81
1 ت الثورة مقا والمشروع؟ مي س المشروع اة في ظل رؤية استراتيجي بقلم/ حسن أحمد الدقي[email protected] لمقا ت ا: ١ - مي سرطة المشروع ا مصر في خا ص٢ ٢ - بي العنسيلي سود ال ا ص٩ ٣ - ي بن علي زمة حسن مت) حتمية السقوط( ص١٢ ٤ - مي سربية والمشروع ا الثورة العزال زل ص١٩ ٥ - ب والتمكين ست عرش بلقيس بين ا ص٣٣ ٦ - ات العربيةكي في الثور مريتدخل اومة ال مقا ص٤٢ ٧ - الثورات المنجزةدة التغيير وقيا ص٥٢ ٨ - مي سرطة المشروع الشام في خا ثورة ا ص٦٢

مقالات الثورة والمشروع؟

Embed Size (px)

DESCRIPTION

كتاب يجمع مقالات حول الثورة العربية

Citation preview

Page 1: مقالات الثورة والمشروع؟

1

مقات الثورة

والمشروع؟ رؤية استراتيجية في ظل المشروع ا�س�مي

حسن أحمد الدقي/ بقلم

[email protected]

:المقا�ت

٢ص مصر في خارطة المشروع ا�س�مي - ١

٩ص ا$سود الليبي العنسي - ٢

١٢ص )حتمية السقوط(مت زمة حسني بن علي - ٣

١٩ص زلزال الثورة العربية والمشروع ا�س�مي - ٤

٣٣ص عرش بلقيس بين ا�ست ب والتمكين - ٥

٤٢ص مقاومة التدخل ا'مريكي في الثورات العربية - ٦

٥٢ص وقيادة التغيير الثورات المنجزة - ٧

٦٢ص ثورة الشام في خارطة المشروع ا�س�مي - ٨

Page 2: مقالات الثورة والمشروع؟

2

مصر في خارطة المشروع ا�س�مي

حسن أحمد الدقي: بقلم

[email protected]

١٠/٢/٢٠١١

إن الحمد? تعالى والص ة والس م على رسول الھدى محمد بن عبدهللا وعلى آله وصحبه ومن :وا�ه إلى يوم الدين، وبعد

صل في تونس ثم فيكاد العقل الجمعي والعاطفة الجمعية لHمة أن ينبئانا ـ عند توقفھما أمام ما حفي مصرـ بأن لھذه ا'يام ما بعدھا من الفتح والتحول، وأن أمة اNس م توشك أن تنسل من حالة الغثائية التي أخبرنا عنھا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إلى مقدمات مباركة من استعادة التوازن

ھن ـ حب الدنيا وكراھية والفعل، وتوشك أن تستأصل بمبضع اNيمان ما ران على القلوب من الوالموت ـ كما توشك ا'مة بھذه النقلة المباركة أن تفارق مرحلة الجبرية إلى مرحلة الرشد بإذن

.الواحد ا'حد

Page 3: مقالات الثورة والمشروع؟

3

: وتذكرنا ا'حداث في مصر بما قص علينا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في صحيح مسلم

حديث، أما الشاھد في الحديث فھو ما إلى آخر ال....) كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر(أوضحه الراھب للغ م عندما جاءه يقص عليه ما حدث معه من قتل الدابة التي كانت تمنع

أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك : الناس، فقال له الراھبدمة والتحو�ت فكم في مقولة الراھب تلك من قراءة دقيقة لHحداث القا) انتھى.(ستبتلى

: ا�جتماعية والسياسية الكبرى وا'ھم من ذلك ھو تسليم الراھب القيادة للغ م من خ ل قوله

وكان توقع الراھب في مكانه حيث قاد الغ م المجتمع كله إلى أفياء التوحيد ولكن . أفضل مني .بعد أن قدم روحه فداء لعقيدته

وقد رفع هللا عزوجل الوھن من قلوبھم يتھيأون وھاھم الفتية الجدد في مجتمعات المسلمين اjية، فلله دركم يا شباب ) إنھم فتية آمنوا بربھم وزدناھم ھدى(ل نتظام في ھذه السنة الكونية

وما أجمل أمھاتكم وھن يرضعنكم حليب الثورة والفداء فإنھا سنة أخرى أيضا اصطفت مع بقية ية و? در أمھاتكم اللواتي ألقين بكم في خضم اj)وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه(السنن

فإذا خفت عليه فألقيه في (الميادين تتلقون الرصاص بصدوركم العارية وھي سنة أخرى أيضا .اjية)اليم و� تخافي و� تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين

ن إلى التعرف الدقيق على ھذه وفي خضم ا'حداث المتوالية يحتاج قادة ا'مة الفتية منھم والرھبااللحظة التاريخية والبقعة التاريخية أين تقعان من الخارطة الكلية والسنن الجامعة؟ وما ع قة ما يجري في مصر بالمسيرة الكلية للمسلمين وبمستقبلھم؟ أو بلغة العصر أين تقع مصر في خارطة

لح المسيرة العامة وبلوغ ھذا المشروع اNس مي؟ وذلك حتى نحسن توظيف ھذا الحراك لصاا'مر ما بلغ الليل والنھار، وإ� فإن السنن جاھزة لصدم من � يريد أن يراھا ومن تلك السنن الوقوع في التيه والضياع كما كان ذلك من نصيب بني إسرائيل في كل مرة يصلون فيھا إلى

الحراك ا'ولى وذلك عندما منعطف حاسم بل بلغ بھم ا'مر أن تاھوا وھم � يزالون في مراحلقالوا أوذينا من : (زادت عليھم ضغوط المجتمع الفرعوني فاتجھوا باللوم إلى نبيھم عليه الس م

اjية فما كان من موسى عليه الس م إ� أن نقلھم إلى معالم )قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتناستخلفكم في ا'رض فينظر كيف قال عسى ربكم أن يھلك عدوكم وي: (الخارطة الكلية للمسيرة

اjية)تعملون

وحتى يمكننا أن نحدد موقع مصر الثورة على خارطة المشروع اNس مي فإني سوف أتوقف :عند المسألتين التاليتين

� معايرة ثورة مصر استراتيجيا: أو

إخراج الثورة من سجونھا: ثانيا

Page 4: مقالات الثورة والمشروع؟

4

معايرة ثورة مصر استراتيجيا: أو�

ايرة ا�ستراتيجية محاولة نسبة وقياس الحدث أو الثورة إلى المشروع اNس مي وأقصد بالمعومسطرته ذلك أني أزعم وبناء على أداء ا'مة الكلي خ ل القرن العشرين خصوصا بعيد سقوط الخ فة اNس مية فإن التقعيد النظري وھو ما يعرف با�جتھاد وما ت ذلك من تطبيقات عملية

Nس مي العام وخ ل مراحل مختلفة وفي كل المواقع الجغرافية في العالم قد أفضت في الحراك اإلى تحديد دقيق للبناء اNس مي المأمول أو النھضة الشاملة التي تستھدف التمكين لدين هللا عز : وجل في الكون كل الكون، وقد حاولت أن أستشرف وأحدد م مح ذلك البناء بوضع كتاب

اNس مي، فإذا كان في تلك المحاولة الحد ا'دنى من الدقة ونور ا�ستشراف م مح المشروعفقد أصبح بإمكاننا أن نستخدم تلك المسطرة في قياس التجارب المختلفة بغية تحديد دقيق لHرضية التي تقف عليھا تلك التجارب قربا وبعدا من المسطرة وتموضعا في الخارطة الكلية

.للمشروع اNس مي

ليه فإن المعايرة سوف تركز على رؤية الثورة المصرية من خ ل أوزان ومسطرة المشروع وع :الكلي وھي كما يلي

إن الثورة المصرية لم تأت من فراغ وإنما ھي نتيجة تراكمات من الرؤية اNس مية وما · ضخته تلك الرؤية من مبادئ وما بشرت به من آمال نظرية وتطبيقية وما رفعت من سقوف

التطلعات في ا'مة في ميدان العلم والتربية وا'خ قيات والتطبيقات اNيمانية وفي ميدان السياسة والمطالبة بالحقوق وفي ميدان الجھاد واستعادة ا'مجاد، وقد لعبت كافة المدراس اNس مية دورھا في كل أو بعض ھذه الميادين حتى أذن هللا عز وجل بھبوب رياح التغيير

.ا'جيال الجديدة والتي كسرت قواعد اللعبة المفروضة على ا'مةوخروج

وجاءت الثورة المصرية لكي تنير وتستشرف مرحلة الرشد بعد أن طال ليل الجبرية · وتطبيقاتھا في مشرق ا'مة ومغربھا ولعل مما يبشر باستشراف مرحلة الرشد ھو نھضة

الجبرية دون أن تعوقھا ا�نتماءات مكونات ا'مة المصرية كلھا وانتظامھا في مواجھةا�جتھادية في المدارس اNس مية المختلفة ودون أن تثقلھا حسابات الطبقية ا�جتماعية وقد جاء إجماع الشعب المصري بإشارته للطغمة الظالمة ونظامھما توبة عما أخبر عنه النبي صلى هللا

وعليه ). أن تقول إنك ظالم فقد تودع منھمإذا رأيت أمتي تھاب الظالم : (عليه وسلم في الحديثفإن متطلبات إدراك صفة الرشد ومرحلتھا تقتضي العمل على تقديم مبادئھا للناس والمجتمعات والتبشير بھا كنظام إس مي سياسي في الحكم وشؤونه ومن ثم ا�لتزام بمتطلباتھا من قبل

التشويش الكبير الذي تعانيه الداعين إليھا وھم قيادات العمل اNس مي خاصة في ظل ولعل في تأخر بروز فئة من اNس ميين بعينھا في ھذه ] ١.[الديمقراطية الغربية وتطبيقاتھا

الثورة من اjيات الشيء الكثير لعل أبرزھا أن القيادة في ا'مة لن تفرض فرضا وإنما ستختار .اختيارا حرا

داء المرحلة الجبرية خصوصا في ظل النظام كما أن الثورة المصرية جاءت نتيجة تراكمات أ· المصري العسكري وما أدراك مالنظام المصري؟ الذي عھد له ا�نجليز وا'مريكان بعد استقرار العالم تحت الطغاة الخمسة بعيد انتھاء الحرب العالمية الثانية بإدارة أخطر البقاع

Page 5: مقالات الثورة والمشروع؟

5

) القومية العربية(العقائدية العرقية م فكان نظاما يجمع بين خليط ١٩٥٢اNس مية والعربية عام

وض ل ا�شتراكية وصنمية الناصرية وبين الجبروتية العسكرية والقبضة ا�ستخباراتية والتابعية للنظام الدولي والذي بدوره كان قد انتھى من تثبيت النظام اليھودي في فلسطين كأحد

ذه المرحلة ذاقت ا'مة سياط الجبرية ففي ھ. معالم النظام السياسي في ما أسموه بالشرق ا'وسطكأوضح ما يكون القھر والعنت وبرغم تقلب النظام السياسي بين ث ثة رؤساء وعھود لكن المحصلة النھائية واNرث النھائي قد آل في الداخل إلى انھيار اقتصادي وزعزعة اجتماعية وفي

م النظام فيھا كعصا غليظة الخارج إلى ضياع للقدس وبغداد وعزل مصر عن محيطھا واستخدا .ضد شعبھا وضد عالمھا العربي واNس مي

وإن الثورة المصرية لتنتمي إلى الم مح ا�ستراتيجية والجھادية في ھرم م مح المشروع · اNس مي أي في قمته وتنتمي على وجه الخصوص إلى نظرية التغيير الشاملة والتي تستتبع

ن بإذن العزيز الرحيم ضم طاقات ا'مة ونسجھا في مسيرة إدارة استراتيجية وتعبوية تضم ] ٢.[تدافعية تؤذن باستشراف مرحلة التمكين

وتأتي الثورة المصرية متجاوبة مع الحراك ا'ھم في واقع المسلمين وھو الحراك الجھادي · أدائھم خاصة في فلسطين لكي يحيي بھا هللا عز وجل اjمال ويسد بھا المسلمون أھم الثغرات في

ا�ستراتيجي ويوازنون بھا اصطراع المشاريع ا'خرى على أرض الشام وفي قلب ا'مة المسلمة خصوصا مع الضبابية الشديدة التي ألقاھا المشروع الشيعي على حراك ا'مة في

.فلسطين والعراق وبقية المناطق

اء اNس مي وتنوع وجاءت الثورة المصرية في ظل نجاح كبير لHمة المسلمة بعولمة ا'د· التطبيقات العالمية فعن يمين مصر يشتعل جھاد الفلسطينيين وعن شمالھا ينتفض الجزائريون وعلى وقع جنازير الدبابات ا'مريكية في أفغانستان والعراق تشتعل ملحمة جھادية قل نظيرھا،

قافي والعلمي وفي جنبات الكرة ا'رضية � يسمع إ� صوت المسلمين وحراكھم السياسي والثورفضھم للھيمنة ا'مريكية ورموز عولمتھا حتى أدى ذلك إلى قيام جماھير ا'مم شرقا وغربا

.برفع الكوفية الفلسطينية والعلم العراقي تعبيرا عن اNعجاب والتضامن

وجاءت الثورة المصرية كسرا لمرحلة ا�ستضعاف وولوجا إلى مرحلة التدافع وھي السنة · البا ـ بحسب مسطرة معادلة التمكين وا�ستضعاف ـ دون نذير واضح ودون التي تتحقق غ

تخطيط دقيق من المعنيين بإدارة المرحلة وقد تبين في مسطرة المشروع أن ا'مة تقف حاليا في نھاية حلقات مرحلة ا�ستضعاف وتوشك أن تندفع إلى مرحلة التدافع وھي التي تفصل بين

المرحلة أي التدافع من السنن ما ينبغي استيعابه وضبط البوصلة ا�ستضعاف والتمكين، ولھذه ]٣.[على اتجاھاته

وتأتي الثورة المصرية في ظل نفض ا'مة لتبعات الوھن والغثائية التي أخبرنا عنھا رسول هللا · �صلى هللا عليه وسلم في الصحيح مما يحتاج معه إلى دفع ا'مة نحو استكمال ھذه ا'شواط

في دائرة الوسواس والتخذيل ونسبة ا'مور دائما إلى ا'صابع اليھودية أو ا'مريكية الوقوع .الخفية كما يجيد كثير من الناس

Page 6: مقالات الثورة والمشروع؟

6

وتأتي الثورة المصرية لكي تعري وتفضح النفاق وأھله ونظمه تلك التي والت الكفار بأنواعھم · نظام حكمھم وھي قد استلمت بأنھا تمثل و�ة أمر المسلمين و القولوأذلت ا'مة واتكأت على

المصلحة إلىالحكم من أيدي ا�نجليز والفرنسيين ثم ا'مريكان من بعدھم، وھي التي نظرت العليا للمسلمين شرقا وغربا ثم عملت على نقيضھا وضربت ا'مة في صميم مصلحتھا، فقامت

.ھذه الحقائق الثورة المصرية لكي تكشف الغطاء عن ا'عين المغمضة واjذان المثقلة عن

وتأتي الثورة المصرية كإحدى القمم التي تمثل المشروع اNس مي وآماله الكبار والتي ترسي · معلما أساسيا في صراع المشروع اNس مي ضد المشاريع ا'خرى كالمشروع اليھودي

.والمشروع الصليبي وبقية المشاريع

إخراج الثورة من سجونھا: ثانيا

�نغ ق العقلي والنفسي وا�جتھادي الذي يحول دون دفع ا'داء اNس مي في وأقصد بالسجون ا :معارج النھضة اNس مية الشاملة وھي ث ثة سجون

سجن القطر والوطن - ١

سجن الجماعات اNس مية - ٢

سجن النظام الدولي وتوابعه - ٣

خ ل العقدين الماضيين والسجون الث ثة تشكلت نتيجة ا�نغ ق المرحلي في ا�جتھاد اNس ميونتيجة للضغوط التي مارسھا كل من النظام الدولي متمث في أمريكا وفي حلفائھا من ا'نظمة السياسية وليست الثورة المصرية وحدھا بحاجة إلى ھذا اNخراج والزحزحة بل إن العمل

اج، وأزعم أنه اNس مي والحراك الدعوي والسياسي في ا'مة عموما ليحتاج مثل ھذا اNخربدون دفع ا'مور باتجاه الخ ص والتحرر من تلك السجون فإنه لن يتمكن المسلمون من تحريك الواقع باتجاه مصالحھم فض عن مناوشة ا'ھداف الكبرى للمشروع اNس مي، ويمكن تحديد

:المراد من ھذه المفردة ببسط النقاط التالية

ات الثورة المصرية من حيث رغبة البعض واتجاھھم يعتبر سجن القطر والوطن أحد مھدد· بتأسيس الحراك العام للثورة ومتطلباتھا على الحدود الجغرافية والتاريخية لمصر وحدھا ونبذ ا�متدادات الحيوية لھا وموقعھا المميز لHمة العربية واNس مية وبالتالي يستعجل الثوار في

ته، خاصة وأن المثبطين يضربون على وتر عدم تعريض إعادة المارد إلى قمقمه الوطني ومفرداالب د للمخاطر اNقليمية والدولية، و� يعني ھذا أن � تؤخذ العوامل الوطنية في الحسبان لكن ا'مر ليس بإط قه فينبغي أن تستثمر أجواء الثورة والدفع الذي أحدثته في إعادة تأسيس الدور

ل تبعاته وإعادة زرع ھذه القيم في نفوس الجيل الجديد من التاريخي وا�ستراتيجي لمصر وتحم

Page 7: مقالات الثورة والمشروع؟

7

المصريين، ومن ذلك أن ينص في الدستور الجديد على دور مصر في تحمل تبعات استرجاع .فلسطين والمسجد ا'قصى من أيدي اليھود

أن تكسر القوالب الوطنية أو بعضا منھا على أقل تقدير تلك التي ارتبطت بزيف القومية · مانية وأن � يترك ا'مر لسحرة المرحلة الجبرية بأن يملوا رؤاھم على الساحة من جديد، والعل

وبالمقابل فعلى الدعاة أن يسعوا لوضع ا�جتھاد الجديد في المنھج السياسي اNس مي المعاصر أو بعض معالمه ضمن المبادئ التي يحتويھا الدستور خاصة في الحكم الرشيد وتحديد حقوق

ن السياسية وحقوق المواطنة وا'قليات إلى غير ذلك من المعالم دون أن يترك المجال المسلمي .لHقليات أن تفرض وجودھا تحت مبرر احترام حقوقھا

ومن الفرص التاريخية التي حدثت في الثورة المصرية فرصة اNجھاز والقضاء على معالم · تلك الجبرية على النظام الدولي المعادي المرحلة الجبرية في الحكم والسياسة وامتداد واستناد

م بعيد انتھاء الحرب العالمية الثانية، وضرورة العمل على دفع ١٩٤٥للمسلمين منذ نشأته عام مسار ھذا اNجھاز على الجبرية إلى آخر الشوط وتصدير ھذه الرؤية لبقية نواحي ا'مة العربية

.واNس مية بل وللمستضفين في العالم

ى الدعاة لتأكيد مبادئ التنمية وقواعد ا�قتصاد اNس مي والحد من ھيمنة النظام الدولي أن يسع· ا�قتصادي والعولمة ضمن قواعد الدستور الجديد قدر المستطاع كمقدمة لمستقبل التغيير

.اNس مي

ن استدعاء كافة مفردات الخطاب اjمن والمؤلف لقلوب مختلف شرائح المجتمع دون التنازل ع· .أسس الرؤية اNس مية والحقوق ا�جتماعية والسياسية قدر المستطاع

فسح المجال للمدارس اNس مية المختلفة 'داء أدوارھا في المجتمع المصري دون الحجر · واNبعاد والحذر من التوظيف اNقصائي لجماعة من الجماعات وذلك بإغرائھا بالموقع المتقدم

.عتماد تقديم كل من يثبت كفاءته وأمانته لخدمة المجتمعمقابل اjخرين، وضرورة ا

اعتماد الحوار المباشر والمكثف بين مختلف الجماعات اNس مية لبلورة رؤية موحدة قدر · المستطاع Nدارة المرحلة وعدم ترك ا�خت ف في ا�جتھادات حتى � تعصف بالمسيرة العامة

ة والمرحلة وتطبيق المبادئ التي تتناسب مع كل مرحلة ووضع ا�تفاقات التي تحدد طبيعة الساحفإذا اتفق على أنھا ساحة صفراء فحينئذ � يجوز إ� أن تطبق فيھا أسس الصراع السياسي والفكري والتربوي ويسھم الجميع في ھذا الصراع وإذا اتفق أنھا ساحة حمراء وفق معطيات

.ذ تطبق فيھا أسس الجھاد والقتال وھكذاالشرع ونتيجة لتدخل الكفار فيھا بالس ح فحينئ

ضرورة البحث عن مساحات واسعة لتحريك الثورة وتوصيلھا إلى بر ا'مان والتأثير الحقيقي · في واقع ا'مة وھذا يقتضي التخفف من انغ ق التجارب خاصة التجربة الديموقراطية في ظل

ك النظام الدولي أن ينقض على النظام القطري الذي يستمد وجوده من النظام الدولي فيوشإنجازات الثورة المصرية من بوابة ا'داء الديموقراطي والذي يربطه بالمرجعية العسكرية وا'منية ومرجعية المعايير الغربية النصرانية التي أبانت عن وجھھا في تجربة الجزائر وتجربة

Page 8: مقالات الثورة والمشروع؟

8

رة ليھدد إنجازتھا أيما تھديد، فلسطين وعليه فإن التسليم للنظام الدولي بوضع أسس إرساء الثومما يقتضي غل اليد الدولية قدر المستطاع من خ ل الحراك الشعبي وتفعيله كما حصل بغل النظام الجبري المصري وأن يستعد قادة الثورة لكل ا�حتما�ت فحبل التغيير طويل ومساره

.معقد وشديد

ول والتدرج في تقديم التطبيقات اNس مية ضرورة قبول الدعاة للمرحلة ا�نتقالية والتي قد تط· في مختلف المجا�ت السياسية والقانونية وا�جتماعية مع إدراك الفرق ما بين مرحلة التمكين وھذه المرحلة ا�نتقالية دون فسح المجال للمفسدين لكي يعاودوا نشاطھم وإفسادھم قدر

.المستطاع

عنويا وعقليا في المرحلة ا'ولى من سجن النظام تحتاج الثورة في مصر وأھلھا أن يخرجوا م· الدولي ومفرداته المتمثل في أمريكا وفي القوى اNقليمية وإم ءاتھا والنظم السياسية وفسادھا فإن الوقوع في محاولة إرضاء واسترضاء النظام الدولي سيقود حتما إلى المربع ا'ول من جديد وقد

نعم ويتم ذلك من : صر أن يخرجوا من ھذا النظام؟ والجوابيقول قائل وھل بامكان الثوار في محيث المبدأ من خ ل تبني الرؤية اNس مية الشاملة والتي تقضي خروجا من عباءة النظام الدولي وإن كان على المدى البعيد فإن اليھود والنصارى وھيمنتھم على النظام الدولي � يمكن

ة على الصعيد السياسي فض عن الصعيد الجھادي أن يترك فسحة لتطبيق الرؤى اNس ميومالم تتبع استراتيجية ممانعة ومقاومة لتبعية النظم السياسية للنظام الدولي فإن ا'مر سوف يراوح مكانه، ومما يعين المصريين على ھذه النقلة استعداد شعوب العالم المستضعفة من

.لذي تقوده وتمثله أمريكاالمسلمين وغيرھم للوقوف في وجه النظام الدولي ا

وتحتاج الثورة في مصر إلى استراتيجية يوسف عليه الس م في النھضة بالمجتمع المصري · من كبوته ا�قتصادية وتبعيته الذليلة للنظام ا�قتصادي العالمي فإذا نجح الدعاة في طمأنة الشعب

اصة وأن نيل يوسف عليه المصري على أقواتھم أمكن ا�نتقال بھم إلى سقوف أرفع وأعلى خ .الس م ھو ھو فينبغي تدراك الموقف قبل أن يحل موعد حروب المياه التي يبشر بھا اليھود

وهللا يقول الحق وھو يھدي السبيل

يراجع في ھذا كتاب الحرية أو الطوفان وكتاب تحرير اNنسان وتجريد الطغيان للشيخ حاكم ] ١[ .المطيري

.ير في كتاب م مح المشروع اNس مي للمؤلفيراجع الفصل ا'خ] ٢[

تراجع مفردة تحديات كسر المرحلة ا�ستضعافية في فصل موقع المشروع اNس مي على ] ٣[ الكتاب السابق. مسطرة التمكين

Page 9: مقالات الثورة والمشروع؟

9

ا$سود الليبي العنسي

حسن أحمد الدقي/ بقلم

٢١/٢/٢٠١١

كاسرة وأصلي على من بعثته رحمة أحمدك يامن خضعت له الجبابرة وانكسرت أمام عظمته ا' :للعالمين، أما بعد

فإن ما يحدث للمسلمين في ليبيا على يد الباطش المتجبر القذافي ليوجب علينا نصرة إخواننا المستضعفين بكل وجوه النصرة ومن ذلك إعمال العقول لتحليل الموقف ونسبته إلى أصوله التي

النازلة إذا تكررت تحققت معھا وبجانبھا كل المترتبات تلقيناھا من الكتاب والسنة فإن ا'مر وقد خلت من قبلكم سنن فسيروا في ا'رض : (عليھا وھذا في القرآن والسنة كثير كقوله عز وجل

سورة آل )فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين، ھذا بيان للناس وھدى وموعظة للمتقين ١٣٨ -١٣٧:عمران

القذافي إ� تكرارا لسنة أخبرنا عنھا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وھي ظاھرة وما ظاھرة ، قال : (الكذابين فقد ورد عن الرسول صلى هللا عليه وسلم أنه قال سمعت : عن جابر بن عبد هللا

عليه وسلم ، يقول ابين ، منھم صاحب اليمامة ، ومنھم إن بين ي : " النبي صلى هللا اعة كذ دي السال وھو أعظمھم فتنة وقال : ، قال " صاحب صنعاء العنسي ، ومنھم صاحب حمير ، ومنھم الدج

ابا ھم قريب من ث ثين : قال : أصحابي رواه ابن حبان). كذ

Page 10: مقالات الثورة والمشروع؟

10

وفي الحديث شاھد على تكرار نوعية خاصة من الكذابين الذين تطير بذكرھم الركبان ويتابعون وتكون مھمتھم ھي الكذب على الدين الحق من جھة وادعاء النبوة من جھة أخرى، ومما يميزھم

أن شخصياتھم تختزل أيضا وجود كتاب لديھم أو ادعاء وحي، ولعل من أظھر صفاتھم ھومزيجا مركبا من جنون العظمة والكبر وتلبس الشياطين وأخيرا البطش وسفك الدماء وقد بدأ ا'مر بظھور أولى نماذج الكذبة على عھد الرسول صلى هللا عليه وسلم كما ورد في صحيح

مدينة فنزل في دار بلغنا أن مسيلمة الكذاب قدم ال: البخاري أن عبيد هللا بن عبد هللا بن عتبة قالبنت الحارث وكان تحته بنت الحارث بن كريز وھي أم عبد هللا بن عامر فأتاه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس وھو الذي يقال له خطيب رسول هللا صلى هللا عليه

ه مسيلمة إن شئت وسلم وفي يد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قضيب فوقف عليه فكلمه فقال لخليت بيننا وبين ا'مر ثم جعلته لنا بعدك فقال النبي صلى هللا عليه وسلم لو سألتني ھذا القضيب ما أعطيتكه وإني 'راك الذي أريت فيه ما أريت وھذا ثابت بن قيس وسيجيبك عني فانصرف

عباس عن رؤيا رسول هللا النبي صلى هللا عليه وسلم قال عبيد هللا بن عبد هللا سألت عبد هللا بنصلى هللا عليه وسلم التي ذكر فقال ابن عباس ذكر لي أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال بينا أنا نائم أريت أنه وضع في يدي سواران من ذھب ففظعتھما وكرھتھما فأذن لي فنفختھما فطارا

تله فيروز باليمن واjخر مسيلمة فأولتھما كذابين يخرجان فقال عبيد هللا أحدھما العنسي الذي ق )انتھى النقل من البخاري.(الكذاب

وأزعم أن القذافي ما ھو إ� أحد ھؤ�ء الكذابين وذلك �نطباق صفات الكذابين انطباقا كامعليه فقد وردت ا'خبار الموثقة عن القذافي بأنه كذب على هللا وعلى رسوله صلى هللا عليه وسلم

التي جاءت في ) قل: (ريفه القرآن الكريم؛ وذلك بحذف جميع قول هللا تعالىتح: ومن أمثلة ذلكإنه : القرآن، وسب ا'نبياء عليھم الس م واستنقاصھم كقوله عن نبي هللا يعقوب عليه الس م

وعائلته من أحط العائ ت وأشدھا كفرا ونفاقا وأنھا عائلة ملعونة، واستھزاؤه بالنبي محمد صلى ، "!ساعي بريد"وسلم مرارا وتكرارا؛ ومن ذلك وصفه لنبينا صلى هللا عليه وسلم بأنه هللا عليه

وجعل التمسك بھا طريقا وبابا للشرك وعبادة ا'وثان ، وإنكاره للسنة النبوية جملة وتفصيوزعمه أن لجانه الثورية المخابراتية ھي نبي ھذا العصر، ، وا'صنام، وإدعاؤه النبوة لنفسه

.ريعه الكتاب ا'خضر وزعمه أنه بمثابة التوراة أو اNنجيلوتش

وبرجوعنا إلى أشھر الكذابين على عھد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وھو ا'سود العنسي نجد أن التشابه بين القذافي وبين ا'سود يكاد يبلغ حد التطابق ولنترك اNمام ان كثير في البداية

واستوثقت اليمن بكمالھا لHسود العنسي، وجعل : (يقول: أخباره والنھاية يروي لنا بعضا منواشتد ملكه واستغلظ أمره، وارتد خلق من أھل اليمن، وعامله ....أمره يستطير استطارة الشرارة

)المسلمون الذين ھناك بالتقية

لحقيقة ويتعلق تاريخ القذافي بأخطر فترة من ا�نحطاط والوھن الذي لحق بالمسلمين بل إنه في اوبھيمنته على الساحل المترامي في شمال إفريقيه قد جدد عھد الدولة العبيدية الشيعية واNفساد الشديد الذي كان على عھدھا وھو رمز للمشروع القومي العلماني والتبعية للغرب النصراني

قوط والذلة التي لحقت بالمسلمين نتيجة سقوط فلسطين تحت اليھود وعليه فإن سقوطه يمثل س

Page 11: مقالات الثورة والمشروع؟

11

أحد أھم أركان المرحلة والمشروع الصليبي اليھودي وما تميز به من مكر ودھاء لم يمر مثله .على تاريخ المسلمين

والذي يتطلع إليه المسلمون اjن أن يتمكن أھل ليبيا من سرعة التخلص من ھذا الكذاب ونظامه ا'سود العنسي حيث قتله أقرب ولعل هللا يكرم المسلمين بنھاية للقذافي ھي أشبه ما تكون بنھاية

الناس إليه وھي زوجته التي كان قد قتل زوجھا وكانت مؤمنة صالحة فشاركت في قتله مشاركة مباشرة عبر العمل على تسريب المجاھدين إلى قصره ولنترك اNمام ابن كثير من جديد يخبرنا

الذي مدحه رسول هللا عن قصة مقتل ا'سود العنسي على يد فيروز الديلمي رضي هللا عنه وقالت إمرأته ) : بشيء من ا�ختصار(صلى هللا عليه وسلم بقتله للعنسي، يقول اNمام ابن كثير

إنه ليس من الدار بيت إ� والحرس محيطون به غير ھذا البيت، فإن ظھره إلى مكان كذا : للثواردون قتله شيء، وإني وكذا من الطريق، فإذا أمسيتم فانقبوا عليه من دون الحرس، وليس من

سأضع في البيت سراجا وس حا، فلما كان الليل نقبوا ذلك البيت فدخلوا، فوجدوا فيه سراجا تحت جفنة، فتقدم إليه فيروز الديلمي وا'سود نائم على فراش من حرير قد غرق رأسه في

شيطانه وتكلم جسده، وھو سكران يغط، والمرأة جالسة عنده، فلما قام فيروز على الباب أجلسه مالي ومالك يا فيروز؟ فخشي إن رجع يھلك وتھلك المرأة : فقال - وھو مع ذلك يغط - على لسانه

فعاجله وخالطه وھو مثل الجمل فأخذ رأسه فدق عنقه، ووضع ركبتيه في ظھره حتى قتله، ثم ت أنھا لم أين تذھب عن حرمتك فظن: قام ليخرج إلى أصحابه ليخبرھم فأخذت المرأة بذيله وقالت

أخرج 'علمھم بقتله، فدخلوا عليه ليحتزوا رأسه، فحركه شيطانه فاضطرب، فلم : تقتله، فقاليضبطوا أمره حتى جلس اثنان على ظھره، وأخذت المرأة بشعره، وجعل يبربر بلسانه فاحتز

ما ما ھذا؟ : اjخر رقبته، فخار كأشد خوار ثور سمع قط، فابتدر الحرس إلى المقصورة فقالوا ھذا؟

النبي يوحي إليه، فرجعوا، وجلس قيس داذويه وفيروز يأتمرون كيف يعلمون : فقالت المرأةأشياعھم، فاتفقوا على أنه إذا كان الصباح ينادون بشعارھم الذي بينھم وبين المسلمين، فلما كان

رون الصباح قام أحدھم وھو قيس على سور الحصن فنادى بشعارھم فاجتمع المسلمون والكافوبر بن يحنش ا'ذان أشھد أن محمدا رسول هللا، وأن : حول الحصن، فنادى قيس، ويقال

كذاب وألقى إليھم رأسه، فانھزم أصحابه وتبعھم الناس يأخذونھم، ) اسم ا'سود(عبھلةويرصدونھم في كل طريق يأسرونھم، وظھر اNس م وأھله، وقد أطلع هللا رسوله صلى هللا عليه

).انتھى النقل من البداية والنھاية.(بر من ليلتهوسلم على الخ

وإنه يحق للمسلمين في العالم أن يبتھلوا ? عز وجل أن يجعل نھاية القذافي كنھاية ا'سود العنسي وأن يحقن هللا دماء المسلمين في ليبيا ويتجدد فيروز الديلمي في تاريخ ا'مة من جديد

ھذا الب ء عن كاھل المسلمين في ليبيا في العالم أجمع كما تجدد ا'سود الليبي العنسي ويرفعويوشك المھاجرون أن يعودوا إلى ديارھم بعد انقطاع ووحشة وغربة كما وعد رب العالمين

الحات ليستخلفنھم في ا'رض كما استخلف ال ( الذين آمنوا منكم وعملوا الص ذين من وعد هللالنھم من بعد خوفھم أمنا يع نن لھم دينھم الذي ارتضى لھم وليبد بدونني � يشركون بي قبلھم وليمك

٥٥:سورة النور) شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك ھم الفاسقون

Page 12: مقالات الثورة والمشروع؟

12

� زمة حسني بن عليمت

)حتمية السقوط( حسن أحمد الدقي/ بقلم

١٩/٣/٢٠١١

وقل الحمد? الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره (? ولم تكن له فئة ينصرونه من دون هللا وما كان منتصرا، ھنالك الو�ية (، ١١١:اNسراء)تكبيرا

، وأصلي وأسلم على سيد ا'ولين واjخرين ٤٣-٤٢:الكھف)الحق ھو خير ثوابا وخير عقــبا :وبعد

فيطيب للمرء المسلم أن يطيل التأمل وأن يذھب بعيدا في استلھام العبر وھو يرى سنن هللا عز سنة هللا في (وجل تتحقق عيانا بعد أن آمن وصدق بما جعل هللا عز وجل فيھا من وجوب التحقق

، ولعل مما يوجب العجب في حال ٦٢:ا'حزاب)الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة هللا تبديالنظم السياسية وما تلبست به من سقوط متتابع ھو خضوع الساقطين لنفس المراحل وتشبثھم

المراقبون وقد وقف ! بنفس نوع ا'داء على ما بينھم من فروق ظاھرة في الظروف والمعطياتمذھولون من دقة مراحل السقوط وتشابھھا فالساقطون يبدأون مسيرتھم السريعة نحو الھاوية بتجاھل الثائرين واNعراض عن رؤية فوران السيل وھو يتشكل، ثم ما يلبثوا أن يدخولوا في المرحلة الثانية وھي ا�ستھزاء واNنتقاص من قدرة الثائرين ووصفھم بكل نعوت النقص

لعمالة ثم تبدأ المرحلة الثالثة وھي القمع الشديد مع أنھم يرون بأم أعينھم كيف أدى استخدام وا

Page 13: مقالات الثورة والمشروع؟

13

النظم الساقطة للقمع إلى دفع الثورة للقمة والفوران ا'كيد، ثم ما يلبثوا في المرحلة الرابعة وبعد الذئاب أن تفرض الثورة وجودھا وتكتسب مساحات معتبرة أن يلبسوا جلود الضأن على فراء

ويتحدثوا بخطاب حلو متفھم وعند ھذا الحد سرعان ما يقذف الساقطون أنفسھم في المرحلة كيف ينزلقون كلھم ! الخامسة وھي باب مزبلة التاريخ كما يطيب للثائرين أن يصفوھا، فياللعجب

؟ إلى نفس الھاوية ويسيرون في ذات الطريق و� يلحظون اNشارات الحمراء الخطيرة المحذرة وكيف يستعد النظام تلو اjخر للدخول في شوط السباق وھو يعلم أن أخاه قد سبقه إلى الھاوية فينصت لھدير الشعوب وھي تلوح بسوط العقاب التاريخي؟ وكيف يشرف الساقطون بأنفسھم

مسافر : وبأيديھم وبمساعدة أركان حكمھم على نسج نھايتھم المحتومة؟ فكأن الطاغوت منھمفأي سوط يسوقه وأي معادلة تتحكم ! حقيبته على عجل وصوت السقوط يناديه ويستحثه يرتب فيه؟

في ھذا المقال المختصر سأحاول أن أجيب على تلك ا'سئلة الملحة بقدر ما يفتح هللا عز وجل ا من علم وفھم من كتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا عليه وسلم وما تلقيناه من مشايخنا جزاھم هللا عنكل خير فأي علم وأي فھم إن لم يكن في ظ لھما وأي التماس لحكمة إن لم تكن على شواطيء

الكتاب والسنة؟

وليسمح لي ا'خوة الكرام أن أسمي ما يحدث للطغاة ھذه ا'يام بمت زمة السقوط السنني أو والتي عرفھا: أخذا مما عرف في عالم الطب بالمت زمة) مت زمة حسني بن علي(

المتخصصون في الطب بأنھا مجموعة من الع مات وا'عراض التي غالبا ما تحدث معا، والتي تعكس وجود مرض معين أو زيادة الفرص لتطور مرض معين ـ نسأل هللا لنا وللمسلمين العفو والعافيةـ وھناك كثير من المت زمات لعل من أشھرھا مت زمة نقص المناعة المكتسبة

وھي كلمة متكونة من أربعة كلمات أجد من لزوم ما� يلزم اNشارة إلى كلماتھا ) AIDSاNيدز( باNنجليزية ومعانيھا

مكتسب A: Acquired: فالكلمة ا'ولى

مناعة I: Immune: والكلمة الثانية

نقص D: Deficiency: والكلمة الثالثة

مجموعة أعراض أو مت زمة S : Syndrome: والكلمة الرابعة

اكتشاف ھذا المرض الخبيث من خ ل طريقتين ا'ولى أن ي حظ الطبيب ظھور ويمكنأعراض متسلسة ومترابطة على المريض تدل على احتمال كبير بوجود المت زمة وأما الطريقة

. الثانية التي يمكن من خ لھا الجزم بوجود المرض من عدمه فھو التحليل المخبري

علي والتي وضعت اسمھا تقليدا لما عرف بتسمية المت زمة في وبالعودة إلى مت زمة حسني بن عالم الطب نسبة إلى مكتشفھا أو نسبة إلى الحروف ا'ولى المكونة لھا فإننا سنجد أن ا'عراض

Page 14: مقالات الثورة والمشروع؟

14

والمراحل التي تمر بھا النظم السياسية حتى تسقط ھي مراحل وأعراض متشابھة وتكاد تنطبق طباقا كبيرا ومدھشا فمالذي يتحكم في ھذا النوع من السقوط؟في الحا�ت المختلفة ظاھريا ان

إنه الوقوع في السنن والتي أخبرنا بھا وبنتائجھا الرب تباركت أسماؤه في كتابه العزيز وأخبرنا بھا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في حديثه الشريف وما يترتب على ذلك من مخرجات حتمية

:ومن ھذه السنن

اليھود والنصارى موا�ة: أو�

يا أيھا الذين آمنوا � تتخذوا اليھود والنصارى أولياء بعضھم أولياء : (أخذا من قوله عز وجل� يھدي القوم الظالمين،فتر ى الذين في قلوبھم مرض بعض ومن يتولھم منكم فإنه منھم إن هللا

أن يأتي بالفتح أو أمر من ع نده يسارعون فيھم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى هللاوا في أنفسھم نادمين ٥٢-٥١:المائدة) فيصبحوا على ما أسر

� ع ج له البتة إ� بتوبة شاملة تامة ومن أخطر آثار ھذا الب ء وھو ب ء ومرضبالضرورةوقوع المتولين لليھود والنصارى في ب ء تابع له وم زم وھو العمل ضد المصلحة

فقد أورد ) ومن يتولھم منكم فإنه منھم: (العليا لHمة المسلمة بدليل قوله عز وجل في نفس اjيةيعضدھم على المسلمين فإنه منھم بين تعالى : ومن يتولھم منكم أي : ا قولهالقرطبي في تفسيرھ .أن حكمه كحكمھم

وھذا ما وقعت فيه النظم السياسية الحاكمة في العالم اNس مي والعالم العربي فلما مضوا في ھذا بل السبيل وھو معاضدة الكفار ومظاھرتھم على المسلمين كما حصل في أفغانستان والعراق وق

فعسى : (ذلك في فلسطين كان �بد أن يقعوا فيما يترتب عليه والذي يترتب عليه قوله عز وجلوھذا الذي .اjية)هللا أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على أسروا في أنفسھم نادمين

وب شاھدته الدنيا بأسرھا من سقوط ا'نظمة إنما ھو أمر من عنده عز وجل إذ لم يكن في الشعمن المؤشرات والمقدمات ما يدل على قدرتھا على ھذا النوع من التغيير والتطلع له بعد أن

.رزحت تلك الشعوب تحت حكم الظالمين دھورا فتأمله فھو جدير بذلك

وقد ترتب على موضوع موا�ة الكفار من اليھود والنصارى تحقق انھيار أربعة أركان مما تقوم ما الركن ا'ول الذي انھار فھو مرجعية الشريعة اNس مية احتكاما وتنھض به ا'مة المسلمة أ

والتزاما وأما الركن الثاني الذي انھار فھو وضع الجھاد في موضع التنفيذ متى احتاجته ا'مة المسلمة وأما الركن الثالث الذي انھار فھو قدرة النظم السياسية على النظر في المصلحة العليا

الرابع الذي انھار فھو حتمية استق ل ا'مة المسلمة عن تدخل أمم الكفر في لHمة وأما الركن شؤونھا، وھو الذي يفسر عدم قدرة النظم السياسية على تحقيق أدنى مستوى من مستويات .النھضة والقوة وا�ستق ل للعرب وللمسلمين طوال القرن العشرين المي دي وما ت ه حتى اjن

Page 15: مقالات الثورة والمشروع؟

15

يأمرون بالقسط من الناسقتل الذين : ثانيا

إن الذين يكفرون بآيات هللا ويقتلون النبيين بغير حق : (وذلك أخذا وفھما من قوله عز وجلويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرھم بعذاب أليم، أولئك الذين حبطت أعمالھم في

٢٢- ٢١:آل عمران)الدنيا واjخرة وما لھم من ناصرين

ن نزلتا تقص ما كان من أعمال بني إسرائيل في قتل أنبيائھم وقتل اjمرين وھاتين اjيتين وإبالمعروف والناھين عن المنكر لكن العبرة بعموم اللفظ � بخصوص السبب فحكم من يقتل اjمرين بالقسط من الناس ھو ما اخبر به الرب تباركت اسماؤه من حبوط العمل وانتفاء النصرة

وھو ما ي حظ في سقوط ا'نطمة المتجبرة ھذه ا'يام فقد امتنعت لھم باي شكل من ا'شكالعليھم النصرة من كل ا'نحاء خاصة وأن من كان ينصرھم أو يعد بنصرتھم وھو النظام !ا'مريكي قد انغلقت أمامه امكانية التحرك لنجدة عبيده �سباب كثيرة فتركھم لمصيرھم المحتوم

كير بمن قتلتھم ا'نظمة السياسية من علماء ا'مة اjمرين ونحن ھنا في غنى عن القول والتذبالمعروف الناھين عن المنكر من سيد قطب المصري إلى مروان حديد السوري إلى غيرھم

.كثير وھم ألوف مؤلفة � يحصيھم و� يعلمھم إ� الحفيظ العليم

التفنن في تعذيب الناس: ثالثا

قال رسول هللا صلى هللا عليه : عن أبي ھريرة قال: م وذلك أخذا من قوله صلى هللا عليه وسلصنفان من أھل النار لم أرھما قوم معھم سياط كأذناب البقر يضربون بھا الناس ونساء : وسلم

كاسيات عاريات ممي ت مائ ت رءوسھن كأسنمة البخت المائلة � يدخلن الجنة و� يجدن اه مسلمرو.ريحھا وإن ريحھا ليوجد من مسيرة كذا وكذا

فھذا الب ء الذي سنه النظام الناصري من تعذيب الشعوب المسلمة ومن ثم تعميمه على بقية النظم السياسية وتسليط أجھزة ا'من على المجتمعات تستحل منھا ما حرم هللا عز وجل من السجن والتعذيب والتفنن فيه حتى استعانت تلك ا'جھزة بآخر ما وصلت إليه أجھزة

ات عند الكفار من شرق وغرب وشراء ا'دوات ال زمة بأموال المسلمين حتى ا�ستخبارتشكلت ملحمة تاريخية ھائلة ولعقود من الزمن في ب د المسلمين والعرب على وجه الخصوص حيث زج بالرجال في غياھب السجون فمنھم من أمضى قرابة الث ثين سنة وھو في العذاب

أمته على يد ا'نظمة الجبرية، بل وبلغ الحال أن كافأ الكفار ومنھم من مضى إلى ربه يشكو حالنظام زين الدين بن علي بأن جعلوه رأس ا'مر وقيادته مما أوجب على ا'نظمة العربية إرسال وزراء داخليتھا بشكل منتظم ومعھم رؤساء أجھزة أمنھا لكي يتلقوا التوجيه تلو التوجيه من ذلك

فعله في أھل تونس من فتنة وب ء لم يخطر على بال أشد المفسدين في النظام واتخاذه قدوة بما كيف أن ا�خت ف الشديد والقطيعة : ا'رض من الم حدة والب شفة، وللقراء أن يعجبوا معي

شبه الكاملة بين ا'نظمة السياسية العربية لم تمنع من ائت فھم على وزير داخلية بن علي وجھاز أمنه؟

Page 16: مقالات الثورة والمشروع؟

16

موال الناس بالباطل واستح�ل الرباأكل أ: رابعا

فبظلم من الذين ھادوا حرمنا عليھم طيبات أحلت لھم وبصدھم : (وذلك أخذا من قوله عز وجلعن سبيل هللا كثيرا ، وأخذھم الربا وقد نھوا عنه وأكلھم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين

١٦١- ١٦٠:النساء)منھم عذابا أليما

ا أيھا الذين آمنوا اتقوا هللا وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم ي: ( وقوله عز وجل �تفعلوا فأذنوا بحرب من هللا ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم � تظلمون و

٢٧٩- ٢٧٨:البقرة)تظلمون

وتقديم فبظلم على حرمنا يفيد : يقول صاحب تفسير المنار الشيخ رشيد رضا عن اjية ا'ولى'ن ؛ الحصر ، أي حرم عليھم ذلك بسبب الظلم � بسبب آخر ، وقد أبھم ما حرم عليھم ھنا

؛ الغرض من السياق العبرة بكونه عقوبة � بيانه في نفسه ، كما أبھم الظلم الذي كان سببا له )انتھى(ليعلم القارئ والسامع أن أي نوع من الظلم يكون سببا للعقاب في الدنيا قبل اjخرة

وھذا تھديد شديد ووعيد أكيد ، ): فاذنوا بحرب(ويقول اNمام ابن كثير في تفسير قوله عز وجلفأذنوا بحرب أي : قال ابن عباس: لمن استمر على تعاطي الربا بعد اNنذار ، قال ابن جريج

حك خذ س : يقال يوم القيامة jكل الربا : وعن ابن عباس قال . استيقنوا بحرب من هللا ورسوله ) انتھى.(فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من هللا ورسوله: ثم قرأ. للحرب

المنظورة ) الضرائب(وعليه فقد اجتمع الربا وأكل أموال الناس بالباطل المتمثل في المكوس وغير المنظورة والتصرف في ثروات المسلمين بغير ما أنزل هللا لكي يشكل محقا تاما لما تدعي

سيطرة شبه تامة على ا'مة ومقدراتھا وفي زمن قياسي لم يكن يحلم به أكثر النظم من منجزات و .المتفائلين من المسلمين ولكنھا السنن

كما ترتب على أكل أموال الناس بالباطل أن هللا عز وجل لم يبارك في تلك ا'موال المنھوبة ولم دم في مجال اقتصادي واحد يبارك في الزعم بالمنجزات المكذوبة فلم تتمكن دولة عربية أن تتق

ولم تتمكن من منافسة ا'مم ا'خرى � في الزراعة و� في الصناعة و� في التجارة إ� بعض ا'سواق المصطنعة ھنا وھناك وما سمي بالمناطق الحرة التي أدخلت الخمور والزنا إلى ب د

.المسلمين

إشاعة الفاحشة: خامسا

ذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لھم عذاب أليم إن ال: (وذلك أخذا من قوله عز وجل ١٩:النور(في الدنيا واjخرة وهللا يعلم وأنتم � تعلمون

إن الذين يحبون أن يذيع الزنا في الذين صدقوا با? ورسوله : ويورد القرطبي حول اjية قوله )انتھى(الدنيالھم عذاب وجيع في : يقول ) لھم عذاب أليم ( ويظھر ذلك فيھم ،

Page 17: مقالات الثورة والمشروع؟

17

فقد عملت أغلب ا'نظمة السياسية على إشاعة الزنا وما يتعلق به من فساد أخ قي ومن خ ل أدوات كثيرة كالتغيير في الشرع من خ ل قوانين ا'حوال الشخصية كما فعل نظام تونس البائد

ي جميع وغيره من ا'نظمة حتى عد العلمانيون ما حصل في تونس نموذجا ينبغي احتذاؤه فبلدان المسلمين، كما عملت ا'نظمة على إشاعة الفساد ا'خ قي عبر منع الحجاب والنقاب وتشجيع مسابقات الجمال كما حدث في مصر وغيرھا وعبر إشاعة ا�خت ط في التعليم خاصة التعليم الجامعي وعبر تشجيع الفساد اNع مي وا�نحطاط الفني في التلفزيون والسينما وعبر

لزج بالمرأة في الجيش والشرطة وحتى البلدان التي يتحفظ أھلھا على ھذه الممارسات ا) روتانا(كالسعودية مارست حكوماتھا ھذا الفساد عبر دعم القنوات الفضائية الفاسدة كقنوات

وما أشبه وعبر تشجيع ودعم الفرق الفنية والمغنيين والمغنيات، كما شجعت ) ا�م بي سي(واسية تسھيل تعاطي الخمور في ب د المسلمين ولم تسلم جزيرة العرب من ب ء ا'نظمة السي

الخمور أم الخبائث بل إنھا أحيطت بھا من خ ل البحرين واNمارات وعمان وقطر وعبر فتح المجال لHندية الليلية والمھرجانات السنوية السينمائية والفنية وما أشبه من تشجيع الفساد

.ا'خ قي

الفرعونية :سادسا

إن فرعون ع في ا'رض وجعل أھلھا شيعا يستضعف طائفة : (وذلك أخذا من قوله عز وجل ٤:القصص)منھم يذبح أبناءھم ويستحيي نساءھم إنه كان من المفسدين

ولقد وردت لفظة فرعون في القرآن أربعا وسبعين مرة، ومن ا'دلة على أن فرعون ظاھرة مرة في تاريخ البشرية ما ورد عنه صلى هللا عليه وسلم في أبي بشرية تعاود الظھور مرة بعد

فتظھر تلك الصفات الفرعونية أو بعض منھا في فرعون أو . ھذا فرعون ھذه ا'مة: جھل بقوله .في مجموعة من الفراعنة

فإذا وقفنا على النظم السياسية في العالم العربي واNس مي في مرحلتھا الجبرية ھذه وجدنا :لفرعون تتحقق بشكل أو بآخر في رؤوس تلك النظم ومنھاصفات ا

واستكبر ھو وجنوده في ا'رض : (أخذا من اjية السابقة ومن قوله عز وجل: الكبر والجبروتبغير الحق وظنوا أنھم إلينا � يرجعون، فأخذناه وجنوده فنبذناھم في اليم فانظر كيف كان عاقبة

٤٠- ٣٩:القصص)الظالمين

قال فرعون ما أريكم إ� ما أرى وما أھديكم إ� سبيل : (أخذا من قوله عز وجل: بالرأيالتفرد ٢٩:غافر)الرشاد

ونادى فرعون في قومه قال ياقوم أليس لي : (وذلك من قوله عز وجل: محورية الملك في مصروقد كانت كل ا'نظمة ٥١:الزخرف)ملك مصر وھذه ا'نھار تجري من تحتي أف تبصرون

عربية تنقاد لھذه المحورية ومن مصر تم تعميم الفكر القومي العلماني ومنھا تم تعميم النموذج ال .ا'مني الباطش ومنھا تم تعميم النموذج اNع مي المتھتك إلى غير ذلك

Page 18: مقالات الثورة والمشروع؟

18

فأتبعھم فرعون بجنوده فغشيھم من اليم ما : (وذلك أخذا من قوله عز وجل: عدم إبصار العاقبة، وھكذا فعلت النظم السياسية بأتباعھا من ٧٩-٧٨:طه)ن قومه وما ھدىغشيھم، وأضل فرعو

ا'جھزة ا'منية والعسكرية والسحرة من رجال ا'عمال واNع ميين فلم يتمكن أحدھم من أن .يبصر العاقبة وھم ينزلقون إليھا حتى غشيتھم ثورة الجماھير وھم � يبصرون

: النفاق المستحكم: سابعا

يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن ا'عز منھا ا'ذل و? : (قوله عز وجلوذلك أخذا من ، فا'نظمة السياسية تعتقد تمام ٨:المنافقون)العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين � يعلمون

ا�عتقاد أن العزة لھم بينما ھم أذل الخلق على ا'رض إلى الدرجة التي سيطر عليھم فيھا اليھود نصارى حتى اضطروا �سترضائھم والجري وراءھم ومن ھنا نفى هللا عز وجل عنھم العلم وال

بعد أن نفى عنھم الفقه في اjية التي قبلھا، فلما انغلقى عليھم الفقه والعلم أصبح تدبيرھم تدميرا لھم ولجبروتھم وھم يعتقدون تمام ا�عتقاد أنھم منصورون ونصرھم قاب قوسين أو أدنى كما

ل القذافي ا�بن ھذه ا'يام وقد قالھا قبله حسني مبارك وبن علي وسوف يقولھا علي عبدهللا يقو �صالح وأضرابه من عبدة ا'مريكان والموالين لليھود، وھل كان ب ء عبدهللا بن ابي بن سلول إ

موا�ته لليھود؟

:ومن صفات النفاق التي تلبست بھا النظم السياسية وإ� فھي كثيرة

إن تصبك حسنة تسؤھم وإن تصبك مصيبة : (أخذا من قوله عز وجل: ح بالب ء في المؤمنينالفر ٥٠:التوبة)يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وھم فرحون

وإذا أنزلت سورة أن آمنوا با? وجاھدوا مع رسول : (أخذا من قوله عز وجل: القعود عن الجھادلوا ذرنا نكن مع القاعدين، رضوا بأن يكونوا مع الخوالف هللا استئذنك أولوا الطول منھم وقا، وقد اتضح ذلك من اليوم ا'ول الذي أعلن فيه ٨٧-٨٦التوبة)وطبع على قلوبھم فھم � يفقھون

قيام دولة اليھود على أرض فلسطين فھم في انسحاب وھزيمة حتى وصلوا إلى الھرولة للتطبيع .مع اليھود سرا وجھرا

فمالكم في المنافقين فئتين وهللا : (أخذا من قوله عز وجل: يق الصف المؤمنالعمل على تفر ، ٨:النساء)أركسھم بما كسبوا أتريدون أن تھدوا من أضل هللا ومنة يضلل هللا فلن تجد له سبي

وقد عملت ا'نظمة بكل ما أوتيت من طاقة لتفريق صفوف المسلمين والدعاة على وجه .صرية شاھدة على ذلكالخصوص ووثائق ا'من الم

ھذا ما يسره هللا عز وجل من فھم وقراءة في واقع سقوط ا'نظمة السياسية السريع وانغ ق الفھم والعلم والذين � تلبث مسيرتھم حتى تقذف بھم على قارعة الطريق أو على مزبلة التاريخ كما

. طاب للثوار أن يصفوا نھاية حسني مبارك وبن علي وأضرابھم

Page 19: مقالات الثورة والمشروع؟

19

زلزال الثورة العربية والمشروع ا�س�مي

بقلم حسن أحمد الدقي

٢٧/٤/٢٠١١

Page 20: مقالات الثورة والمشروع؟

20

مفردات البحث

� المقدمة: أو

زلزال وثوابت الثورات العربية: ثانيا

اتجاھات الصراع بين المشاريع العالمية واNقليمية: ثالثا

ضرورات المشروع اNس مي: رابعا

المقدمة: أو�

ـقم وناصر المستضعفين من عدم والص ة إن الحمد? تعالى متم النعم ومتوعد الظالمين بالنـ :والس م على رسول العالمين وقائد الغر المحجلين وبعد

فأجدد الحمد ? رب العالمين بما من عز وجل على أمة اNس م من تحول وتغيير وأشكره على فالفضل والمنة له وحده � من إرادة الشعوب و� تيسيره للمستضعفين أن ينطلقوا للتمكين بإذنه،

من قدرتھا ـ نعوذ با? من الخذ�ن ـ فقد لبثت الشعوب العربية دھورا وھي ساقطة تحت وھم سلطان الطغاة وسيطرتھم، فلما أذن الرب تباركت أسماؤه إذا بالمستضعفين ليسوا كما : عنوانه

ال وظھر جيل جديد أبى أن يسير على ما سار عھدوا أنفسھم فتجددت العزائم وتغيرت ا'حوونريد أن نمن على الذين (عليه آباؤه من استكانة وضعف وھذا مصداق قوله عز وجل

استضعفوا ونجعلھم أئمة ونجعلھم الوارثين، ونري فرعون وھامان وجنودھما منھم ما كانوا ـل من الناحية ، و� أظن أني أبالغ إذا قلت أن الثورات العربي٦- ٥:القصص)يحذرون ة لتمثـ

التاريخية في أھميتھا وإسقاطھا نظم التجبر في العالم العربي ما مثلته ھجرة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من خط فارق في تاريخ أمة اNس م وما مثلته من قبل نجاة موسى ومن معه من

.براثن فرعون ونظامه الطاغوتي

'ولى لزلزال الثورة العربية محاولة للوقوف با'خوة وفي ھذا البحث المختصر والقراءة االمھتمين على زوايا أحدد من خ لھا ما أثبتته تلك الزا�زل من حقائق وما أسقطته من أوھام وما يترتب على ذلك من تأثير في ا�جتھاد الكي لHداء اNس مي خاصة في مجال اختزال واختصار

قيق لبقية المشاريع المتصارعة في ساحة العرب مسيرة المشروع اNس مي ومن كشف د .والمسلمين وتأثير ذلك كله على معادلة ا�ستضعاف والتمكين في أمة اNس م وب د المسلمين

مع العلم بأن أھم ما أحدثته الثورات العربية أنھا كسرت آخر ا'طواق من مرحلة ا�ستضعاف سع ا'بواب ورسخت بذلك تفتيت آخر أطواق ودفعت با'مة إلى مقدمات مرحلة التدافع من أو

المرحلة الجبرية من تاريخ أمة اNس م السياسي والتي أخبرنا عنھا رسول هللا صلى هللا عليه تكون : (قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :وسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي هللا عنه قال

إذا شاء أن يرفعھا، ثم تكون خ فة على منھاج ثم يرفعھا هللا النبوة فيكم ما شاء هللا أن تكون،هللا أن تكون، ثم يرفعھا هللا إذا شاء أن يرفعھا، ثم تكون ملكا عاضا فيكون النبوة فتكون ما شاء

Page 21: مقالات الثورة والمشروع؟

21

هللا أن هللا أن يكون، ثم يرفعھا إذا شاء هللا أن يرفعھا، ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء ما شاء، رواه أحمد) ثم سكت إذا شاء أن يرفعھا، ثم تكون خ فة على منھاج النبوة،تكون، ثم يرفعھا هللا

فتوشك أمة اNس م بناء على ھذا أن تغادر مرحلة الحكم الجبري الذي أجبرت عليه من قبل النصارى واليھود حيث لم يجلس حاكم في ب د المسلمين على كرسيه منذ سقوط الخ فة

يھم وبرضاھم، وھي بھذا تقترب وتدخل في مرحلة الخ فة والرشد العثمانية إ� من تحت أيد .بإذن الواحد القھار

وقد ثبت بأن ھذا ا�نتقال في تاريخ المستضعفين وفي معادلة ا�ستضعاف والتمكين � يحدث برغبة كاملة من المستضعفين و� بتخطيط دقيق منھم وإنما يقذف هللا عز وجل بالمستضعفين من

كما أخرجك ربك من بيتك : (مرحلة كما أخبرنا رب العزة بذلك في كتابه العزيزمرحلة إلى بالحق وإن كثيرا من المؤمنين لكارھون، يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت

، وكأي حدث بھذا الثقل وا�تساع والسرعة فإنه ب شك وبقدر ما ٦- ٥:ا'نفال)وھم ينظرونن رجال ا'مة وعلمائھا وأخيارھا فقد ألقى على الساحة قدرا من الرمادية أسعد المخلصين م

ووضع أمام الدعاة ع مة استفھام كبرى حول طبيعة المستقبل القريب والبعيد مما يقتضي سرعة العمل على تحديد ا�تجاھات الرئيسة للتعامل مع المرحلة وتوظيفھا لصالح التغير الكلي وباتجاه

.ب العالمينالتمكين بإذن ر

كما يھدف ھذا البحث إلى ا�طمئنان ا'ولي واختبار مسارات وفرضيات بحث المشروع ) م٢٠٠٤إشارة إلى كتاب م مح المشروع اNس مي للمؤلف والذي خرج للنور عام (اNس مي

وذلك من خ ل الوقوف على الثورات العربية وع قتھا بمسطرة المشروع ففي ھذه الثورات تھا ع قة متينة ومترابطة بحلقات المشروع بل إنھا قد أثبتت من خ ل عدة محاور ـ و? ومعطيا

الحمد ـ دقة ما ذھب إليه المشروع من تركيز على معادلة ا�ستضعاف ونظريات التغيير وتقويم الواقع السياسي في ا'مة والنظام العالمي وخاصة دور النظم السياسية والب ء الذي عم في ا'مة

.بسببھا

زلزال وثوابت الثورات العربية: ثانيا

:ويمكننا أن نستعرض ما زلزلته وما أثبتته الثورات العربية من رؤى ومعطيات في النقاط التالية

عجلت الثورات العربية بكسر أھم وأخطر أطواق مرحلة ا�ستضعاف وھو الطوق النفسي * عدة مناسبات في القرآن الكريم ومنھا ما أخبر وا'وھام العقلية كما عبر بنوإسرائيل عن ذلك فيقالوا ياموسى إن فيھا قوما جبارين وإنا لن : (به الرب تباركت أسماؤه عنھم في قوله عز وجل

، فلما كسرت الثورة العربية ٢٢:المائدة)ندخلھا حتى يخرجوا منھا فإن يخرجوا منھا فإنا داخلونتحرر ومتحمل لبتعات التحرر من قيوده التي عملت ھذا الطوق النفسي فإذا باNنسان المسلم م

ا'نظمة السياسية على نسجھا لعقود، وكذا ما عمل عليه سحرة تلك النظم من خ ل بث ثقافات .ورؤى محددة أبقت المسلمين تحت نيرھم دھرا ليس بالقليل

ظم عجلت الثورات العربية بكسر ثاني وأخطر أطواق مرحلة ا�ستضعاف وھو طوق الن* السياسية وما تحتويه من نظم أمنية وعسكرية وعقائدية وثقافية وھي بذلك ألغت وأنھت ا'ح م

Page 22: مقالات الثورة والمشروع؟

22

الكاذبة التي عشعشت طوي في العقلية المسلمة بامكانية التعامل مع النظم والعيش على الھوامش .التي يمكن أن تمنحھا تلك النظم للحركات اNس مية السياسية

ية أمة اNس م إلى ساحة التدافع بعد مرحلة ا�ستضعاف وھي بذلك دفعت الثورات العرب* ) ليبيا أنموذجا(فتحت الباب واسعا للدخول في ساحات الجھاد سواء ضد النظم السياسية وذيولھا

أو ضد ما يمكن أن يقدم عليه النصارى من توسيع لدائرة الغزو 'راضي المسلمين كما حدث من .قبل في العراق وأفغانستان

وقد ترتب على النقطة التي تلت أمر كبير وھائل وھو حدوث مقدمة لكسر الحدود السياسية * وا'طواق الجغرافية التي ثبتھا المستعمر على ب د المسلمين مما ينذر بتواصل ا'مة ودخول

.ا'جيال المستجدة في مرحلة التدافع دون أن تحول تلك الحدود بينھم وبين نصرة قضاياھم

ت الثورات العربية من قواعد اللعبة الدولية وتصارع المشاريع وا�مبراطوريات العالمية غير* ليس فقط على مستوى العالم العربي واNس مي بل وعلى مستوى العالم أجمع فقد تزلزل المشروع ا'مريكي في المنطقة كما تزلزل المشروع الصھيوني وبطبيعة الحال أصابت

عي الفارسي مما عجل بدخول ھذه المشاريع في مرحلة مباغتة لم تحسب الز�لزل المشروع الشيلھا تلك المشاريع حساب مما يمكـن المسلمين من المشاغلة ثم التعامل الدقيق في مرحلة �حقة مع تلك المشاريع، ولعل من أھم المعاد�ت المائلة التي قامت الثورات العربية بتعديل مي نھا ھو

ة بإرجاع ثقل أھل السنة إلى ساحة التوازنات من خ ل ثورة مصر والثورات تعديل ميزان ا'مالتي تلتھا خاصة بعدما أرھقت المسلمين حسابات النظم السياسية التابعة للنصارى واليھود والتي جعلت الساحة خالية للشيعة يلعبون فيھا لعبتھم المفضلة التي تعتمد على تھويل أعدادھم ودورھم

.ية فلسطين والمسجد ا'قصىوتلبسھم بقض

وأثبتت الثورات العربية أن ا'مة � يمكن سلخھا من دينھا و� يمكن عزلھا عن المعطيات * العقدية لھذا الدين وتاريخ ا'مة المجيد وأنه �بد من خط لنھاية ا�ست ب العقدي والتأثير الفكري

تأثيره بعصا ا'جھزة ا'منية وسوط العلماني الذي عملت النظم السياسية على وضع ا'مة تحت ا'جھزة العسكرية والمؤسسات الثقافية والتسبيح بحمد النظام جمھوريا كان أم ملكيا، وإذا بأجيال ا'مة المستجدة تھتف با? أكبر و� إله إ� هللا وتتطلع لنصرة فلسطين وتتعلق بكل مفردات البناء

.العقدي لھذا الدين العظيم

ت العربية بوصل المنقطع وا'جزاء المبعثرة في المشروع اNس مي سواء في قامت الثورا* بعده العملي أو النظري فبعد أن كانت العراق وأفغانستان وفلسطين جزائر منعزلة إذا بھا

.تتواصل مع مصر وشمال إفريقية وتوشك أن يتم التواصل في أخطر البقاع وھي الشام

*� يمكن بناء مشروع حقيقي على قطع الوھم الوطني ومفرداته أثبتت الثورات العربية بأنه .والتي أجادت النظم السياسية حبس الشعوب فيھا دھورا

أثبتت الثورات العربية بأنه � يمكن للمعنيين من إدارة شؤون ا'مة ومسائلھا الكبرى بدون * ھذه ا'مة وأن التفريط مشروع واحد ورؤية استراتيجية واحدة ينطلق منھا الجميع لبناء مستقبل

Page 23: مقالات الثورة والمشروع؟

23

في ھذه المفردة من مفردات النھضة وعدم العناية به قد أوقع الجميع في ورطة الشتات والرمادية . التي يعيشھا الجميع

أثبتت الثورات العربية بأن مشاريع الحركات اNس مية المفصلة على حدود تنظيماتھا * � تصلح -ـ على ما بذلت في جنب هللا تعالى واجتھادھا في ناحية من نواحي ھذا الدين العظيم

أبدا للتعامل والتعاطي مع المرحلة فض عن ص حيتھا للتعاطي مع المستقبل وأنه مالم تستعجل تلك الحركات بناء رؤية مشتركة تعبر عن ھذه ا'مة العظيمة وتاريخھا المجيد وإ� فالشتات

كون جھة ما وصية على ا'مة بعد اjن ف مكان والضياع في انتظار الجميع، وأنه � يمكن أن تلھا معروفه للعضوضية فض عن الجبرية فمن أراد أن يعبد ربه ويخدم أمته فليفعل دون أن يحمو� سيطرته وأن الذلة بين المؤمنين تبدأ في ا�جتھاد والنظر قبل أن تنزل إلى ميادين التطبيق

.والعمل

فإن : التراكم في البناء والعمل الصالح من كل المجتھدين في ا'مة وأثبتت الثورات العربية أثر* من مضى إلى الجھاد فقد قاد ا'مة إلى ذروة سنامه وأعطى ا'مة القدوة إذ غابت 'زمان خلت، ومن مضى إلى إص ح العقائد والتركيز على الو�ء والبراء فقد أوقف ا'مة على مسار دقيق في

ريق بين التوحيد وأضداده كما أوقفھا على فساد النظم السياسية بما والت عبادة هللا وحده والتف أعداء هللا وأعداء المؤمنين، ومن مضى إلى التعليم الشرعي والتعمق فيه فقد أثبت بأن البناء بأصل و� أساس � قيمة له، ومن مضى إلى البناء ا'خ قي والقيمي فقد اصلح في ا'مة القلوب

وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في ( النھضة والثورات وعليھا عماد، فكان ا�لتصاق ٧:القصص)اليم و� تخافي و� تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين

الجسماني والحنان القلبي من ا'م المستضعفة بوليدھا مقدمة ضرورية لنھضة المستضعفين، .أداء المجتھدين في دائرة واحدة فھي دوائر كثيرة ولكل مجتھد نصيبوعليه ف يمكن حبس

وأثبتت الثورات العربية دقة الرؤية في التركيز على نظريات التغيير التي سادت خ ل العقود * يراجع فصل تقويم نظريات التغيير عند الحركات اNس مية من (الماضية وھي خمس نظريات وأھمية المناقلة فيما بينھا حسب الحاجة ف يمكن اعتماد ) ميكتاب م مح المشروع اNس

نظرية واحدة فقط في إدارة الصراع فبينما عمل الليبيون بنظرية الثورة وساروا في أشواطھا ا'ولى إذا بھم يضطرون ل نتقال إلى نظرية الجھاد والمدافعة المسلحة وھم بحاجة ماسة إلى

مقراطي عاج وھم في واقع ا'مر يطبقون نظرية إدارة وضع نظرية ا'داء السياسي الديا'زمات والتعامل مع ا�نھيارات، ولو أن ا'جيال استلمت ھذه النظريات ضمن ما تم إعدادھا

.عليه من قبل لكان ا'داء أكثر فاعلية وأشد نجاعة

اصطفاف وأثبتت الثورات العربية دقة التوصيف في م مح المشروع وملحقاته فيما يخصص * وتحكم السنن فيھا واستس مھا لثوابتھا ا�ستراتيجية سواء ) اNمبراطوريات(المشاريع ا'ممية

كانت تلك المشاريع قديمة كأمريكا وأوربا أو مستجدة كإيران والھند وأن أمة اNس م ليس لھا من ى تصل في مستقبل إ� أن تدلف بين تلك المشاريع باحثة عن موقع مميز لھا تحت الشمس حت

وقاتلوھم حتى � تكون فتنة ويكون الدين كله ? : ( مسيرتھا إلى ما أمر به رب العزة ھذه ا'مة

Page 24: مقالات الثورة والمشروع؟

24

يراجع بحث التدافع ا'ممي وا�مبراطوري (، ٣٩:ا'نفال)فإن انتھوا فإن هللا بما يعملون بصير .)للمؤلف

في إدارة شؤون الحكم وأثبتت الثورات العربية أن الشورى الملزمة ھي المخرج ا'ساسي * وا'مة وإن سميت بمصطلحاتھا العصرية من ديمقراطية وما أشبه، وھي صفة من صفات الخ فة الراشدة في النظام السياسي اNس مي وفيه أن ا'مة وعلماءھا إذا أجمعوا على موقف

.محدد ف يمكن لرأس النظام السياسي أن يتمسك برأيه المخالف

لعربية أن الحركات اNس مية والمستقلين من علماء ا'مة ورجالھا ھم طوق وأثبتت الثورات ا* النجاة للمجتمعات المسلمة وعليھم المعول Nحداث التغييرات الكبرى وأنھم صمام أمان لمستقبل

.ا'مة � كما روجت النظم ووصمتھم باNرھاب والتطرف

لحزبية في ظل ثوابت ا'مة ركن من أركان وأثبتت الثورات العربية أن التعددية ا�جتھادية وا* نھضتھا وحراكھا العام وأنه ما لم تستوعب الحركات اNس مية ھذا المطلب قبل غيرھا فلن يكون ھناك مستقبل و� تمكين لدين اNس م، فقد أظل ا'مة زمان الخ فة وھي خ فة راشدة ولن

.ن ا�نغ ق الحزبييكون فيھا محل للعصبية وا�نغ ق ا�جتھادي فض ع

وأثبتت الثورات العربية أن النظم السياسية في العالم العربي واNس مي بكل ألوانھا * الجمھورية والملكية � تحمل أي مكون حقيقي للنظم السياسية التي تمثل ا'مم وا'وطان فھي

بھم و� تملك ب جوھر و� سلطان حقيقي مستقل وھي � تفھم شعوبھا و� مطال) نظام(مسمى أن تستجيب لتلك المطالب 'نھا � تملك القدرة على ذلك فھي كالماكنة التي ركبت لتسير في

ولكن (اتجاه واحد فقط حتى تتحطم وفي ھذا آية من آيات هللا عز وجل الذي أخبر عنھم أنھم المنافقين � ولكن( ، ثم أخبر عنھم في اjية التي تلي بأنھم ٧:المنافقون)المنافقين � يفقھون

.٨:المنافقون)يعلمون

وأثبتت الثورات العربية أن هللا عز وجل إذا أذن بالتغيير ف شيء يحول بين ذلك وحدوثه، بل * إن ما كان يعرف بأنه أساس قيام وتأمين النظم السياسية وھي أجھزة ا'من والعسكر باتت السبب

ود تلك النظم، ومن عجيب ما صنع رب الرئيسي في ثورة الشعوب ورفض الخنوع لفساد وقيالعالمين بالنظم السياسية أن أخرج من صميم نظامھا التعليمي المغلق لصالح تلك النظم فتية تحرروا من أسرھا وقادوا عملية التغيير كما قادھا من قبل الفتى القرشي صلى هللا عليه وسلم

شب عن الطوق إذا بمصير فرعون وقبله موسى عليه الس م لما تقلب في أحضان فرعون فلما .يتقرر على يده بإذن جبار السموات وا'رض

Page 25: مقالات الثورة والمشروع؟

25

اتجاھات الصراع بين المشاريع العالمية واCقليمية : ثالثا

إن الذي فعلته الثورات العربية باتجاھات الصراع بين المشاريع العالمية ھو أنھا سرعت بحركة اريع إلى ساحة واضحة بعد الخفاء أو شبه ذلك الصراع وعجلت بكشف المستور ودفعت بالمش

الخفاء الذي استمر لعقد التسعينيات من القرن العشرين والعقد ا'ول من ا'لفية الثالثة وإن شئت قلت العقدين الماضيين من القرن الخامس عشر الھجري، فالمشاريع ا'ممية محكومة بسنن

ع بحث التدافع ا'ممي وا�مبراطوري يراج(وقوانين التدافع وفق عقائد وتاريخ تلك ا'مم ، وعليه فما يھمنا في ھذا البحث أن نركز على استشفاف طبيعة الصراع في المرحلة )للمؤلف

الحالية وما يتوجب استيعابه من متغيرات في ا'داء الكلي 'مة اNس م وخاصة لدى علمائھا .وقادتھا

د المشروع ا'مريكي وا'وربي وسوف يكون استعراض ھذه الوحدة من خ ل التوقف عنوعند المشروع الشيعي ) المشروع اليھودي مشمول إلى حد بعيد في المشروعين(وخياراتھما

. الفارسي وخياراته

خيارات المشروع اGمريكي واGوروبي

في التعامل مع معطيات الثورات العربية

من سيطرة الغرب الھاجس سيبقى الخوف من أي نھضة شاملة ومرتقبة بين العرب وخروجھم* ا'ساسي لدى أمريكا وأوروبا ومجمل ھذا الھاجس سوف يرتكز على خطورة حدوث استق ل

.حقيقي في أنظمة الحكم في العالم العربي وسقوط تلك ا'نظمة بيد اNس ميين

ويستتبع ھذا ا'مر ھو الخوف من خروج السيطرة على منابع النفط وثروات المنطقة من يد * .ريكا وحليفتھا أوروبا واثر ذلك على التوازنات الدوليةأم

مھما اختلفت أمريكا وأوربا على تفاصيل التعامل مع الثورات العربية وتوابعھا فإنھا لن * تختلف على الكليات فسوف تبقى أمريكا في طور الصدارة في إدارة ا'زمة وستبقى مظلة حلف

لكن قد تكلف أوروبا بإدارة ا'زمة في شمال إفريقية ا'طلسي الناتو أساسا في التصدي لHزمة .مع بقاء مصر والمشرق العربي أرضا أمريكية خالصة

سيبقى المشروع الصھيوني اليھودي في قلب المشروع الغربي النصراني بفرعيه ا'مريكي * ما وا'وروبي ولن تقبل أمريكا من أي نظم قادمة إ� أن تلتزم بأمن المشروع الصھيوني، ك

في قلب تلك ا�ستراتيجية مما يجعل النظم ) إقرأ الجھاد(ستبقى استراتيجية محاربة اNرھاب القادمة تحجل على رجل واحدة في تعاملھا مع الشعوب ومع العصا ا'مريكية الغليظة فھل

سيقبل اNس ميون خدمة ھذه ا�ستراتيجية؟

لواقع وترك ا'نظمة لمصيرھا المحتوم تعمل أمريكا باستراتيجية ا�ستدراك وا�عتراف با* ولكن بوضع استراتيجية استدراكية تعمل على إيجاد نظم سياسية تعمل لصالح أمريكا وتقبل

Page 26: مقالات الثورة والمشروع؟

26

بمظلتھا الدولية والخيارات لدى أمريكا في ھذه ا�ستراتيجية مفتوحة على مصراعيھا وأخطر ما معتدلين في التجمعات اNس مية في ا'مر ھو قبول أمريكا بتبادل المصالح مع من يسمون بال

والذين يرضون بالتعاون مع أمريكا ومن ثم است م الحكم من تحت يدھا كما فعلت بريطانيا .بالمشروع القومي من قبل قرن من الزمان

مسكت أمريكا العصا من الوسط فيما يخص تعاملھا مع الثورات العربية فھي تحاول أن تبقي * المستطاع إلى آخر رمق بينما تشن عليھم حملة دعائية في الظاھر الطواغيت في أمكنتھم قدر

وإن سقط ادعت ھرولتھا في ) علي صالح أنموذجا(فإذا تمكن الطاغية أن يثبت فبھا ونعمت ركاب الثورات العربية بل وحتى القذافي وأبنائه على ما سفكوا من الدماء تخضعه أمريكا لھذه

.المعادلة

با التماھي مع الثورات العربية والتفضل عليھا بالدعم المعنوي بل محاولة أمريكا وأور* والعسكري أيضا وذلك تيسيرا لسقوطھا في براثن السيطرة الغربية مجددا كما تلوثت ما سمي بالثورة العربية زورا وبھتانا بالمصالح النصرانية واليھودية إبان الحرب العالمية الثانية ،

سكري والقرار ا'ممي كمخدر للثورات العربية حتى تتدبر أمرھا وتستخدم أمريكا الدعم العوتحكم سيطرتھا وتطمئن إلى القادمين الجدد للحكم في العالمة العربي فإذا أبدى ھؤ�ء القادمين تمنعا ما أوغلت أمريكا بصمتھا أو بترك الطواغيت يؤدون المھمة بد� عنھا إلى أن تلين

.الون الذي � يشك في و�ئھمعريكتھم ويفرز من خ لھم المو

مع الثورات العربية ) ظاھريا(تلعب أمريكا وأوربا دورا قذرا بتدشين المشاركة العسكرية * فھي في الحقيقة تضع ثقلھا العسكري على ا'رض استباقا وتموضعا فإذا سارت رياح الثورات

يبة Nم ءاتھا فبھا ونعمت بما تشتھي وھو بالتحديد تجديد الحكومات الموالية للنصارى والمستجوإن لم تھب الرياح في ھذا ا�تجاه فھي تملك على ا'رض تموضعا يسمح لھا بالتحرك في كل

.ا�تجاھات

وفي ظل ا�نكسار المالي الذي تواجھه أمريكا نتيجة لسقوطھا في العراق وأفغانستان فإنھا لن * كريا كما فعلت من قبل مما سوف يضطرھا تتمكن من النزول إلى الميادين المختلفة Nدارتھا عس

للتعاون مع مسطرة واسعة من الراغبين بل وحتى الحروب التي سوف تضطر لھا فإنھا ستكلف .بھا مقاولين من الباطن كما ھو متوقع أن تفعل في الخليج

سوف يلعب المشروع اليھودي في المنطقة دورا فاع بدفع دوران رحى الحرب ضد * ي الفارسي باعتباره المھدد ا'خطر للمشروع اليھودي خاصة في ظل سعي المشروع الشيع

إيران �مت ك الس ح النووي مما سيحد من خيارات أمريكا وأوربا من امكانية تجنبھما لھذا .النوع من الصدام

تستخدم أمريكا الفزاعة اNيرانية وتوابعھا في المنطقة كنظام الحكم العراقي ونظام الحكم * ري وحزب هللا اللبناني وجماعة الحوثيين في اليمن Nعادة إدخال العرب في بيت الطاعة السو

ا'مريكي وNسقاط المشروع الشيعي الفارسي من عليائه النووية إلى قوة إقليمية متعاونة مع :أمريكا وھي بذلك تصيد عدة غربان بحجر واحد، وتعتمد ھذه ا�ستراتيجية على ما يلي

Page 27: مقالات الثورة والمشروع؟

27

ما تبقى من النظم السياسية بدعوى دورھا الھام والخطير في مواجھة المشروع الحفاظ على - ١الشيعي خاصة نظم مجلس التعاون الخليجي والنظام ا'ردني مع استعداد تلك النظم للذھاب في الشوط إلى آخره وذلك ھربا من استحقاق الثورات والقبول بمواجھة المشروع الشيعي ظنا منھم

.ر وھو ما سوف يعجل بسقوطھم وهللا أعلمأنه ا'ھون وا'يس

اعتبار أمريكا واوربا الصراع في سوريا أھم أحجار الزاوية في المشروع الشيعي وبالتالي - ٢التركيز عليه Nخراج أھم ا'وراق من يد ا�مبراطور الشيعي وفي ھذا الصدد قد يزداد التعاون

شترك وقد نرى أمامنا مشروعا شبيھا مع ألوان الطيف المعارض السوري لتحقيق الھدف المبالمشروع السياسي ا'مريكي إبان سقوط بغداد تحت الحذاء العسكري ا'مريكي وھناك مرشحون كثر لھذا السقوط كما حدث في العراق بل قد تكون سوريا مقبلة على تشظيھا إلى

.دوي ت كردية وعلوية وسنية عربية

والمشاغلة بحيث كلما احتاج الطرف ا'مريكي أو إبقاء العراق تحت نوع من التوازن - ٣الطرف الشيعي إلى الضغط على بعضھما في الصراع الكلي رجعا إلى العراق لممارسة ھذا الضغط ولكن مع ما يبديه شيعة العراق من محاولة إبقاء الدولة تحت أيديھم وتمسكھم بھا فإن

مراء يلتزم بھا الجانب ا'مريكي انفراط العقد غير وارد في ھذه المرحلة فھناك خطوط حواNيراني والشيعي العراقي في إدارة العراق إ� إذا ھبت رياح الثورة على العراق فعندھا

.سيبطل سحر ا'مريكان وإيران على السواء

قد تدفع أمريكا باتجاه حروب مفرقة وعلى عدة جبھات ضد المشروع الشيعي وقد تشتعل ھذه - ٤ا أو داخلھا وفي لبنان وقد تندلع حربا شاملة في الخليج تمتد جبھتھا من الحرب في أطراف سوري

مضيق ھرمز شما� إلى الكويت جنوبا، ومن المعطيات التي تؤكد قرب حدوث ھذه الحرب في التعامل مع الملف البحريني وكذا ) على غير عادتھا(الحزم الذي أبدته دول التعاون الخليجي

.م النصيري في سوريا إلى آخر ا'شواطإصرار إيران على دعم الحك

خيارات المشروع الشيعي الفارسي

تحكم المشروع الشيعي رؤاه العقائدية التي أعادت إنتاجه كما أنتجت تلك العقائد في ذاكرة * التاريخ من قبل الدولة العبيدية والدولة الفاطمية والدولة البويھية والدولة الصفوية وما أمر إيران

بعيد وعليه ف يؤمل أن تتمكن إيران من عبور عقدة العقائد والتاريخ وإن تمنى بعض عنھا ب .الناس غير ذلك

ارتبط قيام الدول الشيعية بمرحلة ضعف أمة اNس م وھجوم الكفار عليھا بل وتعاون الشيعة * التاريخي دائما مع أعدائھا كما فعلت إيران الحديثة عند سقوط افغانستان والعراق، وإن الدرس

ا'ھم في ذلك ھو استحالة تغلب أمة اNس م على أعدائھا ا�ستراتيجيين ـ وھم ھنا اليھود والنصارى ـ دون أن تسقط قبل ذلك دول البدعة كما سقطت الدولة الفاطمية على يد ص ح الدين

.قبل سقوط الصليبيين

Page 28: مقالات الثورة والمشروع؟

28

صراني وتوابعھم من اليھود � يمكن بأي حال من ا'حوال اعتبار ما يحدث بين الغرب الن* وبين إيران مجرد لعبة دولية ومؤامرة أممية ـ مع قابلية إيران لذلك ـ ولكن ا'مر الذي تحكم في

وھوھنا قوة (الموقف الكلي ھو محاولة إيران لتجاوز السقف المسموح لھا به نصرانيا ويھوديا مر في مرحلة من صراع كسر ووصولھا إلى التعملق النووي فقد أدخل ا') إقليمية متعاونة

العظم والذي � يمكن التفاھم عليه بأي حال من ا'حوال مع العلم بأن الصراع قد أخذ مسارات باردة نسبيا تجنبا للمسارات الصدامية الشاملة لكن تلك المسارات لم تفلح في تبريد الموقف الكلي

.عبر المحافظين دون جدوىو� ننسى محاولة أمريكا إسقاط النظام اNيراني من الداخل

في ظل تمزق المشروع الشيعي ودخوله في مرحلة عدم التوازن خاصة على ساحته الداخلية * وصراع المصالح ومراكز ) المحافظون واNص حيون(من خ ل صراع ا�تجاھات الرئيسة فيه

الخارجية خاصة القوى في المحافظين أنفسھم وفي ظل التحديات الھائلة التي يواجھھا في الساحةفي ع قته با'مة المسلمة وا�ختبار ا'خير له في الشام فإنه من المرجح أن تدفع مراكز القوى في المحافظين باتجاه الحرب الخارجية حفاظا بظنھم على النظام وقد يخوض المشروع الشيعي

.حربين في آن واحد على ضفاف الخليج وا'خرى على ساحة الشام

شروع الشيعي في الكشف عن وجھه البشع إلى مرحلة متقدمة وذلك من خ ل لقد وصل الم* دوره في العراق ودوره في لبنان ودوره في اليمن ودوره في البحرين ومن خ ل فضائياته فلم يترك عورة من عوراته العقائدية إ� وأظھرھا قو� وعم ولم يعد له من أمل باستظ له

تضح مع مرور الوقت أن ذلك لم يكن سوى دعاية سمجة وأن بفلسطين والدفاع عنھا حيث اأصل المشروع ھو مشروع شيعي قابل للتفاھم مع اليھود والنصارى في المسارات ا�ستراتيجية غير أنه تقاطع مع مشاريع اليھود والنصارى في المنطقة تقاطعا � يمكن التفاھم عليه فھذه

ي ا'مريكي فكأننا أمام نفس الموقف الذي شھدته منطقة أمريكية بحتة بالمفھوم ا�مبراطورجزيرة العرب يوم التقٮت فارس والروم فكانت اNدالة على الروم لفارس ثم للروم على فارس

ألم، غلبت الروم، في أدنى ا'رض وھم من بعد : (في المرة الثانية كما أنبأنا بذلك العليم الخبيرمن قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون، بنصر هللا غلبھم سيغلبون، في بضع سنين ? ا'مر

٥- ١:الروم)ينصر من يشاء وھو العزيزالرحيم

وبعد ا�ختبار الكبير للمشروع الشيعي في العراق وسقوطه الذريع فيه فھاھو ا�ختبار ا'خير * بل للمشروع الشيعي والذي سيكون في سوريا بل إن أمارات ذلك ا�ختبار قد بدأت فمن المرجح

من المحتم وقوف إيران الجعفرية مع نظام الحكم النصيري في سوريا ـ الذي يكفره الجعفرية أص ـ ضد أھل السنة والشعب السوري فيھا وسيصل استعدادھم لحمايته وحماية نفوذھم في سوريا إرسال المقاتلين لكي يقمعوا أھلنا ھناك كما قمعوھم في العراق وغيرھا، مع العلم بأن

م � تقبل القسمة على اثنين فما ھي خطوط ا�ستراتيجية التي سوف يلتزم بھا رجال ا'مة الشا في التعامل مع ھذا التطور؟

يتوقع في ظل التوازنات الدولية أن تلجأ المشاريع الدولية المنافسة 'مريكا وأوربا إلى * لسقوط المشروع ا�قتراب من المشروع الشيعي ودعمه رغبة في استعماله كمستنقع نھائي

Page 29: مقالات الثورة والمشروع؟

29

ا'مريكي العالمي وسوف يترتب على ھذا عدة أمور منھا السقوط النھائي لما يسمى با'مم .المتحدة وانفراط عقدھا النھائي ومنھا تيسير وصول الس ح للشيعة من قبل الروس والصين

ضرورات المشروع اCس�مي: رابعا

ع اNس مي في ظل زلزال الثورات وحتى يتسنى لنا الوقوف الدقيق على ضرورات المشروالعربية فإننا لن نتمكن من ذلك إ� أن نتعرف أو� على مسطرة المشروع اNس مي والتي نتجت

تلك التي أخذت في الحسبان دراسة تاريخ ا'داء اNس مي ) استراتيجية(عن رؤية بعيدة المدى م مرورا بالمحطات الكبرى ١٩٢٤المعاصر منذ نشأته إبان سقوط الخ فة العثمانية عام

ا'ساسية كنشوء دولة الكيان اليھودي ونشوء النظم السياسية التي حكمت ا'مة منذ ذلك الوقت ) جامعة الدول العربية(وخضوع العالم لنظام الحرب الباردة ونشوء النظام العربي اNقليمي

ك وتحلل النظام م وبدء تفك١٩٦٧بتأسيس وإشراف بريطاني وصو� إلى سقوط القدس عام م ١٩٨٢م بحرب لبنان وصو� إلى سقوط بيروت تحت اليھود عام ١٩٧٥السياسي العربي عام

والحرب العراقية اNيرانية والحرب ا'فغانية الروسية ثم تأثر الساحة العربية المباشر بالتحو�ت فيتي عام م وسقوط ا�تحاد السو١٩٩٠في النظام الدولي وغزو النظام البعثي للكويت عام

م ونشوء النظام الدولي الجديد الموسوم بنظام القطب الواحد ومحاولة ا'مريكان إجراء ١٩٩٠تتغييرات جذرية في النظام اNقليمي في الشرق ا'وسط ودفع العرب نحو الصلح مع اليھود

م ثم سقوط كابل تحت ٢٠٠١سبتمبر عام ١١خ ل تسعينيات القرن العشرين إلى حادثة م وتداعيات تحو�ت العقد ا'ول ٢٠٠٣م وسقوط بغداد تحتھم أيضا عام ٢٠٠١ن عام ا'مريكا

.من ا'لفية الثالثة إلى وقتنا ھذا

وأعني بمسطرة المشروع اNس مي تلك التي تتكون من رصد التاريخ وا'حداث ثم تفسير تلك يجية التي تركھا لنا التحو�ت والتغيرات بناء على قواعد اNس م الكلية واNشارات ا�سترات

رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ودراسة ا'داء التطبيقي للجماعات اNس مية وبقية فرقاء ا'مة تجاه مرحلة ا�نحطاط العامة والتعامل معھا ومقارنة جميع العوامل ا'ساسية المشاركة في

مي بكل أطيافه صناعة تاريخ ا'مة المعاصر وفق رؤية إس مية تلم شعث ا'داء اNسوتستشرف المستقبل وصو� للتمكين لدين هللا عز وجل في ا'رض وتضع المنھجية وا�ستراتيجيات ا'ساسية Nحداث التغيرات المطلوبة وعليه فھي مسطرة تمكننا ضمن مسارات

.اخرى من قياس التحو�ت العالمية واNقليمية نسبة إلى رؤية المشروع اNس مي العالمي

بديھي أن نقول بأن مجال البحث � يتسع �ستعراض مسطرة المشروع اNس مي وإ� ومن ال .لضاع ھدف البحث في ثنايا ذلك ا�ستعراض الطويل فيرجع إليه في مضانه

Page 30: مقالات الثورة والمشروع؟

30

وفي النقاط التالية سوف أستعرض ما يفتح هللا عز وجل به علي من نقاط تمثل ضرورات .العربية المشروع اNس مي في ظل ز�زل الثورة

إن أول الضرورات لتقترن بأھمية ا�قتراب واNلتقاء من قبل علماء ا'مة ورجا�تھا على - ١رؤية محددة في ساحة ا�جتھاد حول طبيعة نظام الحكم في اNس م وتخليص ھذه الساحة مما لحق بھا من غموض وإھمال وطمس للحقائق وصو� إلى صفات الحكم الراشد وضرورة دفع

ة �ستكمال إسقاط أركان الحكم الجبري والذي أفسد علٮھا كل ساحاتھا الدعوية والسياسية ا'موالجھادية وحتى تتمكن ا'مة من عبور المرحلة الجبرية بأقل الخسائر، والواجب في سعي الدعاة للوصول إلى بيان مبادئ اNس م في منھج الحكم والسياسة أن ينظروا فيمن فتح هللا عليه

ق اjخرين في ھذا الباب الدقيق من العلم فإذا توافقوا على اجتھاد سابق وموافق للحق وسب ولمتطلبات المسلمين في ھذه المرحلة الدقيقة فقد وجب عليھم التظافر لنصرته وإشاعته وزيادة د خدمته ثم ا�لتقاء حوله والدعوة إليه حتى تثوب ا'مة إلى مساراته والعمل به، مع العلم بأنه ق

اجتھد كثير من الدعاة في تبيان ھذا الجانب من المنھج اNس مي وأزعم أن ما وفق إليه الشيخ حاكم المطيري من كتابات واجتھاد في ھذه الساحة ليضع للمسلمين أرضية صلبة يمكن البناء فة عليھا والدعوة إليھا خاصة في ظل موافقة كثير من علماء وقيادات الجماعات اNس مية المختل

.على أغلب ما ذھب إليه الشيخ حاكم من اجتھاد ورؤية

ويستتبع المسألة ا'ولى ضرورة أخرى مرتبطة بھا وھي أن مجرد ا�جتھاد ب خطة - ٢وتصور عام دقيق � يمكن أن يؤدي إلى دفع المشروع اNس مي صعدا في حلقاته المتتابعة مما

من الجيل القديم والجيل المستجد عن يقتضي أن يبحث الناس والقادة على وجه الخصوصمشروع عالمي أو م مح ذلك المشروع على أقل تقدير بحيث تقوم خارطة ھذا المشروع بوضع اللبنات ا'ساسية باستواء واتزان بجانب بعضھا البعض وأقصد بذلك لبنات الشعوب المسلمة

الفكرية جنبا إلى جنب في بناء وا'قاليم وا'وطان وكذا لبنات الجماعات اNس مية والتجمعات فريد ومحكم يستھدف ضم الطاقات وشد ا'عضاد لتحقيق ا'ھداف الكبرى، كما يجيب ھذا المشروع على تحديات بقية المشاريع في العالم ويحدد مسارات النھضة الرئيسة حتى تتلقفھا

ة في مسارات التدافع ا'جيال الجديدة وتسير وفق رؤيتھا وبالجملة يقود المشروع ا'مة المسلموصو� إلى قمم التمكين، ويكون ذلك إما بالبحث عن نواة مشروع صالحة للببناء عليھا أو التنادي لوضع مشروع جديد يتناسب وعظمة ھذا الدين والساحات التي تشغلھا أمة اNس م في

.الجغرافيا والتاريخ

مي المعاصر وھي ثغرة القيادة ضرورة الدفع باتجاه سد أخطر الثغرات في ا'داء اNس - ٣والمرجعية الموحدة وفق حلقات أفقية ورأسية تلك التي تغطي الجغرافيا وكذا العمق ا�جتھادي المعاصر فتلتقي وتتقاطع حتى يأذن هللا عز وجل بمي د ما تطلع له المسلمون لعقود من الزمان

ط بوصلة ا'داء اNس مي العالمي ولن من القيادة الرشيدة والتي يتوجب عليھا القيام بمھمة ضبيتأتـى ذلك إ� بالحوارات الموسعة والمؤتمرات والتشاور الموسع وعبر عدة آليات انتقالية

يمكن الرجوع لمفردة م مح .(تفضي إلى اقتراب من ھذا الھدف ا'سمى في المشروع اNس مي )القيادة والمرجعية في كتاب م مح المشروع اNس مي

Page 31: مقالات الثورة والمشروع؟

31

ضرورة دراسة المرحلة الرمادية التي دخلتھا ا'مة بناء على زلزال الثورات العربية - ٤ومحاولة توصيف م مح ومستلزمات ھذه المرحلة ومتطلباتھا ا'ساسية حتى � تضيع الجھود وا'وقات في فھم وتوصيف طبيعتھا وحتى � تكون المشاريع المنافسة ا'خرى أقدر على

فيھا من تداخل واخت ط خاصة المشروع ا'مريكي والمشروع اليھودي استثمار المرحلة وماوالمشروع الشيعي الذي اتضحت أبعاده وتناقضه مع مشروع ا'مة من خ ل سقوطه في مستنقع العراق وأفغانستان من قبل ومستنقع سوريا حاليا وبناء على اصطراع المشاريع ا'ممية على

ة واسعة من ا�جتھاد للتعامل مع ھذه المرحلة وما يسع أرض اNس م وضرورة اعتماد مسطرأھل كل ناحية من دفع العدو ا'قرب فا'قرب وما ينبغي أن تجتمع عليه كل الطاقات والجھود

.وتواجھه من أزمات مشتركة وعدو عالمي

ضرورة العمل على إعادة صياغة وبناء المنھج التربوي واNعدادي لبناء أجيال ا'مة والذي - ٥

يھدف إلى إزالة التناقضات التي صنعتھا إغ قات ا�جتھادات المختلفة في الجماعات اNس مية خ ل العقود الماضية وما ميز تلك المرحلة من رؤية جزئية وداخلية لتلك الجماعات والتي أدت

كون بدورھا إلى مخرجات متناقضة من الناحية التربوية والعلمية ـ حاشا المنھج اNس مي أن يمتناقضا ـ وأقصد بذلك تناقض مناھج اNعداد والتربية ما بين اNخوان المسلمين والسلفية بألوانھا وبين ما عرف مؤخرا بالسلفية الجھادية وكذا الجماعات الصوفية وغيرھا من الجماعات، فإنه

ل صفاء إن لم تتمكن قيادات ا'مة من العلماء والمجتھدين من طرح المنھج الشامل الذي يمثاNس م الروحي ودقته العلمية وقوته الجھادية فلن تتمكن ا'مة من عبور ھذه المرحلة بس م

.وجمع للشمل وصو� إلى المرحلة التي تليھا

ضرورة وضع مبدأ التعددية وفق ثوابت ا'مة العقدية وخياراتھا ا�جتھادية موضع اNيمان - ٦وذلك بكل ألوانھا من تعددية سياسية وتعددية دعوية والتنفيذ العملي في ا'داء الكلي لHمة

وتعددية جھادية وتعددية فكرية ونزع العصبية من كل مواقعھا حتى يتوافق ذلك مع مرحلة الخ فة القادمة 'نھا خ فة راشدة تنبذ العصبية إ� بنزع التصادم منھا واستبدال المنافسة في

، وفي سبيل الوصول إلى ٢٦:المطففين)المتنافسون ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس: (الخير بهتحقيق ھذا المبدأ من مبادئ ا'داء السياسي في المنھج اNس مي وتحقيق الرشد ينبغي على قيادات الحركات والجماعات اNس مية أن تخفف كثيرا من القناعات التي سادت بينھا في

في ا'مة حتى بلغ ا'مر حدا منع أدنى مستويات الفترات السابقة بأنھا لھا وحدھا القياد والمستقبل .التفاھم والتعاون بينھا فض عن ا�جتماع على ا'ھداف الموحدة

ضرورة تخليص ا'داء اNس مي ووحداته والجماعات المكونة له مما لحق به من اصفاف - ٧وع الشيعي أو فكري أو التحاق عملي بمشاريع اjخرين سواء كان المشروع ا'مريكي أو المشر

المشاريع الملتحقة بھا بالضرورة وھي التي عرفت بالمشاريع الوطنية، كالمشروع الوطني في العراق في ظل ا�حت ل ا'مريكي، ولعل أولى المواقع حاجة للتخلص من ھذا ا�لتحاق لخطورة

قبل أن تغرق ذلك ا�لتحاق موقع الجھاد والمقاومة في فلسطين وضرورة القفز من سفينة الشيعة .وقبل أن يكلف ھذا ا�لتحاق ا'مة غاليا

Page 32: مقالات الثورة والمشروع؟

32

ضرورة التقاء قيادات ا'مة وعلمائھا وبشكل عاجل لدراسة واعتماد ا�جتھاد الذي يتصدى - ٨للمستجدات والتحو�ت في اتجاه الصراع العالمي واNقليمي والذي ليس له من ساحة غير جزيرة

ع علماء ا'مة الخيارات ا�ساسية ل ستجابة العرب والشام على وجه الخصوص، بحيث يضالذي تفرضه تلك التحو�ت على المسلمين، ولنا في ما أخبر به النبي صلى هللا عليه وسلم في الصحيح من أبواب الفتن م ذا ورؤية ذلك أن تسارع ا'حداث والتغيرات فيما عاد يعرف

الخصوص دخو� غير متزن و� بالشرق ا'وسط قد تفرض على المسلمين والعرب على وجه مؤصل له في تلك الصراعات وا�ستقطاب الحاد الذي سوف يصاحبھا، وإذا كانت ا'وضاع السياسية السابقة في ب د العرب قد ألقت بشيء من الوھم والوھن للتعامل مع المستجدات عند

ه الھبـة العلمية علماء المسلمين فإن ز�زل الثورات العربية وما يليھا من أحداث لتوجب ھذا�جتھادية قبل أن يعم الطوفان و� يسمع الناس 'حد و� ينتھون لراية واحدة و� لمنارة سامقة، وإن مقتضيات ھذه الضرورة أن ينتھي المسلمون والعرب على وجه الخصوص عما عاشوا

اNقليمي أو عليه سنين طوال من أمل فيما يسمى بالنظم السياسية التي تحكمھم أو في النظام النظام الدولي وأن يستبدلوا كل ذلك بنواة نظام إس مي جامع ومرجعية خالصة تجمع شتاتھم

.وتوحد صفھم

وهللا يقول الحق وھو يھدي السبيل،،،

Page 33: مقالات الثورة والمشروع؟

33

عرش بلقيس بين ا�ست�ب والتمكين )رؤية استراتيجية مقترحة(

حسن أحمد الدقي/ بقلم

١/٦/٢٠١١

مفردات البحث

� المقدمة : أو

قائمة بالمخاطر ا�ستراتيجية الملحة: ثانيا

قائمة بمفردات المصلحة العليا لليمن: ثالثا

م مح ا�ستراتيجية المقترحة Nرساء الثورة على بر ا'مان: رابعا

Page 34: مقالات الثورة والمشروع؟

34

المقدمة : أو�

من إن الحمد? تعالى والص ة والس م على رسول الھدى محمد بن عبدهللا وعلى آله وصحبه و :وا�ه إلى يوم الدين وبعد

فھذه خطوط عريضة في استراتيجية مقترحة أتقدم بھا بين يدي قادة الثورة اليمنية المظفرة من الشيب والشباب كاستشارة بل كواجب في إطار النصح 'ولئك القادة الكرام حيث لم تعد

م شؤون ا'مة وأخطرھا التطورات � في اليمن و� في غيرھا شأنا داخليا بحتا بل ھو من أعظخاصة في ظل وحدة العوامل المحركة للثورات العربية في الداخل والخارج ومن أھم ھذه العوامل عنت وانغ ق ا'داء في النظم السياسية في جانب والھجمة ا'مريكية ا'وروبية لتحريك

مثله اليمن من أھمية الثورات باتجاه مصالحھما من جانب آخر، فكيف إذا أضفنا لتلك ا'ھمية ما ياستراتيجية في أمن جزيرة العرب وأقصد به ا'من الذي ينتمي لثوابت ا'مة ـ � أمن النظام

الذين آمنوا ولم : (الدولي وتوابعه النخرة ـ كما قال هللا عز وجل على لسان إبراھيم عليه الس م ٨٢:ا'نعام)يلبسوا إيمانھم بظلم أولئك لھم ا'من وھم مھتدون

:ي ھذه المقدمة أنبه المعنيين من ا'خوة الكرام إلى ث ث مسائل ھامةوف

فھي اليقين الذي � يتزعزع أن النظام ساقط � محالة فھذا أوان سقوط جميع : أما المسألة ا'ولى) بالملك الجبري(ا'نظمة السياسية التي جاء وصفھا في حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم

ن اليمان في المسند، وكما تشابھت ھذه النظم في عوامل تشكلھا وعوامل من حديث حذيفة باستمرارھا من تدخل مباشر للنصارى في تأسيسھا ومن و�ء كامل لھم ومن ھيمنة وطاغوتية مستشرية فسوف تتشابه أيضا في عوامل سقوطھا وتخلص أھلھا منھا بعد أن صبروا طوي

ولى من ھذا السقوط قد مضت بتزعزع وانتكاس كل من عليھا، وفي اعتقادي بأن الحلقة ا'تونس ومصر ودخلت ا'مة اjن إلى الحلقة الثانية وھي حلقة اليمن وليبيا وسوريا وفي قائمة ا�نتظار الحلقة الثالثة وتشمل كل من السعودية والمغرب والجزائر وأما بقية ا'نظمة ھامشية

لجميع متعلق بھؤ�ء الكبار حجما واستراتيجية فإذا كانت أم مركزية كالسودان وا'ردن فأمر اسقطوا سقط اjخرون على ھامشھم، ھذا فيما يخص العالم العربي وأما العالم اNس مي فنظمه

وهللا . (السياسية على الطريق أيضا من إندونيسيا إلى السنغال ريثما ينتھي العرب من مھمتھم ٢١:يوسف)نغالب على أمره ولكن أكثر الناس � يعلمو

أن تأخر سقوط نظام علي عبدهللا صالح فيه خير كثير 'ھل اليمن : المسألة الثانية في ھذه المقدمةوذلك لحاجة أھل اليمن إلى الوحدة وا�نصھار الحقيقي والشعور بوحدة المصير ووحدة الخطر

ذ ھذه العملية وقتھا والتھديد وقد أدى النظام دوره في ھذا المجال بشكل ممتاز، وكان � بد أن تأخال زم خاصة وأن اليمن يعاني من تفرق وشتات بين أھله على المذاھب والقبائل والمناطق وا�جتھادات اNس مية المعاصرة أو ما يسمى بالجماعات اNس مية فكان � بد من فترة لصھر

لة الفتح أو سقوط ھذه المكونات تمھيدا للمرحلة التي تلي فلو أن الناس دخلوا سريعا إلى مرحالنظام �ستيقظت النعرات فيما بينھم وانطبق عليھم ما يردده الناس من أن الثورات تأكل أبناءھا، فما يكون من تأخير فھو خير ظاھره الشر والتعب وباطنه الرحمة والعقبى الحسنة، فينبغي على

.كان مفعو�العق ء أن يلعبوا دورھم في التطمين والتثبيت حتى يقضي هللا أمرا

Page 35: مقالات الثورة والمشروع؟

35

أن الخطر ا�ستراتيجي والذي سوف يستمر لفترة طويلة على اليمن وأھله : المسألة الثالثة) النصراني اليھودي(ونظامه السياسي الوليد بعد سقوط علي صالح ليتمثل في النظام الدولي

ى وتوابعه من النظم اNقليمية وخاصة نظام الخليج حيث تنصرف استراتيجية ھذا النظام إلالتركيز على مرحلة ما بعد صالح وتحريك الشؤون باتجاه التدخل في صناعة النظام الجديد القادم الموالي لھم، وعليه فإنه كلما استھلك قادة الثورة وقتا في وضع أسس ما بعد صالح كلما تمكنوا من ا�ستق ل الحقيقي والتصرف في شؤونھم الداخلية في المرحلة التالية بعيدا عن

.يدي العابثة الخارجيةا'

قائمة بالمخاطر ا�ستراتيجية الملحة: ثانيا

وھي وقفة مھمة حتى � تضيع ھذه القائمة في خضم تفاصيل الصراع وينشغل الناس مع مرور الوقت بمعالجة التفاصيل والتعقيدات وا'عراض التي نشأت عن أصل الداء، ويمكن التقديم

ث المخاطر حسب زاوية النظر لكني أحسب أنه � يمكن للمعنيين والتأخير في ھذه القائمة من حيبشؤون ا'مة في اليمن إ� أن يقفوا عندھا مطو� وأن يؤسسوا رؤاھم واستراتيجياتھم بناء على

.ھذه القائمة

: الخطر ا�ستراتيجي اGول

ية باتجاه بقاء على صالح على رأس النظام السياسي وما يستتبع ذلك من تحريك الساحة اليمنالفوضى وإعطاء أعداء الداخل والخارج فرصا عديدة للمشاركة في إدارة ا'زمة، ويستتبع ھذا

:الخطر أخطارا مترتبة عليه وھي

.الدخول في الصراع العسكري وخلط أوراق الثورة - ١

التدخل اNقليمي والدولي في إدارة ا'زمة في إطارھا السياسي ثم في إطارھا العسكري - ٢ ).ليبيا أنموذجا(ض الحكومة الجديدة المرضي عنھا أمريكيا وإقليميا وفق أجندة متدرجة وفر

.أن يقفز أھل كل ناحية على منطقتھم فيفرضوا عليھا حكما ذاتيا - ٣

.شتات قيادات الثورة وقبولھم بالمشاريع التشطيرية - ٤

:الخطر ا�ستراتيجي الثاني

وأو�ده مقابل إعادة التموضع وإبقاء جبل الجليد ) صالحعلي (إقدام النظام على التضحية برأسه والعمل على اقتسام السلطة جزئيا مع بعض رؤوس ) موريتانيا أنموذجا(تحت الماء دون تغيير

وما يستتبع ذلك من تبريد الثورة وإعادة إنتاج النظام لنفسه من خ ل التظاھر ) ترضية(الثورة اد تشكيل الساحة اليمنية لصالح النظام داخليا ولصالح النظام با�ستجابة لمطالب الثوار ريثما يع

).تونس أنموذجا(العالمي واNقليمي

Page 36: مقالات الثورة والمشروع؟

36

:الخطر ا�ستراتيجي الثالث

في تبديل رأس ) التعاون الخليجي(وتوابعه في المنطقة ) إقرأ ا'مريكي(إسھام النظام الدولي ، ومن الواضح )ترك برأسيه ا'ساسييناللقاء المش(أو حزبي) عائلة ا'حمر(النظام برأس قبلي

بأن الرأس القبلي أوفر حظا من الرأس الحزبي في ھذه المرحلة مع امكانية توزيع الكراسي بينھما بحيث تكون الرئاسة قبلية وأجھزة الدولة حزبية، ولن يكون ذلك إ� أن يعطي المرشح

وسوف . ام الدولي واNقليميالجديد لعرش بلقيس الضمانات الكافية بإبقاء اليمن ضمن النظ :يترتب على ھذا الخطر أخطار أخرى مرتبطة به ومنھا

عدم رضا بقية القبائل والمكونات اليمنية عن ھذا النظام مما يھيء الساحة �نقسامات من - ١ .أھمھا عودة مسألة الشمال والجنوب إلى مربعھا ا'ول

ھذا الخيار على ا�ستئثار بتشكيل النظام سوف تعمل الجھات التي تم التفاھم معھا سرا ضمن - ٢في القرارات ا�ستراتيجية وبناء ) قبائل وتجمعات وأحزاب(والحيلولة دون مشاركة اjخرين

.الدولة وسوف يؤدي ذلك إلى إرجاع النظام السياسي إلى مربعه ا'ول أيضا

والدولي ومفرداته من سوف تدخل الحكومة الجديدة في ظل ھذا الخيار ضمن النظام اNقليمي - ٣ .محاربة اNرھاب والتطرف وإبقاء اليمن رھنا بمزاج السيد ا'مريكي وأذنابه في المنطقة

قابلية الوضع القبلي والحزبي للتفتت والتنازع على السلطة في ظل ھذا الخيار خاصة بعض - ٤يد أدوارھم المخزية القبائل التي بدأت عملية التفتيت كالحوثيين وكذا قابلية ا�شتراكيين لتجد

والذين ھم أقرب إلى الرؤية ا'مريكية من غيرھم مع ما يحملون من تاريخ دامي في اNقصائية م ١٩٦٧وا�ستئثار بالسلطة واNفساد العقدي وا�قتصادي من خ ل تاريخھم الذي امتد منذ عام

تراكيين كما توجھت م ، وكان ا'ولى بالمحاسبة التاريخية الشعبية أن تتوجه ل ش١٩٩٤وحتى .لعلي صالح 'نھما وجھان لعملة واحدة

كما وأنبه إلى خطر يتسلل عبر بعض رموز التجمعات اNس مية من اNخوان والسلفية فھناك - ٥من رموز التجمع اليمني ل�ص ح قد استجابوا للمسطرة ا'مريكية فانحازوا ل عتدال وھربوا

ؤسسا كالشيخ الزنداني غير مرغوب فيه في أوساطھم بل من التطرف إلى الدرجة التي جعلت مومحارب نتيجة لھذا التقسيم النصراني اليھودي؟ وكذا ما وقع فيه بعض مشايخ السلفية كمقاولين من الباطن عندما عملوا على محاربة من يقاوم وك ء أمريكا من النظم السياسية بحجة الدفاع

عن ولي أمر المسلمين؟

:يجي الرابعالخطر ا�سترات

تنازع قيادات العمل اNس مي ودخولھم في نفق مظلم من تقدير الموقف الشرعي في اليمن وما يترتب عليه من رؤية استراتيجية في التعامل معه، وأقصد بقيادات العمل اNس مي كتلة اNخوان

تلة الجھادية والك) الحكمة واNحسان(والكتلة السلفية ) التجمع اليمني ل�ص ح(المسلمين

Page 37: مقالات الثورة والمشروع؟

37

وما سوف ينجم عن ھذا الخطر من أخطار أخرى تتمثل . وكتلة المستقلين) القاعدة ومؤيدوھم( :في

.ضعف الساحة اليمنية وشتاتھا بسبب ما تمثله ھذه الكتل من مرجعية للشعب اليمني - ١

خلو الساحة من م مح رؤية إس مية يمنية واستقطاب الكتل اNس مية لصالح مشاريع - ٢

اjخرين بالضرورة نتيجة لذلك ومن نماذجه الجاھزة عودة ا�شتراكيين أصحاب التاريخ ا'سود .في الجنوب اليمني لملء الفراغ المتحقق باصطراع الكتل اNس مية

تقاطع ا�جتھادات اNس مية وتعارضھا مما قد ينتج عنه من صراع محتوم وتخوين - ٣امكانية ترسية الثورة على شاطيء ا'مان واNنجاز وانفضاض الجماھير عنھا ويأسھا من

.الحقيقي

قائمة بمفردات المصلحة العليا لليمن: ثالثا

وھي القائمة التي ينبغي فرز مفرداتھا وإع ء مفاھيمھا فوق كل اعتبار وجعلھا نبراسا يھتدي به رة الثورة على الثوار ويلتف حولھا الشعب اليمني وتقاس إليھا النجاحات والمنجزات في مسي

المدى القصير والبعيد، ولو� التشابه في الحا�ت العربية نظما وأزمات وثورات لما تجرأ المرء أن يتقدم بين يدي أھل مكة بوصف شعابھا وإن ا'مل بنجاح الثورة اليمنية ليبشر بتمكن

قوا طعمھا السوريين والليبيين من ضربة قاضية تنقل العرب إلى ساحة تاريخية أخرى لم يتذو :منذ أيامھم ا'ول كما قال شاعرھم وأجزل

إن كان بين صروف الدھر من رحم موصولة أو ذمام غير منقضب

فبين أيامك ال تي نصرت بھـــــــا وبين أيام بــدر أقــــرب النسب

:فھي في تصوري كما يلي المصلحة العليا لليمنوأما قائمة مفردات

.عة مرجعية لليمنيين ب منازعاNس م كعقيدة وشري - ١

الشورى الملزمة أو ما يعبر عنه بالديمقراطية حديثا ومفرداتھا من كون ا'مة مصدر - ٢السلطات وحرية ا'مة في اختيار حاكمھا ومحاسبته وتثبيته وعزله وممارسة ا'مة لحقھا

أداء السلطة التنفيذية السياسي عبر اختيار ممثليھا الذين يعبرون عن إرادتھا الحرة ويراقبون .ويحرسون المسيرة العامة

الفصل بين السلطات الث ث وتمكينھا من أداء دورھا بتوازن وفاعلية ومرجعية مؤسسات - ٣الدولة وأجھزتھا لنظام الدولة العام وفق مسطرة دستورية تؤسس لمرحلة بناء الوطن وخدمة

.المواطن

Page 38: مقالات الثورة والمشروع؟

38

قص بالتجمع والتحزب وتكوين مؤسسات المجتمع لليمنيين الحق في حريتھم كاملة دون ن - ٤ .المدني والمطالبة بالحقوق وحرية الكلمة في ظل ثوابت ا'مة

تنمية ثروات اليمن وتطوير قدرات ا'مة ا�قتصادية وحماية الثروة من الھدر والضياع - ٥ .وا�ستحواذ واجب تقوم به الدولة ويراقبه النواب ويدعمه اليمنيون كل في موقعه

افراد ا'مة ومكوناتھا القبلية والحزبية والمذھبية والمناطقية شركاء على قدم المساواة في - ٦ .الثروة وتوزيع خارطة التنمية لتشمل كل اليمن

الحفاظ على وحدة اليمن ولحمته أساس ليمن الثورة إذ بھذه الوحدة يضمن اليمنيون قوتھم - ٧ .واستق لھم واستقرارھم وتنمية ب دھم

اليمن وطن ومظلة كل اليمنيين بحقوق وواجبات متساوية دون تفريق بين يمني وآخر بناء - ٨ .على أي اعتبار

اليمنيون معنيون بع ج ما خلفه نظام الھيمنة والجشع والتفرقة من فتنة وب ء بين أبناء البلد - ٩ .الواحد من خ ل بث روح التواصل والعناية بجميع مكونات اليمن

امتداد لHمة العربية واNس مية يفرحه ما يفرحھا ويؤذيه ما يؤذيھا وعمق آمن اليمن - ١٠ .ومتواصل مع أمته

لليمن ع قاته السياسية وا�قتصادية مع العالم كله وفق احترام �ستق ل اليمن ومصالحه - ١١ .دون قبول لفرض اNرادات الدولية ومعاد�ت الصراع ا'ممية

جية المقترحة Cرساء الثورة على بر اGمانم�مح ا�ستراتي: رابعا

وھي استراتيجية تأخذ من تاريخ اNنجازات اليمنية الشعبية أرضيتھا ومن صد ا'خطار الملحة جدرانھا وأبوابھا ومن اjمال بنھضة عربية وإس مية عالمية سقوفھا وتطلعاتھا، وإذا كانت

في ا'مم المتحدة تضع اليمن في أسفل تلك مقاييس التنمية العالمية المفصلة لصالح الكبار المقاييس فإن فيما أنجزه الشعب اليمني من بناء وحدة بين الشمال والجنوب وفيما تميز به الفرد اليمني من وعي حضاري معاصر وفيما التزم به الشعب اليمني من معطيات الدين والتاريخ

ل المؤامرات الخارجية والتي تمثلت تعليما وتربية وفي امتصاص الشعب اليمني وتصديه لفصوفي التجربة الشيوعية الملحدة وفي مزجه بين المذھب الزيدي والشافعي وت قحھما التاريخي وأخيرا وليس آخرا في ثورته السلمية الفريدة طلبا للحرية وآفاقھا الكريمة في كل ذلك ما يجعل

ب العالم أولئك الذين أذاقھم النظام اليمن موئ حقيقيا للحضارة ومدرسة عالمية تحتاجھا شعو .الدولي الفقر والقھر ألوانا كما ھو حاصل في العراق وفلسطين وأفغانستان وباكستان وغيرھا

Page 39: مقالات الثورة والمشروع؟

39

إص�ح ذات بين الدعاة: الملمح اGول

وأقصد بذلك أن يعجل أصحاب المدارس اNس مية في اليمن وعلى وجه الخصوص مدرسة السلفية بإص ح ذات بينھما فإن هللا عز وجل سائلھما عن اليمن اNخوان المسلمين والمدرسة

وعن مستقبله ويوشك أعداء اليمن في الداخل والخارج أن يستثمروا ھذه القطيعة وخاصة في ظل قرب تقسيم تركة نظام علي صالح أن يبذروا بذور الشقاق والخ ف الشديد بينھما

المدرستين فبعض اNخوان يرون في المدرسة والمبررات جاھزة لكل طرف من أصحاب ھاتين � ع ج له السلفية تشددا � يمكن ا�قتراب منه والسلفيون يرون في مدرسة اNخوان تساھولعمر الحق إنه لمكر الليل والنھار من قبل ا'عداء أن أصخنا ا'سماع لھم حتى وصلنا إلى ھذا

فيون فإن في أكثرھم التزاما بالدين وبمصالح التقسيم فإن كان في بعض اNخوان ما يقوله السلا'مة وبذل ا'رواح في سبيل هللا وإن كان في بعض السلفيين ما يقوله اNخوان فإن أكثرھم قد ثابوا إلى رؤية سياسية مستقلة تقف عند مصالح ا'مة العليا و� تقدم عليھا شيئا آخر ولعل واقع

فإن لم يعجل الدعاة والقادة بھذا اNص ح وإ� فإنھا . ليهالثورة اليمنية خير دليل على ما ذھبت إ� أقول تحلق الشعر ولكن تحلق : الحالقة التي حذر منھا رسول الحق صلى هللا عليه وسلم قال

ويعلم الدعاة أن تواصلھم أولى من التواصل مع ألوان الطيف اjخر من ا�شتراكيين . الدين .ومن إ� أنفسھموالعلمانيين فإن لم يفعلوا ف يل

كما يتعلق إص ح ذات بين الدعاة أن يسعى الدعاة إلى تخليص الساحة اليمنية ـ أو تقليل المخاطر إلى أدنى مستوى ـ فيما لحق بھا من خ ف وتجاذب حاد حول ما يسمى باNرھاب فقد

عة خضع ھذا المصطلح والممارسة إلى ظ ل سميكة من طبيعة المرحلة والمعركة أما طبياليھودية والنصرانية (المرحلة فإن حراك ا'مة المسلمة في ظل المشاريع ا'ممية ا'خرى

قد أخضع ) العراق أنموذجا(وما وقع على المسلمين من انتھاك على جميع الصعد ) وغيرھاا'مة ومكوناتھا لرؤى متضاربة في التعامل مع ھذا ا�نتھاك و� يمكن أن توضع ا'مة واجتھاد

ھا في سلة واحدة يتحكم بھا جورج بوش أو النظم ا'منية السياسية، وأعني بذلك الخ ف أبنائحول الممارسات الجھادية وعولمة ا'داء الجھادي الذي وصمه ا'مريكان باNرھاب فإذا سلمنا جد� بأن حراك جماعة القاعدة إرھاب فكيف يكون حراك جماعة حماس إرھابا؟ لكنھا المقاييس

والنصرانية والتي � يمكن أن نضعھا مقياسا لنا نحن المسلمين، وأما من ناحية طبيعة اليھوديةالمعركة فإنه ومنذ اشتعال ملحمة الجھاد المعاصر في فلسطين ثم ملحمة الجھاد في العراق وأفغانستان فقد خضعت المعركة لمعطيات اNدارة ا'منية البحتة كما وصف جورج بوش

ويقصد بالقذرة الصفة ا'منية و� يجادل . ون حربا طويلة وقاسية وقذرةستك: المعركة بقولهمنصف بأن ا'نظمة السياسية في العالم العربي قد تجندت في ھذه الحرب مما جعل ساحة المصطلحات والممارسات في موضوع معالجة مسألة اNرھاب غير بريئة، وعليه فإن خضوع

ھم � شك واقعون في المحذور من اصطفاف في المعسكر الدعاة لمخرجات المعالجة ا'منية فإنا'مريكي ا'مني والسياسي، وإذا عدنا لممارسة النظام السياسي في اليمن تجاه ھذه القضية فإن الجميع يشھد بأن ا'من اليمني قد اخترق جزءا من جماعة القاعدة على أقل تقدير وأنه يسھم في

ء على ھذه المعطيات فيحتاج الدعاة في ھذا السبيل أن تسخين الموقف متى احتاج إليه؟ وبنايسلكوا مسلكا مستق بھم مما يمليه عليه دينھم � ما تمليه السياسة ا'مريكية وذلك بأن يستوعبوا الموقف بتوازن يؤدي إلى عدم التفريط في أبناء المسلمين ممن تعلقت قلوبھم بالجھاد من جھة

Page 40: مقالات الثورة والمشروع؟

40

اع العسكري فيما بين اليمنيين والذي يمكن أن تقوده بعض تلك وأن يسعوا إلى نزع أشواك الصرولعل . العناصر من الجھاديين خاصة في ظل تساقط وانھيار المؤسسة ا'منية وعملياتھا القذرة

.في عملية زنجبار ا'خيرة ما كشف عورات تلك المؤسسة

!المحيط يسع الحيتان واGسماك معا: الملمح الثاني

الكرام أن ذھبت في وصف ھذه ا�ستراتيجية بھذا الوصف فھو أدعى للحفظ وليعذرني ا'خوة والتذكر والتصور، وأقصد بالحيتان الكتل الكبيرة قبلية كانت أو حزبية أو مناطقية وأقصد با'سماك الكتل الصغيرة من التجمعات والنواحي والمستقلين فإن مستقبل اليمن يقوم على ھذه

على الصغار حجما � قدرا من التجمعات والمستقلين والقادمين الجدد الكتل الكبيرة كما يقوم للساحة الحزبية والسياسية والفكرية والدعوية، وإذا لم يتمكن النظام الجديد والذي ھو آخذ بالتشكل في رحم الثورة اليمنية من استيعاب كل مكونات المجتمع اليمني وفرز مساحة كافية

في الحياة العامة للجميع فذلك يعني أن المجتمع اليمني يرسي بيديه نظاما للتعبير والنقد واNسھام ثار عليه؟ وھل ب ء النظم السياسية في العالم العربي إ� ا�قصائية والتفرد وا�ستحواذ على كل

شيء؟

وتستوجب ھذه ا�ستراتيجية أن يعتقد اليمنيون بضرورة التعددية الحزبية والدعوية والفكرية ة التجمعات وفسح المجال أمام التحالفات الجديدة وعدم الخوف من تغير موازين القوى وتعددي

واتجاھات تلك التحالفات ذلك أن الناس بحاجة للتعبير عن وجودھم وعن متطلباتھم وعندھم رغبة أصيلة في المشاركة في الحياة العامة وإن إحدى طرائق ھذا التعبير إنما تتم عبر التجمع

عرفاء والرؤساء لتلك التجمعات ثم المطالبة بالحقوق والتعبير عن الرأي والمشاركة واختيار الالسياسية، ومالم يفسح اليمنيون الجدد لھذا النوع من ا'داء في الساحة اليمنية فلن تؤتي الثورة

.أكلھا من وعود الحرية وا'مان

.اداتالشعب الثائر أقدر على المناورة في صراع اCر: الملمح الثالث

وتقتضي ھذه ا�ستراتيجية أن يطيل الثوار النفس في معركتھم Nسقاط النظام فإن كل العوامل في صالحھم من حيث شيخوخة النظام والحصار الذي يعانيه والتخبط الذي يمارس به معركته فيوقعه التخبط في شر أعماله كل مرة وأخرھا تحريك أذنابه للسيطرة على زنجبار بدعوى

د الذي تفرضه القاعدة على الساحة فإذا بالعورة تنكشف وينقلب السحر على الساحر، التھديوالوقت يعمل لصالح الثورة، وإن العصيان المدني ليؤدي دورا خطيرا في خنق النظام ومن ثم إقصائه عن الساحة فإن النظام إنما يتمثل في قدرته على إدارة الب د من خ ل مؤسساته فإذا

لمؤسسات فقد مات النظام، ومما تستوجبه ھذه ا�ستراتيجية أن يدرك قادة الثورة توقفت تلك اوالشعب اليمني بأن � مفر من خسائر مرحلية في مجال ا�قتصاد ومعيشة الناس وھو ما يحاول

من النظام أن يضخمه حتى يرتد الناس عن ثورتھم ولكن الشيء اNيجابي أن معظم الناس في اليمنھم تحت خط الفقر فعن أي اقتصاد يتحدث % ٤٠لم يبق معھم ما يخسروه أص فيكفي أن

النظام، وكذا � بد من ا�ستعداد للتضحية بمزيد من الشھداء أمام جبروت النظام القمعي، كما يلحق بھذه ا�ستراتيجية عدم ا�نجرار إلى الصراع المسلح مع النظام والصبر على تفكيكه قطعة

Page 41: مقالات الثورة والمشروع؟

41

طعة وإخراجه من السلطة بأقل الخسائر في مجال ا'رواح والدماء مما يتطلب معه من عملية قدعائية قوية وواسعة لسحب الجنود المغرر بھم حول النظام ولعل أكثر ا'دوات فاعلية في ھذا السبيل ھو ا�عتماد على اNذاعات المسموعة فھي أبسط وأسرع وسيلة للوصول إلى الناس في

.ضاع ا'منية المترديةظل ا'و

غل اليد الخارجية من العبث بمستقبل اليمن: الملمح الرابع

إن اليمنيين بثورتھم المباركة والمصريين والتوانسة والليبيين والسوريين قد أدخلوا العالم العربي واNس مي في مرحلة جديدة يتشكل في ظلھا نظام إقليمي جديد و� نبالغ إذا قلنا بأن ھذه

حو�ت سوف تفرض تحو� في النظام الدولي على المدى البعيد وعليه فإن أھم ما ينبغي على التالثوار والشعب اليمني أن يدركه أنه بفعلته ھذه قد غير قواعد اللعبة اNقليمية بالمصطلح السياسي

وھاھي وأنه قد نسف النظام اNقليمي فھاھي أمريكا تستجدي العون من ا'نظمة المشلولة الباقية جامعة الدول العربية تعيش على ھامش أحداث ھذه الثورات المجيدة وھل كانت مبادرة دول

�توسل بھا ا'مريكان للتعامل مع الثورة اليمنية للتدخل في ) حصان طروادة(مجلس التعاون إناك صناعة النظام السياسي الجديد بما يحفظ مصالح أمريكا في المنطقة وفي ھذا السبيل لم يكن ھ

من بد إ� أن يضحي ا'مريكان والخليجيون بصديقھم القديم مريضھم الجديد علي صالح لكن الرجل أبى إ� أن يصمد إلى آخر مسمار في آلة نظامه المتھالكة وحسنا فعل كما سبقه إلى ذلك

.حسني مبارك حتى تضعضع نظامه بدرجة ممتازة لصالح الثوار

لمصالح ا�ستراتيجية اليمنية فرب العرش يحفظھا وشعوب ف خوف و� قلق منذ اليوم على ا �العرب والمسلمين تضمنھا فلم تعد الدنيا أسيرة لصندوق النقد الدولي و� للبنك الدولي وللدو�ر فقد تعبت أسماع أھل اليمن والنظام السياسي يكرر عليھم ھذه الموعظة المملة حتى

كان لبقية الدول ما يجعلھا تخاف على مستقبلھا بادروا بأخذ زمام مصيرھم بأيديھم، وإذاا�قتصادي فإن لليمنيين من الثروات والخيرات وا�تساع في البر والبحر ما يجعلھم أسيادا

.مستقلين غير خاضعين إ� لرب ا'رض والسماء

وهللا يقول الحق وھو يھدي السبيل

Page 42: مقالات الثورة والمشروع؟

42

مقاومة التدخل اGمريكي في الثورات العربية

حسن أحمد الدقي/ بقلم

٢٢/٧/٢٠١١

إن الحمد? تعالى والص ة والص م على رسول الھدى محمد بن عبدهللا وعلى آله وصحبه ومن وا�ه وبعد

أمريكا ) الروم(فإن أخوف ما يخافه المخلصون على واقع ومستقبل الثورات العربية أن تتمكن وقوع ا'مة تحت نيرھا الجديد المعدل بعد أن وتوابعھا من قطف نتاج الثورات المباركة فيتجدد

سعت الشعوب لخلع ربق أنظمتھا السياسية المھترئة وقدمت في ذلك قائمة طويلة من الشھداء والسجناء والمشردين خ ل القرن العشرين بأكمله فمن الغبن بمكان أن نركز على لحظة التغيير

.ھذه ونھمل مسيرة قرن كاملة

Page 43: مقالات الثورة والمشروع؟

43

'مريكية تجاه الثورات العربية تقول ھي ري كلنتون وزيرة الخارجية وفي وصفھا للخطة اا'مريكية بعد قرابة اسبوعين فقط من سقوط عمود النظام ا'مريكي في ب د العرب حسني

إن دعم عمليات ا�نتقال السياسية في العالم العربي ضرورة استراتيجية وليست مسألة : (مبارككيف تمكنت أمريكا خ ل اسابيع قليلة أن تحدد رؤيتھا في التعامل ، وللجميع أن يتساءل)مبادىء

مع التحو�ت في العالم العربي؟ ذلك أنھا تعتمد بالدرجة ا'ولى على عقول النابغين فيھا والذي .يسيرون وفق رؤية استراتيجية طويلة المدى � على ردود الفعل كما يفعل اjخرون

عباده الموحدين وأن ما يصيبھم إنما يقع في باب ا�ختبار ومع اليقين التام بأن هللا ناصرإنما ذلكم : (والتمحيص وأن كيد الشيطان ومن يتبعه في خسران وض ل كما قال رب العالمين

١٧٥:آل عمران)الشيطان يخوف أولياءه ف تخافوھم وخافون إن كنتم مؤمنين

ا ھم مقبلين عليه فلست بالخب و� الخب فقد وجب على الدعاة أن يديموا تفقد مواقع أقدامھم وم .يخدعني كما كان يقول عمر رضي هللا عنه

ولعل من أھم ا'دوات العلمية للتحقق من ا'مور وا�نتقال من حالة الوھم والشك إلى حالة اليقين أن نسبر أغوار خطط المجرمين كبارھم وصغارھم فنتمكن بذلك من إبطال مكرھم وسبقھم

ھم قبل أن يفرضوا خطتھم علينا فإن كان الطغاة السابقون يستخدمون السحر وفرض خطتنا عليفي فرض إراداتھم وحيلھم على الشعوب فإن طغاة العصر يستخدمون آخر نظريات التخطيط والتحليل وا�ستراتيجية، وفي ھذا المقال المختصر سأحاول الوقوف على رؤية ا'مريكان

إدارة حالة التغيير التي تعم العالم العربي على وجه ا�ستراتجية وخططھم على ا'رض في .الخصوص لضمان أن تمضي ا'مور مجددا لصالحھم وصالح ھيمنتھم واستمرارھا

:ويتكون ھذا البحث المختصر من المفردات التالية

� التذكير بالثوابت ا�ستراتيجية ا'مريكية: أو

ربيةالتكتيك ا'مريكي للتدخل في الثورات الع: ثانيا

فرص ومھددات ا'داء الثوري العربي: ثالثا

التذكير بالثوابت ا�ستراتيجية اGمريكية: أو�

إن أول ملمح في ثوابت ا�ستراتيجية ا�مريكية ھو تمثيلھا 'مم الروم أو النصارى الغربيين - ١هللا كما سماھم هللا عز وجل وسماھم رسول) البروتستانت والكاثوليك(على وجه الخصوص

فارس نطحة أو نطحتان ثم : صلى هللا عليه وسلم فقد ورد في الصحيح قوله صلى هللا عليه وسلمرواه ابن أبي شيبة في ". يفتحھا هللا ، ولكن الروم ذات القرون كلما ھلك قرن قام قرن آخر

وعليه فإن .المصنف ونعيم بن حماد في الفتن وابن حجر في المطالب العلية وھو حديث حسن

النصارى وبقاءھم التاريخي على ھيئة أمم تتوارث القيادة فيما بينھم وتتوارث العداء والصراع

Page 44: مقالات الثورة والمشروع؟

44

ضد المسلمين ھو أمر تاريخي ثابت � يمكن تجاوزه إ� عند استكمال فتح الروم ويزاد عليه ليھود بالنسبة لHمريكان تميزھم بعقيدة النصارى البروتستانتية المتھودة مما يجعل أمر إسنادھم ل

في فلسطين مسألة عقائدية صرفة � يمكن تجاوزھا بأي حال من ا'حوال مھما حلم المسلمون .بغير ذلك

وھي حصريا ) المتحضر(تقوم الرؤية ا'مريكية على حق تمثيل العالم الغربي النصراني - ٢عض الذيول أمريكا وأوربا واستراليا وإحدى أھم غنائم الحرب العالمية الثانية وھي اليابان وب

بعدة مظ ت ) المتحضر(التابعة كتايوان وكوريا الجنوبية وغيرھا وقد قادت أمريكا ھذا العالم دولية منھا العسكرية كالناتو وا�قتصادية كاتفاقية التجارة الدولية واستخدام جمعية ا'مم المتحدة

أمريكي لفرض الرؤى والتصورات وبالتالي تحريك البرامج على ا'رض وفق استحقاقبمشاركتھا في الحرب العالمية الثانية علما بأن الدور ا'خطر وا'كبر في تلك الحرب كان من

.نصيب الشيوعيون الروس في إسقاط النازية مقارنة بدور أمريكا

حرصت أمريكا على عدم الوقوع ثانية في أسر مرحلة الحرب الباردة وتعدد ا'قطاب الدولية - ٣لقطب الواحد وا'قطاب الثانوية، وھي تسعى لذلك عبر إعادة تصميم النظام ودفعت باتجاه نظام ا

الدولي وعبر إضعاف ا'مم المتحدة ومجلس ا'من من خ ل فرض استراتجيتھا العالمية ووضعھا قيد التنفيذ بشكل متتابع ومدروس وترك اjخرين أمام ا'مر الواقع فإذا تعقدت ا'مور

احترام ا'قطاب الكبيرة فإذا سارت ا'مور باتجاه رؤيتھا عادت تظاھرت بالتفاھم الدولي ولعادتھا وھكذا، وكان من المفاصل ا'ساسية لتجاوز ا'مم المتحدة قيامھا بضرب العراق عام

دون غطاء دولي مع العلم بأنه قد مضى على تطبيق ھذه ا�ستراتيجية ما يقرب من ٢٠٠٣ .م١٩٩٠عقدين منذ تمثيلية الكويت عام

تعتمد الرؤية ا�مبراطورية ا'مريكية على خطوط عريضة لعقيدة عسكرية تتناسب وأھداف - ٤ �اNمبراطورية العالمية والقطب ا'وحد وقد تمثلت تلك الخطوط في نمو العتاد العسكري الذي

أكثر يمكن أن ينافس في العدد والفاعلية خاصة في الجوانب التقنية كما تمثلت في امكانية القيام بمن حرب في المرة الواحدة وتمثل في استخدام التفوق الجوي والصاروخي وتمثلت في القيام بالضربات والحروب ا�ستباقية والتي تحجم من قدرة الخصوم على الرد والتي توصل القوات ا'مريكية إلى تمركز استراتيجي على مستوى ا'رض كلھا وبالقرب من ا'عداء الحقيقيين أو

. لينالمحتم

عملت أمريكا على ضرب الصغار والضعاف في العالم لترھيب الكبار ولكي يقبل البشر - ٥بھمينتھا ودورھا الشرطي في الكرة ا'رضية ووضفت الرھاب من مستقبل المسلمين ونھضتھم

.كعامل أساسي في قبول العالم بضرب أفغانستان والعراق في بداية ا'لفية الثالثة

ى احتواء القطب العالمي المھدد للھيمنة ا'مريكية وھو اNمبراطور الصيني سعت أمريكا إل - ٦عبر عدة محاور كان من أھمھا مساعدته للخروج من أسر العقيدة الشيوعية والتخفيف من حالة العداء والمواجھة وعبر مسك خيوط أزمات اNمبراطور الداخلية لتحريكھا وقت الحاجة وعبر

ان لتنفيذ ا�ستراتيجية وعبر الحصار التقني لما يسمى بالتكنلوجيا الحساسة استخدام تايوان والياب .م٢٠٠١وعبر الوجود العسكري على تخومه مؤخرا إثر غزوھا 'فغانستان عام

Page 45: مقالات الثورة والمشروع؟

45

حرصت أمريكا على مسك أزمات العالم بيديھا وا�قتراب من كل ا'زمات عالمية كانت أو - ٧ا�ستراتيجية التي � توجد بھا أزمات كما حدث في إقليمية بل وصناعة ا'زمات في المواقع

في الصين وأزمة التبت وھي بذلك تحافظ على صنعة ورثتھا من ) تيان امين(أزمة ميدان .بريطانيا العظمى وتسمح لھا بتبريد أو تسخين ا'زمات متى شاءت

يھا اNمبراطور يعتبر الوك ء اNقليميون من أھم ا'دوات ا�ستراتيجية التي يعتمد عل - ٨ا'مريكي في دفع ھيمنته الدولية قدما وفي إدارته �مبراطوريته العالمية مما سمح بمرونة عالية

.لHداء ا'مريكي للتدخل في إعادة صناعة النظام الدولي ذو القطب الواحد

يكا يعتبر الشرق ا'وسط بما فيه من مقدرات اقتصادية خاصة النفط والغاز فضاء حيويا 'مر - ٩� تقبل المنافسة فيه إ� بما يخدم استراتجيتھا عبر السماح ل�مبراطور ا'وروبي بالتحرك فيه تحت المظلة ا'مريكية في المجال السياسي أو ا�قتصادي، كما تعتبر أمريكا أمن إسرائيل ركنا

تثبيت إسرائيل أساسيا في تلك ا�ستراتيجية بما يعتبر امتداد للسياسة الغربية النصرانية يوم تمبيد بريطانيا و�حقا عبر ا'مم المتحدة، وبناء على ذلك ف مكان لمصالح شعوب وحكومات

.المنطقة إ� بما يخدم الرؤية ا'مريكية

تعتبر العولمة إحدى أھم ا'دوات العقائدية والفكرية للسيطرة العالمية وفرض النفوذ - ١٠ياسي وتقني تبشر به أمريكا العالم بحضارة غير ا'مريكي والتي تتكون من خليط ثقافي وس

فاضلة وھذه الممارسة تذكر بتاريخ الھيمنة والنفوذ اNمبراطوري في تاريخ البشرية سواء كان .التاريخ التتري الغابر أو التاريخ الشيوعي المندثر

لمسلمة كما تعتبر الحساسية ا'مريكية البالغة من أي نھضة أو استق ل حقيقي لHمة ا - ١١ومقاومة ھذه النھضة إحدي ركائز ا�ستراتيجية ا'مريكية مما يجعل من التخويف من الخطر اNس مي أحد أھم معالم السياسة ا'مريكية الخارجية وعليه فقد ترتب المكر ا'مريكي على منع

.التغيير اNس مي الحقيقي سواء تم ذلك باستخدام الديموقراطية أو غيرھا في التغيير

التكتيك اGمريكي للتدخل في الثورات العربية: ثانيا

ومع اعتراف أمريكا بالتغيير الصاعق الذي أحدثته الثورات العربية وحقيقته وعمقه وخطورته إن : (والتشكك في المستقبل وتھديد أسس السيطرة ا'مريكية كما قالت مجلة الديلي تلغراف

الدكتاتوريات الحاكمة بل أسقطت معھا ا�مبراطورية الثورات العربية ضد أنظمتھا لم تسقط فقط ومع ذلك فإن اNدارة ا'مريكية سارعت باعتماد تكتيكات جديدة ) ا'مريكية في الشرق ا'وسط

تمثلت في مرتكزات محددة Nدارة الثورات العربية تمھيدا لقطف ثمارھا، مع العلم بأن اNدارة تلك المرتكزات قبل حدوث الثورات بوقت طويل وما ا'مريكية قد عملت على زرع أنوية بعض

ذلك إ� لوجود مراكز البحوث وا�ستشعار لديھم والتي تتابع التطورات الميدانية وتقترح ما :يوائمھا في كل مرحلة زمنية وتتمثل ھذه المرتكزات بما يلي

بر الحراك امتصاص الحركات اNس مية المتطلعة للمساھمة في تغيير واقع المسلمين ع - ١والتي تبلورت في منتصف ) ا�عتدال(السياسي من خ ل تطوير نظرية اNس م السياسي و

Page 46: مقالات الثورة والمشروع؟

46

تسعينيات القرن المنصرم والتي تتلخص في امكانية التقاء ألوان طيف الحراك اNس م السياسي ا'ول : بمفردات ا'جندة ا'مريكية ويتم ذلك عند تحقيق اNس ميون لشرطين أساسيين

تظ ل بكل مفردات الديمقراطية الغربية والتي � تتيح ل�س ميين استخدامھا استخداما ا�سحاسما للتغيير والشرط الثاني است م الديمقراطية بيد وتسليم الرضا بالھيمنة ا'مريكية باليد ا'خرى، وقد قطع ا'مريكان في ھذه التجربة شوطا كبيرا تمثل في استراتيجية تبريد ثورة

م حيث تمكنت أمريكا من استخدام جمعية ١٩٩٨دونيسيين على طاغيتھم سوھارتو عام ا�ننھضة العلماء الصوفية �متصاص الثورة ونقلھا عبر مراحل حتى عاد الحكم بعد ذلك لمربعه

م عبر الديموقراطية ا'مريكية التي ظن ٢٠٠٤ا'ول عبر تسلم الجنرال اودينيو الرئاسة عام ا ستقودھم إلى التحرر من الديكتاتورية والتسلط، وھي ليست التجربة الوحيدة أھل اندونيسيا أنھ

فقد تلتھا تجربة تشجيع أبناء نجم الدين أربكان في تركيا لكسر الحدود والتقدم سريعا نحو تجربة الشرق (اNس م السياسي الذي يقبل بالھيمنة النصرانية واليھودية المشتركة على قلب ا'مة

العلم بأن فتح كل أقفال النظام ا'تاتوركي في اسطنبول لكي يقبل بھذا التطور إنما مع) ا'وسطجاء في لحظة حاسمة وھي قرب تنفيذ جورج بوش لغزوته تجاه بغداد أو قبلھا بشھر واحد فقط

،وكان !م ودخل جورج بوش بغداد في الشھر الذي يليه٢٠٠٣فقد نجح أردوغان في شھر مارس ه أمريكا والنظام العربي الموالي لھا ھو محاولة إدخال حماس المجاھدة إلى أخطر اختراق سجلت

بيت الطاعة عبر نفس النظرية والقبول بما سمي بمبادرة ا'مير عبدهللا والتي قبلتھا حماس بعد أن قام اليھود بعمليات تجھيز للميدان الحمساوي عبر عمليات ا�غتيال المتتابعة لرموز العقيدة

م، وما يھمنا ٢٠٠٤اخل قيادة حماس والتي شملت الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي عام والجھاد دفي أمر الثورات أن أمريكا قد وسعت من قابليتھا Nدخال �عبين جدد على ضوء التحو�ت التي تشھدھا المنطقة وبالمقابل يتسابق عدد من التجمعات وا'فراد Nبداء حسن نية واستعداد مبدئي

بھذه النظرية، وإن أخطر ما في ھذا التكتيك أن يفرز متطلعين جدد �ست م السلطة ل ستظ ل من تحت يد أمريكا وبسبب ھذا اNغراء سيبدي ھؤ�ء المتعاونين استعداد وافرا لضرب وتعويق من تريد أمريكا ضربھم وتعويقھم وعليه فسيكون العالم العربي في حال نجاح ھذا التكتيك في

ضع الذي تم فيه نصب ا'نظمة السياسية عبر سايكس بيكو في بداية القرن وضع يشبه الو .العشرين

يعمل التكتيك ا'مريكي على إبقاء آخر حلقة من حلقات الھيمنة على النظم وھي حلقتا الجيش - ٢وا'من والتظاھر بجعل المعركة تحتدم بعيدا عن ساحة ھاذين الجھازين فإذا سلمت ھذه الساحة

) مصر وتونس أنموذجا(النظم السياسية ) اكسسوارات(يسھل إرجاع كل ما ضاع من فحينئذ

وتعويض الفقد المرحلي بالتعزيزات المادية والعسكرية وا�ستخباراتية، والعمل جاري لترتيب ليبيا واليمن على نفس المنوال، وھو ا'مر الذي لم تتمكن رموز الحكم المھترئة في العالم العربي

إذ كيف تضحي أمريكا بعبيدھا بھذه السھولة ومع بقاء ھؤ�ء في الحكم لعقود لكنھم � أن تفھمه) خالتھا(يفقھون ا�ستراتيجية ا'مريكية والتي ھي موروث خالص من ا�مبراطورية العجوز

.بريطانيا والتي ضحت بالشريف حسين طمعا في عبيد أكثر قوة وص بة ومواءمة للتطورات

ك ا'مريكي بتوزيع ساحة العرب إلى ث ث ساحات الساحة ا'ولى نتيجتھا ويقضي التكتي - ٣تعادل والساحة الثالثة إلغاء أصل اللعبة ومنعھا من ١/١صفر لصالح العرب والساحة الثانية /١

الحدوث، أما الساحة ا'ولى فھي مصر وتونس بقبول سقوط النظامين لتحقيق الرضا الشعبي في

Page 47: مقالات الثورة والمشروع؟

47

ح مزيف للثورات والتظاھر بعدم التدخل ا'مريكي دون أن نقلل من المنطقة والشعور بنجاخطورة الحدث وآثاره القريبة والبعيدة والمفاجأة التي وقعت فيھا أمريكا، والساحة الثانية إبقاء

في دائرة التجاذب والنضج على نار ھادئة ) ليبيا سوريا اليمن(الثورات الحالية المشتعلة في الموقف الكلي لتوجيه المنطقة ككل با�تجاه الذي ترغب به أمريكا واستغ ل حالة الميوعة

وھي غير مستعجلة على أي شيء، وأما الساحة الثالثة والتي تحاول أمريكا أن تمنع حدوث الثورات فيھا فھي ساحة ا'ربعة المھمين الباقين المغرب والجزائر وا'ردن والسعودية مع العلم

.احتقانا وتجمعا 'سباب الثورات عمن سبقبأن ھذه البلدان � تقل

ويقتضي التكتيك ا'مريكي في محاولة التأثير على اتجاھات الثورات العربية بوضع - ٤الحكومات العربية الباقية في خدمة ھذا التأثير والتدخل بأبعاده السياسية وا'منية واNع مية

وار ا'برز في ھذا التكتيك وذلك حتى وا�قتصادية حيث تلعب كل من الجزائر والسعودية ا'دتونس (تبدو الحلول عربية الوجه والوجھة ونتيجة لھذا التكتيك فقد دخلت الثورتين الناجزتين

.مرحلة من الجمود والتخبط نتيجة تدخل الجارتين الجزائر والسعودية) واليمن

�حظ العدو (ة العدو استخدام المشروع الشيعي في اتجاھين ا�تجاه ا'ول ھو اتجاه صناع - ٥ومعھا النظم (والتخويف منه إلى درجة الرعب فبحسب الدعاية ا'مريكية ) الشيوعي سابقا

فإيران مستعدة لبلع الدول العربية وھي مؤھلة لغزو عقائدي ) السياسية الباقية خاصة في الخليجملھا مع العلم بأن يھدد المسلمين وھي مستعدة للسيطرة العسكرية على منطقة الشرق ا'وسط بأك

نظام صدام العسكري ـ على ضعفه ـ كان كافيا Nبقاء إيران تحت السيطرة لعقد من الزمان ولم تتمكن إيران من تحقيق حلمھا في العراق إ� بعد أن ھرول الشيعة خلف الدبابة ا'مريكية، ولكن

�الحضن ا'مريكي بل التكتيك ناجح جدا حتى اjن فليس للعرب من منجى من فزاعة الشيعة إإنه وبعد اشتعال الثورة في سوريا فيبدو أن أمريكا وإيران مرشحتان لتبادل ا'دوار بطريقة أقوى مما فع إبان غزو جورج بوش 'فغانستان والعراق، وأما ا�تجاه الثاني في استخدام

ا ا�تجاه ونواة ھذه الشيعة فھو تكليف العرب بتقليم أظافر الدولة الشيعية إذا سارت الظروف بھذالحرب موجودة في سوريا كما البحرين، ولعل أھم نتيجة إيجابية 'مريكا بھذا ا�ستخدام ھو إدارة الثورات تحت ھذا الغطاء والغبار الذي يثيره ذلك ا�ستخدام، وكأني بأمريكا تريد أن تبقي

م بأن استعراض ھذا التكتيك إيران في منطقة � ھي بالمسيطرة فعليا و� ھي بالمھزومة، مع العلا'مريكي � يعني من جھة أخرى إلغاء العوامل واjثار التي يخلفھا الحراك الشيعي في المنطقة والذي حرص قادته أن � يلتقي بمسار ا'مة وتاريخھا بل ھو في تصادم متنامي منذ وضع

.عقيدته المعاصره الخميني

اNس مية في /عضو الناتو القديم الجديد تركيا العلمانيةواقتضي التكتيك ا'مريكي استخدامھا ل - ٦إقرأ (غل عضو فاعل في ا'سرة الدولية أو المجتمع الدولي /عدة اتجاھات فتركيا أردوغان

فمتى احتاجت تلك ا'سرة تدخل ا'خ التركي لصالح استراتجيتھا وجدته ) النصراني اليھوديوروبا وھو في القضية الفلسطينية يرتب لصالح جاھزا فھو في ليبيا يرتب لصالح أمريكا وأ

إسرائيل وھو في القضية السورية يرتب لصالح أمريكا وأوروبا مجتمعتين وھو في القضية العراقية يرتب ويتدخل لصالح التوازن الذي تريده أمريكا في بغداد، وا'عجب من ذلك أن

التركي و� ي حظون ا'رضية ي حظ بعض اNس ميين اNشارات اNس مية الخفيفة ل عب

Page 48: مقالات الثورة والمشروع؟

48

ا'مريكية التي يلعب فيھا ذلك ال عب؟ فقد كان آخر تصريح للرئيس التركي قبل فترة وجيزة ويبدو أن الساحة اNس مية سوف تشھد تساقطا متتابعا ! نصيحته لحماس كي تعترف بإسرائيل

.باتجاه تطبيق اNس م السياسي حتى الثمالة

مريكي إعطاء من يسمون بالليبراليين وھم كل من �يؤمن بص حية أو ويقتضي التكتيك ا' - ٧أحقية اNس م بالحكم فرصا كبيرة ونصيبا معتبرا في الساحة السياسية والفكرية كضمان لعدم تفرد اNس ميين بالسيطرة بل ھو أول الشروط ا'مريكية لقبول اNس ميين في الساحة السياسية

لى خلخلة الساحة من أي اتجاه إس مي حقيقي �ستثمار الديموقراطية وتكليف ھؤ�ء بالعمل علصالح التطبيق اNس مي وتزويدھم با�مكانات والدعم اNع مي لترجيح أدوارھم في الساحة حتى وصل ا'مر ببعض اNس ميين تقليد ھؤ�ء في أدائھم خوفا من صولتھم وتأثيرھم والتبرؤ

ي حتى � يثور عليه ھؤ�ء، وتكمل اNدارة ا'مريكية حلقات ھذا من كل مطالبة بتطبيق إس مالتكتيك عبر ترتيب مرحلة حضانة للديمقراطيات الناشئة في العالم العربي ومراقبتھا عن كثب

.لضمان الحصول على مخرجات محددة من تلك الحضانة

صادية في العالم تستخدم أمريكا عصا ا�قتصاد والتحكم في المدخ ت والمخرجات ا�قت - ٨العربي والوعود بالنمو ا�قتصادي في حال خضعت الشعوب للديموقراطية المشروطة لكي تبقي الجميع تحت إطار السيطرة العملية والنفسية وضرورة الخضوع لمعطيات النظام ا�قتصادي

تبلور في العالمي كمدخل للسيطرة السياسية على النظم الجديدة ويبدو أن التشكي ت اjخذة بالقد خضعت أو ھي مستعدة للخضوع التام لھذه اNم ءات ) مصر وتونس وليبيا(النظم الجديدة

'ن الموقف ا'مريكي ھو نوع من المقايضة تقضي بفتح صنبور ا�قتصاد مقابل ا�نصياع .للديموقراطية ا'مريكية

عربية ھو بعبع اNرھاب والتكتيك القديم الجديد 'مريكا في التحكم بمعطيات الثورات ال - ٩حيث نجحت اjلة الدعائية ا'مريكية واjلة ا'منية ) التشدد اNس مي(والتحذير الكبير من

والسياسية في بلورة فلم رعب يحرم على العرب والمسلمين مجرد التفكير بالخروج من سيطرة ع الدعم لمشروع النظام ا'مريكي وتوابعه فض عن استخدام اjلية الجھادية ووضعھا موض

التحول والتغيير ولو� ما من به هللا عز وجل من تحول في المشھد الليبي وامتشاق الشباب الس ح للدفاع عن أعراضھم وأرواحھم وأموالھم وأرضھم ودينھم لشاھدنا ـ وحاشا أمة اNس م ـ

سر بعد الخد سقوطا تاريخيا نفسيا يتجاوز ما دأب النصارى على ترديده من إدارة الخد ا'يا'يمن، وبناء على ھذا التحول وخوفا من نمو روح الجھاد مجددا على أرض ليبيا الطاھرة فقد تظاھر ا'مريكان ومعھم أوروبا بالوقوف العسكري ضد القذافي حتى يتسنى لھم التحكم في

قع المشھد الكلي ويكاد ھذا التكتيك أن ينجح مرحليا وھو تكتيك من المرجح تكراره في موا .أخرى

Page 49: مقالات الثورة والمشروع؟

49

فرص ومھددات اGداء الثوري العربي : ثالثا

�وقبل أن أستعرض فرص ومھددات ا'داء الثوري العربي فمن الواجب أن أذكر بأن الثورات حيث تتربص القوى ) رمادية(ترسو على بر ا'مان بيسر وبسرعة بل � بد من مرحلة انتقالية

يدھا، ولعل من أھم مؤشرات النجاح في ا'داء الثوري المصادمة للتحول والتغيير Nيقافھا وتبدھو تبلور رؤية ومشروع متكامل على مستوى ا'مة يستھدي به الثوار وكذا فرز دوائر قيادية

.تضمن قيادة الثورات إلى نتائجھا المأمولة

ويأتي استعراض الفرص والمھددات لHداء الثوري العربي لكي يتمكن قادة الرأي في اوساط ه الثورات من استثمار ھذه الفرص والعض عليھا بالنواجذ والعمل على توسيع الخرق على ھذ

الراتق ا'مريكي ومواليه والوقوف على المھددات للثورة والسعي لتحويلھا إلى نقاط ضعف .وتھديد للعدو بد� من أن تبقى تحوم فوق رؤوس الثوار وساحاتھم

.مھددات في نفس النقطةوسوف استعرض الفرص المتاحة مقرونة بال

إن أول الفرص المتاحة لHداء الثوري العربي ھو عمق البعد العقائدي في ھذه الثورات فمھما - ١عمل الكفار والمنافقون على طمس ھذه الحقيقة فھي كالشمس، وھل فجر الثورات إ� حب

أن يعبد هللا في الشھادة في سبيل هللا تعالى وطلب ا�نعتاق من طواغيت العرب الذين منعواا'رض كما يحب ربنا ويرضى ومنعوا ا'مة من إقامة معالم ھذا الدين ومناراته السامقة؟ وھل أشعل فتيل الثورات إ� شعور العرب بأمتھم وأنھم جسد واحد كما أخبر بذلك رسولھم صلى هللا

�ة أمريكا بطريقة عليه وسلم؟ ويتعلق بھذه الفرصة نقطة تھديد تتمثل في مسارعة البعض لموامباشرة وغير مباشرة ويعلم العرب والمسلمون بأن الو�ء في اNس م � يتجزأ فھو ? ولرسوله وللمؤمنين وليس لHمريكان و� لغيرھم فيه أي نصيب وأن ا'مة � يمكن أن تنھض إ� على

.قلوب ذاكرة وسواعد متوضئة

إصرار العرب على طلب الحرية الحقيقية عبر وثاني الفرص المتاحة لHداء الثوري العربي - ٢سعيھم لتشكيل نظامھم السياسي بأيديھم وا�ستظ ل باستق ل غير منقوص ويتعلق بھذه الفرصة تھديد مباشر يتمثل في سعي ا'مريكان لفرض ديمقراطيتھم المشروطة و� يتم مقاومة ھذا

Nبالبحث عن أسس الحكم الراشد في مبادىء ا �س م وقيمه وتاريخه الذي ورد فيه اNغراء إ .أطيعوني ما أطعت هللا فيكم فإن عصيته ف طاعة لي عليكم: قول الخليفة الراشد ا'ول

وثالث الفرص المتاحة لHداء الثوري العربي تتمثل في غياب ا'لوان واNشارات - ٣راد العراق وأكراد وا�نتماءات ا�جتھادية والقبلية والعرقية في ھذه الثورات حتى وجد أك

سوريا وبربر تونس وليبيا و'ول مرة ما يجمعھم مع العرب في ب دھم منذ غزا جورج بوش المنطقة وغرس مشاعر العداء المركز بين أھلھا، وحتى الشيعة العرب الذين لم تتلطخ أيديھم

ا ا'مريكان بظلم أھلھم في العراق يتطلعون لحالة سياسية تعبر عن أھل العراق غير التي فرضھوطبقھا شيعة إيران، ويتعلق بھذه الفرصة تھديد يتمثل في امكانية سرعة عودة الناس إلى انغ قھا وخوفھا والبحث عن اNشارات الدقيقة التي تجمعھا بغيرھا وھذا � يعالج إ� أن تعتمد

Page 50: مقالات الثورة والمشروع؟

50

عادل للثروات الثورات مسطرة المواطنة والعدالة والمساواة وال مركزية والحكم الذاتي وتوزيع .طلبا لقوة ا'مة وانسجامھا وأمنھا الحقيقي

ورابع الفرص المتاحة لHداء الثوري العربي تتمثل في تركز العداء لليھود وا'مريكان - ٤والنظم السياسية التي أوجدوھا بين ظھراني ا'مة وما مارسه ھذا الثالوث من تآمر وقتل

م لHوطان وتقزيم لHمة والقناعة الراسخة للثوار بأنه واستباحة للمقدسات ونھب للثروات وتقسيقد آن أوان تغيير ھذا الواقع المر عبر كسر أخطر حلقة فيه وھي حلقة النظام السياسي العربي والذي نام اليھود في أحضانه دھرا واستثمروه ا'مريكان Nذ�ل قلب ا'مة ما يقارب من نصف

تمثل في رغبة جامحة لدى البعض في إعادة تقديم ا'مريكان القرن، ويتعلق بھذه الفرصة تھديد يلHمة وتجميل وجھھم القبيح ونسيان ما قتلتوا في العراق وأفغانستان وما أعانوا على قتله في فلسطين واعتبار اليھود خطرا متراجعا مقارنة بأخطار أخرى وقبول مشروع بيريز بشرق

شلوا مساعيه وأن يركزوا بؤرة العداء على دائرتھا أوسط كبير وھو ما يقتضي من الثوار أن يفالحقيقية تجاه اليھود ومواليھم من النصارى فإن المسجد ا'قصى وفلسطين ليستا أرضا للھنود الحمر تناستھا أجيالھم وانقطعت صلتھم بھا وأن مسألة استرجاعھما ھي وقود نھضة ا'مة

.وطلبھا للحرية

الثوري العربي سقوط المشروع الشيعي في اختبار التحو�ت وخامس الفرص المتاحة لHداء - ٥والصراع بين ا'مة وأعدائھا فقد سقط المشروع الشيعي في العراق وھاھو يسقط في سوريا الشام وأنه لم يعد من أمل كبير يعول عليه في صناعة مستقبل ا'مة و� في صراعھا مع اليھود

ر يتمثل في استغراق البعض بأمل في غير محله والنصارى ويتعلق بھذه الفرصة تھديد آخبامكانية استخدام المشروع الشيعي لصناعة المشروع اNس مي الكبير مما أضعف ا'داء وأدخله في صراع داخلي وشتات ينبغي إيقافه سريعا والعمل على تھيأة الساحة الكلية لHداء اNس مي

، كما يتمثل التھديد في ھذا المجال برغبة الواسع في ظل مشروع يوحد ا'مة ويجمع شتاتھاا'مريكان والنظم السياسية في المنطقة باستخدام الثورات العربية كحائط صد للمشروع الشيعي وإنجاز أھداف لصالح ا'مريكان واليھود والنظم التي لم تسقط بعد تتمثل في اNنابة عن أولئك

فير حماية لليھود من آثاره واستغ ل التھديد بأداء مھمة وقف المشروع الشيعي أو إضعافه وتو .الشيعي لتوفير حماية للنظم العربية القمعية الباقية وھو ما ينبغي رفضه من قبل الثوار العرب

Page 51: مقالات الثورة والمشروع؟

51

وسادس الفرص المتاحة لHداء الثوري العربي دخول المنطقة في مرحلة من الفراغ - ٦ھا ا'منية وھي فرصة ينبغي أن تستغل في والفوضى واھتراء للنظم السياسية وارتخاء قبضت

جميع ا�تجاھات بتوسيع الخرق على الراتقين وتوسيع ا'داء الجماھيري وتكثير مؤسسات المجتمع المدني ودعوة المجتمعات لممارسة أدوارھا السياسية وا�جتماعية والتقدم با'حزاب

الناھضة واستثمار مبارك والتجمعات والجماعات فالتعددية مظھر حضاري في المجتمعات لطاقات تلك المجتمعات واعتبار سقوط النظم السياسية فرصة تاريخية نادرة الحدوث وھي إنجاز في حد ذاته، ويتعلق بھذه الفرصة تھديد يتمثل في رغبة التجمعات التقليدية حزبية كانت أو قبلية

ھا للتعاون والتكامل ويذھب بتكريس ا�نغ ق والخوف من زوال ا'نظمة القمعية ودعوة بقاياالبعض مذھبا آخر عبر ادعاء تدخل أمريكا وتحكمھا في كل شيء وما ينتج عنه عند ھؤ�ء الموسوسين من قبول كامل بھذا التحكم المزعوم مما يقتضي توبة من ھذا الرق الخالي من

.ا'غ ل ومن ا'مل الخادع في ماض بائس قد تحطم وانتھى

٢٢/٧/٢٠١١و يھدي السبيلوهللا يقول الحق وھ

Page 52: مقالات الثورة والمشروع؟

52

الثورات المنجزة وقيادة التغيير

)ليبيا –مصر –تونس (

حسن أحمد الدقي/ بقلم

28/10/2011

:المفردات

المقدمة: أو�

حقائق الثورات المنجزة على ا$رض: ثانيا

إدارة التغيير الثوري أم قيادته؟: ثالثا

Page 53: مقالات الثورة والمشروع؟

53

المقدمة: أو

الص�ة والس�م على رسول الھدى محمد بن عبد? وعلى آله وصحبه ومن إن الحمد= تعالى و :وا�ه إلى يوم الدين، وبعد

فبعد أن أقر ? عز وجل عيون المسلمين بسقوط أنظمة البطش والتجبر وبعد أن شفى صدورھم بزوال طغاة أعتى النظم السياسية فقد وجب على المعنيين بشؤون مستقبل ا$مة أن

ا عقولھم وأن يستحضروا ما علمھم العليم الخبير من مفردات المنھج ا�س�مي وما يعملوخبروه من تحول في تاريخ المجتمعات ا�نسانية لتشكيل رؤية تتناسب وعظم المنھج ا�س�مي وتكاليفه من جھة وتستثمر آثار الزلزال التغييري العربي من جھة أخرى وتقوده إلى آفاق

ا�قليمي والعالمي، ولعل أكبر اختبار لعقول وامكانات الدعاة بكل ألوان التمكين والتموضع .طيفھم ليتمثل في تحديد ھذه الرؤية ثم مقاربة تنفيذھا ووضعھا قيد التطبيق والتجريب

وإن المتأمل في الصورة الكلية للحراك الذي يعم مناطق الثورات المنجزة ليجد أن أغلب الناس ورات وتسيير شؤونھا والحفاظ على ما تم إنجازه وبآليات يرجع بعضھا قد غرقوا في إدارة الث

إلى ما قبل مرحلة الثورات مما يعرض الوضع العام لھذه الثورات إلى المراوحة في المكان في أحسن ا$حوال إذا لم تنتكس مسيرتھا العامة إلى خلخلة تسمح بانقضاض أعداء الداخل والخارج

جعل الحاجة ماسة لZمساك بزمام المبادرة والسيطرة على محاور عليھا ولو بعد حين مما يالتغيير ولن يتحقق ذلك إ� بإفساح الطريق �نبثاق رؤية وقيادة تنتمي إلى المستقبل � إلى الماضي فقد علمنا الرب تباركت أسماؤه أن من سنن نجاح التغيير وتحقيق أھدافه الكبرى أن

ردد والتوقف عن رؤية المستقبل بعيون الماضي كما فعل يقدم الناس على ع�ج عوارض التبنو إسرائيل عندما بدأوا في سلوك مراحل التغيير فسقطوا في ا�متحان سريعا عندما اعترضوا

وقال لھم نبيھم إن ? قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى : (بادئ ذي بدء على قائد المرحلةمنه ولم يؤت سعة من المال قال إن ? اصطفاه عليكم يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك

٢٤٧:البقرة)وزاده بسطة في العلم والجسم و? يؤتي ملكه من يشاء و? واسع عليم

وبانب�ج فجر التغيير الثوري فقد أعان ? عز وجل ا$مة على أخطر ما في التغيير وأسقط ظم السياسية وارتھانھا $عداء المسلمين فمن المعوق ا$كبر أمام نھضة ا$مة وھو معوق الن

نافلة القول أن مظلة النظم السياسية قد اقتاتت في ظلھا كل أنواع المعوقات وتحققت بھا كل التراجعات، وبسقوط النظام المصري سقطت مرجعية النظام ا�قليمي الذي كانت تدير به

تكست مرجعية النظام ا$مني والذي مثل أمريكا المنطقة العربية وبسقوط النظام التونسي فقد انمرجعية أمنية لكل النظم العربية وبسقوط النظام الليبي توفرت ل`مة ساحة عريضة متصلة وتكاملت نذر التغيير في بقعة تمثل قرابة ثلث العالم العربي وقلبه النابض فھي تمتد من حدود

ا$بيض المتوسط إلى إفريقيا ا$ردن وفلسطين شرقا إلى حدود الجزائر غربا ومن البحر الوسطى جنوبا، وبسقوط تلك النظم فقد تخلصت ا$مة في مصر وتونس وليبيا من أكبر عقدة

Page 54: مقالات الثورة والمشروع؟

54

كانت تحول دون نھضتھا والتي جعلت حراكھا العقائدي والسياسي يدور في حلقة مفرغة مجتمعاتھم أحالت كل المتعلقين بالتغيير والنھضة إلى ھامش الحراك ا�جتماعي والسياسي في

.لفترة زمنية امتدت منذ اتفاقية سايكس بيكو وحتى انھيار النظم السياسية ا$خير

وإن أھم ما في سقوط النظم السياسية أن ذلك السقوط قد حول ال�عبين الذين كانوا على ھامش عة التغيير إلى �عبين رئيسيين يحسب لھم الشرق والغرب كل الحسابات وإذا با$مة في ھذه البق

تخضع لسنة من سنن التغيير لم تعھدھا من قبل ولم تطؤھا أقدامھم المعاصرة تماما كما مرت تلك السنة على بني إسرائيل وسقطوا مرة أخرى في اختبارھا القاسي فلم يستطيعوا التعامل

قال موسى لقومه استعينوا با=: (معھا وكان نبيھم عليه الس�م قد أنبأھم بھا قبل أن يداخلوھا

واصبروا إن ا$رض = يورثھا من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يھلك عدوكم ويستخلفكم في ا$رض فينظر كيف

١٢٩-١٢٨:ا$عراف)تعملون

مة وأملھا من مجرد ھل يتمكن ال�عبون الذين يمثلون ضمير ا$: وھنا يكمن السؤال ا$صعبإدارة التغيير ـ إذ � نقلة كبيرة تحصل با�دارة ـ إلى قيادة التغيير واستثمار قابلية ا$مة للمضي إلى آفاق التمكين واستكمال استخ�ص حق ا$مة المسلوب من أيدي المجرمين في الداخل

المأساوية كما والخارج دون أن يقعوا في شرك الوصاية على ا$مة؟ أم ستتكرر الدروس تكررت في ثورة الجزائريين والمغاربة ضد الفرنسيين حتى إذا انقضى القرن العشرين وجدوا أنفسھم يراوحون في مكانھم قرابة نصف قرن، وكذا آلت ثورة ا$ندونيسيين الحديثة ضد

طاغيتھم سوھارتو حتى ورث إندونيسيا جنرال آخر وباسم الديموقراطية ا$مريكية؟

الحقائق الكبرى للثورات المنجزة على ا$رض: ثانيا

ويحتاج المتطلعون إلى رسم آفاق المستقبل القريب والبعيد والحالمون برؤية تليق بتاريخ وأداء العرب والمسلمين أن يتوقفوا طوي� عند الحقائق الكبرى التي تجلت عنھا الثورات على

قال تزرعون سبع : (لمستقبل وآفاقها$رض فإن معرفة حصاد ا$مس خير موجه لتحديد شكل اسنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إ� قلي� مما تأكلون، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لھن إ� قلي� مما تحصنون، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه

٤٩-٤٧:يوسف)يعصرون

Page 55: مقالات الثورة والمشروع؟

55

:تجلت عنھا الثورات المنجزة كما يليويمكن استعراض الحقائق الكبرى التي

: الحقيقة الكبرى ا$ولى التي تجلت عنھا الثورات المنجزة عض ا$مة بنواجذھا على ثوابتھا*

من حب لھذا الدين وتمسك به بلغ حدا تجدد به الدين وھو حد التضحية بالنفس وبالمال والولد فھا من نيل ھذا المبتغى فإذا بمعادلة وبذل الشھادة في سبيل ? دون أن تحول الدنيا وزخار

تنعكس وإذا بجھود الطغاة وما عملت له ا$نظمة القمعية ) حب الدنيا وكراھية الموت(الغثائية .العالمية منھا والقطرية من صد للناس عن سبيل ? يذھب ھباء منثورا

ونات ا$مة وألوان الحقيقة الكبرى الثانية والتي تجلت عنھا الثورات المنجزة أن دخول مك* طيفھا في الحراك الثوري قد أعفى ا$مة من أن يحملھا أحد جميله ويطالبھا بحقوقه ف� ا$حزاب السياسية و� الجماعات ا�س�مية و� القبائل و� الجھويات يمكن أن تتدعي استحقاقا

على ا$مة وتفردا في صناعة الثورات المنجزة وھو الذي حد من تدخل العصبيات والوصاية أيا كان لونھا في صناعة المستقبل السياسي مما يمھد لمرحلة من الرشد في النظام السياسي ذلك

.الذي حرمت منه ا$مة لزمن ليس بالقصير

الحقيقة الكبرى الثالثة والتي تجلت عنھا الثورات المنجزة وحدة عوامل تشكل وسقوط * ي وأخطر تلك العوامل أنھا نباتات غريبة في ا$نظمة السياسية في العالم العربي وا�س�م

أرض ا$مة � تنتمي إليھا و� تعبر عنھا و� تحمي مصالحھا جمھورية كانت أم ملكية وعندما اذن ? عز وجل بزوالھا لم يحمھا جبروتھا و� بطشھا و� ص�تھا الخارجية مع أنھا

لھا طوق السنن بما عصت الرحمن استخدمت كل ما كان متاحا لھا لكن ? عز وجل أحكم حوواستحلت من محرمات المسلمين وبما أعطت من و�ء للكافرين وبما تجبرت في ا$رض وبما

كدأب : (أتخمت من نھب ثروات ا$مة وبما أسرفت فحق عليھا قول جبار السموات وا$رضوي شديد آل فرعون والذين من قبلھم كفروا بآيات ? فأخذھم ? بذنوبھم إن ? ق

٥٢:ا$نفال)العقاب

الحقيقة الكبرى الرابعة والتي تجلت عنھا الثورات المنجزة أن ? � يضيع أجر من أحسن * عم� فمن كان له نصيب تاريخي في مواجھة ا$نظمة المتجبرة وكشف زيفھا ودعوة

ي المضرجة المجتمعات المسلمة إلى أخذ زمام أمرھا بيدھا ومن تقدم على باب الحرية با$يدطوال عقود الھيمنة للنظم المتجبرة فقد كافأه ? عز وجل بنصيب يتناسب وتلك التضحيات وكافأته ا$مة بأن جددت ثقتھا فيه إذ لم ينسحب من الميدان عندما �ذ الجميع بالصمت بل تحمل

ينبغي في سبيل قول كلمة الحق والصدع بھا القتل والسجن والھجرة في سبيل ? تعالى، ف�ياأيھا : (أمام ھذه الحقيقة أن يصرف بعض الناس أعينھم عن ھذه الحقيقة الكبرى والتعامل معھا

الذين آمنوا كونوا قوامين = شھداء بالقسط و� يجرمنكم شنئان قوم على ا� تعدلوا اعدلوا ھو ٨:المائدة)أقرب للتقوى واتقوا ? إن ? خبير بما تعملون

Page 56: مقالات الثورة والمشروع؟

56

رى الخامسة والتي تجلت عنھا الثورات المنجزة بأن من تعلق بالنظم السياسية الحقيقة الكب* وأسرف في تملقھا من الجماعات ا�س�مية وا$حزاب السياسية فقد سقطت مع أوليائھا خاصة من أفتى المسلمين بأن ھؤ�ء أولياء أمر وطاعتھم واجبة وھم يرون بأم أعينھم أن طاعة النظم

إلى طاعة جورج بوش فھناك ينتھي الو�ء ولم يكن ل`نظمة يوما قدرة على السياسية إنما أدتالنظر في مصلحة حقيقية ل`مة فھي لم تزدھا إ� وھنا على وھن، فكان جزاء أولئك في

.الثورات من ا$داء المعطل من جنس العمل الذي مارسوه طوال العقود

المنجزة أن صراع المشاريع العالمية الحقيقة الكبرى السادسة التي تجلت عنھا الثورات* وا�قليمية في المنطقة قد انعكس بشكل مباشر على تفعيل الثورات العربية من خ�ل الممارسات القمعية التي سلطھا النظام الدولي على العرب والمسلمين واختصھم وحدھم

مية وا�قليمية على باستھداف عقائدھم ومقدراتھم فقد تعاون النظام الدولي بكل مفرداته العالافتتاح القرن ا$ول في ا$لفية الثانية بضرب أضعف بقاع الكون وھي أفغانستان بينما كل المنظمات ا�قتصادية العالمية تصنفھا كأضعف منطقة في العالم من حيث القدرات والتنمية

وكذا وقف ا�قتصادية ثم وقف العالم متفرجا على ضرب العراق خارج قرارات ا$مم المتحدة المشروع ا�قليمي ا�يراني متفرجا بل ومتعاونا وھو يدعي حماية المستضعفين والعمل من أجلھم، ناھيك عن أداء النظام الدولي وا�قليمي في القضية الفلسطينية وفتح المجال أمام

.إسرائيل لتمارس ما تشاء من سياسات ا�نتھاك للشعب الفلسطيني ومقدسات المسلمين

قة الكبرى السابعة التي تجلت عنھا الثورات المنجزة عظم تأثير ھذه الثورات في الوضع الحقي* ا�قليمي والدولي وتغييرھا لكثير من الحقائق والمسلمات السائدة عبر عقود من الزمن سواء في البعد السياسي أو ا�قتصادي مما حدى بالقوى الكبرى أن تسارع إلى تبني مقاربة استراتيجية

ة تھدف إلى احتواء ھذا التغيير الخطير رغبة في تخفيف مخاطره عليھا في مرحلة اولى عاجلورغبة في استثماره با�تجاھات التي تريدھا في المستقبل القريب والبعيد مع تقسيم مناطق الثورات إلى ث�ثة مواقع والتعامل معھا بطرق مختلفة فالموقع ا$ول ھو موقع السير في ركاب

ثم ا�نقضاض عليه والموقع اcخر ھو موقع ) ليبيا أنموذجا(ومساعدتھم عسكريا الثوار بلخاصة في محاولة أمريكا وأوروبا ) سوريا أنموذجا(التفاوض والمساومة الدولية وا�قليمية

احتواء التمرد ا�يراني بغض النظر عن المعاناة الحقيقية للشعب السوري وليست روسيا للعبة القذرة بل إنھما تستخدمان النموذج السوري لتأكيد الدور الدولي والصين بمعزل عن ھذه ا

لھما والنموذج الثالث ھو نموذج التجميد ومنع حدوث التغيير وصول الثورة إلى نھاياتھا ).اليمن أنموذجا(الحاسمة

Page 57: مقالات الثورة والمشروع؟

57

إدارة التغيير الثوري أم قيادته؟: ثالثا

يير ھو قدرة القائد أو القادة بمجموعھم على لعل مما أجمع عليه المتخصصون في قيادة التغ* إظھار وتحديد رؤية وحلم يختز�ن كل ما ھنالك من تطلعات ا$مة، وھو حلم � بد وأن يتناسب مع ضخامة التغيير الثوري وجسامة التضحيات فيه بل إن الربيع العربي قد أصبح ملھما

راسمالية شرقا وغربا فكيف � يلھم للمسحوقين تحت اcلة ا�قتصادية ا$مريكية وبناتھا الالربيع العربي أھله؟ خاصة وأن الرؤية التي تحرك الثوار على وقعھا كانت تتلخص في ضرورة التخلص من الديكتاتور والنظام القمعي وليكن بعد ذلك ما يكون وھي رؤية كانت

سرعان ما انعكست ناجحة وناجعة بل مثلت مفتاح السر في الثورات العربية في مرحلتھا لكنھا تساؤ� حادا بعد انھيار النظام القمعي وماذا بعد؟

إن الثورات تنتظرھا عدة سنن وھذه السنن تنتظم في مسارين متناقضين؟ فإما الوقوع في سنة ادخلوا ا$رض المقدسة التي كتب ? لكم و� ترتدوا على (وإما سنة ! الثورة تأكل أبناءھا

اcية)أدباركم فتنقلبوا خاسرين

والعرب في تاريخھم البعيد والقريب يحملون حلما ورؤية يتكون من ث�ث حلقات طالما حدث ا$جداد به ا$حفاد وھو حلم تجده لدى القروي الجزائري كما تجده لدى الف�ح المصري وكذا ستجده في لفائف عمامة العماني على ضفاف بحر العرب أما الحلقة ا$ولى من الحلم فھو حلم

وطن الحر السعيد المستقل وأما الحلقة الثانية فھي حلقة النظام ا�قليمي الذي يشكل مظلة الحامية من ت�عب القوى العالمية وا�قليمية بھم وھذه الحلقة يعبر عنھا العرب بالنظام العربي

مكة القومي وأما الحلقة الثالثة في الحلم فھي حلقة ا�متداد العقدي والتاريخي والتي تمثلھا والمدينة والقدس ولمتعجب أن يعجب كيف التقى المسلمون طوال السنين العجاف من القرن

العشرين على حمل ھذا الھم المشترك أينما حلوا وأينما ارتحلوا؟ إنھا القدس

إذن تلك ھي قصة الحلم وقصة الرؤية فھل ينجح قادة الثورات المنجزة في مصر وليبيا وتونس كيف أنجزت تلك : الرؤية؟ ولسائل ان يسأل ولمتعجب أن يطرق صامتاأن ينسجوا خيوط تلك

الثورات على أرض متجاورة حتى أرجعت العرب إلى ما قبل سايكس بيكو عندما كان الليبي !يرتحل شرقا وغربا � يوقفه أحد

في أي مرحلة وعلى : ومن متطلبات قيادة التغيير الثوري أن يجيب القادة عن السؤال التالي* ي أرضية تقف ا$مة اليوم نسبة إلى الكليات التاريخية والعقدية ومن ثم السياسية؟ وھي إجابة أ

تحتاج إلى معايرة الزمان والمكان بأبعاده كلھا و� شك بأن الناس سوف يذھبون مذاھب شتى ) المشروع ا�س�مي(في إجابتھم على ھذا السؤال ولكني أزعم ونسبة إلى اشتغالي بما أسميته

ن ثمة منتھيات في القرآن والسنة تعيننا على تحديد موقع اقدامنا فقد أعطانا ? عز وجل فيھما أعدة معاد�ت الحضارية منھا وا�جتماعية ومن تلك المعاد�ت معادلة ا�ستضعاف والتمكين

Page 58: مقالات الثورة والمشروع؟

58

وإن ربيع الثورات العربي قد كسر آخر ا$طواق في مرحلة ا�ستضعاف ولكنه بالتأكيد لم ا$مة إلى مرحلة التمكين بل دفع بھا إلى المرحلة الوسطى وھي مرحلة التدافع والمدافعة يدخل

والبيضاء ) ا�ستضعاف(وھذه مرحلة يمكن وصفھا بالمرحلة الرمادية ما بين المرحلة السوداء وللمرحلة الرمادية ھذه ظروفھا ومستلزماتھا ووقتھا الذي � بد وأن يأخذ مداه وإن ) التمكين( :مايلي) التدافع والمدافعة(م ما يمكن رؤيته في ھذه المرحلة أھ

ـ للمرحلة قياداتھا وأقطابھا وھذه القيادات تخرج على غير ما رتب الناس أنفسھم عليه � عشائريا و� تراتبيا و� ما� وقد يجمع بعضھم مثل ھذه ا$وصاف لكنھم قادة مرحلة ينتمون

إفساح المجال لھم لكي يقوموا بدورھم و� بد من تقاعد القادة :إليھا والدرس ا$ھم وا$خطر ھنا .التاريخيين وأفضالھم محفوظة

ـ وللمرحلة مجال للتنازع وا�خت�ف الداخلي الواسع والمتنوع وحاجة الناس للتجريب واختبار ذا أنفسھم قبل أن يختبروا ساحاتھم ف� بد من إفساح الساحة للخ�ف وإد�ء كل بدلوه فمن كان

حبل طويل ف� شك سوف يسقي الناس والمتعين ھنا اتخاذ إدارة الخ�ف وقبوله ابتداء سياسة .شاملة بل وتوظيف نتائجه

ـ وللمرحلة ضغطھا وحدتھا وسرعة تبدل الوانھا ما بين العسر واليسر وما بين الھزيمة تاج الصحابة رضوان والنصر وھو ما يحتاج القادة أن يوطنوا أنفسھم ومجتمعاتھم عليه فقد اح

.? عليھم إلى الدفع بسبعين شھيد لكي يتعلموا طبيعة المرحلة ومقتضياتھا في معركة أحد

ـ وللمرحلة رماديتھا وضغطھا والذي ينتج ارتكاسا وتراجعا لدى البعض ورغبة بأيام الراحة ممارسة والھدوء كما يتصورون وما ھي إ� روح التعود على العبودية وعدم القدرة على

وإذ قلتم ياموسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا : (السيادة ومتطلباتھا وتنفس أجواء الحريةربك يخرج لنا مما تنبت ا$رض من بقلھا وفومھا وعدسھا وبصلھا قال أتستبدلون الذي ھو أدنى بالذي ھو خير اھبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليھم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من ? ذلك بأنھم كانوا يكفرون بآيات ? وكانوا يقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما

٦١:البقرة)عصوا وكانو يعتدون

مع العلم بأنھم لم يصرحوا برغبتھم ) اھبطوا مصرا:(ولمتأمل أن يتأمل قول موسى عليه الس�مدية ورفضا لمتطلبات الحرية العودة إلى مصر لكن مقتضى حديثھم ھو شوقھم إلى أجواء العبو

.والسيادة

ومن متطلبات التغيير الثوري أن يحدد القادة قائمة بأھم ا$خطار المحدقة بالثورة بغية تحديد * استراتيجية التعامل معھا وفي ظني أن أھم خطرين متحققين بنسبة كبيرة ھما خطر ا�ست�ب

رجي الذي يمثله المشروع ا$مريكي وخطر ا�ستقطاب، فأما خطر ا�ست�ب فھو الخطر الخاوالمشروع ا$وروبي والمشروع التابع لھما وھو المشروع الصھيوني فالثورات العربية في

Page 59: مقالات الثورة والمشروع؟

59

موقف شبيه بما فعلته ا�مبراطورية ا�نجليزية متعاونة مع ا�مبراطورية الفرنسية في بداية خطر ا�ستقطاب ھذا والذي القرن العشرين فھل يفلح قادة الثوارت المنجزة في التغلب على

سينتھي إلى التوظيف في الحديقة الخلفية للبيت ا$بيض وھل كان حسني وبن علي والقذافي إ� سعاة بريد في نظام الحرب الباردة ثم في نظام القطب ا$وحد؟ و� يغرنا التقاء المصالح المؤقتة

فقد التقت مصلحة (ل إليھا على نقاط محددة لم يكن للشعوب و� لقادة الثورة يد في الوصوالشعوب ومصلحة أمريكا على ضرورة إحداث تحول ما في ا$نظمة المھترئة أو الفاشلة كما تسميھا أمريكا ولكن � فضل $مريكا في ھذا فقد دفعت الشعوب العربية فلذات أكبادھا بينما

$وروبية اليھودية أمريكا تنتظر الحصاد المجاني للثورات، كما التقت المصلحة ا$مريكية االشيعي ا�يراني في المنطقة و� ) الخطر(ومصلحة الشعوب العربية في المنطقة على مواجھة

تدري الشعوب العربية من يستخدم من في ھذه المعمعة فقد رأى العرب بأم أعينھم العمامة في ا�يرانية تنحني لصواريخ توما ھوك وھي تضرب أفغانستان ثم رأوھا مرة أخرى تعيث

.العراق فسادا حتى اقامت للشيعة دولة ما كانوا ليحلموا بھا

صحيح بأن المكر � بد وأن يواجه بمكر ودھاء وصحيح أن التعامل الدولي � بد منه لكن التركيز ينبغي أن يوجه على عدم الذھاب في شوط ا�طمئنان إلى ما يسمى بالنظام الدولي بعيدا

قت فإن $مريكا وأوربا وإسرائيل تاريخھا الذي � تمحوه فمع ھذا الت�قي المصلحي المؤ ضربات الناتو في ليبيا فھل يقدر قادة التغيير الثوري أن يقودوا شعوبھم بعيدا عن ا�ست�ب؟

وأما خطر ا�ستقطاب الداخلي فھو يتمثل في أكثر من بعد ومن أبعاده ا�ستقطاب إما باتجاه ويتبع ذلك حلم التنمية الوافرة والرفاه وإما ! ر صفوه شيءحلم ا�ستقرار الوافر الذي � يعك

استقطاب باتجاه العيش على وقع ا�ستفزاز الدائم الذي يرى الخطر محدقا من كل مكان ف� يترك �لتقاط ا$نفاس فرصة و� للتجارب أن تأخذ مجالھا في الزمان والمكان و� يعطي

فوض في ا�تجاھين فدون التنمية الوافرة عقبات فرصة للتعايش وا�طمئنان فھذا استقطاب مر� بد من تذليلھا والصبر على حلقاتھا وكذلك استقطاب أصحاب البندقية الدائم مرفوض إ� إذا

.اقتضت الضرورة ذلك وتلك تقدر بقدرھا

ومن أشكال ا�ستقطاب الداخلي بروز بعض ا$قليات الفكرية والسياسية والمذھبية والدينية ية ومن اصطلح على تسميتھم بالعلمانيين في المجتمعات العربية وتقدمھم بمطالب خاصة والعرق

وتھويل لخطر التجاوز لحقوقھم حتى كادوا أن يصبغوا المشھد كله بھذه الصورة مع العلم بأنھم كانوا من أكبر المستفيدين من مظ�ت الحكم الديكتاتوري السابق وثمة أغلبية صامتة وحقوق

الجميع ووطنية تظلل الجميع وأداء شعبي قريب يشھد بالعدل وا�نصاف لھذه واسعة تسعا$قليات ولئن كان ھناك نوع من التعدي عليھا فقد كان من صنع أنظمة البطش والتجبر والخيانة والذي وصل إلى حد تفجير الكنائس في مصر ثم نسبتھا إلى المسلمين فلما تحرك

ل أنواعه أطل علينا بعض من ھؤ�ء مخوفين ومحذرين الربيع العربي مقاوما للظلم بك

Page 60: مقالات الثورة والمشروع؟

60

والعجيب في ا$مر أنه ليس من رؤية لدى كثير منھم إ� تعطيل النھضة الكلية للمجتمع بحجة منع سيطرة ا�س�ميين على المشھد السياسي وتلك حجة سمجة تھدف إلى تعطيل الحراك

.عادل ينصف الناس أجمعين المجتمعي العام وتمنع ا�لتقاء على كلمة سواء ونظام

ومن متطلبات التغيير الثوري أن يتمكن قادته من إعادة تعريف ومن ثم محاو�ت التطبيق * الجادة لنظام الحكم في ا�س�م والذي أعيد تعريفه وتقديمه ل`مة بناء على الحراك العلمي

في القرن الرابع والسياسي الذي نشط له العرب والمسلمون منذ سقوط آخر خ�فة إس�مية عشر المي�دي أو القرن العشرين المي�دي إن شئت إلى يومنا ھذا، فإذا بالنظام السياسي في ا�س�م شأنه شأن العقائد والعبادات وبقية النظام ا�س�مي له حدود ينتھي إليھا أھما الرشد

حد على أحد وھي صفة تلغي كل استقطاب للعصبيات عرقية كانت أو اجتھادية ف� وصاية $في النظام السياسي ا�س�مي بشرط مرجعية الشريعة � العقل البشري المجرد الذي لم يحتمل قطعة القماش على رؤوس النساء في حكم بن علي وأضرابه وبشرط أن تكون السلطة للشعب ن ول`مة تفوضھا من تشاء باختيار حر يكون الحاكم ونظامه في ھذا النظام أجراء يحق ل`مة أ

تحاسبھم وتقومھم وإذا شاءت عزلتھم، ومن مستلزمات الرشد في النظام السياسي ا�س�مي صفة التعددية سواء في استيعاب المجتمعات المسلمة للمخالفين لھا دينيا أو مذھبيا والتعددية ة السياسية والحزبية والفكرية التي تكفل حراكا مجتمعيا سليما، فھل يتمكن قادة الثورات المنجز

أن يتقدموا ل`مة بھذا النظام وتطبيقاته والتي يؤمل أن تفتح عصرا جديدا � للمسلمين وحدھم بل للبشرية في كل مكان؟

قدرة قادة التغيير الثوري على رسم مسطرة التعاون والتكامل ومن متطلبات التغيير الثوري* والتعاون والعمل المشترك بين الرؤى ا�س�مية والتجمعات ا�س�مية ووضع ميثاق للتكامل

وتقليل الفروقات والتناقضات إلى أدنى مستوى فھاھنا وقود نووي إن صح التعبير فإما أن يستغل في توليد الطاقة ودفع التنمية وإما أن يدخل في صناعة الكعكة الصفراء في صراع

ا ? ورسوله وأطيعو: (صفري � يتوقف إ� بإفساد كل شيء وھو ما أخبرنا به العليم الخبير ٤٦:ا$نفال)و� تنازعوا فتفشلوا وتذھب ريحكم واصبروا إن ? مع الصابرين

ويزيد ا$مر خطورة كثرة الجھات المستفيدة من ھذا التناقض والصراع وقدرتھم على توظيف التفرق وزيادة حدته مما يمكن أن يعرض التغيير الثوري إلى فشل تام وتوقف للمشروع برمته،

رة استيعاب سعة ساحات ا�خت�ف الفقھي والفكري والسياسي ولكن ا$مر ينصب مع ضرو .حول الرؤية والمشروع للمرحلة مع توزيع للواجبات وا$دوار

مدى امكانية قادة التغيير الثوري على مصاولة المشروع ومن متطلبات التغيير الثوري* الكلي؟ وعدم ا�ستس�م لمصطلحاتھا ا$مريكي بالدھاء والمكر الذي تدير به أمريكا الموقف

المجھزة تجھيزا تقنيا ونفسيا عاليا كمصطلح ا�رھاب الذي طاول استخدامه على العقد من .الزمان و� زال يعمل

Page 61: مقالات الثورة والمشروع؟

61

فأمريكا كالثعلب الذي وقف يوما في أعلى النبع ليشرب فجاء الديك اسفل منه طلبا للماء فخاطبه كيف أعكر عليك الماء وأنا في اسفل : فرد الديك متعجبا! لقد عكرت علي الماء: الثعلب قائ�

بل فعلت وكذا أخبرني جدي ان جدك كان يعكر عليه الماء ف�بد من أن : النبع؟ فقال الثعلب !!آكلك جزاء لك

فھاھي أمريكا ومعھا أوروبا يستنسخون مصطلح ا�رھاب والقاعدة مجددا في ليبيا بعد نجاح كبيرا من الدور المتصور لZس�ميين ومن قاتلوا على وجه الثورة فالتخويف بلغ حدا

الخصوص وخطورة ا$سلحة بين أيديھم، والحل لدى أمريكا واضح جدا فھي عصا غليظة على النظام السياسي الناشئ فإما أن يستجيب لشروط أمريكا ا$منية وإ� فالفوضى الخ�قة تنتظر

ذا الملف الحساس وبأي استراتيجية سوف يتعاملون ليبيا؟ فكيف سيدير قادة التغيير الثوري ھ معه خاصة وأن أمريكا قد جھزت نفسھا لھذا اليوم واستحقاقاته؟

وھل يجرؤ قادة التغيير الثوري أن يحافظوا على استق�لھم الحقيقي مھما كلفھم ا$مر مع $مريكا في استخدامھم لمسطرة المرونة إلى آخر ما يمكن؟ وبعد ذلك ھل يجرأون على القول

إن الذي دفعنا للثورة على القذافي وأمثاله سوف يدفعنا للثورة عليك إذا أنت لم : مستقبل ا$يامتنته عن أ�عيبك والتدخل في شؤوننا فالجھاد الذي أحله ? لنا لدفع الظالم القريب من ا$ولى

ھا، ثم أو ما كان ينبغي أن نستخدمه لدفع الظالم البعيد، وھل كان القذافي إ� صنيعة من صنائع أن يقدم توني بلير لمحكمة العدل الدولية برفقة سيف القذافي والسنوسي؟

ومن متطلبات التغيير الثوري قدرة قادة التغيير التقدم بنظام إقليمي بديل عن النظام الميت بل * ات الجغرافية الذي ولد ميتا وأعني به جامعة الدول العربية $نھم بذلك يستفيدون من قرب الوحد

صاحبة الثورات الناجزة وثقلھا السياسي والسكاني وا�قتصادي ويشكلون نواة لمظلة تحميھم من مخاطر ا�ستقطاب ا�قليمي والدولي، فإن تعذر النظام ا�قليمي ف� اقل من تكامل بيني إلى

.أن تنضج الظروف المواتية للنظام ا�قليمي

اسطنبول ٢٨/١٠/٢٠١١

Page 62: مقالات الثورة والمشروع؟

62

م في خارطة المشروع ثورة الشا ا�س�مي

حسن أحمد الدقي/ بقلم

٢٠/٢/٢٠١٢

:مفردات البحث

المقدمة: أو�

ثورة الشام في خارطة المشروع ا�س�مي: ثانيا

ثورة الشام في خارطة النظام الدولي وتوابعه: ثالثا

ثورة الشام ومؤشرات ا$داء ا�ستراتيجي: رابعا

Page 63: مقالات الثورة والمشروع؟

63

المقدمة: أو

ى قاصم الجبارين ومذل المتكبرين وناصر المستضعفين الذين قال عز وجل إن الحمد= تعالھا وتمت فون مشارق ا$رض ومغاربھا التي باركنا فيـستضع وأورثنا القوم الذين كانوا ي : (فيھم

كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما ١٣٧:ا$عراف)كانوا يعرشون

الشام:يعني) التي باركنا فيھا: (أورد ابن كثير عن الحسن وقتادة في قوله عز وجل

ا�ه إلى يوم والص�ة والس�م على نبي الملحمة محمد بن عبد? وعلى آله وصحبه ومن و :الدين، أما بعد

فإن ا�مام ابن تيمية رحمه ? لما سئل عن مدى فضل ا�قامة بالشام على غيرھا من الب�د؟ ولھذا كان المقام في الثغور بنية المرابطة في سبيل ? : قال متمما إجابته بعد أن فصل فيھا

)مجموع الفتاوى.(اءتعالى أفضل من المجاورة بالمساجد الث�ثة باتفاق العلم

فا$مر في أفضلية الشام متعلق من جھة بأفضلية زمنية تدور مع دوران المصلحة العليا ل`مة ومدى قدرة المقيمين على تطبيق النموذج التعبدي الذي أمر به الرب تباركت أسماؤه فإن انغلق

ر ا$داء الجھادي عليھم ا$داء التعبدي وتطبيق الشرع وجبت عليھم الھجرة، وإن تكاملت نذوجب عليھم التقدم للثغر مھما كانت التضحيات وھذا حكم عام لكل ا$مكنة وا$زمنة، وللشام أفضلية خاصة وبركة جعلھا الرب عز وجل في الشام وأخبر عن ذلك النبي صلى ? عليه

اcثار وسلم، فالشام على ھذا يأتي على رأس ا$مكنة التي فضلھا رب العالمين وبالوقوف علىالواردة وما ذكره العلماء في ھذا الباب يتضح أن من أسباب ا$فضلية وقوع الشام في بؤرة خطوط التدافع البشري على بيت المقدس وتخومه طوال عمر البشرية إلى قيام الساعة حسب ما

سلمة بن نفيل السكوني رضي حديث همنفي أحاديث كثيرة وأخبر به النبي صلى ? عليه وسلم

� تزال طائفة من أمتي ظاھرين على الناس، يرفع هللا قلوب أقوام يقاتلونھم، : (هللا عنه قالويرزقھم هللا منھم حتى يأتي أمر هللا عز وجل وھم على ذلك، أ� إن عقر دار المؤمنين الشام،

إسناده :نيالسلسلة الصحيحة، قال اNمام ا'لبا) والخيل معقود في نواصيھا الخير إلى يوم القيامة .حسن ورجاله ثقات

وقد وعد ? رسوله صلى ? عليه وسلم بكفالة خاصة $ھل الشام كما ورد عنه صلى ? عليه عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من ( :في جزء من حديث ابن حوالة وسلم بقوله

.ا$لبانيصححه ا�مام ).غدره، فإن هللا عز وجل قد تكفل لي بالشام وأھله

Page 64: مقالات الثورة والمشروع؟

64

ھل ھذا ھو : ولعل مما يشغل بال كثير من الدعاة المتابعين للشأن الكلي ل`مة أنھم يتساءلونستصالحون الروم صلحا : (أوان ما أخبر عنه الرسول صلى ? عليه وسلم في باب الفتن بقوله

تنزلوا ، فتنصرون وتغنمون وتسلمون ثم ترجعون حتى ورائكم من عدواآمنا فتغزون أنتم وھم رجل بغلب الصليب ، فيغض: أھل النصرانية الصليب فيقول منبمرج ذي تلول ، فيرفع رجل

.صحيح أبي داود)المسلمين فيدقه ، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة من

:ولعل الحديث ورواياته المختلفة لتؤكد على ما يلي

جود ھدنة مشھورة ومحدودة نتيجة ـ أزلية العداوة والحرب مع الروم إلى قيام الساعة مع واستھداف ا$مة والروم عدوا مھددا للجميع مما يجعل خطورة الروم تتراجع أمام تھديد ھذا العدو، فامكانية وقوع ھذه الھدنة واردة ولكنھا لن تغير من طبيعة المعادلة وع�قة العداوة

.والقتال بين ا$مة المسلمة والروم

�حظ الروم الغربيين وھم (مشتركا يجمع المسلمين والروم ـ تقتضي ھذه الھدنة قتا�لعدو من وراء المسلمين، مع العلم بأن قتال ا$فغان للسوفيت في ) البروتستانت والكاثوليك

الثمانينيات لم يكن مشتركا وإنما قام النصارى بتسھيل مھمة المجاھدين عبر توجيه ا$نظمة ).باكستان والسعودية(التابعة لھم

اتضح أن النظام الدولي بعد محاو�ت ا$مريكان ا�ستفراد بالقيادة الدولية قد آل أمره مرة ـأخرى إلى معسكر غربي وشرقي وأن المشروع الفارسي الشيعي قد لعب على ھذا التناقض

م ثم لما ١٩٩٠وتجاوب في مرحلة مع الصعود ا$مريكي طوال عقدين من الزمن منذ عام رانية بالصعود نحو التعملق الدولي عبر القوة النووية انحازت إيران إلى اتضحت الرغبة ا�ي .وتكاملت مصلحتھا مع مصلحة ذلك المعسكر) الصين وروسيا(المعسكر الشرقي

ـ المشروع الفارسي الشيعي ھو الذي فرض معادلة الصراع على ا$مة المسلمة عبر أ�عيبه لته فرض السيطرة النھائية على المعادلة السياسية ومشاركته في إسقاط كابل وبغداد وعبر محاو

والعسكرية في قلب ا$مة وبدعمه المطلق للنصيرية في الشام فقد وضع ا$مة المسلمة في عين .ا�ستھداف الذي � مفر منه

ـ وأخيرا وليس آخرا فإن أحاديث أخرى في باب الفتن لتؤكد أن أمام ا$مة المسلمة في مرحلتھا اشدة ستعم ا$رض وظھور عالمي سيبلغ به الدين ما بلغ الليل والنھار ومن أھم ھذه خ�فة ر

حدوث الم�حم وھي معارك تشتعل في وقت متقارب : مؤشرات ھذه الخ�فة أمران؟ ا$ول�حظ أفغانستان والعراق وفلسطين وليبيا والشام (وتعم مناطق واسعة من أراضي المسلمين

ط المرحلة الجبرية وك� ا$مرين قد بدأت تباشيرھما على سقو: ، وا$مر الثاني)وغيرھاا$رض، وھي مرحلة خ�فة راشدة كما وصف الرسول صلى ? عليه وسلم لكنھا ليست خ�فة

Page 65: مقالات الثورة والمشروع؟

65

المھدي على ا$رجح فخ�فة المھدي مرتبطة بتسلسل متتابع من ع�مات الساعة الكبرى ونھاية .الكون و? تعالى أعلم

م وما ورثوا من المسيرة ا�س�مية سواء في مسارھا الكلي وذلك من بعثته فطوبى $ھل الشاصلى ? عليه وسلم إلى قيام الساعة أو في ظل المرحلة الحالية حيث تكاد الشام أن تؤول إليھا المسيرة ا�س�مية المعاصرة في دفعھا لصولة الباطل بكل ألوانه خاصة بعد أن قام أھل

اق وقبلھم أھل فلسطين بأدوراھم المباركة في منازلة المشاريع الث�ثة أفغانستان وأھل العرالمھيمنة على قلب ا$مة تلك المتمثلة في المشروع ا$مريكي والمشروع اليھودي وأخيرا وليس آخرا المشروع الفارسي الشيعي، وبعد أن ضرب الثوار العرب قلب النظام الجبري فأصابوه

يا فجاءت ثورة الشام لكي يرتكز إليھا المشروع ا�س�مي في في مقتل في تونس ومصر وليب .مسيرته نحوه التمكين والخ�فة الراشدة

وفي ھذا المبحث سأبذل جھدي للوقوف با$خوة المھتمين على منارات المرحلة ومعالمھا ا$ساسية حتى � تشغلنا تفاصيلھا وضغوطھا المت�حقة عن التركيز على الرؤية الكلية وفھم المآ�ت الكبرى للصراع خاصة في الشام وما حولھا، وكما أدار أبوبكر الصديق رضي ? عنه مرحلة حروب الردة وبعدھا الفتوح وكذا فعل عمر رضي ? عنه حتى استقامت مسيرة تلك الفتوح في مرحلتھم والمراحل التي تلت، ولم يكن ليتأتى ذلك لو� أن الصحابة رضي ? عنھم

النواجذ على المنارات ا�ستراتيجية التي أشار إليھا رسول ? صلى ? عليه وسلم من عضوا بفتح لجزيرة العرب وفارس والروم بل وأبعد من ذلك فھا ھو قبر أبي أيوب ا$نصاري رضي ? عنه في الناحية الغربية من اسطنبول ينبؤنا بمدى استجابة ذلك الجيل رضي ? عنھم

لك ا�شارات ا�ستراتيجية التي تركھا لھم رسول ? صلى ? عليه وسلم، بل إن والتزامھم بتقبر أبي أيوب ظل معلما $جيال الفاتحين من بعده إلى أن تطلع محمد الفاتح إلى تلك الذروة

.والمجد الرفيع

حدثين ومما يتحتم ذكره في ھذه المقدمة أن أشير إلى الدرس ا$بلغ في اخت�ف أھل العراق المخ�ل العقد ا$ول من ا$لفية الثالثة ونجاح العدو الظاھر والباطن في إيصالھم إلى حد ا�قتتال وتوجيه الس�ح إلى صدور بعضھم البعض وأن ذلك لم يكن ليحدث لو� غفلتھم عن منارات ا$داء الكلي أو ا�ستراتيجي فاختلفوا على تفاصيل المرحلة حتى غاصوا في أوحالھا وأصبح

ذلك ا�خت�ف مصيدة وقع الجميع فيھا وتعطل على إثر ذلك المسار العام وتبددت اcمال دون أن نقلل من شأن منارات الجھاد التي أع�ھا أھل العراق وإثخانھم في الصليبية العالمية

.وتعاملھم المبكر مع أخطر مقدمات التمدد للمشروع الفارسي الشيعي

مھم ودقيق وھو أن قدرة الصف المؤمن على تجنب التنازع ويتعلق با$مر السابق تفصيل و� تنازعوا فتفشلوا وتذھب : (وضمان عدم الوقوع في الفشل الذي حذر منه ? عز وجل

اcية، � يتم عبر الوعظ وحده على أھميته وإنما أن يستجيب المؤمنون لكل ما أمر ? )ريحكم

Page 66: مقالات الثورة والمشروع؟

66

ياأيھا الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا : (عز وجل به في نفس اcيات وھي خمس أمور? كثيرا لعلكم تفلحون، وأطيعوا ? ورسوله و� تنازعوا فتفشلوا وتذھب ريحكم واصبروا إن

، فمن ضمانات عدم الوقوع في التنازع أمور كثيرة مھمة ٤٦-٤٥:ا$نفال)? مع الصابرينأن � تضيع بوصلة الو�ء في خضم التزلزل : ليأتي في مقدمتھا أمران أساسيان أما ا$و

فھي مسألة ا�جتھاد الكلي في النظر للمرحلة وتحديد طبيعتھا : والصراع وأما ا$مر الثانيومآ�تھا وعندھا تكون ھذه الرؤية ھي إحدى معالم المسيرة الكلية والجامعة ل`مر من أطرافه

يوفروھا وقع الناس في حال من التجاذب الدائم وفي حال أھمل القادة ھذه المقدمة ال�زمة ولم والتذبذب بين ا�ستراتيجية والتكتيك أو ما بين مسائل ا�جتھاد الكلي الثابت ومسائل التنفيذ المرن، وكلما أوغل الناس في مسيرة التنفيذ وا$داء الميداني وھم � يملكون الرؤية الكلية

مسائل ا�جتھاد فطفقوا يتجادلون فيھا وھكذا استيقظت عندھم في كل منعطف مسألة كبرى من .حتى تتشابك تلك النقاط تشابكا يفضي إلى التنازع الكلي ومن ثم الفشل

فإذا لم يتقدم القادة برؤيتھم واجتھادھم للتعامل مع المرحلة وتركوا ھذه المھمة للرويبضات ا يعطل أداء ھذه المھمة يفتون في أمر العامة وقع الجميع في دائرة التذبذب والتنازع، ومم

اعتذار القادة المعنيون بحجج ظروف الميدان وضغوط المتطلبات وھو عذر غير مقبول ولھذا وما كان المؤمنون لينفروا كافة : (نبه الشارع الحكيم إلى ھذه المسألة الخطيرة بقوله عز وجل

إذا رجعوا إليھم لعلھم فلو� نفر من كل فرقة منھم طائفة ليتفقھوا في الدين ولينذروا قومھم ١٢٢:التوبة)يحذرون

ولعل من أھم المسائل التي يحتاج القادة أن يقفوا عليھا وأن يتعمقوا في فھمھا ومن ثم تعليمھا :للمسلمين القائمة التالية

فقه المشروع ا�س�مي ومساراته الكلية •

فقه الجھاد ومسائله ما عظم منھا وما صغر •

�س�مفقه النظام السياسي في ا •

فقه ع�قة ا$داء السياسي با$داء الجھادي •

فقه معادلة ا�ستضعاف والتمكين •

فقه معاد�ت النظام الدولي وصراع المشاريع العالمية •

وإن من م�مح الثورة الشامية المباركة التي تكفل ? عز وجل بأھلھا أن يتمكن المعنيون المباركة من سد الثغرات الكبرى ومعالجة ما بالشأن ا�س�مي وھم يعالجون شؤون ثورة الشام

.لم يمكن معالجته في أفغانستان والعراق

Page 67: مقالات الثورة والمشروع؟

67

ثورة الشام في خارطة المشروع ا�س�مي: ثانيا

أين تقع ثورة الشام على خارطة المشروع ا�س�مي؟ : وقبل محاولة ا�جابة على ھذا السؤال�س�مي تلك التي تبلورت من خ�ل فنحن بحاجة أن نشير إلى بعض م�مح خارطة المشروع ا

اجتھادات الجماعات ا�س�مية المختلفة ومن خ�ل القضايا والساحات الساخنة التي خاضتھا ا$مة في العقود الماضية وخاصة في العقود الث�ثة ا$خيرة ومن خ�ل الدروس الكبرى التي

مة المتطاولة على يد النظام تمخضت عنھا ممارسات المجتھدين في ا$مة ومن خ�ل معاناة ا$السياسي الذي يحكمھا في المشرق والمغرب وھو الذي وسمه الرسول صلى ? عليه وسلم بالنظام الجبري ومن خ�ل حراك أمم الكفر على مستوى النظام الدولي وا�قليمي واتخاذھم أمة

ى ? عليه وسلم ا�س�م قصعة يتنادون عليھا كما ھو في حديث ثوبان مولى رسول ? صلومن قلة : فقال قائل . يوشك ا'مم أن تداعى عليكم كما تداعى ا'كلة إلى قصعتھا : (حيث قال

بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن هللا من صدور : نحن يومئذ ؟ قال وما الوھن ؟ ! رسول هللا يا : فقال قائل . عدوكم المھابة منكم ، وليقذفن هللا في قلوبكم الوھن

وكيف أذن الرب تباركت أسماؤه بكسر .صحيح أبي داود)حب الدنيا وكراھية الموت: قالالنظام الدولي بسقوط ا�تحاد السوفيتي الملحد تمھيدا لدخول الموحدين في ثنايا النظام الدولي

ستضعاف والتمكين حتى ووراثته في نھاية المطاف، وكيف تقلبت أمة ا�س�م على معادلة ا� .أذن ? عز وجل بكسر مرحلة ا�ستضعاف ودخول الموحدين إلى مرحلة التدافع

ويلزم من يريد أن يقف على خارطة المشروع ا�س�مي أن يرجع إليھا في مظانھا من البحوث .م�مح المشروع ا�س�مي للمؤلف وغير ذلك من البحوث والدراسات: السابقة وأھمھا كتاب

يما يلي سوف أستعرض أھم النقاط التي تحدد موقع ثورة الشام في خارطة المشروع وف :ا�س�مي

إحكام مرحلة التدافع •

إن ثورة الشام قد دفعت ا$مة المسلمة كي تتوغل عميقا في مرحلة التدافع حيث احتاجت ا$مة تتح المسلمون قرنھم المسلمة قرابة ث�ثة عقود وھي تقاوم جاذبية مرحلة ا�ستضعاف فمنذ أن اف

للمي�د وھم بين جذبين ١٩٨٠للھجرة الذي وافق عام ١٤٠٠الخامس عشر الھجري وذلك عام كبيرين جذب مرحلة ا�ستضعاف وسننھا وجذب مرحلة التدافع وسننھا ولو� لطف ? عز وجل بالمسلمين واضطرارھم خوض المعمعة تلو المعمعة لغلبھم جذب مرحلة ا�ستضعاف

قالوا ياموسى إن فيھا قوما جبارين وإنا لن : (دت مقولة بني إسرائيل أن تفشوا فيھمحيث كا، فلو� معركة أفغانستان ٢٢:المائدة)ندخلھا حتى يخرجوا منھا فإن يخرجوا منھا فإنا داخلون

ا$ولى في الثمانينيات ومعركة فلسطين وبقية المعارك في التسعينيات كالبوسنة وكشمير لفلبين والشيشان وغيرھا والمعركتين الفاصلتين في العشرية ا$ولى من ا$لفية وطاجيكستان وا

Page 68: مقالات الثورة والمشروع؟

68

الثالثة وھما معركتا أفغانستان الثانية ومعركة بغداد فلو� تلك المعارك لبقي المسلمون يراوحون في متاھات مرحلة ا�ستضعاف والقبول بمرجعية النظام الدولي وتعليق اcمال الواھية عليه

ل الحرب النفسية التي شنھا ا$مريكان عليھم تحت مسمى ا�رھاب لكن ا$مر خاصة في ظاستقام من خ�ل مسارين رئيسيين؟ المسار ا$ول تمثل في ا�ضافة المباركة بنموذج الثورة الليبية وأخيرا بنموذج الثورة الشامية، وأما المسار الثاني فھو تضعضع النظام الدولي الذي لم

دارة العالم بنفس الكفاءة السابقة وخاصة في ظل انتكاسة القطب ا$مريكي على يعد قادرا على إيد ا$فغان والعراقيين وما أنفق من أموال طائلة في الحربين وفي ظل تنمر المشروع الفارسي

.الشيعي وخلطه $وراق النظام الدولي

ول عليھا أن تسھم بزيادة وعليه فإن الثورة الشامية تدخل با$مة إلى أعماق مرحلة التدافع ويعمعدل عولمة ا$داء ا�س�مي من جھة وتولي مھمة كسر المشروع الفارسي الشيعي من جھة أخرى تمھيدا $دوار أكبر وأقوى في تعامل ا$مة مع النظام الدولي، ولعل مما يحتاج القادة أن

ع ا�جتھادات في يقفوا عليه من سمات مرحلة التدافع عدم الخوف من كثرة الفراغات وتنازخارطة ا$داء ا�س�مي ككل ما بين من يفضل ا$داء السلمي ويعول عليه ومن يستقيم على

أجعلتم سقاية الحاج : (متطلبات المرحلة فقد حدث ھذا على عھد الرسول صلى ? عليه وسلمعند ? و? وعمارة المسجد الحرام كمن آمن با= واليوم اcخر وجاھد في سبيل ? � يستون

١٩:التوبة)� يھدي القوم الظالمين

كسر المرحلة الجبرية •

وتتعلق الثورة الشامية بأحد أھم معايير المشروع ا�س�مي وھو الدفع باتجاه كسر آخر أطواق المرحلة السياسية الجبرية وضعضعتھا بعد أن عمرت تلك المرحلة دھرا وھي تمنع ا$مة من

كرامتھا وتطبيق دينھا ومدافعة عدوھا، خاصة وأن أطواق الجبرية قد كل حراك نحو حريتھا وتداخلت بشكل غريب حتى تعاون ا$عداء المتشاكسون على تثبيت قواعدھا وبينھم ما بينھم من العداء والخ�ف فمع توزع النظام السياسي العربي ما بين ملكية وجمھورية وادعاء كل طرف

عدادھم للذھاب في العداوة إلى آخر ا$شواط لكنھم متفاھمون بأنه أحق بالملك من صاحبه واستكل التفاھم على تثبيت أطواق الجبرية في أعناق ا$مة ولذا رأيناھم يجلسون بين يدي صبي

مرجعھم ا$مني وھم متوافقون، وزاد من العنت دخول ) بن علي(التونسي ) السي آي إيه(بري منذ ما يقرب من ث�ثة عقود وتكامله مع المشروع الفارسي الشيعي على خط النظام الج

النظام السياسي العربي بل واندفاعه لقضم أكبر حصة ممكنة من النظام السياسي في المنطقة ونتيجة �ستظ�ل ك� النظامين أعني العربي والفارسي بالمظلة ا$مريكية وبقية المظ�ت

كسر ھذه ا$طواق طوقا بعد طوق بل الدولية فقد عمل الجميع ضد مصالح ا$مة وقد حان أوانإنه من البشريات أن يتزامن الكسر على أكثر من صعيد ومسار، ولكن الذي يعني الثورة الشامية أنھا أخرجت كثير من ا$وراق من أيدي ال�عبين الرئيسيين في المنطقة ووضعتھا بيد

Page 69: مقالات الثورة والمشروع؟

69

أوراق التوت عن الرجال في الميدان وھي قابلة للتطور في كل ا�تجاھات وأزاحت كل .عورات النظام الجبري وما تبقى منه في ب�د العرب

المعايير العقدية •

وتأتي ثورة الشام لكي تعيد المسائل العقدية إلى نصابھا الصحيح وإلى معاييرھا الدقيقة فھذه أمة دة بتشديد الحاء وكسرھا و� يمكن أن يختلط أداؤھا العقدي بتخليط الشيعة وتقي gتھم سنية موح

وتماھيھم مع النصارى في المنطقة و� بادعاء العمائم الفارسية تحرير المسجد ا$قصى من اليھود وھم يريقون دماء العباد الموحدين ويتجاوزن كل حقوقھم بل ويشاركون الصليبيين إذ�ل الموحدين في أفغانستان والعراق فكيف التقى المشروع الفارسي الشيعي مع المشروع الصليبي في ك� المنطقتين وھو يزعم أنه يصادمه في فلسطين؟ فجاءت ثورة الشام لكي تميط آخر لثام

.عن وجه المشروع الفارسي الشيعي البشع وتؤكد وحدة العقيدة ووحدة ا$داء الميداني ل`مة

نظريات استراتيجية •

ظريات ا$ربع وتأتي ثورة الشام في خارطة المشروع ا�س�مي لكي تؤكد حاجة ا$مة إلى النالتي تبلورت على إثر تجارب ا$مة المتنوعة وخوضھا للمعارك التي غيرت وجه التاريخ والعالم وزلزلت النظام الدولي، تلك النظريات التي توحد الرؤية وتوحد القيادة وتستثمر ا$داء

لھا، وللتذكير الكلي وترفع السقوف نحو أداء عالمي يليق بأمة ا�س�م وأدوراھا التي أرادھا ? :فالنظريات ھي

وتھدف إلى جمع كلمة المجتھدين والعاملين لنصرة ھذا : نظرية ألوان الطيف: النظرية ا$ولىالدين والتمكين له في ا$رض مع فسح المجال لتعددية إس�مية تلتقي على أھداف كبرى

.وشاملة

مة واضحة ومحددة بأخطر أعداء وتھدف إلى بلورة قائ: نظرية الدرع والقلب: النظرية الثانيةالمسلمين والسعي لتفكيك ھيمنتھم بكل السبل التي أحلھا ? للمسلمين خاصة المشروع

.ا$مريكي والمشروع اليھودي وكل مشروع يعترض مسيرة ا$مة المسلمة

وتھدف إلى نقل آفاق ا$داء ا�س�مي إلى آفاقه : نظرية الظھور والعولمة: النظرية الثالثة .لعالمية حسب ما أراد ? عز وجل من ظھور لدينه وإع�ء لكلمتها

وتھدف إلى استخدام كافة مسارات التغيير لتحقيق : نظرية التغيير الشاملة: النظرية الرابعةا$ھداف الكبرى ل`مة سواء على المستوى القطري أو ا�قليمي أو الدولي واستثمار سعة ا$مة

.وأجيالھا المستجدة لتحقيق ذلك التغيير وانتشارھا وقواھا الكامنة

Page 70: مقالات الثورة والمشروع؟

70

ومن أجزاء نظرية التغيير الشاملة ضرورة المناقلة بين نظريات التغيير ا$ساسية والمجربة :وھي للتذكير

.ـ نظرية ا$داء السياسي الدستوري أو الديمقراطي

ـ نظرية إدارة ا$زمات والتعامل مع ا�نھيارات

ـ نظرية ا�نق�ب العسكري

نظرية الجھاد ضد الكفرة الذين � خ�ف عليھمـ

ـ نظرية الثورة الشعبية والعصيان المدني

وأنه � ينبغي ا�نغ�ق وا�كتفاء بنظرية واحدة أو اثنتين، وجاءت الثورة الشامية لكي تكسر الحاجز النفسي الذي سعت كل القوى المناوئة ل`مة لبنائه طوال السنين وھو أن تغيير وإص�ح

اقع العرب والمسلمين لن يتم إ� من خ�ل المسار السياسي فقط وأن أي استخدام للقوة إنما ويصب في إطار ا�رھاب والتطرف فجاءت الثورة الشامية لكي تعيد ا$مر إلى نصابه، ولعل من أھم إنجازات وبركات الثورة الشامية في ھذا الشأن أنھا أخرجت القضية ا�س�مية من

حات والمسميات فا$مر والشأن شأن أمة وعقيدة ومصلحة عليا لھذه ا$مة ضيق ا�صط�وليست المسألة مسألة إخوان مسلمين و� تنظيم قاعدة كما سعت أجھزة ا�ستخبارات العربية

.والعالمية أن تقنع به المسلمين طوال عقدين من الزمن

غايات المشروع ا�س�مي •

دق وأوضح من أي قضية أخرى في بيان منتھيات وتأتي ثورة الشام لكي تسھم بشكل أالمشروع ا�س�مي وغاياته الكبرى فالموضوع ليس مجرد إسقاط نظام طاغوتي آخر من أنظمة العرب الجبرية ـ وإن كان ھذا الھدف المرحلي من ا$ھمية بمكان ـ بل ھو مضي نحو

ليھود وبدون استخ�ص المناطق الكلية ومن أھمھا موضوع بيت المقدس وتخليصه من أيدي االشام لصالح المشروع ا�س�مي ف� يمكن مصاولة قلب المشروع الصليبي المتمثل في المشروع اليھودي، ومن غايات المشروع ا�س�مي استخ�ص قلب ا$مة المسلمة من ھيمنة وسيطرة النظام الدولي وتوابعه خاصة تمدد المشروع الفارسي الشيعي وكذا وراثة المسيرة الجھادية المباركة في ا$جنحة الث�ثة التي صاولت المشاريع المناقضة ل`مة وھي أفغانستان

.والعراق وفلسطين

المرجعية القيادية •

كما يتوقع أن تسھم الثورة الشامية في بلورة المرجعية القيادية ل`مة من خ�ل دفع الرموز الجھادية والمعركة السياسية في الشام القيادية المستجدة والتي سوف تنتج من إدارة المعركة

وإحداث التوازن في المعادلة القيادية ما بين الجناح الشرقي والجناح الغربي ل`مة بما تتميز به الشام من موقع وسطي وتعلق ببيت المقدس وفق ما أشار إليه رسول ? صلى ? عليه وسلم

)في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس: (بقوله

Page 71: مقالات الثورة والمشروع؟

71

الشام في خارطة النظام الدولي وتوابعه: ثالثا

إن مما يحتاجه المسلمون في تقويمھم للقضايا المختلفة أن يقفوا على القواعد الكلية في الرؤية ا�ستراتيجية والسياسية تلك التي تجعلھم مستقلين في رؤاھم ومنطلقين من مبادئھم وبذلك

س والنظر، ومنذ أن انطلق أداء ا$مة في يتمكنوا من التقدير الدقيق $ي قضية ھي قيد الدرمستوياته المتقدمة ومنذ أن تبلورت معالم الرؤية ا�س�مية الكلية وتفاعلت مع حراك ا$مم من حولھا فقد سارت ع�قة ا$مة المسلمة بالنظام الدولي وفق معادلة دقيقة تحكمھا المعطيات

لمعطيات من مصالح اقتصادية ونھب لخيرات العقائدية في المقام ا$ول ثم ما يترتب على تلك ا .ا$مة أينما وجدت

وقبل أن نقف على موقع الشام في خارطة النظام الدولي فنحن بحاجة أن نستعرض باختصار :أھم نقاط معادلة ع�قة ا$مة المسلمة ككل بالنظام الدولي خ�ل العقود وھي كالتالي

بشكل منتظم منذ استقر العالم على نظام انتھك النظام الدولي محرمات ا$مة المسلمة •الكبار لمقدراته، وكان من أوضح تلك ا�نتھاكات تحكم ) الكفار(الحرب الباردة وتقاسم الخمسة

النظام الدولي التام بالنظام السياسي الذي يحكم المسلمين والذي انطبق عليه تعريف النبي صلى إلى جناحين الجناح ا$ول شرقي يتحكم في ? عليه وسلم بالحكم الجبري، وانقسمت ا$مة

يتحكم فيه النظام ) يمتد من إندونيسيا إلى طنجة(وجناح غربي ) آسيا الوسطى(الشيوعيون النصراني الغربي وقد بقي زمام ذلك النظام بأيدي أولئك الكفار حتى أذن ? عز وجل بانھيار

لعربي على يد ا$حرار العرب م وبانھيار النظام الجبري ا١٩٩٠ا�تحاد السوفيتي عام .م٢٠١١المعاصرين عام

وكان من أوضح انتھاكات النظام الدولي لمقومات ا$مة ھو منعھا من ا�حتكام لشريعتھا •والحيلولة دون ذلك من خ�ل النظام السياسي ودعمه با�طروحات الثقافية المناقضة $صول

ر ا$مة على ا�حتكام إليھا وحتى الدول التي ا$مة واستبدال الشريعة بالقوانين الوضعية وإجباتظاھرت با�حتكام إلى الشريعة فقد فرغ ھذا ا�حتكام من محتواه في ظل موا�ة النظام

.السياسي للكفرة واستجابته لكل إم�ءاته

فرض النظام الدولي من خ�ل أدواته ومؤسساته المختلفة مناھج الض�ل المناقضة لعقيدة •قائدية وتطبيقية ومن نماذجھا فرض النظام الشيوعي الملحد في الجزائر واليمن ا$مة كبدائل ع

في العراق والشام والنظام الناصري ) الشيوعية المعدلة عربيا(الجنوبي والنظام البعثي ا�شتراكي في مصر، ومن ا$دوات التي استخدمت في ھذا السبيل تمكين ودعم ا$قليات

يرية في الشام وتمكين النصارى والدروز والشيعة في لبنان المناقضة ل`مة كتمكين النص .والنصارى في نيجيريا وكينيا وا$مثلة أكثر من أن تحصى) نظام بوتو(والشيعة في باكستان

الذي ھو قلب الشام وأمد ) بيت المقدس(فرض النظام الدولي الدولة اليھودية في قلب ا$مة • .في المنطقة اليھود بكل أنواع الدعم وضمان التفوق

Page 72: مقالات الثورة والمشروع؟

72

ت�عب النظام الدولي بكافة قضايا المسلمين في أروقة ا$مم المتحدة وأجاد الفرقاء اللعب •والتحريك باتجاه تقويض تلك القضايا وإفراغھا من محتواھا سواء كانت تلك قضايا العرب وعلى رأسا فلسطين أم قضايا المسلمين في مشارق ا$رض ومغاربھا كقضية كشمير والبوسنة

والشيشان وكوسوفا وغيرھا، و� ننس أن نذكر بالدور المباشر الذي لعبه النظام السياسي .العربي في وأد تلك القضايا

لدور ا$مة المسلمة في إسقاط أكبر دولة ملحدة ) الشق ا$ول للنظام الدولي(تنكر النصارى •ا لما قدمه ا$فغان خ�ل عرفھا التاريخ وتھديدھا الدائم لما بات يعرف بالسلم الدولي وتنكرو

من تضحيات حيث زاد عدد شھدائھم عن المليون والنصف شھيد والمھجرين قرابة ) الثمانينياتخمسة م�يين مھاجر، بل وما كادت الحرب تضع أوزارھا حتى سارع النصارى با�نقضاض

المية أطلقوا على الروح الجھادية التي سرت في أمة ا�س�م واتخذوا من ھذه المسألة فزاعة عواستخدم النصارى كل مؤسسات النظام الدولي في ھذه الحرب حتى ) ا�رھاب(عليھا مصطلح

خسر المسلمون كل قضاياھم في الحراك الجھادي التي سادت في تسعينيات القرن العشرين المي�دي وعلى رأسھا قضية أفغانستان نفسھا حيث استخدموا المكر ا�ستخباراتي لZيقاع بين

صائل المجاھدين ا$فغان وكذلك خسر المسلمون قضاياھم ا$خرى كالبوسنة وكشمير وارتريا ف .وكوسوفا والشيشان والفلبين وطاجيكستان والصومال وجنوب السودان وغيرھا

دشن النصارى ألفيتھم الثالثة بشن حرب عالمية غير مسبوقة على أضعف ا$مم في العالم •اقية وأعينھم على ا�مبراطوريات المھددة لقطبيتھم ا$حادية تحت استراتيجية الحروب ا�ستب

وھي الصين وروسيا ولكن الضغط الحقيقي وقع على المسلمين حيث استخدم جورج بوش على بيوت الطين ا$فغانية وعلى بقايا الخردة ) التوما ھوك وكروز (صواريخه العابرة

ھذه الحرب أخطر النتائج العالمية وا�قليمية العسكرية السوفيتية في النظام العراقي وقد نتج عنوھو تمدد المشروع الشيعي الفارسي حيث منحت أمريكا العراق �يران على طبق من ذھب وضعضعت القوة السنية ا$فغانية كما ضعضعت باكستان لصالح إيران والھند الھندوسية على

لھ�ل الشيعي حيث اتصل حد سواء وسمحت تلك الحرب و$ول مرة بتشكل ما بات يعرف باالنظام ا�يراني بحليفة النصيري في الشام ولبنان وامتدت يده إلى شيعة باكستان وأفغانستان

.وشيعة الجزيرة العربية

دعم النظام الدولي النظم الديكتاتورية القمعية في العالم العربي وا�س�مي من خ�ل •ي العالم بكل أدوات القمع ومناھجه وتوابعھما ف KGBو CIAالمؤسستين ا�ستخباريتين

ا�دارية وا�ع�مية والنفسية وأمام سمع وبصر النظام الدولي وتأييده رزح المسلمون تحت نظام عبدالناصر وبومدين وسوكارنو وسوھارتو وصدام وعبدالفتاح اسماعيل وحافظ أسد

مشارق ا$رض والحسن الثاني والحسين بن ط�ل وملوك آل سعود المتتابعين وغيرھم في .ومغاربھا حتى ملئت السجون با$حرار وملئت اcفاق بالمھجرين

Page 73: مقالات الثورة والمشروع؟

73

ھيمن النظام الدولي من خ�ل نظمه العسكرية والسياسية والمالية على ثروات المسلمين •وفرض سيطرته على ممراتھم ا�ستراتجية وكانت أخطر سيطرة على الذھب ا$سود والذي

أغلب احتياطياته العالمية خاصة جزيرة العرب والعراق يملك المسلمون منه في أراضيھم وشمال إفريقيا ونيجيريا وغيرھا، ورھنوا بذلك مستقبل المسلمين لمعادلة التنمية التي توصف بمعادلة الشمال والجنوب ووقع المسلمون في جنوب ذلك النظام فلم يجنوا إ� الفقر والتخلف

.على كل ا$صعدة

قفة المختصرة في ع�قة النظام الدولي با$مة المسلمة يمكننا أن نقف على فإذا استوعبنا تلك الو :موقع الشام في خارطة النظام الدولي وفيھا النقاط التالية

انعكست سياسة التوازن القائمة في مرحلة الحرب الباردة على الوضع في الشام أيما •فضيل النظام اليھودي في المنطقة انعكاس فقد أجمع القطبان المؤثران في النظام الدولي على ت

وضرورة دعمه وتقويته وأجمعا على دعم نظام حافظ أسد النصيري كأحد أركان حفظ .المشروع اليھودي وصيانته

كما انعكست سياسة التوازن الدولي على النظام النصيري في الشام عبر جمع ذلك النظام •ومرجعيته ا�ستراتيجية للمظلة ا$مريكية ) االشيوعية المعدلة عربي(للمرجعية العقائدية البعثية

في آن واحد، فالنجمة الروسية الحمراء فوق القبعة والسجود الحقيقي يكون للصنم ا$مريكي، وما ترتب على ذلك من رسم صورة مزيفة للنظام الممانع والمناقض للوجود اليھودي في

ي ومنفذا للسياسة ا$مريكية في المنطقة بينما ھو أحد أھم عناصر الحماية للمشروع اليھود .المنطقة

غض النظام الدولي طرفه عن التحالف الذي أنشأه الخميني مع نظام حافظ أسد في المنطقة •من أول يوم وصل فيه الخميني لرأس الحكم في إيران ومع التخوف الشكلي الذي كان يبديه

في وضع أسس البنية التحتية النظام الدولي من ھذا التحالف لكنه سمح للنظامين با�ستمرار .لمستقبل الدولة الشيعية الموسعة في المنطقة

كما كافأ النظام الدولي نظام حافظ أسد بجعل نظامه أحد أھم المرجعيات لنظام الشرق •ا$وسط السياسي وا$مني متقاسما الكعكعة مع كل من مصر والسعودية وإسرائيل، وعلى ضوء

م تحت ما يعرف باتفاق الطائف لضبط ا$وضاع في ١٩٨٩ام ذلك تم إط�ق يده في لبنان علبنان باتجاه البوصلة ا$مريكية واليھودية في المنطقة وعليه فقد عاثت اليد النصيرية في لبنان فسادا طوال عقد ونصف من الزمن وأشرفت على بناء النواة الشيعية ا$خطر في المنطقة وھي

.حزب ? الشيعي

لي النظام النصيري في الشام باستصحابه كجزء من التحالف الدولي كافأ النظام الدو •نظام القطب (�حداث التغيير في المعادلة العالمية وقيام أمريكا بتدشين النظام الدولي الجديد

Page 74: مقالات الثورة والمشروع؟

74

م وھي بذلك ١٩٩١واتخاذ حربھا ضد النظام البعثي العراقي مسارا لذلك التغيير عام ) الواحد .فعة كبيرة من خ�ل ذلك ا�ستصحابأعطت للمعادلة الشيعية د

كافأ النظام الدولي النظام النصيري في الشام متمث� ھذه المرة بشقه الروسي والصيني •حيث أسھمت روسيا مباشرة وأسھمت الصين من خ�لھا تأثيرھا في كوريا الشمالية بتدشين

نعكس ھذا الوضع على المشروع النووي الشيعي والمساھمة في بنائه ووضعه قيد التشغيل وقد ا .النظام النصيري في الشام حيث قوة النظام النصيري مستمدة من قوة النظام الفارسي الشيعي

ويتحكم في موضوع التغيير وإسقاط النظام في الشام بعوامل أساسية لدى شق الناظم •ء الغربي الصليبي ومن أھمھا ضمان أمن إسرائيل ولو� أن محاو�ت النصارى �سترداد و�

النصيرية قد باءت بالفشل وطوال عقد من الزمن وإ� فقد كان ا$فضل وا$وفر للنصارى أن يستجيب النظام النصيري للضغوط ولكن يبدو أن الفرس كانوا قد سبقوا ولغموا ساحة النظام النصيري بحيث � يستطيع الفكاك من حلف الخميني حافظ أسد ويبدو أن ا�بن الوريث مجرد

لمتحكم ا$ول والنھائي بنظام الحكم ھي طھران، وعليه فإن رغبة النصارى باستبدال واجھة وانظام الحكم في دمشق يقابله تخوف كبير من طبيعة النظام الذي سيرث النظام النصيري ومدى ضمانته $من إسرائيل وقبوله ل�ستظ�ل بمظلة النصارى الغربيين؟ وأخطر ما في ا$مر أن

ون في إطالة أمد ا$زمة في الشام حتى يضمنوا أحد أمرين فإما أن يحدث النصارى سوف يسھمانق�ب داخلي ضد و�ء النظام �يران وبالتالي يحصل حل ترقيعي وديموقراطية مقننة تحفظ المعادلة في المنطقة وإما أن تضمن أمريكا ضمانا كام� أو شبه كامل لمجيء نظام موالي لھم

.س�مية والتاريخ ا�س�مي القديموإن كان ببعض الصفات ا�

وفي ظل ھذه الرؤية يتحرك ما بقي من نظام سياسي عربي والذي لم يخضع لربيع الثورة •العربية باتجاه محدد في الشأن الشامي وذلك وفق الرؤية ا$مريكية بل ويخدمھا في الصميم

.ع�مية في ھذا السبيلويقوم بتمويلھا ويضع كافة امكانياته السياسية وا�ستخباراتية وا�

فما ھي مسائل ا�ستراتيجية ا$مريكية الملحة في المنطقة والمتعلقة بالشأن الشامي؟ إنھا • :القضايا التالية

تحقيق اختراق أمريكي في الملف ا�يراني : ـ أولى المسائل ا�ستراتيجية الملحة أمريكيا١بر تشجيع إيران لكي تقبل بدورھا النووي لثنيھا عن صناعة الس�ح النووي وأن يتم ذلك ع

كقوة إقليمية مھيمنة وب� أنياب نووية وضمن المظلة ا$مريكية في المنطقة وفي حال نجح ھذا الخيار فالمعادلة ستخضع حينئذ لعملية مقايضة كبرى من أھم معالمھا السماح �يران با�حتفاظ

ولبنان والجزء الشمالي من اليمن بكافة المساحات المسيطرة عليھا فع� وھي العراق وسورياوقد تعطيھا أمريكا قطعا جديدة كالبحرين وقطعا أخرى من الخليج، وفي حال عدم نجاح ھذا الخيار فسوف تبقى القضية الشامية خاضعة للمساومة واللعب ا$مريكي حسب تطور الوضع

قبلھا قضية الحوثيين با�تجاه الذي تريده أمريكا، وھو الذي يفسر جمود القضية الشامية ومن .والبحرين وأھم منھما العراق برمته

Page 75: مقالات الثورة والمشروع؟

75

أن يتوقف التھديد ا�يراني ضد المنطقة ا$ولى : ـ ثاني المسائل ا�ستراتيجية الملحة أمريكيا ٢حيث تعتبر ) مضيق ھرمز(عالميا في احتياطيات النفط في جزيرة العرب وضد عنق الزجاجة

ل`خذ والعطاء أو للعب في محيطه وھي مسألة تتعامل أمريكا المنطقة خطا أحمر غير قابلمعھا أمريكا بالوجود العسكري المباشر والتھديد الذي � يقبل التفسير والتأويل خاصة في ظل

.ا�نھيار ا�قتصادي الذي تعانيه أوروبا وأمريكا

ستراتيجية إيقاف التردي وا�نھيار في ا�: ثالث المسائل ا�ستراتيجية الملحة أمريكيا - ٣ا$مريكية العالمية الموسومة بنظام القطب الواحد ومنع الصين وروسيا بتحقيق اختراق كبير ضد ھذا النظام عبر استخدام الطموح ا�يراني للخروج من العباءة ا$مريكية في المنطقة وھو

.الذي يفسر الفيتو الصيني الروسي المزدوج في موضوع الشام

مسألة المحافظة على ما تبقى من النظام العربي : اتيجية الملحة أمريكيارابع المسائل ا�ستر - ٤حتى � تجتاحھا حمى الثورة العربية خاصة جزيرة العرب، ) الملكيات في الشرق والغرب(

يتمثل في : ومن ضمانات الحفاظ على ھذا النظام سعي أمريكا لتحريكه باتجاھين، ا�تجاه ا$ولوتقديم ) اليمن أنموذجا(ثوريا حتى �تخرج عن الخط ا$مريكي دعم وإدارة الدول الساقطة

قد تكون تونس أو ليبيا وإن كنت أرجح تونس $نه � (نموذج مخيف لتداعيات الثورة العربية بجعل المنظومة الباقية التي لم تصلھا الثورات : ، وا�تجاه الثاني)نفط لديھا يخاف عليه الغرب

ات في المنطقة وتفعيل دورھا في إدارة ا$زمات ومن أھمھا حجر أساس في مواجھة التطورا$زمة السورية وانتصاب ھذه المنظومة كحائط صد ضد التھديد ا�يراني فتتوقف الشعوب عن

وتقتضي ھذه ا�ستراتيجية فتح المجال للحرب ! المطالبة بالتغيير حفاظا على ھذا الدورإلى ) ا�رھابيين(لبوابات لتسرب المجاھدين ا�ع�مية ضد الشيعة من جھة وفتح جزء من ا

الشام $نھم أي ا�رھابيين ھم ا$قدر على مواجھة المشروع العقائدي الشيعي على أن يبقى ھؤ�ء المجاھدين ضمن دائرة السيطرة والرقابة اللصيقة ريثما ينتھوا من مھمتھم وستعاد

ق قناة العربية التي صنعھا جورج ضدھم نفس استراتيجية ا$فغان العرب أو صناعة الموت وف .بوش ا�بن

Page 76: مقالات الثورة والمشروع؟

76

ثورة الشام ومؤشرات ا$داء استراتيجي: رابعا

وھي مؤشرات تنبع من ا$بعاد العقائدية وما أفرزه ا$داء ا�س�مي الكلي خ�ل العقود الث�ثة كبرى على الماضية والذي يمكن وصفه بالمشروع ا�س�مي، وما أفرزته المعارك الث�ث ال

الساحة ا�س�مية وھي معركة أفغانستان ومعركة العراق ومعركة فلسطين، كما أن ھذه المؤشرات تنبع من م�حظة معاد�ت الصراع بين المشاريع المتنافسة في المنطقة وفي العالم وأخطرھا المشروع ا$مريكي والمشروع اليھودي والمشروع الفارسي الشيعي، وكذلك ما

يع العربي من تحو�ت ھامة في معادلة الحكم الجبري حيث دخلت الشعوب $ول أفرزه الربمرة منذ عقود كعامل حاسم في التحو�ت التي تحكم المنطقة وھو ما فاجأ جميع المراقبين

.وأربك حسابات المشاريع ا$خرى

ي إدارة وفيما يلي بلورة وتلخيص للمؤشرات ا�ستراتيجية التي أقترح أخذھا بعين الحسبان فثورة الشام بل وبقية الملفات الجامدة التي توشك أن تلقي ثورة الشام عليھا حراكا وتفعي�

.حاسما

:المؤشر ا�ستراتيجي اGول

وجذب المتحرر من النظام الطاغوتي بين جذب الوطن السوري على أھل الشام أن يوازنوا .المشروع اNس مي

:التالية معاييروتحكم ھذا المؤشر ال

كنھم ماضون في السوريون � يمكنھم أن يتحملوا وحدھم متطلبات المشروع اNس مي ول - ١ .أداء واجبھم نحو إسقاط أحد أخطر ا'نظمة الجبرية التي حكمت المنطقة العربية

.المنظورة إسقاط النظام النصيري ھدف كبير ومتكامل للمرحلة - ٢

المشاريع في المنطقة و� يمكن عزلھا عن � يمكن عزل المسألة السورية عن تقاطعات - ٣ .عمقھا العقائدي والتاريخي

القضية � القضية الفلسطينية و� العراقية والسورية عن القضية � يمكن عزل القضية - ٤ھناك عوامل عقائدية وتاريخية في المقام ا'ول تربط سوريا بھذه القضايا ثم تأتي فاللبنانية .لمصلحية والجوار لكي ترسم طبيعة ع قة السوريين بھذه القضايااالجيوسياسية والعوامل

كل من يلقي لھم بحبل العون واNسناد معنويا كان أم ماديا في ھذه ل حتاجونالسوريون م - ٥وأن � يحاول أحد أن يدخل المرحلة بشرط أن � يستعبدوا مجددا 'ي طرف خارجي أو داخلي

.واستق لهالشعب السوري في مسار ضد مبادئه

Page 77: مقالات الثورة والمشروع؟

77

وكما يتناصر أبناء المشاريع العالمية واNقليمية على قضاياھم المختلفة فمن حق السوريين - ٦ .أن يتقدم العرب والمسلمون لنصرتھم بكل أنواع النصرة

أن يحددوا أولويات الصراع ) العلماء والمجاھدين بالدرجة ا'ولى(ومن حق أبناء سوريا - ٧معينة بناء على اجتھادھم ورؤيتھم في ظل توزان بين الرؤية المحلية واتجاھاته في المرحلة ال

والصراع الدولي وتدرج في قيام السوريين بدورھم دون وضع المسارين في تصادم وصراع، فتنة العراق طوا الفرصة Nعادة وعلى ا'خوة أصحاب ا'جندات العالمية في الصراع أن � يع

، وھذا يقتضي أن يعجل أھل الشام ي مسارھا فإنھا مأمورةللساحة السورية وليدعوا ا'مور فبدراسة النموذج العراقي وكيف تمكن ا'مريكان والنظام الشيعي العراقي أن يفسدوا المعادلة السنية من خ ل المكر والدھاء وشراء الذمم حتى توجھت البنادق إلى صدور ا'خوة بد� من

!العدو الظاھر الواضح

يملكون مالم يملكه غيرھم ممن أداروا القضايا الساخنة من قبل وھو وضوح ولعل أھل الشام المعادلة الكلية للصراع فا'مر أمر أمة وعقيدة وتمكين ولم تعد مسألة عناوين ومصطلحات

.عزفت عليھا ا'جھزة ا'منية واNع مية طوي

بتھم في ا�نعتاق من � يمكن ا�نقضاض على النظام النصيري إ� بعقيدة الموحدين ورغ - ٨ .سلطته ولن يتم ذلك إ� بطلب الشھادة في سبيل هللا تعالى

الشعب السوري مدين لكل من أخذ زمام المبادرة في توحيد المعارضة السورية وبلورة رؤية - ٩واضحة في مسيرة إسقاط النظام النصيري وفي آن واحد فإنه � يمكن عزل أحد من أھل سوريا

ھذه المسيرة وفي إبراز القادة المناسبين لكل مرحلة و� ينبغي التوقف عند حد عن المشاركة في ويعتبر تحدي النظام النصيري وجبروته من جھة وما معين في بلورة آفاق أداء الشعب السوري

بذله السوريون من تضحيات لدفع ھذا الجبروت والرغبة من جھة أخرى في بناء وطن لجميع .مظلة وطنية يلتقي تحتھا الجميعالسوريين دافعا لتشكل

١٠ - �يعتبر اNس ميون حقوق جميع المقيمين بالعيش الكريم في أي وطن منطلقا عقائديا ولكن بلورة رفض التقدم نحو ينبغي اتخاذ ھذه المسألة تكئة لرفض مرجعية الشريعة اNس مية و

.المصلحة العليا للمجتمع المسلم في أي زمان ومكان

اNس ميون السوريون على اخت ف توجھاتھم أن يحددوا رؤية للقضية السورية يحتاج - ١١تمثل تلك الرؤية حدود اجتھادھم المجمع عليه ويحتاجون سقفا يجمعھم ويخفف من اخت فاتھم وكلما بادروا بإنجاز ھذين المھمتين كلما سھلت مھمتھم الكبرى في إسقاط النظام وإدارة مرحلة

.ما بعد النظام

Page 78: مقالات الثورة والمشروع؟

78

� يمكن تذويب الفوراق بين ا�جتھادات اNس مية و� إنھائھا ولكن يمكن ا�عتراف - ١٢بتعددية إس مية تؤدي للتعاون والتكامل وخدمة أھداف مشتركة وتمنع من ا�خت ف المؤدي

.للصدام في المستقبل القريب والبعيد

:ثانيالمؤشر ا�ستراتيجي ال

ة Nدارة الصراع وتحقيق إسقاط النظام ودفع كل الجھود نحو � بد 'ھل الشام من استراتيجي .إنجاز ھذا الھدف

:التالية معاييروتحكم ھذا المؤشر ال

ينبغي تحديد دائرة قوة النظام والعوامل التي تتحكم فيھا ثم ينبغي ضبط مسارات ا�نقضاض - ١أربع مسارات، المسار ا'ربعة Nسقاطه، وھذه المسارات حسب ا'داء ا�ستراتيجي تتمحور في

ا'ول ھو المسار العسكري الجھادي والمشار الثاني ھو المسار الدبلوماسي والمسار الثالث ھو المسار المعلوماتي وفيه جانب الدعاية وجانب التثقيف الداخلي وجانب ا'من وا�ستخبارات

.والمسار الرابع ھو المسار ا�قتصادي والدعم المادي

دائرة ا'صدقاء مع : تقاطع الدوائر ا'ربع التي تتحكم في معادلة الصراع وھيوينبغي تحديد - ٢ضرورة تلوين ا'صدقاء با'لوان الث ثة فمنھم من ھو أخضر ومنھم من ھو برتقالي ومنھم من ھو أحمر وإن كان صديقا لكن صداقته خطرة ويمكن أن تنقلب في أي لحظة و� يدخل في ھذا

الغربيين كأصدقاء في سوريا في ھذه اللحظة بل إن النظام السياسي اللون اصطفاف النصارىالعربي يمكن أن يدخل ضمن ھذا اللون كما رأينا كيف انقض النظام الخليجي على ثورة اليمن

.بما سمي بالمبادرة الخليجية فأفرغ الثورة اليمنية من محتواھا وحولھا إلى ثورة معوقة

) بتشديد ال م(عداء ووضعھم في قائمة حسب الخطورة الحالـة ھي دائرة ا': والدائرة الثانية

.والمتوقعة ويكفية التعامل مع تلك القائمة والبحث عما ينقض القوة لدى أولئك ا'عداء

ھي دائرة البيئة التي تعمل من خ لھا الثورة الشامية وظروف ومعطيات ھذه : والدائرة الثالثة .ية أو البيئة اNقليمية أو البيئة العالميةالبيئة سواء كانت البيئة الداخل

ھي دائرة الزمن والمساحة الجغرافية التي تعمل الثورة الشامية في ظلھا : الدائرة الرابعة .وأبعادھا

فإذا تحددت الدوائر ا'ربع بشكل دقيق أمكن تحديد ما يمكن فعله بناء على تقاطع تلك الدوائر .رة ولكنھا دقيقة وحاسمةفإنھا تحبس بين أقطارھا مساحة صغي

Page 79: مقالات الثورة والمشروع؟

79

:المؤشر ا�ستراتيجي الثالث

وضع التصورات ا�ستراتيجية لمرحلة ما بعد سقوط النظام وتحديد طبيعة وصورة الوضع .النھائي وكيفية التعامل معه وھو أمر يحتاج إلى روية وتبصر وطول نفس

:وتحكم ھذا المؤشر المعايير التالية

الثورية الميدانية موقعھا المتميز في بناء وإدارة مرحلة اNجھاز على ـ ينبغي أن يكون للقيادات ١ . النظام والمرحلة التي تلي دون غمط لحق القيادات العاملة في اNطار السياسي الخارجي

ـ تكون إدارة المرحلة ا�نتقالية بحكومة توافقية٢

.حد على أحدـ الوطن السوري يسع كل مكوناته وأعراقه وطوائفه دون أن يطغى أ٣

.ـ الحرية والعيش الكريم ورفض الظلم أھم المبادئ التي يلتقي عليھا الجميع٤

ـ سوريا جزء أصيل من ا'مة العربية واNس مية وتلتقي معھا على ثوابتھا العقدية والتاريخية ٥ .وتعمل في ظل مصلحتھا العليا

ن يعمل في ظل المصلحة العليا ـ التعددية الحزبية والفكرية حق مكفول 'ھل سوريا بشرط أ٦ .للمجتمع وأن � يتصادم مع ثوابت أھل الشام العقائدية

.ـ ا�ختيار الحر والنزيه للممثلين والنواب الذين يمثلون كل الشرائح في المجتمع السوري٧

ـ تفويض الممثلين والنواب �ستكمال بناء سوريا الحرة من خ ل وضع الدستور وتحديد آلية ٨ .دولة وانتخاب الرئيس وبناء الحكومة ومؤسساتھابناء ال

.ـ رفض الوصاية الخارجية والعمل على حماية مكتسبات الثورة٩

إدراك طبيعة مرحلة ما بعد النظام من التنازع على الرؤية التي ينبغي أن يستقر عليھا - ١٠ .المجتمع السوري وكذا على آليات إدارة الدولة

يتعاملوا مع التحديات التي سوف تستجد ومن أھمھا محاولة أعداء يتعين على السوريين أن - ١١الداخل والخارج لمسح آثار التحول اNس مي التي شھدتھا الشام في ظل مقاومة الطاغية

.وإسقاطه

لن تتمكن إدارة الدولة ومكوناتھا من التجاوب التام مع آمال الناس في التنمية وا�ستقرار - ١٢ة ا'قوياء ا'مناء ينبغي أن يسير في مساره الصحيح وكذا الحفاظ على ولكن العمل على تولي

.الثورة وقسمتھا بالسوية بين فئات المجتمع

Page 80: مقالات الثورة والمشروع؟

80

ضرورة استعداد أھل الشام �حتمال الدخول في معركة أشمل وأوسع مع المشروع - ١٣طق الفارسي الشيعي في المنطقة بعد سقوط النظام في دمشق إذ قد يتحول الصراع إلى منا

.متاخمة للشام ويمنع ا�ستقرار فيھا

ضرورة إعطاء المجتمع السوري فرصته للھدوء المرحلي وعدم تحميله كل أعباء ا�نكسار - ١٤في معادلة ا'مة خاصة في الشام ومواجھة المشروع اليھودي وترك المراحل تمضي دون

.تعجل

:رابعالمؤشر ا�ستراتيجي ال

يتقدموا للناس برؤيتھم للنظام السياسي المستمد من الشريعة على اNس ميين في سوريا أناNس مية وشرح لطبيعة المبادئ والحقوق التي يحتويھا ھذا النظام بغض النظر عن مدى

.جاھزية الشعب السوري لتقبل كل أو بعض معطيات ھذا النظام

:التالية معاييروتحكم ھذا المؤشر ال

.ريع الوحيد الشريعة اNس مية مصدر التش - ١

.ا'مة مصدر السلطة - ٢

.الحقوق والحريات الشرعية مصونة للجميع بما في ذلك حق إبداء الرأي، ونقد السلطة - ٣

.وحدة ا'مة واتحادھا ضرورة شرعية وحق مشروع لجميع شعوبھا - ٤

صول الشورى وا�نتخاب والتزام رأي ا'كثرية، والتعددية والتداول السلمي للسلطة من أ - ٥ .الحكم وحقوق ا'مة

اختيار ا'مة للحكومة حق شرعي مصون عن طريق الشورى والرضا ويتم بالوسائل - ٦ .المشروعة، ولHمة الحق في محاسبتھا ومراقبتھا وعزلھا

العدل بين الناس ورفض جميع أشكال الظلم والتفرقة العنصرية والطائفية والفئوية والطبقية - ٧ .أھم الحقوق اNنسانية من الواجبات الشرعية و

ا�رتقاء باNنسان إيمانيا وأخ قيا وعلميا وثقافيا وتنمية مھاراته وقدراته العقلية والنفسية - ٨ .والجسدية وإشباع حاجاته الطبيعية ضرورة شرعية واجتماعية

Page 81: مقالات الثورة والمشروع؟

81

تصادية احترام كرامة اNنسان وحريته وحقوقه اNنسانية والدينية والفكرية والسياسية وا�ق - ٩وصيانة كافة حقوق المرأة وتعزيز دورھا ، والمھنية والعلمية ورفض كافة أشكال انتھاك كرامته

.في المجتمع

حق ا'مة في المحافظة على ثرواتھا، وحمايتھا، وتنميتھا، اقتصاديا، وتوزيعھا توزيعا - ١٠ت فيه عليھا، و� اجتماعيا عاد�، كل ذلك حقوق مشروعة � يسوغ مصادرتھا، أو ا�فتئا

.التصرف فيه دون إذنھا وقبل الرجوع إليھا

حق ا'مة في الدفاع المشروع كوسيلة للمحافظة على سيادة ا'مة واستق لھا وحماية - ١١ .ثرواته

.الوفاء بالعھود مع شعوب العالم والتعاون المشروع بما يحقق العدل والسلم وا�ستقرار - ١٢

السبيل،،،وهللا يقول الحق وھو يھدي