36
الأَ ربَ عُ ون ن ل اَ ّ وب وَ ّ ة الدَ ّ رسُ ُ عِ س اَ ّ ت ل ا( 9 ) لة ت ض ف خ ي( ش ل ا د ت ع /د. م ي حك ل ا لأن ح ع ل ا لأم س ل ا م ك ت ل ع مة ح ور لة ل ا ة. ركات ب و مد ح ل ا لة ل رب، ن مي ل عا ل ا ى صل و لة ل ا م سل وP ارك وب ى عل ا تT ي ت ن مد ح مٍ ى عل و لةZ ا ة حات ص وا م سل و م ي ل س تً ا ر ي( ث كً ا ى لf ا وم ي، ن ي الد م اَ ّ ا عد ب، ل سا ا ف لة ل ا ة حات ب س- ن ا- ى ل عا ب و ر م ع ب ا تu ن ا وف ا ره، ك د ب ن وا ا ت ل ع ج ي ن م ل ه ا م عل ل ا ة، ت ق ي ق ج ي و ده، ت ح و ي اع ت ن وا ة ن س ة ن ي ب ى صل- لة ل ا ة ن ل ع م. سل و أً ل ه ا أً ل ه س و م ك ب ها ي ا وه خf الأ اهدون( س م ل ا، هداب ا( س م ل وا ى فٍ س ل ح م و خ ر ب ن ا لة ع ج ي لة ل اَ ّ ل ج- ن م- أَ ل ع و س ل ا ح م م عل ل ا، ة وعظ م ل وا اع ت ن وا ر( ب الأ، ة ن ش ل وا اء ف ت ق وا هدي ا تT ي ت ن ى صل- لة ل ا ة ن ل ع م. سل و ل سا ت لة ل ا ن ا ا دب سد ت، ق جل ل ن وا رح( ش ت ا ت ن و ل ف ة، ت ن وا ا ت ي ت ع ب ة، ن ل ع ن وا ا تu ي ت( ي ب ى حت اه، ف ل ب ن وا ا ت ل ع ج ي ى علP ك ل د، ن صي وا ي م ة وت، ن لي م عا ولة، ن مي ل ع م نf ا ا ت ن رٌ واد خ. ٌ م ي ر ك1

الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

  • Upload
    others

  • View
    4

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

ةوويالن ونعرباأل(9) التاسع رسالد

العجالن الحكيم /د. عبدالشيخ فضيلة

وبركاته. الله ورحمة عليكم السالم على وبارك وسلم الله وصلى العالمين، رب لله الحمد

يوم إلى اكثير اتسليم وسلم وأصحابه آله وعلى محمد نبينا ،بعد اأم الدين،

وأن بذكره، أوقاتنا يعمر وتعالى- أن -سبحانه الله فأسأل- نبيه سنة واتباع توحيده، وتحقيق به، العلم أهل من يجعلناوسلم. عليه الله صلى

في والمشاهدات، المشاهدون اإلخوة أيها بكم وسهال أهال- من -جل الله يجعله أن نرجو مجلس Fالعلم مجالس وعال

الله -صلى نبينا هدي واقتفاء والسنة، األثر واتباع والموعظة،وسلم. عليه

وأن به، قلوبنا يشرح وأن للحق، يسددنا أن الله نسأل ذلك على يجعلنا وأن نلقاه، حتى يثبتنا وأن عليه، يعيننا

كريم. جواد ربنا إن معلمين، وله عاملين، وبه متواصين،- أن جل الله -بإذن لعلنا Fعنده، توقفنا كنا ما نكمل وعال

ا صهيب الطالب أن لوال عشر، السابع الحديث من كنا قال: إن السادس الحديث في مسألة بآخر نتحدث أن وعدناكم قد

،تغضب« »الوسلم: عليه الله -صلى النبي قول في عشر، سبيل على ذلك نذكر ولعلنا الغضب، دواء ذكرنا لما

االستعجال. البالء لحصول سببا يكون ما أشد من الغضب، أن الشك

Fلق فبالغضب المرء، على يتعدى وبالغضب زوجته، المرء يط أحيانا لإلنسان يحصل وبالغضب صاحبه، على اإلنسان أناس تكلم وكم دنياه، وفي دينه، في وبليات ورطات ال بكالم اعتدى وكم تكلموا، غضبوا لما لكنهم ألنفسهم، يرتضونه

غضب. لما غيره على إنسان يحجم أن البد أنه يعلم أن اإلنسان على لزاما كان إذن -صلى النبي قول ذكرنا ولذلك الغضب، مواطن عن بنفسه

الذي الشديد وإنما بالصرعة، الشديد »ليسوسلم: عليه الله.الغضب« عند نفسه يملك

1

Page 2: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

تحرك التي األشياء يعرف له ينبغي المرء أن وذكرنا وشهواتها النفس حظوظ إلى وتدعوه قلبه، وتغيظ نفسه،

وإلى يغضب، أن إلى ذلك يستدعيه لئال عنها؛ فيبعد ورغباتها، به يكون ما أعظم ومن مزاجه، وحسن اعتداله عن يخرج أن

Fل﴿ الله ذكر ذلك ه بذكر اFأ FطمFئن الل ومن ،[28]الرعد: ﴾القلوب ت -بإذن يحفظ فإنه غضب وإذا يغضب، لن فإنه قلبه اطمئن

وتعالى. سبحانه الله ضعف حال في إما يأتيه قد أنه من اإلنسان ينفك ال لكن يجري، مما ذلك غير إلى غفلته أو شيطانه، تسلط أو نفسه،

به جاءت قد هذا يفعل؟ ماذا اإلنسان غضب إذا فيغضب، الله -صلى الله رسول حديث من أتم وليس النبوية، األحاديث

دائها دواء به يحصل وما النفوس، عالج وسلم- في عليه رأى وسلم- لما عليه الله -صلى النبي فإن وشرها، وبالئها

هذا قالها لو كلمة ألعلم »إنيقال: يتخاصمان، الرجلين، ،الرجيم« الشيطان من بالله يقول: أعوذ أن به، ما لذهب

جنون؟! فانظر قال: أبي ذلك؟ إلى تسمع له: أال قيل فلما نفسه، على سيطرته عن والخروج الغضب، به فعل كيف

والسالم. الصالة -عليه نبيه لوصية واستقباله ما الغضب، بها يدفع التي األشياء أعظم من أيضا وجاء

أن وغيره، أحمد عند الحديث في جاء فإنه الوضوء، من يكون من الغضب »إنوسلم- قال: عليه الله -صلى النبي

أحدكم غضب فإذا النار، من الشيطان وإن الشيطان، يأتي ما عنه ويضعف يجده، ما عنه يذهب فإنه ،فليتوضأ«

بذلك. توضأ إذا عليه، إذا أنه غضبه، اإلنسان عن تذهب التي األشياء من أيضا

عليه الله -صلى النبي عن الحديث في أيضا ذلك جاء كما فإن فليجلس، باألرض، فليلزق قائم، وهو غضب »إذاوسلم:

النفس، حظوظ ألن لماذا؟ ،فليضطجع« عنه، يذهب لم حال في منه أكثر القيام، حال في يكون إنما الدم، وغليان

حال في منه أكثر الجلوس، حال في وهو الجلوس، اضجع وإذا نفسه، تسكن جلس إذا فإنه ذلك ألجل اإلضطجاع،

من نفسه وحفظ غضبه، دواء بذلك فيكون سكونا، أكثر تكونوطغيانها. وظلمها، واعتدائها وبالئها، النفوس ألواء

هذه في نافعة تكون أن أرجو التي المسائل من جملة هذه الحديث إلى ننتقل أن ذلك بعد لعلنا العظيمة، النبوية الوصية

2

Page 3: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

شاء -إن القادم الدرس وفي أسرع، نكون ربما وأيضا التالي، لكننا الفوائد، نفوت ألننا ال سرعة، أكثر األمر الله- يكون

كنا ربما عليها، الكالم سيأتي التي الفوائد من وكثير نجملها، على الكالم وأول األحاديث، مبتدأ في عليها عرجنا قد

الماضية. الدروس من مضى ومما تقدم مما الشروحات،

تفضل. عشر، السابع الحديث نكمل آله وعلى الله، رسول على وسلم الله وصلى لله، }الحمد

ولشيخنا، لنا، اغفر فاللهم بعد، أما وااله، ومن وصحبهالمسلمين. ولجميع وللمشاهدين، وللحاضرين،

الحديث األربعين، كتابه الله- في -رحمه النووي أورد عنه، الله -رضي أوس بن شداد يعلى أبي )عنعشر: السابع

كتب الله »إن وسلم- قال: عليه الله -صلى الله رسول عن وإذا القتلة، فأحسنوا قتلتم فإذا شيء، كل على اإلحسان

ذبيحته« وليرح شفرته، أحدكم وليحد الذبحة، فأحسنوا ذبحتم{.مسلم( رواه

وربما العظيمة، األحاديث من الحديث هذا ترون كما نعم، غريبة، مسألة في أو دقيقة، مسألة في جاء أنه البعض يرى لم فإنها وعظمها، الشريعة هذه كمال على يدل هذا لكن

حقها، وفتها وقد إال مسألة وال عليه، أتت وقد إال شيئا تترك أريد إذا والذبيح قتله، أريد إذا القتيل حال في يكون ما حتى

ذبحه. رسول توفي لقدذر: " أبي قول معنا، تقدم كما ذلك ألجل

يقلب السماء في طائر وسلم- وما عليه الله -صلى الله وسلم- عليه الله -صلى الله رسول منه لنا ذكر إال جناحيه،

". علما فقول وكمالها، الشريعة هذه عظم على يدل الحديث فهذا

اإلحسان« كتب الله »إنوسلم: عليه الله -صلى النبي كثيرة آيات في جاء وذلك المفروض، الشرع في هو المكتوب

- -جل الله كتاب من Fا﴿وعالF Fبن Fت Fيهم وFك Fن فيهFا عFل فسF أ النفس وقد كثير، ذلك مثل وآيات[45]المائدة: ﴾بالعFين وFالعFينF بالن

محالة، ال حاصل هو الذي القدري، "كتب" أي: بالكتاب يكون- قدره -جل الله بأن منه، مفر ال وواقع Fوأيضا وقضاه، وعال النصوص. بذلك وجاءت دالئل، ذلك على دلت

3

Page 4: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

أن يظهر والذي ،اإلحسان« »كتب: هنا والمقصود شرع الله يعني: أن الشرع، مطلق به يقصد هنا اإلحسان

هو ما ومنه الزم، واجب هو ما منه واإلحسان اإلحسان، الواجبات فأما مندوب، مستحب أو بمفروض، وليس مستحب

مثل: - من -جل الله كتب ما Fوكمال االعتبار، في اإلحسان وعال

، -جل بالله اإليمان Fصلى رسوله وحق الله، حق وأداء وعال- - الله أمر كما وإقامتها الصالة في اإلحسان وسلم، عليه الله

ذلك على نصت كما الوالدين، إلى اإلحسان وتعالى، سبحانهانا وFبالوFالدFين﴿ اآلية Fتتعلق كثيرة ومسائل ،[151]األنعام: ﴾إحس األمر فيكون النواهي، عن واالبتعاد الحقوق، أداء من بذلك

واجبا. ذلك في في ذلك كان لو كما ومندوبا، مستحبا، اإلحسان يكون وقد

اإلحسان من أيضا يكون وما بها، والتبرع وبذلها، الصدقة، نحو من أيضا وبإعانة الملهوف، وبإعانة الخلق، بحسن الناس، إلى عليه ودلت السنن، به جاءت مما ذلك غير أو متاع، حمل يريدالشريعة. هذه إليه ودعت األحاديث، أيضا

- الله فإن النواهي، ترك في حتى اإلحسان يدخل قد أيضا- قال: جل Fروا﴿وعالFذFو FاهرFظ Fه اإلثم Fاطن قالوا: ،[121]األنعام: ﴾وFب

اإلحسان إذن كله، ذلك يترك أن النواهي ترك في فاإلحسانكلها. هذه في يدخل

أمور من أمر من ما«شيء كل على اإلحسان »كتب به، مقطوعا علما بهذا فيعلم اإلحسان، ودخله إال الشريعة،

ا علما تامة مكملة، كاملة محسنة، حسنة شريعة هذه أن يقيني- الله بأن وذلك الوجوه، من بوجه فيها نقص ال متممة،ن وتعالى- قد سبحانه كل في اإلحسان كتب بأنه ذلك بي إعراض ليس هذا«القتلة فأحسنوا قتلتم فإذا»فقوله: شيء،

في مكتوب اإلحسان أن تتصور لما أنه هو بل انتقاد، أو مثل بالفرائض، أو الله، بحق يتعلق فيما أو العظيمة، األمور فيها كتب فقد الخفية، األمور فحتى والحج، والزكاة الصالة

النفوس، إليه تنفر إنما الذي القتل، حال حتى ووجد، اإلحسان أو بقصاص، ذلك باستحقاق ذلك يكون أن إما إليه، للحاجة أو صائل، لقتل كان إذا كما بأذية، أو ذلك، بنحو أو بردة،

فيها. اإلحسان يطلب ذلك ومع ذلك، نحو أو حيوان،

4

Page 5: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

- الفقهاء تكلم ولذلك ،القتلة« فأحسنوا قتلتم »فإذا يقتل وهل وأحكامه، بالقتل يتعلق تعالى- فيما الله رحمهم

ورواية حنيفة، أبو به قال وهذا ،بسيف« إال قود »ال بالسيف، بالمثل، القصاص يكون أنه أو تعالى، الله -رحمه أحمد عند اليهودي، قصة في ذلك جاء كما بمثلها، قتل بحصاة، قتل فإذا

المسائل. لهذه مفFصلون ذلك في العلم وأهل أن نهوا االعتداء، عن نهوا المثلة، عن نهوا حال، كل على

كأن شنيعة، أفعال به يفعل كأن شرعا، يجوز ال قد ما يفعلذلك. نحو أو دبره، في العصا تجعل

قال ولذلك القتل، يستحق ال من يقتل وأال إحسان، ثم إذن وال وليدا، وال امرأة، تقتلوا »والوسلم: عليه الله -صلى النبي

ذلك. ونحوراهبا« وال شيخا، قال هذا وألجل القتلة، في باإلحسان يتعلق ما هذا إذن

جاء كما القتلة، في أو القتل، في الناس اإليمان: أعف أهل بعد وانتكس إيمانه، بعد كفر الذي للمرتد، حتى األثر، به ذلك

له الظلم عن نهي ولذلك قتله، في يحسن فإنه إسالمه، في جاء بالقتل. وما عليه حكم إذا قتله، حال في والعدوان

- بكر أبي عن ذلك ونقل نحوها، أو يحرق، أنه اآلثار، بعض كلها أثرين، في جاء ذلك فإن وأرضاه-، عنه تعالى الله رضي

وما ذلك، يصححوا ولم باالنقطاع، العلم أهل عليها حكم قد- عباس ابن عليه أنكر قد فإنه حرق، أنه علي عن أيضا جاء

ال »أنه البخاري في الذي الحديث بذلك وجاء عنه، الله رضي يفعل ما ذلك وألجل ،وتعالى« -سبحانه الله إال بالنار يعذب في التشنيع في عليهم والخارجين المسلمين، ضالل بعض

وعما الشرع، دائرة عن خارج هو ذلك، في والتوحش القتلة،وسلم. عليه الله -صلى النبي به جاء

متوجه والذبح«الذبحة فأحسنوا ذبحتم وإذا»قال: حتى ونحوها، واألنعام البهائم ذبح من يكون ما إلى الغالب في

عبد بن مطرف عن جاء ولذلك ذبحها، يحسن فإنه هي حتى ذلك جاء ولما للعصفور، العبد برحمة ليرحم الله قال: إن الله

آلتي وسلم- وقال: إني عليه الله -صلى النبي إلى الرجل . ولماالله« رحمك رحمتها »إنقال: فأرحمها، أذبحها بالشاة،

قال: يذبحها، شاة يجر عنه- رجال تعالى الله -رضي عمر رأى والكالم الحديث، هذا أثر من ذلك جميال". كل قودا "قدهاعليه.

5

Page 6: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

فيهذبيحته« وليرح شفرته، أحدكم وليحد»قال: وهنا فما وأصله، سننه على يؤتى شيء كل أن وهو لطيفة، إشارة

وقواعدها الهندسة أصول على يؤتى فإنه البناء، أمور من كان يؤتى إنما الذبحة أمر كان فلما عنها، يخرج ال وضوابطها،

أن البد فإنه أهله، ويعرفه أصول، له وحدها وتحد، بالشفرة اعتبار له كان ما كل أن على بهذا فاستدل كذلك، يكون ما إليه ينتقل وال أصله، يتجاوز ال فإنه أصله، خالل من ويؤتى

األمور في حتى اإلدارية، األمور في حتى عداه، ما إلى فيهواالقتصادية. المالية لها ويطلب وجهها، على تؤتى أنها على دال الحديث هذا

شيء وسلم- إلى عليه الله -صلى النبي أشار ولذلك أسبابها، يذبح الذي الجزار، أو القصاب، أو الذابح، في ذلك، من

ونحوها. الذبيحة من منه الخالص يريد ما على ويأتي ذبيحته، هذه على الكالم من يسيرة بجملة يتعلق ما أظنه هذا

حتى االستطاعة، قدر سنختصر أننا لكم نبين حتى األحاديث، الحديث إلى الله بإذن فلننتقل األربعين، هذه الله بإذن ننهيالموفق. والله بعده، الذي

وأبي جنادة، بن جندب ذر أبي )عنعشر: الثامن }الحديث الله رسول عنهما- عن الله -رضي جبل بن معاذ الرحمن عبد

، حيثما الله »اتق وسلم- قال: عليه الله -صلى Fوأتبع كنت رواه ،حسن« بخلق الناس وخالق تمحها، الحسنة السيئة

حسن النسخ، بعض وفي حسن، وقال: حديث الترمذي،{.صحيح( أن إال سنختصر إننا قلنا ومهما عظيم، حديث الحديث هذا

عليه الله -صلى نبينا سنة لعظم بنا يتشعب الحديث أن نجد لو بليغة لكلمات وإنها ،اادركناه لو عظيمة لوصية وسلم- إنها

- به -جل الله يصلحنا حياة لمنهج وإنها استشعرناها، Fلو وعال من الجمل هذه بمثل يتعلق ولما المتمعنين، من له كنا

لما العاملين، من نكون أن إلى ذلك بعد وننتقل المتفكرين،: وأبي جبل بن وسلم- لمعاذ عليه الله -صلى النبي قال ذر

هو يكون ما أعظم أن إلى إشارة فيهكنت« حيثما الله »اتقFقFد﴿ الله بتقوى الوصية Fا وFل ذينF وFصين FابF أوتوا ال قFبلكم من الكتاكم Fن وFإي قوا أ هF ات -جل الله بتقوى والوصية ،[131]النساء: ﴾الل

- أوصاها Fهو الذي وسلم- لمعاذ عليه الله -صلى النبي وعال 6

Page 7: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

ينفك ال الله بتقوى الوصية فإن والحرام، بالحالل الناس أعلم كان إن رئيسا، كان إن عالما، كان إن ملكا، كان إن أحد، عنها

أو الفجار من كان إن والعباد، الصلحاء من كان إن وزيرا،- في -جل الله يتقي بأن مطالب فكل الفساق، Fحاله وعال

إال ولياليه أيامه من يوم كل في له نجاة وال نفسه، وفي -صلى النبي قال ذلك فألجل وتعالى-، -سبحانه الله بتقوى

تتابع هذا وعلىكنت« حيثما الله »اتقوسلم: عليه الله وقال الله، بتقوى قال: أوصيكم كتابه في بكر أبو الصحابة،

إلى عمر وكتب عمر، يا الله الوفاة: اتق حضرته لما لعمر عنه- تعالى الله -رضي علي عن وجاء الله، اتق الله عبد ابنه األولين طريقة فهي العزيز، عبد بن عمر عن وجاء ذلك، مثل

والدين. الدنيا في السالمة أرادوا ممن واآلخرين- حقيقتها -جل الله وتقوى Fعل وعالFوبين بينك وقاية ج

تنوعت وقد نواهيه، واجتناب أوامره بفعل وذلك الله، عذاب معنى على تدور كلها بها، التعريف في السلف عبارات هي: إخالص التقوى بعضهم يقول فلما واحدة، وداللة متقارب وهذا أسها، وهذا رأسها وهذا به، اإلشراك وترك لله العبادة -جل الله بتقوى إال يكون ال وخالصها، فكاكها وهذا أصلها،

- بتوحيده Fالمرء حياة كل في ذلك وتحقيق به، واإليمان وعال دنياه. من به ويخلص ربه به يلقى حتى

الله بطاعة تعمل أن قال: التقوى لما علي بن طلق جاء على الله معصية تترك أن الله، ثواب ترجو الله، من نور على الله -رضي علي عن جاء الله، عقاب تخاف الله، من نور

هي: العمل التقوى تعريف في جميلة كلمة عنه- أيضا تعالى والرضا الرحيل ليوم واالستعداد الجليل من والخوف بالتنزيلالدنيا. في يعني بالقليل، وأن يعصى، فال يطاع قال: أن أنه مسعود ابن عن وجاء

على تدل عبارات كلها ينسى، فال يذكر وأن يكفر، فال يشكر- من -جل الله من والتقوى لله التقوى التقوى، Fعقابه، وعال

وتعالى-، -سبحانه وعيده ومن نكاله، شر ومن عذابه، ومن والخوف الله، هو والمرتجى الله إلى الملجأ كان ولذلكوتعالى. -سبحانه الله من والفزع والسيئات، المعاصي عن البعد في التقوى تكون ما أكثر

بنا لطال التقوى عن تكلمنا ولو وهناك، هنا تكون لكنها اآلخرة في النجاة فهي أجرها، وعظيم فوائدها في الحديث

7

Page 8: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

Fجي ثم﴿ ذينF نن قFوا ال Fا﴿ ،[72]مريم: ﴾ات هFا ي Fي ذينF أ قوا آمFنوا ال هF ات اللديدا اقFول وFقولوا F[.70]األحزاب: ﴾س

Fكم يصلح﴿تعالى: قال التقوى، هو السديد القول وأصل لFكم FعمFال Fكم وFيغفر أ Fكم ل ذينF إن﴿ [71]األحزاب: ﴾ذنوب قFوا ال إذFا ات

هم يطFان منF طFائف مFس روا الش FذFك ]األعراف: ﴾مبصرونF هم فFإذFا تمكم الله واتقوا﴿ التقوى، أثر عظائم على تدل كلها[201 وFيعFل في والفكاك والخالص النجاة من للعبد يحصل فما ،﴾الله

وتعالى. -سبحانه الله بتقوى هو إنما اآلخرة وفي الدنيا على الكالم في نطيل لنكنت« حيثما الله »اتققال: ثم

األوامر كل فيها، تدخل األعمال كل التقوى، في يدخل ما باقتفائها األوامر فالتقوى فيها، تدخل النواهي كل فيها، تدخل

والتقوى ومباعدتها، باجتنابها والنواهي إليها، والمسارعة تحت ومن حوله من وبكل وبأهله خاصته في بالمرء تتعلق

Fا﴿ يده هFا ي Fي ذينF أ كم قوا آمFنوا ال FنفسF Fهليكم أ Fارا وFأ اس وFقودهFا ن النة FارFالحجF[6]التحريم: ﴾و .

حيثما الله »اتقوسلم: عليه الله -صلى النبي قال لما وفي شئونه كل في للعبد مالزمة التقوى أن على دلكنت«

Fر في كان إن أحواله، كل في كان إن جو، في أو بحر في أو ب أو حرب في كان أو نهار أو ليل في كان أو سفر في أو حضر مع أو والده مع أو ولده مع أو زوجه مع أو خاصته في سلم، خلوته، في أو جلوته في ذلك، كل في صاحبه، مع أو عدوه سرك في »التقوىقال: ولذلك بنفسه، خلى ما إذا حتى

اإلنسان يكون أن فالبد األحاديث، بعض في جاء كما ،وعلنك«كذلك. حال في للحرمات االنتهاك عن التحذير السلف عن وجاء

إال ذنبا عبد أسر التيمي: ما سليمان يقول ولذلك الخلوات، في وجاء أحواله، كل في أو نهاره في مذلته عليه الله أظهره ألبسها أو إياه الله ألبسها إال سريرة عبد أثر ما اآلثار بعضا وإن فخير خيرا إن رداءا . شر فشر

هذا أن يعلم أن لإلنسان فينبغيكنت« حيثما الله »اتق حقوق في العبد حفظ على النفوس به توزع ما أعظم من- في -جل الله Fيقول: ولهذا وشئونه، أحواله كل وعال

علي قل ولكن خلوت تقل فال بريبة الدهر خلوتF ما "إذا عليه يخفى أنما وال ساعة يغفل الله أن تظن وال رقيب،وتعالى. -سبحانهيغيب"

8

Page 9: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

ال أنه يوشك فإنه شئونه، كل في ذلك استحضر ومن التي الحرمات أكثر وتعالى- وما -سبحانه الله حرمات يتعدى فسيأتي عظيم، وعيد هذا في وجاء الخلوات، في ننتهكها هباء الله فيجعلها تهامة، كجبال بحسنات القيامة يوم أناس

ذلك، وسلم- عن عليه الله -صلى النبي سأل فلما منثورا، ضعفنا أكثر فما ،انتهكوها« الله بمحارم خلوا إذا »إنهمفقال:

بعض قال ولذلك أنفسنا، على وإسرافنا األمر ذلك في اجتماع في أو القوم نادي في تفعله أن تخاف السلف: ما

وعبارات سرك، في فاجتنبه أو خلوتك في تفعله فال القوم،هذا. نحو كثيرة

قال لما سنختصر، قلنا كما لكن طويل هذا على الكالم تمحها« الحسنة السيئة »أتبعوسلم: عليه الله -صلى النبي

هذه أتت أن أحسنها، ومن أكملها ومن التعابير أعظم من هذا ومع ذلك، في يجتهدون أنهم المتقين حال كان لما هذه، بعد أو عذرة في يقع أو خلة في يقع أن من اإلنسان ينفك ال ذلك

أو خلوة في أو ساعة في نفسه تضعف أو سيئة، يوافق- بأمر -جل الله فأمره جلوة، Fالسيئة يتبع أن يسير، وعال

الحسنة خير لها ويحصل بالؤها عنه فيذهب تمحوها، بالحسنة-، -جل الله عند وأجرها Fفيه تمحها الحسنة السيئة وأتبع وعال - الله يقول ذلك وفي الخير، على لها وإعانة للنفوس، إصالح

: جل Fوعال﴿ Fقم ةF وFأ Fي الصالFف FرFار طFفا النهF يل منF وFزل إن اللFات ن FسFالح Fات يذهبنF ئ ي ذلك في نزلت اآلية وهذه[114]هود: ﴾الس

ل الذي الرجل وسلم: عليه الله -صلى للنبي فقال امرأة، قبلت إني أنزل معه صلى فلمامعنا« »صلفقال: امرأة، قبFات إن﴿ اآلية هذه الله ن FسFالح Fات يذهبنF ئ ي قال: لي ،﴾الس

عن الحديث في جاء كما أو عامة للناس قال: بل خاصة؟وروايته. ألفاظه بعض وسلم- في عليه الله -صلى النبي

هنا؟ بالحسنة المقصود ما الحسنة، السيئة وأتبعFابF مFن إال﴿ التوبة بها يراد ربما ]مريم: ﴾صFالحا وFعFملF وFآمFنF ت

- الله كتاب من كثيرة آيات في عليها يدل ما جاء قد وهذه[60- والتوبة جل Fيستغفر، ثم ذنبا عبدي أذنب قبلها، ما تجب وعال

عليه الله -صلى النبي قال حتى ذلك، جاء كما له، الله فيغفر غبار ال ظاهر معنى وهذا ،«اتملو حتى الله يمل »والوسلم:

ذلك فيكون السيئة، من يتوب اإلنسان أن في ومقصود، عليه اآلية بدليل الحسنة، بفعل ذلك يكون وأيضا وذهابها، محوها

9

Page 10: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

﴿ معنا التي Fقم ةF وFأ Fي الصالFف FرFار طFفا النهF يل منF وFزل إن اللFات ن FسFالح Fات يذهبنF ئ ي اإلنسان أن الوضوء، في جاء وكما ،﴾الس

الماء، قطر آخر مع أو الماء قطر مع ذنوبه خرجت توضأ إذا فيهله« غفر ركعتين، صلى ثم وضوءه فأحسن توضأ »من

ذلك. على تدل كثيرة أحاديث األعمال تذهبها أنها مطلقا بها المقصود السيئة هل لكن

كبائر؟ أو صغائر كانت سواء الصالحة به جاءت قد وهذا الصالحة، األعمال فتذهبها الصغائر أما

والعمرة الجمعة، إلى والجمعة الخمس »الصلوات األحاديث إذا بينها لما مكفرات رمضان إلى ورمضان العمرة، إلى

الصالحات؟ بفعل الكبائر تكفر هل لكن ،الكبائر« اجتنبت إجماع البر عبد ابن نقل بل العلم، أهل عامة عند المشهور

ما ذلك من استثنى بالتوبة، إال تكفر ال الكبائر أن العلم، أهل بد فال ذلك، على العلم أهل فعامة وإال الظاهر، أهل عن نقل الله إلى يتوب أن عظيمة سيئة اقترف أو كبيرة واقع أن من

. -جل Fوعال بعضها، يذهب قد أنه على يدل ما العلم أهل بعض ذكر ثم العلم: إن أهل قال بل صريح، شيء ذلك في ليس لكن

الموازنة، تكون لكن تكفرها أنها ال الموازنة، بذلك المقصود وما يسقط، يساويها فما الحسنات، بهذه السيئات فتقابل

فال. وإال الحسنات، من اإلنسان عليه يثاب يبقى الحديث ،تمحها« الحسنة السيئة »واتبع بـ يتعلق ما فهذا

»وخالق بهذا نكتفي لكن تفصيل إلى يحتاج هذا في أيضا الجملتين بعد أيضا الجملة هذه أحسن ما حسن« بخلق الناسذلك؟ كيف قبلها،

من بعض أو التقوى أهل كان لما : إنه العلم أهل يقول جل الله حق وأداء األوامر فعل في هي إنما التقوى أن يظن، Fيجفو أن أو يسيء أن أو يخلط أن بعضهم لعل ثم وعال

ال أو جوارا، يحترم وال أذاهم، يحتمل وال إليهم، ويسيء الناس للمسلم يكون ما يحترم ال أو حقا، يحترم ال أو صحبة، يحترم

ذلك. غير أو عهدا أو المسلم، على مخالقة أن يبين أن وسلم عليه الله صلى النبي فأراد

يتكثر فال اإليمان، حقيقة في داخلة هي حسن بخلق الناس األخالق، ويتركون والواجبات، الصلوات بفعل فقط الناس

البر، أبواب أعظم من هذا فإن بالحسنى، الناس ومعاملة10

Page 11: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

المؤمنين »أكملوسلم: عليه الله صلى النبي قال لذلك حسن لمن الجنة أعلى في »بيت ،أخالقا« أحسنهم إيمانا

،الخلق« وحسن الميزان: اإليمان في يوضع ما »أثقل ،خلقه«هذا. على دالة كثيرة أحاديث من ذلك غير إلى

درجة، بإيمانه ليبلغ المؤمن »إنالحديث: في جاء ولذلك صلى النبي عن جاء كما أوخلقه« من بشيء لينقص وإنهوسلم. عليه الله

األخالق جمال وليس نفسه، اإلنسان يتفقد أن أحسن ما وعاملك.. وأجملها، األلفاظ أحسن لك صنع من تبادل أن في وقابلته أذاه فاحتملت حقك، في وأخطأ إليك أساء من بل

األثر: بعض في جاء أو قيل ولذلك إليه، وأحسنت ذلك، بضد حرمك، من وتعطي قطعك، من تصل أن األعمال أفضل

إليك. أساء من إلى وتحسن يصبر أن أحسن فما ،حسن« بخلق الناس »وخالققال: تمامها يطلب وأن فيها، يتجمل وأن األخالق على اإلنسان

للقلة يطلب عظيم، باب ذاك واسع، باب ذاك وحسنها، حمل لمن وهنيئا بابه، دخل لمن فهنيئا الناس، من القليلة وطيب خلقه، بحسن مضيئا الناس بين كان لمن وهنيئا لوائه، لمن واإلحسان ألحبته وصلته وكرمه، منطقه، وجميل فعله، أن الله اسأل أخالقنا، يحسن أن الله أسأل جميعا، حوله

وأزواجنا وأهلينا أحبابنا مع وأحسنها، األخالق أتم على يحملنا ومن معنا اختلف ومن أعدائنا، ومع المسلمين، ومع وذرياتناكريم. جواد ربنا إن حقنا في وأخطأ ناكفنا أو عارضنا أن في حرج في نفسي أجد أنا المسائل من جملة هذه

إلى ننتقل كفاية، ذكرناها فيما يكون أن أرجو لكن هكذا، نعبر الله شاء إن لعلنا حتى عجل على وأيضا بعده، الذي الحديث

جملته. على نأتي أن

عشر: التاسع }الحديث عنهما، الله رضي عباس بن الله عبد العباس أبي )عن

»يافقال: يوما وسلم عليه الله صلى النبي خلف قال: كنت الله احفظ يحفظك، الله احفظ كلمات، أعلمك إني غالم فاستعن استعنت وإذا الله، فاسأل سألت إذا تجاهك، تجده لم بشيء ينفعوك أن على اجتمعت لو األمة أن واعلم بالله،

أن على اجتمعوا ولو لك، الله كتبه قد بشيء إال ينفعوك11

Page 12: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

عليك، الله كتبه قد بشيء إال يضروك لم بشيء يضروك حديث وقال الترمذي رواه الصحف« وجفت األقالم رفعت تجده الله »احفظ الترمذي: غير رواية وفي صحيح، حسن

واعلم الشدة، في يعرفك الرخاء في الله إلى تعرف أمامك، ليخطئك، يكن لم أصابك وما ليصيبك، يكن لم أخطأك ما أن

مع وأن الكرب، مع الفرج وأن الصبر، مع النصر أن واعلم.{يسرا« العسر عليه الله صلى النبي وصية وهو عظيم، حديث الحديث هذا أنه على يدل مما صغيرا، عباس ابن وكان عباس، البن وسلم والتأديبات والتنبيهات والعظات الوصايا توجه أن ينبغي

في ترتكز لهم لركيزة ذلك في وأن للكبار، توجه كما للصغارعليها. ويشبون بها، ويحيون نفوسهم، بها وتقوم قلوبهم،

كلمات« أعلمك إني غالم »يا صغيرا غالما كانغالم« »يا في يسيرة جميل وهي يسيرة، جمل بالكلمات والمقصود

وسلم: عليه الله صلى النبي قول معناها، في عظيمة لفظها بعض يقول كما العبارة، هذه أحسن مايحفظك« الله »احفظ

يطير، أن عقلي وكاد فأدهشني الحديث هذا السلف: تأملتيطيش. أن أو

المعنى، من فيه ما وعظم الجملة، من فيه ما لعظم العبد حفظ العمل، جنس من فالجزاءيحفظك« لله »احفظ

، جل لله Fإليها، المسارعة أوامره، حفظ به المقصود وعال لها، مضيع وال بها، مخل وال ناقصة غير وفعلها وإتيانها،، جل الله حدود عن والبعد النواهي، واجتناب Fأن وحرماته وعال لله العبد حفظ هذا فيها، يرتكس أن أو يواقعها أن أو ينتهكها

. جل Fوعال العلم: أهل وقال حفظه، من يحفظ وعالF جل فالله يحفظ،

- لعبده -جل الله حفظ إن Fأن دينه أمور حفظ الذي وعال يقول ولذلك الدنيوية، أموره وفي الدينية أموره في يحفظه

: -جل الله Fه﴿وعالF Fات ل Fين من معFقب FدFيه ب Fه خFلفه وFمن ي FحفFظون يFمر من ه أ للعبد الله حفظ إلى إشارة فيه فهذا ،[11الرعد: ] ﴾اللالدنيوية. أموره يتعلق وما ودنياه مصالحه في

بن البراء حديث في وسلم عليه الله صلى النبي قال لما فدل ،الصالحين« عبادك به تحفظ فيما »واحفظنيعازب:

FذFلكF﴿ دينهم، واستقامة صالحهم في حفظا لهم أن على كFصرفF وءF عFنه لن اءF الس FحشFالفFه و Fا من إن Fادن FصينF عب ﴾المخل

12

Page 13: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

االستقامة وأن واإلخالص، الصالح أن على فدل ،[24]يوسف: الفحشاء وصرف الدين في للحفظ سبب األوامر وإتيان

ذلك من أعظم حفظ وأي والسيئات، والخطايا والمنكرات شهواته، من يحفظ وأن دينه، العبد على يحفظ أن الحفظ،

متوجها، الله وإلى صافيا، قلبه فيبقى شبهاته، من يحفظ وأن، جل الله حق العبد يحفظ بأن ذلك وإنما مخلصا، وله Fوعال

األرحام صلة الوالدين بر الصالة توحيده في يدخل ما وأعظم ذلك يتبع ما المالية، الحقوق من أيضا يكون ما الجوار، حق في األمانات أداء الطريق، وحق بعامة، الناس حقوق من

ال العبد فإن والكفار المعاهدين حق حتى غيرها، إلى األعمالكثيرا. وال قليال شيئا ذلك من يضيع

يكون، ما أتم لعبده الله وحفظ ،يحفظك« الله »احفظ ال بالء، في يذهب ال أن يوشك فإنه الله حفظ مFن هذا وألجل الله -رحمه الطبري الطيب أبا أن فيذكر شر، له يحصل

قال: له، قيل فلما بعيدة، قفزة قفز المائة، بلغ تعالى- وقد الكبر، في لنا الله فحفظها الصغر، في حفظناها جوارح تلك

أن أحسن ما عظيمة داللة فيها لكن مشهورة قصة وهذاواقتداء. تأمل بنظرة إليها ينظر وأن المرء يستشعرها

،تجاهك« تجده الله احفظ يحفظك، الله »احفظقال: في يعرفك الرخاء في الله على »تعرفالثانية: الرواية وفي

وأنه متقارب، معنى أو واحد معنى على يدل ذلك كلالشدة«- فإن -جل الله مع اإلنسان كان مهما Fالله معية معه، الله وعال

اإليمان ألهل خاصة ومعية اإلحاطة، تقتضي عامة معية لعبادةFن﴿ والتسديد، واإلعانة والحفظ والتأييد النصر تقتضي هF أ الل

FعFم Fقين معية فتلك المحسنين، مع الله إن ،[194]البقرة: ﴾المت الباليا من لهم ووقاية المحسنين، لعباده وحفظ أخص

»احفظقال: لما الحديث هذا في الذي هو وهذا والشرور، في يعرفك الرخاء في الله إلى »تعرف تجاهك« تجده الله

.الشدة« تزيد وأيضا وأحكامه، حدوده بمعرفة تكون الله ومعرفة

- بعظيم -جل الله يعرف اإلنسان يكون بأن Fوبقوة لطفه، وعال ونهيه، ألمره ومالحظة له، مراقبة أكثر فيكون انتقامه،أحواله. كل وتعالى- في -سبحانه الله لحق وحفظا »وإذاذلك: بعد وسلم عليه الله صلى النبي قال لما ثم

كقول هذا ،بالله« فاستعن استعنت وإذا الله فاسأل سألت13

Page 14: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

: -جل الله Fوعال﴿Fاك Fعبد إي اكF ن Fعين وFإي Fست هي ،[5]الفاتحة: ﴾ن إلى ذلك فكل الدعاء، سؤال أو العبادة سؤال سواء السؤال

الله. إلى يرفع إنما ذلك وكل الله،Fجب ادعوني﴿ الله، فاسأل سألتF وإذا Fست Fكم أ ،[60غافر: ] ﴾ل

ففيها الله لغير مسألة وكل مذلة، ففيها الله لغير مسألة كل وخير وفرح عز فهي وعالF جل الله إلى مسألة وكل انقطاع،وتعالى. سبحانه الله عند ومثابة وأجر وإجابة قال: أنه السلف بعض عن جاء ولذلك تختار؟ األمرين فأي

واسأل حجابه، ذلك بين وأظهر بابه، دونك أغلق من تسأل الالقيامة. يوم إلى حين وكل وقت كل مفتوح بابه من

بدعاء يفرح الله فإن بدعائهم، يسأمون الناس كان وإذاFلFكF وFإذFا﴿ ويعطيهم، ويجيبهم عباده، أ Fادي سF ي عب ي عFن فFإنFجيبوا دFعFان إذFا الداع دFعوFةF أجيب قFريب Fست بي وFليؤمنوا لي فFليهم FعFل FرشدونF ل .[186]البقرة: ﴾ي

تعرض ما وكل سأله، من وتعالى- يجيب -سبحانه والله لإلجابة مقتضيا سببا يكون ما وطلب ذلك ألسباب اإلنسان إلى ينزل الله فإن الليل ثلث في جاء إذا أدعى ذلك فيكون من هل له، فأستجيب داع من »هليقول: الدنيا السماء

الله حق أدى من ،له« فأغفر مستغفر من هل فأعطيه، سائل حاضر بقلب الله دعى إذا إلجابته، أسرع يكون أن يوشك فإنه

يجيبه الله فإن الرخاء في ويدعوه الله يعرف من غافل، الالعبارات. وهذه الجمل هذه بداللة الشدائد في

الذين الناس من كمبالله« فاستعن استعنت »وإذا أو عدة من عندهم يكون ما وحياتهم أيامهم في يستحضرون

- الله فيذهبها صحة، أو مال ومن قوة ومن سالح ومن عدد، جل Fإال إعانة ال أنه يستحضر ومن بالله يستعين من لكن وعال ، -جل الله من Fفي له ويبارك ويوفقه يسدده الله فإن وعال

وفي أحواله، وكل وولده، وماله، وعافيته، وصحته، قوته، وحتى كثيره، عن المال قليل يغنيه حتى وشؤونه، أوقاته من حال كل في يسعد وحتى كثيرها، عن األمور بقليل يفرح

ولذلك لعباده، المعين هو والله الله، هو المستعان ألن أحواله،القائل: يقول

من عون يكن لم إذاللفتى الله

:..

عليه يجني ما فأولاجتهاده

14

Page 15: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

سواء لله، السؤال أن التوحيد مسائل أعظم من فهذه من العبادات وأنواع والصالة والذبح بالدعاء العبادة سؤال سؤال هو الذي المسألة دعاء أو والرجاء، والخوف التوكل

وتعالى. سبحانه لله وانقطاع وتوجه واستغاثة الله غير إلى توجه فمن بالله، تكون إنما االستعانة وكذلك

وبال في أمره فيكون ضعف، إلى توجه فإنه وعالF جل صالح، إلى ولي، إلى توجه قبر، إلى توجه سواء وخسران،

.إليه« وكل شيئا تعلق »من كبير، أو صغير أحد إلى ورب األسباب، مسبب إلى يتوجه من بين الفرق فما

وبين والسموات، األرض وتعالى- خالق -سبحانه الله األرباب،وتعالى. -سبحانه لله مربوب ضعيف مخلوق إلى يتوجه من

بين كالفرق والمخلوق، الخالق بين كالفرق بينهما الفرقوتعالى. -سبحانه وعباده الله

ينفعوك أن على اجتمعت لو األمة أن »واعلمقال: ثم اجتمعوا ولو لك، الله كتبه قد بشيء إال ينفعوك لم بشيء

الله كتبه قد بشيء إال يضروك لم بشيء يضروك أن علىعليك« ما أضعف الخلق أن إلى جميلة بليغة عظيمة إشارة فيه في به وارتباطه بالله، بتعلقه يكون ما أسعد العبد وأن يكون،

إذا المرأة أحواله، كل وفي شؤونه، كل وفي ضوائقه، كل واألمور سجن، إذا والمرء الدين، به أحاط إذا والعبد طلقت،

واعلم بالله، األمر أن فاعلم سقم، إذا والجسم اشتدت، إذا على ذلك أسهل وما الله، إال إلى تتوجه فال الله، من األمر أن

قلبها ويصفو وتوجهها عقيدتها تخلص أن اإليمان، أهل قلوبوتعالى. -سبحانه بالله التعلق في

المادية واألسباب والخلق البشر عن انقطع لمن وهنيئا في مجأره هو ذلك وكان وتعالى، -سبحانه الله إلى وانقطع

أحواله. وجميع ونهاره ليله إشارة وهيالصحف« وجفت األقالم »رفعتيقول: ثم

الله كتبه قد إال شيء من ما وأن به، العباد وإيمان القدر، إلى بيد األمور أن في لطيفة كناية فيه وهذا وقدره، وعالF جل

وما أصابك فما وقدرها، بها، وأحاط كتبها، قد الله وأن الله، مكتوب ذلك فإن حال، من بك اشتد وما ضر، من بك نزل، -جل الله عند Fوالتسليم. الرضا إلى يبقى فلم وعال

15

Page 16: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

وهو بالقدر، اإليمان درجات في الدرجات أعلى هو والرضاه يؤمن وFمFن﴿ اإليمان، أهل خصال أعظم من Fهد بالل Fه ي ﴾قFلب

أنها فيعلم المصيبة تصيبه الرجل علقمة: هو قال ،[11التغابن: ]ويسلم. فيرضى الله عند من

عن نفسه يحبس بأن وذلك الصبر، فهي الثانية الدرجة أما جل الله حكم على واالعتراض والشكاية والتسخط، الجذع، Fوقدره. وقضائه وعال الشرع به جاء ما أعظم من قلنا: إن أن سبق إخوان ويا

لم ما الطمأنينة من النفوس يورث فهو بالقدر، اإليمان هو كلمة أعجبتني ولذلك األشياء، من شيء في اإلنسان يجده كان تقول: لو امرأة وهي المعاصرين الكفار بعض قالها

الدنيا. في كذبة أجمل لكانت كذبة بالقدر اإليمان أنها نعلم ونحن فكيف النفس، طمأنينة من بها يحصل لما الكتاب من األدلة بذلك دلت واقع وأمر صادق أمر وأنه حقيقة

به وأخبرنا كتابه، في بذلك وعالF جل الله أخبرنا والسنة،عليه. وسالمه ربي صلوات رسوله

ذلك يكون وال بالقدر، باإليمان اإليمان أهل نفوس فلتطب وحثهم به، أمرهم وعالF جل الله فإن العمل، عن لهم معيقا من كثير تقدم وقد به، ويجزيهم يثيبهم وعالF جل والله عليه،ال؟ أم بالقدر، باإليمان يتعلق بما المتعلق الكالم

نعم. جبريل، حديث الثاني الحديث في أظن معنا تقدم وما ليصيبك، يكن لم أخطأك ما أن »واعلمقال: ثم

لهذه تحقيق أيضا هذا وفي ،ليخطئك« يكن لم أصابك علم حتى تجرد قد اإلنسان كان فإذا لها، وإظهار المسألة،

أن الفقه، أحسن من يكون وما العلم تمام فذلك األمور هذه لم أخطأه وما ليخطئه، يكن لم أصابه ما أن يعلم أن يعلم الصبر مع النصر الصبر، مع النصر أن واعلم ليصيبه، يكن بالصبر الله أمر لذلك المصابرة، من أعظم شيء ليس

قوا﴿قال: والمرابطة، والمصابرة هF وFات كم الل FعFل ﴾تفلحونF لالفالح. سبب ذلك فجعل ،[189]البقرة:

الصبر. األمر : رأس علي قال ولذلك كثيرة، آيات في وعالF جل الله كتاب في بالصبر األمر وجاء فإنما الشيطان، جهاد أو األعداء، جهاد على كان سواء فالصبر ولذلك والمصابرة، بالصبر والتغلب الخالص لإلنسان يحصل

Fم﴿ Fة من ك Fة فئ Fت قFليل Fب Fة غFل ة فئ FثيرF ه بإذن ك و ،[249البقرة: ] ﴾الل16

Page 17: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

Fكن إن﴿ Fغلبوا صFابرونF عشرونF منكم ي Fين ي Fت ،[65األنفال: ] ﴾مائ الكرب، مع الفرج وأن كثيرة، وعالF جل الله كتاب في وآيات

يسرا. العسر مع وأن والموجوعون، المكلومون، تأمله لو الكالم هذا أعظم ما

أجمعين، الخلق وكل والمسجونون، والمدينون، والملهوفون، مع الفرج أن واعلم عظمه، لعلموا ذلك تأملوا لو فإنهم

اشتد كلما ألنه النفوس، في يكون ما أعظم الكرب،اقترانهما الدنيوية التعلقات من النفوس تخلصت وتناهى الكرب

ألنه لعبده أقرب وعالF جل الله فيكون خالقها، إلى وتوجهتإليه. التوجه في أخلص

وأنبيائه خلقه، وأصفياء عباده مع وعالF جل الله كان ولذلك الخليل إبراهيم مع وكان أنجاه، حتى نوح مع فكان رسله، من

وحصل بذبحه، الحكم من ابنه وأنجا عدوه، من خلصه حتى صلى للنبي ذلك وكان عدوهم، من أنجاه حتى لموسى ذلكF﴿ كثيرة، أحوال في وسلم عليه الله ن ال FحزF هF إن ت Fا الل ﴾مFعFن

االنشراح، سورة في ذلك جاء يسرا، العسر مع وأن ،[40التوبة: ] العسر مFعF فFإن﴿ العسر مFعF إن* يسرا قال ،[6 ،5]الشرح: ﴾يسرا

دخل لو يقولون: حتى يسرين، عسر يغلب العلم: لن أهل الله يجعل ما لعظم يلحقه، اليسر أن لظننا ضب جحر عسر

العسر. حصول بعد واليسر الفرج من وعالF جل، جل بالله التعلق في هو إنما األمور مناط لكن Fوعال تحتاج الجمل هذه إخوان يا والله لكم قلت كما إليه، والتوجه هذا في يبق ولم يسير، معنا الوقت لكن عظيمة، لوقفات أن فعلنا األربعين، هذه من ننتهي أن ونحتاج القليل إال الفصلقليال. نمشي

العشرون: }الحديث رضي البدري األنصاري عمرو بن عقبة مسعود أبي )عن

»إنوسلم: عليه الله صلى الله رسول قال: قال عنه، الله فاصنع تستح لم األولى: إذا النبوة كالم من الناس أدرك مما.{البخاري( رواه شئت« ما

وخصال الحميدة، الخصال من خصلة في الحديث هذا إذنوأتمها. األخالق أنواع أعظم من وواحد األخالق، وسلم، عليه الله صلى النبي عن كثيرة أحاديث فيه فجاء

النبي أن أيضا وجاء الحياء اإليمان خصال من أن ذكر لما17

Page 18: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

»إن ،بخير« إال يأتي ال الحياء »إنقال: وسلم عليه الله صلى واألناة ،واألناة« الحلم ورسوله، الله يحبهما خصلتين فيكذلك. من شيء فيها

ذلك وألجل الشريعة، به جاءت ما أعظم من إذن الحياء من الناس أدرك مما »إنوسلم: عليه الله صلى النبي قال به وتكلم ظهر مما هذا أن على يدل ممااألولى« النبوة كالم

درجته. من به يتعلق ما وكبير فضله، لعظم قبله األنبياء تستح لم »إذاهنا: وسلم عليه الله صلى النبي وقول

بذلك؟ المقصود ماشئت« ما فاصنع إلى تنبيه فيه هذا أن إلى إما إشارة العلم: فيه أهل قال

الشديد، بالوعيد متوعد فإنه الحياء عن يتخلى أو يتخلص من وتهديد وعيد فإنهشئت« ما فاصنع تستح لم »إذا تلك فتكون

هذا على دالة الشرع في كثيرة جمل هذا وفي ذلك، في يشاء ما يصنع يستحي ال الذي وأن كالوعيد، فيكون المعنى،

عنها. يستنكف وال بها، ويجاهر والفواحش الرذائل من األمر يكن لم إذا أنه يقصد أن الثاني المعنى وقالوا: في

وأن يفعله، أن سعة فيه لإلنسان فإن الحياء، حدود في داخال المعنيين وكال حرج، وال ذلك في عليه غضاضة ال وأنه يأتيه،

أن لإلنسان فينبغي الحديث، هذا داللة في وداخل صحيح، امرئ قلب في الحياء دخل وما الحياء، على نفسه يحملالشرور. من كثير عن وحجبه الخير، على حمله حتى

من فذلك عليها، وعالF جل الله جبله جبلة ذلك يكون وقد بكذا وهذا بزوجه، وهذا بالمال هذا على ينعم كما مننه، عظيم من اإلنسان زاد فكلما يكتسبه، شيئا يكون وقد بكذا، وهذا

وعالF جل الله رزقه بكليته، وعالF جل الله على وأقبل صالحه،به. يزري شيئا يفعل أن من والحياء منه الخشية

األوامر، على يحافظ أن ذلك مبنى كثيرة، الحياء وأبواب إلى يسيء أن أو رحما، يقطع أن وعالF جل الله يتقي وأن

فاحش من به، تذري التي األمور من شيئا يفعل أن أو قريب،ذلك. غير أو القول،.شئت« ما فأصنع تستح لم »إذابقوله: يتعلق ما إذن هذا

في ذلك يفعل ال اإلنسان أن إليها، أشرنا وهذه قلنا وكما الذي المعنى نحو ويكون سره، في يفعله فال القوم، مجموع أنهم السلف، عن ذلك من نحو جاء ولذلك مضى، فيما ذكرناه يراك أن تكره كنت إذا أنك أو يستح لم إذا العبد إن يقولون

18

Page 19: الأصول الثلاثة - benaa.islamacademy.net  · Web viewلاشك أنَّ الغضب، من أشد ما يكون سببًا لحصول البلاء على المرء، فبالغضب

من هذا فإن سرك، في تفعله فال عالنيتك، في القوم عليهالحياء.

ربه، من العبد يستحي أن منه، العبد يستحي ما وأعظم يحقق أن ذلك، فيه يكون ما وأعظم خالقه، من يستحي وأن

جل الله فإن حرماته، ينتهك وأال إيمانه، صالح به يكون ماFال وتعالى سبحانه الله وأن خلوته، في العبد على مطلع وعال

الناس من تخشى كنتF فإذا عبده، أمر من شيء عليه يغيب من يستحيون وال الناس من يستحيون الله، من تخشى وال

FخفونF﴿ الله، Fست اس منF ي F الن FخفونF وFال Fست ه منF ي [108النساء: ] ﴾اللوتعالى. سبحانه

أن عليه يحرص أن أحق يكون بأن مأمور العبد أن شك فال من كم ولذلك مواله، على وإقباله ربه، من حياؤه يكون

من شيء عندهم لكن سوء، بعض لهم كان ربما الذين الناسعنهم. وعفا لهم فغفر عليهم، الله فستر الحياء،

كان فضله، من يزيدنا وأن نعمته، علينا يتم أن الله نسأل الحديث هذا حتى لكن بعده، الذي الحديث على نأتي أن بودنا

ذكرناه فيما لعل لكن به، المتعلقة المسائل بعض أتممنا ماكفاية.

يبارك أن الله أسأل والسداد، التوفيق ولكم لنا الله أسأل إلى سببا ذلك يكون حتى يعيننا وأن األقوال، من قلناه فيما

وسلم الله وصلى نعمته، وعليكم علينا يتم وأن األعمال،أجمعين. وصحبه آله وعلى محمد، نبينا على وبارك

19