17
ا بعد زيارته له نيويورك قبل مغادرتهمة الرئيس من كمذاعة والتميفزيونت ات عمى شبكا المتحدة أذيعمم ل٥ / ٠١ / ٠٦٩١ دة الرئيس سيا.. المتحدةملعامة لنم إلى الجمعية ادولء وفود اللسادة أعضا ا: ملعامة لنم الجمعية اك فى أعمال اشترح لى الفرصة ل قدره أن تتادره حق إنو لشرف عظيم أق عشرةلخامسة ىذه الدورة ارصة فى ىذه الفلشرف أن تتاح لىرى ليذا المتحدة، ويضاعف من تقدي امية فى أعماللعالركة المشا، أن ااب.. أوليا المتحدة؛ وذلك لعدة أسبملعامة لنمجمعية ا لممم امث عشرةام ثت؛ وذلك بانضملذالدورة با ىذه ارز وبعيد امثر فىتسع نطاقيا بشكل با المتحدة قد ات شعوبيا بكفاحياستطاع المتحدة، بعد أن اممورية قبرص، إلى امذلك جميدول اهفريقية، وك من اللسياسى اليا أن تحصل عمى استق وصمودىا. فى الوقتيا، أننا نشعر أنو وثاني تيدد ا ىناك أخطار المتحدة ويمتد، فإنممق املذى يتسع فيو نطا ا بيذه المنظمة،ون يؤمنى جميع الذينا يفرض عم المتحدة؛ مممميو ام عمس الذى تقوممسا ا التى يستطيعوسائل أولى ال عنيا باعتبارىان لمدفاع أن يتجمعوا اثاقياا ميدئ التى انبثق مني وبالمبا الد بيا مجتمعنالعمياثمو امى إلى م تطوره السمى أن يواصل ول. دت فيو اشتحدة قد بدأت فى وقت المتملعامة لنمجمعية ا عشرة لملخامسة، أن ىذه الدورة ا وثالثيايا منذ وضعتثم إلى مم تصللباردة إلى ذروة خطيرة لى وصمت الحرب ا حدة التوتر الدولى؛ حترىا؛ مما حمل الثانية أوزلمية العا الحرب ا عبرستطاع اكل ما لمجنس البشرى ول ا خطير ديدا معو تي أجل إنقاذعمل من الذى يجعلمر ال ات؛ املماضى أن يتبعو من حضارق ا عصور ممتدة إلى أعماستقبميا باهنسانية وبمون يؤمنى جميع الذين عم وحيويا محتما جبا وا طيد إمكانياتوم وتو الس. ىكذا- دة الرئيس يا سيا- فإنو م الذين تقدمواى إلى أصواتى سعادتى أن أضم صوت ن دواعم يد الترحيب؛ي المتحدة وأن أمد إليممذه الدورة إلى امطمع ىى انضمت مع م التدوللتينئة إلى ال باا من لن كان ذا لمى. والعاء فى مسئولية التطور ام، شركا عن السلدفاع فى ا لحرية، رفاقاء فى ا زم ىذهفيا إلىمة نضي كملعالمية فىركة المشامل فى مزيد من اة اممب؛ فإنيا كمنئة وىذا الترحي التيصب، ودون عوائق الشعوب دون تحزب أو تع جميعامبيا مفتوحة أم المتحدة؛ بحيث تكون أبوامم ام

كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

كممة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته لألمم المتحدة أذيعت عمى شبكات اإلذاعة والتميفزيون

٥/٠١/٠٦٩١ ..سيادة الرئيس

:السادة أعضاء وفود الدول إلى الجمعية العامة لؤلمم المتحدة

إنو لشرف عظيم أقدره حق قدره أن تتاح لى الفرصة لالشتراك فى أعمال الجمعية العامة لؤلمم المتحدة، ويضاعف من تقديرى ليذا الشرف أن تتاح لى ىذه الفرصة فى ىذه الدورة الخامسة عشرة

األمم لمجمعية العامة لؤلمم المتحدة؛ وذلك لعدة أسباب.. أوليا، أن المشاركة العالمية فى أعمال المتحدة قد اتسع نطاقيا بشكل بارز وبعيد األثر فى ىذه الدورة بالذات؛ وذلك بانضمام ثالث عشرة من الدول اإلفريقية، وكذلك جميورية قبرص، إلى األمم المتحدة، بعد أن استطاعت شعوبيا بكفاحيا

.وصمودىا أن تحصل عمى استقالليا السياسى

الذى يتسع فيو نطاق األمم المتحدة ويمتد، فإن ىناك أخطارًا تيدد وثانييا، أننا نشعر أنو فى الوقت األساس الذى تقوم عميو األمم المتحدة؛ مما يفرض عمى جميع الذين يؤمنون بيذه المنظمة، وبالمبادئ التى انبثق منيا ميثاقيا أن يتجمعوا اآلن لمدفاع عنيا باعتبارىا أولى الوسائل التى يستطيع

.ولى أن يواصل تطوره السممى إلى مثمو العميابيا مجتمعنا الد

وثالثيا، أن ىذه الدورة الخامسة عشرة لمجمعية العامة لؤلمم المتحدة قد بدأت فى وقت اشتدت فيو حدة التوتر الدولى؛ حتى وصمت الحرب الباردة إلى ذروة خطيرة لم تصل إلى مثميا منذ وضعت

معو تيديدًا خطيرًا لمجنس البشرى ولكل ما استطاع عبر الحرب العالمية الثانية أوزارىا؛ مما حمل عصور ممتدة إلى أعماق الماضى أن يتبعو من حضارات؛ األمر الذى يجعل العمل من أجل إنقاذ

.السالم وتوطيد إمكانياتو واجبًا محتمًا وحيويًا عمى جميع الذين يؤمنون باإلنسانية وبمستقبميا

ن دواعى سعادتى أن أضم صوتى إلى أصوات الذين تقدموا فإنو م -يا سيادة الرئيس -ىكذا بالتينئة إلى الدول التى انضمت مع مطمع ىذه الدورة إلى األمم المتحدة وأن أمد إلييم يد الترحيب؛ ذا كان لنا من زمالء فى الحرية، رفاقًا فى الدفاع عن السالم، شركاء فى مسئولية التطور العالمى. وا

التينئة وىذا الترحيب؛ فإنيا كممة األمل فى مزيد من المشاركة العالمية فى كممة نضيفيا إلى ىذهاألمم المتحدة؛ بحيث تكون أبوابيا مفتوحة أمام جميع الشعوب دون تحزب أو تعصب، ودون عوائق

Page 2: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

أو عقبات، بحيث يكون منبرىا العالمى ىو الصدى الحقيقى ألمانى ىذه الشعوب، والميزان الدقيق .سئوليتيا كأعضاء فى المجتمع الدولىإلحساسيا بم

ىكذا.. فإنى أنتيز ىذه الفرصة ألكرر مطالبة الجميورية العربية المتحدة بضرورة فتح باب األمم ن شعبنا ال يرى وال يتصور أن يبقى ىذا الباب موصدًا أمام ربع المتحدة أمام الصين الشعبية، وا

ننا لنعتبر أنو إذا كا ن توسيع نطاق األمم المتحدة أمرًا ىامًا، فإن صيانة سكان الكرة األرضية. وا األساس الذى تقوم عميو األمم المتحدة أمر أشد أىمية؛ فإن األمم المتحدة التى نؤمن بيا ليست ىذه نما ىى مبادئ الميثاق وأحكامو التى جمعت طريقنا إلى القاعات الرائعة التى نجمس فييا اآلن، وا

نى ألستأذنك فى مواجية ىذه المشكمة الحساسة فى صراحة، ذلك أننى -يادة الرئيس يا س -ىنا. وا أومن أن مستقبل األمم المتحدة كمو، ومن ثم مستقبل التطور السممى يواجو ىذه المحظات امتحانًا ن األمم المتحدة اآلن عمى مفرق الطرق، وعمينا تجاه التاريخ وتجاه المستقبل مسئولية أن قاسيًا، وا

.خطانا حتى ال نضل عن الطريقنتدبر موقع

وقبل أن ندخل إلى صميم ىذا الموضوع فإننى أسمح لنفسى توكيدًا إليمان شعبنا بمبادئ األمم المتحدة أن أعمن ىنا أمامكم أنو ليست ىناك مشكمة تتعمق بوطننا؛ الجميورية العربية المتحدة، أو

بينيما حدودنا؛ إفريقيا وآسيا، أو تتعمق بما ىو تتعمق بأمتنا العربية أو تتعمق بالقارتين المتين تمتد خارج ذلك من القضايا العالمية إال ونحن عمى استعداد كامل ألن نقبل فييا ميثاق األمم المتحدة ومبادئو، وقرارات األمم المتحدة وأحكاميا قضاء عاداًل فييا، برضى طيب، ونية حسنة. من ىذا

ستعداد المتناىى لمتعاون فى إطارىا؛ نشعر بحقنا المطمق فى اإليمان باألمم المتحدة، ومن ىذا االمواجية الظروف التىأحاطت أخيرًا بعمل األمم المتحدة، بصراحة تنبع من الغيرة عمييا والحرص عمى سالمتيا. لقد شيدت القارة اإلفريقية نياية صورة من صور االستعمار منذ أربعة أعوام، وتشيد القارة

.داية صورة جديدة من صور ىذا االستعماراإلفريقية اليوم ب

كانت السويس نياية االستعمار السافر المسمح ومقبرتو، واليوم نجد أن الكونجو بداية االستعمار المقنع؛ الذى ال يتورع حتى عن محاولة استغالل األمم المتحدة ذاتيا ستارًا يخفى وراءه مطامعو،

ضو. ولقد كان المعنى الحقيقى لمسويس بالنسبة لمحركات ويقوم من خمف ظيره بمناوراتو لتحقيق أغرافريقيا أنو قد مضى ذلك العيد الذى كانت القوى االستعمارية تممك أن تحشد التحريرية فى آسيا وا الجيوش فيو وتوجو األساطيل إلى ضرب حركات التحرير. لقد أثبتت حرب السويس أن الحرية ليا

فى ىذه -فى كل مكان، ولقد كنتم أنتم ىنا فى ىذا المكان أسمحتيا، وأن الحرية ليا أصدقاؤىامن أسمحة الحرية وأصدقائيا، وبفضمكم وبفضل جيودكم التى مثمت قمة اإليمان -القاعة بالذات

العالمى بالحرية؛ استطاع شعبنا أن يصمد ضد العدوان، وما لبث المد االستعمارى أن انحسر عن واندحاره نياية عيد المطامع المسمحة. ولقد كان محتمًا بعدىا أن شواطئنا واندحر، وكان انحساره

Page 3: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

يبحث االستعمار عن أداة أخرى لمطامعو. ولقد شيدنا بعد السويس ما يمكن أن نسميو فترة التردد االستعمارى، فترة كان االستعمار فييا حائرًا بين دوافعو ومطامعو، وبين المراكز القوية التى

.ر أن تحصن بيا نفسيااستطاعت حركة التحري

ىكذا رأينا االستعمار مترددًا بين اإلقدام واإلحجام، تناديو المطامع أن يضرب وأن يبطش ثم تشده حقائق الحياة عن المضى إلى تنفيذ ىواه. ولقد تجمت فترة التردد االستعمارى بأوضح صوره أيام ثورة

ده من التبعية لمناطق النفوذ؛ رأينا شعب العراق، فحين ىب ىذا الشعب العربى المجيد يحرر بالاالستعمار بثورة الغضب المشتعمة يحشد الجيوش ويحرك األساطيل، فإذا ما جاءت الساعة الثانية بعد ثورة الغضب األولى؛ وجدنا االستعمار يفيق لمواقع فإذا ىو ال يدرى ماذا يفعل بالجيوش التى

داث الكونجو األخيرة فأظيرت أمامنا كيف حاول حشدىا، وال باألساطيل التى حركيا، حتى جاءت أح .االستعمار أن يستفيد من درس السويس، وكيف حاول أن يجد لنفسو مخرجًا من حيرتو

ىكذا رأينا االستعمار البمجيكى فى الكونجو ال يواجو تيار التحرر اإلفريقى بالقوة، وال رأينا ىذا نما وجدنا االستعمار البمجيكى يتراجع االستعمار يواجو ىذا التيار التحررى باالنتظار أو التردد، وا

بسرعة؛ أو بمعنى أصح يتظاىر بالتراجع، ذلك أن ىذا التراجع االستعمارى الظاىر لم يكن كما نما كان ىذا االستسالم -وكما أثبتت الحوادث -خامرتنا الشكوك وقتيا يمثل نواياه الحقيقية، وا

.يا، ومحاولة لضربيا من ظيرىاالسريع لمحرية مناورة لمتحايل عمي

ولقد تصور االستعمار أن تيار الحرية ثورة عاطفية؛ يترك شعمتيا إلى مداىا حتى يفرغ وقودىا فإذا ننا لنسانده فييا ونناصره -ىى تنطفئ، وكانت التجربة التى واجييا شعب الكونجو الحر أن -وا

ئيا قادرة عمى الدفاع عن نفسيا ضد العدوان يثبت لالستعمار أنو إذا كانت الحرية بسالحيا وأصدقافإن لمحرية فكرىا ووعييا، وبيما تقدر عمى أن تكشف وجو -كما حدث فى السويس -المسمح

االستعمار من وراء األقنعة التى يتستر بيا ويتوارى وراءىا. عمى أن الخطر األكبر الذى واجيو ل اليوم أن يتخذ من األمم المتحدة أحد شعب الكونجو وواجيناه معو؛ ىو أن االستعمار يحاو

.أقنعتو.. ىكذا وجدنا لممحاولة االستعمارية فى الكونجو ضحيتين؛ شعب الكونجو واألمم المتحدة

ومن أجميما اآلن وىما يواجيان نفس الخطر نناشد الذين يؤمنون بالحرية وباألمم المتحدة طريقًا إلى واحدًا لمدفاع عنيما معًا. ولقد ذىبت األمم المتحدة إلى تطوير المجتمع اإلنسانى؛ أن يقفوا صفًا

الكونجو بدعوة من حكومة الكونجو الشرعية، وليدة يوم االستقالل وثمرتو؛ لتحقق ىدفين: أوليما حماية استقالل الكونجو، وثانييما صيانة وحدتو الوطنية. وكانت حماية االستقالل تستيدف إجالء

ة الوحدة الوطنية تستيدف إزالة الحواجز الصناعية التى حاول جنود االستعمار، وكانت صياناالستعمار بواسطة أعوانو أن يمزق بيا الوطن الواحد ويفرقو. ونسأل أنفسنا اآلن ماذا حدث؟ نسأل

Page 4: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

أين ىو االستقالل فى الكونجو؟ والجواب: أن االستعمار بجنوده وسالحو مازال فى أجزاء من .الكونجو

وحدة الوطنية؟ والجواب: أنو من المفارقات المروعة أن حكومة الكونجو الشرعية ونسأل: وأين ىى الالوطنية تواجو المصاعب، بينما جماعة التمرد التى يحركيا االستعمار ىى وحدىا المستقرة فى نو لتدىور فى الموقف خطير، ولكن الخطر األكبر أن ذلك كمو حدث وعمم األمم المتحدة كاتنجا. وا

لكونجو، كيف حدث ذلك؟ ومن المسئول عنو؟ تمك أسئمة من حقنا ىنا بل من واجبنا أن يخفق فوق انما أيضًا من أجل األمم المتحدة ومن أجل نجد اإلجابة عنيا، ال من أجل شعب الكونجو وحده، وا شرف عمميا. ولسوف يبقى بعد ذلك كمو سؤال: كيف نواجو الموقف؟ والجواب فى رأى الجميورية

متحدة أنو البد أن تعود األمور سيرتيا األولى، إن تصحيح الخطأ يقتضى الرجوع إلى ما العربية الذا ما جال فى تصور أى منا أن طريق الرجوع صعب المنال، وأن األمر الواقع قبل نقطة بدايتو، وا كما ىو اآلن يصمح ليكون أساسًا إلصالح الموقف؛ فإنى أسمح لنفسى من تجربتنا الخاصة، ومن

منطقتنا من العالم أن أرفع صوتى بالتنبيو والتحذير: إن السكوت عمى خطأ سوف يؤدى إلى آالمن بدت صغيرة لو تركت فى األرض اآلن فإن مرور ن بذور المشاكل وا سمسمة من األخطاء، وا الزمان لن يدفع بيا إلى النسيان، بل إن ىذه البذور سوف تكبر مع كل يوم، ولن يزيدىا مر السنين

.تعقيدًا وخطورةإال

:سيادة الرئيس

فى منطقتنا من العالم فى الشرق العربى نسيت األمم المتحدة ميثاقيا، ونسيت مسئولياتيا المتعمقة بحقوق شعب فمسطين، فيل أدى مر األيام والسنين إلى حل لممشكمة؟ ىل نسى شعب فمسطين وطنو

نا تآمر االستعمار الذى كان قائمًا وأرضو ودياره؟ ىل نسيت شعوب األمة العربية مأساة شعب مباالنتداب عميو بتكميف من عصبة األمم، فإذا بيذا االستعمار يقطع الوعد آلخرين بوطن يممكو غيرىم؟ ومنذ متى كانت أوطان الشعوب ممكًا لممستعمر ينزعيا بكممة منو من أصحابيا ويعطييا

االستعمار فى جريمتو من شعب فمسطين لغيرىم وفق مشيئتو؟ ولكن لالستعمار منطقو، وكان منطق أن يمزق الوحدة الجغرافية لمعالم العربى من ناحية، وأن يقيم لنفسو وسط العالم العربى من ناحية أخرى قاعدة ييدد منيا الشعوب العربية، وما أظننا نممك دلياًل عمى ذلك أقوى من دليل التآمر الذى

.٦٢٩١صاحب العدوان الثالثى عمينا سنة

آلن، ىل قبمت شعوب األمة العربية الفرقة الجغرافية التى فرضيا عمييا االستعمار؟ من المظاىر واالجديرة بالتأمل أن تيار الوحدة العربية استمد من ىذا العدوان قوتو الكبرى، فإذا ىو فى أعقابو يحقق

لشعوب العربية قيام الجميورية العربية المتحدة. وىل قبل شعب فمسطين ضياع وطنو؟ وىل قبمت ا

Page 5: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

ىذا الضياع؟ من المؤكد أن تصميم الشعوب العربية عمى الحقوق العربية فى فمسطين أصبح بعد ىذا العدوان من أكبر القوى المحركة لمحوادث فى الشرق العربى. والحل.. الحل الوحيد فى فمسطين،

ع إلى النقطة التى بدأ كما ىو الحل الوحيد فى الكونجو؛ أن تعود األمور سيرتيا األولى، وأن ترجالخطأ عندىا. فى الكونجو البد أن تعود األمور إلى الموقف كما كان حين قامت الحكومة الشرعية فى ليوبولد فيل بدعوة األمم المتحدة إلى مساعدتيا، وكما كان حين وافقت األمم المتحدة عمى ىذه

وفى فمسطين البد أن تتحمل األمم الدعوة بيدف حماية استقالل الكونجو وصيانة وحدتو الوطنية. المتحدة مسئولياتيا تجاه فمسطين وشعبيا العربى.. تمك أبسط حقوق ذلك الشعب الباسل الذى واجو فى القرن العشرين محنة لم يسمع بمثميا فى أظمم عصور التاريخ، وذلك ىو الحل الوحيد لمشكمة

ن األمم المتحدة ىنا تعمم من سوء أحواليم ما يكفى لرسم صورة الالجئين من أبناء ىذا الشعب. وا محزنة لمظالم الذى يحيط بمميون من البشر؛ طردوا من أوطانيم وديارىم، وسمبوا كل ما كانوا

.يممكون، بل كل حياتيم

نما نريد لشعب فمسطين ولست أريد ىنا أن أستدر دموعًا عمى أحوال الالجئين من شعب فمسطين، وا ن التعمل باألمر الواقع لخطيئة كبرى ترتكب فى حق المبادئ، حقوقو كاممة، وال نريد لو الدموع. وا

ولو قبمنا ىذا التعميل لما جاز مطاردة السارق لنسترد منو ما سرق، ولنقتص منو بحكم القانون ذنبو؛ ذلك أن سرقتو تصبح بعد إتماميا أمرًا واقعًا، إنما األمر الواقع عمى غير أساس من العدل وحكم

.اعوجاج ينبغى عمى المجتمع تقويمو وتالفيو القانون

:سيادة الرئيس

إنو من األمور البالغة األىمية أال تنسى األمم المتحدة نفسيا.. ال تنسى ميثاقيا وال تنسى قراراتيا؛ ننا لنرى أمامنا المثال ال فإننا نشجع بذلك الذين يحاولون تناسى األمم المتحدة وتجاىل وجودىا، وا وا

فاضح ليذا التجاىل فى سياسة فرنسا تجاه الجزائر؛ فمقد عرقمت الحكومة الفرنسية كل الصارخ المحاولة لؤلمم المتحدة تستيدف وضع حد لممجازر االستعمارية فى الجزائر، وراحت ىذه الحكومة تتصور أنيا قادرة بالمدافع عمى أن تغير إرادة اهلل الذى جعل الجزائر قطعة من القارة اإلفريقية،

جعل شعبيا جزًءا من األمة العربية، فإذا ىى تحاول أن تجعل من أرضيا امتدادًا جغرافيًا لفرنسا، و .ومن شعبيا شعبًا تابعًا مستعبداً

وبرغم كل المحاوالت التى بذلتيا الحكومة الجزائرية الحرة؛ التى تعبر عن تصميم شعب الجزائر، ت التى بذلتيا ىذه الحكومة الجزائرية من أجل وترمز إلصراره عمى االستقالل، رغم كل المحاوال

يا -الوصول إلى حل سممى؛ فإن ىذه المحاوالت كميا لم تصل إلى نتيجة إيجابية، بل لقد حدث أن وزير خارجية فرنسا فى ذلك الوقت مر بالقاىرة، وكان ٦٢٩١فى مطمع سنة -سيادة الرئيس

Page 6: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

الحرب قد سمخت حينذاك أقل من عام من حديثنا بالطبع عن الحرب فى الجزائر، وكانت ىذهعمرىا، وطمبت منى الحكومة الفرنسية بمسان وزير خارجيتيا أن أتوسط إليجاد حل سممى، وكان نو ليس أحب إلينا من عقد سمم ردى أننى عمى استعداد لمتوسط صيانة لمحقوق وصيانة لمدماء، وا

فى ذلك الوقت رغبتيا فى إرسال وفد شريف يصون لكل صاحب حق حقو. وأبدت الحكومة الفرنسية إلى القاىرة ليتولى المفاوضات مع زعماء المقاومة فى الجزائر، ولقد أرسمت فعاًل إلى ىؤالء الزعماء أدعوىم إلى القاىرة ليمتقوا بالوفد الفرنسى حين يجئ؛ لعل المحاولة أن تسفر عن بارقة رجاء، ومن

ة فعاًل والتقى بالوفد الجزائرى، ثم سافر ىذا الوفد إلى المؤسف أن الوفد الفرنسى وصل إلى القاىر فرنسا إلجراء مشاورات مع حكومتو، وظل الوفد الجزائرى فى انتظاره فى القاىرة، ولكن الوفد الفرنسى لم يعد حتى ىذه المحظة إلى القاىرة، بل كان ما ىو أكثر مدعاة لؤلسف؛ إذ ظمت فرنسا تتحين

استطاعت أن ترغم طائرة مدنية كانوا بين ركابيا فوق البحر عمى الفرص بيؤالء الزعماء حتى .النزول فى أحد المطارات الخاضعة لسيطرتيا، ثم ألقت القبض عمى ىؤالء الزعماء

ولو أن ىذه الرغبة فى السمم القائم عمى العدل من الجانب الجزائرى العربى، بل ومن اإلجماع نية حسنة، لما مضت الحرب بعد ذلك أربع سنوات كاممة. العربى عمومًا لقيت ما كانت تستحقو من

نو لمن دواعى األسف أن الحكومة الفرنسية راحت تقيم معسكرات االعتقال، وراحت تجرب كل وا ألوان التعذيب الوحشى ضد األحرار من ثوار الجزائر؛ األمر الذى ثار لو الضمير العالمى حتى فى

.فرنسا ذاتيا

نو لمن المؤلم أن و فد الحكومة الجزائرية لم يجد حين ذىب أخيرًا إلى ميمون فى فرنسا وراء األمل وا الشاحب فى إيجاد حل؛ غير تمك المعاممة الفظة المتجبرة الراغبة فى إمالء شروطيا، ولكن وفد نما ذىب لمسالم. وليس يخالجنا شك فى الحكومة الجزائرية الحرة لم يذىب إلى ميمون لالستسالم؛ وا

ب الدائرة فى الجزائر اليوم، والتى قدم ليا الشعب الجزائرى طواعية أرواح مميون من أبنائو أن الحر ن األمم المتحدة اليوم ليتعين عمييا أن تقوم حتى اآلن؛ ال يمكن أن تنتيى بغير انتصار الحرية، وا

تقرير بواجبيا، وما أظن أننا نغالى فى الطمب إذا تقدمنا اآلن نطمب حق الشعب الجزائرى فى .مصيره، عمى أساس استفتاء يتم تحت إشراف األمم المتحدة وفى رقابتيا وحماىا

:سيادة الرئيس

البد لؤلمم المتحدة فى ذلك كمو وفى غيره؛ وعمى األخص فى مشكمة التمييز العنصرى المقيت، وفى ودىا حتى أمر كفاح الشعب العربى فى عمان، والمحميات فى شبو الجزيرة العربية؛ أن تذكر وج

تفرض ىذا الوجود باعتباره المفيوم الوحيد لمسالم القائم عمى العدل، وىنا أستأذن الجمعية الموقرة فى ..االستطراد إلى مالحظتين تتعمقان بمظاىر وجود األمم المتحدة

Page 7: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

المالحظة األولى: أننا نحس فى بعض األحيان أن ثمة محاولة من بعض الدول الكبرى إلى اعتبار وىم -لو كان ىذا اإلحساس ينطبق عمى الواقع -المتحدة أداة ليا فى الحرب الباردة، وذلك األمم

ينبغى العدول عنو. إن األمم المتحدة لنا جميعًا، وبنا جميعًا، ومن أجمنا جميعًا.. ال ىى لدولة دون ًا دولة، وال ىى لكتمة ضد كتمة، وال ىى لحساب معسكر عمى حساب معسكر آخر، صوتيا دائم

.لمحق؛ ألن الحق ىو الحرية، والحرية ىى الطريق إلى السالم، ىذه مالحظة

والمالحظة الثانية: تتعمق بالجو الذى أحاط ببعض وفود الدول إلى ىذا االجتماع لمجمعية العامة لؤلمم المتحدة، إن بعض الوفود التى قدمت إلى ىنا ولم يكن وفدنا بينيا؛ ولذلك نبدى المالحظة دون

ننا لنؤمن أنو تحرج أو حساسية، لم تمق ما كان يجب أن تمقاه فى تقديرنا من روح الفيم والتسامح، وا من حظ األمم المتحدة أن تكون ىنا فى ضيافة الشعب األمريكى العظيم، ولكننا بنفس المقدار نؤمن

.أنو شرف لمشعب األمريكى أن تكون األمم المتحدة فى ضيافتو

:سيادة الرئيس

لقد أحسست أنو من واجبى أن أقول كل ىذا الذى قمتو عن األمم المتحدة، وعن ميثاقيا، وعن أعماليا، وعن الظروف المحيطة بيا، ال ألنى أقصد نقدًا أو إحراجًا؛ ولكن حرصًا عمى األمم

يمانًا مطمقًا بيا منا نحن الذين عشنا خالل كفاحنا ضد االستعم ار المتحدة وغيرة عمى ميثاقيا، وا وقتالو مع األمم المتحدة فى أروع أياميا، نحن الذين نعتبر أن تعاون األمم المتحدة معنا وتعاوننا معيا، خالل تمك الظروف العصيبة التى مر بيا وطننا؛ من أعظم بواعث األمل فى مستقبل

دئيا المجتمع الدولى، نحن الذين شيدنا األمم المتحدة تحرز فى بالدنا أعظم انتصاراتيا لمباوميثاقيا، نحن الذين برز معنى األمم المتحدة فى بالدنا كحقيقة تعمو عمى مطامع االستعمار وأىواء

.الدول الكبرى

وأنتقل اآلن إلى السبب الثالث من أسباب اىتمامنا بيذه الدورة الخامسة عشرة لمجمعية العامة لؤلمم الباردة إلى حد لم يسبق لو مثيل منذ انتيت المتحدة؛ وىو ازدياد حدة التوتر الدولى، واشتداد الحرب

أن تمضى ىذه الدورة الخامسة عشرة -يا سيادة الرئيس -الحرب العالمية الثانية. إن أعز أمانينا لمجمعية العامة لؤلمم المتحدة فى التاريخ باعتبارىا دورة السالم، وليس معنى ذلك أننا نتصور أن

بة المتشابكة التى تواجو اآلن ىى مما يسيل حمو فى اجتماعات المشاكل الكبرى ذات الجذور المتشعتعقد أو مناقشات تدور، خالل الفترة القصيرة من الزمان التى تستغرقيا دورة االنعقاد الحالية لمجمعية نما كل الذى نطمع فى تحقيقو، ولسوف يكون رضانا كاماًل إذا استطعنا مع العامة لؤلمم المتحدة، وا

م فيو؛ ىو خمق جو أفضل ال تشوبو الحدة أو التوتر، وتكون تمك ىى الخطوة األولى غيرنا أن نسيتمييدًا لعممية البحث عن حمول لما يعترضنا اآلن من مشاكل، تكون تمك ىى الخطوة األولى لخمق

Page 8: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

ظروف تكون الغمبة فييا لمعقل ال لمؤثرات العواطف، ولمقتضيات المستقبل ال لعقد الماضى .ورواسبو

ن أن الجميورية العربية المتحدة تؤمن بسياسة عدم االنحياز، وتتخذىا -أييا السادة -كم لتعممون وا أماميا ميزانًا ال يحيد وال ييتز، وما أظننى فى حاجة إلى أن أعيد عمى مسامعكم قصة التضحيات

لى ضمان استقالليا التى بذلتيا أمتنا العربية لتحافظ عمى عدم االنحياز؛ إيمانًا منيا بأن ذلك أدعى إ -رغم كل المؤثرات -من ناحية، وأدعى إلى صيانة السالم الحقيقى من ناحية أخرى. ولقد رفضنا

أن نكون من أدوات الحرب الباردة، وكذلك جاىدنا، وما وسعنا الجيد وواتتنا الظروف لشرح ىذه متخاصمة أو كتل متباعدة، ال صمة السياسة إدراكًا منا أن السالم ال يتوافر بانقسام العالم إلى أجزاء

نما بينيا غير الخنادق واألسالك الشائكة، تربض وراءىا، معدات العدوان وأسمحة القتل والتدمير، وا يتوافر السالم بأن تتسع جبية المقاء بين الشعوب، وأن يجرى بينيا االتصال المنتج والتفاعل الخالق

.عمى أوسع نطاق ممكن

اآلسيوية ذروة من ذرى كفاحنا -نج الذى اجتمعت إليو الشعوب اإلفريقية ولقد كان مؤتمر باندو قد -قاعة الجمعية العامة -الوطنى فى الدعوة اإليجابية إلى مبادئنا؛ كذلك فإن ىذه القاعة بالذات

شيدت ذروة استعدادنا لمدفاع عن ىذه المبادئ؛ وذلك حينما وقفت األمة العربية ترد العدوان المسمح . ولقد كان مما شرف كفاحنا ورفع من قدره أن ٦٢٩١مصر فى شيرى أكتوبر ونوفمبر سنة عمى

المجتمع الدولى المتحضر؛ ممثاًل فى ىذه الجمعية العامة لؤلمم المتحدة، قد انتصر لدفاعنا عن .مبادئنا، ووقف ضد محاوالت العدوان عمييا

يماننا بو نضااًل ذلك ىو إيماننا بعدم االنحياز طريقًا إلى السالم، إي ماننا بو دعوة صادقة خالصة، وا إيجابيًا مقاتاًل.. من ىذا اإليمان بالحق وبالسالم المستند عميو تجئ الجميورية العربية المتحدة إلى نى ألقول مكانياتيا. وا ىذه الدورة لمجمعية العامة لؤلمم المتحدة، وتشارك فى أعماليا بكل طاقاتيا وا

إننا نؤمن أن مشكمة -لجميورية العربية المتحدة، وتعبيرًا عن فكرىا وضميرىا باسم ا -أمامكم ىنا .السالم والحرب ممك جميع الشعوب؛ باعتبارىا قدر شعوب األرض جميعًا ومصيرىا

نما الجنس البشرى كمو؛ مستمدًا الحق من إن الدول الكبرى ال تممك وحدىا كممة السالم أو الحرب، وا تالفيا؛ من أجل صنع الحضارة ودفع التطور، ومن تطمع شعوبو كميا إلى تضحيات شعوبو عمى اخ

األمن، ىو الذى يممك الكممة العميا. ىكذا فإننا فيما يتعمق بالسالم ننحاز وال نحايد، إننا ننحاز إلى ذا كان لنا من تحفظ واحد عمى ىذا الموقف القاطع الذى ال حياد فيو؛ جانب السالم وضد الحرب، وا

السالم الذى نريده ىو السالم القائم عمى العدل، دون تفرقة ودون تمييز. بيذا اإليمان فى فيو أنأعماق ضمائرنا، وبيذا اليدف أمام عيوننا جئنا إلى ىذه الدورة مؤمنين أنو فى مجاليا.. فى مجال

Page 9: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

السالم األمم المتحدة يكون العمل الفعال من أجل السالم، ومع أننا نؤمن بكل جيد يبذل من أجل ميما كان مجالو؛ فإننا نؤمن فى نفس الوقت أن احتماالت النجاح أقوى فى نطاق األمم المتحدة منيا

.فى أى مجال آخر خارجيا

مايو الماضى، ومن ىنا ٦١من ىنا كان تأييدنا لمؤتمر القمة الذى كان مقررًا عقده فى باريس فى أو بعضو عمى األقل. ومع أننا نؤمن بأنو قد كانت أمانينا الصادقة بأن يحقق ما كان مرجوًا لو

مضى ذلك العيد الذى كانت الدول الكبرى فيو تممك وحدىا تشكيل صورة المستقبل؛ إال أن ذلك لم يقمل من اىتمامنا بمؤتمر باريس، أو يضعف من تقديرنا لآلمال المعمقة عميو؛ ذلك أنو فى مشكمة

.ا كان شكمو بابًا من أبواب الرجاءالسالم يصبح كل جيد ميما كان مصدره، وميم

ولما انتيى مؤتمر باريس إلى نيايتو المؤسفة التى صار إلييا؛ بحكم ما سبقو وما أحاط بو من ظروف، كان رأينا أنو ال ينبغى لنا بحال من األحوال أن نترك ىذه الصدمة تقتل األمل فى السالم؛

لعزائم نحو جيود أكبر وأوسع مدى، ولم نجد أمام ألننا وجدنا فى ىذه الصدمة حافزًا جديدًا لشحن االعالم خيارًا يعوضو عن ذلك إال أن تترك البشرية نفسيا لمشكوك والمخاوف، ولمتحفز والتربص

.والتجسس؛ األمر الذى يدفع عالمنا إلى ظالم دامس ال يرى فيو مواقع قدميو

ىذه الجيود، وأفقيا الواسع؛ إيمانًا بأن ولقد كان ترحيبنا فائقًا بأن تكون األمم المتحدة ىى ميدانوحدة المصير العالمى إذا ما وقعت الحرب تفرض مشاركة واسعة فى تحمل المسئولية من أجل صيانة السالم، وليس ىناك من تنظيم يمكن أن يجمع ىذه المشاركة الواسعة فى تحمل مسئولية

د عممى لرغبة الشعوب فى ىذا السالم، السالم خيرًا من ىذه المنظمة؛ التى ىى فى حقيقتيا تجسيكما أنيا اإلطار الذى ارتضتو الشعوب الحرة كميا تنظيمًا ليذه الرغبة. عمى أن ضرورة مواجيتنا لمموقف فى أمانة تحتم عمينا أن نحدد بوضوح أن نصيب كل منا فى تحمل المسئولية إنما يرتبط

ه المسئولية فى حدودىا المادية أكثر مما تحممو بقوتو وطاقتو؛ وىكذا فإن الدول الكبرى تحمل من ىذذا كنا جميعًا نممك بقدر ن كان التساوى بيننا جميعًا فى مسئولية الضمير، وا غيرىا من الدول. وا متكافئ أمل السالم فإن الدول الكبرى تمسك أكبر المفاتيح ليذا األمل؛ ذلك أن األمل ميما سمت

توتر العالمى، وال يممك أن يزيل الشكوك والمخاوف، وال يممك درجتو ال يممك وحده أن يخفف حدة الأن يرفع القواعد العسكرية المتحفزة، وال يممك أن يمقى فى المحيط بأدوات التدمير النووى المكدسة فى ذا كانت الشعوب المحبة لمسالم تستطيع أن المخازن، أو المتأىبة عمى الصواريخ العابرة لمقارات. وا

ضمير فى عالمنا؛ فإن الدول الكبرى ىى أعصاب ىذا العالم، وعمى سالمة ىذه تكون نداء ال .األعصاب ترتكز سالمة الكيان كمو

Page 10: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

نما وأظننى -عمى أننا بعد ذلك كمو ال نتصور أن موقفنا ىنا سيكون موقف التعمق باألمل وحده؛ وا نما أنقل إل -فى ىذا ال أعبر عن الجميورية العربية المتحدة وحدىا ى مسامعكم أيضًا ما فيمناه وا

وأحسسنا بو من اجتماعات عريضة مع الشعوب اآلسيوية واإلفريقية، ومؤتمرات امتدت عمى الخط العريض من باندونج إلى دليى إلى القاىرة إلى أكرا إلى كوناكرى؛ مؤتمرات أعمنت فييا شعوب

د لمعمل من أجمو إلى أقصى المدى ىاتين القارتين العظيمتين، أنيا بعد األمل فى السالم عمى استعدا .الذى تسمح بو الظروف العممية التى تحكم عالمنا

وعمى ىذا األساس فإننا نرى أن ىناك مشكمتين عمميتين تواجيان عالمنا اليوم، وعندىما يمكن أن نجد التفسير الحقيقى لما يجرى أمامنا من الحوادث؛ المشكمة األولى منيما ىى مشكمة نزع السالح،

وذلك أمر -المشكمة الثانية ىى مشكمة االندفاع العظيم نحو الحرية؛ سواء فى ناحيتيا السياسية أو و فى ناحيتيا االقتصادية. وفيما يتعمق بمشكمة نزع السالح، فإننا نرى أن ىناك مرحمة -بالغ األىمية

ة الحتمية ىى ضرورة تمييدية البد منيا قبل الوصول إلى تفاصيل الحمول ليذه المشكمة، تمك المرحموجود الرغبة فييا عماًل قبل إبداء ىذه الرغبة قواًل، وال يمكن أن توجد ىذه الرغبة إال بعد أن تزول

.أعراض الحمى المفاجئة التى ارتفعت بيا حرارة الحوادث بعد أن تحطم مؤتمر باريس

ننا ل ننا لنرى لمدول غير المنحازة دورًا كبيرًا فى ىذه المرحمة، وا نؤمن أن توسيع نطاق التشاور وا واالتصال ىو فى حد ذاتو مساىمة إيجابية فى مواجية الحدة والتوتر؛ كذلك فإننا نرى أن إجراء ىذه المشاورات واالتصاالت فى نطاق األمم المتحدة؛ ىو بمثابة محاولة لوضع ضمان يمنع أيًا منا أن

إليو، عمى أننا نعود فنكرر أن مواجية المشكمة يختط لنفسو بعيدًا عن المجموعة الدولية طريقًا يشرد فى إطار األمم المتحدة ال ينفى عن الدول الكبرى نصيبيا األكبر فى المسئولية؛ ذلك أن مشكمة نزع ن الدول الكبرى التى استطاعت بإمكانياتيا أن السالح تتصل باعتبارات عممية وفنية بالغة التعقيد، وا

بحكم ىذه -ى الذى مكنيا من صنع األسمحة النووية ألقدر من غيرىا تصل إلى التفوق العممى والفنعمى أن تجد الوسائل الفعالة إلزالة الخطر الذى ييدد العالم، وتحويل الطاقة النووية -اإلمكانيات

من مجال التدمير، لكى تصبح طاقة محركة لمتقدم نحو األفق غير المحدود؛ الذى شاء لنا اهلل أن .فتح مغاليق الكون وأسراره أمام عيوننانصل إليو حين

نقدر عمى الدعوة من أجل السالم، ونقدر عمى أن نصل -الدول غير المنحازة -ىكذا فإننا األطراف المتباعدة وصواًل إلى التعايش السممى بين الدول ذات العقائد االجتماعية المختمفة، ونقدر

يف حدة التوتر ويشيع الطمأنينة فى النفوس، ثم عمى المساىمة فى خمق الجو الذى يساعد عمى تخفال نممك بعد ذلك إال أن نشارك فى وضع القواعد العامة التى يمكن أن تصل بنا إلى النتائج المثمرة.. نممك أن ننادى بإزالة القواعد العسكرية، ونممك أن ننادى بوقف التجارب عمى األسمحة

فى مخازن الدول الكبرى، ونممك أن ننادى بوضع نظام النووية والتخمص من المخزون المكدس منيا

Page 11: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

لمرقابة يكفل الطمأنينة واألمن، ونممك أن ننادى بتخفيض مستمر ودائم فى ميزانيات التسميح، ثم يبقى الواجب المحتم عمى الدول الكبرى؛ وىو أن تجد الحمول العممية والفنية لممشاكل المترتبة عمى

.تم أداء ىذا الواجب ىنا فى األمم المتحدةتفوقيا العممى والفنى، وأن ي

وما من شك لدينا فى أن وجود ىذا العدد الكبير من أقطاب العالم وزعماء الشعوب ىنا فى ىذه القاعة اآلن؛ فرصة يصعب أن تتكرر، والبد لنا من توجيو ىذه الفرصة لصالح السالم، وما أظن أن

مر دون أن نعطييا من فكرنا ومن جيدنا ما يكفل شعوبنا سوف تغفر لنا إذا تركنا ىذه الفرصة ترئيس جميورية الواليات المتحدة -حسن الفائدة منيا. ولقد سمعتم ىنا قول الرئيس "دوايت أيزنياور"

بأن بالده عمى استعداد لمبدء فى مفاوضات من أجل نزع السالح، كذلك سمعتم مثل -األمريكية ننى ألسأل: ما -رئيس وزراء االتحاد السوفيتى -تشوف" ىذا االستعداد من الرئيس "نكيتا خرو وا

الذى ننتظره بعد أن أبدى كل من ىذين الرئيسين، المذين تكن ليما شعوبنا كل تقدير واحترام؛ ىذه .الرغبة من جانبو لكى نطمب منيما عمى الفور أن يبدءا من غير انتظار ما عرضاه أمامنا

ننا نقترح أن تصدر الجمعية الع امة توجييًا بضرورة أن يجتمع الزعيمان الكبيران تحت عمم األمم وا المتحدة إما وحدىما أو معيما من ترون من الحاضرين ىنا لكى يضعوا تحت سمع األمم المتحدة

.وبصرىا قواعد بدء المحاولة من جديد فى اتجاه نزع السالح

:سيادة الرئيس

ننا لنرى ثم تبقى مشكمة االندفاع العظيم نحو الحرية.. والحرية االقتصادية منيا بوجو خاص، وا نو ليكفى فى تقديرنا وترون معنا ىذه االنطالقات المجيدة الحرة فى إفريقيا وآسيا وأمريكا الالتينية، وا ىذه الزيادة المشجعة فى عدد الدول األعضاء فى األمم المتحدة، فمقد اشتركت فى الدورة األولى

حدة ثمان وأربعون دولة، وىا نحن نجد من حولنا اآلن فى ىذه القاعة ما لمجمعية العامة لؤلمم المت .يقرب من المائة دولة

ونحن نرى فمول االستعمار تتراجع فى كل مكان أمام زحف الشعوب المتطمعة -وليس يخالجنا شك قادمة فى أن نطاق األمم المتحدة سوف يزداد اتساعًا وقوة، وأن السنوات القميمة ال -إلى الحرية

سوف تحمل إلينا ىنا أعالمًا جديدة تمثل انتصارات جديدة فى مجال الحرية السياسية. عمى أننا نقول من اآلن أن ىذا التطور العظيم المرتقب لن يحل مشكمة االندفاع إلى الحرية، بل نكاد نقول إنو

ية سوف تزداد فيما تخمقو إذا لم يعالج األمر بروح من التقدير الواعى؛ فإن مشكمة االندفاع إلى الحر من أسباب لمشد والجذب ومن دواع لمصراع والصدام. ذلك أن الشعوب التى حصمت عمى حريتيا السياسية أو تمك التى تتوقع أن تحصل عمييا فى القريب العاجل تتطمع إلى الحرية االقتصادية

Page 12: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

تؤمن إيمانًا قاطعًا بأنيا إذا وتستعد لمعارك الكفاح من أجميا، بل إن ىذه الشعوب حديثة االستقالل ل .لم تحصل عمى الحرية االقتصادية؛ فإنيا لن تجد الدعامة التى تستطيع بيا حماية حريتيا السياسية

ن الكثير مما يجرى اليوم فى إفريقيا وآسيا وأمريكا الالتينية وما قد تدىشنا مظاىره الحادة، إنما ىو وا حو التحرر االقتصادى. إن الشعوب الحديثة االستقالل فى حقيقة أمره من بعض مظاىر االندفاع ن

.تؤمن أن حريتيا الحقيقية ىى فى إيجاد مستوى من المعيشة الئق بأبنائيا

تتعجل الطريق إلى -ومن واجبى أن أقول ذلك ىنا بصراحة -ثم أن الشعوب الحديثة االستقالل عد التخمف الطويل قياسًا إلى غيرىا. النمو االقتصادى، وتشعر أنيا لم تعد تممك الوقت لتضيعو ب

ولقد يكون ىناك من يرى أن العجمة طريق إلى الخطأ، ولكننا إذا سممنا بذلك نكون قد ارتكبنا خطئا أكبر ىو نسيان طبيعة الظروف، إن طبيعة الظروف التى نعيش فى ظالليا اآلن تجعل من

لعممى أول ىذه الظروف التى نعيش فى االنتظار الطويل أمرًا ال تحتممو الشعوب. ولعل التقدم اظالليا، ذلك أن أى فالح فى أقصى الجنوب من وطننا فى أسوان إلى أقصى الشمال من وطننا فى القامشمى مثاًل يممك بممسة إصبع أن يدير أحد أجيزة الراديو أو يجرى بعينيو عمى سطور جريدة فإذا

إليو المواطن األمريكى العادى، أو يسمع ىو يسمع ويرى عن مستوى المعيشة الكريم الذى وصل ويرى عن األعمال الباىرة التى تقوم بيا شعوب االتحاد السوفيتى ثم إذا ىذا المواطن يقارن بين حالو وبين ما وصل غيره إليو، ثم إذا الثورة تممك نفسو من غير حقد عمى غيره نزوعًا إلى رفع مستوى

.شر األحرارمعيشتو ومساواة بينو وبين غيره من الب

نما دعونى ىنا أذكر بأن طاقة ن شعوبًا غيرنا قد تحممتو، وا ولقد يقال لشعوبنا إن الصبر ضرورة وا أى جيل عمى الصبر تقاس بظروف ىذا الجيل ال بظروف غيره من األجيال، والذين كانوا يقدرون

عن الذين يقدرون عمى عمى الصبر مثاًل حتى يقطعوا المحيط فى قارب يدفعو الريح، يختمفون تماماً .قطع المحيط فى بضع ساعات بطائرة نفاثة

نما ىى صورة من صور الحقيقة ذاتيا فى ىذا الزمان الذى وليست ىذه صورة من صور الكالم، وا ن شعوبنا لتشعر أنو قد فاتيا عصر البخار، وفاتيا عصر الكيرباء، ويوشك أن يفوتيا نعيشو، وا

.ةعصر الذرة بإمكانياتو الرائع

من ىنا نرى تصميم الشعوب عمى تحقيق حريتيا االقتصادية، ومن ىنا نرى اندفاعيا العنيد فى ذا كنا نرى لؤلمم المتحدة دورًا ميادين التطوير الصناعى والزراعى وميادين المساواة االجتماعية. وا

ن الشعوب المتطمعة عظيمًا فى دفع ىذا التطور إال أننا نجد من األمانة عمينا ىنا أمامكم أن نقول إنيا لن إلى الحرية االقتصادية لن تنتظر، إنيا ستقبل كل عون يقدم إلييا عن طريق األمم المتحدة، وا تتردد فى قبول كل عون غير مشروط يقدم إلييا خارج األمم المتحدة، إنيا سوف تمد أقداميا لتخطو

Page 13: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

ل بينيا وبين ىدفيا، كما كل خطوة تقدر عمى خطوىا، ولسوف تحارب مصممة ضد كل عائق يحو نيا لتؤمن مخمصة أن اقترابيا منو ىو أنيا سوف تقدر شاكرة كل عون يقربيا من ىذا اليدف، وا طريقيا إلى السالم، بل ىو طريق غيرىا إلى السالم أيضًا. ولسوف تجدون فى ىذا االندفاع

يا وأمريكا الالتينية، وعمى ضوئو التاريخى الحتمى تفسيرًا أمينًا ليذه اليزات العنيفة فى إفريقيا وآس .وحده يبدو المعنى األصيل لمثورات العنيفة التى تعتمل فى مختمف أقطار ىذه القارات

ذلك ىو التفسير األمين لمثورة من أجل التصنيع عمى أوسع مدى، ذلك ىو التفسير لمثورة عمى التفسير لمثورة عمى سياسة المظالم االجتماعية التى ورثتيا الشعوب من عيد اإلقطاع، ذلك ىو

مناطق النفوذ، ذلك ىو التفسير لمثورة عمى محاوالت االستغالل واالحتكار االستعمارية ومحاوالت التحكم فى أسعار المواد الخام األمر الذى يبدو وكأنو محاولة متعمدة لعرقمة تطور الدول المنتجة

بقائيا مجرد مخازن ليا، وىو األمر الذى تبدو معو جميع عروض المعونات البراقة ليذه المواد وا وكأنيا تحايل مكشوف، ذلك أن ما تخسره الدول المتخمفة من التحكم فى خاماتيا واستغالل مواردىا الطبيعية عمى نحو يجافى العدل ال يصل إلى نسبة ضئيمة من كل ما يعرض عمييا من المعونات

.والقروض

لمتحدة عمى القيام بيذه الرسالة.. رسالة دفع الحرية وما من جدال أننا نتمنى لو قدرت األمم اننا لنتصور أن الوصول إلى نزع السالح يمكن أن االقتصادية جنبًا إلى جنب مع الحرية السياسية. وا يكون ثورة عميقة الجذور فى ىذا الميدان إذا ما وجيت اعتمادات التسميح أو أجزاء منيا نحو

بالد المتطمعة إلى حريتيا االقتصادية. كذلك فإنى أتمنى أن ندرك التطوير الصناعى والزراعى فى النما ىناك شعوب واتتيا الفرصة لتتعمم ىنا أنو ليست ىناك شعوب متخمفة وشعوب متقدمة، وا وشعوب أخرى حرمت ىذه الفرصة بالقوة والضغط.. شعوب انطمقت إلى التجربة وتفاعمت معيا،

يا أو تكتشف ممكاتيا وأن تصمد فى امتحان الحياة. ولقد وشعوب حيل بينيا وبين أن تجرب قدرتكان يقال لنا إنو ليس من حقنا أن نطالب باستعادة ممكية قناة السويس؛ ألن إدارة القناة من جميع النواحى مشكمة بالغة التعقيد، وأن شبابنا ميما بمغ من درجة عممو وتمكنو من فنو لن يقدر عمى

نكم لتعممون اآلن أن قناة السويس تحت تحمل مسئوليات إدارة قناة السويس قبل خمسين سنة. وا اإلدارة العربية تؤدى دورىا فى خدمة االقتصاد العالمى بأقدر وأكفأ مما كان حاليا قبل أن نستعيدىا

.لمشعب الذى حفرىا طريقًا لرخاء العالم ورخاء نفسو

رغم كل ما وجدنا من صعاب وبرغم كل ما ولقد واجينا تجربة تطورنا وتفاعمنا معيا، وأثبتنا أنو بواجينا وما كان البد أن نواجيو بالتجربة والخطأ، فإن الدخل السنوى لمفرد فى اإلقميم المصرى من

.سنوات ٠% فى مدى ٠٧الجميورية العربية المتحدة قد زاد بعد الحرية بنسبة

Page 14: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

:سيادة الرئيس.. أييا السادة

نا الخاص بقضايانا المحمية عمى االحتماالت الخطيرة فى لقد بذلت جيدى حتى ال يطغى إحساسذا كنت قد أشرت دون دخول فى التفاصيل إلى بعض ىذه القضايا -الموقف الدولى اآلن، وا

فمقد قصرت تعرضى ليا عمى الناحية التى تربطيا عمومًا بالسالم وباألمم المتحدة. ومن -قضايانا مة السالم فى مجالو العام ىى فى نفس الوقت خدمة الواضح عمى أى حال أننا نؤمن بأن خد

لقضايانا، كذلك فإننا نؤمن بأن سيادة األمم المتحدة معناىا سيادة المبادئ وغمبة القانون والعدل عمى أحالم الغزو والسيطرة، بل إننا نؤمن أن جو السالم القائم عمى العدل ىو خير جو يستطيع وطننا

عادة صنع مجتمعة عمى فيو أن يباشر تطوره، وأن يف تح الطريق أمام آمالو فى تغيير أوضاعو، وا .أساس جديد

نكم لتعممون أن تيارًا ثوريًا وطنيًا يجتاح اآلن بالدنا، بل إننا نقول إن وطننا الجميورية العربية وا المتحدة يعيش اآلن ثالث ثورات فى وقت معًا.. ثورة سياسية عبرت عن نفسيا بمقاومة االستعمار

ى جميع مراحمو منذ كان سافرًا عمى شكل قوات احتالل حتى تستر وراء األحالف العسكرية التى لم ف .نرى فييا غير محاولة إلخضاعنا لسياسة مناطق النفوذ

ثورة اجتماعية عبرت عن نفسيا بمقاومة اإلقطاع واإلحتكار وبالعمل المتفانى من أجل زيادة اإلنتاج رفعًا لمستوى المعيشة وتمكينًا لتكافؤ الفرص بين المواطنين تحقيقًا لمعدل االجتماعى. ولقد كانت

ى الجميورية خطة مضاعفة الدخل القومى فى عشر سنوات التى بدأ تنفيذىا ىذا العام فى إقميم .العربية المتحدة ىى صورة ىذا العمل المتفانى، والرمز الواضح لتصميم شعبنا عمى بناء وطنو

ثم ثورة عربية عبرت عن نفسيا بمقاومة الفرقة المصطنعة والحواجز المادية والمعنوية التى وضعيا ."دالذين أرادوا أن يحكموا وطننا بالفكرة "الميكيافيمية" المشيورة "فرق تس

ننا لنعمن أننا نؤمن بأمة عربية واحدة، لقد كانت لؤلمة العربية دائمًا وحدة المغة، ووحدة المغة ىى وا وحدة الفكر، وكانت األمة العربية دائمًا وحدة التاريخ، ووحدة التاريخ ىى وحدة الضمير، ولسنا نرى

ميع الدول العربية التى أساسًا قوميًا أمتن من ىذا األساس وال أثبت. وليس مجرد صدفة أن جحصمت عمى استقالليا لم تمبث فى دساتيرىا بعد االستقالل أن نصت عمى أن شعوبيا إنما ىى جزء من األمة العربية، كذلك ليس مجرد عاطفة أن الشعوب العربية تؤمن مخمصة أن كل عدوان عمى

نو ما من أزمة امتحنت بيا األمة ا لعربية إال وكانت صفًا واحدًا شعب منيا ىو عدوان عمييا كميا، وا أمام امتحان الحوادث، بل أن قيام الجميورية العربية المتحدة ليو الرمز األكبر إليمان الشعوب

.العربية بعقيدة القومية العربية والوحدة العربية

Page 15: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

عمى عمى أننا نقول أمامكم أيضًا إننا نؤمن بأن التطور الواعى القائم عمى الدعوة السممية والمستندةذا ضرب المثل عن طريق العمل اإليجابى الخالق، ىو طريقنا إلى ىذه الوحدة التى نؤمن بيا. وا كنتم تسمعون من أصداء الحوادث فى منطقتنا ما كان موضع التساؤل فى كثير من األحيان، فإننا

نما نسمح ألنفسنا أن نقول أمامكم إن ىذا الصوت ال يصدر عن التيار المتدفق لمقومية العر بية، وا يصدر عن الذين يقاومون ىذا التيار أو يحاولون تغيير مجراه.. إنو صوت الحواجز المصطنعة وىى تتمزق، وىو صوت الحدود الموىومة التى وضعيا االستعمار وىى تطوى وترفع، وىو صوت بقايا

.الرجعية واإلقطاع واالستغالل تحاول بفموليا الميزومة أن تمنع التطور الحتمى

ذا فإن الذى تسمعونو ونسمعو معكم ىو صوت التاريخ ذاتو يباشر حركتو ويضع تفاصيل أحداثو، ىك .ويصحح األخطاء التى وقعت خالفًا لمنطق األشياء ومجافاة لمطبيعة ولمحقيقة الخالدة

نيا لجميعيا فى حقيقة أمرىا ثورة واحدة تنزع إلى الحرية بكل صورة ىذه ىى ثورات أمتنا الثالث، وا ن صورىا السياسية واالجتماعية والقومية، وتعتبر الوصول إلييا ىدفًا تيون فى سبيمو جميع م

.التضحيات

:سيادة الرئيس

لقد حان الوقت لكى أغادر ىذه المنصة تاركًا الفرصة لغيرى من الزمالء األصدقاء كى يسيموا فى ذا جاز لى أن أتقدم أمامكم اآلن مناقشة المشاكل التى تواجينا اآلن بغية الوصول إلى حمول ليا، و ا

بحمول لما يواجينا من مشاكل فإننى أجد خير ما يمكن أن أقدمو لكم ىو صورة من تفكيرنا عندما إفريقية اجتمعت فى باندونج، وناقشت مشاكل العالم وقتيا، ومع -كنا تسعًا وعشرين دولة آسيوية

بعد خمس سنوات مع بعض االختالف فى األسف إنيا نفس المشاكل التى مازالت تواجينا اليوم .التفاصيل

فى القواعد األساسية العامة التى ينبغى أن تحكم تطور مجتمعنا السممى، أعمن ىذا المؤتمر؛ مؤتمر :باندونج، دعامتين

عالن أوالىما: التأييد الكامل لممبادئ األساسية لحقوق اإلنسان كما تضمنيا ميثاق األمم المتحدة وا .ان وأوليا حق تقرير المصيرحقوق اإلنس

وثانييما: المساواة الكاممة بين األجناس واأللوان باعتبار أن التمييز العنصرى إنكار لمقيم األساسية .لمحضارة والكرامة اإلنسانية

:بالنسبة لمشاكل االستعمار أعمن مؤتمر باندونج أربع خطوات البد من إتخاذىا

Page 16: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

.ه شر يجب وضع نياية عاجمة لوأعمن أن االستعمار فى جميع مظاىر -

أعمن أن خضوع الشعوب لالستعباد والسيطرة واالستغالل األجنبى إنكار لحقوق اإلنسان األساسية - .ومناقض لميثاق األمم المتحدة ومعرقل لتنمية السمم الدولى والتعاون العالمى

.شعوبأعمن ضرورة التأييد الكامل لقضايا الحرية واالستقالل لجميع تمك ال -

.أعمن ضرورة دعوة الدول المعنية إلى وجوب منح الحرية واالستقالل ليذه الشعوب -

بالنسبة لمسالم العالمى ودعمو أعمن مؤتمر باندونج أساسين بارزين لموصول إلى السالم: فتح باب روجينية األمم المتحدة أمام جميع الدول، ثم ضرورة نزع السالح وتحريم إنتاج األسمحة الذرية والييد

.وتجربتيا

:وبالنسبة لتوكيد السالم ودعم التعاون العالمى وضع المؤتمر ىذه األسس الثالثة

أن موضوع السالم ىو موضوع األمن الدولى، وأفضل الطرق لمواجيتو أن يتم ذلك خالل األمم - .المتحدة

لى مست - فريقيا إلى التقدم االجتماعى وا ويات أعمى لمحياة، أن الحاجة ماسة خصوصًا فى آسيا وا وأن الطاقة الذرية وتوجيييا إلى األغراض السممية يمكن أن يواجو مشاكل التنمية فى الدول المتطمعة

.إلييا

أن استقرار السالم أو التحرر من الشك والخوف يفرض عمى األمم أن تمارس التسامح وأن تعيش -تمر صورة لمقواعد األخالقية التى يمكن معًا فى سالم. ولرسم حدود ىذا التعايش السممى وضع المؤ

.أن تربط العالقات بين الدول

:سيادة الرئيس

ىذه المبادئ والقواعد التى أشرت إلييا تحمل بالفعل موافقة تسعًا وعشرين دولة من األمم المتحدة ننا نقدميا ىن ننا نؤمن أن وراءىا تأييدًا أوسع وأبعد، وا ا طريقًا شاركت فى أعمال مؤتمر باندونج، وا

لمسالم وطريقًا لمحرية وطريقًا لمرخاء لمبشر كميم عمى اختالف أوطانيم وألوانيم وأديانيم، بال تفرقة أو تمييز. ولعل خير ما فييا أن الذين وضعوىا لم يفعموا ذلك من مراكز القوة العسكرية، وال من

نما من تجاربيم أحالم التحكم االستعمارى، وال استنادًا إلى األسمحة الذرية التى تمؤل مخازنيم، وا .وحدىا ومن آماليم ألنفسيم وآماليم لغيرىم

Page 17: كلمة الرئيس من نيويورك قبل مغادرته لها بعد زيارته للأمم المتحدة أذيعت على شبكات الإذاعة والتليفزيون

من ىذا كمو كان اإلليام، ولو أن الجمعية العامة ىنا أقرت ىذه المبادئ والقواعد فجمعت منيا اإلجماع الشامل إلرادة شعوب العالم كميا، فميس يخالجنا شك فى أننا لن ننتظر خمس سنوات أخرى

.نا من باندونج إلى اآلنكما انتظر

لقد حان اآلن الوقت الذى يجب أن تنتقل فيو أمانى الشعوب وحقوقيا من عالم النظريات إلى عالم الواقع. إن الشعوب المناضمة كميا اآلن مستعدة لمحرية، مستعدة لتحمل مسئولياتيا، مستعدة لمتعاون

نو م ما يضاعف من مسئوليتنا ىنا أن عمى أوسع مدى فى سبيل دعم ىذه الحرية وتمكينيا. وا الظرف الذى نواجيو خطير، والمشاكل التى تحكمو معقدة، والجو المحيط بنا جميعًا ىو جو الشك ن خطًأ واحدًا فى الحساب من جانب أى من األطراف قادر فى بضع دقائق والخوف والتربص، وا

.رائع طويلعمى اإلطاحة بأجمل وأعظم ما حصل عميو جنسنا البشرى خالل كفاح

.سيادة الرئيس.. أييا السادة..أشكركم