الثمرات الشنيعة

لنقض التوحيد أو تمييعه

مقدمة

الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا

ضوا به الحق،وذلك وبعد فلقد كثر في زماننا المتعالمون الذين يجادلون بالباطل ليدح

وسائل التواصل لكل نطيحة ومتردية أن تدلي بدلوها في تسهل، فقد مع فشو القلم

المسائل العظام حتى نطق الرويبضة ،وتكلم السفهاء في أخطر المسائل، ولو كان

جدال هؤالء المتعالمين في فروع الدين لهان األمر،ولكن جدال كثير منهم قد صار

حيد ،يريدون في أصول الدين وقواعده العظام،فهم يمارون اليوم في أهمية التو

تهوينها وتوهينها؛فيستخفون بالدعوة إليه؛ويتعجبون من التركيز عليه؛ويعتبرون كل

من دافع عنه ودندن حوله تارة متنطعا، وتارة مغاليا،وتارة متشددا،مع أن من عرف

دعوة األنبياء لم يتعجب من دندنة ورثتهم على التوحيد،ومن تأمل دعوات الرسل

األنبياء في التركيز منهم لم يعجب لموقف هؤالء الخوالف ممن تابعوموقف أقوامهم

واستعظم شأن نواقضه ، وشدد في انكار وحسم الذرايعة التي قد ،على دعوة األنبياء

األذى فقد ووجه الرسل صلوات هللا وسالمه عليهم بمثل هذا توصل إلى نواقضه،

كر نهجهم تهم شائبة،وال يعوأكثر منه مع كونهم مؤيدين بالمعجزات، ال تشوب دعو

نظن أن نقتفي آثارهم دون أن نرمى بمثل هذا؛ونحن وأخالقهم معكر؛ فكيف

الضعفاء الذين يعترينا النقص والعجز والضعف والتقصير!

فهذا أمر ال بد منه كما قال ورقة بن نوفل للنبي صلى هللا عليه وسلم )لم يأت رجل

يعادى ،ويطعن فيه ،فليشك في صحة قط بمثل ما جئت به إال عودي (،فمن لم

اتباعه .

شبهة أن الناس والمجاهدين موحدون

فال داعي للمزاودة عليهم بدعوة التوحيد

ها ومن طالع شبهات أعداء دعوة التوحيد على مر األزمان وجد أنها تتشابه ،يجتر

فها يعرل،، ومن أشهر شبهاتهم التي ر عن األو رها اآلخ الالحق عن السابق ،ويكر

يتابع ما يخربشون دعواهم أن األمة مسلمة ومن ثم فهي ال تحتاج إلى الكالم في من

،والمجاهدون موحدون ويرفعون راية التوحيد فال داعي للمزاودة عليهم التوحيد

بدعوتهم إلى التوحيد !

وفساد هذه الشبهة معلوم شرعا وواقعا •

وحسب ؛بل بقي قوما مشركينخاطب بالتوحيد لم ي ملسو هيلع هللا ىلصفمعلوم أن نبينا :شرعا أما

، فمن أشهر أحاديث لتوحيد كل الناس مسلمهم وكافرهم طوال حياتهإلى ايدعو ملسو هيلع هللا ىلص

التوحيد التي يتعلمها المبتدئ في قراءة كتب التوحيد ؛حديث ي للاه معاذ بن جبل رض

عليه ) قال:عنه يف النهب ي صلهى للاه مار فقال ل ي يا معاذ؟ كنت رد وسلهم على ح

ورسوله أعلم، ق باد على للاه ؟ قلت للاه ، وما حق الع باد ي ما حق للاه على الع ال أتدر

كوا ب ه شيئ باد أن يعبدوه، وال يشر باد على للاه أن ال حق للاه على الع ا، وحق الع

رهم ر النهاس؟ قال ال تبش ك ب ه شيئا، قلت يا رسول للاه أفال أبش ب من ال يشر يعذ

لوا( متفق عليه هك فيت

اتخذوا قبور ) لعن هللا اليهود والنصارى في مرضه الذي لم يقم منه : ملسو هيلع هللا ىلص وقال

يحذر ما فعلوا كي ال يتخذ قبره مسجدا.أنبيائهم مساجد (

خاتم الكتب وهو خطاب هللا للناس جميعا مسلمهم وكافرهم وكله توحيد والقرآن

،ولو ابن القيم :]كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد شاهدة به داعية إليه[ قال

للمسلمين ملسو هيلع هللا ىلصالى للمسلمين وخطاب رسوله ذهبنا نعدد األدلة التي فيها خطاب هللا تع

أيضا بالتوحيد، لحشدنا هنا ثالثة أرباح متون التوحيد المعروفة ،فهو أمر مقرر

معروف ال يجادل فيه إال جاهل أو ممار.

معالم بعضها بين شتى درست اأبوابفمن يعرف التوحيد يعرف أن له : واقعا أما

ولج بعضهم في أنواع من حتى، الوثقى اعراهعوا مي أو ،فنقضوها كثير من الناس

كثير من الناس ال يعلم أن : ف ،الشرك وعبدوا طواغيت عصرية وتولوا المشركين

هللا فيما لم يأذن به هللا وفقا للدساتير الوضعية : شرك أكبر مناقض مع التشريع

السالطين ومنهم من ضلله علماء ، أو ينيب عنه من يمارسه فيمارسه، للتوحيد

التوحيد يناقض تحكيمها ال وأن، وأفهموهم أن القوانين الوضعية ال تناقض الشريعة

ومنهم من يعلم أن القوانين ،مجرد معصية بالكاد تصل إلى الكفر األصغر هو بل

يمنعه من تولى أهلها الوضعية مناقضة للشريعة؛لكن ليس عنده من التوحيد ما

وبعضهم حصر العبادة ! الشريعة وأنصارهاونصرتهم؛بل ومظاهرتهم على طالب

بالركوع والسجود والدعاء ونحوه؛ولم يعرف أن الطاعة في تحريم ما أحل هللا

! وبعضهم يعلم ذلك حرم أوتشريع مالم يأذن به هللا ؛ عبادة فوقع بشركها أوتحليل ما

وإن كله وال يمنعه علمه هذا من أن يكون من عساكر المشركين وأنصار المرتدين ،

لم يكن منهم فهو لهم سلم وولي يجادل عنهم ويرقع لهم ويسوغ عملهم!

ومن عايش هذا وعرفه لم يكن عنده أهم من الدعوة إلى التوحيد والدندنة عليه وعلى

عراه الوثقى..

فإذا علم أنه أهم المهمات وأعظم األصول زاد ذلك من تعظيمه ألهمية الدعوة إليه

والدندنة عليه.

أن في ساحات الجهاد اليوم من ينتسب للجهاد أضيف إلى هذا أن يعلم فكيف إذا

ومع ذلك تراه وربما تبوأ زعامة فصائل تتسمى بجيش اإلسالم ونحوه ، وأهله

الذي (نوع الحكم)مكن من اختيار عطى الشعب وي غايته من قتاله أن ي ح بأن صر ي

بالرموت كنترول من قبل أولياء نعمته فالحاكمية عنده له، كما تراه يوجه سيحكمه!

من طواغيت العرب فيعادي من يعادونه ويوالي من يوالونه ،ثم يتباكى عليه من

يتباكى ويعده من المجاهدين !

فهؤالء وأمثالهم ال شك من أحوج الناس إلى تعلم التوحيد وعراه الوثقى،ومن شك

قواقع..مدفون في ربما فهو ال يعيش في الواقع،بل ؛وجادل فيه في ذلك

التوحيد أعظم المطالب التي جاء بها الرسل

علم رحمك هللا تعالى أنه رأس األمر وأصله وعموده، وأول ما افترض هللا إ

على ابن آدم تعلمه والعمل به، قبل الصالة والزكاة وسائر العبادات، هو

الكفر بالطاغوت واجتنابه، وتجريد التوحيد هلل تعالى.

خلق هللا سبحانه الخلق وبعث الرسل وأنزل الكتب وشرع فألجل ذلك

الجهاد واالستشهاد... ومن أجله كانت الخصومة بين أولياء الرحمن

وأولياء الشيطان، ومن أجله أصال تقوم الدولة اإلسالمية والخالفة

الراشدة...

قال تعالى: }وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون{ أي: ليعبدونني وحدي..

وقال تعالى: }ولقد بعثنا في كل أمة رسوال أن اعبدوا هللا واجتنبوا

الطاغوت{

تقبل دعوة وال جهاد وال وهذا األمر أعظم عروة من عرى اإلسالم، و ال

صالة وال صيام وال زكاة وال حج إال به، وال يمكن النجاة من النار دون

تعالى لنا أال تنفصم... أما التمسك به، إذ هو العروة الوحيدة التي ضمن هللا

ما سواها من عرى الدين وشرائعه فال تكفي وحدها دون هذه العروة

ن الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن شد م للنجاة... قال تعالى: }قد تبيهن الر

باهلل فقد استمسك بالعروة الوثقى ال انفصام لها....{

وت أن يعبدوها وأنابوا إلى هللا لهم وقال سبحانه: }والذين اجتنبوا الطاغ

البشرى فبشر عباد{

والكفر بالطاغوت واإليمان باهلل هما ركنا التوحيد النفي واإلثبات، اللذان

تحويهما كلمة التوحيد ال إله إال هللا..

وتأمل كيف قدم هللا الكفر بالطاغوت واجتنابه في الذكر على اإليمان به

واإلنابة إليه سبحانه..

تماما كما قدم النفي على اإلثبات في كلمة التوحيد )ال إله إال هللا(... وما

ذلك إال تنبيها على هذا الركن العظيم من هذه العروة الوثقى، فال يصح

..اإليمان باهلل وال ينفع إال بالكفر بالطاغوت أوال

والتوحيد هو أعظم المصالح والمقاصد التي جاءت الشريعة لحفظها

يقها على اإلطالق ،وما يضاده من الشرك هو أعظم المفاسد على وتحق

اإلطالق التي جاءت الشريعة لدرئها وإبطالها،فتنبه لهذا وال يغرك فقه

المتخاذلين الذين يحاولون إماتة مصلحة التوحيد وتأخيرها لمصالح ثانوية

مرجوحة،وكلما سمعتهم يشقشقون بميزان المصالح والمفاسد ذكرهم بأن

عظم المصالح على اإلطالق وأصل األصول هو التوحيد،ومن ضيع أ

األصول حرم الوصول.

صل وواجبات ومكمالتللتوحيد أ

التوحيد يكون بنقض أصلإنما والتكفير

في كتابي الثالثينية الذي كتبته قبل عشرين سنة ردا على الغلو؛ وتحذيرا من أخطاء

التوحيد أشياء ربما ليست منه؛ثم يدخلون في قد الشباب بعضأن التكفير ؛نبهت إلى

ال يميز ؛بين ما كان تركه من يكفرون من خالفها؛وبعضهم ال يفعل ذلك ولكنه

ولضبط األمر عند الشباب ذكرت هذا أو اإلخالل به مكفرا وما ليس كذلك؛ ؛التوحيد

اإليمان أوفير بين ما هو من أصل في قسم التحذير من خطأ )الخلط في التك

وبين ما هو من اإليمان الواجب أوالمستحب( نواقضه؛

التوحيد على هذا؛وتقسيمه على أقسام اإليمان؛ ودعوت الشباب إلى التعامل مع

ليحذروا من أخطاء التكفير.

وهو يشمل ما ال به؛ للتوحيد أصل يكفر من أخل وعليه فيمكن القول أن •

ما ال يصح ر بالطاغوت واإليمان باهلل؛وبه؛كالكف باإلتيانالتوحيد إال يصح

الشرك األكبر؛ومظاهرة ه كنواقض اإلسالم ومنها اجتنابالتوحيد إال ب

المشركين وتوليهم على المسلمين؛والتشريع مع هللا مالم يأذن به هللا؛أو قبول

..ونحوه من اع عليه ؛أوتحكيمه والتحاكم إليههذا التشريع والتواطؤ واالجتم

واإلسالم. نواقض التوحيد

نتقص من كماله يباإلخالل بها؛ولكن التوحيد وللتوحيد واجبات؛ال ينتقض •

وال يكفر؛ومن جنس ذلك نصرة المؤمنين فيأثم فاعلها أو تاركها الواجب؛

ومواالتهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه؛وترك مداهنة الكافرين؛والتشبه غير

ذه األشياء ذريعة يخشى أن تصبح ه ولكن..من األمور المكفر بهم ونحوه

نقض التوحيد.. ولذلك ينبغي الزجر عنها وإنكارها ..توصل إلى

للتوحيد مكمالت مستحبة تجعل صاحبها من سادات الموحدين؛ومن أولياء و •

نصورة؛من ذلك إظهار عداوة هللا المتقين؛ومن أصحاب الطائفة الظاهرة الم

يرهم وإبداء البراءة منهم؛ومجاهدتهم وإعالن تكف،التوحيد باللسان أعداء

..بالسنان

في أحكام ومن كفهر بالقسمين الثاني واألخير فهو إما من أهل الغلو أو مخطئ

أنكرنا عليه تكفيره منذ أن هدانا هللا بمنه وكرمه؛ومن راجع هوامش كتابي التكفير ؛

فيه؛ظهر له مة التي أورتها ئم( وتعليقاتي على بعض إطالقات األ)ملة إبراهي

..من أوائل ما خطته يدي وهوذلك؛

في خطاب بعض الناس ،ولفظ التوحيد (تمييع)إنما اخترت لفظ ليه فأقول:وع

ألراعي حال فيه؛؛ألني راعيت دخول هذا التقسيم ة التوحيد في خطاب غيرهممناقض

لجاز للخصوم أن يتهموني دائما ولو استعملت لفظ المناقضةكل قوم وما يستحقونه ،

كل من بتكفير من ال يستحق التكفير؛أما وقد استعملت لفظ التمييع فقد افترى علي

.ألزمني بتكفير كل من أخل بالتوحيد المطلق

فيأكثر كالمنا من التمييع وال نتوقف عند النواقض وحدها؛ألن كثيرا حذر وإنما ن

ساحات وألن ألوقات إلى ساحات الجهاد..يوجه في هذه اهذا الشأن حاليا ؛إنما

يدخلها من أهل بلدها الحابل والنابل،فقد وجد في الفصائل التي يختلط فيها والجهاد

وجد ومن يميع التوحيد بل صنف عند بعض الناس على أنها فصائل للمجاهدين! ت

فيها من يناقضه!

وأما مناقضة التوحيد فال يختلف العقالء من المسلمين على خبث ثمراته،وأن •

من ناقض التوحيد اليجوز مناصرته وال مؤازرته وال إعانته على الوصول

ه الشعب، عني بكل وضوح؛إستبدال طاغوت قديم قد مل يللحكم ،ألن ذلك

غرر به الشعب!!ي ملمع بطاغوت جديد

طبلون والمرقعون:وهل يوجد منتسب للجهاد يناقض سيقول لكم المهرجون والم

التوحيد؟

من يدعون إلى الدخول تحت مظلة الحكومات العلمانية؟ما سمعتم عفقولوا لهم:أو

ما سمعتم بمن يسعون إلى الحكم الديمقراطي ؟أو

قاط لبيته في اختيار نوع الحكم بهد إسما سمعتم عمن سيحكم الشعب وأغأو

الطاغوت؟

حتذى به في الثورة ن الحكم العلماني التركي ويجعله مثاال ي زي سمعتم إلى من ي ماأو

السورية؟

أليس في الفصائل التي ينسبها اليوم بعض الناس إلى المجاهدين في الشام من يدعو

؟ كله أو بعضه إلى ذلك

يقاتلون جون من تسمية هؤالء بالمجاهدين مادامواكثير من الشرعيين ال يتحر و

1دون قيد بشار؛ فهذا هو المعيار عند كثير من شرعيي الفصائل في الشام

ره على خيار قدمه ويؤم قد وجد فعال من المجاهدين من يتحالف مع هؤالء وي و

لزم بيان حال هذه فجادل عنهم حين ننكر باطلهم ..المجاهدين،ووجد منهم من ي

حقوق ربهم من التوحيد الذي هو أحق و ق أعدهم ،وب همفي ن حكم هللاابياألصناف ،و

هللا على العبيد.

في انحراف كبيرا في ساحات الجهاد أثرا فقد كان له التوحيدتمييع أما •

وغالبا ما أوصل التمييع مآله إلى نواقض الجهاد وتضييع ثمراته؛

ننصح للجهاد فنحن التجارب الخاطئة؛تلك لكي ال تتكرر التوحيد؛ف

ونحذرهم من التمييع،مع أننا ال نكفر به ال بالحال،وال بما نتوقعه والمجاهدين؛

له من المآل؛حتى نرى ذلك واقعا،عافنا هللا وعافى المجاهدينه منه.

مشكلة المجادلين بالباطل الذين يدفنون رؤوسهم بالرمال ؛أنهم يتعامون عن و

للخسائر التي التجارب السابقة،وال يكترثون بتكرارها واجترارها ،دون هتمام

تستنزف أرواح الشباب المخلصين ؛وتجعل أشالءهم سلما يرقى عليه أصحاب

المشاريع الخبيثة..

ة وال زلنا نرى؛ما هو من مناقضة لقد شهدنا في بعض الساحات الجهاديو -

التوحيد كمظاهرة المشركين والمرتدين والعلمانيين ومناصرتهم على

أو جعل الحاكمية القانون الوضعي الوضيعة، وكتحكيم شريعة.. ينالمسلم

التي يتبناها بعض من ينتسب إلى للجماهير كما في شرعة الديمقراطية

لم ؛ريةهذه الفصائل واألحزاب أحزابا جاهلة كف ا نرى أن ن ؛فك الجهاد زورا

!للتوحيدمن القول بمناقضتها تحرجن

واوضح مثال على ذلك تعريف عطون شرعي الهيئة للمجاهدين وأنصار الشريعة الذي رددنا عليه سابقا.فإذا كان هذا تعريف الهيئة 1

فكيف بغيرها؟

نقض التوحيد وتسخيفه أو تمييعه؛ ومن اتهمنا بتكفير المجاهدين وشنع علينا رميهم ب

فليتعلم التوحيد،وليأخذ دورة في عراه الوثقى إن كان يقصد هؤالء ويجادل عنهم،

تلك شكاة ظاهر عنا عارها!قبل أن يتهمنا بما يقال فيه: و .ونواقضه .

كما شهدنا أحزابا وجماعات تداهن الطواغيت وتتلقى الدعم الذي تزعم أنه -

فتركن إليهم وتنسق مع استخباراتهم وتمنع من التصريح ؛ غير مشروط

منها ومن الجهاد رنا رها ولكننا حذ كف فلم ن ومع ذلك بتكفيرهم في معسكراتها؛

مكينها من ثمرات ا على تضحيات المجاهدين وترنا من تسليطهمعها؛وحذ

ذه األحزاب وتوقعنا مآالت سيئة له ؛جهادهم وتضحيات شهدائهم

أولئك القادة رغم خداع كثير من ؛ د سددنا هللا تعالى في ذلكوق؛والجماعات

ويجلب مشايخها إلى مضافاته عضهم كان يتسربل بالسلفية؛بللشباب والعلماء؛ف

..د قطب وبعضهم وبعضموبعضهم كان يتشدق بأدبيات سي ومعسكراته،

مع ضبطنا التوحيد وعراه الوثقى لم نغتر بهم وهلل الحمد ؛ميزاننا كان ولكن ألن

..لمسائل التكفير؛وعدم تكفيرنا بالمآل

وأعظم الفقه التفكير والتمييز والبصيرة؛ فعدم التكفير ال ينبغي أن يشل •

)ولو نشاء ألريناكهم : قد قال تعالىالتفرس في األحوال والنظر في المآل؛و

فنههم ف ي يماهم ولتعر يعلم أعمالكم(فلعرفتهم ب س لحن القول وللاه

مهما كانت وسمع من يسوي بين ابن الثورة كائنا من كان نعندما و -

ون غايته؛مادام يقاتل بشار؛وبين أنصار التوحيد وطالب الشريعة الذين يقاتل

وواله في سبيل تحكيمها؛بل وربما قدم العجل ابن الثورة على هؤالء؛

ن مآل الثمرة التي يسعى حذر ما نرى ذلك ونسمعه فال بد أن ن عليهم،عندم

وال نتحرج من وصفه بتمييع فرقان حذر منه ومن فصيله؛ن ؛وهؤالء إليها

ه بهذا التخبط وحده؛ال كفرنال ناوكونالتوحيدوتغبيش عرى الوالء والبراء؛

لتحقيق ر بالشباب للقتال تحت رايته واإلستشهاد ر نغزكيه ونيعني أن

وهلل موجوداليوم خصوصا ومجال اإلختيار في الساحات الجهادية ؛غايته

ضطرار ؛كجواز القتال مع يغرر بالشباب تحت دعاوى فقه اإل؛فلماذا الحمد

؟فاجر؛والتساهل في شرط دفع الصائلاألمير ال

جادل عن حكامهم؛سمع من يمدح جيوش العلمانيين وي نرى ونوعندما -

لثامه عن سفر حتى ي هنتظرنرهم؛ال حارب ويرمي بالغلو من كف وي ويلمعهم

ن حقائقهم لنا معرفهم وتتكشف نرباني وسياف وأشباههم؛بل كوجه وجه

حتى وثنائهم على طواغيت العربانأو أردغان ساعة مدحهم لضياء الحق

غرر بالشباب ن أن نادين ناألجل هذا المدح وحده؛فال يسمح ل كفرهمنوإن لم

وما آلت إليه ثمرات التجارب الواجب الشرعي ناملي عليتحت رايتهم؛بل ي

مثل هذه نوا بدمائهم عضن ي يم كدعوهنحذرهم وأن نهم ونبهنأن السابقة ؛

الجماعات؛ وأن يبذلوها تحت أنظف الرايات وأوضح الغايات.

نوع الحكم الذي يطلبونه ويقاتلون صرح أن سمع بعض القيادات ت نوعندما -

مثل هذه ن وبترك الشباب يقو نادين نامن أجله سيقرره الشعب؛ال يسمح ل

لدعواه أن ريكفحتى لو لم ؛إلى الحكم الهاصيعينون على إيوأ اتجماعال

ي الشريعة من تبن يستحيالشعب مسلم ولن يختار غير اإلسالم؛فمن

ال يستحق ثقتنا مثل هذا رضي الكفار؛تي ت غاية؛وراوغ واختار الضبابية ال

،وال يستحق أن يمنح ثقة المجاهدين وال أن يسلط على ثمرة وال تزكيتنا

دمائهم وتضحياتهم..

خاتمة

ة نبويةالتشديد في الذرائع التي قد توصل إلى الشرك سن في أن

بدعة تنطعية توليس

مع المسلمين والمجاهدين، من استنكر دندنتنا حول التوحيد هذا واعلم رحمك هللا؛أن

ورأى أن التنديد ؛ وصل إلىيقد والتمييع الذي إنكار الذرائع تشديدنا فياستهجن و

.. وسيرتهملسو هيلع هللا ىلص في دعوة النبي فهو جاهل هذا تنطعا ،أو غلوا؛ أو تعنتا ؛

فعن أب ي واق د اللهيث ي ، قال: خرجنا مع رسول هللا صلهى هللا عليه وآل ه وسلهم إ لى حنين

ندها، وينوطون ب ها أسل حتهم -ونحن حدثاء عهد ب كفر - درة يعكفون ع ين س ك لمشر ، ول

درة ، فقلنا: يا رسول هللا , اجعل لنا ذات أنواط يقال له ا: ذات أنواط، قال: فمررنا ب الس

كما لهم ذات أنواط، فقال رسول هللا صلهى هللا عليه وآله وسلهم: هللا أكبر، إ نهها

قال السنن،قلتم والهذ ها كما لهم ءال هة ه كما قالت بنو إ سرائ يل: ﴿ٱجعل لهنا إ ل ي ب يد ي نفس

«.﴾ ]األعراف[، لتركبنه سنن من كان قبلكم ١٣٨إ نهكم قوم تجهلون

آل ه وسلهم لطلب الصحابة منه غضب رسول هللا صلهى هللا عليه وشدة د فليتأمل الموح

الصحيح أنهم لم يطلبوا الشرك وها بالمشركين؛أن يجعل لهم شجرة ذات أنواط تشب

الصريح بل طلبوا المشابهة؛وكيف يمكن أن يطلبوا الشرك الصراح؛وقد كان أول ما

أن أصل دينه الذي يدعو إليه هو ملسو هيلع هللا ىلص يسمعه الواحد منهم قبل إسالمه عن رسول هللا

براءة من عبادة غير هللا واجتناب الشرك بكافة ألوانه والسعي في هدمه وإخراج ال

الناس منه؟ فهل يعقل مع هذا أن يتجرأوا على طلب الشرك الصراح منه بعد

إسالمهم ومعرفتهم للتوحيد ؟

ال يرضى بالشرك وأن ملسو هيلع هللا ىلص فإن الكفار والمشركين أنفسهم كانوا يعلمون أن محمدا

}أجعل اآللهة إلها ملسو هيلع هللا ىلص: وقد أخبر هللا عنهم أنهم يقولون عن النبي دينه ال يأذن به،

هذا لشيء عجاب{. واحدا إن

ره شيخ اإلسالم ابن تيمية في ولذلك فإن الصواب الذي ال محيد عنه؛ هو ما قر

"االقتضاء" والشاطبي في "االعتصام" وللنووي قريب منه، وقاله الشيخ محمد بن

هات"؛ أنهم لم يطلبوا الشرك الصراح، وإنما طلبوا عبد الوهاب في "كشف الشب

. ملسو هيلع هللا ىلص،وبإذن من النبي ه بالكفارالتشب

قال شيخ اإلسالم ابن تيمية: )فأنكر النبي صلى هللا عليه وسلم مجرد مشابهتهم الكفار

في اتخاذ شجرة يعكفون عليها معلقين سالحهم، فكيف بما هو أطم من ذلك من

م مخالفة ية( أهـ ]من اقتضاء الصراط المستقلشرك بعينمشابهتهم المشركين أو هو ا

[. 314أصحاب الجحيم: ص

وقال النووي: )المراد الموافقة في المعاصي والمخالفات ال في الكفر( أهـ

فإذا علمت أن الصحابة لم يطلبوا الشرك الصراح في هذه الواقعة وإنما طلبوا

حيث قال: )هللا أكبر، ملسو هيلع هللا ىلصرده إلى شدة ومع ذلك تأململسو هيلع هللا ىلص مشابهة الكفار بإذن من النبي

ها كما لهم ه كما قالت بنو إ سرائ يل: )ٱجعل لهنا إ ل ي ب يد ي نفس إ نهها السنن،قلتم والهذ

) ءال هة

د في شد وحين ن ، ملسو هيلع هللا ىلص علمت أننا حين ندندن على دعوة التوحيد إنما نتشبه بالنبي

فهذه هي عادته ، ع التي قد توصل إلى الشرك لم نأت ببدع من القولئالذراكار إن

صلى هللا وسلم وسنته..

في الدندنة على التوحيد ملسو هيلع هللا ىلص وهذا يظهر لك جهل من يستنكر اقتداءنا بسنة نبينا

..التي قد توصل إلى الشرك والتنديدوالتشديد في حسم الذرائع

؛كالركون ى أمثال ذلكتشديد النكير علأن الواجب المتحتم والسنة النبوية تستلزم و

حكمهم بغير ما أنزل هللا؛ أو والتهوين من جريمة للعلمانيين؛والجدال عن الطواغيت؛

تحكيم الشريعة؛وعدم المباالة بتقديم من يطالبون يكترثون بمن ال المناصب لتولية

فهذه كلها منكرات يجب إنكارها ،ومن سماها ؛بالدخول تحت الحكومات الكافرة

تمييعا للتوحيد وعراه الثقى فقد تلطف في الوصف واستبرأ واحتاط ..وال يضره

تشنيع المشنعين ،وال كذب المفترين..

وهللا يحكم بيننا وإليه المصير

وكتب

أبو محمد المقدسي

1439بيع األول

من هجرة المصطفى

عليه الصالة والسالم