1

دولة ماليزيا

KPT وزارة التعليم العالي) )

جامعة المدينة العالمية-كلــية اللغات قسم اللغة العربية

الترادف في القرآن الكريم ) دراسة تطبيقية(

خطة بحث تكميلي مقدم لنيل درجة الماجستير في اللغةالعربية

:اسم الباحث

يهوذا حمزة أبوبكر

MAR10AG309

خطة مطروحة لطلب الموافقة وتعيين المشرف

م2011

بسم الله الر حمن الر حيم

2

مقدمة

الحمد لله رب العــالمين، والصــالة والســالم على أشــرف األنبيــاء والمرســلين، وعلى آلــه وصــحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحســان إلى يــوم الــدين. أمــا

بعد:

ــير من ــة عن كث ــة العربي ــه اللغ ــيز ب ــا تتم إن مم اللغــات االنســانية، كــثرة مادتهــا وغــزارة ألفاظهــا، ودقة معاني ألفاظها، مما جعــل إدراك مــا فيهــا من الدقائق واألسرار، أمرا خاليا من السهولة مــائال إلى

الصعوبة.

لقد كرس علماء اللغة جهودا جبارة - قديما وحديثا- خدمة لهذه اللغــة، وأدلى كــل عــالم بــدلواه؛ ليصــل إلى معلومــات وحقــائق لغويــة مهمــة. وكــون اللغــةــذ العربية بحرا الساحل له قد فرض على علمائها من القديم- بعد تــدوينها بعصــر غــير طويــل- أن يجــزءوا علوم اللغة إلى موضوعات، وأصبح كل فن مســتقل بنفسه، ليسهل تناول كل موضــوع على حــدة، حــتى يتســنى لهم الغــوص في جميــع جزئيــات الموضــوع والظواهر المتعلقة به؛ ليخرجوا ما فيهــا من الخفايــا واألسرار تسهيال على طلبــة العلم، وخدمــة للقــرآن

الكريم.

3

ومن الظــواهر الــتي حظيت بعنايــة العلمــاء، قــديما وحديثا للبحث والتدقيق فيها؛ ظاهرة الترادف، وهي موضــوع بحثنــا، إال أننــا ال نتنــاول هــذه الظــاهرةــفة بمفهومها الواسع، أي في إطار اللغة العربية بصــرآن ــا في الق ــب وقوعه ــا حس ــا نتناوله ــة؛ إنم عام الكــريم‘ لنحــاول تتبــع مظانهــا فيــه وإجــراء دراســة

تطبيقية عليها.

فالقرآن الكريم كتــاب معجــزات خالــدة، ال تنقضــي عجائبه، لقد أعطي من البيان والفصاحة ماال يعطى غيره من الكالم، كيف ال؟ ونحن أمام كتــاب أحكمت

آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير.

مشكلة البحث:

- هل يقع الترادف في القرآن؟

ــترادف في اللغــة - من العلمــاء من ذهب إلى أن ال قليل، وأما في القرآن فإما نــادر وإمــا معــدوم، هــلــترادف في اللغــة دون القــرآن هــذا يعــني وجــود ال

الكريم؟

- أال يساعد التتبع والتــدقيق في دالالت األلفــاظ في الوقوف على حقيقــة معــنى خــاص يخص كــل لفــظ

دون غيره؟

4

- أليس من غــنى اللغــة العربيــة وكــثرة ثروتهــا، أنتستعمل مفردات مختلفة ذات معنى واحد؟

- أم إن لكل لفظ معنــاه الخــاص اليحــل محلــه فيــهغيره؟

أهداف البحث:

ــاول الخالفــات بين ليس الهدف من هذا البحث تن العلماء في إثبات أو نفي ظاهرة الترادف في اللغــة العربية عامة، أو في القــرآن الكــريم خاصــة؛ وإنمــاــاظ ــة األلف ــذا البحث دراس ــرئيس من ه ــدف ال اله المتناظرة والمتقاربــة في القــرآن الكــريم للوقــوف على دقائق المعاني بينها، واكتشاف مدى ما للقرآن الكريم من دقة في اختيار ألفاظه؛ ألن كل لفظ في القرآن يستقل لمعنى ال يصــلح في غــيره، وال يمكن اكتشاف هذه الدقائق إال إذا اعتكفنــا على الخطــاب القرآني، واستقصينا معاني ألفاظه لفظة بعد لفظــة

ليظهر لنا ما ألسلوبه من الجمال الفني.

ــة وسنقف من خالل هذا البحث على الفروق الدقيقــة ــة المتقارب بين معاني الكثير من المفردات القرآني

في المعنى لدفع التوهم والشبهة في ترادفها.

5

الدراسات السابقة:

يمكن القـــول بـــأن التـــأليف في هـــذا الموضـــوع قليل،هذا حسب مراجعتي كطالب، ربما يعود ســببــير من قلة التأليف في الموضوع إلى ما يعتقده الكث العلماء القدامى والمحدثين من أن الترادف معــدوم في القــرآن، ألن وجــوده يتنــافى مــع حكمــة واضــع ألفاظ القرآن، وهو الله تعالى، ولكن هذا االعتقاد الــأليف في مثــل هــذا ينبغي أن يقــف كعــائق دون التــان الموضوع المهم؛ ألن التعويل على الحجة والبره في نفى المنفي يعتبر عمال منطقيا ذا نتيجــة علميــة

سليمة.

وحسب اطالعي المتواضع على المؤلفــات في هــذاــف على نفس ــاب أل ــثر على كت ــوع، لم أع الموض األسلوب الذي أقصــد أن يكــون عليــه بحــثي، إال أن هناك كتابا للــدكتور محمــد نــور الــدين المنجــد ألفــه

6

ــترادف في القــرآن الكــريم بين التنظــير ــوان ال بعن والتطـبيق، وهـذا الكتـاب عبـارة عن جـزء من بحثــاد جامع لظاهرة المشترك اللفظي والترادف والتض في القرآن، وقد نال ببحثه هــذا، درجــة الماجســتير، وهذا الكتاب كما قلت ليس كتابا مستقال تناول فيــه ظاهرة الترادف في القرآن، كما أريد أن يكون عليه بحثي، واألمر الثاني أنه جمع في هذا البحث دراســة تطبيقيــة ونظريــة، وبحــثي ســيركز على الجــانب

التطبيقي في القرآن الكريم.

ــاولت بعض الكتب ــ ــابقة تن ــ ــات الس ــ ففي الدراسكاآلتي:

- كتاب) الترادف في القــرآن الكــريم بين التنظــير1والتطبيق( للدكتور محمد نور الدين المنجد

تناول المؤلف في هذا الكتــاب تعريــف الــترادف، وذكـــر آراء اللغـــويين قـــديما وحـــديثا تجـــاه هـــذهــا، ومنكــر الظاهرة، فهم بين مقر بها، جامع أللفاظه

لها يحاول التماس الفروق بين تلك األلفاظ.

منهج المؤلف في منا قشة الترادف:

يقوم المؤلف باستقراء بعض المفردات التي تحتمل القول بالترادف، ثم عرضها على لغة القــرآن ذاتهــا، ال على لغة دونه في الفصــاحة شــعرا كــان أو نــثرا، فيستقرئ اللفــظ في مواضــع مختلفــة من القــرآن،

7

ويقارن السياق بالسياق، ثم الداللة بالداللة، محــاوالــاق أو اختالف لتلمس ــ ــوه اتفـ ــ ــف عن وجـ ــ الكشـ الخصائص الداللية له، وذلــك باالعتمــاد على مصــادر أساســية في مقــدمتها المعــاجم اللغويــة، وال ســيماــاييس اللغــة البن لســان العــرب البن منظــور، ومقــة، أوبعض فــارس، إضــافة إلى كتب الفــروق اللغوي المصادر القرآنية، مثل المفردات في غريب القرآن للــراغب األصــفهاني، وتفســير البحــر المحيــط ألبي

حيان.

وفي الختام يؤكد المؤلــف بــراءة القــرآن من هــذه الظاهرة اللغوية بعد مــا أثبتــه بالــدليل واالســتقراء،ــترادف واإلفادة من أقوال السلف من عدم وقوع الــاف ــاب بكشـ ــة. وينهي الكتـ ــاظ القرآنيـ في األلفـ يستقصــي األلفــاظ الموهمــة بــالترادف في القــرآنــذا ــاحثين في ه ــبرى للب ــة ك ــو ذو أهمي ــريم، وه الك المضمار، حيث يجمع لهم عددا كبيرا من مجموعات الــترادف فيــتيح لهم التأمـل فيهــا ودراســتها دراســة

مقارنة للوصول إلى النتائج المرجوة.

ــرى ــد أج ــاب ق ــذا الكت ــف في ه صــحيح أن المؤلــا ــبيق، كم ــير والتط ــه على أســاس التنظ البحث في عنون للكتاب، فهو كتــاب مرشــد للبــاحث في هــذه الظاهرة؛ إال أنه من المعروف أن األلفاظ المختلفــةــدا في ــيرة ج في الوضع ، والمتقاربة في المعنى كث

8

القــرآن الكــريم، اليمكن اإلحاطــة بهــا في جــزء من بين أجزاء بحث كهذا الكتاب، لــذلك اكتفى المؤلــف بإيراد بعضها لتطــبيق الدراســة عليهــا، إذا فالمجــال يحتاج إلى بحوث لسعته، ولهذا ســأتناول في بحــثيــذا ــة ه ــة عن طريق ــة مختلف ــذه الظــاهرة بطريق هــل الكتاب، من حيث الترتيب وتناول المفــرادات، مث تخصيص مبحث مسـتقل يتنـاول األسـماء المتقاربـة في المعنى في القـرأن، وكـذلك لألفعـال المتقاربـة

في المعنى التي وردت في القرآن الكريم.

- كتاب ) القرآن والترادف اللغوي( للدكتور السيد2خضر.

بعد تحليــل دقيــق ألســلوب القــرآن الكــريم أثبت المؤلف أنه ال ترادف في ألفاظ القرآن الكريم، وقد تناول المؤلف أســباب وقــوع الــترادف في القــرآن،ــة المختلفــة، حيث ــا اللهجــات العربي وذكــر من بينه

قال:

- تعـــدد أســـماء الشـــيء الواحـــد في اللهجـــات المختلفــة... ثم أدي احتكــاك اللغــات بعضــها ببعض، ونشــأة العربيــة المشــتركة إلى تمســك هــذه اللغــة المشتركة، بعــدد من تلــك األلفــاظ الــتي تــدل على

مسمى واحد في اللهجات المختلفة.

9

- أن يكون للشــيء الواحــد اســم واحــد، ثم يوصــف بصفات مختلفة باختالف خصائص ذلك الشــيء، وإذا بتلك الصفات تستخدم يومــا مــا اســتخدام الشــيء، وينســي مــا فيهــا من الوصــف، ويتناســاه المتحــدث

باللغة.

- التطور اللغوي في اللفظــة الواحــدة، فقــد تتطــور بعض أصوات الكلمــة الواحــدة على ألســن النــاس، فتنشأ صور أخرى للكلمة، وعند ئذ يعــدها اللغويــون العرب مترادفات لمسمى واحــد، ومن ذلــك قــولهم

هتلت السماء وهتنت....

- االستعارة من اللغات األجنبية.

ــاول المؤلــف موقــف اللغــويين من ظــاهرة كمــا تنــول ــويين ح ــر اختالف اللغ ــا ذك ــد م ــترادف، وبع ال الظاهرة بين مثبت ومنكر، تطرق إلى موضــوع مهم جدا، وهو: كيف نحــدد داللــة اللفــظ بدقــة، ثم قــال: هنــاك خطــوات تنبغي اتباعهــا لتحديــد داللــة اللفــظ

بدقة في سياق ما، وهي:

معرفة األصل اللغوي للفـظ، وذلـك بـالرجوع إلى1 معاجم اللغــة، واســتعماالت العــرب، فأصـل الصـالة

الدعاء.

10

معرفة ما يضيفه التطور الحضــاري على األلفــاظ2ــة حضــارية في ــبر نقل ــدة، ولعــل أك من دالالت جدي

العربية كانت نزول القرآن بها.

ــه اللفــظ دراســة3 ــرد في ــذي ي دراســة الســياق الدقيقة، خصوصا في أسلوب القرآن.

وأخــيرا، أورد المؤلــف بعض األلفــاظ الــواردة في القرآن، والتي تعتبر من المترادفات، وقــام بتحليلهــا تحليال ظريفا جدا، وأظهــر مــا بين تلــك االلفــاظ من

الفروق الدقيقة.

يمكن القول بأن المؤلف في هذا الكتاب قد تناول الظاهرة بالدراسة، وقد اتصف الكتاب بطابع

تعليمي أكثر من اتصافه بطابع علمي؛ ألنه ركز كثيرا على ذكر الطرق الموصلة إلى معرفة معاني

األلفاظ بدقة، وكذلك قد مال الكتاب أكثر إلى الجانب النظري منه إلى الجانب التطبيقي، وهذا

وجه خالف بينه وبين بحثي فالمؤلف لم يلزم نفسه دراسة تطبيقية لذلك لم يورد من األلفاظ القرآنية

للتطبيق عليها إال اليسير، والكتاب من أجمل ما ألف في الموضوع حديثا، ولكن بحثي سيختلف عنه

في األسلوب والتركيز على تناول الشواهد من القرآن ليكون أكثر ميال إلى الجانب التطبيقي منه

إلى الجانب النظري.

11

- كتاب ) ظاهرة الترادف في العربية( لألستاذ3ماجد نجاريان.

لقد تنــاول المؤلــف الظــاهرة بالدراســة للوقــوفــير من ــ ــاني الكث ــ ــة بين مع ــ ــروق الدقيق ــ على الف

المفردات المتقاربة في المعنى.

وكـــذلك أورد المؤلـــف في كتابـــه أقـــوال العلمـــاء القدامى عن الترادف، أمثال : أألصمعي، وأبي هاللــاري، وأبي العســكري، والمــبرد، وابن القاســم األنبــا أورد ــارس، كم ــاني، وابن ف ــاس ثعلب، والرم العب أيضا اختالف العلماء حول ظــاهرة الــترادف، وذكــر حجج كل من مثبتيـه ومنكريـه، ممـا أدي إلى إطالـة الحــديث في هــذا الموضــوع، كمــا تنــاول أيضــا رأي المعاصــرين، في هــذه الظــاهرة، ووصــف آراءهمــالكثير من الموضــوعية والدقــة قياســا على اآلراء ب اللغوية القديمة، وقد حدث هذا نتيجــة لــدور العلــوم اللغوية الحديثة في مجال الكشــف والبحث، وأشــار إلى أنه تم التوصل إلى معلومات وحقائق مهمة في

مجال األصوات واللهجات، وعلم الداللة.

وقـــد تطـــرق المؤلـــف إلى الحـــديث عن قســـمي الترادف- الــترادف العــام والــترادف الجــزئي. لقــدــاول ــه تنـ ــة؛ ألنـ ــواهد من اللغـ ــف الشـ أورد المؤلـ الظاهرة في إطار اللغة، وهذه هي النقطة الفاصــلة

بين منهج بحثنا ومنهج هذا الكتاب.

12

وأخيرا قد أشار المؤلف نفســه في نتــائج بحثــه إلى أن هـذا الموضـوع يحتـاج إلى بحـوث علميـة دقيقـةــة ــذه اللغ ــة له ــوزه خدم ــا اســتغلق من رم لفــك م الشريفة التي اصــطفاها اللــه وعــاء لحكمتــه ومنــار

الهداية.

منهج البحث:

ــتي ــد األلفــاظ ال ســأقوم في هــذا البحث أوال بتحدي تحتمل الترادف، ثم أستقرئ هــذه األلفــاظ في كــل المواضــع الــتي وردت في القــرآن الكــريم، ألقــارن داللة بعضها ببعض، وكذلك السياق بالسياق، معتمدا في ذلـــــك على أهم المصـــــادر في الموضـــــوع، كالمعاجم اللغوية، وبعض كتب التفاســير الــتي اهتمــائق ــتخراج دق ــة في اس ــايا اللغوي ــا بالقض مؤلفوه معاني مفردات القــرآن الكــريم، كمــا أنــني ســأرجع في بعض األحايين إلى مصادر لغويــة أخــرى، ســواء أكانت شعرا أونثرا، مــادام يصــح االحتجــاج بهــا عنــد علماء اللغــة، حــتى أصــل إلى الفــروق الدقيقــة بين األلفاظ المتقاربــة في المعــنى، وتخــرج النتــائج في

نهاية البحث علمية وسليمة.

13

هيكل البحث: يتضمن مايلي:

* المقدمة.

* مشكلة البحث.

* أهداف البحث.

* الدراسات السابقة.

* منهج البحث

* هيكل البحث.

* تقسيم الرسالة.

تقسيم الرسالة:

لقد قسمت البحث بعد المقدمة إلى ثالثة فصــول،ــاول ــاحث، وكــل مبحث يتن وكــل فصــل يتضــمن مب قضية معينة من القضايا المتعلقــة بموضــوع البحث،

بالدراسة والتحليل، وسيكون التقسيم كاآلتي:

الفصل األول: حقيقة الترادف، وتحته ثالثة مباحث:

المبحث األول: مفهوم الترادف.

المبحث الثاني: موقف العلماء من الترادف قديما .

14

المبحث الثالث: موقف العلماء من الترادف حديثا..

الفصـل الثــاني: أســباب وقــوع الــترادف في اللغــة،وتحته ثالثة مباحث:

المبحث األول: تداخل اللغات.

المبحث الثاني: التطور اللغوي.

المبحث الثالث: التطور الداللي.

ــة، الفصل الثالث: القرآن الكــريم وخصائصــه اللغويوتحته ثالثة مباحث:

المبحث األول: عالقة اللغة بالدين.

المبحث الثاني: دراسة تطبيقية لألســماء المترادفــةفي القرآن.

ــة المبحث الثالث: دراسة تطبيقية لألفعال المترادففي القرآن.

ــا في الخاتمة: تشتمل على النتائج التي توصلت إليهنهاية البحث.

التوصيات.

الفهارس.

15