيحي الدينني بني والخالفات املناقضاتنشأ جذام املحمدية الديانة «إن اإلسالم): (باثولوجيا كتابه يف كيمون املسيو قال األشد.ذهويل وجنون عام وشلل مريع مرض هي بل ذريعا فتكا بهم يفتك وأخذ الناس بنيمعاقرة عىل ويدمن الدماء ليسفك إال منهما يوقظه وال والكسل الخمول عىل اإلنسان يبعثيف الجنون يبث كهربائي عمود إال مكة يف محمد قرب وما القبائح، يف ويجمح الخمورالعقيل والذهول العامة (الرصع) الهسترييا بمظاهر اإلتيان إىل ويلجئهم املسلمني رءوسككراهة أصلية، طباع إىل تنقلب عادات عىل والتعود نهاية، ال ما إىل هللا لفظة وتكرارما وترتيب املاليخوليا أو والليمانيا الروحاني والجنون واملوسيقى والنبيذ الخنزير لحم

إلخ». إلخ … اللذات يف والفجور القسوة أفكار من يستنبط(كالفهد مفرتسة وحيوانات ضارية وحوش املسلمني أن يعتقدون الكاتب هذا أمثالوالحكم أيضا) يقول (كما خمسهم إبادة الواجب وأن كيمون) املسيو يقول كما والضبع(وهذا اللوفر متحف يف محمد رضيح ووضع الكعبة، وتدمري الشاقة، باألشغال الباقني عىلقد ولكن كذلك؟ أليس … البرشي للجنس مصلحة وفيه بسيط حل وهو … قوله) أيضاهؤالء يهب أن الجائز من وأن مسلم مليون ١٣٠ نحو يوجد أنه الكاتب خاطر عن برح

دينهم. بيضة عن والذود أنفسهم عن للدفاع «املجانني»ومدنيتنا ديننا مع يتصالن ومدنية دين اإلسالم أن إىل الرأي هذا أصحاب غري ويذهبكعبا وأسمى مبدأ أرقى اإلسالم فاعتربوا منهم البعض وتطرف والتصاحب، اإلخاء بعروةاإلسالم أن ومقرا معرتفا سابقا) ياسنت (القس لوازون املسيو قال املسيحي. الدين منأن املفقود دينهم يلتمسون الذين للفرنسيني ونصح ومحورا، محسنا املسيحي الدين هواإلشارة سبقت الذين غري قوم ويذهب املنشودة ضالتهم عىل للعثور باإلسالم يستعينوامؤرخي أحد دونه ما عىل ذلك يف مستندين وتبجيله، اإلسالم احرتام وجوب إىل إليهماألفريقية لألمم قنطرة اإلسالم «إن قال: حيث كرديناال بعد فيما صار الذي الكنيسة

23

Page 24: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

هذه والحالة الواجب فليس املسيحية، ضفة إىل الوثنية ضفة من بواسطتها ينتقلونبأن وتعضيده رعايته من البد بل والتسامح، بالتساهل اإلسالم معاملة عىل مقصوراملدنية رائدا وجعله واملدارس، املساجد عىل األرزاق وترتيب نطاقه، توسيع يف نسعى

البالد». فتوح عىل به تستعني وآلة فرنساواملساملة، والتلطف االعتدال درجات من بينهما بما السائدان الرأيان هما هذانكثريا لوحظ وقد واحد. حيز يف وموجودان ببعض بعضهما متصل افرتقا، وإن ولكنهماوسلك املبدأين، بني حار قد املستعمرين أبنائنا أو وكالئنا أو موظفينا أفراد من فرد كل أناملتناقضني القطبني من قطب نحو مليوله طبقا املسلمني تجاه لنفسه رسمها التي الخطة

بينهما. وسط وال املتعصبون، وباآلخر املتطرفون بأحدهما يوجد اللذينوالتنفيذ، الفعل مجايل إىل االعتقاد مكان من برزت التي املتعاكسة امليول وتلكالشكوك إىل وأدت واإلدارية، والسياسية االجتماعية أعمالنا يف التناقض أحدثت التي هييف سيما وال حكومتنا عليه جرت مما ذلك غري إىل نقض، ما أبرم، ما ونقض والريب،ويتضاعف فشيئا شيئا ينمو الخلل هذا واحدة. وترية عىل السري عدم من األفريقية البالدالوطنيني سكانها مع الجزائر بالد بسوئه يصيب ال أنه يف اإلنسان فكر إذا يوم، كل خطرهعديدة بأكملها قارة نصف عىل يرسي بل فقط، خمسة أو ماليني أربعة عددهم يبلغ الذينيف التجارة وإبطال األهايل عىل األمان رواق بامتداد عددها ويتضاعف وسيزداد السكان،

الرقيق.

خطرية املسألة

إىل للوصول يكفي ال إذ حلها، يف واحد أمر عىل االعتماد من والبد جدا خطرية إذن فاملسألةالعام، الرأي محك عىل أعرضها أن خريت ولذلك كلمات، وتسطري عبارات تنميق الحل هذافعلية، نتيجة إىل للوصول والصواب، العقل عىل انطباقا وأكثرها الوسائل أحكم مبينا

به. ارتباطا وأشدها املسألة تلك ملوضوع األشياء ألزم من هو واحدا شيئا وموردازلت وال — سألت أن تاما، تشكيال األفريقية مملكتنا تشكيل تم وقتما يل سبق قدواملسلمني، اإلسالم مع عالقاتنا يف علنيا بحثا تبحث أن الحكومة — السؤال هذا أكررعىل يتحتم التي الخطة عن البحث هذا ليتجىل عارفني، وعلماء خبريين أناس بمعرفة

عليه. ومحكوم منا حاكم من اتباعها الجميع

24

Page 25: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلمام هانوتو بني اإلسالمية املسألة

فيجد السنغال، أو تونس أو الجزائر إىل يصل بالدنا أبناء من االستعمار يف الراغب إنيريد التي األرض يشرتي منه إذ املسلم، من أعم بعبارة أو العربي، مع اتصال يف نفسهاالتصال هذا عن فبالرغم املعيشية، شئونه يدبر ومعه العاملة اليد يطلب ومنه استنباتها،وتكون الجهل هذا مسافة وتنفرج اآلخر، أحدهما يجهل تراهما والتالصق الجوار هذا وعنأو القايض أو الحاكم أو املوظف وبني األهايل بني العالقة كانت إذا خطرا، أكثر عواقبهوتنفيذ شئونهم، عىل والقيام خصوماتهم، يف بالفصل منوط هو ممن غريهم، أو الضابطأو مستعمراتنا ووزارة بينهم العالقة كانت إذا الجهل ذلك مغبة أسوأ وما بينهم، قوانينناواحد سوى بينهم من يوجد ال ربما وزير، عرش أحد يديرها التي املركزية حكومتنا رجالأمر إليهم عهد التي القصية واألصقاع الواسعة األنحاء خريطة يف النظر أنعما اثنني أو

وتنظيمها. إدارتهاالسلطة هذه ونلنا عواتقنا، عىل املسئولية هذه باحتمال رضينا متى الواجب أن معالخبريين نسأل وأن السلطة هذه استخدام طرق يف النظر ونمعن البحث نطيل أنعىل به نستعني ما معلوماتهم من ونستمد واختربوا شاهدوا ممن ونستفيد والعارفني،فريقا إن اإلسالمي. العالم مع عالقاتنا ومبادئ أصول يتضمن وجيز سيايس متن تحريرومزارعني ومهندسني وأساتذة وضباط موظفني من والعمليني النظريني العلماء من كبرياوطرق معيشته أحوال وجعلوا باملسلم. اتصال عىل يزالون وال كانوا قد ومستعمرينمن نجهله بما ينبئوننا قد أنفسهم املسلمني ولكن ودراستهم. بحثهم موضوع أعمالهكل يف األبحاث كثرت وقد أفاضوا، أجابوا وإذا أجابوا، سئلوا إذا فهم أخبارهم، بقيةنحن الذي األمر يف أحد يفكر ولم الواضحة الرصيحة املوضوعات يف حتى موضوع،علينا تفيض التي بالوسيلة نستعني ال فلماذا والتباسا، غموضا أكثرها من وهو بصدده،املستقيم، الرصاط اتباع يريدون من عىل شعاعا األنوار هذه من ونطرح الحقيقة، أنوارعىل تذاع رسالة الحقائق من عنهما ينبعث بما حررنا والبحث التحقيق تم ما إذا حتىفتنمحي املدارس يف الطالب بني وتنرش واملستعمرين، املوظفني أيدي وتتداولها األلسنة،العثرات، من األقدام وتقال القائمة، العقبات وتزول الكثرية، والرتهات األضاليل آثار بهاعامل، كل نهجها عىل يجري االستعمارية لفرنسا ثابت قانون بمثابة الرسالة تلك وتكونأساس عىل جيل نصف مدة نعيش أن يف سببا كان وربما ثماره، وتجتنى نفعه فيعموال بينهم رابطة ال وطولها البالد عرض يف انترشوا الذين املستعمرين الفرنسيني اختيارفيها. سقطوا زلة أو هفوة عواقب من والحرسة الندم يف باملساء الصباح يواصلون صلة،

هفوتهم. وإصالح عثرتهم من إلقالتهم كافية واحدة كلمة وكانت

25

Page 26: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

أورد الفصل هذا ختام قبل وإنما التحقيق. ذلك نتائج يف يرتاب أحدا أظن ولستطرقها. أقوم من املقصودة الغاية إىل للوصول رضورية أخالها اعتبارات بعض

يف واملسلمون اإلسالمي، العالم يف والدين السياسة بني األكيدة الصلة إىل سابقا أرشتالجامعة حيث من إدراكهم أن غري العام، بإيمانهم قويا شعورا شاعرون الراهنة األحوالعندهم الوطن ينحرص إذ الوطنية، أو املدنية بالرابطة القدماء يسميه كان وما السياسية،اآلن حتى رءوسهم تدخل ولم عقيدتهم. من كان من إال يتوالها أن يجوز فال اإلسالم، يفسببا ذلك فكان مأخذ، أمتن قلوبهم من وأخذت أفئدتهم، من تمكنت التي هذه سوى فكرةلحكومات الخاضعة اإلسالمية البالد يف واملحكومني الحاكمني بني التفاهم سوء حدوث يف

مسيحية.فيه فصلت البالد هذه من بلد يف عظيم انقالب حصل قد ذلك من بالرغم أنه عىلالتونيس القطر به نريد ضوضاء، وال جلبة بدون السياسية السلطة عن الدينية السلطةالقوانني بصيانة الفتح عىل السابق النظام احرتام مؤداها التي الحماية عليه وضعت الذيبواسطة تمكنا بحيث ذلك يف بالغنا وقد الباي، مركز عىل واملحافظة املساس، من والعاداتاألمور شئون عىل املراقبة من وأجريناه فشيئا، شيئا الطفيفة التعديالت من أدخلناه مامن شعور بدون أزمتها عىل والقبض البالد، شئون يف التدخل من والسياسية اإلدارية

أهلها.إحساساتهم، له تنخدش ولم األهلون منه يتألم فلم ولني برسعة االنقالب هذا تمالتي السبل عىل محبوسة املوقوفة واألمالك املسيحيني، أوجه يف مغلقة املساجد لبثت إذالقوانني من يشء يغري ولم والقضاة، القواد بأيدي األحكام أزمة وتركت لها، خصصتالتغيري هذا بأعمال وقام منهم، يطلب كان وربما األهايل، من وتصديق برضا إال األهليةوجملة التونسيني. من أكثرهم املوظفني من قليل عدد والتحويل النسخ وهذا والتبديلوطدت بحيث شكوى، أو توجعا أو أملا وراءه يجر أن بدون حدث عظيما انقالبا إن القولبني األوربية األفكار وترسبت مساس، بالدين يلحق أن غري من املدنية السلطة دعائم اآلنالوطنية بالسلطة الفرنسية السلطة واقرتنت املحمدي، اإليمان منها يتألم أن بدون السكان

كدر. سحابة تغشه لم اقرتاناالبالد وبني بينه الحبل انفصم بل ارتخى قد اإلسالم بالد من بلد اآلن يوجد إذنفشيئا شيئا تنفلت أرض توجد إذن ببعض. بعضها االتصال الشديدة األخرى اإلسالميةوإدارتها قضائها يف أنبتت جديدة، نشأة فيها أرضنشأت املايضاآلسيوي. ومن مكة من

التونسية. البالد وهي أال عليه، يقاس مثاال تتخذ أن يصح أرض وأخالقها، وعاداتها

26

Page 27: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلمام هانوتو بني اإلسالمية املسألة

وبيزنطية ورومية قرطاجة فيها حكمت إذ والجالد التنافس ميدان البالد هذه كانتالتصالح ومعهد املساملة مهبط اآلن فأصبحت و«شارلكان» لويس» و«سان والعرببينهما نقط تأكدت حتى متداخلتان، بل متالصقتان املدنيتان بل الديانتان ففيها والوئام،التمتع يف الفريقني من رغبة الصدور من األحقاد وارتفعت الخالف فرجة وانحرستوسالم برد القلوب عىل منها ينزل التي األديم الصافية والسماء الخصبة األرايض بمزايااملدنيات من التونسية األقطار يف تعاقب ما عىل والشاهدة العديدة األطالل ولعل يلطفانهاما ببعض بعضها ويوصل الستقبالنا تهتز كي أثرها ينمح ولم تماما تندثر القديمة،

املايض. الدهر حلقات من انقطعكنيسة وبنيت القديمة، األعمدة عىل عقوده شيدت الجامع القريوان6 مسجد إنوخالصة تانيت. فيها عبدت التي (بريسا) أكمة تجاه الكاتدرائية الفيجري الكردينالومن وإنسانيتها، فرنسا رعاية تحت األرض هذه يف يركب التاريخ من مزيجا إن القولاآلن نطرق الذي الجيل خالل يف فتعيش املايض قبور من اآلثار تلك تنبعث أن املحتمل

أبوابه.

الثاني هانوتو مقال

بشأن إيل ترد التي الرسائل جميع عىل الجريدة هذه يف الرد عيل يتعذر أنه املسلم منجزيال، شكرا راسلوني الذين جميع أشكر ولذا واملقاالت، الفصول من فيها أنرشه ماوال مخيلتي. يف محفوظ يل وأبانوه عيل به أشاروا ما بأن ويثقوا يعتقدوا أن وأرجوهممشجع، وأحسن معوان خري املثال هذا عىل األفكار تبادل يف أجد وإنني ذاكرتي، عن يربحاملوضوعات، من خاص نوع يف البحث قرص عدم إىل امليل من يخالجني مما وبالرغماللذان الفصالن عجاجها أثار التي املناقشات بعض إىل العود من يل مندوحة أال أرىبني يقال: كما بسببهما أصبحت إنني يقال والحق اإلسالم، مسألة يف حديثا نرشتهمالإلسالم، بامليل تظاهرت إنني قائلني: واللوم، بالتعنيف عيل أنحوا فاملسيحيون نارين،

أفريقيا. عاصمة فصارت ٦٧٠م عام نافع بن عقبة أنشأها بمسجدها. شهرية تونسية مدينة القريوان 6ومحطا للصناعة دارا وكانت امليالدي. التاسع القرن يف األغالبة امللوك أيام عىل عزها أوج بلغت وقد

للتجارة. وسوقا للقوافل

27

Page 28: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

خطة إتباع عن اإلنسان همة يثبط ما وهو لدينهم، لدودا خصما املسلمون واتخذنيالحقائق بيان إىل يتصدون الذين أن الزمان قديم من يعرف لم لو والتوفيق، املساملة

املطرقتني. رضبات عليه تتالقى الحداد سندان يشبهون إنما والتعقل بالتصوربلغتنا، الجهل كان الجدل: من طريقة إىل أشري أن املوضوع يف الدخول قبل ويجبلها اإلسالمية الجرائد بعض اتباع يف سببا القصد، سوء من تأثريا أكثر نظري يف وهوأو ترجمة نرشت قد القاهرة مرص يف تظهر التي «املؤيد» جريدة فإن سننها، عىل وسريهايذكرون القراء ولعل اإلسالم، عىل كتبتهما اللذين الفصلني من فاسدة خالصة باألحرىلها إيرادي وأن اإلسالم) (باثولوجيا كتابه يف أبداها التي كيمون آراء فيهما أوردت أننيالتي الضارة العواقب وأبنت شدتها، خطر إىل أرشت إذ والنقل، الحكاية سبيل عىل كانعىل يختلط ولكيال واالنفعال، التأثر الرسيعة الخواطر يف السيايس الجدال إليها يفيضكلمتي عباراته من عبارة كل آخر يف وضعت أوردتها، التي كيمون أقوال من يشء الذهن

للشك. ومنعا لاللتباس دفعا قوسني بني محصورتني أنقل) (أناوإظهار دحضها إىل عمدت التي األفكار تلك إيل نسبت االحتياطات هذه من بالرغماملؤيد جريدة يف اإلجابة مئونة نفسه كلف اإلسالمي الدين أئمة كبار أحد7 أن حتى فسادهابحثي، يف واستحسانه تعضيده إىل ذهبت ما نقيض هي بل أفكاري، ليست أفكار عىلسواء ذاته من مفتوحا بابا يدفع بمن أشبه بحثه يف صار العظيم اإلمام ذلك أن أرى ولذلكوإما مرادي يفهم لم أنه إما الرتجمة. من عليه وقف أم الفرنيس األصل يف سطرته ما قرأأن الطاهرة بذمته أناشده لذلك األمانة، رشوط فيها تتوافر لم فاسدة كانت الرتجمة أنعنها النقاب كشفت التي فكرتي حقيقة عىل ألقواله ويصيخون بأمره يأتمرون من يوقفالتي العربية الجرائد إحدى عىل وتوفيق، ومساملة واعتدال احرتام وكلها مقالتي، آخر يفقد «األهرام» جريدة وهي أال اإلسالمي العالم جميع يف فائقة شهرة ولها بمرص، تنرشالكاتب تقال) (املسيو محررها فإن به، إيرادها أستطيع مما أحسن املالحظات بتلك أتتاإلمام مالحظات أثر اقتفى قد الفرنسية» «البرياميد جريدة واحد آن يف يدير الذي الشهريوالحذق اللطف أساليب فيها روعيت التي مناقشته بعد يل يبق ولم نقطة نقطة عليها فردالحادث هذا من أستنتج أنني عىل قوله، إىل أضمه القول من كثري يشء أو للكالم، مجال

القادم. الفصل يف رده وسيأتي عبده. محمد الشيخ إىل يشري 7

28

Page 29: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلمام هانوتو بني اإلسالمية املسألة

وهي الشيخوخة، نحو وحبوت العمر، طريق يف تقدمت كلما نظري يف قوتها تزداد عربةمعرفتهم يف والخطأ التفاهم سوء هو الناس بني تقوم التي والصعوبات املشاكل منشأ أنالقصور أو كلمة تالوة سوء من الناشئ الغلط كان ما كثريا إذ بعضا، بعضهم مقاصدجر يف سببا املناظرة، حيل من حيلة مرامي من رأي مغزى فهم أو جملة، معنى إدراك عنورابطة االتحاد لحمة تجمعهم كانت قوم انشقاق يف سببا بل املصائب من يحىص ال ما

واالنشقاق. الخلف إىل منهم أقرب واالتفاق االلتئام إىل وكانوا الجوار،العواقب من التفاهم سوء بشأنه يقع ما حول فشيئا شيئا تراكم ما محو أمكن ولومبدأ كانت التي األوىل النقطة إىل العودة وتيرس منها، فائدة ال التي والشدائد الضارةاملشاكل وتمهيد الصعاب، تذليل يف السهولة من اإلنسان الندهش االختالف، وسبب النزاعفيه يتنازع ميدان العالم إن قيل ولقد بعيدة. الخلف ومسافة عظيما الفارق جعلت التيأمثال مقدمات تكون كيف يدرك أن الفهم عىل لتعذر لواله مقدور قدر وهو اإلنسان، بنولحظات اإلنسان عىل تمر لقد حتى عظيما مبلغا والسوء الرداءة يف البالغة النتائج تلكباجتهاد التاريخ حوادث من انثلم ما إصالح اإلمكان يف كان إذا عما نفسه، فيها يسائل

بعضا. بعضهم مقاصد فهم يف الناسمن كانت ولو املشكلة، املسائل أن إليها منرصفا خاطري يزال ال التي األمور ومنوكنت والسالم، لإلنصاف واملطابق لها املالئم الحل ذاتها يف تتضمن وأخطرها املسائل أهماألفكار، من وفكرة املصالح من بمصلحة املتعلقة املباحثات يف وطيد اعتقاد عىل والزلتالقصوى غايتهما وجعال النية، وحسن الذمة طهارة من جانب عىل الطرفان كان متى بأنهعن التجرد يف اجتهادهما وصدق والتدبر، الحكمة وسائل لذلك واتخذا واالتفاق، املساملة

رغائبهما. وتتطابق مقاصدهما فيها تتفق نقطة إىل يصالن فإنهما األهواء،فيها ينحرص املعنى هذا يف مهمة الخصوص عىل للسياسة أن دائما اعتقدت وقدبالجميل واالعرتاف الشكر من الشعوب تعلقه بما ليس كرامتها، إليها وترجع رشفها،يف ضوضاء وال لغط بدون السياسيون به يقوم الذي العقيل العمل بحسن بل فقط،إليه يلتجئ ما أخص هو الذي العنف إىل والركون القوة عىل االعتماد أما مكاتبهم، سكون

له. حيلة ال من حيلة وهو وأحطها، الوسائل أخريات من فهو القويوهو بالشقاق، واملجاهرة االتفاق بني التفرقة الواجب أن الغالب يف الناس ويظنجولتها، فيه تجول أن للسياسة يمكن فسيح ميدان والحرب السلم بني إذ وغلط، بني خطأوالدينية، الفلسفية املناقشات عىل أيضا تنطبق السياسة عىل الطريقة هذه انطبقت وكما

29

Page 30: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

مخرتعات من التسامح وليس واالحتمال، التسامح مرجعها سياسة والعقائد لألفكار إذالكربى البرشية املشاكل أصول يف نظرنا إذا ألننا مخرتعاته، من نقيضه بل العرص، هذامن أعظم بينها، فيما بعد التوفيق تعذر التي اآلراء بني التشابه من اندهاشنا يكونبعضا بعضهم مع اإلنسان بني معيشة إن القول وخالصة بينها. املستحكم االنفراج

إرادتهم. وحسن برغبتهم ويقصدونه ذلك يريدون ملن ميسورة بسالماملسلمني، بعض نحوي صوبه االنتقاد من آخر نوع إىل البحث هذا بي حدا وقدوقد الدينية. والعلوم الفلسفة به املقصود بل املرة هذه يف السياسة به املقصود وليسوهو فرنسا يف االسم مشهور رجل من إحداهما الباب، هذا يف غريبتان رسالتان إيل انتهت(التسامح سماها رسالة يف ملحوظاته جمع الذي «مشورت» جريدة مدير رضا) (أحمدبالتعصب اإلسالمي العالم يتهمون الذين الغربيني الكتاب عىل الرد بها وقصد اإلسالمي)عالنية (أجاهر وهي: «الفيجري» الكردينال قالها بكلمات خاتمتها يف واستشهد الديني،املسيحي الدين إىل دعوتهم يف التدبر بعدم اإلسالمية الشعوب خواطر إثارة أعترب بأننيالذي الوصف عىل الكالم بي ليفيض وإنه الجنون)، رضوب من ورضبا اآلثام من إثماأو الشكوى تبادل أن من ثقة عىل ولكني املسلمني، تسامح الرسالة صاحب به وصفمقاصد بعضنا فهم يف االجتهاد وإن نقصدها، التي السلمية الغاية إىل بنا يحدو ال الشتم

والوئام. االتفاق يف الناس ملنع والعويل الصياح من وأحسن أوىل بعضأفندي أحمد حرضة وهو املسلمني عظماء أحد من ثانية رسالة إىل وردت وقدنرش إمكاني عدم من األسف شديد آسف وإني الحارض، الوقت يف الرتك كتاب أكرب مدحتالفرنسيني القراء أن يف ريب وال وغموضمباحثها، لطولها املقام هذا يف بأكملها مضمونهايف أن غري صحيحة، فرنسية بلغة مكتوبة رشقي إنشاء بتالوة يتلذذوا أن يرسهم كانال هذا أن عىل والتجهم. االكفهرار من شيئا باإلسالم، متعلقة كانت ولو الدينية، املباحث«فيما هي: وها اإلسالمي، الدين مبدأ الكاتب فيها يبني قصرية شذرة إيراد من يمنعنيوعال جل الخالق سوى ألحد يقدم ال فهو نفسه، رقيب مسلم كل والضمري باإليمان يتعلقفرصة له تسمح ولم والسالم الصالة عليه محمد النبي ير ولم وأعماله، أقواله عن حسابهالديانة يف (الدين) األكلريوس رجال ألنفسهم يخوله مما سلطة أو حقا لنفسه منها رأىما وهو وتعاىل سبحانه الحق عدالة أمام العاملني بقية عن فارق يفرقه لم بل املسيحية،بأنه مذاهبهم اختالف عىل املسلمون ألجاب اإلسالم، هو ما أحدهم سأل لو أنه منه يؤخذعنه اإلله بإقصاء باإلنسان تهوي ال القرآنية فالديانة — الرشيف القرآن قرره بما العمل

30

Page 31: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلمام هانوتو بني اإلسالمية املسألة

هذا الوريد﴾. حبل من إليه أقرب ﴿ونحن الرشيف القرآن يف جاء إذ — الفضاء نهاية يفموافقة بكيفية فيهما أحواله فحدد واملادية، األدبية وجهتيه من اإلنسان بني فرق الدينأرقى يراه اإلسالمي الدين عن دفاعا الفرق هذا من الكاتب استنبط ثم البرشي». لإلدراكالفلسفية املسألة يف البحث اخترصت لكوني عيل يعتب وأخذ به، عنه يدفع ما وأحسن

السياسية. املسألة عىل الكالم قرص إىل ذريعةالتاريخية الوجهة إىل وتونس الجزائر يف سياحتي أثناء انرصفت بأنني أعرتف وإننيبإيجاز هنا أورد فإنني حديثي يمل ال القارئ كان وإذا غريها، إىل منها أكثر السياسيةمشكلة أعظم عىل مؤقتا مباحثي وقرص السياحة هذه عىل حملتني التي األسباب كيفية

واإلسالمية. املسيحية الديانتني بني قرون منذ قامتبه أفضت التي النقطة إىل وصلت ريشليو، الكردينال تاريخ يف مباحثي أقرر كنت ملاففي أنظاره، واستلفتت حوله، حومت التي املختلفة الطرق من طريقة اتخاذ إىل الظروفاملسألة ظهرت األحكام، زمام استالمه إبان يف أي ١٦٢٣ عام وأوائل ١٦٢٢ عام أواخرعليه عرض أنه هو القليل يعرفه ما ولكن لها، حله كيفية أورد وسوف الربوتستانتية،

الصليبية.8 املسألة يف الوقت ذلك أهل بعبارة أو املحمدية، املسألة يف الحكماستئناف برضورة يجاهرون الناس من غفري جم وقتئذ فرنسا يف يوجد وكانمن كثريون املوضوع هذا يف واسرتسل الوسطى، القرون بها اشتهرت التي الدينية الحروببنصائحهم ووالوه األوىل، خطاه يف بنارصه أخذوا الذين ريشليو الكردينال أخصأصدقاءومشريه الحميم ريشليو صديق جوزيف واألب نيفري، دي الدوق ومنهم وسطوتهم،بتجهيز الحني ذلك يف بدئ لقد حتى وقالبا، قلبا أفكارهم يف معهم انطوى الذي الخاص

تبدو التي والحقيقة ريشليو. الفرنيس الوزير عن الفرنيس هانوتو الوزير يدافع أن عجيبا ليس 8

الحروب يف االشرتاك عن تنحيه وأن الذكاء، عظيم الدهاء، شديد رجال كان أنه ريشليو تاريخ من واضحةعدم غري أخرى بدوافع إال منه ذلك يكن لم بذلك، عليه أشاروا الذين لرغبة االستجابة وعدم الصليبية،قوية. أسس عىل حكمه قواعد ويريس مكانته، يوطد أن يريد يشء كل أول كان فقد الشخصية، الرغبةيكن فلم خصومه، ملؤامرات باملرصاد ويقف بالده، يف السياسية التيارات مختلف يحارب ريشليو وكانمن وكان البالد. داخل إليه الحاجة أمس يف هو جيشا بالده خارج إىل يرسل أن بتاتا الرأي حسن منأن يستطيع بفوائد فرنسا عىل يعود أن يمكن مما املشرتكة، الحروب هذه ملثل ثمرة يرى ال أخرى ناحيةاستقاللية نزعة الصليبية الحروب عن تنحيه يكن فلم عليهم. بها ويفخر الكثريين، خصومه بها يواجه

املوقف. هذا عىل أرغمته التي هي الداخلية السياسة دواعي ولكنها هانوتو، يقول كما

31

Page 32: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

ريشليو أجلس الذي متدييس دي ماري امللكة حزب بأن القول ويمكن الصليبية، الحربالصليبيني. من حزب الكاثوليكيني بحزب يسمى وكان األحكام، منصة عىل

يكون أن رافضا أصدقائه من صلة كل قطع أن إال ريشليو الكردينال من كان فمااإلسالم عن وجهه وىل ثم ناحيته إىل جوزيف األب جذب أن منه كان بل بأيديهم، آلةأقل من كان الكردينال إن يقال والحق النمساوية. األرسة — مشهور هو كما — فحاربطويال فيها تأمل أسباب عىل عمله بنى به، عمل بما يأتي أن قبل فإنه تعصبا، الناس

إلظهارها. عليها الوقوف أروم كنت التي هي األسباب هذه وإن وقارن، واستنجدالبقعة تلك حيث إىل وأفريقية إسبانيا يف املثال هذا عىل والتنقيب البحث تابعت وقدالذي السبب هو هذا تونس، بها أريد والغربي، الرشقي العاملني بني االقرتان بها تم التيفيها شاهدت ومفكرا. باحثا األصقاع تلك إىل النقلة عىل أخرى أسباب مع استحثنيلويس سان عهد ويف أوغسطني10 والقديس هانيبال9 عهد يف أطاللها أي قرطاجنة أطالقالنزال ميدان كانت التي األرض أن الطلول تلك عىل واقف وأنا يل فتجىل وشارلكان،

والسالم. السكينة مهبط أيضا تكون أن يمكن والجالدأبينها فلسوف الصليبية الحروب عن العدول عىل ريشليو حملت التي األسباب أماالبحث إىل توصلت الحارضقد يف العيانية املايضواملشاهدة يف بالبحث ولكنني ما. يوم يفبحثت والبغضاء، الشحناء بأسباب اشتهر الذي املكان عني يف والوئام االتفاق مبادئ عنمهم أمر بذكر ونوهت الحماية من الناشئ السلم إىل فأرشت األسباب هذه أصول عنباحرتام واتفاق، وئام يف يجتمعان أنهما يظن ال كان الناس، من فريقني معيشة وهوواالقتصار العواطف، مداراة أود كنت األمور، هذه الحظت ملا اآلخر. معتقدات منهما كلهذا أن يظهر ولكن الفعلية، الحياة عىل بالكالم واالكتفاء واملساملة، التسامح عبارات عىل

وقد وسطوتها، مجدها عز يف الرومانية والدولة الرومان دوخ قرطاجنة من إفريقي قائد هانيبال 9

يف اليو حوض إىل األلب جبال عرب ثم فرنسا إىل الربانس جبال عرب ثم إسبانيا ناحية من برا روما هاجمتعقبت ولقد امليالد. قبل ٢٠٢ عام ترازمني موقعة يف روما هزمته أن إىل جنوبا اتجه وبعدئذ إيطاليا،تاما تدمريا الحالية) تونس مكان (يف قرطاجة بتدمريهم األمر انتهى أن إىل بعده من القرطاجيني روما

ق.م. ١٤٦ عامروما مدينة عىل املروعة الوثنيني الجرمان غزوات راعته متدينا رجال كان أوغسطني سانت القديس 10إنقاذ باملسيحيني وأهاب وعقيدته، اختالجاته فيه صور هللا» «مدينة املشهور كتابه فكتب املسيحية

وديانتهم. مدينتهم

32

Page 33: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلمام هانوتو بني اإلسالمية املسألة

ومهما مقصدي، عىل الوقوف تمام يقفوا ولم مرادي يفهموا لم الجميع إذ املرام، صعبإذا قياما واإلسالمية املسيحية البالد يف األفكار قيام املهمة األمور من فإن األمر من يكننتيجتها كانت الضمري، وطهارة النية حسن عىل املبنية الطبيعية بالحركة فيه تحركت

والتفريق. اإلبعاد ال والتوفيق التقريباملسائل من اإلمام األستاذ به خطأه مما ليشء رد فيه وليس هانوتو كتبه ما هذاعن نقله ملا مستحسن بأنه تشعر الرتجمة أن الكالم من تنسم ولكنه والتاريخية الدينية

صحيح. وهذا بمستحسنه هو وما كيمون

33

Page 34: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä
Page 35: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

لصاحبجريدة هانوتو حديثمعاألهرام

األستاذ سافر اإلمام األستاذ عىل السابق رده هانوتو نرشفيه الذي — ١٩٠٠ سنة يوليو يفعدد يف نرش املوضوع هذا عن حديث بينهما فجرى باريس، يف به والتقى تقال بشارة

ييل: بما األهرام صاحب قدمه وقد الشهر، هذا من ١٦ يوم األهرام

األحوال حقيقة عىل منه وأقف هانوتو املسيو أقابل أن باريس يف وأنا رأيتالرشقيني عن األخرية كتاباته من ويقصدها قصدها التي الغاية وعىل عام، بوجهرجل مع لدينا املباحث أهم من املوضوع هذا كان وملا خاص، بوجه واملسلمنيوالرشق، أوربا أحوال عىل الواقف والسيايس الصيت البعيد الكاتب هانوتو مثلبتقدم يكون الرشق تقدم أن وتكرارا، مرارا األهرام قالت كما نعتقد، وكناقال: يل. فأذن بذلك فاستأذنته وآراءه، أقواله أنرش أن توخيت اإلسالمية، األمةإال واخرتاعا ومدنية علما تقدمت ما أممها أن أوربا تاريخ من تعرفون أنتموأنا املتبادلة، فروضهم والحكام الشعب وعرف املدنية، السلطة تقيدت يوميوناني وهو بكيمون، أستشهد ولم الفرنسيني، وطني أبناء إىل إال أكتب لماألملانيني الكتاب من كثريين فإن بها، ينفرد لم التي أقواله ألفند إال الجنس،أن كتاباتهم وخالصة قوله، وقالوا حذوه، حذوا وغريهم واإلنكليز والفرنسينيدون يحول معتقدهم اإلسالم ألن بعيد، ونجاحهم مستحيل، املسلمني تقدمالواقف ألن الرشق، تأخر أوربا تقدمت كلما أنه وهي واحدة، هؤالء وحجة ذلك،عىل سارت الرشق عن انفصلت حكومة كل وإن املايش، يسري ما بقدر يتأخرومراكش وأفغانستان العثمانية الدولة أن مع نجحت، ومدنية علما أوربا منهاج

Page 36: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

هؤالء من ذكرت وإنما الغابرة، السنني يف عليه كانت ما عىل تزال ال والعجمالرجل هذا مزاعم وألفند عنهم، يقال ما املسلمون ليعرف وحده كيمون الكتاباإلصالح دون يحول ال اإلسالم أن العتقادي رأيه عىل الذين الكتاب من وغريهبه أؤيد مثاال فذكرتها بتونس، هذا معتقدي صحة عىل واستشهدت واملدنية،الالحقة. روح ستكون وإنها السابقة كتابتي روح هي هذه وسياستي أقوايلمغزى يخرجون ال الذين الكتاب هؤالء من كان ما ذلك إىل دعاني والذييف دفعهم وما الخالية، األعرص يف كان كما الصليبية الكرات إعادة عن كتاباتهمنفيس وقفت قد كنت وملا وغريها،1 األرضية الحوادث إال ذلك إىل األخرية األيامعىل وكتاباتي أعمايل أكثر يف ورست الشهري، السيايس ريشليو حياة لدراسةالكنيسة أعمال من وكردينال كاثوليكي أنه مع الرجل هذا أن وعرفت منهاجه،الصليبيني، سياسة العوجاء، السياسة تلك وزارته عهد عىل رفض الرومانيةوأوربا فرنسا سياسة عىل القابض كان أنه مع املعروف، بدهائه دونها وحالأقرب سياسة تأييد عن امتنع قد الكاثوليكي السيايس هذا كان فإذا معا،السياسة هذه مثل فهل الصليبية، السياسة أي األعرص، تلك يف إليه املقربنياليوم، أعارض ولهذا باألمس، عارضت فلهذا لعمري، ال إنفاذها. اليوم يجوزالظالم، ضد الضعيف مساعدة بوجوب قال إذا العام الرأي أن الحظ ولحسنعدوة فهي الدينية، الحرب سيما وال اعتداء، نارها تشب حربا يريد ال فهو

األعمال. أفظع هي بل املدنيةعن يمنعني ال نقيضألقوالهم، أي الكتاب، هؤالء ألمثال معارضتي أن عىلمنهاج عىل سائر رشقكم إن أقول أن عىل يستحيل ألنه الحقيقة، لكم أقول أنإن أقول أن عىل يستحيل أنه كما واملدنية، والحرية العدل يف أوربا حكوماتالسلطة حاربت أوربا أن فاعلم السيايس، ملستقبلكم ضمان الحارضة حالتكمفإن املدنية، السلطة عن لتفصلها بل اعتقاد، عدم عن ال قرون ثالثة مدة الدينيةشعوبها ولفيف أوال أممها أفراد أراد ولكن واحد، معتقد من كانوا املتحاربني

بحتة، دينية حروب إنها البعض فقال الصليبية الحروب دوافع تقرير يف وتضاربت اآلراء اختلفت 1يلمسه أن الحروب هذه تاريخ تتبع من كل يستطيع الذي والواقع استعمارية. حروب إنها آخرون وقال

واستعمارية. دينية دوافعها كانت الحروب هذه أن هو ويدركه،

36

Page 37: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

األهرام جريدة لصاحب هانوتو مع حديث

الشعب، وشئون الحكومات أحوال يف املدنية للسلطة األوىل الكلمة تكون أن ثانياهلل وما لقيرص لقيرص ما يعطى بأن الدينية األدبيات حق للمعتقد يكون وأن

هلل.تالمذة أعظم هو فرنسا بالدنا يف أيضا السياسة هذه أيد الذي أن واعلمقال الذي فهو ريشليو، الكردينال أي الكاثوليكية الكنيسة أقطاب وأحد روماوهو الحقيقة، معرفة الدينية الكنسية واجباته تنسه ولم السلطتني، بفصلفتأيدت بينهما السالم أيد إذ خدمة، أرشف السلطتني خدم السياسة بهذهالدينية السلطة واعتزت عجيبا، تقدما أوربا شعوب وتقدمت الحكومات سطوة

وسالم. بوفاق السلطتان وعاشت أيضااملطلق األمر يكون بأن مستعمراتنا يف الفرنسيني نحن تأييده نريد ما وهذاوهو وسلطتنا، حكمنا تحت التي الشعوب عقائد احرتام مع الحاكمة، للسلطة

الفرنسية. املستعمرات من وغريهما وتونس الجزائر يف عليه رسنا مايف لغريه شأن ال الضمري، حر كاتب أو كمؤرخ بل كمسيحي أكلمك ال وإنياألدبيات تلك وأقدر ومعتقده، دين كل أدبيات أحرتم ولكنني الخاص، معتقدهالذي هذا عاملنا شئون من واألوىل األدبيات، غري املاديات ولكن قدرها، حقال إذ تموت، أن البد ماديتها يف تتقدم لم أمة وكل به، ونحيا فيه نعيشإله أن إذ أمريكا، وإله أوربا إله الرشقيون أيها أنتم وإلهكم مادة، بال حياةاألمريكي، عىل منه األوربي عىل انعطافا أكثر يكون أن يمكن وال واحد، الجميعوقد الغربيني، من بعقائدهم تمسكا أكثر عموما، الرشقيني إن بل فالرشقي،وكثريا أوربا، تزاحم أمريكا اليوم ونرى بمراحل، رشقكم فاقت أوربا أن علمناأميل وتعاىل سبحانه هللا ألن ذلك يكن ولم وفنونها، اخرتاعاتها يف فاقتها ماواألول مستميت األخري ألن ولكن الرشقي، أو األوروبي إىل منه األمريكي إىليقيض وذاك وإقداما، نشاطا زاد أرباحه زادت وكلما مجتهدا، يشتغل هذا حي،وضيق الرشقي وتأخر األوربي تقدم ولهذا واليأسمستسلما، القنوط بني حياتهواسعة أرضا أبناؤها فصادف صوب، كل يف االستعمار إىل دفعها بأهلها أوربا

فيها. واالقتصادية السياسية األعمال عىل فقبضوا بها، حراك ال وشعوبا

املسلمني، مصلحة تحب كنت إذا له: وقلت هانوتو املسيو حرضة استسمحت وهناالحكومة تسأل ال وملاذا الجزائر، أهل يف ذلك تعتقد فهل تونس، يف راضون أنهم وتعتقد

هؤالء؟ أحوال يف ترى أن الفرنسية

37

Page 38: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

بالدهم دخلنا قد ونحن بحالتهم، مرسورون أنهم يف خالف فال التونسيون أما فقال:حقوقهم للسكان تركنا فقد نحن وأما حكمها، أفراد شملها فوق صفصف قاع وهيواحدا أمرا إال نسألهم ولم الشخصية، وأحوالهم وعقائدهم جوامعهم فاحرتمنا املذهبية،عظيما النجاح كان ولهذا بها، وعملوا الحقيقة هذه فأدركوا السياسية، سلطتنا احرتام أيألضم تونس يف هو كما الحماية وضع االستعمار يف مذهبي أن تعلم وأنت قريبة، مدة يفبه رضيت وقد ذلك، معارضتي من بالرغم مدغشقر يف فعلنا كما فرنسا، إىل املستعمرةوقد الجزائر، قوانني بعض تعديل يجب أنه أنكر وال الندوة، دار أكثرية ألوامر منقاداودرست البالد، تلك إىل بنفيس ذهبت ألني املوضوع، هذا يف كثريا وسأكتب ذلك، يف رشعناحكومتنا ورشعت غريي طلبه الذي اإلصالح ذلك ترى حتى يميضزمن أال وأميل أحوالها،

إنفاذه. يفوعن أوربا يف والسياسية الدينية السلطتني تاريخ عن يل رسدته ما أعرف إني قلت:يف سيما وال الرشق يف مستحيل ذلك ولكن والجزائر) (تونس القطرين. شعوب أحوالالعتقاد للمسلمني، خصوما إال ليسوا األجانب من به يقولون والذين اإلسالمية، الحكومة

منهم. بغيتها لتنال أوربا ترومه ضعفا السلطتني فصل يف أن هؤالءأوربا أن أعتقد ولكن يشاء، ما يفعل حر فهو ذلك الرشق أسأل ال أنا هانوتو: قالأني كما الحاكمة، للسلطة األوىل الكلمة وجعل السلطتني، حقوق تعيني بعد إال تتقدم لموأعتقد املاضية، الحروب يف تخرسوا أن يمنع لم شخصواحد يف السلطتني جمع أن أعتقدال إصالحات يجري أن يستطيع كالرشق بالد يف سيما وال السلطتني صاحب أن أيضافرنسا يمنع لم واحد شخص يف السلطتني جمع أن املسلمون ويعلم عليها. غريه يقدرتركستان أخذ من وروسيا الهند، التهام من وإنكلرتا وتونس، الجزائر عىل االستيالء منواململكتان فارس، وبالد مراكش استالل يمنع لم أنه كما أفغانستان، حدود إىل وغريهاويقول قلتم كما اإلسالم كان وإذا الدينية، سلطتهما توحيد يستحيل كان فإذن إسالميتان،وبماذا متقدمون؟ ونحن متأخرون بالكم فما العرصي التقدم دون يحول ال إنه كتابكمدون تحول أوربا إن قلتم فإذا اعتقادكم؟ يعتقدون ال الذين الكتاب أولئك عىل تردونوصلت حتى قرن ربع إال تشتغل لم وهي تقدمت؟ واليابان تأخرتم فلم إذن، اإلصالحات،األقىص. الرشق مسائل جميع يف قدرها تقدرها أوربا فأصبحت اليوم، إليه وصلت ما إىلدون حالت تركيا وشعوب أوربا بأن مقتنعون إننا الكتاب أولئك لكم قال وإذامسلمو هل سألتكم، مثال كسوريا أوربا من والقريبة أوربا يف الواقعة الواليات إصالح

38

Page 39: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

األهرام جريدة لصاحب هانوتو مع حديث

نحن أننا وكتابكم رجالكم أيظن أحوالهم؟ عن راضون وحلب النهرين بني وما بغدادوحفظ العدالة تعميم دون يحول غريه وال أوربي ال حيث هنالك أحوالهم جاهلون وكتابنا

املتقاضني؟ حقوقيعميكم أال لكم حان قد ولكن ذكرها، يجرحكم الحقائق هذه أمثال أن أعرف وأنابل فقط يقولونها ال كتابكم مادام أجنبي، فم من خارجة أنها ولو الحقيقة عن غرضكمواملظالم، املغارم من يأتونه ما عىل حكامكم من الظاملني يساعدون بهم كأني يكذبونها،

الظاملني. الحكام ذنب من أعظم وطنهم نحو ذنبهم فكانخصما عدوني فقد كتبته، ما عىل ردا جرائدكم يف قرأته الذي بعد هذا لك أقول وإنيفإذا األرمنية، املسألة أيام يف الخارجية الوزارة منصة يف وأنا لهم خدماتي ونسوا لهم،ولكن بعدواتهم؟ جهر خصم عىل حكمهم يكون فماذا خدمهم، صديق يف رأيهم هذا كانأوربي وزير عىل فيستحيل املستقبل يف الحوادث تلك أمثال حدثت إذا أنه هؤالء فليعلمعىل أوربا تعديل من نراه ملا بل العداء، باب من هذا أقول وال السياسة. تلك مثل يقبل أنيف واحدة ستكون الدول فإن الرشقية، الشعوب مع الخارجية سياستها مبادئ عام وجه

الصني. مسألة يف اآلن ترى كما املستقبلومفضل حاله، عن راض فكالهما وأممه والرشق شأنكم وما هانوتو: للمسيو فقلتهذه، سياستها يف أوربا ظلم هو الرشقي ينفر والذي أوربية، أو أجنبية سلطة كل عىل لها

القوي. من الضعيف حماية عودتنا ألنها غريها من أكثر فرنسا عىل وعتبناهذا يف أوربا حالة عىل تنطبق ال خيالية األقوال هذه إن رصيحة: بعبارة الوزير فقالعند تقف وال االستعمار، إىل اندفعت قد قادتها، بغري تهتم ال كانت أن بعد فهي الزمان،الثانية الدول منع عىل تقدر ال مادامت مضطرة، فرنسا أن واعلم وغريها، العدالة دعوىكتابكم أرى وإني املذكورة. بالدول االقتداء إىل والتجاري االستعماري نطاقها توسيع عنلنكاية لألملاني فيستعبدون صبيانية بأفكار األحيان غالب يف يجهرون أمتكم وأفراداألوربيني أن يعلموا أن لهم حان أما ولكن األملاني، عىل للفرنيس وينترصون اإلنكليزي،يعملون ال هؤالء ألن الرشقيني؟ عىل اتفاقهم السهل من ومذاهبهم أجناسهم اختلفت مهماشئونهم إلصالح األمة تلك أغراض أو الدولة هذه مصلحة باستخدام البصري العامل عملأن تعلم وأنت اليوم. أوربا بها تعتد ال العهد قديمة سياسة وهي ثانية، دولة ملعارضة بلتجديد اقرتحت التي وهي االستعمار، عن وأبعدها استقرارا، أوربا يف الدول أكثر أملانيايدلكم مما بغداد، حديد» «سكة إنشاء امتياز سألت التي وهي الصني، يف النفوذ مناطق

السياسية. مصلحتها إىل إال تسعى ال أوربا أن عىل

39

Page 40: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

أوربا سياسة بإخالص يعتقدون ال املسلمني الساسة إن يل تقول أنت يل: قال ثمسيما ال تلك معاداة من خوفهم الدولة هذه مصافاة من يخافون ولهذا بعضها، أو كلهاأوربا. سياسة عن اآلن كالمك يف ذلك أكدت وحرضتك أمالكهم، يف تطمع الدول أكثر وأناإلسالمية، مصلحتهم تخالف املسيحية أوربا مصلحة أن أيضا يعتقدون واملسلمونهذه فقدان بهم أدى وقد املسيحية، الدول سياسة من أنفسهم عىل يأمنون ال ولذلكيؤيدون وهم معهم، وصدق الخدمة لهم أخلص ولو عثمانيا مسيحيا يأتمنوا أال إىل الثقةيف املسلمني غري املوظفني أفعال ومن أعمالهم، يف أوربا تدخل من رأوه ملا هذه سياستهمإن يل تقول وأنت سفارتها، يف أم الدولة بالد يف أكان سواء العثمانية السياسية املناصب

يعذرون. ولكنهم املغاالة بعض ذلك يفيف العثمانيني بعض يل وقاله قبل من منك سمعته قد اليوم يل تقوله الذي فهذا

الربهان: وإليك سهل أمر تفنيده ولكن وباريس، اآلستانةالدولة مع اتفقت قد أوربا دول بعض أن تنكروا أن املسلمني والساسة يسعك الالقرم، حرب يف وفعال قوال حصل هذا فإن أوربا، يف مسيحية ثانية دول عىل العثمانيةوأملانيا وروسيا ونحن العثمانية، دولتكم ملساعدة والرجال باملال نبخل لم وإنكلرتا فنحنالعام الرأي هياج من بالرغم األرمنية، املسألة يف أغراضها نيل عن أوربا بعضدول منعناكما رجالكم يعرفها العهد حديثة أمور وتلك بمعارضتكم، الدول بعض وترصيح األوربي

نحن. نعرفهاوغريهما وبولونيا فرنسا أن أيضا لنا تبني القديمة التاريخ حوادث راجعنا وإذامصلحتها أوربا ضالة أن عىل يدل مما مسيحية، ثانية دولة ضد العثمانية الدولة حالفتكونها أملانيا منع هل ولعمرك أعمالها، يف البتة لالعتقاد دخل وال والسياسية، االقتصاديةوهل أوسرتيا؟ إيطاليا تحارب وألم املسيحيتني؟ وفرنسا أوسرتيا تحارب أن مسيحيةقل وهكذا أرثوذكيس؟ ومذهبها روسيا تحالف أن من الكاثوليكي مذهبها فرنسا منعوهذه واإليطايل، النمسوي والكاثوليكي األملاني الربوتستانتي بني الثالثي التحالف عنوقد السكسون. الجنس إىل العنارص أقرب من وأهلها إنكلرتا كدين دينها الرتنسفال

استقاللهم. سلب وغرضهم اإلنكليز حاربهاالرشق. ساسة ومزاعم حرضتك زعم تفند وحديثة العهد قديمة شواهد هذه كل

فيكم ولد هذا وإن سوءا، لكم يريد أوربا دول بعض إن وأقول، معك أتساهل وإنيأوج يف وهي الرشق، دول عىل استحال قد كان إذا ولكن األوربيني، نحن بنا الثقة عدم

40

Page 41: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

األهرام جريدة لصاحب هانوتو مع حديث

كان وإذا اليوم؟ عليها ذلك يسهل فهل كلمتها، وتوحد تتحد أن عزها، وشامخ مجدهاباطل، زعم وهو مسيحية، أوربا ألن اإلسالم، ملصلحة عداء أوربا سياسة يعدون املسلمونيخيف مما املسلمني كلمة وجمع اإلسالمي االتحاد وجوب من به ينادون ما كان فهلاملزعوم؟ االتحاد ذلك يمكن وكيف املسلمون؟ به يتهمها ما إنفاذ عن ويمنعها أوربا،مع فرنسا تقبله أم غريهما؟ يف طامعة وهي والهرسك البوسنة ولها أوسرتيا به أترىضتعضده أم عظيم؟ املسلمني رعاياها وعدد إنكلرتا تؤيده أم الواسعة؟ األفريقية أمالكهاالذين هم بهم كأني السياسة؟ بهذه ينادون الذي من الرأي يف خرقا ذلك أليس روسيا؟أن الكتاب أولئك ملثل أوىل كان وقد أوربا، كتاب من وغريه كيمون يطلبه ما إنفاذ يريدوناألوربي العام الرأي والستمالة أقوالهم لتفنيد األوربيني الكتبة بلغات أدبية كتابات يكتبواالغابرة السنني حوادث عركتهم الذين كان سواء رجالكم عىل عمله يجب كان ما أما إليهم.وسياستها مبادئها من قليل عىل ووقفوا علومها بعض وتعلموا أوربا يف درسوا الذين أوسوء إزالة عىل الخارج يف يعملوا وأن بالدهم، يف العرصية العلوم بنرش يهتموا أن فهويسريون مثاال أبنائها واجتهاد أوربا إقدام يتخذوا بأن والغرب، الرشق بني الواقع التفاهمتعلم وأنت األخرية. السنني يف اليابانيون فعل كما أي بموجبه، يعملون وأنموذجا عليه،األوربي باحتقار ضعفها عن تتعز لم التي وهي أوربا، من خوفها هو اليابان نبه الذي أنألنه أو غريب، عنرص ألنه األجنبي، بتحقري ياباني يقل ولم اآلباء، بمجد واملباهاة وذمهبوجوب اململكة هذه رجال قال بل اليابان أهل دين عن بمراحل بعيد ودينه مسيحيولهذا واإلقدام، واملدنية العلم يف بها تتشبه بأن أي أوربا، بسالح ولكن أوربا، محاربةولو … ثانيا فالسياسية أوال االقتصادية األوربي فتوحات دون وحالت مطالبها، يف فازتشكا وملا أوربا، من مسلم شكا ملا القرم حرب منذ املأتى هذا القريب الرشق رجال أتىاألوربية السياسة يف عظيم انقالب وحدث فعلوا لو بل وأهله، الرشق حال من أوربي كاتبالعثمانية دولتكم حظ شك دون لكان واألقرب األقىص الرشقني يف أو أوربا يف كان سواء

أوربية. دولة أعظم حظوظ أضعافإذا الذين رجالكم يزعمه ما تفنيد من قصدته ما بلغت قد الرشح هذا يف وأرانيأن عليهم يجب كان وقد نحن، نعرفها كما الحقائق هذه عرفوا نفوسكم إىل رجعوا

ويكذبوها. يتجاهلوها أن ال ولوطنهم ألمتهم خدمة بها يجهرواوإن املدارس، أنشئوا األفراد بعض وإن مرص، يف بدأت العلمية النهضة إن يل وتقولأصحاب وإن العثمانية، البالد يف املعارف نطاق بتوسيع كثريا اهتم قد السلطاني الجناب

41

Page 42: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

اإلصالح بوجوب يجاهرون فقاموا البالد، وتأخر الحكام، قصور أدركوا الجديدة النشأةويرشح يرسني أمر وهذا محال الطفرة ولكن بالنجاح. وطيد واألمل العدالة، وتعميمليست العربة أن تعلم أن يجب ولكن رشقكم، نجاح يف خالصة رغبة أرغب ألني صدرييكفي ال وحده العلم أن كما املدرسية، «الربوجرامات» وضع يف بل املدرسة إقامة يف فقطأوربا، يف درسوا الرشق أبناء من كثريين أن أجهل ال فإني بالتهذيب، يمزج لم يرضإذا وقداليابان يف رأينا ولكننا أيضا. أوربا يف درسوا الذين اليابانيني عدد عىل عددهم يربو وقدالجديدة النشأة رجال أن أعتقد ألني يوما نراها ولعلنا عندكم، اآلن حتى نرها لم نتيجةأو شخصية غاية كل عن منزهة الوطن خدمة غرضهم كان إذا كامال نجاحا ينجحونإال يجمع ال وحده االعتقاد ولكن ومعتقد، عنرص من أكثر يجمع قد الواحد ألن مذهبية،واليهودي واملسلم والربوتستانتي الكاثوليكي يشمل الفرنيس أن تعلم وأنت واحدا، عنرصاال الفرنيس واألرثوذكيس الفرنيس الكاثوليكي ولكن فرنسا، رعايا من وغريهم والوثني

فرنيس. كل يشملقاعدة كانت التي وهي الدينية، الرابطة من وأشد أهم املدنية السلطة كانت لهذاما جميع عىل أجبتك قد هنا وإىل ونجحت، وتمدنت تقدمت وبها سياستها يف األوىل أوربا

الرشق. يف رأيي عن مني تعرفه أن أردت

42

Page 43: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

اإلمام األستاذ رد

١

«الجورنال» جريدة عن نقال املؤيد جريدة يف املرتجم هانوتو مسيو مقال الساعة قرأتالسابق. لبحثه تتميما الباريسية

أن يريد دولته، شئون عىل غريته من دافق هو إنما تتمته من ويشء السابق بحثهيف بالبحث إال مذهبه عىل يتم ال وذلك ممالكهم، قاعدة وضع يف التبرص إىل قومه يدعوإسالمية سلطة املسلمون يفضل وبه مسيحيني، غري املسلمون به صار الذي األمر طبيعةيدخلون الذين املسلمني ملعاملة املسلمون عليه ما تلقيح أمكن فإن فرنسية. سلطة عىلوبني نفوسهم يف وقر ما بني الجمع وسهل الفرنيس، الوالء يف يجاورونهم أو واليتهم، تحتاإلسالم لعقيدة اإلسالمية امللة قلوب يف الجوار وطاب فرنسا، لسلطان األعمى الخضوععىل تمن أن الفرنسية للدولة صح طبقته، يف فرنيس آخر من يصدر أمر لكل والطاعةأو البسيطة من فتبيدهم عليهم تحمل أن عليها وجب وإال األرض يف بالبقاء املسلمني

أخرى. قارة إىل تجليهمالدين وبني بينه واملضاهاة املسلمني، دين أصول يف النظر إىل البحث جره ولهذاالدينني أحد تفضيل يف الحكم ثم كالمه، يف إليها أشار كثرية أديان وبني بينه بل املسيحي،

معتقديه. نفوس يف منهما كل بآثار اآلخر عىلليثري الفرنسيني قلوب يف العداوة نريان به يحرك بيده وتناوله البحث من غايته أماالراهب ذلك مثل اليوم الفرنسية لألمة هانوتو مسيو وليكون املسلمني حرب إىل عزائمهم

Page 44: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

من دولته بمكان علمه وإىل إليه فائدته نكل أمر فذلك املعروفة.1 الحروب تلك أثار الذياملسلمني من شبابنا بعض ذكاء إليه ونلفت واإلنسانية، املرحمة من تمدنه ومنزلة القوة،املدنية ذكرت إذا ويطربون الفرنسية األمة بآداب ويتجملون الفرنسية اللغة يعرفون الذين

الفرنسية.قلمي حركت ما الدين أصول من أصل يف الطعن إىل هانوتو مسيو يتعرض لم ولوأحوال يف الناظر حظ — واالعتبار العظة هو مقاله يف النظر من حظي وكان اسمه لذكريهمه وال ويحكم. ليعلم ويفهم ليفهم، يقرأ الذي املؤرخ حظ — رجالها وأعمال األمم

أصاب. أو القائل أخطأاليوم. أكتب بما أغمزه الذي فهو الدين بأصول التحكك يف جاء ما أما

يف مقلد هو كما التاريخ يف مقلد أنه وهلة ألول هانوتو مسيو كالم يف الناظر يرىينثرها قلمه عليها سلط هو ثم ذهنه، إىل وحرشها الصور من خليطا جمع وأنه العقائد،

جمهورهم. وهو الفرنسيني من اإلسالم يعرف ال من بها ليدهش القدر يشاء كمااآلخر قهر أحدهما وأن بينهما، والتفريق السامي والتمدن اآلري التمدن ذكر من أكثر

ذلك. يشبه وما السامي التمدن بقرينه ظفر الذي هو اآلري التمدن وأنيحبها التي الوثنية عىل اليوم إىل يزال ال (الهند) غراسه ومنبت اآلري التمدن مهد إنأن بعقائدهم اآلخذين عىل قضوا الذين هم أهله ولكن أنحائه، أغلب يف هانوتو مسيوومن أرضا. األرض مادامت تباينها يدوم بل بينها الخلط يمكن ال أقسام إىل ينقسموايرتقي أن له يباح ال والصناعة والخلق العقل يف باالنحطاط عليه قيض من طبقاتهمعليه حكم من وفيهم منهم، األغلب الجمهور وهو العالم، انقضاء إىل فوقه ما طبقة إىليليق ال وإنه العالم، بفناء واالعتقاد تمسه. أن أخرى طبقة ألهل يباح ال حتى بالنجاسة

عقائدهم. مبنى هو العيش بشئون يهتم أن باإلنسانآخر يف إال يعرفهم لم وهو السامي، التمدن من الرباهمة بدين لآلخذين هذا جاء فهلالبالد بجغرافية إملام له من عىل يخفى ال كما منهم، القليل قلوب إال يخالط ولم الزمان.

الهندية.مع أوربا إىل حمل األوربيون إليه وصل الذي التمدن أن هانوتو مسيو يظن هل ثم

الغربية؟ األقطار إىل اآلرية الرشقية البالد من رحلوا الذين األولني املهاجرين

الثاني. آربان الفرنيس البابا يقصد ولعله الصليبية. الحروب بذلك يقصد 1

44

Page 45: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

اإلمام األستاذ رد

اآلرية أوربا عليه كانت وما التاريخ بطن بها انتفخ التي العظائم تلك بباله يخطر ألماألمم بمخالطة هذا جاءها وإنما معينها، من ينبعها لم واملدنية العلم وإن الهمجية، منكما اآلخرين األوربيني أساتذة وهم األقدمني اليونان تاريخ عىل املطلع يعلمه كما السامية

هانوتو؟ مسيو يزعماملسلمون؟ أطرافها انتقص عندما أوربا عليه كانت الذي اآلري التمدن هذا ما

وبني والعلم، الدين بني الحرب وإشهار الدماء، يف التسافك هي املدنية تلك كانت هلظهر وقتما الغربيني عند معروفا كان الذي هو هذا نعم! بالعمل؟ واالعرتاف هللا عبادة

اإلسالم.زحف فردوها؟ بها عليهم زحف التي املدنية ذي هي وما أوربا، إىل اإلسالم حمل ماذاأهل بعلوم عليهم زحف اآلريني، من آسيا وسكان الفرس صنائع من استفاد بما عليهمواألوساخ األدران من ونقاه ذلك جميع نظف واليونانيني، والرومانيني واملرصيني فارسأبلج به وذهب التاريخ لذلك الغربية األمم سائر يف الرؤساء بأيدي عليه تراكمت التيأين يدرون ال الجهالة ظلمات يف كانوا الذين املتسكعني الغافلني أولئك أعني يبهر ناصعا

يذهبون.من وكثري قومه، يجهله ال والتفصيل بإجمال، إجماال هانوتو ملسيو أكيل إني

به. االعرتاف إال يستطع لم منصفيهمتلك من كانت الحارضة املدنية إىل بها فطارت الغربيني نفوس ألهبت رشارة أول إنرجال وعمل جاورها، ما عىل األندلس بالد من ضوءها يسطع كان التي املوقدة الشعلةأهل يرعى واليوم سبيال. ذلك إىل استطاعوا فما قرون مدة إطفائها عىل املسيحي الدينسبيل يف دينهم أهل بأيدي املسفوكة أسالفهم بدماء سقيت بعدما أرضهم يف نبت ما أوربا

الحارضة. املدنية وطوالع والحرية العلم مطاردةاإلسالم بها جاء التي السامية املدنية معنى يف هانوتو مسيو لكالم القارئ يحار

اآلرية. املدنية مع بها وتصادمهو أودعته ما حقائق إىل النفوذ عن قصوره مع التاريخية باأللفاظ عنايته ولعلالتي الفرنسية األمة مثل أمة بني الخارجية السياسة يف أعماله يف النجاح عن قرصبه الذييضمن ما إىل يقودها أن عليه يعرس ال األمم بطباع والعارف األذكياء. إىل بذكائها تنقاد

اليوم. العارف ذلك يوجد أن العرس كل العرس وإنما جريانها، عىل الفوز لها

45

Page 46: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

األزمان، جليد عىل املتجسدة الدماء مناظر من عيناه تحمر التاريخ يف الناظر إنالسامية املدنية تلك دعاة ليقاوموا اآلرية باملدنية املتحد الدين ذلك أهل سفكه مما ذلك

نارها. ويخمدوانحكم أن لنا جاز الحكم، وقت أهلها أحوال يف يشاهد بما األديان، عىل الحكم صح إنوال ونفهمه نقرؤه أيدينا بني اإلنجيل فإن الحارضة، واملدنية املسيحي الدين بني عالقة بأالفيها، والزهادة الدنيا عن باالنسالخ أهله اإلنجيل يأمر معناه، دقائق من يشء عنا يغيبالضارب رضبهم وإذا أيضا، الرداء يعطوه أن قميصا السالب سلبهم إذا عليهم ويوجبعليهم ويقيض األب، يف بكليتهم يفنوا وأن األيرس، خدهم له يديروا أن األيمن خدهم عىلذلك شابه وما السماوات، ملكوت الغني دخول من أيرس الخياط سم يف الجمل دخول أنالعالم هذا عن االنقطاع الناس يدعو رباني إلهي برسول تليق التي امللكوتية الوصايا من

الباقي. العالم ذلك أهل يف باالنتظام ليليقوا الفانيأوىص كما لقيرص لقيرص وما هلل هلل ما يجعل أن هانوتو مسيو ببال خطر هلالعيان املسيحي؟ الدين مع تآخت التي اآلرية املدنية يف لذلك مثاال رأى وهل اإلنجيل،والسلطان، امللك مدنية هي إنما املدنية هذه فإن يكن. لم ذلك من شيئا أن عىل يدلنااألعىل وحاكمها والنفاق، الختل مدنية والبهرج، الفخفخة مدنية والفضة، الذهب مدنية

ذلك. من يشء يف لإلنجيل دخل وال آخرين، قوم عند واللرية قوم عند الجنيه هومن ملوكهم عىل املسيحيون يشغب ال لقيرصلقيرصحتى ما يرتك بأن أوىصاملسيحدينهم غري من رعايا لهم يروا أن يحتملون ال وأصبحوا بهم، الحال فانقلبت دينهم غري

ملوك. عن فضالبالدهم تركوا األمريكان من جماعة وهم اإلنجيل أوامر يقيمون اآلن قوم يوجد نعماملسيح نزول ينتظرون الرشيف القدس إىل وجاءوا وأموالهم ديارهم من وخرجواوهم ويديه. قدميه يقبل من أول وليكونوا املشهورة، املنارة عىل هبوطه ألول ليستقبلوهسوى عمل كل عن انقطعوا بحيث الطمع عن ونزاهتها النفس وسالمة القلب طهارة مناإلسالمي الدين صارعها التي اآلرية املدنية هي هذه كانت فإن املقدسة. الكتب يف النظر

بأدلته. ويقتنع لحججه يسلم من أول فأناوالقراءة بل والتجارة الصناعة يف القوم أساتذة وهم الفينيقيون الساميني منالغربيون كان وما الرومانيني، أيام تنكر ال مدنية لهم كانت وقد اآلراميون ومنهم والكتابة،سلم يف املرتقية األقوام جميع عند والعمل الصناعة ومبادئ ذلك. يف فضلهم لينكروا

46

Page 47: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

اإلمام األستاذ رد

املعيشة، رضورات نفوسهم يف تحدثه بما قوم عن قوم يختلف وإنما واحدة، اإلنسانيةيأخذ األمم والزالت األقاليم طبائع فيهم تطبعه وما الحوادث، عاصفات عليهم تجلبه وماإىل الحاجة مست متى وسامي آري بني عندهم فرق ال املدنية، يف بعض من بعضهاأو الحياة، رضورات من رضورة لدفع العرفان رضوب من رضب أو مادة أو عمل تناولاآلن يأخذه مما أكثر السامي الرشق عن اآلري الغرب أخذ وقد شئونها. من شأن استكمالإال الكاتب حرضة يريده للمدنية معنى من يبق فلم املستقل، الغرب عن املضمحل الرشقما به يعني اآلري والدين التوحيد منه يراد السامي الدين أن كالمه يف ظهر وقد الدين

يقابله.دين أن وهي املكاتب صبيان يعرفها بدهية حقيقة الشهري الوزير لهذا أقرر وإنيوبنوه السالم عليه إبراهيم به عرف فقط عرباني دين هو بل ساميا دينا ليس التوحيدعرب من الساميني بقية أما األولون. وأنصاره وأصحابه أمه جهة من عيىس ومنهمكانوا فقد يعرفها، وهو املقدس الكتاب يف املذكورة األمم من وغريهم وآراميني وفينيقينيخاض وقد اآلريني، أعداءهم أو عمهم بني ذلك يف يخالفوا ولم مشبهني مشهورين وثنينيإليها أدته وأسبابا علال لذلك وذكر التوحيد، عىل والتجسيم التشبيه تفضيل يف الكاتبإلقاء وقبل فيها. الكالم عىل وسنأتي اإلنساني، االجتماع وأحوال الفلسفة يف إطالعه سعةإني رأيه عىل هللا يف املسلم يتفانى كما الوزير هذا مثل إجالل يف يتفانون الذين أذكر القلممن وكثري حقيقة، فيها صغري ألنه فذلك التاريخية معارفه يف هانوتو شأن صغرت إن

والسالم. العلم إال العلم يف أمري ال وألنه منه ذلك يعرف قومه

٢

التنزيه، أو والتوحيد القدر الدين، مسائل أمهات من بمسألتني هانوتو مسيو تحرشوأنهم قديما، فيها الناس واختالف األوىل املسألة يف اإلشكال وجه بيان يف خلط أن وبعدإىل وذاهب فعله، يف إلرادته عمل ال هللا بقدرة مسري العبد بأن قائل فريقني: إىل انقسموااألول الرأي إن قال اكتسب، ما وعليه كسب ما فله به يترصف اختيارا وهبه خالقه أنبمذهب األول وصل ثم القوة، ذروة إىل يرفعه والثاني حضيضالضعف، إىل اإلنسان يحطالقدماء اليونانيني بمذهب والثاني األزيل، الوجود يف املوجودات بفناء القائلني البوذينيوالثاني بأهله قعد األول وأن املادية، أوصافه يف باإلنسان اإلله بتشبيه يدينون الذينمثيل. لهما يعهد لم وخبط خلط وهو اإلنسانية!! الكماالت مراتب إىل بمعتقديه ارتفع

47

Page 48: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

أي املذهبني، ذاك تمثالن إنهما وقال واإلسالمية املسيحية الديانتني عىل انصب ثمأخذت برشية والثانية اآلريون، ترك ما ورثت ربانية األوىل وأن القدر، يف الناس مذهبيأسفل إىل به تنزل واألخرى اإللهي، املقام إىل باإلنسان ترقى األوىل وأن الساميون، ترك مامنهما، كل عليه بني الذي األصل يف بينا ظهورا الدينني من كل ميل ويظهر حيواني، دركبروح اإللهني واتصال برشا، إلها كان حتى االبن لإلله األب اإلله إيجاد هو األول فأصلبينه النسبة فيه تنقطع حد إىل وتقديسه البرشية عن اإلله تنزيه الثانية وأصل القدس.وعقد واحدة أصول إىل وردهما الدينني بني الخلط إىل هذا بعد رجع ثم اإلنسان، وبني

جدوى. غري عىل به أطال ما آخر إىل بينهما التشابهبه جاء ما يشبه املقال يف وخلل الفكر يف تشويش النظر وأهل الكتاب بني عهد هل

وآرائهم. األمم بمذاهب إملام أدنى له ملن ذلك يف الحكم أدع الكاتب؟ هذاللتشبيه دخل وال منزهني، أو مشبهني امللل من بملة القدر يف الكالم يختص لميشء بكل هللا علم بإحاطة االعتقاد ذلك يف الكالم منشأ كان بل ذلك من يشء يف والتنزيه

ممكن. لكل قدرته وشمولمسيو رأي يف مشبهة وهم أنفسهم املسيحيني بني املسألة يف الخالف عظم وقدعىل اطلع هانوتو ولعل األيام. هذه إىل واستمر اإلسالم قبل بينهم النزاع وبدأ هانوتو،(لويوال) وأشياع جربية وهم الدومينيكيني أو — توما2 القديس أتباع — التوميني مذهببمذهب هذا وليس املسيحية. امللة أهل بني شيعة املذهبني من ولكل واختيارية، قدرية وهمعداوة انتقلت ثم اآلريني. بني إال فروعه تتشعب ولم أصوله تنبت لم بل يزعم، كما سامي

غريهم. إىلسمعت هل القدر؟ عىل اتكاال العمل وترك قفاه عىل استلقى بيهودي سمعت هلكان إنه بريطانيا) جزائر إىل املجاديف ذات بزوارقهم وصلوا (وقد الفينيقيني من بأحداألديار يف بذلك سمعنا لكن الغيب؟ إليه يسوقه ما عىل اعتمادا باألحالم ويتلذذ ينامعالة يعيشون كانوا الذين املتكلني من العرمرم الجيش ذلك أخبار وعرفنا الرهبان وبني

بأن قال الذي وهو ١٢٧٤م. إىل ١٢٢٥ من الفرتة يف عاش دومينيكاني راهب األكويني توما القديس 2وجدير والفلسفة. الالهوت يف حجة األكويني كان وقد املسيحي. الدين وتعاليم تتعارض ال الفلسفةومن الالتينية. الرتجمات طريق عن رشد وابن الغزايل، واإلمام سينا، ابن آراء عىل اطلع أنه بالذكر

هللا». و«مدينة األمم» ضد و«الخالصة الالهوتية» «الخالصة العديدة: مؤلفاته

48

Page 49: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

اإلمام األستاذ رد

بالصارم منهم الخالص وطلبت األزمان من زمن يف أوربا منهم ضجت حتى الناس عىلوالبتار.

صغار عىل أمره يخف ولم اليونانيني بني واالتفاق البخت أهل مذهب اشتهر وقدمذهب وهو بإبطاله الفلسفة كتب يبتدئون الذي املذهب ذلك — الفلسفة ملبادئ املتعلمنيسبب. إىل وجوده يف املمكن يحتاج وال باملصادفة أو باالتفاق توجد األشياء إن القائلنيهذا يرتفع وهل الكون؟ خالق إىل أمر كل إسناد من الجربية باب يف أدخل هذا أليس

الرشف. ومكانات الرفعة منازل إىل اآلري بمعتقده املذهبوينكر رأيهم، الجرب أهل عىل يعيب باإلسالم، املنزل الكتاب وهو الرشيف، القرآن جاء﴿كذلك بقوله: — ء﴾ يش من حرمنا وال آباؤنا وال كنا أرش ما هللا شاء ﴿لو قولهم عليهمإال تتبعون إن لنا فتخرجوه علم ن م عندكم هل قل بأسنا ذاقوا حتى قبلهم من الذين كذبجاء وما آية. وستني أربع نحو يف واالختيار الكسب وأثبت تخرصون﴾ إال أنتم وإن الظناملعروفة العامة اإللهية نن الس تقرير يف جاء فإنما ذلك يخالف ما فيه الناظر يتوهم مما به

ونحوها. إلخ واحدة﴾ أمة الناس لجعل ربك شاء ﴿ولو آية يف كما الكون بنواميساإللهية القدرة أثر وبني أفعاله يف العبد اختيار مسألة بني الجيل الفرق يرى والعاقلوال الوجدان به يقر مما أفعاله يف العبد فاختيار مثال. الغرائز تغريز يف أو األمم أخالق يفوالسجايا والغرائز الطبائع يف االختالف من األمم عليه ما لكن نفسه، جهل من إال ينكره

بينهما. وما واألرض السماوات كخلق خلقه بل اختيار فيه هللا خلق من ألحد ليسال الذي العامل فكان ذلك، يؤيد بما وقوله عمله يف وسلم عليه هللا صىل النبي وجاءمن أحد شأوه يبلغ لم الذي والجاد ينام، ال الذي والساهر يمل، ال الذي والدائب يكل،قائال: دعوته إتمام يف للقدر بالتسليم واكتفى وسادته عىل يوما اتكأ أنه عنه نقل هل األنام،النصب؟ عن تغنيني دينه كلمة إلعالء هللا وضمان التعب، يكفيني النرص يل كفل الذيإال نفسه من اإللهية العصمة تجد وال نشاطا، إال الصادقة الوعود تزيده تكن لم بل كال

واحتياطا. حزماالناس أكمل وكانوا األولني السلف من بعده جاء من وتبعهم أثره عىل أصحابه جاءالعقل قوتي من هللا آتاهم ما بقدر الناس وأعرف قدرته وشمول هللا علم بإحاطة إيمانانرش يف آثارهم من كان حتى والكسب الدأب يف ومثال السعي يف أسوة وكانوا واالختيار

وأمثاله. هانوتو اليوم منه يتألم ما اإلسالمبأربابها ارتقت اإلسالمية املدنية أو املحمدية الدعوة أو السامية العقيدة هي هذهيتذوقوا ولم الحرض، نعيم من بيشء يتلمظوا األرضلم من قاصية يف البداوة أهل من وهم

49

Page 50: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

والسلطان، العزة عروش عىل بهم واستوت بلغت ما بهم بلغت حتى والصنعة، العلم طعموقفوا حتى باألمم التلطف من مكنهم مبلغا العقل وصفاء الوجدان رقة من بها بلغوا ثممعارفها كنوز من واستخرجوا عندها. مستورا كان ما وكشفوا لديها، خفيا كان ما عىل

النبوية. البعثة من قرون عدة بعد األوربيني عىل فضله ظهر ماغشاء واحتملت الشياطني، رءوس كأنها املسلمني، بني رءوس نتأت أسفاه وا ولكنوعظم قذره، وانترش أديمها، به فتدنس الطاهرة األرض يف به وقذفت اآلريني، قمش من

رضره.كان ما إليه وحملوا اإلسالم لباس ولبسوا والرومان الفرس عجم من املوايل جاءورسوله هللا وخالفوا العقائد، يف الجدل بدعة الدين يف وأحدثوا ونفاق شقاق من عندهمما كان حتى الكالم، وزور القول ببهرج املسلمني وخدعوا القدر، الخوضيف عن النهي يفمنهم لست شيعا وكانوا دينهم فرقوا الذين ﴿إن لنبيه: يقول وهللا شيعا تفرقهم من كان

ء﴾. يش يفالحق، يقذفها ضئيلة ضعيفة كانت ولكنها بالجربية تعرف طائفة املسلمني بني وجدبقاء بينهم تبق ولم بقليل ظهورها بعد انقرضت حتى الدين، وينبذها العقل، ويطردهاوهو واالختيار،3 الجرب بني التوسط مذهب املسلمني عىل وغلب النصارى. بني التومينيمن النظر أهل األيام أخريات يف املسلمني عن وأخذه اإليمان، وصدق والعمل الجد مذهب

منهم. األعظم الجمهور وتبعهم ميله مال ومن «بوسويه» مثل النرصانيةبمن وابتالهم لغريهم، تنكر قد كان كما للمسلمني تجهم الزمان أن أنكر ال ولكندينهم أصول وبني بينها نسبة ال أوهاما فيهم فبثوا قرون، عدة من املتصوفة من فسدلم إذا العاقل وتربك الجاهل تملك قد وساوس ولكنها عقائد أنها عىل ال بأذهانهم فلصقتدينهم، بأصول الجهل يفشو املسلمني، بني الكسل فنشأ الصحيح، الدين بعوامل يغلبهاأمة. كل يف شأنهم هو كما فيه هم فيما توريطهم إىل منهم األعلياء ميل ذلك عىل وعاون

الثالث القرن بداية يف وذلك العبايس املأمون الخليفة أيام واملعتزلة القدرية طائفتي بني النزاع اشتد 3عىل كان التي املعتزلة طائفة (٧٨٠–٨٥٥م) حنبل بن أحمد قاوم لقد امليالدي). التاسع (القرن الهجريولقد العبايس. املتوكل الخليفة عنه وأفرج املأمون، الخليفة فسجنه دؤاد، أبي بن أحمد الوزير رأسهاألف ثالثني عىل يشتمل وهو «املسند» يسمى وكتابه القديمة بالتقاليد تمسكه بشدة حنبل ابن اتصف

حديث.

50

Page 51: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

اإلمام األستاذ رد

والهنود الفرس من جاءنا فإنه اآلريني، حسنات من أيضا املتصوفة من الرضب وهذااألوىل. عقائدهم من فيهم بقي بما

الذين البله أو الخبثاء الدراويش أولئك إال النظر قصار من وأمثاله هانوتو أضل مااتخذ ممن اإلسالم أقطار من قطر اليوم منهم يخلو وال وتونس الجزائر أطراف يغشون

الطغام. من األموال لسلب آلة هللا ذكر من وجعل الحطام، به يكسب متجرا دينهأرضهم، واستنبتوا فرضهم، ألدوا دينهم من الحقيقة إىل املسلمون رجع لو أماأعمالهم نجاح يف واعتمدوا قوة، من استطاعوا ما لفرنسا وأعدوا الثروة، من واستغزرواعىل صائلهم صال ثم مفر، املوت من ليس أن علما صولتهم يف وأيقنوا القدر، معونة عىلجنونهم والنقلب الذليل، من والعزيز الضعيف، من القوي ينال ما ونال منها، العزة مكان

وعلما. حكمة هذيانهم وتحول عقال، هانوتو لدىاملسلمني. عند القدر مسألة يف الضئيل برأيه يتعلق ما هذا

بالكالم نعني وما اإلسالم، عىل تهجمه يف هانوتو لكرسرشة القول آخر عىل آتي واآلنونبدأ األلوهية) بتجسد (االعتقاد والتجسيد التشبيه وخصمه والتنزيه التوحيد هو فيه

األول. عن بالحديث ونختم الثاني يف بالكالمالوثنية أن يعلم وعقله العقائد، ونشأة األمم أحوال يف شيئا قرأ هانوتو مسيو كان إنعىل الواقفني عقيدة كانت املادية املوجودات بعض يف ظاهران اإللهي السلطان وتوهمعقول انحطاط عىل دليال التزال وكانت منازلها يتوسطوا ولم يدخلوها لم اإلنسانية أبواببوذيي إىل وتنتهي أفريقيا وثنيي من تبتدئ االنحطاط ذلك درجات يف تفاوت مع أهلها

الهند. وبرهمن الصنيالكون، أرسار يف عقله ونفذ بالفهم، وجدانه ولطف العلم، يف اإلنسان ارتقى كلمادرجات يف ذلك تفاوت عىل األعىل الوجود له وانجىل املادة، حجب روحه دون تمزقتلباس يلبس أن عليه يستحيل واجب واحد بوجود االعتقاد إىل ينتهي واالنجالء، الظهورتحيط أن محال له حد ال ما ألن وأمثاله هانوتو مسيو يفطنه الذي النحو عىل املادة

الحدود. بوجودهوال وثنيني نشئوا بمدنيتهم، هانوتو يفتخر الذين اليونانيني شأن هذا كان وقدحتى الكائنات طبائع يف فالسفتهم وبحث العلوم، يف بارتقائهم وترث ترق الوثنية زالتوقف املادة. مخالطة عن الوجود واجب وتنزيه التوحيد إىل مدنيتهم ذرى يف وهم انتهواكشف يف مجاهدين وأرسطو وأفالطون سقراط بعده وجاء التقديس عتبة فيثاغورسعىل

51

Page 52: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

الوثنية ظلمات من نفوسهم غيش ما محو يف الوسع باذلني شعوبهم عيون عن الغمة(املدينة اسم تحت املأمون أيام العربية إىل نقلت التي أفالطون جمهورية قرأ ومن األوىل،السخيفة اآلراء من الوثنية آثار من بقي ما أفالطون يقارع كان كيف علم الفاضلة)التي الفضائل من لها ينبغي وما اليونانية األمة بني تحول كانت التي الرديئة والعادات

عليها. تكون أن الفيلسوف يطمع كانشمس بقيت بل الجهل، إىل التنزيه بهم يرتد لم التوحيد إىل العلم أوصلهم أن وبعد

سطوعا. وأبهر بهاء أشد وكانت متعددة قرونا العالم يف ترشق مدنيتهملم دينهم رؤساء أن غري التوحيد، دون العلم بهم يقف لم املرصيني قدماء كذلكثوب التنزيه وألبسوا األوىل العبادات صور واستبقوا عامتهم بني العقيدة تلك ينرشوا

دونهم. من عىل العقيدة برشف منهم استئثارا التشبيهوقوة الوسائط، عند بصاحبها تقف اإلدراك ونقص العلم وقلة العقل ضعف فرتىمن بهم وترشق األعىل الوجود مشهد إىل بأهلها تصعد العلم وسعة البصرية، ونفوذ العقلالشاملة القدرة تلك إىل النسبة يف سواء وحقريه عظيمه فريون بأرسه، العالم عىل هناكنفذت وما لألبصار ظهر وما واألصول والفروع واملفضول الفاضل — الغالبة والعظمةوتمت الحكيمة، قدرتها مراتب عىل الوجود مرشق من وجوده يستمد ذلك كل العقول، إليهالكون عىل شاهدا قام حيث العقيدة هذه صاحب مقام من أعىل مقام فأي النعمة بهالرب مربوب بأمر عليه يحكم علمه، كليات يف أجمل وما فهمه، يف منه فصل ما بجملتهيف وال اإليجاد يف ال نفسه عىل جميعه هذا من ليشء سلطان وأال العاملني، رب هو واحدالحرضة تلك إىل بنفسه يصل أن اإللهي الرشع له سن بما يمكنه وحده هو بل اإلمداد،

شئونه. كل يف املعونة منها يستمد وأناملوجودات بعض يف األلوهية يعتقد من أحدهما قسمني: إىل التشبيه أهل ينقسم

بعضها. يف يظهر الكون باري بأن يعتقد واآلخر منها، يعتقد عندما ويقف املشهودةفإذا األكوان، بحقائق اإلحاطة عن فيهم اإلدراك ضعف الذين فهم األولون أمااملنفرد ظهر ما ظنوا الحيوانات من حيوان سلطة أو القوى من قوة آثار عليهم ظهرتما أنفسهم عىل يسلطون فهؤالء أمورهم، جميع يف يرجعون إليه وأنهم عليهم، بالقدرةحياتهم شئون يف حيارى يزالون وال وإنسان، وحيوان جماد من الجهل لهم وشاء شاءوايف منهم بأبعد ليست ألنها بأنفسهم معبوداتهم يقيسون هم ثم معبوداتهم بني حريتهميف يسارعون وشهواتهم، رغائبهم تفوق وشهوات رغائب لها ويقدرون الجنس أو النوع

52

Page 53: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

اإلمام األستاذ رد

هياكل يف القبائح ترتكب كانت ذلك ومن أهواؤهم. لهم ترشعه وكما لهم يعن بما إرضائهاالتماثيل يدي بني اإلنسانية الذبائح وتفرتس محاربها يف الفضائل حرمات وتنتهك اآللهةوال التاريخ يف معروف ذلك وأمر هذا، من أنزل اإلنسان إليه ينحط درك وأي الحجرية،

معروفة. اليوم إىل مشاهده تزالمن ويصيبهم أصابهم ماذا ولكن اإلدراك يف أولئك من درجة أرقى فهم اآلخرون أمامن يألفون ال ما منه صدر أو شجاعة أو عقل يف إنسان فاقهم إذا كانوا االعتقاد؟ ذلكلسلطانه، فدانوا اإللهي للوجود مظهرا ظنوه األحوال من يعرفون ال بما ظهر أو األعمالمن يملكونه كانوا ما كل فسلبهم إلرادته بالخضوع أنفسهم وأخذوا لقهره، واستكانوا

العقيدة. تلك عىل ماداموا الصغار عليهم وحق وعزم، وإرادة عقلطمعا اآللهة منازل الناس من ينزلوا أن الدهاء أهل من كثري عىل الوهم هذا سهل وقد

الضالة. العقائد هذه عليهم جلبتها التي الرزايا من األمم قاست وكم استعبادهم. يفاملعتقدون وهم اآلخرين القسمني من بخري ليس ثالث قسم هؤالء من ويقربيف أنه فظنوا منهم السمو وأهل الكرباء عىل فقاسوه قدره حق هللا قدروا ما بالوسائط.للترصف عماال ويستصنع خلقه، من مدبرين لنفسه يصطفي جربوته، يف كملك ملكوته،يظنونه ما منه صدر أو هللا، إىل زلفى يعتقدونه بما أحدهم امتاز فإذا عباده، شئون يفالكون، يف للترصف االصطفاء منزلة — املنزلة تلك إىل رفعوه إليه املقربني من أنه عىل دليالمن له بما املعونة منه ويستجدون أعمالهم مهمات يف إليه يلجئون لديه شفيعا فاتخذوهإىل ليقربونا إال نعبدهم «ما قالوا: يدينون، به وما يفعلون عما سئلوا وإذا ربه. عىل الدالة

زلفى». هللاووارثيهم والزعماء والكاهن للسادن استعبدوا اعتقدوا؟ ما رش من هؤالء أصاب ماذاعند واقفة وأفهامهم أوهامهم، من علومهم فكانت شئونهم، جميع يف لهم واستسلمواالتي املوهومات تلك تخالف أنها توهموا إذا املعلومات، من األوليات ينكرون خياالتهم،وال منهم، يستمدونه ما عىل اتكاال العمل وسائل يرتكون كانوا ثم زعمائهم. من تلقوهاكثري يف يؤيده والعيان العقائد، هذه باليا من اإلنسانية قاسته ما عىل يشهد التاريخ يزال

اليوم. إىل والغرب الرشق يف األمم منبل الصحيحة العلوم مبادئ عىل مطلع ينكرها ال جاورها، وما الوثنية مفاسد هذه

الفاسد. جوها يف ينشئوا لم الذين العامة من كثريون يعرفهاطبعا الفضائل سلم يف باألفراد ترتقي كانت اليونانيني وثنية أن هانوتو زعم أماأحد يقل ولم أعلم. فيما سواء املسيحيني من به يقل لم زعم فهو األلوهية مرتبة نيل يف

53

Page 54: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

مقام إىل التوصل طريق من الفضائل كسب يف يسعون كانوا أنهم أنفسهم اليونانيني منالرذائل تلك إال تورثهم لم بل صالحا أثرا فيهم تركت البرشية األلوهية إن وال األلوهية،كما ألربابها للتقرب فكان الفضائل إىل السعي أما ملحاربتها، وأفالطون سقراط قام التي

معلوم. هوإىل فيه الكالم أدع فذلك اليونانية الديانة ناحية من بأنها املسيحية عىل حكمه أمااألرض لتطهري أمرها بداية يف وسعها بذلت املسيحية إن أقول ولكني أنفسهم. املسيحينياليهود من بعقائدها تلوث من وجاهدت عهدها، يف عليها الناس كان التي الوثنية منقوام التنزيه وكان الواحد، اإلله إىل يدعونهم الوثنيني بني رجالها وانبث والرومانيني،من قرون بعد إال فيها التشبيه آثار تظهر ولم كالمهم، فهم يف املدقق يعلمه كما دعوتهمإىل حاجة وال وغريهم التاريخ أهل عند معروف قسطنطني4 اإلمرباطور وتاريخ نشأتها،

منه. كان ما تفصيلوخسئ العلم، واختفى املغارم، وعظمت املظالم، ظهرت التشبيه، يف الغلو امتد ملا ثماإلصالح ظهر حتى النرصانية، األمم يف الفساد واسترشى النظام، أركان وتهدمت العقل،من يشء إىل أرشنا وقد اليوم، املعروفة طريقها يف أوربا واستقامت سبقه، ما عىل وقىض

ذلك. أسبابكما برشا إلها فيكون املسيح رتبة لينال هللا يعبد املسيحيني من أحدا أن نسمع لمالذي النحو هذا عىل التثليث عقيدة عقل أنه عىل يدل ألحدهم أثرا نر ولم عبارته. من يؤخذيحتذيها. أن يف له مكنة فال فيها، للعقل مجال ال عقيدة بأنها يرصحون ولكنهم ذكره.إليه يصل ال ما بني فرقا هناك بأن ترصح مختلفة أزمان يف منهم طوائف قامت وقدهللا بعثه مختارا نبيا إال يكن لم املسيح أن إىل وذهبت العقل، حكم يناقض وما العقلالرب عىل واألب (املختار) املصطفى عىل االبن وحملوا الشيطان سلطان البرشمن لخالص

قائم كدين املسيحي بالدين اعرتف من أول ٣٠٦م. عام منذ الرومان إمرباطور قسطنطني اإلمرباطور 4غرب من طريقه يشق وهو أنه االعرتاف ذلك سبب إن ويقال الوثنية. وغري الوثنية الديانات باقي مثلشاهد ماكسنتيوس، واسمه اإلمرباطوري العرش عىل منافسه عىل ليقيض اإلمرباطوري، العرش إىل أوربا«مرسوم أصدر لذلك ستنترص» العالمة «بهذه الجملة: هذه عليها ومكتوب السماء يف الصليب عالمةلتكون بيزنطة إىل روما من اإلمرباطورية، عاصمة نقل ولقد الديانة. بهذه باعرتافه ٣١٣م عام ميالن»

إليه. نسبة القسطنطينية عليها أطلق وقد خالصة. مسيحية عاصمة

54

Page 55: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

اإلمام األستاذ رد

إىل تذهب العدد، قليلة كانت وإن اليوم، الربوتستانت طوائف بعض أن وأعرف الرحيم.يل وأكد أسفاري بعض يف بعضهم القيت وقد بالحياة، القدس وروح بالعلم الكلمة تأويل

بذلك. تدين شيعة لهم أنمن لتخرجهم الوثنيني من حولها من تجاهد األزمان سالف يف املسيحية كانت وهل

عالم. غري محب من الصادر الخبط هذا من باهلل نعوذ وثنية؟ إىل وثنيةبالتي أجادل أن أمرت وقد جريدة، يف املسيحية عقائد يف أطعن أن من أدبا أرفع إني

دليال. باتخاذها هانوتو عني التي اآلثار يف الكالم إىل أرجع ولكني أحسن. هيهللا دين هو التنزيه دين بأن ورصح التوحيد، إىل بأرسه العالم يدعو اإلسالم جاءرسل خاتم ودين موىس بعد األنبياء دين هو ثم موىس. إىل وإبراهيم ونوح آدم لدن منتنزيه، أهل خصوصا املسيحيني ويف اليهود يف أن ينكر ولم السالم، عليه عيىس إرسائيلبالعبادة يقوم حتى دينه أصل إىل الرجعة إىل ودعاه التشبيه إىل مال من منهم أن وذكر.… وهمه هواه وملكوا عقله اغتصبوا الذين والزعماء الرؤساء سلطة من ويعتق وحده هللوأعظم عدة وأوفر عددا أكثر وكانت اإلسالم ملناوأة والنرصانية واليهودية الوثنية هبتفدخل القلوب، إىل شعاعه ونفذ الحق ظهر ثم الزمن من قليل إال يكن فلم بأسا، وأشد قوةيطلب كل وأخذ أرسها، من العزائم وأفلتت الهمم، فأعتقت ملة، كل من أفواجا فيه الناسبالتوحيد املعتقدون وأخذ الوجود، واجب من له املمنوح استعداده له يعده ما الكمال منواألوهام، الحجب تلك ومزقوا الوجود، أرسار عىل اإليمان رشفات من يرشفون والتنزيهالشغب من يسرتيحون امللة أهل يكد ولم والدين. والنظر الفكر من العلم بمنابع واتصلوادخلوه، إال أبوابه من باب يبق ولم فيهم، العلم أنوار سطعت حتى بينهم ريحه هبت الذيوالرومان والفرس اليونان مخلفات من مرتوك يبق ولم علوه، إال مراقيه من مرتقى وال

لألنظار. وأبرزوه صدأه وجلوا النسيان زوايا من استخرجوه إالحتى ظهوره من الثاني القرن ينتهي يكد ولم التنزيه، دين وهو اإلسالم أثر هذاوحرروا القواعد، ونقحوا األغاليط، وصححوا واألرض السماوات علوم يف املسلمون جالهو بما ذلك يف وأتوا األرض ومسحوا املراصد، أقاموا الثالث القرن مفتتح ويف األصول.

هانوتو. مسيو وديار ديارنا يف العلم ألهل معهودأقامت اليوم: الغربية األمم يف النظر أهل من جماعة بقول هذا يقابل فيما أكتفي إنيهذه يف يبحثون املسلمون وأخذ واحد، بفلكي تأت ولم قرنا عرش األرضستة يف النرصانيةاملسيحية الديانة أصول يف طعنا ذلك يعد ال هذا ومع سنني، ببضع نبيهم وفاة بعد العلوم

له. جاءت عما لها واملحرفني عليها القائمني ترصف يف طعن هو وإنما

55

Page 56: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

اإلسالم فإن ذلك يف واهم ولكنه وربه العبد بني الصلة قطع اإلسالم أن هانوتو يظنرضاءه تبيعه واسطة بال وحده يديه بني يقوم أن الحق له وجعل ربه إىل بالعبد أفىضوحظر مخلوق، كل بالعبودية له يدين واحد قاهر إال للكون يكون بأال اإلسالم قىض —النبوة ومقام بها، تفرد التي األلوهية مقام — إليهما الرقي يمكن ال مقامني الناس عىلبني فهو الكمال مراتب من ذلك عدا وما بابها، أغلق ثم شاء من بمنحها اختص التيأو عمله يف تقصريه من كان ما إال حجاب دونه يحول ال استعداده، ويناله اإلنسان، يدي

نظره. يف قصورهتستطيع ولن وضعتها، حيث نفسك وقفت عنك هللا فضل بقصور اعتقدت إذااإلسالم معنى هو وهذا صاحبه، نفس الصحيح اإلسالم يرفع هكذا سبيال. التقدم إىلاإلسالم من املعنى مع اإلنسان بقي فهل هانوتو، مسيو فهمه يف أخطأ الذي واالستسالمالفضائل كسب يف مسبباتها إىل باألسباب التوسل عن هجرة ويف الحيوانية من درك يف

والكماالت؟آثاره، يطلب أن عليه يجب كما كتابه، يف يطلبه أن اإلسالم يف الباحث عىل يجب

مسلمون. واملسلمون إسالم واإلسالمالتمويه، عوائدهم ويف التشبيه، عقائدهم يف عليهم دخل وكيف املسلمون أين منيعلمون العلم وأهل ذلك أعلم أنا بالشهوات؟ الرضاء أخذوا وعمن االحرتاس، تعلموا وممن

محيط. ورائهم من وهللامساقطهم، يف سقطوا حتى بذراع وذراعا بشرب شربا قبلهم من سنن املسلمون اتبع

عليهم. وما لهم كان بما وباءوا مطارحهم، إىل انجروا حتى األوهام وطارحوهمحيث إىل بالناس وترامت العقائل، وحصدت الفضائل، أكلت بدع الدين يف حدثت

(كيمون). استفرغه ما عليهم يصبلسلمت آدابهم، من فقدوه ما باتباعه واسرتجعوا كتابهم، إىل املسلمون رجع لو أمالسان وعىل تنزيله يف إليه هللا هداهم ما السعادة أسباب من وطلبوا العيب، من نفوسهمودبت القوة، لهم واستجمعت منهم، الصالح أهل لهم وخطه سلفهم لهم ومهده نبيه،مما عليهما رشا صحيح، دين من وكيمون هانوتو يلقاه ما وكان الفتوة، روح فيهم

البدع. شوهته دين من يخشونهانوتو، رأيه ويستحسن واملسلمني، اإلسالم من األرض وجه يخيل أن كيمون يرىأن بالدهما لسياسة اختارا ما وبئس املسلمني، عدد كثرة من ذلك طريق يف يقف ما لوال

حلمهما. وضعف رأيهما خطل ويعلنا ضغنهما يظهرا

56

Page 57: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

اإلمام األستاذ رد

غيبة، به طالت إن اإلسالم أن حلمهما بمثل نفسه يخدع من كل وليعلم فليعلما أالمثل اإلنكليز من اليوم املنصفون فيه يقول وقد نوبة. فله النوائب صدعته وإن أوبة، فلهالفضائل تسري ومعه أفريقيا يف يمتد «إنه كنيسة: يف ورئيس شهري قس وهو تيلر إسحاق

أنصاره». من واإلقدام والشجاعة آثاره، من والنجدة والعفاف فالكرم سار حيثبانتشار السكان بني انترشت والقمار والفحش السكر أن من األسف أشد ويأسف

سكر». فيها مسيحية عىل فيه سكر ال إسالما يختار «إنه وقال بينهم، املبرشين دعوةطريق إىل الحوادث وسرتشده آسيا، أطراف من وغريه الصني ينترشيف يزال ال هو ثماألمم ذلك عند وتدرك نشأته، ألول عليه كان ما إىل امللمات به وتنثني طهارته، إىل الرجوع

هللا. شاء إن ترجو ما خري منهلغري معاملتها وكانت هانوتو مسيو مقدمتها ويف بأرسها الفرنسية األمة أسلمت لوأن مستعمراتها سكان من ترجو هل ومدغشقر، الجزائر يف نعهده ما عىل الفرنسينييسمعون وهم باملسلمني ظنك فما كال، عليها؟ للثورة الفرص ينتهزوا وأال إليها يميلواإخفائهم. يف والدأب إهالكهم يف الجد إال عليهم املتغلبني من يرون وال الرعد هذا قصف

تخفف التي هي أصولها معرفة بعد املعتقدات واحرتام الحقوق ورعاية العدل إنوأترابه هانوتو ولكن عنه، الرضاء عليه وتهون منه به وتدنو الغالب سلطة املغلوب عىلال بما يهرفون يزالون وال الثالثة األركان هذه من شيئا يعرفون ال الفرنسيني ساسة من

املنتظرين. من معهم إنا فلينتظروا يحسبون كانوا ما إىل يصلوا حتى يعرفون

57

Page 58: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä
Page 59: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلسالم هانوتو

اإلسالمية الجامعة بحث وفيه هانوتو عىل الثاني اإلمام رد

حديث بها جاء املرصي القطر يف املشهورة الجرائد إحدى من نسختني املصادفة إيل ألقتاإلسالم. يف املعروفة الفصول صاحب هانوتو ومسيو الجريدة صاحب بني

ال ألنه هانوتو، مسيو رأي عن صادر الحديث هذا يف جاء مما كثريا أن يف أشك ولمحرمانه أن رأيت ولهذا الرشق، أحوال من وكثري أوربا بأحوال مثله عارف عن إال يصدروجورا ظلما يعد تضمنه ما بعض يف معه مناقشة بال يمر وتركه فيه، النظر حظ منعنه. السكوت يحسن ال أثرا الناس أذهان يف يدع مما إليه القول ونسبة خصوصا عليه،املسلمني، أحوال يف الفهم سوء من بيشء أصيب قد أنه عىل يدل ما كالمه يف جاء وقداملقصد أهل بني والخصام الشقاق منشأ الفهم وسوء اليوم. نفوسهم إليه انبعثت ومامن يوفيه أال الحق عىل غرية بذي يليق فال سابق. له مقال يف حرضته ذكر كما الواحدإىل يرسل وأن الفرنسية املؤيد جريدة يف أكتبه ما يرتجم أن وأرجو يستحق، ما االعتبار

وأفكارنا. مقاصدنا من عنه غاب ما عىل ليقف هانوتو مسيومن لهم أنفع يكن لم بمثال. ويعتربون بيشء ينتفعون اليوم املسلمون كان إنإنكارها، يسعهم ال فيهم عيوب إىل أرشدهم فقد هانوتو. مسيو كالم يف جاء بما االعتبارلهم ورصح آثارها، بالعيان شهدوا قد ديارهم يف االستعمار لطالب مقاصد إىل وهداهماألمم بإنصاف اآلمال وعقد الخيال، من رضب الدول معاملة يف العدالة عىل االعتماد بأنيدركهم أن إال عاره، من الطهر وطالب ذماره، بحماية املهتم عىل وما للمحال، تلمسيف فيتعارض مثلهم، يكون أو القوة يف فيفوقهم حولهم، الحول من ليبلغ عملهم، ويعمل

Page 60: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

ويقنع باألضاليل، ويلهو باألعاليل، يتسىل أن ال املالك، مع املالك معارضة معهم املنافعخيل، قائله روح من وهو الطيل، واللفظ الجهوري بالصوت العمل من ويكتفي باألماني،الرحمة يلتمس يده بسط يقظته، أو نومه يف وأخذوه غفلته يف وهو دهموه إذا حتىبالذلة وهو األحمق، الجاهل عمل فهذا عنهم، العدل سيب عليه يفيض أن ويرقب منهم،

أحق. واالستعبادأن قبل من عليه يجب وكان منه، أجنبي من قبولها املسلم عىل يجب نصيحة وهيلحرب أرسله حني الوليد بن لخالد قال فقد عنه، هللا ريض الصديق بكر أبي من يقبلها

بالرمح». والرمح بالسيف السيف به: يحاربونك ما بمثل «حاربهم اليمامة:جالد، فهي الحياة عماد هو فيما منافسة وكل حرب، فهو نزاع كل أن يخفى والبطلبته تظفره وسيلة وكل جهاد، فهو بمنافسه للظفر املتنافسني أحد يأتيه عمل وكلاستخلصها أو حفظها منفعة وكل كفاح، فهو بينهما تدافع أو تجاذب وكل سالح، فهي

هزيمة. فهو ملصلحة تفويت أو حق عن انخذال وكل غنيمة، فهي منهقربت فإذا أحد، وسالحه أشد، وقوته أسد، رأيه كان من املنافسة ميدان يف فالظافريرتفق، أن منهما كل عىل وسهل تتفق، أن املتنافسني بمصالح أمكن التكافؤ من القوتانحق ينال أن الضعيف عىل صعب بل باالرتفاق، القوي واستبد االتفاق، استحال وإال

األحياء. عالم يف هللا سنة البقاء،القوى). تكافؤ (العدل قوله يف أساتذتنا بعض أجمله ما هانوتو مسيو فصل وقد

اندفعت فيها، يجري بما إال تشتغل ال كانت أن بعد أوربا بأن هانوتو مسيو رصحباليابان املثل ورضب فيها. االستعمار تأبى التي األمم قوة إال عنه يردها وال االستعمار إىلممالكها، لوقاية وأعدت الداخلية، شئونها من أصلحت وما املدنية، يف ارتقت بما فإنهابالدها فحمت بمكانتها، اإلقرار عىل وحملتها بقوتها، أوربا آذنت قد مسالكها، وحمايةاألوربيني، ومنافع منافعها بني تؤلف أن القوة بربهان وأمكنها صولتها، من ومصالحهاوأرشد هاد خري املنزل كتابه يف وله قرون، من يعرفه أن املسلم عىل وكان حق، قول وهوالكريمة اآلية دعته فقد قوة﴾ من استطعتم ما لهم ﴿وأعدوا آية: منه يكفيه وكان مرشد،قواها رصفت إذا أمة تستطيعه ملا حد وال املستطاع، حد منه يبلغ أن وطالبته اإلعداد، إىلعىل خصم به يقوى ما كل وهي القوة، له وأطلقت له، هيئت فيما والجسدية العقليةاستخالص به يستطيع أو معتد، اعتداء من وحوزته نفسه حماية عىل به ويقتدر خصم،لهيبته ووقف املنفعة، به وعظمت الحق، به حفظ ما القوى وخري مغتصب، يد من حق

نفوسهم. الطمأنينة وتشمل بينهم، السالم يستقر حتى جده، عند املتنافسني من كل

60

Page 61: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلسالم هانوتو

والصناعة والتجارة واألدب العلم هي عنارص من األوربية األمم قوى تألفت وقدينكر ال هانوتو مسيو ألن القوة عنارص جملة يف الدين وذكرت والسالح. والدين والعدلمن الدينية والجمعيات املرسلني وأن االستعمار، سياسة يف الدين عىل تعتمد أوربا أنإليها، لسوقه الفرص سنوح عند سلطانها قبول إىل الشعوب إعداد يف لديها الوسائل أهمالتي املغالق فتح ويف أظلهم، متى السلطان ذلك به ينقض ما الحتمال األمم نفوس وتهيئةوحده الجندي لساعد يمكن ال التي السبل وتمهيد يفتحها، أن وحده السالح يستطيع الحاجة فال هانوتو، مثل عارف فيها يجادل ال التي املسلمة األمور من وهو يمهدها. أن

املقام: هذا يف بذكرها بأس ال شاهدتها كنت قصة أذكر أني غري بيانه يف لإلطالةالفرنسية الدينية الجمعيات مدارس بعض يف سوريا بالد من لبنان أبناء أحد تعلموامتأل كتابهم، مؤلفات من عددا وطالع آدابهم، من كثريا أساتذته عن وأخذ البالد، تلك يفأجمع العالم محررة وأنها والحرية، العلم نور منبع أنها ذهنه يف واستقر فرنسا، بحب قلبهالسياسيني، بعض ومؤلفات الفرنسيني الفالسفة بعض لكتب انتقل ثم االستبداد، رق منيف املعارف تنرش أن سياستها يف يهمها إنما الجليلة األمة هذه بأن االعتقاد عنده فعظمورأى الفكر، وحرية العقل أصول عىل لرتبيتها النفوس، وتكميل العقول، لتهذيب العالمإنشاء عىل املعونة ويسألها باريس إىل يذهب أن الفرنسية الحكومة عند الزلفى من أنباريس إىل فذهب السابقة، األصول تلك عىل فيها التعليم يبنى لبنان، جبل يف مدارسالفرنسية البالد يف املقام لهم طاب الذين السوريني أذكياء بأحد واتصل ،١٨٨٤ سنةسعيه، الذكي فسعى الحكومة، معونة من يرغبه ما نيل يف وسيلته يكون أن منه وطلبوإن الفرنسية الحكومة وإن الوسواس من رضب تخيلته ما إن وقال صاحبه إىل عاد ثمالخارج يف سياستها لكن سلطتها، يف الكنيسة وتنازع بالدها، من الجزويت تطرد كانتوالقوة باملال لهم وإعانتها للجزويت حمايتها من ذلك تعرف أن ويمكن محضة، دينية

بالدك. يفوإال قريبا، املساعدة يف أملك كان لبنان بالد يف دينية مدارس إنشاء تريد كنت فإنمدة أقام ما بعد بالخيبة الشاب فرجع بك. الخاص شأنك يصلح بما واشتغل فارجعمن إال بلده إىل الرجوع عىل يساعده من يجد ولم النقود، من عنده كان ما فيها رصفالذي الحدث شاهدا كنت كما مساعدته. يف حظ يل وكان ذاك، إذ أصدقائنا من رحمه

رويته.

61

Page 62: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

أو ذكرها، سبق التي العنارص هذه تحصيل يف ثابت بعزم املسلم يسع لم فإنعنه، ريضهللا الصديق ولقول لكتابه مخالفا كان مسلم، وهو منها عنده ضعف ما تقويةالقيامة. يوم إىل األوربيني مصالح مع مصلحة له تتفق ولم هانوتو، مسيو للوم ومستحقايف املسلمني شأن من فهمه فيما األول أمرين: يف الوزير هذا مع الكالم عيل بقيالدينية السلطة وجمع قاطبة، املسلمني كلمة توحيد إىل دعوة يسمونه وما األيام، هذهبل األوربية، بالسياسة املسلمني أكثر ظن سوء الثاني واألمر واحد. شخص يف والسياسيةمن عمل يف عثمانيا مسيحيا يأتمنوا أال إىل بهم الثقة فقد وصل حتى أجمع، باملسيحينيالحديث، النارشة الجريدة هذه صاحب من سمعه كما الخدمة لهم أخلص وإن أعماله،

وغريه.السلطة وجمع املسلمني كلمة توحيد إىل فيهم دعوة وظهور اليوم املسلمني شأن

اإلسالمية. البالد جميع يف واحد شخص يف والسياسية الدينيةاملسلمني بالد من بلد يف اليوم إىل أثر لها يوجد لم الدعوة هذه أن هانوتو ملسيو أؤكدهذه إىل يشري أن بباله خطر ملا عليه، هي ما عىل أحوالهم معرفة إىل خطوة خطا ولوفهم سوء منشؤه فإنما منها باألوهام علق ما وإن حكما، عليها يبني أن عن فضال الدعوةنية لسوء يكون وقد الغرب، سيايس أذهان يف ذلك انعكاس ثم الرشق مسيحي بعض

فيها. توهم ما تعظيم يف مدخل بعضهمتلبيس، من غطاء وال تمويه من ستار يغشاها ال هي كما الحقيقة أعرض وإنييف اليوم املسلمني مقاصد بحسن هانوتو مسيو يقنع ما البيان هذا يف يكون أن وأرجوحتى رشدهم إىل حديثه نرشت التي الجريدة صاحب أمثال يرد وما الدين عن كالمهمالسكون من وال حربا املسلم من بعضهم يتخذ وال بالدهم، وأهل أنفسهم يف هللا يتقوا

شغبا.يف املسلمني بعض بعقول األخرية السنني هذه يف طاف الدين من طائفا أن أنكر الالفضل أهل من قليل بأنفس مرت الرحمة نفس من نسمة وإن األرض، من مختلفة أقطاروفيما الدين، هذا أهل عليه كان فيما النظر إىل هممهم وأثارت ساكنهم، فحركت فيهمرأيه ينرش من ومنهم الكالم، إىل سبيال وجد إذا يرى بما يتكلم من منهم وإن إليه، صارواال ما يقولون لهؤالء مقلدون يوجد ثم لذلك. الوسائل له تهيأت إذا جريدة أو كتاب يفيرمي فيما كالمنا وإنما املقلدين، هذر يف لنا كالم وال يعرفون ال بما ويهرفون يعلمون،

الناظرين. أولئك غرض إليه

62

Page 63: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلسالم هانوتو

آخذا ذلك، بني وسطا إنسانيا بل جامدا، جسدانيا وال مجردا، روحيا ال اإلسالم ظهرولذلك لغريه، يتوفر لم ما البرشية الفطرة مالءمة من له فتوفر بنصيب، القبيلني كال منيرقى التي األوىل املدرسة وعدوه اليوم خصومه ذلك له وعرف الفطرة، دين نفسه سمىكان بل لقيرص» لقيرص ما يدع «أن أصوله من يكن لم ثم املدنية، سلم عىل الربابرة فيهاالوجه عىل الدين هذا جاء عمله. يف يده عىل ويأخذ ماله عىل قيرص يحاسب أن شأنه منإىل وأثار خامال، ونبه جاهال، وعلم خشنا، وهذب قاسيا، وأالن ضاال، فهدى ذكرنا الذيثم كاسدا، الفضيلة من وروج فاسدا، الخلق من وأصلح وكال، عليه وأقدر كسال، العملومكن رشعا، وجدد عدال، وأقام ظلما، ومحا مختال، وأصلح متصدعا، ورأب متفرقا، جمعبذلك الدين فكان فيه، يدخل لم ممن سواها عن به امتازت نظاما فيه دخلت التي لألممعليهم النعمة آثار به وظهرت للملك. ونظاما البيت، يف وألفة للشخص، كماال أهله عندسريه، وجوه جميع يف قائده كان بل عنايته. من حظ العلم يفت ولم شئونهم، جميع يفامللك سياسة تفصيل وال الصناعة وال التجارة يعلمهم لم الدين إن يقول أن قائل شاء فإنبه يقيمون ما إىل السعي عليهم أوجب أنه ينكر أن يسعه لم البيت يف املعيشة طرق والوفرض امللك، لهم وأباح فيه، يحسنوا أن عليهم وأوجب واالجتماعية، الشخصية حياتهمبالد من املدينة من وهو الثاني خليفته يقول بدين ظنك وما امللكة، يحسنوا أن عليهمالرابع الخليفة ويقول عمر» عنها لسئل الذئب أخذها الفرات بوادي سخلة أن «لو العربلهم أسوة أكون أو الدهر، مكاره يف أشاركهم وال املؤمنني أمري يقال بأن نفيس من «أقنعقدوة ليكون العيش يف املساكني يساوي أن بذلك يريد خشونته» أي العيش؟ خشونة يف

الصرب. حسن يف الفقراء وأسوة اإلحسان يف األغنياءلبصائرهم ومصباحا األعمال، جالئل إىل يحثهم للمسلمني مهماز اإلسالم كان هكذااألمم عىل قلوبهم يعطف وعاطفا األفكار، وتقويم األحوال استغراق يف به يسرتشدونوكان لسكانها، وقادة لها سادة األرض رضيتهم حتى املعاملة، وحسن واملرحمة بالعفو

معلوم. هو ما وأمره أمرهم منويمقت الحكيم املرشد هذا رضيه ما يرىض املسلم رأى إذا عاقل يعجب هذا أفبعدفيه كان وإن دينه، يف سائغا يعتقده لم ما بكل يهزأ املسلم يرى أن أيدهشه مقته؟ ماالدين هذا يف عليه هللا نعمة أثر من املسلم شهد ما بعد السماوات، ملكوت أو األرض ملكهللا سنة بحكم بنفسه األمر إليها ينساق رضورية، نتيجة فإنه ذلك يف عجب ال شهد؟ ما

خلقه. يف

63

Page 64: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

يف انقلب فقد نفسه الدين أما فيه، الثقة هذه إال الدين من للمسلم يبق لم واأسفا!!نظره يف وانطمست حقيقته، فهمه يف وتبدلت طبعه، مداركه يف وتغري وضعه، املسلم عقليلبس كما الدين لبسوا قد القوم هؤالء «إن وجهه هللا كرم عيل قول فيه وحق طريقته،

مقلوبا». الفروولكن ذكرت، ما إىل املسلم نفس يف بالدين وصلت التي األسباب يف اليوم أبحث العقائده يف وترسب منه، ليس ما دينه يف املسلم عىل دخل قد أقول: ملا منكرا أخىش وال أقولعرضت أساسها. عىل ويأتي قواعدها يهدم ما بل بأصلها يتصل ال ما يشعر ال حيث منالقويم، الرشع مكان وأخذت الصحيح، االعتقاد محل وحلت واألعمال، العقائد يف البدع

أحواله. جميع شؤمها وعم أعماله، يف آثارها وظهرتيصح، لم أو ومسلمة) مسلم كل عىل فريضة العلم (طلب الحديث لفظ صح إنواملرأة فالرجل حواه، ما صحة يحقق املسلمني من األولني وعمل معناه، يؤيد فالقرآناإلسالم، فرائض من عليهما يجب ما علم يف سواء وكانا التكليفي، الخطاب يف سواءبه تحسن وبما ومعاشهما، معادهما لصالح يلزم ما العلم طلب ويف اإليمان، وخصالرسوله وسنة هللا كتاب يف معروف تفصيل عىل بعد أو قرب بهما يتصل من مع املعاملةاالستطاعة بقدر منه دخل إال العلم أبواب من باب يبق لم حتى بعده من الصالحني وعمليفرضه ما غاية أن الرجل فظن العلم، معنى يف ذلك بعد املسلم ضل الزمان. يسمح ومابرس يتعلق ما أما أدائها، صورة يف والصوم والصالة الوضوء فرائض معرفة منه الدينأما النادر، القليل إال ببال له يخطر ال مما فذلك هللا عند قبولها ووسيلة فيها اإلخالصالعبادات غاية اإلسالم جعله مما الجليلة الخصال واستكمال الروح وتهذيب الدين آدابوال عزيمته، إليه تتوجه ال مما الدين علوم أهم أنه مع فهو الصالحات األعمال وثمرةترقى ال األرض أطراف يف منثورين قالئل أشخاص من إال اللهم إرادة، نحوه تنرصففقد منها جملة ليحصلوا العلوم لطلب ينقطعون من أما كلمة، بهم تسمو وال أمة، بهم

فريقني: إىل انقسمواالبالد معظم يف أفراده قل وقد بحفظها، والقائم الدين علوم وارث أنه يظن من األول:بعض يف منهم واملشتغلون الناظر، نظر يدركها يكاد ال رسوم إال منه يبق ولم اإلسالمية،مخصوصة كتب يف ينظر أن هو ما وقليل منهم الذكي حظ فإنما واآلستانة كمرص البالدذاك عىل دال اللفظ هذا بأن يثق أن بمعنى ويفهمها العرفان، وضعف الزمان له عينهاأم ذلك بعد وأدبه ودينه عقله له سلم سواء العلم استكمل فقد ذلك له تم ومتى املعنى،

64

Page 65: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلسالم هانوتو

منه، عينيه ويمأل إليه ينظر أن همه فكان سالحا، ورث من مثل مثلهم فكان يسلم، لمالخبث. ويفسده الصدأ يأكله أن يلبث فال عنه، الصدأ يزيل أو يستعمله إليه يده يمد والشأن أال هؤالء رأي ومن النافعة، العلوم من عرفوا ما وراء عما يصد الدين أن ويزعمونارتكبوا وقد منكر، عن ينهوا أن وال بمعروف يأمروا أن عليهم يجبل وال العامة، مع لهممن األغلب بل منهم وللكثري خطأ، عاقبته سوء يف يساويه ال دينهم فهم يف خطأ لذلكال العلم يف الفريق هذا يحصله ما أن يخفى وال عده، إىل حاجة ال ما الدين يف الفهم سوء

مشهود. هو كما األمة صالح يف أثر أدنى له يظهرسافل، أو عال الحكومة مناصب من منصب لنيل أولياؤه يهيئه من الثاني والفريقالعرصية، بالعلوم املعروفة العلوم مبادئ يحصلون قلوا، أو كثروا إن الفريق، هذا وأفرادلفظ إما يحصل ما أن عىل والده، له يعده الذي املنصب ينال به ما واحد كل يحصل ثمإىل يذهبون من هؤالء ومن الشهادة، ورقة إىل الوصول عىل واملدار يخزن، خيال أو يحفظذلك بعد منهم أصاب فمن الغاية، هذه سوى لهم غاية وال فيها الرتبية الستكمال أورباينتظرها، األبواب عىل وقف يجد لم ومن فيها، العمل عىل همه وحرص بها، قنع وظيفةويفسد أوقاته يف يرسف ملهى أو مقهى يف وجدته العمل زمن تقىض أو االنتظار مل فإذاهلكت سعدت، أو شقيت العامة شأن يهمهم ال هم، ما وقليل منهم، والصالحون أدواته، يفعىل بلد كل يف شواذا منهم وأستثني األمة، يف يظهر هؤالء تعلمه ملا أثر فأي قامت، أو

أعمالهم. ثمار األمم وتجني عددهم ينمو أن يرجى ضعفهمالعلم. مع الرجال شأن وهذا

بستار دنياهن أو دينهم يف عليهن يجب بما العلم وبني بينهن رضب فقد النساء أماوما الصوم، سوى فريضة يؤدين أو عقيدة يعلمن أن بالبال يخطر وال يرفع، متى يدرى الموروث من جدا وقليل الحياء، وحارس العادة، بحكم هو فإنما الفقه من عليه يحافظناللهم الرتهات، أحاديثهن ومالك بالخرافات، أذهانهم وحشو والحرام، بالحالل االعتقاديعده مسلما نفسه يعد والنساء الرجال من وكل عدهن، الدقيقة يستغرق ال منهن قليال إال

السعادة. ويمنيه الجنةووكل العمل. عن وقعد الكسل، إىل فمال والقدر التوكل معنى فهم يف املسلم أخطأرغائب ويوايف ربه يريض بذلك أنه ويظن ريحها، تهب حيثما ترصفه الحوادث إىل األمر

دينه.والقوة العزة وأن األمم. خري املسلمني أن من دينه يف ورد ما فهم يف املسلم أخطأتابعة الشأن رفعة وأن املسلم، لعنوان مالزم الخري أن فظن الدهر، أبد بدينهم مقرونتان

65

Page 66: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

بالقضاء، تسىل رزية به حلت أو مصيبة أصابته فإن معناه، من يتحققيشء لم وإن للفظهلتاليف عمل إىل ينهض أو الطارئ، لدفع وسيلة يتخذ أن بدون الغيب، به يأتي ما وانتظر

نبيه. وسنة هللا كتاب ذلك يف مخالفا الجلل، الحادث مدافعة أو خلل، من عرض مامقاليده فألقى ألوامرهم، واالنقياد األمر ألويل الطاعة معنى فهم يف املسلم أخطأيمكنها الحكومة أن ظن حتى عنه أدبر ثم شئونه يف الترصف إليه ووكل الحاكم إىلالتي الرضيبة سوى عون من لها يكون أن بدون وسياسة إدارة من جميعا بشئونه القياميبذلونه وما العسكرية، الخدمة ألداء أبناؤهم طلب إذا اآلباء حزن رأى ومن عليه، تفرضهاال الحكومة معنى من املسلمني أكثر يعقله ما بأن حكم منها تخليصهم يف السعي منحد إىل بلغت قد بالحاكم ثقتهم أن وعرف العقل، أوليات من يشء عىل انطباقه يمكنإىل الثقة تلك وانقلبت أحد، من عون بدون يشء كل عىل قادرا ظنوه حيث من التأليه،يف يعينونه وال حادث، يف يساعدونه ال وشأنه، تركوه إنهم حيث من عنه، والتخيل اإلدباربالرغم إليه لجئ إذا عمال يحسن الذي ذا ومن ذلك، عىل أرغموا إذا إال اللهم مهم، أمربحسنها شعوره وضعف جملة، العامة األمور يف النظر عن املسلم انرصف هنا ومن منه.

منها. شخصه يمس ما إال اللهم وقبيحها،من فأصابهم فيه، سقطت مما األمة انتشال عىل الناس أقدر كانوا وقد الحكام، أمايفهموا ولم العامة من األعظم الجمهور أصاب ما وظائفهم أداء يف فرضعليهم بما الجهلوابتزاز سلطانهم، لخشونة النفوس وإذالل ألهوائهم، األبدان تسخري إال الحكم معنى منوال كتابا، يستشريون وال عدال، ذلك يف يرعون ال شهواتهم، إرضاء يف إلنفاقها األموالواالقتداء والغش والكذب النفاق عىل حملوها بما الكافة أخالق أفسدوا حتى سنة، يتبعون

العذاب. بها حل إال أمة يف فشت ما التي الخصال من ذلك يتبع وما الظلم يف بهممتخالفة وطرق العقائد، يف شتى مذاهب من أخرى بدع من حدث ما إىل كله هذااملشارب، فتفرقت ذلك، جميع يف أعمى وتقليد الرشائع، يف متناقضة وآراء السلوك، يفنفسه، إىل يجذب كل املختلفة، النزعات أرباب عىل الهوى سلطان وعظم املنازع، وتوزعتما هو الخصم وذلك بخصمه، يظفر أن همه وإنما باطل، من يفزع وال حق، إىل ينظر ال

بالكالم. التشدق معرض يف اإلسالم يف له أخا يدعوهالبأس بدعة وهي اعتقادهم يف املسلمني نفوس عىل عرضت بدعة أكرب ذلك عىل وزدكاشف الرضال من بهم نزل ما وأن له، دواء ال العامة فساد أن وظنهم ودينهم، أنفسهم منتمكنت وعلة نفوسهم، يف رسى مرض منه. رش والثاني إال يوم عليهم يمر ال وإنه له،

66

Page 67: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلسالم هانوتو

من يصح لم بما وتعلقهم نبيهم، وسنة ربهم كتاب من به املقطوع لرتكهم قلوبهم، منوالعقول، باألرواح فتكا العلل أشد من علة وتلك منها، صح ما فهم يف خطئهم أو األخبار

الكافرون﴾. القوم إال هللا روح من ييأس ال ﴿إنه شأنه: جل قوله شناعتها يف وكفىالعزائم، يف وضعضعة الهمم، يف هزال ذكرها يطول وأخرى جميعها البدع هذه تبعكل يف ويجول طبقة، كل يف ويمر األمة، إىل وينتهي البيت، من يبتدئ األعمال، يف وفساداألعمى، الديني التعصب من املسلمون به يرمى وما الحكومات، دوائر من خصوصا دائرة،ال أنني عىل الضالة، البدع لهذه تبعا اإلسالمية، البالد بعض يف أقوام عىل عرض فإنماشاهد والتاريخ غربية أو كانت رشقية املسيحية األمم يف درجاته أدنى فيه بلغوا أنهم أسلم

يكذب. الدينهم يف ابتداعهم بسبب وأعمالهم وعزائمهم عقولهم يف املسلمني أصاب ما هذامن عليهم هللا سلط ولهذا وفصوله، أبوابه بأدنى وجهلهم أصوله، فهم يف وخطئهمإال بدفعه لهم قبل ال ما الكفران عقوبة من بهم وينزل بشكرها، يقوموا لم نعمة يسلبهمبما ذكره إذا ويقرنه عيب، كل بدينهم يلصق بمن ابتالهم وقد بلطفه، هللا تداركهم إذا

فنائهم. وسبب شقائهم منبع يعده بل واملدنية، األمم بني حجابا ويعده منه، يتربأيف الهجرة سني من املايض القرن أواسط يف املسلمني عقالء من أفراد لذلك تنبهالداء، يف بحث منهم وكل مرص، يف ثم العرب وبالد والهند فارس بالد من مختلفة أقطارشاء إن الغاية عند يوما يلتقون ولعلهم بينهم، تقارب عىل فهمه بحسب الدواء له وقدر

هللا.أن ويمكن شئونه، تقويم يف بدينه املسلم ثقة استعمال يف ينحرص الجميع مقصدعليه طرأ ما وإزالة االعتقاد، تصحيح هو إنما جميعهم إليه يرمي الذي الغرض إن يقالاألعمال سالمة تبعتها البدع، من العقائد سلمت إذا حتى نصوصالدين، فهم يف الخطأ منالحقيقية بالعلوم بصائرهم واستضاءت األفراد، أحوال واستقامت واالضطراب، الخلل منفإذا األمة، إىل منهم الصالح ورسى السليمة، بامللكات أخالقهم وتهذبت ودنيوية، دينيةالدينية الرتبية عىل يحث مناديا أو مقصده، فهذا بالدين العلم إىل يدعو داعيا سمعتملزيد سبيل وهذه غايته، فتلك املفاسد من املسلمون عليه ما ينكر صائحا أو غرضه، فهذاعن العارية والحكمة األدب طرق من إتيانهم فإن عنها، مندوحة ال املسلمني يف اإلصالحعليه يسهل وال يشء، مواده من عنده ليس جديد بناء إنشاء إىل يحوجه الدين، صبغةوحمل األعمال، وصالح األخالق بتهذيب كافال الدين كان وإذا أحدا عماله من يجد أن

67

Page 68: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

لديهم، حارض وهو بيناه ما به الثقة من وألهله أبوابها، من السعادة طلب عىل النفوسغريه؟ إىل عنه العدول فلم به، لهم إملام ال ما إحداث من أخف إليه إرجاعهم يف والعناء

أن غريها، أو مرص يف سواء الدين، إىل الرجعة إىل يدعون ممن أحد ببال يخطر لماملسيحيني بعض أن غري للمسلمني، املجاورة األمم من غريهم أو األوربيني عىل فتنة يثريويخىش منه يخاف خياله، من غوال لنفسه وأنشأ فهمه، أعرضعن الدين يف قوال سمع إذاإىل ورجعوا شئونهم، إىل املسلمون انتبه لو أنه يظن وبعضهم الدين، باسم يسميه غائلتهبأنفسهم، أمورهم تقويم عىل واستعانوا بجامعتهم العتصموا دينهم من بالصحيح األخذاملنافع تلك املسيحيني من الكثري فيحرم غريهم، من أعمالهم يف أدخلوه عمن واستغنواغاش أنه يعتقد هذا بظنه فإنه بنفسه، الزاعم من ظن سوء وهو بغفلتهم، نالوها التييستغني ال الواحد الوطن أهل فإن أيضا، باملسلمني ظن وسوء متلصص، وسالب مغرر،ما أن األمر وغاية األعمال، عىل اقتدارهم وعظم معارفهم ارتقت مهما بعض، عن بعضهمالواحد ينفق كان الذي واألجنبي بحق، إال ينال ال وهو يصبح حق، بدون اليوم ينال كانالربح، استرياد يف التعب من يشء إىل ويحتاج الكسب، يف االعتدال إىل يرجع املائة، ويربحيطلبون واألجانب قوتها، عنفوان يف وهي اإلسالمية الدول يف عاملني املسيحيون كان وقد

عزتها. من مقام أرفع يف وهي أرجائها يف الكسببمرصمعونة مسلم يلتمس أن الوجه هذا عىل الدين إىل الدعوة طريق يعرضيف نعمألن األقطار، هذه بغري أو بأفغانستان أو بالعجم أو بالهند أو بسورية آخر مسلم منأسوة السليم كان موضع، يف الدواء نجح فإذا الدين، يف البدعة وهو واحد، الجميع مرضبعقل يمر فلم هم، كما وهم املسلمني كلمة توحيد يف السعي أما آخر، موضع يف للمريض

املجانني. مستشفى إىل يرسل أن به أجدر لكان داع إليه دعا ولو منهم، أحداملسلمني بني صلة إنه ويقول: الحج حكمة يف املسلمني من األقالم أرباب بعض يكتبمنه، يستفيدوا أن فعليهم بينهم، للتعاون الوسائل أفضل ومن األرض أقطار جميع يفاملسلمون يذكر أن الغرضمنه فإن وجهه، غري عىل يفهم أن ينبغي ال لكن حق، كالم وهوعقائدهم من فسد ما إصالح ببعضعىل بعضهم يستعني حتى الدين، جامعة من بينهم مامعهود أمر وهو بالء، أو ألم أو قحط من بهم ينزل ما مدافعة ويف أعمالهم، من أضل أو

األوربيني. عند خصوصا واحد بدين تدين التي األمم جميع عندويعلقون الحميد عبد والسلطان العثمانية الدولة ذكر من اليوم املسلمون يكثرفإن أحدا يدهش أن ينبغي ال األمر وهذا له الوالء عقد إىل يدعو منهم وكثري بهمته آمالهم

68

Page 69: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلسالم هانوتو

ما إنقاذ يرتجي ومنه سالطينهم، أفخم وسلطانها اليوم، اإلسالم دول أكرب هي الدولة هذهمساعدة وعىل شئونهم، إصالح عىل الناس أقدر وهو بهم، حل مما املسلمني من يديه بنيالنقية، الطاهرة الدين أصول إىل بالرجوع األخالق، وتهذيب العقائد، تمحيص إىل الداعنيمثل حوادث حدثت إذا املسلمني حقوق هضم عىل تتحد حتى أوربا يزعج هذا يف يشء فأي

هانوتو؟ مسيو يقول كما املاضيةمسيو فيه يقول واحد شخص يف والسياسية الدينية السلطة جمع عىل الكالم بقيوهو املدنية، السلطة عن الدينية السلطة فصلت أن بعد إال تتقدم لم أوربا إن هانوتويعرف لم املسلمني. عند شخص يف السلطتني جمع معنى ما يدر لم ولكنه صحيح، كالماملسيحية، األمم عىل للبابا كانت التي الدينية السلطة تلك األعرص من عرص يف املسلمونالقوانني لها ويصنع املمالك، عىل الرضائب ويقرر األمراء ويحرم امللوك يعزل كان عندماالسلطان أو الخليفة وهو األعىل للحاكم حقوقا اإلسالمية الرشيعة قررت وقد اإللهية.الداخلية بالسياسة البالد مدبر السلطان وإنما الدينية، السلطة صاحب للقايض ليستله وليس بوظائفهم قائمون الدين وأهل الخارجية، السياسة أو بالحرب عنها واملدافعإن املظالم ورفع الحكم، بعد األحكام تنفيذ إال عليه لهم وال والعزل، التولية إال عليهملطريقة نظاما ورشعت مدنية، قوانني بالدها يف وضعت قد العثمانية الدولة وهذه أمكن،املسيحيني من أعضاء محاكمها يف يكون بأن وسمحت ومللهم، الحاكمني وعدد الحكم،مختلطة محاكم فيها أنشئت مرص حكومة وكذلك رعايتها، تحت التي امللل من وغريهمليشء دخل وال معلوم وقوانينها املحاكم هذه وشأن السيايس، الحاكم بأمر أهلية ومحاكمهانوتو مسيو يطلب كما األوىل الكلمة صاحبة هي املدنية فالسلطة الدين، يف ذلك منأمراءنا فإن معكوسا، األمر كان بل املسلمني حال صالح يف نفعها يظهر لم ذلك مع ولكناملظالم ارتكاب يف بمخالفته املجاهرة استطاعوا ملا الدين أمراء أنفسهم اعتربوا لو السابقنيوأعدمها املسلمني بالد عىل الويل جر الذي التبذير يف واملبالغة املغارم وضع يف واملغاالة

االستقالل. وهو لديها كان يشء أعزبملكة تلقب إنجلرتا وملكة الرشق، يف الكاثوليك حامية نفسها تسمي فرنسا إنالحميد عبد للسلطان يسمح فلم معا، ورئيسكنيسة ملك روسيا وإمرباطور الربوتستانت،

املؤمنني؟ أمري أو املسلمني بخليفة يلقب أنيكون وأظنه بيناه، الذي الوجه عىل دينية بدعوة الظن ييسء هانوتو مسيو أن أظن البها، يقوم من فيها وجد إذا الفرنسية اإلسالمية البالد يف تعضيدها عىل للمسلمني عونا

69

Page 70: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

إذا املسلمني فإن الفرنسيني، مصالح مع املسلمني مصالح تتفق أن ذلك بعد له أضمن وأناولحقوا املعارف وتحصيل العلوم اكتساب يف األوربيني سابقوا بالدين، أخالقهم تهذبت

هللا. شاء إن معهم االتفاق يسهل ذلك وعند التمدن، يف بهمالدول، من بدولة سياسييهم ثقة وعدم كلها، أوربا بسياسة املسلمني ظن سوءوعدم اإلسالمية، مصلحتهم تخالف املسيحية أوربا مصلحة بأن املسلمني واعتقادأال حد إىل باملسيحيني الثقة فقدان بهم أدى حتى املسيحية، الدولة سياسة إىل اطمئنانهممسيو كله بذلك سمع — معهم وصدق الخدمة لهم أخلص ولو عثمانيا مسيحيا يأتمنوايربهن أخذ ثم وباريس، اآلستانة يف العثمانيني بعض ومن األهرام، صاحب من هانوتو

الهوتية. دينية ال ملكية، اقتصادية أوربا سياسة أن عىلأهم أخبارهم: أبلغه ومن هانوتو، مسيو وصفهم الذين املسلمون هم من أدري الطاعتهم عىل يدل ما وجرائدهم خطبهم يف نرى نزال وال أجنبية، دولة حكم يف وهم الهنود

طرقهم؟ من الحق والتماسهم بعدلهم، اآلمال وتعليقهم لحاكمهم،أحد، عىل تخفى ال بهم حكومتهم ثقة أو بحكومتهم وثقتهم روسيا، مسلمو هم هل

األرثوذكيس؟ املذهب غري من املسيحيني عىل تفضلهم الروسية الدولة أن حتىينفي وال يذكر، أن من أشهر اإلنكليز مصافاة يف وإخالصأمريهم األفغانيون هم هل

مصلحتها؟ عىل ومحافظته بالده، عىل حرصه إخالصهأحد؟ يجهلها ال الروسية السياسة إىل واستنامتهم الفرس هم هل

ارتياحهم له وثبت أهله، هم بما هانوتو مسيو عليهم أثنى وقد التونسيون، هم هلدينهم؟ يف الحرية لهم أطلقت أنها ملجرد الفرنسية السلطة إىل

ال إنهم قوله يفيده وكما كالمه بقية عليه يدل كما العثمانيني إال يقصد لم لعلهاملرصيون فأما غريهم، ومنهم املرصيون منهم والعثمانيون عثمانيا، مسيحيا يأتمنونيشاركون فإنهم العثمانيني، وباملسيحيني باألوربيني الثقة عدم عىل يدل عندهم يشء فالالرشعية املحاكم عدا ما الحكومة، مصالح جميع يف األقباط من مواطنيهم العمل يفالنية وسالمة اإلخالص أهل خصوصا الوفاق غاية عىل معهم وهم باملسلمني، الخاصةمع الشأن ذلك هو شأنهم ثم اآلخر، الفريق من وأحبة أصدقاء الفريقني من ولكل منهم،أو دينهم يف وآذاهم للدين البارد بالتعصب منهم ظهر من إال املسيحية، الطوائف سائرأقرب شاهدا ذلك عىل تطلب وال األعمى، التعصب سوى ليشء ال بهم الخاصة منافعهم يفأثناء املسلمني عىل كان أن بعد فإنه هانوتو، مسيو يحادثه الذي الجريدة صاحب من

70

Page 71: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلسالم هانوتو

املسلمون له شهد العرابية، الحوادث عقب أتى ما أتى أن وبعد العثمانية، الروسية الحربهنات له كانت وإن جريدته، يف مرارا بذلك افتخر كما خريهم، يف والساعي صديقهم بأنهخدمة من أحد طرد هل مرص؟ يف املسيحيني بالعثمانيني الثقة هذه فقد فأين معروفةأو املطابع أو الجرائد إنشاء أو املحاماة حق أحد حرم هل عثماني؟ مسيحي ألنه الحكومةبشاهد صاحبنا فليأت عثماني؟ مسيحي ألنه التجارية البيوت تأسيس أو املصانع إقامة

واحد!وصل أو ذكروه، إنكليزي من بعدل أحسوا إذا نراهم فإنا األوربيني مع حالهم أمابالحكومة منهم املستغيث أن هذا عىل أزيدك بل شكروه، أوربي عامل أي معروفمن إليهموليس شكاياتهم، يف كثريا ذلك شوهد كما إنكليزي، مظلمته تحقيق يتوىل أن منها يطلبدليل فأي رسمي، بحاكم ليس وهو كرومر اللورد جناب عىل شكواه يعرض من بقليل

هذا؟ من أكرب الثقة عىلويعتد إليهم يركن أصدقاء بينهم له ومن بالفرنسيني يثق من مرص يف بقليل ليس

ذلك. يعرفان الجريدة وصاحب هانوتو ومسيو بوالئهم،شبانا مرص يف املدارس أرباب من وأمريكيني فرنسيني من األوربيون أغرى ما كثرياالقطر من ببعضهم وفروا املسيحية، الديانة يف والدخول دينهم من باملروق املسلمني منيرسلون املسلمني نرى نزال ال ذلك ومع آبائهم، أكباد وأحرقوا األجنبية، البالد إىل املرصيمدارسالجزويت، يف يرتبون وأوالده مسلم وزير املعارفعندنا وناظر مدارس، إىل أوالدهم

االئتمان؟ هذا ائتمان فأي الفرير مدارس يف األعيان أبناء من وكثريأولئك أساء حتى املعامالت يف خصوصا باألوربيني املسلمني من املرصيني ثقة زادتبأيديهم، كان ما الثروة أهل من كثريا وسلبوا فرصتها، وانتهزوا استعمالها، األوربيونيخالف فيما ويقلدونهم إليهم، االستنامة يف ويغالون يأمنونهم، يزالون ال فهم ذلك ومع

هذا؟ فوق الثقة من يطلب فماذا وعوائدهم، دينهمباألجنبي، العمياء الثقة من يشكون مثلما يشء مرصمن املسلمنييف عقالء يشكو هلخيانة، أو أمانة من كذب، أو صدق من غش، أو إخالص من عليه هو فيما تمييز غري منالحال! وسوء املال خسارة من إليه آلوا ما إىل بالناس األمر آل حتى طمع، أو قناعة منصاحب حرضة يعنيه الذي املسيحيني والعثمانيني باألوربيني الثقة فقد هو هذا فهل

هانوتو؟! مسيو وجناب األهراموجدنا هللا، أيده وسلطانها الدولة إىل ارتقينا فإذا املرصيني غري من العثمانيون وأمامسيحيون، فيه بلد كل يف ومحاكمها إدارتها يف املسيحيني قاضباستخدام الدولة نظام أن

71

Page 72: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

عددهم نسبة عىل املسلمون يناله ما والرتب النياشني من ينالون املسيحيني من واملأمورونمسلم، ينله لم ما الدولة يف واملنافع االمتيازات من نالوا املسيحيني من وكثري ذلك، فوق أو

املسيحيني. من تخلو ال العالية ومناصبها الدولة وسفاراتالرشف، بوسامات عليهم وإنعامه املسيحية الطوائف رؤساء عىل السلطان إقبالينقطع ال املخاطبة برقيق إليه واإلحسان حرضته، يف املثول برشف لبعضهم واختصاصهفقد ذلك مثل عىل شاهد أمثل الحديث نقلت التي الجريدة وصاحب الجرائد، من ذكرهعليه سهل ثم مسلم، من منه بأقل وال بمثله ترىضالدولة ال بما بالقصري ليس زمنا جاهرمجلسه، يف وقبله منه أدناه حتى السلطاني للجناب ثقة موضع يكون أن مسيحي وهوشهرين، نحو من جريدته يف نرشها التي املفيدة النصيحة تلك املؤمنني أمري منه وسمعهي فما وغريها، والنياشني بالرتب إحسانه عليه واىل ثم هانوتو، مسيو لنرصة هبوبه إثر

فقدانها؟ هذا كان إن الثقةبدولة وثقته لسلطان مصافاة من يشكون فالفرنسيون الخارجية الدولة سياسة أماللدولة وكانت إسالمية، بدولة أخرى ثقة من يشكون أظنهم وال مسيحية، دولة وهي أملانيامسيو منضعفسياسة نشأ أهمها حوادث حدثت ثم اإلنكليزية، بالسياسة تتزعزع ال ثقةاليوم نراها إنا الرضورة، بحكم الزمان من مدة الثقة تلك يف اضطراب فأعقبها غالدستون،سياسة إليها مالت لو ويودون روسيا، بصداقة ثقة لهم من الدولة رجال ويف ترتاجع،مع العثمانية الدولة سياسة أن هانوتو مسيو يعرفه أن أحب والذي مسلمون. وهم الدولةوإنما اليوم، إىل نشأتها يوم من دينية قط تكن ولم دينية، بسياسة ليست األوربية الدولدخل وال ومدافعة، سياسية دولة أخرياتها ويف وغلبة، فتح دولة األيام سابق يف كانت

األوربية. األمم مع معامالتها من يشء يف للدينبه االحتفال يف السلطان فبالغ كنيسة بفتح لالحتفال سورية إىل جاء أملانيا إمرباطورفيالقون اآلستانة إىل األوربيني من املسيحيون األمراء يجيء وبهر. اشتهر الذي الحد إىلاملسلمون ما املال من شأنهم تعظيم يف وينفق مسيحية، بالد يف يالقونه ال ما االحتفال منبصاحب الثقة إال املودة بعد وهل مودتهم، واكتساب ملجاملتهم ذلك أليس إليه. حاجة يفمعاملته يف عهد ولكن عليها، يزيد وال بالرسميات يكتفي أن للسلطان يمكن كان املودة؟وجوهها جميع من دينية ليست أوربا سياسة أن سلمنا فإن بدرجات، الرسمي يفوق ما

لها. تبع ومسلموها كذلك، هي أوربا مع العثمانية الدولة فسياسةوقائعها وينسبون الوقت، أهل ذاكرة يف تزل لم األرمن حوادث إن قائل: قال فإنأن أمكن التعصب، ذلك إليها جر مظالم أسبابها إن يقولون بل الديني، التعصب إىل

72

Page 73: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واإلسالم هانوتو

ومن منها مسيحي بكل الثقة فقد عىل تدل ال مخصوصة طائفة مع العداوة بأن يجابثقتها، موضع بذلك وهم اليوم، إىل الدولة خدمة يف األرمن من كثريا فإن ذلك ومع غريها،فإن الديني، التعصب الوقائع تلك منشأ أن من يزعمون فيما الريب عىل يدل وذاك وهذاولو بأنفسنا، شاهدناه كما املسلمني من حاال أنعم العثمانية املمالك يف وسواهم املسيحينيتلك يف زمن بعد زمنا يظهر الذي االضطراب هذا أسباب فهم ألمكنهم األوربيون أنصف

آسيا. يف ال أوربا يف منبعه أن يعرفوا أن عليهم ولسهل األقطار،يف الحرية من بنوع متمتعون العثمانية املمالك يف املسيحيني إن أقول حني أغايل العنوان هذا فهل فيه، يساووهم أن املسلمون يتمنى ما الخري وجوه وسائر والرتبية التعليمعن يروي أن األهرام صاحب مثل بكاتب يليق ال بهم؟ الثقة وعدم باملسيحيني الظن سوءأعتقد وإني جميعا، واملسيحيني املسلمني يحزن مما ذلك فإن رواه، ما مثل كافة املسلمنيفيه، آراؤهم تعجبه لم أشخاص بعض إال ذهنه يف يكن لم املسلمني عىل الكالم عند أنه

وسياسييهم. املسلمني جميع صورهم فاستحرضيفإال له حقيقة ال العثمانيني بعض يكتبه أو له يقال ما جميع أن هانوتو مسيو ليعلماألمر يحقق أن وعليه أحكامه، يف مثله عىل يعول أن ينبغي فال الكاتب، أو القائل ذهن يف

فيه. يتكلم أن يهمه كان إن بنفسه«فكيف وقوله خدمهم، أنه مع اإلسالم عن كتب فيما عليه أخذوا املسلمني أن وأمااقترص ولو فهمه، إىل سبق ما عنه ليزول فيه الوجه له فنبني يخدمهم»، لم من مع بحالهمنفسه الدين يتناول ولم حكومته مع املسلمني عالقة يف وبحث السياسة، يف الكالم عىلصحيح هو ما جهة من رأيه ينتقد من إال أحد عليه أخذ ملا أصوله، أهم من أصلني يفيف أثرها رداءة وبني التوحيد، عقيدة يف وطعن بذلك يكتف لم ولكنه صحيح، غري أويثبت بذلك وهو فيهم، إليه جرت ما سوء وبني القدر، عقيدة عىل سالحه واستل املسلمني،

منهم. أحد يرضاه ال ما وهو مسلمني، داموا ما منحطني يزالون ال املسلمني أنواكتفى دينهم، أصول عن انحرافهم ويف اليوم عليه هم فيما املسلمني عىل مال لونحن الذي حديثه يف جاء كما مصلحتهم، عن وغفلتهم لشئونهم، إهمالهم عىل بتعنيفهم

والسالم. بنصيحته متعظا بقوله معتربا إال املسلمني من وجد ملا بصدده،

73

Page 74: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä
Page 75: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

اإلسالم أصول

وأصوله اإلسالم

التصديق إىل ودعوة وتوحيده، هللا بوجود االعتقاد إىل دعوة دعوتان: الحقيقة يف لإلسالموسلم. عليه هللا صىل محمد برسالة

النظر إىل وتوجيهه البرشي العقل تنبيه عىل إال فيها يعول فلم األوىل الدعوة فأماوالرتتيب، النظام من الكون حواه ما إىل والرجوع الصحيح القياس واستعمال الكون يفحكيما عاملا الوجود واجب صانعا للكون أن إىل بذلك ليصل واملسببات األسباب وتعاقديجري أن البرشي للعقل وأطلق األكوان. يف النظام لوحدة واحد الصانع ذلك وأن قادرا،واختالف واألرض، السماوات خلق إىل فنبهه تقييد بدون الفطرة له سنته الذي سبيله يفملنافعه، الفلك تسخري يف يستعملها يتيرسللبرشأن وجه عىل الرياح وتحريك والنهار، الليلموتها بعد األرض به فتحيا ماء السحاب من فينزل السحاب، لتثري الرياح تلك وإرسالمن ذلك كل — حياته وحفاظ الحي رزق فيه مما والشجر، النبات من هللا شاء ما وتنبت

معرفته. إىل ليصل فيها يتدبر أن عليه هللا آياتعوامله، يف بالبحث منه يشء إىل الوصول يمكن للكون أصل بذكر تنبيها يزيده قد ثمالذين ير لم ﴿أو آية: يف جاء واألرضكما السماوات خلق أول يف األمر عليه كان ما فبذكرأفال حي ء يش كل الماء من وجعلنا ففتقناهما رتقا كانتا واألرض ماوات الس أن كفروايف له قدر الذي شوطه ليجري العقل لعنان إطالق وهو اآليات. من ونحوها يؤمنون﴾يؤيد ما العقل إيقاف يف تأثريا التنبيه يزيد وقد األكوان، عليه كانت ما إىل الوصول طريقربنا كان أين وآله: وسلم عليه هللا صىل النبي سأل من خرب يف جاء كما السنة، من ذلك

Page 76: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

عندهم والعماء هواء)1 تحته عماء يف (كان السالم: عليه فأجابه واألرض؟ السماوات قبلعند به يقف وال بكتاب، العقل يقيد ال الكربى املسألة هذه مثل يف القرآن فنرى السحاب،الداعية اآليات رسد عن يغنيني مما القرآن القارئ فليقرأ بحساب، فيه يطالبه وال باب،من هللا خلق وما واألرض ماوات الس ملكوت يف ينظروا لم ﴿أو الكون: آيات يف النظر إىل﴿ومن يأكلون﴾. فمنه حبا منها وأخرجنا أحييناها الميتة األرض لهم ﴿وآية ء﴾، يشرسد أردت فلو ذلك. وأمثال وألوانكم﴾ ألسنتكم واختالف واألرض ماوات الس خلق آياته

هذا. مقايل يف نصفه من بل القرآن ثلث من بأكثر ألتيت جميعهاوحفزا بالنعمة، وتذكريا للعربة، تحريكا األكوان يف هللا آثار من إجماال القرآن يذكراالستدالل يف وهو الخليقة، خاصيف باعتقاد إلزاما وال الطبيعة، لقواعد تقريرا ال للفكرة،هللا إال آلهة فيهما كان ﴿لو بالدليل يقرع كيف انظر السبيل، هذا يفارق لم التوحيد عىلولعال خلق بما إله كل لذهب إذا إله من معه كان وما ولد من هللا اتخذ ﴿ما لفسدتا﴾.

يصفون﴾. ا عم هللا سبحان بعض عىل بعضهمسوى يشء عىل يعتمد ال ووحدانيته باهلل باإليمان واملطالبة الدعوة هذه يف فاإلسالمبالنظام نسميه ما (وهو الفطري نظامه عىل يجري الذي اإلنساني والفكر العقيل، الدليليخرس وال معتادة، غري بأطوار برصك يغيش وال للعادة، بخارق يدهشك فال الطبيعي)إال — املسلمون اتفق وقد إلهية، بصيحة فكرك حركة يقطع وال سماوية، بقارعة لسانكال وأنه بالنبوات االعتقاد عىل مقدم باهلل االعتقاد أن عىل — فيهم برأيه يعتد ال ممن قليالالرسل كالم من باهلل اإليمان يؤخذ أن يصح فال باهلل، اإليمان بعد إال بالرسل اإليمان يمكنبوجود ذلك قبل صدقت إذا إال هللا أنزله بكتاب تؤمن أن يعقل ال فإنه املنزلة الكتب من وال

رسوال. ويرسل كتابا ينزل أن يجوز وبأنه هللالتحصيل والفكر النظر هو به يأتي أن املكلف يلزم واجب أول إن كذلك: وقالواوالحكمة. الكتاب من عليهم أنزل وما بالرسل اإليمان تحصيل إىل منه لينتقل باهلل االعتقادهو ما أدراك وما العادة بخارق اإلسالم فيها يحتج التي فهي الثانية الدعوة وأماالسالم؟ عليه النبي برسالة التصديق إىل دعوته يف اإلسالم، عليه يعتمد الذي العادة خارق

عنه) هللا (ريض السائل رزين أبي عن العظمة يف الشيخ وأبو والطرباني الطربي جرير ابن رواه 1

وهي السماء إىل استوى ﴿ثم التكوين يف الكون علماء يقوله ما يوافق ولكنه املتشابهات من والحديثدخان﴾.

76

Page 77: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

اإلسالم أصول

عداه وما وحده الدليل هو هذا أثره، ينقطع ولم خربه، تواتر الذي هو للعادة الخارق هذايوجب مما فليس وهى، أو ضعف أو اشتهر أو سنده صح سواء األخبار يف ورد مماحصل ملن العقد تقوية سبيل عىل فهو االستدالل مقام يف أورد فإذا املسلمني، عند القطع

أهله. من سلمه ملن التأكيد من وفضل أصله،وحده. القرآن هو اليقني لتحصيل االستدالل يف عليه املعول املتواتر الخارق ذلكاخرتاع من وليس وحده هللا هو موحيه أن عىل تدل للعادة خارقة معجزة أنه عىل والدليلعىل نزل وقد العلوم، يمارس ولم الكتاب يتعلم لم أمي لسان عىل جاء أنه هو — البرشمن به يهتدي من لحياة عام بنظام كافال للمعوج، مقوما للضال هاديا واحدة، وتريةبالغة من ذلك مع وهو عليه أرشفوا كانوا وهالك فيه، كانوا خرسان من لهم منقذا األمميعارضوه أن والبلغاء الفصحاء دعا لقد حتى سواه، كالم إليه يرتق لم ما عىل األسلوببه املؤمنني واضطهاد الدماء وسفك بالسيوف املجالدة إىل ولجئوا فعجزوا مثله من بيشءالباطل عىل الحق انتصار من كان ما أمرهم من وكان حقهم عن الدفاع إىل ألجئوهم أن إىل

أجوائها. يف أنوارها وتنرش بأضوائها، عاملها تمد اإلسالم شمس وظهورنظرهم يف يأتوا بأن وطولبوا بعقولهم، فيه النظر إىل الناس دعي قد الخارق وهذادليال يصلح ال كونه أو إعجازه إلبطال طريقا وجدوا فإن قوتهم إليه تنتهي ما آخر عىلفأتوا عبدنا عىل نزلنا ا م م ريب يف كنتم ﴿وإن تعاىل: قال به يأتوا أن فعليهم املدعى عىلفيه لوجدوا هللا غري عند من كان ولو القرآن يتدبرون ﴿أفال وقال: ثله﴾. م ن م بسورةبمجرد يطالبهم ولم الحجة، بمقاومة مطالبة هو مما ذلك غري وقال كثريا﴾ اختالفا

العقل. من رغم عىل التسليمفهي بالفهم، العقل يتناوله مما منهما وكل والعلم، القول من جامعة القرآن معجزةونرش أحنائها، يف النظر حق له وأطلقت القايضفيها، وعرفته العقل عىل عرضت معجزةأن طوق كل أعجزت معجزة فهي ينتقص. ال الذي حظه منها وله أثنائها، يف انطوى مابال حي موت معجزة أما منها، تشاء ما تتناول أن قدرة كل دعت ولكنها بمثلها، يأتيبدن، من علة شفاء أو جسم، من شيطان إخراج أو ميت، حياة أو للموت، معروف سببإلسكات رسله يد عىل هللا بها يأتي وإنما الفهم، لديه ويجمد العقل عنده ينقطع مما فهيلألمم اآليات من بقدرته هللا يقيم وهكذا العلم، نور عقولهم يضئ ولم الوهم، غلبهم أقوام

االستعدادات. حسب عىل

77

Page 78: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

عليهم األنبياء لغري الحق أن عىل دليال العادات خوارق من يتخذ لم اإلسالم إن ثمشيئا يغريوا أن يمكنهم إليه الداعني أن إىل تشري واحدة كلمة فيه ترد ولم والسالم، الصالةتعريف. إىل يحتاج أن من أشهر فهو ذلك بيان عىل حاجة وال الخليقة، يف هللا سنة من

لإلسالم األول األصل

والنظر العقيل. النظر هو اإلسالم عليه وضع أساس فأول اإليمان: لتحصيل العقيل النظرالعقل، إىل وقاضاك الحجة سبيل عىل منه أقامك فقد الصحيح اإليمان وسيلة هو عندهيثور أو يجور أن ذلك بعد يمكنه فكيف سلطته، إىل أذعن فقد حاكم إىل قاضاك ومن

عليه؟يف يستقيصجهده الذي إن السنة: أهل من قائلون قال أن باملسلمني األصل هذا بلغسعة فأية ناج. فهو الظن عند واقف غري طالبا ومات إليه يصل لم ثم الحق إىل الوصول

السعة؟ هذه من أكمل الحرج إليها ينظر ال

الثاني األصل

األصل هذا يتبع أصل بذكر إليك أرسع التعارض: عند الرشع ظاهر عىل العقل تقديمعىل إليه ينظر ال ممن قليال إال اإلسالمية امللة أهل اتفق غريه: إىل أنتقل أن قبل املتقدمطريق طريقان: النقل يف وبقي العقل، عليه دل بما أخذ والنقل العقل تعارض إذا أنهعلمه، يف هللا إىل األمر وتفويض فهمه، عن بالعجز االعرتاف مع املنقول بصحة التسليمالعقل. أثبته ما مع معناه يتفق حتى اللغة قوانني عىل املحافظة مع النقل تأويل وطريقوسلم عليه هللا صىل النبي وعمل السنة وصحيح الكتاب عىل قام الذي األصل وبهذاإىل املجال له واتسع العقبات، جميع سبيله من وأزيلت سبيل، كل العقل يدي بني مهدتوأي هذا؟ من أبعد هو ما إىل يذهب حتى الفيلسوف نظر يبلغ أن عساه فماذا حد، غريمتسع هذا يف يكن لم إن الفضاء؟ هذا يسعهم لم إن العلوم وطالب النظر أهل يسع فضاء

وأبعادها. بأجرامها سماء وال ووهادها بجبالها أرض وسعتهم فال لهم

78

Page 79: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

اإلسالم أصول

الثالث األصل

من وعرف املسلمني بني اشتهر ما عىل األصلني هذين من ذهبت هال التكفري: عن البعدويحتمل وجه مائة من الكفر يحتمل قائل من قول صدر إذا وهو دينهم أحكام قواعدتسامحا رأيت فهل الكفر، عىل حمله يجوز وال اإليمان، عىل حمل واحد وجه من اإليمانالحمق من يكون أن بالحكيم يليق وهل هذا؟ من أوسع والحكماء الفالسفة أقوال عىلهذا الحمق به بلغ إذا وجه؟ مائة من واحد وجه من اإليمان يحتمل ال قوال يقول بحيثفيلقي ورجليه بيديه ويؤخذ البابوية التفتيش محكمة حكم يذوق أن به األجدر كان املبلغ

النار. يف

الرابع األصل

األنبياء بعد يعول أال وهو — االعتبار يف األول األصل ذلك يتبع الخلق: يف هللا بسنن االعتبارالعادات وخوارق والغرائب العجائب إىل ينظر وأال الدليل، غري عىل الحق إىل الدعوة يفيف أعمالها وإصالح اإلسالم طريق عىل القائمة األنفس ملكات لتقويم وضع آخر أصل —ويف البرش من حرض مىضومن فيمن هللا بسنة العربة أصل هو ذلك — ومعادها معاشهاقبلكم من خلت ﴿قد األصل: لهذا مقررا العزيز الكتاب يف جاء فمما فيهم. سريهم آثارقبلك أرسلنا قد من ﴿سنة المكذبني﴾، عاقبة كان كيف فانظروا األرض يف فسريوا سننهللا لسنت تجد فلن لني األو سنت إال ينظرون ﴿فهل تحويال﴾، لسنتنا تجد وال رسلنا منعاقبة كان كيف فينظروا األرض يف يسريوا ﴿أولم تحويال﴾، هللا لسنت تجد ولن تبديال

إلخ. قبلهم﴾ من الذينالثابتة الطرائق والسنن تتبدل ال سننا واألكوان األمم يف هلل أن الكتاب يرصح هذا يفنواميس، أو رشائع تسمى التي وهي اآلثار، تكون حسبها وعىل الشئون عليها تجري التينظام أن الكتاب به ينادي الذي العبارات؟ والختالف لنا ما بالقوانني. قوم عنها ويعربيطلب من وعىل يتبدل، وال يتغري ال واحد نظام هو فيها يحدث وما البرشية الجمعيةعليها ويبني أعماله إليها يرد حتى النظام هذا أصول يف ينظر أن االجتماع هذا يف السعادةارتفع وإن الشقاء، إال ينتظرن فال غافل ذلك عن غفل فإن نفسه. به يأخذ وما سريتهوقرر، وكشف وفكر، الناظر بحث فمهما سببه. باملقربني اتصل أو نسبه، الصالحني إىلعنه، تتجاىف ال الدين وطبيعة الدين، طبيعة مع يجري فهو السنن، تلك بأحكام لنا وأتى

معه؟ تسامحها يعظم ال فلم منه، تنفر وال

79

Page 80: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

لباس أي يف غريها، أو رومانية، أو يونانية أو كانت عربية الوثنية ملحو اإلسالم جاءلغة والعربية عربي كتابه ولكن عرفت، اسم أي وتحت ظهرت، صورة أية ويف وجدت،تعرف وال اللسان أوضاع معرفة عىل موقوف معناه وفهم األقربني. أعدائه الوثنيني أولئكما بحفظ إال ذلك يكون ولن وأساليبه، كلماته استعمال مواضع تعرف حتى أوضاعهعند يعيد ما واعتقاداتهم وعاداتهم آدابهم من وفيه ومنثور، منظوم من العرب به نطقصنع هكذا وأطوارها. الوثنية من فيها وما جاهليتهم، من كاملة صورة كالمهم يف الناظركالم جمع يف والدينار، الدرهم وبذلوا األعمار، وأنفقوا األسفار، ركبوا — األولون املسلمونذلك يعدون فكانوا املنزل كتابهم فهم إىل بذلك توسال وتفسريه، وتدوينه وحفظه العربأال الدين طبيعة من فكان املثوبة، حسن فيه هللا من يرجون العبادة، رضوب من رضباالنية حسنت متى منه2 ليس ما علم الدين من يكون قد بل فيه. هو ولد الذي العلم يحتقراألولون املسيحيون وأما به العلم أهل إال سعته يقدر ال التسامح من باب وهذا تناوله يفاألناجيل وكتبوا آراميا) (أو عربانيا أو كان رسيانيا السالم عليه املسيح لسان هجروا فقداإلنجيل اسم أن ترى أال يقال. فيما متى، إنجيل إال بالعربية يكتب ولم اليونانية باللغةبلغتهم ويعظهم بلسانهم املسيح ينطق كان الذين لليهود كراهة ذلك كل يوناني؟ نفسه

عاداتهم. من توارثوا وما آدابهم، دواوين يف النظر من وتحرجا

الخامس األصل

قلب — أصل من أجله وما — إليه انتقل اإلسالم أصول من أصل الدينية: السلطة قلبأساسها. من عليها واإلتيان الدينية السلطة

أهله من الجمهور عند لها يبق لم حتى أثرها ومحا السلطة تلك بناء اإلسالم هدمسيطرة وال أحد عقيدة عىل سلطانا ورسوله هللا بعد ألحد اإلسالم يدع لم رسم. وال اسمقال مسيطرا، وال مهيمنا ال ومذكرا مبلغا كان السالم عليه الرسول أن عىل إيمانه عىلأهله من ألحد يجعل ولم بمصيطر﴾ عليهم لست * مذكر أنت ما إن ﴿فذكر تعاىل: هللارقيب كل من املؤمن يعتق اإليمان بل السماء. يف وال األرض يف ال يربط أن وال يحل أن

كنفع صالحة بنية ديني غري بعلم االشتغال — هللا إىل به يتقرب الذي الدين من اإلسالم يعد قد أي 2به. الناس

80

Page 81: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

اإلسالم أصول

وليس وحده، هلل العبودية إال رق كل عنه ويرفع وحده، هللا سوى هللا وبني بينه فيما عليهحق إال — فيه منزلته انحطت مهما — آخر عىل — اإلسالم يف كعبه عال مهما — ملسلمرب﴾ بالص وتواصوا بالحق ﴿وتواصوا املفلحني: وصف يف تعاىل قال واإلرشاد. النصيحةوأولئك المنكر عن وينهون بالمعروف ويأمرون الخري إىل يدعون ة أم نكم م ﴿ولتكن وقال:ولينذروا ين الد يف هوا ليتفق طائفة نهم م فرقة كل من نفر ﴿فلوال وقال: المفلحون﴾. همأمة يقيمون هم ثم يتناصحون فاملسلمون يحذرون﴾. لعلهم إليهم رجعوا إذا قومهمعنه. انحرفت إذا السوي السبيل إىل يردونها — عليها املراقبون وهم — الخري إىل تدعوألحد وال لها يجوز وال والتحذير، واإلنذار والتذكري الدعوة إال عليهم لها ليس األمة وتلكأحد عقيدة عىل يتجسس أن لضعيف وال لقوي يسوغ وال أحد. عورة يتتبع أن الناس منكتاب عن إال أحد عن به يعمل ما أصول يتلقى أو عقيدته يأخذ أن مسلم عىل يجب وليس

وسلم. عليه هللا صىل رسوله وسنة هللاتوسيط بدون رسوله، كالم من رسوله وعن هللا كتاب من هللا عن يفهم أن مسلم لكلللفهم، يؤهله ما وسائله من يحصل أن ذلك قبل عليه يجب وإنما خلف وال سلف من أحدكان وما البعثة زمان يف خاصة العرب وأحوال وأساليبها وآدابها العربية اللغة كقواعدالوحي، نزول وقت الحوادث من وقع وما وسلم. عليه هللا صىل النبي زمن عليه الناسلفهم يعده ما إىل بالوصول حاله له تسمح لم فإن اآلثار. من واملنسوخ الناسخ من ويشءيطالب أن عليه بل وله بهما العارفني يسأل أن إال عليه فليس والكتاب السنة من الصوابمن عمل حكم يف أو االعتقاد أمر يف السؤال كان سواء به يجيب ما عىل بالدليل املجيب

األعمال.الوجوه. من بوجه الدينية بالسلطة قوم عند يسمى ما اإلسالم يف فليس

اإلسالم يف السلطان

أمره ظاهر يف معتقد كل وليس حقوقا، ورسم حدودا، وضع فقد ورشع، دين اإلسالم لكنويتعدى الحق. فيغمط الشهوة. وتتحكم الهوى. يغلب فقد عمله. يف عليه يجري بحكمالحدود إلقامة قوة وجدت إذا إال األحكام ترشيع من الحكمة تكمل فال الحد. املعتديفوىض تكون أن يجوز ال القوة وتلك الجماعة، نظام وصون بالحق. القايض حكم وتنفيذ

الخليفة. أو السلطان وهو واحد يف تكون أن فالبد كثري عدد يف

81

Page 82: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

االستئثار حقه من وال الوحي مهبط هو وال باملعصوم. ليس املسلمني عند الخليفةباللغة العلم من يكون أن أي مجتهدا يكون أن فيه رشط نعم والسنة. الكتاب بتفسريما والسنة الكتاب من يفهم أن له يتيرس بحيث — ذكره تقدم مما — معها وما العربيةوالصحيح والباطل، الحق بني التمييز من بنفسه يتمكن حتى األحكام، من إليه يحتاج

معا. واألمة الدين به يطالبه الذي العدل إقامة عليه ويسهل والفاسد،يرتفع وال بمزية، باألحكام والعلم الكتاب فهم يف الدين يخصه ال — هذا عىل — هووكثرة العقل، بصفاء يتفاضلون إنما سواء، الفهم طالب وسائر هو بل منزلة، إىل بهله واملسلمون والسنة الكتاب ونهج املحجة عىل مادام مطاع هو ثم الحكم3 يف اإلصابةإليه4 واألعذار بالنصيحة قوموه اعوج وإذا عليه أقاموه النهج عن انحرف فإذا باملرصاد،أن عليهم وجب عمله يف والسنة الكتاب فارق فإذا الخالق)5 معصية يف ملخلوق طاعة (ال

فيه.6 املصلحة تفوق مفسدة استبداله يف يكن لم ما غريه به يستبدلواعليه السيطرة يف الحق صاحبة هي واألمة ينصبه، الذي هو األمة نائب أو فاألمة

الوجوه. جميع من مدني حاكم فهو مصلحتها من ذلك رأت متى تخلعه التي وهياإلفرنج يسميه بما املسلمني عند الخليفة يخلط أن النظر لصحيح يجوز والوله هللا عن الرشيعة بتلقي ينفرد الذي هو عندهم ذلك فإن إلهي سلطان أي (ثيوقراطي)العدل من تقتضيه وما بالبيعة، ال الطاعة، حق الناس رقاب يف وله بالترشيع األثرة حقاعتقد وإن يخالفه، أن مؤمنا مادام للمؤمن فليس اإليمان بمقتىض بل الحوزة وحمايةألن رشائعه، من يعرفه ما عىل ينطبق ال ما أعماله من عيناه وشهدت هللا، لدين عدو أنهسلطة كانت وهكذا ورشع، دين هما مظهر أي يف وقوله الديني السلطان صاحب عملسبقت كما السلطة هذه يف الحق تدعي الكنيسة تزال وال الوسطى. القرون يف الكنيسة

إليه. اإلشارة

اإلمام نبأ يأتك ألم والعلم، الفهم يف عنهم قرصوا الذين الخلفاء عىل العلماء قدر ارتفاع ذلك شواهد من 3

العامة مع وأقعده املنصة عن الخليفة اإلمام أنزل وكيف هللا؟ رحمهما الرشيد هارون الخليفة مع مالكاملستفيد. رتبة يف ألنه الدرس، إلقاء عند

فقوموني». زغت «وإن خطبته: يف عنه ريضهللا بكر أبي الخليفة قول ذلك شواهد من 4

وغريهما. ومسلم البخاري رواه حديث 5

جلب عىل مقدم املفاسد ودرء بها. يبيدها أن يخىش األمة من أقوى عصبية له يكون أن ذلك مثال 6

املصالح.

82

Page 83: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

اإلسالم أصول

فرتك املدنية والسلطة الدينية السلطة بني الفصل الحديث التمدن أعمال من كانوتنسخ ترشع لربه، العبد معاملة من هو فيما واألعمال االعتقاد عىل السيطرة حق للكنيسةاملدنية السلطة وخول تريد، كما وتعطي وتحرم تشاء، كما وتحاسب وتراقب تشاء مانظام يحفظ ما عىل السيطرة وحق لبعض، بعضهم الناس معامالت يف الترشيع حق

عندهم. األعم للخري منبعا الفصل هذا وعدوا معادهم، يف ال معاشهم يف اجتماعهم،واحد. شخص يف السلطتني قرن يحتم أنه من اإلسالم به يرمون فيما يهمون هم ثمأحكامه واضع وهو الدين، مقرر هو السلطان أن املسلم رأي يف ذلك معنى أن ويظنونباإلقناع، العقول ويف باإلخضاع القلوب يف بها يترصف يده يف آلة واإليمان منفذها، وهوبدينه لسلطانه مستعبد املسلم أن ذلك عىل ويبنون اإلمتاع، عنده والوجدان العقل ومايتيرس فال الجهل، حقيقة ويحمي العلم، يحارب كان عندهم الدين سلطان أن عهدوا وقدواجبة السلطان إقامة أن أصوله من مادام العلم مع بالتسامح يأخذ أن اإلسالمي للديناألصل ذلك معنى فهم عن وبعيد محض خطأ كله هذا أن لك تبني وقد الدين بمقتىضالحسنة، املوعظة سلطة سوى دينية سلطة اإلسالم يف ليس أن وعلمت اإلسالم. أصول منأنف بها يقرع املسلمني ألدنى هللا خولها سلطة وهي الرش، عن والتنفري الخري إىل والدعوةمسألة أن «الجامعة» تعلم هنا ومن أدناهم، من بها يتناول ألعالهم خولها كما أعالهم،العلم. احتمال عن نفسه به وتحرج صدره، به يضيق مما ليست اإلسالم دين يف السلطانصنائع من األندلسيون واألمويون العباسيون الخلفاء صنع ما إىل يشري ما تقدم وقد

بعد. فيما منه آخر يشء عىل أتينا وربما والعلماء. العلم مع املعروفللمفتي أو للقايض يكون أفال الديني السلطان ذلك للخليفة يكن لم إن يقولون:وتقرير العقائد عىل سلطة أدنى لهؤالء يجعل لم اإلسالم إن قول: أو اإلسالم؟ شيخ أواإلسالمي، الرشع قررها مدنية سلطة فهي هؤالء من واحد تناولها سلطة وكل األحكام،ينازعه أو لربه، عبادته أو أحد إيمان عىل السيطرة حق يدعي أن منهم لواحد يسوغ وال

نظره. طريق يف

83

Page 84: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

السادس األصل

يكن ولم القتال فيه رشع جهادي دين اإلسالمي الدين إن قالوا الفتنة: ملنع الدعوة حمايةذلك فيها وليس يخالفه، من عىل الشدة روح الدين طبيعة ففي املسيحي، الدين يف رشعمن كثري يف وردت التي الرشيعة وهي املساملة، رشيعة تقيضبهما اللذان واالحتمال الصربفرس ميال سخرك من اآلخر، خدك له فأدر األيمن خدك عىل رضبك «من املسيحية الوصايامما وهي العدو محبة فيها طلبت لقد حتى ذلك، ونحو (٤٠ ،٣٩ :٥ (متى ميلني» معهواألولياء. األعداء بني العدل االختيار وإنما الصديق، محبة وال بل االختيار تحت يدخل ال

بمستحيل. فيه يشء وال مستطاع يشء كل هللا ملكوت يف لكنسواه من التمكن عدم وعند عليه القدرة عند بالرش الرش دفع هل انظروا لكن قلنا:طبيعة يف القتل ليس خصمه؟ إىل يعذر قادر كل طبيعة يف هو أو اإلسالمي بالدين خاصالجاهلني﴾ عن وأعرض بالعرف وأمر العفو ﴿خذ واملسامحة: العفو طبيعته يف بل اإلسالمالسالمة ويضمن رشهم، يأمن أن إىل وأهله الحق عىل املعتدين اعتداء لرد فيه القتال ولكنيف تسمع ال ولهذا مخالفيه، من االنتقام وال الدين عىل لإلكراه ذلك يكن ولم غوائلهم، من«رشيعة أصحاب اقتدر عندما املسيحية، الحروب يف تسمعه ما اإلسالمية الفتوح تاريخ

واألطفال.7 والنساء الشيوخ قتل من غريهم محاربة عىل املساملة»بأيدي القصد بهذا الحروب من كثري وقع كما اإلبادة بقصد إسالمية حرب تقع لمالدين. تعوزان والقوة القدرة كانت عندما دينا واملساملة الصرب كان وإنما املسيحيني.مدافعة عىل القوة من القصري الزمن يف اإلسالم منحت اإللهية العناية إن يقال ما وغايةيف إال لغريه يتيرس لم ما شبيبته يف له فتيرس الطويل. الزمن يف لغريه تمنحه لم ما أعدائه

شيخوخته. أو كهولته

ذاك. عىل شاهد خري اإلنجليز من كينيا ويف الفرنسيني من الجزائر يف اليوم يحدث ما لعل 7

84

Page 85: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

احلربوالسلم يف

يرتك ثم سلطانه تحت املفتوحة األرض بإدخال الفتح من يكتفي كان الحربي اإلسالماالعتقاد، ذلك شاء كما اعتقادهم يف عليهم يجب ما يؤدون الدين، من عليه كانوا الناسوماديارهم، يف أمنهم عىل واملحافظة صيانتهم عىل عونا لتكون يدفعونها بجزية يكلفهم وإنمايف يضامون وال عمل، يف يضايقون ال أحرار ذلك بعد وعاداتهم ومعابدهم عقائدهم يف وهمالعامة عن انقطعوا الذين العباد باحرتام قوادهم يوصون املسلمني خلفاء وكان معاملة.واألطفال، النساء دماء باحرتام يوصونهم كانوا كما العبادة، ملجرد واألديار الصوامع يفما وبتقرير الذمة أهل إيذاء عن بالنهي املتواترة السنة جاءت القتال. عىل يعن لم من وكلمنا).1 فليس ذميا آذى و(من علينا) ما وعليهم لنا ما (لهم املسلمني عىل الحقوق من لهماملسلمني بعض انحرف إذا أبايل ولست اإلسالم قوة استمرت ما ذلك عىل العمل واستمر— الضعيف طبع من الصدر وضيق — اإلسالم، يف الضعف بدأ عندما األحكام، هذه عن

بطينته. ويخلط بطبيعته، يلصق ال مما فذلكتراقب سلطانها تحت يدخل دين كل عىل القيام حق لها ترى كانت السلمية املسيحيةحتى عظم. مهما الصرب يحتملها ال املعاملة من الناسبرضوب دون وتخصهم أهله أعمالأجلتهم وتعميدهم، دينهم من إخراجهم عن العجز بعد طردهم، عىل القدرة لها تمت إذاعليها استولت أرض كل يف ويحصل حصل كما آثارهم، من الديار وغسلت ديارهم، عن

حقيقيا. استيالء مسيحية أمة

الخطيب وروى باإلجماع محرم واملعاهد الذمي وإيذاء والسنن الصحاح يف أحاديث املعنى بهذا ورد 1

القيامة). يوم خاصمته خصمه، كنت ومن خصمه فأنا ذميا آذى (من مسعود، ابن حديث من

Page 86: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

شهد كما العضد، شدة أو العدد، كثرة إال املسيحي تعدي من املسيحي غري يمنع الليفرق جاء وألنه سيفا، بل سالما ليلقي جاء ما ألنه كله ذلك كاتبوه. يشهد وكما التاريخ،﴿وإن املرشكني: الوالدين شأن يف كتابه يقول واإلسالم وأبيه2 واالبن وأمها البنت بنيمعروفا نيا الد يف وصاحبهما تطعهما فال علم به لك ليس ما بي ك ترش أن عىل جاهداكأب بني بالفرقة يقيض ال ألمته املهددين عىل اشتداده يف فهو إيل﴾ أناب من سبيل واتبعيف باملعروف املرشكني الوالدين يصحبوا أن املؤمنني األوالد يأمر بل وبنت، أم بني وال وابن

دينهم. عىل محافظتهم مع الدنيابيشء أرضها عىل يغلب التي والطوائف األمم من يكتفي جهة من اإلسالم ترى فأنتيعكرون ال هدوء يف يعيشوا وبأن عليهم، تغلبه قبل من يؤدونه كانوا مما أقل املال مناالختيار عنان ذلك بعد لهم يرخي ثم العامة. السلطة بنظام يخلون وال الدولة صفو معهأفراد ينهى أخرى جهة ومن ضمائرهم. إال فيها عليهم رقيب وال بهم، الخاصة شئونهم يفطبيعته ففي معاملتهم بحسن ويطالبهم املرشكني، من قرباهم ذوي مقاطعة عن املؤمننيعقيدته، يعتقد ال من يجري أن طبيعته ويف ربهم. إىل رسائرهم يف الناس أمر يكل أن

الضاللة. من وخبل الجهالة، من عمى يف كان وإن سنته، يتبع ال من ويحمي

أحد كان إن «يسوع» لهم «وقال و٢٦ ١٤–٢٥ لوقا إنجيل قول ومثله هذا. يف متى إنجيل نص هذا 2

يل يكون أن يقدر فال أيضا نفسه حتى وإخوانه وإخوته وأوالده وامرأته وأمه أباه يبغض وال إيل يأتيعليهم أملك أن يريدوا لم الذين أولئك أعدائي أما ٢٧» نصه ما اإلنجيل هذا من ١٩ الباب ويف تلميذا»األهلني عىل القسوة من ذلك نحو فيها جاء فقد التوراة أسفار وأما قدامي» واذبحوهم هنا إىل بهم فأتواأمك ابن أخوك رسا غواك «وإذا االشرتاع: تثنية سفر من ٩ :١٣ يف قال املحاربني. سائر وعىل املخالفنيتعرفها لم أخرى آلهة ونعبد نذهب قائال: نفسك مثل الذي صاحبك أو حضنك امرأة أو ابنتك أو ابنك أوترض فال أقصائها إىل األرض أقصاء من عنك البعيدين أو منك القريبني الشعوب آلهة آباؤك وال أنت

إلخ». تقتله. قتال بل تسرته وال له ترق وال عليه عينك تشق وال له تسمع وال منهالصلح إىل ادعها لتحاربها مدينة من تقرب «حني نصه ما «١٠–١٦ :٢٠» أيضا التثنية سفر ويفلم وإن لك، ويستعبد للتسخري لك يكون فيها املوجود الشعب فكل لك وفتحت الصلح إىل أجابتك فإنبحد ذكورها جميع فارضب يدك إىل إلهك الرب دفعها وإذا فحارصها، حربا معك عملت بل تساملكغنيمة وتأكل لنفسك، فتغتنمها غنيمتها كلها املدينة يف ما وكل والبهائم واألطفال النساء وأما السيف،األمم هؤالء من ليست التي منك جدا البعيدة املدن بجميع تفعل وهكذا إلهك، الرب أعطاك الذي أعدائك

ما». نسمة منهم تستبق فال نصيبا إلهك الرب يعطيك التي الشعوب هؤالء مدن وأما هنا،

86

Page 87: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

والسلم الحرب يف

عن حلمه به ويضيق والعلماء، العلم يحتمل أن ذلك بعد عليه يصعب أنه أفرتىغامض كشف أو حقيقة، تقرير يف عمره ينفق ممن والفضالء، بالفضل الجميل صنعإىل ارتقى أو األرض شق أو ونقر، وسرب ونقب، بحث فمن كال، ثم كال طريقة؟ تبني أوأو شغبا، يحدث أن إال عمله، من يشء يف له اإلسالم يعرض أن من أمن يف فهو السماء،الدين. من بسماح الفاسد وإصالح الكائد، كيد لرد امللك يد تمتد ذلك فعند أدبا، يفسد

العقيدة يف املخالفني مودة السابع: األصل

من وجعل يهودية، أو كانت نرصانية الكتابية، يتزوج أن للمسلم اإلسالم أباح املصاهرة:بفروض والقيام عقيدتها، عىل بالبقاء تتمتع أن املسلم زوجها عىل الكتابية الزوجة حقوقله وألزم الكل، من البعض بمنزلة منه وهي بيعتها، أو كنيستها إىل والذهاب عبادتها،وأمرية نفسه، وريحانة قلبه، بهجة والحل، والرتحال والذل، العز يف وصاحبته الظل، منالزوجية، حقوق يف الدين يفرق لم فيه. تترصف كما فيهم تترصف وبنيه، بناته وأم بيته،العقيدة يف باختالفها الكتابية الزوجة تخرج ولم الكتابية. والزوجة املسلمة الزوجة بنيلتسكنوا أزواجا أنفسكم ن م لكم خلق أن آياته ﴿ومن تعاىل: قوله حكم من زوجها معاملودة، من حظها فلها يتفكرون﴾ لقوم آليات ذلك يف إن ورحمة ة ود م بينكم وجعل إليهاكما لها لباس وهو إليه، تسكن كما إليها يسكن وهو هي. كما وهي الرحمة، من ونصيبهاالزوجة وأقارب الزوج أقارب بني تحدث التي املصاهرة صلة من أنت أين له. لباس أنهاأجىل وما البرش؟ طبيعة يف عهد ما عىل واملنارصة املواالة من الفريقني بني يكون ومايستحكم ما عنك أيغيب لوالدتهم، القربى وذوي وأخوالهم األوالد بني ذلك من يظهر ماسبق من عند يعهد لم الذي التسامح، هذا بأمثال املسلم وغري املسلم بني األلفة ربط منتقرير أن النظر صحيح عىل يخفى وال عليه؟ السابقني الدينني أهل من لحق فيمن والمعاملة الدين بأن الشعور عىل القلوب يعود مما الدين نشأة يف الوجه هذا عىل التسامحالغيوب، عالم بيد أمرها يكون أن يجب القلوب أطوار من طور والعقيدة وربه، العبد بنيالعارف من يكون ما وغاية إليها، يده تطول فال املخلوق وأما عليها، يحاسب الذي فهوذلك يف يكفر ال الضال. ويرشد الغاوي، وينصح الجاهل، ويعلم الغافل، ينبه أن بالحقالوفاء، سنة يخالف وال النصري، أمل يقطع وال التعسري، مسالك به يسلك وال العشري، نعمة

الوالء. يف الصدق رشائع عن يحيد وال

87

Page 88: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

يخالف مذهبا وذهبت العقيل النظر أهل من كانت لو الكتابية الزوجة يف ترى ماذاأفاض التي الرحمة شعور من يضعف أو لها؟ مودته من ذلك أفينقص زوجها؟ مذهبيف يخالفه ملن والنرصة املحبة يتعود بل االحتمال، يتعود املسلم كان فإذا وبينها؟ بينه هللايرى أن يحتمل ال أتراه ونرصته، وواليته وعرشته مخالطته ويألف وملته، ودينه عقيدتهيف أصل تقرير أو رس اكتشاف إىل منه ليصل الخليقة نظام يف نظره يعمل من بجوارهالذي غري رأي إىل يميل أو يعتقد، مما ظاهرا يخالف قد كان إن لصناعة؟ قاعدة أو علم،

االئتالف؟ من رأيت ما عىل معه وهو بالخالف، املجاهر يسع ما هذا يسع أفال يجد؟وتكون الكرم، مزاج تؤلف كلها عنارصوأركان من اإلسالم طبيعة يف ما أعد ذهبت لوعىل الواجب من أرى ولهذا أطلت. مما أكثر القارئ عىل ألطلت العلم مع املسامحة حقيقة

ذكره. عن فيه نحن ملا غنى وال إليه أرشت أصل بذكر القول أختم أن

واآلخرة الدنيا مصالح بني الجمع الثامن: األصل

تختطف كانت إن السمحة الحنيفية أوامر الدين. عىل مقدمة اإلسالم يف الحياة الصحة:عن تأخذه ال ذلك مع فهي رغبه، من أمله وتفعم رهبه، من قلبه وتمأل ربه، إىل العبدترك يف تجشمه وال الزهادة، تقشف عليه توجب وال به، التمتع من تحرمه وال كسبه،

العادة. فوق ما اللذاتملن قال ولكن واتبعني» تملك ما «بع يقل لم وسلم عليه هللا صىل الدين هذا صاحبمن خري أغنياء ورثتك تذر إن إنك كثري، والثلث (الثلث، مال من به يتصدق فيما استشاره

الناس). يتكففون عالة تدعهم أنزادت أو زيادته أو املرض منه خيش إذا لكن املؤمنني عىل الصوم فرض الرخص:

فيه. الرضر الظن عىل غلب إذا يجب قد بل تركه، جاز فيه املشقةعرضت أو الرضر منه خيش إذا إال للصالة الصحة رشوط من الغسل أو الوضوء

املاء. تحصيل يف مشقةويصيل فيسقط، فيه مشقة املصيل أصابت إذا إال به إال الصالة تصح ال مما القيام

قاعدا.يوجب ما أو كثري، مطر أو غزير، وحل هناك كان إذا إال واجب الجمعة إىل السعيصحة عىل مقدمة األبدان، «صحة عمت قد القاعدة تجد وهكذا فيسقط. ومشقة تعباالروح. بسالمة العناية أوجب كما البدن سالمة أحكامه يف راعى قد الدين فرتى األديان»

88

Page 89: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

والسلم الحرب يف

التمتع يف والتوسع الزينة بأنواع التجمل ألهله اإلسالم أباح والطيبات: الزينةالرشعية، الحدود عند والوقوف النية، وحسن واالعتدال القصد رشيطة عىل باملشتهيات،عند زينتكم خذوا آدم بني ﴿يا العزيز: الكتاب يف جاء الرجولة، صفات عىل واملحافظةهللا زينة حرم من قل * فني المرس يحب ال إنه فوا ترس وال بوا وارش وكلوا مسجد كليوم خالصة نيا الد الحياة يف آمنوا للذين هي قل الرزق من والطيبات لعباده أخرج التيمنها ظهر ما الفواحش ربي حرم إنما قل * يعلمون لقوم اآليات ل نفص كذلك القيامةعىل تقولوا وأن سلطانا به ل ينز لم ما باهلل كوا ترش وأن الحق بغري والبغي واإلثم بطن وما

األعراف). (سورة تعلمون﴾ ال ما هللاويهيج فضله، بها بذكرنا التي علينا نعمه من والزينة والجمال النعيم هللا عد ثمومنها ومنافع دفء فيها لكم خلقها ﴿واألنعام قال: كما وشكره، لذكره نفوسنا بهابلد إىل أثقالكم وتحمل * حون ترس وحني تريحون حني جمال فيها ولكم * تأكلونوالحمري والبغال والخيل * رحيم لرءوف ربكم إن األنفس بشق إال بالغيه تكونوا لممنه لتأكلوا البحر ر سخ الذي ﴿وهو قال: ثم تعلمون﴾، ال ما ويخلق وزينة لرتكبوهافضله من ولتبتغوا فيه مواخر الفلك وترى تلبسونها حلية منه وتستخرجوا طريا لحما

النحل). (سورة تشكرون﴾ ولعلكمكانوا المبذرين ﴿إن تعاىل: قوله يف املال وحفظ لإلنفاق قانونا ووضع االقتصاد:ربك ن م رحمة ابتغاء عنهم تعرضن ا وإم * كفورا لربه يطان الش وكان ياطني الش إخوانالبسط كل تبسطها وال عنقك إىل مغلولة يدك تجعل وال * يسورا م قوال لهم فقل ترجوها

اإلرساء. سورة حسورا﴾ م ملوما فتقعددنياه فيهلك اآلخرة طلب يف يغلو أن املؤمن عىل وخيش الدين: يف الغلو عن النهيعلينا هللا بنعم التمتع مع نيلها يمكن اآلخرة أن علينا قصه بما فذكرنا منها نفسه وينىسكما وأحسن نيا الد من نصيبك تنس وال اآلخرة ار الد هللا آتاك فيما ﴿وابتغ قال إذ الدنيا يفالقصص. سورة المفسدين﴾ يحب ال هللا إن األرض يف الفساد تبغ وال إليك هللا أحسنالذي فهو كمالها. لبلوغ الروح هيأ أنه كما الحواسحقها، يبخس لم اإلسالم أن فرتىبحتا، ملكوتيا وال رصفا جسمانيا ال ناطقا حيوانا واعتربه حقيقية أجزاء لإلنسان جمعكما الجسداني، العالم هذا أهل من واستبقاه اآلخرة. أهل من هو كما الدنيا أهل من جعلهخلق الذي ﴿هو قوله يف بينه وبما بذلك يكون أليس الروحاني. مقامه يطلب أن إىل دعاه

89

Page 90: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

القصد» «مع الحياة رفه من لتصل قواه، عن القيد أطلق قد جميعا﴾ األرض يف ا م لكمخريا تعتقده فيما التسابق حب فيها غرز قد التنافس عىل مطبوعة والنفوس منتهاه؟ إىل

نافعا. تظنه أو لذيذا تجده أوالسعي بها ينتهي أو محدود حد عند الطلب بها يقف أن اإلنسانية الغريزة يف وليسمن الكمال أطوار يف الرقي من باملكنة هللا خصها بل وراءها، للرغبة مطلع ال غاية إىل

معروف. حد بدون ترقى أن هللا شاء ما إىل وجوهه جميعالتمتع شاحذ شاحذين، بني وهاديها، ومرشدها ومزجيها األنفس سائق جمع فإذايسمو ما كل لها جمع فقد اآلخرة، يف الدائم النعيم يف الرغبة وشاحذ الدنيا، الحياة بمتاعمع تميض نفس كل فرتى الهون، بعذاب اآلخرة ويف بالدون الدنيا يف الرضاء عن بهامطلبها عن تقعد وال بالوعيد، العثرة تخىش ال الزميع مضاء فؤادها بشهامة استعدادهايف فتسري لها، ووجد فيه وجدت الذي الكون هذا من منافعها فتطلب الرعديد قعدةعن ظاهرها بها يقف وال تربتها، يف وتبحث بالبعض، الكل عن تكتفي وال األرض مناكبيف النظر عن يصدها ما تجد وال جوفها، يف ما إىل يدها مد عن ظهرها يحجبها وال باطنها،مداراتها يف وحركاتها مواقعها معرفة بعد السماء بنجوم واالهتداء املاء، يف والبحث الهواء،النظر وجوه من لوجه مستعد فكل وبالجملة وخنوسها، وظهورها وانحرافها واستقامتهامن للنجاة إما استعداده به يبلغ حيث إىل ينطلق العلم. أبواب من باب يف الولوج أوعن يصده ما الدين نواهي من يجد ال لذة، استكمال أو منفعة الستتمام وإما رضورةيف إال الخالص يرى ال الذي ذلك من هذا أين رغيبة تنازل عن يده يكف ما وال مطلب،تجول تخرق، ال التي الحجب من والثروة الغنى أن ويجد ولذائذه، العالم هذا مجافاة

السماوات. ملكوت وبني بينهنظر تحت بأرسه العالم يضع لم إذا شكره، حق هللا يشكر أن للمسلم يتسنى كيفيصلح ما كل ويستخدم ورشائعه، قوانينه عىل ويقف رسه، إىل ظاهره من لينفذ فكرهكتابه يف هللا أرشده وقد ذلك يف توانى إذا هللا يشكر كيف منافعه؟ توفري يف لخدمتهإىل انظر عقله؟ ترصف تحت هللا وضعه وقد ألجله، خلق إنما عامله أن إىل نبيه وبسنةل نفص ﴿كذلك قال: حيث إلخ هللا﴾ زينة حرم من ﴿قل املتقدمة اآلية يف اإلشارة لطفبه يرفه فيما تعاىل هللا نعم مقدار يعرفون الذين هم العلم فأهل يعلمون﴾ لقوم اآليات

زينتهم. به ويجيل هيئتهم، به ويجمل معيشتهم،والعزة والسؤدد الرفعة يكسبهم ما طلب إىل دينهم من بنابل مسوقون املسلمون— بالعلم إال ذلك وسائل من يشء يتوفر وال الغاية، دون ما ذلك من يرضيهم وال واملجد،

90

Page 91: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

والسلم الحرب يف

وأي شفة أية من وتلقيه مكان، كل يف وتلمسه العلم طلب إىل الحفز أشد محفوزون فهمقبيل، أي من لهم ظهر أو جبل، أي يف به عثروا أو سبيل، أي يف العالم القاهم فإذا لسانوال خنارصهم، عليه وعقدوا أوارصهم، به وشدوا وكمشوا إليه ونصبوا وبشوا، له هشوافهو وجدها فحيث املؤمن ضالة (الحكمة حكمته نفعتهم إذا عقيدته، تكون ما يبالونخريا أوتي فقد الحكمة يؤت ومن يشاء من الحكمة ﴿يؤتي ربهم: عن يأتهم ألم بها) أحقالقول يستمعون ﴿الذين قوله: وصفهم يف يسمعوا ألم األلباب﴾ أولو إال يذكر وما كثريا

أحسنه﴾. فيتبعوندينه، طبيعة إليه تنجر ما وذلك حقا، مسلما كان إذا العلم مع املسلم شأن ذلكوسلم عليه هللا صىل النبي إىل لفظه سند يف كان إن بالصني)3 ولو العلم (اطلبوا وحديثبدون العلم وأهل العلم يفضل هللا فإن نفسه، القرآن سند فإنه متواتر معناه فسند مقالمسلم الصني يف يكن لم ولو الصني يف ولو العلم بطلب مطالب فاملسلم تخصيص، وال قيد

وسلم. عليه هللا صىل النبي عهد عىللغريه، مطلوبا أمره أول يف كان وإن بنفسه، لذة اإلنسانية النفس عند ينقلب يشء العن دفاع أو حال، ترفيه أو معيشة، تقويم يف إليه لحاجتك أوال العلم تطلب العلم، مثلبتحصيله اللذة فتصري نفسه، العلم يف اللذة تجد أن فيه أوغلت إذا تلبث ال ثم وملة، نفسظاهرة ذلك وعلة سواها، غاية كل فيها وتضمحل بنفسها تقصد غاية دقائقه إىل والوصولعىل أفضلها هي بل اإلنسانية، القوى أفضل من قوة والعقل العقل، نظر مرسح العلم فإنولست ولذة، نعيما سواها قوة لكل منح كما لذة، الحكيم العليم لها وضع وقد الحقيقة،بله يعرفها فالحيوان اللمس أو الذوق أو الشم أو السمع أو البرص لذة تعديد إىل حاجة يفله، وجهت فيما باستعمالها لذاته عظمت بالنوع القوة اختصاص عظم وكلما اإلنسان،املعقول وإحراز املجهول، كشف من ألذ اإلنسان عند يشء أال ذلك من تستنتج أن فيمكنكواالعتدال. القصد مع له يلذ بما الدنيا الحياة هذه يف يتمتع أن للمسلم اإلسالم سمح وقديف يسيح كما عقله ليمتع العلم مملكة يف يسيح أن نعيمه ومتممات لذائذه من يكون أفالاملسلم معيشة رضورات من كان العلم أن عىل أهله؟ ويقيت رزقه ليكسب األرض بسيط

يف والخطيب العلم. يف الرب عبد وابن واملدخل. اإليمان شعب يف والبيهقي الكامل. يف عدي ابن رواه 3

بعضا. بعضها يقوي كثرية طرق وله وغريهم الفردوس، مسند يف والديلمي الرحلة.

91

Page 92: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

فال للحاجة، سناءه ويستجيل للرضورة، ماءه يستنبط طفق فإذا ذكر كما حاجياتها أورمسه، يف معه يدخل حتى حسه حاجات عن وشاغله نفسه، حاجة هو يصري أن يلبثأن فأبى هللا لغري العلم «طلبنا أئمتهم من جليل إمام قال املسلمني. من لكثري وقع كما

هلل». إال يكون

92

Page 93: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

األصول هذه نتائج

عمرو فتح األولني؟ أسالفهم يف أثرها كان وماذا باملسلمني؟ اإلسالم طبيعة أفضت أين إىلهللا صىل النبي لحاق بعد اإلسكندرية عىل بجيشه مرصواستوىل عنه العاصريضهللا بنواإلسالم أخرى، رواية يف سنوات وتسع رواية، يف سنوات بست األعىل بالرفيق وسلم عليهمن مسيحي رجل األوىل األزمان تركت ما بقايا من فكان نوره، وتفتح فجره طلوع يفيميل وكان بسفينته الناس يعرب مالحا أمره بدء يف كان النحوي، يوحنا اسمه اليعقوبينيبه اشتد ثم مذكراتهم إىل أصغى العلم أهل بعض معه ركب فإذا بطبيعته، العلم إىلالناشئون يبلغه لم ما فيه فبلغ سنة ٤٠ ابن وهو بالعلم واشتغل املالحة فرتك الشوقوأطبائه وقته فالسفة من عد حتى كثرية فنونا العلم من أحسن وقد طفولتهم، من فيه

ومناطقته.به سمع العاص بن عمرو إن املسلمني: ومؤرخي الغربيني مؤرخي من كثري يقولأحد قال حتى واشتهر أمرها ظهر محبة بينهما ووقعت لعلمه، وأكرمه منه فاستدناهالنحوي مرصويوحنا العاصفاتح بن عمرو بني نشأت التي املحبة (إن الغربيني: فالسفةأعتق ما بمجرد العايل، والرأي الحرة األفكار من العربي العقل إليه يسمو ما مبلغ ترينايف للجوالن االستعداد من غاية عىل أصبح املحمدي التوحيد يف ودخل الجاهلية الوثنية من

نوع). كل من واألدبية الفلسفية العلوم ميادينيمنعهم ولم أعمالهم يف وأدخلوهم العراق وسواد فارسوسورية أهل املسلمون خالطبعد إال بالعربية تغري ولم سورية يف بالرومية دفاترهم كانت حتى استعمالهم عن الديناملسلمون أخذ أن إىل الدين سماحة وأفضت باألفكار. األفكار فاحتكت السنني من عرشات

والصنائع. والفنون العلوم دراسة يف

Page 94: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä
Page 95: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

والعقلية األدبية املسلمنيبالعلوم اشتغال

والعقلية األدبية العلوم

هللا كرم طالب أبي بن عيل الخليفة أخذ والسالم الصالة عليه وفاته من سنة ٢٠ بعدالناس حاجة من رأى ملا لها القواعد وضع ويطلب العربية اآلداب تعليم يحضعىل وجههيدعوهم ما مع اسرتساال الفتن تلك ظالم يف العلم نور يتحسسون املسلمون وأخذ ذلك، إىليف نارها اشتعلت التي الداخلية الحروب كانت وإن رشيعتهم، لطلبه وتنبههم دينهم، إليهلم فإنها مصالحهم، من يشء كل عن شغلتهم قد الخالفة أمر يف للنزاع بالدهم أطرافاآلداب: يف فالرباعة الفطرة، سنة عىل بالتدريج منها والتناول العلوم تلمس عن تشغلهميف بلغت قد النثر، من البليغ وإنشاء الشعر، وقول وتاريخهم، العرب بوقائع علم منيعلون األمويون الخلفاء وكان مدتها، مثل يف قط أمة تبلغه لم مبلغا أمية بني خالفةالعلوم آثار ظهرت ثم بالسري، والعلماء والخطباء الشعراء مكانات ويرفعون منزلتها،القرن نهاية قبل والصناعية العقلية الكتب من جملة وترجمت دولتهم، آخر يف العقلية

األول.الخلفاء سرية الزهد يف يسريوا ولم الشام إىل املدينة من الخالفة دار األمويون الخلفاءعنه سأل فلما عنه ريضهللا الخطاب بن عمر إىل الفرس من رسول جاء فقد الراشدين،وجاءت الفقراء، بني البقيع نخل تحت األرض عىل نائم هو فإذا إليه فذهب عليه دليكون ما بأجمل البنيان محىل مشيد قرص يف هو فإذا هللا رحمه معاوية إىل امللوك رسليرى الفرش، بأحسن مفروش املاء، وينابيع والرياض الجنات مزين العربية الصنعة منعن حاد أو الدين خالف قد ذلك يف معاوية يكن ولم والرياش، األثاث أفخر فيه الناظر

Page 96: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

ترويج من ذلك يف ما يخفى وال إياه، هللا آتاه برخصة وتمتع مباحا، تناول وإنما طريقه،رضوبها. اختالف عىل الصنعة يف اإلبداع فنون

الكونية بالعلوم اشتغالهم

العباس لبني الدولة ودالت قلنا كما الفتن من ظلمات يف والناس أمية بني دولة انقضتللهجرة الثاني القرن من األول الثلث نهاية قرب النبي بيت آل من نصابها يف واستقرتالعلم عاصمة ذلك بعد فصارت بغداد إىل امللك عاصمة املنصور نقل ثم (١٣٢ (سنةمن جعل قد وكان والرشيعة، للطب املدارس ينشئ أيضا املنصور وأخذ أيضا، واملدنيةيلحق بأن وأمر فيه رشع ما الرشيد حفيده وأكمل الفلكية، العلوم تعلم يف ينفقه ما زمنهأوج إىل العلم دولة به فوصلت املأمون وجاء بأنواعها، العلوم لتعليم مدرسة مسجد بكلما بالقلم املكتوبة الكتب من بغداد إىل حمل إنه ويقال ثروتها، أكرب به ونالت قوتها،مكاتب من مكتبة يعطيه أن الثالث ميشيل مع صلحه رشوط من وكان بعري، مائة يثقلاملأمون فأمر السماوية الرياضة يف بطليموس كتاب النفائس من فيها مما فوجد اآلستانةكتب من ترجم ما إحصاء كاتب عىل يسهل وال باملجسطي، وسموه برتجمته الحال يف

وسلم. عليه هللا صىل الرسول عم أبناء العباس بني دولة يف اختالفها عىل العلوم

الكتب دور إنشاؤهم

سواها دول من مثلها إىل يسبقها لم عناية الكتب بدور تعتني اإلسالم دول أخذت وقدستة منها مجلد، ألف مائة عىل تحتوي مكتبة الرابع القرن أوائل يف القاهرة يف كان «حتىيف املقيمني للطلبة الكتب بعض تعار أن نظامها من وكان غري. ال والفلك الطب يف آالفبطليموس صانعها إن يقال الفضة من (إحداهما) سماويتان كرتان فيها وكان القاهرة،إسبانيا يف الخلفاء ومكتبة الربنز. من (والثانية) دينار آالف ثالثة فيها أنفق وإنه نفسهكان أنه حققوا وقد مجلدا. وأربعني أربعة (فهرسها) وكان مجلد ألف ستمائة فيها ما بلغللمطالعة خاصة مواضع املكتبات هذه يف وكان عمومية، مكتبة سبعون وحدها إسبانيا يف

والرتجمة. والنسختحتوي ملا دراسة معاهد دورهم ويجعلون بالكتب يولعون كانوا الخاصة وبعضألن يمكنه ال ذلك أن فأجابه ليزوره أندلسيا طبيبا دعا بخارى سلطان إن يقال عليه.

96

Page 97: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

والعقلية األدبية بالعلوم املسلمني اشتغال

إسحاق بن حنني وكان كلها. عنها يستغني ال وهو لتحملها جمل أربعمائة إىل تحتاج كتبهالعقلية العلوم طالب إليها يفد عامة مكتبة داره يف جعل ممن بغداد يف النسطوري

فيه. املذاكرة يريدون فيما بمذاكرتهم يتربع وكان والرياضية

للعلوم املدارس إنشاؤهم

يف زادت ألنها سعتها» «عىل نقول باملدارس. سعتها عىل اإلسالمية اململكة بسيط غطىالتتار، يف املغول، يف األقطار: كل املدارسيف تجد فكنت بكثري، الرومانية اململكة عىل السعة

املغرب. جهة من إسبانيا يف فاس، يف مراكش، يف املرشق. جهة مناملوضوع يف ويكتب درسه يعد مدرس كل أن التدريس يف األساتذة طريقة وكانتتكون ثم عنه يكتبون وهم التالمذة عىل يلقيه ثم يكتب، أن يريد ما فيه الدرس يلقي الذياملؤرخني بأن القول إىل نبادر وهنا علم. كل يف الناس بني تنرش وأمايل كتبا الدروس هذهمراقبة أدنى بدون الناس ويتداولها تنرش كانت والكتب املقاالت جميع أن عىل أجمعوا قدقد أنه ذكر رأيته واحدا مؤرخا أن غري الكتاب، صاحب كتب مما نقصيشء وال حجر والإال يشء منها ينرش أال مقتضاه العقائد كتب لنرش اإلسالمية املمالك بعض يف قانون وضعإسالما. اإلسالم كان أيام اإلسالمية املمالك يف وقع ذلك من شيئا أعلم ال أني عىل بإذن.

املسلمني حماية عىل كالمه يف (جيبون) يقول اإلسالمية: املدارس يف الكالم إىل نرجعإعالء يف الخلفاء، ينافسون كانوا والوزراء األقاليم والة «إن الغرب: ويف الرشق يف للعلمعىل الفقراء ومساعدة العلم بيوت إقامة عىل اإلنفاق يف اليد وبسط والعلماء، العلم مقامنفوس يف انترش قد تحصيله يف اللذة ووجدان العلم ذوق أن ذلك أثر من وكان طلبه،نظام (هو السالطني ألحد واحد وزير أنفق وقرطبة. فاس إىل وبخارى سمرقند الناسمنيف يرصف الذي الريع من لها وجعل بغداد يف مدرسة بناء عىل دينار ألف مائتي امللك)آالف ستة فيها باملعارف يغذون الذين وكان السنة، يف دينار ألف عرش خمسة شئونهاينفق الفقري أن غري فيها، الصناع أفقر وابن اململكة، يف العظماء أعظم ابن فيهم تلميذينقدون كانوا واملعلمون أبيه، بمال يكتفي الغني وابن للمدرسة املخصص الريع من عليه

وافرة». رواتبالخالفة وتنازع أقسام ثالثة إىل األزمان من زمن يف اإلسالمية املمالك وانقسمت(الغرب) أوربا من األندلس يف واألمويون (الرشق) آسيا يف العباسيون كان شيع ثالثمقصورا الثالث الدول هذه تنافس يكن ولم (الوسط) أفريقيا من مرص يف والفاطميون

97

Page 98: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

مرصد وكان واألدب، العلم يف التنافس أشد التنافس كان ولكن والسلطان. امللك عىلبرياضة العناية من املرشقيون عليه كان ما إىل يشري املرشق ناحية يف قائما سمرقنداإلدراك. يف منهم بأحط ليسوا املغرب أهل بأن يجيبه األندلس يف جريالد ومرصد األفالك،عن الطبية املدارس يف االمتحان نظام أخذت اإلسالمية البالد يف املدارس جميعيمارس أن لطبيب يكن ولم وأدقها، النظامات أشد من وكان القاهرة، يف الطب مدرسةمدرسة وأول شدته، عىل االمتحان يف فاز بأنه شهادة بعد تكون أن عىلرشيطة إال صناعته(سالرين) يف العرب أنشأها التي هي املحكم النظام هذا عىل أوربا قارة يف أنشئت طبيةمن إشبيلية يف العرب أقامه الذي هو أوربا يف أقيم فلكي مرصد وأول إيطاليا بالد من

إسبانيا. بالدحتى أنواعها، بجميع األدبية والفنون اختالفها، عىل الكونية بالعلوم املسلمون ولعاليونانية عن العلم بأخذ وابتدءوا االجتماعية، األحوال يف الخيالية، واألساطري القصصبالرتجمة العربية اللغة إىل األلسن تلك من األولني كتب ينقلون وأخذوا والرسيانية،من كثري تعلم ثم وغريهم، وصابئني مسيحيني األمر أول يف مرتجموهم وكان الصحيحة.ليأخذوا كله وذلك اللسانني يف معاجم وكتبوا والالتيني اليوناني اللسان املسلمني علماءوكان فيها. علمهم إليه يصل ما حسب عىل لسانهم إىل وينقلوها أصولها، من العلومالجامعة املدارس أنشئت ثم واليهود، املسيحيني من األمر أول يف العظماء ألبناء املعلمون

فيه. بالرباعة هو عرف الذي العلم يعلم كل ودين، ملة كل من فيها املدرسون وكان

واكتشافها العرب علوم

صار ثم واحد قرن دون إال كذلك يلبث لم ولكنه يونانيا، األمر أول يف العرب علم كانبطليموس أو إقليدس أو وأفالطون ألرسطو تلميذا يكون أن العربي يرض ولم عربيا،

املسيحي. التاريخ من كاملة قرون عرشة كذلك األوربي بقي كما طويال زمناأو العرصية للعلوم قاعدة واملشاهدة التجربة جعل من أول هو (باكون) إن قالوا:التقليد. رق من العلم وأطلق املصنفني، بآراء والتمسك األساتذة عن الرواية مقام أقامهايف عليها العلم لبناء عندهم القاعدة هذه وضعت فقد العرب عند وأما أوربا يف حق ذلك

الهجرة. من الثاني القرن أواخرمعارفهم بناء هو األمم فالسفة من سواهم عمن العرب فالسفة به تميز يشء أولتؤيدها لم ما العلوم يف العقلية املقدمات بمجرد يكتفوا وأال والتجربة، املشاهدات عىل

98

Page 99: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

والعقلية األدبية بالعلوم املسلمني اشتغال

العرب عن القاعدة أن األوربيني فالسفة أحد عن لوبو جوستاف نقل لقد حتى التجربة،التاريخ العارشمن القرن بعد ما عىل األوربي وعند عارفا» تكن والحظ وشاهد «جرب هيوغريهم املرصيون فلينظر عاملا» تكن األساتذة يقول ما وكرر الكتب من «اقرأ املسيحي

املال. سوء من أعقب وماذا الحال، انقلبت كيف الرشقيني منمن ثالثة أو اثنني اليونانيني يف عددت «إذا الهيئة علم تاريخ يف (ديالمرب) قاليمكنك فال الكيمياء يف وأما محصور» غري كبريا عددا العرب يف تعد أن أمكنك الراصدينولهذا العرب. عند مائتني املجربني من تعد ولكنك اليونانيني، عند واحدا مجربا تعد أنالهندسة يعدون كانوا وقد سواهم. دون العرب اكتشاف من الحقيقية الكيمياء عدتالنظرية، القضايا عىل االستدالل يف يستعملونها املنطقية، اآلالت من والرياضة والفنون

معروف. هو كما املجهوالت إىل اإليصال يف األدلة أصدق من وهيأول وهم الزمن، أقسام عىل للداللة الدقاقة الساعات استعمل من أول هم والعرب

الغرض. لهذا الزوالية الساعات استعمال أتقن منغاية يف جداول لها وضعوا حتى ومائعها جامدها األجسام لثقل قوانني اكتشفوا وقديطلع معروفة الجداول تلك وكانت الفلكية، لألرصاد جداول وضعوا كما والصحة، الدقةيقرب ما إىل القوانني بتلك وصلوا لقد حتى وقرطبة وبغداد سمرقند يف الناظرون عليها

الجاذبية. اكتشاف مناختالف عىل العلوم يف زادوه ما وال العرب اكتشف ما أعد أن هذا مقايل يف يمكنني والفالسفة من واإلنصاف املعرفة أهل ذلك أحىص وقد كبري، سفر إىل يحتاج فذلك أنواعهاحتى إلخوانهم ذلك ينرشوا أن العربية األمة ألبناء يتيرس وربما ومؤرخيهم، األوربيني

الغربيني.1 حكماء بعض قالها كلمة أذكر ولكني أسالفهم، عليه كان ما يعرفواتولد لم أنها نعتقد كنا آراء فنجد العرب كتب يف ننظر عندما أحيانا الدهشة «تأخذنافإن أنواعها، كمال يف وتدرجها العضوية الكائنات ترقي يف الجديد كالرأي زماننا، يف إالفكان ذهبنا، مما أبعد إىل به يذهبون وكانوا مدارسهم يف العرب يعلمه مما كان الرأي هذاالكيمياء عليه بنيت الذي واألصل واملعادن. العضوية غري الكائنات يشمل عاما عندهمبني يقال ما الجاهل الشعب سمع إذا الخازني قال أشكالها. يف املعادن ترقي هو عندهميف مر أنه هذا من ظن ذهبا صار حتى املختلفة األشكال يف تقلب قد الذهب أن العلماء:

األمريكاني. درابر الفيلسوف هو 1

99

Page 100: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

ذهبا ذلك بعد صار ثم فضة ثم صفرا ثم قصديرا ثم رصاصا فكان أخرى معادن صوراإلنسان يف قولهم من أرادوه ما منه يقصدون فإنما ذلك قالوا إذا الفالسفة أن يعلم والأنه هذا بقولهم يعنوا لم وهم الرتقي طريق ومن بالتدريج الحارضة حالته إىل وصل أنهذلك بعد صار ثم قردا ثم فرسا ثم حمارا ثم ثورا كان كأن املختلفة األنواع صور يف تقلب

إنسانا».حرية تتفق كيف العالم علم من أول العرب «إن لبون: جوستاف الفيلسوف ويقول

الدين». استقامة مع الفكرالرأي حرية يف ذهب أنه من رشد ابن عن نقلوه ما فالسفتهم بعض عىل أنكر وهناهو يبقى الذي وإنما الجسد فناء بعد لها بقاء ال الروح إن وقال: الدين أصل نقض إىلدون األنواع بقاء بيان يف كالمه فهم سوء من لهم عرض خطأ هذا فإن األنواع. أرواحفهي األنواع وأما وتفنى األشخاصتوجد إن وغريه: أرسطو قال كما قال فإنه األشخاص،عنه قولهم يف أخطئوا كما منه، استنتجوا ما باملرة يغاير آخر باب وهذا تزول: ال باقيةيف يفنى أنه بمعنى إليه، يرجع والكل صوره يف يظهر العالم روح هللا بأن يعتقد كان إنهمسلما كان رشد ابن فإن السابق. قولهم من يقرب وهو آخر. باق العالم يف يبقى وال ذاتهفيه يسقط لم الذي الوهم، من الرضب هذا ينايف وإنما العالم ينايف ال اإلسالم أن يعرفالرأي بهذا سكروا ممن وكثري الخيال. مع االسرتسال أو العلم، طريق يف عثرة من إال أحدكما إليه الرأي هذا نسبة عن بنا تبعد أيدينا بني التي رشد ابن كتب ولكنه منه. أفاقواابن تالميذ عن أخذ ممن وهو سبعني ابن إىل نسب لو نسبته أنكر ال ولكني بيانه، سبق

ذلك. عىل يدل ما كالمه يف فإن رشدوكانت وغريهم اليونانيني عن العرب تلقاها التي العلوم «إن آخر: فيلسوف ويقولكأنها الرءوس بعض يف مخزونة أو املكاتب، جدران بني مقبورة الدفاتر، دفات بني ميتةعند صارت — إليها النظر سوى منها لإلنسانية حظ ال الخزائن، بعض يف ثمينة أحجارالبرشية للقوى ومهمازا الصنعة، وقوام الثروة، وروح األرواح، وغذاء اآلداب، حياة العربثم العقل وحكم التاريخ درس من األوربيني يف وليس له. أعدت الذي كمالها إىل يسوقهاكيف تعليمها ويف العلم، ضياء إىل الجهل ظلمة من أوربا إخراج يف — الفضل أن ينكرعليهما يبنى اللذان األصالن هما واملشاهدة التجربة أن معرفتها ويف تتفكر وكيف تنظرإسبانيا من وأدخلوها إليهم حملوها التي ومعارفهم وآدابهم للمسلمني هو إنما — العلمدخال عندما املحمدي واألدب العربي العلم حظ من وكان عليهم. وفرنسا إيطاليا وجنوب

100

Page 101: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

والعقلية األدبية بالعلوم املسلمني اشتغال

سبعني نحو أفنيون يف فرنسا إىل انتقل قد كان كرسيه ألن غائبا كان البابا أن إيطاليا إىلتفرش لم باريس شوارع إن هناك، القرار به واستقر إيطاليا شمال إىل العلم فدب سنةإسبانيا». مدن به رصت ما نحو عىل بالبالط رصت عرشوقد الثاني القرن يف إال بالحجارةيطول الفلكيني من عددا قرنني مدة يف اإلسالم أعطانا كيف أدري «ال آخر: ويقولتمنحنا ولم أوربا يف قرنا عرش اثني املسيحي العالم عىل تسلطت الكنيسة وأن أفراده رسد

واحدا». فلكيايف الناس كان بل طائفة دون بطائفة خاصا يكن لم العلمي والذكاء النماء هذالحلم كله ذلك يف والفضل والعلم، بالجد التفاضل كان وإنما سواء، تناوله من التمكنبعضفالسفة قال ذمته، وأهل أهله عىل وسهولته ويرسه الدين وسماحة وأعمالهم الخلفاءمن بلغ فاتحا قط تر لم األرض شعوب «إن املشاهدة: وتثبته الحق يعرفه قوال الغربينيهذا ولطفه لينه يف بلغ دينا وال اختالفهم) عىل اإلسالم فاتحي (يريد املبلغ هذا الحلم

الحد».

والعلماء العلم تشجيع

بأنفسهم هم كانوا معا سياسة وحكام دين رؤساء إنهم عنهم يقال الذين الخلفاء إنيضطهد كاملأمون خليفة كان العاملني. العاملني كانوا تعلمها، إىل الداعني للعلوم املتعلمنيسجنه يف قضوا الذين الشهرة أرباب من كثريين التاريخ عرف وقد الفلسفة، أعداء أحياناالدين عىل يعدو ما منها أن منهم ظنا الفلسفة يعادون كانوا ألنهم السنني، أو الشهورلعلك الفلسفة؟ وجفاة العلم أعداء يضطهد دينيا رئيسا اإلسالم غري يف رأيت هل فيفسده.

أبدا. تجده الما والخاصة واألمراء الخلفاء عند االحرتام من يجدون عامة واألدب العلم أهل كانالناس بني لشهرته املعري، العالء أبي بالشيخ املثل وأرضب حالهم، كانت كيفما بهم يليق

الزندقة. يشبه بماإىل خرج — حلب صاحب — مرداش بن صالح أن القفطي يوسف بن عيل يذكرأحس فلما باملنجنيق، ورماها حصارها يف ورشع فنازلها عليه، أهلها عيص وقد املعرةفخرج فيهم، ويشفع يخرج أن وسألوه سليمان بن العالء أبي إىل سعوا بالغلب، أهلهاهللا أطال — األمري قال: حاجة؟ ألك قال: ثم واحرتمه، صالح فأكرمه يقوده قائد ومعهوطاب وسط قاظ البالغ، وكالنهار حده، وخشن مسه، الن القاطع كالسيف — بقاءه

101

Page 102: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

لك، وهبتها قد صالح: له فقال الجاهلني﴾ عن وأعرض بالعرف وأمر العفو ﴿خذ بردهصالح. فرتحل فيه، أبياتا البديهة عىل فأنشده لنرويه، شعرك من شيئا أنشدنا قال: ثم

معروف. عنه هو بما معروف لفيلسوف أهله عيص بلدا األمري وهب كيف فانظرمما أكثر املقال بي لطال والخلفاء األمراء عند والفالسفة العلماء نال ما ذكرت ولو

ملكتف. كفاية سبق وفيما طال،

شبهتني إزالة

املفرتيات من يخلقون ما وخلقهم العامة مقت يف يظهر قد االضطهاد أن قوم يتوهم قدالفضل، أهل عىل وتغامزهم بعض، آذان يف بعضهم وهمس الحر، والفكر العلم أهل عىلبال املسلمني عند منه النوع وهذا األحيان. بعض يف واحتقارهم بل باأللقاب، إياهم وملزهموال أرض منه تخلو ال — العلم أهل يكره ممن — النوع هذا ألن ظاهر خطأ وهو نكري.فإن أهلها، نفوس من العلم ذوق بلغ ومهما الحرية، من أهلها بلغ مهما بالد منه تطهرالذين الفالسفة يمقتون نفسها فرنسا أرض يف اليوم إىل الكاثوليك عقيدة عىل القائمنيالكاثوليك أحزاب عليهم يختلق وقد قواعدها يوهن ما ويكتبون للكنيسة، معاداة يظهرونيف نرتاب ال ونحن الدين، رشيعة يف يجوز ال كتبهم يف النظر أن ويرون يقولوه، لم مامن ليس ولكنه عندهم، رائجة الفلسفة سوق كانت أيام املسلمني عند كان هذا نحو أنيميض وشأنه صاحبه ترك مع يعرف، ال مما اإلنسان نفرة هي وإنما يشء، يف االضطهاد

يشاء. حيث إىل سبيله يفلغلوه السيف أخذه قد األفكار أرباب بعض أن لنا يروي التاريخ إن آخرون: يقولينكر أن يصح وليس به، يبلغ ما منتهى إىل به يتمتع ما الحرية من له يرتك فلم فكره، يف

بالزنادقة. وغريه املنصور الخليفة صنع ماكما أمنها، واضطرب نظامها أفسد العامة بني انترش إذا الغلو من كثريا إن وأقول:فتأخذ العامة، أمن لحفظ األمر يف للدخول السياسة فتضطر وأمثاله2 الحالج آراء من كانأراد بل شخصه، عىل الحرية يقرصحق أن يرد لم ألنه ولكن تفكر ألنه ال الفكر، صاحب

القرامطة رئيس والجنابي الحالج بني كان أنه الدين أصول يف «الشامل» كتابه يف الحرمني إمام ذكر 2

الحالج. قتل يف الحقيقي السبب هو ذلك وإن الدولة. قلب عىل رسي اتفاق

102

Page 103: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

والعقلية األدبية بالعلوم املسلمني اشتغال

وتخىش له، حقا هو يراه عما غنى يف غريه أن مع لنفسه، الحرية من رآه بما غريه يقيد أنيجب هؤالء أمثال أن النظام حفاظ يرى فلهذا غلوائه، يف الحرية مدعي استمر إذا الفتنةتضطهد اليوم الفلسفة نرى ونحن أركانه. يزعزع عما له صونا املجتمع، منهم ينقى أنوالراهبات الراهبني عىل الفرنسية الحكومة تقض ألم االضطهاد. من الرضب هذا الدينمن بإذن إال منها يشء ينشأ وأال الحكومة؟ سيطرة تحت ومدارسهم جمعياتهم تكون أنينفى وقد السالح، بقوة مدارسه وتقفل جمعيته تنحل لذلك يخضع لم ومن الحكومة،إنما كال، اضطهاد؟ هذا يسمى هل ولكن سابقة3 سنني يف كثريون نفي كما البالد منبعدها اإلصالح رؤساء واضطهاد التفتيش محكمة اضطهاد هو االضطهاد حق االضطهاد

نشأتهم. أول يفخفيا يكون يكاد أمره، غريبا كان املسلمني عند التعليم إن القائلون؟ يقول ماذاواملحدث واملتكلم الفقيه للتدريس فيها يجلس ملسجد، تابعة مدرسة أو مسجد رسه،الفقيه يدي بني من الطالب ينتقل واملهندس، والفلكي والفيلسوف واملتأدب والنحويمذاكرة وقعت وإذا األدب، مجلس إىل الحديث مجلس ومن الفيلسوف، يدي بني ليجلسالغلو قيمة وسقطت واإللزام، اإلقناع يف مأخذها الحرية أخذت املسائل من مسألة يف بينهم

مأخذه. بينهم التسامح وأخذ التعبري، يفهو ذلك ومع مذهبه، أصول يف صالبة وأشدهم املعتزلة رئيس عبيد بن عمرو كانذي كل تعلو املنصور عند منزلة له وكانت الصحيح، صاحب البخاري اإلمام مشايخ منإال فلقطوا حبا الناس لكل «رميت يديه بني من خارج وهو يوما له قال حتى عنده، منزلةالحديث يف سنده يصل أن السنة أئمة من إلمام كان كيف فانظر عبيد» بن عمرو يا إياك

بأسا؟ ذلك يف يرى وال املعتزلة رؤساء من برئيسامللوك حماقة وقتلتهم اإلسالم يف القسوة أخذتهم الذين العلم بعضرجال عاد عد إذاوهلة ألول فيقف أحوالهم يف ينظر أن إال عليه فما الدين، يف الغلو وأهل الفقهاء بإغراءهي ليست عليه الغرية وإن للدين، العصبية مجرد ليس عليهم أولئك أثار الذي أن عىلذلك يف األول العامل هو الحسد تجد وإنما تنكيلهم، وطلب بهم، الوشاية عىل لهم الباعثرشد كابن قضاة قايض عىل إال يقع األذى ذلك مثل ترى ال ولهذا له، آلة والدين كله

عليه فأنكرها املعروفة داروين نظرية فيها قرر أمريكية جامعة يف األساتذة أحد أن هذا من أغرب 3املدرسة. من فطرد للتوراة ملخالفتها الطلبة جمهور

103

Page 104: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

خليفة جليس أو وزير، أو ذلك) عىل دليل منزلته وإنزاله عنه العفو إىل الحاكم (ورجوعالفالسفة، إليذاء مثال الفقهاء من يقع كما وهذا العامة. بني عظيم نفوذ ذي أو سلطان، أوويحكي العيان، به يشهد كما بعضا، بعضهم إلهالك بعض، مع بعضهم الفقهاء من يقعالتحاسد ألن للفلسفة، الدين اضطهاد معنى من معدودا كذلك هذا فليس التاريخ، لنااالضطهاد ذلك وإنما لباسه. لبسوا وإن الحقيقة عىل لهم دين ال من بني يقع ما أكثرالعلم من يشء يف للدين املخالفة ظن أو العقيدة يف االختالف محض عليه يحمل الذي هوأن إال اللهم اإلسالم، يف يقع لم وهذا بجانبه املخالف يسع أن عن الدين لضيق العمل أو

إلينا. يصل لم حادث يكونوهذا مزاجها. ومقومات عنارصها أهم يف عليك عرضت اإلسالمي الدين طبيعة هذهمخالفيه احتمال عىل وقوته الدين فضل سعة وهذه والغربي الرشقي العالم يف أثرها كانخفاء هذا يف هل بظله، يستظلوا بأن رضوا متى به يحتموا أن املخالفني ألولئك وتيسريهوهو عجبا اإلسالم يبسم أفال الباهر؟ الضوء ينكر أن لنفسه يرىضلبيب وهل ناظر؟ عىلأحبائه، يف يحسبه لم إن أعدائه، من يعده يكن لم أديب من أبنائه، لعقوق الكرب أشد يف

عليه؟ حكمهم يف الجائرون يجور كما ويجور، إليه، سهمه يسدد يراه عندما

104

Page 105: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

العرشين القرن أوائل يف اإلسالم

اإلسالم عىل باملسلمني االحتجاج

الحقيقي بمعناه العلم اضطهاد تأبى اإلسالم طبيعة أن سلمنا فيقول: سائل يسأل ربماالكونية، العلوم لحملة شنق وال إحراق، وال تعذيب، األولني املسلمني من يقع لم وأنهالعقلية، العلوم أعداء اليوم املسلمني من العلماء أليس ولكن البرشية، العقول ومقوميويسمعه يراه فيما عذره لألديب يكون أفال لهم؟ تبعا الناس ليس أو العرصية، والفنوناالجتهاد يف مقاال كتب املرصية1 البالد غري إسالمية بالد يف رجال بأن يسمع ألم حوله؟مذهب يف رأيه فيه بني ومقاال كافة، املسلمني أئمة إليه ذهب ما إىل فيه وذهب والتقليديقرب ما أو به رزئ مما يكون قد بل اإلسالم به انتفع مما ليس إنه وقال الصوفية،مرص يف مقاله طبع فلما — قبله من السنة أهل جمهور به قال قول وهو — هذا منأو الدين، من مرق إنه قالوا العباعب، األثواب وسكنة العمائم، حملة عليه هاج اسمه تحتإىل شكواه فرفع السجن! يف وألقاه عليه فقبض الوايل إىل أمره رفع ثم املبني، باإلفك جاءعليه، اختلق مما براءته ليثبت العاصمة إىل بنقله يأمر أن السلطان وسأل امللك عاصمةفأجيب الشكوى يف يقال ما إلخ يحيف، ال الحق عىل ومهيمن يجور، ال عادل يدي بنيبعد إال عنه يعف ولم بسجنه أيضا هناك األمر صدر فقد كله، ذلك ينفعه لم لكن طلبه،اآلكل وال والكاتب، القارئ ينكره وال الدين، أصول مع يتفق ما إال يقل لم أنه مع أشهر،

والشارب.

هللا. رحمه الشهري الحميص الهراوي الحميد عبد السيد هو الرجل هذا 1

Page 106: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

كتب الجغبوب) صاحب السنويس (والد السنويس الشيخ أن السامعون يسمع ألميدل ما له كتاب يف وجاء املالكية، أصول عىل مسائل بعض فيه زاد الفقه أصول يف كتابارأي يخالف ما يرى وقد مبارشة، والسنة الكتاب من األحكام يفهم ممن أنه دعواه عىليف املقدم وكان تعاىل) هللا (رحمه املالكية املشايخ أحد بذلك فعلم مجتهدين. أو مجتهدخرق ألنه بها ليطعنه السنويس الشيخ وطلب حربة فحمل الرشيف2 األزهر الجامع علماءالشيخ طعن عىل األستاذ يجرتئ كان وربما املؤمنني، سبل غري سبيال واتبع الدين، حرمةاملرحوم الشيخ ونجى الطعنة، من السنويس خلص الذي وإنما القاه لو بالحربة السنويسأن قبل للقاهرة السنويس مفارقة هو الرشيعة، باسم الجريمة وارتكاب املغبة، سوء من

املالكي. األستاذ يالقيهبعض بأقالم سنني ثالث نحو من الجرائد يف ينرش كان ما األذهان عن غاب هلإدخال استهجان يف األردان، الواسعة األذيال الطويلة املقاالت من األزهر الجامع علماءكتاب وكان األزهر؟ الجامع طلبة يتلقاها التي العلوم بني (الجغرافية) البلدان تقويم علميريد إنما وأنه العلوم تلك بني وغريه العلم هذا بإدخال أشار بمن يعرضون املقاالت تلكمطعن إىل تشري بعضهم بأقالم املايضفصول العام يف تنرش ألم الدين3 علوم من الغضعن يبعد قوال يقل ولم بمنكر يجهر لم أنه مع به التشهري وإرادة اآلخر البعض عقيدة يف

والسنة؟ الكتاببالقديم، التمسك شدة من والعجم والهند األفغان علماء عند ما الرواة إلينا يحمل ألميزحزحهم أن حاول من كل عىل الحرب وإقامة األقربني، آبائهم عن ورثوه ما والحرصعىليف اليوم الحال عليه وما تلفهم، عليه البقاء يف كان وإن سلفهم، عليه كان عما إصبعاأو الدخان، رشب يف األعضاء بعض بقطع واملعاقبة التعصب، يف الغلو من املغرب حكومة

اآلخرون؟ املسلمون عليها أجمع وإن السامعون، ينكرها كلمة يف القتلوجلبة، وضوضاء ولجبا، صخبا املستقبل جوف من يسمع أنه املتأمل يتخيل أال ثمالطبيعة مبادئ من طرفا يدرسوا أن األزهر لطلبة ينبغي إنه قيل إذا مضطربة، وهيعاتأجمعني يصيحون أال املتقني، قيامة تقوم أال الطبيعي؟ التاريخ من جملة يحصلوا أو

يف طريقتهما أيضا عبده محمد والشيخ الدين جمال السيد عىل ينكر كان الذي عليش الشيخ هو 2

السلف. طريقة عىل الرشعية املسائل تحقيقالعلوم. هذه بتعليم أشار الذي فهو نفسه بهذا األستاذ يعني 3

106

Page 107: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

العرشين القرن أوائل يف اإلسالم

املساكني، بأهله تغرير هذا املتني، لعقدة توهني هذا الدين، عىل عدوان هذا أبتعني: أكتعنيالبدعة بهذه ألصقوه إال اللغة يف اسم له عرف يشء يبقى أال إىل بهذا يشيدون يزالون وال

زعمهم. يفمرض أو عليهم، عارضعرض إنها يقال حتى املسلمني، عىل جديدة الحال هذه هلمن نظره تحت املسلمني أحوال يعرض من عىل يسهل ال إليهم؟ الوافدة األمراض منخصوصا األمم، أمزجة عىل الطارئة العلل من الحال هذه أن يظن أن متعددة قرونشاطئ من مسلما أخذ فلو االعتبارات، جميع يف والشمول الصفات، يف الوحدة يجد عندماوهي فميهما من تخرج واحدة كلمة لوجد الصني جدار تحت من وآخر االطالنطيقي،هم ملا مخالف لكل أعداء ولكنهم هتدون﴾ م آثارهم عىل وإنا ة أم عىل آباءنا وجدنا ﴿إنا

اآلثار. واجتمعت الكتاب، به نطق وإن عليه،بينها تحول كانت التي الحجب وأزالت التقليد، غبار نفضت أنها زعمت فئة إال اللهمأضيق الفئة هذه ولكن منها، هللا أحكام لتفهم األحاديث ومتون القرآن آيات يف النظر وبنيمما كثريا الدين عن ونحت البدع، من كثريا أنكرت وإن املقلدين، من صدرا وأحرج عطنابه، والتقيد الوارد لفظ من يفهم بما األخذ وجوب ترى فإنها منه، وليس إليه أضيفوألجلها الدعوة، كانت وإليها الدين، عليها قام التي األصول تقتضيه ما إىل التفات بدون

أحباء.4 السليمة للمدينة وال أولياء، للعلم يكونوا فلم النبوة، منحتتباينها عىل املصنفني عبارات عند ووقوفهم الفقهاء جمود ينكر أن يمكن هلملصنف يكن ولم الحوادث من حادثة عرضت وإذا فهمها يف اآلراء واضطراب واختالفأن إىل حقيقتها عن تحويلها يف واجتهدوا الرأي، إبداء عن أحجموا فيها رأي معروفبالد من بلد من علم طالب جاء لقد حتى الكتب، من كتاب يف معروف قول مع تتفقمما بلده هل الشك: فوقع األزهر الجامع يف األروقة بأحد االلتحاق وأراد العثمانية الدولكتب إن الرواق: لشيخ قائل فقال الواقف؟ نص حسب عىل الرواق ذلك يف استحقاق ألهلهتلك يف بما أقنع ال إنني فقال: الواقف. رشوط يف داخل البلد بأن تشهد البلدان تقويممن البلد هذا إن قال مات) (ممن فقيه يكون أن وهو به آخذ أن يصح الذي وإنما الكتب،

عىل األثر، وتقديم بالسنن واالهتداء البدع ترك منهم يحمد فهو الوهابيني، الفئة بهذه يعني إنه 4األكوان، علوم من النصوص إليه أرشدت بما العناية دون العطن ضيق عليهم ينكر ولكنه البرش، آراء

والعمران. املدنية ومقدمات

107

Page 108: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

يعينوا لم أنفسهم األئمة إن ألحدهم: قيل وإذا أهله. عىل الواقف وقف الذي وهو كذا، قطرينتهي التي الحدود وبيان قطر كل يحويه ما لبيان جدوال لنا يضعوا ولم البلدان مواقعمنا) (وهم الفنون هذه يف العلماء بأقوال نأخذ بأن لنا تسمح ديننا أصول وإن إليها،عقليا. دليال ال فقهيا، نصا أريد إنما قال: البدهيات من ذلك أشبه وما األخبار وبتواتر

الناس، أعمال وساءت والظنون امللكات وفسدت الشئون، اختلت لهم: قيل وإذابالرش، بعض عىل بعضهم فوثب اإلخالص، روح من عبادتهم وخوت عقائدهم، وضلتوانقلبت البيضة وضاعت السياج، واخرتق القوة، فتضعضعت الفقر، أغوال أكثرهم وغالتمما تأملون تزالون وال الرضورة، وألفتكم الحاجة، وساكنتكم ضلة، والهداية ذلة، العزةعلل ثم عليه، سلفكم كان ما أسباب يف البحث إىل ذلك نبهكم فهال وبالناس، بكم نزلللحكام هو وإنما علينا هللا فرضه وال إلينا، ليس ذلك قالوا: إليه؟ الناس وصار رصتم ماألنه فذلك — يفعلوا ولن — يفعلوا لم فإن تالفيه، وسائل عن ويبحثون فيه، ينظرونيرفع أن البد اإلسالم وإن محالة، ال كائن أنه عىل يدل ما األخبار يف ورد وقد الزمان، آخربآيات والقنوط اليأس عىل واحتجوا لكع. بن لكع عىل إال القيامة تقوم وال األرض، من

عمل؟! إىل حركة نفس يف تدع وال األمل، تقطع وآثار وأحاديث

اإلسالم يف رينان رأي

لكتبنا الوجدان، وثنيات األفكار، طيات من إليه امتد ما بيان أردنا لو الذي — الجمود هذاعرض يف يقول أن املشهور الفرنيس الفيلسوف رينان املسيو حمل الذي هو — كتابا فيهيثبت أن أخىش أنني «عىل الجامعة عنه نقلته العلم، مع الدينية املذاهب تساهل يف له كالمنفوس يف أن أعرف ولكنني العقائد، يف العام التسامح هذا وجه يف وحده اإلسالمي الديناآلستانة رجال من بضعة ويف القديمة اإلسالمي الدين بآداب املتمسكني الرجال بعضأخىش أنني إال املسامحة، إىل ميال وعقل واسع، فكر عىل تدل جيدة، جراثيم الفرس وبالداإلسالمي. الدين قيضعىل اختنقت فإذا الفقهاء، بعض بتعصب الجراثيم هذه تختنق أن

أمران: اآلن الثابت من أنه ذلكوسيلة تكون أن تصلح ألنها باملرة األديان إماتة يريد ال الحديث التمدن أن األول:

إليه.تسالم أن األديان هذه فعىل سبيله. يف عثرة األديان تكون أن يطيق ال أنه والثاني:

الزب». رضبة موتها كان وإال وتلني،

108

Page 109: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

العرشين القرن أوائل يف اإلسالم

قليل. لفظي بترصف رينان كالم هذابأنه اإلسالم، عىل يحكموا أن للطاعنني سمح الذي العام، الجمود هذا يكون أين فمنأعمالهم؟ يف نجاحا أو سعيهم، يف فالحا ينالوا أن دون بهم يسقط املسلمني طريق يف عثرةاضطهاد، هذا بأن تسلم لم فإن الدين؟ طبيعة من يكن لم إن الجمود هذا يكون أين مناشمئزاز أو للعلم عداوة بأنه تسلم أن فعليك اإلسالمي، الدين لوازم من االضطهاد وأنأن يف املسلمني بني عم إذا كاف األمور هذه واحد لشأنه. احتقار أو له، استهجان أو منه.وغريه رينان به تنبأ ما فيهم يحقق وأن نفع. كل يحرمهم وأن مجد، كل عن بهم ينفر

هذا؟؟ يف قولك فما

الجواب

من سجن من حولنا نسمعه ما أما الصدق، من وملعة الحق، من يشء فيه كالم هذا أقولحركهم إنما العمائم حملة فإن بالدين، التمسك عليه الحامل فليس السلف، يقول قالمن والخوف السياسة، مقتضيات من فهو بالسجن األمر صدور وأما الغرية. ال الحسدثم ثالث، ويتبعه آخر، غافل فينتبه عداوة فتنترش التقليد، حبس من واحد فكر خروج(يعوذون الفكر حرية من يكون ما آخر إىل — الدين غري إىل الدين من العدوى ترسي ربما

منها). باهللمن معك فأنا العلم أو الدين أو الفكر تضطهد السياسة إن تقول أن شئت فإنكل ومن السياسية معنى ومن السياسة، لفظ ومن السياسة، من باهلل أعوذ الشاهدين.أرض كل ومن السياسة، من ببايل يخطر خيال كل ومن السياسة كلمة من يلفظ حرفومن السياسة، يف يعقل أو يجن أو يتعلم أو يتكلم شخص كل ومن السياسة، فيها تذكر

ومسوس. وسائس ويسوس ساسالدين. أهل من السلف بقول يقول كان الرجل أن سياسية العقوبة أن عىل بذلكأجمعني، وسلفنا ومالئكته ورسوله هللا أشهد فإني الدين، من السياسة هذه إن تقول الالجحيم أصل يف تخرج التي الشجرة كأنها الدين، عن األمور أبعد من السياسة هذه أنلهم إن ثم * البطون منها فمالئون منها آلكلون فإنهم * ياطني الش رءوس كأنه ﴿طلعها

الجحيم﴾. إلىل مرجعهم إن ثم * حميم ن م لشوبا عليها

109

Page 110: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

وأسبابه املسلمني جمود

رأيت وقد اإلسالم، إىل ينسب أن يصح ال مما فهو الجمود من ذلك بعد وصفت ما وأماإليه يرجع أصال يكون أن يصح ما فيها ليس بياضها ونصوع صفائها يف اإلسالم صورةعىل عرضت علة هي وإنما وغريه. (رينان) عاقبته بسوء تنبأ مما وال ذكرت مما يشءوكان أفئدتهم يف اإلسالم عقيدة ساكنت أخرى عقائد قلوبهم عىل دخل عندما املسلمنيهو كذلك، السياسة هو عقولهم، من اإلسالم لنور وإطفائها نفوسهم من تمكنها يف السببالسياسة. هو — الشياطني خطوات وإتباع الهوى عبادة القرآن يف امللعونة الشجرة تلكجنده، عنه تفوق سلطانا مثله وال أهله، فيه وخلط أصله، حفظ دينا كاإلسالم أر لمرشده، للناظرين وضح وإن قصده، الغافلني عىل وخفي ووعده، وعيده وكفر عهده، وخفرهم وال فأقاموه، فهموه هم ال اآلخرين، من خشارة5 منهم وأدال األولني، أهله الزمان أكلأهله نحن وقالوا بسببه نسبهم ووصلوا به، اتصلوا الناس من سواسية فرتكوه، رحموهوالطيش العلم. من الجهل يكون كما إال يشء منه ليسوا وهم وعصبته، وحماته وعشريته،

الحكم. صحة من الرأي وأفن الحلم، مناإلسالم كان أهله: إليه صار فيما سببا اإلسالم مزايا من مزية صارت كيف انظريف خليفة أخطأ ثم يونانيا، كان أن بعد عربيا، علما فصار العلم لحقه ثم عربيا، ديناالعربي الجيش أن ظن له. خريا يظنه كان ما إىل سبيال اإلسالم سعة من فأخذ السياسةوسلم عليه هللا صىل النبي ببيت ألصق كانوا العلويني ألن علوي، لخليفة عونا يكون قديستعبدها أنه ظن التي األمم من وغريهما والديلم الرتك من أجنبيا جيشا له يتخذ أن فأرادامللك، من مكانه طالب تعني وال عليه، الخارج تساعد فال بإحسانه، ويصطنعها بسلطانه،عجميا. وانقلب اإلسالم استعجم هنالك ذلك، له يبيح ما وسهولته اإلسالم أحكام سعة ويفمن أكثر ودينه بأمته صنع ما وبئس ولخلفه، لنفسه يصنع أن أراد عبايس خليفةتغلب حتى ضحاها أو عشية إال تكن فلم منه. الرؤساء عليه وأقام األجنبي الجند ذلكولم قبضتهم، يف الدولة وصارت دونهم، بالسلطان واستبدوا الخلفاء، عىل الجند رؤساءاإلسالم إىل جاءوا بل الدين، هذبه الذي والقلب اإلسالم راضه الذي العقل ذلك لهم يكن

الشعري خشارة من يشء. كل من فيه خري ال وما الرديء ومعنى: وزنا كالحثالة باملعجمتني الخشارة 5نفي. إذا منه سقط ما الطعام وحثالة منه، والشيص رديؤه هي الثمر وخشارة له، لب ال ما وهي

110

Page 111: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

العرشين القرن أوائل يف اإلسالم

إىل يشء منه ينفذ ولم أبدانهم، عىل اإلسالم لبسوا الظلم، ألوية يحملون الجهل، بخشونةلتمكني الجماعات مع ويصيل خلوته، يف يعبده معه إلهه يحمل كان منهم وكثريا وجدانهم،من ومنهم سلطته، توىل من ومنهم وغريهم، كالتتار آخرون اإلسالم عىل عدا ثم سلطته،

أمره. توىلسريهم؟ قبح لهم ويكشف منزلتهم الناس يعرف الذي العلم من أشد لهؤالء عدو أييد عنه وقبضوا بأهله، يحفلوا فلم العلم أما ميلتهم، اإلسالم وصديقه العلم عىل فمالوابرسابيله، يترسبلوا وأن العلماء سلك يف يندرجوا أن أعوانهم من كثريا وحملوا املعونة،بنفوسهم ويبعد العلم إليهم يبغض ما الدين يف للعامة يضعوا ثم قبيله، من ليعدواناقصا الدين زعموا الدين، وحماية التقوى باب من أغرار وهم عليهم ودخلوا طلبه، عن

ليقيموه. ينقض يكاد أو ليدعموه، متداعيا أو ليعللوه، مريضا أو ليكملوه،األمم من حولهم كان من عادات ويف الوثنية، فخفخة من عليه كانوا ما عىل نظروابأن العامة إقناع يف نجحوا لكنهم منه، براء هو ما لإلسالم ذلك من فاستعادوا النرصانية،فخلقوا الظالم، يد وهم الغاشم، عون والغوغاء أوامره، وتفخيم شعائره، تعظيم ذلك يفواملتشبهني والعلماء األولياء عبادة من لنا وسنوا االجتماعات، وتلك االحتفاالت، هذه لنابغري يقول أن له ليس املتأخر، أن وقرروا الضاللة يف الناس وأركس الجماعة، فرق ما بهمأعوانهم بثوا ثم العقول، وتجمد الفكر، يقف حتى عقيدة، ذلك وجعلوا املتقدم، يقول ماال بأنه العامة، يقنع ما واآلراء واألخبار القصص من ينرشون اإلسالمية املمالك أطراف يففيه فرض مما فهو والدولة الجماعة أمور من هو ما كل وأن العامة، الشئون يف لهم نظرمتعرضملا فهو غريهم من ذلك من يشء يف دخل ومن عداهم، من دون الحكام عىل النظروإنما الحكام، صنع من ليس األحوال، واختالل األعمال، فساد من يظهر ما وأن يعنيه، المال، وال حال إصالح يف حيلة ال وأنه الزمان، آخر أحوال من األخبار يف ورد ملا تحقيق هوووجدوا نفسه، خاصة عىل يقترص أن إال املسلم عىل وما هللا، إىل ذلك تفويض األسلم وأنشد ما والضعاف املوضوعات ويف ذلك، عىل يعينهم ما األحاديث لبعض األلفاظ ظواهر يف

األوهام. هذه بث يف أزرهممساعدتهم عىل الرش والة وتعاون املضلني، هؤالء من جيش املسلمني بني انترش وقدالعمل. عن لأليدي وغال للعزائم، مثبطا القدر عقيدة من واتخذوا األطراف، جميع يفالبصرية وضعف السذاجة، هو إنما الخرافات هذه قبول عىل النفوس يف األقوى والعاملالباطل، ظالم تحت الحق فاسترت أهلكت، اجتمعت إذا أمور — الهوى وموافقة الدين، يف

111

Page 112: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

مستقيم خط عىل ويباينها دينهم أصول يضارب ما العقائد من الناس نفوس يف ورسخيقال. كما

الدين عىل أدخل ما روجت التي هي — األثرة وأهل الظلمة سياسة — السياسة هذهيأس إىل به وأخلدت السماوات، آفاق به يخرتق كان أمال املسلم من وسلبت يعرفه، ال مماوإنما بإسالم، ليس فهو إسالما تسميه مما اآلن تراه ما فجعل العجماوات، به يجاورحرفت منها قليال األقوال ومن والحج، والصوم الصالة صورة اإلسالم أعمال من حفظالذي الجمود إىل والخرافات البدع من دينهم عىل عرض بما الناس ووصل معانيها، عنعىل اآلن يعاب ما فكل ودينه، هللا عىل يفرتون ومما منهم باهلل نعوذ دينا، وعدوه ذكرته﴿ال صادق شاهد والقرآن إسالما، سموه آخر يشء هو وإنما اإلسالم، من ليس املسلمنيكاذبون، بأنهم يشهد حميد﴾ حكيم ن م تنزيل خلفه من وال يديه بني من الباطل يأتيهالجمود، هذا مفاسد يف الكالم لك وسنويف معرضون، به جاء وعما الهون، عنه وأنهم

تزول. أن البد علة أنه ونثبت

ونتائجه الجمود هذا مفاسد

بالدفاع شهواتهم وولع عليه، املحافظة يف العاملني عمل الستمرار الجمود هذا أمد طالفيها. القول إجمال يحسن وإنما بيانها، يطول مفاسد عنه حدثت وقد عنه،

به ويصعد األرض، يف به ويسيح العلم، سعة يف بالعقل ينطلق الذي هو الدين كانخليقته، يف أرساره من رسا به يكشف أو هللا، آثار من أثر عىل به ليقف السماء، أطباق إىلمن تقتطف للعقول مسارح الفنون جميع فكانت رشيعته، أحكام من حكما يستنبط أووقف اليقني، طالب وقعد الدين، وقف فلما تريد. ما بها التمتع من وتبلغ تشاء، ما ثمارها

التدريج. سري سار ولكنه واحدة دفعة ذلك يكن ولم ريحه، وسكنت العلم

اللغة عىل الجمود جناية

يعنون كانوا القوم فإن وآدابها وأساليبها العربية اللغة عىل كانت الجمود لهذا جناية أولوما أساليبها، دقائق معرفة إىل كتابهم فهم يف حاجتهم أريد — إليها دينهم لحاجة بهابملكاتهم، عربا يكونوا حتى ذلك يبلغوا لن أنهم يجدون وكانوا تراكيبها، هيئة إليه تشريقرص املتقدم، قال بما األخذ إال للمتأخر يبق لم فلما بسالئقهم. عربا كانوا من يساوون

112

Page 113: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

العرشين القرن أوائل يف اإلسالم

يرجعوا أن بدون هللامنه حكم بأخذ واكتفوا قبلهم، من كالم فهم عىل تحصيلهم املحصلونيف له عرض كان بأن لخصمه، دال بل له دال غري فرأوه الدليل يف نظروا ولو دليله، إىلأبصارهم وأعموا نظرهم لخطئوا عصمتهم، الدين يقرر لم الذين للبرش يعرض ما فهمهعىل عقلهم وأرغموا متقدمنا، إليه ذهب ما غري إىل عقولنا تذهب أن باهلل نعوذ وقالوا:نفسها، العربية اللغة إىل ذلك بعد له حاجة فأية الناحية. تلك من الشلل فيصيبه الوقفةكان الذين العرب أولئك من ليس وهو املتقدم، كالم أسلوب به يفهم ما منها يكفيه وقد

كالمهم. يف األولون ينظربسلفه مبال غري هو يليه من كالم يف النظر عىل فهمه يقرص متأخر كل وهكذايعطيه، وما اللفظ إال ينظر ال فهو الزمان، أحوال من بالقول يحف كان بما وال بل األول،ما إىل الناس حال وصل حتى أهلها عن بعده بمقدار اللغة تحصيل يف منزلته فتسقطالبالغة، وفنون النحو يف املؤلفني بعض عبارة لهم اللغة دروس جعلوا اليوم: عليه نراهمبل صناعتهم، وبادت األولني علوم فدرست وراءها ما فهم يف غاية إىل منها يصلوا لم وإنرحمه ملالك املدونة كتاب عن الباحث وأصبح عنهم، ريضهللا األولني السلف كتب فقدتالحنفية فقه يف األمهات كتب بعض أو تعاىل هللا رحمه للشافعي األم كتاب أو تعاىل هللاقطر يف اآلخر وجزءه قطر يف الكتاب من جزءا تجد الزنديق، بيت يف املصحف كطالببينك حائال النساخ مسخ من عليها عرض ما وجدت الكتاب أجزاء لك اجتمعت فإذا آخر،

منها. االستعادة وبنييف أغلقت قد هللا فضل أبواب أن وتوهم باهلل الظن وسوء الجمود أثر من كله هذاربما املبلغ أن من األخبار يف ورد بما االعتبار وعدم املتقدمني بذلك لريفع املتأخرين، وجوهااللتفات وقلة آخره أو خري أوله يدرى ال كاملطر األمة هذه وأن السامع من أوعى كانالقارئ أن ريب ال باهلل. إال قوة وال حول وال أنفسهم، املتقدمني آثار أضاع قد ذلك أن إىلدينه لغة بلغته تكلم إذا أنه ذلك من يكفيه اللغة، عىل الجناية هذه رضر بمقدار يحيطيصل أن عن القائل عجز من أعظم رض وأي يقول، ما يفهم من يجد ال وقومه وكتابه

العقول؟ إىل بمعناه

113

Page 114: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

واالجتماع النظام عىل الجمود جناية

سبقها من فيه وقع فيما وإيقاعها األمة نظام وتمزيق التفريق الجناية هذه من وأعظمإىل يرجع الفتوى يف السلف اختالف كان الدين. يف والشيع املذاهب وتفريق االختالف منصح وما هللا كتاب وهو فيه، يختلفون ال واحد أصل إىل يرجع وكل األفراد، أفهام اختالفما صحة بعضهم عرف ولو عصبية، تقاوم عصبية وال شيعة، وال مذهب فال السنة، منيولد فقالوا الجمود أنصار جاء ثم جميعهم، به رصح كما موافقته إىل ألرسع اآلخر يقولإمام مذهب إىل أبيه مذهب من ينقل أن له يجوز فال إمام مذهب من رجل بيت يف مولودله أصل ال باللسان، قول لكنه ملتمس» هللا رسول من «وكلهم قالوا: سألتهم وإذا آخر،تبيني يف وقواها آالتها رصفت لو مذهب كل أئمة بني جدال حروب كانت ثم الجنان، يفنحن ما غري شأن يف اليوم لكنا العامة، بني الصحيحة وعقائده آدابه ونرش الدين أصولأصل به يسمح ال ما بعض يف بعضهم مطاعن من املتخلفني كتب عىل املطلع يجد فيه،بالبعد بعضا بعضهم ويرمي بعضا، بعضهم يضلل إليه. ينتسبون الذي الدين أصول منإىل يؤدي قد الجمود، ولكنه الطاعن. من الدين عن بأبعد فيه املطعون وما الدين، عن

الجحود.النظر يف أشخاص تخالف الفتيا يف االختالف نحو عىل العقائد يف االختالف كانواحد مسجدهم رأيه، يف له بمخالفته يبايل وال اآلخر عن يأخذ فريق كل وكان والرأي،املتخلفون أخذ — السياسة دور — الجمود دور جاء فلما واحد وخطيبهم واحد وإمامهميدعو ما خالف عىل ذلك كل شيع وتألفت فرق وامتازت تتقطع الصالت وأخذت التنطع يفهو وإنما استطاعوا فما حقيقيا تمييزا الفرق تمييز يف وسعهم قوم بذل وقد الدين، إليهالسياسات، ورضوب الشهوات هي وإنما لفظي. املسائل أكثر يف وخلف وهمي، تمييزيظن التي الفرقة هذه إىل األمر آل حتى الشيع تلك إىل املنتسبني بني الحرب نريان أشعلت

لها. دواء ال أنها فيها الناظراملذاهب أهل من مرص يف القضاة يعني أن ينبغي إنه سنني: عدة من قائل6 قالأن فيها الناظر عىل يسهل مما كتبها وعبارات متقاربة املذاهب هذه أصول ألن األربعةمالك مذهب من أقوال ببعض األحكام يف يؤخذ بأن قاضية الرضورة إن وقال يفهمها

الرشعية. املحاكم إلصالح وضعه الذي تقريره يف رسمي اقرتاح فيه وله الكاتب اإلمام هو القائل 6

114

Page 115: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

العرشين القرن أوائل يف اإلسالم

املتورعني، من كثري فقام والفساد، للرضر ودفعا الناس عىل تيسريا الشافعي مذهب أويطلب لم أنه مع الدين، من ليس شيئا يطلب الطالب كأن الدين، حظ ويندبون يحوقلونقبل ما إىل العالم أقطار يف العمل عليه كان وبما الدين، يوافق بما إال يأت ولم الدين، إالعىل املتأخر جمود هو لكن ملتمس»؟ هللا رسول من «وكلهم هؤالء قول فأين سنني، عدةتحل السياسة هي أو وراءه. ما إىل التطلع دون عليه وقرصنظره مبارشة سبقه من رأيإليها منقادون والناس يشاء، ما وتعطل تشاء، ما وتصحح تشاء، ما وتحرم تشاء ما

األهواء. أو القوة بأزمة

وأهلها الرشيعة عىل الجمود جناية

الرشيعة كانت إهمالها: عىل الناس حمل عرس إىل جر الرشيعة أحكام يف الجمود هذاأهلها، عن تضيق اليوم وهي بأرسه، العالم تسع سمحة إسالما اإلسالم كان أيام اإلسالميةإليها، يرتقي ال فيما حقوقهم حماية يلتمسوا وأن غريها يتناولوا أن إىل يضطروا حتى

سواها. إىل يتخاصمون حملتها من األتقياء وأصبحعملها، إىل الوصول عن عجزا بجهلها رضوا حتى الناس عىل الرشيعة تناول صعبوهل يعرفها. ال من إىل نسب إذا شيئا يعد ال قليال إال الناس من بها العارف ترى فالبل رشيعتهم مخالفة يف العامة أغلب فوقع بأحكامها؟ يعمل أن برشيعة جاهل من يتصورنصوصها. بمقتىض أعمالهم يطبقوا أن يستطيعون ال ألنهم أنفسهم من احرتامها سقط

االختالف. وكثرة العبارات لصعوبة فهمها عن الطاقة ضيق لهم مانع وأولالنقود وترصف وتشرتي تبيع هل املذاهب: بعض يف املدرسني أحد يوما سألتاملعاملة عند بباله تخطر قلما األحكام تلك أن فأجاب مذهبك كتب يف تجد ما مقتىض عىلللرشيعة تكون أن أرادوا ولو بأهله، الجمود فعل هكذا الناس. يفعل ما يفعل وإنما بالفعل

أحياء. بها يكونوا أن الناس وعىل عليهم ولسهل لفعلوا، الناس بها يحيا حياةسألت لو الرشيعة حدود عن واالنحراف األخالق فساد من الناس إليه وصل ما تعلموالدين بالرشيعة العارف فقد إما أمرين: أحد لوجدته املدن وصغار القرى يف سببه عنالحالل معرفة بعضيف إىل أهلها بعض يرجع جهالء جاهلية يف املدينة أو القرية وسقوطتفهيم عن العارف عجز وإما جاهلون، وكلهم السائل من بأعلم املسئول وليس والحراميقرأ سئل إذا فهو العامة، تفهمها بطريقة التعبري حسن عن لسانه العتقال يسأله، منالذي للحرج وذلك إفهامها. املتكلم وعىل فهمها السامع عىل يصعب عبارة يرسد أو كتابا

115

Page 116: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

للعارف: قلت فإذا يعلم. فيما وال يسمع فيما الترصف يستطيع فال نفسه، فيه وضعتنفع حتى الناس من املختلفة الطبقات مخاطبة عىل يقدرك ما التعبري وسائل من تعلمهذه عىل انطباقا صلة ال فتجد إمامك قول من الغرض تفهم أن إىل بنفسك واعل بعلمك،قال: … أتباعه من بعده جاء من قول أو قوله يف بنفسها ذكرها يأت لم وإن مثال الحادثةالذي شيخه به أتى ما إال شيئا يأتي أال يريد املشايخ؟ من أحد ذلك فعل هل هللا، سبحانخالفوا حتى فيه وبالغوا فعلوه قد املشايخ قدماء لوجد بنظره أبعد ولو بيد، يدا عنه أخذزنديقا، يعدك أن رأيه من يبعد لم ذلك يف حاججته إذا ثم رأيه بعض يف عنه أخذوا منوأنه دينه، نصوص يخالف بذلك أنه املسكني يدري وال دينه، من الخروج إىل تدعوه وأنك

تعاىل. باهلل نعوذ منه، للخروج يتهيأبفضائل وتذكريهم بالنصيحة الطلبة أخذ يف املدرسني أحد وبني بيني كالم كانوالتوحيد، الحديث ودروس الفقهية الدروس إلقاء عند خصوصا األعمال، وصالح األخالقعليك حق ذلك له: فقلت طائل. غري يف تعب وهو قطعا، ذلك يف فائدة ال إنه يل: فقالاملنهي. ينتهي أن وال املأمور يأتمر أن عليك وليس املنكر، عن وتنهى باملعروف تأمر أن

لغوا. والنهر األمر كان املنفعة استحالة تحققت إذا فقال:كما غايته النفوس من الفساد لبلوغ بنصحه االنتفاع استحالة اعتقد كيف فانظريعمل وهو ذلك إىل يدعوه الدين أن مع الفساد، هذا اقتالع إىل الوسيلة يف ينظر ولم يزعم؟يتخذ ألن أهال نفسه ير لم ألنه كله هذا إصالحه، إىل سبيل ال من لتعليم عمله يوم كلعند يتذكر ولم يديه بني هو تعلم من إليها يرشده لم أو عنه، أخذ من يتخذها لم وسيلةأو الكافرين القوم من يكون إنما هللا روح من اليأس وأن اإللهية، األوامر من شيئا ذلك

الضالني.أو منه، املطلوب ينتج ال عقيم التعليم رضوب من الرضب هذا إن له: قلت إذا بل اليظن كان منه. أفضل وغريه بقارئيه يرض قد قراءاته الطالب تعود الذي الكتاب هذا أنيقيم وقد بالدين، اإلخالل من نوعا تعوده عما العدول ورأي للدين، مخالف هذا قولك أن

هللا. سبيل يف مجاهدا فيها نفسه يعتقد حربا عليكالطالب، عىل للحقائق وإمالء للمسائل تقريرا كانت السلف دروس إن له: قلت إذااألقالم إال الطلبة بأيدي يكن ولم تالميذه، ويقرئه بيده يأخذه كتاب منهم ألحد يكن ولمتقول ما بصحة لك يعرتف قد أساتذتهم. أفواه من يسمعونه ما يكتبون والقراطيسعاقل ببال يخطر فهل يعملون، هكذا الناس وجد أنه عىل اعتمادا عمله، يف يستمر ولكنه

116

Page 117: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

العرشين القرن أوائل يف اإلسالم

وأهل الدين عىل عقباه سوء يف إدراك أدنى له من يرتاب وهل الدين؟ من الجمود هذاالدين؟

العقيدة عىل الجمود جناية

الكتاب يف جاء ما نسوا العقيدة: يف الجمود منه رضرا وأشد العمل، يف جمودهم ذلكهو العقل وأن بالظن، فيه األخذ يجوز وال اليقني، يعتمد اإليمان أن من السنة وأيدتهفيما ينبوع النقل وأن بالرسالة، والتصديق وقدرته وعلمه باهلل اإليمان يف اليقني ينبوعلم إن العقل وأن وهيآتها، العبادات وفرض اآلخرة كأحوال الغيب علم من ذلك7 بعدهللا، بوجود االعتقاد يف محالة ال مستقل فهو النقل من فيه البد ما إدراك يف وحده يستقلمذهب من البد وقالوا: كله، ذلك نسوا — باملنقول عنه فتأتينا الرسل يرسل أن يجوز وبأنهمذهب باتباع اإللزام يكفهم ولم قلنا كما شيعا وتمزقوا فرقا وافرتقوا العقيدة، يف خاصللوصول خاصة بدالئل األخذ من البد أنه إىل بعضهم ذهب بل املعتقد، نفس يف خاصالنقل جعلوا لذلك وكأنهم املدلول، يف كالتقليد الدليل يف التقليد فيكون املعتقد ذلك إىلفتقررت املعروف، غري عن ولو النقل بل املعصوم، عن النقل ليته ويا اعتقاد لكل عماداكانت وملا ذلك، يقول فالن للمصنف كذا كتاب ألن صحيحة، كذا عقيدة إن قاعدة: لديهمصافية قارة عقيدة لنفسه منهم الواحد يجد أن الصعب من صار أقوالها تختلف قد الكتبكل يعتقدون فرتاهم أمييهم إىل املقلدين قراء من ذلك رسى وقد متزعزعة. وال كدرة غريوتتناقض العلم، أهل من األمر حق يف يكن لم وإن االسم، معروف عن وينقل يقال ما

مسموعاتهم. تناقض حسب عىل عقائدهمهللا ريض السلف لنا اختطه عما الخروج إىل النقل عىل االعتماد يف التساهل انجرعىل يكونوا حتى قوله، ويمتحنون عنه، ينقلون من صفات عن ينقبون كانوا فقد عنهم،صري املتقدم من إليه يصل ما عىل املتأخر جمود ولكن الثقة. موضع أنه من اليقني شبهبحث بدون عنه لألخذ أهل أنه وظن عرفه عمن يأخذ شخص كل فتجد فوىض، النقل

أرسلهم، هللا بأن التصديق عىل العقل لنظر وفقا — بالفعل متوقف الرسل به جاء بما األخذ أن يعني 7عىل الحجة إقامة وإىل الكفار من الدين إىل يدعى من إىل بالنسبة قطعي وهذا بعده، إال يكون ال فهومن العقلية وأدلتها وصفاته باهلل العلم يأخذ فهو ذلك يف عنده ترتيب فال اإلسالم يف الناشئ وأما املنكر،

مبارشة. القرآن

117

Page 118: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

األصوات ترتفع ما األحاديث وموضوعات األقوال من الناس بني شاع حتى تنقيب، والاالعتقاد سوء فمنشؤه املتجددة البدع من تراه ما وكل حني. إىل حني من منه بالشكايةتحقيق وال دليله يف بحث بدون األول قال ما حد عند والجمود التقليد، رداءة من نشأ الذيوالسنة املبني الكتاب إليه يدعو ما خالف عىل العقائد يف العقل وإهمال حاله، معرفة يفمن اقتالعها يف الدين عىل الغرية صاحب يحتاج عقائد لذلك الناس عىل دخلت الطاهرة.من بعض أقوال أعدائه وسالحه الكتاب وسالحه شديد، وجهاد طويل، عناء إىل أنفسهمغدا أقلهم وما اليوم أعداءه ينرص من عدد أكثر وما — يعرف ال ومن يعرف ممن تقدم

هللا. شاء إناملساجد يف الجارية األعمال من عمل حكم عن األزهر الجامع شيخ األستاذ سائل سألينطبق بما فأفتى — منزلته بالدين العلم أهل يف الرياسة من الشيخ ومنزلة — الجمعة يومعنها. التنزه يجب البدع من بدعة العمل إن وقال: بالدين العارفون يعرفه وما السنة عىلتسآل، وكثرة وقال، قيل حدث كال. الفتيا؟ بمقتىض العمل أمكنه املستفتي أن أتظنقبلنا. من كذلك األمر وجدنا وقد الحقيقة، نارص الزمان إن قيل: ثم السياسة ودخلت

املجيب؟ يصنع وماذا السائل وسكتاعوج ما تقويم فيهم يرجى ومن العامة بني فصل فقد الجمود ذلك شؤم من هذا نعمالدهماء أذهان يف غرسوا وقد باألدب وال بالدين لهم علم ال منها أناس إىل ووكلت منهاحكم يبني أن وأراد بالدين العالم قام فلو الثمر أخبث إال منه األمم تجني وال الغرس، رشقاطبة السلف عند عليه املجمع وسلم عليه هللا صىل نبيه وسنة كتابه يف به املرصح هللامن ويريد األولني) آبائنا يف بهذا سمعنا (ما وجهه يف يصيح العامة من ناعر له انتصبإرشاد صار حتى مضليه بلسان أسماؤهم له ذكرت أو والدته بعد رآهم من األولني آبائه

طالبه. عىل وأشقها األمور أصعب من اليوم العامةالدين يف املنكرات أقبح العبادة وسائل يف يرتكب الرجل أصبح أقول؟ أن يمكن ماذاومن املوسوسون يصنع ماذا انظر واستكرب. وأبى وزمجر نفر املنكر ترك إىل دعي وإذايظنون وهم واألطفال النساء وفيهم املارة من مرأى عىل البول من االسترباء يف منهم يقرب

يفعلون. بما هللا إىل يتقربون أنهمإرشادهم الدين حفاظ عىل ويصعب دينا، بدين ليس ما يرون العامة شأن هو هذا

تعقل. بدون ملقنيهم من ورثوا ما عىل جمودهم بفضل

118

Page 119: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

العرشين القرن أوائل يف اإلسالم

عىل منهم كل ألقصل شاءوا ولو منذريه. أيدي من تملص قد تراه األمة معظم فهذاالنبي عليه كان ما إىل يرجعوا أن إال هو وما الرشيعة، حملة عىل أيرسيشء وهو صاحبه،وحياته. حفظه عىل العمل ثم وسماحته، الدين سعة من وأصحابه وسلم عليه هللا صىلإما الجديدة الطرق عىل املتعلمني فريق وهو آخر فريقا لنا أحدث قد الجمود إن ثمال عنها. خارجا أو بالدهم داخل األجنبية املدارس يف وإما اإلسالمية الحكومة مدارس يفال فإني الهند، أو بخارى أو سمرقند أو القاقاز أو القرم بالد يف الفريق هذا عن أتكلمما لقومهم منهم يكون أن وأرجو خريا فيه رأيت منهم رأيته ومن أحوالهم من كثريا أعرفاألوربية البالد يف تعلموا هؤالء من قليلني أفرادا رأيت فقد به، العارفني من اإلسالم ينتظرهكثري من وروحه اإلسالمي الدين بلب تمسكا أشد وهم دقيقا، درسا فيها العلوم ودرسواالتي العادات من صحيحة عادة برتك ألنفسهم يسمحون وال والتقوى الورع يدعون ممن

منهم. هللا أكثر هؤالء، املتعلمون فنعم قومهم، دينهم أورثهاالدولة بالد وسائر وسورية مرص يف املتعلمني من الفريق هذا عن أتكلم وإنماليأخذوا أوالدهم يرسلوا أن للمسلمني أباحتا للعلم حمله وسعة اإلسالم سماحة العثمانية.أساتذة أو املسلم، وغري املسلم فيهم أساتذة عن الرسمية وغري الرسمية املدارس يف العلملغري وأباحتا اإلسالمي الدين غري دين لرتويج إال تبن لم مدارس يف بل مسلمني، غري كلهمالهدم من ساملة العقيدة مادامت عملهم، عليهم ينكروا وأال يسكتوا أن التالميذ هؤالء آباء

الضعضعة. أو

األجنبية املدارس تالميذ جمود

ربما بل فيها، اإلسالمي الدين لتعليم أثر ال أجنبية مدارس يف كانوا إن التالميذ هؤالءباملرة عقائدهم تذهب وقد الضعف، من يشء عقائدهم إىل يرسي فقد آخر دين فيها يعلمعلم عىل آباؤهم كان ولو مرارا. ذلك شوهد كما تناقضها، أخرى عقائد مكانها وتحلالتزلزل من وحفظوها أبنائهم عقائد من لدعموا دينهم لعقائد اإلقناعية االستدالل بطرقال قديمة طرق عىل الجمود مع العلم هذا من يشء اآلباء ألولئك يكون وكيف الزوال، أومرشدون هناك كان لو بل املساكني، أولئك عن فضال لتعليمها، ينقطع من فهمها إىل يصلكل صري الجمود ولكن بهديهم يهتدوا أن التالميذ لهؤالء لتيرس فهمها يسهل طريقة عىل

مستطاع. غري أمر وكل صعبا يشءأجنبية، مدارس يف يتعلمون الذين املسلمني أبناء عىل الجمود جنايات من جناية فهذهمن آخر رادعا بالدين يستبدلون ليتهم ويا يشعرون. ال حيث من دينهم من يخرجهم

119

Page 120: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

كما أو األمم، هذه طبائع يعلمون ال الذين املغرورين بعض يرجوا كما والحكمة األدبأو زاجر كل من خالية خواء أفئدتهم ترك ولكنه بها، الخري يريدون ال من بعض يروجهشهوتهم. وإمامهم هواهم إلههم فاتخذوا رش، إىل دافعا أو خري عن زاجرا إال اللهم دافع،كل الجرائد أعمالهم رشور من تصيح الذين األغنياء ورثة هؤالء ومن وأهلكوا، فهلكواهذا ملثل صدره يرحب لم اإلسالم وليت ريبة، بدون هؤالء يتعلم مما خري فالجهل يوم،

والتعلم. التعليم من الرضب

واألهلية الرسمية املدارس تالميذ جمود

فهؤالء البقية من يشء فيها الديني للتعليم رسمية غري أو رسمية مدارس يف املتعلمون أماالسماوي الكون يف حقائق لهم وتقرر املختلفة، الفنون يف املعارف من يشء عىل ينشئونوقد فيه، بالخوض لسانه انطلق شيئا عرف ومن اإلنساني، االجتماع يف أو األريض أوشيئا سمع فلو سمعها، ألفاظ عىل جاهد وهو الدين أهل لباس يلبس ممن متنطع يسمعهباملروق ويرميه ويوبخه، املتعلم يلوم فيأخذ الصحيحة للعقيدة مخالفا وظنه أنكره غريهاخصمه يقوله ما أن يعتقد بالدين ولجهله دليله، قوة يف يشك ال واملتعلم هذا الدين، منما فيها تجد الدين كتب إىل ارجع قائل: له قال ولو الجهل، من نفرته دينه من فينفر منه،عليه يسهل ولم يرجع، كتاب أي إىل يدري ال حار وخصمك، نفسك عىل وينرصك يرسكورثوها، كما وأبقوها وتعقيد تشعيب من فيها ما عىل القوم ورثها التي العبارات تلك فهم

فهمه. يمكنه ال مما الفهم طالب نفور الدين من النفور إىل فيعود«نعوذ خرافة بعضهم يعده قد بل مفهوم، غري يشء الدين أن هؤالء أكثر يعتقد لهذاغريه، آدابا لهم ويلتمسون وآدابه، وفضائله عقائده ويرتكون جانبا، عنه فيأخذون باهلل»العامة تطلبه ما إال يطلب فال هممهم، وقرصت قلوبهم فرتت وقد فرتاهم يجدونها، وقلماالوطنية يدعي من بينهم وجد فإذا محفوظا» الرشف «مادام جاه علو أو معيشة كسب منإىل وال ثابت، أصل إىل فيها يرجع ال نثرا األلفاظ ينثر فإنما ذلك، نحو أو امللية الغرية أوال أو — يشعر وهو املفسدة. إىل يؤدي الذي الوجه من لبالده يطلب ولهذا صحيح. علمحكم ملعرفة نفسه تتحرك وال الدين باسم يصيح من ومنهم حاله. حسب عىل — يشعرولوال يصنعون، ما ولبئس كالم، يف كالم فشأنهم عقائده، من عقيدة درس أو أحكامه منإليه وتطمنئ قلوبهم، به تبتهج ما حملته أقوال ويف دينهم كتب يف لوجدوا الجمود هذاولوجدت وقومهم أنفسهم نفع من وتمكنوا بالدين. مأدوما العلم طعم ولذاقوا نفوسهم،

االجتماعية. وأعمالها أفكارها وسياسة األمة سري يف إليها يرجع معروفة. طبقة منهم

120

Page 121: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

تزول علة اجلمود

يف أوجزناه بما فنكتفي طويل كتاب إىل يحتاج وسيئاته الجمود هذا مرضات تفصيلتعاىل. هللا شاء إن زواله يمكن عارض أنه يف الكالم يبقى ولن السابقة. الصفات

عن تسمو أنها سبق فيما عليك عرضها بعد اإلسالمي الدين طبيعة من عرفت وقدآية من الكتاب يف وكم — الوجود عىل مرضالجمود — املرضالخبيث هذا إليها ينسب أنحاجة وال عليه، كانوا فيما العقل استعمال بدون أمرهم عظم مهما اآلباء اتباع من تنفر

ذلك. إعادة إىلعىل ال املسلمني عىل الجمود هذا جلبت التي األسباب بعض إىل أيضا أرشنا إننا ثمواستغالل الستعبادهم أو شأنهم لخفض طالب للمسلمني عدو إما محدثها وأن اإلسالم،أشد كان الثاني وهذا رشا. ويعمل خريا يظن جاهل محب وإما نفسه لخاصة أيديهمالفياض؟ وكرمه سعته إىل اإلسالم ويرجع العلة هذه تزول وهل الغواية، عىل وأعون نكاية

فيه؟؟ ذخر ما خري إىل بأهله وينهضالذكر هو الذكر ذلك لحافظون﴾ له ا وإن الذكر نزلنا نحن ﴿إنا املبني الكتاب يف جاءقال كما هو خبري﴾ حكيم لدن من لت فص ثم آياته ﴿أحكمت الذي القرآن هو — الحكيمأنجز وقد الكتاب هذا بحفظ هللا وعد يعلمون﴾ لقوم عربيا قرآنا آياته لت فص ﴿كتابعمل يرضه وال نزل، كما فبقي جاهل، محب يد وال مقاتل، عدو يد إليه تطل لم وعده،املصاحف دفات بني يزال ال فهو به، يلتصق ال مما فذلك وتأويله، تفسريه يف الفريقنيوإليه الدين، ومستودع املتقني إمام وهو واالضطراب، االختالف من بريئا نقيا طاهرايزال وال الضالالت، يف التخبط من النفوس وسئمت الخطب، وعظم األمر، اشتد إذا املرجعأنصاره. بأيدي كلها تتمزق أن والبد دونه أقاموها التي الحجب تلك من نفوذ نوره ألشعة

تعاىل. هللا شاء إن أوليائه. ألعني ضياؤه فيتبلج

Page 122: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

بسالمة هللا اختصهم ألفراد الظلم حنادس يف المعه يلوح يزال وال كان الضياء هذاالذين ولكن مسعاهم، نجاح من عرفوا بما رساهم، ويحمدون إليه به فيهتدون البصريةبصائرهم وطمست للشيع، التحزب من كسبوا ما قلوبهم عىل وران البدع ظلم عليهم أطبقيف هؤالء الدليل، يف النظر عن عطلوها وبما األباطيل، من حشوها بما عقولهم وفسدتصم، عمي بأنهم يصيحون وقر، آذانهم ويف يفقهوه أن أكنة يف وقلوبهم نوره، عن عمىما ولبئس به اإليمان كمال من ذلك ويعدون نداء، له يسمعون وال سناء، له يرون فال

يعلمون. وهم الحلم وطيش السفه من ألنفسهم رضوااإلسالم عىل العار ويجلبون مسلمون. بأنهم يوصفون ممن األعظم الجمهور حال هذاوما لوائه، تحت االجتماع بزعمهم حربه، يف أعدائه حجج ويقوون عنوانه، تحت بدخولهم

قدمنا. كما يشء يف منه هموذراعا بشرب شربا سننهم اتبعوا فقد قبلهم، األمم أصاب ما يصيبهم أن البد هؤالءقوم سنن اتبع ومن دخلوه1 الذي الضب جحر يف بدخولهم أنفسهم عىل وضيقوا بذراع،فقد عذابهم. يف هللا قىض مما يخلص فلن فيهم، هللا سنن أحكام تحت الوقوع استحقعن وحادوا سننه، عنه انحرفوا عندما بهم أنزل ما لهم وبني األولني، سري عليهم قصوأورث املسكنة، عليهم ورضب الذل، بهم أحل — ظهريا وراءهم كتابه ونبذوا رشعه،يصنع أن أثرهم، عىل والسائرون سننهم، املتبعون ينتظر فهل وديارهم، أرضهم غريهم

تبديال؟ لسنته تجد ولن سنته تلك بأن قىض وقد بسابقيهم؟ صنع الذي غري بهم هللابديارهم تحل القوارع تزال وال اإلسالم إىل املنتسبني بهؤالء تنزل الشدائد تزال القذى ويغسلوا النحاة، طلب إىل ويفزعوا سكرتهم) من يفيقون بدءوا (وقد يفيقوا حتىلهم يعد انتظارهم، يف الكريم الكتاب هذا يجدون ذلك وعند بصائرهم، عن املحدثاتفيغرتفون العلم، منابع إىل بهم ويسري القدس، بروح سبيله يف ويؤيدهم الخالص، وسائلبيد بعضهم فيأخذ قوة، من فيها كمن ما ويشهدون أنفسهم فيعرفون يشاءون، ما منها

مخذولني. وال ناكلني غري املجد إىل ويسريون بعض،وينقيها سيهذبها لكنه أبدا، املدنية سبيل يف عثرة يقف لن اإلسالم إن أقول: ولهذاالجمود وهذا أهله. وعرفها عرفته متى أنصاره أقوى من املدنية وستكون أوضارها، من

ضب جحر دخلوا لو حتى بذراع وذراعا بشرب شربا قبلكم من سنن (لتتبعن حديث إىل إشارة الكالم يف 1

وغريهما. الشيخان رواه لدخلتموه)

122

Page 123: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

تزول علة الجمود

هللا ولطف حاله، بسوء عليه شاهدا الكتاب بقاء زواله، عىل لك دليل وأقوى سيزول،وسوط تساعدهم، والحوادث ويؤيدونه، إليه ويدعون ينرصونه، للكتاب أناس بتقييض

ينرصهم. بالجامدين النازل هللا عذابإىل نوره يعود أن البد وغربا رشقا سار حيثما العلم يتبعه الذي املجيد الكتاب هذاويأوي املسلمني قلوب يف األول موطنه إىل ويرجع الضالالت، هذه حجب ويمزق الظهور،

عليه. إال يعتمد وال إليه، إال يأنس ال الذي خليله وهو يتبعه العلم — إليهاقد الزمان إن القرآن أعداء بعض يقول كما — الخامدون الجامدون أولئك يقولوما الفساد، من الناس فيه وقع ما وإن تقوم، أن أوشكت الساعة وإن آخره، عىل أقبلهو إنما الخلل، من فيه نراه وما العلل، من عليه عرض وما الكساد، من الدين به منيالعدم إىل إال حركة فال للعمل، ثمرة وال السعي، يف فائدة فال والهرم، الشيخوخة أعراض(نعوذ العدم سوى ألعمالنا غاية من ننتظر أن وال العدم، إىل إال برصنا يمتد أن يصح وال

باهلل).الزمان من عرفوا ماذا يعرفون. ال بما يهرفون اليأس، وأعوان الجهل، حفدة هؤالء(أي اإلسالم مبدأ وبني بيننا ميض الذي إن نهايته؟ عند ينقطع كاد أنه يعرفوا حتىفقط يوم بعض أو يوم وبعض يوم هي وإنما عاما، وعرشون وثالثمائة ألف الهجرة)الخليقة مىضعىل ما أن عىل تدل كانت وإن — الكون يف هللا آيات وإن تعاىل. هللا أيام منكل تقديره عن يقرص العظيم النظام لهذا بقي ما بأن تشهد — الدهارير بالدهور يقدر

حديثا﴾. يفقهون يكادون ال القوم لهؤالء ﴿فما تقديريعيش رجل كل رجال وعرشين ستة عمر عن يزيد ال اإلسالم مبدأ وبني بيننا ما إنزمنا إن اإلسالم؟ كدين عام دين إىل بالنسبة طويال دهرا ذلك مثل يعد فهل سنة خمسنيعىل القيامة تقم ولم بهديه. كافة الناس الهتداء — يكف لم أنه تبني وقد — يكفي ال كهذا

وطمعهم؟ رشههم عىل تقم ولم الدينوالظهور التمام سبيل يف فسار كله، الدين عىل يظهره وبأن نوره يتم بأن هللا وعد قدونرى، يرون ما إىل به وساروا سبيله، عن أهله به انحرف ثم أعواما، الباطلة العقائد عىلتقديم عىل معا ويتعاونا العلم، بيد الدين ويأخذ الوعد، ذلك يتم حتى العالم ينقيض ولنهللا أتاه فيما فيترصف سلطته حدود ويعرف قوته، مبلغ العقل فيدرك والوجدان، العقلسبحات غشيته إذا حتى العاملني، أرسار من فيه مكنه ما ويكشف الراشدين، ترصفأمري فيهم قال الذين العلم، يف الراسخني أخذ وأخذ راجعا، وقفل خاشعا، وقف الجالل

123

Page 124: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

اقتحام عن أغناهم الذين «هم عنه: روي فيما وجهه) هللا (كرم طالب أبي بن عيل املؤمننياملحجوب، الغيب من تفسريه جهلوا ما بجملة اإلقرار الغيوب، دون املرضوبة السدودفيما التعمق تركهم وسمى علما، به يحيطوا لم ما تناول عن بالعجز اعرتافهم هللا فمدحتقدر وال ذلك عىل «فاقترص بقوله: ذلك بعد واعترب رسوخا» كنهه عن البحث يكلفهم لماألوهام ارتمت إذا الذي القادر هو الهالكني، من فتكون عقلك، قدر عىل سبحانه هللا عظمةعميقات يف عليه يقع أن الوسواس خطرات من املربأ الفكر وحاول قدرته، منقطع لتدركيف العقول مداخل غمضت صفاته كيفية يف لتجري إليه القلوب وتولهت ملكوته، غيوبالغيوب سدف2 مهاوي تجوب وهي ردعها ذاته، علم لتناول الصفات تبلغه ال حيثكنه االعتساف بجور ينال ال بأنه معرتفة جبهت3 إذا فرجعت سبحانه إليه متخلصة

عزته».4 جالل تقدير من خاطرة الروايات أوىل ببال تخطر وال معرفته،ليدابر الوجدان يكن ولم (القلب) الصادق الوجدان مع العقل) (أي يلتقي هنالكمن به استضاء من وكان سليما، الوجدان كان متى مملكته، حدود داخل سريه يف العقلالعقل بني فرقا أن من السذج بعض يعتقده ما تعتقد أن إياك صحيحا، الدين نرباسبينهما التخالف يقع فإنما والغريزة، الفطرة بمقتىض الوجهة، يف (القلب) والوجدانأن عىل العقالء أجمع وقد النفوس عىل الروحية واألمراض العلل عروض عند عرضاأنك كوجدانك العقيل، الربهان مبادئ من القلب) أو (الوجدان الباطن بالحس املشاهدات

ذلك. ونحو وأملك ولذتك وغضبك وحزنك لرسورك ووجدانك موجود،واملركبات البسائط بني والفرق واملسببات، واألسباب الغايات، يف للنظر العقل منحناوشماس واطمئنان، وهلع وآالم، لذائذ من والذات النفس يف يحدث ما إلدراك والوجدان —بهما، تنظر للنفس عينان فهما البيان، يحصيه وال اإلنسان، يذوقه مما ذلك ونحو وإذعانبإحداهما تنتفع وال منهما كل إىل حاجة يف وهي البعيد، إىل تمد وأخرى القريب: عىل عنيأشد من السليم والوجدان الوجدان، مقوم الصحيح فالعلم باألخرى، االنتفاع لها يتم حتىفإذا ووجدان. فكر وإذعان، برهان وقلب، وعقل وذوق، علم الكامل والدين العلم. أعوان

ومعنى. لفظا كظلمة سدفة جمع السدف 2ورده. جبهته رضب جبهة 3

وجهه). هللا كرم (عيل عىل موضوع أنه عىل يدل ما التوليد وسمات الصنعة من فيه الكالم هذا 4

124

Page 125: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

تزول علة الجمود

ولن األخرى عىل يقوم أن هيهات قائمتيه، إحدى سقطت فقد األمرين أحد عىل اقترصدينوجودين. الفرد والوجود إنسانني، الواحد اإلنسان يكون حتى والوجدان العقل يتخالفاملنفعة أيقنت وربما لوجدانك، طوعا تعمله ولكنك عمل يف الرضر عقلك يدرك قدالعقل تخالف عىل يدل هذا إن فتقول رسيرتك، من لدافع إجابة عنه أعرضت أمر يفإىل ترجع أن عليك غريه، وال نفسه يعرف ال من حجة هذه إن أقول: ولكني والوجدان،عليك عرضت صورة وأنه بيقني، ليس يقينك أن إما — األمرين أحد من فتتحقق نفسكوعادة فيك، تمكن وهم وجدانك أن وإما به، هي وما علما تظنها فأنت غريك، قول منحولك عمن ورثتها عادة هو وإنما الصحيح، بالوجدان وليس منك، القوة مكان يف رسخت

يشء. يف منه هي وما الغريزة منبعه شعورا وظننتهاالحكيم. والذكر القرآن سنة عىل والدين، العلم تآخي إىل العالم أمر ينتهي أن البدذات يف تفكروا وال هللا خلق يف (تفكروا معناه صح الذي الحديث بمعنى العاملون ويأخذالقانطون، الجامدون وتبعهم الكافرون كره ولو نوره أتم قد هللا يكون ذلك وعند هللا)،الجاهل، وتعليم الغافل تنبيه يف منه البد الذي الزمان إال به أعدك ما وبني بينك وليسيف هللا ﴿سنة التدريج يف اإللهية السنة تقتضيه ما وهو األعوج، وتقويم املنهج، وتوضيحقريبا﴾، ونراه * بعيدا يرونه ﴿إنهم تبديال﴾، هللا لسنة تجد ولن قبل من خلوا الذينوهو موالكم هللا ﴿بل أقدامكم﴾، ويثبت كم ينرص هللا وا تنرص إن آمنوا الذين أيها ﴿يا

ين﴾. النارص خري

125

Page 126: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä
Page 127: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

أوربا ومدنية اإلسالم

تمهيد

تمكن «إن وهو الجامعة1 ذكرته مما الرابع باألمر يتعلق ما إال الكالم من علينا يبق لمالتغلب من تمكنهما وعدم أوروبا يف املسيحي االضطهاد عىل التغلب من والفلسفة العلمالفلسفة». مع تسامحا أكثر كانت النرصانية أن عىل واقعي دليل اإلسالمي االضطهاد عىلوهو — القول هذا يقول الجامعة كصاحب أديبا أن أعتقد أن عيل السهل من ليسهذه يف كتبوا ما عىل واطالعه الغربيني بلسان معرفته مع عينيه بكلتا الحقيقة إىل ناظرحارضالحال من تناولت الرضا عني هي وإنما — التاريخية املسائل أهم من وهي املسألة

قلمه. به جرى ما قلبه عىل أملت ثم تناولت، ما التاريخ سري إليه انتهى ومماللنزاع التطلع مع العجز يسمى وهل تسامحا؟ للغالب االستكانة تسمى أن يصح هلمساكنة تعد هل كرما؟ القهر بوسائل الرش عن األيدي غل يسمى أم حلما؟ القدرة عنداململكة كريس العظيمني: الكرسيني واجتماع واحدة مدينة يف إيطاليا مللك البابا جنابامللك؟ مع البابا قداسة من تسامحا واحدة عاصمة يف — البابوية اململكة وكريس اإليطاليةالقوة صاحب ألنه البابا، مع امللك من تسامحا ذلك يسمي أن باملنصف األجدر أليسامللكية؟ السلطة من له بقيت التي الثمالة تلك البابا يسلب أن ويمكنه والسلطنة، والجيشالعلم طمأنينة من اليوم أوربا أهل عليها التي الحالة تلك يسمي أن به األليق أن كما

الرد املقال هذا ويف منها، ثالثة عىل الرد تقدم أمور، أربعة عىل مبنيا كان اإلسالم نقد يف الجامعة كالم 1

الرابع. عىل

Page 128: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

بعدما العلم، مع الدين من تسامحا ال الدين، مع العلم من تساهال — الدين بجانب بينهمجميع يف السلطان عرش عىل واستيالئه العلم غلبة وبعد كان، ما الحوادث من بينهما كان

أغلبها. يف له تابعا يكون بأن الدين ورضاء املمالك

اإلسالم مدنية من أوربا اقتباس

الجمعيات األول: السبب

اتخذ ما منها وأحزاب، جمعيات العلم لنرصة وتألفت أوربا يف والدين العلم بني جالد كانسبق كما بالعلم يظفر الدين وكان باملجاهر. ابتدأ ما ومنها يقوى. حتى له حجابا الرسمن البالد تلك عىل املحمدية اآلداب أرشقت حتى العلم، أعوان وضعف أعوانه لكثرة بيانه،العربي العلم نور سطوع بها الناس واشتغال اآلداب تلك إرشاق وتبع األندلس، سماءلالستضاءة النفوس من استعدادا النوران هذان وجد وقد ذكرنا. كما الرشقي الجانب منكسبته االستعداد هذا يحمالنها. كانا التي املدنية إىل بهما تؤدي التي السبيل يف بهمااستعباد يف واشتدادهم سلطانهم، استعمال يف الدين رؤساء غلو من ضايقها بما األنفسيتلمس اإلنساني الشعور فأخذ االحتمال، عن الفطرة ذرع ضاق حتى والوجدان العقلبوجهه. واستقبلهما هداية، له اتخذهما النوران هذان له الح وإذا الخالص، إىل السبيلاألوطان، من ونفيهم بالنريان، وإحراقهم العلم ألهل الدين تأثري من كان ما ذلك بعد وكانحتى وأعالها، األشياء أدنى يف املستقلة، األفكار وألهل للحكومات الدين رؤساء ومقاومةمدينة يف وجدوه الذي األسلوب عىل بالبالط باريس فرش يف فرنسا ملوك رشع عندما أنهالقديس قسس ذلك أغضب الشوارع، تلك يف الخنازير تربية بمنع األمر وصدر قرطبة،وحصل األوىل، حريتها عىل الشوارع يف تمر أن البد القديس خنازير بأن ونادوا أنطوان.أعناقها يف توضع بأن األمر صدور مع بذلك تسمح أن الحكومة اضطر عظيم شغب لذلكمن الفرس انزعج عندما فرسه عن بسقطة مات السمني فيليب امللك إن وقالوا أجراس.

عنقه. يف الجرس وصلصة خنزير منظراألجراس وضع من يمتنعوا أن يمكنهم كان الزمان ذلك القسسيف إن يقول: أن لقائل

الصناعة). (أو العلم مع عظيما تسامحا يعد بذلك فرضاهم الخنازير أعناق يفكان الخنازير أجراس يف التسامح من الرضب هذا مثل أن عىل أوافقه أن عيل ويسهلبها يفتخر التي املدينة هذه تشييد يف يكفي ال أظن فيما أنه إال حني، إىل حني من يظهر

كذلك. قدرها نبخسها ال ونحن اليوم األوربيون

128

Page 129: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

أوربا ومدنية اإلسالم

الديني الضغط الثاني: السبب

لهم تفرت فلم العلوم طالب قلوب يف الغرية يوقدان كانا الرؤساء وغلو الحاجة شدةلألخذ العقول ونبهت العامة نفعت التي الحقائق من كثريا واكتشفوا أمرهم فعظم همة،دعاة ظهر أن إىل سجاال، الدين رؤساء وبني بينهم الحرب وصارت إليه، يهتدون بمامعهم سيكونون أن منهم ظنا إليهم العلم دعاة فانضم «الربوتستانت» الديني اإلصالحاإلصالح طالب انترص فلما الشهري، «إيراسم» منهم وكان العلم. سبيل يف الجاهدين منكما يعتقدون ما ظاهر تخالف التي األفكار عىل باملوت يعاقبون استمروا دولة لهم ودالتوترك الشخصية، اإلرادة واستقالل الحرية حماة من معه ومن إيراسم فانفصل تقدم،اإلصالح دعاة أن أظن كنت ما وقال: بعضا، بعضهم ويقتل شيعا يتفرقوا املصلحني

العلم. أعداء كذلك يكونونعدوها من تأمن أن إال تنتظر لم اإلصالح يف عقائدها تفرقت التي الطوائف هذهبعض، عىل يصول بعضها أخذ أمنتها فلما الرومانية، الكاثوليكية الكنيسة وهو العام،منهم طائفة ارتفعت «وكلما مؤرخيهم: أفاضل أحد قال بينهم. الحروب نريان واشتعلتدوام النفوس سئمت حتى البقية، إلفناء العمل يف بالجرائم يديها لوثت القوة، عرش إىلاألفضل أن طائفة كل يف مضاره وظهور االنتقام حوادث توايل من ووجدت الحال، تلككان والعلم منهما، واحدة عنه تستغني ال ما الحرية من األخرى تمنح أن طائفة لكلالحروب مضار إىل املنبهات أقوى من وكان اآلداب، وترقية الحقائق كشف يف عمله يعملاألصل ذلك نشأ هذا من كانت، طائفة أية من األشخاص، حرية عىل العدوان ومفاسدالتي والقسوة القهر من نشأ الرأي: يف املخالف بمجاورة والرضا التسامح أصل العظيم:

باملعنى. املؤرخ كالم انتهى األخرى» بها تعامل طائفة كل كانت

الثورة الثالث: السبب

الدين عىل قيامتها كانت وكيف الفرنسية الثورة به جاءت ما ذكر إىل بي حاجة واليمكنه وبما القول، من تقدم بما االعتبار إىل القارئ أنبه وإنما معلوم، هو مما ورؤسائهفضال العلم يحتمل لم أوربا يف املسيحي الدين أن ليعلم القوم، كتب يف عليه يقف أنلم يحتمل أال شاء ولو وخضوعا، استكانة فساموه العلم أحزاب عليه قويت وإنما وكرما،

سبيال. ذلك إىل يستطع

129

Page 130: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

املسيحية ترك الرابع: السبب

فيها يدانيهم قلما دينهم، عىل وغرية وإقدام عزيمة ذوو رجال املسيحي الدين رؤساءعىل سلطانهم استعمال يف واشتدادهم الدين يف غلوهم مع وهم األديان، من دين رؤساءحرصا الناس أشد وهم دينهم، لتأييدهم وسيلة كل يتخذون يزالون وال كانوا النفوس،لرتويج وسبال وسائل إال الجديد العلم يزدهم ولم عنه، الشبه ودفع أركانه تقويم عىلالعلم رجال أن نرى كله ذلك ومع للقلوب، وتزيينه نرشه يف همة تفرت ولم وآدابه، عقائدهالتي — الفرنسية واألمة عنه. تخاذل يف الشعوب من والعامة منه، يتسللون املدنية وحماةحرية تحدد أن فلسفتها ورأت عليه، الناس أشد من أصبحت — الكنيسة بنت تدعى كانتوطالب عامرة، تزال ال الالهوت ومدارس ذلك كل واجتماعهم: تعاليمهم يف الدين أهلاملسيحي الدين حماية مزاياها من يرى الدول من وكثري ذلك كل باأللوف، يعدون الالهوت

األرض. أقطار يفالبالد بعض يف ألقاها التي خطبه من خطبة يف — الربوتستانت رؤساء أحد قالخاصتها فقدت بروتستانتية أو رومانية املسيحية أن يف له كالم بعد ،١٩٠١ سنة الفرنسيةليس املسيحي الدين كان «إذا مرتجما: نصه ما — االجتماعية فائدتها فقدت كما الدينيةدخلها التي الكثلكة أو الروماني) (املذهب اإلصالح إىل املحتاجة الكثلكة سوى شيئايكون ال الحارض) (القرن للعرشين املويف فالقرن الربوتستانتي) (املذهب بالفعل اإلصالح

أبدا». مسيحياآخر معنى للمسيحية يطلب أن يريد بأنه يرصح ما الخطيب هذا كالم يف جاء وقد— الخالف زال سعيه يف للنجاح وفق فإن فيها، املسلمني اعتقاد عىل االنطباق كل ينطبق

واإلسالم. املسيحية بني بل والعلم، الدين بني — هللا شاء إن

اإلسالم سماحة إىل عود

خلفاء يدي بني وقفة وأقف الزمان، من مىض ما إىل به وأرجع اآلن، القارئ بيد آخذواألئمة واملحدثون واملتكلمون والفقهاء — ووزرائهم العبايس بني من واألئمة أمية بنيوالجغرافيون والرياضيون والفلكيون واألطباء واملؤرخون واألدباء حولهم، من املجتهدونفرغ فإذا عمله، عىل مقبل وكل بهم، مطيفون قبيل كل من النظر أهل وسائر والطبيعيونالطبيب واملحدث املتكلم الفقيه يصافح يده، يف يده ووضع أخيه عىل أقبل العمل من عامل

130

Page 131: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

أوربا ومدنية اإلسالم

وهكذا — به هو يشتغل ما عىل عونا صاحبه يف يرى وكل والحكيم، الريايض واملجتهدويتباحثون، يتحادثون البيت ذلك يف سواء هؤالء جميع فأجد العلم بيوت من بيتا به أدخلالحديث، عنه يأخذ الخارجي حطان بن عمران يدي بني السنة حافظ البخاري واإلماميتلقى التابعني من السنة شيخ البرصي الحسن يدي بني املعتزلة رئيس عبيد بن وعمرووكأن أدبته، املالئكة كأن رجل عن سألت «لقد للسائل فقال عنه الحسن سئل وقد عنه،الناس ألزم كان بيشء أمر وإن به، قام بأمر قعد وإن به، قعد بأمر قام إن ربته، األنبياءباطنا وال منه، بباطن أشبه ظاهرا رأيت ما له، الناس أترك كان يشء عن نهى وإن له،

منه». بظاهر أشبهمذهب (صاحب عيل بن زيد اإلمام أمام حنيفة أبا اإلمام فأجد برصي أرفع بلما إال اآلخر من أحدهم يجد وال والفقه، العقائد أصول منه يتعلم الشيعة) من الزيديةبيت أهل من وهما املصلحة، بيان يف اجتهادا فيه ينازعه ممن حادثة يف الرأي صاحب يجدواحدة وغايتها الطلب يف وجهتها تختلف كانت التي الصفوف تلك بني به أمر — واحديف ورد كما سنة ستني عبادة من خري ساعة فكر أن منهم واحد كل وعقيدة العلم، وهي

األحاديث. بعضوالفقهاء الجيش، أمرهم وتحت القوة وبأيديهم مجتهدون الدين يف أئمة الخلفاءالخلفاء، جند ومن الدين أهل قادة هم اآلخرون املجتهدون واألئمة واملتكلمون، واملحدثونيف يتمتعون بعدهم ذكرنا ممن العلماء وسائر سلطانها، أوج يف والعقيدة قوته يف الدينمن كان من بني ذلك يف فرق ال الفكر، وحرية العيش ورفه والسعادة بالخري أكنافهموأنصار املسلمني، أولئك إىل املنصف القارئ يشري فهنالك آخر، دين من كان ومن دينهمالدين يوصف هاهنا حقيقته، يف العلم مع التسامح اسم يطلق هاهنا ويقول: الدين، ذلكتؤخذ الحكماء العلماء هؤالء عن املدنية مع الدين يتفق كيف يعرف هاهنا والحلم، بالكرمالعقل بني (أو والوجدان العقل بني املساملة روح تهبط ومنهم النظر، يف الحرية فنون

يقولون). كما والقلبأهل وبني العلم أهل بني كان وإنما والدين. العلم بني جالد يكن لم أنه القارئ يرىالتقييد، غل من أطلقوا الذين األفكار يف األحرار شأن اآلراء، يف التخالف من يشء الدينيقول فال باأللقاب، والتنابز اللمز بينهم فيما يجري يكن ولم التقليد، علة من وعوفوايد منهم أحدا تتناول وال ذلك. يشبه ما أو مبتدع، أو كافر أو زنديق إنه آلخر منهم أحداملجذوم كالعضو فكان العامة، بأمن اإلخالل وطلب الجماعة، نظام عن خرج إذا إال بأذى،

كله. البدن عن رضره ليذهب فيقطع

131

Page 132: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

املسلمني يف التعصب وعدوى للدين العلم مالزمة

زنديق؟ بأنه وعمرو مبتدع بأنه زيد ورمي والتفسيق بالتكفري املسلمون ولع متىالضعف بدأ عندما فيهم بدأ ذلك إن اآلن: ونقول املرض، هذا مبدأ إىل سبق فيما أرشنايثريها كان التي الفتن تلك — أهله من البصرية أهل الفتن وأكلت بينهم، يظهر الدين يفيف للقول وتصدر — أركانه وتوهني سلطانه، لخفض الغرب ويف الرشق يف الدين أعداءيف البدع من أن يظنون املسلمون وأخذ الدين، بروح روحه تمتزج لم من برأيه الديناملسيحية األمم من أيديهم بني كان ملن تقليدا شأنه لتعظيم أحداثه يحسن ما الدينمن يرونه من برأي ويكتفون فيه، سلفهم ومقاالت الدين مايض ينسون وأنشئوا وغريها.ضاللهم، األغلب يف بإرشادهم وقام جهالهم، املسلمني شئون وتوىل املتعالني، املتصدرينعىل وسهل فيه، النظار بني العداوات نريان واستعرت الدين، يف الغلو حدث ذلك أثناء يفبدينهم جهال ازدادوا وكلما سبب، ألدنى منه باملروق اآلخر يرمي أن بدينه لجهله منهم كليف اإلسالمي) الدين لوازم (وهي والنظر والفكر العلم ودخل بالباطل فيه غلوا ازدادوا

فيه. محظورا الدين من واجبا كان ما عندهم وانقلب كرهوه، ما جملةومتزندق وتزندق زندقة اسم استفاد إنما املسلم أن زعم إذا القارئ أخطئ أكاد الما أو هرتوقي: وهو وتهرتق هرتقة يقولون: كانوا إذ جريانه علمه ما فضل من وزنديقامللل أهل من العدوى بطريق التكفري رسعة املسلمني يف فشت قد أن زعم أو — ذلك يماثلالديني املزاج ضعف هو الشديدة الرسعة بتلك العدوى رسيان سهل الذي وإن املتشددة.كما املرض لقبول استعد املزاج ضعف ومتى ومقوماته، بأصوله بجهلهم املسلمني عند

معلوم. هوأصيبوا وملا العالم، وأئمة الكون علماء كانوا دينهم يف علماء كانوا ملا املسلمني إنوقف هل الطاعم، وطعمة اآلكل، أكلة وأصبحوا الوجود من انهزموا بدينهم الجهل بمرضأو الفالسفة مذهب يذهب أو الدين مسائل يف يخالفهم من تكفري عند باملسلمني الجهلفقد والكتاب، السنة وخدمة الدين، أئمة عىل الجهل بهم عدا بل ال، ذلك؟ من يقرب مابأهل الجهل هاج أزمانا املسلمون بها انتفع ما وبعد غرناطة إىل الغزايل اإلمام كتب حملتالكتب تلك فجمعت وتضليله، بتفسيقه الرببر من املتعاملني ألسنة وانطلقت املدينة تلكقال وأحرقت. املدينة يف العام الشارع يف ووضعت الدين» علوم «إحياء نسخ خصوصاعىل غرية وأشدهم بالسنة الناس أعلم وهو — تيمية ابن يف مسلمني أنفسهم يعدون قوموعليهم الشتائم بهذه أفواههم يملئون مقلدون هؤالء أثر عىل وجاء مضل. ضال إنه الدين:

القيامة. يوم إىل بها يقفوهم من وإثم إثمها

132

Page 133: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

أوربا ومدنية اإلسالم

السلف آثار إهمال

من كتابا أيديهم يف اليوم تجد ال أنك حتى سلفهم، أقوال يف والنظر دينهم، املسلمون أهملأبي مؤلفات من مؤلفا ترى تكاد وال املاتريدي، منصور أبي وال األشعري الحسن أبي كتبمكتبات يف األئمة هؤالء كتب عن بحثت وإذا اإلسفراييني، إسحاق أبي أو الباقالني بكر

كتاب. من صحيحة نسخة تجد تكاد وال البحث، أعياك املسلمنيالسادس، إىل بعده وما الهجرة من الثالث القرن يف كثرية تفاسري القرآن عىل كتبالجصاص وتفسري القرطبي وتفسري األصفهاني مسلم أبي وتفسري الطربي تفسري منهااألئمة أولئك آراء من وفيها غريها وكثري العربي بن بكر أبي وتفسري الغزايل وتفسرياملجد الباحث يجد فهل عنه، الدين علم لطالب غنى ال ما واألحكام الحكم استنباط ووجوهاالتفاق؟ وحسن املصادفة بطريق إال بصحتها الوثوق يمكن الجليلة الكتب هذه من نسخةما وتدع سلفها، آثار تهجر أن سلفا، فيه لها وأن دين، عىل أنها تدعي بأمة يليق وهليف املسيحي بالالهوت املشتغلني من ذلك مثل وقع هل للرتاب؟ وفراشا للعث طعمة كتبوا

األزمان؟ من زمناملسلمني، بالد أكثر يف له يرثى مما أصبحت اإلسالمية الدينية العلوم طلبة حالة إنما منها أذكاهم يتعلم املتأخرون. كتب مما مخترصات إال الكالم كتب من يقرءون ال فهموتمييز مقدماتها، وتصحيح أدلتها، يف البحث يتعلم أن يستطيع وال عباراتها، عليه تدلوسلم وآله عليه هللا صىل نبيه كالم أو هللا كتاب كأنها يتلقاها وإنما باطلها، من صحيحهاقطع تصحيحه عن وعجز قضاياه بعض يف مناظر ناظره فإذا بالتسليم. فيها ما يأخذيقل لم مما القول يكون قد بل عليه. متفقا القول يكن لم وإن قالوا. هكذا بقوله: الجدالمن أحد رآه لو ممن الكتاب صاحب كان وربما به، اشتغل الذي الكتاب صاحب سوى به

يقول. ما عنه يعي تلميذا يرضه لم السلفيف جدا وقل والجزائر، وتونس والحجاز سورية يف الدينية العلوم طلب ينقطع كادطرق لصعوبة إما وذلك الصحارى، بعض يف إال به االهتمام يبق ولم األقىص، املغربيف أعمارهم إفناء من لهم مانعة الناس وحاجات — الطويل الزمن واقتضائها التعليم،أوربا يف الحديثة الطرق عىل أبنائهم تربية اآلباء لتفضيل وإما — حاجتهم من يسد ال عمليعد ال مما فهو منه يشء فيها كان وإن يشء، الدين من فيها وليس األخرى املدارس يف أووبذلك والجمود. التقليد عن نشآ اللذين والخمود، للفتور وإما — إليه ينظر دينيا تعليماوانقطعت جوانبهم، جميع من البدع وأخذتهم بدينهم، الجهل توالهم قد املسلمني تجد

133

Page 134: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

اتفق ما منهم األعظم الجمهور عىل عرض لو حتى سلفهم، وبني بينهم الحقيقية الصلةقال ما فيهم وصح الدين. يف بدعة وعدوه واستغربوه ألنكروه األحكام من السلف عليهالذين «إن والسالم الصالة عليه للنبي مخاطبا الفارسية أشعار بعض يف الخيام عمر

ألنكرته». أنت رأيته لو حتى وزركشوه ووضوه دينك لك زينوا بعدك جاءواونقم وعاداه، الحق دينه أنكر قد — معظمهم وهو — املسلمني من الصنف فهذاالسلف عن يعرف لم أفراد بعض العتقاده اصطفى وإنما بخدمته، القائمني أهله عىلالصنف هذا من وقع فإذا بالتقليد، باختصاصهم الدين يسمح ولم بالثقة، اختصاصهمعليه هللا صىل محمد دين — اإلسالم دين من واقعا ذلك يعد فهل وأهله، للعلم أذى فيه مامن تبعهم ومن الراشدين، الخلفاء دين — الثابتة السنة دين — القرآن دين — وسلم

األولني؟ السلف

لسواه ومباينته لإلسالم العلم متابعة

انحرافهم يوم من إال عاداهم العلم وال العلم عادوا ما يؤيدني: والحس — أقول الحقالدنيا علم عنهم بعد الدين علم عنهم بعد فكلما علمه، عن الصد يف وأخذهم دينهم، عنالدين من بعدوا وكلما للقائهم، وجهه واكفهر وتجهم العلم عاداهم العزة، ثمار وحرمواال والعقل العقل، ثمار من العلم بأن يرصحون ولذلك وجوههم. يف وبش العلم ساملهمالقلب، وجدانات من والدين أثر، فيه منه يظهر أن وال عمل، الدين يف له يكون أن يصحسبيل وال والدين، العقل بني تام فالفصل العقل. يكسب وما القلب يجد ما بني عالقة والعدوه بأنه يرصحون وهم العلم، مع تسامحا يسمونه فيما هللا سامحهم بينهما: الجمع إىل

سلم. وبينه بينه يكون أن يستحيل الذيكان ما به أريد وال «اضطهاد» أقول للعلم؟ املسلمني اضطهاد يف السبب عرفت هلالتعذيب، رضوب واخرتاع بهم، والتنكيل أهله إبادة يف االشتداد من املسيحية األمم عندفإن التهمة، بمجرد اإلعدام يف واالكتفاء بالشبهة، األخذ مع الهالك، آالت صنع يف والتفنناالضطهاد من أريد ولكن جهلهم، أزمنة يف وال علمهم، أيام ال املسلمني عند يقع لم ذلكمع الشتائم من بيشء وقذفهم أهله، وجوه يف السخيفة األلفاظ ورمي العلم، اإلعراضعن

عنهم. االبتعادهو إنما — اضطهادا األديب يسميه الذي هذا يف السبب بأن أيقنت قد أنك ريب الالعلم إىل ردهم إال يكون ال الداء هذا من شفائهم يف ينجح الذي فالدواء بدينهم. جهلهم

134

Page 135: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

أوربا ومدنية اإلسالم

الدين كان إليه، يدعو ما حقيقة إىل والوصول أرساره عىل للوقوف فيه، والتبرص بدينهم،األنس وتبدل النفوس تناكرت الواسطة ذهبت فلما العلم، وبني بينهم التعارف واسطة

وحشة.

اإلسالم يف الدعاة

قلوب استعصت ثم عارفون، الدين ألصل دعاة أو حقيقيون، للعلم دعاة بينهم قام فهلأطراف يف الدعاة أولئك كثر وهل لهم؟ االنقياد عن نفوسهم وجمحت عليهم، املسلمنيإىل املسيحي التاريخ من عرش السابع القرن أواسط من أوربا يف كثرتهم املسلمني بالدمن رأينا إنما ال. ذلك؟ بعد وفيما عرش السابع القرن أوائل يف العلم قوة ظهرت أنفما — منهم أربعة يجتمع ال ربما مختلفة، عصور يف متفرقني يظهرون أفرادا الصادقنيببعض ينطقون يكادون ال ثم إليه، وجهوا ملا العمل يف ويأخذون واحد، قرن يف — يزيدتشعر حتى واتباعهم عليه كان ما ملفارقة أهبته املستعد فيأخذ بهم، الناس فيحس الكلم،يبلغوا أن قبل أنفاسهم، فتخمد أمرهم من يكون أن عىس بما منها) باهلل (نعوذ السياسة

الديجور. ويدلهم النور، فينطفئ أفكارهم، غرس من أرادوا ما أحد قلب منحماية ألجل للعلم اضطهادا السياسة أرباب أيدي من الرضبات هذه األديب يعد فهلعن تختلف ال الدين عىل تقع صدمات هي وإنما ذلك، يظن أن عن أديب كل أنزه الدين؟

املنصف. نظر يف الدين عىل حجة تعد فال مبارشة، منهم يصيبه مما أمثالها

املقلد دون املقلد

واالعتقاد العلم من والنفرة التقليد يف الجمود أخذوا قد املسلمون كان إن القائل: يقول ربماعن وورثوه فيه، هم مما ذلك أشبه وما والدين العقل وبني واآلخرة الدنيا بني بالعداوةالحرص يف املسيحيني يقلدوا لم بالهم فما إليهم. امللل أقرب خصوصا عليهم السابقة األممقسمني أنفسهم يقسموا ولم عنهم، أخذوه بما مذيال علومه يف والتوسع دينهم، نرش عىلوالصوامع، األديار يف اآلخرة إىل ينقطع قسما قسمني: إخوانهم املسيحيون قسم كمامن ويحميهم نفسه ويحمي األول، القسم أهل ويقيت نفسه ليقيت بالدنيا يشتغل وقسمادينهم علوم يف النظر وسئموا أعصابهم وارتخت خملوا املسلمني ترى لك وما العدوان؟والقبض والثروة، الغنى لتحصيل الطرق معرفة عن الناس أبعد صاروا ثم ذكرت، كما

135

Page 136: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

يقولون، كما القدر من تيار يف أنفسهم وطرحوا العزة؟ وصولجان القهوة ناصية عىللهفا وأشدهم حياة، عىل الناس أحرص ذلك مع هم ثم يعلمون؟ ال حيث إىل بهم يجري

التناقض؟ هذا فما للدنيا وال للدين يشء يف منهم الجمهور ترى فال الحطام، عىلاملقلد. من منزلة وأخس حاال أحط دائما يكون املقلد أن نسيت قد إنك له: فأقوليعمل فهو عليه. بني ما وال رسه يدري وال ظاهره إىل املقلد عمل من ينظر إنما فاملقلدعليه كان مما رش يف املسلمون سقط ولذلك قاعدة، عىل ال األمر ويأخذ نظام، غري عىلمعه، يتفق أن يمكن ال ما دينهم عىل وأضافوا التقليد يف خلطوا قد أنهم سيما ال مقلدوهم،ينتهي ثم آنا منها كل مع يذهب قوى عدة تنازعه الذي املتخبط حال مثل يف فصارواهدى عىل العمل إىل فينهض يسرتيح، أن إىل فيستلقي الشديد، بالتعب الخيبة بعد أمره

يموت. أوإىل تنظر واألخرى الدنيا إىل تنظر عني عينان: لهم كانت علماء املسلمون كان ملاعنهم، أجنبي هو بما األخرى وأقذوا العينني، إحدى أغمضوا يقلدون طفقوا فلما اآلخرة،

أقذوا. ما وتطهري أغمضوا، ما بفتح إال يجدوهما ولن املطلبني، فقدوا

واملصلحون اإلصالح

نسمع أننا مع املسلمني بني قليل والدين العلم دعاة أن تدعي كيف يقول: أن للقائلديني يقول: كل األيام؟ هذه يف البالد من وغريهما مرصوسورية جو يف تتالقى أصواتهمتعليم، تعلم، الصالحون، سلفه القديم، اإلسالم مجد سنة، قرآن مسلمون، إسالم ملتي،املنبهني أو العلم إىل الداعني أن منه يظهر مما ذلك يشاكل وما جديدة، كتب قديمة كتبآذانا إال املسلمني أغلب من ذلك مع نرى وال كثريون، اإلسالمي الدين بأصول األخذ إىل

هؤالء؟ إليه يدعو عما وصدا عميا، وأعينا صماقلما منهم والجمهور عده، بكثري ليس هؤالء يف الصادق إن له: أقول أن ويمكننيدريهمات، بعض لكسب الكلمات، بهذه متجرين إال أكثرهم تجد وما قصده، يخلصليقفوا مدلوالتها من شيئا يدرسون وقلما األسماء هذه يلفظون أنهم من ذلك لك ويظهروأما األرض. يف تمكث ال كالزبد بعضظواهر عن بعضهم يلقف وإنما منه، الحقيقة عىلمما الرشاد ويطلبون يقولون، ما يسمعون الناس بعض بدأ فقد قلتهم عىل الصادقونالهند بالد يف سيما وال الدنيا، مصالح وبني بينه والجمع الدين أمر يف خصوصا يعلمون،الغرب إىل الرشق األرضمن فتمسح تهب ريحا ليس اإلصالح ولكن روسيا. مسلمي وبني

فانتظر. قريب وقت يف

136

Page 137: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

أوربا ومدنية اإلسالم

يغلبوا حتى مىض، فيما األوربيني بني كثرتهم هؤالء يكثر لم لم القائل: يقول قدهذه من باملسلمني وينهضوا إليهم، منهم العادلني ويستميلوا السياسة أهل من الظاملنييهمسون متفرقني قليلني منهم البصرية أهل يزال ال ولم عليهم؟ أمدها طال التي الرقدةاإلسالم ملؤاخذة سبيال ذلك أليس عمليون؟ دعاة فيهم للعلم وليس يجهرون، وال بالقول

عليه؟ وحجةاملنتظر بل مقلديهم، حظ من أسعد يكون أن يصح ال املسلمني حظ إن له: وأقولالعلم، فيها يظهر أن قبل سنة ألف عىل يزيد ما املسيحية أقامت وقد أتعس، يكون أنالجمعية صالح فيه ما إىل العلمية، الحركة فيها ترسي أو الشخصية، الحرية تنشأ أواملسلمني عىل يمض ولم الصدمات، إثر الصدمات وتواصل املنبهات، توايل مع اإلنسانية،الذي الضب جحر ودخلوا املحدثات، ظلم عليهم وأطبقت البدعة، فيهم استحكمت يوم منالجديد، بدعهم يف وهم عليهم يمض فلم سنة، ثمانمائة من أقل إال قبلهم كان من دخلهأن أظن وما آخره. يف نحبها تقيض ثم الحالة، هذه ملثل عمرا يكون قد الذي الزمن ذلكله. أهل هم ما والدنيا الدين صالح من يبلغوا أن قبل املدة تلك مثل املسلمني عىل يمر

التعصبني بني الفرق

املسيحيني جمهور جانب يف املسلمون يذكر أن اإلنصاف رشيعة يف يجوز ال حال كل وعىلوالشاهد فيه. إفراطا أشد املسلمني إن يقال أن عن فضال الديني التعصب يف الغلو ذكر إذاجمهور من يكون الذي ولكن وكلمات، ألفاظ التعصب يف للمسلمني يكون قد أنه عىل يدلنايسيح أن إال الحقيقة طالب عىل وما املعامالت، يف ورضبات أعمال هو إنما املسيحينيوبالد سقوطها، قبل الرتنسفال ومملكة الرشق يف الهوالندية املستعمرات مثل يف بفكرهثم سنة، عرشين قبل من الشمال يف الروسيا بالد بعض إىل يرجع ثم الجنوب، يف الناتالغري مع املعاملة يف الشدة تكون كيف ليعلم الغرب، جهة يف يليها وما الجزائر إىل يرجعشذرا، اإلنسانية فيه إليهم تنظر حدا أهله من التعصب يبلغ وكيف املسيحية، املذاهب أهل

عذرا. املدنية فيه لهم تقبل والمن حرية يف أنهم ليعلم الفرنسيون الكتاب يكتبه فيما ينظر أن إال الباحث عىل مااملسلمني بالد من ملكت فيما طمأنينة لحكومتهم تكون أن يريدون املسلمني، مع أمرهمواإلفراط الشدة وهو لعملها قاعدة اتخذته ما مع إليها السبيل تجد ال حكومتهم ولكنتلك عن يبحثون األقالم وأرباب سواهم، دون وحدهم خاصة املسلمني عىل القسوة يف

137

Page 138: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä

واملدنية العلم بني اإلسالم

ألنهم عنه، يبحثون ما عىل يحصلوا أن هللا ويأبى القسوة، تلك عىل املحافظة مع الطمأنينةفالسفتهم.2 يقرره كما محال وهو واحد موضوع يف الضدين بني الجمع يطلبون

(العربية) ولغتهم دينهم من املسلمني إخراج هو تنفيذه يف دولتهم ورشعت رأيهم عليه استقر ما آخر 2العلوم تعلم من ذلك مع تمكينهم وعدم واإلجبار واإلكراه والتعليم العلم وسائل من يمكن ما بكلأكرهوا أن املايض يف حدث وقد املايل، أو الوطني باالستقالل يطالبوا لئال والقانونية واالجتماعية الطبيعيةالرببر، شعب يف ذلك تنفيذ له الحامية الفرنسية الحكومة يخول مرسوم توقيع عىل املغرب سلطانواإلرث الزوجية األحكام يف اإليمان عن الكفر بعد اإلسالمية الرشيعة عن بعيدا بربريا قانونا لهم فأنشأتالالتينية، بالحروف الرببرية واللغة الفرنسية، باللغة النرصانية دين بها تعلمهم ومدارس ذلك، وغرياإلسالم من الرببر إخراج لها تم ما إذا حتى اإلسالمية، والديانة العربية اللغة تعلم عليهم وتحرمحاولت فقد للبابا املوالية الكاثوليكية إيطالية وأما البالد. من تطرده أبى ومن ذلك عىل العرب أكرهتإيطاليني أطفالهم بقايا وجعل وبرقة الغرب طرابلس قطر من املسلمني استئصال ليبيا احتاللها حنياللغة فرضت وتونس الجزائر ويف تنكيال﴾ أشد ﴿وهللا وتقتيال!! تنكيال القاهرة بالقوة كاثوليكينيواضطهدت اإلسالمية، األهلية املدارس وحاربت العربية، باللغة التعليم وحرمت األهايل، عىل الفرنسية

وسورية. مرص إىل بالدهم من الكثريون هاجر حتى املسلمني علماء

138

Page 139: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä
Page 140: الإسلام بين العلم والمدنيةý jKãÿ ü¢i ã A M W8ãA}= Qwã ñPp ã z fR æÝP\ÿ ÑÝ/ å5P Kãÿ TKPjKã *{ U R T ` jKã T P d ã ýá ýPv i õ sc ã ä