املدخل إىل علوم احلديث

تأليف د/ خالد بن منصور الدريسأ.

أستاذ الحديث وعلومه

كلية التربية -جامعة الملك سعود

اإلسالمية الدراساتقسم

تنسيق وترتيب

د/ مها بنت سعدون العتيبي

هـ 1428 – 1427

7

بسم هللا الرمحن الرحيمل هللا وعلى آله وصحبه ومن اهتدى هلل ، والصالة والسالم على رسو احلمد

ابعد ... هبداه، أم

تكاليف ال (األول) التكليف

حتقيق عبدالرمحن املعلمي، كتاب )الفوائد اجملموعة يف األحاديث املوضوعة( للشوكاين

طريقة الحل:

= النتيجة22+ =النتيجةx 5الرقم التسلسلي )وليس اجلامعي( صفحات(10مث احسب )

مثال: 33x5=165+22 =187م التسلسلي الرق

196و195و194و193و192و191و190و189و188و187فتكون الصفحات املطلوبة يف جدول العمود األول رقم الصفحة

العمود الثاين رقم احلديث العمود الثالث نص احلديث كامال

العمود الرابع حكم العلماء على احلديث المطلوب:

، ماء ابلوضع، مثال: ) فيه حممد بن محيد الرازي وهو مرتوك(فقط األحاديث اليت حكم عليها العل (...فيه فالن كذاب)هذا حديث موضوع( أو )حديث حكم عليه العلماء ابلوضع(، )

ألفاظ الوضع يف احلديث مثل: مرتوك، منكر، موضوع، كذب ....

8

(الثاني) التكليف .، حتقيق حممد عوامة، البن حجر( تقريب التهذيبكتاب )

ريقة الحل:ط

= النتيجة77+ =النتيجةx 10الرقم التسلسلي )وليس اجلامعي( صفحات(10مث احسب )

يف جدول العمود األول رقم الصفحة الرتمجةالعمود الثاين رقم

كامال الرتمجةالعمود الثالث نص الرجل املرتجم لهكم على احلالعمود الرابع المطلوب:

اب، وضاع، مرتوك، منكر احلديث( ومشتقاهتا مثل: كذبوه، نستخرج كل رجل حكم عليه أبنه )كذ تركوه، يكذب، يضع، تركه ابن حبان، تركه العلماء.....

مع تمنياتي لكم بالتوفيق .

9

:رالقسم األول من املقر تدوين السنة

معىن السنة وحجتها

معىن السنة يف اللغة:) من سن يف اإلسالم سنة حسنة فله يمة؛ قال : السنة لغة : هي الطريقة ، والسرية محيدة كانت أو ذم

أجرها وأجر من عمل هبا بعده من غري أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن يف اإلسالم سنة سيئة كان عليه وزرها و وزر من عمل هبا من بعده، من غري أن ينقص من أوزارهم شيء ( .

د لسنة الل ت بديال( ؛ أي سنته اليت سنها )ف : ؛ قال تعاىل خليقتهوسنة هللا عز وجل : حكمه يف ل ن ت ابألمم املكذبة من إنزال العذاب هبم ؛ فهي مبعىن طريقته يف عقاهبم وحكمه فيهم .

من قول ، أو فعل،أو تقرير أو صفة أو سرية . ما صدر عن رسول هللا ويف اصطالح احملدثني :

ثالثة : واعأنأنواع السنة النبوية : السنة من أقوال يقصد هبا التشريع وبيان األحكام مثل قوله) : وهي ما ورد عن الرسول /السنة القولية ١

إمنا األعمال ابلنيات ( .من أفعال مثل : صالته، وصومه، فإن هذا مثل ما صدر عن النيب / السنة العلمية أو الفعلية : ٢

) صلوا كما يعد سنة جيب أتباعها سواء بسواء؛ ولذلك قال الفعل أو األداء ابلطريقة اليت صدر هبا رأيتموين أصلي (.

مما صدر عن أصحابه من قول ، أو فعل بسكوته ، وهي ما أقره النيب حممد /السنة التقريرية : ٣ واستحسانه، سواء كان ذلك يف حضرته ، أم يف غيبته مث بلغه . عنه أو إظهار الرضا

للجارية )أين هللا قالت يف السماء قال من اان قالت أنت رسول هللا قال ية : قوله مثال السنة التقرير أعتقها فإهنا مؤمنة ( رواه مسلم ، فأقرها الرسول صلى هللا وسلم على ذلك .

لنا ملا رجع من األحزاب :)ال يصلني أحد وما روى ابن عمر رضي هللا عنهما قال : قال النيب بعضهم العصر يف الطريق ، فقال بعضهم: ال نصلي حىت أنتيها ، وقال كريظة ، فأدر العصر إال يف بين ق

فلم أحدا منهم ( رواه البخاري . بعضهم: بل نصلي، مل يرد منا ذلك، فذكر للنيب

10 ينكره . شيء وال على واملراد ابلسنة التقريرية: أن يطلع النيب

اخل لقية واخللقية . ية يعين أوصاف النيب وميكن أن يضاف نوعا رابعا وهو السنة الوصف

حجية السنة ومكانتها يف التشريع :املقصود هو؛ داللتها على األحكام الشرعية ، ووجوب العمل مبقتضاها؛ امتثاال وانصياعا ملا جاءت به

وقد دل من أحكام من حيث اجلملة ؛ فهي املصدر واألصل الثاين من أصول ومصادر التشريع اإلسالمي ؛ على حجيتها القرآن ،والسنة،واإلمجاع .

وحتتل السنة النبوية املرتبة الثانية بعد القرآن الكرمي ،كما أهنا جزء من الوحي ويتوقف عليها فهم بعض آايت القرآن ،فبدون السنة النبوية التفهم أحكام كثرية يف األسالم؛ وذلك ألن القرآن الكرمي جاء

؛فهي مصدر للتشريع والشريعة والفقه؛ وللذلك ركا التفصيل إىل سنة النيب ابلعموميات والكليات ، ات اهتم املسلمون هبا ونقلوها إلينا على وجه حيقق االنتفاع هبا للفرد واجملتمع .

السنة النبوية الشريفة هي املصدر الثاين للتشريع اإلسالمي فلها الصدارة بعد كتاب هللا عز وجل ، فهي بعد كتاب هللا عز وجل ، إبمجاع أهل العمل قاطبة، وهي حجه قائمة مستقلة على مجيع األصل املعتمد

؛ من جحدها أو أنكرها أو زعم أنه جيوز اإلعراض عنها واالكتفاء ابلقرآن دوهنا فقد ضل ضالال بعيدا ةاألمقاد يكون قد كذب هللا ورسوله، ذا االعتهب، وكفر كفرا أكرب وارتد عن اإلسالم هبذا املقال، فإنه هبذا املقال و

وله ، وجحد أصال عظيما فرض هللا الرجوع إليه واالعتماد عليه واألخذ به، وأنكر سوأنكر ما أمر هللا به ور إمجاع أهل العلم عليه وكذب به، وجحده.

الدليل على حجية السنة من القرآن :

لك ما يلي :ورد يف القرآن الكرمي مايدل على حجية السنة ومن أمثلة ذيف مواضع كثريه منها قوله تعاىل ) قل أ طيعوا الل و أ طيعوا / أمر هللا تعاىل بطاعة رسول هللا 1

( آل عمران: (النساء: 32الرسول كم 80، وقوله تعاىل )م ن يطع الرسول ف ق د أ ط اع الل ، وقال )و م ا آ ات .7م ا ن ه اكم ع نه ف ان ت هوا(احلشر:الرسول ف خذوه و

رسول ، كما يف قوله ) ف إن إىل ال/أمر هللا تعاىل املسلمني اذا تنازعوا يف شيء يردوه إىل هللا و 2إىل أول األ مر ر دوه إىل الرسول و ولو ، وقوله سبحانه )59ت ن از عتم يف ش يء ف ردوه إىل الل و الرسول( النساء:

11 هم( النساء: ه الذين ي ست نبطون ه من هم ل ع لم .83من

/مل جيعل هللا تعاىل للمؤمن خيارا إذا قضى هللا ورسوله أمرا كما يف قوله تعاىل )و م ا ك ان لمؤمن و ال 3 و ر سوله أ مرا أ ن م اخلي ر ة من أ مرهم ( األحزاب :مؤمن ة إذ ا ق ض ى الل . 39ي كون ل

فقال تعاىل )ف ال و ر بك ومل يسلم له، رسول القضاء / نفي هللا تعاىل اإلميان عمن مل يطمئن إىل4دوا يف أ نفسهم ح ن هم مث ال جي ر جا مما ق ض يت و يس لموا ت سليما ( ال ي ؤمنون ح ىت حي كموك فيم ا ش ج ر ب ي

برهان من هللا على أن تشريع الرسول هو تشريع إلي واجب اتباعه، فهذه اآلايت كله ، ويف هذا 65النساء: .تدل إبمجاعها وتساندها داللة قاطعة على أن هللا يوجب أتباع الرسول فيما شرعه

:الدليل على حجيتها من السنة نفسها

بعد أن ثبتت حجية السنة بنص القرآن الكرمي ؛ فإنه ميكن االستدالل مبا جاء فيها من أدلة تفيد ألحاديث الواردة يف وجوب وجوب اتباعها ؛فهي تؤكد وتبني ما جاء يف القرآن من أحكام ؛ ومن ا

:اتباعها: سكتم هبماتضلوا ما متقال : )تركت فيكم أمرين لن ما روي عن مالك أنه بلغه أن رسول هللا -1

كتاب هللا وسنة نبيه( .، أال إين أوتيت الكتاب ومثله معه قال : ) عن املقدام بن معد يكرب الكندي : أن رسول هللا -2

أال يوشك رجل شعبان على أريكته يقول عليكم هبذا القرآن فما وجدمت فيه من حالل فأحلوه وما جدمت فيه لكم حلم احلمار األهلي وال كل ذي انب من السبع وال لقطة معاهد إال أن من حرام فحرموه أال ال حيل

يستغين عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن مل يقروه فله أن يعقبهم مبثل قراه ( وجه الداللة :

د من تفيد األحاديث املذكورة ؛ أن تلقي األحكام الشرعية ال ميكن أن يتم من القرآن وحده ؛بل البر ك ذ الرجوع إىل السنة ؛ فهي مبينة ومفصلة ملا يف الكتاب ؛ وأتيت أبحكام مل ينص عليها القرآن ؛وهنا ي

ة عن بالدة يانمثل هذا النوع من األحكام ؛ واصفا إايه ابلشبع ك رد من ي -يف معرض الذم - الرسول ؛ ويف هذا إشارة إىل عدم أهلية هذا الصنف من الذهن ، وسوء الفهم ، و الرتف واالنغماس يف مالذ احلياة

استنباطها وتبليغها للناس ؛ لردهم ما استقلت به السنة بغرضالبشر للخوض والتصدي لألحكام الشرعية ؛ من أحكام .

12 قال؛ " كل أميت يدخلون اجلنة إال من أىب ؛ قالوا : اي عن أيب هريرة أن رسول هللا -3

ل : من أطاعين دخل اجلنة ومن عصاين فقد أىب " . رسول هللا ومن أيىب ؟ قا وجه الداللة :

دخول اجلنة من لوازم طاعته، ؛ فقد جعل يبني احلديث مدى التالزم بني دخول اجلنة وطاعته تتمثل يف االلتزام بسنته و األخذ هبا؛ وتركها يعد كما أن دخول النار من لوازم معصيته، وطاعته

طاعة هلل عز وجل ؛ وقد أتت السنة مؤكدة ملا ورد من نصوص ال خيفى أن طاعته ؛ و معصية له حت ته ا قرآنية هبذا اخلصوص ؛كقوله تعال : " تلك حدود الل و م ن يطع الل و ر سول ه يدخله ج نات ت ري من

الدين فيه ا و ذ لك الف الدا فيه ا وز الع ظيم * األ ن ه ار خ را خ و م ن ي عص الل و ر سول ه و ي ت ع د حدود ه يدخله ان اب مهني * " و ل ه ع ذ

الدليل على حجيتها من اإلمجاع :

يت يف أتأن السنة مصدر من مصادر التشريع -بدليل الكتاب و السنة -ح وجالء عد أن ابن بوضو ياملرتبة الثانية بعد القرآن ؛ مل يكن أمام املسلمني جيال بعد جيل سوى التسليم واالنقياد حلكم هللا وسنة

هللا ؛ فإن ؛ فقد كان الصحابة رضي هللا عنهم عند احلوادث املستجدة أول ما ينظرون فيه كتاب رسوله . مل جيدوا نظروا يف سنة نبيه

هذا ما كان عليه عمل الصحابة رضي هللا عنهم ، ومل خيالف ذلك منهم أحد ، وعلى هذا املنوال سار من أتى بعدهم من التابعني و األئمة اجملتهدين ؛ واستمر العمل بذلك إىل يومنا هذا ؛ حىت حتقق إمجاع

بحت حجية السنة ضرورة دينية ؛ ومل خيالف إال من شذ بفكره فال يعتد األمة على هذا املسلك ، و أصيف هذا يقول الشوكاين : " إن ثبوت حجية السنة املطهرة و استقاللا بتشريع األحكام ضرورية دينية و بقوله

وال خيالف يف ذلك إال من ال حظ له يف اإلسالم " .

القة السنة مع القرآنعتعاىل : ) وأنزلنا إلي ك ال ذكر لتب ني للن اس م ا ن زل إل يهم ( ، فالرس ول علي ه الص الة مضى معنا قوله

والسالم مبعوث من هللا لغاية ومقصد وهدف وهو أنه مفسر ومبني وشارح وموضح للقرآن . يقول ابن القيم : ) السنة مع القرآن على ثالثة أوجه :

13 دلة .أن توافقه من كل وجه فيكون من توارد األ - 1 أن تكون بياان ملا أمجل يف القرآن .) أي ما مل يوضح ويفصل يف القرآن ( - 2أن تكون دال ة عل ى حك م س كت عن ه الق رآن ، وه ذا الثال ث يك ون حكم ا مبت دأ م ن الن يب ص لى - 3

هللا عليه وسلم ، فيجب طاعته فيه ( أ.ه

وتفصيل ذلك على النحو اآليت : أن تكون موافقة ومؤكدة ، ومن ذلك األحاديث اليت فيها وجوب الصالة والزكاة : الوجه األول

واحل ك كقول ه : " ب ين اإلس الم عل ى س . . . " فه ذا احل ديث يؤك د قول ه تع اىل : ) وأقيم وا الص الة وآت وا الزكاة . . .( .

: أن السنة أتيت مبينة لكتاب هللا ، فهي أتيت : الوجه الثاني جململه : بيان - 1

اجململ : هو ما مل تتضح داللته . مث ال اجملم ل يف الق رآن أن هللا أم ر في ه ابلص الة والزك اة واحل ك . . .ا ، وج اءت الس نة مبين ة

للصالة قال عليه الصالة والسالم : " صلوا كما رأيتموين أصلي " ، كذلك الزكاة مل تبني تفاصيلها يف القرآن ا وأوقاهتا وأنصبتها . . . وكذلك احلك .من حيث مقاديره

ختصيص عامه : - 2 العام : هو اللفظ املستغرق ملا يصلح له من غري حصر .

اخلاص : هو إخراج بعض ما تناوله اللفظ العام .مثاله : قال تع اىل : ) وأح ل هللا البي ع ( ف أابح ك ل البي وع م ن حي ث العم وم ، فج اءت الس نة وخص ت

الفاسدة فحرمتها مثل النهي عن بيع الغرر ، وحترمي النجش ، وحترمي االحتكار . . .ا مجلة من البيوع تقييد مطلقه : - 3

املطلق : هو ما دل على احلقيقة بال قيد . املقيد : ما دل على احلقيقة بقيد .

ن م ال املي ت مثاله : قال تعاىل : ) من بعد وصية يوصي هبا أو دي ن ( ، فأطلق ت اآلي ة امل ال املخ رج م

14 ومل حتدد مقداره ، فجاءت السنة مقيدة للوصية أبن ال تتجاوز الثلث .

وأطل ق يف الق رآن قط ع ي د الس ارق ، وبين ت الس نة أن القط ع ل يس م ن مفص ل الكت ف ب ل م ن مفص ل الكف . توضيح مشكله : - 4

فس ر ل م رس ول هللا ص لى قال تعاىل : ) الذين آمنوا ومل يلبس وا إمي اهنم بظل م ( أش كلت عل ى الص حابة و هللا عليه وسلم املراد ابلظلم أبنه الشرك .

بسط خمتصره : - 5قال تعاىل : ) وعلى الثالثة الذين خلفوا . . ( بسط هذه القصة يف خرب كعب بن مالك رضي هللا عنه

املخرج يف صحيح البخاري وغريه . وأكثر ما أييت بسط املختصر يف أسباب نزول القرآن .

: أن تكون السنة مستقلة حبكم سكت عنه القرآن إجيااب أو نفيا ، ومثال ذلك حترمي لوجه الثالثا

نك اح امل رأة عل ى عمته ا أو خالته ا ، وأن ه حي رم م ن الرض اع م ا حي رم م ن النس ب ، وح ق الش فعة للش ريك ، واحلكم بشاهد وميني ، ورجم الزاين احملصن .

هل تستقل السنة ابلتشريع ؟

نزاع بني العلماء يف أن نصوص السنة على ثالثة أقسام : ال

وذل ك مث ل ماااا كاااان م ياااداا ألحكاااام القااارآن ، موااقااااو لاااه مااان حياااث اإلمجاااال والتفصااايل: أولا األحادي ث ال يت تفي د وج وب الص الة والزك اة واحل ك والص وم م ن غ ري تع رض لش رائطها وأركاهن ا ، فإهن ا موافق ة

ك ، كح ديث : ) ب ين اإلس الم عل ى س: ش هادة أن ال إل ه إال هللا وأن حمم دا ل تايت ال يت وردت يف ذل رس ول هللا ، وإقام ة الص الة وإيت اء الزك اة ، وص وم رمض ان ، وح ك البي ت م ن اس تطاع إلي ه س بيال ( . فإن ه

.اي أ ي ه ا ال ذين آم ن وا كت ب ه : ( ولقول 83) البق رة : و أ قيم وا الص ال ة و آت وا الزك اة مواف ق لقول ه تع ال :. ..

15 لل ع ل ى الن اس ح ك ولقول ه : 183ع ل يكم الص ي ام ك م ا كت ب ع ل ى ال ذين م ن ق بلكم البق رة . و

بطي ب م ن : )ال حي ل م ال ام ر مس لم إال ومث ل قول ه 97الب ي ت م ن اس ت ط اع إل ي ه س بيال آل عم ران.اي أ ي ه ا ال ذين آم ن وا ال أت كل وا أ م و ال كم ب ي ن كم ابلب اط ل إال أ ن ت ك ون ت ار ة نفس ه( فإن ه مواف ق لقول ه تع اىل :

نكم النساء 29ع ن ت ر اض م، أو ختصاايص عاااممااا كااان مبيناااا ألحكااام القااران ماان تقييااد مطلااق ، أو تفصاايل ماال ، : ثانيــا

كاألحادي ث ال يت فص لت أحك ام الص الة والص يام والزك اة واحل ك والبي وع واملع امالت ال يت وردت مل ة يف القرآن ، وهذا القسم هو أغلب ما يف السنة وأكثرها ورودا .

، كاألحادي ث ال يت أثبت ت حرم ة ما دل على حكم سكت عنه القرآن ، الم يوجبه ومل ينفه: ثالثاا ع ب ني امل رأة وعمته ا أو خالته ا ، وأحك ام الش فعة ، ورج م ال زاين البك ر احملص ن وتغري ب ال زاين البك ر ، اجلم

وإرث اجلدة وغري ذلك .وكوهنم ا الغال ب يف ورودمها وثبوت أحكامهما أيوال نزاع بني العلماء يف القسمني األولني ، أبي –اثب ت أحكام ا مل يثبته ا الق رآن ومل ينفه ا ال ذي أي –عل ى أحادي ث الس نة ، إمن ا اختلف وا يف الثال ث

طريق كان ذلك ؟ أعن طريق االستقالل إبثبات أحكام جديدة ؟ أم عن طريق دخولا حتت نص وص الق رآن وه و أن الس نة ال الث اين ال رأي " املوافق ات " وآخ رون اىل كت اب صاحباإلمام الشاطيب ولو بتأويل ؟ ذهب لتش ريع كم ا ورد يف القس م وه و أن الس نة تس تقل اب األول ال رأي مه ور اىل، وذه ب اجل تس تقل ابلتش ريع

.الثالث حجج القائلني ابالستقالل :

ن ه ال م انع عق ال م ن وق وع اس تقالل الس نة ابلتش ريع م ا دام رس ول هللا معص وما ع ن : إ أوالا ق الوا واء ك ان ابلكت اب أو بغ ريه ، طري ق ، س أياخلط أ ، وهلل أن أيم ر رس وله بتبلي أحكام ه عل ى الن اس م ن

ومادام جائزا عقال وقد وقع فعال ابتفاق اجلميع فلماذا ال نقول به ؟

: أن النص وص ال واردة يف الق رآن الدال ة عل ى وج وب اتب اع الرس ول وطاعت ه فيم ا أيم ر اثنيااااا ق الوا ها م ا يفي د ه ذا االس تقالل وينه ي عام ة ال تف رق ب ني الس نة املبين ة أو املؤك دة او املس تقلة ب ل إن يف بعض

ا الذين آم نوا أ طيعوا الل و أ طيعوا الرسول و أول األ مر منكم ف إن ت ن از عتم يف مثل قوله تعال : ش يء .اي أ ي ه 59اآلخر النساء ف ردوه إىل الل و الرسول إن كنتم ت ؤمنون ابلل و الي وم

16 والرد ال هللا هو الرد ال الكتاب ، والرد ال الرسول ، هو الرد ال سنته بعد وفاته .

( و س ائر م ا ق رن في ه طاع ة الرس ول بطاع ة 92وقال : . وأطيعوا هللا وأطيعوا الرسول ) املائدة :الرسول ما أمر به وهني عنه مما جاء به هللا فهو دال علي طاعة هللا ما أمر به وهني عنه يف كتابة ، وطاعة مما ليس يف القرآن ، إذ لو كان يف القرآن لكان من طاعة هللا .

(63مره أن تصيبهم فتنه )النور :أوقال : . فليحذر الذين خيالفون عن فقد اختص الرسول عليه الصالة والسالم بشيء يطاع فيه ، وذلك السنة اليت مل أتت يف القرآن

( 80ل : . من يطع الرسول فقد أطاع هللا ) النساء: وقا ( .7وقال : . وما أاتكم الرسول فخذوه وما هناكم عنه فانتهوا ) احلشر :

وهكذا كل أدلة القرآن تدل على أن ما جاء به الرسول ، وكل ما أمر به وهني عنه ، فهو الح ق يف عليه احلكم مبا جاء يف القرآن فال بد أن يكون زائدا

: فقد جاءت أحاديث كثرية تدل عل ى أن الش ريعة تتك ون م ن األص ليني مع ا : الكت اب اثلثاا وقالوا

والسنة ، وأن يف السنة ما ليس يف الكتاب ، وانه جيب اآلخذ مب ا يف الس نة م ن األحك ام كم ا يؤخ ذ مب ا ما كان فيه حالل أحللناه ، : ) يوشك أبحدكم أن يقول : هذا كتاب هللا ، يف الكتاب ، مثل قوله

فق د ك ذب هللا ورس وله وال ذي وم ا ك ان في ه م ن ح رام حرمن اه ، أال م ن بلغ ه ع ين ح ديث فك ذب هب (( .حدثه

: حجج املنكرين لالستقالل أما اآلخرون ، فقد استدلوا لرأيهم مبا عرب عنه الشاطيب فيما يلي :

وبيان مش كله وبس ط صتص ره ، وذل ك ألهن ا السنة راجعة يف معناها اىل الكتاب فهي تفصيل ملةبيان له ، وهو الذي دل عليه قوله تعال : . وأنزلنا إليك الذكر لتبني للناس ما ن زل إل يهم ) النح ل :

44. ) فال تد يف السنة أمرا إال والقرآن قد دل على معناه داللة إمجالية أو تفصيلية .

ل ي الش ريعة وينب وع ل ا فه و دلي ل عل ى ذل ك وأيض ا فك ل م ا دل عل ى أن الق رآن ه و ك القلم، الن هللا تعال قال : . وإنك لعلى خلق عظيم

وفس رت عائش ة ذل ك أبن خلق ه الق رآن واقتص رت يف خلق ه عل ى ذل ك ، ف دل عل ى أن قول ه وفعل ه

17 ياان لك ل ن هللا جعل القرآن تبألق حمصور يف هذه األشياء ، و ل القرآن ، ألن اخل إىلوإقراره راجع

ش يء ، فيل زم م ن ذل ك أن تك ون الس نة حاص لة في ه يف اجلمل ة الن األم ر والنه ي أول م ا يف الكت اب ، ( وقول ه تع ال : . الي وم أكمل ت 38ومثله قوله تعال : . ما فرطنا يف الكتاب من شيء ) األنع ام :

( وهو يريد إنزال القرآن .3لكم دينكم ) املائدة : حمصول األمر بيان ملا فيه ، وذلك معىن كوهنا راجع ة الي ه وايض ا فاالس تقراء الت ام دل فالسنة إذن يف

على ذلك .وأجابوا عن حجك الفريق األول مبا خالصته : إننا ندعي أن السنة مبينة للكتاب ، وما ذكرمتوه من

رحه ، فم ن عم ل اآلايت اليت توجب طاعة الرسول م ع طاع ة هللا يقص د منه ا طاع ة الرس ول يف بيان ه وش ، فق د اط اع هللا فيم ا أراد بكالم ه ، وأط اع رس وله يف مقتض ى بيان ه ، ول و عم ل وف ق بي ان الرس ول

على صالفة البيان عصى هللا تعال يف عمله على صالفه البيان ، إذ عمل خالف م ا أراد بكالم ه وعص ى .رسوله يف مقتضى البيان

ولكنه ا ليس ت زائ دة زايدة ش يء ليس ت يف الق رآن، ب ل ه ي وحنن نسلم بوج ود األحك ام الزائ ده ، . زايدة الشرح على املشروح، وإال ملا كان شرحا ، وهذا ليس بزايدة يف الواقع

: والراجح أن اخلالف لفظيوي تلخص املوق ف ب ني الف ريقني يف اهنم ا متفق ان عل ى وج ود أحك ام جدي دة يف الس نة مل ت رد يف

الفري ق األول يق ول : إن ه ذا ه و االس تقالل يف التش ريع ألن ه إثب ات أحك ام مل القرآن نص ا وال ص راحة ، ترد يف الكتاب .

ي رى أهن ا داخل ة حت ت نصوص ه بوج ه –الفريق الثاين : م ع تس ليمه بع دم وروده ا بنص ها يف الق رآن حكم ا من الوجوه اليت ستذكر فيما بعد ، وعلى ه ذا فه م يقول ون : إن ه ال يوج د ح ديث ص حيح يثب ت

غري وارد يف القرآن إال وهو داخل حتت نص أو قاعدة من قواعده ، فإن وجد ح ديث ل يس ك ذلك ك ان دليال على أنه غري صحيح وال يصح أن يعمل به.

وأن ت ت رى ان اخل الف لفظ ي وأن ك ل منهم ا يع رتف بوج ود أحك ام يف الس نة مل تثب ت يف الق رآن ، ، واآلخر يسميه ، و النتيجة واحدة . ولكن أحدمها ال يسمي ذلك استقالال

18

كتابة الحديث النبوي

مرت كتابة الحديث النبوي بثالث مراحل :

) كتابة متفرقة غير مجموعة في كتاب واحد (األولى : مرحلة التقييد. ) جمع المقيدات في ديوان واحد أو كتاب واحد وبدون ترتيب (الثانية : مرحلة التدوين.

) جمع المدونات في كتاب واحد مع الترتيب إما على المسانيد أو الثالثة : مرحلة التصنيف .

. على األبواب الفقهية كموطأ مالك وصحيح البخاري ومسلم ومسند أحمد (

تقييد الحديث في العهد النبوي

19

من يعرف كان العرب يعتمدون على الذاكرة يف حفظ أشعارهم وأايمهم وأنساهبم ، ورغم وجودالكتابة إال أهنم كانوا قلة ، ولذا قال رسول هللا صلى هللا عليه و س لم : ) إان أم ة أمي ة ال نكت ب وال نق رأ

( ، وكان يف الصحابة عدد ال أبس به ممن يعرف الكتابة ، وبل كتاب الوحي زهاء أربعني كاتبا . را ال أبس ب ه م ن الس نة يف العه د النب وي وقب ل أن نب دأ يف ع رض بع ض األمثل ة ال يت ت دل عل ى تقيي د ق د

علين ا أن ننظ ر يف مس ألة مهم ة ، وه ي كي ف مج ع العلم اء ب ني أحادي ث النه ي ع ن كتاب ة الس نة ، واألحاديث املبيحة لكتابتها .

أحاديث النهي : وردت ع دة أحادي ث يف النه ي ع ن كتاب ة الس نة أقواه ا ح ديث أيب س عيد اخل دري مرفوع ا : ) - 1

ال تكتبوا عين ، ومن كتب عين غري القرآن فليمحه ( أخرجه اإلمام مسلم يف صحيحه .ووردت أحادي ث أخ رى ولك ن فيه ا بع ض النظ ر مث ل ح ديث ن أليب س عيد اخل دري يق ول - 2

م .فيه : ) جهدان ابلنيب صلى هللا عليه وسلم أن أيذن لنا يف الكتابة ، فأىب ( أخرجه اخلطيب يف تقييد العلح ديث أيب هري رة أن رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم خ رج عل يهم وه م يكتب ون أحادي ث ، - 3

فسألم ، فأخربوه ، فقال لم : ) كت اب غ ري كت اب هللا ؟ت أت درون م ا ض لت األم م ق بلكم إال مب ا اكتتب وا م ن .الكتب مع كتاب هللا تعاىل ( أخرجه اخلطيب البغدادي يف تقييد العلم

اديث اإلابحةأح :

حديث أيب هريرة - 1 ) قال ملا فتح هللا عز وجل على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مك ة ق ام يف الن اس فحم د هللا وأث ىن

عليه مث قال :إن هللا حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله واملؤمنني وإهن ا ل ن حت ل ألح د ك ان قبل ي وإهن ا أحل ت

وإهنا لن حتل ألحد بعدي ف ال ينف ر ص يدها وال خيتل ى ش وكها وال حت ل س اقطتها إال ملنش د ل ساعة من هنار وم ن قت ل ل ه قتي ل فه و ري النظ رين إم ا أن يف دى وإم ا أن يقت ل فق ال العب اس إال اإلذخ ر اي رس ول هللا ف إان

جنعله يف قبوران وبيوتنا فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إال اإلذخر .م أبو شاه رجل من أهل اليمن فقال اكتبوا ل اي رسول هللا فقال رسول هللا صلى هللا عليه وس لم : فقا

20

" . أخرجه البخاري ومسلم وغريمها . اكتبوا أليب شاه"

وق د كت ب رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم ملل وك األرض يف عص ره فع ن أن س ) أن ن يب هللا - 2 إىل كسرى وإىل قيصر وإىل النجاشي وإىل كل جبار يدعوهم إىل هللا تعاىل ول يس صلى هللا عليه وسلم كتب

ابلنجاشي الذي صلى عليه النيب صلى هللا عليه وسلم ( أخرجه مسلم يف صحيحه . ع ن عب د هللا ب ن عم رو ق ال : ) كن ت اكت ب ك ل ش يء أ ع ه م ن رس ول هللا ص لى هللا علي ه - 3

ريش وقالوا تكتب كل ش يء عت ه م ن رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم ورس ول وسلم أريد حفظه فنهتين قهللا صلى هللا عليه وسلم بشر ي تكلم يف الغض ب والرض اء فأمس كت ع ن الكت اب ف ذكرت ذل ك لرس ول هللا ( صلى هللا عليه وسلم فأومأ أبصبعه إىل فيه وقال : " اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج من ه اال ح ق "

أخرجه الدارمي وأمحد يف املسند واحلاكم يف املستدرك ع ن اب ن عب اس أن ه ق ال : ي وم اخلم يس وم ا ي وم اخلم يس ، مث جع ل تس يل دموع ه ح ىت رأي ت - 4

على خديه كأهنا نظام اللؤل ؤ ق ال ق ال رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم : "ائت وين ابلكت ف وال دواة أو الل وح ااب لن تضلوا بعده أبدا فقالوا إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يهجر ( . والدواة أكتب لكم كت

ويف لفظ آخر عن ابن عباس قال : ) ملا حضر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ويف البيت رجال فيهم عم ر ب ن اخلط اب فق ال الن يب ص لى هللا علي ه وس لم هل م أكت ب لك م كت ااب ال تض لون بع ده فق ال عم ر إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب هللا فاختلف أهل البي ت فاختصموا فمنهم من يق ول قرب وا يكت ب لك م رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم كت ااب ل ن تض لوا بع ده وم نهم

هللا علي ه وس لم ق ال رس ول هللا م ن يق ول م ا ق ال عم ر فلم ا أكث روا اللغ و واالخ تالف عن د رس ول هللا ص لىصلى هللا عليه وسلم قوموا ق ال عبي د هللا فك ان ب ن عب اس يق ول إن الرزي ة ك ل الرزي ة م ا ح ال ب ني رس ول هللا

صلى هللا عليه وسلم وبني أن يكتب لم ذلك الكتاب من اختالفهم ولغطهم( متفق عليه واللفظ ملسلم .

قبل وفاته بساعات أو أايم كان يري د أن يكت ب لألم ة كت ااب مم ا ي دل وهذا هو آخر األمر من رسول هللا على إابحة الكتابة .

21

أقوال العلماء يف اجلمع والرتجيح بني أحاديث النهي وأحاديث إابحة الكتابة

إن النهي خاص بكتابة القرآن مع السنة يف صحيفة واحدة خشية التباسه ، وهذا رأي القول األول :، وقد انتصر له بقوله : ) فأما أن يكون نفس الكتاب حمظورا ، وتقييد العلم ابخلط منهيا عنه فال ، اخلطايب

وقد أمر رسول هللا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أمته ابلتبلي ، وق ال : " ليبل الش اهد الغائ ب " ، ف إذا مل وأن يس قط أكث ر احل ديث ، ف ال يبل آخ ر يقي دوا م ا يس معونه تع ذر التبلي ، ومل ي ؤمن م ن ذه اب العل م

/ 4الق رون م ن األم ة ، والنس يان م ن طب ع البش ر ، واحلف ظ غ ري م أمون علي ه الغل ط . . . ( مع امل الس نن ) 184 . )

: إن النهي خاص بوقت نزول القرآن خشية التباسه ، وأما أحاديث اإلابحة فحيث ي ؤمن القول الثاين عدم االلتباس .لقيم : ) وهذا كان يف أول اإلسالم خشية أن خيتلط الوحي الذي يتلى ابل وحي ال ذي ال يتل ى قال ابن ا ( . 457/ 3( زاد املعاد )

وذهب بعض العلماء إىل أن النهي عن الكتابة إمنا كان يف أول اإلسالم صافة اخ تال احل ديث ابلق رآن لجهالة ، وميزوه من احلديث ، زال هذا اخلوف عنهم ، ، فلما كثر عدد املسلمني وعرفوا القرآن معرفة رافعة ل

( .2/354فنسخ احلكم الذي كان مرتتبا عليه ، وصار األمر إىل اجلواز . توضيح األفكار )

: أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم هنى عن كتابة السنة صافة أن يشتغل الناس ابلس نة القول الثالثهللا غ ريه ، وه ذا رأي بع ض العلم اء . م نهم اخلطي ب البغ دادي واب ن عب د دون الق رآن ، أو يض اهى بكت اب

الرب .

إن النه ي خ اص مل ن وث ق رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم حبفظ ه ، واإلابح ة مل ن مل يث ق القول الراباع : حبفظه ، وهذا ذكره ابن الصالح والنووي .

22

ل ى الكتاب ة ويرتك وا احلف ظ ويهمل وه ، فيق ل إن النه ي ع ن ذل ك ك ي ال يتك ل الن اس ع القول اخلاام : ( غري احملققة .1/82احلفظ ، وهذا ذكره ابن عبد الرب يف جامع بيان العلم وفضله )

خ ض ابإلذن مل ن ك ان ي تقن الكتاب ة وحيس ن التهج ي م ن الص حابة ، وه ذا رأي اب ن القاول الساااد :

قتيبة يف كتابه أتويل صتلف احلديث .

أن أحادي ث النه ي كله ا فيه ا مق ال وأقواه ا ح ديث أيب س عيد اخل دري ، وه و معل ول : القااول السااابع وقد أعله البخاري ورجح أنه موقوف وليس مبرفوع .

.إن أحاديث إابحة الكتابة متأخرة فهي انسخة ، وأحاديث النهي منسوخةالقول الثامن :

م اب ن تيمي ة واب ن الق يم واب ن حج ر ، وق د ذه ب إىل ه ذا ال رأي مجه ور أه ل العل م م نهم ش يخ اإلس ال والشيخ أمحد شاكر وحممد أبوشهبة وغريهم كثري من كبار العلماء قدميا وحديثا .

: ابلتأماال يف أحاديااث اإلابحااة قاادها أقااوى وأكثاار وتاادل يقيناااا علااى أن أحاديااث اإلابحااة الااراجح

يلي : متأخرة بال شك ، وأسباب ترجيحنا ألحاديث اإلابحة ترجع إىل ما ضعف أحاديث النهي إال حديث أيب سعيد وقد علمت اخلالف يف صحته . - 1أن ح ديث " اكتب وا أليب ش اه " ، وطل ب رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم يف م رض امل وت أن - 2

حيضروا كتااب ليكتبوا عنه ؛ كل ذلك دالئل قوية على أتخر أحاديث اإلابحة .أن ه عم ل كث ري م ن الص حابة ، ومجه ور الت ابعني وإمج اع األم ة القطع ي ويؤكد قوة أحاديث اإلابحة - 3

الثابت ابلتواتر، وعلى هذا فاالعتماد عل ى الكتاب ة يع د قرين ة قاطع ة عل ى أن اإلابح ة مل تنس خ ، وه ذا إمج اع بت ابلتواتر العملي من كل طوائف األمة بعد الصدر األول .

ف ، وأمجع املسلمون على تسوي ذلك وإابحته (قال ابن الصالح : ) مث إنه زال اخلال

ويق ول ال ذهيب : ) مث انعق د اإلمج اع بع د اخ تالف الص حابة رض ي هللا ع نهم عل ى اجل واز واالس تحباب

23 لتقييد العلم (

ويقول ابن حجر : ) وإن كان األمر استقر واإلمجاع انعقد على ج واز كتاب ة العل م ، ب ل عل ى اس تحبابه به على من خشي النسيان ممن يتعني عليهم تبلي العلم (، بل ال يبعد وجو

وقد حكى اإلمجاع املنذري والعراقي والسيوطي والصنعاين واأللباين وغريهم .

أمثلة من تقييد السنة في العهد النبوي

اضحة قبل أن نبدأ يف ذكر األمثلة البد من اإلجابة عن األسئلة التالية املهمة لكي تكون األمور و

وجلية من غري التباس وبعيدا عن احلماس الذي ال يقره املنهك العلمي املوضوعي .

: هل دونت السنة يف عهد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كاملة كما دون القرآن ؟ السؤال األول : كال . اجلواب

السنة كاملة ؟ : ملاذا حرص على تدوين القرآن كامال ، ومل تدون السؤال الثاين

: ألن القرآن متعبد بتالوت ه ، أم ا الس نة فيج وز أن ت روى ابملع ىن ب دليل أنن ا جن د أحادي ث كث رية اجلوابفيه ا : " هن ى رس ول هللا ع ن . . . " م ن دون حتدي د للف ظ رس ول هللا ، أض ف إىل ذل ك قل ة م ن حيس ن

امة حجمها ، وعلى العسب مع صعوبة احلف ر الكتابة ، وندرة الوسائل ) كانت الكتابة على اجللود مع ضخ عليها (

: هل يصح قول من ق ال : إن الس نة مل ي دون منه ا ش يء أب دا يف عه د رس ول هللا ص لى السؤال الثالث هللا عليه وسلم ؟: كال هذا غ ري ص حيح فق د ج رى تقيي د كمي ة ال أبس هب ا م ن الس نة يف عه د رس ول هللا ص لى اجلواب

، فمثال ذكر ابن األثري أن الصحيفة الصادقة اليت دوهنا عبد هللا بن عمرو بن العاص يف عه د هللا عليه وسلم ( حديث ، وه ذه كمي ة كب رية ال يس تهان هب ا ، فم ا ابل ك ابألش ياء األخ رى 1000رسول هللا كانت تبل )

24 اليت دوهنا الصحابة ااآلخرون .

ديث كلها صاحلة ألن تذكر هنا ، وابإلضافة إليها :# ذكران فيما سبق يف أحاديث اإلابحة أربعة أحا

عن عبد هللا بن عكيم قال : " كتب إلينا رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم قب ل موت ه بش هر أن ال - 5 تنتفعوا من امليتة إبهاب وال عصب " رواه أبو داود والرتمذي وصححه ابن حبان وغريه .

زم وه ذا الكت اب املش هور ورد يف بع ض املص نفات احلديثي ة وكت ب رس ول هللا كت ااب لعم رو ب ن ح - 6 ( :501/ 14وهذا نصه كما ذكره ابن حبان يف صحيحه )

) أخ ربان احلس ن ب ن س فيان وأب و يعل ى وحام د ب ن حمم د ب ن ش عيب يف آخ رين ق الوا ح دثنا احلك م ب ن حمم د ب ن عم رو ب ن ح زم موس ى ح دثنا حي ن ب ن مح زة ع ن س ليمان ب ن داود ح دثين الزه ري ع ن أيب بك ر ب ن

عن أبيه عن جده :أن رسول هللا ص لى هللا علي ه وس لم كت ب إىل ال يمن بكت اب في ه الف رائض والس نن وال دايت وبع ث ب ه

مع عمرو بن حزم فقرئت على أهل اليمن وهذه نسختها م ن حمم د الن يب ص لى هللا علي ه وس لم إىل ش رحبيل م ب ن عب د ك الل قي ل ذي رع ني ومع افر ومه دان ام ا بع د فق د رج ع بن عبد كالل واحلارث بن عبد كالل ونعي

رسولكم واعطيتم الغنائم س هللا وما كتب هللا على املؤمنني من العشر يف العقار وما سقت السماء أو كان سيحا أو بعال ففيه العشر إذ بل سة

كل س من اإلب ل س ائمة أوسق وما سقي ابلرشاء والدالية ففيه نصف العشر إذ بل سة أوسق ويفش اة إىل أن تبل أربع ا وعش رين ف إذا زادت واح دة عل ى أرب ع وعش رين ففيه ا ابن ة ص اض ف إن مل توج د بن ت صاض فابن لبون ذكر إىل أن تبل سا وثالثني ف إذا زادت عل ى س وثالث ني ففيه ا ابن ة لب ون إىل أن تبل

ه ا حق ة طروق ة إىل أن تبل س تني ف إن زادت عل ى س تني س ا وأربع ني ف إذا زادت عل ى س وأربع ني ففيواحدة ففيها جذعة إىل ان تبل سة وسبعني فإن زادت على س وسبعني واحدة ففيها ابنتا لب ون إىل أن تبل تسعني فإن زادت على تسعني واحدة ففيها حقتان طروقتا اجلمل إىل أن تبل عشرين ومئة فما زاد ففي

حق ة طروق ة اجلم ل ويف ك ل ثالث ني ابق ورة بق رة ويف ك ل أربع ني ش اة س ائمة إىل أن لبون ويف ك ل س نيتبل عش رين ومئ ة ف إن زادت عل ى عش رين ومئ ة واح دة ففيه ا ش ااتن إىل أن تبل مئت ان ف إن زادت واح دة

عجفاء وال فثالثة شياه إىل أن تبل ثالثة مائة فما زاد ففي كل مائة شاة شاة وال تؤخذ يف الصدقة هرمة والذات ع وار وال ت يس الغ نم وال جيم ع ب ني متف رق وال يف رق ب ني تم ع خيف ة الص دقة وم ا أخ ذ م ن اخلليط ني

25 فإهنما يرتاجعان بينهما ابلسوية ويف كل س أواق من الورق س ة دراه م فم ا زاد فف ي ك ل أربع ني

الص دقة ال حت ل حملم د وال أله ل بيت ه درهم وليس فيها دون س أواق شيء ويف كل أربعني دينارا دينار وإن وإمنا هي الزكاة تزكى هبا أنفسهم يف فقراء املؤمنني أو يف سبيل هللا .

وليس يف رقيق وال مزرعة وال عمالا شيء إذا كانت تؤدى صدقتها من العشر وليس يف عبد املسلم وال تل النفس املؤمنة بغري احلق والفرار يف سبيل فرسه شيء وإن أكرب الكبائر عند هللا يوم القيامة اإلشراك ابهلل وق

هللا يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمي احملصنة وتعلم السحر وأكل الراب واكل مال اليتيم وإن العمرة احلك األصغر وال ميس القرآن إال طاهر وال طالق قبل إمالك وال عتق حىت يبتاع وال يصلني أحدكم يف ثوب

يء وال حيتبني يف ثوب واحد ليس بينه وبني السماء شيئء وال يصلني أحدكم واحد ليس على منكبه منه شيف ثوب واحد وشقه ابد وال يصلني أحدكم عاقصا شعره وإن من اعتبط مؤمنا قتال عن بينة فهو قود إال

لدية أيرضى أولياء املقتول وإن يف النفس الدية مائة من اإلبل ويف األنف إذا أوعب جدعه الدية ويف اللسان اويف الشفتني الدية ويف البيضتني الدية ويف الذكر الدية ويف الصلب الدية ويف العينني الدية ويف الرجل الواحدة نصف الدية ويف املأمومة ثلث الدية ويف اجلائفة ثلث الدية ويف املنقلة س عشرة من اإلبل ويف كل

س من اإلبل ويف املوضحة س من اإلبل أصبع من األصابع من اليد والرجل عشر من اإلبل ويف السن وإن الرجل يقتل ابملرأة وعلى أهل الذهب ألف دينار ( أ . ه كتاب عمرو بن حزم الذي كتبه رسول هللا .

ع ن أيب هري رة رض ي هللا عن ه ق ال : ) م ا م ن أص حاب الن يب ص لى هللا علي ه وس لم أح د أكث ر - 7 بن عمرو فإنه كان يكتب ( أخرجه البخاري .حديثا عنه مين إال ما كان من عبد هللا

ومعروف أن أاب هريرة أكثر الصحابة رواية للحديث وهو هنا يؤكد أن عبد هللا ب ن عم رو أكث ر من ه حديثا لكثرة األحاديث اليت كتبها عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يف حياته عليه الصالة والسالم

) دخلت عل ى عب د هللا ب ن عم رو فتناول ت ص حيفة حت ت رأس ه فتمن ع عل ي وقد ذكر اهد قال : فقل ت متنع ين ش يئا م ن كتب ك فق ال إن ه ذه الص حيفة الص ادقة ال يت عته ا م ن رس ول هللا ص لى هللا علي ه وسلم ليس بيين وبينه أحد فإذا سلم ل كتاب هللا وهذه الصحيفة والوهط مل أابل ما ضيعت الدنيا ( وال وهط

ستان عظيم ابلطائف .بعن عبد هللا بن عمرو بن العاص أنه ق ال : اي رس ول هللا إان نس مع من ك أحادي ث أفت أذن لن ا أن - 8

ال جي وز كتاااب الناال صاالى هللا عليااه وساالم إىل أهاال مكااة : نكتبه ا ق ال نع م فك ان أول م ا كت ب ومن كان مكاتبا على مائة درهم فقضاها إال شرطان يف بيع واحد وال بيع وسلف مجيعا وال بيع ما مل يضمن

26 عش رة دراه م فه و عب د أو عل ى مائ ة أوقي ة فقض اها إال أوقي ة فه و عب د " ( أخرج ه اب ن حب ان يف

صحيحه .

تقييد السنة في عهد الخلفاء الراشدين *هـ ( 13 -ق هـ 50* أبو بكر الصديق رضي هللا عنه )

بكر رضي هللا عنه لألحاديث النبوية بناء على ما نقله على كتابة أيباستدل بعض الباحثني مجع أيب احلديث عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم رضي هللا عنها أهنا قالت : )) عائشة احلاكم عن

وكانت سمائة حديث فبات ليلته يتقلب كثريا قالت فغمين فقلت أتتقلب لشكوى أو لشيء بلغك مي األحاديث اليت عندك فجئته هبا فدعا بنا فحرقها فقلت مل أحرقتها قال فلما أصبح قال أي بنية هل

خشيب أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت ومل يكن كما حدثين فهذا ال يصح ) (( قال الذهيب بعد أن نقل القصة يف كتابه " تذكرة احلفاظ " : فأكون قد نقلت ذاك الرواية اإلمام ابن كثري . ( وكذلك ضعف هذه

وقد استدل حممود أبو ريه ابلقصة على أن أاب بكر امتنع عن تدوين السنة ، واستدالله ليس بصحيح ملا يلي :

ضعف العلماء كالذهيب وابن كثري القصة السابقة ، ويف سندها رجل ا ه " علي بن صاحل " – 1 د غريه ممن فيه نظر (( .وهو هول اليعرف ، قال املعلمي : )) ويف السن

ثبت عن أيب بكر كما سيأيت أنه كتب بعض األحاديث النبوية ، وهذا مما يؤكد ضعف هذه – 2 القصة .يف املنت نكارة ، ذلك أن أاب بكر رضي هللا عنه كان من أقرب الناس إىل رسول هللا صلى هللا – 3

حيتاج إىل وسيط بينه وبني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، فإذا أراد أن جيمع األحاديث النبوية ، فلن عليه وسلم .

كتابة أيب بكر رضي هللا عنه لألحاديث .وفيه فرائض الصدقة ) أنصبة –وكان عامله على البحرين –كتب ألنس بن مالك كتااب – 1

املثىن األنصاري قال البخاري يف صحيحه يف ابب زكاة الغنم حدثنا حممد بن عبد هللا بن الزكاة ( . فقد

27 أن أاب بكر رضي هللا عنه قال حدثين أيب قال حدثين مثامة بن عبد هللا بن أنس أن أنسا حدثه

بسم هللا الرمحان الرحيم هذه فريضة الصدقة اليت فرض ))ن كتب له هذا الكتاب ملا وجهه إىل البحريوهو احلديث .. ( مث ساق أمر هللا هبا رسوله رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على املسلمني واليت

طويل .، كما ذكره الطرباين يف كما أنه أرسل خطااب إىل عمرو بن العاص وذكر فيه أحاديث نبوية – 2

معجمه الكبري . * هـ (23-ق هـ40عمر بن الخطاب رضي هللا عنه )*

م وفتح به األمصار. وهو الصادق وزير رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ومن أيد هللا به اإلسال احملدث امللهم الذي جاء عن املصطفى صلى هللا عليه وسلم انه قال : لو كان بعدي نيب لكان عمر .

لقد اشتهر عن عمر الشدة واحلزم ، ونقلت عنه بعض القضااي وأسيء فهمها ، واستدل هبا على ذه النقطة .عدم أخذه ابلسنة النبوية ، وقد كثر اجلدال أخريا حول ه

بناء على ماروى ) . . . . عروة بن الزبري أن عمر بن اخلطاب قيل انه كره كتابة األحاديث النبوية -1

أراد أن يكتب السنن ، فاستشار يف ذلك أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، فأشاروا عليه هللا له ، فقال: أين كنت أن يكتبها ، فطفق عمر يستخري هللا فيه شهرا ، مث أصبح يوما وقد عزم

أردت أن اكتب السنن ، واين ذكرت قوما كانوا قبلكم ، كتبوا كتبا فأكبوا عليها ، وتركوا كتاب هللا تعاىل ن واين وهللا ال البس كتاب هللا بشيء أبدا( .

: طلب من الصحابة تقليل الرواة - 2اب رهطا من األنصار إىل روى ). . . الشعيب عن قرظة بن كعب ، قال: بعث عمر بن اخلط

الكوفة فبعثين معهم ، فجعل ميشي معنا حىت أتى صرار _وصرار ماء يف طريق املدينة_ فجعل ينفض الغبار عن رجليه مث قال: إنكم أتتون الكوفة فتأتون قوما لم أزيز ابلقرآن ، فيأتونكم فيقولون قدم

احلديث ، فأعلموا أن أسب الوضوء أصحاب حممد ، قدم أصحاب حممد ، فيأتونكم فيسألونكم عن ثالث واثنتان تزاين ، مث قال: انكم أتتون الكوفة فتأتون قوما لم أزيز ابلقرآن ، فيقولون قدم أصحاب حممد قدم أصحاب حممد فيأتونكم فيسألونكم عن احلديث ، قأقلوا الرواية عن رسول هللا صلى هللا عليه

ان كنت ألجلس يف القوم فيذكرون احلديث عن رسول هللا صلى وسلم وأان شريككم فيه . قال قرظة: و

28 هللا عليه وسلم واين ملن أحفظهم له ، فاذا ذكرت وصية عمر سكت ، قال أبو حممد معناه

عندي احلديث عن أايم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ليس السنن والفرائض (

: مناقشة رواية عروة اآلنفة *

ولذلك فهي ألن عروة مل يدرك عمر رضي هللا عنه ، عن عمر بن اخلطاب منقطعة ،رواية عروة بن الزبري ضعيفة. وعلى فرض صحتها وثبوهتا فإهنا تدل على أن الصحابة امجعوا عل الكتابة ملا استشارهم يف ذلك

رتاضهم دوا اعيومبعىن آخر مل يكن عندهم علم أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم منع عن الكتابة ، وإال ألذن امتناع عمر عن الكتابة مل يكن مبنيا على حديث من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وال مشورة من إف

على اجتهاده وحده ورمبا كان الدف منه الصحابة ، بل هو خالف ما أشاروا عليه ، وكان ذلك مبنيا ا ومعىن ، بينما يكفي يف احلديث إعطاء األولويه لكتاب هللا سبحانه وتعاىل ألن املفروض فيه حفظه لفظ

احملافظة على املعىن وهو سهل وميسور .يفسرها قول الدارمي: )معناه عندي احلديث عن ، في رواية الشعل عن قرظه بن كعبوأما *

أايم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ليس السنن والفرائض( صلى هللا عليه وسلم إال فيما يعمل به.ويؤيده ما روي مرسال عن عمر: اقلوا الرواية عن رسول هللا

مغازيه صلى هللا عليه وسلم ابلنظر إىل أن السابق للنص كيف يقبل التأويل وقد يتساءل البعض :أيضا واجبه اإلتباع . والواقع أن األمر ليس كذلك ، بل الغرض منه حكاايت البطوالت وبعض

بني القبائل .القصص األخرى اليت رمبا كانت تسبب بعض املشاكل ويف الواقع إذا أردان أن نفسر قول رجل ما جيب علينا أن نضع حياته نصب أعيننا ويف ضوئها

نفسر كالمه ، فان كانت هناك جزئيه ال تنسجم مع بقية حياته فهنا جيب التأويل .فاحلوادث املذكورة _على فرض صحتها_ يف قصة سيدان عمر ال تتفق وجهوده يف نشر السنة.

ك ال ميكن أن أنخذ تلك احلوادث على ظاهرها بل ال بد من التأويل املستساغ _يف نظران_ هو انه لذلكان ال يرغب يف نشر األحاديث إال ما يعمل به ، ال احلكاايت وحوادث القبائل اليت حاربت الدعوة

يف بداية أمرها ألهنا كانت تورث األحقاد والضغائن يف الناس .نسب إىل أمري املؤمنني عمر رضي هللا عنه فليس بصحيح وال بت عنه ، ويتبني من هذا أن ما

29 بل أكثر تلك املروايت من اختالقات الكذابني ال غري .

جهوده لنشر السنة :

ة. وقد خطب يف آخر أايمه فقال: يرسل العلماء لنشر الكتاب والسن عمر رضي هللا عنه كان* ار ، فاين بعثتهم يعلمون الناس دينهم وسنة نبيهم . . .(. . اللهم إين أشهدك على أمراء األمص)

للربيع بن زايد احلارثي وكان قد وفد إليه: )إين مل استعمل عليكم عمال رضي هللا عنه وقال عمر* ليضربوا ابشاركم وليشتموا أعراضكم وأيخذوا أموالكم ، ولكين استعملتهم ليعلموكم كتاب ربكم وسنة

مله مبظلمة فال إذن له علي لريفعها إل ، حىت أقصه منه(نبيكم ، فمن ظلمه عا وقال أبو موسى حني قدم البصرة: )بعثين إليكم عمر بن اخلطاب أعلمكم كتاب ربكم وسنتكم(*

كتابته للسنة :كان يكتب األحاديث النبوية يف اخلطاابت الر ية، ليعمل هبا املسلمني ). . . عن أيب : أوالا

عنه قال : كنا مع عتبه بن فرقد . ابذربيجان فكتب إليه عمر رضي هللا عنه أبشياء عثمان رضي هللا حيدثه عن النيب صلى هللا عليه وسلم ، فكان فيما كتب إليه ، أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال

)ال يلبس احلرير يف الدنيا إال . . . (إليه عمر : )أن النيب صلى هللا عليه وسلم قال: وكتب أبو عبيدة بن اجلراح إىل عمر فكتب : اثنياا

هللا ورسوله موىل من ال موىل له . . . (و يبدو انه مجع أحاديث النيب صلى هللا عليه وسلم اخلاصة ابلصدقات يف رسالة واحده : اثلثاا

وقد قرأها انفع على ابن عمر عدة مرات.

ـ ( *ه 40 -ق هـ 23* علي بن أبي طالب رضي هللا عنه ) من النصوص الدالة على كتابة علي رضي هللا لبعض السنة

زوج الن يب ص لى هللا علي ه م ا أخرج ه الس معاين يف أدب اإلم الء واالس تمالء بس نده إىل أم س لمة – 1دعا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أبدمي وعلي بن أيب طال ب رض ه عن ه فل م ي زل رس ول قالت : )) وسلم

(( وعلي يكتب حىت مأل بطن األدمي وظهره وأكارعه، ميلي عليه وسلمصلى هللاهللا كان ت لعل ي رض ي هللا عن ه ص حيفة يض عه دائم ا يف ج راب س يفه ، وق د ش دت انتب اه ع دد م ن - 2

30 عن قيس بن عباد ق ال دخل ت عل ى عل ي أان واألش رت أصحابه فسألوه عنها ، كما يف هذه القصة :

هللا وحل م عه دا مل يعه ده إىل الن اس كاف ة فق ال مل يعه د إىل الن يب عه دا غ ري م ا فقلن ا ه ل عه د إلي ك رس ول :عهده إىل الناس إال ما كان يف كتايب هذا وأخرج صحيفة من جفن سيفه فيها

.املسلمون تكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدانهم -)) .وهم يد على من سواهم - . ال يقتل مؤمن بكافر وال ذو عهد يف عهده - (( من أحدث حد أو آوى حمد فعليه لعنة هللا واملالئكة والناس أمجعني -

وقد كانت صحيفة علي رضي هللا عنه هذه حتتوي عل ى ع دد م ن األحادي ث النبوي ة غ ري م ا ذك ر ، م ن ذلك مثال :

العقل ) الدايت ( - لعن هللا من ذبح لغري هللا . -

مل يكن نيب إال وله حرم . -

) أنصبة الزكاة ( .فرائض الصدقة -

تقييد السنة في عهد الصحابة اآلخرين

ذكر الدكتور األعظمي يف كتابه السابق نصوصا تثبت تقييد بعض الصحابة للحديث ، وبل ع دد

92/ 1( ص حابيا وذل ك يف كتاب ه ) 52من نقل عنهم تقييد شيء من السنة حبسب إحصاء األعظم ي ) - 142 . )

ة في عهد التابعينتقييد السن

( اتبعي ا أهن م كتب وا احل ديث أو 53( عن ) 167 - 143/ 1ذكر األعظمي يف كتابه السابق )

كت ب ع نهم ، ونق ل األعظم ي أيض ا ع ن ص غار الت ابعني وطبق ة األتب اع _ وه م تالم ذة الت ابعني _ أكث ر م ن

31 ( . 325 - 168/ 1) ( عاملا كتبوا احلديث أو كتب عنهم تالمذهتم 350)

ومما يؤكد ذلك ما يلي : ه ( أن ه ك ان يق ول : " م ا كتب ت س وداء يف بيض اء ، وال ع ت م ن 103نقل عن الشعيب ) ت - 1

رجل حديثا ؛ فأردت أن يعي ده عل ي " ، ونق ل عن ه أن ه مج ع بع ض أب واب العل م فكان ت عن ده ص حيفة مج ع : " ه ذا ابب م ن الط الق جس يم إذا اعت دت امل رأة ورث ت " وس اق فيه ا فيه ا أحادي ث الط الق ، ق ال فيه ا

أحاديث ، وكان يقول لطالبه : " إذا عتم مين شيئا فاكتبوه ، ولو يف حائط " . ه ( يكتب عن ابن عباس . 95وكان سعيد بن جبري ) ت - 2كتب عنه حني شكى س وء ه ( لعبد الرمحن بن حرملة أبن ي 94ورخص سعيد بن املسيب ) ت - 3 حفظه . ه ( يقول : ) إن لنا كتبا كنا نتعاهدها ( . 110وكان احلسن البصري ) ت - 4ه ( ح ل بعض أص حابه أن يص عدوا إىل غرفت ه ، ف أخرج 103ونق ل أن اه د ب ن ج رب ) ت - 5

إليهم كتبه ؛ لينسخوا منها .لنفس ه وأيم ر ابن ه أن يكت ب ل ه ، وك ان طالب ه ه ( يكت ب 114وك ان عط اء ب ن أيب رابح ) ت - 6

يكتبون بني يديه بل قد روي عنه أنه قال لبعض الطلبة الصغار : " اي غلمان تعالوا اكتبوا ، فمن كان م نكم ال حيسن كتبنا له ، ومن مل يكن معه قرطاس أعطيناه من عندان " .

.ى طالبه وهم يكتبون بني يديهم عله ( ميلي العل 117وكان انفع موىل ابن عمر ) ت - 7

والنصوص يف ذلك كثرية جدا وتدل على أن الكتابة انتشرت بكثرة يف عهد التابعني .

ملاذا توسع التابعون يف الكتابة ؟ اجلواب : لثالثة أسباب :

عليه خلشيتهم من أن ختتلط األحاديث املكذوبة وغري الثابتة مبا هو بت عن رسول هللا صلى هللا - 1وسلم ، فحرصا منهم على متييز الص حيح م ن املك ذوب توس عوا يف كتاب ة الس نة ، ودلي ل ذل ك أن أح د كب ار

: لوال أحاديث أتتيناا مان قبال املشار العلماء يف عصر التابعني وهو حممد بن شهاب الزهري كان يقول ننكرها وال نعراها ؛ ما كتبت حديثاا ، وال أذنت يف كتابته .

32 خلشيتهم أن ينسى العلم ويضيع كما سيأيت يف قول عم ر ب ن عب د العزي ز بع د قلي ل ، وق د - 2

: لو مل يكتاب العلام لاذهب ؟ا قاال : نعام ، ولاوال كتاباة قال إسحاق بن منصور لإلمام أمحد بن حنبل العلم أي شيء كنا حنن .

ل عط اء للغلم ان ال ذي م ر معن ا تيس ر وس هولة احلص ول عل ى أدوات الكتاب ة ، كم ا ي دل علي ه ق و - 3 قبل قليل .

محاوالت التدوين الرسمي األولى

# ذكر بعض الباحثني أن احملاولة الر ية األوىل لتدوين السنة اليت تبنته الدول ة كان ت يف زم ن عب د رة ه ( ، فق د طل ب م ن كث ري ب ن م 85ه إىل س نة 65العزي ز ب ن م روان وال مص ر ) وق د وليه ا م ن س نة

احلضرمي وهو ثقة من أهل محص وكان من كبار الت ابعني وق د أدرك س بعني ب دراي أن يكت ب ل ه م ا ع ه من أحاديث الصحابة ما عدا حديث أيب هريرة ألن حديثه كان موعا عنده .

أنه طل ب تل ك األحادي ث لنفس ه ول يس كمش روع لك ل األم ة كم ا فع ل الشخصيولكن يف نظري . عمر كما سيأيت ابنه

# مث إن ابنه اخلليفة عمر بن عبد العزيز ملا ول اخلالفة كتب إىل أيب بكر بن حممد بن عمرو بن ه ( وكان عامله على املدينة أن " اكتب إل مبا ثبت عندك من احلديث عن رسول هللا 117حزم ) ت

، فإين خشيت دروس العلم وذهابه " ويف رواية -بنت عبد الرمحن -صلى هللا عليه وسلم ، وحبديث ع مرة ه ( . 107ه ( والقاسم بن حممد ) ت 98أنه طلب منه أن يكتب له حديث عمرة ) ت

بل ورد عن عمر ب ن عب د العزي ز أن ه كت ب إىل اآلف اق : " انظ روا ح ديث رس ول هللا ص لى هللا علي ه وسلم فامجعوه "

ه ( : " أمران عمر ب ن عب د العزي ز م ع الس نن 124لزهري ) ت ويقول اإلمام حممد بن شهاب ا فكتبناها دفرتا دفرتا ، فبعث إىل كل أرض له عليها سلطان دفرتا " .

كان يف عهد عمر بن عبد العزيز أما تقييد احلديث وكتابته يف التدوين الرمسيويفهم مما تقدم أن

عهد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ومل ينقطع التقييد بعد وفاته الصحف وحنوها فقد مارسه الصحابة يف عليه الصالة والسالم بل بقي جنبا إىل جنب مع احلفظ حىت مت تدوين املدوانت الكربى

33 هكذا نرى أن هناية القرن األول الجري ، وبداية القرن الثاين كانت خامت ة حا ة للخ الف يف

إن أول مان وعم وكثر . . . وبدأت تظهر املدوانت واملص نفات ، وق د قي ل : كتابة السنة ، فانتشر التدوين هو : صنف وبوب

ه ( . 150) ت مبكة عبد امللك بن عبد العزيز بن جريك ه ( . 151حممد بن إسحاق بن يسار ) ت املدينة وأول من صنف يف

ه ( . 179 وقيل : أول من صنف ابملدينة هو مالك بن أنس ) ت ه ( . 156سعيد بن أيب ع روبة ) ت البصرة وأول من صنف يف

ه ( . 160 وقيل : بل إن أول من صنف يف البصرة هو الربيع بن ص بيح ) ت ه ( . 167 وقيل : أول من صنف يف البصرة هو محاد بن سلمة ) ت

ه ( . 161سفيان الثوري ) ت الكواة أول من صنف يف ه ( . 153معمر بن راشد ) ت اليمن أول من صنف يف ه ( . 157األوزاعي ) ت الشام أول من صنف يف ه ( . 181عبد هللا بن املبارك ) ت خراسان أول من صنف يف

وبعد ذلك ظهرت الكتب املشهورة من مسانيد وصحاح وجوامع وسنن ومصنفات . ا

من املقرر : نيالقسم الثا كذوب (الحديث الموضوع ) الم

وجهود العلماء في مقاومة الوضع

وسيكون كالمنا حول هذا األمر كاآليت : تعريف الحديث الموضوع . *

حكمه عند المحدثين . *

متى بدء الوضع في األحاديث النبوية ؟ . *

حقائق حول بدايات الوضع . *

. بواعث الوضع ) أو األسباب التي تدعو الكذابين لكي يضعوا األحاديث ( *

جهود العلماء في مقاومة وضع األحاديث . *

34 ثمار جهود العلماء في مقاومة الوضع . *

. تعريف احلديث املوضوع

: اس م مفع ول م ن وض ع الش يء أي حط ه ، و ي ب ذلك ال حنط ا مرتبت ه ، ويق ال : وض عه لغة يضعه مبعىن حطه أو حط من قدره ، ويقال : يف نسبه ضعة أي احنطا ولؤم .

: " هو اخلرب املنسوب إىل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كذاب وافرتاء ". اصطالحاا إذا فمعىن احلديث املوضوع : املختلق املصنوع املكذوب املزور . : ملاذا نقول حديث موضوع وهو مكذوب ؟ إشكال نت ، ل ذا وه ح ديثا ، أو ابعتب ار اجل واب : ألن ص ورته ص ورة احل ديث م ن حي ث ذك ر الس ند وامل

زعم واضعه . حكم احلديث املوضوع عند علماء الشريعة .

ه و م ن قس م امل ردود ، وه و س اقط اتل ف ال يعت د ب ه أب دا ب ل روايت ه ح رام إال عل ى س بيل البي ان ة والس الم يف أبن ه مك ذوب عل ى رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم ، وال دليل قول ه علي ه الص ال والتوض يح

احلديث الصحيح : " من حدث عين حبديث يرى أنه كذب ، فهو أحد الكاذبني " . وقوله عليه الصالة والسالم : " كفى ابملرء إمثا أن حيدث بكل ما ع " .

وال ش ك أن الك اذب املتعم د عل ى رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم ق د اق رتف كب رية م ن أعظ م يل حديث رسول هللا صلى هللا علي ه وس لم " م ن ك ذب عل ي متعم دا ، فليتب وأ مقع ده م ن الن ار " الكبائر بدل

وهو حديث متواتر رواه عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أكثر من سبعني صحابيا .حمم د وذك ر بع ض العلم اء أن املتعم د ل ذلك يكف ر كف را خيرج ه م ن املل ة ومم ن ي رى ه ذا ال رأي أب و

د هللا بن يوسف اجلويين ، وابن املنري ، وأبو الفضل المداين .عب

وتغليظ ا عل ى الك ذاب يف احل ديث النب وي ي ذهب مجه ور العلم اء إىل أن التائ ب م ن الك ذب يف احل ديث النب وي ال يقب ل حديث ه ح ىت بع د أن يت وب وحتس ن توبت ه نك اال ل ه وخت ذيرا لغ ريه لعظ م وخط ورة

35 صطفى صلى هللا عليه وسلم ومحاية جلناب الشريعة كي ال يدخلها الزيف والفرتاء .الكذب على امل

. مىت بدء الوضع يف احلديث النبوي ؟

األقوال الواردة يف ذلك ، ومستند كل قول : : ي رى أمح د أم ني أن الوض ع ب دء يف عه د رس ول هللا وحينم ا ك ان حي ا علي ه الص الة القاااول األول

والسالم . : ما روي يف سبب ورود حديث " من كذب علي متعمدا " ومستنده

فق د روي ع ن ص احل ب ن حي ان ع ن اب ن بري دة ع ن ابي ه ق ال :ك ان ح ي م ن ب ىن كنان ة م ن املدين ة عل ى ميل ني ف أاتهم رج ل وعلي ه حل ة فق ال إن رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم كس اين ه ذه احلل ة وأم رين أن

ونس ائكم مب ا ارى وك ان ق د خط ب ام رأة م نهم ف أبوا ان يزوج وه ق ال مث انطل ق فن زل عل ى احك م يف أم والكم تلك املرأة فأرسل القوم اىل رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم رس وال ف أخربه فق ال : " ك ذب ع دو هللا و أرس ل

ق ال فج اء فوج ده رجال وقال إن وجدته حيا فاضرب عنقه وال أراك تده حيا وان وجدته ميتا فأحرقه ابلن ار قد لدغته أفعى فمات . فذلك قول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم : " من كذب.. "

وصاحل بن حيان روح ابتفاق األئمة وحكم عليه البخاري والنسائي وابن عدي أبنه مرتوك ، فه ذا حديث ضعيف جدا ال يصلح ألن يكون دليال يعتمد عليه .

تور مص طفى الس باعي ، والش يخ حمم د أب و ش بهة ، وال دكتور حمم د أب و زه و : ي رى ال دك القااول الثاااين ه . 40وغريهم أن الوضع بدء يف آخر سنة

: أن عبد هللا بن سبأ وض ع ح ديثا : " لك ل ن يب وص ي ، ووص يي عل ي . . . " وه ذا اخل رب ومستندهم

أ مع أنه أحد الكذابني .موضوع ألن يف سند رجال موصوف ابلكذب ، فهو ال يصح حىت عن ابن سبو يستندون أيضا إىل قول ابن سريين : " مل يكونوا يسألون عن اإلسناد فلم ا وقع ت الفتن ة ق الوا وا لنا رجالكم فينظر إىل أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إىل أهل البدع فال يؤخذ حديثهم " أخرجه مس لم يف

مقدمة صحيحه . ع على وقوع الوضع ، وإمنا يدل على وجود االحتيا .وليس يف هذا النص دليل قاط

36

: ي ذهب ال دكتور عم ر ب ن حس ن فالت ه مؤل ف كت اب " الوض ع يف احل ديث " إىل أن القااول الثالاااث الوضع بدء يف الثلث األخري من القرن األول الجري .

إال قل ة م ن ص غار : أن ه يف الثل ث األخ ري م ن الق رن األول م ات أكث ر الص حابة ، وم ا بق ي ومسااتنده

الصحابة الذين اعتزلوا اجملتمع مما مكن للكذابني أن يفتعلوا بعض األحاديث .

ه ( أن ه ح اول م ع 67ويس تند أيض ا إىل بع ض األخب ار املروي ة ع ن املخت ار ب ن أيب عبي د الثقف ي ) ت ده ، ولكن ه مل جي د بع ض الن اس أن يك ذبوا عل ى رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم أبن ه س يكون خليف ة م ن بع

أحدا من علماء التابعني من يفعل له ذلك .

، وذل ك ابلنظ ر م ع وجاه ة الق ول الث اين وقوت ه أيض ا ، وأق رب األق وال إىل الدق ة ه و الق ول الثال ث . إىل أن وقوع الفتنة وبداية ظهور الفرق هيئت املناخ لبداايت ظهور الوضع

. حقائق حول بداايت الوضع أول ما نشأ الوضع يف فضائل األشخاص وخاصة يف حق آل البيت النبوي . - 1 يعد الشيعة أكثر املبتدعة كذاب ولعلهم هم أول من ترأ على الوضع يف احلديث . - 2أي املدين ة -كان العراق أول بيئة ينشأ فيه ا الوض ع ، يق ول الزه ري : " خي رج احل ديث م ن عن دان - 3

ا من العراق ذراعا " .إلين فريجعشربا ، -

عــــــوضــث الـــواعــب

37 م ن الج رة ه ي احل د الفاص ل ب ني ص فاء 40كان ت س نة يقول الدكتور مصطفى الس باعي : )

الس نة وخلوص ها م ن الك ذب والوض ع ، وب ني التزي د فيه ا واختاذه ا وس يلة خلدم ة األغ راض السياس ية ف بني علي ومعاوية ش كال حربي ا س الت ب ه دم اء وازهق ت من ه واالنقسامات الداخلية ، بعد أن أختذ اخلال

أرواح ، وبع د أن انقس م املس لمون اىل طوائ ف متع ددة : ف اجلمهور م ع عل ي يف خالف ه م ع معاوي ة واخل وارج ينقمون على علي ومعاوية مع ا بع د أن ك انوا م ن ش يعة عل ي املتحمس ني ل ه ، وآل البي ت وفري ق م نهم أخ ذوا

رض ي هللا عن ه وخالف ة معاوي ة يط البون حبقه م يف اخلالف ة ويش قون عص ى الطاع ة عل ى الدول ة بع د قت ل عل ي األموية وهكذا كان ت األح داث السياس ية س ببا يف انقس ام املس لمني اىل ش يع وأح زاب وم ع األس ف أن ه ذا

د حاول كل حزب أن ، فلق اإلسالماالنقسام اختذ شكال دينيا كان له أبل األثر يف قيام املذاهب الدينية يف يؤي د موقف ه ابلق رآن والس نة ، وطبيع ي أال يك وان م ع ك ل ح زب يؤيدان ه يف ك ل م ا ي دعي ، فعم ل بع ض األح زاب عل ى أن يت أولوا الق رآن عل ى غ ري حقيقت ه ، وأن حيمل وا نص وص الس نة م ا ال تتحمل ه ، وأن يض ع

مث ل ذل ك يف الق رآن حلفظ ه وت وفر بعض هم عل ى لس ان الرس ول أحادي ث تؤي د دع واهم ، بع د أن ع ز عل يهم املس لمني عل ى روايت ه وتالوت ه ، وم ن هن ا ك ان وض ع احل ديث واخ تال الص حيح من ه ابملوض وع وأول مع ىن طرقه الوضاع يف احلديث هو فض ائل األش خاص ، فق د وض عوا األحادي ث الكث رية يف فض ل أئم تهم ورؤس اء

لى اختالف طوائفهم ، كما قال أبن أيب احلديد يف "شرح أحزاهبم ، ويقال : إن أول من فعل ذلك الشيعة عهن ك البالغ ة " : " أعل م أن أص ل الك ذب يف أحادي ث الفض ائل ج اء م ن جه ة الش يعة .. إ "" وق د ق ابلهم

. ( جهلة أهل السنة ابلوضع أيضا " البواعث اليت أدت إىل الوضع والبينات اليت نشأ ايها :

أول م ن ت رأ عل ى ذل ك، ه م الش يعة ، فيك ون الع راق أول بيئ ة نش أ فيه ا قول من ق ال : إن مضى معناالوضع ، وقد أشار إىل هذا أئم ة احل ديث حي ث ك ان الزه ري يق ول : )خي رج احل ديث م ن عن دان ش ربا فريج ع إلين ا م ن الع راق ذراع ا( وك ان "مال ك" يس مي الع راق "دار الض رب" أي تض رب فيه ا األحادي ث وخت رج إىل

كما تضرب الدراهم وخترج للتعامل ، وإذا كان السبب املباشر يف وضع احل ديث اخلالف ات السياس ية الناس ،، فال شك أنه حدث بع د ذل ك أس باب أخ رى ك ان ل ا أث ر يف اتس اع دائ رة األحادي ث املوض وعة، ونس تطيع

طعنا. أن جنمل فيما يلي مجيع األسباب اليت أدت إىل الوضع يف احلديث موجزين بذلك ما است أوالا : اخلالاات السياسية :

فق د انغمس ت الف رق السياس ية يف مح اة الك ذب عل ى رس ول هللا ص لى هللا وس لم كث رة وقل ة ، فالرافض ة

38 أكث ر ه ذه الف رق ك ذاب ، س ئل مال ك ع ن الرافض ة فق ال : ال تكلمه م وال ت رو ع نهم ف إهنم يك ذبون

ابلتش يع م ع االعت دال في ه : )أمح ل ع ن ك ل م ن لقي ت ويقول شريك بن عبد هللا القاضي ، وقد ك ان معروف ا يع ين الرافض ة –إال الرافضة ، فإهنم يضعون احلديث ويتخذونه دينا( وقال محاد بن سلمة : حدثين شيخ لم

ق ال : كن ا إذا اجتمعن ا فاستحس نا ش يئا جعلن اه ح ديثا وق ال الش افعي : )م ا رأي ت يف أه ل األه واء قوم ا – من الرافضة ( أشهد ابلزور

ويستشهد أهل السنة ملا وضعته الرافضة من األحاديث حبديث : ، يف رجوع ه م ن حج ة ال وداع مج ع الص حابة يف مك ان )الوصية يف غدير خ م ( وخالص ته أن الن يب

يق ال ل ه )غ دير خ م( وأخ ذ بي د عل ي رض ي هللا عن ه ووق ف ب ه عل ى الص حابة مجيع ا وه م يش هدون وق ال : وأخي واخلليفة من بعدي فا عوا له وأطيعوا( قال أهل السنة : إنه حديث مكذوب بال شك ، )هذا وصيي

وضعته الرافضة وسيأيت بيان كذبه ، ومن ذلك : )من أراد أن ينظر إىل آدم يف علم ه وإىل ن وح يف تق واه وإىل أان مي زان العل م وعل ي إب راهيم يف حلم ه وإىل موس ى يف هيبت ه وإىل عيس ى يف عبادت ه فلينظ ر إىل عل ي ( و )

كفتاه ، واحلسن واحلسني خيوطه ، وفاطمة عالقته ، واألئمة منا عمود توزن فيه أعمال احملبني لنا واملبغض ني لنا( و )حب علي حسنة ال يضر معه ا س يئة ، وبغض ه س يئة ال ينف ع معه ا حس نة( ومث ل م ا وض عوا يف ح ق

ي ل بس فرجلة م ن اجلن ة فأكله ا ، فعلق ت الس يدة خدجي ة فاطم ة رض ي هللا عنه ا )مل ا أس رى ابلن يب ااته جرب بفاطم ة ، فك ان إذا اش تاق إىل رائح ة اجلن ة ش م فاطم ة ( . وأم ارات الوض ع ظ اهرة عل ى ه ذا اخل رب، ف إن فاطم ة ول دت قب ل اإلس راء ، كم ا أن خدجي ة مات ت قب ل أن تف رض الص الة ، وق د ك ان فرض ها ليل ة اإلس راء

واملعراج . حادي ث يف فض ل عل ي وآل البي ت ، وض عوا األحادي ث يف ذم الص حابة وخاص ة وكم ا وض عوا األ

الشيخني وكبار الصحابة ، حىت ق ال اب ن أيب احلدي د )فأم ا األم ور املستبش عة ال يت ت ذكرها الش يعة م ن إرس ال قنفذ إىل بيت فاطمة وأنه ضرهبا ابلسو فصار يف عضدها كالدملك ، وأن عمر ضغطها بني الب اب واجل دار ، فص احت : اي أبت اه وجع ل يف عن ق عل ي ح بال يق اد ب ه ، وفاطم ة خلف ه تص رخ ، وابن اه احلس ن واحلس ني يبكيان( مث اخذ ابن أيب احلديد يف ذكر الكثري من املثالب ، مث قال : )فكل ذلك ال اص ل ل ه عن د أص حابنا

ء تنف رد الش يعة بنقل ه ( وك ذلك ، وال يثبت ه أح د م نهم ، وال رواه أه ل احل ديث وال يعرفون ه ، وإمن ا ه و ش يوضعوا األحاديث يف ذم معاوية : )إذا رأيتم معاوية عل ى من ربي ف اقتلوه( ويف ذم معاوي ة وعم رو ب ن الع اص :

)اللهم أركسهما يف الفتنة ودعهما يف النار دعا( .

39 وهك ذا أس رفت الرافض ة يف وض ع األحادي ث مب ا يتف ق م ع أهوائه ا ، وبلغ ت م ن الكث رة ح دا

زعج ا ، ح ىت ق ال اخلليل ي يف )اإلرش اد( : )وض عت الرافض ة يف فض ائل عل ي وأه ل بيت ه حن و ثالمثائ ة أل ف مح ديث( وم ع م ا يف قول ه م ن املبالغ ة فإن ه دلي ل عل ى كث رة م ا وض عوا م ن األحادي ث، ويك اد املس لم يق ف

لرافضة أكثرهم من الفرس الذين ، لوال أن يعلم أن هؤالء ا مذهوال من هذه اجلراءة البالغة على رسول هللا تسرتوا ابلتشيع لينقضوا عرى اإلسالم ، أو مم ن أس لموا ومل يس تطيعوا أن يتخل وا ع ن ك ل آ ر داين تهم القدمي ة ، ف انتقلوا إىل اإلس الم بعقلي ة وثني ة ال يهمه ا أن تك ذب عل ى ص احب الرس الة ، لتؤي د حب ا واي يف أعم اق

واألطفال حني حيبون وحني يكرهون . أفئدهتا ، وهكذا يصنع اجلهالالك ذب بك ذب مثل ه وإن ك ان أق ل من ه –م ع األس ف –وقد ضارعهم اجلهل ة م ن أه ل الس نة ، ق ابلوا

دائرة وأضيق نطاقا ، ومن ذلك : )ما يف اجلنة شجرة إىل مكتوب عل ى ورق ة منه ا ال إل ه إال هللا حمم د رس ول ذو النورين( . هللا أبوبكر الصديق عمر الفاروق عثمان

ك ذلك ق ابلهم املتعص بون ملعاوي ة واألم وين فوض عوا أحادي ث مث ل ق ولم )األمن اء ثالث ة : أان وجربي ل ، آنف ا بع د وق ت طوي ل ، ف أقول في أيتومعاوية( )أنت مين اي معاوية وأان منك ( )ال افتقد يف اجلن ة إال معاوي ة

وأانجيه فيقول : هذا مبا نيل من عرضك يف الدنيا ( . : من أين اي معاوية ؟ فيقول : من عند ريب يناجيينوك ذلك فع ل املؤي دون للعباس يني فوض عوا إزاء ح ديث وص اية عل ي املك ذوب وص اية العب اس ونس بوا إىل النيب قوله )العباس وصيي ووارث( ولع ل م ا يب ني م دى الك ذب ل دى ه ذه الفئ ة احل ديث املك ذوب الت ال أن

ا كان سنة س وثالثني ومائة فهي لك ولولدك ، السفاح واملنصور واملهدي( . النيب قال للعباس : )إذ هل كان اخلوارج يكذبون يف احلديث :

وقد ذكر العلماء هنا أبن أقل الفرق اإلسالمية كذاب هي فرقة اخلوارج الذين خرجوا على علي بع د قبول ه ب رية عل ى م ا ه و املش هور ع نهم ، أو م رتكيب التحك يم ، ويرج ع قل ة ك ذهبم إىل أهن م ي رون كف ر مرتك ب الك

ال ذنوب مطلق ا كم ا حك اه الكع يب فم ا ك انوا يس تحلون الك ذب وال الفس ق، وق د ك انوا م ن التق وى عل ى جانب عظيم ، ومع ذل ك فل م يس لم بع ض رؤس ائهم م ن الك ذب عل ى الرس ول، فق د روي ع ن ش يخ ل م أن ه

هوينا أمرا صريانه حديثا ويق ول عب د إذاون دينكم فإان كنا قال : إن هذه األحاديث دين فانظروا عمن أتخذال رمحن ب ن مه دي : إن اخل وارج والزاندق ة ق د وض عوا ه ذا احل ديث : )إذا أاتك م ع ين ح ديث فاعرض وا عل ى

كتاب هللا فإن وافق كتاب هللا فأان قلته( .. إ . كين مل أث ر عل ى ح ديث وض عه خ ارجي هكذا قال الكاتبون يف هذا املوضوع من القدامى واحملدثني ، ول

40 ، وحبث ت كث ريا يف كت ب املوض وعات ، فل م أعث ر عل ى خ ارجي ع د م ن الك ذابني والوض اعني ، أم ا

النص السابق الذي يذكرونه عن شيخ للخوارج ، فال أدري من هو هذا الشيخ؟ وقد سبق مثل هذا التصريح نس بته إىل ش يخ خ ارجي خط أ ؟ خصوص ا ومل نعث ر يرويه محاد بن سلمة عن شيخ رافضي ، فلماذا ال تك ون

لم على حديث واحد موضوع. أما قول عب د ال رمحن ب ن مه دي ع ن ح ديث : )إذا أاتك م .. إ ( . إن ه وض عته الزاندق ة واخل وارج ، ف ال أدري مدى صحته ابلنسبة البن مهدي ؟ بل هو قول ال دليل علي ه ، إذ مل ي ذكر لن ا م ن ه و واض عه ، وم ىت

ه ذا الوض ع ؟ ومم ا يؤك د ش كنا يف ه ذه النس بة أن ه أض اف ه ذا احل ديث ايض ا إىل الزاندق ة ، فكي ف اتف ق مت اخلوارج والزاندقة على وض عه ؟ ه ل وض عوه يف وق ت واح د؟ أم س بق اخل وارج إىل ذل ك أم الزاندق ة ؟ عل ى أن

ي : فأم ا م ا رواه بعض هم أن ه املنقول عن غري ابن مهدي لفظ )الزاندقة( فق ط ، ق ال س احل ق العظ يم آابدقال : )إذا جاءكم احلديث فاعرضوه عل ى كت اب هللا ف إن واف ق فخ ذوه( فإن ه ح ديث ال أص ل ل ه وق د حك ى زكراي الساجي عن حين بن معني أن ه ق ال : )ه ذا ح ديث وض عته الزاندق ة( ونق ل الفت ين ع ن اخلط ايب أن ه ق ال

ذك ر للخ وارج حب ال . عل ى أن ه س يأيت مع ك أن بعض هم أيض ا : )وض عته الزاندق ة( ول يس يف ه ذين النص ني حكم على هذا احلديث ابلضعف فقط. وسنرى هناك متام البحث فيه .

لقد حاولت أن أعثر على دليل علمي يؤيد نسبة الوضع إىل اخلوارج ، ولكين رأيت األدل ة العلمي ة عل ى يكفرون مرتكب الكبرية أو مرتكب الذنوب العكس ، تنفي عنهم هذه التهمة ، فقد كان اخلوارج كما ذكران

يق ول امل ربد : )واخل وارج يف مج ع أص نافها ت ربأ م ن مطلقا ، والكذب كبرية فكيف إذا كان على رس ول هللا الك اذب وم ن ذوي املعص ية الظ اهرة( وك انوا يف مجه رهتم ع راب إقحام ا فل م يك ن وس طهم ابلوس ط ال ذي يقب ل

عوبيني كم ا وق ع ذل ك للرافض ة ، وك انوا يف العب ادة عل ى ح ظ عظ يم ش جعاان الدس ائس م ن الزاندق ة والش ص رحاء ال جي املون وال يلجئ ون إىل التقي ة كم ا يفع ل الش يعة ، وق وم ه ذه ص فاهتم يبع د ج دا أن يق ع م نهم

الس تحلوا الك ذب عل ى م ن دون ه م ن اخللف اء الك ذب ، ول و ك انوا يس تحلون الك ذب عل ى رس ول هللا والطغ اة ك زايد واحلج اج ، وك ل م ا ب ني أي دينا م ن النص وص التارخيي ة ي دل دالل ة قاطع ة عل ى أهن م واألم راء

واجهوا احلكام واخللفاء واألمراء مبنتهى الصراحة والصدق فلماذا يكذبون بعد ذلك ؟ ، عل ى أين أع ود ف أقول : إن امله م عن دان أن نلم س دل يال حمسوس ا ي دل عل ى أهن م مم ن وض عوا احل ديث

وهذا ما مل أعثر عليه حىت اآلن ، كيف وقد قال أبو داود : )ليس يف أهل األهواء أص ح ح ديثا م ن اخل وارج( ويق ول اب ن تيمي ة : )ل يس يف أه ل األه واء أص دق وال أع دل م ن اخل وارج( ويق ول ع نهم أيض ا : )ليس وا مم ن

41 احلديث(. يتعمدون الكذب بل هم معروفون ابلصدق حىت يقال : إن حديثهم من أصح

اثنياا : الزندقة : ونع ين هب ا هن ا كراهي ة اإلس الم دين ا ودول ة ، فق د اكتس حت دول ة اإلس الم عروش ا وإم ارات وزعام ات كانت قائمة على تضليل الش عوب يف عقائ دها ، وإذالل ا يف كرامته ا ، وتس خريها لأله واء واملغ اة اخلسيس ة

رغب ات الف تح والتوس ع يف نف وس املل وك والق واد ، ورأى الن اس يف ، وقذفها يف أتون احل رب ال يت كان ت تثريه اظ الل اإلس الم كرام ة للف رد، واحرتام ا للعقي دة ، وحتري را للعق ل ، وقض اء عل ى األوه ام واألض اليل والش عوذة ة والت دجيل، ف أقبلوا علي ه ي دخلون في ه أفواج ا أفواج ا ، لق د كان ت ق وة اإلس الم السياس ية والعس كرية غالب

قاضية مل تبق لدى أولئ ك الزعم اء واألم راء والق واد أم ال م ا يف اس تعادة س لطاهنم الزائ ل و دهم املنه ار ، فل م جيدوا أمامهم اال لالنتقام من اإلسالم إال إفساد عقائده ، وتشويه حماسنه ، وتفريق صفوف أتباعه وجنوده

لديهم ،فجالوا فيه وص الوا ، متس رتين ابلتش يع أحي اان ، . وكان التزيد يف السنة أوسع ميادين الدس واإلفساد وابلزهد والتصوف أحياان، وابلفلسفة واحلكمة أحياان ، ويف كل ذلك إمنا يتوخون إدخال اخللل يف بناء ذل ك

، وقض ى هللا أن يظ ل أب د ال دهر قائم ا س ليما ، يع ارك احل وادث وترت د الصرح الش امخ ال ذي أقام ه حمم د لدامني يف أساسه إىل حنورهم خزااي اندمني . معاول ا

وم ن أمثل ة م ا وض عوه ليفس دوا ب ه ال دين ، ويش وهوا كرامت ه ل دى العق الء واملثقف ني ، ولينح دروا بعقي دة العامة إىل درجة من السخف تثري سخرية امللحدين ، مثل هذه األحاديث املكذوبة اآلتية : )ينزل ربنا عشية

افح الركبان ويعانق املشاة( )خل ق هللا املالئك ة م ن ش عر ذراعي ه وص دره( )رأي ت ريب عرفة على مجل أورق يصل يس بي ين وبين ه حج اب فرأي ت ك ل ش يء من ه ح ىت رأي ت اتج ا صوص ا م ن اللؤل ؤ( )إن هللا اش تكت عين اه

)إن هللا مل ا فعادت ه املالئك ة( )إن هللا مل ا أراد أن خيل ق نفس ه خل ق اخلي ل وأجراه ا فعرق ت فخل ق نفس ه منه ا( خلق احلروف سجدت الباء ووقف األلف ( )النظ ر إىل الوج ه اجلمي ل عب ادة ( )الباذجن ان ش فاء م ن ك ل داء

. ) وهكذا دس هؤالء الزاندقة آالفا من األحادي ث يف العقائ د واألخ الق والط ب واحل الل واحل رام، وق د أق ر

الن اس، ومل ا ق دم عب د الك رمي ب ن أيب العوج اء زن ديق أم ام )امله دي( أبن ه وض ع مائ ة ح ديث ت ول يف أي ديللقتل اعرتف أبنه وضع أربعة آالف حديث حيرم فيها احلالل وحيلل فيها احلرام ، وقد ملس بع ض خلف اء ب ين العباس ما وراء حركة الزاندق ة م ن خط ر عل ى كي ان اإلس الم السياس ي ، فتعقب وهم ق تال وتش تيتا ، وأش هر م ن

التأديب اخلليفة املهدي الذي أنشأ ديواان خاصا للزندقة ، تتبع فيه أوكارهم ورؤساءهم أعمل يف رقاهبم سيف

42 من شعراء وأدابء وعلماء وم ن أش هر ه ؤالء الزاندق ة الوض اعني : عب د الك رمي ب ن أيب العوج اء ، قتل ه

قسري ، وحممد بن حممد بن سليمان بن علي أمري البصرة ، وبيان بن عان املهدي قتله خالد بن عبد هللا ال سعيد املصلوب قتله أبو جعفر املنصور.

اثلثاا : العصبية للجن والقبيلة واللغة والبلد واإلمام :

كم ا وض ع الش عوبيون ح ديث : )إن هللا إذا غض ب أن زل ال وحي ابلعربي ة وإذا رض ي أن زل ال وحي أن زل ال وحي ابلفارس ية وإذا رض ي أن زل ابلفارس ية ( فق ابلهم جهل ة الع رب ابملث ل فق الو : )إن هللا إذا غض ب

ال وحي ابلعربي ة ( وكم ا وض ع املتعص بون أليب حنيف ة ح ديث: )س يكون رج ل يف أم يت يق ال ل ه أب و حنيف ة النعمان هو سراج أميت( وضع املتعصبون على الشافعي: )سيكون يف أميت رجل يقال له حممد بن إدريس هو

األحادي ث املوض وعة يف فض ائل بع ض البل دان والقبائ ل أض ر عل ى أم يت م ن إبل يس( ومث ل ه ذا يق ال يف واألزمنة، وقد بينها العلماء وميزوها من األحاديث الصحيحة يف هذا املوضوع .

رابعاا : القصص والوعظ : فقد توىل مهمة الوعظ قصاص أكثرهم ال خيافون هللا ، وال يهمهم سوى أن يبكي الن اس يف الس هم ،

، ق ال اب ن يعجب وا مب ا يقول ون ، فك انوا يض عون القص ص املكذوب ة وينس بوهنا إىل الن يب وأن يتواج دوا وأن قتيب ة وه و ي تكلم عل ى الوج وه ال يت دخ ل منه ا الفس اد عل ى احل ديث : )والوج ه الث اين القص اص ف إهنم مييل ون

وام القع ود عن د وج ه الع وام إل يهم ، ويش يدون م ا عن دهم ابملن اكري واألكاذي ب م ن األحادي ث، وم ن ش أن الع القاص ما كان حديثه عجيبا خارجا عن نظر العقول ، أو كان رقيقا حيزن القلب ، فإذا ذكر اجلنة قال: فيها احل وراء م ن مس ك أو زعف ران ، وعجيزهت ا مي ل يف مي ل ، ويب و هللا ولي ه قص را م ن لؤل ؤة بيض اء فيه ا س بعون

يزال هكذا يف السبعني ألفا ال يتحول عنها( . ألف مقصورة ، يف كل مقصورة سبعون ألف قبة، فالومن أمثلة هذا القسم : )من قال ال إله إال هللا خلق هللا من كل كلمة طريا منقاره من ذه ب وريش ه م ن مرج ان( وم ن عجي ب أم ر ه ؤالء القص اص ج رأهتم عل ى الك ذب ووق احتهم في ه، فق د ص لى أمح د ب ن حنب ل

قام بني أيديهم قاص فقال : حدثنا أمحد بن حنبل وحين بن معني : ق اال : وحين بن معني مبسجد الرصافة ف: وس اق احل ديث الس ابق ، واس تمر ي ذكر في ه حدثنا عبد الرزاق عن قتادة عن أنس قال: قال رسول هللا

حن وا م ن عش رين ورق ة، فجع ل أمح د ينظ ر إىل حي ن ، وحي ن ينظ ر إىل أمح د ، فق ال : أن ت ح دثت هب ذا ؟ ل: وهللا م ا ع ت هب ذا إال الس اعة ، فلم ا انته ى أش ار ل ه حي ن فج اء متومه ا ن واال ، فق ال ل ه حي ن : م ن فق ا

43 حدثك هبذا ؟ قال : امحد بن حنبل وحين بن معني . فقال حين :)أان حين وه ذا أمح د ، م ا ع ت

مل أزل أ ع أن حين ب ن مع ني هبذا قط يف حديث رسول هللا . فإن كان وال بد فعلى غريان . فقال القاص : أمحق ما حتققته إال الس اعة ، فق ال ل ه حي ن : وكي ف؟ فق ال: أل يس يف ال دنيا حي ن ب ن مع ني وأمح د ب ن حنب ل

غريكما؟ لقد كتبت عن سبعة عشر أمحد بن حنبل وحين بن معني . ق د لق وا م ن -هعل ى جهله م وج راءهتم يف الك ذب عل ى هللا ورس ول –ومن املؤس ف أن ه ؤالء القص اص

العام ة آذاان ص اغية ولق ي العلم اء م نهم عنت ا كب ريا ح ىت ل ريوي الس يوطي يف )حت ذير اخل واص م ن أكاذي ب ع س ى أ ن ي ب ع ث ك ر ب ك القص اص( : أن أح د ه ؤالء القص اص جل س ببغ داد، ف روى تفس ري قول ه تع اىل : .

ل س م ع هللا عل ى عرش ه فبل ذل ك حمم د ب ن جري ر الط ربي جي وزع م أن الن يب 79م ق ام ا حمم ودا اإلس راءفغضب من ذلك ، وابل يف إنكاره ، وكتب على ابب داره )سبحان م ن ل يس ل ه أن يس، وال ل ه عل ى عرش ه

جليس( فثارت عليه عوام بغداد ورمجوا بيته ابحلجارة حىت استد اببه ابحلجارة وعلت عليه . مية : اخلالاات الفقهية والكالخامساا :

فقد ن زع اجله ال والفس قة م ن أتب اع امل ذاهب الفقهي ة والكالمي ة إىل أتيي د م ذهبهم أبحادي ث مكذوب ة . من ذلك )من رفع يديه يف الصالة فال صالة له( )املضمضة واالستنشاق للجنب ثال فريضة( )أم ين جربي ل

صل وق فق د كف ر( )ك ل م ن يف الس ماوات عند الكعبة فجهر ب : بسم هللا الرمحن ال رحيم( م ن ق ال : )الق رآن واألرض وما بينهما فهو صلوق غري هللا والقرآن ، وسيجيء أق وام م ن أم يت يقول ون : الق رآن صل وق فم ن ق ال

ذلك فقد كفر ابهلل العظيم وطلقت منه امرأته من ساعتها( . اجلهل ابلدين مع الرغبة يف اخلري : سادساا :

والعب اد الص احلني ، فق د ك انوا حيتس بون وض عهم لألحادي ث يف الرتغي ب وه و ص نيع كث ري م ن الزه اد والرتهيب ، ظنا منهم أهنم يتقربون إىل هللا وخيدمون دي ن اإلس الم ، وحيبب ون الن اس يف العب ادات والطاع ات ،

الوا : : )من ك ذب عل ي متعم دا فليتب وأ مقع ده م ن الن ار( ق وملا أنكر العلماء عليهم ذلك وذكروهم بقوله ال عليه ، وهذا كله من اجلهل ابلدين وغلبة الوى والغفلة ، ومن أمثلة ما وضعوه يف هذا حنن نكذب له

السبيل . حديث فضائل القرآن سورة سورة ، فقد اعرتف بوضعه نوح ابن أيب مرمي : واعتذر لذلك أبنه راى اب ن إس حاق ، وم ن ه ؤالء الوض اعني غ الم الن اس ق د أعرض وا ع ن الق رآن واش تغلوا بفق ه أيب حنيف ة ومغ ازي

خليل ، وقد كان زاه دا متخلي ا ع ن ال دنيا وش هواهتا، منقطع ا إىل العب ادة والتق وى ، حمب واب م ن العام ة ، ح ىت إن بغ داد أغلق ت أس واقها ي وم وفات ه ح زان علي ه، وم ع ذل ك فق د زي ن ل ه الش يطان وض ع أحادي ث يف فض ائل

44 له : ه ذه األحادي ث ال يت حت دث هب ا م ن الرق ائق؟ فق ال : وض عناها لنرف ق األذكار واألوراد حىت قيل

هبا قلوب العامة . سابعاا : التقرب للملوك واألمراء مبا يوااق أهواءهم :

ومن أمثلة ذلك ما فعله غياث بن إبراهيم ، إذ دخل على املهدي وهو يلعب ابحلمام فروى ل ه احل ديث أو خ ف أو ح افر( وزاد في ه )أو جن اح( إرض اء للمه دي ، فمنح ه امله دي املش هور : )ال س بق إال يف نص ل

وأم ر ب ذبح عش رة آالف دره م ، مث ق ال بع د أن وىل : )أش هد أن قف اك قف ا ك ذاب عل ى رس ول هللا احلمام( .

وهنالك أس باب أخ رى للوض ع كالرغب ة يف اإلتي ان بغري ب احل ديث م ن م نت وإس ناد، واالنتص ار للفتي ا ، قام من فئة معينة ، والرتويك لنوع من املآكل أو الطيب أو الثياب، وقد توسع العلماء يف ذكرها وضربوا واالنت

لا األمثال . ونتيجة ملا ذكرانه من بواعث الوضع ، نذكر فيما يلي أشهر أصناف الوضاعني وهم :

-5بل د أو إم ام املتعص بون جل نس أو -4الش عوبيون -3أرابب األه واء والب دع -2الزاندق ة -1املتملق ون للمل وك ، -8الزهاد واملغفلون م ن الص احلني -6املتعصبون للمذاهب الفقهية مع جهل وقلة دين

املتطفلون على احلديث ممن يفاخرون بعلو اإلسناد وغريب احلديث . -9والطالبون الزلفى إليهم ترددت على اخلاطر ، مث قويت أثناء كتابة وال بد ل يف ختام هذا البحث من إبداء مالحظة ، كثريا ما

ه ذا الفص ل ، وه ي م ا ك ان لتس اهل اخللف اء واألم راء م ع الوض اعني م ن أث ر س يء ج ر عل ى ال دين كث ريا م ن ال بالء ، ول و وقف وا م نهم موق ف اجل د ، وقض وا عل ى رؤس ائهم ، كم ا ه و حك م هللا يف مث ل ه ذه احلال ة ، مل ا

ينا م ع األس ف أن خليف ة كامله دي رغم ا ع ن اعرتاف ه بك ذب غي اث ب ن إب راهيم انتشرت هذا االنتشار، بل رأوزايدته يف احلديث تق راب إىل ه واه ، كاف أه بعش رة آالف دره م .. ومم ا تقول ه الرواي ة م ن أن ه أم ر ب ذبح احلم ام

اذب ألن ه ك ان س ببا يف ه ذه الكذب ة ، فه و م دعاة للعج ب .. إذ ك ان خ ريا للمه دي أن ي ؤدب ه ذا الك الف اجر ، وي رتك احلم ام م ن غ ري ذب ح ، ب دال م ن أن ي ذبح احلم ام وي رتك م ن يس تحق امل وت ح را طليق ا ي نعم مبال املسلمني ، بل حنن نرى للمهدي تساهال آخر مع كذاب آخر، وهو )مقاتل ابن سليمان البلخ ي( فق د

املهدي : ال حاجة ل فيها .. مث قال له مقاتل : )إن شئت وضعت لك أحاديث يف العباس وبنيه( فقال لهمل يفعل مع ه ش يئا . ب ل جن د أهن م ذك روا ع ن الرش يد وق د روى ل ه أب و البخ رتي الك ذاب ح ديثا مك ذواب ، أن

على أن يقول له : )أخ رج ع ين –وقد أدرك كذبه –النيب كان يطري احلمام ت ال يزيد يف أتنيب أيب البخرتي

45 قد كان هذا الكذاب قاضيا للرشيد .. إن هذه املواقف م ا حياس ب ، لوال أنك من قريش لعزلتك( و

هللا عليه ا ه ؤالء اخللف اء إن ص حت ع نهم تل ك ال رواايت ، وإذا كن ا ن ذكر ل م فض ل تعق بهم للزاندق ة ال ذين أفسدوا دين اإلسالم ، فإننا ال ننكر أن من الدوافع اليت محل تهم عل ى تعق بهم ابلقت ل ه و أهن م ك انوا خ ارجني

ل ى حكمه م ب دليل أنن ا مل ن رهم فعل وا ابلك ذابني والوض اعني ال ذين تقرب وا إل يهم ابلك ذب عل ى رس ول هللا عإرض اء أله وائهم ، عش ر م ا فعل وه م ع اخل ارجني عل ى حكمه م ، ولق د ك ان القص اص مي ألون املس اجد

وميرح ون دون أن أبك اذيبهم عل ى مس مع م ن األم راء واملل وك ، وك ان الك ذابون م ن الزه اد وغ ريهم يس رحونجيدوا من يضرب على أيديهم ويقوفهم عند حدهم ، ولوال أن هيأ هللا لدينه العلم اء األثب ات واألئم ة احلف اظ يف كل مصر وعصر ، يذبون عن شريعة هللا حتريف احملرفني ، وجيردون سنة رسول هللا من كل ما خالطه ا م ن

احل ق يف دي ن هللا مدروس ة مطموس ة ، ال نس تطيع أن دس وحتري ف ، لك ان املص يبة ش املة ، ولكان ت مع امل هنتدي إليها إال بش ق األنف س ، وهيه ات أن نص ل إىل لب اب احل ق ل وال هنض ة الس لف اجلب ارة ال يت ق اوموا هب ا

الوضع والوضاعني ، وحفظوا هبا حديث رسول هللا من الكذب والكذابني إىل يوم الدين.

46

احاديثجهود العلماء يف مقاومة وضع األ

ملاذا بذل علماء احلديث جهودا جبارة يف مقاومة الكذب ووضع األحاديث على رس ول هللا ص لى هللا عليه وسلم ؟

األصول القرآنية اليت اساتمد منهاا احملادثون أسا النقادواجلواب عن ذلك يتحقق مبعرف ة ، وهي كاآليت :

: ) إمن ا يف رتي الك ذب ال ذين ال يؤمن ون ايت هللا( : حترمي الكذب ، ق ال تع اىل األصل األول .

: عدم قبول خرب الفاسق ، قال تعاىل : ) اي أيه ا ال ذين آمن وا إن ج اءكم فاس ق بنب أ األصل الثاين فتبينوا أن تصيبوا قوما هالة فتصبحوا على ما فعلتم اندمني ( .

عاىل : ) ممن ترضون من الشهداء ( : وجوب تعديل الشهود ، قال ت األصل الثالث : وجوب التثبت يف األخبار وحترمي نقل اخلرب املشكوك يف ثبوته ، قال تعاىل : ) وال األصل الرابع

تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤوال ( .ديث لك ي يقوم وا ه ودهم اجلب ارة يف مقاوم ة فه ذه األص ول القرآني ة كان ت أك رب ح افز لعلم اء احل

وضع األحاديث .

وكذلك ابإلضافة إىل ما سبق هناك أحاديث نبوية صحيحة تبني خطورة الك ذب عل ى رس ول هللا صلى هللا عليه وسلم مثل حديث " من كذب علي متعمدا . . " ، وحديث " من ح دث ع ين حب ديث ي رى

" ، وح ديث " كف ى ابمل رء إمث ا أن حي دث بك ل م ا ع " إىل غ ري ذل ك م ن أن ه ك ذب فه و أح د الك اذبني النصوص النبوية الصحيحة .

47

الوسائل التي استعملها العلماء يف مقاومة الوضع

م ن الوض ع -من ذ عص ر الص حابة إىل أن مت ت دوين الس نة –ال يس تطيع م ن ي دس موق ف العلم اء ومتيي ز ص حيحها م ن فاس دها، إال أن حيك م أبن اجله د ال ذي ب ذلوه يف والوضاعني وجهودهم يف سبيل السنة

ذلك ال مزيد عليه ، وأن الطرق اليت سلكوها هي أقوم الط رق العلمي ة للنق د والتمح يص ، ح ىت لنس تطيع أن جن زم أبن علم اءان رمحه م هللا ، ه و أول م ن وض عوا قواع د النق د العلم ي ال دقيق لألخب ار وامل روايت ب ني أم م

ألرض كله ا ، وأن جه دهم يف ذل ك جه د تف اخر ب ه األجي ال وتتي ه ب ه عل ى األم م ، وذل ك فض ل هللا يؤتي ه ا من يشاء وهللا واسع عليم .

وتتجلى جهود العلماء يف مقاومة الوضع يف األحاديث يف استعماهلم للوسائل التالية:

بع د وفات ه يش ك بعض هم يف بع ض : مل يك ن ص حابة رس ول هللا سناد احلديثاملطالبة إبأوالا :

كم ا رأي ت ، ومل يك ن الت ابعون يتوقف ون ع ن قب ول أي ح ديث يروي ه ص حايب ع ن رس ول هللا ، ح ىت وقع ت الفتنة وقام اليهودي اخلاسر عبد هللا بن سبأ بدعوته اآلمثة ال يت بناه ا عل ى فك رة التش يع الغ ال القائ ل أبلوهي ة

س نة يرب و عص را بع د عص ر ، عندئ ذ ب دأ العلم اء م ن الص حابة عل ي رض ي هللا عن ه ، وأخ ذ ال دس عل ى الوالت ابعني يتح رون يف نق ل األحادي ث وال يقبل ون منه ا إال م ا عرف وا طريقه ا ورواهت ا ، واطم أنوا إىل ثق تهم وع دالتهم ، يق ول اب ن س ريين فيم ا يروي ه عن ه اإلم ام مس لم يف مقدم ة )ص حيحه( : )مل يكون وا يس ألون ع ن

ما وقعت الفتنة قالوا : وا لنا رجالكم ، فينظر إىل أهل السنة فيؤخذ ح ديثهم ، وينظ ر إىل أه ل اإلسناد، فلالب دع ف ال يؤخ ذ ح ديثهم( وق د ابت دأ ه ذا التثب ت من ذ عه د ص غار الص حابة ال ذين أتخ رت وف اهتم ع ن زم ن

ن عب اس فجع ل الفتن ة ، فق د روى مس لم يف مقدم ة )ص حيحه( ع ن اه د أن بش ريا الع دوي ج اء إىل اب كذا فجعل ابن عباس ال أيذن حلديث ه وال ينظ ر كذا ، وقال رسول هللا حيدث ويقول : قال رسول هللا

وال تسمع ؟ فق ال اب ن إليه ، فقال : اي ابن عباس ما ل أراك ال تسمع حلديثي ، أحدثك عن رسول هللا ابتدرت ه أبص اران وأص غينا إلي ه ذانن ا ، فلم ا رك ب عباس : إان كن ا م رة إذا عن ا رج ال يق ول : ق ال رس ول هللا

الن اس الص عب وال ذلول مل أنخ ذ م ن الن اس إال م ا نع رف . مث أخ ذ الت ابعون يف املطالب ة ابإلس ناد حي ث فش ا الك ذب يق ول أب و العالي ة : )كن ا نس مع احل ديث م ن الص حابة ف ال نرض ى ح ىت نرك ب إل يهم فنس معه م نهم(

48 اإلسناد م ن ال دين ، ول وال اإلس ناد لق ال م ن ش اء م ا ش اء( ويق ول اب ن املب ارك ويقول ابن املبارك : )

أيضا : )بيننا وبني القوم القوائم( يعين اإلسناد. وذل ك ابلرج وع إىل الص حابة والت ابعني وأئم ة ه ذا الف ن ، فلق د : املصاادر احلياةاثنياا : التوثاق مان

ع دد م ن أقط اب الص حابة وفقه ائهم ليكون وا مرجع ا يهت دي ك ان م ن عناي ة هللا بس نة نبي ه أن م د يف أعم ار الناس هبديهم ، فلما وقع الكذب جلأ الناس إىل هؤالء الص حابة يس ألوهنم م ا عن دهم أوال ، ويس تفتوهنم فيم ا يسمعونه م ن أحادي ث وآ ر. وروى مس لم يف مقدم ة )ص حيحه( ع ن اب ن أيب مليك ة ق ال : )كتب ت إىل اب ن

كت ااب وخيف ي ع ين فق ال : ول د انص ح أان أخت ار ل ه األم ور اختي ارا وأخف ى عن ه ، ق ال : عب اس أن يكت ب ل فدعا بقضاء علي فجع ل يكت ب من ه أش ياء ومي ر ابلش يء فيق ول : وهللا م ا قض ى هب ذا عل ي إال أن يك ون ق د ض ل( ول ذا الغ رض أن ه كث رت رح الت الت ابعني ب ل بع ض الص حابة ايض ا م ن مص ر إىل مص ر ليس معوا األحادي ث الثابت ة م ن ال رواة الثق اة ، وق د تق دم ل ك س فر ج ابر ب ن عب د هللا إىل الش ام، وأيب أي وب إىل مص ر لس ماع احل ديث . ويق ول س عيد ب ن املس يب : إين كن ت ألس ري اللي ال واألايم يف طل ب احل ديث الواح د

قد كان الرجل يرحل فيم ا مث قال ملن حدثه به : )خذها بغري شيء وحدث الشعيب مرة حبديث عن النيب دوهن ا إىل املدين ة ( ويق ول بش ر ب ن عب د هللا احلض رمي : )إن كن ت ألرك ب إىل املص ر م ن األمص ار يف طل ب

احلديث الواحد أل عه( . : نقد الرواة . اثلثاا

ومن أهم الوسائل اليت اعتمدها العلماء يف مقاومة وضع األحاديث أهنم ال يقبلون أي حديث إال بعد ن يتأكدوا من ثقة رواته ، وال يكون الراوي ثقة حىت يتوفر فيه ركنني اثنني مها : أ

( الضبط 2) ( العدالة 1) : هي ملكة حتمل املرء على مالزمة التقوى واالبتعاد عن خوارم املروءة. تعريف العدالة#

كيف تثبت العدالة ؟ والشهرة كما يف حق اإلمام أمحد بن حنبل والشافعي والبخاري ومسلم وغريهم . ابالستفاضة - 1بتزكية العلماء املعاصرين لذلك ال راوي . وق د ك ان احمل دثون إذا أرادوا أن أيخ ذوا عل م احل ديث ع ن - 2

زوج وه أحد الشيوخ سألوا عنه أهله وجريانه وأهل احلي الذي يسكن فيه حىت يقول الن اس : ه ل تري دون أن ت، وكانوا يسألون عن صالته وعن خلقه وعن مروءته وعن التزامه ابلسنة وأن ال يكون مشتهرا ابرتكابه لشيء

من الكبائر .

49

: هو الدقة يف نقل املعلومات سواء عن طريق احلفظ أو عن طريق الكتاب تعريف الضبط# فم ىت ك ان ال راوي دقيق ا متقن ا يف ، ول ذا ق ال العلم اء : إن الض بط نوع ان : ض بط ص در ، وض بط كت اب ،

مروايته استحق وصف الضابط .

كيف يثبت الضبط ؟. ونقص د ابملعارض ة أي مقابل ة م روايت ال راوي أو مايس مى مبقارن ة مروايت ه مبعارضاااة الااارواايت - ١

علم اء وتعريفه ا : ه ي مج ع رواايت احل ديث والنظ ر يف اخ تالف ال رواة واتف اقهم ، وه ذا ك ان معروف ا عن د احلديث يقول أيوب الس ختياين : ) إذا أردت أن تع رف خط أ معلم ك فج الس غ ريه ( ، ويق ول عب د هللا ب ن

املبارك : ) إذا أردت أن يصح لك احلديث فاضرب بعضه ببعض ( . ، من أمهها : واملعارضة أنواع

راب واختالف ات معارضة مروايت طالب الراوي الثقات حىت نتأكد هل ك ان حافظ ا أم عن ده اض ط -أ يف مروايت ه ف إن اتف ق طالب ه الثق ات فيم ا يروون ه عن ه دل ه ذا عل ى أن ه ض ابط ، وإن اختلف وا علي ه دل ه ذا

على أنه غري ضابط .معارض ة م روايت ال راوي مب ا رواه أقران ه وأص حابه ع ن ش يخ واح د ، مث ال ذل ك أنن ا أنيت لش يم -ب

الزهري اآلخرون ، فإن وجدانه يوافقهم دل هذا على أنه ضابط ، وندرس مروايته عن الزهري مبا رواه طالب وإن خالفهم دل هذا على أنه غري ضابط .

معارضة م روايت ال راوي نفس ه يف أوق ات صتلف ة ك أن يس أل ع ن احل ديث الي وم مث يس أل عن ه بع د -ج سنة فإن مل خيالف مارواه سابقا كان هذا دليال على حفظه .

، ومثال ذلك ما فعله محاد بن سلمة مع شيخه ب ت البن اين ، فق د أراد مح اد أن اوياختبار الر - ٢يتأكد من ضبط شيخه فعرض عليه مجلة من األحاديث وأدخل فيها أحاديث ليست من أحادي ث البن اين ،

ى أن ه فتنبه لا وأنكرها ، فاستدل محاد بن س لمة بفطن ة ش يخه ويقظت ه لألحادي ث ال يت ليس ت م ن روايت ه عل ضابط متقن حلفظه .

وم ن أه م العلم اء ال ذين تكلم وا يف ال رواة جرح ا وتع ديال : ش عبة ب ن احلج اج ، وتلمي ذاه : عب د

الرمحن بن مهدي و حين بن سعيد القطان ، وتتلمذ عليهم ا : حي ن ب ن مع ني و عل ي ب ن امل ديين و أمح د ب ن

50 نهم البخ اري ومس لم وأب وداود و أب و زرع ة ال رازي حنبل ، وتتلمذ على ه ؤالء مج ع م ن كب ار النق اد م

وأب و ح امت ال رازي ، مث ج اء بع د ه ؤالء علم اء آخ رون مث ل : النس ائي والرتم ذي والعقيل ي واب ن خزمي ة واب ن حبان وابن عدي والدارقطين وغريهم.

أل ع ن أبي ه وك ان علم اء اجل رح والتع ديل يتكلم ون ح ىت يف أق رب أق رابئهم ، فه ذا عل ي ب ن امل ديين يس فيتمن ع يف اإلجاب ة فيلح ون علي ه يف الس ؤال ، فيط رق برأس ه مث رفع ه فق ال : " ه و ال دين ، إن ه ض عيف " .

وزيد بن أيب أنيسة يقول : " ال أتخذوا عن أخي " .نقد الرواة ، وبيان ح الم م ن ص دق أو ك ذب ، وه ذا ابب عظ يم وص ل من ه العلم اء إىل متيي ز وقد كاناملك ذوب والق وي م ن الض عيف ، وق د أبل وا في ه ب الء حس نا ، وتتبع وا ال رواة ودرس وا حي اهتم الص حيح م ن

واترخيهم وسريهتم وما خفي من أمرهم وما ظهر ، ومل أتخذهم يف هللا لومة الئم ، وال منعهم ع ن ت ريح ال رواة ه ؤالء ال ذين ترك ت والتش هري هب م ورع وال ح رج . قي ل ليح ن ب ن س عيد القط ان : )أم ا ختش ى أن يك ون

حديثهم خصماءك عند هللا يوم القيامة ؟ فقال : ألن يكون هؤالء خصمي أحب إل من أن يكون خصمي يقول : مل مل تذب الكذب عن حديثي ( . رسول هللا

وقد وضعوا لذلك قواعد ساروا عليها فيمن يؤخذ من ه وم ن ال يؤخ ذ ، وم ن يكت ب عن ه وم ن ال يكت ب .

الكذابني وحتذير النا منهم .: اضح رابعاا من طرق احملدثني يف مقاومة الكذب على رسول هللا صلى هللا علي ه وس لم أهن م إذا ع رف أن أح د ال رواة يكذب يقومون بفضحه ويشكونه إىل الوال ويبينون للناس يف الس العل م أن ف الان ك ذاب ف ال أتخ ذوا عن ه

ك ان يس تعدي ال والة عل ى الك ذابني ويفض حهم يف الس ه واح ذروه ، وق د ذك ر ع ن ش عبة ب ن احلج اج أن هوحيذر الناس منهم ويذكرهم أب ائهم ح ىت يعرف وا . وك ان احمل دثون أحي اان يس تتيبون الك ذاب ويش هدون عل ى توبته ويكتبون عليه حمضرا بذلك كما فعل عمرو األمناطي حبم اد امل الكي ال ذي ك ذب عل ى احلس ن البص ري

احملدثون حياربون الكذابني أبن يقاطعوهم وال يس لموا عل يهم وال ي روون ع نهم ، ويق اطعون يف حديث ، وكان من يروي عنهم ويتكلمون يف حقه أبلفاظ غليظة شديدة حىت ينزجر عن ذلك .

. املردود لتمييز احلديث املقبول من: وضع قواعد عامة خامساا ، وحسن ، وضعيف . وذلك أهنم قسموا احلديث اىل ثالثة أقسام : صحيح

51

القواعد التي يعرف بها احلديث املوضوع

أولا : عالمات الوضع يف السند

وهي كثرية من أمهها :أن يكون راويه كذااب معروفا ابلكذب ، وال يرويه ثقة غريه ، وقد عن وا مبعرف ة الك ذابني وت وارخيهم -1

وتتبعوا ما كذبوا فيه حبيث مل يفلت منهم أحد .ف واض عه ابلوض ع ، كم ا اع رتف أب و عص مة ن وح ب ن أيب م رمي بوض عه أحادي ث فض ائل أن يع رت -2

السور ، وكما اعرتف عبد الكرمي بن أيب العوجاء بوضع أربعة آالف ح ديث ، حي رم فيه ا احل الل ، وحيلل فيها احلرام .

ال ذي ادع ي أن يروي الراوي عن شيخ مل يثبت لقياه له أو ولد بعد وفات ه ، أو مل ي دخل املك ان -3 اعه فيه ، كما ادعى مأمون بن أمحد الروي أنه ع م ن هش ام ب ن عم ار ، فس أله احل افظ ب ن حب ان : م ىت دخل ت الش ام ؟ ق ال : س نة س ني وم ائتني ، ق ال اب ن حب ان : ف إن هش اما ال ذي ت روي عن ه م ات س نة س وأربع ني وم ائتني ، وكم ا ح دث عب د هللا ب ن إس حاق الكرم اين ع ن

د بن أيب يعقوب ، فقيل له : مات حممد قبل أن تول د بتس ع س نني ، وكم ا ح دث حمم د ب ن حممحامت الكشي عن عبد بن محيد فقال احل اكم أب و عب د هللا : ه ذا الش يخ ع م ن عب د ب ن محي د بعد موته بثالث عشرة سنة ، ويف مقدمة مس لم : أن املعل ى ب ن عرف ان ق ال : ح دثنا أب و وائ ل ،

لينا ابن مسعود بصفني ، وقال أبو نعيم يعين الفضل بن دكني حاكية عن املعل ى : قال : خرج عأت راه بع ث بع د امل وت ؟ وذل ك ألن اب ن مس عود ت ويف س نة اثن ني وثالث ني قب ل انقض اء خالف ة عثمان بثالثة سنني ، وال شك أن العمدة يف مثل ه ذه احلال ة عل ى الت اريخ ، اتري خ موالي د ال رواة

الهت م وش يوخهم ووف اهتم ، ول ذلك ك ان عل م الطبق ات علم ا قائم ا بذات ه ال يس تغين وإق امتهم ورحعنه نقاد احلديث ، قال حفص بن غياث القاضي : إذا اهتمتم الشيخ فحاس بوه ابلس نني ، يع ين

واة الك ذب اس تعملنا ل م س نة وس ن م ن كت ب عن ه ، وق ال س فيان الث وري : مل ا اس تعمل ال ر .التواريخ

52 الوضع من حال الراوي وبواعثه النفسية ، مثل ما أخرجه احلاكم عن س يف وقد يستفاد -4

ب ن عم ر التميم ي أن ه ق ال : كن ا عن د س عد ب ن طري ف فج اء ابن ه م ن الكت اب يبك ي فق ال : م ا لك ؟ قال : ضربين املعلم ، فقال سعد : ألخزينهم اليوم ، حدثين عكرمة عن ابن عباس مرفوع ا

، أقله م رمح ة لليت يم وأغلظه م عل ى املس كني " ومث ل ح ديث : " : " معلم و ص بيانكم ش راركم الريسة تشد الظهر " فإن واضعه حممد بن احلجاج النخعي ، كان يبيع الريسة .

ثانياا : عالمات الوضع يف املنت

فهي كثرية أمهها : أما عالمات الوضع يف املنتريب أن مث ل ه ذا اللف ظ ركي ك ال يص در ع ن : حبيث يدرك العل يم أبس رار البي ان الع ركاكة اللفظ -1

فصيح وال بلي فكيف بسيد الفصحاء حممد صلى هللا عليه وسلم؟قال بن دقيق العي د : كث ريا قال احلافظ بن حجر : " وحمل هذا إن وقع التصريح أبنه لفظ النيب

لكث رة ممارس تهم أللف اظ ابلوضع ، ابعتبار أمور ترجع اىل املروي ، وحاصلة أهنم أيما حيكمون بذلك ، . زاحلديث حصلت لم هيئة نفسية وملكة قوية يعرفون هبا ما جيوز أن يكون من ألفاظ النيب وما ال جي و

قال البلقيين : وشاهد هذا أن إنساان لو خدم إنساان س نني وع رف م ا حي ب وم ا يك ره ف ادعي إنس ان أن ه ر ال تكذيبه .يكره شيئا يعلم ذلك أنه حيبه فبمجرد اعه يباد

: أبن يكون احل ديث صالف ا لب دهيات العق ول م ن غ ري أن ميك ن أتويل ه مث ل : " أن اساد املعىن -2سفينة نوح طافت ابلبيت سبعا وصلت عند املق ام ركعت ني " أو أن يك ون صالف ا للقواع د العام ة

لشهوة واملفس دة مث ل : يف احلكم واألخالق مثل : " جور الرتك وال عدل العرب " أو داعيا اىل ا" النظر ال الوجه احلسن جيلي البصر " أو صالفا للح س واملش اهدة مث ل : " ال يول د بع د املائ ة مولود هلل فيه حاجة " أو صالفا لقواعد الطب املتفق عليه ا مث ل : " الباذجن ان ش فاء م ن ك ل داء

: " إن هللا خل ق الف رس فأجراه ا فعرق ت " أو صالف ا مل ا يوجب ه العق ل هلل م ن تنزي ه وكم ال ، حن و فخل ق نفس ه منه ا " أو يك ون صالف ا لقطيع ات الت اريخ أو س نة هللا يف الك ون واإلنس ان ، مث ل حديث : عوج بن عنق وأن طول ه ثالث ة آالف ذراع . وأن نوح ا مل ا خوف ه الغ رق ، ق ال : امحل ين

عب ه وان ه ك ان ي دخل ي ده يف البح ر يف قص عتك ه ذه يع ين الس فينة وان الطوف ان مل يص ل اىل ك

53 فيل تقط الس مكة م ن قاع ة ويش ويها ق رب الش مس . وم ن ذل ك ح ديث : رت ن الن دي

. وأنه عاش ستمائة سنة وأدرك النيب أو يك ون مش تمال عل ى س خافات و اج ات يص ان عنه ا العق الء مث ل : " ال ديك األب يض حبي يب

ملقاص يص فإهن ا تله ي اجلن ة ع ن ص بيانكم " وهك ذا ك ل م ا وحبي ب جربي ل " ومث ل : " اخت ذوا احلم ام اي رده العق ل بداه ة فه و ابط ل م ردود . ق ال اب ن اجل وزي : " م ا أحس ن ق ول القائ ل : ك ل ح ديث رأيت ه ختالف ه العق ول ، وتناقص ه األص ول ، وتباين ه النق ول ف أعلم أن ه موض وع " وق ال ال رازي يف " احملص ول " :

يقبل التأويل فمكذوب أو نقص منه ما يزيل الوهم . كل خرب أوهم ابطال ومل؛ حبيث ال يقب ل التأوي ل ، مث ل : " ول د ال زان ال ي دخل اجلن ة اىل س بعة خمالفته لصريح القرآن -3

( ب ل ه ذا احل ديث 164أبن اء " فإن ه ص الف لقول ه تع ال :. وال ت زر وازرة وزر أخ رى ) األنع ام :إنه من أحكامها . ومثل ذل ك أن يك ون صالف ا لص ريح الس نة املت واترة مث ل املوضوع مأخوذ من التوراة ، ف

: ) إذا حدثتم عين حبديث يوافق احلق فخذوا به حدثت به أو مل أحدث ( فانه صالف للح ديث املت واتر : " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " او يكون صالف للقواعد العامة املأخوذة م ن الق رآن

اه حمم دا ك ان مول ودة يف اجلن ة " ومث ل : " آلي ت عل ى نفس ي أال والس نة ، مث ل :" م ن ول د ل ه ول د فس مادخل النار من ا ه حممد أو أمحد " فان هذا ص الف للمعل وم املقط وع ب ه م ن أحك ام الق رآن والس نة م ن أن النج اة ابألعم ال الص احلة ال ابأل اء واأللق اب . أو أن يك ون صالف ا لإلمج اع ، مث ل : " م ن قض ى

لف رائض يف آخ ر مجع ة م ن رمض ان ك ان ذل ك ج ابرا لك ل ص الة فاتت ه م ن عم ره اىل س بعني صلوات من ا سنة ". فإن هذا صالف ملا أمجع عليه من أن الفائتة ال يقوم مقامها شيء من العبادات .

: مثل حديث : أن النيب وضع اجلزية علي خمالفته حلقائق التاريخ املعرواة يف عصر النل -4فع عنهم الكلفة والسخرة بشهادة سعد بن معاذ وكتابة معاوية بن أيب سفيان مع أن الثاب ت أهل خيرب ور

يف التاريخ أن اجلزي ة مل تك ن معروف ة وال مش روعة يف ع ام خي رب ، وإمن ا نزل ت آي ة اجلزي ة بع د ع ام تب وك ، . فحق ائق الت اريخ وان سعد بن معاذ تويف قبل ذلك يف غزوة اخلن دق ، وأن معاوي ة إمن ا أس لم زم ن الف تح

ترد هذا احلديث وحتكم علي ه ابلوض ع . وم ن أمثل ة ذل ك ح ديث أن س : " دخل ت احلم ام فرأي ت رس ول هللا جالسا وعليه مئزر ، فهممت أن أكلمه فقال : اي أنس إمنا حرمت دخول احلمام بغري مئزر من اجل

مل تك ن احلمام ات موج ودة يف احلج از ه ذا " م ع أن الثاب ت اترخيي ا أن الرس ول مل ي دخل محام ا ق ط ، إذ يف عصره .

54

: وه و متعص ب مغ ال يف تعص به ، ك أن ي روي رافض ي موااقة احلديث ملذهب الاراوي -5حديثا يف فضائل أهل البيت ، أو مرجي حديثا يف اإلرجاء ، مثل م ا رواه حب ة ب ن ج وين ق ال :

يعب ده أح د م ن ه ذه األم ة س عت عليا رضي هللا عنه قال : عب دت هللا م ع رس وله قب ل أن سنني او سبع سنني ، قال بن حبان : كان حبة غاليا يف التشيع ، واهيا يف احلديث .

: النه وقع مبش هد عظ يم مث ال أن يتضمن احلديث أمراا من شانه أن تتوار الدواعي على نقله -6" ابلوض ع يش تهر وال يروي ه إال واح د ، وهب ذا حك م أه ل الس نة عل ى ح ديث " غ دير خ م

والكذب ، وقال العلماء : إن من إمارات الوضع يف هذا احلديث أن يصرح بوقوعه عل ى مش هد م ن الص حابة مجيع ا مث يق ع بع د ذل ك أن يتفق وا مجيع ا عل ى كتمان ه ح ني اس تخالف أيب بك ر

ديث رضي هللا عنه ، ومثل هذا بعيد ومستحيل يف العادة والواقع ، فانفراد الرافضة بنق ل ه ذا احل اب ن تيمي ه : " وم ن ه ذا الب اب اإلس المدون مجاهري املسلمني دليل على كذهبم في ه ، ق ال ش يخ

نقل النص على خالفة علي ، فإان نعلم أنه كذب من طرق كثرية ، فإن ه ذا ال نص مل يبلغ ه أح د إبس ناد ص حيح فض ال ع ن أن يك ون مت واترا ، وال نق ل أن أح دا ذك ره عل ي جه ة اخلف اء ، م ع تن ازع الن اس يف اخلالف ة وتش اورهم فيه ا ي وم الس قيفة ، وح ني م وت عم ر وح ني جع ل األم ر ش ورى بي نهم يف س تة ، مث مل ا قت ل عثم ان واختل ف الن اس عل ى عل ي ، فم ن املعل وم أن مث ل ه ذا النص لو كان كما تقوله الرافضة من أنه نص على علي نصا جليا قاطعا للع ذر وعلم ه املس لمون

م ن املعل وم ابلض رورة أن ه ال ب د أن ينقل ه الن اس نق ل مثل ه وان ه ال ب د أن ي ذكره كث ري م ن ، لك انالناس بل أكثرهم يف مثل هذه املواطن ال يت تت وافر الم م عل ى ذك ره فيه ا غاي ة الت وفر ، فانتف اء م ا

يعلم أنه الزم يقتضي ما يعلم أنه ملزوم ".

د يف ه ذا ال نص امل دعي إال رواي ة واهي ة ع ن ه ول وق ال اب ن ح زم : " م ا وج دان ق ط رواي ة ع ن أح اىل هول يكين أاب احلمراء ال نعرف من هو يف اخللق ".

قال ابن أيب احلديد : واعلم أن اآل ر واألخبار يف هذا الب اب كث رية ج دا وم ن أتمله ا وأنص فها عل م ه االحتم االت كم ا ت زعم أن ه مل يك ن هن اك ن ص ص ريح ومقط وع ب ه ال ختتلج ه الش كوك وال يتط رق إلي

نص على أمري املؤمنني علي عليه السالم نصا ص رحيا جلي ا ل يس األمامية فإهنم يقولون : إن الرسول ب نص ي وم الغ دير وال خ رب املنزل ة وال م ا ش اهبهما م ن األخب ار ال واردة م ن طرق ه العام ة وغريه ا ، ب ل ن ص

ني أن يس لموا علي ه ب ذلك فس لموا علي ه هب ا ، وص رح ل م يف علي ه ابخلالف ة وإبم رة امل ؤمنني ، وأم ر املس لم

55 كث ري م ن املقام ات أبن ه خليف ة عل يهم م ن بع ده وام رهم ابلس مع والطاع ة ل ه ، وال ري ب أبن

املنصف إذا ع ما جري لم بعد وفاة رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم ، يعلم قطع ا أن ه مل يك ن ه ذا النص ؟ : عل ى الفع ل الص غري، واملبالغ ة ابلوعي د علاااى إااااراث يف الثاااواب العظااايم اشاااتمال احلاااديث -7

الشديد على األمر احلقري ، وقد أكثر القصاص من هذا النوع ترقيقا لقلوب الناس وإ رة لتعجبهم ، مثل : " من صلى الض حى ك ذا وك ذا ركع ة أعط ي ث واب س بعني نبي ا " ومث ل : " م ن ق ال ال إل ه إال هللا خل ق

تعاىل له طائرا له سبعون ألف لسان لكل لسان سبعون ألف لغة يستغفرون له " .هللاهذه أهم القواعد اليت وضعها العلماء لنقد احلديث ومعرفة ص حيحه م ن موض وعه ، ومن ه ت رى أهن م مل يقتصروا يف جه دهم عل ى نق د الس ند فق ط أو يوجه وا ج ل عن ايتهم إلي ه دون امل نت كم ا س يأيت يف زع م

املستشرقني ومشايعيهم ، بل كان نقدهم منصبا على السند واملنت على السواء ، ولقد رأي ت كي ف بعض جعل وا الم ارات الوض ع أربع ا منه ا الس ند ، وس بعا منه ا يف امل نت ، ومل يكتف وا هب ذا ، ب ل جعل وا لل ذوق

رد اعهم ل ا ، ألن ملك تهم الفين اال يف نقد األحاديث ورده ا أو قبول ا ، فكث ريا م ا ردوا أحادي ث جمل الفنية مل تستغها ومل تقبلها ، ومن هذا كثريا ما يقولون : " وهذا احلديث عليه ظلمة ، أو متنه مظلم ، او ينك ره القل ب ، او ال تطم ئن ل ه ال نفس " ول يس ذل ك بعجي ب فق د ق ال الربي ع ب ن خث يم : " إن م ن

م ن احل ديث ح ديثا ل ه ظلم ة كظلم ة اللي ل تعرف ه هب ا ". احل ديث ح ديثا ل ه ض وء النه ار تعرف ه ب ه ، وإنويقول ابن اجلوزي : " احلديث املنكر يقشعر له جلد الطالب للعلم وينف ر من ه قلب ه يف الغال ب " وس يأيت

معنا مزيد بيان لذا البحث عند التعرض لشبه املستشرقني وأشياعهم .

مثار جهود العلماء يف مقاومة الوضع

ذه احلركة املباركة أن دونت القواعد اليت وضعها العلماء أثناء حركتهم ملقاومة الوضع ، واليت ومن مثار هقسموا فيها احلديث إىل ما ذكرانه من أقسام ثالثة وما يتعلق هبا وبذلك كان عندان علم مصطلح احلديث

د علميه للرواية الذي يضع القواعد العلمية لتصحيح األخبار وهي اصح ما عرف يف التاريخ من قواعواألخبار بل كان علماؤان رمحهم هللا هم أول من وضعوا هذه القواعد على أساس علمي ال ال بعده للحيطة والتثبت . وقد هنك على هنك علماء احلديث علماء السلف يف امليادين العلمية األخرى كالتاريخ

56 علمية يف العصور األوىل مسنده ابلسند والفقه والتفسري واللغة واألدب وغريها ، فكانت املؤلفات ال

املتصل إىل قائلها يف كل مسألة ويف كل حبث حىت أن كتب العلماء ذاهتا تناقلها تالميذهم منهم ابلسند املتصل جيال بعد جيل فنحن النشك يف أن صحيح البخاري مثال املتداول اآلن بني املسلمني ألفه اإلمام

تصل جيال بعد جيل ، وهذه ميزه التوجد يف مؤلفات العلماء من األمم البخاري ألنه روي عنه ابلسند املوهو الدكتور أسد وقد ألف احد علماء التاريخ يف العصر احلاضراألخرى ، حىت وال يف كتبهم املقدسة .

اعد . اعتمد فيها على قو (( مصطلح التاريخا اه )) كتااب يف أصول الرواية التارخيية رستم ) نصراين لبناين ( مصطلح احلديث واعرتف أبهنا اصح طريقه علميه حديثه لتصحيح األخبار والرواايت.

وقد قال يف الباب السادس ) العدالة والضبط ( بعد أن ذكر وجوب التحقيق من عدالة الراوي واالمانه يف هذا يف خربه : " ومما يذكر مع فريد اإلعجاب والتقدير ماتوصل إليه علماء احلديث منذ مئات السنني

الباب . واليك بعض ماجاء يف مصنفاهتم نورده حبروفه وحذافريه تنويها بتدقيقهم العلمي ، واعرتافا بفضلهم على التاريخ .. "

مث اخذ يف نقل نصوص عن اإلمام مالك واإلمام مسلم صاحب الصحيح والغزال والقاضي عياض حلركة املباركة :، ولنستعرض اآلن أهم مثار تلك اوأيب عمرو بن الصالح

علم مصطلح احلديث: أوالا

يبحث عن تقسيم اخلرب إىل صحيح وحسن وضعيف وتقسيم كل من هذه الثالثة إىل أنواع وبيان الشرو املطلوبة يف الراوي واملروي وما يدخل األخبار من علل واضطراب وشذوذ ، وما ترد به األخبار وما

، وبيان كيفية اع احلديث وحتمله وضبطه ، وآداب احملدث يتوقف فيها إىل أن تعضد مبقوايت أخرىوطالب احلديث وغري ذلك مما كان يف األصل حبو متفرقة وقواعد قائمه يف نفوس العلماء يف القرون الثالثة

األوىل إىل أن افرد ابلتأليف واجلمع والرتتيب ، شأن العلوم االسالميه األخرى يف تطورها وتدرجها .أول من ألف يف بعض حبوثهم علي بن املديين شيخ البخاري كما تكلم البخاري ومسلم وقد كان

والرتمذي يف بعض أحباثه يف رسائل رده مل يضم بعضها إىل بعض ، ولكن أول من صنف يف هذا الفن ( ه 360تصنيفا علميا حبيث مجع كل أبوابه وحبوثه يف مصنف واحد هو القاضي أبو حممد الرامهرمزي ) _

يف كتابه .احملدث الفاصل بني الراوي والسامع ولكنه مل يستوعب فيه حبوث كل هذا العلم ، مث جاء ه ( فألف يف كتابه .معرفة علوم احلديث لكنه مل يهذب 405احلاكم أبو عبد هللا النيسابوري املتوىف )_

57 كم مستخرجا ، وأبقى ه ( فعمل على كتاب احلا 430ومل يرتب مث تاله أبو نعيم األصفهاين ) _

ه ( فصنف يف قوانني 463أشياء ملن تتبع هذا البحث مث جاء بعدهم اخلطيب أبو بكر البغدادي ) _ الرواية كتااب اه . الكفاية ويف آداهبا كتااب اه . اجلامع آلداب الشيخ والسامع وقد افرد لكل من

ه ( فألف كتابه . اإلملاع 544عياض )_ فنون احلديث مصنفا خاصا ، مث جاء ممن بعده القاضيمستمدا حبوثه من كتب اخلطيب .. مث جاء الشيخ احلافظ تقي الدين أبو عمرو عثمان بن الصالح

ه ( فألف كتابه املشهور ب . مقدمه ابن الصالح أماله على تالميذه 643الشهرزوري الدمشقي ) _ م ، إال انه كتاب شامل لكل ماتفرق يف غريه من كتب ابملدرسة االشرفيه يف دمشق من غري ترتيب حمك

املقدمني ، ولذا عكف الناس عليه ، واكبوا على شرحه بني انظم وانثر كألفيه العراقي وشرحها للسخاوي ، والتقريب للنووي ، وشرحه التدريب للسيوطي ، وغري ذلك من الكتب املعروفة ، كما اختصر أيضا اإلمام

ه ( يف كتابه . اختصار علوم احلديث مث تتابعت التآليف يف هذا 774مشقي ) _ احلافظ بن كثري الده ( وخنبة الفكر يف مصطلح األثر للحافظ ابن حجر 806الشأن . ومن أشهرها ألفيه احلافظ العراقي ) _

. ومن آخرها . توجيه النظر للعالمة الشيخ طاهر اجلزائري و . قواعد احلديث للقا ي الدمشقي

.علم اجلرح والتعديل اثنياا : ومن مثار هذه اجلهود املباركة علم اجلرح والتعديل أو علم ميزان الرجال وه وعلم يبحث فيه عن أحوال الرواة وأمانتهم وثقتهم وعدالتهم وضبطهم أو عكس ذلك من كذب اوغفله أو نسيان ، وهو علم جليل من

باركة النعرف له مثيال أيضا يف اتريخ األمم األخرى ، وقد أدى أجل العلوم اليت نشأت عن تلك احلركة املإىل نشأة هذا العلم حرص العلماء على الوقوف على أحوال الرواة ، حىت مييزوا بني الصحيح من غريه ، فكانوا خيتربون أبنفسهم من يعاصروهنم من الرواة ويسألون عن السابقني ممن مل يعاصروهم ، ويعلنون رأيهم

دون حترج وال أتمث إذ كان ذلك ذاب عن دين هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم وقد قيل للبخاري فيهم : ان بعض الناس ينقمون عليك التاريخ يقولون : فيه اغتياب الناس فقال: ) إمنا روينا ذلك رواية ومل نقله

شرية (.من عند أنفسنا . وقد قال النيب صلى هللا عليه وسلم: ) بئس اخو العه ( وعبادة 68الرواة توثيقا وتوهينا منذ عصر صغار الصحابة كابن عباس ) _ نوقد ابتدأ الكالم ع

ه ( 93ه ( مث من التابعني: سعيد بن املسيب ) _93ه ( وأنس بن مالك ) _34بن الصامت ) _ األمر ، فنظر يف ه ( مث تتاىل 148ه ( واألعمش ) _ 110ه ( وابن سريين ) _ 104والشعيب ) _

58 ه ( ومن 179ه ( وكان متثبتا ال يروي إال عن ثقة ، واإلمام مالك )_ 160الرجال شعبة ) _

ه ( 154ه ( وهشام الدستوائي ) _ 154أشهر علماء اجلرح والتعديل يف هذا القرن الثاين معمر )_الليث بن سعد ) ه ( و167ه ( ومحاد بن سلمه )_161ه ( والثوري ) _ 157واالوزاعي ) _

ه ( وابن 185ه ( والفزاري ) _ 181ه ( ونشأ بعد هؤالء طبقه أخرى ك عبد هللا بن املبارك ) _ 175_ه ( ومن أشهر علماء هذه الطبقة حين بن سعيد القطان ) 197ه ( ووكيع بن اجلراح ) _ 198عيينه ) _

تني موثوقني لدى اجلمهور فمن وثقاه قبلت ه ( وكاان حج198ه ( عبد الرمحن بن املهدي ) _ 198_ روايته ومن جرحاه ردت ومن اختلف فيه رجع الناس إىل ما ترجح عندهم .ه ( وأبو داوود الطيالسي ) 206مث تالهم طبقة أخرى من أئمة هذا الشأن منهم يزيد بن هارون ) _

ه ( .212حاك بن صلد ) _ ه ( وأبو عاصم النبيل الض211ه ( وعبد الرزاق بن مهام ) _ 204_

مث ابتدأ تصنيف الكتاب يف اجلرح والتعديل ومن أوائل اللذين ألفوا وتكلموا يف هذه الطبقة حين بن ه ( وحممد بن سعد كاتب الواقدي وصاحب الطبقات ) 241ه ( وامحد بن نبيل ) _233معني )_

بخاري ومسلم وأبو زرعه وأبو حامت الرازاين ه ( مث تالهم بعد ذلك ال234ه ( وعلي بن املديين ) _230_وأبو داوود السجستاين . وتتابع العلماء بعد ذلك حىت أواخر القرن التاسع الجري ، طبقه بعد طبقه تؤلف وتبحث يف الرجال وتتحرى امر الرواة حىت ال يعسر عليك أن تد يف مؤلفاهتم اتريخ أي رجل مير بك ا ه

يف كتاب احلديث .جلرح والتعديل منها ما أفرد لذكر الثقات فقط ، ككتاب الثقات البن حبان البسيت ، والثقات وكتب ا

ه ( .873ه ( يف أربع لدات ، والثقات خلليل بن شاهني )_ 881البن قطلو بغا )_ومنها ما أفرد للضعفاء فقط وممن ألف فيهم البخاري والنسائي وابن حبان والدارقطين و العقيلي وابن

وزي وابن عدي ، وكتابه . الكامل يف الضعفاء أوىف الكتب يف ذلك وقد ذكر فيه كل من تكلم فيه اجلوان كان من رجال الصحيحني كما ذكر فيه بعض األئمة املتبوعني ، ألن بعض خصومهم يف حياهتم تكلموا

عنهم . وقد ألف الذهيب كتابه . ميزان االعتدال من كتاب ابن عدي هذا .ما مجع فيها بني الثقات والضعفاء وهي كثرية جدا من أشهرها تواريخ البخاري الثالثة : الكبري ، ومنها

وهو مرتب على حروف املعجم ، واألوسط ، والصغري ومها مرتبان على السنني ، وكتاب اجلرح والتعديل ، ومن أجود الكتب يف البن حبان ، واجلرح والتعديل البن أيب حامت الرازي ،والطبقات الكربى البن سعد

59 ذلك ، التكميل يف معرفة الثقات والضعفاء واجملانني للحافظ ابن كثري ، مجع فيه بني هتذيب املزي

، وميزان الذهيب مع زايدات وحترير يف العبارات وهو انفع شيء للمحدث والفقيه التال ألثره .

مقاييس النقد الذي يوجهونه للرواة ، بل ومل يكن األئمة الذين عنوا هبذا الفن على استواء واحد يف كان منهم املتشدد ومنهم املتساهل ومنهم املتوسط املعتدل ، فمن املتشددين ، ابن معني وحين بن سعيد القطان وابن حبان وأبو حامت الرازي ، ومن املتساهلني ، الرتمذي واحلاكم وابن مهدي ، ومن املعتدلني امحد

اينت اآلراء يف بعض الرواة فمنهم من يوثقه ومنهم من يضعفه وما ذلك إال والبخاري ومسلم وبذلك تبالختالف األنظار واملقاييس اليت وضعها كل إمام يف نقده بل قد ينقل عن العامل الواحد رأاين صتلفان يف راوي واحد فقد يراه اليوم ثقة مث يرى منه بعد ذلك ما يضطره للعدول عن حكمه وقد يكون األمر عكس

ذلك .ولعل هذا االختالف يف ميول الناقدين وأنظارهم وتفاوهتم بني الشدة والتساهل يف النقد ، هو الذي دعا أكثر العلماء أخريا إىل أن ال يقبلوا جرحا إال مفسرا خشية أن يكون منشأ اجلرح خطأ يف تقدير الناقد

رح فإنه ال يقبل إال مفسرا الختالف الناس أو عصبيه ال حقيقة وواقعا ، قال احلافظ بن كثري : ) الف اجليف األسباب املفسقة فقد يعتمد اجلارح شيئا مفسقا فيضعفه ، وال يكون كذلك يف نفس األمر أو عند غريه ، فلهذا اشرتك بيان السبب يف اجلرح ومن طريف ما يذكر يف املوضوع ما نقل عن بعضهم انه قيل له : ) ملا

يته يركض على برذون فرتكت حديثهت .تركت حديث فالن؟ فقال: رأ

: الوضاعني واملوضوعاتكتب يف اثلثاا : تصنيف كان من عادة السلف حني وقع الكذب يف احلديث وتتبعوا الكذابني وعرفوهم ، أن جيهروا أب ائهم يف

اجملالس فيقولوا: فالن كذاب ال أتخذوا عنه ، فالن زنديق ، فالن قدري . وهكذا . لكذب واشتهر بني احملدثني أانس ، منهم:وقد عرف اب

وضع على أيب حنيفة ثالمثائة حديث مل حيدث أبو حنيفة بواحد منها . : أابن بن جعفر النمريي روى عن مالك أحاديث ال أصل لا . : إبراهيم بن زيد االسلمي وضع ألوفا من األحاديث للكراميه . : امحد بن عبد هللا اجلويباري

قال فيه سفيان : عت جابرا حيدث بنحو ثالثني ألف حديث ما استحل : اجلعفيجابر بن يزيد

60 منها شيئا وان ل كذا وكذا . أن اذكر

وضع أحاديث التشبيه ونسبها إىل أهل احلديث . : حممد بن شجاع الثلجي وره .سورة فسوضع أحاديث فضائل القرآن ، : نوح بن ايب مرمي

ومن مشاهري الوضاعني أيضا :احلارث بن عبد هللا األعور ، مقاتل بن سليمان ، حممد بن سعيد املصلوب ، حممد بن عمر

. الواقدي ، حممد بن السائب الكلل ، إسحا بن قيح امللطي

مث تتبع العلماء األحاديث املوضوعة فأفردوها ابجلميع والتأليف تنبيها للعامة حىت ال يغرتوا هبا . ومن أشهر هذه الكتب :

( وقد ذكر فيه بكل ما اعتقد بوضعه من 597املوضوعات للحافظ أيب الفرج اجلوزي املتوىف ) -1األحاديث ولو يف كتب الصحاح ، فذكر حديثني يف صحيح مسلم ، وحديثا يف البخاري ، ومثانية وثالثني يف مسند امحد ، وتسعه يف سنن أيب داوود ، وثالثني يف جامع ترمذي ، وعشره يف سنن

نسائي ، وثالثني يف سنن ابن ماجه ، وستني يف مستدرك احلاكم ، وأحاديث أخرى يف كتب الالسنة األخرى . وقد تعقبه العلماء كالعراقي وابن حجر صوص أحاديث مسند امحد ، والسيوطي بصورة عامه يف كتابه ) التعقبات على املوضوعات ( ويف اختصاره لكتاب ابن اجلوزي يف ) التلئ

نوعة ( فأقروا أكثر ما ذكر يف كتابه ، وخالفوه يف قليل منها ، وخاصة ما يتعلق أبحاديث املص البخاري ومسلم ، وأحاديث اإلمام امحد .

ه ( اكتفى فيه بذكر 622املغين عن احلفظ والكتاب ، أليب حفص عمر بن بدر املوصلي املتوىف ) -2له : ) ابب يف زايدة األمان ونقصانه وانه قول األبواب اليت مل يصح فيها شيء من احلديث ، مثل قو

وعمل ( . مث يقول : ال يصح يف الباب شيء ، وقد تعقبه العلماء أيضا .

الدر امللتقط يف تبيني الغلط . للعالمة الصغاين رضي الدين أيب الفضل حسن بن حممد بن حسني -3 ه ( وقد تعقبه العلماء أيضا . 650املتوىف )

ه ( وقد ذكر فيه األحاديث اليت رواها الكذبة 507البن طاهر املقدسي ) تذكره املوضوعات -4 واجملروحون والضعفاء واملرتوكون .

التلئ املصنوعة يف األحاديث املوضوعة ، والذيل أيضا ، أتليف احلافظ السيوطي ، - 5،6

61 اليت حكم اختصر يف األول كتاب املوضوعات البن اجلوزي ، وتعقبه فيه على بعض األحاديث

ابن اجلوزي بوضعها ، وزاد يف الكتاب الثاين ما فات ابن اجلوزي يف املوضوعات ، مث ألف ) التعقبات على املوضوعات ( .

( وقد احلق به رسالة يف الوضاعني 986تذكرة املوضوعات حملمد بن طاهر بن علي الفتين ) - 7 والضعفاء مرتبة على حروف املعجم .

( . 1014لشيخ علي القاري احلنفي ) املوضوعات ل - 8 ه ( . 1250الفوائد اجملموعة يف األحاديث املوضوعة لإلمام الشوكاين املتوىف ) - 9

كتب يف األحاديث املشتهرة على األلسنة : وبيان ما فيها من صحيح أو ضعيف أو موضوع ومن هذه الكتب :

ه ( وقد اختصر السيوطي يف ) 794ركشي ) التلئ املنثورة يف األحاديث املشهورة ، للز -(1) الدرر املنتثرة يف األحاديث املشتهرة ( .

ه ( . 902املقاصد احلسنه يف األحاديث املشتهرة على األلسنة ، للسخاوي ) -(2)ه 1162كشف اخلفاء واإللباس فيما يدور من األحاديث على ألسنة الناس ، للعجلوين ) -(3)

سخاوي وزاد عليه .( وقد أخذ كتاب المتييز الطيب من اخلبيث فيما يدور على ألسنة الناس من احلديث ، البن الديبع الشيباين -(4)

ه ( . 944األثري املتوىف ) أسىن املطالب يف أحاديث صتلفة املراتب ، للشيخ حممد احلوت البريويت أخذ كتاب ) متييز -(5)

الطيب وزاد عليه ( .

62

الث من املقرر :القسم الث الرد على أبرز الشبهات املثارة احول احجية السنة النبوية

أولا : الرد على القرآنيني

ويف عصوران هذه تص دى بع ض ال ذين ال إمل ام ل م هب ذا الف ن إىل إنك ار حجي ة الس نة، وق د نش رت ل ة للدكتور )توفيق صدقي( يعلن من السنة التاسعة مقالني 12/ و7)املنار( )للسيد رشيد رضا( يف العددين /

فيهما هذا الرأي حتت عنوان )اإلسالم هو القرآن وحده( وتتلخص شبهه فيما يلي : . و ن زلن ا ع ل ي ك الكت اب وقول ه : 38األنع ام . م ا ف رطن ا يف الكت اب م ن ش يء : قول ه تع اىل : أوالا

ي اان لك ل ش يء ي دل عل ى أن الكت اب ق د ح وى ك ل ش يء م ن أم ور ال دين، وك ل حك م م ن 89النح ل تب أحكامه ، وأنه بينه وفصله حبيث ال حيتاج إىل شيء آخ ر كالس نة ، وإال ك ان الكت اب مفرط ا في ه ، ومل ا ك ان

تبياان لكل شيء ، فيلزم اخللف يف خربه تعاىل وهو حمال. ي دل عل ى أن هللا تكف ل حبف ظ 9زلن ا ال ذكر و إان ل ه حل افظون احلج ر.إان حن ن ن : ق ول هللا تع اىل اثنياا

القرآن دون السنة ، ولو كانت دليال وحجة كالقرآن لتكفل حبفظها. بكتابته ا ، ولعم ل الص حابة والت ابعون م ن بع د عل ى مجعه ا : لو كانت السنة حجة ألمر الن يب اثلثاا

م ن ص يانتها م ن العب ث والتب ديل واخلط أ والنس يان، ويف ص يانتها م ن ذل ك وص ولا وت دوينها ، مل ا يف ذل ك.و ال ت ق ف م ا ل يس للمسلمني مقطوعا بصحتها فإن ظين الثبوت ال يصح االحتج اج ب ه، وق د ق ال تع اىل :

وال حيص ل القط ع بثبوهت ا إال 148 األنع ام إن ت تبع ون إال الظ ن ... وق ال : . 36ل ك ب ه عل م اإلس راءهن ى ع ن كتابته ا وأم ر مبح و م ا كت ب منه ا ، بكتابتها كما هو الشأن يف القرآن ، ولك ن الثاب ت أن الن يب

وكذلك فعل الصحابة والتابعون ، ومل يكتفوا بذلك ، بل أثر عن بعضهم النهي عن التحديث أو التقليل منه بع د أن ط رأ عليه ا اخلط أ والنس يان، ودخ ل فيه ا التحري ف والتغي ري ، ، ومل ت دون الس نة إال يف عص ور مت أخرة

وذلك مما يوجب الشك هبا وعدم االعتماد عليها يف أخذ األحكام . ما يدل على عدم حجية السنة م ن ذل ك : )إن احل ديث سيفش و ع ين فم ا : قد ورد عن النيب رابعاا

ف القرآن فليس مين ( فإذا كان ما روي من الس نة ق د أثب ت أاتكم يوافق القرآن فهو عين وما أاتكم عين خيالحكما شرعيا جديدا كان ذلك غري موافق للقرآن ، وإن مل يثبت حكما جديدا كانت حملض التأكيد واحلج ة

63 هو القرآن فقط. ومن ذلك : )إذا ح دثتم ع ين ح ديثا تعرفون ه وال تنكرون ه قلت ه أو مل أقل ه ، فص دقوا

ما يعرف وال ينكر ، وإذا حدثتم عين حديثا تنكرونه قلته أو مل أقله ، ف ال تص دقوا ب ه ف إين ال به ، فإين أقولعل ى املع روف عن د أق ول م ا ينك ر وال يع رف( . أف اد ه ذا احل ديث وج وب ع رض م ا ينس ب إىل الن يب

املسلمني من حكم الكتاب الكرمي فال تكون السنة حجة . أح ل هللا يف كتاب ه وال أح رم إال م ا ح رم هللا يف كتاب ه( ويف رواي ة : )ال وم ن ذل ك : )إين ال أح ل إال م ا

ميسكن الناس علي بشيء فإين ال أحل لم إال ما أحل هللا وال أحرم إال ما حرم هللا(.

تلك هي خالصة ما أورده )الدكتور صدقي( من الشبه على حجي ة الس نة ، وال ي رتدد طال ب العل م ع ن عفها ، ولكنا سنورد ما يتبني به ذلك إن شاء هللا تعاىل . اجلزم بتهافتها وض

اجلواب عن الشبهة األوىل : إن القرآن الكرمي ق د ح وى أص ول ال دين وقواع د األحك ام العام ة ، ون ص عل ى بعض ها بص راحة ، وت رك

عل يهم ، وم ا دام هللا ق د أرس ل رس وله ليب ني للن اس أحك ام دي نهم، وأوج ب بي ان بعض ها اآلخ ر لرس وله اتباعه ، كان بيانه لألحكام بياان للق رآن ، وم ن هن ا كان ت أحك ام الش ريعة م ن كت اب وس نة وم ا يلح ق هبم ا ويتفرع عنهما من إمجاع وقياس ، أحكاما من كتاب هللا تعاىل ، إما نصا وإما دالل ة ، ف ال مناف اة ب ني حجي ة

السنة وبني أن القرآن جاء تبياان لكل شيء . ، واالنته اء إىل حكم ه ، فم ن قب ل ف رض هللا يف كتاب ه طاع ة رس وله القرآن لكل ش يء أن ومن بيان

، كما قال اإلمام الشافعي . عن رسول هللا ، فبفرض هللا قبل

اجلواب عن الشبهة الثانية : بع ث إن ما وعد هللا من حفظ الذكر ال يقتص ر عل ى الق رآن وح ده ، ب ل امل راد ب ه ش رع هللا ودين ه ال ذي

ف س أ لوا أ ه ل ال ذكر إن .به رسوله ، وهو أعم من أن يكون قرآان أو سنة ، ويدل على ذل ك قول ه هللا تع اىل: . أي أه ل العل م ب دين هللا وش ريعته ، وال ش ك أن هللا كم ا حف ظ كتاب ه حف ظ 43كن تم ال ت عل م ون النح ل

ويتناقلوهنا ويتدارسوهنا ومييزون صحيحها من دخيلها، وقد أفنوا يف سنته ، مبا هيأ لا من أئمة العلم حيفظوهناذلك أعمارهم وبذلوا من اجلهود ماقدمنا احلديث عنه يف الفصل الثالث من الباب األول ، وبذلك أصبحت

سنة الرسول مدرسة حمفوظة مدونة يف مصادرها مل يذهب منها شيء .

64 هللا يف الص الة والزك اة واحل ك والص يام واملع امالت ال نشك يف أنه مل يضع من س نة رس ول وحنن

والف رائض ش يء قطع ا ، وأن ك ل م ا ك ان علي ه رس ول هللا أو قال ه م وع م دون وإن اختلف ت طرق ه وتباين ت مراتبه ، قال ابن حزم : )وال خالف بني أحد من أهل اللغة والشريعة يف أن كل وح ي ن زل م ن عن د هللا فه و

له حمفوظ حبفظ هللا تعاىل له بيق ني ، وك ل م ا تكف ل هللا حبفظ ه فمض مون أن ال يض يع ذكر منزل ، فالوحي كمنه وأال حيرف منه شيء أبدا حتريفا ال أييت البيان ببطالنه( مث رد ابن ح زم عل ى م ن زع م أن امل راد ابل ذكر يف

ال دلي ل .. وال ذكر اس م اآلية القرآن وحده ، فقال : )هذه دعوى كاذبة ردة عن الربهان وختصيص ال ذكر ب من قرآن أو سنة وحي ينب هبا الق رآن ، وأيض ا ف إن هللا تع اىل يق ول : واقع على كل ما أنزل هللا على نبيه

فصح أنه عليه السالم مأمور ببيان القرآن للناس 44. و أ نز لن ا إل يك الذكر لت ب ني للناس م ا ن زل إل يهم النحل، ويف القرآن مل كث ري كالص الة والزك اة واحل ك وغ ري ذل ك مم ا ال نعل م م ا ألزمن ا هللا تع اىل في ه بلفظ ه ، لك ن

، ف إذا ك ان بيان ه علي ه الس الم ل ذلك اجملم ل غ ري حمف وظ وال مض مون س المته مم ا ل يس من ه ، ببي ان الن يب علين ا في ه ، ف إذا مل ن در ص حيح م راد هللا فق د بط ل االنتف اع ب نص الق رآن ، فبطل ت أكث ر الش رائع املفرتض ة

تعاىل منها ( . اجلواب عن الشبهة الثالثة :

بكتابته ا وهني ه ع ن ذل ك كم ا ورد يف بع ض األحادي ث الص حيحة، ال ي دل عل ى إن ع دم أم ر الن يب م ن أن املص لحة حينئ ذ كان ت تقض ي –عن د البح ث عل ى كتاب ة الس نة –ع دم حجيته ا ، ب ل مل ا ق دمناه

عل ى كتاب ة الق رآن وتدوين ه، وبتض افر املس لمني عل ى حف ظ كت اب –نظ را لقل تهم –بتضافر كت اب الص حابة هللا خش ية م ن الض ياع واخ تال ش يء ب ه ، وق د حققن ا أن م ا ورد م ن النه ي إمن ا ك ان ع ن كتاب ة احل ديث

. الرسول وتدوينه ر يا كالقرآن ، أما أن يكتب الكاتب لنفسه فقد ثبت وقوعه يف عهد وليست احلجية مقصورة على الكتابة حىت يقال : لو كان ت حجي ة الس نة مقص ودة للن يب ألم ر بكتابته ا ، فإن احلجية تثبت أبشياء كثرية : منها التواتر ، ومنها نقل العدول الثقات، ومها الكتابة ، والقرآن نفس ه مل

س ب ، ب ل مل يكتف وا ابلكتاب ة ح ىت ت واتر حف ظ يك ن مجع ه يف عه د أيب بك ر بن اء عل ى الرق اع املكتوب ة فحالصحابة لكل آية من ه ، ول يس النق ل ع ن طري ق احلف ظ أبق ل ص حة وض بطا م ن الكتاب ة ، خصوص ا م ن ق وم كالعرب عرفوا بقوة احلافظة، وأتوا من ذلك ابلعجائب ، فقد كان الرجل م نهم حيف ظ القص يدة كله ا م ن م رة

حفظ قصيدة لعمر ب ن أيب ربيع ة يف جلس ة واح دة وم نهم م ن حيف ظ م ا واحدة، كما ثبت عن ابن عباس أنه .يلقى من احلديث يف اجمللس الواحد ال خيرم منه حرفا

65 أما القول أبن السنة قد أتخر ت دوينها فزال ت الثق ة بض بطها وأص بحت اال للظ ن ، والظ ن ال

مكافح ة التحري ف والوض ع، وإذا كان ت جي وز يف دي ن هللا ، فه ذا ق ول م ن مل يق ف عل ى جه ود العلم اء يف السنة قد نقلت ابلضبط واحلفظ غالبا والكتابة أحياان ، من عصر الصحابة إىل هناية القرن األول حيث دون الزهري السنة أبمر عمر بن عبد العزي ز ، كان ت سلس لة احلف ظ والص يانة متص لة مل يتط رق إليه ا االنقط اع ف ال

أم ا م ا دس عل ى الس نة م ن ك ذب فق د تص دى ل ه العلم اء وبين وه مب ا ال ي رتك يصح أن يتطرق إليه ا الش ك ، . اال للشك

اجلواب عن الشبهة الرابعة : وهي ما ذكره من األحاديث فإليك اجلواب تفصيليا :

أما احلديث األول : )إن احلديث سيفشو ع ين .. إ ( فق د ق ال في ه البيهق ي : رواه خال د ب ن أيب كرمي ة ، وخال د ه ول وأب و جعف ر ل يس بص حايب فاحل ديث منقط ع ، وق ال جعف ر ع ن رس ول هللا ع ن أيب

الشافعي )ما روى هذا أحد يثبت حديثه يف شيء صغري وال كب ري، وإمن ا ه ي رواي ة منقطع ة ع ن رج ل ه ول حل ديث م ن وحنن ال نقبل مث ل ه ذه الرواي ة يف ش يء( وق ال اب ن ح زم يف احلس ني ب ن عب د هللا أح د رواه ه ذا ا

بعض الطرق : )احلسني بن عبد هللا ساقط متهم ابلزندقة( . وق ال البيهق ي أيض ا : )واحل ديث ال ذي روي يف عرض احلديث على القرآن ابطل ال يص ح ، وه و ي نعكس عل ى نفس ه ابل بطالن فل يس يف الق رآن دالل ة عل ى

عرض احلديث على القرآن ( . ل هن ا وقف ة قص رية ، ل ئن ك ان رد احل ديث م ن جه ة الس ند كم ا هذا ما قال ه أه ل العل م يف احل ديث ، و

ذك ر أه ل العل م ابحل ديث ف ال ك الم لن ا في ه ، وجي ب أن نس لم ل م م ا ق الوه، م ع مالحظ ة أهن م مل يتفق وا عل ى وضعه ، بل بعضهم يصفه ابلض عف فق ط كم ا رأي ت م ن الش افعي والبيهق ي ، ول ئن ك ان رده م ن جه ة امل نت

روي أبلفاظ صتلفة ، ففي أكثر الرواايت : )فما وافق فاقبلوه وما خالف أو مل يوافق فردوه( فهذا احلديث قد وهذا النص ليس فيه ما يقتض ي احلك م ابلض عف فض ال ع ن أن يق ول في ه عب د ال رمحن ب ن مه دي : )إن ه م ن

أن م ن عالئ م -وق د ذك ران ذل ك م ن قب ل –وض ع اخل وارج والزاندق ة( ذل ك أن م ن املتف ق علي ه ب ني العلم اء وضع احلديث أن يكون صالفا للكتاب والسنة القطعية .. ف إذا ج اءان ح ديث حبك م : )خي الف أو ال يواف ق( م ا يف كت اب هللا م ن أحك ام وال ال للتأوي ل ، حكمن ا بوض عه ابتف اق . وه ل ق ال احل ديث ال ذي حن ن

رواايت : )فما وجدمتوه يف كت اب هللا بصدده أكثر من هذا ؟ .. نعم ، لو كان نص احلديث كما يف بعض الفاقبلوه وم ا مل ت دوه يف كت اب هللا ف ردوه( ل زم الق ول ببطالن ه ، ألن م ن األحادي ث م ا أثبت ت أحكام ا ليس ت

66 يف كتاب هللا ابتفاق أهل العلم وهي صحيحة مقبولة معمول هبا .

كت اب هللا ، فم ا ج اء يف وقص ارى الق ول أن أه ل العل م مع ون عل ى أن الس نة الص حيحة ال خت الفبع ض األحادي ث م ن أحك ام ختالف ه فه ي م ردودة ابتف اق ، ق ال اب ن ح زم : )ل يس يف احل ديث ال ذي ص ح ش يء خي الف الق رآن( وق ال حمم د ب ن عب د هللا ب ن مس رة : )احل ديث ثالث ة أقس ام : فح ديث مواف ق مل ا يف

مض اف إىل م ا يف الق رآن واألخ ذ ب ه ف رض ، القرآن فاألخذ به فرض ، وحديث زائد على ما يف القرآن فه و وحديث صالف ملا يف القرآن فهو مطرح( . قال علي بن أمحد )يعين اب ن ح زم نفس ه( : )ال س بيل إىل وج ود خرب صحيح صالف ملا يف القرآن أصال ، وكل خرب شريعة فه و إم ا مض اف إىل م ا يف الق رآن ومعط وف علي ه

فيم ا –مبني جلملته ، وال سبيل إىل وجه لث( وإذا كان كذلك فال وجه ومفسر جلملته ، وإما مستثىن منه للحكم على املنت ابلوضع إذا كان لفظه : )فما مل يوافق أو ما خالف فمردود( وقد أتي د ل ه ذا –يظهر ل

ن مب ا رأيت ه للش اطيب رمح ه هللا بع د كتاب ة م ا تق دم حي ث ق ال عن د الك الم ع ن ه ذا احل ديث م ا خالص ته : )إاحلديث وحي م ن هللا ال ميك ن في ه التن اقض م ع كت اب هللا . نع م جي وز أن أتيت الس نة مب ا ل يس في ه صالف ة وال موافق ة، ب ل مب ا يك ن مس كوات عن ه يف الق را ن ، إال إذا ق ام الربه ان عل ى خ الف ه ذا اجل ائز فحينئ ذ ال ب د يف

، فمعناه صحيح، صح سنده أوال ( فتدبر .. كل حديث من املوافقة لكتاب هللا كما صرح احلديث املذكور وبذلك ال يكون يف احلديث حجة لصاحب الشبهة أصال حىت ولو صح سنده ، ألننا نقول به .

إذا ح دثتم ع ين ح ديثا تعرفون ه وال تنكرون ه قلت ه أو مل أقل ه فص دقوا ب ه .. إ ( وأمااا احلااديث الثاااين : )ح زم : ه ذا ح ديث مرس ل واألص ب ه ول ، وفي ه أيض ا م ا نقط ع فرواايت ه ض عيفة ، ق ال في ه أب و حمم د ب ن

ان يس مح ابلك ذب بكذبه وعدم صحته ، وهوقوله : فص دقوا ب ه ، قلت ه ، أو مل أقل ه( فحاش ا لرس ول هللا عليه وهو الذي تواتر عنه قوله : )من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ( مث قال ابن حزم : )وعبيد

أن ه حك ى ك ذاب مش هور، وه ذا ه و نس بة الك ذب إىل رس ول هللا –أحد رواة احل ديث –سعيد هللا بن .ز هذا إال كذاب زنديق كافر أمحق(عنه أنه قال : )مل أقله ، فأان قلته( فكيف يقول ما مل يقل ؟ هل يستجي

هللا يف كتاب ه( فق د إين ال أح ل إال م ا أح ل هللا يف كتاب ه وال أح رم إال م ا ح رموأماا احلااديث الثالااث : )قال السيوطي : أخرجه الشافعي والبيهقي م ن طري ق ط اووس، ق ال الش افعي : وه ذا منقط ع . وك ذلك ص نع

وبذلك أمر وافرتض عليه أن يتبع ما أوحي إليه ، ونشهد أن قد اتبعه أه ل العل م هبذا يتبني لك أن هذه األحاديث اليت استند إليها ص احب الش بهة ، منه ا م ا مل يثب ت ل دى

، كيف وقد ثبت يف السنة الصحيحة ما ي رد عل ى ص احب الش بهة وأمثال ه ، فق د روى الش افعي ع ن س فيان

67 ق ال : )ال ب ن عيين ة ع ن س امل أيب النض ر أن ه ع عب د هللا ب ن أيب راف ع حي دث ع ن أبي ه أن الن يب

ت عنه فيقول : ال أدري ، ما وجدان ألفني أحدكم متكئا على أريكة أيتيه األمر من أمري مما أمرت به أو هنييف كت اب هللا اتبعن اه( ورواه أب و داود واب ن ماج ه والرتم ذي وأمح د وأخ رج احل اكم بس نده إىل املق دام ب ن مع د

: يوش ك أن أشياء يوم خيرب ، منها احلمار األهلي وغريه ، فقال رس ول هللا يكرب قال : )حرم النيب دث حب ديثي فيق ول بي ين وبي نكم كت اب هللا ، فم ا وج دان في ه ح الال يقع د الرج ل م نكم عل ى أريكت ه حي

استحللناه، وما وجدان فيه حراما حرمناه ، وإن ما حرم رس ول هللا كم ا ح رم هللا ( ق ال الش افعي : فق د ض يق رسول هللا على الناس أن يردوا أمره بفرض هللا عليهم اتباع أمره .

ة واالدع اء أبن اإلس الم ه و الق رآن وح ده ال يق ول ب ه مس لم وقص ارى الق ول أن إنك ار حجي ة الس نيع رف دي ن هللا وأحك ام ش ريعته مت ام املعرف ة ، وه و يص ادم الواق ع ، ف إن أحك ام الش ريعة إمن ا ثب ت أكثره ا ابلسنة ، وما يف القرآن من أحكام إمنا ه ي مل ة وقواع د كلي ة يف الغال ب ، وإال ف أين جن د يف الق رآن أن

س ة ، وأي ن جن د ركع ات الص الة ، ومق ادير الزك اة ، وتفاص يل ش عائر احل ك وس ائر أحك ام الص لوات العامالت والعبادات ؟

قال ابن حزم رمحه هللا: )ونسأل قائل هذا القول الفاسد : يف أي قرآن وج د أن الظه ر أرب ع ركع ات ك ذا ، وص فة الق راءة ، وأن املغ رب ث الث ركع ات ، وأن الرك وع عل ى ص فة ك ذا ، والس جود عل ى ص فة

والسالم ، وبيان ما جيتنب يف الصوم ، وبيان كيفية زكاة الذهب والفضة ، والغنم واإلبل والبقر ، ومقدار األع داد امل أخوذة منه ا الزك اة ، ومق دار الزك اة امل أخوذة ، وبي ان أعم ال احل ك م ن وق ت الوق وف بعرف ة ،

ة اإلح رام ، وم ا جيتن ب في ه ، وقط ع الس ارق ، وص فة وص فة الص الة هب ا ومبزدلف ة ، ورم ي اجلم ار ، وص فالرضاع احملرم ، وما حيرم من املآكل وصفتا الذابئح والضحااي ، وأحكام احلدود ، وصفة وقوع الط الق ، وأحكام البيوع، وبيان الراب ، واألقضية والت داعي ، واألمي ان واألحب اس ، والعم ري ، والص دقات ، وس ائر

ا يف الق رآن مج ل ل و تركن ا وإايه ا مل ن در كي ف نعم ل فيه ا ، وإمن ا املرج وع إليه ا يف ك ل أن واع الفق ه ، وإمن ، وكذلك اإلمجاع إمنا هو على مسائل يسرية، فال بد من الرجوع إىل احل ديث ذلك ، النقل من النيب

م ر ، ولك ان ال ض رورة ، ول و أن ام رءا ق ال : ال أنخ ذ إال م ا وج دان يف الق رآن ، لك ان ك افرا إبمج اع األيلزمه إال ركعة م ا ب ني دل وك الش مس إىل غس ق اللي ل ، وأخ رى عن د الفج ر ، ألن ذل ك ه و أق ل م ا يق ع عليه اسم صالة ، وال حد لألكثر يف ذلك ، وقائل هذا كافر مشرك حالل الدم واملال ، وإمن ا ذه ب إىل

ام رءا ال أيخ ذ إال مب ا اجتمع ت ه ذا بع ض غالي ة الرافض ة مم ن ق د اجتمع ت األم ة عل ى كف رهم ، ول و أن

68 عليه األمة فقط ، ويرتك كل ما اختلف وا في ه مم ا ق د ج اءت في ه النص وص ، لك ان فاس قا إبمج اع

األمة ، فهااتن املقدمتان توجب ابلضرورة األخذ ابلنقل .

في عدالة الصحابة الطاعنينالرد على ثانيا : ح دثني كأمحد أمني وحمم ود أب و ري ه وغ ريهم يف عدال ة الص حابة طعن اخلوارج والرافضة واملعتزلة وبعض امل

كلهم أو بعضهم ، وسنتوىل الرد عليهم فيما يلي . ؟ ما املقصود بعدالة الصحابة#

ل يس املقص ود بعدال ة الص حابة أهن م معص ومون م ن املعاص ي ، أو أهن م ال يق ع م نهم ال وهم والنس يان أن ال أحد منهم تعمد الكذب عل ى هللا أو عل ى رس ول هللا ص لى هللا واخلطأ ، وإمنا املقصود بعدالة الصحابة

عليه وسلم . ؟ من الذي عدل الصحابة#

الص حابة ع دول بتع ديل اخل الق عزوج ل وبتع ديل رس وله علي ه الص الة والس الم ، وم ن النص وص الدال ة على ذلك :

تنه ون ع ن املنك ر وتؤمن ون ابهلل ( قال تعاىل : ) كنتم خري أم ة أخرج ت للن اس أتم رون ابملع روف و - 1 110آل عمران :

ذكر بعض العلم اء أن املفس رين متفق ون عل ى أن ه ذه اآلي ة واردة يف ح ق أص حاب رس ول هللا ص لى هللا عليه وسلم ، وال شك أن اخلطأ فيها للموجودين وقت نزول الوحي.

عل ى الن اس ويك ون الرس ول عل يكم وق ال تع اىل : ) وك ذلك جعلن اكم أم ة وس طا لتكون وا ش هداء - 2

. 143شهيدا ( البقرة : والوسط مبعىن : العدل أي أن الصحابة عدول ، وهذا خطاب للموجودين حينئذ ف ال ي دخل معه م م ن

بعدهم إال بقياس أو بدليل آخر . ي هللا إبحس ان رض اتبع وهمق ال تع اىل : ) والس ابقون األول ون م ن امله اجرين واألنص ار ، وال ذين - 3

. 100عنهم ورضوا عنه ( التوبة :

69 لت اآلية كل الصحابة من مهاجرين وأنصار ومن اتبعهم إبحسان .

قال تعاىل : ) ال يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفق وا - 4

10يد : من بعد وقاتلوا ، وكال وعد احلسىن ، وهللا مبا تعملون خبري ( احلد يقول الرسول صلى هللا عليه وسلم : " خري الناس قرين مث الذين يلوهنم . . . " - 5ويق ول ص لى هللا علي ه وس لم : " ال تس بوا أح دا م ن أص حايب ، ف إن أح دكم ل و أنف ق مث ل أح د - 6

ذهبا ما أدرك مد أحدهم و ال نصيفه " رواه مسلم .وج ل ورس وله ص لى هللا علي ه وس لم إىل تع ديل أح د م ن اخلل ق ، فه م وال حيت اج م ع تع ديل هللا ع ز

رضي هللا عنهم كلهم عدول . وفضال عما تقدم فإن عدالتهم رض وان هللا عل يهم بت ة ابلض رورة ، إذ تكف ل هللا حبف ظ دين ه فق ال :

األداين قبل ه ) ليظه ره عل ى ) إان حنن نزلنا الذكر وإان له حلافظون ( ، وتكفل أبن اإلس الم س يظهر عل ى ك ل الدين كله ( ، وهذا ال يكون مع انتفاء عدالة اجليل األول الناقل للرسالة إىل من بعده .

فمن مل يعدل الصحابة رضوان هللا عليهم يقع يف التناقض مع كتاب هللا ويؤدي به ذل ك إىل الطع ن وجل . يف دين هللا عز

بار أئمة احلديث :قال أبو زرعة الرازي وهو من ك ] إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فاعلم انه زنديق وذل ك

أن الرسول صلى هللا عليه وسلم عندان حق والقرآن حق وامنا أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رس ول [ لسنة واجلرح هبم أوىل وهم زاندقةان ليبطلوا الكتاب واهللا صلى هللا عليه وسلم وامنا يريدون ان جيرحوا شهود

وقال اخلطيب البغدادي بعد أن ساق النصوص من القرآن والسنة على تعديلهم : ] واألخب ار يف ه ذا املع ىن تتس ع وكله ا مطابق ة مل ا ورد يف ن ص الق رآن ومجي ع ذل ك يقتض ى طه ارة

ف ال حيت اج أح د م نهم م ع تع ديل هللا تع اىل ل م املطل ع عل ى ب واطنهم الصحابة والقطع على تعديلهم ون زاهتهم اىل تعديل أحد من اخللق له . . .

على انه لو مل يرد من هللا ع ز وج ل ورس وله ف يهم ش يء مم ا ذك رانه ألوجب ت احل ال ال يت ك انوا عليه ا

70 واملناص حة يف ال دين وق وة م ن الج رة واجله اد والنص رة وب ذل امله ك واألم وال وقت ل اآلابء واألوالد

نجييئ و اإلميان واليقني القطع عل ى ع دالتهم واالعتق اد لن زاهتهم واهن م أفض ل م ن مجي ع املع دلني وامل زكني ال ذين من بعدهم أبد اآلبدين هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء

اىل وق ت احل روب ال يت ظه رت وذهب ت طائف ة م ن أه ل الب دع إىل أن ح ال الص حابة كان ت مرض ية بينهم وسفك بعضهم دماء بعض فصار أه ل تل ك احل روب س اقطي العدال ة ومل ا اختلط وا أبه ل النزاه ة وج ب البحث عن أمور الرواة منهم وليس يف أهل الدين واملتحققني ابلعلم من يصرف إليهم خرب م ا ال حيتم ل نوع ا

خالفني من الفقهاء اجملتهدين يف أتويل األحك ام إلش كال األم ر من التأويل وضراب من االجتهاد فهم مبثابة امل [رضا إذ مل يثبت ما يزيل ذلك عنهموالتباسه وجيب ان يكونوا على األصل الذي قدمناه من حال العدالة وال

حديث اآلحاد كليا أو جزئياعلى من لم يحتج برد ال: ثالثا

:ينقسم اخلرب ابعتبار وصوله إلينا إىل قسمني متواتر ، وآحاد ، وسنعرف بكل واحد منهما .

م ا رواه ع دد كث ري يس تحيل يف الع ادة تواط ؤهم عل ى الك ذب ع ن م ثلهم إىل # تعريففا المتففواتر : منتهاه ويكون مستندهم احلس .

والتواتر عندهم يفيد العلم اليقيين القطعي الذي الشك فيه وال تردد .

بل مبل التواتر ويفيد الظن ال القطع .هو كل خرب مل ي# تعريا اآلحاد :

وتتلخص يف اآلراء التالية :# مذاهب الناس في حجبة خبر اآلحاد ،

أن خ رب اآلح اد ل يس حبج ة مطلق ا ال يف العقائ د وال يف األحك ام وه ذا ال رأي ينس ب الرأي األول : للخوارج واملعتزلة .

71 ال يف العقائ د ؛ ألن ه يفي د الظ ن ، حك امأن خ رب اآلح اد حي تك ب ه يف األالففرأي النففاني :

والعقائ د ال حي تك عليه ا إال ابلقطع ي ألن ه ال ميك ن أن يعتم د يف االعتق اد عل ى خ رب ظ ين حيتم ل اخلط أ والك ذب إذ م ن ل وازم االعتق اد القط ع واليق ني املن ايف للش ك وال رتدد ، وه ذا رأي مجه ور علم اء أص ول الفق ه

إلابضية والزيدية وغريهم .او وعلماء األشاعرة واملاتريدية

أن خ رب اآلح اد امل روي ع ن رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم حي تك ب ه يف األحك ام الففرأي النالفف :والعقائ د إذا ك ان خ ربا ص حيحا عل ى م نهك احمل دثني ق د حف ت ب ه الق رائن أو تلقت ه األم ة ابلقب ول ك أكثر

لعلماء ، وهو رأي أئمة احملدثني املشهورين .أحاديث الصحيحني ، وهذا رأي كبار احملققني من ا

# أدلة القائلين بأن حديث اآلحاد يفيد الظن وال يصلح ألن يحتج به كليا . ) كما هو مذهب مجهور األصوليني واألشاعرة وغريهم ( أو جزئيا ) كما هو مذهب اخلوارج واملعتزلة (

تم ل أن يك ون راوي ه ك ذب في ه أو أخط أ يف روايت ه ، إن خ رب اآلح اد ظ ين احتم ال حي الدليل األول :ولذا فال جيوز أن حيتك به ؛ ألن هللا تعاىل يقول : ) إن الظن ال يغين من احلق شيئا ( ، ويقول أيضا : ) وال تقف ما ليس لك به علم ( ، فالواجب علينا أن ال حنتك إال مبا يوجب العلم اليقيين القطعي ، واآلح اد ظ ين

أن يكون راويه كذااب أو مغفال خيطئ ، وما كان كذلك فليس بقطعي .حيتمل

أن الن يب ص لى هللا علي ه وس لم ق د توق ف يف خ رب ذي الي دين ح ىت أخ ربه أب و بك ر الدددليل النددا : وعمر بصدقه فسجد للسهو ، ولو كان خرب الواحد حجة لعمل رسول هللا رب ذي اليدين .

عدد م ن الص حابة ع دم العم ل رب اآلح اد ، فق د رد أب و بك ر خ رب املغ رية روي عن الدليل النالث : يف مرياث اجلدة ، ورد عمر خرب أيب موسى يف االستئذان . . . ا

72

الرد على هذه األدلة :

نق ول ردا عل ى ال دليل األول : إن الظ ن امل ذموم ه و التخ رص ب ال عل م وال مس تند ، الف - 1 و ملح ق ابلقطع ي يف وج وب العم ل ب ه ، وال يص دق عل ى م ن حت رى يف رج ال اإلس ناد الظ ن ال راجح فه

واتصاله ، وحترى يف سالمته من الش ذوذ و العل ة أن يك ون ق د ق ال عل ى هللا ب ال عل م ، وال يكل ف هللا نفس ا إال وسعها .

حتج اج ب ه ، وق د أمج ع ص حابة رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم عل ى العم ل رب اآلح اد واال

واإلمجاع قطعي ، فاحملتك رب اآلحاد الصحيح على منهك احملدثني يكون حمتج ا رب أمجع ت الص حابة عل ى العم ل مبثل ه ، ك ذلك اتف ق علم اء احل ديث عل ى حرم ة رد احل ديث الص حيح ول و مل يبل الت واتر ، وه م أه ل

دثون ليس كخرب اآلحاد الذي يرويه عموم الشأن يف ذلك ، مما يدل على أن خرب اآلحاد الذي يصححه احملالن اس فهن اك ف رق ، وم ا قال ه األص وليني واألش اعرة ينطب ق عل ى أخب ار اآلح اد ال يت يت داولا الن اس م ن دون

إعمال لشرو احلديث الصحيح الصعبة اليت ال تقبل اخلرب حىت تتوفر فيه أربعة شرو : ملا يروونه . ثبوت عدالة الرواة وثبوت ضبطهم وإتقاهنم -أ

اتصال السند وسالمته من االنقطاع والتدليس وحنو ذلك . -ب السالمة من الشذوذ . -ج السالمة من العلة . -د إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم توقف يف خ رب ذي الي دين ألن ه ظ ن أن ه صط ئ فرس ول هللا عن د - 2

الي دين ، مث إن احلادث ة كان ت مبحض ر مج ع م ن املس لمني نفسه يرى أنه أمت الصالة ومل ينقصها كما يقول ذو ومل يقول وا مبث ل قول ه مم ا جعل ه علي ه الص الة والس الم يس تبعد أن ينف رد ذو الي دين ع نهم مبعرف ة ال نقص دوهن م وك ان م ن احلاض رين أانس أج ل وأعل م م ن ذي الي دين ك أيب بك ر وعم ر وعثم ان وعل ي وس عد وطلح ة وال زبري

لصحابة وكلهم مل يتكلموا بشيء ، مث ملا تبني لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم أهنم موافق ون وغريهم من كبار ااملوجبة لعدم األخ ذ بقول ه يف البداي ة ح ىت تب ني أن ه مل خيط ئ قوة احتمال خطأ ذي اليدينله أخذ ربه ، إذا

يف خربه فقبل .

73 ق ني رس ول هللا فل ذلك توق ف يف خ ربه قال اإلمام أمحد بن حنبل : إن ذي الي دين ج اء ليزي ل ي

عليه الصالة والسالم . املتواتر عن الصحابة رضوان هللا عل يهم أهن م عمل وا رب اآلح اد ، ولك ن م ن ك ان إمام ا للمس لمني - 3

كأيب بكر أو عمر رضي هللا عنهما فقد يتوقف يف قبول خرب لريبة أو احتمال وهم الراوي أو استبعاد انف راده ب ة من ه يف التثب ت ح ىت ال يتج رأ الن اس عل ى ح ديث رس ول هللا ويعلم وا أن املس ألة حتت اج إىل ت دقيق ، أو رغ

وحتقيق وسؤال وحبث .مث أن األمثل ة امل ذكورة ال ت دل عل ى دع واهم ألن انض مام حمم د ب ن مس لمة للمغ رية يف خ رب اجل دة ،

مت واترا ب ل ه و ح ىت بع د االنض مام يف حي ز وانضمام أيب سعيد أليب موسى يف خرب االس تئذان ال جيع ل اخل رب اآلحاد ، فهذه األحبار حجة عليهم ال لم .

ولك ي يق ف الطال ب عل ى مزي د م ن خط أ منك ري حجي ة خ رب اآلح اد فيج ب علي ه أن ينظ ر يف ك الم

( 186 - 171اإلمام الشافعي رمحه هللا املذكور يف كت اب الس نة ومكانته ا يف التش ريع اإلس المي ) ص املكتب اإلسالمي ، فقد قرر هذه املسألة تقريرا جيدا مستدال ابلكثري من النصوص على وجوب العم ل رب

اآلحاد .

)يف األحكام والعقائد(# األدلة الموجبة للعمل بخبر اآلحاد من حيث العموم

ال دين ولين ذروا ق ومهم : قول ه تع اىل : ) فل وال نف ر م ن ك ل فرق ة م نهم طائف ة ليتفقه وا يف الدليل األول 122إذا رجعوا إليهم لعلهم حيذرون ( التوبة :

والطائفة يف اللغة يتناول الواحد فما فوقه وال خيتص بعدد معني ، وذلك منقول عن ابن عباس وغريه .ويف هذه اآلية أوجب هللا على كل فرقة أن تقبل ما يروي ه الع دل الفقي ه م ن أم ور ال دين ول و ك ان واح دا ، فل وال أن احلج ة ال تق وم حب ديث اآلح اد مل ا ح ث هللا الطائف ة عل ى التبلي معل ال ذل ك بقول ه : ) لعله م

حيذرون ( .

74 : قول ه تع اىل : ) اي أيه ا ال ذين آمن وا إن ج اءكم فاس ق بنب أ فتبين وا ( ويف ق راءة الدليل النا

ا جاء رب فاحلجة قائمة به .متواترة " فتثبتوا " وهذه اآلية تدل على أن العدل الواحد إذ

أي يف -: حديث عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما قال : " بينم ا الن اس يف الص بح الدليل النالثبقباء جاءهم رجل فقال : إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ق د أن زل علي ه الليل ة ق رآن وأم ر -صالة الفجر

ك ان وج ه الن اس إىل الش ام فاس تداروا بوج وههم إىل الكعب ة " أخرج ه أن يس تقبل الكعب ة أال فاس تقبلوها و ( . 4220البخاري يف صحيحه )

وم ن املعل وم أن أه ل قب اء يف ذل ك الوق ت ك انوا م ن الص حابة وق د ك ان اس تقبال بي ت املق دس ثب ت ل ى أن عن دهم ابلت واتر وعلمه م ب ه قطع ي يقي ين ، وم ع ذل ك ترك وه بس بب خ رب واح د )آح اد( ف دل ه ذا ع

احلج ة تثب ت ر اآلح اد ال س يما أهن م ك انوا يف زم ن يتن زل في ه ال وحي والن يب ص لى هللا علي ه وس لم عل ى قي د احلياة فلو كان فعلهم هذا خطأ لبينه لم .

: إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بعث إىل امللوك اجملاورين لبالد العرب ي دعوهم إىل الدليل الرابع إىل ك ل مل ك مبع و واح دا ، ول و كان ت احلج ة ش رعا ال تق وم رب الواح د ألرس ل إىل ك ل اإلس الم مرس ال

ملك مجعا من الرسل .وك ذلك بع ث مع اذ ب ن جب ل إىل أه ل ال يمن ل يعلمهم دي نهم وبع ث أاب بك ر عل ى احل ك ل يحك ابلن اس

واحد إىل أف ق م ن اآلف اق ليبلغ وا وبعث مصعب بن عمري قبل الجرة إىل املدينة وبعث كثريا من أصحابه كل دين هللا إىل الناس وليعلموا الناس دينهم .

الدليل اخلامس : اتفاق الصحابة والتابعني على االحتجاج رب اآلحاد ومل يق ع خ الف يف ه ذه املس ألة

ها .إال يف القرن الثالث الجري على يد بعض املعتزلة وإمجاع السلف متقدم وهو حجة ال توز صالفت

75

# االسدددتدالل علدددى أن حدددديث اآلحددداد الصدددحيح علدددى مددد ج المحدنين حجة ف العقائد من األدلة السابقة .

إن األحكام والعقائد ال ف رق بينهم ا م ن حي ث أن اجلمي ع م ن أم ور : االستدالل من الدليل األول

هم ال يقتص ر تعل يمهم لق ومهم عل ى الش ريعة ، وعلي ه ف إن الطائف ة ال يت تنف ر لتتفق ه يف دي ن هللا ولين ذروا ق ومأم ور الف روع الفقهي ة فق ط ب ل يش مل قطع ا أم ور العقي دة ، الس يما وأن العقائ د أه م م ن األحك ام ، وم ن املقط وع ب ه أن ه يب دأ ابأله م ف األهم وي دل عل ى ذل ك ح ديث مع اذ الص حيح مل ا بعث ه الرس ول علي ه الص الة

والس الم : " ادعه م إىل ش هادة أن ال إل ه إال هللا وأن حمم دا رس ول والسالم إىل ال يمن فق د ق ال علي ه الص الة هللا فإن هم أجابوك إىل ذلك فأخربهم أن هللا قد افرتض عليهم س صلوات يف اليوم والليلة .. "

وال ش ك أن الش هادتني م ن أم ور العقي دة ، كم ا أن ه ال ش ك أن رس ول هللا كل ف مع اذا وه و واح د و ك ان خ رب الواح د ال تق وم ب ه احلج ة مل ا أرس ل رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم مع اذا بتعل يمهم ذل ك ، ول

بذلك .: أن صحابة رسول هللا من أهل قب اء ح ني ص رفوا وج وههم يف ص الة االستدالل من الدليل النالث

حة خ رب الص بح م ن بي ت املق دس إىل الكعب ة خل رب أح د الص حابة ، فعل وا ذل ك تص ديقا م نهم واعتق ادا بص اآلحاد الصحيح ، وقد كانوا يعلمون علما يقينيا قطعيا قبل إبالغهم رب اآلحاد أن القبل ة حن و بي ت املق دس

، فلو مل يكن خرب اآلحاد الصحيح يثبت به العلم اليقيين مل تركوا يقينهم السابق .

علي ه وس لم إىل مل وك : إن الرس ل ال ذين بع ثهم رس ول هللا ص لى هللا االستدالل مدن الددليل الرابدعاألرض كانوا مبعوثني ليقولوا ألولئك امللوك : ادخلوا يف اإلسالم واشهدوا أن ال إل ه إال هللا وأن حمم دا رس ول هللا ، وهذا أمر عق دي ول يس م ن الف روع الفقهي ة ، ف دل ذل ك عل ى أن العقي دة تثب ت رب اآلح اد الص حيح

يك ن األم ر ك ذلك م ا أرس ل رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم لك ل وأن احلجة تقوم به على من بلغه ، ول و مل ملك مبعو واحدا .

: إن اتف اق الص حابة والت ابعني والس لف الص احل عل ى االحتج اج االستدالل مدن الددليل الخدام

رب اآلح اد الص حيح ي دخل في ه احتج اجهم أبخب ار اآلح اد الص حيحة يف مس ائل ص فات اخل الق ع ز وج ل

76 واأل اء واألحكام ) الكفر ، الفسق ، اإلميان ( ، وعذاب الق رب ، وحتدي د بع ض الكب ائر ، والقدر

والشهادة لبعض الصحابة ابجلنة . . ا وال يعرف أبدا عن أحد من السلف أنه فرق بني أحادي ث العقائ د واألحك ام ، ب ل ك ل م ن ف رق بينهم ا

ه ذا الش يء ح الل أو اعتق اد أن ه ذا الش يء ح رام مس ألة فق د وق ع يف التن اقض والب د ب دليل اعتق اد أن مثل احلك عرفة ، األضحية قبل صالة عي د األض حى ، م ن حل ف بغ ري هللا فق د كف ر أو أش رك ، حت رمي اعتقادية وليست عملية . )

ا ( حلم اجلزور . .لبس الذهب على الرجال ، جناسة الكلب وطهارة سؤر الرة ، انتقاض الوضوء مبس الذكر ، الوضوء من أكل والقول أبن حديث اآلحاد الصحيح على مقاييس احملدثني وش روطهم حج ة يف العقائ د ه و م ذهب

اإلمام مالك والشافعي وأمحد بن حنبل وابن حزم وابن تيمية واب ن الق يم وكب ار مش ايخ عص ران ك ابن ابز واب ن لراجح واملخالف له ص الف مل ذهب الس لف يف العقي دة عثيمني واأللباين وغريهم رمحهم هللا ، وهذا الرأي هو ا

. : الطعن في المنهج النقدي لعلماء الحديث رابعا

م ن أب رز الط اعنني يف م نهك علم اء احل ديث النق دي املستش رقون ، وطع وهنم متنوع ة فق د طعن وا يف وت دون ، ا . . . وه ذه م نهك احمل دثني ألهن م ع دلوا الص حابة ، وطعن وا في ه ب دعوى أن الس نة مل تكت ب

الطعون قد انقشناها فيما مضى .

غراض المستشرقين :وأ ة عن نشأة االستشراقتاريخي حملة

االستشراق يعين العناية ابلشرق ، نظرا ألن املهتمني به من الدول الغربية ، فمن اعتىن ابلدراسات هذه احلضارات جغرافيا تقع يف الشرق . اإلسالمية أو الندية أو الصينية ، ي مستشرقا ابعتبار أن

ملا هامجت اجليوش الصليبية بالد اإلسالم ، كانت مدفوعة إىل ذلك بدافعني :األول _ دافع الدين والعصبية العمياء اليت أ رها رجال الكنيسة يف شعوب أوراب ن مفرتين على

يص مهد املسيح من أيدي الكفار ) املسلمني أبشع االفرتاءات : حمرضني النصارى أشد حتريض على ختلأي املسلمني ( فكان مجهرة املقاتلني من جيوش الصليبيني من هؤالء الذين أخرجتهم العصبية الدينية من دايرهم عن حسن نية ، وقوة عقيدة ، إىل حيث يالقون املوت والقتل والتشريد ن محلة بعد محلة ،

وجيشا بعد جيش .

77 عماري فقلد ع ملوك أوراب مبا تتمتع به بالد اإلسالم وخاصة الثاين _ دافع سياسي است

بالد الشام وما حولا من طمأنينة ومدنية وحضارة ال عهد لم مبثلها ، كما عوا الشيء الكثري عن ثرواهتا ومصانعها وأراضيها اخلصبة اجلميلة ، فجاءوا يقودون جيوشهم ابسم املسيح ، وما يف نفوسهم يف

رغبة يف االستعمار والفتح واالستئثار ريات املسلمني وثرواهتم ، وشاء هللا أن ترتد احلمالت احلق إال الالصليبية كلها مدحورة مهزومة ، بعد حروب دامت مائيت سنة كاملة ، وأن يقضي على اإلمارات اليت

جباهها الزمية ، استولوا عليها ، وان ترجع هذه احلمالت إىل دايرها ، حتمل يف قلوهبا احلسرة . ويف ولكنها يف الواقع كانت حتمل يف عقولا شيئا من نور اإلسالم ، ويف أيديها مثار احلضارة اليت كانت بالدهم حمرومة منها ، وإذا كانت الشعوب األوربية مصممني على االستيالء على هذه البالد مهما طال

ء عليها عسكراي أن يتجهوا إىل دراسة شؤوهنا الزمن وكثرت التكاليف ، ورأوا بعد اإلخفاق يف االستيالوعقائدها ، متهيدا لغزوها ثقافيا وفكراي ، ومن هنا كانت النواة األوىل جلمعيات املستشرقني اليت مازالت تواصل عملها حىت اليوم ، واليت كانت حىت عهد قريب تتألف من رجال الدين املسيحي أو

الناس كرها لإلسالم وتعصبا عليه ، والن كان فريق من العلماء اليهودي الذين هم وال شك اشداملنصفني قد غزى هذا الوسط ) التبشريي املتعصب ( فعين ابلدراسات العربية و االسالميه يف جو يتسم أكثره ابإلنصاف إال انه ال يزال حىت اليوم أكثر الذين يشتغلون منهم هبذه الدراسات من رجال الدين

بتحريف اإلسالم وتشويه مجاله ، أو من رجال االستعمار الذين يعنون ببلبلة بالد اإلسالم الذين يعنونأهم العيوب ) يف ثقافتها ، وتشويه حضارهتا يف أذهان املسلمني وتتسم حبوث هؤالء ابلظواهر اآلتية

: ( املنهجية يف كتاابت املستشرقني ومقاصده . سوء الظن والفهم لكل ما يتصل ابإلسالم يف أهدافه -1 سوء الظن برجال املسلمني وعلمائهم وعظمائهم . -2

تصوير اجملتمع اإلسالمي يف صتلف العصور ، وخاصة يف العصر األول مبجتمع متفكك تقتل -3 االاننيه رجاله وعظمائه .

تصوير احلضارة االسالميه تصويرا دون الواقع بكثري ، هتوينا لشأهنا واحتقارا آل رها . -4

اجملتمع اإلسالمي على حقيقته ، واحلكم عليه من خالل ما يعرفه هؤالء املستشرقون اجلهل بطبيعة -5 من أخالق شعوهبم وعادات بالدهم .

78 إخضاع النصوص للفكرة ، اليت يفرضوهنا حسب أهوائهم ، والتحكم فيما يرفضونه ويقبلونه -6

من النصوص .

فهم العبارات حني ال جيدون اال وإساءهتمحتريفهم للنصوص يف كثري من األحيان حتريفا مقصودا -7 للتحريف .

حتكمهم يف املصادر اليت ينقلون منها ، فهم ينقلون مثاال من كتب األدب ما حيكمون به يف اتريخ -8احلديث ، ومن كتاب التاريخ ما حيكمون به يف اتريخ الفقه ، ويصححون ما ينقله ) الدمريي ( يف

لك ( يف ) املوطأ ( ، كل ذلك انسياقا مع الوى ، واحنرافا كتاب )احليوان( ويكذبون ما يرويه ) ما عن احلق .

هبذه الروح اليت أوضحنا خصائصها حبثوا يف كل ما يتصل ابإلسالم واملسلمني من اتريخ وفقه وتفسري وحديث وأدب وحضارة ، وقد أاتح لم تشجيع حكوماهتم ، ووفره املصادر بني أيديهم

ص كل واحد منهم بفن أو انحية من نواحي ذلك الفن ، يفرغ له جهده يف وتفرغهم للدراسة ، واختصاحياهتا كلها ، ساعدهم ذلك كله على أن يصبغوا حبوثهم بصبغة علميه ، وان حييطوا بثروة من الكتب والنصوص ما مل حيط به الكثري من علمائنا اليوم الذين يعيشون يف تمع مضطرب يف سياسته وثروته

جيدون متسع للتفرغ ملا يتفرغ له أولئك املستشرقون وكان من اثر ذلك أن أصبحت وأوضاعه ، فالكتبهم وحبوثهم مرجعا للمتثقفني منا ، ثقافة غربيه وامللمني بلغات أجنبيه ، وقد خدع أكثر هؤالء

ا هي ، املثقفني ببحوثهم ، واعتقدوا مبقدرهتم العلمية وإخالصهم للحق : وجروا وراء أرائهم ينقلوهنا كمومنهم من يفاخر أبخذها عنهم ومنهم من يلبسها ثواب إسالميا جديدا وال أريد أن اضرب لك األمثال ، فقد رأيت من صنيع األستاذ ) امحد أمني ( يف ) فجر اإلسالم ( مثاال لتالمذة مدرسه املستشرقني من

املسلمني . جولد تسيهر في السنة وتشكيكه بها : مثال من طعن

هذه املقدمة الضرورية ، إىل بيان موقف املستشرقني من السنة وشبههم اليت أ روها حولا ننتقل من، واليت أتثر هبا كثري من الكتاب املسلمني كما رأيت ، ولعل اشد املستشرقني خطرا ، وأوسعهم ابعا ،

( فقد كان واسع وأكثرهم خبثا وإفسادا يف هذا امليدان ، هو املستشرق اليهودي اجملري ) جولد تسيهر االطالع على املراجع العربية على ما يظهر حىت عد شيخ املستشرقني يف اجليل املاضي ، وال تزال كتبه وحبوثه مرجعا خصبا وهاما للمستشرقني يف هذا العصر وقد نقل لنا األستاذ ) امحد أمني ( بصورة غري

79 اه ، كما نقل لنا بصورة ر يه ر يه كثريا من أرائه عن اتريخ احلديث يف فجر اإلسالم وضح

سافرة بعض أرائه اليت صرح بعزوها إليه كما نقل لنا الدكتور علي حسن عبد القادر يف كتابه )نظرة عامة يف اتريخ الفقه اإلسالمي( ملخص شبه هذا املستشرق يف اتريخ احلديث ، كما جند حبث هذا املوضوع

يعة يف اإلسالم ( الذي ترمجه األساتذة ) حممد يوسف وخالصه رأيه واضحا يف كتابه ) العقيدة والشر موسى( و) عبد العزيز عبد احلق( و )علي حسن عبد القادر( .

وسأحاول هنا نقد خالصه أرائه يف هذا الصدد غري متتبع لكل فقره من فقراته فذلك يقتضي كتااب

ثبات الرد عليها مجلة مجلة ، مستقال على حده فان حبوثه يف هذا الشأن يضيق نطاق هذه الرسالة عن إوحسب أن أشري إىل االتاهات العامة واخلطو الرئيسية يف حبوثه ، واترك بقيه الرد التفصيلي لفرصه

أخرى ، وارجوا هللا أن يفسح يف األجل للقيام هبذا الواجب .

مسألة : وهناك 126قال الدكتور )علي حسن عبد القادر( يف )نظرة عامة يف اتريخ الفقه( ص جدا خطرية ، جند من اخلري أن نعرض لا ببعض التفصيل وهي )وضع احلديث( يف هذا العصر ، ولقد ساد إىل وقت قريب يف أوسا املستشرقني الرأي القائل )أبن القسم األكرب من احلديث ليس صحيحا

جهود املسلمني يف ما يقال من انه وثيقة لإلسالم يف عهده األول عهد الطفولة ، ولكنه أكثر من أ رعصر النضوج( وأشار الدكتور عبد القادر إىل أن هذا الرأي هو جلولد تسيهر يف كتاب )دراسات إسالميه( وقد شرحوا هذا الرأي )أبنه يف هذا العصر األول الذي اشتدت فيه اخلصومة بني األمويني

ا الن ما وقع يف أيديهم من ذلك مل والعلماء األتقياء ، اخذ هؤالء يشتغلون مع احلديث والسنة ، ونظر يكن ليسعفهم يف حتقيق أغراضهم ، اخذوا خيرتعون من عندهم أحاديث رأوها مرغواب فيها وال تتناىف

، وبرروا ذلك أمام ضمائرهم أبهنم إمنا يفعلون هذا يف سبيل حماربة الطغيان واإلحلاد اإلسالميةوالروح نوا أيملون يف إعداد البيت األموي وهم العلويون ، فقد كان والبعد عن سنن الدين ، ونظرا ألهنم كا

حميط اخرتاعهم من أول األمر موجها إىل مدح أهل البيت فيكون هذا سبيل غري مباشر إىل ثلب األمويني ومهامجتهم ، وهكذا سار احلديث يف القرن األول سرية املعارضة الساكنة بشكل مؤمل ضد

ة والقانونية . ومل يقتصر األمر على هؤالء ، فان احلكومة نفسها مل تقف هؤالء املخالفني للسنن الفقهيساكنه ايزاء ذلك ، فإذا ما أرادت أن تعمم رأاي أو تسكت هؤالء األتقياء ، تدرعت أيضا ابحلديث

80 املوافق لوجهات نظرها فكانت تعمل ما يعمله خصومها ، فتضع احلديث ، أو تدعو إىل

نتعرف إىل ذلك كله فانه ال توجد مسالة خالفيه سياسيه أو اعتقاديه إال ولا وضعه ، وإذا ما أردان أناعتماد على مجله من األحاديث ذات اإلسناد القوي ، فالوضع يف احلديث ونشر بعضه أو اضطهاد بعضه بدأ يف وقت مبكر ، فاألمويون كانت طريقتهم كما قال معاوية بن املغرية بن شعبه : )ال هتمل يف

سب عليا وان تطلب الرمحة لعثمان ، وان تسب أصحاب علي وتضطهد من أحاديثهم وعلى أن تالضد من هذا أن متدح عثمان وأهله وان تقرهبم وتسمع إليهم( على هذا األساس قامت أحاديث األمويني ضد علي ، ومل يكن األمويون وأتباعهم ليهمهم الكذب يف احلديث املوافق لوجهات نظرهم ،

كانت يف إجياد هؤالء الذين تنسب إليهم . فاملسالةوقد استغل هؤالء األمويون وأتباعهم أمثال اإلمام الزهري بدهائهم يف سبيل وضع احلديث ، وهنا اختصر الدكتور اهتام املستشرق جولد تسيهر لإلمام الزهري ومن الواجب أن أثبته هنا كما نقلناه عنه يف

عندي حيث قال : إن عبد امللك بن مروان منع الناس من احلك الدرس ، وال تزال مسودته ط يده أايم فتنة ابن الزبري . وبىن قبة الصخرة يف املسجد األقصى ليحك الناس إليها ويطوفوا حولا بدال من الكعبة ، مث أراد أن حيمل الناس على احلك إليها بعقيدة دينية ، فوجد الزهري وهو ذائع الصيت يف أالمه

مستعدا الن يضع له أحاديث يف ذلك ، فوضع أحاديث ، منها احلديث : ) ال تشد الرحال اإلسالميةإال إىل ثالثة مساجد مسجدي هذا واملسجد احلرام واملسجد األقصى ( ومنها حديث: ) الصالة يف املسجد األقصى تعدل ألف صالة فيما سواه( وأمثال هذين احلديثني ، والدليل على أن الزهري هو

هذه األحاديث ، انه كان صديقا لعبد امللك وكان يرتدد عليه ، وان األحاديث اليت وردت يف واضع فضائل بيت املقدس مروية من طريق الزهري فقط .

قصه الصخرة وحديث ال تشد الرحال:

يزعم هذا املستشرق أن عبد امللك بين قبة الصخرة ليحول بني أهل الشام والعراق وبني احلك إىل ، وانه أراد أن يلبس عمله هذا ثواب دينيا، فوضع له صديقه الزهري حديث : ))ال تشد الرحال الكعبة، وإليكم الرد املفصل على عجب من أعاجيب االفرتاء والتحريف والتالعب حبقائق التاريخ وهذاا ((

: تلك األكذوبة

81

لصخرة( هو الوليد بن عبد إن املؤرخني الثقات مل خيتلفوا أن الذي بىن القبة )قبة ا -أوالا امللك، هكذا ذكر ابن عساكر والطربي وابن األثري وابن خلدون وابن كثري وغريهم، ومل جندهم ذكروا ولو

لتكون مبثابة -كما يزعم جولد تسيهر -رواية واحده نسبة بنائها إىل عبد امللك وال شك أن بناءهاأكرب احلوادث وأمهها يف التاريخ اإلسالم الكعبة حيك الناس إليها بدال من الكعبة، حادث من

هو اقل من واملسلمني، فال يعقل أن مير عليه هؤالء املؤرخون مر الكرام، وقد جرت عادهتم أن يدونوا ماذلك خطرا أو أمهية، كتدوينهم وفاة العلماء وتوىل القضاء وغري ذلك، فلو كان عبد امللك هو الذي

وا بناءها يف اتريخ الوليد، وهؤالء مؤرخون أثبات يف كتابة التاريخ، نعم بناها لذكروها، ولكنا نراهم ذكر جاء يف كتاب احليوان للدمريي نقال عن ابن خلكان: أن عبد امللك هو الذي بىن القبة وعبارته هكذا: ))بناها عبد امللك وكان الناس يقفون عندها يوم عرفه(( ورغما عما يف نسبة بنائها لعبد امللك من

، ومن صالفته ملا ذكره أئمة التاريخ، فإن هذا النص ال غبار عليه، وليس فيه ما يدل على أنه ضعفبناها ليفعل الناس ذلك، بل ظاهره أهنم كانوا يفعلون من تلقاء أنفسهم، وليس فيه ذكر احلك عند القبلة

كثري من أمصار اإلسالم بدال من الكعبة، بل فيه الوقوف عندها يوم عرفة، وهذه العادة كانت شائعة يفنص الفقهاء على كراهتها، وفريق كبري بني احلك إليها بدال من الكعبة، وبني الوقوف عندها تشبها

من األجر والثواب، ومل يكن ذلك ءشيبوقوف احلك يف عرفه، ليشارك من مل يستطع احلك احلجاج يف ه يوم عرفة إىل ظاهر البلد فيقفون كما مقصورا على قبة الصخرة، بل كان كل مصر إسالمي خيرج أهل

يقف احلجاج .

ليحك الناس إليه ءشيأن نص احلادثة كما ساقها جولد تسيهر بني البطالن، ألن بناء - اثنياكفر صريح، فكيف يقدم عبد امللك عليه، وهو الذي كان يلقب ب ))محامة املسجد(( لكثرة عبادته؟

ة ومل جندهم اهتموه ابلكفر، وال شنعوا عليه ببناء القبة، ولو كان على أن خصومه طعنوا فيه أبشياء كثري به . هما يشهروناألمر بتا جلعلوها يف أول

سنه إحدى و سني أو مثان، ومقتل عبد هللا بن الزبري كان -كما قدمنا –أن الزهري ولد -اثلثاا

اثنني وعشرين عاما، وعلى الثانية سنه ثالث وسبعني، فيكون عمر الزهري حينذاك على الرواية األوىل سه عشر، فهل من املعقول أن يكون الزهري يف تلك السن ذائع الصيت عند األمة اإلسالمية حبيث

82 تتلقى منه ابلقبول حديثا موضوعا يدعوها فيه للحك إىل القبة بدال عن الكعبة ؟

مل يكن يعرف عبد امللك وال رآه إن نصوص التاريخ قاطعة أبن الزهري يف عهد ابن الزبري -رابعاا

بعد، فالذهيب يذكر لنا أن الزهري وفد ألول مرة على عبد امللك يف حدود سنه مثانني، وابن عساكر روى أن ذلك كان سنه اثنتني ومثانني، فمعرفة الزهري لعبد امللك ألول مرة إمنا كانت بعد قتل ابن الزبري

امتحنه عبد امللك، مث نصحه أن يطلب العلم من دور ببضع سنوات، وقد كان يومئذ شااب حبيثاألنصار، فكيف يصح الزعم أبن الزهري أجاب رغبة صديقه عبد امللك فوضع له حديث بيت املقدس

ليحك الناس إىل القبلة يف عهد ابن الزبري؟.

ة إن حديث ال تشد الرحال ... إ . روته كتب السنة كلها،وهو مروي من طرق صتلف -خامساا دري من غري طريق الزهري، ورواه مسلم من أخرجه البخاري عن أيب سعيد اخل غري طريق الزهري، فقد

ثالث طرق إحداها من طريق الزهري و نيتهما من طريق جرير عن ابن عمري عن قزعة عن أيب سعيد، غر عن و لثتهما من طريق ابن وهب عن عبد احلميد بن جعفر عن عمران بن أيب أنس عن سلمان األ

أيب هريرة. فالزهري مل ينفرد برواية هذا احلديث، كما يزعم جولد تسيهر، بل شاركه فيه غريه كما عت، وهو ممن ينكر –وقد سئل شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه هللا عن حكم زايرة بيت املقدس وصالة فيه

عليه وسلم أنه قال ال تشد فقال: ثبت يف الصحيحني عن النيب صلى هللا -السفر ألجل زايرة القبورالرحال... إ وهو يف الصحيحني من حديث أيب سعيد وأيب هريرة وقد روي من طرق أخرى، وهو حديث مستفيض متلقى ابلقبول، امجع أهل العلم على صحته وتلقيه ابلقبول والتصديق، واتفق علماء

فيه، وكان ابن عمر أييت إليه فيصلي((.املسلمني على استجابة السفر إىل بيت املقدس للعبادة املشروعة

إن هذا احلديث رواه الزهري عن شيخه سعيد بن املسيب، ومن املعلوم أن سعيدا ما كان -سادساا ليسكت عن الزهري لو انه وضع هذا احلديث على لسانه إرضاء ألهواء األمويني، وهو الذي أوذي من

أي بعد مقتل ابن الزبري بعشرين سنه، فكيف ( من الجرة93قبلهم وضرب، وقد توىف سعيد )سنهسكت سعيد عن هذا كل هذه املدة، وقد كان جبال شاصا من جبال القوة يف احلق ال يبال يف هللا لومة

الئم؟.

83

لو فرضنا أن الزهري وضع هذا احلديث إرضاء لعبد امللك، فلم مل يصلح فيه بفضيلة قبة -سابعاا هذا احلديث وما صححوه من أحاديث ما يفأن حيك الناس إليها؟ كل الصخرة وقد أراد عبد امللك

أثبته القرآن مجله، فأين ءشيبيت املقدس فضل الصالة فيه وفضل زايرته غري مقيدة بوقت معني، وهذا هذا مما يريده عبد امللك من احلك إىل القبة بدال من الكعبة يف أايم احلك.

الذي صححه العلماء ال يربط مبا ورد يف فضائل بيت املقدس إن حديث ال تشد الرحال -اثمناا

والصخرة أو غريها من أحاديث مكذوبة ليس للزهري رواية فيها، وقد نقدها العلماء مجيعا، حىت قالوا: كل حديث يف الصخرة فهو كاذب. وقالوا : مل يصلح يف فضل بيت املقدس إال ثالث أحاديث:

: ))سئل عن أول بيت وضع يف األرض قال: املسجد احلرام ، حديث ))ال تشد الرحال(( وحديث قيل: مث ماذا؟ فقال: املسجد األقصى(( . وحديث: ))إن الصالة فيه تعدل سبعمائة صالة يف غريه((.

.# بعض الكتاب العرب يف العصر احلديث زاعم ا أن ه ،أمح د أم ني الكتاب العرب املعاصرين الذين وجه وا طع وان مل نهك احمل دثني النق دي ؛ من أبرز

منهك غري علمي وبعيد عن الدقة ، ومن مفرتايته : زعمه أبن األحاديث املوضوعة كانت كثرية جدا ، وأن أحاديث التفسري ال يصح منها شيء ، - 1زعمه أن احملدثني مل حيكموا يف قبولم وردهم لألحاديث بعض املعايري الواقعية والعملية ، وأهنم - 2 وا ابلسند وأمهلوا املنت . اهتم

ولنبدأ أوالا مبناقشة اريته حول كثرة األحاديث املوضوعة ، وأن أحاديث التفسري ال يصح : )وحسبك دليال على مقدار أن 529ص كتابه فجر اإلسالم يف قال أمحد أمني ، منها شيء

شيء ، قد مجع فيها أالف أحاديث التفسري اليت ذكر عن امحد بن حنبل انه قال: مل يصح عنده منها األحاديث ، وان البخاري وكتابه يشتمل على سبعة أالف حديث منها حنو ثالثة أالف مكررة ، قالوا:

انه اختارها وصحت عنده ستمائة ألف حديث كانت متداولة يف عصره(. كثرة الوضع يف احلديث مما ال ينكره احد، ولكنه أراد أن يستدل على مقدار الوضع فاستشهد

84 بشيئني : أحاديث التفسري ، وأحاديث البخاري ، وظاهر عبارته يف أحاديث التفسري انه

يشكك فيها كلها إذ ينقل عن اإلمام امحد انه قال مل يصح منها شيء . مه أهنم قد مجعوا فيها مئات منها شيء األحاديث ، واإلمام امحد ال ختفى مكانته يف السنة، فإذا قال يف أحاديث التفسري: مل يصح

كان كل ما روي فيها مشكوكا بصحته أن مل حيكم عليه ابلوضع ، أليست هذه نتيجة منطقية لكالم األستاذ؟ والكالم معه مقامني .

األول : يف أحاديث التفسري والثاين : فيما نقله عن اإلمام امحد .

يئا كثريا منها بطرق أما أحاديث التفسري ، فال خيفى على كل من طالع كتب السنة أهنا أثبتت شصحيحة ال غبار عليها، وما من كتاب السنة إال وقد افرد فيه مؤلفه اباب خاصا ملا ورد يف التفسري عن الرسول صلى هللا عليه وسلم أو الصحابة أو التابعني، وقد اشرت علماء التفسري على من يفسر كتاب

عليه وسلم يف ذلك .هللا عز وجل أن يعتمد فيه على ما نقل عنه صلى هللا

وأما ما نقله عن اإلمام امحد يف أحاديث التفسري، فهو يشري إىل ما روي عنه من قوله )ثالثة ليس لا أصل : التفسري واملالحم واملغازي( ويف رواية: ) ثالثة كتب ال أصل لا : املغازي واملالحم والتفسري(

والكالم عن هذه العبارة من وجوه :النفس من صحتها شيئا ، فإن اإلمام امحد نفسه قد ذكر يف مسنده أحاديث كثرية _ أن يفأوال

يف التفسري. فكيف يعقل أن خيرج هذه األحاديث ويثبتها عن شيوخه يف مسنده، مث حيكم أبنه مل يصح يف التفسري شيء؟ وأيضا فمقتضى هذه العبارة أن يكون كل ما روي عن إخبار العرب ومغازي

ذواب من أصله، ومن يقول هبذا؟املسلمني مك_ إن نفي الصحة ال يستلزم الوضع أو الضعف ، وقد عرف عن اإلمام امحد خاصة نفي اثنياا

الصحة عن أحاديث وهي مقبولة، وقالوا يف أتويل ذلك: إن هذا اصطالح خاص به، قال اللكنوي يف هذا احلديث، ويظن منه من ال علم له الرفع والتكميل: )كثريا ما يقولون " ال يصح "، و " ال يثبت "

انه موضوع، أو ضعيف، وهو مبين على جهله مبصطلحاهتم وعدم وقوفه على مصرحاهتم ، فقد قال علي القاري يف )تذكرة املوضوعات( : ال يلزم من عدم الثبوت وجود الوضع . وقال احلافظ ابن حجر

: ثبت عن امحد ابن حنبل انه قال: ال اعلم يف يف ختريك أحاديث األذكار املسمى ب ) نتائك األفكار(

85 التسمية )أي التسمية ابلوضوء( حديثا بتا ، قلت )أي ابن حجر( : ال يلزم من نقي العلم

ثبوت العدم ، وعلى التنزل : ال يلزم من نفي الثبوت ثبوت الضعف ، الحتمال أن يراد ابلثبوت الصحة ، فال ينتفي احلسن ( اه .

مام امحد مل يقل: انه مل يصح يف التفسري شيء ، وإمنا قال ثالثة ليس لا أصل ، والظاهر _ اإلاثلثاا أن مراده نفي كتب خاصة هبذه العلوم الثالثة ، بدليل ما جاء يف الرواية الثانية مصرحا به )ثالثة كتب(.

وصة يف هذه وهذا املعىن هو مافهمه اخلطيب البغدادي، حيث قال : إن هذا حممول على كتب صصاملعاين الثالثة، فأشهرها كتاابن: للكليب ومقاتل بن سليمان ، وقد قال اإلمام امحد يف تفسري الكليب:

من أوله إىل آخره كذب ال حيل النظر فيه ._ حيتمل أن يكون مراد اإلمام امحد يف عبارته املذكورة أن ما صح من التفسري قليل ابلنسبة ملا رابعاا

ذا املعىن محلها كثري من أهل العلم .مل يصح، وعلى هففي )اإلتقان( قال ابن تيميه : وأما القسم الذي ميكن معرفة الصحيح منه موجود كثري وهلل احلمد،

وان قال اإلمام امحد : ثالثة ليس لا أصل إ . وذلك ألن الغالب عليها املراسيل .تفسري مآخذ كثرية أمهاهتا أربعة : األول وقال الزركشي يف الربهان : للناظر يف القرآن لطلب ال

النقل عن النيب صلى هللا عليه وسلم، وهذا هو الطراز املعلم لكن جيب احلذر من الضعيف منه واملوضوع فإنه كثري، ولذا قال امحد : ثالثة كبت ال أصل لا ، املغازي واملالحم والتفسري . قال

لا أسانيد صحاح متصلة وإال فقد صح من ذلك كثري .احملققون من أصحابه: مراده أن الغالب ليس

وقصارى القول أن االستشهاد بعبارة اإلمام امحد للتشكيك يف أحاديث التفسري كلها غري صحيح، يبطله ثبوت أحاديث التفسري يف أمهات الكتب الصحيحة كالبخاري ومسلم واملوطأ والرتمذي

، بل يف مسند اإلمام امحد نفسه .

عب البخاري كل الصحيح يف جامعه ؟هل استو أن البخاري قد انتقى أحاديث صحيحة من ستمائة ألف حديث والكالم هنا أمحد أمني وقد زعم يف موضعني :_ عدد األحاديث اليت كانت متداولة. وال شك أن األحاديث اليت تداولا الناس يف عصر األول

86 ر. فقد نقل عن اإلمام امحد انه قال: البخاري كانت كثرية جدا بلغت ستمائة ألف أو أكث

صح من احلديث سبعمائة ألف وكسر وهذا الفىت )يعين أاب زرعه( قد حفظ سبعمائة ألف ، ولكن ما حقيقة هذه الكثرية الائلة؟ هل كلها أحاديث ختتلف يف املواضيع ، أم هي طرق متعددة لألحاديث؟

الصحابة والتابعني؟وهل كلها أحاديث تنسب إىل النيب أم تنسب أيضا إىل لإلجابة عن هذا ينبغي أن نذكر لك اختالفهم يف معاين احلديث، واخلرب، واألثر .

فقد قال مجاعة : إن احلديث هو مااضيف إىل النيب صلى هللا عليه وسلم فيختص ابملرفوع عند ملرفوع املوقوف ، فيشمل اإلطالق وال يراد به املوقوف إال بقرينه ، أما اخلرب فإنه اعم من أن يطلق على ا

ما أضيف إىل الصحابة والتابعني وعليه يسمى كل حديث خربا وال يسمى كل خرب حديثا .وقال آخرون: احلديث هو املرفوع إىل النيب صلى هللا عليه وسلم واملوقوف على الصحابة والتابعني،

فيكون مرادفا للخرب .بق فيطلق على املرفوع واملوقوف ، وفقهاء خراسان يسمون وأما األثر فإنه مرادف للخرب ابملعىن السا

املوقوف ابألثر واملرفوع ابخلرب .ذلك هو اختالفهم يف حتديد املراد ابحلديث واخلرب واألثر ، وإذا كان كذلك سهل علينا أن نفهم

هللا عليه معىن لذه الكثرة الائلة ستمائة ألف أو سبعمائة ألف . فهي شاملة للمنقول عن النيب صلىوسلم وألقوال الصحابة والتابعني كما تشمل طرق احلديث الواحد فقد يروي احملدث الواقع من طرق صتلفة إذ يكون للصحايب أو التابعي رواة متعددون _وهذا هو الغالب_ فيعىن احملدث مع طرق

حديثا واحدا ، احلديث من رواته فقد تبل أحياان عشرة طرق فيعدها عشرة أحاديث وهي ليست إال وقد كان إبراهيم بن سعيد اجلوهري يقول: )كل حديث مل يكن عندي من مائة وجه فأان فيه يتيم(.

وهبذا إذا مجعت أقوال النيب صلى هللا عليه وسلم وأفعاله وتقريراته إىل أقوال الصحابة والتابعني بدا أن يبل ذلك كله مئات ومجعت طرق كل حديث منسوب للنيب وللصحابة وللتابعني ال يستغرب أ

األلوف هبذا املعىن .قال العالمة الشيخ طاهر اجلزائري: )ومبا ذكر أن بعض احملدثني قد يطلق احلديث على املرفوع واملوقوف يزول اإلشكال الذي يعرض لكثري من الناس عندما حيكي لم أن فالان كان حيفظ سبعمائة

ك يقولون: أين تلك األحاديث ومل مل تصل ألينا ؟ وهال ألف حديث صحيح، فإهنم مع استبعادهم ذلنقل احلفاظ ولو مقدار عشرها؟ وكيف صاغ لم أن يهملوا أكثر ما ثبت عنه عليه الصالة والسالم؟ مع

87 أن مااشتهروا به من فر العناية ابحلديث يقتضي أن ال يرتكوا مع اإلمكان شيئا منه ، ولنذكر

اظ: نقل عن اإلمام امحد انه قال: صح من احلديث سبعمائة ألف وكسر ، له شيئا مما روي يف قدر احلفوهذا الفىت يعين أاب زرعه ، قد حفظ سبعمائة ألف. قال البيهقي : أراد ما صح من األحاديث وأقوال ألصحابه والتابعني، وقال أبو بكر حممد بن عمر الرازي احلافظ: كان أبو زرعه حيفظ سبعمائة ألف

حيفظ مائة وأربعني ألفا يف التفسري . ونقل عن البخاري انه قال: أحفظ مائة ألف حديث ، وكان حديث صحيح، ومئيت ألف حديث غري صحيح ، ونقل عن مسلم انه قال: صنفت هذا املسند الصحيح من ثالمثائة ألف حديث مسموعة ، ومما يرفع استغرابك ملا نقل عن أيب زرعه من انه كان

لف حديث يف التفسري ، أن النعيم يف قوله تعاىل: )مث لتسألن يومئذ عن النعيم( حيفظ مائة وأربعني أوقد ذكر فيه املفسرون عشرة أقوال كان كل قول منها يسمى حديثا يف عرف من جعله ابملعىن األعم ،

ا ما واملاعون يف قوله تعاىل: )الذين هم يراؤن ومينعون املاعون( قد ذكروا فيه ستة أقوال ، كل قول منه عدا السادس ، يعد حديثا كذلك .

: ما صح عند البخاري : زعم مؤلف )فجر اإلسالم( أن مامجعه البخاري يف حديثه وهو الثاينأربع أالف من غري املكرر هو كل ماصح عنده من عدد األحاديث اليت كانت متداولة يف عصره وبلغت

لعلماء ، بل املعروف عندهم ، أن البخاري ستمائة ألف ، وهذا الذي زعمه املؤلف غري معروف عند ا مل جيمع يف كتابه كل ما صح عنده .

قال ابن الصالح رمحه هللا يف مقدمته : مل يستوعب _أي البخاري ومسلم_ الصحيح يف صحيحهما وال التزم ذلك . فقد روينا عن البخاري انه قال: ما أدخلت يف كتاب اجلامع إال ما صح

ل الطول ، وروينا عن مسلم انه قال : ليس كل شيء عندي صحيح وضعته وتركت من الصحاح ملال ها هنا . يعين يف كتابه الصحيح، امنا وضعت ها هنا ما امجع عليه .

وقال احلافظ ابن كثري : مث أن البخاري ومسلما مل يلتزما إبخراج مجيع ما حيكم بصحته من ما ينقل الرتمذي عن البخاري تصحيح األحاديث فإهنما قد صححا أحاديث ليست يف كتاهبما ك

أحاديث ليست عنده )أي: يف اجلامع الصحيح( بل يف السنن وغريها .وقال احلافظ احلازمي يف كتابه ) شرو أالئمه اخلمسة ( : وأما البخاري فلم يلتزم أن خيرج كل ما

ن حممد قال أنبئنا به صح من احلديث ، ويشهد لصحة ذلك ما اخربان به أبو الفضل عبد هللا بن امحد بطلحه يف كتابه عن أيب سعيد املالين أنبئنا عبد هللا بن علي قال : حدثين حممد بن امحد قال: عت

88 حممد بن محدويه يقول عت حممد بن إ اعيل )يعين البخاري( يقول: أحفظ مائة ألف

ي انه قال )مل حديث صحيح وأحفظ مئيت ألف حديث غري صحيح . وذكر أيضا بسنده إىل البخار اخرج يف هذا الكتاب إال صحيحا ، وما تركت من الصحيح أكثر(

فإذا كان العلماء يقرون أن البخاري مل يستوعب الصحيح يف جامعه ، وانه إذا عناهم بقوله "قالوا" أما إذا كان يعين هبم عامة الناس والشائع على السنة الطلبة فذلك شيء آخر ، إال أن املقام مقام علم

وحتقيق .ذلك مثل ملوقف العلماء مما وجدوه بني أيديهم من حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم، فقد

كان نقدهم للسنة على خطوتني : األوىل نقد السند ، والثانية نقد املنت .أما السند فقد قدمنا لك ما اشرتطوا يف الراوي من العدالة والضبط واحلفظ والسماع يف كل راو

لسلسلة إىل أن يصل إىل الصحايب ، ونعتقد أن املؤلف ومن سبقه من املستشرقني ال يستطيعون أن يف ايتهموا علمائنا ابلتفريط يف نقد حال الرواة ، ووضع الشرو الدقيقة لقبول أخبارهم ، فهم معون معنا

ئه مطمع لناقد أو على أن علمائنا رمحهم هللا بلغوا يف ذلك الشو الذي ليس بعده غاية ، وال ورا متثبت .

أما املنت فقد تقدم لك ما يرشدك إىل القواعد اليت وضعوها لنقده وأمهها : أن ال يكون ركيك اللفظ ، حبيث ال يقوله بلي أو فصيح . -1 أن ال يكون صالفا لبديهيات العقول ، حبيث ال ميكن أتويه . -2

أن ال خيالف القواعد العامة يف احلكم واألخالق . -3

يكون صالفا للحس واملشاهدة .أن ال -4

أن ال خيالف البدهي يف الطب واحلكمة . -5

أن ال يكون داعية إىل رذيلة تتربأ منها الشرائع . -6

أن ال خيالف املعقول يف أصول العقيدة من صفات هللا ورسوله . -7

أن ال يكون صالفا لسنة هللا يف الكون واإلنسان . -8

لعقالء .أن ال يشتمل على سخافات يصان عنها ا -9

أن ال خيالف القرآن أو حمكم السنة أو اجملمع عليه أو املعلوم من الدين ابلضرورة ، حبيث ال -10 حيتمل التأويل .

89 أن ال يكون صالفا للحقائق التارخيية املعروفة من عصر النيب صلى هللا عليه وسلم . -11

أن ال يوافق مذهب الراوي الداعية إىل مذهبه . -12

مبشهد عظيم مث ينفرد راو واحد بروايته .أن الخيرب عن أمر وقع -13

أن اليكون انشئا عن ابعث نفسي ، محل الراوي على روايته . -14

أن ال يشتمل على إفرا يف الثواب العظيم على الفعل الصغري ، واملبالغة ابلوعيد الشديد -15 على األمر احلقيق .

ومتييز صحيحها من سقيمها ، على هذه األسس الرصينة احملكمة جردوا أنفسهم لنقد األحاديث ،

وال شك أهنا أسس سليمة ال يستطيع املنصف أن يكابر يف قوهتا وعمقها وكفايتها ، ومل يكتف علمائنا هبذا، بل نقدوا املنت بعد سالمته من العلل السابقة كلها ، نقدوه من انحية اضطرابه أو شذوذه أو

أو غلط أو ادراج، ولكل ذلك أمثلة شواهد حملها اعالله ، كما حبثوا فيما ميكن أن يقع فيه من قلب كتب القوم رمحهم هللا .

ومع ذلك التدقيق الشديد واالعتناء البال ، فقد قالوا ابحتمال أن ال تكون هذه األحاديث صحيحة يف نفس األمر إذا كانت أحاديث أحاد _وان كان هذا االحتمال يف منتهى الضعف والبعد_

لراوي ونسيانه _وان كنا مل نطلع عليه_ ولذه االحتماالت قال اجلمهور أن وقالوا ابحتمال وهم اأحاديث اآلحاد تفيد الظن مع وجوب العمل هبا ، وهذه لعمري غاية االحتيا يف دين هللا عز وجل ،

وغاية االحتيا يف إثبات احلقائق العلمية .

ر اإلسالم( ألهنا مل تعجب كل هذا االحتيا ، وهذه الشدة يف النقد مل تعجب مؤلف )فجأساتذة املستشرقني فانتقدها مبا ذكرانه يف صدد هذا البحث ، وزعم انه كان عليه أن حيققوا حني النقد

:يف املسائل االتيه هل يتفق ما نسب إىل النيب مع الظروف اليت قيلت فيه؟ -1 وهل احلوادث التارخيية تؤيده؟ -2

خيالف املألوف يف تعبري النيب؟وهل هذا احلديث نوع من التعبري الفلسفي -3

90 هل حديث أشبه يف شروطه وقيوده مبنت الفقه؟ -4

وزاد يف )ضحى اإلسالم( النواحي االتيه: هل ينطبق احلديث على الواقع أم ال؟ -5 هل هنالك ابعث سياسي للوضع؟ -6

هل يتمشى احلديث مع البيئة اليت حكي فيها أم ال؟ -7

ع أم ال؟هل هنالك ابعث نفسي حيمل الراوي على الوض -8

هذه هي القواعد اجلديدة اليت وضعها مؤلف )فجر اإلسالم وضحاه( لنقد املنت، وزعم أهنا فاتت علمائنا ، ولو تنبهوا لا النكشف لم حال أحاديث كثرية حكموا بصحتها، وهي يف الواقع _على

زعمه_ موضوعه.اإلسالم( حبديث رواه ومثل لذلك يف )فجر اإلسالم( حبديثني يف البخاري ، ومثل فيه )ضحى

الرتمذي عن أيب هريرة )الكمأه من املن وماؤها شفاء للعني ، والعجوه من اجلنة ، وهي شفاء من السم( وقال : أهنم مل يتجهوا يف نقد احلديث إىل امتحان الكمأه رغم زعم أيب هريرة ، انه جرهبا فأدت إىل

الشفاء .م أشياء من النقد النفسي ، مثل نقد ابن عمر أليب ولكن املؤلف اعرتف أخريا أبنه قد رويت ل

هريرة يف زايدة )أو كلب زرع( يف احلديث ابن أليب هريرة زرعا .تعال بنا ،ننظر فيما زعمه من مقاييس جديدة، ولننظر يف أمثلتها اليت اختارها لنرى إىل أي مدى

كان املؤلف موفقا ؟هل يتفق والظروف اليت قيلت فيه أم ال؟ فقد رأيت عدم أما أهنم مل حيققوا فيما نسب إىل النيب ، -1

صحة هذا الزعم ، بل إهنم جعلوا ذلك من أسس نقد املنت ، ومثلنا ذلك فيما مضى حبديث احلمام ، حيث رده العلماء أبن النيب مل يدخل محاما قط ، وان احلجاز يف عصر النيب مل تكن تعرف

احلمامات .تؤيده أو تكذبه ، فقد رأيت اهنم عدوا ذلك من عالئم الوضع أيضا وإما أن احلوادث التارخيية -2

،ومثلوا له يف ردهم حلديث وضع اجلزية على أهل خيرب ، فقد رده العلماء أبن احلوادث التارخيية ترده ، ورأيت كيف استعملوا التاريخ لكشف كذب الرواة يف لقياهم الشيوخ .

91 سفي خيالف املألوف من كالم النيب ، فإن ذلك وأما كون احلديث نوعا من التعبري الفل -3

داخل حتت حبث )ركة اللفظ( وضابطه أن تقطع أبن النيب ال يقول مثل هذا الكالم ، ونقلنا لك قول ابن دقيق العيد )كثريا ما حيكمون بذلك _أي الوضع_ ابعتبار أمور ترجع إىل املروي ، يعرفون

ماال جيوز( وحيث كانوا كذلك فمن السهل عليهم أن يردوا هبا ما جيوز أن يكون من ألفاظ النيب ، و حديثا فلسفيا مل يكن مألوفا من النيب أن يقول مثله ، وحنن نتحدى املؤلف أن ينقل لنا حديثا

واحدا صححه أئمتنا ، وكان من هذا النوع.

كون املروي موافقا وأما أن احلديث أشبه بشروطه وقيوده مبنت الفقه ، فقد رأيت كيف اشرتطوا أال ي -4ملذهب الراوي املتعصب ، وقد ردوا أحاديث كثرية يف العقائد ، ألهنا تؤيد مذاهب الرواة ، وكذلك ردوا أحاديث يف الفقه كثرية للسبب نفسه ، مثل: ) املضمضة واالستنشاق للجنب ثال فريضة (

لصالة( وأمثال هذه ومثل: )إذا كان يف الثوب قدر الدرهم من الدم غسل الثوب وأعيدت ااألحاديث اليت حكم عليها العلماء ابلوضع كثرية . انظر )نصب الراية( و )موضوعات ابن اجلوزي(

و )التلئ املصنوعة( للسيوطي .

واما أن احلديث هل ينطبق على الواقع أم ال؟ فقد ذكروا ذلك ، كما رأيت ، ومن اجله ردوا -5ئة مولود هلل فيه حاجة( ألنه خيالف الواقع املشاهد ، فإن أحاديث كثرية . منها )ال يولد بعد املا

أكثر االئمه وأشهرهم ذكرا ممن ولدوا بعد القرن األول الجري ، ومنها )الباذجنان شفاء من كل داء( ومنها )عليكم ابلعدس فإنه مبارك يرقق القلب ويكثر الدمعة( قالوا: هذان حديثان ابطالن

يف علم الطب وتربة الناس . ملخالفتهما للواقع املعروف

واما انه هل هناك ابعث سياسي للوضع؟ فقد رأيت أهنم نصوا على رفض رواية ذوي املذاهب -6واألهواء املتعصبني ، وبذلك رفضوا أحاديث غالة الشيعة يف علي ، وغالة البكريه يف أيب بكر ،

واملتعصبني للعباسيني يف بين العباس، وغالة العثمانية يف عثمان ، واملتعصبني لألمويني يف بين أميه. وقد رأيت أهنم تنبهوا إىل أن اخلالفات السياسية من أهم عوامل الوضع ، فتتبعوا األحاديث يف ذلك

ونقدوها نقدا شديدا ، وكان ما قبلوه منها _بعد النقد والتمحيص_ اقل بكثري مما رفضوه .

ها أم ال؟واما انه هل يتمشى احلديث مع البيئة اليت قيل في -7

فقد نصوا على ذلك وردوا من اجله أحاديث متعددة:منها )رمدت فشكوت إىل جربيل ، فقال ل : أدم النظر إىل املصحف( . قالوا : ألنه مل يكن على

92 عهد النيب مصحف حىت ينظر فيه .

واما انه هل هنالك ابعث نفسي حيمل على الوضع أم ال؟ فقد رأيت أهنم مل يغفلوا ذلك ، بل -8قالوا: قد يستفاد الوضع من حال الراوي ، ومثلوا لذلك حبديث: )الريسة تشد الظهر( فإن رواية كان ممن يصنع الريسة ، وحديث )معلمو صبيانكم شراركم ا ....( فإن رواية سعد بن طريف،

قاله حني جاء إليه ابنه يبكي واخربه أن معلمه ضربه.

ستدراكه على علماء احلديث من قواعد يف نقد املنت مل فها أنت ترى أن كل ما زعم املؤلف ايغفلها علماؤان، بل نصوا عليها وذهبوا إىل ابعد منها يف وضع القواعد وهبا ردوا كثريا من األحاديث ، ولو رجع املؤلف إىل كتب املوضوعات ودرس ما كتبه علماء املصطلح ، وراجع معاجم اجلرح والتعديل ،

لعلماء كانوا أكثر منه حرصا على مثل ماذكره حىت لقد بلغت القواعد اليت العرتف أبن هؤالء ا وضعوها للتعرف على وضع املنت أكثر من س عشرة قاعدة كما رأيت .

نعم إن العلماء رمحهم هللا مل يستعملوا تلك املقاييس إال يف النطاق الذي البد منه ، فلم يردوا

يتحقق فيه على وجه التأكيد فقط شر من شرو الصحة ، حديثا إال بعد تعذر التأويل ، حبيثووجود عالمة من عالمات الوضع . وقد جعلوا عمدهتم األوىل نقد السند ، وبه أزاحوا من طريق السنة ، آالفا بل عشرات األلوف من األحاديث املكذوبة ، مث نقدوا املنت يف احلدود اليت ذكرانها على نطاق

تني ال يلقون الكالم على عواهنه ، وال جيازفون يف دين هللا ابلوى والعاطفة ، ضيق ، إذ كانوا متثبوبذلك سلموا مما وقع فيه املؤلف من أخطاء شنيعة حني أراد أن يستعمل تلك املقاييس بدون تثبت

وحيطة ، وحسن توجيه، فحكم بوضع أحاديث صحيحة ال غبار عليها كما سرتى .

واضح فيما فعلوه، ذلك اهنم إمنا يبحثون يف أحاديث تنسب إىل النيب وعذر العلماء رمحهم هللاصلى هللا عليه وسلم، وللنيب ظروف خاصة به، تعل مقياس النقد يف حديثه أدق وأصعب من مقياس النقد يف أحاديث الناس، ألنه رسول يتلقى الوحي من هللا ، أويت جوامع الكلم ، وأعطي سلطه التشريع

رار الغيب مبا مل حيط به إنسان عادي، فال مانع مينع عقال من أن يقول حديثا يعلو عن ، وأحا من أسإفهام الناس يف عصره ، فيكون أشبه ابلتعريف الفلسفي لعصور تبل فيه الفلسفة مداها، وال مانع عقال

93 إذا من أن يضع للناس أحكام املعامالت أبلفاظ موجزه هي أشبه ما تكون أبلفاظ القوانني ، ف

قال لنا: )املتبايعان ابخليار ما مل يفرتقا( وإذا قال: ) التنكح املراه على عمتها وال خالتها( وإذا قال: )حيرم من الرضاع ما حيرم من النسب(. كان ذلك يف حدود السلطة اليت أعطيت له يف جو البالغة اليت

أهنا أشبه ما تكون مبنت الفقه ، إذا عرف هبا فال يصح أن يستبعد منه مثل تلك األقوال القانونية حبجةماذا كان ينبغي أن يقول لو مل يستعمل هذه األلفاظ العربية الفصيحة ملدلوالهتا الصرحية، وإذا جاء الفقهاء بعد ذلك وأخذوها أبلفاظها ووضعها يف متوهنم ، أن يقال: إن هذه األحاديث أشبه ما تكون

واص بعض النبااتت أو الثمار، فقد يكون ذلك من إعجاز مبنت الفقه ، ومثل ذلك ما اخرب به من خالنبوة لتعطي الناس يف كل عصر دليال على صدقها ، فإذا مل يكتشف الناس يف عصر سر ما اخرب به الرسول، ال يكون ذلك دليال على كذب احلديث ووضعه ، ومن هنا ضيق علماؤان دائرة نقد املنت

ند ، الن الذين ينقد حالم يف السند رجال جيري عليهم من القوانني مبقدار ما وسعوا يف دائرة نقد السما جيري على الناس مجيعا ، أما املنت فإنه كالم ينسب إىل من هو فوق البشرية يف علومه ومعارفه

واستعداده .ه فقد خيرج كالمه صرج اجملاز ال احلقيقة _كما فعل القرآن كثري_ فيأتوهم من ينظر فيه ألول مره ان

غري صحيح، بينما املراد منه غري حقيقته اللغوية اليت تتبادر إىل الذهن.وقد خيرج كالمه صرج اإلخبار عن املغيبات اليت تقع يف مستقبل الزمان، ومل يكن _وقت النقد_ قد حان زمان حتققها، فال يصح التسرع يف اإلنكار. وقد خيرج كالمه صرج اإلخبار عن حقائق علمية مل

يف عصر الرسالة وال يف عصر الناقدين ، وإمنا تكتشف فيما بعد كحديث ولوغ الكلب يف تكتشفاالانء ، فقد اثبت العلم احلديث صحة ما جاء فيه ، يف حني عدها علماؤان من قبل ، من األمور التعبدية اليت حييط الناس مبعناها وحكمتها ، وتسرع بعض الباحثني حديثا فأنكر صحة هذا احلديث ،كل هذا جيعل علماؤان رمحهم هللا على حق يف تثبيتهم وأتنيهم يف رد احلديث إذا بدت عليها ابدرة شبهه ، أو تردد العقل يف فهمها ، ومل جيزم ابستحالتها بعد أتكيدهم من صحة السند ، وسالمة رجاله

من أن يكون فيهم كذاب أو ضعيف أو متهم .

هللا هذا املوقف بل نقدوا أحاديث على وفق ما يعرفون من أما املستشرقون فلم يقفوا من رسول أصول النقد العام إلخبار الناس العاديني ، ذلك ألهنم ينظرون إىل الرسول كرجل عادي مل يتصل بوحي

94 ، ومل يطلعه هللا على مغيباته ، ومل مييزه عن بين اإلنسان أبنواع من املعارف والكرامات فإذا روى

معجزة علميه مل تكن معروفه يف عصره ، قالوا: إن هذا موضوع ألنه ال يتفق مع عنه أحاديث ينبأ عنعلوم الناس ومعارفهم يف عصره ، وإذا روى لم حديث عليه صبغة القانون قالوا: إن هذا موضوع ألنه

ت ميثل الفقه اإلسالمي بعد نضوجه ، وال ميثله يف سذاجته وبساطته يف عصر النيب والصحابة ، وإذا رويلم بشارة من الرسول أو إخبار عن أمر يقع للمسلمني يف املستقبل ، قالوا: إن ظروف النيب مل تكن

تسمح له أن يقول هذا القول .

ةـــتـــــب الســـتـــالك هي :

صحيح البخاري . – 1 صحيح مسلم . – 2 سنن أيب داود . – 3 جامع الرتمذي . – 4 سنن النسائي . – 5 اجه .سنن ابن م – 6

95

موازنة سريعة ألهم خصائص الكتب الستة

البخاري مسلم أبوداود الترمذي

النسائي ماجه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أبواب أبواب أبواب أبواب أبواب أبواب

أصح الكتب اثين الكتب أحاديث األحكام احلكم على أقل السنن أكثرها

احلديث األربع ضعفاا ضعفاا

الفقه يكثر من العلل اقه البخاري مقدمة

ري يقطع احلديث ألفاظ املتون العلل الصغ

ويكثر من تكراره اتمة من أهم املؤلفات اليت ألفت يف السنة على اإلطالق، صحيح اإلمام أيب عبد هللا حممد ابن إن(1)

ه (، وصحيح اإلمام أيب احلسني 256ه ( واملتوىف سنة ) 194إ اعيل البخاري رمحه هللا، املولود سنة )وهي السنة اليت تويف فيها اإلمام الشافعي رمحه -ه (204لود سنة )مسلم بن احلجاج النيسابوري، املو

املتوىفه (، مث سنن األئمة األربعة: أيب داود سليمان بن األشعث السجستاين 261واملتوىف سنة ) -هللاه (، وأيب عيسى حممد بن 303) سنة املتوىفه (، وأيب عبد الرمحن أمحد بن شعيب النسائي 275)سنة

سنة املتوىفيزيد بن ماجة القزويين بنه (، وأيب عبد هللا حممد 279سنة) املتوىفذي عيسى الرتم .ه (273)

تب الستة الذي ستقرأه هنا مقتبس من كالم الشيخ عبداحملسن العباد حفظه هللا يف رسالة له صتصرة حتدث فيها عن الكالم على الك (1)

الكتب الستة .

96

ص حيح اإلم ام أيب عب د هللا البخ اري رمح ه هللا، وه و أص ح الكت ب املؤلف ة :وأول هااذه الكتاابي ا عناي ة يف احل ديث عل ى اإلط الق، ويلي ه يف الص حة ص حيح اإلم ام مس لم رمح ه هللا، وه ذان الكت اابن لق

فائق ة، وذل ك لعناي ة مؤلفيهم ا م ع كث ري مم ا ص ح ع ن رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم، ومل يس توعبا ك ل صحيح، ومل يلتزما ذلك، بل يوجد خارج الصحيحني أحادي ث كث رية ص حيحة، ولك ن ال ذي يف الص حيحني

.مجلة كبرية من احلديث الصحيح الثابت عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلمهو أعلى درجة مما انفرد به أحدمها، وعلى ذلك -رمحهما هللا-وما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم

:فإن درجات الصحيح ابلنسبة ملا رواه البخاري ومسلم أو مل يروايه سبع درجات ما اتفق عليه البخاري ومسلماألوىل :. ما انفرد به البخاريوالثانية :. مسلم : ما انفرد بهوالثالثة. ما كان على شر البخاري ومسلم ومل خيرجاهوالرابعة :. ما كان على شر البخاري ومل خيرجهواخلامسة :. ما كان على شر مسلم ومل خيرجهوالسادسة :. ما مل يكن يف الصحيحني وليس على شرطهما وهو صحيحوالسابعة :.

واحلمد هلل على فضله وتوفيقه