كطافة كريم

حمارجمهوريات وثلاث

)رواية(

يضحك لماذا الجميع من أفضل أعرف أنا ربماوحده. الإنسان

لدرجة الأعماق، من يتألم الذي الوحيد فهو جعلته مضطرا

الحيوانات أكثر الضحك. أن اختراع إلىواكتئاب تعاسة

1

مرحا.. أكثرها الحقيقة في هينيتشة( )فريدريك الألماني الفيلسوف

(1) رقم هامشجماعة تشكيل

وزخ��ارف حواشي في الدخول ودون التباس لأي دفعا لنفس��ها صغيرة. اختارت جماعة عن سأتحدث بلاغية،

الحم���ير، نص���رة الأح���زاب بحر في لوجودها ه���دفا والتجمع��ات، الأحزاب جميع خلاف والتجمعات. وعلى

منها تأخذ تاريخية، حتميات إلى انبثاقها أمر ترجع التي الداخلية نظمها في اثن����تين أو ص����فحة الع����ادة في

جماعتن��ا. انبث��اق أمر وراء الص��دفة ك��انت وبرامجه��ا، تكن لم وعظمها، بشحمها ذاتها، الصدفة أن رغم يوما

2

هن��اك الج��ذور، مقطوعة وه��واجس مق��دمات دائم��ا أو مرئية تك��ون لا قد توج��دها، لكنها به��ا، محسوس��اموجودة.

خمسة وكنا أح��دنا رواها نكتة أثر على الفك��رة ول��دتفيها: كأس. قال سهرة في أصدقاء ش��يء، بكل م��زدحم س��وق في يمشي حم��ار - ك��ان

رأسه على الج�زار يقف خ�روف، مش�هد انتباهه جلب على وانتابه المش��هد أمام الحمار بذبحه. توقف ويهم

الخ��روف. تطلع لح��ال والأسى ب��الألم ش��عور الف��ور المه��دد يض��حك. الخ��روف وصار الحمار إلى الخروف يت��ألم. ك��ان الن��اجي والحم��ار يض��حك المؤكد بال��ذبح

وأدخله الحم��ار أربك مح��يرا، المش��هد في عنه رغم��ا بالذبح، يهم الجزار شيئا. بينما يفعل أن الحمرنة. قرر

أس��قطت نهقة الح��اد، الع��ريض بص��وته الحم��ار نهق الفاص��لة المس��افة وسط في ي��ده، من الجزار سكين

المش��هد، اقتحم والفع��ل. ثم النية بين ه��ذا رافس��ا رأس ح���ول الملتم الجمع ف���رق ح���تى ذاك، وعاض���ا ذات��ه، الجزار الهاربين أول باهر. وكان بنجاح الخروف

أس��قطته رفسة لحقته إذ هارب��ا. س��أل ولى ثم أرض��االساحة: فرغت أن بعد الخروف الحمار

تضحك..!؟ كنت لماذا المسكين أيها لي تقل - ألا ت���زل لم وأس���نانه الحم���ار إلى رأسه الخ���روف رفع

وأجاب: تضحك،أضحك!! صرت رأيتك سعيدا. ولما كنت - أنا يسأل: ماذا حاله ولسان نفسه مع يهمهم الحمار صار

ح����ظ( و)طيح����ان لغب����اء تفعل أن الحم����ير بوسع كأنه زال ما إنما الهمهم���ة، من خ���رج الخرف���ان..؟

نفسه: يحدثالصفنة! يستدعي العادي.. إنه بالغباء ليس - هذا

3

الخروف: عاجله غبي! كنت يا تصفن - لا س��أموت لأني س��عيدا خروف��احمارا! أعش ولم

للمفارقة راويه��ا. ض�حكنا أرادها هك��ذا أو نكت��ة، كانت ها ها ال���)ها من متفاوتة بأطوال الخروفية – الحمارية

الض��حك اس��تبدل ال��ذي "نص��ار"، السيد باستثناء ها(، الأول فعله رد محله��ا. ك��ان غير في بصفنة المفترض والعب���وس التقطيب في دخل الض���حك. ثم من ب���دلا

لم ال���تي النك���ات من الكث���ير بغيابه الص���فنة. قيلت يس��معها. خ��رج رأس��ية بحرك��ات ص��فنته من أخ��يرا

الث��اني أدخل ثم اليمنى أذنه في إصبعه أدخل بندولية، م��تيقن غ�ير شيء عن فيهما يبحث كمن اليسرى، في لنا "نص��ار" مع��روف الس��يد الع��ادة، وج��وده. في من

مس��تمع الك��أس. هو جلس��ات في حتى الحديث، بقلة على حديثه أن من ال���رغم متح���دث. على منه أك���ثر

وذك��اء وق��وة وحلاوة البديهة بس��رعة مفعم ندرت��ه، الق���درة أو الكلام ح���ذق ينقصه الخفي���ة. لا المقاصد

تبقى يري��د. لكن، بمن النك��ات وإلص��اق توليف على طازج��ة، خفيفة، قصيرة، أنها تدخلاته أو أحاديثه ميزة

ش��يء عن��ده يوجد لا لنق��ل؛ أو الكلام، في يس��رف لا خروجه وبعد الم��رة الكلام. ه��ذه أجل من كلام أسمه

بدا الطويلة، صفنته من الجلسة مص��ادرة على مص��را وما وخلفي��ات وأفك��ار فلس��فة إلى مس��ارها وتحويل

لنا بدا ورائيات. باختصار، حتى عادته، غير على ثرثارا رؤوس��نا. هك��ذا، من الس��كر اط��ار قد أنه من ب��دلا

الجسد في تث��يره وما الخمرة أجواء بأثيرية الانغماس الأخ أدخلنا ح���رة، أخيلة من ال���رأس وفي تخفف من والفكر الفلس����فة وعب����وس وجهامة متاه����ات في

النهاي��ة، الواوي. في وأردف الراوي وقال والنظريات

4

جرجرنا المش��روع حيث يري��د. إلى حيث إلى جميع��اعنه. سأحدثكم الذي

كثيرا: كرره بسؤال مشروعه بدأوالحمار..؟ الخروف مشهد في الغبي كان - من

شاردة كل في يكرره صار مباشرة، أحدنا يجبه لم وإذ الس��يد أجابه وواردة. ح��تى نفد وقد "غف��ار" أخ��يرا

السهرة: كركبة "نصار" على السيد نية من صبره النكتة تلك رويت من أنا لأني الغ���������بي، أنا أخي - يا

السيرة..! هذه من دعنا البائسة! أرجوك انتهى من )نصار( بهدوء السيد رد ذلك إخ��راج من توا

إذنيه: في عنه يبحث كان الذي الشيءأعرفه! هذا غبيا، - كونك الس��يد "غف��ار". رفع الس��يد فينا بما جميع��ا، ض��حكنا

هي تلك الم��رة. وك��انت ه��ذه الحم��ار "زه��ار" نخب منا كل س��هرتنا. رفع مس��ار بها انح��رف ال��تي البداية ص��احب الحم��ار وك��أن الأعلى إلى اله��واء في كأسه

الغرفة. من ما مكان في رؤوسنا، فوق موجود النخب س��ؤاله إلى "نص��ار" ع��اد الس��يد نخب��ه. لكن ش��ربنا

لكنها الس��هرة، جدي��د. تواص��لت )الس��قراطي( من أخ��ذت انتهت حماري��ة، وجهة ت��دريجيا باتف��اق أخ��يراالجماعة. تشكيل على مبدئي

في منا البعض أعتقد الص�������دفة..؟ إنها لكم أقل ألم تلك في إليه التوصل تم ما أن منهم، وأنا الب�����������دء

سوى يكن لم الفجر، مطلع حتى امتدت التي الجلسةكر الخمرة. يظل أحاديث شوارد من أضغاث في الس��

قض��ايا في عمي��ق، ن��وع من إبح��ار حالة تجليات��ه، ألذ ص��اح. وأنت عنها تعلن أو تقلها أن تتج��رأ لا ومش��اكل

الس����ائل ذلك من أث����نين أو ك����أس بعد نفسك تجد ومطب���ات عوائق من تخففت قد العجيب، الفردوسي

5

بعقلك تس��مو الس��مو، من بحالة تش��عر وح��واجز. بل عالمك في تص��لها الأث��ير. لا من ع��والم في وجس��دك جاذبي��ات إلى المنشد المتعج��رف، القاس��ي، الثقي��ل،

كر الجاذبية غ��ير كثيرة وآث��ار مفاعيل الأرض��ية. وللس�� على ال��ذاكرة، من خلفية طبق��ات في تترسب أخرى،

ينسى قد م���اض إلى تنتمي ورغب���ات، أخيلة ش���كل لكنه تماما، تواشج قد يك��ون أن بعد يس��تعاد قد أيض��ا

الحر. الخيال من نسيج مع من جلبه "نص��ار" وما الس��يد وحم��اس حيوية ك��انت من لحق ما في تواص���له وأفك���ار. ثم وأخب���ار قصص

ذات وفي انف�������راد على منا واحد كل مع أي�������ام، جعلنا الموضوع، نقترب جميعا الحاجة فكرة من رويدا

لم الحمار أن المظلوم. تأكدنا الحيوان هذا نصرة إلى يوم أي في يكن الإنس��ان اف��تراءات وما غبي��ا، حيوان��ا

نفسه. كذلك هو ويصدقها يطلقها أكاذيب سوى عليه، اس���تخلاص إمكانية أمر في نخ���وض أنفس���نا وج���دنا الحم��ير. وس��لوك أخلاق من مستنبطة خاصة، فلسفة ق��ائمتين، على الس��ائرين من لأشباهنا نقدمها حصيلة وقيمهم. أخلاقهم من فسد ما بها يص����لحوا أن عسى

والإهان�������ات الإذلال من الكث�������ير بالبشر لحق لقد جعلتهم ال��تي والاعت��داءات، قيمة أقل آخر بعد يوم��ا

وأكثر من لكل الرقاب وتسليم الظلم لتقبل استعدادا هب ب�دا ال��ذي الخ��روف ذلك شاكلة على ودب. تماما

الفلسفة ستكون الحالات جميع بخروفيته. في سعيدا فلس��فات من مع��روض هو مما بكثير أفضل الجديدة،

فش����لها على ب����رهنت جميعها واعتق����ادات، وعقائد وللطبيعة. للبشر وخراب ودمار فرقة مولدات وكونها

لوضع خصيص��ا، عق��دناها، ال��تي الجلس��ات س�ياق في استعراض��نا بعد اكتش��فنا؛ التط��بيق، موضع الفك��رة

6

جماعتنا إلى ينضم لمن نض��عها الش��روط، من لجملة المرش��حين. من الكث��ير لجماعتنا إن المس��تقبل، في ض��مت الأولى قائمتين؛ في تصنيفهم تم تق��رر أف��رادا

إليهم التوجه على لحي��ازتهم عملن��ا، في وزجهم ف��ورا أطلقنا ما ض����مت والثانية المطلوبة الش����روط كافة كل الانتظ���ار(. اعتبرنا قائمة )أعض���اء مس���مى عليه لكل وج�����دنا ينتم. إذ لم وإن جماعتنا في عضو منهم منهم الانضمام من يمنعه عذرا مشروعنا. إلى عمليا

من الكث���ير الثاني���ة، القائمة أس���ماء بين من ك���ان يتمتعون مختلفة. كلهم بلدان وفي والأعلام المشاهير

على والحمرنة الص��فنة ويمارسون نافذ حميري بذكاء الحم��ير طريقة على والجلد الص��بر ول��ديهم أص��ولهما

ج��انبي على ص��يتهم ذاع كب��ار سياس��يون تماما. منهم فطاحل ش��عراء ومنهم المع��ارض –الحكومي الصراع الرس��م، التمثي��ل، في أعلام وفن��انون رواية وكت��اب ال�رقص، الغناء، الموسيقى، النحت، نق��اد لهم مض�افا

الإبداعية. الأصناف تلك جنس "زهار" إخراج السيد اقترح الرقص، ذكر وعلى

الراقصات لم أنه زاعم��ا؛ الانتظ��ار، قائمة من تحدي��دا ثرث��ارة. وال��ثرثرة غ��ير راقصة عن يس��مع أو يع��رف

اقتراحه الصفنة. قوبل نعمة من السوي الكائن تحرم ن�وع من تمي�يز رائحة منه ش�ممنا الإجماعي، بالرفضأشكاله. بكل التمييز ضد ما. نحن

في تش��كيلي فن��ان أش��هر أن فخ��را، جماعتنا يكفي الفض��ائية المق��ابلات من واح��دة في أعلن منطقتن��ا،

التأم��ل، يقل ". لم الص��فنة "يعشق إنه الملأ؛ وأم��ام بل مزي��ف، آخر مس��مى أي أو الترك��يز الاس��تغراق،

أفك��ار أضاف: "اس��تقي ثم الصفنة-،– باسمها سماها تط��ول ال��تي الص��فنات، تلك من ومش��اريعي لوح��اتي

7

الصفنة- عندي– غدت حتى الأحيان، بعض في مقياسا اللوحات.. مثلا؛ من لوحة في أبذله الذي الجهد لمدى

)العش��اء لوحة التشكيلي؛ الفنان لذلك مازال والكلام أص��عب صفنة! بينما12 مني الأخير( أخذت الرئاسي

س����بع أو ست من أك����ثر م����ني تأخذ لم لوح����اتي الفض����ائية المذيعة جعل ال����ذي ص����فنات..!" الأمر

ذلك في هي معدتها لخواء وربما قدمته، التي الجميلة لوحاته كل تهمل أن اللي����ل، من المت����أخر ال����وقت

الأخ����ير(. اللوحة الرئاسي ب�����)العش����اء وتتش����بث الح���الي ال���رئيس لأب رس���مها ال���تي الش���هيرة،وفاته. قبل لجمهوريته

القصة وكت��اب الروائ��يين س��واد أن عن ناهيك ه��ذا، هم والكت��اكيت، منهم الفطاحل والش��عراء، القص��يرة

الإله��ام ش��ياطين تأتيهم صفنوية. لا كائنات الواقع في وحرفية حنكة حسب وتقص��ر، تط��ول ص��فنات بعد إلا

ص����عيد على ش����يطانه. أما اس����تدراج في المب����دع فيه��ا، متطرفون أصوليون غالبيتهم في فهم الحمرنة،

حصل ش��اعران أو كاتب��ان أو ناق��دان تحمرن أن كثيرا يفض��له والآخر بطنه على يري��ده أح��دهما نص، على ه���ذه في وتتش���ظى تط���ول ظه���ره. حمرنة على

ثالث طرف سوى منها يخرجهما ولن تلك أو الصحيفة ومنزلقاته النقد دروب في وعليم ح����اذق ومتس����لحا

"سعاد": صاحبته في زهير" الشهير بن "كعب ببيت يشتكى لامدبرة عجزاء مقبلة هيفاءطول ولا منها قصر

ال���دول. لا إح���دى رئيس القائمة في وض���عنا ك���ذلك طويل لأنه الح���يز، ه���ذا في دولته أسم ذكر يس���عني إنه ال��رئيس ذلك عن قص��ة. ش�اع بذاته وهو وع��ريض يق��ود هو بل متلازم، بشكل والصفنة الحمرنة يمارس

8

الم��يزتين ه��اتين عبر المختلفة شؤونها ويصرف دولته وزرائه على يزعل الحم���ار. قي���ل: إذ في الأص���يلتين التوقيع وي��رفض مكتبه في يعتكف دولت��ه، وم��وظفي

لا مكالم��ة، أية على ي��رد ل��ه. لا تق��دم ورقة أية على وأق��رب زوجته مع حتى يتكلم لا بمقابلته، لأحد يسمح

م��داها، لأقصى الحمرنة تلك يستنفد أن مرافقيه. وما إلى ويتوجه الجميع من غفلة في بعضه يأخذ ح�������تى

منه��ا، ومتباع��دة مختلفة أم��اكن وفي الصحراء. هناك مجه��زة خيم ش��كل على رئاس��ية، مق��رات له جه��زوا

كل في لاس��تقباله وج��اهزة الصفنوية مستلزماته بكل ونف��اخين طب��اخين من الكاملة بحاش��يتها الأوق��ات، يمنع أم��ني ط��وق مع الذباب مكافحة وفرق وقهوجية دائ��ري. يخت��ار كم10 لمس��افة المنطقة من الاقتراب مح��دود ع��دد س��وى بها يعرف لا منها، واحدة الرئيس

مع��ه. يص��طحبهن اللواتي والحارسات المرافقات من وفقه��اء حكم��اء كل أفحم ال��رئيس ه��ذا بالمناس��بة،

أن العملي، بإثباته س���بقته، ال���تي والعص���ور عص���ره كما غ��دار ش��يطان أو خ��ؤون أو ضعيفة ليست المرأة

دولة رئيس حماية على ق���ادرة قوية هي بل يش����اع، الرج���ل. لها أخلص لو كلب من أوفى ووفية ومخلصة

يج��رؤ أحد لا الص��حراء، به��واء المكيفة الخيم تلك في بالإن��اث المحروسة الص��فنوية، س��كينته تعك��ير على

والإخلاص. ت��بين بالس��لاح الم��دججات تلك أن لاحق��ا على خرج لأنه فائدة، بلا تكن لم الصحراوية الصفنات

أل��وان من مت��وافر هو ما ت��بز جدي��دة، بنظرية الع��الم والس��وداء. والبيض��اء والص��فراء الحم��راء النظري��ات

دعاها التنظ����ير، في المفق����ود الل����ون ذلك أعطاها الل���ون هو تعرف���ون كما الأخضر بالخض���راء. الل���ون

9

النباتي الكائنات لكافة بل فقط للحمير ليس المفضلواللحوم. منها

متقاع��دة. عالمية ممثلة اسم قائمتنا في ك��ان ك��ذلك وفتنتها الآسر بجمالها شبابها في الفنانة تلك اشتهرت مش��اهير ع��رش على طويلة لسنين متربعة المدوخة،

ألب���اب الفنية التحفة تلك س���لبت الس���ينما. لقد فن اعتبرتها ح��تى زمنه��ا، في والص��غار الكب��ار وعق��ول رعايتها توجب ثروة قومية(. نعم، )ثروة بلدها حكومة

الجمي��ع. اهتمت على نفعها يع��ود ث��روة كأي وحمايتها الآن. نحن به نهتم بما تقاع����دها س����نوات في فنانتنا الم��دوخ: إن الش��هواني وبفمها الع��الم أم��ام أعلنت الذي البيئة!! الأمر ومخربي لأعداء أحمر خط الحمير

ترتج��ف، والمل��وك الرؤس��اء من الكثير شوارب جعل بسياس��ات المبتل��ون والمل��وك الرؤس��اء الأخص على

وما الفاض��لة الس��يدة تلك ق��دمت الحم��ير. لقد إب��ادة حقل في مهمة وإنج����ازات خ����دمات تق����دم زالت

أنها رغم ف���ورا، بها نتصل أن قررنا اهتمامن���ا. ل���ذا، ك��ان بها اللق��اء الانتظ��ار(. لكن )قائمة على موضوعة لنا. تطبيقي مشروع أول لتنفيذ ضروريا

بالص��ورة موثق وبعض��ها مقلقة أخب��ار على وقفنا لقد تمارس جماعية، لإبادة رسمية، حملات عن والصوت،

الأق���ل. كنا على جمهوري���ات ثلاث في الحم���ير بحق تلك في وتجولنا دخولنا أمر يس�������هل من إلى بحاجة

س��اعة كل منا الواحد يتحسس أن دون الجمهوري��ات، زال ما وهل رأسه كتفي�����ه. ك�����انت على محم�����ولا

محس��وبين الخمس��ة، نحن كوننا في تكمن الخط��ورة اعتنقنا أننا رغم الثلاث، الجمهوري��ات تلك على لوني��ا

بعيد زمن منذ نوع��ا ثمنه دفعنا المواطن��ة، من خاص��ا تش���ردا الجمهوري���ات كل ح���دود خ���ارج إلى ونفي���ا

10

التش��رد م��دار بنا ليس��تقر البق��اع، تلك في والملكيات المنطقة كل عن بعي������دة بلاد لاس������تيطان والنفي،

الإبادة. بحروب الموبوءة س��يرتنا إلى أتطرق لن سوف الآن؛ من القارئ أعد –

بالمشروع- منها يتعلق ما باستثناء الشخصية، تواج���دنا يحمي أممي، غط���اء إلى بحاجة كنا أق���ول،

فضح الأقل على أو منع في مهمتنا لمتابعة هن��������اك أفضل نجد الحم��ير. لم بحق الجماعية الإب��ادة ج��رائم

بأناملها الجميلة تلك تخطها ص�����غيرة، توص�����ية من الحي���اة لحماية الأممي الع���ام الأمين إلى الس���احرة، الرجال من أحد لا أن واثقين البرية. كنا وغرب��ا، شرقا

ملامسة من نفسه حرم��ان باستطاعته وشمالا، جنوبا الس��حر ك��ان وإن الحس��ناء تلك أنامل س��حر مكتوب��ا المهمة في لنا حمار. وكانت لأجل أيض��ا، أخ��رى مآربا عليها سآتي الكتيب. هذا في لاحقا

المقترحة، الترشيحات كل كانت الحقيقة، في نماذجا ي��ترك والإنج��ازات. لم والفطنة بال��ذكاء امتازت رائعة

التوع��وي، عمله غم��رة في "نص��ار"، الس��يد نموذج��ا ك��ان س��واء ب��ه، وي��ذكرنا يس��تذكره لم حميريا ماش��يا

نتب��نى جعلنا اثنتين. حتى على أو أربعة على اس��تنتاجا مصلحة سيحقق واستمرارها جماعتنا وجود إن يقول؛

للإنسانية..!! عليا اتخاذها وقررنا اس��تذكرناها ال��تي الحمر من نماذج��ا

أنقذ الذي الشهم الحمار ذلك الأيام، قادم في للتوعية بهما نفذ الفذ. لقد بذكائه العذراء وأمه المسيح السيد

)الجلي���ل( مدينة ح���دود من والأح���راش الجب���ال بين إلى هن���اك ومن الص���حراء إلى بأع���دائهم المس���ورة

من إنه عنه قيل "يعف��ور" ال��ذي )مص��ر(. والحم��ار س��بعين ض��مت س��لالة آخ��رهم. كل هو ك��ان حم��ارا

11

لخ��اتم الس��لالة خ��اتم هو ليك��ون أنبياء، ركبهم أسلافه أن قبل وانتظ��ره النبي على تعرف أنه النبيين.. وقيل

ال��ذين من أح��دهم يس��تحمره أن يرفض كان بل يراه، كان "توما" الذي القديس حمار النبي. ثم قبل حاولوا

عن الغ��ني جحا وحم��ار وكبيرة، صغيرة بكل رأيه يأخذ الأدب ب���اب نلج أنفس���نا وج���دنا التعري���ف. ح���تى

الحم��ار، عن كتبت ال��تي الرواي��ات أشهر مستعرضين وأن��ا( للأس��باني )حم��اري الش��عرية الرواية من ب��دءا

��رجمت خيمينيث" التي رامون "خوان لغة إلى ح��تى ت ج��ائزة عليها ن��ال وال��تي بري��ل، طريقة على العمي��ان

"غونتر الألماني . فحمار1956 عام الأدب )نوبل( في إنه النق���اد؛ أحد لس���ان على وصف دي���برون" ال���ذي

حم��ار الفلس��فة. ثم ت��اريخ حظ��ائر أرقى إلى ينتمي مش���رحة في رم���وه نس���ين" ال���ذي "عزيز ال���تركي للمجتمع شاملة محاكمة إلى مشرحته ليحول الجثث،

أطيافه بكل ال���تركي الحم���ار إلى وألوان���ه.. وص���ولا )الحكيم( الحكيم". ك��ان "توفيق حم��ار العربي الأدبي

يلح أحد أن حماري..(. رغم لي )قال عبارة على كثيرا بحفيد التقى أنه م��ؤخرا؛ زعم المعاصرين، الصحفيين

يقل لم ج��ده المرحوم أخبره: أن وهذا الحكيم، حمار للحكيم الزمان ذلك في الأحوال شيء!! لعل أي يوما

من بين يم����يز يعد لم ح����تى ، الحكيم على اختلطتأربعة. على يمشي ومن اثنتين على يمشي

ب��دا الحمارية. حتى "نصار" بثقافته السيد أفحمنا لقد طويلة. سنين منذ المشروع هذا على عزم قد كأنه لنا

وض���روري منطقتنا في فريد مش���روع أنه لنا تب���دى ب�����أحزاب متخومة مجتمع�����ات واس�����تقرار لرفعة

الأرض مسح الوحيد همها وجماع�����ات، وجمعي�����ات القتل والمس��تترين. يعتم��دون الظ��اهرين بخص��ومها

12

الأفك��ار نفع ما ندري ولا والعقائد الأفكار لنشر وسيلةالإنسان. هلك إذا والعقائد أحد لا أن نظن؛ خص��������وم. بل عن تبحث لا جماعتنا يتقاتلون هم سيخاصموننا..؟ مخاصمتنا. لماذا بوسعه

الم��ذهب، ال��دين، القومي��ة، الوطن، باسم ويتنافحون ذل����ك. لهم كل لهم طيب، الطائف����ة..إلخ العقي����دة،

ق��امت بما والقومية ن��زل بما والدين حمل بما الوطن والأع��راق والطوائف إليه ذهبت بما والم��ذاهب لأجله

أننا بس��يط؛ لس��بب يهمنا، لن هذا به..!! كل ابتلت بما دين.. كل ولا قومية ولا لها وطن لا كائن��ات عن ن��دافع أخ والحيوان لها هو وماء عشب وكل أرضها هي أرض

نري���ده؛ الجيني���ة. ما الخرائط اختلفت وإن الحي���وان وال����ثروات والأوك����ار الأوط����ان م����دار عن خ����ارج

والقومي��ات والعقائد والأديان والانقلابات والحكومات نريد المتن��افرة.. أننا والجين��ات المتن��احرة والأع��راق

أحدا..!!؟ هذا يضر الحمير.. هل نصرة لنا يريد أنه تشي وبملامح "نصار" قال السيد أن أذكر

المستقبلية: وتنبؤاته مخاوفه نشاركه أن في يتس��بب قد مش��روعنا أن أص��دقائي؛ يا افهم - أنا

يقصد– هن��اك السياس��ية للس��احة بص��دمة البداي��ة، الإب���ادة سياسة تم���ارس حيث الثلاث الجمهوري���ات

مح��رورة زالت ما هن��اك للحم��ير- الس��احة الجماعية البعي��د، الم��دى على لكنه والإب��ادة، والقتل بالتعصب ال��رؤوس لتلك ش��فاء ولمسة رحمة نس��مة س��يكون التش��بث تح��اول ال��تي المنتهك��ة، المشوشة، المتعبة،

بالضمور. كذلك مهددة أمخاخ من تبقى بماواضح: "زهار" بقلق السيد عليه رد

والنخاع��ات.. ما الأمخ��اخ بض��مور نحن علاقتنا - وما أمخ��اخهم، عق��ولهم، لتض��مر أص��لا..!؟ بالبشر علاقتنا

13

مش��اكل ه��ذه بعض��هم، عظ��ام ليطحن��وا رؤوس��هم، الآن. إذا ومنذ بوض��وح ه��دفنا نح��دد أن بش��رية. يجب

الآن منذ أعلن الحم�������ير مع البشر س�������نخلط كنااستقالتي..!!

ال��ذي "زهار" بالاس��تقالة، السيد وتهديد اعتراض ترك صفوفنا. غ��ير في الارتباك بعض واضح، بغضب أطلقه

بابتس��امة ووضح الأم��ر، "نص��ار" ت��دارك الس��يد أنالزميل: غضب احتواء على قدرته من الواثق

ع���دم ج���راء الإنس���ان مخ ص���ديقي! ض���مور - يا ك��ذلك. لا الحم��ير على ك��وارث س��يجلب الاس��تعمال،

في بعض مع متداخلة الن��وعين مص��ائر ت��زل لم تنس، هناك البشر استرد لو فيما والبراري. أما الأصقاع تلك

وأدام��وا كث��يرة، مس��ميات تحت المص��ادرة عق��ولهم في ذلك سيس��هم التفك��ير، عملي��ات ع��بر أمخ��اخهم

المص��احب الني��ة، س��وء من الكث��ير الحم��ير، تج��نيبالعقلاء. غير البشر لسلوك

القلق: وبذات رد "زهار" بعد، الزميل يستسلم لم بل مس���عانا، في سنفشل ص���دقوني! إننا جماعة - يا

أن أرى الأص���لية. أنا مهمتنا على فش���لنا س���ينعكس إرادتهم. بمحض عق��ولهم عن تخل��وا قد هن��اك البشر

من لش��يخ عق��ولهم ي��ؤجرون منهم، آلاف بض��عة كل زعيم أو قب���ائلهم وجه���اء من وجيه أو دينهم ش���يوخ وبطريقة سياسي هن��اك تجد ما ال-)سرقفلية(. غالب��ا

الحال��ة، ه��ذه في المجموع. اعتقد عن نيابة يفكر منمعي..؟ تتفقون نفعله.. ألا شيء لنا يتبق لم

زال ما وهو يستس��لم. أوضح "نصار" لم السيد كذلكالحوار: في الود تشيع التي الخفيفة ابتسامته على من هن�������اك أن وأفهم العزيز زميلنا قلقك أفهم - أنا

هو أمامه ك��ان ال��ذي الآخر الخي��ار اللاعقل. لأن اختار

14

عقل بلا المعادل��ة.. حي��اة ط��رفي ت��رى اللاحي��اة. كما منها الأول الط��رف ك��ان حياة. إذا بلا عقل أمام ق��ابلا

م��يئوس الث��اني الط��رف أن لاحق��ا.. فالمؤكد للتعديل الموت. أنا بعد تعديلات ولا خيارات لا حيث تماما، منهالعقل. من بصيص الخيار هذا في أجد الغضب ملامح لكن عناده، "زهار" على السيد يزل لم

قليلا: تبددت قد ملامحه تقمصت التي والتعصب كيف لكن، الاس��تنتاج، ه��ذا على وافقت أني - افترض ما وهم الحم���ير، نص���رة جمعية باسم معهم نتواصل

ب�)حمار(. يخالفهم من كل يوصمون زالوا"غفار": السيد تدخل الالتب��اس ذلك إزالة علينا ص��ديقي، يا عملنا هو - ه��ذا

الحم���ار بين والمعقد الش���اذ والت���داخل الت���اريخي تهدي���دك مع أتفق لا أنا متف���ائلين، والإنس���ان. لنكن

بالاستقالة. بجهدنا يذهب أن الحامي الجدل ذلك كاد الحقيقة، في

بالمس��ؤولية ال��زملاء وش��عور حنكة ال��ريح. إنما أدراجالعقبة. تلك على نتغلب جعلنا "زهار"، الزميل ومنهم علاقة له ما "نص��ار" كل الس��يد ينقص يكن لم أق��ول؛

نكتة ح��وادث. ك��انت أو مراجع ك��انت إن بالمش��روع، أججت ال��تي الش��رارة هي "غف��ار" البريئ��ة، الس��يد "غفار" والحال السيد أن أصلا. حتى الملتهب الحريق

الحم���ير نص���رة حم���اس دفعه المس���ار، ه���ذا أخذ ب��دا الذي الجو، ولترطيب الزميل اع��تراض بعد غائم��ا في جديد من الم��اء ص��بت ثانية نكتة لإطلاق "زه��ار"،الحمارية: الطاحونة

أراد مهن��دس هن��اك التالي��ة! ك��ان الحكاية - اس��معوا الجب��ل، باتج��اه الق��رى إح��دى من يخ��رج طريق رسم بأجهزت��ه، يتنقل النه��ار طيلة ظل عن البحث مح��اولا

15

الهندس��ية.. مواص��فاته عليه تنطبق الذي المسار ذلك فلاح هن��اك يهت��دي. وك��ان أن وأس��هل.. دون أقصر

أن وبعد المس��اء عمل��ه. عند ب��دء منذ يراقبه عج��وز ن��زل الطري��ق، مع المهن��دس ورطة من الفلاح تيقنسأله: ثم وحياه، إليه

استاذ..!؟ يا حيرة في - أراك الس��هل الطريق ذلك بعد يجد لم أنه المهن��دس أخبره

العجوز: الفلاح عليه والقصير. رد حياتنا في ه��ذه. إننا أجهزتك من أنفع فك��رة - عن��دي نكتشف أن نريد حين الفلاحية طريق�ا وقص�يرا، س�هلا

نتبع��ه.. ثم مس��افة على أمامنا يس��ير الحم��ار ن��تركالطرق..!! وأقصر أسهل الدوام على يختار والحمار

تلعثم من���ه، س���خرية أنه على الأمر المهن���دس فهمالفلاح: فسأل يتذاكى، أن وحاول وغضب تجدوا لم وإذا - طيب، تفعلون؟ ماذا حمارا

الفلاح: أجابهمهندس! عن البحث سوى أمامنا ليس - عندها،

الضحك. من سكر أنه بل "نصار" طويلا، السيد ضحك الحثيثة جه����وده دغ����دغت قد الثانية النكتة أن واضح ح��ول موحد رأي لتك��وين الس��هرة، في ب��دأها ال��تي

مشروعه. كذلك: الموضوع "زهار" في السيد تكلم

شهامته وعن الحمار ذكاء على كثيرة حقائق - هناك المعاقين معرفة يستطيع أنه كذلك. قيل أو عقليا

أن دون بحرص معهم ليتعامل البشر، من جسديا هو بالأطفال، تحببه بغريزة يتمتع أنه يؤذيهم. كما

أو بالرفس الطفل على يرد لا للأطفال، حميم صديق كان مهما العض تركه من قلق لا لذلك منه، غاضبا أذى. أي من ويحميهم يداعبهم سوف الأطفال، بجوار

16

هو التي والتحمل الصبر بطبيعة علاقة الأمر لهذا ربما الفلاحون، يعرفها الغالب في الحقائق عليها. وهذه

تلك تبقى أغربها، قرب. لكن عن خبروها لأنهم عشبة أية يوفر لا يأكل، حين أنه تقول التي الحكاية

يقربها.. ولا يأباها يظل واحدة باستثناء طريقه، في وبالفطرة الحمار أن يعني هذاالتبغ! عشبة هي تلك ومحاضرات جمعيات إلى يحتاج ولا التدخين ضد هو

ليكف بالنيكوتين المشبعة والعلكة الأدوية وأطناناللئيم. الداء هذا عن

عم��ودي بش��كل رؤوسنا "زهار" بهز الزميل مع اتفقنا أكثر لنا معلوماته. بدا على "نص��ار" السيد من تحمسا

ال��ذي حديثه من ف��رغ أن بعد المشروع. لكن، صاحب ش�رب ص�دره، في ينغل ك�ان وكأنه واحدة رمية رماه

من س��يكارة س��حب ثم خمرة، من كأسه في تبقى ما يقل لم كأنه وأشعلها!! هك��ذا أمامه الموضوعة العلبة للتو. ض��حكنا شيئا جميع��ا لوقعته ص��اخبا. تنبه ض��حكا

واستدرك: تنس��وا بش��را.. لا زلت ما جماع��ة! أرج��وكم.. أنا - يا

هذا! أنا علقت زهار":” السيد قاله ما على مثنيا تش��ويه أن المش��كلة بش��را. لكن زلنا ما ح��ق، - معك

الثقافة من فقط ي���أت لم الحم���ير، وت���اريخ س���معة الأدي��ان في��ه. كل س��اهمت الأدي��ان حتى بل الشعبية، من ليس اس����تثنائي مخل����وق وكأنه تناولته تقريب����ا،

الحم��ار تحسب اليهودية الديانة الل��ه. مثلا، مخلوق��ات تق��ول حكاية من تنطلق وهي الش��يطان، ح��زب على

أص��ناف إدخ��ال وأراد الس��فينة دخل )نوح��ا( لما أنع الحيوان��ات، ك��ان إبليس لأن بال��دخول، الحم��ار تمن

فلما جوف��ه، في ك��ان بل آخ��رون وق��ال بذنبه، ماسكا

17

دخل الحم��ار، ملع��ون! ودخل يا للحم��ار: أدخل ق��ال ذلك )ن��وح( بعد رأى ك��ذلك. فلما إبليس معه إبليس��ا يا السفينة أدخلك سأله: من الناجين، مع السفينة في

يا أدخل تقل ألم أمرت��ني، إبليس: أنت أجابه ملع��ون؟ حينها يكن لم ملع��ون، الي��وم ذلك غ��يري. منذ ملعون��ا الجن ي��رى الذي الوحيد هو الحمار الأسطورة وحسب

الق��رآن في آية الإنس��ان. وهن��اك دون والش��ياطين أراد الحم��ير. ولما صوت لهو الأصوات أنكر تقول: إن

الحم��ار ق��ال: كمثل وأس��فارهم اليه��ود تبش��يع الله الص��حيحة الأح��اديث مئ��ات عن ناهيك أس��فارا، يحمل

الحم��ير. والديانة على اللعن��ات تصب كلها والض��عيفة الحمار ملامح بإعطاء تشترك والزرادشتية الهندوسية

أنها الحم��ار وتول��ده. مأس��اة للشر تنتمي ال��تي للآلهة أص��دقائي. يا ص��عبة مهمتنا حقيقي��ة. س��تكون لمأساةأن... اقترح

لأستشف الجالس��ين، عيون في انظر وأخذت توقفت الموض��وع القول: لنترك أحاول سأقوله. كنت ما وقع

المحاول��ة. عناء الله وكفانا ومرحنا، خمرتنا إلى ونعود غ��ير المنحى ه��ذا أخذ "نص��ار" والح��ديث الس��يد إنما

الم��رة ه��ذه يمهل��ني لم بالمرص��اد، لي كان المتفائل، لدي��ه. ما كل يق��ول "زه��ار" ودع��اه الس��يد أمهل كما

قال: يظن��ون جعلهم ال��ذي ما أدري لا لليه��ود، - بالنس��بة وخدمته الظ���اهرة وداعته رغم الحم���ار، بش���يطانية

العكس أرى أنا الق��رآن، يخص ما أما للبش��ر، الجليلة بذكائ��ه. وأقر الحم��ار أنصف قد القرآن أن أرى تماما،

ذك��ر: أن الزمي��ل، لها أش��ار ال��تي الس��ورة ذات في يحمل حم��ار كمثل يعمل��ون ولا يعلم��ون ق��وم اليه��ود

أسفارا...

18

ألتفت ثم لي: حديثه موجها ق��ال ال��ذي ذلك كمثل تصير تجتزأ! لا لا اقتبست - إذا للمصلين.." ويل قال بل للسكارى، ويل ربك يقل "لم

من يخص بل الغب���اء، يخص لا واضح هو كما المع���نى القول ربك بغبي. أراد ليس يعلم ومن يعمل، ولا يعلم اليه��ود أن معل��وم علمهم، من اليه��ود انتف��اع عدم هنا

ب�دليل بعلمهم، ينتفع��وا لم أنهم ي�رى الله لكن أذكياء، قض��ية الق��رآن. أما منطق حسب ه��ذا إسلامهم، عدم

وهل ال����ذوق، خلفية على تقيم أنها أعتقد الص����وت، لزميلنا ن��ترك ح��ال أية على جمي��ل..؟ البق��رة خ��وار

أن يس��تطيع لعله الص��وت، ش��فرة فك )عم��ار( مهمةبالأصوات. الحمار صوت علاقة على يعرفنا للزميل ك��ان يتحف ما كث��يرا آس��را، "عم��ار" ص��وتا

طيلة بش��يء يش��ارك لم الجميل. لكنه بغنائه سهراتنا الس���هرة، تلك المنحى ذلك أخ���ذت أن بعد خصوص���ا

الس��يد بح��ديث المقص��ود هو ك��ان الحم��اري. ولما حينها نفهم رأس��ه. لم وهز أذنه بنبش اكتفى "نصار"،

أنه الواضح لا. لكن أم الاق�����تراح على موافق هو هل أكثرنا ك��ان من الجلس��ة، مس��ار تح��ول من امتعاض��ا

تراثي��ة، ثقيلة،فكري��ة، جلسة إلى شفافة أثيرية جلسة الترك�يز تس��تدعي حكواتية، ط�ول من�ه. وبعد ومزي�دا

أخيرا: نطق الأذنين في ونبش صفنة يلعنكم - الله المخططة الحمر مع ويحش��ركم جميع��ا

انفتحت الجحيم. لقد من درك أس��فل في الوحش��ية، ه��ذا.. ش��رب. أما جلسة في أننا ونس��يتم ق��رائحكم

مس��تقره يك��ون أن "غف��ار".. أدعو الس��يد إلى وأشار اسفلكم الجحيم. قاع في جميعاوقال: "غفار" كذلك، السيد وضحك ضحكنا

19

أن للن���ار تريد لا أنك ص���ديقي. أفهم يا لك - ش���كرا تنس لا ف��وقي. لكن الجميع وض��عك ب��دليل تمس��ني،

الموقف! إنقاذ حاولت أني وبحم��اس يش��ترك "عم��ار" لم الس��يد أن يعني لا هذا وك��انت س��اهم لقد العكس على لاحقا، المشروع في الأص��وات. ق��ال موضوعة في هامة بحثية إنجازات له

الحمار: لصوت توصيفه معرض في ليلتها علماء بعض حسب النهيق( هو) الحمار -... وصوت يوجد لا حيث ،الأوبرالي القياس من يعتبر الصوتيات،

صوت ،لمثي موسيقى أو لغة الصوتيات علوم في له الحمار ذكاء إلا ذلك في يدانيه لا مستقر عريض التبديل أو التجديد لنوبات عيخض لا ذكاء فهو .نفسه

محدود الحمار سلوك يجعل الذي الأمر والابتكار.يقيني ارتباطا مرتبطو كثير كارتباط ،صاحبه بوجود ا

والسياسية والفكرية الدينية بالمرجعيات البشر من إلخ..إلخ والعرقسوسية.. إلخ والطائفية والقومية من ش��يء الزميل معلومة في بعض��نا. ك��ان ض��حك

أي بها ينهي التي الشهيرة لازمته إلى إضافة المزحة،)إلخ..إلخ.. إلخ(. لازمة حديث،

بعد الداخلي��ة. أجرينا بيتنا ش��ؤون ترتيب كذلك، قررنا انتخاب���ات. أول التأسيس���ية الجلسة تلك على أي���ام أص��وات من الأسد حصة "نص��ار" على الس��يد حصل

هذه كاتب حصل كما الجماعة(، )أمير لمقعد الجماعة )الك��اتب لمقعد الأس��دية الحصة ذات على الس��طور

والملاحقة والملاحظة الأرش��فة بمهمة الع��ام(. كلفت ناطق مهمة إلى إضافة عملنا، يخص ما لكل التوثيقية ثلاثة وهم الزملاء من تبقى المستقبل. ما في رسمي

الجماع���ة(. ش���ورى )مجلس عليه أطلقنا ما ش���كلوا الق��رارات اتخ��اذ في التوافقية مب��دأ اعتم��اد وج��رى

20

على )الفيتو(، النقض حق الأمير إعطاء مع المصيرية، رفض ضمنها من التنظيمية، الإجراءات في الخصوص

الجدد. الأعضاء أحد قبول أو ال���وقت، من الكث���ير جماعتنا انبث���اق على يمض لم

منغلقين زلنا ما الإنج�������ازات. لكننا بعض فيها حققنا ب��اب من موض��وعية، منها لأسباب جدد، قادمين بوجه

عن بال��دفاع الحاضر ال��وقت في الن��اس إقناع صعوبة الجمعية ذاك��رتهم في تك��دس لما والحمرن��ة، الحم��ار

وحكاي��ات وتفاس��ير ورواي��ات وأح��اديث قصص من غب��اء بالحمار تلصق أن حاولت كلها وأحاجي، وتشابيه

ورغم أننا يخص���نا، ذاتي البش���ر. وس���بب وذل وبلادة ال����دخول ب����اب فتح قبل قررنا بالمش����روع، قناعتنا

نخ��رج أن أولى، ب�اب ومن الأقل على ج�دد، لق��ادمينللناس. نقدمها حوله عامة بأفكار

غ��ير جهد بعد اس��تنبطنا إننا العام��ة، الأفك��ار تلك من أولي، وبش����كل قليل الأخلاقية المب����ادئ من ع����ددا

وجعلناها فكرنا لو فيما الجماع��ة، لعض���وية ش��روطا ش��كل على المبادئ تلك تقديم لاحقا. قررنا بتوسيعها

وصايا. للأعضاء وصايا

بل لإنج����ازك، وتسمسر تبشر بص����مت! لا - اعمل1 أح��دكم رأى لنفسه. هل ويروج يبشر دعه يملأ حم��ارا

ما زمن في حقق��وا أس��لافه أن لمج��رد نهيقا، الجهات إنج���ازا هن���اك أن معرفتنا رغم نظن، لا !!؟ حض���اريا ه��ذه وجه على الآن، لحد مكتش��فة حض��ارات خمس

الحمير!! ظهور على جميعها وقامت شيدت الأرض، مس��الم حيوان عدوانيا! الحمار أنانيا، خبيثا، تكن - لا2

ي��رد فقط هو يعت��دي، ولا الل��ؤم يع��رف لا ب��الفطرة

21

مأكله الحمار أخاه ويشارك عليه فيه بولغ إذا الاعتداءتنفع. ولا تذر لا صغيرة قش كومة كان وإن

عرق��ه، ك��ان مهما الحمار أخو التمييز! الحمار - انبذ3 ن��وع أو علفه كمية رأس��ه، مسقط جلده، لون جنسه، ي��رفس أحد لا حمير، فيها. الجميع يعيش التي الزريبة

أعلاه. ال����واردة الأس����باب من لأي يعض����ه، أو الآخر لأس��باب الحم��ير، معشر في والعض ال��رفس يحصل

من والعض لل��رفس وم��دعاة ج��دوى أك��ثر أخ��رى،أعلاه. الواردة الأسباب

ال��داخل العالم اصفن! هذا اصفن.. ثم - اصفن.. ثم4 أحوج هو عابث، طفل بيد غزل خبيصة مثل بعضه في طاقته يج��دد ب��الثلاث. الحم��ار الص��فنة إلى يك��ون ما

البش��ر، بها يتحمل ال��تي والجس��دية، الذهنية اليومية بغيره��ا. ويخ��رج كثيرة، معطيات يراجع بالصفنة. فيها

الص��فنة. للص��فنة بفعل مفت��وح أفق إلى بحياته يسيرلاحقا(. عليها تحصى. )سآتي ولا تعد لا فوائد

طغي��ان يق��اوم الحمار أن بالحمرنة! وجدنا - اعتصم5 الحمرنة بالحمرن���ة. تك���ون البشر وغب���اء من ش���كلا

فعل رد هي التح���دي، التم���رد، الاحتج���اج، أش���كال الحم��ار زال ما غري��زي الوق��ائع ب��ه. أثبتت متش��بثا

الحم��ار على لأحد س��لطة لا أن الكث��يرة، والح��وادث بقائمتين؛ أو بقوائم كان إن كائن كل المتحمرن. على

لا كيل��ه. أن طفح قد الأذى أن يجد وقتما يتحم��رن أن يظل مستس��لما الطغي��ان. بفعل يفطس ح��تى وديع��ا

سيكون: إذا المناسبات كل في سنرفعه الذي شعارنا مت الم��وت، من بد لا ك��ان حم��ارا تمت ولا متحمرن��ا

مستسلما! خروفا مجتمعة الش��روط ه��ذه كل ت��وفر ضرورة على اتفقنا للجماعة كذلك إلينا. عملنا الانضمام يريد بمن ش��عارا

22

خلفية على بيضاء خماسية نجمة عن عبارة بها، خاصا الخمسة ال����رؤوس على زاهي����ة. كتبت حشيش����ية

)تواض��ع. إخ��اء. مس��اواة. ص��فنة. الوص��ايا للنجم��ة، – الملصق لنا عمل ال��ذي الفن��ان أن حمرن��ة(. ح��تى

إلين���ا. لكنه الانض���مام لفك���رة تحمس قد الش���عار، اتبع الانض��مام، في الشرعية الطرق يتبع لم وللأسف،

ب��دلها والمداهن��ة، التملق من معروفة طرق��ا م��دعيا مب���ادئ من أفضل هي مبادئنا أن وب���دونها؛ بمناس���بة

خت ال��تي الفرنس��ية، الث��ورة نس�� ش�رعة باسم لاحق�ا حق يم��ارس الأم��ير جعل ال��ذي الإنسان. الأمر حقوق أول تلك طلب���ه. وك���انت رفض )الفيت���و( في النقض

الأم��ير. كنا قبل )الفيت��و( من حق لاس��تخدام مناس��بة ب��اب من ت��ردد، بعد طلبه على وافقنا قد الأربعة نحن

بعمل لنا مس�����اعدته ثم ومن منا لموقفه الامتن�����ان أكثر كان الأمير أن مجانا. غير الملصق- الشعار حزما

على مجاملة بص��راحة: لا قالها من��ا، بالمبادئ والتزاما حق اس��تخدام م��بررات ق��دم المب��ادئ. ثم حس��اب

)الفيتو(: المتمل��ق- الفن��ان اسم هو "جلال" - وهذا أن - صحيح

ولديه ويتحم��رن يص��فن النبيل��ة؛ المزايا ببعض يتصف ك��ذلك يتصف للأس��ف، حم��ار.. لكنه كأي وتحمل جلد

مع تتوافق لا وه��ذه الدفينة والخباثة والادع��اء بالتملقالحمير. نصرة يريد من سلوك كان الفنان ذلك أن علما، وبعد جميع��ا. لكنه لنا صديقا ص���داقتنا عن انح���رف طلب���ه، رفض الأم���ير متهم���ا

تحقيق من وحرمه يكرهه وأنه والمناطقية بالعنص��رية بمبادئها. وصار يؤمن جماعة بإيجاد حلمه يم��رر لاحق��ا

غ��دت ال��تي عبارته مباش��ر، وغ��ير مباشر بش��كل لنا له: سأضل دمغة التعب��ير انتم..!! به��ذا لم وإن حم��ارا

23

نظ��ره، وجهة من بنا التش��هير أو مناكفتنا ب��الطبع أراد ه��ذا عنهم. في ن��دافع ال��ذين ب��الحمير تش��بيهنا ع��بر

بص��يرة دقة م��دى العزي��ز، ص��ديقنا لنا أثبت الس��لوك النقض لحق ممارسته وصوابية لسلوكه الثاقبة الأمير

أي عن يختلف لا الص��ديق ب��دا )الفيت��و( برفض��ه. نعم يص����فه بأحد الاس����تهانة يريد حين متخلف إنس����انب�)حمار(.

بنا جماعتن��ا. ربطنا تأس��يس على بعد الكث��ير يمض لم ع��ددا ع��دد على موزعة الأنص��ار حلق��ات من مح��دودا

الحلق��ات تلك على ودعمنا عملنا البل��دان. ركزنا من هن��اك إياه��ا. ال��زملاء الثلاث الجمهوري��ات في القليلة تعيش��ها ال��تي للأوض��اع بملخص تزوي��دنا على دأب��وا

ب���آخر س���عداء كنا الض���رورة، حتمت كلما الحم���ير جه��ات من تأك��دوا أنهم فيه ق��الوا ال��ذي ذلك ملخص،

أن الثلاث؛ الجمهوري��ات إح��دى في وناف��ذة مس��ؤولة إيقافها تم قد الحم���ير إب���ادة حملة قبل من رس���ميا مرس����وم بها يص����در لم لكن، الجمهوري����ة، رئيس

بعد. جمهوري تأريخ عبء إلى إضافة بعملنا، أحاطت خاصة لظروف عملنا ك��ان الحم��ار، ضد وم��زور مزيف بمجمله بطيئ��ا

ح���ال، أية على حص���يلة متواض���عة. لكنها وحص���يلتناالمختار. الحيوان بهذا المطبق الجهل ذلك من افضل

الحم��ير. لغة فهم من اقتربنا قد أننا الق��ول، أس��تطيع لا الأخرى. وهذا الكائنات كسائر لغة للحمير إن وجدنا

لنا، يسجل النملة من لغ��ة، ك��ائن لكل أن ق��الوا قديمالغاتها. للجماد المنتمية للأشياء حتى بل البعير، إلى

الأول قس��مين، من مكونة الحم��ير لغة أن اكتش��فنا؛ هيئة على المتص��اعدة )النهيق( بتدرجاته وهو صوتي، ب��النهيق، الجس��د(. ب��دأنا )لغة إش��اري والثاني قوس،

24

ونهاية ووسط بداية تمثل مراح��ل، ثلاث إلى قس��مناه دوزنة تشبه وهي بالهمهمة نهيقه الحمار القوس. يبدأ

الق��وس مع يص��عد ثم العزف، قبل آلته لأوتار العازف الق��وس منتصف في لي��أتي س��ينهق، أنه يشعرك حين

أوت�����ار تأخذ حيث الح�����ر، النهيق أي المهم، القسم في المراحل أط��ول وه��ذه القص��وى مدياتها الحنجرة تحت الض��بط على وأعصاها الحميري والبوح الإفصاح

ال��تراخي في النهيق معروفة. ليت��درج نوتة أية وص��ولا لا ب��ألم الموج��وع نش��يج وتش��به تتباعد أص��وات إلى

أك���ثر أخر ش���يء إلى بل الجس���د، إلى ينتمي عمق���ا في ت��درجنا التقس��يم ال��روح. به��ذا ألم لعله والتباسا،النهيق. أبجدية على التعرف

الزميل على القسم ه������ذا في البحث عبء وقع لقد يع��ود موس��يقي سلم على وبالصدفة، عثر "عمار". إذ

الب��دء في انتباهه الحديث��ة. جلب الأغ��اني إح��دى إلى ص��وت تقليد يح��اول وج��ده أن بعد المغ��ني، ص��وت

تخلط ال��تي المسروقات، نوع من السلم الحمار. كان على أجن��بي مبتدع��ة، على حديثة على قديمة ألحان��ا جمهورها على لتخ���رج غ���ربي، على ش���رقي محلي، كما كليب(، )الفيديو أو الحداثة عنوان أعطوها بخلطة

بين الزميل ق���ارن ال���زمن. وإذ ه���ذا في ش���ائع هو الحداثوية الأغنية لتلك الموس���يقي الس���لم تنويع���ات وجد الحمار، قوس وتنويعات واض��حا. عن��دها، تطابق��ا ق���وس رم���وز من الكث���ير يفك أن الزميل اس���تطاع الحم��ار، الس��لم ذلك رم��وز مع المطابقة إلى اس��تنادا

تح��ول الذي الكليبي. السلم الموسيقي ما إلى لاحق��ا )عم��ار(. حيث الزميل بح��وث رشيد( في )حجر يشبه الحم��ار لنهيق الهب��وط ودرجات الصعود درجات قسم بما التنوع ذلك لكل علامات ووضع وعقد، مراحل إلى

25

تك��ون إنما الح��دة، تنقص��ها لا التي الذبذبات لتلك فيها من آت كأنه الص��وت فيها يتح��ول إذ بالتلاشي، مهددةبعيد.

الأمر استغرق كث��يرة تجاربا ووقت��ا توصل ولما ط��ويلا أش��ركنا النهي��ق، ش��فرة فك ح��ول مؤك��دة نت��ائج إلى

الص��دفوي اكتش��افه منذ خطواته متتبعين معه جميع��ا من تق��ترب بنسبة الشفرة حل إلى الرشيدي الكليبي

تعت��بر الأح��وال كل بتواضع. في لنا صرح % كما60ال� النتيجة من الكث��ير علينا س��هل رائع��ا، واض��حا، إنج��ازا لنتعلم ممت��ازة فرصة كان ذلك إلى وهو اللاحق عملنا

للحم��ار يحسب فضل ونوتاته��ا. لعله الموس��يقى لغة لزميلنا. ثم أولا فوجدناه الإشاري، القسم أما عالم�ا من بذات�ه، قائم�ا

إلى تفتقر جماعتن��ا، مثل صغيرة جماعة على الصعب ولكي غوره. قررن��ا، تسبر أن المستلزمات من الكثير

والم��ترامي، المعقد الع��الم ذلك تضاريس في نضيع لا الاكتف��اء لضبطه، معقدة طريق خارطة يستلزم الذيبحثا..!! اشبعناهما فقط. لذا والصفنة العيون بلغة

26

(2) رقم هامشمرتد وطني.. حمار حمار

خرقنا قد نك��ون الكت��اب، ه��ذا بنشر التفكير مجرد إن بص��مت. ب-: العمل القائلة تلك وص��ايانا، من وص��ية خلفية على الأع��داء، من الكث��ير اس��تثارة عن ناهيك وه��ذا والتشويه، بالزيف مترعة ورسمية شعبية ثقافة

أن وحاولنا مشروعنا. افترض��نا صلب في يدخل لم ما لكل المستقبل حسابات تبقى أعداء. لكن لنا يكون لا

الكث��ير واحد. سنصادف باتجاه ليست جماعة أو حزب الموقف اتخ��اذ علينا ال��تي والح��وادث المفاج��آت من

منها. الأول؛ اله���امش في لمحت وكما الح���وادث تلك من

إب���ادة لج���رائم وموثق���ة، مقلقة أخب���ار على وقوفنا جمهوري���ات ثلاث في للحم���ير حص���لت جماعي���ة،

معارضة جماع���ات أن حيثياته���ا؛ متج���اورة. ك���انت ض�من الحم�ير أدخلوا قد الجمهوريات، تلك لحكومات على الحكوم��ات دفع ال��ذي القتالي��ة. الأمر أجن��دتهم

من ال��رغم الحم��ير. وعلى لإب��ادة وطنية حملات شن27

رسمية؛ بيانات وفي الجمهوريات تلك حكومات إعلان برروه��ا، ال��تي السياس��ات، تلك عن تخل��وا قد أنهم

وع��دم القلاقل إث��ارة اس��تهدفت خارجية بم��ؤامرات ظل الأمر أن إلا لبلدانهم، الاستقرار لنا. مقلقا

مهمتنا الجماع��ات. ك��انت تلك مص��دره ك��ان القلق الحكوم����ات. مع مهمتنا من بكث����ير أص����عب معهم

بالخ��ارج علاقة له ما كل ت��داري بطبيعتها الحكوم��ات دولي��ة، مناش��دات دولي��ة، مواثيق دولي��ة، مواقف من

من الدبلوماسي بالشق إجماله يمكن ما وف�����ود..إلخ ولا تتمتع لا ال��تي الجماع��ات، تلك خلاف عمله��ا. على

ديبلوماس��ي. غ��ير ولا ديبلوماسي لا ش��ق، بأي تعترف والأدلة بالوقائع الأمر لهم نبسط أن حاولنا حين وحتى

في يصب لا جماع����ة؛ يا تفعلونه ما الملموس����ة: إن ب-: ض��دكم..! أجابونا كله العالم يجعل بل مصلحتكم

لأي يعد لم الع��الم!! عن��دها ضد ك��ذلك ط��ز.. ونحنجدوى. حوار

لنا الكثر. قيل أمراءهم من أمير مع كان الأخير حوارنا رتبة يب��دو كما ه��ذه– متقدم أمير ليكون نفسه يعد أنه سياسية- عسكرية، دينية، كانت إن ندري لا رتبهم منالمساومة: باب ومن له قلنا على اقتصر لو الأمر س�������نتفهم س�������يدي! أننا - يا

س��يكون اللوجس��تية، المهم��ات في الحم��ير استخدام أقل الوقع ومن ن��رفض أننا رغم ولن��ا، للحم��ير إيلام��ا والصراعات الحروب في الحمير إشراك المبدأ، حيث

البشر. بين والسياسية الدينيةواضح: وباستهتار الأمير ذلك أجابنا كذلك الله س���خرها به���ائم ولكم.. إنها وعليكم فيكم - طزالسمحاء..!! دعوته لنشر

28

ش��ائعة دينية مف��ردة ال�)طز( هي أن لنا بدا في كث��يرا المفارقة تلك على التعليق أردنا أدبي���������اتهم. وحين

ومعها الحم���ير ونحر الس���محاء دع���وتهم بين القائمة )الماس��ينجر( بوجه ناف��ذة الأم��ير ذلك أغلق البش��ر،

نأخذ والاجته���اد. ولجعلنا النق���اش ب���اب ومعها أميرنا توع���دنا الج���د، محمل على غض���به برس���الة لاحق���ا

العالمية، الشبكة على جماعتنا عنوان على إلكترونية،الرجيم: الشيطان من والتعوذ البسملة بعد فيها، جاء

الشيطان.. عبيد )إلى والملح��دين الكف��رة من والاكم ومن .... سننس��فكم

وال��ديمقراطيين والعلم��انيين والإب��احيين والشيوعيين ال��روافض من الب��دع وأص��حاب والزنادقة والمنافقين

من اتخ��ذتم من والح��وامض.. يا والفوارس والحوافر جعلتم من الل��ه... يا دون من أربابا والحم��ير الأص��نام

والفساد الحريم عري لتق��دمكم.. س��نجعلكم مقياس��ا حق م���أواكم وجهنم حق والجنة حق الله أن تقول���ونحق...(. والجهاد عن منقولة بأح���اديث مترعة طويلة الرس���الة ك���انت

تنتمي وش��تائم فشار بمفردات وعن.. ومطعمة وعن من ب����)اع���ذر بكيلوم���ترين.. وأنهاها الحداثة بعد لما

أنذر(. ي��زل لم الأص��قاع، تلك في البشر موقف العموم على

من سلبيا المتضررة للحمير نصرتهم من الحمير. بدلا كما ض��حايا، باعتبارها المعارض��ين، أولئك أعم��ال من العش���وائي. وج���دناهم للقتل ض���حايا الواقع في هم

إياه��ا. إذ العب��ارات ل��ه، علاج لا واضح وبغب��اء ي��رددون حم��ير. لقب عليهم يطلق��ون هؤلاء، من النيل يريدون

تعتمد الس��ذاجة من أغبى خلفية على يق��ول؛ تفس��يرا الديناميت، بأحزمة جسده بلفلفة لغيره يسمح من أن

29

حم��ار إلا هو ما موقوت��ة، قنبلة الن��اس بين ينطلق ثم اللاحق الظلم م��دى تتص��وروا أن بق��ائمتين..!! ولكم

الأطراف..!! كل ومن بالحمير س��نحاول الأق��ل، ش��يئا. على نفعل لأن دفعنا ذلك كل الكائنة الغش��اوة بعض نجلو أن الكتيب، هذا خلال من

وب��الملموس؛ لهم وعقولهم. لنثبت الناس أبصار على كان ما أنه يشهد؛ الحمار تاريخ أن يوما للبش��ر، مؤذيا

بالك ما طفل بأذية له تس���مح لا فص���يلته أخلاق وأن آخر يك��ون لن الجماعي��ة!! وس��وف الإب��ادة بج��رائم ذلك موقف يع��ون، لعلهم للناس، نسوقها التي الأمثلة الملقب الحمار الآفاق، صيته ملأ الذي الشهم، الحمارالوشم(. ب�)أبو

يك���ون أن الوش���م( ورفض )أبو تحم���رن لقد وق���ودا الح��دوث. ممكنة ك��انت جماعية إب��ادة لجريمة وس��ببا خلفية رواية ولكل الرواي�����ات من كث�����ير عنه قيلت

كلها بينها الج���امع إنما الأخ���رى، عن مختلفة ومقاصد أن وقتها. قي��ل: بعد في جاءت التي الحمرنة تلك هي

وض��عوا ب��البنزين، ومحملة مفخخة عربة إلى ربط��وه ظهره على ثم بع��د، عن الموجهة الص��واريخ من عددا

يسير جعلوه وحيدا م��زدحم ش��ارع في بعربت��ه، فريدا الش���ارع نهاية في بالبش���ر. ك���ان موقع���ا عس���كريا

تلك احتلت قد ك��انت أجنبية لق��وات يع��ود متحرك��ا، حنكة وبفضل س������ادتي؛ يا حصل الجمهوري������ة. ما

منقطعة وبش��جاعة ق��رر أنه الحم��ار، ذلك وش��هامة )ط��ايرة( وهي فهمها المهم��ة. لقد تنفيذ عدم النظير،

س��تفجر البشر تجمع من اقترابه بمج��رد إذ يقال؛ كما بين وس��طية ج��زرة في وقف معها. لذلك وهو العربة

ش��ارعين، الأرص��فة. على الن��اس تجمع��ات عن بعي��دا أهدافها باتجاه ظهره على من القذائف بعض انطلقت

30

الج��أش، رابط ظل أخطأته��ا. لكنه ال��تي حيث واقف��ا من الق��ذائف؛ تلك انطلاق وبعد أنه الخطة؛ هو. كانت

وسيص��ول الص��وت قوة من سيهيج الحمار أن المؤكد في والب���نزين بال���ديناميت المحملة بعربته ويج���ول

أحبط بعد. لكن��ه، عن سيفجرونه عندها الناس، جموع بهدوئه الق�������ذائف انطلاق بعيد س�������عيهم. احتفظ

الحميري، نفد ح��تى ه��و، اختاره الذي بالمكان متشبثا وهربوا، مكمنهم تركوا إذ العملية، تلك مخططي صبر

هي الإلهية، العناية الحمير. لعل وجنس الحمار لاعنين ت��دخلت ال��تي وحسن لبراءته الحم��ار وأنق��ذت أخ��يرا

في الن��اس من الغف��يرة الأع��داد معه وأنق��ذت طويتهالشارع. ذلك بين اللغط من الكث��ير للمهم��ة، النص��في التنفيذ أث��ار

قائ��ل: بين الفض��ائية، والقنوات الصحف وفي الناس، كما مهمته يكمل لم لم وإلا للاحتلال، عميل أنه

المحللين س��واد رأي هذا وكان الجماعة، قادة رسمها ال����ذين والس����تراتيجيين، التكتيك����يين السياس����يين تجنيد لحملة المناص��رة القن��وات إح��دى تستض��يفهم

الجماع��ات، تلك ق��ادة على الل��وم الحم��ير. واض��عين س���اهم مما محكم���ة، تنظيمية خطة إلى لافتق���ارهم

تمعن دون ص���فوفهم، في ودب هب من كل ب���دخول الأولى، للجبهة المناهضة الجبهة على خلفيته. أما في

ق��الوا: على إذ الحم��ار، صف في كلها الآراء فك��انت ك���ان العكس الشق نفذ أنه ب���دليل وطني���ا، حم���ارا

مفع��ول وأبطل العملية من الاحتلال بق��وات الخ��اصبالمواطنين. الخاص الثاني الشق إذ المقاتل��ة، الجماع��ات إح��دى اس��تفز ال��ذي الأمر

من اجن��دة على وأدخلته بل ب��المطلق، الحمار كفرت ليك��ون التلفزي��ون، عدس��ات أم��ام رؤوس��هم ستقطع

31

أو بق���ائمتين الحم���ير من بعد يعت���بر لم لمن ع���برة أح��دهم ق��رأه بيانها في الجماعة تلك بق��وائم. ق��الت

وبعص���بية الجماعة ش���عار فيها س���وداء خلفية على قطع حل ومرتد خ��ائن حم��ار واضحين: " أنه وحماس

بالمرصاد". له سرايانا رأسه.. وأن وأس��ابيع، لأي��ام تتفاعل الحم��ار ذلك قض��ية ظلت لقد

بالتحليل والعالمية المحلية الإعلام وسائل كل تناولتها قطع ليلاه. ح��تى على ويحلل ي��روج وكل وال��ترويج،

إلى ال�����داعين أولئك من الفقه�����اء، أحد اللغط دابر التهديد عرضت ال��تي الشاشة نفس وعلى الوسطية،

تلك بي�����ان وع�����دل الفقيه ذلك انتقد بال�����ذبح. لقد هن��اك أن ق��ائلا: "أعتقد الجماعة، وهو حصل قد خط��أ الأخ��وة. نعم، بي��ان في مقص��ود غ��ير خطأ ب��القطع والمرتد الخ��ائن من يقتص��وا أن عليهم يق��ول الش��رع ذريعة إعط��اء ع��دم ب��اب ومن أنصحهم لكنني بالذبح، لأن بالرص��اص، الحم��ار بقتل يكتفوا أن الدين، لأعداء القتل يصح لا بالس��يف نح��را من للكف��رة إلا ش��رعا

أن على المل���ة، داخل من والمرت���دين الملة خ���ارج فهو الحم��ار أما الس��لام(، )عليه آدم ذرية من يكون��وا". أعلم آدم.. والله ذرية من ليس العلماء باتفاق

تلك مش��اهدي أو ومع��دي م��ذيعي من أحد يعترض لم الطلق، الهواء على بثها التي الفقيه فتوى على القناة

عادته من بل اله�����وى، عن ينطق لا أنه لمع�����رفتهم كلها وآي�ات ورواي�ات بأحاديث وتدريعها نفسه تحصين

يريد من بها يفحم س������نة، ألف قبل ما إلى تع������ود الفقيه ذلك ب��اع ك��ان العم��وم علي��ه. على التش��اطر قيامة وقيامتها الأمة وح��دة على وحرصه له مش��هودا

المرص��وص، كالبني��ان واحد رجل قومة أو واحد رجل كذلك دائما، يردد كما ش��هرته عن بها. أما له مشهودا

32

في الوسط يحب ك��ان أنه عن��ه؛ قيل فقد الوس��طية؛ الأم��ير ي�دعوه ال��دين. حين في فقط وليس شيء كل

كانت البحر، على شواء حفلة إلى الإمارة فقيه بصفته من اس��مها ب��دلوا أنهم ح��تى معروف��ة، الش��يخ لقمة

)لقمة الص��بخاوي(. )الش��يخ لقمة إلى الصياد( ق��ديما في س��نأتي )الصبخاوية( ال��تي بلدة مواليد من الشيخ

به اتص��لت حين قي��ل؛ أنه لاحق��ا. ح��تى عنها الح��ديث ح��ول رأيه لاستيض��اح الفض��ائية، القن��اة تلك مذيعة

حينها الش��يخ ك��ان ال��ذبح، زواجه بش��ؤون منش��غلا الص��با بين وسط بعمر س��يدة من الجدي��د، الش��رعي ومتفقهة والعنوسة، فقها إلى الحجاب فقه من شاملا

ج���رس نغمة على ش���هق ال���ذي وأن الإنج���اب، فقه بالشيخ الخاصة النقال الهاتف وقتها..!؟( ك��انت ب�)هلا

المعلوم���ات ه���ذه الش���يخ. كل وليس الس���يدة تلك لع��دد وأمامي��ة، وخلفية جانبية أح��اديث من مس��تقاة،

ون��وازع بب��واطن الأعلم وهم القن��اة تلك ص��حفيي منالشيوخ.

لإنق��اذ يت��دخل لم الش��يخ أن ه��ذا، كل من يهمنا ال��ذي اجتم��اع عقد إلى دعانا ال��ذي الأمر هو الحم��ار. وه��ذا

ح�تى العمل؟ سؤال: ما على الإجابة فيه بحثنا طارئ، لحين مؤقت��ا، الص��مت مب��دأ نخ��رق أن بق��رار؛ خرجنابعد. فيما إليه نعود ثم الأحداث، سحب انجلاء وص��لت أن بعد ثقيلا، غض��بنا ك��ان ويق��ال، قيل مهما

الاس��تثنائي الاجتم��اع بعد الح��د. فكرنا هذا إلى الأمور نعلن أن بيان����ا الع����ام الك����اتب يق����رأه اس����تنكاريا

على الفض��ائية، القن��اة تلك شاشة وعلى )حض��رتي(، وبعد الآخ���ر. لكننا وال���رأي ال���رأي ب���اب من الأقل

ذل��ك. أولا، عن ع��دلنا الإضافي التشاور أن من خوف��ا دعايته��ا، في القن��اة تلك تدخلنا الم��رة ه��ذه عنا رغم��ا

33

كث��يرين مع فعلتها وقد الح��ديث، المونت��اج وبطريقة وح�تى لمب��ادئهم مناقض�ين الملأ أمام أظهرتهم غيرنا،

لا أن رأينا بطيخ. ثاني���ا، وبلا آخر رأي بلا لمص���الحهم، الجماع��ات تلك أف��راد لأن نفس��ه، البي��ان من ج��دوى العادة، في هم نظرنا، بوجهة إقناعهم نستهدف الذين

من الجديد لسماع الآذان تشنيف عادة من محرومون لا وهؤلاء شيوخهم، لأصوات إلا يستمعون لا الأصوات،

كما وه��ذا التاريخ من القادمة الأصوات إلا لهم ينقلون عرفن��اه؛ تاريخ��ا مش��وها ما في ن��ادر بامتي��از وم��زورا

نيتنا. عن عدلنا الأسباب تلك الحمير. لكل يخص ك���انت جبه���تين. الأولى على تحركنا ذل���ك، مع لكننا

ش��ؤون ح��ول كت��اب إص��دار قررنا تنظيري��ة، فكرية الثانية أما التاريخي���ة، وإنجازاتها وس���جاياها الحم���ير اس��تنجدنا ب��الأحرى أو فيها اس��تندنا تطبيقي��ة، فك��انت

لبل����دها، القومية ال����ثروة إياها الجميلة بص����ديقتنا ح��دود س��تدخلنا ال��تي التوص��ية، تلك على للحص��ول

بتوص��يات نخ��رج نسبي. علنا بأمان جمهوريات الثلاث الأمين إلى نرفعها عيانية، مشاهدات من نابعة عملية،

البيئة. لشؤون الأممي العام ي���دعم بص���يص فيها ولو وس���يلة ن���ترك لن س���وف

على ب��دء ذي ب��ادئ ونتبعه��ا. س��نركز إلا مش��روعنا الجمهرة هذه ينخر الداء ذات المثقفين. وجدنا جمهور لأحد والعلم. قرأنا الثقافة على نفس��ها تحسب ال��تي

تش��كيل إلى وحم�اس بعلانية فيها دعا دع�وة، الكت�اب ال��رفس )ح��زب عليه أطلق الحم��ير، من جديد ح��زب

ال���دقيق(، وأكل القنابل والنهي���ق.. لحمل إلى داعي���ا ذات مفص��لة بخطة المقاوم��ة، اس��تراتيجية تط��وير وفصائل سرايا تشكيل برأيه؛ الأهم وهو الأول شقين، والبراري الصحارى في تنتشر س��ائبة، حم��ير عن بحثا

34

خارطة ط�����ول على التمويل جبهة تفعيل والث�����اني؛الماء. إلى الماء من المقاومة

علينا وف��رض غ��يره من أك��ثر اس��تفزنا قد الأمر ه��ذا الاس���تراتيجية. الجبهة ه���ذه على بس���رعة التح���رك

أولئك المثقفين، من الآخر الش�����طر وأن خصوص�����ا أقل يكونوا لم العداء، هؤلاء ناصبوا الذين على ض��ررا

أنهم منهم، الحم���ير قض���ية عن دف���اعهم من وب���دلا يكيل��ون ص��اروا الحم��ار، وهو الأول والض��حية الضحايا

والقصص والرواي���ات والتش���ابيه الحكم أك���داس من ب��ه. في خصومهم لتشبيه فقط الحمار، بحق الملفقة كما ح��ال، أية الحم��ار. على من يسخرون هم النتيجة

الاي��ديولوجي اختلافهما ورغم الط��رفين أن واضح هو طاحونة دوران إدامة على متفق��ان أنهما ألا الش��ديد، عتب الحم��ار. لا وت��اريخ لس��معة والتش��ويه الأك��اذيب

زال��وا ما عليهم، الع��داوات يستس��هلون دأبهم بش��را الإك��راه من غريبة طوية على جبل��وا الض��عيف، على

والمدائح. الشتائم وكيل والشر من إنق��اذه يمكن ما إنق��اذ الم��رحلي؛ ه��دفنا س��يكون

في الجماعية الإب�����ادة بخطر المه�����ددة الحم�����ير إخ��راج على س��نعمل الثلاث. ولاحق��ا، الجمهوري��ات

والدينية السياس��ية الص��راعات دوامة من كليا الحميرأممي. قرار إلى به نحتاج ما البشر. وهذا بين

رغم متوقعة، غير بسهولة التأشيرات على حصلنا بانتمائنا تشي التي سحناتنا المنطقة تلك إلى أصلا

هنا عرقلة من الأمر يخل نفسها. لم مع المتخاصمة الحدود شرطة بعض من الأخص على هناك، أو

الثلاث في المنتشرين العسكري والانضباط كنا التي الداخلية، وزير توصية أن جمهوريات. غير

إلى والموجهة مهمة أية في المباشرة قبل نستحصلها

35

بدا الأمر. حتى بتسهيل كفيلة كانت يعترضنا من كل كل على تعرفت قد العزيزة الصديقة تلك كأن لنا

الوزير السيد يفتح أن المنقطة. ما داخلية وزراء ويهز الغليظ، شاربه تحت شفتاه تفتر حتى المغلف،

رأسه صعودا يقرأ أن طريقتنا. وبعد على وهبوطا يطري ويصافحنا. ثم مكتبه من يقوم صديقتنا، خطاب

كوننا بالفخر، يشعرنا بل إطراء، أيما عملنا على للعالم أخرجت التي المعطاء الأرض هذه إلى ننتمي

والكتابة القراءة وعلمتهم والأديان الحضارات الأرداف وهز الصدور على واللطم والحساب

منها، بأحمس أميرنا عليها يرد حماسة والبطون...إلخ الحضارات تلك على الحمير فضل عن محاضرة في

ما الحمير الوزير.. لولا السيد حديث في إليها المشار بين بها نفتخر التي العظيمة الآثار تلك شاهدنا قد كنا

زراعة لا هناك كانت ما الحمير سيدي.. لولا يا الأمم الحمير سيدي.. لولا يا بطيخ ولا تجارة ولا صناعة ولا يواصل سيدي.. لولا.. لولا.. هكذا يا بريد هناك كان ما

الحمير أن السامع ليظن )لولاته( حتى الأمير أولا والحمير في المنطقة. الغريب إنجازات كل في تاليا

التقيناهم الذين الوزراء من وزير كل وجدنا أننا الأمر؛ النظير، منقطعة بحماسة أيدنا قد بسرعة متناسيا

لها يندى إبادة أعمال من وزارته به قامت ما البرقالجبين..!!

الأماكن في والزوغان المشاكسة نتعمد كنا البدء، في التي الأمن، عناصر مراقبة من للخلاص والدروب

أننا بالطبع. واضح، حمايتنا أجل من كظلنا تتبعنا كانت بعد نتخلص لم بحوزتنا، التي المهمة الضمانات ورغم

العقدة أن الأمن. أظن شرطي من الخوف عقدة من من لنا مورثة هي إنما سلوكنا، في مستحدثة غير

36

وخبرات إنجازات أجسادهم على مرت كثار أسلاف اكتشفنا الأمن. لكننا، أجهزة شرطي فوائد أن لاحقا أضراره، من أكثر كانت لعملنا الأمن في خصوصا

المثال: جلبت هذا إليكم عليها، نحسد لا كنا مواقف عربة يسحب كان حمار حالة الأسواق أحد في انتباهنا موازنة على صاحبها الإطارين. عمل ذوات من قديمة الصناديق من عدد بوضع الحمار، جسد مع عربته معادلا العربة يسحب الحمار الحمار. كان لوزن تماما جسده هزالة إلى تعود لأسباب واضحة، ومعاناة بجهد وبين بيننا الأزمة أشعل ما مرضه. لكن حتى وربما

القلوب غلاظ بعض تطفل هو الحمار، صاحب كانوا العربة. إذ صاحب معرفة دون ومن والأجساد

على الثقيلة عجيزتهم يضعون والآخر الحين بين معها رافعة العربة تميل عندها الخلف، من العربة من المنظر الأعلى..!! كان إلى المسكين الحمار

طورنا، عن أخرجنا بحيث والظلم البشاعة خصوصا تسلية بمثابة أصبحت تكررت أن وبعد العملية وأن

حمار وسطه وفي شيء بكل مزدحم للجميع. سوق والضحك الفضول يثير الهواء. منظر في معلق

تحمرن..؟ لو الحمار سيلوم الذي هذا بالتأكيد. من يتحرك لم مكانه في حرن الحمار، فعلها وفعلا

التعذيب وسائل كل معه تجد ولم واحدا، سنتيمترا صاحب أن وجدنا جسده. حتى على مورست التي

الثقال العجيزات أصحاب مع شجاره نسى قد الحمار الحمار..!! عندها تعذيب في نجدتهم يطلب وصار من يخرج نسمعه مرة لأول بصوت أميرنا تدخل

ومعنف: صارخ زاجر صوت حنجرته،- توقف!!

37

بفخ أشبه الوضع كان الفخ. نعم، في معه ودخلنا وهو الحمار صاحب للحمار. رد وليس لنا منصوباالمرة: هذه بهدوء لكن جبهته، من العرق يمسحسمحت..؟ لو أنت من - تطلع

بحيثيات معرفتنا رغم وعلى لأميرنا، موجه السؤال كان أنه إلا السؤال، أن نريد لا جهة لنا. من محيرا

اعتادوا قد هنا الناس أخرى؛ جهة ومن بهويتنا نصرح تعرف نوع: أنت من الشجار، في تقال كلائش على

يضيعون العظيم.. أخليهم أو: والله تتكلم؟ من مع أثرك..؟ الناس، آثار يضيعون الذي هؤلاء هم من طبعا

وتشعبها كثرتها على إجاباته يسأل. لأن لا سؤال هذا والمزاعم الكثيرة الإدعاءات رغم معروفة، تبقى

تجنب على اعتادت الناس الأمر. لكن، في والكذب تلك غامض.. تكون أو مجهول أمر في الخوض

من على أحيانا، ورادع قوي هجوم )الكلائش( بمثابة عليك، يتطاول مناسب بمظهر كنت إذا خصوصا قد أننا تهديدك. المهم، لتدعم نفسه من واثق وشكل الحمار صاحب على أميرنا يرد الفخ. لم في سقطنا

حولنا المتجمهرين واجه بل )الكلائش(، تلك من بأيتقريبا: كله السوق كانوا وهم

الشرطة..!! استدعوا - أخوان! رجاء الأقل على مقاصده، الواضحة غير الطلب هذا مع

بالأمر..!؟ الشرطة دخل ما الحمار.. يعني لصاحب بين بسيط شجار لنقل أو خلاف على وصاحبه حمار كل في الأمر السوق، في حمار حول كثر ا أو أثنين

أحد يستجب لم الشرطة. ولما يستدعي لا الأحوال وجوه في الدهشة حدة من أميرنا رفع للطلب، الجميع، الحمار: صاحب إلى حديثه موجها

38

مضطر الشرطة.. أنا أحد يستدع لم - أسمع..!! إذا بضاعتك مع أمرك ولتتدبر الحمار، لمصادرة

بدونه..!!! رأسها على الناس كأن المفاجئة، الضربة هذه مع

فقط الحمار، صاحب حتى ولا أحد ينبس لم الطير، هذا يكون من الجميع. ترى وجوه تلبست الحيرة رتبته هي وما السوق في حمار مصادرة على القادر

آثار يضيعون الذين من هو وهل ومسئوليته ومنصبه وكان المتجمعين، بين من صوت فجأة خرج الناس..؟

نفسه: من واثقاصاحبه؟ من الحمار لتصادر أنت تكون - ومن

زميلنا: ردأكون..!! من للشرطة - سأقول

الشرطة.. ملعب في الكرة أميرنا رمى أخرى مرةالآخر: رد

بطاقتي..!! شرطي. هذه - أنا قد الجميع صغيرة. لكن بطاقة جيبه من أخرج

المسدس رأس شاهدوا لذا عجيزته، قرب مدسوسا المسدس كان البطاقة، في مكتوب ما ير لم منا أحد

ملعبنا. إلى الشرطة ملعب من الكرة كافيا. عادت نجدة. عن يبحث وكأنه بعيونه يبصبص إلينا أميرنا ارتد إلى المشدوهة. التفت عيوننا في إجابة يجد لم ولما

مقصود: بتأن وقال الشرطي الحمير إنقاذ على تعمل جمعية نمثل - أخي! نحن

للانقراض. الآيلة الطويلة التعريفية جملته من الأمير انتهاء وبعد فجأة، المحتشدة الجموع بين من خرج ببطء، قالها والتي الصوت )عفطة( قوية..!! كان صوت ومدويا، حادا

رؤوسهم انزلوا كثيرون بل فقط، نحن ليس حد إلى

39

خطفت طلقة صوت كان الصوت كأن إرادي، لا بفعل والترقب الصمت من لحظات الرؤوس. بعد فوق حولنا، الملتم الحشد في محددة غير بؤرة ومن انبثق

حتى بل، أحد، عليه يسيطر لم منفلت، جماعي ضحك نتلفت البدء في الوحيدين فيه. كنا دخل الشرطي

مع عيوننا التقت حتى الصاخب، الجمع في بعيوننا غير وعلى كذلك نحن انفجرنا عندها أخيرا، بعضها وخفيف عنيف ضرب تبادل تخلله طويل بضحك موعد ظل الذي والظهور. الوحيد الأكتاف على صامتا تماما تلك دامت الحمار. كم هو العبثي، الحفل ذلك في

طويلا، امتدت أدري.. لعلها لا الساخرة..؟ الفوضى كان الضحك كأن الأمر لنا بدا صدور في محتبسا

قد مجنون ضحك توا، وانفجر طويلة لقرون الناس عيونه يمسح الحشد في واحد كل صار العيون، أدمع

وليس جاره كتف على ويربت أو يعرفه كان إن مهما اللغط بين من سمعنا الفوضى، رغم يعرفه. لكننا، لا

سؤال ضحكه مقاطع بين يدس كان أحدهم والصخبمشروعنا: كل نسف أراد

جهل وصل أين بهؤلاء..! إلى الغباء وصل أين - إلى هم عندنا البشر هووو... أن عالم.. يا يا بنا..!!؟ العالمالحمير..!! وليس للانقراض الآيلين آمر جهوري بصوت الضحك، الشرطي قطع أخيرا

سؤال سمع لعله الأوامر، على ومتمرس متمترسنحن: سمعناه كما المشاغب ذلك

- كفى..! الحشد. التفت رؤوس فوق جديد من الطير عاد

شررا: تقدح وملامح بعيون إنما صوبنا،بطاقاتكم..! - أعطوني

40

رابط يزل لم وجدناه الأمير، عيون عن بعيوننا بحثنا جيبه من عليكم. أخرج عيونه: لا قالت الجأش، مغلفا كأنه مقصود، بتباطئ إنما للشرطي، وقدمه رسميا

وما المرة، هذه مترددة بيد الشرطي يحذره. أخذه لمح أن من تتوقف لم عيونه صارت حتى فيه، شيئا

الأمير. عيون في وأخرى المغلف في مرة البحلقة يفك مرة لأنه نفسها، مع متخاصمة سحنته بانت

وجهه أسارير الابتسام يريد وهو بوجوهنا مكشرا تجاعيد وجهه على ليرسم بغضب يدعكها ومرة

العراف. أخيرا، شفرتها يفك لا وتضاريس وأخاديد نفسها مع المتخاصمة السحنة صاحب تأكد أن وبعد المختوم يديه، بين الذي السحري المغلف جدية من

وإمضائه، الوزير مكتب وعنوان الداخلية وزارة بشعار من معانقتنا يريد وكأنه وجوهنا في وبش لنا هش

صعد نريده. ثم شيء أي لعمل والاستعداد التوسل نتوقعه. أخذ لم باتجاه الفجائي العاطفي الموقف

تلك بين من سيجده )العفطة(. أين صاحب عن يبحث الأمنية، بغريزته استعان حولنا..؟ المحتشدة الجموع

شكله من العدو يعرف الأمن رجل تجعل التي إصبعه ونظراته. رفع يعلم وأخذ عاليا من أفرادا

يكن الحشد.. أنت.. وأنت.. وأنت..!! لم لنا؛ واضحا الأول بينهم. كان الرابط ما شيخا متهدما جسدا

بينما ذكية، بنظرات يافع شاب والثاني ونظرات من بل فقط عيونه من ليس يطفح الغباء كان الثالث

صوته رفع بهم، المشتبه شخص أن كيانه. بعد كل متوعدا: آمرافقط..!! هؤلاء عمله. ليبق إلى يذهب - كل الطلقة( كان – )العفطة صاحب المشاكس ذلك لعل أن يستطيع من يكن. لكن لم ولعله بينهم من

41

استغلال من قليلا، انحرفت قد مهمتنا وجدنا يجزم..؟ طلب إلى الحمار، مأساة لمعالجة الموقف

يتوسل أميرنا بهم. صار المشتبه لأولئك المساعدة المشبوهين عن للعفو المرة هذه الشرطي

يتوعد: انفك ما والشرطيأثرهم..!! أضيع العظيم.. سوف - والله

نفذ وقد أميرنا سمعنا حتى يتوعد، وذاك يتوسل هذاالشرطي: بوجه يصرخ للأخير؛ صبره

من أنت بسوء.. ستكون مسستهم لو العظيم - واللهأثره..!! يضيع هذه رؤوسنا على يرفرف الطير ذلك جديد من رجع

تقمص على زعيمنا قدرة من مذهولين المرة. كنا الآثار، تضييع نفق في المرة هذه والدخول الأدوار

تضييع من هنا الجميع يريد ماذا بعد نفهم لم أننا رغم الآثار..!!؟ تضييع لماذا الموت..؟ يكفي الآثار. ألا

من الأبرز هو الطول، هو أميرنا لوجه العادي الملمح إلى إضافة والتجعدات، والأخاديد الاستدارات بين

اللحظة تلك في أدهشنا جلدته. ما سواد قتامة الاستدارة، إلى الطولي الأمير وجه تحول التاريخية،

تلصف وصارت انتفخت وخدوده بل فقط، هذا ليس احمرارا قانيا الخرزيتان العينان وفوقها للزرقة مائلا تحول محجريهما. لقد من سينطان كأنهما انتفختا

مستطير. بشر ينذر مخيف قناع إلى أميرنا وجه شورته، ومجلس أصدقاؤه نحن أخافنا لقد بصراحة،

توقف الحد، ذلك عند المسكين..؟ بالشرطي بالك ما يتنفس الذي هو صار الشرطي زردوم لأن اللغط،

كل المشبوهون العقد. ذهب كل وتحللت قلبه، بدل أخذ على الحمار، صاحب مع وتفاهمنا شأنه إلى

أن تعهد مع جروحه ليعالج بيطري، دكتور إلى الحمار

42

هذا من أكثر المستقبل، في طاقته من أكثر يحمله لا شؤون على لمساعدته المال من بمبلغ الأمير نفحه

البيطرة. بنا التشكيك في الحق كل العزيزة لصديقتنا كان إذن، أهدافنا، لها شرحنا أن وبعد أنها البداية. أذكر في

ساحرة. لا ابتسامة منه ولاحت المدوخ فمها أنفرج أعصابنا أراحت لكنها الابتسامة، تلك دامت كم أدري

قد كنا الذي العبء من الكثير عنا وخففت المتوترة، به أنفسنا أثقلنا تلك لنا اللقاء. قالت لذلك تحوطا

لكل داعي لا وصلتم، لقد عليكم، لا الابتسامة، اجتماعات منكم أخذت التي والمقدمات الكليشهات

رافق الذي التهيب لكل داعي لا لأعدادها، كثيرة احتضنتنا لقد نعم، احتضنتنا، يدي. ثم بين حضوركم

على وقبلته منا واحد كل وعانقت قامت بالملموس، الأطفال خدود نعومة الناعم خدها لامس لقد خده،

أنوفنا. قبل رؤوسنا في عطرها وتضوع كلنا خدودنا باختيار القديمة الهوليوودية طريقتها تتبع زالت ما أنها

عادت والحواس. لما للمشاعر المدوخ العطرقالت: وجلست،

فيها شيء لا بلادكم أن أصدق. حسبت لم البدء - في والتخريب. لم والدمار والقتل والنفط الصحراء غير

القاسية البلاد تلك في جمعيات لنا تكون أن أحلم تفيضون شبان أنتم مثلا. ها الحمير لحماية حماسا تريدون. ماذا وتعرفون ووعيا

رؤوسنا نطأطأ جعلنا أخجلنا، قد لنا مدحها كان بأجمل الجميل لها لنرد كلامها من تفرغ أن بانتظار

الأرض: إلى ينظر وهو أميرنا منه. قال جزء جماعتنا تعتبري أن الحقيقة... تستطيعين - في

الكبير.. الحيواني مشروعك من

43

صحح: ثم قليلا، تلعثمالكبير.. الإنساني - قصدي... مشروعك

أن دون اللازمة المفردة عن يبحث كذلك. بدا توقفله: هي صححت يجدها. حتى

غيري مع أسعى التي البيئة الإنساني. لأن قل - بل نباتية. هي حيوانية إنسانية بيئة هي حمايتها أجل من حماية يصح لا بتكامله، تكمن صحيته متكامل، كل

المعرضة الحيوانات الآخر.. حماية دون منها جزء في كاملة نفسه. الطبيعة الإنسان يفيد أمر للانقراض

سيتسبب أنواعها من لنوع هلاك أي ومتوازنة، تنوعها الأنواع. لكني لبقية آجل وبهلاك التوازن بفقدان أحببتها، لأني الحيوانات، بين من الحمير اخترت شجاعة، بريئة، أليفه، وديعة، ذكية، حيوانات وجدتها

التي الصفات كل فيها ستجدون خدومة.. صدقوني لن يفلحوا.. سوف أن دون بها الاتصاف البشر يحلم

هذا. اختياركم على تندموا لسانه لذاعة رغم الحديث، في أميرنا تلعثم لقد

امرأة تكن لم أمامه حق. الذي معه أمامنا. لكن رغم المتكامل، الجمال من أيقونة كانت عادية، يصمد الذي هذا الخمسين. من تجاوزت التي سنينها

تتعطر، لم كأنها الأنثوية، الإثارة من الوهج ذلك أمام مدوخ، كنهه، ندري لا الذي العطر منبع هو جسدها بل

ينقصها يكن لم البلاوي تلك كل مهيج. وفوق مخدر، وتعاملنا تحادثنا أنها والأهم البديهة، سرعة ولا الذكاء

الرأس، مطأطئة بلادنا، في النساء اعتادت كما لا تقوله، مما تخجل أو تقول، ماذا تدري لا خجلى، لا بحضورنا. أنت الأرض مسح طاغ بحضور حدثتنا

هي بينما طويلا، عينيها في النظر تواصل أن تستطيع مثبتتين عيناها كانت إذا إلا تتحدث لا عينيك، في تماما

44

يكن لم إن المنوم، السحر ذلك يداهمك أين من وإلا تنثانه اللتين الملونتين العينين تلك من في نثا

تلك نادرة بشرية تحفة الخاوية. كانت جوانحك تحفة يوم كل الإنسانية تلد لا القومية، الثروة الفاتنة،

يكن مثلها. ألم التي تلك التأمين، شركة مدير محقا ساقيها، على التأمين حاولت سذاجة من ساخرا

بأثمان اقتراحات أمامه وضعوا الذين مستشاريهالتأمين:

سيقان على فيها تأمنوا أن تستطيعون الأرقام - هذهأغبياء!! يا بثمن تقدر لا سيقان جداتكم. ثمة

كان فيها شيء كل وجها، عيونا، قواما، ملكة، كانت استسلامي. أنا أعلن واللغو اللغط هذا كل مربكا. بعد

فقط وأقول هي، كما وصفها. لأدعها على قادر غير العروش ملوكية بمعنى ليس ملكة، كانت أنها

لكنه هو، ما أدري لا آخر بمعنى بل عندنا، المبتذلة كلامها من همسة كل به تخبرك طاغ محسوس،

هي صفناتها، من صفنة كل لفتة، كل اللذيذ، الناعم لاتشبه الأحوال كل في صفنتها لكن تصفن، أيضا

مقبل كأنه الصفنة أراد إذا هذا )غفار( مثلا، صفنة صفنتها صافنة، أنها تحس ولا تصفن عراك. هي على تحسها تكاد شفافة عوالم في مبحر سهوم نوع من تحرك أن تستمع حين إليها. اعتادت الناظر أنت

المذهلة الحركة تلك رأسها وهبوطا.. أرجوكم صعودا أن لي يسبق حتما. لم سأفشل وصفها، من دعوني جمالا، وصفت مع الدوام على كان عملي أن خصوصا

البشاعة استغرقتني لقد الزرائب، وأصحاب الزرائب الكتاب. لكني هذا كتابة مدى على لاقيته الذي والقبح وصفها. مسكت في كذلك زملائي حيرة لكم سأنقل

45

من خروجنا بعد نفسه مع )عمار( يدندن الزميلكهرب..( سألته: وأنت اوصفك )شلون مزرعتها

زميل؟ الحال - كيف الظاهرة بأسنانه أقصده. ابتسم ما الملعون فهموقال: الدوام على

زبدة..!! أنها بالكائنات - زبدة.. أقسم لعله جميلة، امرأة لكل الوصف هذا الزميل يبارح لم

كان أو متيما حياته. ضحك طيلة الزبد من محروما)زهار(. سألته:

- وأنت..؟ أخذ أن بعد رد نفسا سيكارته: من عميقا

غزالة..!! - غزالة.. اقسم.. أنها لعلها بالغزال، وهيامه الحيواني أصله إلى الزميل عاد

داروينية.. جمعية غريزةمتفائلا: غفار علق

معنا. المرأة هذه دامت ما العالم، سنغزو أننا - أقسم الغزو. أكملت هو للنجاح الأخ معيار زال !! ما تفضلوا

أنا:الزواج..!! من ستحرمني المرأة - هذه

التهديد هذا أكرر أنني يعرفون لأنهم جميعا، ضحكوا نسائية علاقة كل وبعد جميلة امرأة كل مع لنفسيكذلك. فاشلة

أميرنا خرج سهومه: من أخيرا المرأة لوصف محاولة إساءات. أية بلا - أرجوكم

عيوننا الحقيقة؛ هذه تنسوا لها. لا إساءة ستكون الحقيقي.. دعونا بالجمال بعد تتشبع لم وأحاسيسنا

لعملنا. القادمة الخطوة في ولنفكر هذا، من الأولى مفاجآت. في بثلاث بالملكة لقائنا من خرجنا

علينا: اقترحت

46

)الصبخاوية(. ثم تدعى بلدة زيارة عليكم - اقترح ترديدنا المنطقة. لكن لترينا الخارطة لتجلب نهضت

: الدهشة من الصراخ يشبه وبسؤال كلنا- الصبخخخااااااوية!!!؟

تبتسم: وهي تعود جعلها عليكم ستوفر البلدة المنطقة. هذه تعرفون أنتم - ها

التنقل هناك من الجهد. تستطيعون من الكثير لكم ستوفر كذلك الثلاث، الجمهوريات بين بسهولة

التي المعلومات من الكثير التصرف، أحسنتم لو فيماأخرى.. إلى جمهورية من التحول قبل تحتاجونها قد

لعملنا. وفائدة أهمية أكثر كانت الثانية والمفاجأة رفعت كان مغلفا الصغيرة الطاولة على موضوعاالأمير: إلى وسلمته قربها

شخصية مساهمة المبلغ، هذا تقبلوا أن - أرجوكممشروعكم..!! دعم في مني

حين الأولي هدفنا للمفاجأتين. كان ذهلنا طبعا نبض جس ثم بوجودنا، إعلامها مجرد زيارتها،

غطاء على الحصول أمر في للمساعدة، استعدادها تلك بكواليس العارفة وهي القادم لنشاطنا أممي

والحياة الحيوانات بحماية الخاصة الأممية المنظمات إمكانياتنا قدر على إنما مال، معنا البرية. كان

إلى سلمته الذي المغلف في المتواضعة. وجدنا السيد جمعه لنا قدر ما بضعف قدرناه )نصار( مبلغا وغير شخصية تبرعات من عملنا، فترة طيلة

وتوديعها، المغادرة على نيتنا إعلان شخصية. وقبلالآن: الأمر تذكرت قد وكأنها قالت

عقبات شيء كل رغم تواجهكم قد فكرة، - على داخلية وزراء إلى موجهة مغلفات ثلاث هناك..!! هذه

الجمهوريات. تلك

47

أخرى عانقتنا. مرة المغلفات. ثم الأمير سلمتخدودنا. الأطفال خدود نعومة الناعم خدها لامس

3 رقم هامش)الصبخاوية( بلدة

التي الثلاث الجمهوريات قصة تشبه البلدة هذه قصة ذاتهم، هم الانتماء. الناس ثلاثية تقاسمتها. بلدة

الحدود إنما والدينية والعائلية العشائرية بانتماءاتهم اليوم ذلك كبارهم، من تبقى ما قسمتهم. يتذكر قد

شقراء وسحنات مفردات فيه دخلت الذي المشهود بها أقاموا التي خيمهم مع حملوا غريبة، برطانة تلغط

الأخرى، هي غريبة وأدوات آلات القرية، عن بعيد غير الثلاثة، الأرجل ذات العجيبة الآلة تلك الأخص على

ما، نقطة إلى ينظرون ويظلون مكان في ينصبونها يبتعد رأسها، على الكائن الأسود الصندوق داخل

إلى تنتمي بعصا وتقصر، تطول مسافات أحدهم اللغة تتحول العجيبة،عندها الآلة تلك خشب جنس الفضاء في وتهويمات إشارات إلى بينهم فيما

أسابيع وربما أيام الخرسان. بعد لغة تشبه المفتوح، القرية أرض لهم خططوا مخيمهم، يغادروا أن وقبل

أرض من ما مكان في تقاطعت بيضاء بخطوطالقرية.

الأبيض بلونها الخطوط تلك أن منهم، أحد يصدق لم في تنهش سكاكين إلى ستتحول ما سرعان الهش الرحم، صلة إربا؛ أوصالها لتقطع القرية، جسد

التي الإنسانية العلاقات تلك ثم الدين، اللغة، القربى،

48

نفوسهم تكن بداية. لم لها يعلم أحد لا سنين نسجتها التقسيم، تستدعي التي الكثرة بتلك بيوتهم ولا

من مساحة على مبعثرين كانوا كونهم باستثناء حول تتجمع مماثلة قرى أربع أو ثلاث تكفي قد الأرض

الأخرى هي آبار ثلاثة القرية في بئر. وكان أو ماء عينالتقسيم. خرائط دخلت

إلى الهشة الخطوط تلك بانقلاب الناس تيقن منذ شعور السكان انتاب وخصومات، شائكة أسلاك

طول على ذاته ومع ذاته في متناقض الخط. شعورا مستقلة، دول ثلاث على القرية أشلاء تناثر يولده الواحد ومخابراتها. يتلبس وجيشها علمها دولة لكل

تارة، الدول لإحدى الانتماء من القرف شعور منهم باعتزاز آخر شعور يوازيه أو يقابله أخرى وتارة

ذات وفي بلدان ثلاث إلى ينتمي للثلاث. هو الانتماء محروم منهم إحداها. الواحد إلى ينتمي لا هو الوقت

تلك الولادة، منذ تلاحقه بتهمة الثلاثة الجنسيات من مع لكنه أخرى، وال�)بدون( تارة تارة التبعية تهمة هي عمره يقضي ذلك الحدود بين مطاردا أداء من هاربا

وغائب موجود تلك. المواطن أو الدولة هذه عسكرية أجنبي ومرة بلد ابن وطني مرة هو المكان، نفس في

وبطريقتها تمردت قد ذلك مع القرية دخيل. لكن،المستحدثة. تقسيمها فعلة على الثلاثية البلدة عن لدينا تجمعت التي المعلومات هذه

ذلك بمعونة عليها نحصل لم )الصبخاوية(، الانتماء إحدى في التقيناه الذي المرتد، – الوطني الحمار جهودنا لنا كانت إنما فقط، المنعزلة زرائبها

نتقاسم الخمسة نحن تنسوا كذلك. لا الشخصيةالجمهوريات. تلك إلى الانتماء

49

في المتناقض الشعور ذلك لهم سبب حال، أية على التي والعواقب الملابسات من الكثير ذاته، ومع ذاته

أزمان في الأخص بالوخيمة. على يردفونها ما عادة الجمهوريات. تلك بين وقوعها يندر لم التي الحروب،

والأزمات المناوشات كانت الحروب، تلك بدون وحتى تلك سكان الثلاثة. فكر الحدود أطراف على مشتعلة الأمامي الخط يمثلون الدوام على لكونهم البلدة،

من بمنأى تجعلهم التي الوسائل يبتكروا أن للحروب، هي الحروب تلك أن مؤكد؛ شعور يحدوهم شظاياها،

لم الحروب، بها تجنبوا التي حروبهم. الوسائل ليست يمكن الذي النوع من ذكاء هو إنما ذكاء، دون تكن

الجمعي وعيهم به أنجدهم الفطري، بالذكاء وصفهالأول. للمكان الغريزي الانشداد وذلك تحولت ما، زمن في تطاردهم كانت التي الحدود لعنة ازدهرت أن بعد رحمة، إلى والسنين الأيام مرور مع

)التهريب(. الحكومية غير الترانزيت تجارة عندهم مخازن إلى الثلاثة، بأشلائها القرية بيوت تحولت

السوق عنها يبحث بضاعة لكل والتصدير، للاستيراد الربح الثلاث. كان الجمهوريات من أي في الوطني

لا مساحات لاستثمار دفعهم الذي مضمونا. الأمر البيوت، تجمعات خارج الخلاء الأرض من بها بأس كانت أن بعد حديثة، وأسواق ومخازن فنادق لبناء

البيوت ذات في غرف مجرد البدء في الفنادق يتحكمون كذلك الضيوف. صاروا غرف عليها يطلقون

بالأسعار. ليس الداخلية الأسواق وفود تأتي أن نادرا تعديل أجل من متوسلين والصناعيين، التجار كبار من

الأسعار. الأشلاء في المواطنون اعتاد بدونه أو بقصد كذلك، مخابرات لأجهزة دائمين عملاء يكونوا أن الثلاثة،

50

الذي كله. الأمر العالم ومخابرات بل الثلاث، الدول قريتهم في أوجد يمكن ما مرده ما، نوع من انتعاشا

ثمة هناك المخابراتية(. دائما ب�)السياحة تسميته بالعملة لهم يدفعون ووكلاء أدلاء عن يبحثون أجانب

الأزمات )مواسم المواسم بعض الصعبة. في القرية والحروب( تغدو والجواسيس للصحفيين مرتعا

وكالة إلى بكليتها تلاوينهم. تتحول على والسياسيين والتصاريح الأخبار مستجدات آخر تنقل عالمية، أنباء

الثلاثة. الأمر الحدود أطراف من والإشاعات والنوايا تطلب الذي المساحات تلك في الاستثمار من مزيدا

وربما كان لكنه خالص، مخابراتي استثمار الخالية، مخابراتي، لأنه القرية مواطني من يتخذ أن مجبراله. واجهات ذاك أو الجزء هذا في

الواجهات تلك ستكون يشق لا أغنياء مشاريع لاحقا التجربة الثلاث. علمتهم الجمهوريات في غبار لهم

إلا مخلصين يكونوا ولا كثيرة، حبال على يلعبون كيف كيف تعلموا )الصبخاوية(. مثلما ولبلدتهم لأنفسهم إلى قوة، ولا لها حول لا واجهات مجرد من يتحولون

العناصر تختار من هي مرموقة، شخصيات أموال أن بخدمتها. معلوم الموضوعة المخابراتية العنصر يحملها الدولة، أموال هي المخابرات

وهو بها ويستثمر جمل، ولا فيها له ناقة لا شخصيا جلب عن المسؤول المخابرات رجل يجد وعندما

يكون الصبخاوية الواجهة أن المال، واستثمار مستعدا أو عناء دون المضمون، الربح من حصته لاحتساب

سيتحول الزمن وبمرور محال لا الحكومة، معرفة السنين. مرور مع حصل ما وهذا يد إلى يد من اللجام

المفتوحة الوحيدة الميزانية أن علمنا إذا خصوصا

51

هي الثلاث، الجمهوريات وفي وجيم، سين دونالرؤساء. شؤون ووزارات المخابرات ميزانية المجسات عمل انتعاش وبعد القول يمكن

الإنجاز، على المقدرة وإثباتها القرية في الاستخبارية كذلك، الخط هذا على دخلت قد المنافسة أن

الثلاثة للجمهوريات المخابرات أجهزة استثمرت لهو وأماكن فنادق بناء في الأموال من الكثير

يمكن لما التحتية البنى من وغيرها أسواق ومجمعات من الرغم القرية. على في السياحة بصناعة تسميته

إن معروف سياحي مظهر لأي تفتقر ذاتها القرية أن كان طبيعي. غير أو طبيعيا

صحراوي كلسي جبلي خليط القرية تضاريس كانت يمكن أرض من القليلة الواحات بعض باستثناء رملي،

يزرعون غير. كانوا لا الديمية الزراعة في استثمارها عداها، ما والبرسيم. كل والشعير الحنطة سنابل فيها على أجرد المحيط وفضاءها جرباء القرية أرض أن أنها يقتنع ما سرعان طبيعتها في البصر. المتمعن مد اسمها جاء زرع(. لذا ذي )غير الأرض تلك هي مطابقا

)الصبخاوية(، لطبيعتها السباخ. تلافيف من خارجا القرية، أهل لدى وتطورت نمت الأسباب، تلك لكل

الدواخل. ليس مدن في تجدها لا وخبرات مهارات الدول، حدود عبر السهل التنقل على القدرة أخطرها

بضائع من عليه الحصول يصعب ما لتوفير تنامي مع المنال، بعيدة بدت مهما واحتياجات،

أو حبال ثلاثة على للعب واضحة ومهارات قدرات فطاحل عليها يحسدهم الحقيقة في أكثر. مهارات

التجسس. مبدعيها القرية أفرزت والحوادث السنين مرور مع

كسر أمر جعلوا الذين أولئك مشاكلها، وحلالي

52

وتسويغه الممنوعات عواقب بدون سلسا، هينا، أمرا منحته معلن غير امتياز من استفادوا وخيمة. لقد إلقاء عدم هو القرية، لمواطني الثلاث الجمهوريات

إلا السجن في وزجه مواطنيها من أي على القبض نصيحة تلك نادرة. كانت تكون تكاد قليلة حالات في

أن بسبب جمهورية، كل في الوطنية المخابرات جاهزة مشاريع كونهم إلى بالإضافة القرية مواطني

السبب لهذا فهم الجواسيس، قبل من للصيد المزدوج، اللعب ومهارات بمواهب يتمتعون بالتحديد،

كل في ممكنة منهم الاستفادة يجعل الذي الأمر بينهم تجد أن الصعب والظروف. من الأحوال

المدخل مزدوجا. بهذا يكون أن بد شريفا! لا جاسوسا أخيرا، الجنسية على القرية مواطني أغلب حصل الآن. مع ذات في ثلاث بل واحدة، جنسية ليست الخدمة من الهروب عاقبة من تخلصوا الوقت مرور

والعقد، الحل أهل لهم الإلزامية. وفر العسكرية يحصل طريقة المخابرات، أجهزة بمساعدة وربما

أنه تثبت وثيقة على جديد جنسية حامل كل بواسطتها الأمر صحية. ظل لأسباب الإلزامية الخدمة من معفي

سهلة، العملية القرية. بدت بمواطني فقط محصورا من المعفي التجنس شروط أن أحدهم؛ زعم حسب نفوس كاتب إلى معلوم ثلاثة: مبلغ العلم، خدمة لأهل الباقي واترك معلوم مختار وبواسطة معلوم أسابيع غضون في أمرهم هؤلاء والعقد. سيتدبر الحل

على تحصل المبلغ، حجم حسب أيام وربما قليلة، أنك تفيد تكميلية شهادة مع الجديدة مواطنتك شهادةرسمي. معوق

بلدة مواطنو عليها حصل التي الامتيازات تلك من استثنائية امتيازات بالتأكيد هي )الصبخاوية(،

53

لديهم تولد التي خطورتها وعلى بها، التفاخر حقهم ولا دولة إلى تنتمي كوسموبوليتي، إحساس من شكلا تنتمي يبالغ أخذ بعضهم وأن إليها. خصوصا

حقه من بل بإمكانه، إن يدعي وهو بكوسموبوليتيته مواطن لأنه العالم، في جنسية أي على الحصول

صافية نيته تكن لم البعض ذلك لكن عالمي..!! ، نوع تسيرها أو تغلفها إنما كوسموبوليتيته، في تماما

كره، الثلاث، للجمهوريات قلبه في يحملها ضغينة من كل على متمردون بشر من نوع عداء. أولئك حقد،

أسوار داخل المعروفة وغير المعروفة القوانين لو حتى أنت بشيء، يقتنعون لا الثلاث، الجمهوريات

الأرضية، الكرة جنسيات كل وأعطيتهم معهم، سلمت بأوهام السماء، إلى رؤوسهم يرفعون ستجدهم

على الحصول نحاول لا لماذا نوع؛ من جديدة، لماذا الزهرة، أو مثلا، المريخ من إضافية جنسيات

أسمها التي البائسة الكرة بهذه والتقيد الضيق هذا البائس. الأرضي السجن هذا أسار من لنخرج الأرض،

مثل منهم الواحد قلب بشر، من نوع هم قلت كما للجمهوريات الكره غير فيها يجري لا مثقوبة جرة

مجتمعة. الثلاث سعداء الدوام على هم القرية أهل أن يعني لا هذا

لهم تتسبب كانت الحروب العكس، على بالحروب، شحة جراء والنفسية، التجارية المشاكل من بالكثير وفي القرية أن الكامل. مع انقطاعها وربما البضائع

لا الحرب، خارج تظل معلن، غير مخابراتي اتفاق لها، بحاجة هم الثلاث القتال. لأن جبهات تصلها

لمتطلبات عنها، غنى لا استخباراتية رئة يتركونها أجواء الأخرى. لكن الجبهات على العسكري العمل

قريبة، أو بعيدة كانت إن ذاتها، هي تظل الحروب

54

لأحد. سارة غير أخبار والخسائر، والدمار القتل أخبار أفعالهم، ردود في الناس، ملامح على هذا ينعكس

مع علاقاتهم في لحاجاتهم، قضائهم طريقة فيالغرباء. ومع بعضهم

يعننا لم ولاءات تفسير أو القرية، سر كشف كثيرا إهمال وعميل. قررنا وطني بين فيها والحيوان البشر بالتزام لارتباطنا التفاصيل، تلك في الخوض عملية

شؤون، من البشر يخص ما كل نهمل أن مسبق، باستثناء الحمير. مع تتداخل التي الشؤون تلك طبعا

خصومها. وربما حسادها لها صغيرة جماعة زلنا ما أن يعني لا هذا لكن أحدا، نعادي ولن لم أننا صحيح زلنا ما يعادينا، لن أحدا لم إن أشباهنا ونعرف بشرا

أنفسهم. سأطلعكم سيخاصمون يخاصموه من يجدواعنه. الإعلان لي مصرح ما على فقط تطأها جمهورية أول في الأولى خطواتنا قادتنا

البحوث. بعض لاستكمال تطبيقية جولة إلى أقدامنا، الجمهورية، تلك داخلية وزير للسيد به صرحنا ما هذا

نضمر كنا لكننا مسيرة خطوات تتبع هو آخر، هدفا في والانقسام اللغط حوله دار الذي الحمار ذلك

قد أنه المرتد. علمنا – الوطني الحمار العام، الرأي عنه. نبحث كنا ما هذا حدود..؟ أي لكن الحدود، عبر دخلنا البعيدة، البراري إلى ذهبنا مختارة، زرائب زرنا لا أن الحيوان. قررنا حديقة قصدنا الأسواق، إلى

ومن أننا عملنا. حتى تنفع أن يمكن فرصة أية نفوت نسجنا الزيارات تلك خلال من كثير مع وشائجا

الراحة تفرزه ما بين مقارنات على الحمير. اشتغلنا يمكن آثار من والحرمان، الكدح يفرزه وما والدلال

الحمير. أخيرا، من ذاك أو هذا سلوك تعلم أن العميل. – الوطني الحمار رحلة خيوط لدينا تجمعت

55

الخيوط كل أن محاسنها؟ الصدف.. أو لغرابة ويا ذاتها البلدة )الصبخاوية(. نعم، بلدة إلى تشير كانت لبلدها. القومية الثروة صديقتنا بزيارتها أوصتنا التي يا الأسئلة؛ وطرح التشوش بعض لنا سبب الذي الأمر بمشروعنا الفنية التحفة تلك تعلم كانت هل ترى

بشكل أخبرناها لقد به، نخبرها لم أننا مع الفعلي..؟ بوزراء معرفتها الحمار. هل ذلك حول نتكلم لم عام،

المعلومات لها يوفر كان الجمهوريات هذه داخلية وصف حد على الزبدة لتلك سبق وهل الدقيقة..؟

فيها..؟ )الصبخاوية( ومكثت زارت )عمار( أن زميلنا البلدة تلك وليست الأرض )الصبخاوية( على

تقاطع في صغيرة سوداء نقطة اسمها أمام الموضوع حملناها وغيرها الأسئلة الخارطة. هذه على خطوط بطلسميتها هدفنا غدت التي القرية تلك وقصدنا بأجواء معرفتنا فيها. رغم المختار حمارنا وتواجد خطوة أية ستجلبها التي والخطورة والفوضى الحرب

مدروسة، غير المسلطة البلدة تلك مثل في خصوصا العالم، استخبارات أجهزة لكل مكبرة عدسات عليها تحركنا لكننا الحمار. ذلك عن بحثا بناء البلدة سوق في كان يسحب وكبيرا، مربعا

على المغناطيس. خطت كما جوفه إلى الغرباء عراك على كأنها ناشزة، بحروف يافطة البناء واجهة

استراحة تقول: هنا اللوحة، ومع بعضها مع ندري الملوك..!! لا الاستراحة تلك حيثيات عن شيئا

هي وهل استضافت قد فعلا هي أم حياتها، في ملكا كانت لكنها؛ الميمونة..؟ الزيارة تلك تنتظر زالت ما

هناك. وجودنا خلال معه تآلفنا الذي الوحيد المكان إليها. هي تحتاج لا أو تحتاج التي الأشياء كل فيها كان

التصريف ومحل والبورصة والمقهى والدكان المطعم

56

وربما والحمامات الألعاب وصالة الصحفية والمكاتب ليس وعملائهم. حتى الجواسيس ملتقى هي أخيرا

أخذتها التي المهام تلك كل وبسبب ربما عمالها أن من الكثير يتقنون كانوا عاتقها، على الاستراحة

أو المجاورة المناطق في كانت إن المتداولة اللغات حيث فريدة، طبخية مهارات جانب إلى منها، العالمية

تحت بالك في تخطر طبخة أية لتجهيز الاستعداد الطلب حسب إعدادها يجري خاصة(، )أكلات مسمى

المعروض إلى إضافة زبون. هذا، لكل والتعليمات استراحة الزجاجية. في الحاويات في المأكولات من

تحير. لا أنت الملوك هي مرات، ثلاث اليوم في تستضيفنا الاستراحة كانت

في التوهان من جولة كل بعد الأكل. كنا وجبات تسحلنا وأقدامنا إلا نشعر لا وبريتها، البلدة دروب بشكل استطعنا أننا الملوك. حتى استراحة إلى سحلا

الشباب. العمال أحد مع علاقة ننسج أن الأشكال، من مشروعنا على أطلعناه الذي الوحيد الشخص وهو كنا أننا مساعدته. رغم وطلبنا البلدة، زيارة من

علاقات في الدخول عدم على وجودنا خلال حريصين، يخيب لم توقعنا علينا. وكما الغريب المحيط مع زائدة على بارتياب معنا يتعامل رجاءنا. لم الشاب ذلك كأي سؤالنا مع الغرباء. تعامل مع البلدة سكان عادة

اليوم في المرات عشرات يطرح عادي سؤال ذلك من نريد ماذا عن يسأل أن دون الواحد. وحتىالحمار. قال:

المهربين..!! شيخ عند تجدونه - طلبكم المهربين. شيخ إلى بإصبعه أشار حيث إلى نظرنا

الشباب إلى اقرب هو شخص البعيدة الزاوية في كان الشيخوخة. كان إلى منه السكاير منفضة على صافنا

57

البدء؛ في حيرتنا يدخن. كانت يكن لم لكنه أمامه، ومن وحدته، أو صفنته بها سنقطع التي الكيفية في السلام بعد ستأتي التي الاستهلالية، الجملة هي ما ثم

وراءها. الكلام كل بجر كفيلة ستكون والتي والتحيات أننا يغتفر، لا عيب الكثيرة، عيوبنا من بالمناسبة،

العلاقات في الأتيتيك أو باللباقة يدعى ما إلى نفتقر بها خاص سلوك حالة لكل أن الاجتماعية. معلوم،

سيتحول وإلا يتقنها، أن الواحد على خاصة وعبارات والمتابعة المراقبة يستجلب غريب شخص نشاز، إلى

الاستهجان، حتى وربما البلدة. لقد هذه في خصوصا في الدخول على والعامة، الخاصة حياتنا في اعتدنا

أو زائدة وسائل أية استخدام دون مباشرة، موضوعنا وإشارات وغمزات حركات من زائدة، أنها نعتقد

في المستخدمة تلك من وغيرها جاهزة وجمل من المنطقة. جزء هذه في الناس بين العلاقات تحب لا بلاد في طويلا، مكوثنا إلى يعود السبب

طبع هو ربما الزائدة. أو والسلوكيات العلاقات بعض مع جمعنا كثيرة أمور بين من كان شخصي

المتانة. بتلك علاقاتنا وجعل التي الاستهلالية العبارة هي ما بيننا؛ فيما نداور كنا

الشيخ ذلك مع الموضوع في الدخول قبل سنقولها وما يجب فيما والتفكير المداورة كثرة الشاب. ورغم

كاد شنيع بخطأ الاتصال نبدأ أنفسنا وجدنا يجب، لا بشكل الرجل وحدة دهمنا برمتها. لأننا المهمة ينسف

إلى نتوجه مسبق، اتفاق ما ودون أنفسنا وجدنا فج، نردد وكأننا التحية عليه جماعي. طرحنا بشكل زاويته فوق صرنا غرة، حين على مدرسيا. هكذا نشيدا وجلسنا. لقد طاولته حول الكراسي توزعنا ثم رأسه

أشواط من بعيد شوط في كان أنه الرجل. واضح فز

58

معه يتعامل الأمير تركنا لو الأفضل من الصفنة. كان هو فكان الثاني الأول. أما خطأنا هذا وكان منفردا

أن وقبل مقدمات بدون فاجأه أميرنا لأن الأخطر، السؤال بهذا الدهم، صدمة من بعد أنفاسه يسترد

الاستفزازي:؟ التهريب..!! في تعمل - حضرتك

دهمت أمن مفرزة إلى أشار بكامله المشهد مشتبها المهنة، مقالب في وتمرسه الرجل خبرة به. لكن

له سريعا. سحب جأشه رباطة يسترد جعله نفسا المنفضة باتجاه زفره ثم وهمية سيكارة من طويلا

صفنته. قال: موضوع هي يبدو ما على كانت التي متشائم الديكة.. وأنا صياح ومنذ يشهد الله - اليوم

الزفر. اليوم هذا من بعيون بالبحلقة اكتفينا لأننا أحدنا، عليه يرد لم ولما

بعضنا، شعرنا وقد خصوصا فقط وليس بخطلنا جميعا يقوله لا وقلناه فعلناه ما أن الواقع، خطئنا. في

شيخ البرية. واصل هذه في واحد أغشم ويفعله المهربين المنفضة: مع متحدثا

والدولة انهارت الحكومة أن يقولوا - طيب. ألمانهارت..؟ كلها والدنيا انهارت

فما فعلنا رد نفسه. أما مع ويستعوذ يحوقل أخذ ثم في والحيرة فعلناه ما هول من الذهول ذاته، هو زال

يحوقل خرب. ظل ما بها نصلح جملة عن البحث طويلا، بدا وقت منفضته. وبعد وبين بينه ويستعوذ

رأسه رفع يكتشفنا كمن بوجوهنا يحدق وصار أخيراسأل: توا. ثم

؟ - تفضلوا..! أمر.. خدمة.. على بدا لكن تنحنح، ثم مقعده، في أميرنا تململ

بهدوء: وجدها. قال أنه ملامحه

59

الشؤون.. بهذه معرفتنا عدم لنا تغفر أن - أرجوكشؤون..؟ - أي

شيخ أنك المطعم؛ عامل من عرفنا - أقصد.. أننا زلت ما لأنك واضح، غير هذا أن رغم المهربين، شابا

الله.. شاء ما غضبه. حدة لتليين المداهنة يحاول الأمير أن واضح

واصل: عن... عن... عن.. نبحث الحقيقة في سيدي يا - نحن اسم أضاع قد أنه تأكدنا العنعنة، في أميرنا بدخول إلى جديد من عنه. عاد نبحث كنا الذين الحمار

والتليين: المداهنة بأي تسببنا قد كنا تؤاخذنا.. وإن لا أخرى - مرة

الله.. بأمان ونتركك سننسحب إزعاج، وجه خارطة تشكل والتجهم العبوس ملامح تزل لم

لا شيء، من القرف وخطوط بتجاعيد المهربين، شيخ ذاكرته. لكنه من ما مكان في أم أمامه هو هل يدري

يكلم ولا يكلمنا صار الأقل على أو قليلا، هدأالمنفضة. سأل:

رأس..؟ - كم ب�)كم قصد ماذا نفهم لم السؤال، فجاءة مع بالطبع

الأمير: منه رأس(. طلب تقصد مفهومة. ماذا بلغة تكلمنا أن سيدي يا - أرجوك

رأس(..؟ ب�)كمأوضح:

رأس كم قصدت بصل، رأس كم أقصد لم - بالطبع أين..؟ تهريبهم.. وإلى تريدون البشر من

أميرنا: أجابهواحد..!! - ولا

60

ذلك عن يبحث وكأنه جانبية التفاتات المهرب التفت والاشمئزاز. بصق القرف له يسبب الذي الشيء

الأرض. زفر على نفسا أخذ الهواء. ثم من مسموعا عيونه بقاء مع الشاهد وبإصبعه عال بصوت يتحدث

الغامض: الشيء ذلك عن تبحث المستقرة غير بعد.. ولم فطوري أتناول لم جيدا! أنا - اسمعوني

صاعدة الآن روحي أدخن.. يعني قهوتي.. ولم أشرب أكثر.. معي السخرية في تماديتم مناخيري.. إذا إلى

أحذركم!! يرضيكم. أنا لا ما مني سترون البوفيه. خلف المطعم عمال حيث إلى رأسه أدار ثم

عال: بصوت وصرخهذا..!؟ - أينإلينا: عاد أحد، يجبه لم ولما

دلكم الذي البطيخ هذا على عليكم.. بل ليس - الحقعلي..!!

الناس لماذا أدري المطعم. ولا عامل بالبطيخ قصد رغم شتيمة، ويجعلونه البرية تلك في البطيخ يحقرون

ومع حال أية بشراهة. على يأكلونه وهم لذيذ أنه عامل وعلى علينا وغضبه المهرب انفعال تصاعد

رأس فقدنا وكأننا الأمر لنا البطيخ. بدا المطعم نبحث كنا الذي الخيط الزميل وأن عنه. خصوصا

عروق وشوهدت مقعده، في يتململ )غفار( صار التي الحمرنة علامة كانت وهذه بالدماء، تحتقن رقبته

ووجه مقعده من فيها. قام معه ويدخلنا سيدخلها المهرب، إلى إصبعه صوت من بأعلى صارخا

المهرب: وأنت الإصبع هذا أحذرك.. انزل أنت..!! أنا - اسمعمعنا.. فهمت..!!؟ تتحدث

61

الأمر نفذ المهرب أن حاسم. حتى أمر بصيغة قالها القضية. في فحوى يفهم أن دون الفور، على

يدخل )غفار(، الزميل عيوب من واحدة هذه الحقيقة، يحدثه شخص كل مع الفور على الحمرنة في

لمجرد ويتعصب ويجادل يعاند يظل الإصبع، باستخدام لرد تكراره الإصبع. ولكثرة صاحب الطرف إغاضة صار هذا، الفعل التي السلوكية تركيبته من جزءا أصدقاؤه نحن كنا أفعاله. لذلك ردود بكامل تتحكم

الحرص أشد حريصين الجماعة، تشكيل قبل حتى الحالات في حتى معه، الحوار في الإصبع إبعاد على تكون كأن الإصبع، استخدام تتطلب التي مضطرا

)غفار( نستخدم الزميل مع كنا شيء، إلى للإشارة أنه هو؛ الشيء. أخبرنا ذلك إلى للإشارة الكف كامل عن وجده جده عن وذاك أبيه عن العادة هذه ورث

الإصبع، يستفزها سلالة أنهم البعيدين. واضح أجداده من مفرطة وراثية حساسية لديهم أن لنقل أو

قاله ما الحوار. ولعل في الإصبع استخدام في مازحا بلا عالم لبناء نسعى الكأس: أننا جلسات إحدى

وعائلته. هو لها يسعى حقيقة كان ذاك إصبع..!! لعل تلك في شأننا هو يكن لم الطوباوي، الحلم ذلك لكن

ذلك يبني لا أو ليبني الملوكية، الصبخاوية الاستراحة كيف هو يهمنا كان الإصبع. ما من الخالي العالم

الفور )زهار( على المهرب. قام عالم إلى الدخولكرسيه: )غفار( من وانتشلمعي..!! - تعال )غفار( للأمر الأمر. استجاب صيغة استخدم كذلك طول )زهار( على كان الحقيقة عجيب. في بانقياد )غفار( لحمرنة )طفاية( حريق بمثابة هو الخط

المفاوضات طاولة عن وابتعدا الاثنان الإصبعية. قام

62

)غفار(، ابتعاد من الأمير تأكد أن المستعصية. وبعد بابتسامة مشوب هاديء بصوت المهرب مع تكلم

توسل: نبرة مع خفيفة بشر عن سألتنا تفهمنا. أنت أن وحاول اهدأ - أرجوك

بشرا. نهرب أن نريد لا نهربهم. نحن إلى عاد هو الحقيقة قليلا. في المهرب صفن

في اشمئزاز من تبقى ما بيده. زفر يدورها المنفضةهادئا. سأل: يكون أن وحاول صدره،

الحدود.. خارج تهربوا أن تريدون ماذا - طيب. قولواحمير..!! تهريب تريدون أنكم لي تقولوا أن أخشى

بهدوء إنما المرة، هذه بسرعة جماعتنا أمير رد كل وفوق المهرب، عيون في مثبتة وبعيون وتروي

بعد اطمأن لقد الطويل، إصبعه مستخدما ذاك)غفار( للجلسة: مغادرة

حمار. - بالضبط. أنه قناعته على زال ما بل مصدق، غير المهرب بدا

أو السخرية من مسحة كله الأمر في أن الأولى؛ عشوائية، تهويمة بيديه قبلنا. هوم من عليه اللعب

في يضحك أنه تشعرك التي الضحكة تلك وضحكنفسه: مع يردد سمعناه عبه. لكننا سيارات.. أسلحة.. آخرتها.. هربت ! هذه - حمار..!

حمير..!!؟ نسوان.. رجال.. أطفال.. تاليها.. اهرب أو الرسمي الناطق بوصفي مرة، لأول أنا تدخلت الدبلوماسي، الوجه الفشل: من المهمة إنقاذ محاولا تتحدث أن أرجوك محترمون، ناس نحن السيد - أيها تهرب تفهمنا. أنت أن وحاول باحترام معنا بشرا

كذلك؟ أليس عملك، هو ذلك. هذا إلى وما وبضائع هربت لو يضيرك ما طيب البلاد..!؟ هذه خارج حمارا

63

يديه مصدق. حرك غير زال المهرب. ما ضحك زال الفهم. ما عدم على دلالة عشوائية بطريقة

أمامه. التي المنفضة أو نفسه يحدث وكأنه يتكلم نكون. من لمعرفة تصاعد في فضوله أن الواضح لكنتعجيزنا: يريد أنه عليه وبدا قال،

على لكن صبخي،250 الرأس على آخذ - طيب. أنا أن صبخي. على500 مختلف.. أطلب الوضع الحمير

فورا..!! المبلغ لي يدفع ما تجاه حيرتنا ومعها أفعالنا ردود تراقب عيونه ظلت

من العملة تحويل حسابات في الرقم طلبه. أدخلنا أن لنا صبخي.. تبين إلى أخضر إلى أحمر إلى أصفر محاولة فيه. وفي مبالغ بل كبير، طلبه الذي المبلغ

مدى أو نريد، ما على إصرارنا مدى من للتأكد منهفعله. أردف: نريد ما أهمية

حياتي في هربته ما نظيفة. كل يدي عمري طول - أنا حمير، أو حشيشة أهرب لم الناس، خدمة في كان

حياة في الحمير تفعله ما وأسمع أرى وأنا خصوصاغيري..!! شخص عن ابحثوا لكم؛ الناس. أقول

)الأمير(: سأل تعتبره لا لماذا - لكن، الرؤوس؟ من كغيره رأسا انسجم أميرنا أن واضح مصطلحات مع سريعا

التفاوضي. موقفه لدعم مني محاولة السوق. وفيأوضحت:

لدينا.. سيدي يا أننا - ثم بوجهي كفه كامل وضع أكمل، الأمير يدعني لم طالبا

القول أقول. أردت أن أريد ماذا السكوت. عرف مني مع الداخلية. لكني وزير السيد من توصية لدينا أن

أن حالا؛ تذكرت بوجهي نط الذي الطويل الكف في استثنائية أهمية له كانت والذي التوصية مفعول

64

أحدا..! لأن يعن يعد ولم تبخر قد مضى، فيما عملنا الآن هم حكومته وكل ورئيسه الداخلية وزير السيد

هو أوضح البلد. ثم غزت التي القوات قبضة فيبهدوء: للمهرب

نهربه أن نريد الذي الحمار أن القول؛ زميلي - أراد زرائبك. إحدى في الآن موجود لك. نعم. أنه عائد هو

البحوث. بعض عليه وأجرينا علمك دون به التقينا ذلك المزيد. بعد لإجراء أخرى أيام عدة نحتاج لكننا،

الحمار حق نسلمك ثمن من الآن عليه نتفق ما زائدالتهريبه.

وعادت ضحك، من تبقى مما فمه المهرب أفرغ على طرأت مهمة انعطافة أن الجد. بل، إلى ملامحه

لعل بالضبط، سببها واضح معنا. غير سلوكه كامل التي الثقة )بحوث( أو بمفردة نطق الأمير أن السبب شراء مبلغ لإعطائه باستعدادنا معه، بها تعاملنا الحمار هي التهريب.. أو ثمن من عليه نتفق ما زائدا بشوشة وبملامح فجأة ينطق أخرى. سمعناه أسباب

المرة: هذه أن بيتي. أريد في لضيافتي أدعوكم - أخوان! أنا

بالحمار متبرع أنا الآن كاملة. ومن قصتكم اسمع وسأوصله تعلموني أن قبل ليس لكم. لكن مجانا

أنتم..؟ بقصتكم. من الجواب. عن ونبحث بعضنا، وجوه في نتطلع صرنا يتدارك أن جماعتنا، أمير استطاع الأثناء، هذه خلال أخرى، إلى ضفة من المنتقل المفاجئ الموقف هذا على الممنطق. رد الهادئ وحديثه رزانته إلى عاد إذ

المهرب:

65

وربما بيننا فيما للتعارف فرصة هذه نعتبر - نحن لا أن أخشى لكن معك، مستقبلا. سنأتي للتعاونتماما. تفهمنا

بالجواب: إصبعه المهرب رفع سأفهمكم. وسأكون - بل بمساعدتكم. واضح سعيدا جواسيس.. ولا مجاهدين ولا لصوصا، لستم أنكم

خيالي قدرة من بكثير أبعد بهدف مشغولين أجدكم أوفي أن أعرف.. قبل أن أريد تصوره.. لذلك علىمعي! بعهدي. تفضلوا لكم على بالعثور فقط ليس أخيرا، هدفنا تحقق لقد

– الوطني الحمار الوشم(.. أو ب-)ذو المدعو الحمار لنا ويؤمن بجانبنا يقف من على العثور وإنما المرتد،وبحوثنا. تجاربنا لإجراء المطلوبة الأجواء

على تعرفنا قبل حصل قد الحمار مع تعارفنا كان عثرنا )الصبخاوية(، بلدة وصولنا من أيام صاحبه. بعد

القرية خلفنا تركنا لأننا نسبيا، منعزلة بدت زريبة على نجوم. الخمسة ذات الاستخباراتية وفنادقها بأسواقها

هناك شاهدنا حمارا هزيلا واضح. لم بشكل ووسخا منتشرة كثيرة وكدمات وتشققات جروح آثار تزل المحتمل ومن مريض أنه لنا جسده. بدا طول على البرية في يطلقه منه، الزريبة صاحب ييأس أن بعد

هناك حتفه يلاقي سلوكه القرية. راقبنا عن بعيدا قد الشهير. وجدناه، الوشم ورأينا ساعات بضعة فضلاتها. دامت من تأكل دجاجة مشهد على صفن

منها ساعتين. خرج من أكثر المشهد ذلك على صفنته يكتف لنا. لم الأقل على معتاد، غير شديد، بنهيق محيط داخل دائري بشكل يركض صار بل بذلك،

غير أعداء يرفس كأنه الهواء، في ويرفس الزريبة أنهى منه. ثم النيل ويحاولون به محيطين لنا، مرئيين

66

عملية قاطبة، للحمير محببة عملية بآخر المشهد بالتراب جسده كل مرغ التراب، )التبرغث( على

تبدو التي العملية آخر. بهذه إلى جنب من متقلبا الحقيقة لكن لعب، من نوع أنها البشر من لها للمتابع

ويحك الجديدة جروحه بها يطبب كان الحمار أن الحيوانات دواء مستودع التراب منها. يظل القديمة

دخلت كثيرة ومعادن عناصر على لتوافره الأزل، منذ الحمار الأدوية. كان صناعة في متأخر بشكل منزعجا

الانزعاج أشد معها يقدم أن يمكن حدود إلى ويائسا الأسئلة؛ من الكثير لدينا ذلك كل الانتحار. أثار على على بالتحديد المشهد ذلك مع صاحبنا تفاعل لماذا من الدجاجة تأكل أن يعني ماذا الشاكلة؟ تلك

من للكثير طبيعيا، يكون يكاد فعل هذا غائطها..؟ لم بيئة في الأصلي، غذائها من تحرم التي الحيوانات

من الحيوانات يأكله. تأكل ما ذاته الإنسان فيها يجد فضلات، من بقايا فيه تجد غيرها، غائط من أو غائطها

الهواء ترك من أفضل اللاشيء، من لها أفضل هو ذلك وجه ما المؤخرة. إذن من ليخرج الفم من يدخل

اتفقنا الاستثنائي؟ الاحتجاج وتشنيف بالعيون جميعا حدث لكل تضع سر. أن ثمة الأمر في أن الآذان تشبعه ثم سرا، غريب من هو السر، لتكتشف بحثا

الطبيعة من ينبع أمر وهو البحوث تطور أسبابللبشر. الشكاكة

الزريبة، تلك على نتردد أسبوع مدى على داومنا نخلص يوم الهزيل. كل الحمار ذلك سر في نبحث

وسراديب ومتاهات بأسرار تدخلنا باستنتاجات الثرثار. النوع من الحمار كان حظنا جديدة. لحسن

كان مصيبته لشدة أو حبسه، لطول ربما محبا

67

حتى التفاصيل، في الدخول ويعشق للفضفضةتلقائية: بكل أنا وصفته

الروائيين. فصيلة من الحمار - هذا الصغيرة، بالتفاصيل الشديد اهتمامه انتباهي جلبالرواية. كتاب ديدن وهذا

)عمار(: الزميل علي ردالرواية.. تاريخ حظائر من واحدة إلى ينتمي - لعله

يوما: أن قال الذي جماعتنا، أمير قناة من الغمز أراد ينتمي )ديبرون( أنه الألماني حمار وصف النقاد أحدالفلسفة.. تاريخ حظائر أرقى من واحدة إلى)غفار(: السيد علق الأمير. إنما عليه يرد لم

في الغبي الحمار يشبه لا هو الأحوال، كل - فيالشعبي. الموروث

نفسه: يحدث وكأنه يقول الأمير سمعنا حلت لو الحمار، هذا رأس على حلت التي - المصائب

ستجعله بشري رأس على أثنين: أما من واحدا مجنونا. أو شاعرا مقتصر الكبرى الآلام عن التعبير أو الاختزال - وهل

الشعراء؟ على المرة، هذه بقصدية أنا سألت إلى الانحياز محاولا

قصيرة: صفنة بعد أميرنا فصيلتي. رد عميقا. الحفر على غيره من أقدر الشاعر أن - أظن

ليس الوصول يحاول هو لها، نهاية لا الشاعر حفرياتالماهية. وراء وما الماهية ماهية إلى بل الماهية إلى

واصل: أعلق، لم وجدني وإذ قليلا، انتظر مفهومين. أما غير الشعراء يكون الغالب في - لهذا

من يبلغونه ما لي- فأقصى - التفت الروائيون الدفين، بالجوهر المحيط الغلاف ذلك هو حفرياتهم

يفهم.. أن يريد قارئ إلى منشدون لأنكم هذا يحدث

68

الاختراقات بدليل دقيق، غير ذلك أن القول أردت القارئ ركنوا تجريبيون، روائيون بها قام التي الكبيرة

اهتمامهم. خارج حتى بل اهتمامهم، من حيز آخر في الرد، عن عدلت لكنني أخرى. مناسبة إلى إياه مؤجلا

كنا فيه نمارس مكان عن ونبحث متعبين جميعا محيد لا الغريب البوح ذلك كل اليومية. بعد صفنتنا

الخارجي الزريبة ظل من طويلة. اتخذنا صفنة عن تراقب لاستراحتنا. أن مرتعا الظهيرة عز في حمارا

برية مثل برية وفي ساعات ثلاث من لأكثر التموزية ما المقاييس، كل في شاقة مهمة هي )الصبخاوية(،

والمولع الاستثنائي النوع من الحمار كان إذا بالكوكبيرها. صغيرها بالتفاصيل

نعقد أن علينا اليومية، الصفنة فريضة من الانتهاء بعد اجتماعا فيه نتداول الفندق، من غرفتنا في مهنيا أسماعه وصل مما بدلوه يدلو كل الترجمة، شؤون

كاتب الحمار. بصفتي ذلك قوله أراد مما وحواسه شيء على التدوين. عملي بمهمة سأقوم الجماعة،

قد وجدته مواصلته، أحب لكني والجهد، المشقة من أن إلا ممتعا، السرد الكثير. كان لمعلوماتي أضاف

إلى توصلنا أننا الترجمة. صحيح في كانت المشقة وفهمنا الصوت، شفرة فك في رشيد( نا )حجر شيئا

الصفنة، وتوالي ومقدمات والآذان العيون لغة من الإيحاءات تفاصيل كل لمعرفة كافي غير كله هذا لكن

من أكثر الجسد لغة الحمار والإشارات. استعمل متمكنين غير زلنا ما الذي الموضع الصوت. بالضبط

إلى ينصت )عمار( وهو الزميل براعة تماما. إنما منه المتعالي الحمار نهيق طولا بدايات في وعرضا

التي الترجمة فراغات من الكثير سدت السرد،بعد. فيما أنجزتها

69

كررها جملة وقع على النهار ذلك في صفنتي دخلت الحمار بدت قصيرة، السرد. جملة بدايات في كثيرا

توضحت إنما البدء، في مفهومة غير رويدا وهو رويدا جسدية. وغير جسدية بآلام المغمس بوحه يواصل

عالمه إلى الدخول مفتاح هي الجملة تلك كانت وقائع من وبالكثير والمفارقات بالأحداث المكتظ وغير عنها المسكوت تلك الخلفية، البشر كواليس

الدواعي. لذلك كانت مهما بها التصريح المسموح ثلاثة قاله. سأدون لما سردي في اقتصد سوف

الفضائحي الكدس ذلك كل بين من فقط، شهادات شورى مجلس توصية كانت البشر. هذه سلوك من

الوقت في يهمنا بالكتابة. الذي أهم وأنا لي الجماعة الأحزاب عالم في جماعتنا أقدام توطيد هو الحاضر،

بعد فيما أولا، حضورنا لنقوي والجماعات، والتجمعات مواربة ما دون كله الغسيل نشر وقت سيحين حتما

يترصدنا. من الآن.. لا. هناك خوف. أما أو مجاملة أو موروث إلى يستندون أقوياء زالوا ما ذلك إلى وهم

اختراقه. الصعب من تاريخي ومحروث الجملة ذاتها هي صفنتي، مدار الجملة كانت

الحمار: لبوح الاستهلاليةالجميلة! الحيوانة هذه من - آه

منها نفهم لم بصيغة وحدته، دهمنا حين الحمار قالها في يدور سؤال على رد هي أم لنا موجهة كانت إن

كان كأنه جديد من العبارة قول أصلا. عاود أعماقه يقصد كان أنه الجميلة. فهمنا الحيوانة بتلك متولها

إفهامه: أميرنا حاول الجميلة. لذلك الدجاجة تلك عن وفرج صديقنا يا الحيوانة هذه أمر من - دعك كل على قاسيا، موجعا، نهيقك بالبوح! كان نفسك

لك. استمع من

70

رأسه الحمار هز من سخر أنه عموديا. فهمنا ثم أفقياأميرنا. عبر:

وهي ومحتواها صفنتي سر كانت وهي أتركها - كيفعذابي. سر غدت أيام بضعة منذ

)زهار(: السيد علقاللعينة! الحيوانة لهذه - يا

لحالها: الدجاجة بترك الحمار إقناع خط على ودخل في عمرك عذابك. قضيت سر عن لنا أفصح - طيب التفريغ في خبرتهم من تتعلم ألم البشر خدمة

أن لك.. حاول أصدقاء همومهم.. أننا عن والتنفيسبنا! تثق الرأس هز عادة إلى الحمار عاد وأفقيا. ما عموديايقول. قال: لما فهمنا عدم من يسخر زال هذه دامت ما تحزنون، أنتم ولا عندي بوح - لا

عذاباتي. من وتسخر أمامي تتخطى الحيوانة الجميلة. فهم الحيوانة )نصار( بإبعاد السيد وعده

إلى الأقرب هو كان المهمة، تنفيذ عليه )غفار( أن هنا فضلات عن البحث في المنهمكة الدجاجة، موضع

ريشها جمال إلى إضافة الدجاجة وهناك: كانت ويعود مسافة يبعدها أن ما كذلك، عنيدة القزحي

ومناكفتنا الحمار مناكفة تتعمد كأنها قبله، تعود حتى الراديكالي. الحل )غفار( إتباع قرر معه. أخيرا

ساقيها. ملأ من ومسكها الزريبة زاوية في حاصرها برأسها الهواء ترفس وهي بالصخب المكان وقيقها

الحزينتين: الحمار عيني أمام بها يلوح وأجنحتها. صارالأبد. إلى منها - سأخلصك

وأوضح: الزميل غاضبا. فهم الأمير رازهالليلة. لعشاء نشتريها - قصدت؛

71

كان فارغ قفص إلى أخذها من مسافة على معدا انفرجت فقط وعاد. عندها عليها الزريبة. قفل

البوح. وقرر الحمار أسارير التي المعلومات من بالكثير الحماري البوح زودنا لقد

عن طويلة رواية المستقبلي. كانت عملنا ستخدم كهولته حتى الرهوانة النشوانة يفاعته منذ سيرته

وبراءة بصدق مغمسة الزريبة، تلك في البائسة مدى في قبل، ذي من أبعد نتعمق الحمير. جعلتنا

اقترفوه لذنب لا عامة، وبالحمير به لحق الذي الظلم رسخ البشر. ما لخدمة موقوفين كونهم سوى

الحمير جانب التزام في المبدئي بقرارنا القناعةعنها. والدفاع

أن الأمسية؛ تلك في به خرجنا الذي البارز الأمر التي هي الأول للموطن الجياشة الحنين مشاعر كل الزريبة. رغم تلك في يموت ألا يجاهد جعلته

جسده على تزحف التي الفناء وعوامل التداعي بنا، بالمتوسل أشبه سرده آخر في لنا وروحه. بدا

خارج تقع محددة زريبة إلى العودة برغبته مصرحا والذكريات. واليفاعة الصبا زريبة الجمهورية، حدود

تقع. الحدود خلف موضع بأي علمنا لها، وصفه منإليها. يوصله من إلى بحاجة كنا لذلك والزرائب والبراري المنافي وتناقلته وجهه على هام بعض من قصته جمهوريات. تشبه ثلاث مساحة على

سواء البشر، من السياسيين المنفيين قصص الأوجه وأفكار لقناعات بأنفسهم أنفسهم نفوا الذين أولئك

والميلاد الصبا أرض في النوم حتى وحرمتهم تلبستهم نفيهم تم الذين أو عن رغما أنوفهم. أقول عن رغما

الآن، ولحد العظيم والله أفهم لم أنني مع أنوفهم دون الأنوف يحشروا أن البشر معشر اعتاد لماذا

72

علاقة له ما كل في الجسم، أعضاء من غيرها أنفه.. بالوحل.. وكسر أنفه مرغ بالإرغام.. يقولون

بالوحل أنفه يمرغ يوم كل الحمار أن وغيرها.. رغم العقدة تلك تشبه ذنب، بعقدة يشعر أن دون والتراب

الأنوف أصحاب من البشر بها يشعر التيالممرغة..!!

حياته من عديدة مراحل في حمارنا كان نعم، حمارا سياسيا التي الزرائب كل بين أنفه!! ومن عن رغما التي هي واحدة ثمة عليه، الأيام ضراوة شهدت الجميلة الحيوانة تلك مشهد على ذاكرته بها جادت

دجاجة البعيدة الزريبة تلك في قال. كانت كما لنسميه الألوان، بين الحيران اللون ذات تشبهها. لها

ومتداخلة، كثيرة ريشها ألوان كانت القزحي، اللون لها الطاووس. كذلك وغرور مهابة عليها أضفت حتى طريقة قوتها، وتحصيل الحب نقر في الطريقة ذات الدجاج. تظل لجنس بالنسبة الغرابة من شيء على فريسته، حول كاسر يدور كما الحبة موضع حول تدور الحبة على تنقض دورات عدة بعد يشبه انقضاضا

الجميلة، الحيوانة تلك كانت علو، من نسر انقضاضنسر. في دجاجة دجاجة.. أو في نسر كأنها

73

1 رقم شهادةعبدو أبي زريبة

الحمار: قالعبدو".. "أبي زريبة إلى أنتسب أصدقائي يا - كنت عبدو" ذاك "أبو هو نسأل: من تدعنا لم بطريقة قالها المتحادة الجمهوريات تلك من جمهورية أي وفي

عبدو" هو "أبا أن القول، طريقة والمتخاصمة. أوحت يحتاج لا بذاته، معرف مستقلة، رابعة جمهورية

الثلاث. الجمهوريات من أي إلى إضافتهالحمار: واصل يفاعتي. كنت ومرتع رأسي مسقط حيث - هناك زاد بحماس ربما الحمير، عمل إياه، العمل أمارس

ظهري على ينقلون أقراني. كانوا حماس عن قليلا مواسم في والعدس والشعير الحنطة أكياس

طحنها يتم أن بعد الطحين أكياس ثم ومن الحصاد، القرية. لحماستي عن البعيدة مطاحنهم في

وقت في لي حاجتهم مراعاة في وحساسيتي وماذا كيف يدلني من إلى أحتاج لا كنت الحصاد،

المخزن إلى الحقل من طريقي وأعرف أعمل ما أو جحوشيتي سني تعديت قد وبالعكس. كنت

قوي حمار مرحلة ودخلت بالمراهقة عندكم تدعونه اليوم طوال الصحة. أظل وموفور غاديا، رائحا متقوتا

بسنابل المخلوطة الطازجة الحبوب من الكثير على لهم هو مثلما الحصاد، موسم وقشور. أنه جافة

74

على فيه لي. أحصل هو كذلك استثنائية، مناسبة الأمر وطازج، مقنن غير غذاء من اشتهيه ما أفضل نضطر إذ المواسم، باقي في حصوله يندر الذي

ثم ومن الحاصدين، مناجل تناسته ما على للتقوتالمزابل. فضلات على تلك في البشر سلوك أن عرفت تجربتي، من

على الجدية التغييرات من الكثير ،تنتابه المواسم والتعب الكد رغم الأفعال. تراهم وردود الأمزجة بعضهم مع يتواصلون الشمس، ولهيب والإنهاك

ينسحب حتى والاستبشار، والود المسامحة بطوية الحمير. تجدهم معشر نحن معنا تعاملهم على هذا أحدهم أن حتى سقايتي، أجل من يتسابقون مثلا يستر جيدا.. دعه الحمار! أسقه تنس الآخر: لا يذكر

طريق على يدلني من إلى أحتاج لا أني علينا. مع أو رواحي في بنفسي عليها العروج أستطيع الساقية،مجيئي.

وشئونهم بيوتهم إلى ويعودون الموسم ينتهي أن ما يربطونني. لا كانوا الطلقاء، من ينسونني. ولأني حتى

مسمى أنفسنا على أطلقنا الحمير من مجاميع كنا في الربطاء أولئك عن أنفسنا لنميز الطلقاء،

أمر وهذا الطلقاء، يحسدون الربطاء الزرائب. كان يصل لا حميري حسد حال، أية على لكنه، طبيعي،

يتمناه ما البشري. جل الحسد وخطورة مستوى إلى الحمار كأخيه يكون أن الحاسد، المربوط الحمارأقل. ولا اكثر لا المحسود، الطليق

الزريبة من بحريتي. أخرج أتمتع الطلقاء كسائر كنت من أقررها. ورثت أنا وأحوال بأوقات إليها وأعود في والتيه القرية هجر عادة جحشا، كنت حين صباي

أحيانا. استمتع تطول لأيام والبعيدة، القريبة البراري

75

منغصات. لا دون أشاء ما وقت أصفن هناك، بحريتي به تجود مما وشبعت ارتويت قد أكون أن بعد إلا أعود

تكون ونباتات أعشاب من البراري، في الأرض، التي الأرض رائحة البليلة، الرائحة بتلك مشبعة ارتويت قد كذلك الحمير. وأكون معشر نحن نعشقها

بولع هناك. أمارس )إناثنا( المبعدات الأتان براري في - فصيلتي من الأتان مؤانثة منغصات ودون وشغف الأنثى. في الدخول يعني حميري اصطلاح المؤانثة

أدق باعتباره شورتنا، مجلس اقره من للمعنى توصيلا من بشيء البشر تشعر التي الأخرى المترادفات

يمارسونها أنهم رغم يذكرونها، إذ والتحرج الخجل رقابية، عراقيل من ستسببه ما عن ناهيك يوميا، في الناشرين- هناك من مساعدتنا يحاول من بوجه

أتان كل الأتان. لأن تنقصني تكن لم البعيدة البراري حياتها لتعيش البراري، إلى إبعادها تم والمدن القرىالذكور. عن بمعزل عادة كانت تلك أن الحمير؛ كبار ذاكرة حسب

في حدثت البعيد. بل القديم في تكن لم مستحدثة، تقديرهم حسب لها قريب. كانت قديم كثيرة، أسبابا المؤانثة تمارس كونها ذاتها، الحمير يخص ما منها

تلقائية، طبيعية، بطريقة لبعضها حاجتها وإشباع العلانية بذات فعلها على البشر يتجرأ لا شفافة،

تتفاوت بإثارات يتسبب كان الذي والشفافية. الأمر يكون من بين حدتها يكون من وبين مراهقة أو مراهقا

من بشكل ومارسه الشيء ذلك على تعرف قد كانوا دواخلهم في البشر أن كبارنا، الأشكال. يعتقد

حل في والبسيطة، الطبيعية طريقتنا على يحسدوننا الكبر يبقى لكن عندهم، العويصة المشكلة تلك

التعلم فضيلة عن بعيدا بهم ينأى البشري، والغرور

76

منزلة أوطأ يعتبرونه ممن بالتعلم بالك ما بعضهم من منهم. لذلك، يعاملوننا أخذوا منا، التعلم من وبدلا

أسباب ثمة هناك شريرين. وكانت وحسد بعدوانية فصيلتنا من الكبار ولا أعرف لا حقيقة، بشرية، أخرى وعلامات طلاسم شكل على ظلت كنهها، عرفوا

بالبشر حل أجوبة. ماذا عن باحثة تصرخ استفهام وإناثها الحمير ذكور بين القسري الفصل ذلك ولماذا الكثير وغيرها الزرائب..؟ في الذكور ربطوا ولماذا

من فهم بلا أجوبة. لنقل بلا ظلت التي الأسئلة من حينها في سمعوا منا، الكبار بعض الحمير. لكن جانب

الإناث نفي عمليات على أطلق من البشر، بين من الأمة(..!! حال )إصلاح مسمى تلك، الذكور وربط نحن علاقتنا ما يفهم لم الكبار، أسلافنا من أحد لكن، الحمير تتناقلها الأسلاف روايات الأمة. ظلت بحال

أن وقتها؛ لاحظوا آخر. لقد إلى حمار من شفاها بأنفسهم. بدءوا قد بالحمير يبدءوا أن وقبل البشر قليلة، شهور غضون في رجالهم، عن نساءهم عزلوا

في نساء يشاهد السائبة الحمير من أحد يعد لم في يسير من وأسواقها. كل والمدن القرى شوارع

أن الذكور. رغم من كانوا قائمتين على الشوارع غريبة كائنات أحيانا، يلمح أن يستطيع كان منا الواحد من بالكثير ملفوفة لكنها قائمتين، على كذلك تسير

مذعورة كائنات البشر، يستخدمه الذي القماش بلا العموم على وهي أمرها من عجلة وعلى

هن الغريبة الكائنات تلك كانت إن ندري ملامح..!! لا أو هبطت نعرفها لا أخرى كائنات هي أم النساء،نساءهم. محل لتحل القرية إلى وصلت

لنا دخل لا مشكلتهم، المشكلة كانت الحد هذا إلى البشر، مع زالت وما كانت الأزلية مشكلتنا فيها. لكن

77

وقناعاتهم مشاريعهم ضمن إدخالنا على دأبهم هي ليجعلوننا البشرية، من بهم. هذه نتشبه عنا رغما

أن نحاول لا مثلا، الكثيرة. نحن البشرية المفارقات لا أنهم معرفتنا رغم بنا، التشبه على نقسرهم منهم وحتى به، والتشبه سلوكنا تقمص عن يتوانون

ظهورنا، على المعروفة حاجاته بقضاء يكتفي لا من سوى لها تصلح لا التي الحاجات تلك حتى يلج بل

نسائهم. حتى ولا رؤوسنا نشغل لم قلت، كما جانبنا، من

بأنفسهم ليفعلوا يفعلون، لا أو يفعلون بما مؤخراتنا شملتنا، وقد تلك الفصل سياسة يشاءون. إنما ما

التشوش من الكثير ينتابها الحيوانية حياتنا جعلت محلها. غير في الحمرنة من والكثير بل والارتباك، لأسباب إلا يكون لا عرفنا في التحمرن أن معروف،

وضع ومعها نصابها، في الأمور وضع تستدعي وجيهة، القسري، الفصل ذلك معنا. بعد البشر لسلوك حدود

صرنا بدونه، أو بسبب السائد هو التحمرن غدا كذلك. بعضنا على بل فقط، عليهم ليس نتحمرن

تلوث العداوات بعض وبدأت بيننا المناوشات كثرت أن منا. أعترف الربطاء نفوس الأخص على النفوس،

والأكثر الأعوص هي كانت منا الربطاء مأساة إيلاما ربطهم فوق هؤلاء لأن معهم، للتعاطف ومدعاة

من ممارسات معهم تمارس كانت حريتهم، وحجز لحمار يمكن لا البالغين، الرجال وحتى الصبية قبل

على أنها طويلا. رغم عليها يسكت أن نفسه يحترم الفصل سياسة ووليدة استثنائية تكن لم العموم

بحدود إنما تمارس، كذلك مضى فيما كانت الجديدة، التغاضي صدره وسعة أناته بطول الحمار يستطيع

نتسامح الطلقاء نحن كنا كله عنها. لذلك مع كثيرا

78

لم إذا يفعل أن بوسعه ماذا المربوطين، أحد حمرنة كنا الطليق..؟ شبيهه غير عليه يتحمرن من أمامه يجد

الحمير بسلوك لائق غير نراه مما الكثير لهم نفوتبعضها. مع

الحميري، الجنسي الفصل عملية أن الكبار يقول الفصل سهولة بذات تكن ولم طويلة، مدة استغرقت

الحمير إناث كل إقصاء خلالها البشري. تم الجنسي في الذكور البعيدة. وربط البراري إلى وإرسالها

ما عملوا منهن، العائدات أمر الزرائب. ولمعالجة من مجاميع الحصاد. كانت أيام حراسات يشبه

مسافات على بالقرى يحيطون وصبيانهم شبابهم إلى الحنين بها يأتي من كل إبعاد يتولون بعيدة،

تفرقة وبلا وحسم بقسوة البداية منذ القرية. تعاملوا عنيدات أتان ثمة أن فقير. غير أتان أو غني أتان بين مع تعاملوا الذكور. لقد هجران على قادرات غير

غليظة بعصي يضربونهن كانوا وحسم، بغلظة عنادهن أن ظهورهن. حتى تدمي معدنية وأسلاك أعدادا

حياتهم دفعن منهن، بولغ قد ربما كانت، لحمرنة، ثمنا تلك على التحمرن عليهن كان جانبهن. ما من بها

منقطع بحزم شرائعهم تنفيذ قرروا بشر مع الشاكلةالمرة. هذه النظير

حتى طويل، وقت إلى الأتن احتاجت حال، أية على اعتدن متطلبات من الخالية الجديدة البيئة على أخيرا الذكور. الحمير من كذلك الخالية لكنها البشر، ونزق

الطبيعة إلى تميل الحيوان غريزة أن صحيح كاد البشر، مع والعمل التدجين طول إنما والبراري،

سداها جديدة، سلوكية عادات لنا يستحدث أن لا القوت، تحصيل من البشر به يجود ما على الاعتماد

في الطبيعة ذاكرة من تبقى وبما الذات. كنا على

79

بهن. البشر فعله ما على الإناث نحسد أجسادنا، لم كذلك. لكنهم معنا يفعلونها متى النفس ونمني

القادرين غير تلك لأعمالهم ادخرونا لقد أبدا، يفعلوهابدوننا. عليها

كنا الحميري، الجنسي الفصل بدايات في من جميعا تفارقنا لا والألجمة والأوتاد الحبال كانت الربطاء،

بهجرة نفعلها أن من خافوا الزرائب. لعلهم في حتى ما لنا يوفرون البعيدة. كانوا البراري إلى جماعية

وقشور وقش حبوب من ومزابلهم، زرائبهم به تجود أرادوا الزرائب. لعلهم داخل مربوطين ونظل وماء

إلى الذكور أحد انفلات إذ الكامل، النجاح لخطتهم الإناث، برية أن جديد. أو من سيجلبهن ما سريعا

متوارين الذكور بقاء تستوجب كانت نفسها خطتهم بالتوتر تتعلق لأسباب الزرائب، في الأعين عن

بسبب الذكري، الحمار لعضو الدائم شبه والتمدد هي بها، لنا المسموح الحرية للأتان. كانت افتقاده الحمار. ساق إلى الوتد من الممتد الحبل بطول هنا لحاجات الحصاد مواسم غير في إخراجنا يحصل رائحة المشاوير تلك في نتنسم تخصهم، وهناك إناث روائح من الهواء يحمله وما والطبيعة الأرض والحبال اللجام مع لهن الوصول يمكن لا بعيدات

والسروج. كبارنا ذاكرة حسب الحال دامت طال. حتى قد وقتا

بهم ستحل كارثة ثمة أن سنين طول بعد اكتشفوا الحمار أن هي تلك حصادهم، ومواسم وبأعمالهم

بسهولة. في آخر حمار محله يحل لا منا، يموت الذي من والشراء، البيع بطريقة مشكلتهم عالجوا البدء

أو القرية ذات من آخر لشراء يسارع حمار، له يموت أخرى، قرية من مقتطعا محصوله عائد من شيئا

80

الحمير بين من الموتى أعداد كثرة لكن السنوي، زالت ما ولأسباب السنين من سنة في حدثت التي

الأكثرية جيوب قدرة فوق أثماننا رفعت لنا، مجهولة سعر يفوق الواحد الحمار سعر الدفع. غدا على

السنوي المحصول عائد يساوي أن يكاد بل الحصان، يملك من صار لفقرائهم. حتى الحبوب زراعة من في اثنتين أو درجة يصعد الحمير، من غيره من أكثر ماذا ندري لا التي تلك البشرية، درجاتهم سلم

بهذه مشكلة حل على قادرين غير وهم بها يفعلون عبنا، في نسخر منتشين سعداء حينها البساطة. كنا

بعضهم رؤوس على ينزلونها التي انفعالاتهم على عن العاجزة الإصلاحية خططهم وانشداه وحيرتهم

صاروا بسببه، وربما ذلك المشكلة. رغم تلك مثل حل أو أبنه منهم الواحد يعامل مما بأفضل يعاملوننا

لنا، بحاجة أنهم الحميرية، ببديهتنا السبب أخاه.عرفنا يموت لا أن يمرض حين منا الواحد يتوسلون كانوا

الأبواب. على والموسم ويخذلهم في وحرنت الموسم خلال مرة مرضت أنني أذكر

"أبي أولاد من اثنان معي الطريق. كان منتصف معي أبوهم أرسلهم جهة، من واحد عبدو" كل

من الحر ولهيب تعبهما رغم يتوانيان لا لرعايتي. كانا المغمس الكلام أجمل مسامعي على يسردا أن

الأحوال، تحولت كيف ترون والتودد. هل بالتوسل رعاية تحت أسير الآن بمفردي، أسير القديم في كنت لها الحاجة بأمس هم التي العاملة، أياديهم من اثنين أو بالعصي ضربنا عادة تركوا الحصاد. لقد في

ما على الندم إحساس داهمهم منذ زمن، منذ السوط كنت مرضي بإناثنا. رغم فعلوا ومرتاحا. إنما فرحا

بشري إحساس هذا بهم، الشماتة حد يصل لم فرحي

81

أود حقيقة الحمير. كنت معشر نحن نجربه لم حرنت لي. لكني حاجتهم مبلغ أرى وأنا مساعدتهم

التحكم على قدرتي عن خرجت لأسباب قلت كما أحدهم قوائمي. أنزل بحركة ظهري على من كيسا بالتخفف أحسست عندها هو، ظهره على وحمله

وأوقفني المرض غلبني مسافة بعد بينهما، ومشيت ظهره. على الآخر الكيس بحمل الآخر قام جديد، من

وهما الظهر فارغ الهويني بينهما أمشي صرت هكذا فعل هكذا كان مضى الأكياس. فيما عني يحملان صاحبه يكلف حماري والزجر الضرب من أطنانا

أنزلوا المخزن، إلى الثلاثة نحن وصلنا والشتائم. لما الزريبة. أعطوني إلى بدلال بي وساروا حمولتهم

هناك أرق مع وتركوني والماء البرسيم من مزيدا العاجل. بشفائي والرجاء التمني عبارات وأنعم

ذلك، نسوا ربما الوتد، إلى ربطي دون حتى تركوني على قادر غير كنت له، حاجة بهم تكن لم وربما

وحدب رعاية من أيام الشديد. بعد لمرضي الحراك حالتي تحسنت ورجاله، عبدو" بنسائه "أبي بيت كل

الإحساس ذلك العمل. داهمني على بالقدرة وشعرت أجساد تشوي كانت ظهيرة وقت والقوة، بالقدرة

الزريبة باب العاري. دفعت الخارج في الحاصدين وخرجت برأسي رأوني، أن وما الحقل. هناك، قاصدا

إلى وعودتي بشفائي واحتفلوا مشاغلهم تركوا حتى على يربت وذاك رأسي من يقبلني هذا العمل، عبدو" "أبي وصوت الماء لي حمل وثالث أردافي

ولغطهم أصواتهم فوق آمرا بأكثر تحميلي بعدم منذرا استغلال بإمكاني كان فقط. بالطبع، واحد كيس من

الزريبة في والبقاء الدلال حالة آكلا انتهاء لحين شاربا لي تسمح لم الحمارية أخلاقي إنما الحصاد، موسم

82

قادر وأنا لي بحاجة أنهم أعرف البشري، الفعل بذلكالمساعدة. على كانت خطوة، عبدو" بأول "أبو خطا اليوم ذلك منذ يكن لم العويصة. خطوة أزمتهم فك إلى السبيل هي هو بغريزتي أنا إليها أرشدتهم التالية، لأبعادها مدركا

بنجدتهم الواضحة ولمأثرتي الحصاد الحيوانية. بعد عبدو" "أبو قرر الحمير، إلى والحاجة العمل عز في

وحبلي لجامي يفكوا أن أمرهم سراحي. هكذا إطلاق اذهب لي؛ هواي. قال على وأمرح اسرح ويتركوني

قرية في الطلقاء أول أنا الطلقاء.. وكنت من فأنتعبدو". "أبي من الشمس قرص بزوغ ومع التالي، الصباح في

الأرض أرى كنت البعيدة، الأفق زاوية امتدادا أصفرا طول على والحبوب، والقشور السيقان من

الحصاد. أكلت مساحات ثم الماء، من وارتويت جيدا الرائحة تلك أنفي دهمت البعيدة. هناك البرية قصدت أحشاء روائح من بكثير اختلطت رائحة الحبيبة،

رائحة تجتذبني كانت الروائح كل بين من الأرض. لكن جسدي. ظللت في عضلة كل تشربتها رائحة بعينها، تلك من أنفي على انهيالها مسيل هدي على أمشي

جسد بها ينضح البعيدة، الإناث رائحة البراري. أنها عرفنا في يوجد الذكر. لا لملاقاة المهتاجة الأتان

البشرية عاداتكم في تسمونه ما الحميري تلك من تطلبه أنثى أي يعرف منا الذكر بالاغتصاب،

الذكر تعرف وهي جسدها، بها ينث التي الرائحة وهي يقصدها عينيه. هو بريق من عنها الباحث

تقصده. وقت طوال مني استغرقت بعيدة، البراري كانت لقد أسير مرات. كنت لثلاث الأعالي في الشمس بقاء

83

الحمير. وصلت غير يملكها لا أنفية ببوصلة مهتديا فردوسي.. إلى نعيمي.. إلى إلى أخيرا. وصلت

فيها أدخلنا التي والاحتصار، الكبت سنين من خلاصي البشر بهن. وولعي شغفي أنوفنا. مارست عن رغما كنت استثن لم جميعا، معهن كريما جسدا واحدا

مؤانثة، من يلزم ما له أفعل أن دون برائحته، ينضح حريف بنثيث المندى العارم الشوق ذلك فيه لأطفأ

حارق. كن البرية شذبت أن بعد متوددات، جميعا البشر. من اكتسبنها التي السلوكيات من الكثير فيهن دلال لا مخاتلة، لا مكر، لا الأولى، طبيعتهن إلى عدن الحيوانية بقايا من والتمنع العض حتى فيه، مبالغ

يكون. ما وأجمل بأقل معي مارسنه المتوحشة، ذلك تلمح حتى طويلا، تنتظر منهن الواحدة كانت

مني، تقترب عندها بها، رغبتي على الدال البريق أذني تعض بجسدي، تتمسح بأسنانها تتجول ثم أولا رأسي مدار على لذيذة عضات تعض الحادة، الصلبة

بعضنا نتشمم حولها، وألتف حولي تلتف ووجهي، وقتا فقط ذلك ذلك.. بعد روائحنا.. بعد من لنرتوي طويلا

هناك. علينا حرموه الذي بالفعل نبدأ كان تنقضي، كيف بها اشعر لا التي الأيام تلك في

أكن الصفنة. لم هو ينقصني الذي الوحيد الشيء طويلا، أصفن في الدخول قبل أداهم ما كثيرا

مبلغ وبلغ صبرها كيل طفح قد بواحدة الصفنة، صفنتي تكدير في فعلتها عن اللاصبر. أتغاضى

الأيام تلك مني. كانت تريده لما واستجيب لا أياما الحد إلى طال، قد القرية عن غيابي أن تنسى. يبدو

الرجل لوم إلى ودفعتهم الظنون به ساورتهم الذي سراحي. لكني إطلاق فعلة على عبدو"، "أبي الطيب

عودتي أدري. بعد لا هناك، بقائي طال عدت. كم

84

بين اختلاف من كان مهما كنت، عبدو" أين "أبو عرف نظل لكننا والحمير، البشر بعضنا. لم ونفهم ذكورا مع يردد الزريبة. وظل أدخل دعاني شيئا، لي يفعل انتابته التي المخاوف تلك مسموع بصوت نفسه طلب لي. ثم الذئاب افتراس احتمالات من لغيابي

في تكن والماء. لم الحبوب لي تقدم أن ابنته من كنت للأكل. لكني رغبة عبدو" وابنته، ل-"أبي ممتنا

بحنو وتربت رأسي على تمسح وهي ابنته خصوصاالبنت. تلك وعطوف حنون كانت ظهري، على

هناك أن أيام بعد عرفت إطلاقها. تم الحمير من كثيرا كل تزايد. كان في الطلقاء نحن أعدادنا غدت حتى يطلق فلاح تلك بأنفه يقصد ويدعه حميره من واحدا

تقصر أو تطول قد مدة بعد منها البراري. ليعود الصحة، موفور منتشيا، الحمار، يقرره ما حسب حيث يقوده أن غرير طفل باستطاعة حد إلى وطيعا

وأخرى حمرنة بين الفاصلة الفترات يريد. تباعدت جديد، نوع من علاقات بدلها وحلت الطلقاء، بين فيما

بينهم فيما بالنسج أخذت ثانيا. علاقات البشر ومع أولا غدا الذي الفهم، ولحمتها سداها المرة، هذه مشتركا

أن الحمار. صحيح يريده وما البشر يريده ما بين كان ذاك فعلهم وراء الدافع لكنه هم، لمشكلتهم حلا

كان خطوة يتقدموا لم أنهم كذلك. مع لمشكلتنا حلا البراري، في الإناث ظلت الخطوة، تلك من أبعد

والتمييز الزرائب محيط في أو الزرائب في والذكور منا. الربطاء يخص فيما البشري الفهم سيد يزل لم ليس الحمير، بين التدوير سياسة إلى يهتدوا لم

يترك الحمار ذات بالضرورة الوقت طوال طليقا بين يناقلوا أن الممكن من كان الزرائب، في والبقية

نصفه من ويرتوي مبتغاه الجميع ليحقق حميرهم،

85

كونهم الآخر. إنما بالغير الإحساس محدودي بشرا لم فقط، البشرية مصالحهم لتحقيق ومدفوعين

اختيار للجميع. ظل العادل الحل هذا إلى يهتدوا العشوائية إلى تنتسب لقواعد يخضع الطليق، الحمار

الحالات. غالب في والمزاجية التمييز لسياسة الكامل رفضي تثبيت مع هذا، أقول تعيش الحيوانات يتركوا لا هم الأصل. لم من تلك

فيما تفعل كانت كما وعلنية بشفافية الحيوانية حياتها لينزلوا غيرها، دون الحمير اختاروا هم مضى.. ولم

ما تلك.. ثم الإصلاحية تشريعاتهم غضب جام عليها نفوسنا خربوا وهم يصلحوه أن أرادوا الذي

القرية في أخرى حيوانات ظلت ونفوسهم.. ولماذا عضو انكشاف كان إذا هي..!!؟ كما حياتها تمارس

استفز الذي السبب هو الواضح وبروزه الأنثوي الأتان الحصان استثنوا لماذا شرائعهم.. طيب، شيوخ مخيلة

الجديدة.. هل التشريعية السياسة تلك من والفرس الحصان بروزا..!؟. ظل أقل أم أصغر الفرس عضو

عيونهم من مرأى على الفرس مع يفعلها مع والديك البقرة مع يفعلها والثور ومشاهداتهم

هم فقط الحمير النعجة.. لماذا مع والكبش الدجاج الذكري العضو آخر.. هل سؤال ثم الاستثناء..!!؟

هو وضخامته بطوله والمعروف المكشوف للحمار، مشاعر على خافوا هم لإناثهم.. لماذا إثارة أقل

ظلت إناثهم..!!؟ مشاعر على يخافوا ولم ذكورهم الحمير أعضاء على الوقت، طوال تتفرج النساء

المتوترة المنتصبة يملكن ولا الربط طول بفعل أبدا بآهات مخلوط تهامس بعضهن، مع التهامس غير

ربما عبهن، في الضحك من يخلو ولا وحسرات وأناتالرجال. إصلاحات من سخرية

86

البشر أفعال من واحد شيء يكن لم العموم، على أو مقنعا مفهوما عليهم خافوا من وأن لنا. خصوصا

والنفي التهجير عمليات وبعد المشاهدة، لوعة من شرائعهم شيوخ أراد معنا. ما يفعلونها صاروا لإناثنا

ذكور مع إنما الحدوث، في استمر قد تجنبه منالمرة. هذه الحمير تأخذنا الحوادث تلك كانت التدخل حدود إلى أحيانا

مداولاتنا في نحبذه لا الذي الأمر شؤونهم، في عليها نقفل لذا شي، إلى نصل لا أننا الحميرية. نعرف

شؤوننا. إلى ونعود عبدو" "أبو خطاها التي الخطوة تلك كانت قلت، كما للحمير الدائمة ضائقتهم فكت التي الخطوة هي

نزوة كانت مقصودة، تكن لم أنها رغم الذكور، الحل وجاء مكافأتي، لمجرد الرجل فعلها استثنائية الحيواني. فعلي من الضائقة، تلك فك الذي الحقيقي

فعلته بتشريعاتهم لا الحمارية بغريزتي مسترشداالبشرية.

القرية استحدثت الاكتشاف، ذلك بعد جديدا، موسما مسمى عليه مواسمها. أطلقوا باقي إلى أضافته إناث تكون الموسم هذا الجحوش(. في صيد )موسم

الولادات، بين وضعن قد البراري، من كثيرة ذكورا من مجموعة قرية كل الطلقاء. ترسل مؤانثات

البرية، وشعاب بدروب العارفين الأقوياء، شبابها لسد القرى، إلى بهم والعودة الجحوش أولئك لصيد

البعيدة، البراري تلك إلى الحميري. يخرجون النقص وزوادات والألجمة الحبال من بعدتهم محملين

هناك الطعام. يمكثون فرح فيها وليال. ينتابهم أياما هواء ذاتها، البرية عروقهم في تضخه أسارير وانطلاق

والروائح والغبار الأتربة شوائب من صاف عليل

87

يحده لا الذي الامتداد ذلك ثم زرائبهم، في الكريهة مع الأتان قطعان ترعى حيث البعيد، الأفق غير

وتتناغم تنسجم ملونة، مجاميع شكل على مواليدها، والأبيض الأسود فيها الطبيعة، ألوان مع ألوانها

تجدها الحميري الطيف ألوان كل والبني، والرمادي غدت البرية لأن هناك، وربما البلد أتان لكل مرتعا

كذلك. المجاورة البلدان صيادي وانطلاق مرح إلى يضاف آخر سبب

عن بعيدين هناك الحرية. يكونون هو الجحوش، الممنوعات أصحاب من والشيوخ الكبار عيون تلصص

من تحلل رحلة في كأنه منهم الواحد الكثيرة. يبدو إلى وألفة لحمة والممنوعات. تشدهم الالتزامات كل

تنشب حيث الزرائب، قرب هناك يألفوها لا بعضهم بشرية، وحزازات عداوات والآخر الحين بين بينهم

وأنانية..إلخ وغرور حسد من البشر طبائع تفرزها أمد إطالة الحالات من كثير في يحاولون أنهم حتى

حريتهم صيدهم. يداورون حتى تمتد إضافية، أياماالقرية. من معهم جلبوها التي أطعمتهم زوادات تنفد مع يمارسون البعيدة البرية في كانوا ذلك، إلى وهم

بعلنية نسائهم، مع يمارسونه أن يجب ما الأتان كل يصطادوا أن بحتة. بعد حمارية وبشفافية جذوع إلى لربطها ويطمأنوا الصغيرة الجحوش في يدخلون لديهم، المتوفرة بالأوتاد أو الأشجار

كذلك. يعمل وربطها الأتن صيد على جديدة منافسات زريبة شكل على الأرض، على وهمية دائرة منهم كل

الزرائب، حدود من الانتهاء أتانه. بعد فيها يضع خيالية قد تكون التي الأتان، وتطويع ترويض مرحلة تبدأ

والرضوخ البشر طاعة عادة طويل، زمن منذ نست حيث من الجميع يتساوى لا الممارسة، هذه لهم. في

88

يبخلون لا لكنهم التطويع، ووسائل والدراية الخبرة الأمر. لزم إن والمساعدة بالمشورة بعضهم على الأمر كان حال أية على مشاعا بينهم، فيما وعلنيا

فيها متجاورة. يقضون الخيالية زرائبهم ومنتجعات الشهور احتصارات كل عن التنفيس رخاء في أياما

وآخر. موسم بين الطويلة تأخذهم والحرية والانطلاق المرح كان ذلك، من أكثر

الآخر. -هنا للبعض بعضهم مؤانثة حدود إلى بعيدا، يجري الذي لأن المؤانثة، مصطلح وأسحب استدرك

ملاوطة- ذكر..!! يعني في ذكر دخول كان هناك نشاهد نكن لم القرية في أننا الحمار.. صحيح يواصل

حصلنا البرية في لكننا، الذكور، بين مواقعات هكذا البشر سلوك يظل المشاهد. حقيقة، تلك مثل على

يواقعون هم الحمير!! لماذا معشر نحن يحيرنا الأتان.. ولماذا مؤانثة رخاء لهم توفر أن بعد بعضهم،

يواقعون بينما وشفافية بعلنية الأتان يؤانثون هم الأخاديد ظلال مقتنصين تامة، بسرية بعضهم

والفعل ذاك كل الليل.. لماذا وظلام والأشجار البشر فهم على قادرين غير سنظل واحد..!!؟ لأننا السوي.. ربما غير وسلوكهم وحاجاتهم ونزواتهمحمير!!

أن البراري، إناث من هناك علمت قد منهن بعضا من عدد خلف تقع بعيدة، أخرى براري على تعرفن نزوة في وآخر حين بين يقصدنها الدولية. كن الحدود

المنافي، تبديل تشبه خالص أتاني منفى من بدلا يذهبن الطلقاء، بعض وتصدق رحمة تحت فيه يكونن

البراري تلك إلى سليمة. حيوانية حياة عن بحثا إلى بعد يتوصلوا لم البراري تلك بشر أن يروين؛ الحمار بين هناك يفرقون الأتان. لا اجتثاث قانون

89

واحدة زريبة في بعض مع يجمعونهم بل والأتان، مغامرة المغامرة، هذه الاثنين. لكن على ويشتغلون

كل بها تقوم لا جدا، البعيدة الحدود تلك إلى الوصول ذكر حمار مع التواصل من المحرومة تلك إلا أنثى،

من مرحلة في دخلت قد تكون أنثى طويلة، ولمدد التي الأسود، اليأس مرحلة الحيوانية، المراحل أخطر

تطلقها التي الحريفة الرائحة تلك منابع بجفاف تنذر البراري تلك وتقصد بعضها تأخذ أجسادهن. عندها

فراضيات الإناث، من الغالبة الكثرة البعيدة. أما الذكور بعض وعطف البشر قبل من المقنن بقدرهن

الثقة شهادات على الحاصلين الطلقاء أمثالي، منالزرائب. مالكي من الكاملة المنوال. أتعب ذلك على طويلة لسنين ظللت

الحصاد. موسم أيام ظهري جلد ينسلخ حتى وأشقى بعده. تأتي التي المواسم في ذاك كل أعوض لكني عبدو" من "أبي زريبة في للربطاء بالنسبة كنت

المتروكون هم بحالهم، المحظوظين. مقارنة من حرمان مقنن، شرب مقنن، أكل لمصيرهم، لكنهم يحسدونني، كانوا أنهم المؤكد الإناث. من

بجهدي إليه وصلت ما إلى وصلت مخطئون! لقد كانوا الاستثنائية، الحمارية تحملي وقوة وكدحي موسم خلال الواحدة المرة في ظهري على يحملون يوازنون العادي الحمار بينما أكياس، أربعة الحصاد، إلى حماريتي أمارس غير. كنت لا بكيسين جسده الاستحسان ضحكات أرى وأنا الأقصى، مداها

تعلمت حتى البشرية، لا البشر أن ومتأخرا، تاليا كان إذا إلا الحمار، ويمدح يستحسن طيعا راضيا

وأذهب الأكياس أنتع مدى. كنت لآخر باستحماره اسأل أن دون راكضا، أعود ثم المخزن حتى راكضا

90

حمار.. هل يا تركض الشرعي: لماذا السؤال نفسي في سيجلسونك شيئا.. هل الأمر من يبدل ركضك

في الأقل على رأيك ويسألونك مجالسهم كنت شؤونك..!؟ السوية الحمير أخلاق أمارس حمارا

والخداع. والمواربة الخبث على المجبولة غيرالطريقة: القصة هذه اسمعوا والآن الكائنة الزرائب إحدى وفي الأيام، أحد في حصل قرب صبيان، تشاجر أن القرية، بيوت تجمع خارج

الأخر رأس أحدهم الربطاء. فج من حمار مؤخرة الحمار. سالت به ربطوا وتد بمثابة كانت بحديدة إلى الأمر وصل حتى والعويل، البكاء وكثر الدماء

وظللت شاهدته الذي الكبار. الغريب اضحك زمنا الكبار أن تذكرته، كلما أو المشكلة حل من وبدلا

واصلوا قد وجدتهم المفجوج، الصبي رأس معالجة وفج وضرب وتهديد صراخ الصغار، بدأه ما بدورهم

من دوامة في بكليتها القرية دخلت ودماء. حتى حتى ولا ستنتهي، وكيف متى يعرف أحد لا العنف على الأثناء تلك في كنا الحمير أطرافها. نحن نعرف كنا البشر. لكننا ولمشاكل لنا ما كالعادة، الحياد الغباء ذلك من ساخرين بيننا فيما التكشيرات نتبادل

والضرب الشجار دخل من منهم البشري. رأينا من حدث، الذي ما بعد يعرف لم وهو والفج والشج

الواحد ولماذا. يجلب الضحية هو ومن الجاني هو العراك. الجميع مع موعد على وكأنه سلاحه منهم أي يسأل أن دون ويهددون، ويضربون يصرخون كانوا هذا كل لماذا ترى جاره.. يا يسأل أو نفسه منهم هذا سألوا لو لأنهم تسيل..!؟ والدماء والفج الشج

الحمار مربط في لوجدوها الإجابة، وتحروا السؤال أياما، عندهم الحال مؤخرته. استمر عند وبالتحديد

91

إلى متحولة نفسها، على القرية خلالها انقسمت البيوت، على غارات حذر، حرب. تربص، ساحة ولم كثيرة دماء سالت المحصلة، رهائن. في خطف حصل المعقول: لماذا الوحيد السؤال منهم أي يسأل

الأصل..؟ من الجنون ذلك كل حل إلى توصلوا أخيرا الحمير نحن منها نفهم لا التي بطرقهم المشكلة

زرائبهم. في كبيرة تجمعات حصول شيئا. شاهدنا والتهديد والعياط الصراخ سوى منها يرشح لا تجمعات بالأيدي العراك سيواصلون وكأنهم والوعيد،

ثم وأخرى، لحظة بين والسوداء البيضاء وبالأسلحة من فسحة الصراخ، وذلك الفوضى تلك كل يعقب حركة أصوات سوى تخدشه لا الذي والصمت، الهدوء

إلى النساء زرائب من تنقل وهي والصحون الصواني تقال مهموسة أوامر من يرافقها وما الرجال زرائب

دوامة عن تخرج لا والمراهقين، للصغار العادة في بوليمة يتعلق الأمر أن وملحقاته. نفهم الطبيخ تأمين

الخرفان من عدد ضحيتها راح واللحم، الرز من يكون أن بعد المتخاصم، الجمع ذلك ينفض الغبية. ثم

قوائمه عليه تستطيع ما أقصى غرف قد منه واحد كل جاءوا التي للمشكلة حل دونما لكن العلوية، أصلا

من أخرى زريبة في أيام بعد غيره تجمع لحلها. ينعقد غبية؛ أقول الغبية، الخرفان من بعدد ويضحى زرائبهم

الطويلة، الماعععععععع تلك غير لها نسمع لم لأننا بالمصير قبول أم احتجاج هي هل ندري؛ لا التي

حل لا ذاتها، هي البشر. والنتيجة بطون في البائس إلى يصل صار واللحم. حتى الرز وليمة أفق في يلوح

كانوا لعلهم أخرى، قرى من غرباء رجال القرية كانوا البشر، هؤلاء على ما نوع من بسطوة يتمتعون نظيفة. لكنها القرية في معتادة غير غريبة بملابس

92

دون المشكلة أولئك حل كيف بالضبط ندري لا أخيرا، موقع على الكشف الأقل على أو السبب معرفة الحمار الحمار. ظل مؤخرة عند الحدث في مربوطا كأن ذاتها، ألعابهم إلى ذلك بعد عادوا والصبية مكانه يختلون الملثمون استمر يحدث..!! كذلك لم شيئا

المعزولة الزرائب تلك في ببعضهم بيوت عن نسبيا وخوف بعصبية الشيء، ذلك ليمارسوا القرية،

يسأل: ظل المربوط الحمار حال واستعجال. ولسان ينظر لا يمارسونه.. ولم فعل من يخجلون هم لماذا

الزريبة يدخلون شريكه، وجه في منهم الواحد ويخرجون ملثمين المواقعة ويمارسون ملثمين،ملثمين.

منا، حمار أي وسألوا أنفسهم كلفوا أنهم لو أعتقد من ولأنجيناهم المشكلة، جوهر إلى أرشدناهم لكنا أنهم بعضهم. إلا على الغبارية والغارات المعارك تلك كذلك حميرا. ونحن يعتبروننا لأنهم يسألونا، ولن لم شؤونهم قريب من ولا بعيد من لا تعنينا ولن لم

وشجونهم. التكشير يكشر. فعل أن يريد أنه الحمار على بدا هنا

على للموافقة أما حالتين؛ في الحمار يستخدمه الفرق واضح هو شيء. كما من للسخرية أو شيء أنه الدلالتين. إلا بين كبير حيرتنا استدرك ما سريعاوأوضح: تلك تكشيرته من

البشر.. واسخر غباء من أصدقائي يا أسخر كنت من الحمير. كثير معشر نحن حيرتنا من كذلك

إجابة على نحصل أن دون بيننا، فيما نتداولها الأسئلة تدعون وأنتم إجابات عندكم عليها.. هل شافية مقنعةعنا..؟ والدفاع فهمنا

93

رأسه الأمير أدار أقول تسأل: ماذا وعيونه بيننا، دائريا إلى إجابة. عاد مشروع وجوهنا على يجد لم له؟

الحمار:أسئلتك. على يتوقف - هذا الفور على الحمار أردف قال: الأمير وكأن مستبشرانجيب: ونحن تسأل أنت نعم، أن بعد عليكم سأطرحه لكني واحد، سؤال - هو

لكم الحكاية. سأسرد هذه إلى تستمعوا من شيئا القصة البشر. اسمعوا مع يومياتنا وقائع ثم ومن أولاالسؤال: يأتي

الذكري. عضوه تورم من الشبان أحد مرة اشتكى أن عضوه. ما في يطاق لا ألم على الصباح في نهض

رأيته نومي من نهضت أدري، يجيبهم: لا حتى يسألوه عزا من الحقيقة. منهم قول على يتجرأ هكذا. لم

العراء، في الصيفي نومه أثناء دبور قرصة إلى الأمر دعوه خاص نوع من نمل قرصة إلى عزوه آخرون

النمل شوارب رأوا كيف أدري شوارب( ولا )أبو له يرى. وصفوا بالكاد ذاته والنمل يشرب أعشابا تضر لم كلها، المسكين جربها أخرى، وأدوية نقيعها

صار حتى ويتمدد، ينتفخ الشاب عضو تنفع. ظل ولم يهدأ لا الشاب والصديد. كان القيح منه ينز أيام بعد

الأنين من والنهار الليل طوال إذ والتشكي. خصوصا الحقيقة. قول يأبى ظل مثانته. لكنه عليه تضغط والمتضخم، المتقيح عضوه مع الشاب معاناة طالت جميلة، دجاجة له ذبحوا أن بعد شيوخهم أحد له جلبوا

في يعلقها أخرى أشياء وأعطاه أشياء هذا له قرأ في وليست الفتى رقبة في المشكلة وكأن رقبته،

النازف عضوه مع ومعاناته الفتى آلام عضوه. بلغت قيحا، وعاد المدينة، إلى يحتمله. نقلوه يعد لم حدا

94

ملونة. جلبت وأقراص ومعاجين مراهم بحزمة منها الأنين من والهدوء الراحة بعض المدينة أدوية له

والتضخم بالتكور استمر عضوه أن إلا الموصول، تطاول صغيرة. مع كرة يشبه أسبوع بعد غدا حتى

الخيال ملكة معها تطاولت المبرحة، والأوجاع الأنين معه، للتضامن الشاب يزور واحد كل البشري. ظل

له يتحزر البوح يريد لا صامت وهذا للمشكلة، سببا ابنها، مصيبة على تولول وهي الشاب بالحقيقة. أم

العيون وسهام الحسد شؤون إلى برمته الأمر عزت الشاب خطيبته. كان إلى ذلك بعد انقلبت ثم الخبيثة،

في السائرات تلك من واحدة من الزواج وشك على بالأم الخيال ملامح. طاش بلا القرية شوارع

الخطيبة. أخذ أهل لاتهام ولدها، بمصيبة المفجوعة وذات النحس وأهل النحس يردد: بيت حالها لسان كذا.. عملت وأمها كذا عمل النحس.. أبوها الوجه أم قصة عن فضائحية تفاصيل في تدخل كانت

هادئة، تظل لن الأخرى الجبهة وأبوها.. وأكيد الخطيبة التفاصيل ذات حول بدلوها تدلي الأخرى هي

والجبهتان وأسابيع الشاب. أيام عائلة عن الفضائحية فراش على يتقلى والشاب بالفضائح مشتعلتان

كزهرة جسده ذبل المبرحة. حتى والأوجاع الأنين إلى أسلمها الصيف إلى يسلمها أن وبدل الربيع فاتها

غارت المفتول، جسده عضلات يرحم. ذبلت لا خريف ولازم خدوده خسفت محجريهما، سواد في عيناه

وجهه. ملامح والندم بالبؤس والشعور الحزن بعثت طويلا. إذ الفتى تهمل لم الإلهية العناية لكن عن كلية مختلفة بدت البشر، من جماعة قريته إلى

تلك الأرض. جاءت هذه بشر وتجمعات جماعات لأغراض القريبة، البرية تربة استكشاف تريد الجماعة

95

الرجال مع البعثة في القرية. وكان من أحد يعلمها لاكذلك. نساء بضعة

الأرجاء في الكروي عضوه مع الفتى قصة ذاعت لقد بها سمعت أن الغريبة. وما البعثة إلى وصلت حتى

وزميلاتها؛ زملائها أمام أعلنت حتى السيدات، إحدى أنها رغم الشاب، هذا مشكلة حل على قادرة أنها

بعد، يفهم لم وزميلاتها زملائها من طبيبة. أحد ليست أنها رغم الفتى، ذلك مشكلة حل على قادرة أنها كيف

ولا المشكلة طبيعة تعرف لا هي وأكيد الشاب، تر لم زملائها رؤوس داورت كثيرة الحقيقي. أسئلة سببها بحاستها وربما دخيلتها في إجابات. لكنها دونما

علاجها، وسبيل المشكلة طبيعة حدست السادسة، داخلها في ووجدت شعورا لتقديم يدعوها إنسانيا

هذا توصيل زملائها من الشاب. طلبت وإنقاذ العون الفور على المترجم الشاب. تطوع أهل إلى الأمر

التالي اليوم الأمر. في بتحقيق الشاب وصل صباحا السيدة تحققت نظرة أول البعثة. من مخيم إلى

ووجه رثة بهيئة الشاب كان حدسها، صدق من الشابة المبرحة. الآلام من وتجعد الداخل إلى انخسف قد

طيلة خيمتهما تهجر أن الخيمة في زميلتها من طلبت تكلمه. ولم بعيد من الشاب إلى بالنظر النهار. اكتفت

فيها مكان لا مراحل، عدة من خطة رأسها في دارت يأخذ أن المترجم من والأدوية. طلبت للمترجم منها الخروج بعدم عليه والتشديد خيمتها إلى الشاب

)الدكتورة(. كان وصول لحين الانتظار، طال مهما تحل أن عليها الشاب. رأت وخجل حياء مشكلة أولا

إذ البقاع هذه في الرجال أن البلد في تجوالها من الوجه السافرات النساء الأخص على النساء، يكلمون

يتسبب كان الذي الأمر بعيونهن، ينظرون لا والقوام،

96

أو صدق من الآخر الطرف لدى التقدير، بتصعيب ينسوا أن الجميع من هي المتحدث. طلبت كذب إلى الأخرى هي عمله. توجهت إلى كل ويذهب الأمر

أحد مع اليوم ذلك إنجازه عليها كان الذي العمل في المكوث يتطلب العمل ذلك وكان الزملاء، المخيم، مسمى عليها أطلقوا التي الخيمة في تحديدا

أنها لخيمتها، إخلائها وقبل الفتاة فعلته )المخبر(. ما مرمية تركتها بوي(، )بلاي مجلة نسيان تعمدت الصفحات. إحدى على ومفتوحة سريرها على بإهمال الفتى أعطت سيدخل أنه متأكدة طويلا. كانت وقتا

عقدة ستحل وبالتالي المجلة، نساء أجساد ثنايا في تلك في الظهيرة حرارة اشتداد والحياء. مع الخجل والزميلات الزملاء سبات من وتيقنها الجرداء، البقعة

معها بعلاجها. أخذت البدء القيلولة. قررت لنوم حبلا قدرت الخارج، من الخيمة وتد إلى ربطته طويلا، الفتى على دخلت رأسها. ثم في حسابات وفق طوله

من التخلص فرصة تمهله لا لكي مفاجئ، بشكل الشاب كان حدسها، صدق وقد المجلة، في غارقا

ارتبك حتى رآها، أن المجلة. وما عالم تضاريس كنهها يدري لا صرخة مع أعلى إلى المجلة ورمى

لا صدرت وهبطت المجلة أعماقه. عادت من إراديا هي الأرض. أخذت إلى برأسه حضنه. طأطأ في

حضنه. كان من المجلة آلامه. نسى قد أنه واضحا ابتسمت الأعلى، إلى حنكه رفعت منه، الفتاة اقتربت أن حياته. أفهمته طيلة ينساه لن سوف بوجه بوجهه المجلة، صور إلى زالت ما تتطلع وهي ملابسه يخلع

إلى الدشداشة رفع تريد يدها، مترددا. مدت بدا ذلك بعد منها. أشارت بالتخلص هو ساعدها أعلى،

كذلك! ما سروالك أخلع أن الداء، بيت إلى بإصبعها

97

كل في تبصبص وعيونه عرقا، يتصبب الشاب زال خلع هي حاولت الفتاة، وجه إلا الخيمة داخل شيء

هو لا. بدأ متوسلة: أن بعيون يدها مسك السروال، نفسه على بخلعه. وتكور الكروي. عضوه خافيا

ظهره، خلف إلى يديه يعقد أن بالإشارات منه طلبت معاناة زاد معها. ما كان الذي بالحبل يديه ربطت

خياله قدرة فوق جميلة كانت السيدة أن الشاب،المرأة. جمال تصور على جسدها مفاتن استعراض يعتمد ببساطة علاجها كان

ذلك له. وعلى دعوة كلها حركات عبر الأنثوي، ويفعل يقوم أن المربوط إثارة ينضح لجسد شيئا

المرأة، جسد مشاهدة من محروم فتى وهو وشبقا، بتلك يضج نحافته، على هيفاء شابة بجسد بالك ما

مع المدوخة. كانت الجيلاتينية الاستداراتالزمن. جريان إبطاء تحاول الاستعراض

الشاب عيون عيونه. كانت تثبيت إلى سعت البدء في الفتاة. حتى إلى النظر باستثناء الأنحاء كل في تشرد

جسدها. ظل إلى بثبات النظر على بصره وطنت جالسا تتخطى وهي الخارجي، الوتد إلى مربوطا وصدر قوام عن شفت ضيقة بملابس الخيمة داخل

العرق الفتى. صار أهلكت وأرداف طول على ميازيبا مرحلة بتنفيذ بدأت برأسها، قدرتها مدة جسده. بعد

ثم الأمر، أول الخفيفة فانيلتها أمامه. خلعت التعري شيء كل القصير. كان بنطالها على برأسها محسوبا

السوتيان. هي الشاب. خلعت عيون فعل ردود ضوء والصغير الصغير الداخلي السروال من إلا عارية الآن

وتثبيتها. صار الفتى عيون بترويض نجحت جدا. لقد قد لعله وقت ينظر. بعد أن تريده حيث إلى ينظر قلبه ليس ينبض كان الذي لأن الفتى، على طال

98

و الترويض بعد عيناه جسده. حتى كل بل فقط، قدرت محجريهما. عندها من تتململان صارتا التثبيت لأخطر الأخيرة، للضربة حان قد الوقت أن الفتاة

في جسدها سيكون علاجها، مراحل من مرحلة يخلع أن بالإشارات منه الشاب. طلبت هيجان متناول

افهمته: بعيونه: كيف!!؟ سألها الداخلي سروالها لهابأسنانك..!!

حواسه تناقلت حتى لبرهة رأسه فوق واقفة ظلت يحرك الملتبس. صار الفتاة أمر وخلاياه وأعصابه

عليه تعيق أشياء من تفريغه يريد كأنه بعنف رأسه البؤرة تلك تنثها وروائح بعطر ليملأه أو الفهم،

السروال. أراد حواف على الأشقر بزغبها المتمردة وثاقه. تفك أن توسله للفتاة ينقل أن وجسده، بعيونه تؤشر زالت ما لكنها ووجهه، عيونه إشارات فهمت

اسنانك..! لا. استخدم أن الضاحكة، وعيونها بأصبعها دخل التمرين في أخيرا وكل وعيونه بأسنانه متتبعا

موطنه من الصغير السروال مسرى جسده، عضلات إصبع آخر حتى المتمرد، الأشقر الزغب حيث الأصلي

تعرقل هي وكانت الصغيرتين، قدميها أصابع من معه. وعذابها عذابه من لتزيد متعمدة، الرحلة مسار

تماما. أحاسيسها على مسيطرة تعد لم الأخرى هي السروال مسرى دام عن تند أن قبل دهرا، لعله زمنا

كانت صرخة، تكن لم المرعبة، الصرخة تلك الفتى على توسل على بكاء على ألم على صراخ من مزيجا الأشياء. تلك كل الصرخة كانت وعيد، على تحدي

داخل بقعة أبعد إلى هي هربت الأنثى، وبغريزة هاج المربوط. لقد الشاب هياج يطالها لا الخيمة الأيام ومعاناة أوجاع كل ولفظ الشاب جسد

جسده في كان الذي الاحتصار ذلك قذف والأسابيع،

99

خشيت جبار. حتى سد جدار وراء نهر احتباس مثل مع خرجت التي هي الشاب روح تكون أن من الفتاة

سقط رأسه. لقد وجعه، جسده، الصرخة. همد تلك الوقوف أراد أن بعد ركبتيه على ووهن بعرقه مبللا

يرى يعد لم للحرارة، مرجل إلى رأسه تحول ساقيه، في الواقفة الفتاة يرى يعد لم حتى أمامه، شيئا

فمها على يدها الفتاة وضعت القصي، الخيمة طرف من خائفة الأخرى هي بالذعر. كانت تنطق وعيونها

كل ويرفس يتشنج الفتى جسد مغامرتها. ظل مآل لم إذ ساعات، دقائق، ثواني، قدماه. بعد تطاله ما

جسد الخيمة. همد تلك في معنى من للزمن يعد الفتاة يسمع. اقتربت ظل الأنين لكن غفا، كأنه الفتى عضوه. وما من الخارج القيح تتفحص وأخذت رويدا

والصديد، بالقيح مموهة الصغيرة الشعير حبة رأت أن هوجاء بصرخة الأخرى هي صرخت حتى

من صرخة بل الفتى، صرخة تشبه )هوووررررا(. لم نفسه هو يكن لم مغامرة في انتصر نجاحه من واثقا

الخيمة. من وخرجت عجل على ثيابها فيها. ارتدت بالخيمة. محيطين وزميلاتها زملاءها هناك وجدت بالتصفيق الصرخة. استقبلوها سمعوا لعلهم

ابتسامة لهم وجهها العريضة. ابتسم والابتسامات للمترجم: دعه وقالت المنتصر، وفي الآن نائما

علاجي. انتهى بيته. لقد إلى ليذهب وثاقه حل المساءالملونة. الحبوب تلك على يواظب له قل لكن للشاب الشابة. أعادت السيدة تلك نصر كان هكذا وإلى مرة الخمود وشك على كانت التي الجذوة تلك

الشاب من سلبت وبالمقابل، الأبد. لكنها قد شيئا بالمرأة. الرغبة منه حياته. سلبت طيلة فقدانه عذبه وثلاث مثنى تزوج للنساء. لقد رغبة به تعد لم نعم،

100

منهن أي تكن لم كثيرات، وتزوج كثيرات طلق ورباع، صغار. ظل فلاحين إنجاب وسيلة من أكثر له تعني وغير نسائه )الدكتورة( في عن يبحث دخيلته في

كوابيسه ومبعث أحلامه ضيفة نسائه. صارت ذات القرية من اختفى اللامجدي. حتى بحثه وهاجس

رحل. أين يعرف أحد ولا صباح اشباهكم. على القسوة من أصدقائي يا أعذروني

السؤال: دور يأتي الآنوالمعلول..؟ العلة قانون اكتشف الذي - من حدث بعضنا. ماذا بوجوه نبحلق المرة هذه صرنا

)حمار كان يأخذنا.. لعله أن يريد أين للحمار.. وإلىالأمير: أجابه متنكرا..؟ ديبرون( الفلسفي

فلاسفة الفلسفة. هناك في تدخلنا صديقي! أنت - ياأنت؟ تريد ماذا بهذا.. لكن قالوا كثر

الفور: على الحمار اجابحمارا..؟ يكن لم القانون اكتشف من أن - يعنيالأمير: أجابه

حمارا..!! يكن علمي.. لا.. لم حد - على لحل القانون هذا بشركم يستخدم لم - طيب. لماذا مشاكلهم..!؟

صفنا قد وجدنا ولما كشر بعضنا، بوجوه نبحلق طويلاأردف: ثم السخرية، تكشيرة

بشرا..!! زلتم عليكم.. ما - لا البندولية، الدائرة بذات رأسه أخرى مرة أميرنا أدار أن بوسعه الحيرة. ماذا من دائرة أنها بدت التي

عن يبحث كأنه إذنه في إصبعه منا كل يجيب. أدخل لم مؤكد أخيرا، إصبعه الأمير هناك. أخرج الجواب

الحمار: سأل الجواب بدل لأنه شيئا، إذنه في يجدأنت؟ تقول - وماذا

101

في الحمار، ملعب إلى الكرة أعاد أنه الأمير؛ ظن في الحمير رأي لاستشفاف ذكية، اعتقدها مناورة

لمثل بالمرصاد كان حمارنا البشر. لكن مشاكل حل حيرة في جديد من وأدخلنا عاجلنا المناورة، هذه

أم.. مشروعنا ومن منا يسخر بدأ هل نفهم لم الفهم،الحمار: قال ماذا..؟أصدقائي! يا اشباهكم مع عويصة مهمتكم - أرى بندول معها وعاد جديد من ملعبنا إلى الكرة عادت الدائرية حركته في الأمير رأس وجوهنا. مستطلعاسرده: يواصل الحمار يدع أن قرر لكنه

بشرا..!! زلنا ما أننا الصديق؛ أيها أنت قلت - كما هرس من المصفرة المخضرة بأسنانه الحمار كشر

الحشيش، عمودية. كان رأس بهزة ابتسامته مردفاالمرة: هذه منا يسخر

نواصل بشرا. دعونا زلتم حق. نعم. ما - معكمإذن..!!

سرده: يبدو. واصل ما على لعجزنا الحمار استجاب للملثمين، الليلي بالاختلاء الملبدة الأجواء تلك - في

بليل، نهار بداية وفي النهاري، العنصري والفصل أن بناته إحدى من عبدو" يطلب "أبي صوت سمعت

الأمر لي وتسقيني. بدا تطعمني ثم تربطني، الطوال. يا الصفنات من الكثير لي جلب مستغربا،

من السنين هذه كل بعد يربطونني لماذا ترى الحرية..!؟ حصاد، موسم ليس الموسم أن خصوصا

أنتظره كنت ما هو البليل النهار كذلك في طويلا، زمنا يكون الأولى، المطر قطرات هطول ومع النهار هذا

المضغ على وألذ اسهل وصار ترطب، قد العشب نكهة يضيف الماء والبلع. طعم جديدين ومذاقا

لي بالنسبة اليوم اليابس. كان للعشب استثنائيا، يوما

102

هناك من العروج قررت حتى بل له، نفسي أعددت هناك والبقاء البراري، تلك إلى أياما مع مستمتعا

به نستعيد حميم حميري جو في أحب، اللواتي الأتان عبدو" هذا "أبو فعلها الملوعة. لماذا أجسادنا ذكريات ارتكبت تراني معي.. هل الطيب الرجل لم خطأ ووجد شخت تراني الماضي.. هل الموسم في أعرفه أكثر آخر حمارا علي..!؟ ليفضله مني له وفائدة شبابا استفهامها. على إلا أحصل لم داهمتني، كثيرة أسئلة دونما الصفنات من الكثير استنفاد وبعد قررت لكني،

زريبتهم، في يقولونه لما السمع استرق أن جدوى، استشف علني الغبية. لم الأسئلة هذه يردع جوابا تبعد زريبتهم تكن أن أستطيع زريبتي. كنت عن كثيرا

ربطتني التي البنت يقولونه. وجدت ما بوضوح أسمعأباها: تسأل وسقتني، وأطعمتني الفجر عند

الحمار.. !؟ ذنب ما لكن صحيح، تقوله الذي كل - يابهعصبي: بمزاج عبدو( يجيبها )أبا سمعت

الحقيقية..!! منزلته يفهم أن الزنديق هذا - أريد "أبا أفهم أعد تماما. لم علي الفهم استشكل لقد

الرجل عبدو". كان مفهوما. كلامه كل وليس منفعلا اختاره جديد أسم الزنديق.. أهو هذا هو من لكن،

آخر إلى حين من ينادونني كانوا أنهم صحيح لي..!؟ أتعودها لكني البدء، في أفهمها لا بأسماء بعد لاحقا

بها، المقصود أني أعرف أن عادتهم على درجا أسمع لم لكني بهم، التشبه على بإجبارنا أن يوما الزندقة هذه هي ما بالزنديق. ثم ناداني قد أحدهم

امتعاضي كان المرة..؟ هذه بي إلصاقها يريدون التي أنساني قد الحرية، تلك كل بعد بالربط وصدمتي

بالزندقة. المقصود هو من لمعرفة التحري قضية على حين بعد منها جديدة. خرجت صفنة في دخلت

103

بدأ التي عصبيته عبدو" على "أبو يزل ابنته. لم بكاء من وتبكي. وصلني تتوسل النهار. والبنت ذلك بها

كلامها:مسكين..!!؟ حمار - .. إنه أحببتها معي. كم متعاطفة كانت البنت تلك أن فهمت

معي كانت كذلك الحادثة هذه اللحظات. قبل تلك في في تتفقدني علي، تعطف احتياجاتي، تتفهم ودودة،

شبعان البراري من أعود وأنا حتى وجوعي، عطشي لأيام. ربما ماء لا و أكل ساعتها احتاج لا ومرتوي،

لي تجلب ذلك رغم لكنها أنا وماءا. حقيقة شعيرا تنفع لم توسلاتها أن غيرها. واضح من أكثر أحبها كنت

بدا الذي أبيها مع يقول مما واثقا تماما. حتى ومقتنعايقول: سمعته

الشيخ علي أشار التراويح، صلاة وبعد - البارحة هذه كل لها أنتبه لم كيف أدري لا تمام، بمشورة

هذا ويصوم زنديقك يهتدي أن أردت السنين. قال: إذا مدة يصوم! بعد حمارك الفضيل.. اجعل الشهر الحمار.. سيخجل من حتى منزلة أدنى نفسه سيجد

ويصوم عقله إلى سيعود لك نفسه.. أضمن من الحمار اجعل فقط تعالى.. أنت بأذنه ويهتدي ويصليالنتيجة. وشوف يوم كم يصوم

عبدو( يتكلم )أبو كان بحصوله مزهوا حل على أخيرا إليه. كان بالوصول يحلم كان نصيحة من واثقا

المقصود كان من فهمت؛ فقط الشيخ. عندها ذلك "عبدو". كان الكبير أبنه يقصد بالزندقة. كان

بأي المقتنع غير المتمرد، النوع من ال-"عبدو" شابا بوسيلة التفكير هو يشغله ما كل حوله، من شيء الجمهورية من حتى وربما القرية من نهائي خروج

عزمه عن أبيها ثني تحاول البنت زالت كلها. ما

104

تبكي مرة كانت وهي الشيخ، مشورة بتنفيذ الراسخ، أبيها. من تسمعه ما مصدقة غير كأنها تضحك، وأخرى

يكن لم الفجر، بنوم "عبدو" يغط كان الأثناء تلك في بصفنة أنا رأسه. دخلت من بالقرب يدور ما كل يعنيه

الناصح الشيخ ذلك كان إن أفهم أن أردت خاصة هو أم جادا، "أبي الطيب الرجل هذا مع مازحا

وأجادل أناقش صفنتي في وجدتني عبدو"..!! حتىالشيخ: وقيامكم.. وما بصيامكم أنا دخلي شيخ. ما يا - طيب كان ب-)عبدو( إن علاقتي زنديق.. غير أو زنديقا

في يحز ما كالعادة. لكن أجوبة بلا أسئلة كانت من أي دون عبدو" أنا "أبو اختارني نفسي: لماذا

الصوم..؟ ابنه لتعليم كثر وهم زريبته في الربطاء البشر افهم لا وجعلتني صوابي أطارت الحادثة تلك

الذي الوقت طيلة كنت أنني بالمرة. استنتجت مغتر غبي حمار من أكثر لست فهمتهم، أني اعتقدت

شيئا. يفهم لا بنفسه ماء، ولا أكل دون الشمس غروب حتى تركوني هكذا، المتناثرة الخشب عيدان أمضغ نهاري طيلة جعلت

كذلك أنا الزنديق.. نعم الزريبة. و"عبدو" ذلك في للشتم تقال مفردة هذه بالزنديق.. أكيد أدعوه صرت

الزنديق عندكم.. ذلك في معي يتعاطف أن من وبدلا شامتا، قبالتي نهاره يقضي كان ويساعدني، محنتي

أمضغ يراني ما وكل يشي الخشب نشارة من شيئالأبيه: بي

يمضغ شلون شوف فطر.. تعال - يابه.. يابه.. الحمارفمه! ويحرك

طويل، بضحك وشايته يتبع ثم أباه، مستفزا إياه جاعلا يستطيع كان وظهره. هو ظهري على غضبه يفرغ

105

المقسوم آكل فكنت أنا أما أبيه، حزام من الإفلات حاولت كلما يشدني والحبل المفر بالتمام. أين

بالحزام ظهري على الإفلات. ينزل مبرحا. ثم ضربا لي يتركن لم بحيث الزريبة ينظفن أن بناته من يطلب

اتفقا قد "عبدو" وأباه خشب. كأن نشارة حتى ولا يجلب الزنديق صار أيام تعذيبي. بعد على شعيرا

إلى بعد فيما بي ليشي أمامي، ويضعها أخرى وأشياء العائلة. كل وظهور ظهري على غضبه أبيه. مستجلبا

يوم الحال. كل ذلك على وأنا طويل وقت تصرم العطش اشتداد مع الظهر وعند ماء مع شعير وجبتين

يهبط أن عبدو". وما "أبي حزام من المقسوم أأكل طيلة منه حرم مما ويرتوي ويشبع الأب ويأكل الظلام باب أمام الفسحة في سرير على يتمدد النهار،

زريبتهم، رافعا ذات ابنه على ليعيد ساق، على ساقاالأيام: مرور مع مملة غدت التي الكليشة الحمار. ابن يا حمار صام! يا شلون الحمار - شفت

حمار لكنك زينة، وجعله العقل الإنسان أعطى اللهالعقل. لك أين من شتيمة هي كانت إن تدري لا بتنهيدة موعظته ينهي ثم

لابنه: أم لنفسهوآخرة. دنيا يلعنك - الله

مع يدندن مكترث، غير الوقت طيلة "عبدو" كان الفطور وقت يخرج أو زريبتهم من ركن في نفسه

الولد أبيه. كان قبل من المعاد الحديث ذلك ليتجنب كما شيء كل على بل فقط، أبيه على ليس متمردا

بشيء. الاقتناع يريد لا قلت، غاضبا، جعلاني اللذان هما والعطش الجوع يكن لم

من حرماني بل أبيه، "عبدو" وعلى على ناقما سنين، منذ مرة أول تلك البراري. كانت إلى الخروج

106

الغضب بي المدة. امتد تلك كل إناثي عن بها أبتعد فعل على والنوايا القرارات برأسي ودارت والحنق شيخه. لم عبدو" ولا "أبو لا مني يتوقعه لا شيء، لأني بالحمرنة، حينها أفكر كنت أصلا ولم مربوطا

أحد مني يطلب أن أريد لا كنت كذلك أفعله، شيئا علي، تحنو كانت التي الطيبة للبنت أذى بأي أتسبب

أعضها كأن لهم لأثبت لي، الأكل تقديمها حين مثلا صباح عبدو" ذات "أبو جاء حمرنتي. حتى مستبشرا

بنته: على البيت باحة دخوله حال يصيح وهو ضاحكا، السنة.. هذه شعير من وأعطه الحمار بنتي! فكي - يا

يستأهل..!! مثلنا.. وهو يحتفل عيد.. دعيه الدنيا الزنديق كان حيث الركن إلى التفت ثم يقرأ جالسا

كتابا، العيد، وشؤون والعيد أبيه وبيت أبيه عن لاهيا لأبيه رمى أبيه، صوت سمع أن وما ذلك، رغم لكنه

يتيمة: جملةيابه..!! مبارك - عيدك

الفور: على الأب أجابه وآخره.. الحمار دنيا يلعنك عليك.. الله مبارك - لا

واحد!! يوم صيام على قادر غير وأنت شهر صامالكتاب: على عيونه تزل ولم الزنديق رد

لي ليس أنا لك؛ بالسبب.. قلت خبرتك - يابه.. أنا تصدقني. حرام أن تريد لا الجنة. أنت في نفس

المسكين..؟ الحمار هذا ذنب ما عليك، الخبيث! لكني الزنديق معي يتعاطف صار الآن

وانفعال غضب أبيه. تصاعد استفزاز أراد أنه أعرف العاق الولد ذلك يجيب كيف يدري لا وبدا الأب

"عبدو" استفزازه: المتمرد. واصل

107

المسكين هذا يفعل ماذا الشيخ؛ يابه! أسأل - أرجوك ليست الجنة أن تقول صيامه.. معلوماتي بثواب

للحمير..!؟ أوجه والنار، بالجنة ابنه استهتار من الأب انزعاج بلغ لجأ لذا، اللينة، الإقناع وسائل كل معه تنفع تعد ولم نزع مباغتة، ومجربة. بحركة صلبة إقناع وسيلة إلى

ابنه..!! على بقوة ورماه قدمه من الجديد العيد حذاء أنه ينبئ الصلبين ونعله بكعبه الحذاء مسرى كان

اعتاد وقد هذا لكن الزنديق، الولد واجهة سيحطم يبدو كما كان والصلبة، اللينة أبيه وسائل كل على

ولم الحذاء مسرى عن مال لذا العيد، قذيفة يتوقع الكتاب وضع جلسته، من يصبه. قام وظل جانبا

كرهت قد كنت نفسي وبين أهبل. بيني كأي يضحك تشيعه البيت، من خرج حين ال-"عبدو". بعد ذاك

أسوأ إلى به تودي أن تريد التي أبيه، ودعاوي لعنات والزنادقة والأبالسة الشياطين مع الجحيم، في مكان

لون. كل من أطلقوا أنهم اللغو، ذلك كل من يهمني كان ما

فيه، رجعة لا بقرار الزريبة من أخيرا. خرجت سراحي عبدو" وزريبته، "أبي هجران قررت الفرار. نعم هو

البراري عبر البحث ثم فيها. ومن رجعة لا هجرة والكفر الزندقة حدود خارج تأخذني منافذ عن البعيدة

كله. والقرف

(2) رقم شهادة

الثلاثة الفوتوغراف جمهوريات

108

البشر بلغة متحادة. تتشابه جمهوريات ثلاث بفصائل ومشاكلهم، عيشهم بطرائق وملامحهم،

وتطرف بحدية النبات، وأنواع بطبيعة الحيوان، اللاهب القاري الطقس شتاءا. وبتلك واللاسع صيفا

تلك إطار خارج المفهومة غير الغريبة، الميزة إمكانية من البشر وثوق لا هي الجمهوريات،

الحياة، في الاستمرار أخرى، ساعة قل أو آخر يوما لقدر يوم كل تترى وأدعية، وتعاويذ ابتهالات دون

ومتكاثرة، كثيرة بمصادفات دربه من يجتث أعمى، كل من الرغم وعلى بقدريته. لكن، يؤمن لا مغفل كل فيما السائدة هي الخصومة كانت المتشابهات، تلك

شيء. كل في الآخر للطرف العداء بذرة بينهم. تجد بينهم أججت خصومات وأخرى، أخرى تناسلت حروبا

ستنتهي. ومتى كيف يعلم أحد لا متوالية في أنا تكن نفسه( لم عن يتحدث هنا )الحمار شخصيا

ليتشابهوا، خصوماتهم، ولا متشابهاتهم تعنيني ليأكلوا بعضهم، عظام ليهشموا ليتخاصموا، بها نشغل لا البشرية، الشؤون تلك كل بعضهم..إلخ

فقط مؤخراتنا. ننشغل حتى ولا رؤوسنا الحمير نحن من بعض عن شؤونهم. سأحدثكم في يزجوننا حين هي لذلك، وكانت بها شغلونا التي الشؤون، تلك

الأول. منفاي في محنتي سبب بوسع يكن لم أنه؛ شيخوختي، وفي توصلت لقد

جنون من للحد فعلته، الذي غير تفعل أن الحمير أي بوسع ماذا لي؛ البشر. قولوا ونزوات وتقلبات

حمار مجرد من يحولونه وهم للبشر يفعل أن حمار أثقلوا التي أحمالهم سياسي..!! وكأن حمار إلى

بها المرغوب غير العشرة سنين طوال بها، ظهورنا لنا ليبتدعوا تكفنا، لم حماريا، جديدا. حملا

109

حمار إلى حمار، مجرد من تحولت ونهارها، عشية بين قصر في وأنا حتى نفسي على آمن سياسي..!! لا

حدائق حوافري وطأت تستغربوا! لقد رئاسي! لا إحدى في الرئاسية القصور من قصر وزرائب

لاحقا. لكن الحكاية الثلاث. ستأتيكم الجمهوريات دعوني جن الذي الشيء، ذلك بماهية أعرفكم، أولا أنا ما إلى وأوصلني الهوس، حد به وتولهوا به جنونهم

الآن. عليه العالم في البشر، وإنجازات اختراعات كل بين من

الثلاثي تمسك الجمهوريات، الثلاث حدود خارج وغدا فيه أنفسهم أدخلوا وحيد، باختراع الجمهوري

الأمر والسلوكية. يبدو الثقافية تركيبتهم من جزءا غريبا المفتوحة الخيارات كل يهملوا إذ ما، نوعا

وحيد..!! خيار بقارورة أنفسهم ليحشروا أمامهم، تلك من ليسوا الجمهوريات تلك فكرة! بشر على

فقط يستهلكون المنجزة. هم أو المخترعة الفصائل عنهم. وكان بعيدة أخرى بشرية فصائل تنجزه ما

الكاميرا هو البلية أو التحفة الاختراع أو الخيارالفوتوغرافي. والتصوير

المحللين من الحمير كبار ذاكرة حسب فيها غدوت التي الجمهورية في الاستراتيجيين، حمارا

سياسيا، دخلت بالطبع، أجدادي وأنف أنفي عن رغما الكاميرا لأولئك مجهول ولسبب عليهم. لكنها حديثا

هي السنين من حفنة وفي وإنجازاتها غدت المحللين، إلى البراري هذه شعوب محولة الحضور، سيدة

في وجهك وليت بامتياز. حيثما فوتوغرافية شعوب تطالعك الجمهوريات تلك وزرائب ومساكن شوارع

مكان. كل في الفوتوغرافي. الصور بمنجزها الكاميرا الجدران على متجاورة والأحياء الموتى صور تجد

110

الشاي وأقداح الأكل صحون وعلى الفراغات وفي الملابس على وحتى النوم ووسائد شراشف وعلى

تطالعك بطرفك، تدور والداخلية. أينما الخارجية دعج، عيون صامتة، ضاحكة، مبحلقة، الصور عيون طولية، عيون دائرية، عيون خرز، عيون وساع، عيون عسلية، زرقاء، خضراء، سوداء، عيون عرضية، عيون بوزات، ابتسامات، ناعسة، عيون جارحة، عيون

أوضاع عسكرية، أوضاع بهلوانية، حركات أشكال كلها المجموع، في الخ الخ رومانسية..الخ

المواطن يحرص وإيحاءات، وأمزجة وحالات تأبيدها، على الفوتوغرافي على يتكلس الزمن جاعلا

حصوله أو عرجاء وقفة أو ابتسامة أو تكشيرة هيئة ميدالية، وسام، مضنية، بحث رحلة بعد شيء على

إلخ إلخ مذهبة..إلخ كاميرا مدرسية، شهادة تحولت القليلة، السنوات تلك غضون في

للشركات مثالي سوق إلى الثلاث، الجمهوريات النتائج. كانت مضمونة استثمار وبيئة الكبرى العالمية التي والوكالات، والمؤسسات الشركات بورصة

أنشط من والتصوير، الكاميرا شؤون تتعاطى الخط. طول على والرابحة الفاعلة البورصات

غدت الثلاثة، بين الدائمة الخصومات وبسبببها. يتبارزن التي الأسلحة تلك من واحدة البورصات

عن تسألهم إذ الحمير، من المحللين كبار زال ما يتداولون المتوالية، الفوتوغراف حروب بدايات

إحدى لرئيس الجريئة، الخطوة تلك ويتذكرون قرر المتوسطة. الذي الموارد ذات الجمهوريات

مرسوم إصدار الخمسين، ميلاده عيد وبمناسبة الرشد، سن بلغ مواطن كل بموجبه يمنح رئاسي،

111

تنفيذ الرئيس شؤون وزارة وعلى مجانا، كاميراالأمر. تجاه الرئيس كرم عن وتعبيرها براءتها على خطوة

بالنسبة مجهول كذلك ولسبب أنها إلا مواطنيه، وتصعيدية..!! استفزازية الحدود خارج بدت للحمير،

من الخشنين العسكريين المحللين أحد اعتبرها حتى بانفعال يرد وهو الجمهوريات تلك إحدى في البشر، ذات الفضائية المذيعة سؤال على النظير، منقطع من جديد شكل مفلوجة: أنها تينة مثل الريانة الشفاهالفاضلة! سيدتي يا الخوزقة أشكال

ذلك نصيحة بالخوزقة، المعنيان الرئيسان ينتظر لم الذكاء، الحادي وبأنفيهما شما ما سرعان المحلل،

المرسوم أدخلوا الأفق. لقد في تفوح مؤامرة رائحة لمعرفة والدراسة، التحليل مخابر )التصعيدي( في

المسبوقة. بعد غير الخطوة لتلك النهائية المقاصد الغنية الجمهورية رئيس وهو أحدهما نجح حين،

الغرض، لذلك شكلها خاصة لجنة وبمعونة الموارد خوزقة وإلى الخفية المقاصد تلك إلى التوصل في وبعد الرئيس خوزقته. قرر حاول الذي المغفل ذلك

التصعيدي المرسوم على الرد الله، على الاتكال بدا واحد آن في بمرسومين. مرسومان المعادي

جرأة أكثر الثاني الرئيس فيهما الأول؛ من وكرما اختار للرد. لقد المناسب التوقيت اختياره عن ناهيك

الجمهورية. إذ مناسبات أهم من مناسبة لضربته والعشرين الخامسة اليوبيلية بالذكرى البلاد ستحتفل ثلث باسترجاع نجح الذي الحالي، الرئيس أب لانتصار

أذاقت مارقة، ذئبية دويلة مخالب بين من قرية الذل من الويلات البراري، هذه وشعوب رؤساء في الانتصار الوحل. كان في أنوفهم ممرغة والقهر

112

الغزوة تلك تحتفل البلاد ظلت فيه، شائبة ولا عظيما الدويلة تلك أن من الرغم السنين. على مدار على به

استرجعت قد الإرغام، على والعصية المشاكسة سنة. لكن من بأقل الغزوة تلك بعد المسترجع الثلث انتصاراتها تذكر الشعوب وعلى النصر، هو النصر

شؤون هذه علينا، هزائمها.. ما ونسيان العظيمة للحمير زال وما كان بشرية المرسوم فيها. نص رأيا كاميرات الراشدين المواطنين منح على الأول

مجانية، في وقرر الأول، الرئيس فعل كما تماما الدستور إلى جديدة فقرة إضافة الثاني، المرسوم على: حق تنص المواطن، حقوق حقل في المؤقت

السنة موديل كاميرا على الحصول راشد مواطن كل العلم. وعلى خدمة قضاءه بعد له تسلم مجانا، ذاتها

المرسومين. تنفيذ والدفاع الرئيس شؤون وزارتي المرسومين، ذينك أثر على والعباد البلاد خرجت

كبرى، جماهيرية واستعراضات ومهرجانات بمسيرات القرية ثلث باسترجاع المؤزر بالنصر احتفالا أولا

من يقلل ثانيا. ولم الجديدتين الرئيس وبمكرمتي بعض به يوسوس أخذ الذي التشكيك الجماهير، فرحة

لتسلم الموضوع الشرط أن من الرئيس، معارضي أحد لا لأن ذاته، للمرسوم ناسخ يعتبر الهدية، الكاميرا

بالفترة التنبؤ على قادر أنه يزعم؛ الجمهورية في للعلم، خدمته في الإلزامي الجندي سيقضيها التي ومنهم للعلم خدمته تنقض ولم نحبه قضى من منهم

للعلم خدمتهم ليجعلوا وتطوعوا الله على توكلوا من لم وجاهته وعلى التشكيك ذلك قلت، أبدية. كما

دامت التي المواطنين، احتفالات يفسد كاملا، أسبوعا صاحبة الأولى الجمهورية أفراح تدم لم حين في

سوى التصعيد واحدا. يوما

113

أن بوسعه ماذا بيص(، )حيص في الثالث الرئيس ظل فقيرة دولته المغامرين!؟ هذين على ليرد يفعل بلغت وديونها الاثنين، لموارد قياسا تفوق أرقاما هذه قادمة. لكن، أجيال لعدة الصافي دخلها

بها. أعتبرت يعرف لا لأنه الشعب تعن لن التفاصيل التي الدولة أسرار من الدوام على والميزانية الديون

على الرئيس رد ينتظر بها. الشعب التحرش يجوز لا التحدي الصبر. كان بفارغ أعدائه والخطوب كبيرا

يعني لا هذا لكن خارجية، خطوب للآن ماثلة. هي شيء. عمل من بد الأبد. لا إلى خارجية بقاءها

استطلاعات آخر المزيد. حسب يحتمل لا المواطن الشعب أن ذكر؛ بالرئيس، الخاص الأمن جهاز

تبادر لم الشوارع. وإن إلى الخروج ويريد متململ الشوارع إلى لإخراجه المختلفة، بأجهزتها الحكومة

وسعادة منظم بفرح بنفسه، سيخرج عليها، مسيطرا ورؤوسنا. وكان رأسه على الدنيا يكسر ناقما، غاضبا،

كلها. التصعيدية العملية في الخطوب مربط هو هذا الرئيس، فكر هكذا أن متذكرا على مر قد طويلا، زمنا أريد خطوة في الشوارع، إلى الجماهير إخراج عدم من أمامه يكن لم يفعل..؟ النفقات. ماذا ترشيد منها الجدار. إلى وظهره الدائنون فاوضه لقد آخر، خيار

العالمي، الدين صناديق مع الأخيرة الجلسة كانت كبيرهم قهوتهم. قال شرب يكملوا لم حد إلى قصيرة

نفقات ترشيد السبابة: أما بإصبع يتكلم وهو للرئيس عن الدعم رفع أو الرسمية الشعبية الاحتفالات

ووجد بعدها الاجتماع الاختيار. انفض الخبز.. عليك الخبز لأن اللاخيار، أمام الواقع في نفسه الرئيس

يلعن بعيد. "الله زمن منذ الأحمر الشعب خط كان اللعب.." -قصد من يملان لا اللذين المغفلين هذين

114

نحتاجه الآخرين- ".. ما الرئيسين الهدوء، هو جميعا الثالث بالرئيس التفكير يطل الأنفاس". لم جر

وأبرع وأمهر أذكى من أزمة، خلية شكل طويلا، عليه ليخرجوا أسبوع، مهلة وأعطاهم مساعديه

دهاليز في الخلية المناسب. دخلت الرد باقتراح جاءه بساعتين، المهلة انتهاء وقبل والبدائل المشاريع

لاهثا، الخلية، رئيس مدماة وبعيون عرقه في سابحا النوم. عرض قلة من متكاثرة سوداء دوائر تحيطها

عليه من ستكون بل فقط، الجرأة تنقصها لم أفكاراصاعات. بثلاثة الصاع رد نوع جأش، برباطة الأزموي مسئوله الرئيس تحمل لقد

هذا خبر لكنه مرءوسيه، مع بها يتعامل ما نادرا يلف لا الذي النوع من أنه بعيد، زمن منذ المسؤول

مقدمات، دون هدفه إلى مباشرة يذهب بل يدور، ولا الآن حدث كما استفزازية، تداخلاته بعض تأتي لذلك

المحاورة: هذه فيالدفاع!! وزارة سوى أمامنا حل العظيم! لا - سيدي

الفزع وسكت. بدا تلك جملته قال ملامح على واضحا لا تحسست يده أن حتى الرئيس، مسدسه. لأن إراديا

الرئيس شؤون ووزارة المالية وزارة مع الوزارة هذه والأنياب الأسنان ذي بالرباعي سميت الأمن ووزارة

الرئيس جعلها قد والمخالب، على حمراء خطوطا إلا شؤونها يتناول أن كان، من لكائن يسمح لا الجميع،

وبغضب: الفور على منه. سأل بأمرالدفاع؟ بوزارة تقصد - ماذا

الوزارة، ميزانية من العظيم! تقتطعون - سيديالصاروخية!!! أنظمتنا لتطوير المخصصة المبالغ

والخوف التعب غلفها وجهه ملامح إنما جملته، أنهى لقول ليتهيأ نفسا، لنفسه يأخذ أن بالكامل. أراد

115

أن بلياليها. عدا أيام ثلاثة منذ ينم لم التالي. المسكين الرئيس، يدي بين يقف مسؤول لأي الطبيعية الحالة قلقا، خائفا، مربكا، يكون أحد، عليها يحسده لا حالة

لا و اللقاء بعد رأسه موضع من واثق غير مترددا، الرئيس. من ابتسامة لفتة غير حاله إلى يعيده شيء الأزموي مسئوله لجملة الرئيس سماع بعد لكن،

الطويلة حين على أخذته بالطبع، والخطرة نسبيا هذا أمر في نفسه يحادث نفسه وجد صفنة، غفلة

اختار أنه له، تأكد المسؤول، رجلا أرعنا على ومجنونا عويصة. عاد مشكلة لحل أرادها لجنة أخطر رأس

غياب من الرغم على حديثه ليواصل المسؤولالصفنة: في الرئيس تلك ستكون خليتي، أعضاء العظيم! بتقدير - سيدي على الحاسم الرد مشروع لتمويل كافية المبالغ

الأعداء. شاربه، يمسد وهو صفنته من الرئيس خرج مطلقا الواقف الرجل تشعر همهمة والأخرى، الفينة بين

بالغضبة عليه يغضب أن وشك على أنه أمامه الرئيس سحنة تبدلت توقع غير وعلى القاضية. لكن،

ولين الرقة إلى الغضب من أساريره وتحولت المتخشب المسؤول من طلب أنه حتى الحاشية،

يجلس: أن أمامهالأسئلة. بعض على - أجلس! ستجيبني

جداول يمسح أن الأزموي. فكر المسؤول جلس الدائري ووجهه المسطحة علباته على السائلة العرق ظهره على ملتوية، ممرات عبر تسيل أخذت والتي لتشكل عجزه، مفرق وعند فخذيه بين لتتجمع وبطنه الكريهة، الرائحة ذي الدبق من متكاثرة بقع هناك داخل في يده مد إلى بحاجة المسح أن تذكر لكنه

116

من وهذه المحرمة، لإخراج المبطنة سترته بأوامر ممنوعة هي زائدة حركة أية الممنوعات،

الرئيس: الحماية. سأله جهاز من صريحة الرد؟ مشروع هو - ما

يشوبها إنما متخشبة، زالت ما بلكنة المسؤول أجاب كان لعله الانشراح، من شعاع فعل رد من واثقا

سيقول: بما وإعجابه الرئيس مراسيم ثلاثة تصدرون أن العظيم! نقترح - سيدي

راشد مواطن كل منح الأول في رئاسية. تقررون الدستور إلى فقرة الثاني في وتضيفون مجانا، كاميرا

بكاميرا الراشد المواطن أحقية على تنص المؤقت، ستكون وهنا الثالت المرسوم الرئيس. أما من سنوية عمليات مجانية على ينص للأعداء الموجعة ضربتنا

التحميض. وشك على وبدا أذنيه شنف حاجبيه، الرئيس رفع

المرة، هذه عقباها تحمد لا جديدة، صفنة في الدخول خرج قل أو يدخلها لم لكنه من منها. قام سريعا

بعد، واضح غير مغزاها بكركرات، يقهقه وأخذ مقعده كانت إن الأزموي. مسئوله من سخرية أو عطفا

بلطف يربت وصار المسؤول يجلس حيث إلى وصل كتفه، على إياه: مادحا

واحدة. مرة ثلاثة الرد. نعم، هو عقلك. هذا - بورك تطوير ببرنامج سنفعل ماذا بعد؛ تخبرني لم لكن،

الصواريخ؟ الإنشراح إمارات عليها طغت بلكنة المسؤول أجاب

بمواهبه: الرئيس إعجاب من واليقين العظيم! تصدرون - سيدي بعد إنما رابعا، مرسوما

تطوير برنامج مخصصات زيادة على ينص حين؛الصاروخية! الأنظمة

117

فوق كفه ووضع لدغ كمن عقبيه، على الرئيس نكص الجسد ذي المسؤول هيكل في يحدق، وهو عينيه

بل بعيد، من يراه وكأنه المقعد، في الغاطس المدور بالكاد بصوت عنه. همهم البحث ويحاول يراه لا صارشفتيه: من خرج

ادخرتها صبر بقايا في زالت - اسمع! ما لك. خصيصا من ونزيد جهة من نقتطع الأحجية! كيف هذه لي فكأخرى..!؟ جهة

خشبيته على الانشراح تغلب وقد المسؤول رد على ابتسامة ظل بان حتى المرة، هذه بالكاملالمزمومتين: شفتيه

كل في الخزينة إلى يده يمد لن العظيم! أحد - سيديالثلاثة.. المراسيم هذه

مستعجلا: وبدا الرئيس، قاطعهبسرعة! - أوضح

ظل طرد نهائيا. لكنه الأزمة خلية رئيس خشبية زالت شفتيه، وزم الدخيل الابتسامة لإسماع مستعدا

أخيرا: يريحه ما الرئيس ستتكفل الكاميرات، لتوزيع العظيم! بالنسبة - سيدي

للشركتين المنافسة العالمية، الشركات إحدى به مدعوم، بسعر ستبيعنا أعدائنا، كاميرات وزعتا اللتين وزارة ميزانية من ستقطعه الذي المبلغ هو وهذا

المشروطة الكاميرات لتوزيع الدفاع. وبالنسبة العسكرية، الخدمة من التسريح عند العلم، بخدمة غير وبطريقة المستفيد، قبل من أثمانها ستدفع

وثيقة استلامه قبل متسرح كل محسوسة. سيدفع الذمة، براء في غياب يوم كل عن المال، من مبلغا

اليوم. وحسب جار هو كما السجن بدل العلم خدمة الجندي ذلك الجمهورية في بعد يولد لم معلوماتنا،

118

العلم. أما خدمة من يهرب أو يغيب لن الذي تبرعات من ثمنه نسترجع المجاني، التحميض

فلمه، تحميض يريد من كل الشعب. سيجد يفقأ إعلانا بالتبرع الشجاع.. ساهم المواطن يقول: أخي العين؛

الإعلان مع السليبة. وسنختار الأرض لاسترجاع صوراهناك. المحتل لشعبنا مؤثرةالرئيس: قاطعه

الرئاسة. لكن، شؤون وزير مع الأمر - كفى! ابحثالرابع؟ المرسوم بخصوص ماذا

الأعداء مع صراعنا نخوض العظيم! أننا - سيدي المجربة، الأسلحة كل بين من إنما عديدة، بأسلحة

إرباكا. والأكثر الأمضى هو المفاجأة سلاح كان بغموض. كل مغلفة المفاجأة تلك تكون حين خصوصا الموارد، فقيرة دولة أننا تفيد تجسسهم حصيلة قياسا

على هي والهجومية، الدفاعية وإمكانياتنا لمواردهم سيكون الرابع المتناقصة. المرسوم مواردنا قدر

غموضه في قوته ستكمن جديد، سلاح فعل فعله والجهد الوقت من الكثير منهم بالتحديد. سيأخذ

عليه. ليس والرد لمعرفته إلى يسارعوا أن بعيدا عليهم سيرتب مما العسكرية، ميزانياتهم زيادة

الحالة إلى النهاية في يصلون جديدة. قد ضغوطا جهتنا من سنعمل الآن. لكننا، عليها نحن التي المالية

الذي الجهد وعرقلة الوقت ذلك أمد إطالة على بإصدار الرابع، المرسوم فحوى فيه سيكتشفون

المؤسسات كل إلى ووزارية رئاسية تعليمات الرابع(. )المرسوم الرئيس مشروع لتنفيذ والوزارات

من يدها تحت يقع ما لهم ستنقل استخباراتهم عناصر صحتها على غبار لا رسمية كلها ستكون وأخبار، وثائق

المرسوم. سنحتاج تنفيذ على بالإصرار وجديتها،

119

الخطة هذه وفق مخابراتنا جهاز تفعيل إلى كذلك أكثر وسائلنا كانت كلما الجديدة، تشويشا وإرباكا

الجديد. سيكون سلاحنا فعالية من رفعنا لهم، سيتفوق الذي الجديد سلاحنا هو الرابع، المرسوم

تفعيل غير يكلفنا لا سلاح ترى، صواريخهم. كما على الموجودة وسائلنا قضية الأرض. باستثناء على أصلا أنا واحدة حنكة من واثق لكني منها، أتوجس شخصيا

المالية. بوزارة تتعلق حلها. القضية على سيادتكم لإعداد نفسها تكيف أن المالية وزارة على يجب

التي الحقيقية، الدولة ميزانية هي الأولى ميزانيتين؛ شبه تكون والثانية المرة هذه سرية أكثر ستكون

احتياجات وفق التكييف على وقادرة ومرنة علنية أنها على تقدم الرابع، المرسوم أقصد الرابع السلاحالدولة. ميزانية

تكاثرت وتوقعاته، أفكاره طرح يواصل والمسؤول أن له. وبعد منحها التي الرئيس وابتسامات قهقهات

كأنه خافت بصوت الرئيس قال المسؤول، خلصنفسه: يحدث

بالمراسيم..؟ صواريخهم سنواجه - هكذا، في الغاط المدور المسؤول وسأل عال بصوت ضحك

مقعده: سمعت - هل مضادة مراسيم اسمه بشيء يوما

للصواريخ..؟السؤال: ينتظر كان وكأنه بسرعة المسؤول رد

مما أخطر الحال يكون لن العظيم! سوف - سيدي جربا الاثنان سيادتكم، يعرف فعلا. كما عليه نحن

في زلنا ما نحن بينما الصواريخ، من جديدة أجيالا لن الموارد، في الفارق مع التسلح البدايات. سباق

ساحة إلى نسحبهم أن شيء. علينا إلى يوصلنا

120

جديد، سباق في الصراع. سندخلهم لخوض لنا ملائمةالخط. طول على المبادرين نحن فيه نكون

من الكثير الأزموي، مسئوله يمنح الرئيس زال ما النفس عن والرضا الدفء أدخلت التي الابتسامات

أخرى مرة مدح صرفه، الرجل. وحين دواخل في وشيعه وفطنته ذكاءه المكتب. هناك باب حتى مودعا

له: قال بيده، يدفعه وهوأنجبتك. التي الأمة وعلى عليك الله - غضب

مكتبه، إلى عاد ثم نوتة ذات بضحكة نفسه مكافئا خارج به المقذوف الرجل وطويلة. سمعها عالية

تعبير هي أو منه سخرية كانت إن يفهمها ولم الباب، جملة الدقة وجه على يفهم لم كما له، الامتنان عن

كانت إن الأخيرة، الرئيس الرئيس، ذما. لكن أم مدحا والأقوال الأمثال قلب عبر مرءوسيه يمدح أن اعتاد

رؤوسهم. على اضدادها وإسقاط الشائعة يوليها كان التي الأهمية مدى عرفنا أعلاه، اللمحة من

مواطنوهم وكذلك الثلاث، الجمهوريات رؤساء السحر فعل للفوتوغراف الفوتوغراف. كان لشؤون

ضربة أهمية الجمهوريات. ولتوضيح شؤون إدارة في مجانية مرسوم الثالث، مرسومه في الثالث الرئيس

أيضا، سريعة أخرى، نظره إلقاء من بد لا التحميضالمختبرات. تأميم عملية وملابسات تاريخ على

المختبرات تأميم التصوير، وإغواء للكاميرات الكاثرة الكثرة بسبب أنظمة من بد لا كان المواطنين، من تمكن الذي

ذلك وتنظيم وضبط لإدارة ومؤسسات وتشريعات الجمهوريات شرعته قانون أهم الضخم. لكن، العملللمخابر. الدولة احتكار قانون كان بالتناوب الثلاث

121

المستشارين أحد قريحة تفتقت الأيام، من يوم في القليلة، الموارد ذات الجمهورية لرئيس الأوفياء ذلك العظيم. قال التأميم قانون بإصدار عليه ليشير

المستشار: ثنايا في تلوح أزمة بوادر العظيم! هناك - سيدي

حرية بنعمة مواطنينا على أنعمتم أنكم عملنا. صحيح وأنتم عليكم يخفى حدود. لا للحرية إنما التصوير،

يكون من المواطنين بين من أن معلمنا مشاغبا يستغلون مواطنين عن أخبار بطبعه. تصلكم ومتمردا سبيل على منها أخلاقية، غير لأغراض التصوير فضائحية مشاهد تصوير انتشار ظاهرة المثال؛ من وهناك الحريم أجساد بالأخص الإنساني، للجسد صورة مزج بعمليات قاموا من والخونة العملاء مسئولي لزوجات جديدة بصورة ليخرجوا بأخرى، العام. الرأي أثارت داعرة، وأوضاع أجواء في الدولة،

بتلك رئيسه يذكر أن الوفي المستشار يشأ لم إحدى استخبارات منتجتها التي الشهيرة، الصورة

مساعديه أحد مع الرئيس وفيها العدوة الجمهوريات تشعل أن كادت التي الصورة عليه، يحسد لا وضع في

حربا بدل عرج الجمهوريتين. لكنه، بين ضروسا صور انتشار ظاهرة على الفضيحة، تلك استذكار

المشاغبين بعض واستغلال الخونة المعارضين على الحمار رأس بتركيب المونتاجية، لمهاراتهم

والآخر. الحين بين وزرائه أحد أو الرئيس جسد أنا بعد أفهم الحمار- لم -استدرك كحمار شخصيا

أسد فروة في رأسه يدخلوا أن الرئيس يوافق لماذا آخر، متوحش حيوان أي أو فهد أو ذئب أو نمر أو

العامة الساحات في الملأ على الصورة ويعرضون بل يوافق لم لكنه، الوزارات، مباني واجهات وعلى

122

أن رغم حمار..؟ برأس رأسه يؤطر أن يستنكر هذا الحيوان..!! أليس فصائل من الاثنين يا محيرا

البشري...؟ السلوك في أصدقائي الرد منا أي يشأ لم لذلك بسرده، مأخوذين كنا نحن رأسه المشروع. حرك سؤاله على صعودا مع وهبوطا

إلى حيرتنا. عاد فهم أنه أفهمتنا خفيفة، تكشيرةسرده:

ذلك واصل فيه. لقد كنا ما لنواصل عليكم، - لا قائلا: ما لرئيسه نصيحته أو استشارته المستشار

الخارج في اللغط من بالكثير تتسبب الحمير زالت واجبي من الأمنية. أرى لمؤسساتنا الجهد من والكثير

لمستكم وضع سيادتكم، من ألتمس أن الوطني،الأزمة. هذه من للخروج الشافية

حين عادته، واقفا. على الرئيس كان الحديث خلال هيبة على خطورة رائحة أحدهم حديث في يشم

ويظل مجلسه من يهب الدولة، مكتبه. بدا وراء واقفا يتابع كان أنه تقول عيونه أن غير وقفته، في صافنا أن التأكد أراد هذا. لعله المستشار. سكت حديث

القادم حديثه لإعطاء أو معه، الرئيس يتمناه وقعا من الرئيس خرج انتظار، طول الرئيس. بعد على

وسأل: صفنتهغيره؟ لديك أعرفه. ماذا اللغو هذا - كل إيقاف العظيم: أولا، سيدي سيدي. أقترح - نعم عكسية نتائج لنا جلبت لأنها الحمير، إبادة حملة

والعتالين المزارعين مع المشاكل من الكثير وسببت حماية مؤسسات مع مشاكلنا عدا الأسواق، في

نفسها. ثانيا، المتحدة الأمم مع وحتى الدولية الحيوان أقترح؛ تأميم مرسوم إصدار الحملة، هذه من وبدلا

التحميض!! مختبرات

123

على زال ما وهو الجبين مقطب رأسه الرئيس رفع قاله لما فهمه بعدم وشت ملامحه أن فقط صفنته،

مستشاره: المستشار.. سأل المتحدة..!؟ بالأمم الكبة علاقة ما تخبرني - ألا

على كان الجواب وكأن بسرعة المستشار أجابلسانه: طرف التحميض، مختبرات أممنا لو العظيم، سيدي - نعم

في كانوا إن الأعداء كل وتخرصات مشاغبات سنمنع أثر لا تحميض بدون الخارج. الصورة في أو الداخل

لها. وبش نفسه. هش مع الرئيس همهم بيديه مهوما

المصفرة البيضاء أسنانه عن عشوائية. كشر بحركات ضحك. كان ثم القهوة، وشرب التدخين كثرة من

ضحكا في أعلاها. استغرق إلى نوتة أوطأ من متدرجا الهمهمة. إلى جديد من وعاد هدأ حتى طويلا، الضحك

نفسه: يسأل كأنه قالالسنين؟ هذه كل الجوهرة هذه مثل فاتتنا - كيف س��حب الهمهم��ة، بطريقة يض��حك زال ما وهو جلس رئاسية ورقة وقلما الذي للمستشار، وقدمهما رئاسيا كان الرئيس: مكتب من الآخر الجانب على واقفا

آخر مرسوم ومعه التأميم مرسوم - اجلس! اكتب التصوير، شؤون وزارة نسميها جديدة وزارة بتشكيل

وعليك الوزير أنت وستكون مباشرة بالرئاسة ترتبط ثغرات أريد عملكم. لا خطة تقديم أسبوع غضون في فدعه الحمير، موضوع المرة. أما هذه الآن! جانبا

الحملة عن بالتخلي داخلية تعليمات به سأصدر من بشيء الفلاحين بعض سنرضي كذلك تدريجيا،

هذا، من التعويض. أكثر الخارجية الحملات على وردا الحيوان لحماية جمعيات بتأسيس سأوعز المعادية،

124

إلغاء قرار ليأتي منها، الحمير الأخص على بلدي، في تلك لالتماس استجابة كأنه بعد، فيما الحملة

الخارجية.. هل الضغوط لتلك لا الوطنية الجمعيات هذا..؟ يعني ماذا تفهم عليها استفهام. رد بملامح وجهه المستشار رفع

الرئيس:غبي!! يا بالسيادة يتعلق أمر - هذا يقل لم لأنه اللدغة، هذه من بالطبع المستشار تفاجأ الرئيس أن غير أصلا، يعترض ولم السيادة يعكر شيئا

المستشار الرئيس. ضحك فوق أحد ولا الرئيس هو الآن أنه المرة، هذه المنشرحة بملامحه وأكد لغبائهفهم.

بذات الأخريتان الجمهوريتان قامت ما سرعان لشؤون وزارات وشكلت مختبراتها الخطوات. أممت

كل ملاحقة على قادرة تكن لم التصوير. لكنها منها تعلق ما الأخص على الوقت، بذات الخطوات

تأخرت هي لذلك الحيوان، حماية وجمعيات بالحمير تشكيل وفي الحمير بإبادة الخاصة قوانينها إلغاء في

الحيوان. حماية جمعيات الرؤساء أكثر المبادرة، صاحب الجمهورية رئيس كان

على يخرج ما والمشاكسة. كثيرا للجدل إثارة الثلاثة غير وردود بمبادرات والداخليين الخارجيين خصومه

في السياسية وحنكته ذكاؤه عنه متوقعة. أشتهر المساعدين، اختيار في خبرته كذلك أزماته، إدارة المخالفين احتواء في الخاصة طريقته عن عدا

رغم المباشر، للانفعال تنتمي لا طريقة والمتمردين، إلى تنتمي لكنها والبطش، بالقوة عليهم بخله عدم

أحدهم "تعطي أن يشبه شيء يقتل وتدعه مسدسابنفسه". نفسه

125

الجملة هذه بالمناسبة على يكررها ما كثيرا الخصوم: - أحد تصفية منهم يطلب حين مساعديه،

بنفسه.!! مشكلته يحل اجعلوه الحمير إبادة حملات إلغاء قرار كان مكسبا حميريا

نقمة كان التحميض مختبرات تأميم محضا. لكن، يعد منهم. لم المعارضين الأخص على البشر، على

التحميض ملكا تعديل تم بالتبعية للمواطنين، مشاعا قسوتها في تتدرج عقوبات بتشريع العقوبات، قانون

كان إن تحميض، جهاز يخفي مواطن لكل أو بدائيا المواد بند تحت التحميض حوامض دخلت متطورا. ثم

من كامل جيل منع والمحظورة. كذلك الخطرة الثلاث، الجمهوريات أسوار اختراق من الكاميرات

الفورية(. شنت ب�)الكاميرا تسمى التي الكاميرا تلك البيوت. وفي الأسواق في مخزوناتها لمصادرة حملة

الجديدة، والتشريعات التأميم بعد استخدامها وأعتبر خروجا على تحرم التي القوانين على صريحا

الشخصي. التحميض المواطنين عدائية، التأميم قرار على المواطنين فعل ردة كانت

العالمي. إذ العام الرأي أمام الدولة أحرجت بل أثرها على حصلت ومظاهرات، شغب أعمال حدثت

قتل من فيها قتل والجيش، الشرطة مع صدامات هياج ككل السجون. لكنها في بالكثيرين وزج

يأخذ ثم معين، مدى إلى يصل عفوي، جماهيري الثلاث وفي الجماهير وأن بالهبوط. خصوصا،

بمخالب مسيجة الدوام على كانت جمهوريات، بضعة بعد الأمر الدولة. ليتلاشى وأسنان وأنياب المسجونين، عن رئاسي عفو قرارات بصدور شهور، المواطن فيها يعلن تعهد، وثيقة على التوقيع بشرط جهاز جلب في المساهمة أو جلب عن بالامتناع تعهده

126

العملية، في الداخلة الحوامض مع التعامل أو تحميض الإقرار. وقع هذا عن النكوص ثمن رأسه سيدفع وإلا

بعض باستثناء وخرجوا، القرار على المساجين أغلبحينها. في عولجت التي الناشفة الرؤوس أصحاب

أن خاص، تصوير استديو يفتح من على فرض كذلك أو جلب من تمنعه التي الورقة، تلك على يوقع

الأفعال ردود حوامضه. أما أو تحميض جهاز استعمال بعض حدتها. اعتبرت في متفاوتة فكانت الخارجية

أمر الدولي، النقد صندوق ومنها الدولية، المنظمات التأميم تدخلا الشؤون في الدولة من سافرا

حقوق زاوية من إليه نظرت للأفراد، الشخصية الشخصية الحرية على عدوان من فيه لما الإنسان، عن بعيد غير ذلك تأميم. كان كأي الخاصة والملكية في تعمل كانت التي الكبرى الشركات تحريض مورد من ستحرم الثلاث، الجمهوريات بورصة

كل في عملاقة مخابر لها كانت مضمون، استثماري والحملات المواقف تلك الجمهوريات. عولجت أرجاء

ردت حيث ديبلوماسية، الأولى بطريقتين؛ المرة: أننا هذه واحدة وبنبرة الثلاث الجمهوريات

الدولية، والمواقف الدعوات تلك نعتبر تدخلا سافرا هيئة في وعضو مستقل لبلد الداخلية الشؤون في

بحبل المعتصم الموقف ذلك المتحدة. كان الأمم الدولي، الميثاق والتصريحات الدعوات بجعل كفيلا

بريقها يخفت التأميم، لخطوات العدائية والمواقف التي السياسات، على المادي أثرها ويندثر تدريجيا الثانية مواطنيها. الطريقة مع جمهورية كل بها تتعامل

نوع من الكبرى الشركات تعويض كانت العلاج، في صفقة، شكل على مناسبة بتعويضات للحدود، العابرة بالتعاقد العالمية للشركات بموجبها الدولة سمحت

127

مخابر مشاريع في %،49ال� تتجاوز لا بنسبة معها، وخبراتها تقنيتها الشركات العملاقة. تقدم التحميض

المخابر. لتلك الأمنية خبراتها الدولة وتقدم المهنية الموارد من الكثير التأميم قرار من الدولة كسبت لقد

شاملة. وطنية مركزية إلى الإستيراد بإخضاع المالية، في العاملة الأيدي من الألوف مئات تشغيل عن عدا

والتوزيع النشر ودور التحميض ومخابر المطابع وشرطة بحوث ومؤسسات والرسم النحت ومدارس

التصوير استديوهات عن ناهيك الفوتوغراف، لكنها وعرضها، البلاد طول في المنتشرة الخاصة،تحميض. جهاز أي من بالطبع الخالية إنتاجية، تكن لم المؤسسات تلك كل أن صحيح كانت حال، أية على لكنها ثروة، تراكم لا أنها بمعنى استثمارات كذلك وتستجلب البلد، داخل الثروة تداور

خارجية. قرارات بعد الثلاث، الجمهوريات شؤون سارت التاريخية التأميم أعمال ضبطوا حسنا. لقد سيرا بل المعارضين، نشاطات وعزلوا والشغب التمرد الخصومة تلك لولا مبرما، قضاء عليها يقضوا أن كادوا

صور بعبور تسمح والتي بينهم فيما المستعرة الأخرى. الجمهورية مخابر في المحمضة المعارضين

أنهم رغم الهوى في كانوا الشأن هذا وفي جمعياسوا. المكارم ظاهرة حين، بعد السطح إلى برزت

تمنح والأخرى الفينة والوزارية. بين الرئاسية مصنوعة معينة، ماركات من كاميرات لوزارة خصيصا

وعليها مذهبة بحافات مؤطرة تكون الرئيس، شؤون يتم لمواطنين للرئيس. توزع الرسمية الصورة

كانت خاصة. مكارم وأحوال مناسبات وفق اختيارهم

128

تأخذ والإذاعات والصحف التلفزيون برامج من حيزاالمواطن. وقت ومن وجامعات مدارس في الدراسة أن القول، نافلة من

الهوس ذات انتابها قد الثلاث، الجمهوريات دعوه(، )هكذا التصوير علم فرض الفوتوغرافي. لقد

درسا الابتدائية. يتدرج المدارس في حتى أساسيا كفاءته حسب عليه لينال الجامعة، إلى الطالب معه

تبدأ التي الدرجات تلك نوع من علمية درجة ونباهته، ب�)دبلوم رئاسي(. الدبلوم )دبلوم إلى بسيط( وصولا

تلك في الأشياء منطق حسب يصله لا الأخير المتوقد الذهن أصحاب من القليلون إلا الجمهوريات،

أزعجكم أن أريد لا أخرى كثيرة وشروط والحظوة رئاسي(، )دبلوم على الحاصلون بتعدادها. يكون

العليا الأمنية الدولة مؤسسات في للعمل موقوفين دراسي مضمار لخوض يتأهلون منهم قليل وعدد عليها أطلقوا درجة اجتيازه، حال في ينالون أعلى،

مصوري عاتق على الرئيس(. تقع )مصور مسمى الخطورة، من فيها مسؤولية الحقيقة، في الرئيس

صناعة في الإبداع عليهم الامتياز، من فيها مما أكثر بمنافسة جديرة تكون رئاسية صور الرئيس، صور الصراع معمعة دخول على وقادرة الأعداء صور

الجمهوريات بين فيما المحتدم والإقليمي، الداخلي الذئبية الدويلة تلك وبين فرادى وبينها الثلاث

رغم لكنها، الخارطة، على ترى لا تكاد التي الصغيرة، أيما الجمهوريات، وشعوب رؤساء أخصت قد صغرها ومربعات لمثلثات باحتلالها الخط، طول على إخصاء،

أو الجمهورية هذه من وصغيرة كبيرة ومستطيلات المحتل. لهذا استرجاع عن الجميع عجز مع تلك،

فدائيين مواطنين الرئيس مصورو كان السبب

129

في يفشل لمن أكفهم. الويل على رؤوسهم حاملين من دباغ ستين إلى بجلده سيذهب الإقليمي، الصراع كانوا بالمقابل الرئيس. لكن أمن مديريات دباغي

عن ناهيك جدا، عالية وأجور مكافآت على يحصلون أقرب عليه يحسدهم الذي الرئيس، مصور امتياز يحصل لو يتمنى كان من الوزراء للرئيس. من وزير التصوير، شؤون في العالية العلمية الدرجة تلك على

هناك كانت وزارته. لذلك في مركزه ليدعم أولئك اختيار أساسها على يتم خاصة، مواصفات

البلد. في شهادة أعلى لنيل المرشحين أن الفوتوغرافي، الهوى لذلك الجانبية النتائج من

بل فحسب، التصوير علم أو التصوير فن ليس أزدهر فرط ومن كذلك. أخذوا النحت فن جانبه إلى ازدهر

ليعملوا منها، والمميز الناجح باختيار بالصور إعجابهم الحاجة حسب وصغيرة كبيرة جداريات منه

زوايا أجمل في مواقعها أخذت والمناسبة. جداريات كان الأمر والبلدات. هذا المدن وشوارع وساحات

البدء في إنما المشهورة، الرؤساء بصور فقط خاصا كذلك مسحوبين الرؤساء وافق إضافية وبمكرمة

على بينهم، الأفقر الجمهورية رئيس بمشاكسة أن كذلك، للأشخاص سمحوا الاحتكار، هذا خصخصة

والمزارع البيوت في لكن، جداريات، لأنفسهم يعملوا يدفع مواطن أي باستطاعة فقط. غدا بهم الخاصة أن التصوير، شؤون جدارية( لوزارة )نصب رسوم موقع على تكشف أن بعد النصب، إجازة على يحصل عقوبات هناك الوزارة. وكانت من خاصة لجنة النصب به خاصة جدارية عمل على يتجرأ من تنتظر قاسية، صغيرا، كان مهما شارع أو عامة ساحة في ويضعها المرسوم من الإعدام. استفاد أرحمها كان عقوبات

130

من كل ليس وأغنياؤهم. بالتأكيد القوم علية الأخير ودب هب ثم ومن النصب رسوم دفع على قادرا

البناء. شؤون وزارة شكلت الجدارية، الحملة ازدهار بسبب

سمي لها، خاص وبقانون خاصة مديرية التصوير درجاتها في والعمل التعيين الجداريات(. كان )قانون

لفلتر يخضع المحافظات، في فروعها وفي الوظيفية من يقبل لا التصوير، شؤون وزارة لفلتر مشابه

من خاصة، تزكية تزكيتهم تتم الذين سوى المواطنين الرئيس. كانت شؤون وزارة موظفي من أثنين قبل

في المناسبة الجدارية اختيار الجديدة، المديرية مهمةالمناسبة. المناسبة

تحولها رغم الفنية، المعارض ظاهرة ازدهرت كذلك من الكثير هاجر صور. لقد معارض إلى مجملها في

إلى الثلاث الجمهوريات في التشكيليين الفنانين السبب، بضاعتهم. لهذا بارت أن بعد بعيدة، مناف

مخترعين زملائهم، من تبقى ما الفني الفراغ استغل فنا بالصورة(. )الرسم مسمى عليه أطلقوا جديدا

من الكثير لهم جلب لأنه الجديد، الفن في انغمسوا الامتيازات، بالصورة، الرسم يكون حين خصوصا

نجاح شروط من أصبح الرئيس. حتى صور به المعني كان ومهما للفن، العليا الأكاديمية في الفنان

التصوير. يجيد أن اختصاصه، والتلفزيوني. السينمائي التصوير فن بالتبعية أزدهر

نقله تم القسم هذا وزارة إلى الإعلام وزارة من لاحقا خاصة تعليمات له التصوير. أصدرت شؤون

أن الأحوال، كل بالمتقدمين. في خاصة ومواصفات أعمال تسيير الوزارة جعلت الجبارة التأميم خطوة

تبق والسيطرة. لم السهولة بذات جديد قسم أي

131

التحميض طالما جهاز، أي في تمرد من خشية لديها والتلفزيون، السينما قسم إنجازات أمينة. من بأيد

الرئيس صور معارض حول وثائقية أفلام عمل الرئيس وأب الرئيس مسيرة حول طويلة وأخرى

الرئيس وجد أصل كان أنه قيل بعيد، جد إلى وصولا فن وتطور ازدهار إلى الرئاسية. إضافة السلالة هذه

في وكانت الطويلة، المسلسلات سيناريوهات كتابة الهوى ذات في تصب مسلسلات الغالب

الذي الطويل المسلسل ذلك نوع الفوتوغرافي. من من سعيدين زوجين عن سنتين، من أكثر عرضه دام

وسط في الطلاق بينهما حصل القوم، علية تخلل بيتية، جدارية أو صورة بسبب المسلسل فيها بوليسية وطلاسم مغامرات بالطبع المسلسل

المسلسل نهاية في ليعودا كثيرة، وبلاوي ودماء قتل هدايا كاميرات أيديهما وفي في ثانية مرة القفص إلى

الفوتوغرافي الخلل إصلاح بعد أكيد هدايا، وصور كل في يفشل العمل عن عاطل شاب عن بينهما.. أو موهبة نفسه في أن وبالصدفة يكتشف ثم المجالات،

والمناصب المراتب في يتدرج عندها خارقة، تصوير أمام حائرة خطيبة عن الرئيس.. أو مصور إلى ليصل

هو صورته، ترتيش خطيبها رفض بسبب صويحباتها ترتيشها.. يجب قبيحة تراها وهي طبيعية يريدها

وبنات أبناء بين الأجيال صراع عن وأفلام مسلسلات قديمة واحدة نظرتين بين صراع وأمهاتهم، وآبائهم

وحداثوية كلاسيكية ملونة، والأخرى وأبيض أسود الفوتوغرافية ثقافتهم ضعف بسبب القدماء شبابية، لم تصوراتهم كانت زمانهم، في التكنولوجيا وضعف

أن تريد لا والأبيض، الأسود ظل في تعشعش تزل زمن الترتيش.. في وفن الملونة الصورة تستوعب

132

هو بل صورة، بعمل الماهر المصور فيه يكتف لم المصور ليتحول الطلب، وحسب ترتيشها على قادر مصور. تستطيع إلى الرسام تحول مثلما رسام، إلى زرقاء، أو خضراء تجعلها أن سوداء عيونك كانت إذا

إلى سوداء أو سمراء من بشرتك تحويل بإمكانك كما الفنانين المصورين بإمكان حتى بل وحنطية، بيضاء

في هم النهاية في والفم، الأنف بحجم يتدخلوا أن لشخصه مثالية صورة عن الباحث الزبون خدمة

مهنية مصطلحات بينهم انتشرت الكريم. حتى )صورة خطوبة(، )صورة هدية(، )صورة مثل جديدة، )صورة تقاعد(، )صورة تعيين(، )صورة زواج(،

مصالحة(،..الخ جهاز الدولة أوجدت أن التأميم قرارات آثار من

)شرطة مسمى عليه أطلقوا جديد شرطة على السهر إلى إضافة مهامه من الفوتوغراف(،

أجهزة ومصادرة المخابر احتكار قانون تطبيق الصور وإدامة حماية كذلك الشرعية، غير التحميض

يخلو لا الجمهورية. إذ لرئيس الرسمية والجداريات من زريبة حتى أو ملهى، جامع، مقهى، عام، مكان الفوتوغراف شرطة على للرئيس، مناسبة صورة

العابثين. عبث من حمايتها فيما يتبادلونها التي الهدايا أن بالصور الناس ولع بلغ

صور عن عبارة كذلك كانت بينهم، تكون وأحيانا الزوجية بيت تدخل الزواج مناسبات كاميرات. في

يحتاجون الكاميرات من وماركات أجناس الجديد لها. خاصة كاونترات وإيجاد أرشفتها لغرض لأيام

للعروسين. ثم بصورة الهدية كاميرته الصديق يدشن تلك من نسخة العريس وتسليم الفلم بتحميض يقوم

133

المصورون يعرفها مرتشة الغالب في تكون الصورةهدية(. )صورة باسم

أو الأغنياء بيوت الأخص على البيوت من كثير في تجد شعب ومسئولي عامين ومدراء وزراء من القوم علية

كاميرات، متاحف يشبه ما الرئيس، لوزارات وفروع ألفه من الكاميرا تأريخ خلالها من تتتبع أن تستطيع

لتك والمرتبكة البعيدة البدايات تلك من يائه، إلى خشبية.. بأرجل عفريت تشبه كانت التي الكاميرا التي تلك الدبوس ورأس القلم كاميرات إلى وصولا )سوتيانات( أو في المخابرات أجهزة تضعها

على عملهن أثناء النشيطات، )كيلوتات( العميلات متاحة تكن لم كاميرات هكذا أن الأعداء. مؤكد، صيد

من الأمر يخلو لهم. لا معروفة لكنها للجمهور، ما لمواطن تسمح ومنسوبية ومحسوبية وساطة

في ليضعها العجيبة، الكاميرات تلك على بالحصول لا هو بالطبع. أصلا، يستعملها أن دون البيتي، متحفه

بكميات تستورد أفلامها لأن استعمالها، يستطيع أجهزة عليها تشرف بعينها، جهات وإلى محدودة

التصوير. شؤون وزارة في خاصة العامة والمحلات البيوت في الرئيس صور كانت

تقع وجودها وإدامة حمايتها في المسؤولية إلزامية، الدكان. اعتبرت أو البيت صاحب المواطن عاتق على بها تحفل التي التنظيرات من واحدة في الصور تلك

مواطنة. إثبات وثيقة بمثابة أنها الجمهوريات، جرائد على كان منها. هذا مواطن بيت يخلو أن يصح لا

يخلو فلا العملي الصعيد على أما النظري الصعيد أحد يضع كأن وهناك؛ هنا تمرد حالات من الأمر

رئيس صورة تلك، أو الجمهورية هذه في المواطنين مكان في يعلقها بيته، في لجمهوريته عدوة جمهورية

134

من لحظة أية في يستطيع اليد، تحت يكون منزو صورة محلها ويحل يقتلعها أن الطوارئ، لحظات

زال الاختراع( ما أم )الحاجة مبدأ بلده. ولأن رئيس من والمزيد الابتكار على الناس ويحض يعمل

في المستبسلين المعارضين بعض توصل الابتكار، من جعلوا المزدوجة، الصورة ابتكار إلى معارضتهم،

أن بدل صورتين، الجدار على المعلقة الرئيس صورة اجردا القفا يظل عليه وضعوا والجدار، هو مستوحشا

أو لجمهوريتهم، المحاددة الجمهورية رئيس صورة صورته من يريد معارض زعيم صورة لصورة بديلا شؤون وزارة عناصر بيتك زار البلاد. إذا رئيس

عناصر زارك إذا أما الرئيس، صورة أمامهم التصوير الصورة سيرون الأخرى الدولة عملاء أو المعارضة

الصور، ازدواج آلية تطورت الزمن مرور الثانية. ومع أغبى بمقدور كان والتي البدائية الطريقة تلك من

ويذهب يكتشفها أن الفوتوغراف شرطة من شرطي إلى توصلوا الأمن، وزارة مدابغ إلى صاحبها بجلد

جربوا فيها، ما الإخفاء وفن التعقيد من فيها آليات التحكم طريقة على الالكترونية والحوامل الروافع من المهندسين أحد اخترع بعد. حتى عن بالستائر بالطبع، المشاغب الصنف كان اختراعا فتحا مبينا

من أكثر بإظهار بعد عن التحكم أجهزة من لجيل يشبه الأمر الواحدة. وكان الصورة في صورة

سوى تجد لا وجوهها كل على الصورة تقلب السحر، يختفي صغير جهاز من بلمسة لكن الرئيس، صورة

وجه أو الأخرى الجمهورية رئيس محله ليحل رئيسك الطريقة انتشار صوره. بعد صيت ذاع معارض

اصل عن الخاص الأمن أجهزة كشفت الجديدة، بلده، خدمة أراد أنه أدعى الذي المهندس، وفصل

135

الجمهورية، خارج الأخرى الشعوب مساعدة عبر حكامهم ضد المضمونة، التقنية هذه من بالاستفادة

برئيسنا وتيمنهم حبهم مدى وإظهار المحبوب.. "أصلا تجريبه في أفكر كنت به فكرت حين ثم ومن أولا

التبريرات هذه إن أدعى. غير به..إلخ" هكذا أعلمكم الأخطر: أنك السؤال مواجهة في تنفعه لم والمزاعم

الساهرة أجهزتنا تشرك أو تخبر لم ذكي ويا فهيم يا هذا. راحت اختراعك بأمر المواطن، وراحة أمن على معروف عنوان تحت مصيره دخل المهندس، على

شيئا. عنه نعرف للمواطنين: لا حدث ما صاحب المهندس اختفاء وبعد لاحقا

له زملاء أيدي على تقنيته تطورت أن الاختراع، الأول. كان الجهاز نموذج من جديدة أجيال بابتكار

المفقود المهندس جهاز الأجيال لكن نسبيا، كبيرا الإخفاء لدواعي الصغر في تتناهى صارت الجديدة الحمص..!! حبة قدر على جاء آخرها أن حتى بالطبع،

المسبحة حبات بين بسهولة إخفاءه يمكن جهاز ألوان على بسهولة ترهيمها يمكن مختلفة وبألوان

من الأمر يخل لم هذا وموديلاتها. رغم المسابح الحامل المواطن عليها يقدم ومجازفات مخاطرات

الفوتوغراف شرطة عيون حيث الجهاز، لهذا ما بكل عليمة وهي بالمرصاد الخاص والحرس

فنون الإخفاء، فنون لكل أن يقال؛ كما أو يحدث،الكشف. في وتعاكسها القوى في توازيها

البشر دفع الذي الأمر عجزهم إعلان إلى أخيرا إذ قديمة، بشرية عادة بالحمير. وهذه والاستعانة

لقد بالحمير. نعم، يستعينون شيء عن يعجزون بال على تخطر لا للإخفاء طريقة إلى أحدهم اهتدى جهازه يخفي أن المواطن ذلك اعتاد نفسه، إبليس

136

حماره. حيث دبر في أمنية كبسة رائحة شمه عند الحمار، دبر في المخفي الجهاز على الاهتداء صعوبة

المكان في حمار من كثر أ وجود إلى الغالب في تعود بمجملها الكشف عملية أن عن عدا هذا الواحد، في التبرز. والمعروف في الحمار مزاج على متوقفة بأمر يتبرز لا نفسه يحترم حمار أي أن الحمير؛ معشر

الخاصة، الأجهزة من الطلب يأتيه حين لذلك حكومي، منهم الواحد تجعل حمرنة في يروح ببساطة بالتبرز،

الجهاز في بالعمل فيها فكر التي الساعة يلعن تطول. لأيام بالإمساك يصاب حتى الأمني. يتحمرن

وهو الشرطي وتلافيف خلايا في الملل يدب عندها لينسحب الساعة، مدار على الحمار دبر يراقب أخيرا

متآمر. الحمار أن مشاكس يقين رأسه وفي من لجماعات السري، العمل وسائل من تلك كانت

وأجهزتها الحكومة السياسيين. وكانت المعارضين نعوت بكل السريين المتمردين هؤلاء تنعت المختلفة،

والعمالة الخيانة الوطن. وبيع الارتزاق إلى وصولا ما نفسه( رغم عن يتكلم الحمار زال )ما وبتقديري

على والتعدي المبالغة بعض من الاتهام هذا في يخلو لم أنه إلا المواطن، على الحقيقة، من تماما

من كثير في تحولت العملية الارتزاق. لأن تهمة الأقل عن العاطلين من لكثير رزق وسيلة إلى تجلياتها، سريع، ربح عن الباحثين المغامرين أو العمل،

صورة أن المغامرة. معلوم بعض سبيله في متحملين وتكون إلا الحدود تعبر لا مثلا، عدوة، جمهورية رئيس

التي الالكترونية، والأجهزة المال من كميات بصحبتها الذي والدعاية الترويج أمر عن ناهيك الازدواج، تحمي

في يتخذ وهذا المال، من الكثير بالتأكيد يتطلب توفير على يعتمد لا مفتوح، صرف شكل العادة

137

الشخص ضد ستستخدم مستمسكات أي أو فواتير سريا. لهذا بكليته العمل لأن به، الإمساك حالة في

أن يريد معارض، وطني زعيم أي على كان السبب، يكون أو الكثير، يدفع أن جمهوريته، لرئيس بديلا

التي الأجنبية الدولة من المال من الكثير يطلبوتموله. تدعمه الحالي الرئيس عهد في البدلاء الرؤساء صور كانت وعن يوفرها، عمن تبحث هائلة. أموال مبالغ تكلف

هذه في يشاع كما الإنسان أن بها. وبما يتصرف من أخرى مرة ترون طماع..!! كما حمار هو الجمهوريات

في الأصل وموبقاتهم. لأن شرورهم الحمار يلبسونبطيخ وبلا حيوان طماع.. بلا يقول: الإنسان المثل هذا

"غفار": قاطعه عنه: إنسان يقال صديقي، يا آخر عالم في - لكن،طموح.يتدخل: لم زميلنا وكأن الحمار واصل يديه، بين النقود منظر أمام يصمد لا تجده - لذلك أسرار وبيع والارتزاق الخيانة من البلاوي سيعمل

يخلو لم الأمر أن يدفع. رغم من لكل ورئيسه البلد غير معارضة وزعماء لمعارضين إستثناءات من

غير شعبية بجمهوريات يحلمون فوتوغرافيين، الداخلة وشركاتها البورصة زحمة أن فوتوغرافية.. إلا

لهذا المرصودة الكبيرة والمبالغ الفوتوغراف في سمعتهم وهج وجعلت أولئك على غطت النشاط،

الناس خروج إلى يدعون كانوا وأنهم يخفت. خصوصا يلجئون الإطلاق. أو على صور بدون مظاهرات في لا نظرية بأحاجي التعبان المواطن رأس إشغال إلى

تقول؛ أحاجي مصورة، غير لأنها بسهولة، يفهمها لصالح والأطراف المركز نظرية تعديل بضرورة

138

للمواطن كيف أطراف..؟ مركز.. أي الأطراف. أي من رأسه يعرف لا وهو والأطراف المركز يعرف أن

معارضين لسان على تأتي أحاجي هكذا ثم أطرافه..؟ فوتوغرافيين، غير وذاك، هذا صور. وفوق بلا هم أصلا

دعم عن يبحثون لا أنهم المعارضين، هؤلاء عن يشاع أجنبية.. هنا دولة أي من كيف المواطن يفهم لا حقا

صورة على صورهم فرض هؤلاء، بمقدور سيكون الآخرين الفوتوغرافيين المعارضين صور أو الرئيس

مال بلا كانوا إذا كثر، وهم أولئك صور. ظل وبلا أصلا البعيدة المنافي زوايا في مركونين المعارضون

على شيئا، عنهم يعرف أحد لا منسيين والقريبة، يفكر ما أول الذي الفوتوغرافيين، المعارضين خلاف بمشروع يفكر معارضته، بمشروع منهم الواحد

وتكون للجمهور سيقدمها التي الفوتوغرافية، الصورةالرئيس. صور منافسة على قادرة

الصورة اكتسبت التداول، وكثرة السنين مرور مع مادية ومدلولات معان الجمهوريات، تلك في

في انتفاضات قادت قد صور كثيرة. ثمة واعتبارية المتحادة الجمهوريات هذه من أكثر أو واحدة

مع جمهورياتها، تقود ظلت أخرى والمتعادية. وصور زمن منذ موت وشبع مات قد الصورة صاحب أن

حالم لكل مرور تذكرة صورته ظلت بعيد. لكن،السلطة. في صورته بتثبيت

في للصورة الأخرى الاعتبارية المدلولات ومن المواجهات أوقات وفي أنهم الثلاث؛ الجمهوريات

مليونية، تجمعات في الجماهير يحشدون الحاسمة، الأمر يتولون الجماهير الأعداء. يدعون صور لحرق

واندفاع حماس فيها يتصاعد بعمليات بأنفسهم، إلى لتصل الغبار، ذرات تصاعد مع الجموع وصراخ

139

الدخان وتصاعد الحرق طقوس حيث الذروة، مرحلة والشتائم اللعنات ينزل مفوه، خطيب ليتبعها والغبار

المحروقة، الصورة صاحب بحق بعمالة خطابه منهيا بالطبع الشيطاني. ويقصدون للكيان الصورة صاحب

القدرة دون أراضيهم، احتلت التي الذئبية الدويلة تلك يحدث، نفسه الأمر منها. رأيت شبر استعادة على الجمهورية رئيس صورة ضد جمهورية كل في

أن الحمارية، لمخيلتي ظهروا المحصلة الأخرى. في الكيان لذلك عملاء كانوا البقاع تلك في الجميع

الشيطاني. حزب من الحزبيين المسؤولين أحد مرة قال

عصماء: خطبة وفي الجمهوريات إحدى في الرئيس، الكواكب قيم وحتى والأرض السماء قيم كل أن

أرضنا من المحتل أن تقول المعروفة، وغير المعروفة دقيقة تاريخية ولظروف يستعاد. لكننا، أن يجب

بالعدو التحرش وقف قررنا بها، نمر وحساسة واضعة جماهيرنا تظل لا أن أجل ومن عسكريا. إنما،

إلى أدعوكم الزعلانة، المرأة مثل خدها على يدها الدائم التذكير هو الحرق الحرق.. نعم.. اجعلوا

دويلتهم علم ونمرغ صورهم نحرق أن بالاحتلال. علينا العظيمة. سنحرق جماهيرنا أقدام وتحت بالوحل ونحرق.. سنجعله ونحرق النصر. لقد حتى حريقا

بالجماهير، الأفاعيل الحماسي، الخطاب ذلك فعل محروقة كانت التي على القادر الشمس بلهيب أصلا

بالبشر. بالك ما الصلبة المعادن شوي الاحتفالات تلك من احتفال كل في الحال، دام هكذا

من زعيم صورة الغاضبة الجماهير تحرق الغبارية، أحد اكتشف بالأقدام. حتى وتسحقها الزعماء

الجمهوريات، تلك إحدى في اللامعين، الصحفيين

140

مقال في عليها نوه الأحداث، سير في خطيرة ثغرة الشاي يشربون أعداءنا تجعلوا )لا بعنوان معتبر

على الحكيمة قيادتنا درجت فيه: لقد قال معنا..!!!(، الجماهير بانتشالها نصر، إلى نصر من الركب قيادة

فعاليات عبر الإيجابية، الحالة إلى السلبية الحالة من لها يتنبه لم ثغرة هناك لكن الجماهيري، الحرق هي الحكيمة، القيادة لتوجيهات المنفذة كوادرنا بصور والعبادة، اللهو ودور ومؤسساتنا بيوتنا امتلاء

غدت سادتي، يا نشعر..!! نعم أن دون من أعدائنا لعلها يدري ومن المسكن تشاركنا أعدائنا صور قريبا

وشرب والأكل والرقص والصوم الصلاة ستشاركنا نومنا!! أما غرف في حتى موجودة هي الشاي. بل

في الصحفي ذلك الحقائق.. ودخل فإليكم كيف؟ عن المذهلة، والأرقام الإحصاءات من حسابية عملية

في حتى المواطن يراقبون الذين الأعداء، صور عدد أن الشاي..!! تبين معه ويشربون نومه غرفة

في الأعداء صور حرق من تنتهي أن ما الجماهير حوزتها في فضل قد يكون حتى الحفلات، من حفلة سبب لأي لحرقها الوقت يسعف لم منها، أخرى كمية إلى بقصدية أو بعفوية تلجأ لذلك الأسباب، من

مقار حتى أو المؤسسات أو البيوت في أما تخزينها الثغرة تلك هي أخرى. هذه لحفلات تهيئة الوزارات

اللامع، الصحفي ذلك أضاءها التي العدو "أن منوها تحصيناتنا قلب إلى خلالها من الدخول على قادر

الأمن: على قوى إلى نداءه وجه الدفاعية". ثم تحرك أن المسؤولة الجهات فوات قبل ساكنا

الأوان!! مفعول الغيور الوطني الصحفي ذلك لنداء كان

الفور على العليا. سارعت الأمنية للأجهزة الصدمة

141

من الأعداء صور كل لجمع شاملة وطنية حملة بإعداد ضباط أمهر أحد الحملة والمحلات. قاد البيوت الرئيس. قبل من مباشر بتكليف الفوتوغراف شرطة أعطى يخفي من لكل للتمديد، قابل غير أسبوعا ضير ولا للشرطة، مركز أقرب إلى يسلمها أن صورة

كان إذا الصورة، يسلم وهو يتلثم أن من خائفا قواتنا ستشن الأسبوع، هذا العقابية. بعد إجراءاتنا

بإخفاء نفسه له سولت من كل لاعتقال شاملة حملة جانبه، من الرئيس أصدر بيته. ثم في الأعداء صور

مرسوما عاتقها على تأخذ خاصة، لجنة بتكوين رئاسيا الأعداء، صور تأمين مهمة غيرها، دون فقط هي

الصحفي ذلك والحرق. ووضع الاستنكار لاحتفالات نبه من أول أنه يكفي ألا اللجنة، رأس على الشهم اللجنة مجهولا. فتحت كان الذي للخطر لها فروعا

الصور توزع وصارت والقرى، المحافظات كل في عينوا وكلاء عبر معلوم شخص إلى معلوم بقدر

مباشرة اللجنة ربط المهمة. وتم لهذه خصيصاالتصوير. شؤون بوزارة

أرحمنا لقد أقول فجأة. وأكاد الحمار صمت لقد الزريبة، من الخروج ننشد بصمته. كنا أن بعد خصوصا

بسعراتها تركيزنا، بتشتيت التراب بوخة تكفلت لها تدري لا خلائط من أنوفنا إلى الصاعدة الحرارية

وأخاديد منعرجات تتابع أن لك كيف نوع.. ثم أو لون أشاهد تركيز.. كنت بدون بشرية قبل لغة وتجاعيد المسارب بتلك أميرنا وجه من الناضح العرق ميازيب

كانت الطويلة، رقبته طول على السائلة والجداول على هناك تتجمع للحنك، الحاد المنحنى عند تنتهي الثقيل تساقطها إلى الناظر كبيرة، قطرات هيئة

142

ثمة الأمير حنك في أن يظن الأرض على والمتلاحقثقب. في علينا به يبخل لن مما الكثير حمارنا لدى أن عرفنا

كان بكليته الأمر القادمة. لعل الجلسة في منظما وأكيد باثنتين شهادات. أتحفنا شكل على الحمار ذهن

أننا بالضرورة ليس الكثير. لكن، على سنحصل من التي تلك فقط سننشر قاله. ربما ما كل سننشر أول في زلنا بينها. ما فيما ترابط وجود الواضح في والهنات، الضعف من الكثير ولدينا الطريقأخرى.. إلى لغة من والتحويل الترجمة عمليات

(3) رقم شهادةالوشم ذو المدد أبو الحمار

أن الكلسية؛ التلال تشعرك )الصبخاوية(، برية في حتى ،وجهك على تنثال سائلة، رمال وقع للظهيرة

143

يقطرو نفسه يعتصر الجسد يظل .الرؤية تغبش الظل. حيث إلى للوصول بحمله ينوء ،المسافات

مع الطويلة الجلسة تلك بعد الموعود، الظل وكان وكبيرها، صغيرها بالتفاصيل والمولع الثرثار حمارنا

الملوك(. )استراحة هو دخلنا المكيفات، بهواء المرطب الاستراحة ظل أخيرا

بحوزة الدجاجة-الطاووس، الجميلة الحيوانة وكانت من على يستدل لم أنه "غفار". أخبرنا؛ زميلنا

منه. لعله يشتريها أسلوب واستسهل تكاسل قد أيضا مستسلمة همدت قد الأخرى هي الخطف. كانت كأنه الاستراحة، دخولنا وبعد هذا لخاطفها. إنما

يذكر وشاردة، سانحة كل في راح نشاطه، استعاد الأكيد بمصيرها المسكينة الدجاجة ثم ومن ذبحا

ذلك على يوبخه أميرنا جعل الذي شواء. الأمر غير السلوك الخطف سلوك على السوي. أولا وثانيا

مشروع المخطوفة. كان بمصير التشفي على تحويلها عن يعدو لا الحيوانة، تلك )غفار( مع الزميل

هذا ليقوم المطعم، لعامل بها يدفع خاصة(، )أكلة إلى إلى النية من مشروعه يتحول أن باللازم. وقبل

بيديه يصفق وهو الفعل، المطعم. عامل على مناديا الغفاري، المشروع لكل رفضه وتيرة من الأمير صعد وكأن شيئا فقط، الآن تذكره قد خطيرا بوجوهنا قاذفا

بين الحادة الكلامية المشادة مع تكفلت بتورية، رؤوسنا. في تركيز من تبقى ما بتشتيت الزميلين،

"غفار" الزميل مع الأمير حديث نبرة تحولت فجأة، إلى يشير وهو الاستفزاز من اقتربت أوامر إلى

الدجاجة:فورا..!! موقعه )بافلوف( إلى جرس تعيد أن - عليكنفسه: يحدث وكأنه واصل ثم هنيهة، صمت

144

هذا..؟ فاتني - كيف نفهم لم )بافلوف( أي عن الأمير، أراده مما شيئا

"غفار" الزميل غضب جاء ثم جرسه..!؟ وأين يتحدث تنتمي بأصوات مقدمات، ودون مباشرة انفجر الذي

من لنا تبقى ما كل نسفت ناسفة، عبوة كأنه للصراخ، مقعده، "غفار" من نهض وفهم. لقد تركيز مزبدا يريد كأنه الأمير، وجه إلى إصبعه يوجه وهو مرغياعينه: في الإصبع إدخال لا اللعين، الإصبع هذا من حذرتك المرات - آلافبإصبعه.. يحادثني أن كان لأي أسمح ما بسبب الزميل غضب يكن الأمر. لم حصل هكذا قد لأنه ولا واضح، إلحاف من الأمير حديث في كان ليس وأيضا، اليومي عملنا من الكفاية فيه بما تعب

الأشياء تلك كانت ربما )بافلوف(، تورية بسبب غضبه في أساسية تكن لم لكنها مساعدة، محرضات لقد الإصبع. نعم، في كانت المشكلة كل بل الساطع، إلى الحديث يوجه وهو السبابة إصبع الأمير استخدم )غفار(، هو الإصبع )الجرس(. كان إعادة طالبا بمشروع يذهب كاد شجار أول فجر الذي الصاعق من النهائية المراحل في ونحن الريح، أدراج جماعتنا

لنا. كنا تطبيقي مشروع أول وما متعبين جميعا طال التي اللذيذة والوجبة الاسترخاء هو ننتظره

حدث. ما ننتظر نكن لم الأحوال كل انتظارها. في )غفار( الزميل عيوب إحدى أن الأمير؛ نسى لقد

ما الصاروخ بسرعة الحمرنة في يدخل أنه الخطيرة،الإصبع. باستخدام أحدهم يحادثه أن الأمر. يتدارك أن حاول وقعته، إلى الأمير تنبه أن بعد

الإصبع أنزل صاحبة يده وضع بل التداول، من كليا تتمرد أن من خائف كأنه عجيزته، تحت كلها الإصبع

145

بأدب الزميل من يعتذر ثانية. وأخذ إصبعها وترفعومودة:

نفسي. نسيت آسف.. اعذرني.. لقد - "غفار"! أناعليه: الأمر. رد وانتهى حمرنته في "غفار" دخل لكن

حقيقي..!!؟ أمير أنك صدقت - هلواضح: بانكسار هذا أجاب أني لك قال والإمارة.. من الأمراء يلعن - الله

صدقت..!!؟الهجوم: واصل

قبلنا لأننا الأغبياء، نحن علينا بل عليك، ليس - الحق بنا.. حلا ماذا هذا.. تفضل.. انظر الغبي بمشروعك

السباخ.!! هذه في الحمير نطارد لا أن يحاول هو بل متكسرة، الأمير إجابات زالت ما

إجابة: أية من نفع لا أن لمعرفته يجيب،و... والحمير المشاريع يلعن - اللهعدل: القول: والأصابع.. لكنه أراد لعله

قوله أردت ما لتسمع فقط تهدأ، أن حاول - أرجوك،اللعينة.. الحيوانة هذه بخصوص

بالإصبع. لكن وليس كفه، بكامل الحيوانة على وأشارحمرنته: في قفل قد وهو هذا يسمع كيف ماذا تدري حيوانة.. هل هذه.. ها.. أي حيوانة - أي أنت اللازم من أكثر تحملناك لقد اسمع، أنت..؟ تفعل

علاقة الغبية.. بافلوف..هاهاهاها..ما وهرطقاتك تخريفاتك.. تنتهي المشوي.. ألا بالدجاج هذا بافلوفك

الأغبياء.. لكن.. نحنبإصبعه يعلمنا وهو الغباء بدائرة حوطنا أخرى مرة هذه علاقة سأوضح تهدأ، لو فقط "غفار".. أنت - يا

بافلوف. بجرس الحيوانة

146

ذلك )غفار( مواصلة الزميل باستطاعة كان بالطبع، سرعة لكن شاء، ما إلى والرفض والمشاكسة العناد كنا كما الحريق طفاية )زهار( أو الزميل بديهة

الأمير على )زهار( أن التداعي. تنبه أوقفت نسميها، وإصبعه هو عليه بل إصبعه، تنحية مجرد لا

بحاجبه؛ للأمير سريعا. غمز يتواروا أن و)بافلوف(ه ونفذها الغمزة الأمير واخرج. فهم الطاولة اترك أن؛

باتجاه وذهب الكرسي من نفسه مباشرة. انتشل كان الذي المطعم عامل المطبخ. التقى متوجها

بالزميل، ألم الذي الهياج أمر ليستطلع ربما صوبنا، كان الحظ الطريق. لحسن منتصف في التقاه

العامل كتف على يده منا. وضع إلا خال شبه المكان مع المشوي، الدجاج من وجبة على وأوصاه بصداقة لنا يجلبها والخبز، والخضروات المخلل من توابعها

الفندق. وتوارى في غرفتنا إلى المكان. عن تماما العمل. طلب توزيع في الأمير دور )زهار( يتقمص بدأ أراد ماذا منه ويفهم بالأمير يلحق )عمار( أن من

المخطوفة: الدجاجة بخصوص المنحوسة.. الحيوانة هذه أنت - عمار..! خذ

الأمير. )بافلوف( من أخبار لنا واستطلعوالهزل: الجد )غفار( بين الزميل إلى حديثه وجه ثم عليهم.. ألم أترحم أم أجدادك ألعن هل أدري - لا

هذه غير إياه يورثوكم آخر مورث على يعثرواالمصيبة..؟

لي: التفت ثمزميل! يا - وأنت

اللغز: )بافلوف( صاحب أنا وكأنني بعصبية قالها الليلة.. هذه هائل بافلوفي عمل لديك أن - أعتقد

جميعا. قبلنا واستحم الغرفة إلى اذهب

147

لاحظت لأني ليس الفور، على الأمر جانبي من نفذت إذ "زهار"، وجه على عاقبتها تحمد لا علامات ارتسام الغليظة رقبته شرايين وتوترت جبينه خارطة تجعدت بالشرر. وتلك تقدح صارت التي عيونه عن ناهيك دخوله لقرب للزميل الشخصية العلامات من كانت

لهذه ليس الحمرنة. أقول محراب في الآخر هو حد إلى متعب كنت لأني وإنما الأمر، نفذت الأسباب

لي. توجه حمرنة أي رد على قادر غير "غفار" "زهار" يهدد سمعت الطاولة، أغادر وأنا

واضح: بغضب ومن الأصابع ومن منك مللت كذلك - )غفار(! أنا

جد أبعد إلى سأعيدك تهدأ، لم والأمير.. إذا الحميربهذه.. الصحراويين.. أعيدك جدودك من

يده بقبضة له ولوحواصل: ثم

نقرر ال�)بافلوف(. ثم هذا قصة ما نفهم - كفى! دعناكله. المشروع مصيريردد: هذا وظل

علاقة على يدلني من ناس.. هل عالم.. يا - لكن.. ياالمشوي..؟ بالدجاج بافلوف"زهار" ليجيبه فهمت بحمرنتك.. هل الإصبع علاقة مثل - لعلها

الآن..!! "زهار" مع "غفار" وعاد زوبعة انتهت حال، أية على انتهت، كيف أدري عالية. لا بأصوات يضحكان وهما الثمن دفع قد لكنه وفق الحمرنة، لتلك كاملا

كل تحويل على بيننا. تعاهدنا كانت التي المعاهدة ملاكمة كيس إلى الحمرنة، أوان غير في متحمرن

وعليه بالطبع، الأزمة من خروجه بعد وذلك وكفخات،

148

رياضية. ووافقنا بروح الأمر يتقبل أن هذا على جميعا الدوام على وجعلها الحمرنة لتقنين محاولة في الأمر،وقتها. وفي جدوى ذات عقوبته. كان أو مشواره "عمار" من عودة بعد

كفخات من الضريبي المقسوم دفع "غفار" قد من منها ووعيد، وتهديد صياح رافقها أخوية، ولكمات

الزميل أن إلا هدفها، إلى وصلت وأخرى لها تصدى الداخل كان بينما حقه، يأخذ أن إلا أبى الغرفة إلى توا

الغرفة، في المبعثرة ملابسه يلملم "غفار" منحنيا على رنين ذات بكفخة توا، الداخل الزميل عاجله الحمام. وما إلى طريقه في هرب ثم العارية، علبائه

اللحاق وحاول الكفخة هول من نفسه هذا انتشل أنعليه. وقفلها الحمام غرفة دخل قد ذاك كان به،

أننا - واضح "بافلوف". إلى للرجوع بحاجة جميعا اليومي، الاجتماع في حديثه الأمير ابتدأ الجملة، بهذه دخل الفندق. ثم في غرفتنا في الطعام مائدة على لدى النفس علم حول واستذكارات شروحات في

الانعكاس موضوعات منها الأخص على "بافلوف"، الكثير. لنفهم وغيرها والفأرة والجرس الشرطي

"بافلوف" بالنسبة جرس هي كانت الدجاجة أن أخيرا مفيد. وأننا شيء أي إلى وصلنا لما للحمار. لولاها

سلوك عبر بها التفريط وشك على كنا هذا رغم بدون المرة "غفار" هذه على "غفار" المغامر. أشار

الحديث عن وإضرابه الحمار انزعاج سبب إصبع. أما بالارتداد أسماه ما إلى الأمير فعزاه بوجودها

للإنعكاس الانعكاسي لست الشرطي..!! شخصيا المصطلح بذلك قال "بافلوف" قد كان إن متيقنا

التي هي أميرنا قريحة الانعكاسي( لعل )الارتداد

149

لكن "بافلوف"، روح يتقمص وهو بنحته تكفلت بدا أميرنا أن عليه، غبار واللا الواضح علينا متفوقا على كأنه يشرح وهو كان تلك. بل بانتباهته ومزهوا

النفس. علم في جديدة بنظرية الخروج وشك الحيوانة تلك مع الحمار تجربة من المرة هذه مأخوذة

أنه اللاحقة الأيام لنا أثبتت يقال، الحق الجميلة. لكن، جهدنا لذهب الانتباهة تلك لولا حق. إذ على كان حقا

"غفار". زميلنا واستهتار استعجال بسبب الريح أدراج لبحثنا ليس الأهمية عظيم جرس الدجاجة كانت نعم،

اللاحقة. حتى لبحوثنا بل فقط، الثرثار الحمار ذلك مع أدخلنا أننا وسائلنا. تبين صميم إلى "الجرس" لاحقا الباحث على وما به، الخاص جرسه حمار لكل أن لنا؛ واعددنا لاحقا، توسعنا أننا عنه. حتى التفتيش إلا بحثا

الحمار(. )جرس عنوان تحت مستقلا؛ كل عاد القديم، محله إلى الجرس بعودة كان، هكذا العفوية الترتيبات ذات إلى الزريبة تلك في شيء

زيارتها على الجميلة، الحيوانة والتلقائية. واظبت من معين وقت في الدائرية، الحمار لزريبة اليومية

ليتبعه اليومية، طقوسها إحدى الزيارة وكأن الظهيرة، الغائط حبات على الصقري الانقضاض ثم النقر فعل

الحمارية الطقوس تبدأ فقط وعندها عندها المتناثرة، حاد.. دوران طويلة.. نهيق التسلسل: صفنة وبذات

الوهميين.. ثم الأعداء رفس مع الزريبة محيط في الترابي. ليأتي الحمام أمام الظهور في دورنا أخيرا

حتى الحمار، إلى تقربه في متدرج الحمار. ظهور الموجات تلك سماع فيها نستطيع مسافة إلى نصل

والآخر. الحين بين يطلقها التي الهمهمة من الخافتة المهمة والإشارات الشيفرات من الأكبر القسم عليه حصلنا قد نكون والصامت، منها الناطق أصلا

150

التي العمليات، من الطويلة السلسلة تلك من سجل قد منا كل الجرس. يكون بتحريض يمارسها

يشبه ما كراسته، في تنتمي برموز مكتوبة نصوصا العمليات متابعة ذلك بعد تأتي ثم بشرية، غير لغة إلى

فورية شبه ترجمة بمثابة لتكون الصفنة، الماوراء عليها حصلنا التي والشيفرات الرموز لتلك بها نقوم

الحمار مع جلستنا تكون ذلك، كل ننجز أن أصلا. بعد بعد نعقده اجتماع في بعضنا إلى لنخلو انتهت، قد

الحاصلة الثغرات فيه نعالج الحمار، وتوديعنا مغاردتنا الخيال يتدخل قد العملية هذه التدوين. في في

أحيانا، أخرى. دون لفكرة الانحياز أخرى وأحيانا إلى بكليته ينتمي عملنا من الأخير الجزء أن لأعترف؛

المحصن غير البشري الطبع الأخطاء ضد تماما قد التي الموبقات من وغيرها والانحياز والتحامل

بها. بولغ لو فيما البحث تفسد استفدنا لقد العموم على التجربة، تلك من كثيرا

فشلنا البحثية. لكننا أدواتنا بعض تطوير في ونجحنا على لنا بالنسبة أهمية تقل لا واحدة، قضية في

الجميلة الحيوانة وقبله الحمار دفع هي الأقل، الظهيرة. إلا غير آخر وقت في طقوسهما لممارسة

الملائم الوقت هي الظهيرة تكون أن إلا أبيا أنهما الشمسي الحمام أن لاحقا، لهما. اكتشفنا والمحبب

غنى لا أمران هما لاحقا، الترابي ثم الظهيرة عز في ومنها الجسدي منها الأسباب، لعشرات للحمير عنهما

نتوغل جعلنا الذي النفسي. الأمر حقيقة في عميقا في سيضحك أحدكم الإنسان. لعل غير هو الحمار أن

كاتبنا اكتشف لقد ويعلق: مبروك، الآن عبه ب-نعم، المشاكس، القارئ هذا على البطنج..!! وأرد

الاكتشاف ذلك أجد سواء البشر، من لكثير مهما

151

مع أو إنسان أنه على الحمار مع يتعاملون الذين فك علينا الحالتين، حمار. في أنه على الإنسان الإنسان بين والخطير المفتعل والتداخل الارتباط وليس الإنسان سببه تداخل تحديدا. وهو والحمار

البطنجي اكتشافي كان الأساس هذا الحمار. على مع ونبدأ موضوعنا إلى الآن وضروريا. لنعود مهما

الحمار. ذلك شهادات من الثالثة الشهادة

الحمار: قال وابتعادي الحدود عبر بالتسلل نجاحي بعد عن كليا

أتن من متفرقة بقطعان اختلطت عبدو(، )أبي زريبة تتماوج منحدرات في يرعين كن وهبوطا. كان صعودا هناك وفيرين. علمت والماء العشب المروج تلك في

تلك إلى الإنسان يأتي العنصري، الفصل قصة بذات فقط. الذكور لاصطياد والآخر الحين بين البراري قضيت العشب وفرة مع الإناث برفقة عذبة أوقاتا صار جسدي، مسامات كل معها تفتحت والماء، جسدي سوائل ويطرحهما والهواء الماء يمتص شفافا

يتدفق الدم وصار العروق مجاري توسعت متعددة، قبل العز، ذلك دام كم أدري بشرية. لا معكرات دون

هذه الذكور الحمير من كبيرة قطعان تداهمنا أن توافدها المرة. تواصل غير وبأعداد طويلة أياما

أن الوافدين من البراري. علمنا تلك مثل في معروفة

152

لم للحمير، ترحم لا مطاردات والمدن القرى في ثمة الغرض كان بل للعمل، عليها الحصول سببها يكن

وانفلات البراري اكتظاظ من الأجواء تلك قتلها. في لم البرية، أتان على الذكور بين والتنافس المزاحمة

قيمة. كان أية والأعراف والقوانين للأصول يعد هنا تزوغ عيونه تجد أتان، يؤانث وهو منهم الواحد وهناك إحداهن على يعثر أن وما أخرى، أتان عن بحثا

بين التي يترك تجده حتى آخر، حمار منها فرغ وقد ذلك سببه انفلات الأخرى. حصل إلى ليذهب قوائمه أوجد الوافدة. مما بالحمير ألم الذي للإناث الجوع

هذه الأتان بسبب الحمير بين وخصومات مشاحنات أهل ذاكرة حسب يحدث يكن لم الذي الأمر المرة، الحمير. قالوا تاريخ كل في الحمير من والعقد الحل هذا أن عنه؛ طبعا معها جلبته حيوانيا، وليس بشريا

أن والأرياف. صحيح المدن من المطاردة الحمير شكل على تطمينات وقدم شأنه، من قلل قد بعضهم

زوال، إلى الخصومات هذه مصير أن تحليلات تلك شوهته الذي الحميري طبعها إلى الحمير وستعود

والأرياف، المدن الغريزة قوة إلى تحليله في مستندا الغريزة مدرسة أنصار من أولئك وكان التطبع على من قليل غير قسم ظل النفسي. لكن التحليل في والعقد، الحل أهل الأمور، إليه وصلت مما متشائما المنتمين من وهم القائلين التطبع، مدرسة إلى أصلاالغريزة. على التطبع بغلبة

نفسي نحيت لي، بالنسبة أو خصومة أية عن متطوعا بين النظرية بالخلافات نفسي أشغل ولم مزاحمة،

أتذكر وأنا الوافدين جوع تفهمت جهة المدارس. من "أبي زريبة في الربطاء من القدامى أصدقائي

الصفنة إلى بحاجة كنت أخرى جهة عبدو". ومن

153

ولسوء سابقا. لكني، لي تتوفر لم جديدة، بمديات حملة أول في الاجتهاد هذا ثمن دفعت قد حظي،

أن بعد مشقة، أدنى بلا صيدي استطاعوا صيد. لقد دهموني الطويل. القياس من بصفنة متلبسا تحمل الشكل. لا غريبة زريبة إلى الصيادون ساقني

فضلات روائح غير الزريبة ومضمون شكل من المكدسة الحمير من غيري مع الحمير. حشروني

أنها الجديدة؛ الزريبة ترابي. غرابة ظلام في هناك هي كما وليس الأرض تحت مدفونة تكون تكاد

أي من أرضيتها خلو كذلك الطلق، الهواء في الزرائب فيها شيء لا محفورة أرض تكون تكاد لعشب، بقايا الذي غير مداخل عدة والظلام. فيها التراب غير

أي لنا المقدم للغذاء يكن لم فيه. كذلك أدخلوني إن البذور أو السيقان أو العشب رائحة من شيء كانت أو شعيرا يتعد أخرى. لم حبوب أية أو برسيما به تجود وما البطيخ قشور سوى المقدم الغذاء

الفينة بين لنا أحدهم يجلبها خلائط، من المزابل الحمار يمنع بشكل مقننا، الماء كان والأخرى. كذلك

والخلائط. القشور تلك أكل من الإكثار من لعل قلت البشري، البخل إلى الأمر أحلت البدء في

نصادفهم وهؤلاء البخلاء، من الزريبة صاحب في كثيرا لكني البشر، مع المشتركة حياتنا عن تخليت لاحقا

مسميات سمعي طرقت أن بعد التفسير، هذاكلها. أفهمها لم كثيرة بشرية ومخاوف وهواجس

أفهمها لم التي الأمور هي كثيرة كانت الحقيقة في في الأظلم الترابي الزمني الحيز ذلك في مباشرة،

في بينهم، فيما يرددون سمعتهم الزرائب. لكنني تلك حمير وجبة من الوفاض خالي أحدهم يأتي مرة كل

تجفيف ) سياسة اسمه شيء عن يتحدث منتظرة،

154

التي المنابع تلك هي ما حينها في أعرف المنابع(. لم بتلك الحمير نحن علاقتنا وما تجفيفها يريدون

السياسة. الذي اليوم لغاية تؤرقني، البشرية الألغاز تلك ظلت

مغاليق أخذت سياسي. عندها حمار إلى فيه تحولت وفهمت أمامي تتفتح الطلاسم، من كثير رويدا رويدا

)تجفيف أسموها التي السياسة، تلك عن كثيرة أشياء التي الوجوه أغلب كانت العموم، المنابع(. على

ولا الفرح، من خالية الكبيرة، الحفرة تلك في تزورني الشريرة والنوايا والغضب والخصام الزعل بغير تبوح

المبيتة. بمقدار نبض، من عروقي في ما بكل أحسست هناك

زريبة هجرت حين نفسي، بحق ارتكبته الذي الخطأ من صفنة كل بعد عبدو" الطيب. صرت "أبي

شعرت حمرنتي. نعم، على اللوم أضع صفناتي محلها غير في لحمرنة يمكن ما أضرار وبالملموس

الجديد موطني في شيء كل للحمار. كان تجلبه أن الكبير رأسي أستسغه. ظل لم وطعم بمذاق

سنابل روائح غير جوفه في يجتر لا المتطاول تلك روائح المقلوبة، السوداء الأرض روائح الحصاد،

يتلظين وهن البعيدة البراري في المنفية الأتن كان أمثالي. صحيح من الطلقاء لوصول انتظارا كان لكنه الربطاء، على نقمة العنصري الفصل مدى على أحدهم وكنت للطلقاء رحمة القدر وبنفس

طيبا، عبدو" رحيما، "أبو كان كم طويل. علمت حين اللعين الصباح ذلك باستثناء لاحتياجاتي، متفهما

زريبته، في الربطاء قطيع إلى إضافتي قرر فارضا المكان، يشاركنني إتن ثمة معي صومهم. كانت علي كل خمدت لقد رغبة، النفس في تبق لم لكن

155

تلك تعد ذكور. لم وكأنها الإناث أرى صرت الرغبات، حل الحيوانية، حياتنا يسير الاندفاع وذلك الحماسة

وملامح لرغبات الأعمى والاستسلام الرتابة محله كفاني النفع، ما المكفهرة. لكن، الوجوه ذوي أولئك

الجميل. الماضي لحوادث اجترارا صمت، قد وهو الحمار، عن للتخفيف محاولة في

أميرنا تدخل عليه: التهوين محاولا حنين من لك حصل معك. ما أننا صديقنا يا تحزن - لا كان يظلون الحمير مثل البشر طبيعيا. كذلك أمرا

يحنون الوطن الأول، البيت الأول، للشيء دائما الأولى، الكاميرا الأول، الصديق الأول، الحب الأول،

الأولى.. الصورة كان أميرنا أن واضح الفوتوغرافي. الجو في داخلا

الأولى(، والصورة الأولى )الكاميرا نطقه بعد وجدناهواصل: قليلا. ثم وصفن تنحنح قد

هو بالضرورة ليس صديقي يا الأول أن - رغم ويقنعنا علينا نفسه يفرض وهم من نوع الأفضل. لكنه

هو الجديد أن أن تجد حتى القديم، من أسوأ دائما هذا في تبحر الأخرى هي البشرية وحكمنا أمثالنا

تقول: )لا حكمة بهيئة الشائع المثل قبيل من السبيل، لا فلسفتنا مكور أن كان(. تجد مما أفضل يكون والأحداث الظروف الماضي. لعل تمجيد عن يخرج

من أسوأ هو الجديد أن عودتنا حياتنا في والانقلابات القديم حصل ما وهذا أسوأ يكن لم وإذا وأبدا، دائما ونعامله جديدا، عنه نقل لم تواريخنا، في قليلة مرات فقهاؤنا أحاله بل نطوره، لكي جديد أنه على

ذاك. أو مثل عنه: هذا قالوا بعيد، قديم إلى ومنظرونا حكمتهم يطلقون عندها نفسه، يعيد نفسه ذاك هو

ترى نفسه(. كما يعيد )التاريخ قلوبهم إلى المحببة

156

عندنا. لم تعطل قد الزمن أن الذكي الحمار أيها معي وحاضر تليد ماض وحاضر، ماض ببعدين، إلا يتمتع يعد

يا التفكير في البشر سبل تتبع لا أن بليد. عليك زلت ما أنك صديقي، أن تفهم أن وتستطيع حمارا

صحيحة. ليس ليست الترهات تلك أن صحيحا حين الحاضر أن الحاضر. الصحيح من أحسن الماضي

يكون يحاول لأنه فقط نفس، ستين ويلعب سيئا أنه على نفسه مع تعامل لو أما بالماضي، التشبه تأكيد. بكل أفضل لغدا مستقبل، إلى يتطلع حاضر

برية هي ارض حمارا!!.. كل أنت كما صديقي يا ابق أمك. تلده لم وأن أخوك هو حمار لك.. وكل صالحة

الجمهوريات تلك شؤون في أدخلتنا أنك هذا مع التي تلك مأثرتك عن بعد تتحدث ولم الفوتوغرافية،

أنك تعرف هل المنطقة، )مجاهد( في أشهر جعلتك صرت البشر..؟ عالم أقصد أجمع، العالم في مشهورا جبينك تقبيل لمجرد وهناك هنا عنك يبحث من هناك

بينما الصحف، في كتاباته في يدعي كما حافرك، أو بك. الشرعي الحكم لتنفيذ عنك يبحثون آخرونحدث! ماذا اخبرنا

الظهيرة تلك في بالشرح جماعتنا أمير أسرف لقد علينا، متآمرين والحمار نحسبه غدونا حتى اللعينة، الخانق، الزريبي الجو وسط معاناتنا إطالة يريدان

وحدها الخارج في الشمس ليس أن لتشعر أنك حتى والأزبال الروث روائح بل والحرائق، اللهب يطلق من

الأخرى. لقد هي بوجوهنا الحرارية سعراتها تطلق ممر إلى أجسادنا وتحولت معنا، كان الذي الماء نفذ

كان. الذي الماء لذلك سريع لأنه فقط تلك، الطويلة محاضرته للأمير غفرنا لكننا سرد مسار حرف محاولة على نهايتها في عرج

157

منه. كان ننتظرها التي الوجهة إلى الحمار مأخوذا لقد بل هذا، زماننا في روائي أي مثل بالتفاصيل

تعنينا، كلها تكن لم التي التفاصيل، تلك في أسرف جعلت التي الحقيقية الأسباب إلى الوصول نريد كنا منه حمارا العملية تلك تنفيذ رفض ولماذا سياسيا

هذه إلى وصل وكيف بعدها له حصل وماذا الشهيرة، أهم كانت غريبة. تلك قصة لها أن يبدو التي الزريبة، بشر أي مثل لنا يظهر هو وها أسئلتنا، إلى متلبسا

الأول. بحبه أذنيهسرده: الحمار عاود

على الثلاث الجمهوري����ات في المأس����اة حص����لت بعض قبل من الفن اس��تخدام س��وء بس��بب الت��والي،

بالحمير التضحية البشر استسهال لنقل أو المشاغبين أطلق��وا شيء هناك الفاشلة. حصل لتجاربهم كحقول

ذلك مشاكس. ق��ام رسام بدأها )ثورة(، مسمى عليه الق��ومي، المع��رض داخل إلى بالتس��لل المش��اكس

أحد رس���مها قد ك���ان لل���رئيس، لوحة تش���ويه بقصد المرم��وقين، الرئاسة رسامي ب��رأس ال��رئيس ج��اعلا

ذلك ش��عاع. ح��ور شكل على لهب دائرة يخترق ذئبي رأس إلى الذئبية من ال��رئيس وجه ملامح المش��اكس

أخ��رى زوائد مع الب��وز وفي الأذنين في الحم��ار. مط يبدو الصورة في الرئيس جعلت وليس حمارا كما ذئبا

أدري يشتهي..!! لا إن الرس��ام، ذلك دوافع عن ش��يئا أو القصر من المق��رب زميله ضد كيدية دوافع ك��انت

وبعد أنه المؤك��د؛ الأمر نفس��ه، الرئيس ضد كيدية هي دخل الحم��ار، بهالة ال��رئيس ص��ورة خ��بر تس��رب أن

الس���اخن. الخط على الفوتوغرافية المعارضة ق���ادة مخطط من ج��زء الرس��ام ك��ان هل يعلم؛ أحد لا لكن،

158

ك��ان بمجمله العمل أن أو ل��ه، هم رس��موه ولا فردي��اأصلا. بهم له علاقة

الق��ومي للمع��رض زي��ارة أول مع الأم��ر، اكتش��اف تم الص���حفيين. بينما من ع���دد فيه أجن���بي وفد قبل من

ومقاصد مغ��ازي لش��رح نفسه يعد كان الفني، الدليل ه��ذه المواطن��ون احب ولم��اذا الش��هيرة، اللوحة تلك

ص���ورة أم���ام به وإذا لرئيس���هم، غيرها دون اللوحة ال��ذهول ك��ان الدليل، لذلك الأول الفعل أخرى..!! رد

براثنها. بين الوقوع وشك على إغماء حالة يشبه الذي هي لا مترابط��ة، غ�ير جمل وق��ال وم��ال فك��اه أنع��وج ك���ان ال���تي الأجنبية للغة هي ولا الوطنية للغته تنتمي سقط ثم وأبيه، أمه لغة يجيد كما يجيدها عليه. مغشيا لوج��ود أفتض��ح، قد الص��ورة تلك أمر يك��ون هك��ذا،

الف��ور على أبرق��وا أج��انب، وص��حافيين مراس��لين التحاليل بع��ده، ب��الخبر. لت��أتي وص��حفهم لمحط��اتهم ونفى المصدر وقال والتنبؤات والتعليقات والمقابلات

على رك���زوا قد الجميع وك���ان إلخ إلخ المص���در..إلخ رئيس لدولة نوعه من الفريد الأم��ني الاخ��تراق قضية

وبدونها، بمناسبة الدوام على يفتخر الذي الجمهورية،المنطقة. في مخابرات جهاز لأفضل بامتلاكه

الأغلبية وض��عت والخط��ير، المف��اجئ التطور ذلك بعد يتلمس م��واطن كل وص��ار قلبها على ي��دها الص��امتة

المعارض��ون ق��ام جهة س��يأتي. من ما هول من رقبته في معادي���ة، مج���اورة دولة في اللوحة تلك بتكث���ير تلك ج��انب ومن ج��انبهم من واض��حة تصعيدية خطوة

في صغير منشور شكل على يوزعونها الدولة. وبدءوا العام��ة. ومن والش��وارع السيارات ومواقف الأسواق

أخ���رى جهة حالة إعلان تم التص���عيد، ذلك على وردا لكنها أص��لا، موج��ودة ك��انت الحالة أن الطوارئ. رغم

159

وعلى الأمنية الأجه��زة كل معلنة. اس��تنفروا غير فقط إعتق��الات بحملة وب��دءوا الفوت��وغراف ش��رطة رأسها

مس���ئولي من بهم المش���تبه بكل دش���نوها واس���عة، من بهم المش�����تبه ثم الح�����اكم، والح�����زب الدولة

الحملة كانت الجمهورية، لرئيس المعارضين. بالنسبة ه��ذا ب��دون ح��تى هو ال��دوري، للتنظيف مناسبة بمثابة

حملات والأخ��رى الفينة بين يج��ري المعادي، التصعيد الح��اكم الح��زب تش��مل تنظي��ف(، )حملات اس��ماها

الأجه���زة أن والمعارض���ة. ح���تى الدولة ومس���ئولي وملل بروتينية الحملات تلك تنفذ أخ����ذت الخاص����ة،

لتكرارها. واضحين للمحللين معروفة غ����ير ولأس����باب الأي����ام تلك في

ك��ان الحم��ير، غ��ير أو الحمير من كانوا إن السياسيين فجر ال��ذي الص��اعق بمثابة المنش��ورالجديد ذلك اثر

صحافة في المستخدم المصطلح حسب شعبية، ثورة ملأت حش����ود في البشر المج����اورة. خ����رج الدولة

ص��ورتان تتق��دمها والأس��واق، والش��وارع المي��ادين أح��زاب فض��حته أن بعد المش��اكس، للرس��ام الأولى

للوحته والثانية بملكيته ي��دعي ح��زب كل المعارض��ة، ت��اريخ في الأولى الم��رة هي تل��ك، الش��هيرة. وك��انت

فنان فيها يكون التي البشر، هذا شعبية، لثورة مفجرا تحاليل أكدتها الحمير.. وقد محللي كبار ذاكرة حسب

الحدود. خارج من لصحفيين بشرية واستنباطات وأس��ابيع أي��ام مدى على الإعلام، وسائل كل اشتغلت س���يرته ومراحل الفن���ان ذلك نش���اط على لاحق���ا،

للجل��وس المحتمل البديل المرشح باعتباره النضالية، المق���ابلات كل الح���الي. وفي ال���زعيم كرسي على

ال��رئيس- الحم��ار صورة كانت والصحفية، التلفزيونيةالواجهة. في

160

الرس��ام ذلك من جعل ال��ذي الأمر ه��دفا لأجه��زة آني��ا ح��تى الأمني��ة، الأجه��زة وب��اقي الفوت��وغراف ش��رطة

أحض���ان بين من فج���أة اختفى من���ه. لقد تمكن���وا ومقطوعة مش���وهة أي���ام بعد جثته لتظهر الجم���اهير

ص��دره، على رأسه وضعوا وبثورته، به الرأس. ونكاية قن��وات إليها التحري��ر. دعيت مي��دان في مزبلة ق��رب

للع��الم. وتبثه المش��هد لتص��ور الفض��ائية التلفزي��ون وجعل الثائرة، للجموع رادعة صدمة شكل الذي الأمر

الأي��ام، م��رور مع ينحف اله��ادر الجم��اهيري المش��هد نج��اح من تيقنها وبعد الأمني��ة، الأجه��زة وأن خصوص��ا

من أخ��رى أع��داد مع تكرارها على عملت الص��دمة، الجثث تكاثرت أيام بضعة سجونها. في في المعتقلين تنبهت المزاب��ل. ح��تى في والمرمية الرأس مقطوعة

حيث التاريخي��ة، للفرصة الفض��ائية القن��وات إح��دى من تحتكر الأجه��زة، تلك مع ص��فقة عقد إلى سارعت

والمباشر الحر الذبح مشاهد بث خلالها للقناة. حصريا لقناعة الب����دء، في المنافس����ين من أحد لها يتنبه لم

مش��اهد إلا هي ما المش��اهد تلك أن الجمي��ع، راودت عمودية. ك��ذلك أو بينية صفقات عقد تستدعي لا آنية، الإنس��ان جسد بقدس��ية تقول للمهنة وقيم مبادئ ثمة

النشر س��بق لقطف السباقة القناة تلك أن وموته. إلا أفهمت قد الأجس��اد، وتش��ويه الرؤوس قطع لمشاهد

وفاق��دو بله��اء أنهم زالت، ما المتقي��دة الوس��ائل تلك منطقة هي بال��ذبح، المعنية المنطقة لأن خبرة، أص��لا ال���ذي والأع���راف. الأمر الق���وانين كل على خارجة لكن بينية، كذلك صفقات لعقد المبادئ قنوات اضطر مع بل الح��ر، بال��ذبح العلاقة ص��احبة الجهات مع ليس ال��ذبح بمش��اهد ل��تزودهم الس��بق، ص��احبة القناة تلك المهتمة الشركات إحدى أن عليها. حتى الحصول فور

161

القن���اة تلك مع تعاق��دت المطبخي���ة، الأدوات بإنت��اج الرائ��دة أغلى أنه عنه قيل عقد على ك��ذلك، وحص��ريا

تظهر أن بش���رط ق���دم، ك���رة لاعب أغلى عقد من قبل المط��ورة الس��كاكين من الش��ركة بض��اعة القناةالحر. الذبح مشاهد وبعد إلى جديد من المعارض��ات ع��ادت الأس��باب، تلك لكل

إلى الحي��اة معها وع��ادت الأرض تحت الس��ري العمل الحكومة الق����ديم. أما مجراها ب����إذلال منها وإيغ����الا

عملت الماحق��ة، به��زيمتهم وإش��عارهم المنتفض��ين ووزعتها إياه��ا، الذئب بهالة الرئيس صورة تكثير على أو مي��دان أو واجهة أو ش��ارع يخل لم مك��ان، كل في

يطالعك ال��تي اللوحة تلك من المواط��نين، بيوت حتى اللهب دائ���رة من خ���ارج ذئب هيئة على ال���رئيس بها

فريسته. لافتراس ومتوثب دفعت قد الحكومة أن ص��حيح ثمن��ا دبلوماس��يا باهض��ا

ك��ان لكنه الترويعي��ة، الأفعال لتلك متوقع��ا ومحس��وبا ما لديه الأح���وال،أن كل ال���رئيس. في قبل من بدقة

على ال��دولي؛ الق��انون فق��رات من به التحصن يمكن الت��دخل من الخ��ارج تمنع ال��تي الفق��رة تلك الأخص الأمم. أما عص��بة في عضو دولة لأي ال��داخل بشؤون

والبيئ��ة: دعوها والحي��وان الإنس��ان حق��وق منظم��ات في له��ا، يحلو ما ولتفعل وتع��ترض وتس��تنكر تش��جب

بع��د. ومخ��الب أنياب لها تنبت لم منظمات هي النهاية يطلعهم وهو الجمهوري��ة، رئيس تعب��ير حد على ه��ذا ال��دنيا س��ودت تورية أض��اف تعليمات��ه.. ثم آخر على

متوس����طة ص����فنة بعد قالها وزراءه؛ رئيس بعي����ون رئيس رأس على الس���بابة اص��بعه يضع وهو الط��وليمينه: على الجالس الوزراء

162

ه��ذا في ي��دور بما مع��ني غ��ير جي��دا..! أنا - اسمعونينفسه..!! بالرأس عنايتي قدر الرأس،

المعارض��ين بأحد الخي��ال سرح الثورة، تلك فشل بعد في أم��ره جدي��د. ط��رح س��لاح إلى للتنبه الش��باب،

الشاب: ذلك لجماعته. قال سري اجتماع اكتش��فت - ... لقد أس��لحة عن فاعلية يقل لا س��لاحا

الشامل..!! الدمار الخ���بر ك���ان جماع���ات كل حيث للجمي���ع، ص���اعقا

منهم الفق��راء المنطق��ة، حكوم��ات ومعها المعارضة على للحص��ول بعي��د، زمن ومنذ يس��عون والأغني��اء،

ميزاني��ات من دفع��وا وقد الش��امل، ال��دمار أس��لحة تلك على للحصول فقط أفقروها، حتى الكثير بلدانهم قائل��ة: أن الجمي��ع؛ راودت الس��حرية. لقناعة الخلطة خلطة تلك على حصلت لو فقط سيحترمونك، الجميعالشامل. الدمار تع������ذيب وتر على الع������زف المكتشف ذلك واصل

المطلوب: الوقع اللاحق لحديثه ليعطي السامعين ف��وق والفاعلي��ة. وهو الأثر مض��مون الجديد - السلاح

إلى نحت����اج لن أنوفن����ا. س����وف تحت مت����وفر ذلك ذل��ك. ش��اكل ما أو تخصيب معامل أو سرية مختبرات

ال��وقت..!!؟ طيلة عنه غ��افلين كنا كيف الغ��ريب بل بل والحكومة ال��رئيس نسقط لن سوف السلاح، بهذا

ف��وق خفاقة رايتنا وس��ترتفع كل��ه، الع��الم سنس��قط ولو العليا هي ي��دنا وس��تكون أعدائنا، وأسوار أسوارنا

الكافرون. كره المقدس��ة، نصوصه من ومقتبس��ات آيات يردد أخذ ثم

نشر في وأهميته والعلو والفتح الغ���زو ح���ول ت���دور الشاب ذلك الصحيح. كان الدين كخطيب له مش��هودا

163

المجتمعين من جعل أن مف��وه. بعد لما ص��اغية آذان��ا الجديد. ص��مت. السلاح )رب( هذا لمعرفة به سيتفوه

في المتوق���دة عيونه ي���دور وهو ص���مته في ب���الغ بل بين الهمس أخذ الص����اغية. ح����تى والآذان العي����ون رفع نح��ل. أخ��يرا، ك��ورة أزيز يش��به بما يدور الحضور

يده يصيح: وهو عاليابالهدوء!! عليكم - أخواني

يسمع: لا يكاد بصوت النحل.. قال أزيز هدأ ولماالحمار!!! الجديد.. هو - السلاح

بعض��هم بعي��ون ت��ارة بالبحلقة أح��د. اكتف��وا يعلق لم م��زاح ملمح فيها يستشفون لعلهم هو، بعيونه وتارات

يكون أن باستثناء آخر، شيء أي أو تورية أو في ج��ادا ال��رؤوس وفر البحلقة حملة هو الجدي��د. قطع سلاحهالعيون: وتدوير

الحم���ير من الس���لاح. س���نجعل - نعم. الحم���ار. هو خلية كل على س��يتوجب الآن شامل. من دمار أسلحة

لها تس���تطلع أن والص���احي، منها الن���ائم خلايانا من الط��وارئ. ح��الات في بديلة وأخ��رى للإخف��اء زرائب ممكن عدد أكبر لنا تجمع أن التمويل خلايا على كذلك

تحت يك��ون أن يجب بحملتن��ا، الب��دء الحمير. قبل من الحمير. من استراتيجي وآخر تكتيكي مخزون تصرفنا كل منس��ق. نطلق بش��كل الم��رة ه��ذه بعملنا سنقوم

يوم الم��دن، إحدى من بعناية منتخب مكان من حمارا الحم��ار الم��دن. نلبس عدد وعلى ثوب��ا جدي��دا مفص��لا ال����رئيس ص����ور من قماشه يك����ون جس����ده على

الرس��ام ذلك ص��ورة فعلت م��اذا الكثيرة..!! تتذكرون بالحكومة..؟

164

أنفاس��هم الحض��ور س��حب فقط، الآن ال��رد من وب��دلا ك��انوا ربما ص��اخب، بض��حك استغرقوا الاقتراح، على

الت��وتر ذلك من أعص��ابهم لإراحة إلي��ه، الحاجة بأمس الجدي��د. لقد الس��لاح مكتشف الخطيب تعم��ده ال��ذي

ض��حكوا الإط��راء من الكث��ير الض��حك وتخلل ط��ويلا يض���حك، ك���ان والعي���ون. الجميع ال���ذقون ومسح

وقفته على ظل الخطيب، باس����تثناء بملامح ص����امتا الجد الض���احكين. انتهى عي���ون في عيونه وم���دورا

الخطيب- مش��روع على الجماعية بالموافقة الاجتماع وقت بأس��رع بتنفي��ذه الب��دء على المكتشف. والع��زم

ممكن. الص���غيرة المجموعة تطلق الفجر العم���ل. عند ب���دأ

الجمهورية ل��رئيس بصور مغطى وهو المختار حمارها بعد عن يراقبونه ب��وزه. يظل��ون قمة إلى ح��افره من كن��اطق والش��وارع الأس��واق في الهوي��ني يس��ير وهو

من الجم��وع تتجمع أن المعارض��ة. وبعد باسم رسمي تتع�����دد الفض�����ولية، أو الخائفة أو المندهشة البشر

يبدأ دقائق بعد واحد. ثم الحمار من والتقرب الأسباب منهم الحم��ار، ج��ادة من والابتع��اد ب��التواري الجمه��ور

يتوارى من لمتابعة الفض��ول يأخ��ذه من ومنهم سريعا يتضخم المدينة أسواق حركة اشتداد ومع الحمار سير المش��هد ليب��دو حتى الحمار، وراء السائر الحشد ذلك

الجم���اهيري الحشد يق���ود ال���ذي هو الحم���ار ك���أن العي��ون لأن ك��ذلك، والمذعور الخائف لكنه، الفرحان،

قوات طلائع من وخوف بقلق محاجرها في تدور تظل الطلائ��ع، لتلك ب��روز أول الفوت��وغراف. ومع ش��رطة

ويظل ذاك أو الزقاق هذا في مندسة الجماهير تتفرق الحمار وحيدا لم وكأنه البال خال الهويني يسير فريدا ك���ان الب���دء س���افلها. في على المدينة ع���الي يقلب

165

على القبض بإلق��اء يكتف��ون الفوت��وغراف، ش��رطة الفوت��وغرافي. ليطلق��وه لباسه خلع ثم ومن الحم��ار،

جديد من اكتش��اف وبعد أم��ه. لكن ولدته كما عاري��ا لمف���ارز الأوامر ص���درت الجدي���د، المعارضة س���لاح

الكث��ير أولا. س��قط الحمار رأس باستهداف الشرطة، دافعين الجماهيري، الوغى ذلك حومة في الحمير من

حي���اتهم ولا فيها لهم ش���عير لا أه���داف لتحقيق ثمن���ا س��يقانها إطلاق على واظبت الجم��اهير عش��ب. بينما

تلك تك��رار الش��رطة. مع لقوات إطلالة أول مع للريح مختلفة م��������دن في المنظم وبروزها الح��������وادث المدينة نفس من مختلفة مواقع في بل ومتباع�����دة،

لق��وات والإرب��اك التش��ويش لزيادة الوقت، ذات وفي تلك بتحويلها الش��رطة، فعل رد كذلك اشتد الشرطة،

والتعوي��ق. القتل من دموية مش��اهد إلى المس��يرات إطلاق ص��وت اشتداد وبعد الحمير بعض وأن خصوصا س��احة من وته��رب تهيج الأخ��رى هي ص��ارت النيران، من الكث��يرين بقتل تس��ببت عشوائية، بطرق المعركة

يكونون الذي أولئك البشر علاقة ولا الش��ارع في أصلا الأبري��اء أع��داد زادت الأي��ام يج��ري. بم��رور بما لهم

وغش��يانها الحم��ير وه��روب هياج ضحية يذهبون الذين حم��ار ه��رب المرات إحدى ازدحاما. في الأماكن أكثر

مج��زرة هن��اك حص��لت حيث م��زدحم، س��وق باتج��اهالضحايا. ضمن من هو وكان البشر، بين مروعة

الحم��ير. في خسائرهم إلى المعارضون تنبه حين بعد عن البحث يش��به ما إلى حم��ار عن بحثهم تحول حيث

والقلق الرعب يثير اسمه ذكر العملاق. مجرد المدفع ن��درت قل بل الحمير، أسعار ارتفعت الناس. لقد بين الحكومة اس��توردت أن بعد ه��ذا، الحم��ير. حصل تلك

الأجانب. من وتقنييها بمخابرها النووي، الحامض تقنية

166

الحم���ير جميع لفحص ش���املة بحملة الأمر اس���تبقت حديقة في وال������تي والعت������الين للفلاحين المملوكة

أطلق��وا م��رض انتش��ار ك��ان الحملة الحي��وان. غط��اء الوردي( وكان الحمار )حمى عليه حيث وهمي��ا، مرضا

الأل��وان كل على ربما تحت��وي للحمير اللونية الجينات الح��امض أخذ ك��ان الأمر فح��وى ال��وردي..!!. لكن إلا

على الاس��تدلال الس��هل من يك��ون الن��ووي. هك��ذا به لتتكفل النووي، حامضه من الصريع الحمار صاحب

ه���ذا إلى الح���رب لاحق���ا. بوص���ول الأمنية الأجه���زة من المعارض��ين بحرم��ان المه��دد الخط��ير المفصل يبادر أن الاكتشاف صاحب على كان الجديد، سلاحهم

الاستهلاك يعد سلاحه. لم بها يحمي جديدة خطة إلى عن مع��ركتهم. ناهيك صالح في يسير للحمير المتزايد ق��ادة من ع��دد ض��حيتها ذهب ال��تي المتكررة الحالات ال��زرائب، أصحاب وشايات نتيجة المعارضين، وكوادر

على تدور التي تلك التمويل، خلايا كوادر الأخص على أص��حاب الحم��ير. ليتح��ول من المزيد لتجنيد الزرائب

إلى الفلاحين، من كث����ير ومعهم حين بعد ال����زرائب وللش��رطة الس��ريين للمعارض��ين عس��كرية أه��داف والعمالة بالخيانة يتهمهم ط��رف ك��ذلك. كل الس��رية

الآخر. للجهة بها يحافظ وسيلة إلى الاكتشاف صاحب توصل أخيرا، من يقلل الأقل على أو الحم����ير، من خ����زينهم على

الدور تفعيل تتطلب كانت الجديدة الخسائر. الوسيلة على كله العبء ت��رك وع��دم المعرك��ة، في البش��ري

للإطلاق الأولى خلي��تين يتطلب العمل الحم��ير. ص��ار الحمير تدريب وبعد الخلع، خلايا للخلع. واجب والثانية

المادي���ة، والح���وافز الإش���ارات تعتمد وس���ائل على الأزقة أك��ثر اختيار على المطاردة خلال لدفعها ض��يقا

167

تش��به ال��تي الض��يقة الح��ارات تلك أي المدين��ة، في بعد الحم��ير لص��الح المط��اردة تك��ون حيث المتاه��ة،

أزيز من وتخلصه الحم���ار نج���اح الآلي���ات. بعد تحييد أح��دهم هناك سيكون رأسه، حول المتطاير الرصاص الحم��ار على من الفوت��وغرافي الث��وب بخلع مكلف��ا أحد لا ش��بهة، بلا الم��رة ركضه. ه��ذه لمعاودة ويتركه

الحم��ير من كغ��يره حم��ار هو بش��يء، اتهامه يستطيع الحم��ار ذلك هن��اك. ليظل أو هنا المنتش��رة المسالمة

الخل�����ع، خلية من آخر عضو مراقبة تحت الن�����اجي،لاحقا. به للإتيان الأخير، اختفاءه محل لتشخيص

تقليل في أثر الجديد التكتيك ل����ذلك ك����ان قلت كما ح��الات في حصل حيث تماما، إلغاؤها وليس الخسائر

وأردته الحمار ذلك الراجلة الشرطة تابعت أن كثيرة، الس��ري المع��ارض ذلك مداهمة على لحقت أو ق��تيلا

بعض أخذ ك���ذلك ق���تيلا، لترديه ب���الخلع متلبس وهو بالمب��ادرة غريب حمار يغشوها التي الزرائب أصحابذمتهم. لتبرئة عنه بالتبليغ للحكومة كذلك تكتيكاتهم، السريين للمعارضين مثلما

وأجهزتها الحكومة تيقن المض���������ادة. بعد تكتيكاتها ال��رئيس بادر للمعارضة، الجديد التكتيك من المختلفة

إلى الم��رة، ه��ذه الج��رأة من شيء على خطوة وفي المن��ابع(، ب-)تجفيف المس��ماة المحملة تلك إطلاق منها المع����ارض الحم����ير أن����واع كل وإب����ادة لقتل

الجمهوري��ة. أراضي في اليوم بعد حمار والمسالم. لا مس���توى على موازي���ة، حملة ب���الطبع الحملة رافق

والمق���روءة، والمس���موعة المرئية الإعلام وس���ائل والعت�����الين الفلاحين ت�����رغيب الأول وباتج�����اهين،

الحراثة في ك��ان إن بعضلاتهم، الحمير عن بالاستغناء حك��ومي وعد إلى الخش��بية. إض��افة العرب��ات جر أو

168

والدراجة الس��يارة بين وس��يط نوع هي آلات باستيراد ت��اريخ تش��ويه على العمل الث��اني، الهوائي��ة. والاتج��اه

أن ممكن ك��ان خ��دمات أية وتبش��يع الحم��ير وس��معة وال��دماء القتل مش��اهد ذلك في تق��دمها. مس��تغلين

كامل الحم�����ير لتحميل الش�����وارع، في الس�����ائلةعنها. المسؤولية

س��كة ليست مكان كل في الصراع قوانين تبقى لكن، لاتج��اه مع��اكس اتجاه هناك الدوام وحيد. على باتجاه

جدي��د. لا ن��وع من معارضة الآن الحكوم��ة. ظه��رت على الهج����وم ح����تى ولا الحم����ير تجنيد على تعتمد

بل أخ��رى، وس��ائل أي أو ص��ور أو ببيان��ات الحكومة الوس���ائل. وآمن بأس���هل المع���ارض عملها تم���ارس الحمار مفردة تجنيد على عملت هي شديدة، ببساطة

أن تق��ول فك��رة من نفس��ه..!! منطلقين الحم��ار بدل مف���ردات. ص���راع هو النهاية في السياسي الص���راع

الزم��ان، قديم ومنذ درجوا المنطقة، هذه في والبشر باتف��اق ك��ان إن كث��يرة، مع��ان المفردات تحميل على

)حم��ار( قد مف��ردة تك��ون ص��دفوي. هك��ذا أم ضمني ي��ذكر أن الش��عبية. يكفي التورية ق��اموس في دخلت الجمع ه�ذا لتجد )حم�ار(، مف�ردة ما تجمع في أحدهم

ض���حك نوبة تأخ���ذه أح���دهما ش���قين، إلى انشق قد وال��ذعر الخ��وف ينتابه الثاني والشق وشامت صاخب

ال��ذي الغ��ريب كالملدوغ. الش��خص الأدبار يولي حتى مج��انين. الق��وم أن يعتقد ما سرعان المشهد، يراقب

المتناقضة. الأفعال ردود تلك كل يثير ما يسمع لم إذ عن يتح��دث الحم��ار أن القارئ؛ أذكر– القول أستطيع

يقوله ما مس���ؤولية يتحمل من وح���ده وهو هنا نفسه السياسي الص����راع ت����دحرج الك����اتب- لقد وليس

من قلت، كما جدي��دة. لكنه��ا، م��ديات إلى الحم��يري

169

المف��ردات ولحمتها س��داها لغوي��ة، كلها جدي��د، نمط )حم��ار( مف��ردة مع ت��رادفت الطلق��ات. لقد وليس

)دخيلك رج��ل( أو يا )اس��ترنا قبيل من أخرى مفردات )دوح��ان( وه��ذا المص��ائب( أو )أبو الاس��م( أو ه��ذا بلا

كناية بنش�����ره المعارضة س�����اهمت ح�����ركي اسم تع��ني لا التي المترادفات من الكثير بالحمار.. وغيرها

ال��وغى حومة دخلت وقد لكنها خطير، شيء أي بذاتها مك��ان كل في للتفج��ير ص��واعق ص��ارت السياس��ي،

المعارضة جماع�����ات بعض أن ب�����ه. ح�����تى تنطلق ذاتها المف��ردات ط��وروا قد منهم، الش��باب وب��الأخص

المفردة من مأخوذة صوتية حروف إلى باختزالها إنما بتفعيل أح��دهم يق��وم ك��أن )الحم��ار(، الأم من حرف��ا

آخر مفض��وحة، كانت وهذه النهيق نوتة على الحروف كل ش��هيرة، لطمية أو ش��هيرة أغنية نوتة على يفعله الأح����وال كل النض����الي. وفي أس����لوبه وفق يفعل

بتلك المستهدفة وهي الصامتة الأغلبية أن والظروف، المقاصد وفهم متابعة على ق���ادرة ظلت الوس���ائل،

مس��تعدة هي المترادفة.. كما المفردات لكل الخلفية ولا الاتجاه����ات، بكل ورؤوس����ها عيونها لفتح إرادي����ا

تحوطا الفوتوغراف. شرطة مداهمات من واحتراسا م��ا، مكان في حمار ظهور صار الحملات، تلك كل بعد

غضنفر أسد ظهور يشبه حين على أنيابه عن مكش��را الجموع بشري. ترى تجمع في غرة وزراف��ات، وحدانا

بأس��رع التواري يحاول وكل الاتجاهات كل في تركض الأكيد. لأن للموت الجالب الوحش ذلك عن يمكن، ما

س���يجلب الحم���ار ظه���ور أن أولئ���ك؛ علمت التجربة الذي بالمخبر تبدأ معروفة، باتت الأحداث من سلسلة الش��رطة ظه��ور ثم ومن للش��رطة، المعلومة يوصل

ال��ذي العش��وائي، الن��ار وإطلاق الهوج��اء والمط��اردة

170

القتل ح���وادث من ب���الكثير م���رة كل في يتس���بب في مرة ولأول سيسجل التاريخ للبشر. لعل والتعويق ك��ائن من الحم��ار فيها يتح��ول س��ابقة أول س��جلاته مخيف ك��ائن إلى علي��ه، ومغضوب ومستغفل مهمش

م��رة للبش��ر. لأول ال��رعب ذلك بكل يتسبب متوحش ال��ذي الخ��وف ذلك كل الحم��ار من الإنس��ان يخ��افوالتطير. الفزع يجلب

ذك���ائي فك���انت أص���دقائي، يا الفردية مأس���اتي أما في يك��ون ال��ذكاء أن أص��دقائي يا به. لتعلم��وا المبالغ فق���ط، الغب���اء. الآن من أخطر الأحي���ان من كث���ير

ل���دمغنا المس���تميتة البشر مح���اولات أن اكتش���فت لم أنهم رغم لمص���لحتنا، الواقع في ك���انت بالغب���اء، ذك��اء امتلك كنت إن أدري ه��ذا..!! لا يقص��دوا ن��ادرا ال���ذي الع���اثر حظي هو أو أش���باهي عن به أتم���يز

بها ومب��الغ زائ��دة ال��دوام على هي بحماسة، ورطني، ال��ذين الأوائل من م��آربهم. كنت وتنفيذ البشر لخدمة

من التملص أح��اول وأنا الض��يقة الأزقة تلك اكتش��فوا ال���ذي الن���يران وإطلاق الش���رطة رج���ال مط���اردة في التكتيك ذلك وأزي�زه. اكتش��فت أص��واته تلاحق��ني

السياسيون المعارضون يكتشفه أن قبل الانسحابات، العملي��ات من الكث��ير نف��ذت لاحق��ا. لقد به ويعمل��ون

ح��تى الناري��ة، العي��ارات أصوت اسمع أن الناجحة. ما الأزقة، تلك إلى الركض قوة من أوتيت ما بكل أركض بما مس��اري أخت��ار يطلق��وني أن بعد ص��رت ك��ذلك يجعله المدين���ة، في الض���يقة الأزقة تلك من قريب���ا لا كنت ال��ركض، في بي الخ��اص تك��تيكي عن ناهيك زك��زاكي. ص��حيح بش��كل إنما مستقيم، بشكل أركض

يجلبهم ال��ذين للبشر كث��يرة قتل بحوادث تسببت أني مس��ؤولية أتحمل لا لك��ني ط��ريقي، في العاثر حظهم

171

ث��وب وألبس��ني أطلق��ني من يتحملها الح��وادث، تلك المع���ارض السياسي ط���اردني ومن أنفي عن رغم���ا كل مع ث��أر له وك��أن الأس��لحة، أن��واع بكل ولاحق��نيفصيلتي.

أظل كنت الح��وادث ب��دايات في زق��اق من أدور تائه��ا يش��به ما تش��كل ال��تي الأزقة تلك ض��من آخ��ر، إلى

تضاريس���ها حفظت لك���ني فيه���ا، لل���داخل المتاهة أخ���رج الظلام، يهبط أن وما ي��وم، أول من وتعاريجها

هناك من لا بالت��دريج، اكتش��فتها عديدة زرائب قاصدا ال��زرائب أب��دل بل م��رة، كل في الزريبة ذات أك��رر

الب��دء، المدينة. في حول المفتوح الخلاء أقصد وأحيانا الطرق��ات، تلك في الم��ارين من البعض يتكفل ك��ان السياسي، ثوبي بخلع ب��الطبع. لحين نفسه على خوفا

الزريبة تلك إلى ليعي���دني المعارض���ين، أحد وص���ولالظلماء. الترابية

الس��ريين، المعارض��ين وبين بيني التآلف من مدة بعد علي أطلق��وا يطلقونها ال��تي الأس��ماء تلك من اس��ما

أعلم أن الم��دد(. دون ع��ني: )أبو ق��الوا بعضهم، على جعلوه ال-)مدد( الذي ذاك هو من ك��ان وهل لي، ابن��ا

لأنهم علي أطلقت كث��يرة أس��ماء لاحق��ا، ثم حمارا..؟ جماعة وكل أخ��رى، إلى جماعة من ين��اقلوني ك��انوا علي تطلق اس���ما الأخ���رى، الجماعة دون لها محبب���ا المتداولة الأس���ماء من تكن لم الأس���ماء كل أن رغم لأولئك بعيد م�����اض إلى تع�����ود لعلها الن�����اس، بين

أدري أعد المعارض��ين. لم بين تن��اقلي أمر عن ش��يئا ك��ان هل الجماعات، مج��رد هو مثلا.. أم وش��راء بيع��ا

الظلام في يتم ش���يء كل إع���ارة.. لأن عن وبعي���دا من عالي��ة. فهمت بس��رية يج��ري شيء حضوري. كل

البشر أن التجربة تلك بعض��هم، من يخ��افون ما كث��يرا

172

بهم. ح��تى اللاص��قة خص��الهم من هو الغ��در لأن ربما على ملثمين كانوا لبعضهم، معروفة تكن لم أشكالهم

يتح��ادثون وهم ح��تى الدوام غ��ير لرج��ل. الوحيد رجلا اللاعدال��ة. من آخر ش��كل أنا. وهذا كنت بينهم الملثم

أعرفهم..!! لا وأنا يعرفونني هم المختلف��ة، الجماع��ات أوك��ار بين التناقل من مدة بعد

ص��رت أبو السياسي ب���)الحم��ار الجميع بين مش��هورا ال��ذي الأول، الاسم اس��تهواهم لم��اذا أدري لا المدد(، الجماع�������ات. لقد تلك من جماعة أول علي أطلقته

تنق��رض أن ك��ادت حتى الحمير، أعداد تناقصت تمام��ا أن إليه��ا. أس��تطيع لج��أت ال��تي الواسعة البراري لولا

الحي������اة أن وكيف ال������براري، تلك في الأمر أتخيل قبل الأولى ب��داياتها إلى ع��ادت قد للحم��ير، الطبيعية

جنتها فائ��دة الحيوانات. لعلها شؤون في البشر تدخل ولمعارضي الفوت��وغراف لحكوم��ات تحسب فصيلتنا،

الحكومات. تلك للمه��ام. ما الناجح بتنفيذي الجماعات، بين صيتي ذاع ح��تى خططهم، من محكمة خطة وفق يطلق��وني أن

أظل إلى تتن��اهى أن لحين والأس��واق الش��وارع ذارعا أو الأولى الطلقة ص��وت اقصد الإش��ارة، تلك س��معي في أدري��ه، لا آخر ش��يء أو الحظ الأولى. كان الصلية

مرة كل بع��دها الأولى، الض��ربة من للإفلات لي حليفا لل���ريح الق���وائم إطلاق من الخطة تفاص���يل أع���رف والأزق��ة، ال��دروب إلى الوص��ول لغاية ره��وان ب��ركض

أح��دهم بلجامي سيأخذ المتاهة تلك من ما مكان وفي أج���دهم الأرض.. هن���اك تحت وك���ري إلى وص���ولا

البرس��يم لي ويق��دموا ردفي على ل��يربتوا بانتظ��اري تهريب عمليات عبر الجوار دول من يصلهم صار الذي

173

نف��ذتها، ال��تي المهم��ات وك��ثرة الأي��ام معقدة. بمرور صرت المعارضة. مشاريع من جزءا

إلى السياسي العمل تح��ول التكرار، وبعد لي بالنسبة أت���ان س���وى ينقصه ولا م���ريح هو ح���تى بل تس���لية، نتع��اون الجحوش��ية، من للتو خرجت قض��اء على مع��ا ص��ور غ��ير حمول��تي تعد الطويل��ة. لم الف��راغ أوق��ات

تشكل لا فوتوغرافية ي��ذكر. ثم ثقلا أتخلص ما س��ريعا ل��ولا فقط، الظهر. لكن طليق اليوم طيلة وأظل منها الأرض..!! تحت والأوكار والكهوف السري العمل هذا التحت ال�����زرائب تلك في العيش من الض�����جر ظل

جعل��ني ال��ذي ص��فنة. الأمر كل مع ي��راودني أرض��ية، س��يطرة من كامل بش��كل والخلاص ب��الهروب أفكر

والأي��ام الساعات تلك شؤوني. في في البشر وتحكم اس��تعدت الظلام، ج��وف في وأنا تط��ول ك��انت ال��تي

ما أهم من الماض��ية. وك��ان حي��اتي وق��ائع من الكث��ير الأتن بها تخ��برني كانت التي المعلومات تلك استعدته

الأت��ان.. عب��دو" وب��راري "أبي زريبة زمان زمان، أيام يتب��ادلن هن��اك لجام. كن دون والتوهان الانطلاق زمن

فيها الحي��وان زال ما بعي��دة، برار عن وحكايات أخبارا ب��ل، الإنس��ان، وبين بينه تداخل أي يحصل ولم حيوانا،

الحم����ير حيوانية يح����ترم هن����اك الإنس����ان أن قيل يخالفه��ا. لمن قاس��ية بق��وانين ويص��ونها بح��ذافيرها،

أعرف لم صحيح، سأسلكه الذي الاتجاه عن شيئا بحثا حينها كنت قلت كما لأني ال����براري، تلك عن حم����ارا

وب��راري الربط��اء زرائب بين المت��أرجح بق��دري قانع��ا أبال لم الطلقاء، الاتجاه��ات. تلك عن ب��التحري كث��يرا

تلك الحماري��ة، ف��وق بحاس��تي أثق أن تع��ودت لك��ني إلى الح��واس اض��طراب أزم��ان في ترش��دني ال��تي

من أنجت���ني ال���تي إياها الص���حيح. الحاسة الطريق

174

في اس����تعرت ال����تي والتطه����ير التص����فية حملاتفيها. كنت التي الجمهورية

الإنس��ان عن بالبعد البعيدة، البراري بأمان أحلم كنت الفج. أخ���يرا، وغب���اءه وأنانيته وش���روره وص���راعاته

الجح����ور أص����حاب أولئك من اله����روب في نجحت أرض��ية، التحت وال��زرائب البعي��دة. ال��براري قاص��دا

مفتوح��ا، الزريبة أب��واب أحد أح��دهم نسى أن ح��دث بس��يطة، رأس دفعة من أك��ثر الأمر يكلفني لم عندها الحري��ة. ك��ان ع��الم أم��امي لينفتح روائح ربيعي��ا، ليلا لم تجاهلته��ا، لك��ني الق��وائم، في الخ��در تث��ير الأرض ه��دفي مني. كان تتمكن أدعها لا رأس��ي، في واض��حا البعي��دة. بالمناس��بة ال��براري تلك في إلا للأمان اركن نع����رف لا الحم����ير، نحن التفك����ير اس����مه ش����يئا

نحن به، يتمتعون انهم البشر يزعم الذي الاستراتيجي وبعد وح��الا، الآن خطوها علينا التي الخطوة في نفكر

ص��عيد على وهك��ذا. ه��ذا التالية في نفكر ننجزها أن علينا بل التكرار، بحكم نعتدها لم مشاريع في التفكير الخط��وة في التفك��ير خلال أس��وارها. أق��ول، اقتح��ام معا، منهما التخلص علي عقبتان أمامي برزت التالية،

ه���ذا البشر ي���ردد كما غ���زيت، ما زيد أبو يا كأنك وإلا أع���رف لا ب���الطبع عب���دو". وأنا "أبي قرية في المثل

الأولى وغزوت�����ه. العقبة وأبيه الزيد ذلك عن ش�����يئا الأمر من يب��دل لن س��وف الح��دود عب��وري أن ك��انت؛ من أخ��رى جمهورية ح��دود في س��يجعلني لأنه ش��يئا،

الحملات ذات فيها ج��رت الفوت��وغراف، جمهوري��ات الجماهيرية الإش��اعة وس�ائل في أعلنوا وإن الحميرية

أن الثانية أوقفوه���ا. والعقبة أنهم وش���ما على لعين���ا يشكل كان الأيسر؛ ردفي معلم��ا علي ي��دل مفض��وحا حللت، حيثما وس��ائل في ص��يتي ذاع أن بعد خصوص��ا

175

أك��ون قد الوشم. بمع��نى بذلك الأعلام هن��اك مطلوب��ا الوشم رؤيتهم لمج��رد الفض��وليين من كث��ير قبل من

على أو بش��������ر، بلا ببرية أحلم أنا بينما ردفي، على أن الحيوان. نسيت فيها يحترمون بشر مع برية الأقل

إلى النض��ال معمعة في تح��ول قد الوشم أن أخبركم؛ )أبو ص��رت الكث��يرة، أس��مائي إلى أض��يف جديد اسم

ذو الم��دد ذلك عن يس��تعاض ك��ان الوش��م( وأحيان��ا في الوش����م( فق����ط. الوشم ب�����)ذو الطويل الاسم

عب��ارة الطبيعة، إياه تورثني لم مستحدث، هو حقيقته حارق��ة، رصاصة من الأيسر ردفي في كب��ير جرح عن

الج���رح المط���اردات. رسم إح���دى في لها تعرضت الح��واف ومح��روق معق��وف س��يف شكل على نفسه الس��هل من س��يكون الناصع. ل��ذلك جلدي بياض على

الجمهوري���ة، تلك من مك���ان أي في علي الاس���تدلال المعارضة ص��فوف في أما جديد من تجني��دي وبالتالي

حمرنة تكتيك أن الحكوم���ة. الواض���ح؛ ص���فوف أو الجمهوري�ات نط��اق على ش�اع قد السياسي الص��راع

من منفذ عن لي أبحث وأنا به�����ذا أفكر الثلاث. كنت وأس��ائلها: نفسي مع الش��ائكة. أردد الأسلاك تلك بين

وشمي؟ من الهروب في أنج أن لي كيف تلك أنفي دهمت ح��تى الدولي��ة، الحدود اجتزت أن ما

ط�بيعي، حم�ار أعرفه�ا. وك��أي ال�تي الحريفة الرائحة بحاس����تي المنبع حيث إلى الرائحة مس����يل اقتفيت

نوعنا اس��تمرار على ح��افظت ال��تي الأنفي��ة. الحاسة إلى الإنس��ان حولها كيف انظ��روا لكن ال��دهور، ع��بر الوق��وع من يفلت الحمير. لا لدى حاسة وأخطر أغبى ب��أنفي الس��ير بي يطل حم��ار. لم أذكى ش��راكها في

أول ب��براثن س��قطت ح��تى الرائح��ة، تلك عن باحث��االغبية. للحمر نصب قد كمين

176

ال��تي الجديدة التكتيكات بين ومن الجمهورية تلك في ض��ربة تنتظر لا أنها الحم��ير، مكافحة شرطة ابتدعتها

الضربة إلى يبادر من هي صارت بل عليها، لترد العدو تم��يزت الجمهوريات، بين من الجمهورية الأولى. تلك

ال�رئيس ذلك ابت�دع رئيس��ها. لقد بديهة وسرعة بذكاء والش��يطنة الذكاء من فيها طريقة مساعديه، وبمعونة

الحم��ير( بش��كل من��ابع )تجفيف ش��عار لتنفيذ فيها، ما التقليدي����ة، الوس����ائل تلك إلى ي����رتكن مؤك����د. لم

ال��زرائب أصحاب على التضييق من والمزيد بالتضييق الن��ووي الح��امض تقنية باس��تخدام كان إن والفلاحين،

لجماع���ات روتي���ني وبش���كل الدورية الإع���دامات أو من الكث���ير فيها وس���يلة إلى لجأ منهم. بل مخت���ارة

تلك المغفلين(. في )مص����ائد عليها الإب����داع. أطلق المرش���حة البرية حم���ير فقط يس���قط لا المص���ائد

أو الزريبة ه��ذه في المتخفية الحمير حتى بل للتجنيد،��دفع تل��ك. حيث الحم��ير إن��اث ت دفع��ا إلى مدروس��ا

الفلاحي��ة. التجمع��ات حافة على البري��ة، من مس��احة مساحة تكون ال��زمن من ف��ترة تترك عليها، مسيطرا

أعين تحت إنما بالأم���ان، الش���عور لإعطائها بس���لام، تراقب التي الأجهزة برا أن المساحة. مؤكد تلك وجوا

في العيش تفضل اجتماعي���ة، كائن���ات هي الحم���ير س���رية أوك���ار في والانف���راد العزلة على قطع���ان تلك وتطلق وتم��رح تلعب س��يجعلها والأمان ومنعزلة،

سيستقدم مما الحريفة، الروائح تك��ون أخ��رى حم��يرا المغن��اطيس. يش��به بما البرية في وجهها على هائمة على الح��رب في وأيسر أبسط الأمر س��يكون هك��ذا

الحمير، عليك ما عميق، فج كل في مطاردتها من بدلا عليها لتنقض لها، آمنة تبدو بيئة إلى تستقدمها أن غير

المنتخبة المساحات تلك المجربة. في بوسائلك لاحقا

177

في مح��دد رقم إلى الع��دد وص��ول ينتظ��رون بعناية التصفية حملات ليباشروا أجندتهم، ت��اركين وج��وا، برا

م��رة، كل في هن��اك المتجمعة القطع��ان من ع��ددا مص��يدة ب��دوره ليش��كل والأت��ان ال��ذكور من مح��دوداالجدد. للمغفلين

المصائد. تلك من واحدة في بقوائمي دخلت لقد مرة كل في كنت أدريه، لا الذي السبب ولذات لكني،

أدري، لا كيف؟ الناجية، المجموعة مع نفسي أجد المخادع الركض على تعودي أو أخرى مرة الحظ لعله

التواري فنون بعض وعلى الرماة. أنظار عن سريعا الرمي حملات إحدى في لوجودي أحدهم تنبه حتى كان لوشمي. الوشم تنبه هو الحقيقة في ، الحر بارزا

طائرة في طيار مساعد قبل من حتى رؤيته ويمكن ذلك الأيام. بدا عليهم ويعد المغفلين يراقب عمودية،

الرجل أخباري على الصحافة خلال من مطلعا أطلقوا كما مأثرتي أو قصتي أن ووشمي. واضح

بقاع أبعد إلى ووصلت انتشرت قد الصحافة في عليهاالفضائي. البث عبر الأرض

ودأبهم المراسلين أولئك وسائل على التعليق أود لا القصص بتلفيق والمستمع، المشاهد استغفال على

هي وأخبار وحكايات قصص وتوليف وترتيش نفش أو العادة في شأن. أنهم، ذات وغير بسيطة حقيقتها في

دأبوا والملفقة، المرتشة لقصصهم مصداقية ولإعطاء لدواعي اسمه ذكر رفض ل�)مصدر يعزوها أن على

اسمه، ذكر رفض الذي ذلك لسان أمنية(. وعلى بقصص والصحافيين، المراسلين قرائح تتفتق

الكثير لاحقا، الخيال. علمت نسج من تكون معظمها الشاهد ذلك لسان على الموضوعة القصص تلك من

وجهاديتي مآثرتي حول الأمن، من والمذعور المغفل

178

وضعتها جائزة عن تحدثت منها العالية. واحدة كنت التي الجمهورية مناضلا كبير بمبلغ فيها، سياسيا

الشرطة توصل معلومات يعطي لمن عملتها من جدا والتخفي الركض في براعتي عن تتحدث لي. وأخرى

المحللين شغل صرت أني المطاردين. حتى وخداع حملة تجهيز عن أخرى منهم. وقصص والصغار الكبار

)الغضب مسمى عليها أطلقوا بي للإيقاع خصيصا بنفسه. لأن الفوتوغراف شرطة مدير قادها اللين(،

صارما: كان الرئيس أمر أنت تظل به.. أو لي تأتي أن - أما وجهك على هائماالبرية..!! في وقبضوا العاصمة، من القريبة البرية كل مشطوا لقد

لكنهم والمطلوبة، المطاردة الحمير من كثيرين على لا سرية زريبة في كنت حينها علي. لأني يقبضوا لم

لأحد تعود الرئاسي، القصر عن كيلومترين سوى تبعد الثري ذلك الشرطة. أراد مدير على الناقمين الأثرياء

قد هذا لأن الشرطة، مدير على يخبث أو ينكد أن الثري، ذلك لجد تعود جدارية الأيام أحد في أزال رصيف إلى أقرب لكنها بيته باب في موضوعة كانت

لقوانين مخالفة الشرطة مدير اعتبره الشارع. مما الرئيس جداريات لغير تسمح لا التي الجمهورية

تلك تكلل بعد العامة. قيل الشوارع في للنصب قدموا إنهم الذريع، بالفشل الحملة وشموا حمارا

والمحروق، المعقوف سيفي يشبه بما ظهره على للرئيس وقدموه أنا. أنه على للشعب ولاحقا القصص، تلك بكل علم لي يكن لم حماريا، شخصيا،

على المحتشدة الجماهير أفواه من سمعتها التي في الرئاسي القصر إلى الواصل الطريق طول

الثانية. لأن الجمهورية المعارضين أولئك من أحدا

179

بها. يخبرني لم ظهري علي من يناضلون كانوا الذين بكل علم على كان الطيار مساعد ذاك لعل أقول،

لا أن ارتأى لذلك الصحفية، والروايات القصص رئيسه أبلغ وهذا بوجودي رئيسه يبلغ وإنما يقتلني الأمر وصل حتى رئيس إلى رئيس ومن كذلك الأعلى

الفور على بإحضاري أمر الجمهورية. الذي رئيس إلى كذلك أمر فقط، هذا الجمهوري. ليس القصر إلى

بتاريخي يليق تلفزيوني جماهيري استقبال بإعدادالمضيء. النضالي

الحمير، أقدار هي هكذا وليمة إلى أتحول أن من بدلا حملوني تلك، المغفلين مصائد في للجوارح عامرة قصر من قريب مكان في بي حطت عمودية، بطائرة

كل ووحدانا، زرافات البشر شاهدت الرئيس. هناك كان التي الجادة جانبي على مكانه يأخذ أن يحاول

الجمهورية. رئيس إلى طريقي في بها، المرور علي كانوا منها أفهم لم وأهازيج بأصوات يصرخون جميعا

وغطى أحدهم تقدم الطريق، من مرحلة شيئا. وفي فتاة لحقته ثم للجمهورية، الوطني بالعلم جسدي والياسمين. الورد من بطوق عنقي طوقت صغيرة

رئيس منها أراد استعراضية، مسيرة كانت باختصار اللدود خصمه من والسخرية التشهير الجمهورية،

شرطته مدير خدعه الذي الرئيس الحدود، خلف له وقدم أصلي. لقد وليس مستنسخ بوشم حمارا

اصطياد عن وعاجز وطرطور مغفل مجرد أظهره المسائية الجمهورية أخبار نشرة أذاعت حمار. كذلك

للوفود الرئيس استقبالات أخبار بعد وجعلته الخبر، وجافة، رصينة رسمية بصيغة وقدمته والسفراء،

الرئيس ذلك قناة من والغمز الشماتة تستبطن لكنها على الخاصة قواتنا الخبر: عثرت المغفل. كان

180

الذي الحمار الوشم(، ذي المدد ب�)أبي الشهير الحمارق الأرض. في المفسدين الطغاة وعروش رؤوس أر

تكريمه الرئيس السيد قرر الكثيرة، لمآثره وتكريماالسلام. قصر جنائن في باستقباله

أصبحت التي الجمهورية لرئيس الأخرى الخصال من مع انسجامه على وبالملموس دلل أنه المميز، ضيفها والعالمية. الوطنية الحيوان حماية جمعيات مساع كل في المستمر وحضوره الشخصي بحدبه وذلك

الإعلام وسائل أن ومشاريعها. حتى نشاطاتها كثيرا ذلك مصورة والمنزل، القصر حدائق تستعرض ما

ومهدد نادر حيوان لكل الجميل، الحيواني التنوع بخطين تسيران سياستان للرئيس بالانقراض. كانت

إعلانها على يحرص شفافة علنية واحدة متوازيين، من وقائعها جعل سرية والأخرى وبدونها مناسبة في

الإعلان ظرف أي تحت يجوز لا التي الدولة أسرارللداخل. والسرية للخارج عنها. الشفافية

على بعد، فيما الجمهورية صحف أكثر ركزت لذلك أن وبعد الرئيس السيد يقول: أن الذي الخبر ذلك

الوشم(، ذا المدد )أبا استقبل ردفه على رابتا قائلا: نفسه يحدث وكأنه المقربون سمعه الموشوم،

خرجن أتن أربعة له اجلبوا الجحوشية.. مرحلة من توا الأمر أن مؤكدة المحلية، الصحف تناقلته ما هذا

الرؤوف.. الرحيمة السمحه الرئيس روح مع منسجم والذي المهموس الكلام ذلك من الثاني المقطع أما

أهي تدري لا التي الضحكة الشهيرة، ب- ضحكته بدأه بنفسه، إعجاب هي أم أعدائه من وشماتة سخرية عنه ينفض قال: دعوه الصحافة، تنقله لم والذي إلا لها ليس صعبة أيام النضال..!! تنتظره وعثاء

أفسرهما ولم المقطعين سمعت أنا هو..!! بالطبع

181

سيشكل الرئيس غرور أن حدست لكني صحفيا، غيره. قبل هو نفسه على خطرا حدسي؛ صحة الأحداث أثبتت إذ لاحقا، حصل ما وهذا

زال ما الذي وجمهوريته. الانهيار الرئيس انهيار أقصد إزاءه واقفين الحمير، غير من السياسيون المحللون

لسرعة أسداس، على أخماس وضرب وحيرة بذهول لا واحد لسبب محقون أنهم حدوثه. وأعتقد وسهولة

أسوار صوره اقتحمت الذي الوحيد الرئيس كونه غير، بل عليها، متعارف غير بسهولة حدودا، عشر ثماني كانت مليونية. والمحللون بشرية لمسيرات عنوانا

قوة من الرئيس قوة أن تعودوا؛ الأصقاع هذه في خارج مظاهرات قيادة على القادرة صوره. الصورة

تقهر. لا صورة هي الحدود من السياسيين للمحللين عائد كله بالطبع اللغو هذا

لهم: لقال حمار، أي سألوا لو لكن البشرية، الفصائل وعلى السياسي العمل حيونة هو السبب أن

الحمير دخول والمعارضة. إذ الحكومية الجبهتين، وحكومات دول أربك قد السياسة، خارطة على

المدارس كل لأن الحدود، تلك خارج كثيرة وشعوب والفلسفية، والتاريخية والسياسية السايكولوجية

أفعالهم وردود البشر السياسيين بدراسة اهتمتالحمير. إلى تتطرق ولم المحتملة،

بصفتي أحدهم، فرهدني أن الكبير، الانهيار بعد حدث يظن المسكين الرئاسة. كان قصور موجودات من بوشمي ثمينة لقية على عثر أنه الأمر بادئ في

اصطدم أن وبعد لكنه الأيسر، ردفي على المعقوف تسوس كانت بجماعة عاد الأصيلة، الخيول من عددا

بحمار يفعل أن بوسعه ماذا المشككة؛ طويته إلى مفرهدي كان وشرب..!!؟ الدهر عليه أكل عجوز

182

يضحكون الخيول يخرجونه البكاء. ضحك يشبه ضحكا أن عيونهم.. ما تدمع نوبات شكل على دواخلهم من

ينفجرون حتى بالعيون العيون وتحدق الوجوه تتقابل كلام أي بينهم فيما يتبادلوا بالضحك.. لم جديد من

أنه الأمر صاحبي الضحك. فهم ذلك باستثناء مفهوم، نزع إلى دعاه الذي حماره. الأمر ومن منه سخرية من فأنت أسير يا قائلا: أذهب وإطلاقي، لجامي

حين عبدو( الطيب، )أبي تذكرت الطلقاء..!! حينها هذا قاله ما لي قال كذلك أنه الأولى؛ للمرة أطلقنيال�)أسير(..!! هذه بدون لكن الرجل،

العز من عالم في يطلقني..!! كنت لم ليته يا يكن لم الحمارية، حياتي طيلة به أحلم لم والرخاء لذلك تعود كلها فسيحة براري أمامي شيء، ينقصني الزريبة بدل وعندي السلام، بقصر المسمى القصر

لعاب لها يسيل التي تلك من أتان واحدة كل في أربع الأمر حسبت أني الحمير. حتى كهول حتى من نوعا

أيامي. لكن أواخر في استحقه كنت سيدوم، تعويض كل منفلت، عالم ظل في يفعل أن حمار بوسع ماذا

الناس مكانه، من وانفلت تفكك قد فيه شيء يسبح ظل شيء كل والقصور، والأسواق والشوارع

عقله فقد عالم المعتاد.. أنه فضاءه غير فضاء في تكن لم ثقيلة أشياء دوران يشبه الأمر لعل ونسقه،

تحلم الريح من عاصفة في وهي بالطيران يوما من سيكون عندها ترابي، فضاء في بها تدوم الهوجاء

تطير.. أخذ صارت أنها الاعتقاد الأشياء تلك حق يفككون والدروب والأزقة الشوارع يتوزعون البشر

يصادفهم شيء كل افهم لم ويضحكون.. شخصيا سعار من نوبة معا. كأن والضحك التفكيك هذا لماذا

الرئيس صور عاقبوا الجميع.. لقد استغرقت الضحك

183

نوبة جدارياته. استغرقت وسحلوا أياديهم، طالته بما والتفكيك الضحك سعار تهدأ أن قبل طويلا، زمنا الطوية إياها، القديمة طويتهم إلى البشر ويعود

الفوتوغرافية. وملايين آلاف المدوي، الانهيار ذلك بعد ظهرت لقد

واحدة، مرة كلها ظهرت الكواليس، خلف من الصور الصور حصل. كل الذي التفكيك فراغات كل لتغطي

التنافس حمية محتملين. وبدأت لرؤساء كانت بعلانية المرة هذه إنما جديد، من الفوتوغرافي

شرطة أجهزة من وجل ولا خوف بلا وشفافية غير فوتوغرافية تعددية القديمة. كانت الفوتوغراف

سواء إلى يهديها بصيص من ولا هائجة، منضبطة، بيته جدران على الصور يبدل البعض السراط. كان

الواحد. اليوم في ثلاث أو مرتين والخارج الداخل من وضعه على رأيه ويقر أحدهم صورة تستهويه أن ما

أنظف بديلة صورة أمامه يجد حتى الغرفة، صدر في أيام إلى يحن البعض صار حتى وأجمل. هكذا، وأرتب بلد ضبط على قادرة واحدة صورة كانت حين زمان، بيت مجرد وليس شروخات حدثت ما صغير. كثيرا

البيت في تجد الصور، بسبب البيوت في وانشقاقات الواحد؛ فلان لصور الآخر والجدار فلان لصور جدارا

في كأنهما متقابلتان اللدود. صورتان خصمه الآخر الصورة محل بالحلول أجدر أيهما حول ساخن حوار

الساقطة. معروفا. لم أصبح شيء القدر. كل بهذا سأكتفي

صدوركم لكم يشرح حمار إلى بحاجة الآن بعد تعودوا أظنه رجاء لي يبقى أحوالكم. لكن على ويعرفكم

الأمر واعتبروا عليه تجيبوني مهما، عن لي تعويضا عنوان تغيروا أن هو لكم..!! الرجاء به بحت ما كل

184

يكون عنوان أي إلى جماعتكم شؤون عن بعيدا من الآن شؤوننا. وبصفتي ولنا شؤونكم الحمير. لكم

يدعو مرة لأول مشروع على سأعمل الحمير؛ كبار سأنادي الآن التمييز.. من الصريح.. نعم التمييز إلى

الحمار بين التمييز التمييز.. ليس فرض إلى وأسعى والحمار.. وإذا الإنسان بين التمييز والحمار.. بل

هذا، كتابكم على ودال مناسب عنوان عن بحثتم الإنسان بين الفصل في الثمار يكون: جني أن اقترح

والحمار!! إلى أعود ودعوني وجهي عن أغربوا والآن

سكينتي..!!!!!!

185