( : الشيعية. الجماعات يكتب زيدان يوسف ١/د ٧.. ) الثالثة للتشيع المعانى

� لتأجيل السباعية التى تستعرض المبادئ واألصول الضابطة للفعل الثورى أو مرة� أخرى، أجدنى مضطرا القراء فى متابعة »توابع الثورة« ما أسميه )أصول الفقه الثورى( وذلك لعدة أسباب، أهمها: انهماك

Cثر ال يكفون عن الكالم فى )الثورة( ليل نهار، حتى انهار صبر الناس فى وسط صخب كثير، ومتحدثين ك فى الوقت ذاته، نهمل االهتمام بأمورQ مهمةQ منها: العناية بالدور بالدنا ولفO عقولهم الدوار. مع أننا

�، والمحورية. ومن هنا، تأتى هذه السباعية »المعرفى« الالزم � فى هذه األيام الحرجة جدا لنا، خصوصا، من جوانب المجتمع المصرى والمجتمعات العربية Zومنسى ،Q المجاورة، هو إللقاء ضوء على جانبQ مهم

.اإلسالمية الوجود الشيعى.. أو حضور الجماعات الشيعية فى المجتمعات

�، عن مجريات األمور الثورية التى تجتاح � وال يبتعدC موضوع هذه السباعية كثيرا المنطقة العربية، نظرا�، ففى اليمن لوجود جماعات شيعية متعددة فى المجتمعات العربية الثائرة �، والتى قد تثور مستقبال حاليا

الشيعة )اإلثنى عشرية( وفى سوريا المنتسبون للشيعة هناك الشيعة )الزيود( وفى البحرين القوى للشيعة فى لبنان )حزب الله( وفى العراق والخليج، وفى مصر )العلويون( .. ناهيك عن الوجود

� .أيضا

المتعمقين فى ولست هنا بحاجةQ لتأكيد أن هذه السباعية التى نبدأها اليوم، ليست مخصصة ألولئكفوا على طبيعة دراسة المذاهب اإلسالمية. وإنما هى لعموم القراء الذين أرى من الواجب Oأن يتعر

المعاصر، ألنه ال سبيل إلى فهم هذا الواقع المكونات الفكرية والدينية والسياسية، التى يزخر بها واقعنا� بأن كثيرين من أهل السنة، ال والوعى به، من دون معرفة هذه المكونات �، علما الكثيرة والمعقدة أحيانا

� ما هى نية واألخرى الشيعية، لكنهم مع »يعرفون أصال iة« وما هى الفروق الفاصلة بين المذاهب السO ن iالس � تدور رحاها اليوم هنا وهناك، وال طريق أمامهم لفهمها إال بمعرفة أصل هذا االختالف، ذلك، يرون أحداثا

.ومسار تطوره

                                        ■ ■ ■

� ما يخلط الناسC بينها بسبب تداخلها، على الرغم من اختالفها، وللتشيع والشيعة، عندى، معانQ ثالثة، كثيرا�، التشيع � عبر سطور هذه المقالة، فهناك أوال العام( بمعنى الموقف المناصر لإلمام )حسبما سنرى معا

من بعده بالحكم السياسى فى دولة اإلسالم، على علىO بن أبى طالب فى مطالبته، ومطالبة أبنائه�( وذريته من oا وpلى بوراثة األمر بعد وفاة نبى اإلسالم، ألن اعتبار أن اإلمام )علي

q بعده )آل البيت( هم األ، ينتمى إلى القرون »اإلسالم« دين iوبالطبع، فهذا النوع من التشيع )العام( تاريخى ..� األولى ودولة معا

Zومعاوية بن أبى سفيان، فانتزعها« من تاريخ اإلسالم، حيث بدأ النـزاع على والية األمر، بين اإلمام »على األموية، ثم العباسية، وهو األمر الذى أدOى إلى إراقة األخير. ثم النـزاع بين آل البيت وخلفاء الدولتين

� من تاريخنا، دماء كثيرة، طاهرة، كتبت � مروعا Cها صفحاتQ سوداءq صارت مع مqرv السنين فصال قطراتCعرف فى (.التراث باسم: مقاتل الطالبيين )آل بيت النبوة ي

بل كان معظم والموقف الشيعى العام )التاريخى( ال يقتصر على فئةQ معينة من العلماء والجمهور، ومناصرتهم بقدر المستطاع. بل المسلمين األسوياء يميلون بشكل تلقائى إلى التعاطف مع آل البيت،

فى المجتمعات اإلسالمية، سنية� كانت أم« وتبجيلهم بقدرQ وافر اليزال يحظى به أحفادهم »األشراف.بعد قليل شيعية بالمعنى )المذهبى( الذى سنتوقف عنده

مذهبهم( بكثرة )ويستند الشيعة على اختالف مذاهبهم، إلى ذلك العمق التاريخى العام، فيؤكدون صحة نراه عند مفكر شيعى مرموق، الذين ناصروا »آل البيت« ونصروا اإلسالم منذ فجره األول، وهو ما

( حين يقول فى كتابه١٩٥٤بالعراق سنة معاصر، هو الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء )المتوفى آل البيت( كانت من قبل استعالن الدعوة، فاإلمام )»أصل الشيعة وأصولها« إن نصرة اإلسالم على يد

Cحد، لما اخضرO لإلسالم )علىo بن أبى طالب(، حسبما نقرأ فى الكتاب: لوال سيفه ومواقفه فى بدر وأ عمود، ولوال حماية أبيه »أبى طالب« قبل الهجرة، لقضت قريش وذئاب العرب على عود~، ولما قام له

فى مهده، ولكن جزاء أبى طالب من المسلمين )يقصد السنة منهم( أن يحكموا بأن أبا طالب اإلسالم�! وأما أبوسفيان الذى ما قامت راية حرب على النبى، إال وهو) سائقها وقائدها، عم النبى( مات كافرا

Cمية تلقف الكرة، فوالذى يحلف به أبو سفيان، ما من جنةQ وال نار« وهو الذى قال: » تلOقفوها يا بنى أ�، بينما � يكون فى حكم المسلمين قد مات مسلما .أبوطالب حامى اإلسOالم مات كافرا

 � � طويال بأسماء مؤيدى ثم يورد الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، بعد عبارته السابقة مسردا� بكثيرين من علماء اإلسالم المبكرين، لتأكيد اإلمام »علىo« وذريته ابتداء� من الصحابة والتابعين، ومرورا

التاريخى(، وهو األمر الذى ال يقبله علماء السنة، على )أن التشيع )المذهبى( هو قرين للتشيع العام�، وإنما اعتبار أن هؤالء المبكرين � معينا الذين انحازوا إلى آل البيت، لم يخطر ببالهم أنهم يتبعون مذهبا

اإلسالم ميلهم ومناصرتهم آلل البيت، هو »موقف« عام يرتبط برؤيتهم للحق ولألحق بقيادة دولة كانCمية( الوليدة كخليفة للنبى، وأولوية ذلك على حCكم معاوية )ابن هند آكلة الكبد وابنه يزيد )الفاجر( وبنى أ

عضوض«، بحسب التعبير النبوى الشهير الوارد فى الذين تحوoل الدين اإلسالمى على أيديهم إلى »مCلك� الحديث الشريف: الخالفة بعدى )دولة � عضوضا �، ثم تصير مCلكا .اإلسالم( ثالثون عاما

                                        ■ ■ ■

iع )المذهبى( فهو يشير إلى نظام فقهى وسياسى، يختلف فى كثير وأما المعنى الثانى للتشيع، وهو التشي فى مصر والبالد العربية والدول من التفاصيل مع المذهب السنى الذى ينتمى إليه معظم المسلمين

الدولة اإلسالمية فى )إيران( وقامت عليه فى اإلسالمية فى آسيا، وهو األساس الذى تقوم عليه اليوم الدولة الفاطمية فى مصر، والدولة الصفوية فى بالد فارس، الماضى دول وكيانات إسالمية شهيرة، منها

qلqموت« التى أنهكت الدولة العباسية وروOعتها )ودولة الشيعة اإلسماعيلية الحشاشون( فى قلعة »أ االغتياالت، على النحو الذى سأعرض له فى السابعة من مساء الليلة، فى جلسة بأساليب وطرق

الشهرى بساقية الصاوى بالقاهرة، وهى األمسية التى اخترت لها عنوان: ثورة الحشاشين الصالون.ونظام االغتياالت

يتفق فيها ويتلخص المعنى )المذهبى( للتشيع فى االعتقاد بأن أركان اإلسالم خمسة، أربعة منها�، هو االعتقاد المسلمون كافة )الصالة، الصوم، الزكاة، الحج( والركن الخامس عند الشيعة خصوصا

الله النبى ويؤيده بالمعجزات والوحى، يختار باإلمامة، فاإلمامةC عندهم منصب~ إلهى� كالنبوة، فمثلما يختار بالتسديد والعصمة، كبديل للوحى. وال يصح إيمان المسلم الشيعى اإلمام للقيام بوظائف النبى ويؤيده

�( إال التى( باعتقاده باإلمامة. وهو األمر الذى يظهر بوضوح عند الشيعة اإلثنى عشرية )اإلمامية )مذهبيا� فى الماضى والحاضر، وهى التى تدين إيران اليوم بمذهبها. حيث هى أوسع الفرق الشيعية انتشارا

األرض خالية من قائم تقول مصادرهم المعتمدة: إن عقيدة »اإلمامة« قائمة على أن الله ال يترك� � بالحجة )إمام( سواء كان هذا اإلمام القائم بالحجة ظاهرا � مستورا �، أو غائبا .مشهورا

الغائب »المهدى« وعلى أساس هذه »النظرية« تزدهر فى النفوس عقيدة فرعية، هى اإليمان باإلمام� على الرغم من اختفائه قبل )ألف سنة( بسبب الذى ال يستبعد الشيعة المعاصرون، أنه ال يزال حيا

نوح« عاش ألف سنة إال خمسين، وبأن »مطاردة األمويين له، وهم يؤكدون أن الذى يؤمن بأن النبى� من اإليمان بأن اإلمام الغائب حى�، ولسوف يعود ال محالة العبد الصالح »الخضر« ال يموت، ال بد له أيضا

� �.. وعلى كل حال، فإن عقيدة فيمأل األرض إيمانا � وظلما � وجCورا Cفرا �، بعدما مCلئت ك � وعدال المهدى )وخيرا� عند أهل السنة، ولكن بشكل أبسط بكثير مما هى عليه .عند الشيعة المنتظر( موجودة أيضا

يتفقون مع سائر وعلى الصعيد )المذهبى( يختلف الشيعة عن السنة فى بعض األمور الفقهية، مع أنهم الفقهية األربعة المسلمين فى معظم التفاصيل األخرى. ولهم فقه~ خاص يميزهم عن المذاهب

وهو المذهبC »الجعفرى« الذى حدOد( المشهورة عند أهل السنة )المالكية، الحنفية، الشافعية، الحنبليةنة على السواء، على اعتبار مالمحه األولى، اإلمامC جعفر الصادق« الذى طالما iحظى بتقدير الشيعة والس

Oء علماء آل � أنه واحد~ من أجال البيت. وبطبيعة الحال، تطوOر الفقه الشيعى )المذهب الجعفرى( تطورا� خالل األلف سنة الماضية، مع جهود علماء وفقهاء الشيعة الذين قرروا قواعد شرعية، منها كما كبيرا

� عليه، ومنها ما يختص بالشيعة وحدهم أو بالشيعة اإلثنا عشرية دون أسلفنا ما يتفق المسلمون جميعا.غيرهم، فمن ذلك: زواج المتعة

�، فالرجل يمكنه إذا قضى فترة يرى معظم الشيعة أن الزواج المؤقت )للمتعة فقط( هو أمر~ مباح~ شرعا� مشروط المدة بحسب الفترة التى ينوى بقاءها فى هذا البلد، ويعطى فى بلد، أن يتزوOج فيها زواجا

أشارت إليه اآلية القرآنية، إشارة صريحة، بقوله تعالى للمرأة أجر هذه المدة )المتعة(.. وهو األمر الذى( وهى اآلية التى يتفق على صحتها السنة فى سورة النساء )فما استمتعتم Oأجورهن Oفآتوهن ، Oبه منهن

،� ولكن علماء الشيعة يقولون: إنه سقط منها عند كتابة المصحف جزء~ مهم، ألن اآلية فى والشيعة، معا! وكان ابن oأجورهن Oمسمى، فآتوهن Qإلى أجل Oاألصل كانت: فما استمتعتم به منهن � عباس يقرؤها دوما

Cلغيت( على هذه الصيغة األخيرة. ولكن أهل السنة يرون أن هذه اآلية مهما Cسخت )أ اختلفت صيغتها، نخqها. فيرد عليهم الشيعة ضمن كثير من اآليات المنسوخة، ويستندون فى ذلك إلى qسq أن الحديث النبوى ن

صحته، ال يلغى القرآن أو ينسخه. كما يستدلون على صحة اآلية، بأن الحديث الشريف مهما بلغت درجة يتزوOجون زواج االستمتاع، حتى منعه الخليفة »عمر بن الخطاب«.. ومعروف أن بأن الصحابة كانوا

.ال يحبون الخليفة »عمر« ناهيك عن رفضهم ألحكامه الشيعة،

�، مCتعة الحج ومCتعة وكان اإلمام جعفر الصادق، يؤكد صحة زواج المتعة بقوله: »ثالث ال أتقى فيهم أحداع علماء Oعن زواج المتعة، النساء والمسح على الخفين«.. ومع ذلك، فقد تور � الشيعة وأشرافهم دوما

م مثلما يقول أهل السنة على اختالف مذاهبهم الفقهية بنوعQ من االستغناء والعفة، وليس ألنه Oمحر.

إن الطالق ال يصح ويتصل بفقه النساء والزواج عند الشيعة اإلمامية، وبعض فرق الشيعة األخرى، قولهم أو معهما شاهد واحد فقط، ال يقع إال مع حضور الشهود، وإذا تلفظ الزوج بالطالق وهو منفرد بزوجته،

إلى زوجته إذا أرادا، من دون احتسابها طلقة�، وال فى هذه الحالة طالق )ال يصح( ويمكن للزوج الرجوع السنة، قول الرجل لزوجته إنها طالقة بالثالث ألن ذلك يعدi طلقة واحدة، يجوز عندهم، وعند بعض فقهاء

.المراجعة بعدها من دون احتياجQ للمحلvل تجوز

�، يرى معظم فقهاء الشيعة أن البنت إذا لم يكن لها أخ� شقيق، ترث النصف مما وفى شأن النساء أيضا ابنتان وليس له ولد، ترث كل منهما ترك الوالد )مثلما هو الحال فى فقه السنة( ولكن إن كان للمتوفى

الفقه الشيعى إلى الحفاظ على حق اإلناث فى ثلث ما ترك األب المتوفى. وبصورة عامة، يميل.المواريث

أخرى، حول موضوع وهناك خالف فقهى بين الشيعة والسنة من جهة، ومذاهب السنة فيما بينها من جهة الشيعى يقول بأن الذى يطأ سخيف قد يستغربه اليوم أكثر الناس، هو حCكم »وطء البهيمة«.. فالفقه

Cقتل فى المرة الرابعة )إذا تم ضبطه )نكح( بهيمة، يجب تعزيره ثالث مرات حتى إذا تكرر ذلك منه، ي أهل السنة عدة أحكام، فالحنابلة يقولون بقتل البهيمة بالطبع( وال يجوز أكل لحم البهيمة! بينما يقرر

Cذبح وتؤكل، والشافعية يقولون ال الموطوءة، واألحناف بعضهم يقول Cحرق والبعض اآلخر منهم يقول ت تCذبح وليس عليها .شىء ت

                                        ■ ■ ■

التاريخى( إلثبات صحة )ومثلما يعتمد التشيع بالمعنى الثانى )المذهبى( على التشيع بالمعنى األول العام المعنيين السابقين، للحصول على أقصى موقفه، يعتمد التشيع بالمعنى الثالث )األيديولوجى( على

.الثالثة للتشيع، متراكبة استفادة ممكنة من هذا المذهب.. أى أن المعانى

يسعى الستخدام« ومقصودى بالمعنى الثالث للتشيع، االستعمال النفعى للمذهب على نحو »أيديولوجى�، يميز جماعة من � جامعا � وإطارا � سياسيا المسلمين عن غيرهم من دون أن يخرج التشيع باعتباره شعارا

�، ندرك السر وراء دعم( بهم عن إطار اإلسالم، بل يزعم أنه )اإلسالم الصحيح. ومن هذه الزاوية مثال يحارب إسرائيل، بينما ال تدعم إيران حركة »حماس« التى من إيران لحزب الله فى لبنان، ألنه

�( بين إيران وحزب الله، المفترض أنها تقوم بالدور نفسه! والسبب فى ذلك، أن التشيع يجمع )أيديولوجيا تمثل )حماس( المذهب السنى، بالمعنى السياسى، ولذلك فهى تحظى بدعم الدول ذات الطابع بينما

.المذهبى السنى، ال الشيعى

�، نفهم السبب وراء خلو تنظيم � من »ومن هذه الزاوية النفعية )األيديولوجية( أيضا القاعدة« مثال السنى، مع أن »الجهاد« أصل~ شرعى مجاهدين شيعة، واقتصار أغلب رجاله )المجاهدين( على الجانب

Oة، ألن »الزم« من أصول الشيعة. لكنه بحسب الخبرة ن iالتاريخية والواقع المعاصر، ال يتم تحت لواء الس �، طالما استعمل بالمعنى األيديولوجى االتجاهين »السنة، � سياسيا ..الشيعة« صارا مع مرور السنين إطارا

الدولة ومن هنا، استعان الصفويون فى إيران قبل عدة قرون بالمذهب الشيعى، فى حربهم ضدنة( بحسب الفقه الحنفى. ولم تكن إيران قبل iالعثمانية التى كان مذهبها )الس ،� � شيعيا الصفويين بلدا

.لكنها صارت معهم كذلك، وبقيت من بعدهم على ذلك

الكبيرة، وإنما وال يقتصر استعمال )المذهب( الشيعى بشكل نفعى )أيديولوجى( على الدول والجماعات فردية. مثال ذلك ما رأيناه يستعمل التشيع بالمعنى الثالث ألهداف محدودة وشخصية لتحقيق مصلحة

مذاهب أخرى ذات طابع دينى طائفى )دروز، فى دولة لبنان، حيث يتجاور المذهبان السنى والشيعى مع� بالقالقل والصخب. فى مارون، كاثوليك..( وكلها معترف~ بها فى هذا البلد العجيب، الجميل، الزاخر دوما

الشأن، واألغنياء، يتحولون من المذهب السنى إلى المذهب الشيعى )على لبنان رأينا كثيرين من ذوى�، ويخشون على بناتهم من نظام المواريث المعمول به فى مذاهب السنة، الورق( ألنهم لم ينجبوا ذكورا

إال األمر الذى فعله أناس~ معرفون، منهم وزراء ورؤساء وزارة. وما كان هدفهم من وراء ذلك وهو األيديولوجى( وليس )االستفادة والمنفعة الحاصلة من وراء تحولهم الشكلى إلى التشيع، بالمعنى الثالث

(.بالمعنى الثانى )العقائدى

                                        ■ ■ ■

نة، وبناء� على هذا المعنى الثالث )األيديولوجى( للتشيع، يمكن أن نفهم السبب فى iمعاناة العرب الس � إلى � من العنت الذى الساكنين منذ قرون بجنوب إيران، ولذلك ينـزحون تدريجيا دول الخليج، هربا

�، نفهم السر وراء دعم يواجهونه فى دولة صار التشيعC شعارها، واألئمة قوOادها الحقيقيين. ومن هنا أيضا فى دولة »البحرين« على اعتبار أن الثائرين هناك، معظمهم من الشيعة. إيران للثورة التى لم تكتمل

نية( فى قمع الثائرين، وتساعدها فى ذلك دول الخليج وهو األمر الذى iتستند إليه حكومة البحرين )الس

�: قوات درع الجزيرة، أما) � مؤخرا نية( تحت المسمى الذى صار يتردOد كثيرا iأو الس � الثورة فى سوريا مثالOة اليمن، فهى ال تحظى باالهتمام والدعم اإليرانى، ألن ن iالثائرين من أهل الس !

�، سوف نستعرضها فى مقالنا القادم، الذى نعرض فيه لمذهب وألسباب أخرى أيديولوجية أيضا الحالى »بشار« بعدما )العلويين( الذين يحكمون سوريا منذ أيام حافظ األسد، الذى أورث الحكم البنه

الذى مات فجأة فى حادث سيارة،« كان من المقرر أن يرث الحكم )الجمهورى( ابنه األكبر »باسل�.. ولسوف يكون عنوان المقالة القادمة: هل العلويون المتحكمون فى سوريا، وقيل: بل كان قتله مدبرا

علويون؟

                                        ■ ■ ■

�، إلى أن هذه السباعية ليست تختصi بما يجرى خارج مصر، فقط، بل هى تلقى وتجدر اإلشارة أخيراCعلى الحضور الشيعى فى بالدنا، وهو الحضور الذى أتوقع � ازدياد كثافته فى مصر خالل الضوء أيضا

� فى ظل الظروف الحالية. وال يقتصر مرادنا هنا على الكشف عن العمق الفترة القادمة، خصوصا اإلسماعيلية، أو إمامهم المدفون فى مصر )أغاخان( أو التاريخى لجماعات مثل )البهرة( وهم الشيعة

الفولكلورى( الممتد من الزمن الشيعى »الفاطمى« بمصر.. بل ننظر )النظر فى الموروث االحتفالى� من خالل وعينا بالتشيع، واتجاهاته المتعددة، فى تأثرنا المباشر باألحداث الصاخبة الجارية اليوم من أيضا

.حولنا

( : الشيعية. الجماعات يكتب زيدان يوسف ٢/د ٧) المتحك!مون العلويون علويون؟ هل سوريا فى

السادات، »القائد حدث خالف فى القيادة العسكرية المصرية، ما بين الرئيس١٩٧٣فى حرب أكتوبر األركان«. إذ كان السادات األعلى للقوات المسلحة المصرية« والفريق سعد الدين الشاذلى »رئيس

وتتوغل فى سيناء للضغط على يرى ضرورة أن تتقدم القوات المصرية بعد عبورها خط بارليف، مرتفعات الجوالن. بينما كان رئيسC األركان إسرائيل، التى كانت تضغط على السوريين وتكاد تنتزع منهم

بالقوات من شأنه إضعاف الخطوط الخلفية، ويفتح المجال يرى فى األمر خطورة� كبرى، ألن التقدiم وإحداث )ثغرة( خلف قواتنا.. وقام السادات بعزل الشاذلى، وتقدمت أمام جيش إسرائيل لالختراق

.وحدثت الثغرة فى الدفرسوار، ومع ذلك ضاعت الجوالن بكاملها من يد السوريين القوات المصرية

للنظر فى ورطة ، ضاع من الجوالن ثلثاها.. وفى العاصمة دمشق انعقد اجتماع وزارى،١٩٦٧وفى حرب الحكومة أن تدرس سبب هذه ضياع الجوالن، فقال وزير الصحة السورى أثناء االجتماع، إن على

الدفاع( السورى من مقعده، والتفO حول )الهزيمة، وتحاسب المسؤول عنها، وعندئذQ قام وزير الحرب الصحة، وصفعه على وجهه صفعة� قوية.. وبعدها صار مائدة االجتماع حتى وصل إلى موضع جلوس وزير

� للبالد Oر اسمها مقترنا باسمه: سورية األسد هذا الوزير الصافع، رئيسا .كلها، وصي

إليه البالد، بعدها بسنوات، ثارت على »األسد السورى« جماعات~ شعبية رافضة للخزى الذى صارت فريق مع األسد واآلخر ضده. وتركزت الثورة فى حماة وحمص، وانقسم الناسC بالبلدتين إلى فريقين،

معارضيه ومناصريه، وعلOق المشانق وأسرف فى فقام األسد بدكv البلدتين بالطائرات من دون تمييز بين الطاعة التامة، وللحاكم السلطة المطلقة.. ولم يجرؤ أحد~ القتل، فعرف السوريون من يومها أن عليهم

نة، والحاكم من العلويين )األقلية( التى ظلOت بعدها على إعالن أن iالسوريين معظمهم من أهل الس � شىء فى تعيش فى منطقة الالذقية والمرتفعات الشمالية. وبعدها بسنوات، صار بيد العلويين كل قرونا

البعث.. وبقى بيد سوريا: الحكم السياسى، االقتصاد، التحكم بالقرارات، الهيمنة التامة باسم حزب وتعليق صور الرئيس فى كل مكان. الشعب للناس حق� وحيد، هو أن يبقوا أحياء� لخدمة النظام الحاكم،

الرعية، شريطة أن تكون رعية مطيعة.. وال بأس فى غمرة ذلك، أن يتزوجوا ويتناسلوا حتى تكثر.المهانة وديعة.. حامدة� ربها على نعمة الخضوع ولذة

الحال من وبعدها بسنوات، تقدم »حافظ األسد« فى السن، وصار على العلويين أن يضمنوا استمرار وكان من المقرر أن بعده. فكانت سوريا رائدة فى خوض غمار )التوريث( الملكى للحكم الجمهورى،

لC العلوىi يرث »باسل األسد« أباه، غير أنه مات فى حادث سيارة تحوم حوله pزqالشكوك، فاختلط الغ � )دون السن األربعين المطلوب للرئاسة(، وليست لديه معرفة الحاكمC ألن االبن التالى، لم يزل صغيرا

مات »حافظ األسد« مثلما يموت البشر كلهم؟ لكن موت الحاكم ليس كافية بالحكم.. فما الحلi وقد.اتخاذ التدابير كموت غيره، وال بد من

دون سن األربعين، وتم تمO اتخاذ التدابير بسرعة، وتمO تغيير الدستور فى المساء ليسمح بالرئاسة عن� للحكم )الجمهورى � شرعيا � ووارثا فى البالد، وتم استقرار األمر بيد العلويين( إعالن »بشار األسد« رئيسا

� فى سوريا، وكان بدء من جديد.. وبدا لهم أنهم سيحكمون سوريا، أبد اآلبدين.. لكن الثورة قامت مؤخرا� � ومCربكا � من »درعا« بلدة نائب الرئيس، ومن الالذقية انفجارها عجيبا للحاكمين، فقد انطلقت الثورة أوال

أنفسهم، مqنp الرئيس ومركز العلويين، والعالمون ببواطن األمور السورية يقولون إن من العلويين بلدة كلهم علويين، وإنما فيهم هم مظلومون كبقية طوائف الشعب، وإن سكان الالذقية وما حولها، ليسوا

نة ومن المسيحيين األرثوذكس )السريان iومن غير أولئك وهؤالء.. وبالتالى فليس( كثير~ من أهل الس � أن يثوروا، بعدما بلغ بهم السيلC الزبى أى وصلت األمور إلى أقصى الحدود( مع حCكم العلويين )عجبا

.الذى امتد عشرات السنين

■ ■ ■

من هم العلويون؟

فوا بها أنفسهم أو أطلقها عليهم أعداؤهم. فهم Oعدة تسميات عر ،� حسبما يقدمون للشيعة عموما طالب( والفاطميون )نسبة أنفسهم لبقية المسلمين: الطالبيون والعلويون )نسبة لإلمام علىo بن أبى

الرافضة، ألنهم رفضوا خالفة أبى بكر: إلى السيدة فاطمة زوج اإلمام على(.. بينما يسميهم أعداؤهم بعدهما )ومن هنا جاءت الشتيمة المصرية الشهيرة: الصديق وعمر بن الخطاب، والذين جاءوا خلفاء من

�« ال يعرفه غير األئمة.. كما ابن الرفضى( ويسمونهم الباطنية، ألنهم يقولون بأن آليات القرآن »باطنا اإلمامية( ألنهم يقولون بضرورة اإليمان باإلمام »المعصوم« كشرط من شروط الدين، غير )عCرفوا باسم

يقولون أن صفة »اإلمامية« صارت مرتبطة بجماعة معينة من الشيعة، هم »اإلثنا عشرية«، الذين� من آل البيت، اختفى األخير منهم وهو صغير، وهم ينتظرونه إلى اليوم )بعد مرور بإمامة اثنى عشر رجال

اإلثنا عشرية«، منهم جماعة تقول بأن األئمة »أكثر من ألف عام(.. وهناك جماعات شيعية أخرى، غيرمiوا Cالسبعية« أو »اإلسماعيلية« أو »الحشاشين«.. ناهيك عن فرق »الظاهرين سبعة فقط، ولذلك س

Cهرة والسبئية، وغير هؤالء كثيرون سوف نتحدث عن شيعية فرعية عديدة كالزيدية والقرامطة والب.بقية مقاالت هذه السباعية أهمهم، فى

األسد السورى، العلويون إذن، اسم~ جامع للشيعة على اختالف فرقهم ومذاهبهم العقائدية. فهل أسرة�( من الشيعة، حسبما اشات الحرية )ولن يشبع أبدا qرqيزعمون هم؟ أم أنهم جماعة الذى ينهش اليوم ف

�؟ قد يقول قائل~ هم � وزورا بالطبع شيعة، بدليل أن إيران، وهى معقل تدOعى التشيع وتنتسب له كذبا بينما يدعمون هم حزب الله الشيعى »اإلثنى عشرى« اإلسالم الشيعى، تناصر حكام سوريا وتدعمهم،

�، ولكن هذا القول غير فى لبنان، وبالتالى فاألمر مذهبى فى األساس، والتشيع يجمع بين هؤالء جميعاiعهم أقوال وشنائع سوف نلقى )دقيق، ألنه ال خالف فى شيعية( إيران وحزب الله، أما العلويون ففى تشي

المذهبى( )يلى بعض الضوء عليها.. كما أن االستعمال )األيديولوجى( للتشيع يختلف عن اإليمان فيما.بعقائد الشيعة، حسبما أوضحنا فى مقالة األسبوع الماضى

■ ■ ■

iصيرية« نسبة� إلى Cصير. إن االسم األدلO على العلويين، ليس )العلويين( وإنما »الن أبى شعيب محمد بن ن�( على عديد من فالعلويون اسم جامع~ لكل الشيعة على اختالف مذاهبهم، بل هو � )مجازا ينطبق أيضا

فون نفسهم،« .. جماعات أهل السنة، مثل جماعة األشراف »آل البيت vوالمتحكمون فى سوريا يعر المحامى محمد أحمد على فى كتابه )العلويون فى التاريخ( حسبما يورد لنا واحد~ من معاصريهم، هو

العلويين بالنصيرية والعلويين، ال معنى لها، ألننا ال ننكر أصلنا، وليس فيه ما حيث يقول ما نصه: »تسميةCخجل أو يعيب. فالعلويون مسلمون شيعة إثنا عشرية، يقولون بمقالة )مذهب( أبى شعيب محمد بن ي

� حين نصير، وبمقالة أبى عبدالله الخصيبى من بعده«.. ثم يضيف فى موضع آخر من � مهما كتابه، تعريفا� لهم عن � للصلة يصف العلويين بأنهم »الشيعة العرب« وذلك تمييزا الشيعة الفCرس )اإليرانيين( وتأكيدا

الشيعة، على اختالف أعراقهم.. ولكن تعريفه هذا، ال معنى له فى المذهبية التى تجمع بين المسلمين.الشيعة العرب كثيرون، وليسوا كلهم بالضرورة علويين واقع األمر، ألن

تسمية هؤالء وألن صفة »علوى« كما أسلفنا، ال تقتصر على جماعة شيعية دون أخرى، بالضرورة، فإن واألصوب فيما نرى، أن نستعمل اسم. بالعلويين وبالنصيرية، هى بالفعل مثلما قال الرجل: ال معنى لها

نصير« الذى ينتسب إليه هؤالء؟ »)النصيرية( فقط، لتمييز هؤالء عن غيرهم.. فمن هو

pر ألبى شعيب »نصير« المتوفى سنة أحد مؤسسى هجرية، فى رسالة لحمزة بن علىo،٢٥٩جاء أول ذ�كOع »حمزة بن على« المذهب الدرزى عنوانها: الرسالة الدامغة فى الرد على الفاسق النصيرى، وقد شن

Oعوا عليه لقوله بألوهية الحاكم بأمر الله الفاطمى، فى هذه الرسالة على جماعة النصيرية ألنهم شن ويستبيحون فى الجنس المحارم، ويعتقدون بتناسخ فاتهمهم فى المقابل بأنهم يعبدون الشيطان،

أشار إليها كثيرون من القدماء والمحدqثون، على أنها واحدة~ من أهم« األرواح.. وهذه العقيدة »التناسخ

منهم أبو العالء المعرى فى )اللزوميات( والشهرستانى فى )الملل والنحل( وابن األثير عقائد النصيرية،� فى )الكامل( وهى على كل حال، عقيدة ال ينكرها »النصيرية« بل يدافعون عنها، كما سنرى .الحقا

آل البيت، لكنهم فى أما تقى الدين ابن تيمية، فيذكر فى فتاواه أن النصيرية يتظاهرون بالتشيع ومواالة والنار، ويتأولون كالم الله ورسوله على أمورQ الحقيقة ال يؤمنون بالله وال برسوله وال بكتابه وال بالجنة

vرونها .. وكذلك يقرر القلقشندى، !بأن النصيرية: رافضة وزنادقة وكفOار ومنافقون وجاهلية يغي

كاتبهم المعاصر وفى المقابل، يشن »النصيرية« حملة شعواء على ابن تيمية والقلقشندى، حتى إن حافظ األسد( ما يمكن اعتباره الذى ذكرناه قبل قليل، يقول فى كتابه المشار إليه )المنشور فى أيام

اختلفوا مع هذا اإلمام السلفى الكبير، »شتائم« فى ابن تيمية، لم يجرؤ على مثلها شخص~ آخر ممننة )على الرغم iده(.. فمن ذلك قول المحامى المذكور، المدافع الذى يحبه كثيرون من أهل السiمن تشد

تدل على كذب وضالل وفسق كاتبها، وتفاهته وجهله، والذى يعرف عن النصيرية: »فتوى ابن تيمية ومعتقد العلويين، يحكم بدون نقاش بكفر ابن تيمية الذى يقول فى فتواه: »هؤالء عادات وتقاليد ودين

بل أكفر الموصوفون بالنصيرية، هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية، أكفر من اليهود والنصارى، القوم مثل: الترك من كثيرQ من المشركين، وضررهم على أمة محمد أعظم من ضرر الكفار المحاربين

«.واإلفرنج وغيرهم.. إلخ

لكثير من األفOاكين ثم يعاود الكاتب شتم ابن تيمية فى جرأة عالية، ويختتم كالمه بقوله: »إننى قرأت بالكذب على الله ورسوله واألمة اإلسالمية، والدجالين، لكنى لم ولن أقرأ لرجلQ أكثر جرأةQ من ابن تيمية

�خqلpق الفتن ودqبv التفرقة بين المسلمين. ولم أقرأ ألفOاك يتمتع بحسن التصرف، ويمتلك ناصية الكالم ل فيورد« مثله«.. ثم يورد مطاعن علماء السنة أنفسهم، فى اإلمام السلفى الكبير »ابن تيمية المسموم،

وأصمOه، وأذلOه« .. وعبارة عبد عبارة ابن حجر الهيتمى: »ابن تيمية عبد~ خذله، الله وأضلOه، وأعماه، المبتدعة ، فهو مسلOم به، »وعبارة ابن العالء الرؤوف المناوى: »أما كون ابن تيمية وابن القيم من

� ال تصح الصالة وراءه البخارى »من سمOى ابن تيمية شيخ «. اإلسالم، كان كافرا

هذا القدر الجارف من وهنا البد لنا من وقفة. فاختالف العلماء فيما بينهم، ما كان له أن يتجاوز إلى البعض، والحكم بالكفر على الكبار منهم. إطالق األحكام القاسية المستندة إلى نزع اإلسالم عن بعضهم

�، فالمقام هنا يضيق عن � وثانيا إيراد فتوى ابن تيمية فى جماعة النصيرية )العلويين( لطولها، هذا أوال فلم أجد فيها ما كان يتميز به ابن تيمية فى معظم األحيان، من ذكاء وتبحiر، وإنما لكننى قرأتها بإمعان

بعضهم البعض. ثم رأيته يخلط بين النصيرية القرامطة واإلسماعيلية. وهم فى واقع األمر مختلفون عن.يكيل االتهامات للنصيرية من دون تقديم سند يؤكد االتهام

�، للكاتب النصيرى المعاصر، أن يعتقد ما يريد وأن يدافع عن اعتقاد جماعته األقربين، لكنه ال يجوز وثالثا� فى تراثنا، � مهما كان يقول الحق الذى أدoى إليه اجتهاده، ففى كل له مثلما ال يجوز لغيره، أن يسبO رجال

تيمية قد أخطأ فى تكفيره للنصيرية، فليس الواجب أن يكون الرد اجتهادQ إصابة~ وخطأ. فإن كان ابن األقوال التى هاجمته )وقد ردO عليها علماء آخرون( فتصير الدنيا وكأنها صارت بتكفيره وشتمه، ثم حشد

ر فيه اإليمانC والكفر، ويقومC الثواب والعقاب، ويلعب البعض دور »يوم Oاإلله الذى الحساب« الذى يتقر الفرقC بين اإلنسان والله، وبين يحاسب الناس، ويحكم بكفرهم أو إيمانهم.. وبذلك تختلط األمور وينعدم

الدنيا واآلخرة؟

■ ■ ■

� عن هذا الخالف حول »النصيرية« ومذهبها الدينى الغامض الذى لم يستطع الدارسون كشف وبعيدا سوف نترك المجال للكاتب أصوله، بسبب انعدام المصادر المعتمدة وتعمiد النصيرية إخفاء مذهبهم،

� فنا بمذهبهم، ويدافع عنه ال سيما أنه أصال vالنصيرى كى يعر( � محامى( وهو فى ذلك يقول: »العلويون بدءا هذه، هم رجال عقيدة وإيمان، كان منهم: سلمان الفارسى، من عهد الرسالة )المحمدية( حتى أيامنا

� واألئمة األطهار، ألنهم أبوذر الغفارى، محمد بن أبى بكر الصديق.. إلخ، وبالطبع لن أذكر اإلمام عليا ٣٥٨المتوفى )التى تنير دروب العلويين، وقد قال الشيخ العلوى الجليل أبوعبدالله الخصيبـى المشكاة

Cتهمنا بها: إذا تبينتم � لكثير من المواقف التى أ � وتفسيرا االختالف بين صدر الرسالة )ظهور هجرية( رداOروا، ألن ثالثمائة وخمسين سنة بعد الهجرة، كافية� بأن تحدث اإلسالم( والوقت الحاضر فال تجمدوا وتتحي

� فى شؤون الحياة العامة وأطوار المجتمع اإلنسانى، ويحصل فيها التغيير للرأى االجتهادى. وكيف اختالفاOرت الحكام ونشأ الترف وتوفر المال، وأصيب التفكير والتعبير بتبديالت دينية ال، وقد واجتماعية تغي

Oرت األطوار «.وسياسية، والزمان قد استدار وتغي

األساليب التى وبصرف النظر عما يمكن مالحظته من عدم اتفاق الفقرة المنسوبة للخصيبى، مع طبيعة العبارات مع أساليب التعبير كانت سائدة فى زمانه )القرن الرابع الهجرى( وتطابقها فى كثير من

اإلسالميون الماركسيين بسببها، وهى المعاصرة، نالحظ فى النص السابق فكرة خطيرة طالما هاجم الزمان.. فهل هناك ارتباط خفى، بين الحزب )النصيرى( )تطورية الدين( أو اختالف أحكامه باختالف

االشتراكى« واالشتراكية المستقاة من الفلسفة الماركسية؟ ربما الحاكم فى سوريا تحت اسم »البعث� مع فكرة )التناسخ( التى سنتوقف عندها بعد قليل، وهى الفكرة نجد مثل هذا االرتباط الخفى، خصوصا

لم البعث(.. ولكنO االشتراكيين العرب ليسوا بالضرورة علويين »نصيرية« بل منهم كثيرون )التى تضاد� ما هى النصيرية .يعرفوا أصال

توسiع فى ضم وبصرف النظر عما يمكن مالحظته فى كالم الكاتب النصيرى المدافع عن مذهبه، من� باألمير سيف الدولة الحqمpدانى، الفضالء إلى الفرقة النصيرية، ابتداء� من سلمان الفارسى، ومرورا

رأسهم أسرة األسد الحاكمة فى سوريا. بصرف النظر وانتهاء بطبيعة الحال بالنصيرية المعاصرين وعلى الكاتب ال ينكر اعتقاد النصيرية بتناسخ األرواح، أى انتقالها بعد الموت عن ذلك، وعن صعوبة قبوله، فإن

� على صحة ذلك من القرآن الكريم؛ من الجسد � قوله المتوفى إلى جسدQ آخر وليد، وهو يورد حججا متأوvال� غيرها ليذوقوا العذاب على اعتبار أن »الجلد« هنا هو جسد( تعالى )كلما نضجت جلودهم بدOلناهم جلودا

والخنازير( يعنى عنده نسخ األرواح الضالة فى مخلوقات جديد. ويتأوOل قوله تعالى )وجعل منهم القردة� لها، � بعبارة حاسمة، ما أدنى من اإلنسان عقابا وهو ما يسمى عند النصيرية )النسخ أو الرسخ(، مؤكدا

التناسخ بمعناه الصحيح، فهو انتقال أرواح البشر من جسد المتوفى إلى جسد آخر حديث نصiه: »وأما� على البشر، � الوالدة، وهو ما يسمى عند عامة العلويين بالتقمiص إن كان واقعا وبالمسخ إذا كان واقعا

عام، وال مع القرآن الكريم والسنة على الحيوان وغيره، وهى حالة شائعة ال تتناقض مع الدين بشكل«.النبوية الشريفة بشكل خاص

■ ■ ■

من غير المقبول أن وكما أسلفتC قبل قليل، فمن حق النصيرية )العلويين( أن يعتقدوا فيما يحبون، لكنه معنى له. فالحساب فى اإلسالم يتم )يوم يزعموا بأن التناسخ ال يتناقض مع اإلسالم، وإال صار )البعث( ال

Cل� على حدة. ومن حق النصيرية أن الحشر( أو يوم )القيامة( وال يصح القول بحساب � بأول، ك البشر أوالOروا وراء اسم العلويين( وينسبوا أنفسهم للشيعة اإلثنى عشرية، ولكن اعتقادهم فى التناسخ )يتست

نى والشيعى، على حد السواء، ولذلك فال معنى لقولهم يخرجهم iمن دائرة اإلسالم الس � بأنهم جملة.شيعة، وبالتالى فهم مسلمون، ألن ذلك حسبما يقول العامة: ضحك على الذقون

� مثل سوريا، أغلب سكانه من أهل السنة، ما دام ومن حق النصيرية )العلويين( أن يحكموا بلداCمعن نظامهم فى الفتك المحكومون قد ارتضوا ذلك. ولكن من غير المقبول، وغير المغفور، أن ي

ومذاهبهم، أمام خيار بين أمرين ال ثالث لهما.. بالمتظاهرين، وأن يضع السوريين على اختالف دياناتهمiم أعوانه الذين صاروا بدورهم يستأسدون، وال يرضيهم إال أن يرضوا بحكم األسد الهصور الناهش، وتحك

البالد إلى الفوضى العارمة وسط حرائق ليس من السهل إطفاؤها، وتسير صمت الحمالن.. أو تصير.أدOى بالجارة )العراق( إلى واقعها الحالى المشؤوم على الدرب الذى

�، تسير عنوة� ولألسف، فلستC أرى سوريا إال سائرة إلى الدرب العراقى. مثلما أرى اليمن لألسف أيضا اإليمانC يمان، والحكمةC يمانية~« وجاء فيه »إلى الدرب الصومالى.. اليمن، التى جاء فى الحديث الشريف

qفqسq الرحمن يأتينى من جهة اليمن«.. ولكن، لم يكن فى اليمن آنذاك، حاكما مثل المحروق »إنى ألجد ن.واليابس المصر على حرق األخضر

( : الشيعية. الجماعات يكتب زيدان يوسف ٣/د ٧.. ) اليزيدية الزيدية عجائب* واعتدال*

الفرق الدينية التى على الرغم من التشابه فى االسم بين »اليزيدية« و»الزيدية« وكونهما فرقتين من�، فى نطاق العالم العربى اإلسالمى �، وتعيش حاليا فإن الصلة بين اليزيدية والزيدية، كما. عاشت قديما

� وقد اشتهرت عن »اليزيدية« الغرابة والعجائبية، بينما.. سنرى بعد قليل، تكاد تكون مقطوعة� تماما باالعتدال. وهى أحكام~ تحوم حولها الشكوك، من وجهة نظرنا، فدعونا نؤجvل( يشتهر الزيدية )الزيود

� عن التهاويل واألحكام الحكم .العامة عليهما إلى حين التعرف على كل فرقةQ منهما، بعيدا

■ ■ ■

الفاصل بين فى السنة األولى من المرحلة الثانوية، كنتC بمدرسة »شدوان« بمحرم بك، وكان السور� من آخره. فكنتC أعبرC سور المدرسة، أو باألحرى أقفز من المدرسة ومكتبة بلدية اإلسكندرية، مهدOما

� من انتظار المدرسين الذين ال ينتظم معظمهم فوقه، لقضاء الوقت األطول فى القراءة بالمكتبة، بدال�حpلتهم« وهو فى التدريس. وفى أحد األيام وقع بيدى كتاب أحمد تيمور، الذى بعنوان »اليزيدية ومنشأ ن

Q فى المطبعة السلفية بالقاهرة. بدأ العالمةC أحمد تيمور )الذى كتاب صغير، منشور منذ قرابة مائة عام اشتهرت نفسه على غالف الكتاب، بالفقير إلى الله( بمقدمةQ حاسمةQ تعكس الغرائبية التى طالما يصف

:مقدمته عن اليزيدية، وذاعت فى الكتابات التى صدرت عنهم.. يقول أحمد تيمور فى

المبتدعة اليزيدية طائفة من األكراد يسكن أكثرهم فى جهات الموصل.. وهم من أغرب طوائف»�حpلتهم )= عقيدتهم( )=أصحاب البدع( يدينون بعبادة الشيطان ويقولون بالتناسخ، ولهم فى كتم ن

Cتيح لبعض من خالطهم من رواد واالحتفاظ بأسرارهم، مبالغة~ شديدة~ طوت أمرهم عن الناس �، ثم أ زمنا عن كثير من دخائلهم.. وعثر أحد الفضالء على اإلفرنج )= المستشرقين( وغيرهم، كشف القناع

pشqمخطوطة من كتابيهم: الجلوة ومصحف ر =( ن ماOفنشرهما. وكتاب الجلوة يتضم )الكتاب األسود ومصحف رش فيه حديث خلق السماوات واألرض، ونزول طاووس مqلqك خاطب به الله عباده اليزيدية،

وفى كال الكتابين من التلفيق والخبط ما فيه، قال عالء الدين القونوى: إنهم.. أو الشيطان إلى األرض ويحلoون.. على أباطيل وأقاويل كلها توجب الكفر والضالل، منها أنهم ينكرون القرآن والشرع متفقون

vنون )يسمحون( الزنى إذا جرى بالتراضى، ويفضvلون الشيخ »عدى بن مCسافر« على الرسول، ويمكحون بأنه ال فائدة من الصالة وال شيوخهم من زوجاتهم ومحارمهم، ويستحلiون ذلك ويعتقدونه، vويصر

.«الكعبة .. إلخ بأس فى تركها، وقرية الاللش عندهم أفضل من

اإلمام عبدالقادر تلك هى الصورة التى ارتسمت فى ذهنى عن )اليزيدية( منذ زمن االبتداء، وحسبما قال�، أن هذه الصورة! الجيالنى، بحق، فإن بواطن أهل االبتداء كالشمع تقبل كلO نقش ولكننى أدركتC مؤخرا

خون القدامى vاب المعاصرون، ال تتطابق بالضرورة مع الواقع الفعلى العجائبية التى رسمها المؤرO Cت والك� )لهذه الجماعة التى عاشت نة والشيعة، وحظيت دوما iفى منطقة الصراع المستمر بين الس )� جغرافيا

.عليه المسلمين، فلقيت صنوف العنت واالضطهاد، والتشهير الذى ال سبيل أمامهم للردv بنقمة وعداء

يزيد بن معاوية( وهو )ومن ناحية التسمية، فقد قيل فى المصادر إن »اليزيدية« سCميت بذلك نسبة� إلى العارم.. وقيل بل ينتسبون إلى رجل من اإلباضية الخليفة األموى الثانى، الذى اشتهر فى تاريخنا بفجوره

Cنيسة، كان يزعم � ينسخ اسمه يزيد بن أبى أ ل عليه كتابا vمن العجم، وينـز � أن الله سوف يرسل نبيا جماعة )إباضية( من الخوارج الذين تمردوا على الموقفين الشيعى والسiنى على القرآن، وبالتالى فهم

ديون( )وقيل إنهم اشتقوا اسمهم من بلدة فارسية كان اسمها »يزد« فكان لقبهم األول.. السواء pزq اليفوه إلى )اليزيديون( واليزيدية.. وقيل بل Oة من الناس حرOهم جماعة انحرفت حين أخذت ولكن العام

� فالسفة فلسفة الغCالة من الشيعة اإلسماعيلية، وتأثرت بما جاء فى رسائل إخوان الصفا، التى كتبها سرا!اإلسماعيلية.. لكنها مجرد أقاويل

                                      ■ ■ ■

vد، أو � من اإلطالة هنا بذكر المناقشات والمجادالت المطوOلة التى تؤي تنقض، نسبة اليزيدية وسبب وبدالCلخص ما اطمأنت تسميتهم، وأصل مذهبهم، وخطأ من جعلهم فرقة� من الخوارج أو الشيعة.. سوف أ

Qطويل وقراءة Qمتأنية للكتابين المنسوبين لهما: كتاب الجلوة، نفسى إليه بخصوص »اليزيدية« بعد بحث :ومصحف رqش. تأمل

مvيت بالزرادشتية نسبة� إلى Cاليزيدية هم بقايا الديانة الفارسية القديمة التى س« � زرادشت« وسميت أيضا والنور يمثله فى هذه الديانة الغابرة، اإلله. بـ»الثنوية« بسبب قولها بإلهين »اثنين« هما النور والظالم

العالم اآلن يمثله )أهريمن(، الذى صار اسمه عند اليزيدية )يزدان(، بينما الظالم المستولى على وهو الذى بحسب اعتقادهم انحدرت منه م�لOة اليزيدية، لكنهم ال يرونه. »طاووس مqلqك« أو عزازيل

� لمعنى الشيطان فى اليهودية والمسيحية واإلسالم، وإنما يقدسونه على نحوQ قريب من تقديس مطابقامون لفظ كلمة »شيطان« ومشتقاتها، وال vينطقون األلفاظ المصريين القدماء لإلله )ست(، بل هم يحر

ارتفعوا بهذا االتصال إلى مرتبةQ القريبة من اسمه. ويعتقدون بأنه اتصل ببعض مشايخهم السابقين الذينره إلهيةQ فصاروا بدورهم مقدOسين عند اليزيدية. ومن Oهؤالء المشايخ اإللهيين )الشيخادى( الذى فس

أنه )الشيخ عدى( فربطوا بينه وبين المتصوف المعروف »عدى بن البعض: الشيخ هادى، ورجOح البعض(. هجرية٥٦١أصحاب عبدالقادر الجيالنى، اإلمام الصوفى الحنبلى )المتوفOى مسافر«، الذى كان من

االضطهاد، فنسبوا وقد تطورت الديانة اليزيدية خالل األلف سنة الماضية، وحاول بعض أهلها الهروب مننة )العثمانيون( بااللتزام عقيدتهم إلى اإلسالم، فكانت النتائج عليهم وخيمة. إذ طالبهم iالمسلمون الس

vى، ـن iفاستعصموا منهم بالمناطق الوعرة فى الجبال، فما كان من الحكام بقواعد وأصول اإلسالم الس عدد~ و)العثمانيين( إال مالحقتهم ومحاولة إبادة أفرادهم لقطع شأفتهم من الوجود. وقد سرد( )األتابكة

� من وقائع من الباحثين المعاصرين من أمثال الدكاترة )محمد الزعبى، محمود الدرة، خلف الجراد( عديدا القرون الماضية، حتى كاد نسلهم ينقطع. فلم يبق القتل والفتك واإلبادة، التى تعرOض لها اليزيدية طيلة

إنسان، يعيشون بين جبال العراق الشمالية يحوطهم األكراد والحدود منهم اليوم إال قرابة الثالثمائة ألف� :بين تركيا وإيران والعراق وسوريا. وليس أمامهم اليوم فيما يبدو، إال خياران قاسيان المتوترة مذهبيا

، أو االنسحاب من الوجود إلى Qأبد اآلبدين. الذوبان فى الجماعات المجاورة لالستقواء بها إلى حين

لالندثار، ألن التطورات الكبيرة التى وبالتالى فقد صارت ديانتهم فى حكم المندثر، أو الذى فى طريقه المسلمين، والمتغيرات الدولية العاصفة من حولهم، جعلت لحقت بعقائدهم والهجوم الصارم عليهم من

� .عسير المنال، حتى فى المناطق النائية التى يعيشون فيها من احتفاظهم بالخصوصية أمرا

أحمد تيمور، وسابقوه( وبحسب الدراسات المعاصرة، فإن العجائب التى ذكرها العالمة )الفقير إلى الله والحرص على إدانة هذه الجماعة من المؤرخين القدامى. إنما هى خليط من الوهم ونقص الفهم،

vى ال يوافق ن Cإسالمى س Qردية التى تعيش فى محيطC على عقائدهم، وال يتوافق مع عاداتهم.. وعلى الكنى والشيعى( وهى تؤمن بتناسخ األرواح، وبأن وجه اإلجمال، فاليزيدية ديانة~ مستقلة~ iعن اإلسالم )الس

عديدة، وال تسمح للمؤمنين بها بالتزاوج مع اآلخرين، وتعتقد بأن أميرهم معصوم ألن هذا العالم فيه آلهة~وح الله، ولذلك ال يجوز خلعه.. ومع أن اليزيدية جماعة مسالمة، إال أنها لم تعرف به Cالسالم منذ مئات ر

زاوية لهم فى »القرافة السنين. وقد سعوا فى القرن الثامن الهجرى للنـزوح إلى مصر، وأقاموا.الكبرى« لكن الحكام تعقبوهم وأحبطوا محاولتهم بالسيف

                                      ■ ■ ■

بال جدال، ومن أما الجماعة األخرى )الزيدية( الذين يقال لهم »الزيود« فهم جماعة من المسلمين زيد بن علىo زين العابدين( الذى )الشيعة بال خالف. وقد اشتقوا اسمهم من اإلمام العلوى الكبير، الشهيد

�.. وقد ثار على الحكم األموى فى زمن هشام بن عبدالملك، فقCتل، وثار من بعده ابنه يحيى، فقCتل أيضافت على مذهبهم أول مرة، على Oمقاعد الدرس بقسم الفلسفة بآداب اإلسكندرية، حيث كان د. تعر

Cخفى عنا إعجابه بمذهبهم »المعتدل«. وهى أحمد محمود صبحى يدرvس لنا كتابه عن )الزيدية( وال ي تردOدت واشتهرت عن هذه الجماعة الشيعية التى تعيش اليوم باليمن، وتمثل ثلث الصفة التى طالما

هناك. وقد أرجع الباحثون اعتدالها إلى عدة أسباب، سوف نستعرضها بعد اإلشارة إلى أن السكاننة! وبالتالى، فما iه نحن المقصود الصريح من كلمة )االعتدال( هو االقتراب من مذهب أهل السCص�فq ن

� .اإلمامية منهم باالعتدال قد يكون هو عين )االنحراف( عند الغCالة من الشيعة، خصوصا

، الذى رفض »الرفض( يعود )اعتدال oالذى يعتبره أهل« الزيدية إلى مواقف إمامهم األول زيد بن على Oة فى الشيعة، ولذلك يسمونهم بالرافضة. وقد امتنع ب Cنة س iاإلمام »زيد« عن الخوض فى أحقية أبى الس

وامتنع عن مسايرة الشيعة اإلمامية، وأعلن مواالة بكر الصديق وعمر بن الخطاب بالخالفة بعد النبى، خالفتهما للنبى، بل ودعا لعدم الغلو فى قqدpر آل البيت، بعبارةQ شهيرةQ الشيخين )أبى بكر، وعمر( وجواز

تنالون من معشر أهل العراق أحبونا )آل البيت( حبO اإلسالم، وال ترفعونا فوق حقنا، فقد كنتم نصiها: يا عند الزيدية من بعد أصحاب رسول الله حتى أبغضتمونا إلى الناس. وبناء� على هذا الموقف، تطورت

.جواز والية الصالح مع وجود األصلح منه إمامها األول، أفكار سياسية وعقائدية متوازنة، من أهمها مبدأ

عطاء« وقيل وكان اإلمام »زيد« فيما رواه المؤرخون، من أصحاب مؤسس مذهب المعتزلة »واصل بننية( التى iاشتهرت بالعقالنية. وكذلك كان بل كان من تالمذته. والمعتزلة من الجماعات اإلسالمية )الس

Oء أئمة ج�الq الزيدية، من تالمذة أبى القاسم البلخى )المعتزلى( ومن اإلمام »يحيى بن الحسين« وهو من أ

� بمذهب االعتزال. ولذلك لم يكن من الغريب أن يتم فى اليمن )معقل الزيدية( هنا احتفى الزيود دوما الوحيدة من العمل الموسوعى )المغنى فى أبواب التوحيد والعدل( وهو أكبر اكتشاف المخطوطة

Cتب عن مذهب المعتزلة، على يد مفكرهم الكبير »القاضى عبدالجبار وأوفى ما «.ك

Q )إذن، كانت مجانبة )الرفض( والقرب من فكر )المعتزلة( والقول بجواز إمامة المفضول( والعيش بسالم. من أسباب اقتراب الزيدية من الموقف العام vنى Cوسط محيط س � نة، ومن هنا وصفوهم دوما iألهل الس

فيها بعض الغلو، كالخابطية، لكنها اتجاهات لم تعمvر باالعتدال، مع أن الزيدية عرفت اتجاهات فرعية� .. ومن أسباب اقتراب �، أنهم يعتمدون فى فروع الفقه والمعامالت، طويال الزيدية من أهل السنة، أيضا

pطويل، لم مذهبى Qنة. ولزمن iعامة الشافعية واألحناف، وهما من المذاهب الفقهية األربعة عند الس qترض � اإلثنى »الزيدية« وال مشايخها الكبار، بالمذهب )الجعفرى(، الذى يلتزم به معظم الشيعة، خصوصا

.عشرية منهم

                                      ■ ■ ■

باعية، ال يتوقف مفهومه iعلى معناه العام الذى لكن التشيع، كما أوضحنا فى المقالة األولى من هذه الس معناه المذهبى الذى يختلف عن موقف يشترك فيه معظم المسلمين )مواالة آل البيت( وال يتوقف على

اإلسماعيلى، الزيدى.. إلخ(. وإنما يتعدى ذلك إلى معنى أهل السنة، بحسب المذهب )اإلثنى عشرى، األيديولوجى الذى قد يوحvد الجماعات الشيعية أو يقارب بينها، لتحقيق مصالح ثالث هو التشيع بالمعنى

.فردية أو سياسية.. وهو ما جرى فى العقود األخيرة، مع بعض فرق الزيدية باليمن معينة

جماعات~ كبيرة من كانت الزيدية خالل تاريخها الطويل، قد انقسمت إلى جماعاتQ فرعيةQ انتمت إليهاOزت منذ ألف سنة، فى بالد اليمن. الناس. ومع أن ابتداء الزيدية كان فى خراسان والعراق، إال أنها ترك

� وقد شهد شمال اليمن استقرار الفرق األكثر � من الزيدية، وكان عموم الناس هناك ال يرون بأسا اعتداال ثار على )اإلمام( ثوار~ ساعدهم١٩٦٢المذهب الزيدى. ولكن فى العام فى طاعة حكام ينتمون إلى

�« فلم يعد األئمة الزيود يحكمون عبدالناصر بجيش .مصر، وصار الحكم »جمهوريا

� يتولى »على عبدالله صالح« حكم اليمن، وهو فيما يقال من أصولQ زيدية. لكنه ومنذ ثالثة وثالثين عاما� من التقارب اإليرانى )اإلثنى عشرى( مع جماعة الحوثى )الزيدية(، وهو فيما تبديه الشواهد، كان قلقا

� عن التقارب القلق الذى تفاقم مع اختيار الحوثيين للفقه الجعفرى المعمول به اليوم فى إيران، فضال واإليرانيين فى السنوات األخيرة، وهو ما أهاج قلق حكام السعودية، الذين )األيديولوجى( بين الحوثيين

� أن الحوثيين يسكنون شمال اليمن، ويتصلون بالتالى ينظرون إليران بعين الشك والريبة. خصوصا.بجنوب السعودية

أمريكا والسعودية واضطربت األحوال فى اليمن مع ثورة الحوثيين، وفشل الرئيسC اليمنى المدعوم من الحوثى. فأسرف »على عبدالله )وكلتاهما تكره إيران( فى الوصول إلى صيغة مقبولة، تحلi خالفه مع

ميزان البالد. وتفاقم األمر فى اليمن )السعيد( صالح« فى االعتقاالت وفى ضرب الحوثيين بعنف، فاختل�، بسبب ازدياد الفساد، والسعى لتوريث الحكم. فتدهورت األحوال العامة فى البالد، الذى لم يعد سعيدا

.النهاية إلى الثورة اليمنية التى نشهد اآلن فصولها الدامية فى نشرات األخبار مما أدى فى

                                      ■ ■ ■

الزيدية« خالل »وهناك تفاصيل كثيرة تتعلق بتطور المذهب الزيدى، وبالفرق الفرعية التى انسربت عن مرادنا من هذه »السباعية« القرون الماضية.. لكن المجال هنا لن يسمح بالخوض فى ذلك، وليس

يفعل المتخصصون المترفون. وإنما مرادنا الخوض فى تفاصيل الخالفات المذهبية والعقائدية، مثلماCحيط بنا اليوم من إلقاء الضوء على خلفيات األحداث التى تجرى Q أعمق لما ي � لفهم من حولنا، سعيا

مصر مما تعانيه، والخروج بهمةQ أعلى من حالة »الرخاوة« التى تسود أخطار داعية إلى سرعة استفاقة ألننا لم نعد نملك ترف الوقت، فى غمرة األحداث الجسام من حولنا، والمؤامرات،.. الشارع المصرى

iطات العارمة، واالنقسامات، واألالعيب السياسية الدولية .والتخب

( : الشيعية. الجماعات يكتب زيدان يوسف ٤/د ٧.. ) لم وح* مصر القرامطة* احتالل

، أن مادة »التاريخ« فى مقرراتنا vوكأنها من األمور الداعية لالهتمام، بل الجالبة للهم � الدراسية تبدو دوما� Cخبر عن أمورQ معلOقةQ فى الفراغ، تخصi أناسا غيرنا. فالمادةC التاريخيةC المقررة، حتى فى أقسام التاريخ ت

iتفريغها من الدالالت اإلنسانية المستفادة من حركة األحداث، وإخفاء تواصلها مع بالجامعات، يتم � عن اقتصارها على سيرة الحاضر، الذى نعيشه )بزعم المحافظة على الحياد والموضوعية(.. فضال

كالمقدمة، وما نحنC اليوم إال الحكام والحروب الكبرى، وكأن الماضى لم يعش فيه بشر~ آخرون كانوا لنا.فصل~ فى كتابهم، أو موجة~ واحدة من موجات بحرهم

ر أشياء vعنا معارف تتصل بواقعنا الحالى، وتفس Cنراها ونعيش فيها، منها وفى غمرة هذه »التعمية« تغيب � من � أن مدينة القاهرة العامرة اليوم بعشرين مليونا المصريين، كان سبب بنائها: القرامطة.. أو على مثال

� من ذلك، تقول الكتب الدراسية إن الذى األقل، كان القرامطة أحد األسباب الرئيسة لبناء القاهرة! وبدال (جيوش »المعز« المسمOى: جوهر، الذى نلقبه بالصvقلvى، مع أن صواب لقبه )الصOقلبى بناها هو قائد

Cس�روا � نسبة إلى الصقالبة، الذين كانوا يسكنون بوسط أوروبا، ودخلوا اإلسالم أو أ � فصاروا جنودا صغارا إن الحاكم الفاطمى »المعز لدين مسلمين، يستعين بهم الفاطميون، وال تقول المقررات الدراسية،

� بمصر، بعدما فتحها باسمه هجرية، ولم يدخل »المعز«٣٥٨القائد )جوهر( سنة الله« لم يكن موجودا انتهى أتباعه من بناء مدينةQ مسوOرة صار اسمها »القاهرة«، ألنه كان هجرية، بعدما٣٦٢بالدنا إال سنة

كنى الفسطاط أو العسكر أو القطائع، ألنها مناطق غير حصينة لن تحميه يخاف على نفسه Cوأهله من س .هجوم القرامطة من

� ألعمال األفراد من القادة والحكام، pرC البشر وعلى هذا النحو، يصير )التاريخ( سجال ويتوارى ذ�ك الحاكمين، فيكون الوعىC العام والجماعات، والناس واإلنسان، بل يتم تهميشهم لصالح إجالء صورة

� لحشر الناس فى )الهامش( لصالح أصحاب المصالح، على اعتبار أن تلك هى طبيعة المعاصر مهيئا.األشياء، والعبرة التى يؤكدها التاريخ

                                         ■ ■ ■

بلدتنا بسوهاج، زرتC الصعيد أول مرةQ فى السنة التى التحقت فيها بالجامعة، فرأيتC على مقربة من القرامطة شرق، القرامطة غرب: بلدة� كبيرة� اسمها »القرامطة« وعرفتC أنها فى واقع األمر بلدتان

االسم.. »قرامطة« إال بعد حينQ من الزمان، وال )أىp غرب النيل وشرقه(، لكننى لم أعرف معنى لهذا.معنى هذا االسم، إلى اليوم أظن أن سكان البلدتين يعرف معظمهم

األشعث، القرامطة جماعة دينية إسالمية، تنتسب إلى رجلQ داهية اسمه حمدان قرمط )حمدان بنرون الناس هجرية(، وهو أحد »الدعاة« الذين كانوا فى الزمن٢٧٦المتوفى فى حدود سنة vالعباسى يبش

اإلسماعيلى( المتخفى آنذاك من أعدائه، تحت )بقرب مجىء »المهدى المنتظر«، وهو اإلمام الشيعى غالبية مؤرخى الشيعة: محمد بن إسماعيل المكتوم بن جعفر اسم: ميمون القدOاح. وهو حسبما يرى

علىo زين العابدين بن الحسين بن علىo بن أبى طالب. أو هو حسبما يرى الصادق بن محمد الباقر بن السنة، رجل~ مارق~ زنديق~ ينحدر من أصول يهودية أو مجوسية، يريد تخريب اإلسالم غالبية مؤرخى

وخالفته من »آل بالخروج والثورة على الحكام الشرعيين من بنى العباس.. وسواء كان المدعو إلمامته�، أم كان من أعداء اإلسالم، فقد أخلص حمدان قرمط فى � فى ذلك البيت« حقا الدعوة إليه، مستعمال

.العباسيين دهاءه ومكره وقدرته على إقناع الناس بالثورة على حكم

نواحى البحرين وتنقOل »قرمط« بدعوته السرية بين نواحى الشام والعراق، ثم استقر به المقام فىCعرفون باسم القرامطة. ثم خلفه فى رئاستهم هناك، واحد~ الحالية، وقطر، وقد صار له أتباع كثيرون ي

نواحى الخليج، وصار يهدvد حدود الدولة من أتباعه اسمه »أبو سعيد الجنابى« استطاع السيطرة على�، وبقية أنحاء الجزيرة العربية. بل قام بغزو الشام، لتمكين اإلمام )عبيدالله المهدى( من العباسية شماال

( .والفرار من الشام إلى نواحى أفريقية )تونس الخروج بسالم،

                                         ■ ■ ■

� كالمهدية استقر عبيدالله المهدى بالمغرب، ثم وفد أبناؤه على تونس وأقاموا بها، وبنوا لهم مدنا وبالصقالبة، فاستطاع هؤالء الحكام( والعزيزية. واستعانوا بقبائل الشمال األفريقى )العرب والبربر

وسماهم أعداؤهم »العCبيديين« أن يقيموا دعائم أول دولة ،«)الخلفاء(، الذين سموا أنفسهم »الفاطميين�، نسى الفاطميون للشيعة فى تاريخ اإلسالم، � فشيئا كانت عاصمتها بلدة )المهدية( فى تونس .. وشيئا

الذين كانوا بالمشرق يبشرون بقرب قيام دولة األئمة. وانقطعت صلتهم بالقرامطة الذين« »الدعاةCل� منهم الفاطميون، القرامطة( )كانوا فى مبتدأ األمر يدعون لهم، بل وقعت بينهم الخالفات، وصار ك

.يسعى لالستيالء على مصر

وقد خلفه فى لكن مصر آنذاك، كان فيها حاكم~ قوى� هو »محمد بن طغج« المعروف بلقب اإلخشيد،� ومهارة، هو كافور اإلخشيدى، الملقب باألستاذ. وهو حكم مصر واحد~ من أتباعه ال يقلi عنه قوة� وحزما

� فى الذى مدحه المتنبى )الشاعر( أول األمر بجملة من قصائده الشهيرة المسماة »الكافوريات«، أمال تباطأ كافور فى تلبية أمنية المتنبى، شتمه وشتم المصريين كلهم فى أن يمنحه )عزبة( فى الفيوم! فلما

عCدpتq يا اللغة، شنيعة المعنى، منها القطعة الشعرية الفاتنة التى مطلعها: عيد~، بأية حالQ قصائد بديعة الشفة، الجوعان، اآلبق )= عيدC. وهى القصيدة التى يصف فيها المتنبى كافور بالعبد، الخqص�ىo، مشقوق

� تلك القصيدة الشهيرة التى يقول فيها المتنبى العبد الهارب( وغير ذلك من شنيع الصفات.. ومنها أيضا.يا أمة� ضحكت من جهلها األممC ألهل مصر: أغايةC الدين أن تحفوا شواربكم،

فى الدعاية له، وفى واقع األمر، فقد كان كافور هو الذى ضحك على المتنبى، واستغل موهبته الشعرية بالغة المتنبى فى هجاء كافور ثم لم يكترث من بعد ذلك بالمتنبى وقصائده الشاتمة.. ومهما كان من

� على ورق قد �، فقد ظل كالمه شعرا تتناقله األلسنة، ويميل إليه الغاوون لبالغته. أما وأهل مصر عموما واالجتماعى، فقد كانت مصر أيام حكم كافور مرهوبة الجانب على األرض، وفى الواقع السياسى

الفاطميون على المجىء إليها من الغرب، وال يحلم القرامطة بغزوها من مستقرة األحوال، ال يجرؤ.الشرق

روا بها، شعروا بعد قيام ويبدو، والله أعلم، أن القرامطة الذين طالما دعوا لدولة الخالفة الفاطمية، Oوبش هؤالء الفاطميين لم يعودوا بحاجةQ إليهم. دولة األئمة الفاطميين فى المغرب واستقرارهم فيها، أن

للقرامطة، وصار عليهم البحث عن قاعدة أخرى يقيمون عليها( وبالتالى فقد انهار )المشروع القومى�، وهدم دولة� لهم. فاختاروا، وبئس ما اختاروا، أن تكون »القاعدة« هى العنف ضد المسلمين عموما

.بالكلية أركان اإلسالم

اإلسالم، من يوم ظهوره هجرية، قام القرامطة بواحد من أشنع األفعال التى عرفها تاريخ٣١٧فى سنة الحجاج القادمين إلى مكة من أنحاء الدنيا، حتى اليوم. ففى هذه السنة البائسة، ترصOد القرامطة حركة

بغداد، مقر الخالفة. وفى يوم »التروية« هجم القرامطة على ومن بينهم بعثة الحج الرسمية اآلتية من

وهدموا المنازل. واقتلعوا الحجر األسود من الكعبة، وحملوه إلى قواعدهم مكة، وذبحوا الحجاج،�، تعطOل خاللها الحج الذى هو العسكرية أحد بالخليج )البحرين( فظل هناك لمدة اثنين وعشرين عاما

والتدين، هل يؤدى الفرائض الخمس األساسية فى اإلسالم.. سؤال: مع مراعاة الفارق بين الديناإلمعان فى التدين إلى المروق من الدين؟

qفiوا عن الدعوة لهم،. المهم، لم يعد القرامطة منذ القرن الرابع الهجرى، على وفاقQ مع الفاطميين وك�، وأمرq زعيم القرامطة »الحسن األعصم« بل انقلبوا عليهم وراحوا يشككون فى نسبتهم آلل البيت أصال

على المنابر.. وهكذا تغلبت المصالح الدنيوية على الدعوة« بلعن الخليفة الفاطمى »المعز لدين الله،� .وصار القرامطة يحلمون بمCلكQ دنيوى تكون مصر عاصمته الدينية، مثلما يحدث دوما

                                         ■ ■ ■

أهلها األمان هجرية( وعرض على٣٥٨وفورq وفاة كافور، أسرع »المعز« بإرسال جيوشه إلى مصر )سنة اإلسماعيلى( أو يدخل معهم فى سجال )والحرية المذهبية والدينية، ولم يضايقهم بفرض مذهبه الشيعى

به حول أصول الفاطميين وصحة نسبهم إلى اإلمام qسq الحسين. حتى إنهم حين سأله المصريون عن ن� من الدنانير به، أخرج كيسا qسqبى. ثم أمسك بسيفه، وأخرج وح qسq الذهبية ونثرها عليهم وهو يقول: هذا ن

Oل المصريون حكم الفاطميين للبالد، لكنهم لم نصفه من الغمد بى.. وعلى هذا، تقب qسqوهو يقول: وهذا ح � الدخول فى مذهبهم الشيعى الذى كان معقله جامع القاهرة )األزهر( بينما كان الجامع يرتضوا يوما

نى iالعتيق بالفسطاط )جامع عمرو بن العاص( هو معقل المذهب الس.

باحتاللها. يقول ومن الجهة األخرى، الشرقية، كان القرامطة اليزالون يطمعون فى خير مصر، ويحلمون فى إنشاء العاصمة الفاطمية د. عبدالله عنان فى كتابه )الحاكم بأمر الله( ما نصه: »إن اإلسراع

القرامطة الذين سادت دعوتهم يومئذQ معظم أنحاء الجديدة )= القاهرة( يرجع باألخصv إلى تفاقم خطرQمرة qعلى مصر ذاتها من جهة الشرق، فأراد الجزيرة العربية، وزحفوا غير � على الشام، وأصبحوا خطرا

� لرد هذا الخطر.. وكان جوهر قد أرسل الجند الفاطميون أن تغدو العاصمة الجديدة قاعدة لهم ومعقال وجرت( هجرية إلى الشام، لردv القرامطة الذين وصلوا إلى الرملة )فلسطين٣٥٩المحرم سنة منذ

نواحى الشام، وقائع )حروب( انتهت بردv القرامطة عن مصر، لكنهم زحفوا إلى دمشق وسيطروا على زعيمهم الحسن األعصم، هجرية للزحف على مصر بقيادة٣٦١ثم تجمعوا فى الصعيد وعادوا سنة

المقاومة العنيفة للقائد جوهر الذى تحصOن خلف ووصلوا بالفعل إلى القاهرة وكادوا يستولون عليها، لوال«.المصريون، فارتدO القرامطة من جديد نحو الشام الخندق المحيط بالقاهرة، وساعده

الواسعة، المشتملة على إذن، ففى تلك الفترة )منتصف القرن الرابع الهجرى( كانت الرقعة الجغرافية شيعى )إسماعيلى( سواء كان شمال أفريقيا ومصر وجنوب الشام والجزيرة العربية، منطقة نفوذ

� فى حواف الشام � فى أنحاء مصر والمغرب، أو قرمطيا والجزيرة.. وجرت حروب كثيرة بين فاطميا لسلطانه على الشام. وحين عاد القرامطة أولئك وهؤالء، عقب وصول »المعز« إلى مصر وبسطه

طويلة إلى »الحسن األعصم« يذكره فيها بأن الدعوة الحتالل الشام، أرسل »المعز لدين الله« رسالة تفرعوا عن الفاطميين، وأن االنشقاق ال يليق .. إلخ، فردO الحسن اإلسماعيلية واحدة، وأن القرامطة

الطويلة بعبارةQ قصيرةQ نصiها: وصل كتابك الذى قلO تحصيله وكثر تفصيله، ونحن األعصم على الرسالة.سائرون إليك على إثره )= قادمون للحرب( والسالم

هجرية،٣٦٣سنة ( والتقت الجيوش الشيعية اإلسماعيلية )الفاطمية( مع الجيوش اإلسماعيلية )القرمطية الذين انسحبوا إلى الجزيرة وجرت معركة هائلة عند »بلبيس«، انتصر فيها الفاطميون على القرامطة،

أثناء خالفة »العزيز بالله الفاطمى« فالتقى العربية، ثم عادوا لمحاولة احتالل مصر بعد خمس سنوات، الفاطميون بقيادة »جوهر« إلى التراجع نحو مصر، فتقدم الجيشان عند بلدة عسقالن، واضطر

� عند بلدة »الرملة« »القرامطة إليها من جديد. وخرج � شديدا العزيز« بنفسه لصدvهم، وقاتلهم قتاال.وهزمهم

� وفى زمن الحاكم بأمر الله )ابن العزيز بالله، ابن المعز لدين الله( ظل القرامطة � كبيرا يمثلون خطرا� حتى اضمحلت وانتهت فى ظروفQ فى أنحاء الجزيرة وحوافv الشام، غير أن دولتهم تراجعت تدريجيا

� النزواء هذه الجماعة الشيعية وغرابة تطورها.. وقد أجمل د. عبدالله غامضةQ ال نعرف عنها الكثير، نظرا� بأنها عنان فى بيان الصلة بين القرامطة والفاطميين، بقوله: إذا كانت الدعوة الفاطمية توصف أحيانا

قرامطة الكوفة القرامطة، فإنما ذلك يرجع فقط إلى الناحية الزمنية، بمعنى أن القرامطة ال سيما دعوة انحدرت إليه بعد ذلك، من والشام، كانوا يعتقدون الدعوة الفاطمية قبل أن تنحدر حركتهم إلى ما

فpك واإلباحة واإللحاد المغرق، وهى Oالصفات التى طبعت حركتهم فى البحرين ضروب التطرف والس.

                                         ■ ■ ■

بها العزيز بالله وبعد.. سوف نختتم هذه المقالة، بفقراتQ مختارةQ من الرسالة المطوOلة التى بعث� من الضوء على القرامطة، موضوع مقالة )الفاطمى( إلى الحسن األعصم )القرمطى( ألنها تلقى مزيدا

iع اإلسماعيلى، موضوع مقالة األسبوع القادم.. وسوف نورد منها ما اليوم. وعلى دولة الفاطميين والتشي:بإشارات نوردها بين القوسين يلى، مع التوقiف عند بعض النقاط المهمة،

إلى الحسن بن.. من عبد الله ووليه وخيرته وصفيه، معد أبى تميم، المعز لدين الله أمير المؤمنين� قضاه، وإذا قضاه أمضاه، وكان من قضائه فينا قبل التكوين أحمد.. أيها الناس، إن الله إذا أراد أمرا

� �، وأبرزنا أرواحا بالقدرة مالكين، وبالقوة قادرين )الحق اإللهى فى الحكم )خلق العالم( أن خqلqقنا أشباحا وصحة العزم، أنشأ الله المنشآت وبدأ األمهات من الهيوالت )لفظة فلسفية والرئاسة( وعند تكامل األمر

Oار، وليل أرسطو لإلشارة إلى المادة األولى للوجود( فكان ما ترون من فلكQ دوOار، وكوكبQ استعملها سي الكون كله مخلوق من أجل األئمة( وكل ونهار. كل ذلك لنا ومن أجلنا، داللة� علينا وإشارة� إلينا )أى أن

Cعث، إال وقد ذلك دالالت لنا، ومقدمات بين أيدينا، وأسباب إلظهار أمرنا.. فما من ناطقQ نطق، وال نبىZ ب ودلO علينا فى كتابه وخطابه.. وليعلم الناس أننا كلمات الله األزليات، وأسماؤه أشار إلينا ولوOح بنا،

vرات.. فمن شاء فلينظر، ومن شاء Oر، وما على التامOات، وأنواره الشعشعانيات وأعالمه الني فليتدب تطOلع على األفئدة.. وأنت الغادر الخائن الناكث الرسول إال البالغ المبين.. وإننا نارC الله الموقدة التى

المنسلخ من دين أسالفه وأنداده، والموقد لنار الفتنة، والخارج عن البائن عن هدى آبائه وأجداده،نة iالجماعة والس( Oوعز Oفلم أغفل أمرك وال خفى عنى خبرك، كما قال جل )بالمعنى العام ال المذهبى

الهوى، إننى معكما أسمع وأرى(.. لقد ضلO عملك وخاب سعيك، حيث آثرت الحياة الدنيا ومال بك) .فأزال عنك الهدى.. إلخ

                                         ■ ■ ■

المعتقد الشيعى اإلسماعيلى، وإذا تأملنا الصيغة التى صوOرت بها الرسالة السابقة، مفهوم )اإلمامة( فى األطول فى أصل الرسالة. عرفنا األساس الذى سواء فى الفقرات القصيرة التى أوردناها، أو الفقرات

iه ثم الجنون، حين أعجبه قول الدروز إن )الحاكم( دفع الحاكم بأمر الله، حفيد المعز لدين الله، إلى التأل.المسألة العجيبة حديث~ آخر، سوف نأتى إليه بعد حين هو الله.. ولهذه

( : الشيعية. الجماعات يكتب زيدان يوسف ٥/د ٧) اإلسماعيلية الشيعة بمصر دولة

الذى ظل حتى ، فى ذلك المقام البديع١٩٥٧اإلمام اإلسماعيلى »أغا خان« المدفون بأسوان منذ سنة Cدفن فى مصر؟ �، لماذا جاء لي � سياحيا وقت قريب مزارا

.. الفاطمية؟ وما داللة هذا اللقب: أغاخان؟ وكيف سميت أول دولة شيعية، فى مصر، بالدولة

الموضوع، وباالبتعاد عن سوف نسعى فيما يلى لإلجابة عن األسئلة، مع االلتزام بقدر المستطاع بتبسيط� أننى وعدت صديقى »على األسلوب، الذى يشكو كثير~ من القراء واألصدقاء من صعوبته، خصوصا

�مO مقاالت هذه السباعية، بأيسر لفظ Cت :وأقرب معنى. وعلى ذلك أقول منتصر« أن أ

اإلمام »جعفر كان ياما كان، شيخ~ جليل يتفق على مكانته الدينية والروحية معظم المسلمين، اسمه. االبن هم األحفاد الصادق«، الذى هو من )أسباط( النبى. األسباط هم أبناء البنت، وأبناء

أبى طالب« وقد اعتاد المسلمون تسمية أسباط النبى من السيدة »فاطمة« وزوجها اإلمام »على بن بيت النبوة، ألنه جعفر باألشراف، وبآل البيت. وكان جعفر الصادق هو إمام الجيل الخامس من أشراف

( ابن اإلمام على بن٢ابن اإلمام الحسين )( ٣( ابن على زين العابدين )٤( ابن محمد الباقر )٥الصادق )(.. ١أبى طالب )

هذا االبن، فيما وقد أعلن جعفر الصادق أن اإلمام من بعده، سوف يكون ابنه األكبر »إسماعيل« ولكن. البيت يقال، كان يشرب الخمر وال يلتزم بالسمات التى يستمسك بها أئمة آل

الوقت كانوا وقد توفى فى حياة أبيه، فصارت هناك مشكلة فى )توريث( اإلمامة، ألن الشيعة فى ذلك بحيث يصير المفهوم منها، أن« يتأولون اآلية القرآنية »وجعلها كلمة� باقية� فى عqق�به لعلهم يرجعون

. اإلمامة وراثية فى األعقاب، أى فى االبن من بعد أبيه

�، أن اإلمام معصوم~ من الخطأ، وبالتالى فإذا نصO على إمامة خليفته ال يجوز الرجوع وهم يعتقدون أيضا� عنه حتى إنه احتفل عن هذا النص.. ولكن )إسماعيل(، المنصوص عليه، مات، ولم يكن أبوه راضيا

� بالواقعة، وأرسلوه إلى الخليفة العباسى بموته، وفرح بوفاته، وعرض جثته على شهود، كتبوا محضرا اعتبار أن أئمة الشيعة كانوا يسعون إلى السلطة السياسية، الذى فرح بدوره بوفاة »إسماعيل«، على

.العباسيون( يبالغون فى اضطهادهم، مثلما كان يفعل )األمويون( من قبلهم )وكان أبناء عمومتهم

� لإلمامة؟ الذى حدث طيب، ما العمل وقد مات اإلمام المنصوص عليه، بصرف النظر عن مناسبته أصال الكاظم(، فارتضى بذلك جماعة من أن والده »جعفر الصادق« نصO على إمامة ابنه األصغر )موسى

� باسم »اإلثنى Cعرفون الحقا عشرية« ولم يقبل ذلك جماعة~ أخرى، قالت إن الشيعة، هم الذين سوف ي ابنه: محمد بن إسماعيل.. والذى يعد عندهم اإلمام السابع، األحق باإلمامة بعد إسماعيل )المتوفى( هو

السبعية( وباسم )اإلسماعيلية(، وقد زعم جماعة منهم، أن موت »إسماعيل« كان )ولذلك عCرفوا باسم ويحفظه من مسرحية أراد بها »اإلمام جعفر الصادق« أن يخفى ولده عن عيون الخالفة العباسية، مجرد

موته، يعيش فى بطشهم.. وزعم جماعة آخرون منهم، أنهم شاهدوا اإلمام »إسماعيل« بعد مسرحية(.البصرة وفى بعض نواحى فارس )= إيران

� للظروف الصعبة التى كان يمر بها التشيع فى تلك الفترة، وفى فترات أخرى كثيرة، فقد اتخذت ونظرا طور الدعوة السرية( بالكثير )الدعوة اإلسماعيلية طابع السرية، وقام الدعاة فى هذا الوقت المسمى

اإلمام المستور )= المختفى(.. وكان من هؤالء من الجهود التى سعت إلقامة دولة بديلة، على رأسها باسم )القرامطة(، وهى التى تحدثنا عنها فى مقالة األربعاء الدعاة السريين، الجماعة التى تعرف

qرv مصر بمحاكمة الرئيس السابق )العلنية( فى الماضى، التى لم يهتم بها كثيرون النشغال الناس فى ب.ذاته اليوم

لها بالمعنى المهم، أن الجماعة اإلسماعيلية التى انشقت عن بقية الشيعة، ظلت تحاول إقامة دولة ساحل إفريقية السياسى، مدعومة بجهود )الدعاة( حتى استطاعت تأسيس دولة »جنينية« فى

لماذا الفاطمية؟.. )=تونس( وما لبثت أن صارت دولة قوية فى مصر، سCميت الدولة الفاطمية

يسمون أنفسهم« كان األئمة الحاكمون فى تونس، منذ ابتداء دولتهم على يد »عبيد الله المهدىvدون vرون المسلمين بأصلهم الشريف، ويؤك انتسابهم إلى السيدة فاطمة الفاطميين، كأنهم بذلك يذك

الفاطميين، كانوا يسمونهم )العبيديين( نسبة التى تحظى بتقدير أهل اإلسالم على اختالفهم. ولكن أعداءvدون أنهم vكون فى نسب عبيدالله.. ومن هنا إلى عCبيدالله المهدى، ويؤك �، ويشك ليسوا من آل البيت أصال

هجرية، حين جاء »المعز لدين الله« ليحكم٣٦٣المشهورة التى جرت بمصر سنة نفهم خلفيات الواقعة المصرية، فذهب أعيان المصريين، ومعهم نقيب األشراف بمصر، وسألوا »المعز« عن نسبه النواحى

! وحسبه، فنثر عليهم دنانير ذهبية وقال: هذا نسبى

اليوم ثم سحب نصف سيفه من الغمد وهو يقول: وهذا حسبى. وهى الطريقة ذاتها التى يستعملهاCعرف المجلس العسكرى الذى يدير مصر، واستعملها من قبل الجميع »معاوية بن أبى سفيان« فيما ي

.. بشعرة معاوية: لو كان بينى وبين الناس شعرة ما تركتها تنقطع، Cوا أرخيت، وإن أرخوا شددتiفإذا شد التحرير حتى تتحقق مطالب ثورة يناير، فقد تهتكت )هذه ليست دعوة لمواصلة االعتصام بميدان

(.االعتصامات وأنهكت البالد

الرجال، وسارا فى مصر المهم، أن »المعز لدين الله« ومن بعده ابنه »العزيز بالله« كانا من فضالء الحكم.. لماذا تسعى الجماعات بسيرة حسنة، وحفظا البالد من محاوالت القرامطة االستيالء على

� إلى امتالك كرسى الحكم والسيطرة على السلطة السياسية الدنيوية، مع أن الحديث الدينية دوما وما معنى الدعوة التى أطلقها »الصوفية« للتظاهر يوم الشريف يقول: الدنيا جيفة وطالبها كالب؟

�!( بينما التصوف الذى أعرفه، ال يعرف الجمعة، إلثبات أن عددهم اليوم بمصر هو )خمسة عشر مليونااللعب السياسى؟

القرن الرابع ما علينا، نعود إلى الزمن الفاطمى )= الشيعى اإلسماعيلى( الذى اضطرب فى أواخر بالهوس والجنان الرسمى الهجرى، وبدايات القرن الخامس، مع التفانين العجيبة والحكمة الممزوجة

الذى كاد فى نهاياته يودى بالبالد« )الجنون الصريح( الذى عرفناه فى فترة حكم »الحاكم بأمر الله الحاكم بأمر الله )س�تo الملك( وقامت بعملية إنقاذ والعباد فى موارد التهلكة، لوال تداركت األمر أخت

مهمة مستحيلة« لكنها نجحت، وأرست األمور بيد ابن أخيها الذى »على طريقة توم كروز فى أفالمه� لمصر بعد اختفاء كان قد انتزعته من أبيه )الحاكم بأمر الله( وهو طفل صغير، وما لبثت أن جعلته حاكما

� هجرية، وأعطته اسم )الظاهر إلعزاز دين الله( وكان عمره آنذاك ستة عشر٤١١والده سنة .عاما

Cعرف وفى أواخر زمن »الحاكم« ظهرت بمصر بدع كثيرة ومعتقدات عجيبة، منها الجماعة التى سوف تCعرف اليوم باسم )الدروز( وكالهما � باسم )الحشاشين( والجماعة التى ت مصرى المنشأ، وكالهما الحقا

.متشدvد.. ولسوف نتوقف عندهما فى المقالتين القادمتين

حتى أسقطها هجرية٣٥٨وقد استمرت الدولة الشيعية اإلسماعيلية )الفاطمية( فى حكم مصر من سنة � لهم، ثم انقلب عليهم هـ صالح الدين األيوبى، الذى تنمOس على الخالفة الفاطمية وصار٥٦٧سنة وزيرا

مصر والشام بالدولة األيوبية، التى ابتدأها وعلى »نور الدين محمود« وأسس الدولة المعروفة فى تاريخ الفاطميين( عن النساء )الفاطميات( ومنع تزاوجهم مع بعضهم، )بجريمة ضد اإلنسانية حين عزل الرجال

انقرضوا بالوفاة ولم يبق منهم أحد. وبالطبع، فالمقررات الدراسية عندنا ال تذكر أو مع اآلخرين، حتىر القدس من أيدى هذا Oرqوإنما تحتفى بصالح الدين األيوبى ألنه ح ،� هـ٥٨٣الصليبيين سنة األمر إطالقا

.هجرية ٦٢٨هجرية، وال تقول أن أخاه )العادل( عاد وسلOمها لهم سنة

■ ■ ■

آثار كثيرة تدل وبعد انطواء صفحة الزمن الشيعى اإلسماعيلى )الفاطمى( من تاريخ مصر، بقيت ببالدنا� آثار أخرى. ومن أشهر ما نعرفه اليوم من بقايا عليه، وبقيت منه فى التراث العربى/ اإلسالمى عموما

� � للدعوة ذاك الزمن الجامعC األزهر الذى ما لبث أن صار منبرا لمذهب السنة، مع أنه كان فى األصل منبرا�، ما نقوم به اليوم من احتفاالت دينية واحتفاء بفانوس رمضان الشيعية اإلسماعيلية. ومن ذلك أيضا

إال المصريون( وحفاوة كبيرة بآل البيت المدفونين بمصر، وعلى رأسهم اإلمام الحسين )الذى ال يعرفه� بمصر، لكن هذه الشكوك ال تعنى أى شىء بالنسبة الذى يشكك كثير من المؤرخين فى أنه مدفون أصال

.لالعتقاد العام السائد بمصر

�، بل فى التراث اإلنسانى؛ ومن اآلثار التى بقيت من ذاك الزمان، فى التراث العربى/ اإلسالمى، عموما الوفا( وهى كتاب ضخم يقع فى أربعة الموسوعة البديعة التى تعرف بعنوان )رسائل إخوان الصفا وخالن

.مجلدات، ربما نعود إليه فى »سباعية« خاصة

واحتفظوا فى« لكن السلسلة اإلسماعيلية استمرت فى أصالب )النـزارية( الذين صاروا هم »األئمة� وقلب آسيا بمكانة روحية خاصة، وباالسم ذاته »اإلسماعيلية« ثم إيران توارثوا هذه الزعامة الروحية جيال

التاسع عشر الميالدى( مع إمامهم المولود بإيران بعد جيل، حتى اشتهر أمرهم من جديد )فى القرن.. خليل على، ولقبه: أغا خان األول هجرية، واسمه: حسن على بن١٢١٩سنة

أخته األميرة وهو لقب ملكى تشريفى، منحه له شاه إيران »فتح على القاجارى« الذى تزوج أغا خان، الدينية ألغا خان، والتفاف »سرر جهان« ولكن الخالف سرعان ما دبO فى البالد بسبب ازدياد الزعامة

� على العرش، ولكن الصدامات األتباع من حوله، فحظر عليه الشاه اإليرانى العمل بالسياسة، خوفا بأغا خان األول إلى النـزوح إلى الهند. وفى أيامه هاج النصيرية حدثت بين أتباع هذا وذاك، وانتهى األمر

نة قالع )العلويون( فى iسوريا، على اإلسماعيلية الموجودين هناك، وأخرجوهم من ديارهم. وهاجم الس �. فتقلص الوجود اإلسماعيلى فى البالد � اإلسماعيلية فى لبنان، وأعدموا كبارهم شنقا العربية وصار مختصا

.بالهند

العمل فى التجارة، ثم تولى الزعامة الروحية »أغا خان الثانى« الذى كثر أتباعه وصاروا أغنياء بسبب السلطان العثمانى الذى سمح واستطاعوا مساعدة اإلسماعيلية فى سوريا بالتوسط من أجلهم لدى

ولد أغا١٨٧٧كراتشى الباكستانية سنة لإلسماعيلية بالسكنى فى سوريا، وأعفاهم من الجندية.. وفى الحسينى. وفى زمانه انتعشت الجماعة وازدادت خان الثالث، واسمه األصلى: سلطان محمد شاه على

� حول إمامهم الذى صار �، ويجوب العالم، ويتزوج بملكة جمال فرنسا ثراء� والتفافا � سياسيا يلعب دورا ببلوغه السنة الخمسين من إمامته لهم بأن تبرعوا له١٩٣٥احتفل أتباعه عام )تزوج أربع مرات( وقد

� )سنة بوزنه � )اليوبيل الذهبى( وبعدها بأحد عشر عاما الماس ( تبرعوا له بمقدار وزنه من١٩٤٦ذهبا ما الذى كانوا سيفعلونه، وزنوه بالبالتين وأهدوا الوزن إليه.. وال نعرف١٩٥٤)اليوبيل الماسى( وفى سنة

لو أتم إمامهم من عمره مائة عام؟

ليدفن فيه، بسويسرا، ونقل جثمانه إلى أسوان١٩٥٧توفى سلطان محمد شاه )أغا خان الثالث( سنة � لرفاته، ألنه كان قد جاء إليها حسب وصيته التى يقول الطيبون من المصريين إنه اختارها مدفنا

وأحب المكان وبنى فيه مقبرته.. بينما لالستشفاء، ونصحه المعالجون بأن يدفن نفسه فى الرمال، فبرأ الذهبى للجماعة اإلسماعيلية، التى عاشت أزهى عصورها الرأى عندى، أن مصر كانت تمثل عنده الزمن

الفاطميين( الذين فتحوا بالد النوبة فصارت فى القرن الرابع )فى زمن أجداده المعروفين باسم� � على الفاتحين بسبب تمسك النوبيين بخصوصيتهم الهجرى، فقط، أرضا إسالمية بعدما استعصت طويال

إنه ال التى كانت المسيحية.. العجيب أن أهل النوبة صاروا من بعد ذلك، كلهم، مسلمين! حتى وديانتهم من جماعة يوجد مسيحى واحد نوبى، سواء من جماعة الفجكى والمتوكى )النوبة المصريين( أو

� ديانة لجميع أجدادهم، لفترة امتدت لمئات المحسن )نوبة السودان( وكأن المسيحية لم تكن يوما.السنين

من أشهر الشخصيات وتولOى من بعد أغا خان الثالث، ابنه )كريم( الذى صار لقبه »أغا خان الرابع« وهو� للحياة الراقية.. فى العالم منذ توليه )اإلمامة اإلسماعيلية( ومن أغناهم وأكثرهم � وأناقة وحبا نشاطا

�، أن الفترة � من اإلقبال وأعتقد من جانبى، وقد أكون مخطئا القادمة من حياة مصر سوف تشهد مزيدا تلوح فى آخر جمعة اعتصام فى ميدان التحرير )قبل محاكمة مبارك( )اإلسماعيلى( الذى بدأت شواهده

Cصبت فى الميدان .عدة منصات للثوار المصريين، كان من بينها منصOة للشيعة حيث ن

، الحرية هى oالمجلس العسكرى هو الحل ، Oاالنتخابات هى اإلسالم هو الحل، الديمقراطية هى الحل ، oالحل ، oاألزهر هو الحل ، oالكنيسة هى الحل ، oالسلفية هى الحل ، oالحل ، oالليبرالية هى الحل ، oالعلمانية هى الحل

، األرانب oاللهم ارحمنى من هذه الحلول جميعها، حتى المطالب الفئوية هى الحل .. oوالملوخية هى الحل � ما هى .المشكلة التى نبحث لها عن حلo نحدvد أوال

( : الشيعية. الجماعات يكتب زيدان يوسف ٦/د ٧.. ) وابتداؤهم اشون مصر الحش> فى

جلسات الصالون بعدما اندلعت الثورة المصرية فى آخر يناير الماضى، رأيتC من المناسب أن أخصvص بالقاهرة، ويحضره مئات من الشهرى الذى أعقده يوم األربعاء األول من كل شهر بساقية الصاوى

� لفهم أعمق بطبيعة الثورات، الشباب، لمناقشة الخبرات الثورية فى تراثنا المصرى و)العربى( سعياpنqخبر م pفى استخالص العبر م�ن � ، وعCدتC إلى األسلوب الذى اشتكى بعضC القراء وأمال Cغبر.. لقد نسيت

�! واألصدقاء من صعوبته :ال بأس، سأعود إلى اللغة السهلة فورا

الصاوى فى اليوم المخصOص لندوة )ثورة الحشاشين ونظام االغتياالت( رأيت فى مدخل ساقية البوستر، وضع »البوستر« الذى يعلن عن موضوع جلسة الصالون، وفوجئت بأن »الفنان« الذى صمOم

(.الحشيش تحت عنوان الجلسة صورة مسدس وسيجارة ملفوفة )أى محشوة بمخدvر

اللهم إال على. وبالطبع، فليست هناك صلة مباشرة بين الحشيش المرسومة سيجارته، وموضوع الندوةمvى الشيعة النحو )المجازى( الذى سيتضح لنا خالل سطور هذه المقالة، التى نوضح Cفيها كيف س

اشين، وهى تسمية يقصد بها Oزارية( بالحش vـ نة، التعريض بهم )= اإلسماعيلية )الن iأعداؤهم من أهل الس ون هم باسم iمن شأنهم( بينما يعتز oعلى صدورهم، ولكن بمعنى آخر »الحط � الحشاشين« ويعدiونه وساما

نة من هذه الكلمة غير الذى يقصده أهل iالس.

                                          ■ ■ ■

بالفاطمى، استطاع ذكرنا فيما سبق من هذه السباعية، أن الفرع »اإلسماعيلى« من الشيعة، المسمOىنة، سنة فى زمن »المعز لدين الله« أن ينتزع سلطان مصر من يد الحكام iهجرية )بعد وفاة٣٥٨الس

، فى Cوبعده العزيز iالدفاع عن البالد ضد هجمات القرامطة الذين طمعوا كافور اإلخشيدى( ونجح المعز السيطرة عليها، بعدما كانوا قد روOعوا الجزيرة العربية، وقتلوا فى خير مصر واستماتوا فى محاولة

� بأيديهم فى الحجاج فى مكة، وقلعوا الحجر األسود من الكعبة فظل ألكثر من عشرين سنة أسيرا وجيش( المسماة اليوم: البحرين، قطر.. ماذا لو كان المعز والعزيز، وجوهر الصقلى )القائد النواحى

vفى صد � نة، قد فشلوا جميعا iالقرامطة فصارت مصر اإلسماعيليين )الفاطميين( وأهل مصر من الس قرمطية؟

مع بعض« واستقر الحكم اإلسماعيلى )الفاطمى، العCبيدى( بمصر، فى أيام »الحاكم بأمر الله خبالن( أدت إلى )المناوشات الحدودية المحدودة. ولكن أفعال الحاكم التى يمكن وصفها بأنها كانت

٤١١المفاجئ بجبل المقطم سنة ظهور نـزعات واتجاهات عقائدية عجيبة، وسرية، كما كان الختفائه�، وتمثل فى اضطراب أحوال الحكم، وسيطرة النساء والوزراء على أمور هجرية، أثره الذى ظهر الحقا

مجموعة من األفكار والبدع التى اضطربت بخصوصها األخبار، الحكم.. باإلضافة إلى تهيئة المناخ لظهورCرزى« الذى ظهر فى مصر أيام الحاكم، وسوف نتحدث عنه بالتفصيل فى »فكان من ذلك المذهبOالد

.القادمة المقالة

الله، وقد عاد من ومذهب »أبى العرب« ظهر أيام المستنصر بالله )الفاطمى( وزعم أنه الحاكم بأمر� رجل غريب اسمه »سكين« كان يشبه شكل الحاكم بأمر الله، غيبته. وهو الزعم الذى أعلنه أيضا

� من غCالة الشيعة، وذهب بهم إلى القصر الكبير الذى كان ويدOعى أنه هو! ووصل به الحال أن جمع أتباعا العرش باعتباره »الحاكم« وقد عاد من غيبته. فاشتبك أتباعه مع بشارع المعز فى القاهرة، ليجلس على

دماء كثيرة.. ثم انتهى األمر بالقبض على »سكين« وقتله على صليب، حسبما كان جنود القصر، وسالت� .به فى تلك األيام معموال

واستمرت من بعده،( إذن، استمرت هذه المزاعم والخزعبالت العقائدية فى الظهور منذ زمن )الحاكم�، حتى جاء زمن الخليفة الفاطمى »المستنصر � وتعلو حينا بالله« بن »الظاهر إلعزاز دين الله« تخبو حينا

المعز لدين الله«.. انظرp كيف كانوا يدمجون بين الله، »بن »الحاكم بأمر الله« بن »العزيز بالله« بن المستنصر قد نصO على إمامة ابنه )نزار( وأعلن واليته للعهد على المأل. سبحانه، والحكام! المهم، كان

Cنسب له اليوم منطقة )الجمالية لكن الوزير (الخطير، الشهير »أفضل الدين بدر الجمالى« الذى ت المستعلى« ألن »بالقاهرة، تدخOل فى األمر وحرم »نزار« من وراثة العرش، وجعل مكانه أخاه األصغر

قد رأى »بدر الجمالى« يدخل نزار بحسب ما تروى مصادر الشيعة اإلسماعيلية، كان وهو ولىi العهد� فرسه، فصاح به نزار: انزلp عن الفرس يا .أرمنى، يا كلب، ما أقلO أدبك القصر راكبا

وحصل على لكن هذا األرمنى الكلب قليل األدب، بحسب وصف نزار، سيطر على أمور البالد والحكم، نصفين: المستعلية الذين البيعة ألخى نزار األصغر »المستعلى« فانقسمت الجماعة اإلسماعيلية إلى

عت قبلوا إمامة المستعلى، والنـزارية الذين أصروا على النص Oاألول لإلمام.. وهو األمر ذاته الذى تفر الجماعة الشيعية، إلصرارهم على األخذ بالنص األول على إمامة بسببه )اإلسماعيلية( وانفصلت عن بقية

.جعفر الصادق( وعدم اعترافهم بإمامة عqمvه: موسى الكاظم )محمد بن إسماعيل بن

                                          ■ ■ ■

والحافظية( واستقرت »المستعلية« بمصر، وانقسمت بعد وفاة المستعلى إلى جماعتين )الطيبية، الحافظية« فقد استمرت »فانتهت الجماعة »الطيبية« مع انتهاء دولة الفاطميين بمصر، أما جماعة

البهرة.. وهنا تدل الشواهد التاريخية،: وانسربت إلى اليمن والهند. وهم المعروفون اليوم باسم طائفة�، ولذلك من جديد، على أن )االنشقاق( شىء~ كامن فى � سياسيا طبيعة الجماعات الدينية التى تلعب دورا

االنشقاقات الكثيرة، بعد ثورة يناير بمصر، فى الجماعات الدينية/ السياسية نرى من الطبيعى أن تظهر واالنشقاق. والسلفيين، ألن استعمال الدين من أجل الدنيا، يقود بالضرورة إلى التنازع والفرقة كاإلخوان

نزار« إلى اإلسكندرية، »أمر الله. وأما جماعة »النـزارية« فقد هاجرت من القاهرة، مع لجوء إمامهم� وبايعه أهل المدينة بدعوة من حاكمها ك إلى اإلسكندرية »بدر »حيث نودى به إماما Oأفتكين«.. فتحر

المنشق )أفتكين( وفتك به، وانتصر على أنصار نزار وقتلهم، الجمالى« بجيش جرار، وقبض على حاكمهالOم نزار إلى qفكانت وفاة نزار )أو وقيل إنه س ،� أخيه المستعلى، فأمر بإلقائه فى حفرةQ وبنى عليها جدارا

. هجرية. فى تاريخنا عنف~ كثير٤٨٨استشهاده بحسب تعبير أتباعه( سنة

األخبار وفى مخطوطة عثر عليها الباحث اإلسماعيلى المعروف د. مصطفى غالب، عنوانها )كتاب المغربى: »عندما اشتد الحصار واآلثار( يقول مؤلفها الداعى اإلسماعيلى النـزارى، محمد أبوالمكارم

األرمنى، األفضل )يقصد: بدر الجمالى( غادرها موالنا على اإلسكندرية، من ق�بل الجاحد المارق الزنديق� بزىo التجار«.. وبحسب هذه الرواية، فقد مكث »نزار« فى اإلمام نزار، عليه السالم، مع أهل بيته متخفيا

ة عدة أشهر، عند عمته، حتى عادت إليه الرسلC التى أوفدها إلى الداعى بلدة qاسqمp ج�ل اإلسماعيلى س�بوا على فنون الدعوة الخطير »الحسن الصباح« المقيم آنذاك ببالد فارس، وهو من الدعاة الذين Oتدر

الداعية( وذهب إلى بالد فارس )بمصر، وقضى من عمره ثالث سنوات بالقاهرة، حتى تأهOل لدور� بقدوم اإلمام(.. للتبشير والدعوة لألئمة اإلسماعيليين )الفاطميين وجاء الرد من الحسن الصباح مرحvبا

فارس، ليكون فى حماية الدعوة، فسار نزار إلى هناك والتفO حوله المطرود من مصر »نزار« إلى بالد الحصينة المسماة بالفارسية )آل موت( أى بيت النسر، ثم مرض هناك ومات ودCفن األتباع فى القلعة

«. هجرية، بعد أن نصO على إمامة ابنه »على٤٩٠oسنة بالقلعة

vد أن »نزار نة فتؤك iمات بمصر، وأن القصة« تلك هى الرواية الشيعية اإلسماعيلية، أما روايات أهل الس اإلمام »علىo بن نزار«، وبذلك اكتسب السابقة اخترعها الحسن الصباح الذى جاء بولدQ يتيم، وزعم أنه

سعيه المتالك السلطة والسيطرة على النواحى لطموحاته السياسية كسوة� شرعية مذهبية، تبرر.المحيطة بحصنه المنيع: آلموت

نظام الملك، وهناك رواية أسطورية تقول إن حسن الصباح والشاعر عمر الخيام، والوزير السلجوقىOاب واحد، وقد تعاهدوا على أن Cت يدعموا بعضهم حين يكبرون، فإذا كانوا فى الصvبا أصدقاء يدرسون فى ك

� ساعد بنفوذه صديقيه اآلخرين � على »عمر. تولOى أحدهم منصبا �، وعرض منصبا وصار نظام الملك وزيرا� أقل مما كان يتوقعه، فناصبه الخيام« فاعتذر عنه وتفرغ للشعر، وعرض على »الحسن الصباح« منصبا

�.. ومع أن هذه العداء وارتحل إلى مصر � آخر، ثم صار من بعد ذلك داعية� إسماعيليا كى يجد لنفسه طريقا

� من الصحة، ألن الثالثة المذكورين أعمارهم ليست واحدة، القصة ولم يتأكد مشهورة إال أنها عارية تماما� .قqطi خبرC نشأتهم معا

الحصينة، فتحرك وثار النـزاريون بقيادة الحسن الصباح، وسيطروا على النواحى المحيطة بقلعتهم� السالجقة )وزراء ووكالء الدولة العباسية( لصدvهم، وهاجموهم بضراوة، وحاصروا قلعتهم الحصينة حصارا

�، حتى اضطر اإلسماعيلية النـزارية المتحصنون بآلموت، إلى أكل الحشيش الذى ينبت فى محكما هذا الموقف غير المتكافئ، ابتكر آكلو حشيش األرض ولمواجهة.. األرض، كى يبقوا على قيد الحياة

والعمليات الفدائية، فكان أولى ضحاياهم هو الوزير الشهير »نظام )الحشاشون( نظام االغتياالت.. فارتاع الناسC من هذه الجرأة، وظنO بعضهم أن الملك« الذى قتله فى oبلدة )نهاوند( فدائى� إسماعيلى

�، جعله يقوم بهذه العملية االستشهادية، ولذلك سميت الجماعة الحسن الصباح أعطى الفدائى مخدرا يعتز بها الحشاشون اإلسماعيلية النـزارية التى يتزعمها الحسن الصباح، بالحشاشين. وهى تسمية

األرض والنباتات التى اضطروا أنفسهم، على اعتبار أن المقصود منها ليس المخدرات وإنما حشيش� عن مذهبهم العقائدى .ألكلها دفاعا

آلموت، واستمرت الحروب واالغتياالت، وبسط الحشاشون سلطانهم على المناطق المحيطة بقلعة وتولى األمر من( بفضل السياسة الحازمة للحسن الصباح الذى صار يحمل عند النـزارية لقب )سيدنا

فدائية، استشهادية، حشاشية( أدت )بعده دعاة~ استطاعوا إرهاب السالجقة والعباسيين بعمليات مروvعةنى المتمثل إلى نوع من المهادنة بين جماعة الشيعة اإلسماعيلية iالنـزارية »الحشاشين« والمحيط الس

السالجقة فى إيران، فصارت لهم دولة مستقلة فى إيران عاصمتها فى الدولة العباسية ببغداد، ودولة� باسم الحشاشين وباسم أتباع شيخ الجبل )وهى آلموت ومناطق شبه مستقلة فى سوريا، عCرفت أيضا

(.أطلقها الرحالة ماركو بولو صفات

لم يكن يقل« هجرية داعية~ اسمه »بوزرك أوميد٥١٨وتولى أمر آلموت بعد موت الحسن الصباح سنة � لمعارضيه بعمليات االغتياالت، مما أدى � وصرامة وترويعا إلى مزيد من االستقرار لدولة عن سابقه حزما

�، ولكن ظل أولئك النـزارية فى إيران )آلموت( وهو ما تزامن مع استقرار أمور النـزارية فى سوريا، أيضا.مفصولين عن هؤالء

أبوه قد نصO هجرية، ولدCه محمد الذى كان٥٣٢وتولى حكم )الحشاشين( بعد وفاة بوزرك أوميد سنة الجديد، شديد العزم والحسم عليه قبل وفاته.. وهكذا صارت الرئاسة وراثية كاإلمامة! وقد كان الحاكم

� بمنهجهم الكفاحى )الفدائى( والحربى العسكرى( وهو ما أدى إلى اتساع نطاق )كسابقيه، وملتزما هجرية تولى حكم آلموت وما حولها، الحاكم الرابع ٥٥٧ الدولة النـزارية فى إيران، وبعد وفاته سنة

، قqطi »الحسن الثانى« الذى فعل ما لم Qيخطر ألحد على بال:

قلعة آلموت، هجرية، جمع الحسن الثانى أتباعه أمام٥٥٩فى اليوم السابع عشر من شهر رمضان سنة اإلمام، فأطاعوه! وأن القيامة وأعلن أمامهم أن اليوم عيد~ وعليهم أن يفطروا فأفطروا! وأنه صار خليفة

� عن قد قامت، وانقضت الشريعة السابقة، وصار بإمكان المؤمنين التخلى عن العبادة واالستقالل تماماCزلفت الجنة، بحسب هذا اإلعالن، للمتقين! وما لبث النـزارية فى إيران أن اإلسالم والمسلمين.. وأ

هنا العباسيين، وتحالف النـزارية فى الشام مع صالح الدين )األيوبى( وكادت أمورهم تستقر تحالفوا مع طريقها: الغزو وهناك، لوال جاءت من الشرق الموجة العاتية التى اقتلعت كالسيل كل ما وقف فى

.المغولى

خورشاه( يماطل )حاول الحشاشون مهادنة هوالكو، فاشترط عليهم تدمير قالعهم، فظل حاكمهم آنذاك لكن هوالكو اغتاظ من موقفه( فى األمر ويتحايل عليه، على أمل أن ينصرف عنه خاطر المغول )التتار

النـزارية( ودمOرها، فاضطر خورشاه لتسليم )وزحف على النواحى الواقعة تحت سيطرة الحشاشين� لهوالكو فى حربه ضد المسلمين! قلعة آلموت وبقية القالع الحصينة، وارتضى لنفسه أن يكون مستشارا

..النـزارية فى سوريا يدعوهم لالستسالم للمغول والتعاون معهم، لكن هؤالء رفضوا وقد أرسل إلى� .فأدرك هوالكو أن خورشاه لم يعد مفيدا

الجند قاموا هجرية، ذهب خورشاه إلى بالد فارس فى رحلة، فأرسل هوالكو جماعة من٦٥٥فى سنة � من بذبحه هو ومن كانوا معه، ثم جرت مذبحة مروvعة قتل فيها المغول ما يقرب من اثنى عشر ألفا

� النـزاريين )الحشاشين( فى إيران.. فأسرع النـزاريون فى سوريا إلى التحالف مع بيبرس وقطز، أمال� فى �. ولكن المغول وبيبرس، على السواء، لم فى النجاة، بينما تحالف بعضهم مع المغول أمال النجاة أيضا

الحشاشين( فجرى فيهم ذبح~ وتقتيل وتشتيت واستغالل للنـزوع )يضعوا ثقتهم فى هؤالء النـزارية األعداء.. وبعد اندحار الهجمة المغولية على بالد اإلسالم، ودخول ملوك المغول فى الفدائى للتخلص من

� لعدة قرون تالية، � غامضا � سريا حتى ظهروا من جديد الدين اإلسالمى، اضمحلOت النـزارية وصارت مذهبا المعروفين بلقب )أغاخان( وعاد أمرهم فى القرن التاسع عشر الميالدى، على يد زعمائهم الروحيين

.األسبوع الماضى إلى الظهور العلنى، حسبما أوضحنا فى مقالة

المستعلى بالله إذن، من مصر انطلقت جماعة الشيعة اإلسماعيلية النـزارية )الحشيشية( فى زمن�، انطلقت فى زمن الحاكم بأمر الله الفاطمى، جماعة~ أخرى صارت اليوم الفاطمى.. وفى مصر أيضا

.القادم مشهورة، هى جماعة )الدروز( التى سنعرض لها فى مقالة األسبوع

( : الشيعية. الجماعات يكتب زيدان يوسف ٧/د ٧) وابتداؤهم مصر- - الدروز فى أيضا=

بكنوز فى النصف الثانى من التسعينيات، دفعنى الحماسC إلى البدء فى مشروع طموح، للتعريف «C.D »المخطوطات فى مدن العالم، على أن تصدر خطوات ذلك المشروع فى أسطوانات مدمجة

تلك، مع تعريفQ وافQ فيها نماذج مصورة )ديجيتال( من أهم المخطوطات الموجودة فى هذه المدينة أو المحفوظة بها، ودورها فى التراث بكل مخطوطة ومؤلفها، باإلضافة إلى نبذة تاريخية عن المدينة

. العربى اإلسالمى

وزارة وكانت أول اإلصدارات أسطوانة: كنوز المخطوطات فى طشقند، بأوزبكستان، وقد طبعتها استقلت عن االتحاد الخارجية المصرية لتوزيعها على طالب اللغة العربية فى الدول اإلسالمية، التى

اإلسكندرية، وقامت بنشرها القوات السوفيتى السابق. واإلصدار الثانى: كنوز المخطوطات فى�.. كان من المفترض أن يأتى اإلصدار المسلحة المصرية لتوزيعها على الضباط بغرض تثقيفهم تراثيا

.المخطوطات فى بيروت الثالث )الذى لم يصدر( بعنوان: كنوز

الموجودة هناك. وقد إلى العاصمة اللبنانية، ورحتC أفتش عن المجموعات المخطوطة١٩٩٨ذهبت سنة عة على عدة أماكن، وفى حالةQ يرثى لها، كان من Oبينها مكان تابع للمارون من مسيحيى وجدتها موز

تعود إلى القرن الثامن الهجرى، ومكتوبة بخط أنيق لبنان. وقد عثرت فيه على مخطوطة نفيسة باهرة،.الدرزية على ورق فاخر.. عنوانها: المقاالت

النصائح نظرت فى محتوى المخطوطة وفصولها، فرأيتها أقرب إلى كتب »األخالق«، حيث وردت بها منها، فنشرت صفحات من واألمور الواجبة على الدرزى، ولم أجد فيها ما يشين هذه الجماعة أو يقلل

� Ziedan.com المخطوطة على موقعى التراثى بشبكة اإلنترنت .. فى التعريف بها أمال

ألنها سوف فإذا بأصحاب المخطوطة يثورون فى وجهى، ويرجوننى إزالة المخطوطة، وعدم نشرها، مذهبهم، وال يقبلون أن تسبب مشكالت بين الدروز والمارون. ألن الدروز ال يحبون أن يتعرف أحد على

� عند اآلخرين، أو تحت يد أحدQ غيرهم وكانت الحرب األهلية اللبنانية قريبة عهد،. يكون تراثهم محفوظا شكل، فأزلتC المخطوطة من الموقع وصرفت النظر عن إصدار فرأيت أنه ال يجوز النفخ فى رمادها بأى

.وانشغلتC عن المشروع كله، لعزوف الناشرين، فتوقف منذ ذلك الحين( )كنوز المخطوطات فى بيروت

على أبوريان، الذى فى ذلك الحين، لم أكن أعرف الكثير عن »الدروز«، خاصة أن أستاذنا الدكتور محمدق والمذاهب اإلسالمية، كان قد حذف من qس لنا بالجامعة الف�رOكتابه الفصل الخاص بـ )الدروز( ألنه در

Cعير إلى جامعة بيروت، واشترطوا عليه � للمشاكل أن يحذف من كتابه هذا الفصل الخاص كان قد أ دفعا يبالغون فى سرية مذهبهم وال يحبون ألحدQ غيرهم أن يعرف عنهم بالدروز. ألنهم بحسب المشهور عنهم،

�. وقيل إنهم قتلوا �.. وهى ليست مجرد شيئا بعض الباحثين الذين انشقوا عن مذهبهم ونشروا عنه كتبا!أقوال

اإلسرائيلى( الدروز« جماعة تعيش فى لبنان )جبل الدروز( وشمال إسرائيل )ومنهم ضباط فى الجيش»� من فضول وبعض النواحى الشمالية من سوريا. وهم يفضلون سCكنى الجبال والنواحى النائية، هربا

� للتعامل معهم. وبالطبع، ال يتزاوجون مع غيرهم وال يتعاملون مع أهل الديانات األخرى إال اآلخرين وتالفيا فى لبنان )البلد المشهور بالطائفية( سطوة ال يستهان بها.. من فى أضيق الحدود. ومع ذلك، فإن لهم

�، مثلما ابتدأ الشيعة »النزارية« المشهورون باسم هم الدروز، وكيف كان ابتداؤهم، فى مصر، أيضااشين، بمصر )حسبما ورد فى مقالة األسبوع الماضى(؟ Oالحش

■ ■ ■

� فى سنوات )الخبالن( األخيرة من فترة حكمه لمصر، ظهر فى زمن الحاكم بأمر الله الفاطمى، خصوصاOل مذهبهم على النحو العجائبى المريب اآلتى ذكره، لكن قبل ذلك، تجب اإلشارة إلى واقعة الدروز وتشك

هجرية، أيام خالفة المهدى١٥٩سنة: فى سنة معروفة سبقت عصر »الحاكم« بحوالى مائتين وخمسين

Oع الخراسانى« ادOعى لنفسه اإلمامة، ثم بالغ فى »)العباسى( ظهر فى خCراسان رجل عCرف باسم المقن� شديد القبح، فكان يخفيه بقناعQ مصنوع من الذهب،. األمر وادOعى األلوهية وكان وجهه بشعا

Cقvب »المقنع« أما اسمه الحقيقى فكان »هاشم بن حكيم« وهو فى األصل واحد~ من الدعاة ولذلك ل تظهر فى األنبياء، وتحل فى السريين، لكنه ترك الدعوة والتبشير بالمهدى المنتظر، وزعم أن األلوهية

إلى علىo بن أبى طالب، ثم حqلO فيه هو. فصار أجساد األئمة! وقد انتقل الروح اإللهى بعد نبى اإلسالم�. وبطبيعة الحال، لم تسكت الدولة Oع الخراسانى« إلها العباسية على مثل هذه األفكار التى نشرها »المقن

� لمحاربته هو وأتباعه، فاستعصم منهم فى قلعة منيعة هناك )فى شمال فارس إيران( وأرسلت جيشا أتباعه بستام( ولما وجد الخناق ضاق عليه وأنه مقتول ال محالة، أحرق نفسه هو وجماعة من )اسمها.إلى السماء هجرية( ولم يستطع أحد أن يعثر على جثته، فقال بقية أتباعه إنه صعد١٦١)عام

بلدة هجرية، ظهر فى القاهرة رجل من الدعاة اسمه »حمزة بن علىo« أصله من٤٠٨وفى سنة � بلقب )اللباد(، ألنه � )زوزن( الفارسية، ولذلك عCرف بلقب الزوزنى. وعCرف أيضا كان فى مبتدأ أمره عامال

القاهرة قبل ثالثة أعوام من ظهوره فى السنة يصنع اللباد )نوع من القماش السميك(.. ويقال إنه نزل أمره وينتظم فى مجالس الدعاة )السريين( التى كانت تعقد هجرية( لكنه كان يخفى٤٠٨المذكورة )

. بالجامع األزهر فى القاهرة

نى( د. محمد عبد الله عنان فى كتابه الحاكم iبأمر الله: »مما تجدر يقول الباحث المصرى الكبير )الس وحاربوه باسمه ينتمون إلى أصل مالحظته، أن معظم الدعاة والمالحدة الذين خرجوا عن اإلسالم

Cرجع إليه بعضC الروايات نسب الفاطميين أنفسهم..«. فارسى، ومنهم عبد الله بن ميمون القداح الذى ت واإللحاد، ليست غريبة عن الفكر الشيعى والقرمطى، وليست بعيدة وهى إشارة إلى أن الغلوO والمبالغة

الله( الذى كان فى وقت ظهور »حمزة بن علىo« قد انهمك فى األحوال العجيبة عن عقلية )الحاكم بأمر�. ومن والتخبط فى ثم، األفعال واالنفراد فى جبل المقطم، وقتل الناس ألدنى سبب أو دون سبب أحيانا

أفكاره اإللحادية فلم يكن من الغريب أن يظهر »حمزة بن علىo« فى هذا السياق، وينشر على المأل.العجيبة.. تلك هى وجهة نظر الباحث المصرى

فى كتابه عن لكن، من الجهة المقابلة، يرى الباحث المعروف )الشيعى اإلسماعيلى( د. مصطفى غالب العباسيين، فدوOنوا ما أملته الدعوة اإلسماعيلية، أن: »بعض المؤرخين باعوا ضمائرهم تلبية� لرغبات

� عديدة فى الطعن فى نسب األئمة الفاطميين وإحاطة دعوتهم بهالة عليهم عقليتهم الرعناء، وألفوا كتبا الخلفاء من بنى فاطمة ينحدرون من ميمون القداح الديصانى من اإللحاد والفجور، وقال بعضهم إن

المسيحية(، وجاءوا ببراهين ال يقرها المنطق..« وهو يصف الحاكم بأمر )الديصانية مذهب مختلق من� لطالب العلم والمعرفة، وأنشأ دار الحكمة لتكون الله، بأنه جامعة� الخليفة العظيم الذى جعل مصر منهال

.علمية، وأكمل بناء الجامع األزهر وبنى جامع راشدة وأنفق على المساجد... إلخ

نىv وشيعى( فى طبيعة األفكار التى شاعت فى الزمن Cالشيعى، وفى إذن، لدينا رأيان متقابالن )س الدروز.. فماذا يقول شخصية الحاكم بأمر الله، الذى ظهر فى زمانه »حمزة بن علىo« مؤسس مذهب

نة، وكيف يقصiون حكايته العجيبة؟ iعنه أهل الس

qثv دعوته السرية، ولم نية( فإن »حمزة بن علىo« عكف على ب iللرؤية )الس � يجاهر بها إال أواخر سنة وفقا بمسجد ريدان القريب من باب النصر هجرية، حيث ظهر على مسرح األحداث وصار يالزم الجلوس٤٠٧

� إلى عبادة الحاكم بأمر الله، وينادى بالتناسخ فى األديان، ويزعم أن الحاكم بالقاهرة، ويدعو الناس جهرا� وإنما هو رمز حلO فيه اإلله )الكالم هنا للدكتور عنان( فاجتمع إليه طائفة كبيرة من غCالة ليس بشرا

دCعاته فى أنحاء اإلسماعيلية وتلقOب بهادى المستجيبين، وأعطى الحاكم لقب )قائم الزمان( وبثO الشيعة األمهات والبنات وسائر المحارم، مصر والشام، ورخOص فى أحكام الشريعة )أباح المحظورات( وأباح

. ذلك، فاستجاب له كثيرون وذاع أمره وأسقط جميع التكاليف الشرعية من صالة وصوم وغير

إليه حمزة بن وكان الحاكم حين يمر بقرب المسجد الذى يدعو فيه »حمزة« إلى ذلك، يتوقف ويخرج� على انفراد.. وأواله الحاكم رعايته بصورة ظاهرة، وبعث إليه وإلى أتباعه بالسالح علىo، ويتحادثان طويال

حمزة« فى مشروعه، وظهر عدد من رسله وتالميذه، »ليدافعوا عن أنفسهم وقت الحاجة. ثم تمادى ومحمد بن إسماعيل الدOرزى.. وكان لهما شأن عظيم فى تلك فى مقدمتهم حسن بن الحيدرة الفرغانى

زى pرOبالذات هو حليف حمزة وداعيته، لكنه انقلب عليه وصارت بينهما منافسة« الحركة، وكان »الد زى« كان أول من أذاع الدعوة بألوهية الحاكم بأمر الله وخصومة.. ويقول pرOبعض المؤرخين إن »الد.

، لتهدئة خواطر العامة من الناس، كما قCتل عديد من أعوانه oتل حمزة بن علىCورسله )من أمثال وقد ق qلqهم الحاكم بأمر الله. لكن ذلك لم يمنع محمد بن إسماعيل الدرزى، وهو حسن بن حيدرة الفرغانى( قqت

� وجرأة�، من السير والحلول وألوهية فى طريق الدعوة إلى التناسخ أقوى رسل »حمزة« وأشدهم عزمابه الحاكم وأغدق الحاكم. وقد شرح دعوته وأصول مذهبه فى Oمها إلى الحاكم بأمر الله، فقرOرسالة قد

زى« وكانوا إذا لقوا عليه ورعاه، وقد تظاهر pرOبعض الجهلة والمرتزقين والمنافقين بقبول مزاعم »الد .. بأمر الله فى موكبه، قالوا: السالم عليك يا أحد، يا محيى يا مميت الحاكم

ركب فريق وكانت هذه المزاعم السخيفة تثير السخط، الذى بلغ ذروته فسنحت فرصة االنفجار، حين ودخلوا بها معقل هجرية، على خيول وبغال،٤١١من أصحاب حمزة يوم الثانى عشر من شهر صفر سنة

نة فى مصر: الجامع العتيق )= جامع عمرو بن العاص( وهم يجاهرون iبمذهبهم. واحتلوا منصة الس ألوهية الحاكم بأمر الله، فضجO القاضى، وأخذوا يلقون على الحاضرين أصول دعوتهم ومذهبهم فى

نة( وجاءوا بالقاضى ليجلس فى iم إليه ورقة أولها: المصريون )أهل السOمنصته، ولكن أحد الدعاة قد الرحيم« وأمره باالعتراف بألوهية الحاكم، فاحتجO القاضى وأنكر األمر، »من الحاكم بأمر الله، الرحمن

Cالميادين أجداد الثائرين اليوم بميدان التحرير وجامع القائد إبراهيم باإلسكندرية، وبقية )وثار الناس القاهرة، فقتلوهم أشنع قتل، المصرية( ووثبوا على الدعاة فقتلوهم، وانقضوا على بقية المالحدة فى

� ( فاشتد غضب٢٠١١ يناير ٢٨منهم )الجمعة فأمر الحاكم بأمر الله بالقبض على الثوار وأعدم كثيرانة، وشاطرهم الجند iشعورهم )انضم الجيش للثورة( وزحفوا إلى دار حمزة بن المصريين من أهل الس

زى لينجو بنفسه، ولجأ إلى قصر علىo، وحاصروها، فقاتلهم pرOالد Oرqزى وأصحابه من داخلها ثم ف pرOالد .الحاكم

زى )محاكمة  pرOمبارك( فوعدهم بإجابة فاعتصم الثوار حول القصر وطالبوا الحاكم بأمر الله بتسليم الد �ل، فارتدوا مطلبهم فى اليوم التالى، لكنهم حين جاءوا إليه فى الموعد، قال لهم إن الدOرزى قد قCت

أخفى الحاكمC بأمر الله »الدOرزى« عدة أيام فى غاضبين )من االلتفاف على مطالب الثورة( وبعدماOر له � إلى الشام القصر )حالة الضبابية( دب سبيل الفرار وعاونه بالمال )الخروج اآلمن( فسار الدOرزى سرا

مvى بمنطقة بانياس )وليس السعودية( وأذاع دعوته هناك، فصارت أصل مذهب الدروز الذى ونزل Cس إلى »علىv بن أبى باسمه، وأساسه القول بالتناسخ وحلول الروح، وأن الروح القCدCس انتقلت من آدم

هجرية( بجبل٤١١فيها الحاكم ) طالب« ثم إلى الحاكم بأمر الله.. جرى ذلك فى السنة التى اختفىCعرف حتى اليوم مصيره ولم يجد أحد .جثته المقطم، ولم ي

■ ■ ■

هجرية، استدعى ٤٠٨أما الرواية الشيعية اإلسماعيلية، والدرزية، فتقول إن القصة كالتالى: فى سنة بهم، وهو سيدنا الحمزة بن علىo اإلمام الحاكم بأمر الله، كبير دعاته وأحد المقربين إليه الموثوق

وأمره أن يذهب إلى بالد الشام ليتسلم رئاسة( الملقب بالدOرزى )الكالم هنا للدكتور مصطفى غالب الهادى، فتمكن سيدنا الدOرزى من إعادة الهدوء والسكينة هناك، الدعوة اإلسماعيلية هناك، ولقOبه بسند

� لتوسيع . وانتشار الدعوة اإلسماعيلية فى تلك البالد وعمل جاهدا

� لدCعاتها فى بالد � للدعوة اإلسماعيلية وكبيرا زى رئيسا pرOعلنت وفاة اإلمام ولبث سيدنا الدC الشام، حتى أ� بأنها نوع من »الغيبة«، وظل الحاكم ووالية ابنه الظاهر. ولم يعترف الدOرزى بوفاة اإلمام الحاكم، مدعيا

� بإمامة الحاكم � عودته من تلك الغيبة. وبذلك أعلن انفصاله عن اإلسماعيلية التى ال متمسكا ومنتظرا آخر، هو بالغيبة وتقول بفناء الجسد، وبقاء سر اإلمامة بالروح، فينتقل بموجب النص إلى إمام تعتقد

ميت الفرقة التى تبعت سيدنا Cالمنصوص عليه من ق�بل اإلمام المتوفى، وس« �زى« بالدOرزية نسبة pرOالد أصلQ واحد، شاءت اإلرادة السماوية تفريقهما، ومع إليه. وهكذا فإن الدرزية واإلسماعيلية عقيدتان من

اللقاء بكل اتحاد، على أساس الحب واإلخالص، لما فيه الخير والفالح هذا ال تزال القلوب تحنi إلى!تتحقق هذه األمنية.. انتهى كالم د. مصطفى غالب للجميع، فعسى أن

■ ■ ■

تاريخية واحدة للوقائع،( ما الذى نخرج به مما سبق؟.. نخرج بأمور مهمة كثيرة، منها أنه ال توجد )رواية� إن )التاريخ( ال يقل روائية عن أى رواية أدبية، بل إن )الرواية( بالمعنى األدبى ولذلك أقول دوما

واالختالفات الشديدة التى نراها فى )التاريخ(.. ولذلك، المعاصر، ال يمكن أن تحتوى على التناقضات الرواية« ومن »التاريخ« هو قدرتنا على إعمال العقل فى الخبر، وفى النص »فالرأىC عندى أن األهم من

اإلنسانى قاعدة )النقدية( وقاعدة )المنطق( وغير ذلك من القواعد التى يقوم عليها التفكير األدبى، على.الرشيد

الدينية حين تتقاطع ومما نخرج به مما سبق، إدراك أن الخبرات الوفيرة فى تراثنا تدل على أن المذهبية نفسها. ألن استعمال الدين فى مع المسائل السياسية وأمور الحكم، فال محالة من انقسامها على

التى تساير المصالح. وهذا باب واسع تدخل منه السياسة والحكم، يعتمد على التأويل والقراءة الخاصة والنـزعات التى يصل بعضها )مثلما رأينا مع القرامطة ومع غيرهم( االنقسامات فتظهر الفرق العقائدية

الدين كله.. ولذلك، فالرأى عندى أن يقوم رجال الدين بدورهم فى إصالح نفوس إلى محاولة هدم� عن اللعب السياسى والزعم بأنهم قادة الرأى واألوصياء األتباع، على فى الكنيسة أو المسجد، بعيدا

� بالجميع إلى موارد التهلكة )خاصة فى الفترة الحرجة الحالية التى الشعب، ألن هذه الوصاية تؤدى دوما(.تمر بها مصر

� من � من المذاهب والفرق العقائدية، خرجت أصال � ومما نخرج به مما سبق، أن كثيرا مصر. وليس صحيحا األفكار والعقائد، وأن اإلسالم بمصر ما يردده غير العارفين اليوم، من أن بالدنا لم تعرف التطرف فى

� هو اإلسالم السمح الذى ال يقبل اإلرهاب والتطرف. ولو فصOلتC فى الوقائع التى تجلت فيها كان دوما� فى مصر، الحتجتC مساحة تزيد عن صفحات هذه الجريدة التى بين النـزعات اإلرهابية والمتطرفة دينيا

بمصر، لذلك، أيدينا، ولن تكفى الستعراض هذه النـزعات والمذاهب فى الزمانين المسيحى واإلسالمى� فالرأىC عندى أن نكفO عن ترديد المقوالت الجاهزة، الجاهلة، ألنها تضع فى العقول المعاصرة أوهاما

� من ذلك المسعى االعتباطى نq النية( علينا أن نؤسس )ليس لها من الصحة نصيب. وبدال qسqمهما كان ح العميق للماضى.. وبذلك نستشرف المستقبل على نحو الوعى الحقيقى بالواقع، عن طريق الفهم

.أفضل