209
ي ل ا ي ل ان ي س ك ر ت ب ي ج ن د. ي ن لا ي ك ل ا

ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

  • Upload
    -

  • View
    3.371

  • Download
    1

Embed Size (px)

DESCRIPTION

رواية تاريخية ماتعةلقلة المراجع المتوفرة عن تاريخ هذه المنطقة تعد هذه الرواية مرجعا من المراجع التاريخية لها وذلك لتميز الأديب الإسلامي نجيب الكيلاني بسرد الحقائق كما وردت دون تزييف أو تغيير إلا ما اقتضته الحبكة الدرامية من اختلاق لشخصيات لا تؤثر فى عرض الأحداثفهاكم هذه الرواية الماتعة لتلقى ضوءا على فترة منسية من تاريخنا خاصة مع تزامن أعمال العنف الصينية ضد المسلمين هناك - نسأل الله تعالى أن ينصرهم ويفك أسرهم -ويحرر أرضهم

Citation preview

Page 1: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

تركستان ليالي 

 

 

 

الكيالني د. نجيب

Page 2: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

 

 

 

 

 

 

 

الرحيم الرحمن الله بسم

Page 3: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

الرواية شخصيات

 

.حاجي نياز -خوجة

-األمير.

الليل. -نجمة

له(. مستعار اسم )تورسون. حضرت.. مراد -مصطفى

درغا. -منصور

الصيني(. )الحاكم رين شو جين-

الصيني. قومول -قائد

 

:ثانوية شخصيات

-خاتون.

لي - صن

خان. شريف -الجنرال

.رين شو جين الصيني الحاكم ضد بانقالب قام صيني قائدساي: سي شين-

المركزية. المخابرات عام مدير حاجي السيد-

الليل. بنجمة عالقة له مستعمر صيني ضابط باودين-

التركستاني. الجهاد مراحل من مرحلة في الثوار باتور. قائد عثمان -الجنرال

 

خلMMق المكي الحMMرم وحMMول الحMMرام، الله بيت بحجاج تكتظ المقدسة المدينة والMبيض إفريقيMا، من القMادمون السMود واأللMوان، األجنMاس شMتى من كثMيرون

Page 4: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

أقاصMMي من أتت الMMتي الممMMيزة الصMMفراء والوجوه وأمريكا، أوربا من القادمون ويكMبرون، يهللMون متدفقMة مMواكب في يسMيرون كلهم والعجم والعMرب آسMيا،

مقMMام في يصMMلون أو والمMMروة، الصفا بين يهرولون أو العتيق، بالبيت ويطوفون البMMؤرة هMMذه في هنMMا زمMMزم، مMMاء من قطMMرات لشMMرب ويتسMMابقون إبMMراهيم،

واختلفت لغMMاتهم تبMMاينت وصMMوب، فج كMMل من إخMMوة النMMاس يلتقي المقدسMMةوكتابه... ورسوله بالله يجمعهم... اإليمان واحدا شيئا لكن ألوانهم،

بمكMMة فيMMه إقيم الMMذي الMMبيت إلى الظهMMر... اتجهت صMMالة أديت أن وبعMMد والسجاجيد المسابح تباع األزقة.. هناك بعض إلى دلفت طريقي وفي المكرمة، حMMانوت في وجلست الشريفة، واألدعية المزخرفة والطواقي للصالة، الصغيرة

لم عمMMره، من السMMبعين تخطى قد أنه يبدو الذي التاجر وجه إلى نظرت صغير، قلت كالمMMه، في خاصMMة ولكنMMه وجهه، ولون مالمحه من واصح عربيا... هذا يكنالجميلة: المسابح من بعدد أناملي بين أمسك وأنا

أنت؟ البالد أي من                 -

وقال: واألسى الحزن يوشيها نظرات إلي سدد

الواسعة... الله بالد من                 -

تقصد؟ البالد هذه أعرف... فأي                 -

تركستان. من                 -

j فكرت  قلت: ثم قليال

؟؟بتركيا؟ ملحقة بالد - أهي 

وقال: كآبة ظالل الساخرة ابتسامته وعلت

صناعتك؟ هي ما بالدهم، يعرفون ال - المسلمون 

مصر. من - طبيب

n... ال ؟؟؟تركسMMتان تعMMرف وال الشMMريف األزهر بالد - أفي  أنMMك شMMك حسMMنا الجهبMMذ والعالم والفارابي، سينا ابن الرئيس والفيلسوف البخاري اإلمام تعرف

البيروني.

..أعرفهم. - إنني

..بالدي. من - هم

Page 5: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

التركسMMتان، هي حضMMرت" مMMا مMMراد "مصMMطفى واسMMمه الرجMMل لي وشرح بفعMMل انقسMMمت قMMد وأنهMMا الشMMمال، أقصMMى في تقMMع التركسMMتان أن وأخبرني

تركستان احتلوا قد الروس وأن غربية، وأخرى شرقية تركستان إلى االستعمار قMMد الشرقية تركستان وأن السوفيتي، الجمهوريات اتحاد إلى وضموها الغربية األرض أي – سMMنكيانغ وسMMموها إليهم وضMMموها قMMديم، من الصMMينيون احتلهMMا وغربهMMا... شMMرقها تركسMMتان على جناحيها نشرت قد الشيوعية وأن – الجديدة

ومجMMدا... وتاريخMMا حضارة الله بالد أعظم من كانت إسالمية بالد ضاعت وهكذا إال يMMدرون وال تMMاريخهم، يعرفون ال أنهم المسلمين الثانية... عيب األندلس إنها

بالدهم... عن القليل

ترتجف... البيضاء ولحيته يقول، كان هكذا

قائال: صوبي التفت ثم

الشاي؟ تشرب أن أتريد                 -

أولها... من القصة أريد مانع.. لكني ال                 -

حفيده: لعله صغير، فتى من الشاي أقداح يتناول وهو قال

مكMMة، إلى عMMام كMMل يMMأتون طويلMMة.. الحجMMاج مأساة تشكل "القصة     - الحج فMرض أتMMوا... هMل حيث من أدراجهم يعMودون ثم المشMاعر، ويMMؤدون

ويعودوا؟؟؟ يأتوا لكي المسلمين على

الشMMعب قصMMة المقدسMMة الMMديار لهذه زائر كل عني مبلغ ذلك،.. من أظن ال أن حسMMنا.. يمكننMMا والمطرقة؟ المنجل قسوة بين سقط الذي التعس المسلم

أنا الطويلة، قصتي عن سأحدثك الكتب، بعض لك المساء.. سأحضر في نلتقيشان".. تيان السماوي" جبل بالجبل الخضراء باألرض معلقتان هنا.. وعيناي

نMMزعن الالتي وتركستان.. بالنساء باكستان حدود بين "بامير" الواقعة بجبال معاهMMد إلى يسMMاق الMMذي المخدر المعذب وجوههن.. بالشباب فوق من البراقع

ينسMMى حMMتى والترهMMات، األكاذيب اإللحاد.. ويسقى ليتعلم هناك الجديدة العلم سMMيبيريا أطراف في تزحف التي والقباب.. بالجموع وإسالمه.. بالمآذن تاريخه الشMMرقية... تركسMMتان من الظالمMMة... أنMMا واللعنMMات والعMMذاب الهMMوان يحرقهابدايتها..." من القصة وإليك

 

Page 6: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

 

Page 7: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

 

(1)

 

قMد الصMين )قومول( وكMانت مقاطعة في أعيش م،1930 عام في اآلن نحن الصMMيني القائMMد أصMMبح االحتالل وبعMMد ،العMMام نفس في المقاطعMMة هMMذه احتلت

النفMMوس تمأل والحسMMرة هواه، على يجري شيء كل بأمره، الحاكم هو للمنطقة إال يتمتMMع ال قصره في يعيش المسكين قومول وأمير الحزينة، العيون من وتطل

الوالية.. أعني إلى تتدفق الصينيين أفواج رأسي بعيني أرى كنت اسمية بسلطةقومول. مقاطعة

الMبيوت ويقيمMوا األرض، يشMتروا كي المنهوبMة بMاألموال تمMدهم وحكMومتهم عامMMا..حفظت وعشMMرين خمسMMة حMMوالي ذاك إذ عمMMري كMMان المتاجر، وينشئوا وأنMMا البالد، وبلغMMة العربيMMة، باللغة والكتابة القراءة وتعلمت المسجد في القرآن أتحMMدث أن نفسه الوقت في ويمكنني الصين، نجاور أيضا.. نحن الصينية أعرف

الروس.. سيطرة تحت والواقعة منا، القريبة منغوليا أهل بلغة

فن كMMل في البطMMوالت عن كثMMيرة قصMMص وأوالده..وهنا جنكيزخان عاش هناولون...

إلى أقصMMاها من البالد هMMز منشMMورا الصMMيني القائMMد أصدر األيام من يوم وفيأقصاها..

لطلب يتقMMدم صMMيني أي من ابنتMMه يزوج بأن تركستاني أي يلزم المنشور هذاالعقيدة.. اختالف برغم يدها،

كMMر العMMدو مMMع والمعركMMة األيام، من يوم في يزول قد مؤقت أمر االحتالل إن دينهم من ويسMMخر شMMرائعهم، ويحتقMMر النMMاس مشاعر العدو يدوس أن وفر..أما

الطاقة.. فوق أمر فهذا

: له وقال ، المسكين قومول أمير الصيني القائد استدعى

. . بالذات أنت مصاهرتك على عزمت . . لقد األمير - أيها

: واهن بصوت وقال ، أنامله وارتعشت ، األمير وجه شحب

". مستحيل هذا أن القائد أيها تعلم - " أنت

Page 8: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

: سخرية في القائد قهقه

". األمير أيها المستحيل أعرف ال - " أنا

. . " الله أمر - " هذا

. . " أحببتها . . لقد القلوب شؤون في لإلله دخل - " ال

. . " المفتوحة البالد أهل عقيدة احترام على الفاتحون درج - " لقد

" بها أومن ال خرافات - " هذه

" القائد أيها الموت من أبشع - " هذا

: وصرخ القائد وجه اكفهر

ساعات بضع . . وأمامك وأخبرها . . اذهب األميرة يخص - "األمرللتصرف.."

n يعي يكاد ال ، التركستاني األمير وخرج مهانMMة ال مهانMMة إنهMا حولMه، ممMا شMMيئاn لعينيه القصر وبدا ، بعدها زوجتMMه يقابMMل كيMMف والعMMذاب، بالضMMيق يMMوحي مقيتMMا

ويMMؤانس األعشMMاب، يقتMMات الجبMMال إلى أيفMMر ، قيمMMة للحيMMاة تعMMد لم ، وأوالده؟؟ بعينيه المأساة يرى ال حتى الوحوش،

ذا كMMان أمMMيرا يمس عنMMدما تعاسMMة أشMMد المظلوم!! واألمMMر العاجز أتعس ماله.. حد ال ونفوذ وسلطة شأن

الفارعMMة والبنMMادق ، عناء في تتدلى األثرية . . . السيوف قصره األمير ودخل أحضMMان في نMMائم أجMMداده وتMMاريخ ، المتعفنMMة الشMMياه كجثث الجMMدران فMMوق

. .. الغبار غلفها التي المتراصة الصفحات

زوجته: همست

بك؟؟ ما                 -

وقال: بالدموع مبللتين عينين إليها رفع

الله... أمر أنتظر إنني                 -

وقالت: شيئا، تفهم لم

خير.. أي الصينيين هؤالء في أتوسم ال إنني يكربك؟ ما أهناك                 -

Page 9: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

الرحمة. يعرفون ال إنهم                 -

صدقت..                 -

ابنتي.. يتزوج أن يريد القائد                 -

كمجنون: صاح ثم

فتاتي.. بنيتي...أي يا - تعالي

أهدابه: بين من أفلتت دمعة مسح ثم

يتزوجك..هذا أن يريد األحمق الغالية...الدب - أميرتيمستحيل..أتوافقين؟؟

بالدهشة: ممتزج قلق في تدوران وعيناها الصغيرة األميرة قالت

أبي؟ يا ذلك معنى - ما

نفسه: كالم محتقن ووجهه التركستاني األمير ضحك

لها.. معنى ال نفسها لها..الحياة معنى ال اآلن كثيرة أشياء - هناك

أبي.. يا أريده - لكنني

يريدك.. -هو

اللعنة.. عليه-

دائما.. المهزوم تصيب - اللعنة

إرادتها.. برغم تتزوج أن الفتاة على يفرض دين أو شريعة أي - في

الحرة.. اإلرادة أو للمبادئ تلتفت ال والمغلوب الغالب بين فتاتي يا - العالقة

يزهMMق يكMMاد ، خMMانق حواليMMه الجMMو أن شMMعر ، حواليMMه الحائر األمير تلفت ثم: بالغة عصبية في جواره إلى بالفرش يعبث كان ، أنفاسه

" ؟ - " أتوافقين

! " هذا وال - " الموت

Page 10: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

" ؟ - " لماذا

الصينيين! " أمر فوق الله - " أمر

، القاتلة بالحيرة توحي الجميلة عيونها ، الصغيرة األميرة احتضن ثم ، وقف: باكية شهقت ثم ، بالرعب ينطق كالوردة النضر وجهها

سMMاحة إلى . . . السMMير هكذا فتاة تساق أن أتصور . . . ال أبي يا أتصور - " ال. . " بكثير أسهل اإلعدام

المس ثم ، األشMMقر النMMاعم شMMعرها على ورب�ت ، ابنتMMه أهMMداب األمMMير جفMMفn بقدمه األرض ودق وقف ثم ، حنان في الورديتين خذيها : صارخا

. . . " يكون " لن-

مرتعشة: بنبرات الزوجة قالت

بحكمة.. األمر نتدبر أن - يجب

الهزيمة.. يرضى لن أن - أعرف

جيدا.. الصينيين القادة تعرف بالتأكيد..أنت مشددة إجراءات - وسيتخذ

حياتي؟؟ هو؟؟ ما إليه يصل مدى - آخر

حزن.. في رأسها زوجته - طأطأت

قائال: التركستاني األمير ونادى

حضرت. مراد - مصطفى

موالي.. - أمر

وجهه. إلى نظراتي أرفع أن دون عليه ودخلت

وقلما.. ومحبرة أوراقا مصطفى..لتحضر                 -

فيها: جاء الصيني للقائد قصيرة رسالة يسجل أميرنا وجلس

ذلك، يمنع ديننا ألن تصرفي دائرة عن يخرج المنتصر القائد أيها األمر "...إن العتبMMارات خاضعا تراني ثم ومن الزواج، في تفكر ال ابنتي فإن آخر جانب ومن

أو جيرانهMا، تقاليMMد تهمMل أن تقبMMل ال العريقMة الصMMين  وأن وإنسMانية، عقائدية

Page 11: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

بكبريMMاء تتعلMMق القضMMية هMMذه مشاعرهم... وليست من تهزأ أو لعقائدهم تتنكر دانت أن بعMMد بالضرر عليها ينعكس ال ثانوي أمر إنها المتتصر، جيشها أو الصين

قMMد كهMMذا أمرا فإن والمادية.. وصدقني السياسية مصائرها وامتلكت البالد، لها الشMMعبين: الصMMيني بين التاريخيMMة بالعالقMMة تضMMر وخيمMMة، عMMواقب لMMه تكMMون

يMMرغم الMMذي القMMانون هMMذا آثMMار في معMMا التفكMMير أمعنMMا والتركسMMتاني.. ولMMو الخطMورة، بالغMة لوجMدناها الصينيين، من الزواج عل المسلمات التركستانيات

في األمن واسMMتتباب األصMMدقاء مصMMلحة أقصMMد وإنمMMا التهديMMد، بMMذلك أعني وال األمر.. لعMMل هذا في النظر تعيد أن ومقدس عظيم بكل ألستحلفك وإني البالد،

واحترامي.." تحياتي أطيب لديك..مع تتضح جميعها جوانبها

 

 

قومول(( ))أمير

 

القصMMر حMواجز وتخط�ت الهشMيم، في النار مسرى المدينة في األنباء وسرت وغيMMظ قلMMق في الرجMال وتلقتهMا المنMMازل، في النسMوة بهMا وتهامست المنيف،

حMMتى عليMMه االنتظMMار يسMMهل أمMMرا يكون قد ما لفترة األرض احتالل بالغين. . إن والعبث هكMMذا الناس خصوصيات أخص في الدخول لكن للخالص، الفرصة تحين

.. وعنMMدما الخطMMورة أنMMواع أشد طياته في يحمل آخر أمر ومعتقداتهم بشرفهم كورهMMا إليMMه، حملتها الذي أنا وكنت التركستاني األمير رسالة الصيني القائد قرأ.. . عليها وبصق ، بها رمى ثم ، يده في

n صوبي اتجه ثم  : قائال

( صMMن يMMان )صن قوانين . . هذه الصبية يعبث كما يعبث : إنه ألميرك - " قل" قوانينه تبطل أن األرض في قو�ة تستطيع . . ولن األعظم الصين أبو

�خذ كمMا المدينMة بكت . . ليلتهMا السMجن إلى الليلMة نفس في األمير موالي وأ يحمل الصيني الغزو أن الناس أدرك وليلتها ، المعركة شهداء على باألمس بكتn طياته في في النMMوم يسMMتطع لم . . وليلتهMMا األرض غMMزو خطMMر غMMير آخMMر خطرا

كMMل أن يضحك ما البلية وشر والعذارى، الرجال جفون على يستولي أن قومول غMMاز إلى تساق أن قبل يتزوجها مسلم رجل عن لها تبحث أن جاهدة تحاول فتاة قMMد ظريفMMة.. كنت قصMMة لي مهMMاجريهم.. أنMMا من مهاجر أو الصينيين الغزاة من

الMMزواج، وتMMرفض علي تتمنMMع عMMام.. كMMانت منMMذ القصMMر في تخMMدم فتMMاة أحببت القصMMر.. والقصMMر في حMMارس مجMMرد مMMني.. أنMMا مركMMزا أعلى رجل في وتطمعالقوم.. علية يدخله

Page 12: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

وجهها: تغرق والدموع مهرولة إلي أتت السجن إلى األمير سيق وعدما

يديك. بين ذا أنا مصطفى.. ها                 -

فيها. وما الدنيا عن بعزوف وأشعر التعس األمير لمصير مغتما كنت

الوصيفة. وجه في حدة في صرخت

الليل. نجمة يا عني إليك                 -

أحبك.. إليك.. لكنني أسأت قد أكون ربما                 -

الكبMMار األعMMزة تتصMMور أن الصMMعب من ، خيMMالي تمأل السMMجين األمMMير صMMورة يمكن ال مشMMهد إنه ، إلهي يا ، العبيد يساق كما ويساقون ، األغالل في يرسفون

الصMينيين الزبانيMة بين يمضMي األمMير كان فقد ذلك ومع ، الحياة مدى ينسى أن استسMMالمه وفي ، ثورة صمته في كان ، كبرياء في بأنفه يشمخ ، الرأس مرفوعرهيب. دموي� نداء الشاردة نظراته وفي ، عاصفة

القديمة: حبيبتي قالت

تنتظر؟ ماذا حضرت؟؟ مصطفى يا ترد ال لم

إليه.. وضمني لئيم صيني جاء ما إذا حياتك آخر حتى تندم سوف

الجريح: لكبريائي أثأر وكأني قلت

االضطراري.. الزواج أرفض - أنا

وديننا... لعرضنا وحماية لي، وإنقاذا آلمالك، تحقيقا فيه إن األبله، - أيها

وصاحت: عينيها، في الدموع بدت وقد إليها، التفت

مكMMان.. كل في الناس.. الدموع وجوه إلى النظر أكره أصبحت تبك.. لقد -السجنه.. من األمير خرج إذا إال أتزوج لن أنني جيدا تطاق.. اعلمي ال حياة هذه

هامسة: مني اقتربت

ومجMMد يMMزول، بعMMالم مصMMيرك تربMMط األمMMير.. فال عصر المجنون.. انتهى أيهاذاهب..

قائال: عنف في ودفعتها بذراعها أمسكت

Page 13: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

نجمة.. يا خيانة - هذه

روحي.. لكن أحب كمMMا وأسMMرته األمير أحب مصطفى.. فأنا يا مخطئ - أنتذاته.. األمير يرضي ال ذلك .. إن الفرصة تفوت حتى تنتظر ألن معنى ال

وكانت األمير، قصر على يخيم الحزن جو كان األمر، في أبت أن دون وتركتها ال هدى غير على الفسيح القصر جنبات في تنتقل كالمجنونة، وتجئ تروح زوجته األمMMيرة ابنتMMه أمMMا الكآبMMة، تلفهم قابعون وأقاربه وبناته وأوالده تشرب، وال تأكل

وقالت: الثمين بالسجاد المفروشة القصر صالة في وقفت فقد الصغيرة،

وقتلته؟؟ تزوجته لو - ماذا

هMذه حMول وتزبMد وتMرغي وتMدور، تلMف أخMذت لكنهMا احد، لحديثها يلتفت لم وقMMالت عاقلMMة، امMMرأة وكانت النهاية، في كتفها على ربتت أمها أن غير الفكرة،

لها:

بكثير.. ذلك من أكبر - األمر

 

البMMدن، لهMMا يقشMMعر بمآسي تضج قومول في الشوارع كانت التالي اليوم في على يرغمMMونهن كي جMMرا الفتيMMات يجMMرون فالشMMرطة الرؤوس، لهولها وتشيب السMMياط تشMMوي الرافضMMين التركستانيين واآلباء والمهاجرين الجنود من الزواج

وكثMMير ومهانMMة، ازدراء في باألقدام ويركلون البنادق، بكعوب ويضربون أبدانهم، وتMMأوي الليMMل، جMMاء ما إذا المدينة، خارج إلى تهرب العريقة والبيوتات األسر منالعريضة. الصحارى إلى تنطلق أو الجبال إلى

)خوجMMة لMMه يقMMال شMMهير رجل مدينتنا في وكان وأحزان، آالم كلها أيام ومرت وصMMدق بشMMجاعته معMMروف والوطنية، والدين الفكر رجال من وهو حاجي(، نياز

يقول: مستفسرين.. فكان حائرين إليه يذهبون قومول في الرجال وكان بالئه،

المMMوت... ال حMMتى والصمود...الجهMMاد الصبر تعرفونها... أنتم النصر -"أدوات أن أعرفMMه ما الحديد.. كل إال الحديد يفل محمد... انظروا... ال كلمات بعد جديد

... ال ويتنفسMMون ويشMMربون يMMأكلون كMMانوا وإن مMMوتى شMMرف.. هم بال أقوامMMا واسMMMتنكروا تهMMMاونكم على ابكMMMوا ولكن وحMMMده، العMMMدو تصMMMرفات تسMMMتنكروا

...أتفهمون؟". استسالمكم

تعلMMو تعلMMو.. والسMMياط االستغاثة وتنداح... وأصواط تمتد الطغيان موجة لكن الغMMزاة.. والرجMMال الجنMMد إلى يسMMقن والنسMMوة العارية، األجساد وتمزق وتهبط

ويتحسسMMون ويمرحMMون يقهقهMMون والجنMMود والهوان، والضعة بالخجل يشعرون للMMبيع.. معروضMMة ماشMMية يفحصMMون وكأنمMMا ولMMذة، نشMMوة في النسMMاء أجسMMاد

Page 14: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

يعMMاني وأميرهMMا المكبMMوت، لحقMMدها متنفسMMا تجد وال كالمرجل، تغلي والقومول حضرت( ماذا مراد )مصطفى الضعيف العبد السجن.. وأنا في والعزاب الوحدة: الهمام بلدنا حاجي( زعيم نياز )خوجة لي قال  أفعل؟؟ أن أستطيع

يبحث أن : يجب لMMه . . وقMMل السMMجن في أميرك إلى . . اذهب مصطفى - يامخرج. عن

 

***

 

Page 15: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(2)

 

قد الهوى في النفوس انغماس لكن اثنان عليه يختلف يكاد ال الدنيا في الحقباطال. الحق ومن حقا الباطل من يخلق

أدنى القصMMر، في الحMMرس رجMMال أحMMد أني بMMرغم المشاعر رقيق إنسان وأنا حتى النقمة، من طوفان إلى تحيلني مني والسخرية بالغضب، كياني تمأل إساأة

كMMل من أحبهMMا كنت مMMني، تسخر كانت باألمس، أحبتني التي الساذجة الوصيفة مشMMاعرها تغMMير هل رأيها تغير والتي رأيها، تغير جعلتها الطارئة الظروف ، قلبي

أيضا؟؟

شيء فيها ليس قومول مائجة، هائجة الدنيا كانت فقد أعرف، ال صدقني.. أنا سMMاذجة وحجتهم عليMMه، غبMMار ال حقا بناتنا من الزواج يرون الصينيون حاله، على

الرحمMMة من ويMMرون منتصرون، وأنهم إخوة، جميعا الناس أن وهي أال وبسيطة، واألمMMر وغنMMائم، كسبايا يأخذوهم أن من بدال القانون ظل في نساءنا يأخذون أن يريMMدون الصMMينيون يكن لم وإذا فMMادح، ظلم التركسMMتانيين نحن نظرنا وجهة من إلى نسMMاق أن بMMد ال الحMMرب.. أعMMني من منMMاص فال اللMMه لكلمMMات يحتكمMMوا أن

الموت.

الصMMيني القائMMد أقامMMه الذي الشديد الحصار بهزيمتنا.. وبرغم انتهت فالحرب فيقنع الفرصة يجدون لعلهم بزيارته رجاله لبعض يسمح كان أنه إال األمير، حول

ويفكMر، يصMلي سMجنه في معتكفMا األمMير وكMان القائد، من األميرة ابنته ويزوج مMMأمور، إلى آمMMر ومن سMMجن، إلى قصMMر من ويتحMMول الزمان، له يتنكر أن آلمه

عن أنMMا واسألني برسوله، وال بالله يؤمن ال كافر رجل من أوامره؟ يتلقى وممن في آالمهم يحبسMMون لماما.. لكنهم إال يبكون ال المنهزمين.. إنهم الملوك أحزانيرحم.. ال ناري كطوفان وتهدر فتثور قلوبهم

كلها.. ترتعد وقرائصي حائرا إليه ذهبت

حضرت.. مصطفى يا بك أتى الذي - ما

شيئا.. نساوي ال بدونك - نحن

الله.. حكمة وتلك رجال - أنتم

موالي.. يا يريدونك - والرجال

Page 16: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

- كيف؟؟

فأجبت: ودهشة باستغراب إلي ونطر

حاجي(. نياز )خوجة لي - قالها

قال؟.. - ماذا

إلينا.. يخرج أن يجب - األمير

، جريح صقر بعيني اآلفاق إلى وتطلع ، الفارع عوده وشد ، األمير ضحك: بتالبيبه يأخذ والحنق وهتف

" ! السجن مفاتيح أملك - " لست

" موالي يا جدران - " للسجن

: عصبية في األمير ضحك

" ؟ وحدي أحطمها - " وكيف

بهMMا تفتح الMMتي المفMMاتيح تملMMك تكن لم ( . . إن نيMMاز ) خوجMMة لMMك - " يقMMولn لMMك . . فMMإن تهدمMMه الMMتي السواعد وال ، السجن على يحملMMك أن يسMMتطيع عقال. . " الخارج إلى جناحيه

وقال: إلى التفت ثم برهة، األمير صمت

غدا.. قادم األمير إن له وقل نياز خوجة إلى .. اذهب - حسنا

الخMMارج، إلى هMMرولت لهMMذا قط، خدعني ما القول، في الصدق األمير عودني عMدد بين المدينMMة خMارج يجلس نيMMاز خوجة كان نياز، خوجة إلى رسالته وحملت

حملتهMMا الMMتي األنبMMاء لسMMماعهم وطربوا ويقرؤون ويصلون يتكلمون الرجال من قلMMق، في عينMMاه وتMMأرجحت وجهMMه، على االهتمMMام بدا فقد نياز خوجة أما إليهم،وغمغم: السماء إلى يديه ورفع

نصرك.. غفرانك.. اللهم - اللهم

الخطيرة األمور أن لنا يقول وكان الحياة، في تجاربه عن الرجال يحدث وعاد تقبMMل ال الMMوقت نفس في بالتجزئMMة..وهي تحMMل أن يمكن ال الكMMبرى واألحMMداث

الفتMMات يعطيMMه إنMMه أبدا، أصيال شيئا المهزوم يعطس ال والمنتصر الوسط، الحل الحMMراب تحبطنMMا تركسMMتان-محصMMور، المسMMكين- شMMعب والنفايMMات.. وشMMعبنا

Page 17: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

دعMMاة أعMMرف بعيد.. أنا من قادم المسمومة.. والمدافع.. والنيران.. والتحريض حولنMMا.. ويحتشMMدون وهواننMMا ضMMعفنا فرصMMة ينتهMMزون إنهم العالم، في الصليبية

نكMMون أال على شMMيء أي يريMMدون وإقليميMMة.. إنهم شMMعوبية نعMMرات ويثMMيرونتفهمون؟؟. مسلمين.. هل

منهم.. الMMزواج على فتياتنMMا إلرغMMام والشMMرطة الجيMMوش يجMMردون فهم ولهذاالنساء.. في أزمة لديهم ليس

حفظت التي وحدها والمبادئ.. هي القيم على القضاء يريدون لكنهمالطويلة.. السنين عبر وحريتنا استقاللنا

 

* * *

 

هكMMذا المMMوت كلمMMة ننطMMق ونحن الموت، نهايته أن يعلم السجين األمير كان المرعبMة مضMاعفاتها نفوسMنا في تثMير أن دون الMورق على نكتبهMا أو ببسMاطة، يمMMوت هينا.. وعندما أمرا هذا الموت... ليس أعتاب على يقف أميرنا المدمرة، بعMMد، يMMذبل لم بMMالحب نابضMMا ربيعا تكتمل.. يودع لم جميلة أحالما يترك اإلنسان العيMMنين في ويقMMرأ الالهي الصMMغير طفله عيني إلى ينظر اإلنسان يموت وعندما

.. ثم أحبهم الMMذين والرجMMال النسMMوة إلى وينظر شعر، قصيدة أحلى الصغيرتين خMMبر.. وال فيهMMا حس ال مظلمMMة نائيMMة حفرة إلى يأوي سوف ذلك بعد أنه يتصور

قMMبره.. واألحMMداث في عMMاجزا السMMنين.. ينMMام آلالف ربما فيها المقام به ويطول شMMيء.. ويضMMحك في المشاركة يستطيع أن دون حوله تضطرم العالم تهز التي

ويجMMوس الحMMدائق، وتMMورق األرض، وتخضMMر الحسMMان الغيMMد وتبتسMMم األطفMMال الMMزواج.. وهMMو على المسMMلمات ويرغمون وينهبون ويعبثون الديار خالل الطغاة

الموت متعفن.. أليس خشب من كقطعة عاجزا يرقد التراب األمير.. تحت ..هورهيبا..؟؟

فيهMMا لMMه يعتذر الصيني القائد إلى عاجلة رسالة السجين القومول أمير وكتب النجMMاة فيهMMا بطريقة جديد من األمر في بالنظر ويعده جفاء، من منه بدر ما عل

بلقائه.. يسمح أن منه وطلب والفائدة،

الجميلMMة األمMMيرة في يفكMMر كMMان برهMMة، عينيMMه وأغمض الصيني القائد ابتسم كMMل أن آنMMذاك للقائMMد .. وخيMMل يجنيها سوف التي والمتع الكبرى، الزفاف وليلة شMMعور وهMMو أحMMد، عليMMه يستعصMMي أن اإلمكMMان في وليس تصMMرفه، تحت شيء إلى ينظMMر اللحظMMة هMMذه وفي قصMMار، للحظات ولو دائما، القوي المنتصر ينتاب

Page 18: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

المتغطMMرس.. وقMMال المتعMMالي القMMادر والعطMMف.. عطMMف الرثMMاء بعين البشريةالقائد:

يريد. ماذا لنرى المجلس إلى األمير أحضروا                 -

األغالل، يMMدك في تكMMون أن يضيرك فلن تحزن، وال المسكين األمير أيها سر البنيMMان في يتطMMاولون الMMذين األجالف الصMMينيين من كوكبMMة بMMك يحيMMط أو

الصفراء... بأنوفهم ويشمخون

والعنهجيMMة، االستخفاف مظاهر ترى حتىال عينيك وأغمض قومول أمير يا سر عن بصرك وغض السخيفة، الكلمات عن أذنيك وسد حذرا، طريقك في وامض

والتشفي. بالحماقة تنبض التي والنظرات الشامتة المالمح

القائد. أيها صباحا - عم

أمير. يا بك - مرحبا

رجالMMه أغلب القائMMد أمر حتى هكذا األمر وظل الرأس، خافض األمير وجلسهامسا: القائد على التركستاني األمير مال حتى الجو خال أن وما باالنصراف،

العنف. يحله ال كهذا أمرا إن                 -

القائد: قال

رفضMMت نفسك أمهلتكم.. وأنت أن بعد أخرى وسيلة أجد لم                 -األميرة.. من زواجي

برفق.. األمر نعالج "الصديق" أن القائد أيها نستطيع                 -

كيف؟؟                 -

فكرة.. عندي                 -

هي؟؟ ما                 -

األمMير، سMراح يطلق أن في تتركز أن وهي فكرته، القائد أمام األمير وطرح يسMMتطيع لعلMMه معهم، األمر ويناقش الشريعة، بعلماء االجتماع من يتمكن حتى

في األدلMMة لMMه وتلتمس الزواج، هذا مثل تبيح "فتوى" دينية على منهم الحصول الممهMMورة الفتMMوى هMMذه مثل إلخراج األمير وفق ما فإذا القديمة، الكتب بطونوالسعادة.. باألفراح الجميع ونعم الهدوء وساد اإلشكال، حل الفقهاء، بتوقيع

Page 19: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

وتمتم: بشاربه وعبث الصيني القائد ابتسم

على قMMادر إنني بيننا.. وصدقني تضيق فأكثر.. والشقة أكثر نقترب أننا -أرىالقيادة.. لدى مسموعة كلمة لي اإلمارة..إن كرسي على أبقيك أن

قال: الذي األمير أدهشت بصورة يقهقه القائد وأخذ

القائد. أيها سعيد أنك أشك - ال

سأنجب ذراعي.. وأنني بين األميرة أن تصورت أمير.. كلما يا السعادة - كل نصMMبح الفMMرح.. سMMوف من أجن والجمMMال.. أكMMاد الروعMMة في غاية أطفاال منها

مغلوب.. أو غالب هناك يكون سعيدة.. ولن واحدة أسرة

مMا أشMد واألخMوة، اإلنسMانية سMتار تحت تتوارى التي الحمقاء الفلسفة هذه بMMال فمMMا والغثيMMان، بMMالتقزز أشعر للمهزلة!! إنني يا ذراعيه بين أمقتها.. ابنتي

غزله الرقيق سمعها في وانسكب الحيوان، هذا براثن بين وقعت إذا المسكينة شMMحما ليس اإلنسMMان أن أعرف كيف؟؟ الوحش؟؟ هذا تجالس السمج.. ابنتي

بها يؤمن التي العظيمة والمعتقد.. األشياء الفكرة فحسب.. إنه لونا وال دما وال يعطي والفكMMر أكرهMMه، أو فأحبMMه وأقيمMMه إليMMه أنظMMر تجعلني التي هي اإلنسان

الهيكMMل.. يكسMMبه يغطي وشMMفافية.. الفكMMر وتقبال معMMنى والعظم اللحم كومMMة يجعلMMه المحبMMوب، حديثMMه ويتحMMدث المقبولMMة، ابتسMMامته يبتسMMم ثيابMMا.. يجعلMMه

إنسانا..

القائد: وغمغم

والتركستاني؟؟. الصيني بين فرقا هناك أن أمير يا أتعتقد                 -

تأكيد. بكل                 -

وقال: دهشة في األمير إلى القائد التفت

ماذا؟؟                 -

انتصر.. الصيني                 -

قال: ثم القائد قهقه

سMMحيق إلى يمتد أمر دائما..إنه ننتصر معروف،نحن أمر هذا                 -تاريخنا.

قائال: األمير فرد

Page 20: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

وقبلها. األفيون حرب منذ                 -

استدرك: ثم القائد، وجه شحب

شخصيتنا.. يمحو أن االستعماري التفوق يستطع لم                 -

بعدها: الصيني القائد قال صمت، فترة وسادت

غالبة.. صفات ذو شعب أننا العلماء يقول                 -

كيف؟؟                 -

الوراثMMة علمMMاء أن كيMMف باهتمام له يشرح وأخذ األمير صوب القائد واستدار الصMMينية، الصMMفات يحملMMون األبناء فإن مثال، أوروبية تزوج إذا الصيني أن أثبتواالخاليا.. في توجد التي الجينات قوة بسبب وذلك

دهشة: في األمير رد

الجينات؟؟ هي وما                 -

يقولون.. األمير.. هكذا أيها أعرف ال                 -

وأطفالكم.. بناتكم تبيعون كنتم إلهي.. لماذا يا                 -

األيMMام بهMMذه تMMذكرني والفقMMر.. ال الشMMقاء .. أيMMام كMMان هMMذا                 -الحزينة..

وهب األصفر، وجهه على الثورة نذر وبدت فجأة، الصيني القائد وجه واكفهر الخمMMر من زجاجMMة يMMده في وعMMاد صMMغير، قبMMو داخMMل خطMMوات خطا ثم واقفا،

والغيMMظ يقMMول وأخذ نفسه، على وتحامل عصبية، في منها يجرع وأخذ الرديء،نبراته: يخالط

عنها.. سنوات بحثت                 -

أختي..                 -

حرب.. في فقدت هل                 -

الحمقى بعض يزعم ما تصدق األفيون.. ال حرب في البعض اختطفها     -كذب..كذب..كذب.. تطعمنا.. هذا حتى باعتها أمي أن يقولون

وقال: واقفا األمير وهب

Page 21: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

ألتقي أن بعMMد تسMMرك الMMتي باألنباء إليك أعود القائد.. ولسوف أيها تجزع -الباالنصراف؟؟ لي الشريعة.. أتسمح بعلماء

يمينا.. بالكأس وقذف الصيني، القائد وجه إلى اإلشراقة عادت

ليلMMة كثMMيرا نشMMرب قومMMول.. ولسMMوف أمMMير يMMا حMMرا تنطلMMق أن -تسMMتطيعالنساء.. ونضاجع ونغني الزفاف.. وسنرقص

حMMاربت.. والغMMرب الشMMرق الغالبMMة.. في الصMMفات لهMMا األجنMMاس أن ولMMنرى له تعرضت أخافه، ال ولهذا فيه أفكر هين.. لم أمر دائما.. الموت الغالب وكنت أن في كلها قومول.. سعادتي وأنتصر.. وأحكم أحارب أنا ومرة.. وها مرة ألف

والنار.. الجنة في كثيرا تفكرون أمير.. أنتم يا ذلك وراء لشيء أنظر أنتصر.. ال

القائد. أيها حقيقة ألنها                 -

كيف؟؟                 -

المملوءة. بالكأس اآلن تمسك أنت                 -

نعم.                 -

الكأس؟ تحدثها التي النشوة فأين                 -

النشوة؟؟                 -

القائد؟؟ أيها النشوة أين نعم،                 -

المفضلة.. لم كتبي في شيئا عنها أقرأ مادة.. لم ليست هذه                 -مادة.. ليست ألنها النشوة؛ عن يتحدثوا

بها.. تشعر لكنك                 -

الخمر.. شربت لما نعم.. ولوالها                 -

موجودة. هي                 -

أمير.. يا بالتأكيد                 -

ألمسها.. أن أريد                 -

لمسها.. نستطيع أنت وال أنا ال                 -

Page 22: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

األمير. غمغم

بال أستشعرها وأنا الله، جنة في القائد أيها العظمى والنشوة                 -كأس..

 

***

 

Page 23: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(3)

 

عيMMني وجهMMه في أرى أعد لم به، ذهب الذي الوجه غير بوجه أميرنا عاد ولقد جMMانب، كMMل من الشرف وجوقة الحرس ويحوطه الثياب، أفخر يلبس إنه ملك،

المزركشMMة والخMMدم الحشMMم وأرديMMة مصMMارعها، على مفتوحMMة القصMMر وأبوابهامسا: نحوي النفس... مال كسير إلهي موالي.. يا لكن اللب، تخلب

أميرا؟؟ تكون أن معنى .. ما مصطفى يا                 -

بصوت هتف يتحرك، أن لساني يستطع ولم ارتبكت، معنى، لسؤاله أفهم لمكالفحيح: متوتر

أحمق.. يا قلها                 -

وغمغمت: تلعثمت

كلها.. األبهة هذه حولك تكون تطاع.. أن أن                 -

قال: ثم مرارة، في قهقه

نفسه.. عن يرضى الذي الحر هو األمير                 -

آسفا: استطرد أعلق لم ولما

يعبث العدو أرى وأنا نفسي عن أرضى كيف ثم إذا؟؟ الحرية هي أين     - مصطفى..ديننMMا التراب..يا في شرفنا يمرغ أن ويحاول بالفساد، األرض فيشرفنا.. هو

وبينهMMا بيMMني الشMMقة لبعد أدركها أكاد ال التي البعيدة التالل إلى بيده أشار ثموقال:

أن العMMدوان يسMMتطع لم ، األبطال الرعاة من فئة يعيش التالل على - " هناك ويغزلون ، الماعز ألبان يشربون . . هؤالء بالقوة ، نساءهم يتزوج ولم ، يقهرهمn يخMMافون ال ، األحMMد الواحد الله ويعبدون ، الصوف � أحMMدا ؟ . . . . أتMMدري اللMMه إال

. . . " مصطفى يا إليهم حنيني أشد . . . ما متوجين غير الملوك هم هؤالء

ثقة: في قلت

Page 24: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

موالي. يا رعاياك هم عنهم تتحدث الذين هؤالء                 -

القيود غير يعرفون ال مصطفى.. العبيد يا رعايا للعبيد ليس                 -والذل..

عليMMه توافMMد ثم بيتMMه، أهMMل حولMMه واحتشد مكتئبا، حزينا القصر موالي ودخل التي التاريخية الجلسة عقدت المساء وفي جانب، كل من القوم وعلية العلماء

منكسMMي يجلسMMون العظمMMاء الرجMMال وكان حاجي، نياز خوجة وبينهم تنسى، الاألمير: موالي وقال والعناء، الكدر يعلوهم الرؤوس

أتينا. حيث من نعود أن يجب الرجال أيها                 -

كيف؟؟                 -

نياز. خوجة به تساءل ما هذا

األمير: رد

نبMMدأ وشMMياه.. ثم إبMMل رعاة نعود وأن والعظمة األمراء رداء نخلع أن     - وبقينMMا.. انتصMMرنا وإن الشMMرف، غايMMة هذا كان متنا المعركة.. فإن جديد من

أن يصMMح أمMMيرا.. وال ليس أمراء.. المنهMMزم ونحن للناس نقول ان استطعنا ويMMأمرني أمMMير نفسMMي.. أنMMا من أسخر يجعلني المنهزمين حكم يحكم.. إن

والفشل؟؟.. الخيبة عين هذا صيني.. أليس قائد

القصر، أفق في الكآبة ذرت التي الغيوم يبدد أن حاول فقد حاجي، نياز أماصوته: بأعلى وهتف

على الصMMيني القائMد نوافMق أن . . . يجب السMادة . . . أيهMا األمMير - " أيهMا" فكرته

غMMير ، الشMMديدة والمعارضMMة االشمئزاز عليهم وبدا ، وماجوا ، الحاضرون هاج: هدوء في وقال ابتسم األمير أن

القائد وسيتزوج ، قصري في العرس . . . وسيكون نياز خوخة أوافق - " وأنا مذبحMة من وننجيMه ، قومول شعب بذلك نفدي . . . سوف الغالية ابنتي الصيني

. . . " تذر وال تبقي ال

n العلماء أحد وصرخ : قائال

. . . " - " الله

Page 25: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

: األمير ورد

. . " يخذلنا . . ولن معنا - " الله

: يقول العالم وعاد

. . " ؟ شريعته ندوس ونحن معنا يكون - " وكيف

خفيض، بصMMوت يتناقشMMون الجالسMMون وأخMMذ وغمغمMMات، همهمMMات وسMMادتون �MMير، على وينكبMMذهبون ثم األمMMة إلى يMMاز، خوجMMاد وال نيMMرى تكMMت � شMMفاههم إالوحذر. حيرة في تتأرجح وعيونهم تشير، وأيديهم تتحرك،

قMد األمMير أن فيهMا مكتوبا الصيني القائد إلى رسالة التالي اليوم في وحملت "قومMMول" قصMMر في سMMيقام العMMرس وأن القائMMد، من ابنتMMه زواج على وافMMق وأكMMابر الضباط من العظام لكل موجهة الدعوة وأن األمير، يسكنه الذي الشهير الMMديني االعMMتراض سMMقط لقد الفرح، شدة من يجن الصيني القائد وكاد الصين، هذه المسلمين والعلماء األمير ضد والسخط الغضب من موجة قومول وسادت رفضMMها تعلن صMMغيرة مجموعMMات في تتحMMرك الثMMائرين جمMMوع وأخMMذت المMMرة، األمMMير قصMMر يقMMذف أن الثائرين بعض وحاول األمير، واستسالم العلماء، لفتوى

الظMاهرة هMذه على للقضMاء العنف باستخدام االحتالل جيش هم ولقد باألحجار، للقائMMد تؤكMMد كMMانت أميرنMMا شMMروط لكن الثMMورة، وتندلع التمرد، يتسع أن مخافة

بسMMالم، األمMMر ينتهي حMMتى بسMMوء المتمMMردين من ألحMMد يتعMMرض أال الصMMيني الموعMMد.. على القصMMر في المجتمعون انقض ثم الواقع، لألمر الناس ويستسلم

وكMMاد الشMMرفاء، الرجال نفوس على الوطأة شديد ثقيل، أسود ليل قومول ولف أبيهMMا إلى األمMMيرة أتت إذ العجب، لMMه حMMادث الليلMMة تلMMك في القصMMر في يحدثقائلة:

ومنك مني أعز . . الله الله وأعصي أطيعك . . . كيف أبي يا أتزوجه - " لن ". .

" ابنتي يا ذلك يريد - " والله

� الله يريد - " ال " الخير إال

" الخير كل الخير ارتأيناه فيما - " لعل

: تنتحب وهي األميرة وقالت

. . " أرحل . . فدعني الملك . . . من منك أبرأ - " اآلن

�ت : وقال الذهبي شعرها على رب

Page 26: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

" ؟ الذئاب وسط ترحلين - " كيف

قMMد كMMانت القلMMوب، نيMMاط يمMMزق صMMوت لبكائهMMا وسMMمع الMMداخل إلى تسللت لهMMا تفتح كي أمهMMا لإللحاح تستجيب أن وأبت صغيرة، حجرة نفسها على أغلقت وجههMMا وترفMMع بخنجر، تمسك فتاتها فرأت بالباب، ثقب من أمها ونظرت الباب،

بMMل وقتMMا، األم تضMMيع فلم لهMMا، يغفMMر أن اللMMه وتMMدعو تصMMلي وكأنهMMا السماء إلى الغرفMMة باب فتح وسريعة بارعة وبحركة شيء، بكل وأخبرته األمير إلى هرولتصدرها... في الخنجر تغيب أن قبل باألميرة وأمسك

 

* * *

 

، بالنار والالعبون ، العسكرية الموسيقى تصحبه ، الصيني القائد موكب وجاء قلب عن ويبتعMMدون يبتعدون قومول . وفقراء الصينية الشعبية الرقصات وبعض

على األدعيMMات يرتلMMون أو ، خفيMMة األشMMجار تحت للMMه . . . يسMMجدون المدينMMة األضMMرحة في بالMMدموع لحMMاهم يغرقون المتصوفة . . ! وبعض الغدران شواطئ

مطفMMاة ومصMMابيحها شMMموعها ازل لم الMMتي العتيقMMة المسMMاجد وفي القديمMMة، من خاصMMة فرقة ولألمير واستعداده، تألقه أوج في األمير قصر أرى أن أدهشني

الملوكي الموكب يكملوا لكي الهامة المناسبات في دائما يدعوهم الجبال رجال أحMMد ينMMدس أن من خائفMMا أميرنMMا كMMان يبدو- فقMMد وبهائه-كما رونقه من ويزيدوا

وزع فقMMد ولهMMذا محققMMة، كارثMMة إلى األفراح تقلب حماقة ويرتكب المعارضين، المشMMددة األوامMMر وأعطMMاهم وخارجMMه، القصر داخل مكان كل في الجبل رجال

والنظام... الحركة في الدقة يراعى وأن الخروج أو بالدخول ألحد يسمحوا بأال

والشعب الصيني الشعب بين العريقة الصداقة نخب الصيني القائد وشربn يترنح أن كاد حتى يشرب وظل ، التركستاني يقول: وأخذ ثمال

رجMMاال أصMMبحنا أننMMا وسMMطوتها..نشMMعر القديمMMة التقاليMMد من نتحMMرر - عنMMدما مجهولة.. قوة تخيفه وال سماء، تحكمه ال بنفسه، إله العصري عصريين.. الرجل

أصرخ فكنت الرب، يرضي ال ذلك ألن الشيء؛ هذا تفعل لي: ال تقول أمي كانت إلى بيMMدها تMMدمع.. وتشMMير المسMMكينة فكMMانت الMMرب؟ هMMذا قائال: أين وجهها في

مMMا وأفعMMل أقهقMMه قمئ.. فكنت تمثMMال إلى أو األربMMع الجهات أحد السماء.. إلى كبMMيرا.. هMMا.. هMMا.. جرمMMا ارتكبت قد وكأني دهشة، في إلى تنظر وهي لي، يحلو

صMMدرها.. هيMMه.. إلى صMMغيرا تمثاال تضم أختي.. وكانت سرقت أن بعد ها...مات من قليلMة بكميMة وبعتهMا تماثيMل من عنMدنا مMا كMل على سطوت ماتت أن وبعد

كMMل على القضMMاء نخب التركستانيون.. فلنشMMرب األصدقاء أيها القمح.. ها.. هانحن.. لإلنسان. لنا العفنة.. فالمجد القديمة المبادئ

Page 27: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

بالصMMرع الرجMMال أحMMد وأصMMيب ، العلماء أحد وجه واحتقن نياز، خوخة تململn وسمعنا ، خارجا فحملناه . أكبر . . الله أكبر " الله يدو�ي القصر جنبات في صوتا

البنMMادق وانطلقت السMMيوف لمعت قصMMير وقت وفي ، مMMرات أربMMع . " قالهMMا من يتوافدون أخذوا الذين الجبل رجال أشعلها التي المعركة واندلعت ، القديمة

القصMMر، أسMMوار فMMوق ومن ، األرض بMMاطن ومن ، األعلى الدور ومن ، ناحية كل والرجMMال العظMMام الضMMباط من حولMMه ومن الصيني القائد كان قصير وقت وفي

الصMMينيين، الرجال كل على القضاء تم لقد القصر، أروقة في متناثرة جثثا الكبار بالصMMينيين، يفتكMMون أبيهم بكMMرة عن األهالي وخرج قومول، جنبات الذعر وساد

ودور السMMجون في والمأسMMورين األسرى ويحررون التعسات بناتهم ويستردون يسMMجد أو ضMMارعا، يتوسMMل أو هاربMMا، يفMMر كان الصينيين من بقي الشرطة.. من

بالله.. وإيمانه إسالمه معلنا العفو، طالبا األرض على

وقMMال ابنته جوار وإلى الدموي المشهد إلى ينظر الساحة وسط األمير ووقفرائع: حب في جسده إلى يضمها وهو

قومول.. أمير أنني اآلن أقول أن - أستطيع

مرارة: في األميرة قالت

يتركونا.. لن لكنهم                 -

األمير: ضحك

أقبMMل ولن السMMالح، ألقي لن حيMMاتي.. أعMMني طMMول أمMMيرا سMMأظل     - المMMوت.. حMMتى الجهاد طريق في سأمضي فشلنا أخرى.. فإذا مرة الهزيمة

بهMMا وأمMMوت أمMMيرا بهMMا أعيش أن يمكنMMني الMMتي الوحيMMدة الطريقة هي هذهمسلما.. الله أميرا.. وألقى

 

* * *

 

(4)

وتناقلت قومول، أنحاء في النصر أعالم وخفقت األنحاء، جميع إلى النور امتد ومعMMه أميرنMMا لMMواءه حمل المشروع" الذي "االنتقام أنباء المجاورة المقاطعات

شMMاركت قMMد شخصMMيا أنMMني من الMMرغم وعلى حMMاجي، نيMMاز خوجة الفعلي قائدنا لم السMاخنة المعركة أن أشعر كنت أنني إال ووطني لديني الثأر موجة في بعنف

بMMدماء الخضMMراء أرضMMنا يصMMبغوا دون يمMMر األمMMر يتركوا لن فالصينيون بعد، تبدأ

Page 28: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

شMMيء لكMMل كMMان والحيMMاة... إذا المMMوت في أفكر الوحشي... ووجدتني العقاب نحجم فلمMMاذا الجنة هو الشهداء مصير كان الله؟! وإذا لقاء من نخاف فلم نهاية أننMMا يحMMدثوننا المساجد في علماؤنا كان شجاعة؟ في الموت حقول اقتحام عن قMد أنMا فأشMعر فينMا، الصMينيين تحكم إلى أنظMر وكنت للناس، أخرجت أمة خير

كرامتهMMا ويمحMMق الMMذميم، القيMMد خطاهMMا وثقMMل الذل، يؤرقها مهانة، أمة أصبحنابالله.... يؤمنون ال قوم وإنسانيتها

إليك. قدمة أنا ها                 -

الليل؟ نجمة يا بك أتى الذي ما                 -

ويسMMارا يمينMMا بسMMيفك تضMMرب رأيتMMك وحيMMاتي، روحي أنت                 -إليك. شوقا فذبت األبطال وتجادل

آخر. رجل عن لك ابحثي الليل نجمة يا                 -

مصطفى.. يا عنه أبحث الذي أنت                 -

وغمغمت: وذكريات أسرار من به يخفق وما الضارب، الليل إلى وتطلعت

مهولة... أسرارا يحمل نجمة يا الليل                 -

الجميل.. المحبين ليل هذا                 -

وهمست: الباردة بيدي وأمسكت من، اقتربت

الزكية.. الروائح جنباته في تفوح القصر بستان وراءنا                 -

قيمة ذا عمال أجد أكن لم ألني الزواج، في باألمس أفكر كنت                 -أعمله..

حضرت؟ مصطفى يا واليوم                 -

األعظم.. بالسماء.. بالجهاد معلقة الروح أفراح                 -

ننجب وأن نحMMارب أن إليك.. نستطيع تضمني أن يمنع ال هذا                 -األطفال..

معدنا.. الليلة ليس الليل نجمة يا                 -

إذن؟؟ متى                 -

Page 29: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

الله... يعلمه شيء                 -

غيظ: في وقالت مؤلمة بصراحة واجهتني 

ماليين هزيمMMMة على قMMMادرون أنكم أتعتقMMMدون أنتم؟ من                 -البالد.. هذه عن ونرحل نتزوج دعنا الصينيين؟

غيظ: في الصغير كفها أعتصر أنا مرارة، في ضحكت

والموت الشرق، من قادم الوباء المقام؟ فيها لنا يحلو التي البالد أين     -هنا.. إال موت وال لنا حياة حيرى.. ال ونحن الغرب من يزحف

الموت. يحين أن قبل ميت بقلب تعيش أنت                 -

للمعركة.. متفرغا أحيا أنا                 -

تنمMMو شMMيء.. انظMMر.. األزهMMار أي توقMMف ال مصMMطفى يMMا والحMMرب     - الجبMMال، سMMفوح على يغنMMون والرعMاة أطفMالهن، تضMMع والحبMMالى وتMMترعرع

الحMMرب من يجعMMل أن يريMMد المتبتMMل كMMالراهب وأنت وتزرع، تحصد والناسلها.. يخلو صومعة فيها والتفكير

رائحMMة حروفهMMا من وتفوح الصدق، بروعة تورق ومؤثرة، قوية كلماتها كانت بMMأن وشMMعرت جبهMMتي، على يتسMMاقط العMMرق ووجMMدت الجياشة، الحارة الحياة

السMفوح إلى تتطلعMان عينMاي وأن رويMدا، رويMدا تMرتخي المشMدودة أعصMابي ثم بعمMMق، الحلMMو البMMارد الهMMواء من وتنفسMMت الفضMMي، القمر يوشيها الخضراء

قائال: تنهت

الليل. نجمة يا أحبك أنا                 -

يكون؟ ومتى                 -

تتصورين.. مما أقرب                 -

مختلطMMة، وأصMMواتا تقرقMMع، وعربMMات تركض، وخيوال حركة وسمعت     - سMMوف كبيرا اجتماعا بأن علم على وكنت وهناك، هنا تتحرك أشباحا ورأيت

قMMد فعMMل رد من ذلMMك يتبMMع سMMوف وما كبار، أحداث من تم ما لدراسة يعقدلها.. حصر ال أهواال يجري

اآلن.. الليل نجمة يا انصرفي                 -

Page 30: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

العيMMون المالئكMMة، حفيMMف لMMه لطيMMف كخيال تدرج الظلمة عتمة في ومضت في يتألق وجماال حيوية يفيض الذي األبيض والوجه كجوهرتين، تضيء الخضراء

انسMMحابها رغم وروحي بقلMMبي عالقMMة تMMزل لم صMMورتها العMMذراء، االبتسامة نورللقصر.. الجانبي الباب صوب

علمMMاء من القMMوم عليMMة حضMMره قومMMول، أمMMير قصMMر في كبير اجتماع وعقد األخMMرى المقاطعات من كبير عدد فيه اشترك كما عسكريين، وقادة ومفكرين

المعركMMة أن موضMMحا الحMMديث قومول أمير وافتتح الشرقية، لتركستان التابعة ال – تركسMMتان شMMعب يكن ولم منهMMا، مفMMر هناك يكن لم باألمس احتدمت التي

الصMMيني القائMMد رفض وقMMد اإلسMMالمية، تعاليمه تداس أن وحدها- يرضى قمول الصMMدام سMMوى وسMMيلة من هنMMاك يكن ولم أصMMدرها، التي القوانين عن التنازل

أننMا إذ الحماقMة من ضربا بها قمنا التي الحركة أن البعض يرى وقد جرى، الذي لهMMا بMMديل هنMMاك كان هل لكن عليها، ستترتب التي الخطيرة النتائج نتحسب لم

االستسالم؟؟ سوى

حMMدود ال والمنهMMزم الكMMوارث، من كثMMيرا علينMMا جMMر القMMديم االستسMMالم إن من يحMMدث قد عما النظر بصرف بشدة الضرب من بد ال كان ثم ومن لتنازالته،

كبMMيرا، خطMMأ كMMان وقMMع مMMا أن منه يفهم بكالم معلقا الجالسين أحد نتائج.. ورد أبنMMاء من ماليين ثمانيMMة وإن الصMMين، قMMوة تضMMارع قMMوة تركسMMتان لMMدى فليس

على تعMMداده يربMMو الMMذي الصMMين شMMعب أمMMام يصMMمدوا أن يمكن ال تركسMMتان الصMيني الحMاكم إلى وفMدا نرسMل أن الممكن من كMان ولMذا مليMون، أربعمائة القMMوانين ويلغMMون الوطأة يخففون لعلهم سالم مفاوضات معه ونجري األعلى، كMMان بMMالحرب نأخذه أن نستطيع ال وما وكرامتنا، ديننا مع تتعارض التي الجائرة

الكالم هMذا المفاوضMات.. ولقي أعMني بالسياسMة، عليMه نحصMل أن الجائز من أن واقMMترحوا االجتمMMاع، حضMMروا الMMذين القMMدامى السياسيين بعض لدى ترحيبا نيMMاز خوجMMة أن غMMير الشMMرقية، لتركستان الصيني العام الحاكم إلى وفد يرسلغضب: في وقال بيده أشار حاجي

كمMMا ذبحMMه أخبار سوى إليكم يعود فلن وفدا أرسلتم إذا الرجال، أيها     - والMMرأي قومMMول، في لرجالهم حدث ما لنا الصينيون يغفر ولن الشياه، تذبح

نبحث هكذا بقينا إذا عبثا الوقت نضيع الحرب.. إننا سوى وسيلة ال أنه عندي ويقتلون يقسون إنهم دماءهم، الصينيون ينسى فلن لألزمة، سلمي حل عن

ووارينMMا هنMMا، قMMادتهم أحMMد على قضينا وقد بلكم فما سبب، دونما وينتقمونالتراب.. وجنودهم ضباطهم

صوته: بأعلى وصاح واقفا، حاجي نياز خوجة هب ثم

هMMذا حضMMرتم كنتم لMMو كما صيني، مليون األربعمائة عن تتحدثون - سمعتكم وإذا المسلمين، الفدائيين من جماعة وليس الصين عن وفدا بصفتكم االجتماع

رايMMة وترفMMع لينتشMMر، كMMان ما اإلسالم أن فوالله بعددها الجيوش تقيسون كنتم

Page 31: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

لم بكم كMMأني تفكMMرون، كمMMا فكMMروا األوائMMل المسMMلمين أن لMMو األرض في الله�م� العلي قMMول تقMMرؤوا ة� م�ن� األعلى: )ك �MMة� ف�ئ �MMيل� �ت� ق�ل �ب ةn غ�ل �MMف�ئ nة ير� �MMث� �ذ�ن� ك إ �MMه�( ب �MMالل المسMMلمين معشر فعلينا ديننا، احترام على خصومنا نكره ( ولكي249)البقرة:

األعMMداء تحكم ما والله واآلخرة، الدنيا خير يكفل فإنه لنا، إماما القرآن تتخذ أن أعاهMMد وإني ظهريMMا، وراءنا قرآننا ونبذنا لديننا، تنكرنا ألننا إال رقابنا وملكوا فينا كMMان فمن وبالدي، لMMديني أنتقم أو ألقMMاه حMMتى سMMالحي أضMMع لن أني على الله

فليتبعني. مسلمين أبواه

وضMعت الMتي المخMMازن إلى قاصدا األمير، قصر من حاجي نياز خوجة وخرجوراءه.. الجميع وسار الصينيين، القتلى أسلحة فيها

ظلمMMات وسط انبثقت جديدة روح مولد وأرى الثائر، الحشد مع أمضي كنت اآلخر يسابق رجل كل الصينيين، جحافل في يفكر أحد يعد لم المدلهمة، اليأس المحMMاربين أقMMدام تحت الذخيرة.. وسقطت من وكمية سالح قطعة على ليعثر

ظنMMوا العقالء الصMMين، لMMدي الخMMيرة في والتفMMوق العددي التفوق اعتبارات كل على قوة هناك ليست أنه يتصورون كانوا والمتحمسون الجنون، من ضربا ذلك

أن يMMرون عميقMMا، إيمانا بالله والمؤمنون الثوار زحف توقف أن تستطيع األرض بالسMMير والعMMبرة تسMMتمر، أن يجب المعركة وأن فرضا، عليهم فرض قد القتال

اللMMه، بيMMد فأمرهمMMا والهزيمMMة النصMMر أما والطغاة، الكفرة ومجادلة األمام إلىله... يؤبه ال سيئا الموت وبدا

الرثMMة بثيMMابهم الفالحMMون وأتى الجبMMال، من الشMMعبية بأغانيهم الرعاة وانحدر القصMMر، بMMأعلى بMMرج من ونظMMرت ويكMMبرون، يهللون الصدئة أسلحتهم حاملين الخالMدة والقبMاب المMآذن عيMني تحت بالبشMر... وتMألقت تموج الطرق فرأيت

وجناتهMMا الMMذهبي، بصMMباحها الحبيبMMة بالدنMMا العظماء... وبMMدت األجداد بناها التي اللMMه.. يحميهMMا الMMتي والقوة الخلود صور من صورة الصامدة ومبانيها الخضراء،رأيتها: الدرج نهاية نازال.. وعند وهرولت

الليل؟ نجمة يا تريدين ماذا                 -

بالدموع: الجميلة األهداب تبللت وقد قالت                 -

راحل؟ أنت هل                 -

الثقيلة: باألحزان تشي نبراتها كانت 

ويMMرعى للخيMMل، الMMزاد ليقMMدم يبقى مصMMطفى أن أوتظMMنين                 -األغنام؟؟

ذاهبون.. كلكم                 -

Page 32: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

الهوان.. ظل في للحياة معنى نعم.. فال                 -

قالت: ثم إلي، النظر أطالت

تعود.. لن بأنك يحدثني قلبي                 -

باألمر.. قلبك لفاض حقا تحبينني كنت لو                 -

الخوف.. يخالجه الكبير الحب                 -

قائال: رأسي هززت

- الخوف؟؟

عليك.. أكذب - نعم.. ال

سMMاميا حبMMا كMMان .. إذا خوف يعتريه تموت.. وال ال فتاتي يا الحقيقي - الحبالحياة.. لنا كتبت أم الموت طوانا سواء فسيبقى

مداعبة: ذراعي على وخبطت يدها رفعت

النساء.. كباقي الحب من شيئا بعد أذق لم                 -

فيMMك أفكMMر قضMMيتها الMتي أغمغم: " الليMMالي كنت بعيد، إلى ببصري وشردت لو قلبي.. آه له يرقص صوفي معنى والصدود للحرمان كان جميلة، أياما كانت

بMMالحب يمتلئ كبيرا قلبا ورائي أن فرح.. أعرف في يخفق اآلن تعلمين.. قلبي شMMرفك عن المدلهمMMة.. سMMأدافع المعMMارك ظلمMMات في خيالMMك وسيضMMئ لي،

نعMود وعنMدما علينMا بهMا اللMه أنعم الMتي العقيMدة من جMزء وشرفي.. الشMرف خMMرج وحMMدها.. فقMMد اآلن أميرتMMك.. فهس إلى عMMودي الليل نجمة سنتزوج.. يا

تغنMMوا أن يجب رائعMMة ذكMMرى المشMMهود اليوم هذا في الرجال الرجال.. وخروج رجMMاال الرجMMال.. فيصMMبحون تصMMنع الليل، نجمة يا المبادئ لها.. حرب وترقصوا

حقيقيين.."

 

***

 

Page 33: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(5)

 

الرجMMال تصMMحب يتركهMMا أن بدموعها وتضرعت معه، يحملها أن إليه توسلتالبنته: قال قومول أمير لكن والنار والعنف الموت حيث

العMMدو، مجابهMMة على قMMادرون الرجMMال أن الصMMغيرة، أمMMيرتي يMMا "تعلمينالخباء..". إلى النساء فلتركن الموت، في وراغبون

وسMMط طريقهم الغزاة ضل صوب، كل في ومضوا فج، كل من الرجال وأتى تنMMاثر أقصMMاها، إلى أقصMMاها من الشMMرقية تركستان شمل الذي الكبير، الزحف كثب، عن األحMMداث يرقبMMون الروس وكان وهناك، هنا السالمة ينشدون الجنود الشرقية، تركستان ثوار إلى المساعدة يد يمدوا كي أتباعه إلى حاكمهم فأوعز

نيMMاز وأخMMذ الحربيMMة، المسMMاعدة عليMMه عارضMMا نياز خوجة لمقابلة وفدا وأرسلرجاله: من المحاربين لقادة نياز قال األمر آخر وفي رفاقه، مع األمر يتدارس

من االسMMتقالل، لنMMا يريMMدون ال إنهم روسMMيا؟ تريMMد ما جيدا أعرف أنا     -خيراتها.. في طمعا ديارنا في أقدامهم يثبتوا يريدون وهم قديم

قائال: الرجال أحد ورد

الصينيين؟ على نقضي حتى الروس مع نتحالف ال ولماذا                 -

نسMMتحق فال بأنفسنا أراضينا تحرير على قادرين نكن لم وإن                 -االستقالل..

العMدوان لMرد نفسMه الشيطان مع تحالفنا ولو شرس، عدونا                 -أحد.. المنا لما

مسMMاعدتنا في فكMMرت وقد عدو، األخرى الصديق.. روسيا أيها تمهل     - طريMMق.. وأقMMرب بMMأرخص مأربهMMا تنشMMد فعال.. فهي النصر نحقق رأتنا ألنها

شعبنا يضم الذي الحلف هو األعظم واحدة.. الحلف ملة الرجال أيها والكفر ظل في إال الحلف هذا يكون وجنوبها.. لن وشمالها وغربها، البالد شرق في

�ا �ه�ا الله.. )ي ي� �ذ�ين� أ jوا ال �خ�ذjوا ال آم�ن �ت jم� ع�دjو�ي ت دjو�ك �MMة: و�عMMاء�( )الممتحن �MMي� و�ل

� (..1أالله. كلمات تقول هكذا

نياز: قال الوفد مع األخير اللقاء في

Page 34: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

وحدنا.. العدو سنحارب حيالنا.. ولكننا الحسنة نيتك لكم نشكر - نحن

 

الوفد: رئيس قال

في الصMMينيين عاصمة أن وثيقة معلومات طويال.. ولدينا تصمدوا لن     -ثورتكم.. على للقضاء ضخمة ألوية تحرك سوف الشرق أقصى

حزم: في نياز قال

المشروطة، معاونتكم قبول عن نعتذر ولكن بصداقتكم، نرحب نحن     - في بMالنزول تجMاركم أو خMبرائكم أو لجنودكم السماح عدم رجالي قرر فقد

خطتMMه قMMرر قMMد ثMMائر شMMعب أملكMMه.. ولكنMMه ال األمMMر أن ترى بالدي.. وبهذابنفسه..

القالع وتهMMاوت مكان، كل في نياز رجال وانتشر طريقها، في الثورة ومضت على الصMMين حMMاكم قبضMMة وتMMراخت الجبMMابرة، الرجMMال ضMMربات تحت الصMMينية

فأخذ حرج، مأزق في الروس ووجده قاتلة، حيرة في ووقع الشرقية، تركستان معاهدة وبينهم بينه تبرم أن بشرط الروس فوافق الروس، من المعونة يطلب في تجاريMMة وكMMاالت إنشMMاء في الحMMق للMMروس يكMMون أن شMMروطها من يكMMون

البالد، أنحMاء في التجول في الحق الروسية الجنسية يحمل من ولكل تركستانالروسية... الواردات على التفتيش في الحق المحلية للسلطات ليس أنه كما

األنهMMار خضMMم وفي الجبMMال، شMMعاب في نمضMMي كنا عنفا، المعركة وازدادت الحMMاكم لمسMMاعدة يتMMدفقون الMMروس رجMMال وبعض األسلحة فنرى والمراعي، بالرجMMال تغص وهي الصMMينيين سMMيطرة تحت الMMتي المMMدن وبMMدت الصMMيني، الحكم، رجMMال كبMMار ويرشMMون المغرضMMة، الدعايات يبثون أخذوا الذين الروس،

معMMه يتحMMالفوا أن تمنMMوا الMMذين نيMMاز، خوجMMة على القضMMاء على ويحرضMMونباألمس...

بعض، على بعضMMها الطبقMMات يحرضMMون أخMMذوا الروس ان ذلك من واألدهى الصMMينيين، شMMوكة يقوي أن السالح واستطاع واالشتباك، الفتنة بينهم ويوقعون

الشMMعبية الوحدة أواصر ويمزق القوى، يوهن أن الفكري التخريب استطاع كما ووجMMدنا الرجMMال، من آالف ضMMحيتها راح داميMMة، معMMارك آنذاك وخضنا الكبيرة، ال وكان والطعام، والمال السالح إلى ماسة حاجة في مضنية شهور بعد أنفسنا

الصMMيني الروسMMي الضغط بعد الراحة من بقسط ونحظى الجراح، نضمد أن بدالجبال.. إلى فانسحبنا الرهيب،

Page 35: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

قMMاب كنMMا أن بعMMد جديMMد من سMMلطاته يبسMMط أن الصMMيني الحMMاكم واستطاع وشMMعابها وممراتهMMا الجبMMال كهMMوف التMMام.. وفي النصMMر من أدنى أو قوسMMينويقول: بيننا يتحرك نياز خوجة كان الكثيرة،

اللMMه عاهدنا عليك... وقد ويوم لك سجال.. يوم الرجال، أيها الحرب     -نستشهد.. أو ننتصر حتى نستسلم أال

الجبال، هامات تتوج التي السحب إلى النفاذتين القويتين بعينيه يتطلع وكان أن رجالنMMا فيMMه يسMMتطيع بيMMوم ويحلم الشاسعة، المراعي عبر بنظراته ويجوب

ويقول: يضحك الطيبة.. وكان أرضنا دنست وخطيئة شر كل يمسحوا

العMMون يMMد يمMMدون لنجدتنا، باألمس أتوا الذين الروس، ترون أنتم ها     -نكبتنا..؟ سبب اليوم أنهم تعتقدون لعدونا.. أال اآلن

ذكرياته: بعض ويروي يضحك نياز خوجة ويعود

عليكم.. للقضMMاء تسMMعى والكنيسة قديم الرجال.. من أيها تحزنوا ال     - تنسى تكن لم الكنيسة اإلسالمية.. ألن ديارنا غزو على روسيا تحرض كانت

الحMMروب في اإلسMMالمي العالم تركيا.. وعاونوا ساعدوا األشداء محاربينا أن أرضMMنا وفي عظيمة، وحضارة وتاريخ ماض لها األبطال أيها وبالدنا الصليبية،

الضخمة.. الثروات تكمن

أننMMا هMMو أرضMMنا.. وأهمهMMا في يطمعMMون يجعلهم وسMMبب سMMبب ألف هنام إنمسلمون..

 

***

 

ومراقبMMة التMMدريب عن فيهMMا نكMMف نكن لم قاسMMية، شMMهورا الجبل في وبقينا العMMدة أعMMددنا أن وبعMMد الكمMMائن، ونصMMب العصMMابات، حMMرب وتنظيم األحداث،

أنحMMاء في وننطلMMق نتخفي، أن منا وطلب نياز، خوجة استدعانا الكبير، للهجوم وفي تنظيماتMMه، في الضMMعف ونقMMاط اعMMدو، أحوال وندرس األخبار، نجمع البالد

لي: وقال الشرف نوط قلدني الرجال وسط

الجنMدي مثMال دائمMا كنت حضMرت.. أنت مMراد حضرت مصطفي يا     - الMMذي تقديري بعض عن فقط أعبر إنما الوسام، هذا قلدتك إذ العظيم.. وأنا

طويل.. وقت أمامنا يعد بالعودة.. فلم تسرعوا أن قلبي.. وأرجو مأل

Page 36: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

ألن بالسMMواد؛ متشMMحة الحزينMMة قومMMول متخفين، األنحاء شتى في وانطلقناو"كاشغر". الشكوك، ألقل يشنقون الرجال

هMMاربون أو متخفMMون، إمMMا فهم األبطال؛ رجالها من أحدا تقابل أن تستطيع ال الخMMبراء رجMال في يسMير أو الصMMيني، الحMMاكم بتأييMMد يتظاهرون أو الجبال، في

الزائد، العنف وسط الحقائق، يميز أن اإلنسان على الصعب من أصبح الروس، ال أنن إلي يخيل أورومجي، في األشياء معالم وتغيرت يرحم، ال الذي واستبدتاد

ويزيMغ الMرؤوس، يMدير الشMيطاني الزحMف والMروس، الصMينيين وجMوه إال أرى ومن لمكMMان، مكMMان من أتجMMول صMMرت بMMالطنين.. وهكMMذا اآلذان ويمأل األبصار أين الحMMزين الليل" األسMMود "نجمة عن أبحث قومول إلى وعدت لمدينة، مدينة

علقMMه الMMذي والوسMMام واألحMMزان بMMاآلالم تطفح نفسMMي الفاتنMMة؟ حبيبتي يا أنت والعMMدو ألوسMMمة قيمMMة ال أسMMتحقه، ال كMMأني أشعر يوم ذات صدري على القائد أو السMMجون، إلى يسMMوقهم أو بالسMMياط، الMMوطن أبناء ظهر ويلهب ويجئ يروح

قاتلMMة.. ومMMع حلقي.. بمMMرارة في بغصMMة المشانق.. أشMMعر أعواد على يعلقهم قومMMول.. قصMMر في األمير قصر إلى ذهبت الليل"، "نجمة عن ابحث كنت ذلك

لي الخالبMMة.. وبMMدا العاطفي.. والوعMMود الغاضب.. والتمرد الذكريات.. والحب وكأنما الشامخة دوحاته وبدت األقدمين، مخلفات من عتيق ثري كمبنى القصر على ويمMرض.. ويبعث يشMيخ شMMيء المشMيب.. كMل وخطهMا السMنون، هMدتها

واألحزان. الدموع

الطيبة؟ األم الليل" أيتها "نجمة رأيت هل                 -

وقالت: الواهيتي بعينيها ونظرت رأسها، عجوز امرأة إلى ورفعت

قط. االسم بهذا أسمع ولم عام، مائة منذ هنا أنا                 -

حمت وقMMد تقMMول وهي وتMMوقفت عMMادت ثم عصMMاها على تتوكأ وهي وخطتالمرتعشة: بكفها وأشارت الشمس ضوء من عينيها

الديار؟ هذه عن غريب أنت هل                 -

األرض.. هذه ابن ال.. أنا                 -

وقالت: الكسيرتين العينين من الدموع هطلت

ولم األربعة.. ذهبوا أوالدي عن أبحث الجبال.. وأنا من قادما حسبتك     - بنMMاتي مMMع هنMMا الوحMMدة مللت إليهم.. لقMMد يأخMMذني أحMMدكم يعMMودوا.. ليت

األطفMMال.. من كبMMير عMMدد الشاه.. ومعنا تذبح كما ذبحوا األرامل.. أزواجهمبسواء.. سواء والروس الصينيين على اللعنة

Page 37: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

بصMري وقع المحتلة.. وفجأة القومول أنحاء في أتجول طريقي في ومضيتالقديم: صديقي عليه.. إنه

درغا" . "منصور                 -

وقال: الرجل مني واقترب وعي، دون باسمه هتفت لقد

أنت؟ حضرت.. أهو مراد مصطفى                 -

ال أمين خفي مكMMان إلى بي وذهب يMMدي، من جMMذبني ثم حارا، عناق وتعانقناوحدنا. جلسنا ثم أحد، فيه يرانا

منصور؟ يا أخبارك ماهي                 -

وقال: أسى في درغا منصور تنهد

"أقصMMو"، مقاطعMMة "إيلي".. وفي مقاطعلMMة في يMMذبحون الثMMوار     - المريMMع.. واالنتقMMام والكبت السMMجن من تعMMاني شهيار ومدينة و"تشوشك"،

مكMMان.. إن كMMل في "آلتMMاي" . االسMMتبداد "كوتشار" وفي في الشيء نفس والدعايMMة والتجارة للمعارك ليسوا خبراءهم ويخططون.. إن يبرون األعداء

اإلسMMالم على والقضMMاء والقتMMل التعMMذيب فن في خMMبراء لديهم بل فحسب،والمسلمين..

احتجاج: في وصرخ درغا منصور عينا زدمعت

الله؟ يرضي هذا هل                 -

ال..". ألم: "بالطبع في قلت

سحنته: تغيرت وقد منصور رد

الذل؟؟ ونالقي نتعذب هكذا يتركنا إذن لماذا                 -

منصور. يا عادل الله                 -

األحزان.. من طوفان في األمة أغرق الظلم لكن                 -

منصور.. يا عادل الله فإن ذلك ومع                 -

الكفرة.. هؤالء يسحق أن العدل                 -

وقلت: درغا منصور بذراع أمسكت

Page 38: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

ينصرنا.. حتى حقيقيين مسلمين نكون أن أيضا العدل ومن                 -

وقال: أسى في رأسه هز

العدو.. مع تعاونوا الذين الخونة صدقت.. فينا                 -

قلة.. هم                 -

بشيء.. يشاركوا ولم الحياة من انسحبوا الذين فينا ، نعم                 -

أمة.. كل في السلبيون                 -

هنالك.. من بالقادمين وآمنوا بالله كفروا من أجل.. وفينا                 -

وقال: العينين محتقن إلي منصور التفت ثم

الفضيلة.. اسمه شيءا يعرفن جميالت.. ال نساء وفينا                 -

أزمMة من ويعMاني قاتلMة، يMأس ثMورة في فهMو منصMور، بكلمات ذرعا ضقت صMابر شMMعب فشMعبنا يرويها، التي الصورة على ليس األمر ألن مدمرة؛ نفسية من خوفMMا إمMMا نفسMMها ضMMعفت قMMد جدا، قليلة فئة والخونة يستسلم، لم مقاتل

الماديMMة، المكاسMMب ببعض انخMMداعا أو العMMذاب، ألMMوان أمMMام انهيMMارا أو العMMدو، الغMافالت الجMاهالت من فئMة فإن النساء أما جدا، قليل عددهم هؤالء أو وهؤالء لقمMMة أجMMل من الرزيلMMة شMMباك في سMMقطن قMMد منMMه، يقتتن ما يجدن ال الالتي

ال أنMMا الشMMريف، المMMوت على القذرة الحياة وفضلوا للتهديد رضخوا أو العيش، القMMديم، من منصMMورا أعMMرف فأنMMا درغMMا، منصور إليه ينظر كما األمر إلى أنظر دائما يحلم منصور وأن البخاري، أحاديث ويحفظ الشعر، ينظم حالم مثالي فهو

حMMتى التعس، والحاضر الرائع الماضي بين يوفق أن يحاول لم العاطر، بالتاريخالنفسي. التوازن من شيئا نفسه على يحفظ

تعالجه.. أن وتحاول هو، كما الواقع تقبل ال لماذا                 -

وقال: غضب في رأسه منصور هز

منها.. ميؤوس مرضية حاالت هناك                 -

منصور؟ يا والحل                 -

باشمئزاز: وقال شفتيه، لوى

الموت.. هو الحل                 -

Page 39: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

نموت؟؟ وكيف                 -

نفسه، آفاقا يكتشف وكأنه فائقة، حركة في عيناه دارت إليه، أرمي ما أدركآرائه: في النظر ويمعن القديمة، أفكاره ينشر أن ويحاول

.. األبطال يموت كما مصطفى يا نموت                 -

وقلت: سعادة في احتضنته

متفقين.. ترانا أنت ها                 -

الجبال. في بكم اللحاق على عازما تأكيد.. وكنت بكل                 -

الكبير.. الزحف اقترب غدا.. لقد سنذهب                 -

واضMحا شيئا وكان سدوله، الليل أرخى وقد قومول أنحاء في نتجول وخرجنا ينحMMدر أن إلى األمMMر يحتMMاج وال  ذرعMMا، ضMMاقوا قMMد فالناس الموقف، في تماما

أن جديد.. وقبل من الثورة ليشعل حاجي نياز خوجة وينزل الجبال، من الرجالدرغا. منصور قال نفترق

الليل"؟ "نجمة عن تسألني لم                 -

ضراعة: في أمسكت

هي؟؟ أين                 -

وقال: مرارة في منصور ضحك

تزوجت..                 -

تمزح.. أنك كيف؟                 -

للحMMرب، النMMاس وخMMرج أسMMرته، وتفرقت القصر، األمير هجر عندما     - لم وصMMراخها بكاءهMMا وتصMMرخ.. لكن تبكي عصMMبي.. كMMانت انهيMMار أصMMابهافهمت.. جمالها. هل تطمس

شيئا.. أفهم لم                 -

هMMذا من مMMرة.. دعنMMا ألول قومMMول نزل صيني ضابط بها أعجب لقد     -له.. نكترث أن يصح .. ال اآلن األمر

***

Page 40: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

بعيMMدة أعمMMاق إلى أغMMوص أنMMني –أشMMعر قلMMبي في الفرحMMة تنطفئ إذ وانMMا في أراه كنت قMMديم كMMابوس ذلك األسود، والدخان واألشباح باألفاعي محشوة أنMام، أن قبMل الكرسMي آيMة أقرأ أن يعلمني أبي وكان صغير، طفل وأنا منامي

لمMMاذا أدري مMMرة.. لسMMت مائMMة وسMMلم عليMMه اللMMه صلى النبي على أصلي وأن دموعMMك أصMMدق الليMMل" .. هMMل "نجمMMة يMMا الكابوس.. آه ذلك ذكرى إلي عادت

الMMوداع لظMMات أم بأهMMدابي؟ تشMMبثك أم البدايMMة؟ في علي تعاليMMك أم القديمة؟أصدق؟ ماذا الصين؟ من القادمين الذئاب عن وحديثك

المرير؟ الماقع أصدق أتراني

منصور.. يا الجبل إلى نذهب غدا                 -

وقلت: الحزين قومول ليل في إلى بنظراتي وتهت

يMMا قلبMMك فيطMMرب الرجMMال أغMMاني وتسمع صافيا، الليل يبدو السفوح -وعلى النجMMوم ماليين تMMرى واحMMدة.. بMMل نجمة ترى النجوم.. فال على وتنظر منصور،الخالدة. ابتسامتها تبتسم

منصور.... يا رائع - الجبل

 

****

 

 

Page 41: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(6)

 

يغلفMMه كMMان نعم بدرا، وكان القمر إلى وتطلعت الليل" ورائي، "نجمة تركت الMMتي الخالMMدة االبتسMMامة القمMMر وجMMه في أقMMرأ كنت لكMMني المتكاثر، السحاب

قمMMري يMMا ضوئك في أنا أكثر، أو السنين ألوف منذ والوقار بالهدوء تتسم ظلت الثMMوار... قيMMادة قاصMMدا المMMراعي، وسMMط أمضي الظلمات تتحدى من يا المنير

الجMMنرال كثMMيرون.. أمثMMال ألفا... إنهم أو مائة او واحدا أذكر إذ الثوار أظلم وأنا والجنرال خان شريف والجنرال باتور عثمان العظيم والجنرال محيطي محمود كMMل إلى انظلقت التي الزمرة-العيون التقت القمم على أوراز.. وهناك عثمان

عبئهMMا تحت يرزح التي السيئة الحال عن تقاريرها والمدن-ونشرت المقاطعاتالعارم.. السيل انطلق العام أواخر تركستان.. وفي في المناضل شعبنا

نياز: خوجة قال

الصيني... العام الحاكم قصر حيث أورومجي في سنلتقي                 -

من ذلMMك أدركت وأهMMوال، دمMMاء دونهMMا وأن طويلMMة، المرحلMMة أن نعرلم وكنايقول: سمعته الذي محيطي محمود الجنرال كلمات

اإللهية... العناية تصاحبنا سوف                 -

قلت:

شبابنا.. بعض أتلفت قد األحداث إن العظام اآلباء - أيها

وقال: نياز خوجة ضحك

كلهMا الخMزعبالت هMذه فMإن الحقيقMة شMمس تشMرق عندما                 -تذوب..

وقال: بالثلوج المتوجة القمم صوب ونظر

أبMMديا انتصارا تحسبونه ما إن أرضية، فلسفة أي من أقوى الله إرادة     - التMMاريخ عصور من عصر كل ينطفء.. وفي ما سرعان مؤقت بريق هو إنما

هيهات.. لقد النصر..لكن بعض وينالون الله كلمات المغرورين بعض يتحدى�ا كتابه في الله قال �ن �ح�نj )إ �ا ن �ن ل �ز� �ر� ن �ا الذ�ك �ن �هj و�إ ( )الحجر: ل �ح�اف�ظjون� (9ل

Page 42: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

الله.. إال أحدا تخافوا وال الله بعون انطلقوا                 -

نائمMMا بMMدا الMMذي الشMMعب هMMذا تركسMMتان، شMMعب في أدركتهMMا غريبMMة ظاهرة هMذا اليMأس، قلبMه في ويعشMش واللوعMة، الحسMرات يMنزف جريحا مستسلما

كاهلMMه، عن والMMوهن الكسMMل ينفض بMMه إذ تزحMMف، جموعنMMا رأى عندما الشعب إنMMني الصMMينيون؟ إلهي! أين معنMMا.. يMMا وينطلMMق غMMامرة فرحة في عينيه ويفتح جوارنMMا إلى اإلسMMالمويحاربون يعتنقون منهم وكثيرون مذعورين، يفرون أراهم

الصMMينيين.. الجنMMود من الكفرة عصمة في زلن ما أو الالتيكنا الفتيات وتحررتالمعركة.. في يشاركن وخرجنا

حولهMMا من والنMMاس الجثMMة ضMMخم برجMMل تمسMMك وجدتها المعارك إحدى في "خMMاتون".. "كاشMMغر" اسMMمها من امMMرأة غنهMMا المMMرأة؟ هMMذه يصMMفقون.. من

ضخمة.. أخMMذ شجرة جذع في وربطته بالضابط المرأة أمسكت صيني وضابطبالسياط... ظهره تشوي الذبيح.. وهي كالثور الشجرة حول يدور

من ينقMذك أن إلMه أي تسMتطيع لي.. ولن خMاتون.. أنت لي: يا قلت     - أكرهMMك.. مرة.. إني ألف أخبرك حقير.. أتذكر؟ كوخ إلى يدي.. سقتني بين

ومنMMك.. مMMني أقMوى اللMMه أن لMك شMMيئا.. وأكMدت مMMني تنال وأكرهك.. ولن على يتفرجMون السMكارى رجالMك عاريMMة.. أحضMMرت الملعMون أيها وتركتني

وهي السماء إلى وأتطلع أبكي اليدين.. وكنت مكتوفة عارية مسكينة امرأة لن لي.. اللMMه وقلت مMMني أعمMMاقي.. سMMخرت من اللMMه تمطMMر.. دعMMوت

الرجMMال على .. انظMMر لي؟ صن يا أنت أين أنا.. اآلن هو يسمعك.. الموجود تخفMMق.. هMMل الMMتي الرايMMات إلى وحMMدب.. وتطلMMع صMMوب كل من القادمين

باإللMه الMتراب.. تسMتجير اآلن.. تقبل تسجد .. تكلم.. آه.. إنك الله؟ عرفت أيهMMا الموت.. لكنك تخاف حقير أنك .. أعرف رجل؟ أنت أنكرته.. هل الذي في قهرا عفتها تجرح التي جسدي.. والمرأة قلبي.. وجرحت جرحت الوغد

الموت.. إال للجاني عقوبة شرعناال

وقال: المثير المشهد إلى نياز خوجة ونظر

جنت.. المرأة أن يبدو                 -

"كاشغر" وقال: رجال أحد وقدم

قصتها.. تعرف "كاشغر" كلها                 -

طويال.. قاست أنها بد ال                 -

سيدي.. يا عريق بيت من هي                 -

ذلك.. يبدو                 -

Page 43: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

قتMMل الفاضMMلة.. لقMMد األسر ببنات إال العبث له يحلو ال كان والضابط     -والمتدينين.. العلماء كبار من كبيرا عددا

المربوط: الضابط حيث إلى نياز خوجة وتقدم

فعلت؟؟ ماذا                 -

وقال: متعبين بعيني األسير نظر

المنتصر.. حقوق باألمس أمارس كنت                 -

المنتصر؟.. حقوق هي وما                 -

نياز: خوجة أردف يجيب أن يستطع لم ولما

العريقة؟ القيم يدوس أن                 -

لنفسي. أردتها أحببتها لقد                 -

لتحارب؟ جئت ألهذا                 -

القادة. هم والمسئول يفعلون ما أفعل كنت                 -

للواقفين: نياز خوجة قال

به.. أتوا من نحاكم أن منا إليه.. يريد انظروا

قائال: إليه التفت ثم

�هjم� فMMرادى نقMMف اللMMه وأمMMام                 - jل �يMMه� )و�ك و�م� آت �MMة� ي �MMام� �ق�ي n( ال دا ر� �MMف (95)مريم:

قادتMMك.. بMMل جMMرم على نحاسMMبك لن ال. ونحن بالطبع اآلية؟ بهذه تسمع ألميداك.. اقترفت بما

وهتف: الضابط انهار                 -

أموت... أن أريد ال                 -

نياز: خوجة تخاطب وهي قائلة خاتون قهقهت

Page 44: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

أحMMد الرحمMMة.. سMMمعت منMMه يطلبون ضحاياه الرئيس.. كان سيدي     - أمMMوت" .. نفس أن أريMMد "ال مسMMاء ذات أمامMMه يهتMMف الشMMرفاء الشMMباب

وقحا.. كان الكلمات.. لكنه

إليه: متجهة وهي الكالم وواصلت

منMMه وأطلقت هMMدوء بكMMل مسدسMMك وقحMMا.. ورفعت كنت أتنكMMر؟     -خاتون.. أخذت القذائف.. ثم من مجموعة

حزين: ملتاع بصوت وتقول السامعين على تدور

الحقMMير للحياة.. والكلب باللهفة تصرخ يتلوى.. ويتأوه.. عيناه الضحية - كان من الMMواقي المعطMMف تلMMذذ.. ويحكم في الشMMاي.. ويMMدخن من فنجانMMا يشرب

خMMدي فخذيه.. ويداعب على مرغمة يجلسني جسده.. ويضحك.. ثم على البرد لم القديمMMة الجMMروح آثMMار إن وجهي إلى ... انظMMروا بخنجر.. تصوروا.. تصوروا

دمائي.. من قطرات يمتص وهو بالسعادة يشرق وجهه بوجهي.. وكان تزل

الجنون: تشبه حادة نوبة في صرخت ثم

محكمة..                 -

وبالضMMابط المتMMوترة، الدامعMMة بMMالمرأة األبصMMار وتعلقت الصMMمت، وسMMاد على يربMMو شMMيخ الصMMفوف شMMق لحظات وفي الشجرة، في المربوط المهزوم بMMرأس أطMMاح قMMد سMMيفه كان حتى نفيق نكد ولم قديم، سيف يده وفي الستين

العجوز: صاح بينما ومرج، هرج الضابط.. وساد

أبوها. أنا                 -

حMMول المعMMارك واحتدمت باالنصراف، رجاله نياز وأمر بأبيها، خاتون وتعلقت كMMل من المحMMررة المناطق يمشطون الثوار وأخذ المدن من "كاشغر" وغيرها

محتل.. أو خائن

يغمغم: "أنا نياز خوجة مكان.. كان كل في تروى المحزنة القصص عشرات أبوهMMا، اآلخر هو أنه يشعر كان تمعن، في الكلمتين هاتين يكرر أبوها".... وأخذ

أب إلى دائمMة حاجMة في األهMوال تعMاني الMتي تركستان أن للجميع يؤكد وكان لجراحهMا وينتقمMون وكيانهMا، شرفها عن يدافعون شرفاء أبناء وإلى بار، مسلموالنفسية. البدنية

خاتون... مثل كانت الليل" .. ليتها "نجمة الملعونة وتذكرت

Page 45: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

ليسMMت أباهMMا.. وهي لسMMت الليMMل" أنMMا "نجمMMة في اآلن أفكMMر لمMMاذا لكن بسMMتان كMMل العصيبة.. وفي الظروف لهذه سامة إفرازات مجرد كخاتون.. إنها

الMMورود... و"نجمMMة بين أفعى تتخفى وقد األنامل، تدمي أشواك تنبت قد جميل ضMMده حربنMMا تكMMون أن الضMMابط.. ويجب الحقMMير بالهزيMMل شMMبيه شيء الليل"

الليل" وأمثالها... "نجمة تشبه التي القاتلة السمة اإلفرازات وجيشه.. وضد

"كاشMMغر" في الجديMMدة الجمهوريMMة وأعلنت األنحMMاء، شMMتى السMMكون وسMMاد كان آخر صالح رجل اختير كما التركستانية للجمهورية رئيسا نياز خوجة واختير وقMMد تأليفهMMا، تم الMMتي للحكومMMة رئيسMMا ثابت موالنا اسمه القاهرة إلى مهاجرا

وجMMيزة فMMترة تقريبا.. ةبعMMد أراضينا والوزراء... وتحررت للنواب مجلس تكون ومعقلMMه الصMMيني، الحMMاكم مقMMر وهي أورومجي مدينMMة لمحاصMMرة النية اتجهت

األخير..

قومMMول.. إلى األوامMMر وتوزيع القوات بتجميع تتعلق مهة في فأرسلت أنا أما إلى منتصرا الجندي يعود أن أروع قومول.. ما إلى منتصرا لذهابي سعيدا كنت

ومMMودة، حب في النMMاس إلى ينظMMر الMMرأس، مرفMMوع يمضي إنه رأسه، مسقط أرواحهم من قلوبهم.. جMMزء من نبض وهو وبينه، تربطهم قوية رابطة أن يشعر

القلMMوب، العظيم- يوحMMد العظيم-كMMاأللم النصMMر وآالمهم وأفMMراحعم وآمMMالهم،واحدة. بوتقة في اآلمال ويصهر

الجميلMMة الوجMوه إلى فخMMر.. ينظMر في الشMارع أرض يMMدق العائMMد الفMارس بشMMرتهم لMMوحت الMMذين األطفMMال وإلى النوافMMذ، من تطMMل وهي المستبشMMرة

وسعادة.. هدوء في ويجيئون البيضاء

الحصMMون يقتحم وهMMو الMMواجب، بعض أدى قMMد أنMMه يشMMعر العائMMد الفMMارس وأنMMا الصMMينيين، دنس من المواقMMع ويطهMMر القMMديم، مدفعMMه ويطلMMق بMMاألمس، أرى أن صMMدري يثلج كMMان مMMا حلMMوة.. أشMMد أغنيMMة من لهMMا العائد... يMMا الفارس

واثMMق الفور.. أنا على الله لديهم.. ويذكرون منطق كل ويموت ينهارون الغزاة – بفطMرتهم فعMادوا أعينهم عن الغشMاوة انجMابت يكذبون.. لقد يكونوا لم أنهمفيها.. زيف ال التي األزلية األولى .. الحقيقة الله - إلى الكرب وقت

يهتف: خلفي من جديد.. سمعت بحذا األرض أدق وسرت... وسرت.. وأنا

حضMMرت.. أقسMMم مMMراد مصMMطفى يا أخرى مرة عدت قد ها                 -عنها.. تبحث جئت أنك

كبيرة، بضمادة األيمن ساعده يربط درغا.. كان بمنصور فإذا خلفي ونظرتانشراح: في وهتفت أخرى صغيرة بضمادة مربوطة األخرى هي رأسه كان كما

أعرفك.. ال كدت                 -

Page 46: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

في الMMزمن من فMMترة يقMMول: "قضMMيت درغMMا منصMMور أخMMذ بينمMMا وتعانقنMMا، شلال إن أدري.. وقالوا ال ثالثة أو رصاصتين ذراعي من استخرجوا المستشفى،

مهما.." ليس هذا ساعدي، سيصيب مؤقتا

حزن: في وقال رأسه أحنى ثم

هذا اإلنسان يقتل الموت.. أن أكره .. أصبحت الرجال من كثير مات     - أنسMMى.. وأهMMز أن أحMMاول أني غMMير الحماقMMات؟ هذه كل مريع.. لماذا شيء

روسMMي.. ال أو صيني تجمع صوب عشوائيا مدفعي.. وأسدده كتفي.. وأرفع تصMMمت.. أن ألسMMلحتهم قتلنا.. أريMد عن يكفزا أن أريد وإنما أقتلهم أن أريد

أن بد محزن.. ال أوال.. وهذا هم صمتوا إذا إال تصمت ال أسلحتهم أن الكارثةنضحك. الجنون.. هيا عن أسلحتهم تكف لكي يموتوا

دهشة: في قلت

من؟؟                 -

الليل.. "نجمة                 -

أبوها.. أنا                 -

األخيرة: كلمتي سمع عندما منصور وقهقه

إذن؟ أبوها أنت                 -

وقلت: المهجور القصر نحو ببصري وشردت

أبوهMMا.. الكلمMMات.. أنMMا نفس "كاشMMغر" يقMMول في عجMMوزا سMMمعت     -  حاجMMة في درغMMا منصMMور يا أبوها.. وبلدنا أيضا.. أنا يقولها رئيسنا وسمعت

أبوها. : أنا دائما يردد من إلى ماسة

وقال: حزم في كتفي على منصور ربت

أعصابك. أرهقت الحرب                 -

أسى: في قلت

ربما.                 -

أورومجي؟ بلغتم هل                 -

Page 47: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

النتهاء.. على أوشكت والمعركة ، حاصرناها لقد                 -

وقال: درغا منصور ضحك

الصين، األولفي : فكها كماشة بين دمنا ما لعذابنا، نهاية ال إنه فأقول أنا -أما إسMMالمنا.. ألن على القضMMاء يريMMد فينMMا، طامع وكالهما روسيا، في الثاني وفكها

ذلMMك.. وقMMرأت يقولMMون فالسMMفتهم علينا.. سMMمعت قضاء اإلسالم على القضاء أن قبMMل منها وفروا باحتاللها قمنا التي المدن بعض في السرية نشراتهم بعض الوثMائق.. هMذه من كبMيرة مجموعة لدي أوراقهم.. إن إحراق الفرصة لهم تتاح

جديد.. نوع من صليبية حرب نياز.. إنها خوجة إلى أحملها وسوف

هامسا: أذني على منصور مال وفجأة

الظالم.. جنح تحت الليل" .. هربت "نجمة                 -

هربت؟ كيف                 -

الهاربين.. أول لنفسه أخذها الذي الضابط كان                 -

وقال: منصور ضحك

ال أوحال.. أنت فوق أوحال أرض.. بل عمرها الليل" .. طول "نجمة     - العزيز.. لقMMد الصديق أيها مرة ألول عنها أحدثك أعرفها.. دعني كما تعرفها

وفMتى الخيMل سائس بين تجمع عشرة.. كانت من أكثر العشاق من لها كان بالجواهر.. أنت عليها يجود الذي الغني والعجوز السمهري المراعيوالجندي

األيMام تمامMا.. هMذه مثلMMك لسMت تحMMزن.. أنMMا أبلMMه.. ال سMMاذج مصMMطفى يا سالحه يحمل الذي اإلنسان واحد.. في شيء في إال أثق ال جعلتني السوداء ذهبت لعنة.. لقد فيه وضياع.. العيش فساد عصر هذا الموت، حتى ويحارب

أورومجي نMMدخل أن اسMMتطعنا لMMو أورومجي... صMMدقني الليMMل" إلى "نجمة للعسMMف كشMMهيدة للجميMMع وتبMMدو باكيMMة، مسMMتنجدة إليMMك تMMأتي فسMMتجدها

قلبك.. سيرق أيضا وأنت دموعها الناس والطغيان.. وسيصدق

كالضجيج: بصوت وقلت بمسدسي وتحسست

يعدم.. الخائن                 -

كتفيه: يهز وهو وقال منصور ضحك

فعلت؟ ما على مرغمة تكن تستطيع.. ألم ال                 -

Page 48: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

والنباتMMات السMMامة، اإلفMMرازات من أرضMMنا نطهMMر أن يجب                 -المتسلقة..

منصور: ابتسم

أنا دائما.. أما موجودة المتسلقة الله.. والنباتات صنع من اإلفرازات     -الحرب.. هيه.. وأنت؟ عن الكثير تعرف ال الجبل من غجرية تزوجت فقد

أورومجي.. إلى وسأعود ليلتين، أو ليلة قومول في سأبقى                 -

أسبوعين.. قبل بكم اللحاق أستطيع ولن                 -

هدى. غير على قومول طرقات في وسرت منصورا، وودعت

 

***

 

Page 49: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(7)

 

همMا كبMيرتين دولMتين مجابهMة في صMغيرة دولMة كنMا فقMد شMيء كل وبرغم للغMMزاة، أبوابنا نفتح لكي مبررا حجمنا صغر من نتخذ هل ولكن وروسيا، الصين كيفمMMا شهرا..شهرين..عاما.. لتمض الحرب لتمض الله؟ وهبنا ما أغلى ونفرط

ونظMMر فيMMه، لنMMا حيلة وال قدرنا، فهذا محاربين حياتنا طوال الله.. زسنبقى شاءوقال: حوله نياز خوجة

شيء. كل الحرب خربت لقد                 -

محاربا: الله خلقه وكأنما عنيفا، صلبا وكان خان شريف الجنرال قال

وبأنفسنا. بالله ثقتنا الحرب تخرب أال - المهم

وهناك.. هنا - مجاعات

باهظ. الثمن أن الرئيس سيدي يا - أعلم

البقاع. على يسيطر - وقلق

وقال: خان شريف الجنرال إليه والتفت

يائسة.. معركة في أورومجي، ندخل فكرة.. أن عندي - ولكن

نفعله.. أن يجب ما - هذا

وإيلي. أورومجي على تماما نسيطر أو نموت أن - إما

إلرسال والروس الصيني الحاكم بين جارية المباحثات كانت األثناء هذه وفيالحاكم. هذا في يثقون ال الحقيقة في الروس وكان الثوار، لسحق كافية قوات

تزعمه الصينية القوات في انقالب عمل في وساهموا بسرعة، تحركوا ولهذا السلطة وأصبحت الصين، إلى الحاكم وفر االنقالب ونجح الصيني، الجيش قائد

اتفاقيMMة عقMMدت والمبدأ، المصلحة تحالف وباسم الصيني، القائد يد في الكاملة من الخMMام المMMواد بجمMMع الصMMيني القائMMد تعهMMد الMMروس، وبين بينMMه جديMMدة

لفMMك والسMMالح بالرجال مده مقابل في للروس، وإرسالها الشرقية التركستان شMMهر في األيMMام من يMMوم وفي الوليMMدة، الجمهوريMMة على والقضMMاء الحصMMار

Page 50: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

دبابMMة وعشMMرين طMMائرة بثالثين مجهMMزة روسMMية ألويMMة ثالث أخMMذت ديسMMمبر"إيلي" و"تشوشك". طريق عن تتدفق مصفحة سيارة وخمسين

قMMوة لMMدينا يكن لم إذ بالغMMا، اهتمامMMا النMMاس أوالهMMا مزعجMMة، األنبMMاء كMMانتنياز: خوجة وقال المباغت، الروسي المد تهزم أن تستطيع

نحارب. كنا باألمس                 -

مستفهما: خان شريف الجنرال رد

واليوم؟                 -

المغامرة. من ضرب حربنا                 -

وقال: الجنرال إلى التفت ثم

الصديق؟؟ الجنرال أيها للحرب بديل هناك هل ذلك، ومع                 -

هي الحMMرب أن التجMMارب علمتMMني السياسMMة، اسمه شيئا أفهم ال أنا     - قهMMر إذا إال العMMدو يستسلم أن العسير ومن لنا، تبقى الذي الوحيد األسلوب

معركة... في

بوابلها: الثوار تمطر الطائرات يرى وهو نياز خوجة قال

النهاية.. حتى الحرب في فلنمض إذن                 -

والتجارية العسكرية الشئون كافة في خبراء الروس أرسل األثناء، هذه وفي الكبMMار المستشMMارين من اثMMنين من واحMMدا روسMMيا ضMMابطا وكMMان والسياسMMية،

الجديد. الصيني للحاكم

بالحMاكم والتقى وآرائMه بتخطيطاتMه يسMتهان ال خبيثMا داهيMة الروسMي وكانله: وقال الصيني

تحقيقها استطعنا لو للمعركة، ذهني في متخيلة صورة هناك                 -الكثير.. لكسبنا

: الحاكم قال

كيف؟                 -

Page 51: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

الشMرقية تركسMتان أبنMاء من المنشMقين من ضMخمة مجموعة لدينا     - في ونجعلهم بهم، تسMMتعين أن إمكاننMMا وفي الثقة، تمام منهم واثقون ونحن

وكأنهMا المعركMة تبMMدو للحMMاكم.. عندئMMذ والعسMكري اإلداري الجهMاز مقدمةالمنشقين. وبين وجماعته، نياز خوجة أمثال من الرجعيين بين معركة

وهم المنشMMقون تMMدفق الفMMور وعلى بMMالفكرة، حMMارا ترحيبMMا الحMMاكم وأبMMدى غMMرار على كMMانت الMMتي للمخMMابرات رئيسMMا أحMMدهم ونصMMب أصMMال، تركستانيون

منهم.. والنيMMل الوطنيين من االنتقام في األدوار أقذر ولعب األلماني، الجستابوالمختلفة.. المدن أنحاء في المخابرات لمؤسسة فروع إنشاء تم كما

تحمMMل مMMا بكMMل عنيفة معركة فكانت قوة، من الله وهبنا ما بكل نحارب وكنا والطMMMائرات الرصMMMاص، على وقفMMMا الحMMMرب تكن ولم معMMMنى، من الكلمMMMة

هنMMاك كMMانت بMMل منMMا، الشهداء أجساد في تخوض التي والدبابات والمصفحات في األمMMور زمMMام على المنشMMقون قبض أن فبعد رخيص، نوع من أخرى حرب

عجيبMة بمحاكمMات سMمعنا أورومجي، عن نMتراجع نحن وأخMذنا المMدن، إحMدى لنMا وروى فMترة بعMد الهMرب استطاع ثم درغا، منصور صديقي أسر لقد تجري،

وقال: درغا منصور "ج. ب. أو( سيق المخابرات مبنى في األعاجيب،

وال القMMراءة أعMMرف وال شيئا، الحرب في أفهم ال الجبال من رجل أنا     - .. بي أمسMMكتم ثم ، مني الرغم على وبهائمي بخرافي الثوار أخذني الكتابة،

شيئا. الحرب من أعرف ال بريء أنا

يMMراقب بنفسMMه يقMMف المخابرات ورئيس كجهنم، يبدو المخابرات مركز كاناألمور. ويوجه

الخMMائن الMMرجعي صMMفوف في تحMMاربون كيMMف الخونMMة، الضMMباط أيها     - أال عنكم؟؟ الماليين وأخفى أمMMوالكم اختلس أنMMه تعلمMMون نيMMاز.. أال خوجMMة

والMذهب؟؟ والنسMاء الضMياع لديMه وأن ويسMتغلكم بكم يتMاجر أنMه تعلمMونفضائحه.. انظروا

والصMMور الكاذبMMة، واألرقMMام المزيفMMة، المطبوعMMات بعض أمامهم ينشر وأخذ من وغMMيره خMMان شMMريف بMMالجنرال الشيء نفس وفعل الملفقة، الفوتوغرافية

في فبMMدأ زبانيتMMه إلى أشار بأكاذيبه المعنوية روحهم حطم أن وبعد القادة، كبار لهMMا، حصMMر ال الخبيثMMة والوسMMائل تعمMMل الجهنميMMة التعMMذيب.. اآلالت اسMMتئناف

تنMMتزع موهومMMة واعترافات صامتين، يموتون أو ويضرخون، يبكون والمساكين "سMMنكيانغ" وهنMMاك صMMحيفة في تنشMMر ثم قهرا، األبرياء المتهمون عليها ويوقع

ومهروهMMا الجسMMتابو، تالمMMذة ألفهMMا أو الخونMMة، دبجهMMا الMMتي الصMMغيرة الكتيبات وظMMل عMMدة، اتجاهMMات واتخMMذت الحMMرب، نطاق اتسع فلقد تركستانية، بأسماءاستماتة.. في يحاربون الثوار

Page 52: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

حياتي... في انساه أن يمكن ال يوم وجاء

األعMMداء وتوافMMد المعركMMة احتMMدمت اليMMوم، ذلMMك ألرى أعش لم .. ليتMMني آه ضMMارية.. تلفت المعركMMة كMMانت مكان، كل من توافدوا المنشقين، من والخونة

حواليه: نياز خوجة

الشهادة.. إال أماننا ليس اإلخوان أيها                 -

وجهMMه يحفMMر والMMتراب المعركMMة، في منهمكMMا خMMان شMMريف الجMMنرال كMMان يزحمMMون والقتلى عنMMف، في نيرانهMMا تصMMب والMMدبابات والطMMائرات المحتقنخان: شريف وتمتم الجو، تشبع الدم ورائحة الطريق

الجولة.. هذه خسرنا أننا يبدو                 -

نياز: خوجة وقال

آخر.. موقع إلى ننسحب أن بد ال                 -

غMMير حرب في منظم غير انسحاب في األهوال نالقي وأخذنا األعداء، وتكاثر من ويMدي قMدمي في يMدخل بمMا أشMعر أكMاد ال قاسيا تال أصعد وكنت متكافئة، لقMMد إلهي بعيMMد.. يMMا إلى أنظMMر وأنا ألهث، وأنا عالية تبة على ووقفت األشواك،

إلى سMMيقوا ثم العMMدو، قبضMMة في وغيرهمMMا شMMريف والجنرال نياز خوجة سقط"ج. ب. أو". أو المخابرات مركز

يمMMوت.. الحب.. األمMMل.. النصMMر.. جMMوانحي في شMMيء األمل.. كل تبدد لقد وتصبح تتوزارى، تكاد النضال الليل" .. أيام "نجمة قلبي في باألمس ماتت كما

حينها في منه أعرف أكن ولم اختفى الذي درغا منصور .. كذكرى ذكرى مجرد بكMMل وعMMادوا انشMMقوا الMMذين الشرقية تركستان أبناء أرى أن شيء.. آلمني أي

أرى أن النفس على شMMيء أقسMMى بالثوار.. إن وسخرية وعنف وعبودية قسوة ويسMMوق النMMبرة، عMMالي العيMMنين، ضMMاحك الجسMMم مكتMMنز بلMMدي أبناء من واحدا

كالحيوانات. الشاه.. ويعاملهم تساق كما إخوانه

طويلMة لفMترة سMرا يعتبر يكاد خان شريف والجنرال نياز لخوجة جرى ما إن جب مجهولMMة.. إلى ألمMMاكن األسMMرى من وغيرهمMMا أخMMذوهما ألنهم الزمن؛ من

نيMMاز خوجMMة وقMMف المخMMابرات مركMMز شMMيء.. في أي أحMMد عه يعرف ال سحيق التحقيق وكان خان، شريف الجنرال جواره وإلى البشرة ممزق الثياب، مهلهلالمخابرات: مدير به وصاح عاجزا، العينين محمر نياز حاجي وقف شاذا عنيفا

بخيانتك؟ تقر أال                 -

وقال: الدم، منهما يطفو يكاد بعينين إليه ونظر نياز، حاجي ضحك

Page 53: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

وأنت؟                 -

ماذا؟ أنا                 -

أنت؟؟ أم الخائن أأنا                 -

نيMMاز حاجي وهز الجمهورية رئيس وجه على بصفعة المخابرات رئيس وهوىوتمتم: وسخرية بأس في المقيدتين يديه

منك.. الرغم على ذبابة أنفك تحك قد                 -

الحقيقة.. تكلم                 -

وقال: نياز خوجة ضحك

وشMرفهم حMريتهم على المحافظMة أرادوا واضMحة.. الMذين الحقيقة     - وبالسMياط األمMور بمقاليMد يمسMكون واألنجاس أغالل.. والخونة في أيديهم

سأموت.. أنني هي أعلمها التي األخرى الكبير.. والحقيقة السجن وبمفاتيحعليك.. أبصق فأنا لهذا

وقال: نارية نظرات المخابرات رئيس إلى سدد

الجبMال.. أعMالي في تحلMق هناك الروح جثتي.. إن قيمة وما                 -تموت.. ال ألنها

متسائال: وقلم بورقة أمسك وقد قائال الصحيفة تحرير مدير وتدخل

نياز؟ حاجي يا الروح معنى ما                 -

يعرفه: وكان نياز حاجي إليه نظر

وكونفشيوس؟؟ بوذا تعاليم عن صحيفتك في شيئا تنشر أال                 -

ربي.. أمر من .. الروح حسنا                 -

المخابرات: مدير رد

الرجعيين.. سفسطة تلك                 -

القرآن: بكلمات وتمتم نياز وابتسم

الدهر. إال يهلكنا الكافرين: ال من األولون قال                 -

Page 54: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

حاجي: للسيد همس

الشعب. بجموع غررت بأنك تعترف أن - يجب

أمانMMة حملMMني الMMذي الشMMعب ضد تآمرت بأنك اآلخر أنت تعترف أن - ويجبحريته.. أجل من بشرف وحارب الحكم،

أموال.. من اختلسته بما - ولتعترف

الشجعان.. المحاربين مع وأنام وأشرب آكل كنت خاصة، أموال لدي - ليس

حرب. كمجرم اآلن تحاكم - وأنت

مجاهMMد ولكMMني حMMرب مجMMرم لست الغزاة، طرد أجل من أحارب أن شرفالله.. سبيل في

القائد: وقال

مقاومة.. كل تتفتت عندئذ أوال، اإلسالم على القضاء                 -

بالطبع.                 -

يقول: وهو أوراقه المخابرات دير جمع

عليMMك قبض فقMMد منMMك، اعMMتراف إلى حاجMMة في ليس األمر                 -القتال. ميدان في بالجريمة متلبسا

أموت أن أتمنى أتراجع.. وكنت لم أنني فخر بكل عنك سجل                 -شهيدا.

المخابرات: لمدير الحديث موجها تدخل فقد خان شريف الجنرال أما

كحشرة. بحذائي لسحقتك جنودي من جنديا كنت لو                 -

وقال: حانقة بنظرة المخابرات مدير رمقه

يMMرمى ثم قطعة، قطعة تمزق أن يجب يكفي، ال إعدامك إن                 -للقطط.. لحمك

 

Page 55: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

جMMرى، مMMا كMMل بعينيMMه ورأى المكMMان، نفس في مسMMجونا درغا منصور وكان بأعجوبMMة، المMMوت من نجMMا وقMMد والهMMوان، العذاب كؤوس من اآلخر هو وشرب

ذعMMرا أثMMار أوغسMMطس شMMهر أيMMام من يMMوم في الليMMل أثنMMاء انفجMMار حدث فقد لثالثMMة الفرصMMة أعطت كبMMيرة فجوة فيه وأحدث المخابرات، مركز من بالقرب

فقMMد زمياله أمMMا يهMMرب، أن درغMMا منصMMور واسMMتطاع يفMMروا، كي السMMجناء من في متخفيMMا وكMMان عام بعد إال درغا بمنصور ألتق ولم قتيلين، الرصاص أرداهما

البله.. يدعي الثياب رث أعرج غجري راع زي

وثرواتهMMا، البالد وأمن البشMMر بMMأرواح العMMدو لعب العصMMيبة، األيم هMMذه وفيدرغا: منصور قال وغال، مقدس بكل وعبثوا

ويبعثون التركستان في المواشي إناث على يستولون تصور... أنهم     -تناسلهم. بذلك ليقطعوا بالدهم إلى بها

بائسة: مرارة في قلت

باألمس. النساء على استولوا كما تماما                 -

جميMع فيؤخذ األبرياء بأحد التهمة نلصق أن ويكفي تلفيقا، تلفق التهم وكانت المحزنMة األنبMاء تتسMرب ال حتى البالد على شديد حصار وضرب ، بذنبه أقربائه

أن يسMMتطيع ال الوطMMني اإلنسMMان وصMMار الخMMوف وانتشMMر الذعر، وعم خارجها، الMMبيت نصMMف من يجعلMMوا أن في العMMدو نجح فقMMد ولMMده، مMMع بحريMMة يتكلم

ثالثMMة من اكMMثر وتحMMول جMMاره، في يثMMق ال الجار وأصبح جواسيس، التركستاني والطلبMMة الجيش رجMMال ونصMMف جواسMMيس، إلى الدولMMة مMMوظفي كبMMار أربMMاع

العامMMة، المخMMابرات مركMMز من مرتبMMات يتقاضون أصبحوا والعمال، والقرويين يختطف وال معتقل، في به يزج ال حتى التهديد تحت التجسس يمارس وبعضهم

غايMMة في النMMاس بعض إلى توجMMه الMMتي التهم وكMMانت ابنته، تنتزع أو أبنائه، أحد عامMMل وهMMذا الثMMورة، ينوي أنه بحجة عليه يقبض طالب فهذا والغرابة، الدهشة

يقبض مفكMر وهMذا البالد، بMأمن تضMر آراءه ألن والتعMذيب التحقيMق إلى يساق األهMMوال هMMذه تMMذكرت إلهي.. كلما أجنبية... يا دولة لحساب العمل بتهمة عليه وكيMMف الحقيقة، من له ظل ال رهيب حلم مجرد كان أراه كنت ما أن إلي يحيل

يسMMاقون مليMMون الربMMع حMMوالي وإن شتى، بوسائل يقتلون ألف مائة أن أصدق المMوت، حMتى مذريMة معاملMة يعاملون الذين الدين علماء وأن المعتقالت، إلى ومسMMارح.. مخMMازن إلى تحMMال والمسMMاجد تمMMزق، والتMMاريخ الMMدين كتب وأن

في يMMذوب كي وشخصMMيته تاريخMMه بMMه يMMدمر مMMا ليتعلم الجديMMد النشء وتلقفواالغزو. طوفان

 

***

Page 56: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

Page 57: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(8)

 

أن فبعMMدوكMMوارث! فواجMMع من شMMهدت مMMا أكMMثر "قومMMول" مMMا مدينMMة يا آه ثMMائرة وثMMارت األمMMيرة على يسMMتولي أن الصMMيني قومول حاكم محاولة فشلت رمMزا اسMمها كMان لسان، كل على قومول اسم أصبح الثورة، واندلعت العلماء يشMMعرون الرجال وكان واإلباء، للكرامة مثاال قومول وكانت والعزيمة، للرفض حسMMب ذات تكMMون تمامMMا-قMMد األجداد المدن-مثل إليها.. هكذا النتمائهم بالفخر

مخلوقMات من لهم وزن ال ممن أو المخلوقMات، أسMافل من تكون وقد ونسب، قصMMر وكMان لالنتقMام، قومMMول تعرضMت فقد طويال، يدم لم األمر أن الله.. غير

داخMMل األمMMيرة وكMMانت بالثMMأر، واألخذ والنقمة الرصاص لتصويب مركزا أميرها فيMMه.. تقيم بMMرحت مMMا الليMMل نجمة وكانت المالكة، األسرة أفراد وبعض القصر القصMMر دهم الصيني الضابط أن غير الفرار، وشك على المالكة األسرة وكانت أول عينMMاه ووقعت سMMيفه شاهرا الجنود..دخل من قليل عدد سوى معه وليس

نجمMMة كMMانت خMMدها، بهMMا وتMMداعب حمMMراء وردة تشم جميلة فتاة على وقعتا ما الضMابط ينطMق أن وقبMل معMنى، ذات نظرات الضابط إلى وتنظر تبتسم الليلباسمة: تقول الليل نجمة سمع بكلمة

القساة... الجالدين أكره لكني الشجعان أحب بقوة.. وأنا نؤخذ ال - نحن

رائع، شك ال جمالها إن أوال؟ هي ومن كلماتها؟ معنى ما حيرة، في إليها نظر اللMMه.. مخلوقMMات كMMل في يشك بأحد، يثق ال لكنه افتنانا، ازداد إليها نظر وكلما

جانبMMه؟ في والنصMMر محاربMMا؟ أليس والعنف، بالقوة شيء كل يأخذ أن ويفضل وسMMمع ذلMMك، أجMMل من وثMMاروا الصينيين، من الزواج رفضوا المسلمون وهؤالءتقول: الليل نجمة

وقد منها، سعادة... اقترب بأدنى تشعر فلن قهرا أخذتني إذا                 -وقال: مصوبا، كان الذي سالحه أنزل

من وكMMأس قصييرة جلسة في تمانعين ال أنك ذلك من أفهم                 -نبيذ؟

وقالت: وجنتاها توردت

رجالك. من أخجل لكنين الماجن؟ أيها ال ولم                 -

بالخارج. ينتظرون أجعلهم سوف                 -

Page 58: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

اشمئزاز: في الليل نجمة قالت

األقMMل على أو ترقبهمMMا والعيMMون العاشMMقان يسMMعد إلهي! كيMMف يMMا     -بعيدا... بعيدا ليذهبا ينتظر.. ال...ال من هناك أن يعرفان

نريدهم.. أشخاصا بالقصر إن                 -

يمينك. طوع أصبحت وقد القصر، سيدة أنا                 -

واسMMتطاع ثكنMMاتهم إلى بMMالعودة رجاله فأمر عينيها، بإحدى تغمز وهي قالتهاالليل: نجمة نحو وأقبل الفوري باالنصراف أقناعهم

العقل.. يذهب جمالك إن حسنا،                 -

النبيذ. وأحضر أتعطر لكي فرصة تلمسني. دع ال                 -

الخدم وباقي وأخواتها وأمها األميرة كانت الداخل، إلى الليل نجمة وهرولت يسMود والMرعب األسMود، بوجهMه قومMول على أطMل قد والليل شديد، ذعر في

المالكة: لألسرة الليل نجمة وقالت جنباته،

أمMMر هMMذا الصMMينيين، أيMMدي في سبايا تسقطوا أن قبل ترحلوا أن آن     - الخلفي، البMMاب من أنتم وانسMMلوا الضMMابط خديعMMة أتMMولى سوف له، يؤسف

يحرسMMون والرجMMال تنتظMMر، أعMMددناها الMMتي العربMMة الجبل، صوب وانطلقوا تجمMع سMوف تنشMب معركMة أيMة معركMة، تحMدث أن حذار الهروب، طريق أن اسMMتعدتاد على إنMMني كMMرامتكم، أو حيMMاتكم وسMMتفقدون األعMMداء، عليكم وأنMMا الغرفMMة، في عبثافالضابط الوقت تضيعوا ال أجلكم، من بنفسي أضحيأنتم. ولتذهبوا بالنبيذ، إليه ذاهبة

وعMادت والنشMيج، بالتأوهMات الMوداع كلمMات واختلطت الMدموع، وانهمMرت أغنيMMة تغMMني كMMانت لكنهMMا بأهMMدابها، عالقا زال ما الدموع من وقليل الليل نجمة وكMMانت عجMMوز، صينية خادمة من مقاطعها بعض حفظت قد كانت خليعة صينية شك، في الكأس إلى نظر للضابط الكأس رفعت وحينما النبيذ، زجاجات تحمل

شMMاحبة فقMMالت قلبهMMا في الخMMوف وأثMMار أزعجهMMا ممMMا الغليظMMة بكفه ضربه ثمالوجه:

ال هنMMا مسMMموما، مات أحد القصر تاريخ في وليس أوال، أنا سأشرب     -بالسيوف. إال والنساء الرجال يتصارع

قائلة: رفق في فدفعته صدره، إلى وضمها منها اقترب

كثيرا. خسرت لقد                 -

Page 59: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

الفور: على فقال إليه ترمي ما أدرك

آسف. أنا                 -

األوان. فات                 -

ذلك؟ معنى ما                 -

الله. إال أحدا ترهب ال الليل نجمة إن                 -

حب. عالقة تربطنا شيء كل قبل لكننا                 -

الصيني. الضابط أيها الحب يقتل الشك                 -

من الكثMMيرين قتلوا العصابات إن بالحذر، تلزمني المحيطة الظروف     -شجاعة: في وقالت متسمرة وقفت أحبك، وأنا رجالنا،

الليلة. أراك أن أريد ال                 -

أن إمكانMه في وكMان نفسMه، وبين بينMه يMردده كMان ما هذا أمرها، أعجب ما مMMا بهMMا ويفعل الغليظ، حذائه تحت ويضعها الذهبية شعرها خصالت على يقبض الوحشMMي، السMMاذج وجمالهMMا بأسMMلوبها مMMأخوذ إنه يطاوعه، لم قلبه لكن يشاء،

المعبرة. الصريحة وكلماتها

رضMMاك تعلMMني أن قبMMل أنصرف ولن احبك، أنا الليل نجمة يا                 -عني.

الداخل: صوب متوجهة ظهرها تعطيه وهي قالت

لكMMني أعMMرفكم، أنا الخلف، من الرصاص تطلق أن تستطيع                 -غرفتي. في ألستريح ذاهبة

توسل: في قال

الغالية. أميرتي يا                 -

بعنف: هاتفة إليه التفتت

إلى هMMربت وقMMد صMMغيرة طفلMMة المسMMكينة األمMMيرة األمMMيرة، لست     - فأنMMا شMMئت وإن األولى، الوصيفة الحقيقة في أنا المذعورة، كالقطة الجبال

Page 60: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

هMMل بMMأمري، يMMأتمرون أسMMرته وأفMMراد وزوجتMMه األمMMير القصر... كان سيدةأنا؟ من اآلن عرفت

هاربMMا القصMMر غMMادر قد الملكي الركب أن تيقنت حتى الحديث، بينهما وطال ان لهMMا وآن وأهلMMه، القصMMر نحMMو واجبهMا وأدت خطتهMMا، نجحت لقد الجبال، إلى

أبMMان تMMداس الMMتي والقيم حولها، من تدور التي المآسي حرية... إن في تنطلق والهزيمMة، النصMMر وتبMMادل الحMMاكم، وتغMير قيامMه، ثم الحكم وسقوط الحروب،

فلقMد الحيMاة، من والضMيق الملMل أورثهMا قMد والMدموع والعذاب العرق وليالي العMMالم أصMMبح يعود، ولن حضرت، مراد مصطفى وذهب يعود، ولن األمير ذهب

ولم الMMدنس، وتMMرتكب الMMدماء، وتلعMMق وتنهش تركض حيوانات عالم حولها من الرياش ذات الفاخرة الحجرة تلك األميرة، حجرة إلى تذهب وهي خلفها تلتفت

الظالل يMMأس، في وتنهMدت األمMMيري السMMرير على اسMMتلقت ثم الباهر، واألثاث صMMفراء، ومضات تومض الذهبية واالنعكاسات الجدران، على تتراقص الحمراء

ومشاعره: حواسه الليل نجمة ألهبت لقد كالكلب، ذليال بالباب يقف والعمالق

بالدخول؟ لي أتسمحين                 -

الخارج. من الباب أغلق                 -

نفسMMه وجMMد حينمMMا دهشMMته كMMانت وكم وعي، دون أوامرهMMا حسب وتصرف إلى ودلف ثانية، مرة الباب ففتح المخجلة، المداعبة فأدرك الباب، خارج وحيدا

بلطف.. فسحبتها بيدها أمسك له، تكترث لم كالثور، هياج في الداخل

الليلة. أريدك ال                 -

إذن؟ أذهب وأين                 -

في مقرا لك تتخذ أن تستطيع أيديكم، في القصر سقط لقد                 -أخرى. حجرة أية

وأنت؟                 -

وقالت: واقفة هبت

عابرة؟ متعة تريدني                 -

يجيب: بماذا يدر لم

تتزوجني... فM.... أن أردت إذا حسنا،                 -

وقال: دهشة في إليها نظر بينما وسكتت،

Page 61: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

كيف؟                 -

ديني. على تكون أن                 -

دينك؟ وما                 -

مسلمة.                 -

لكني...                 -

أدب في رئيسMMك أمMMام تقMMف إنMMك بخالقMMه، يMMؤمن ال الMMذي أحتقر أنا     -لخالقك؟ الطاعة فروض تؤدي ال فكيف صالة، في وكأنك واحترام،

مريح: مقعد أقرب على الضخمة بجثته يلقي وهو قال

اإلسالم. أعرف ال أنا                 -

تعرف. أن يجب                 -

األفكMMار تلMMك أعتنMMق أنMMني عMMرفت إذا سMMتدمرني والقيMMادة                 -الرجعية.

يدريهم؟ وما                 -

نعم.                 -

بنا. هيا حسنا                 -

ماذا؟                 -

الزواج. لنبدأ                 -

بسيطة مبادئ وهناك تقولها، أن يجب وكلمات طقوس هناك                 -أوال. تفهمها أن يجب

إلى وتجMMره المطMMالب، من وتكMMثر الهMMروب، في تمعن رآها الضيق به استبد الحMMد؟ لهذا يصبر وكيف المتاعب؟ هذه كل لماذا باألمس، لها يأبه يكن لم أمورضيق: في قال

أشاء. ما بك وأفعل مقري إلى كالشاة أجرك أن أستطيع                 -

وقالت: اكتراث عدم في كتفيها هزت

Page 62: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

تستطيع....                 -

قالت: ريقها ابتعلت أن وبعد

سMأكون الحب، رحيMق تسMقيك التي األنثى آنذاك في ترى لن لطنك     -الشاة. ولحم األنثى لحم بين كبير الفرق الشاة، كطعام شهية وجبة مجرد

وقال: ركبتيه على ركع

هMذه في المئMات على اإلعMدام حكم أصMدرت لقد غريبة، امرأة إنك     - هMو يحMMيرني الMذي ورجMاال، نسMاء وقتلت لحظMات، في التنفيذ وتم المدينة،

حيالك. شيئا أفعل أن أستطيع ال أنني

وقالت: الليل نجمة ابتسمت

يسعدني. وهذا                 -

لماذا؟                 -

إنسان. إلى مفترس حيوان من تدريجيا تتحول ألنك                 -

حدة: في صرخ

تعنين؟ ماذا                 -

قMMاطع كماضMMي يبMMدو وماضMMيك بشMMرا، ليسMMوا والظMMالمون القتلMMة     -إنسان؟ كلمة معنى إنسانا.. أتعرف شجاعا، إنسانا أريد إنني الطريق،

أن يسMMتطيع الMMذي الشMMاوارب، ذو اآلدمي المخلMMوق هMMو نظMMره في اإلنسان ويرفMMع الغنMMائم، على ويسMMتولي ويقتMMل يريMMد، مMMا ويحقMMق وينتصMMر، يحMMارب

وعقيMMدة لون أي من بالنساء ويستمتع ورؤساؤه، سادته يرفعها التي الشعاراتالمرأة. هذه منه تريد ماذا وجنس،

النبيذ: من كأسا له وتقدم منه تقترب وهي تقول وسمعها

والحيوان. اإلنسان بين فرق هناك بالتأكيد                 -

أنا؟ من يعرفون جميعا الناس                 -

ما إال تسمع لن ولهذا لجيشك، تابع أو منك، خائف بين الناس                 -غرورك. يرضي

Page 63: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

وقال: عنف في الممتلئتين كتفيها أمسك

مني؟ تريدين ماذا                 -

يضعها التي الخاطئة المبادئ غير مبدأ مبدأ، ظل في لقاؤنا يكون أن     -التعساء. يهزموا أن بعد األقوياء

الليل. نجمة يا أحبك إنني                 -

رسMMول محمMMدا وأن اللMMه إال إلله ال شهدت إذا إال نلتقي ولن                 -وسلم. عليه الله صلى الله

تقولين. ما سأنفذ أحبك ألني                 -

الشهادتين. قل                 -

قائلة: أردفت قالها ولما

والسلب. القتل عن رجالك تمنع أن ويجب                 -

سأفعل.                 -

واألمMMان. والنسMMاء الطعMMام وتريMMدون متعبون، جائعون، أنكم أعرف     - من حفنMMة إلى لتحولكم مبررا انتصاركم يكون وال العادلة، الشرائع فلتسنوا

رائحMMة فيMMه تشم وال والعنف، الكراهية إلى يجر الوحوش أسلوب الوحوش،للسعادة.

قال:

كلماتك. تعجبني ما لشد                 -

لسMمه فقيMه عMالم القصMر من وبMالقرب باالحترام، جدير فأنت إذن     - معMMه وليكن هنMMا إلى وأحضMMره إليMMه اذهب الMMرازق، عبMMد مولMMوي الشMMيخ

نتزوج. وبذلك شاهدان،

عنMMدما يفعMMل مMMاذا يMMدري وال ويسMMرة يمنMMة يتلفت وأخذ الحرج، ببعض شعرقالت: عباءتهاالسوداءثم وارتدت سريرها، من وثبت

الفور. على به وسأعود أنت، انتظر                 -

بسبابته: ملوحا قال

Page 64: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

دم. حمام إلى المدينة أحيل أن معناه ..الهرب حذاري                 -

وقالت: عاتبة بنظرة رمته

صامتا. - اجلس

 

***

عربMMة تMMركب الليMMل نجمMMة قومMMول في النMMاس رأى التاليMMة األيام خالل وفي الشMMارع في السMMائرين وكMMل الضMMابط، جوارهMMا إلى جMMوادان، يجرهMMا فخمMMة

مMMا قومMMول، في السهل باألمر زواجها يكن ولم تزوجته لقد الطريق، يفسحون والMدعارة، والMدناءة بالخسة الناس ورماها لميكتشف، وراءه الكامن السر دام يبMMدو- مMMا - على لكنها األعذار، لها اللتمسوا عنوة أخذها الصيني الضابط أن لو حضMMرت، مMMراد مصMMطفى لخطيبهMMا وتنكMMرت للمسMMتعمرين، نفسMMها بMMاعت قد

مكMMان، كMMل في عنها تتردد الشائعات جعل مما المنتصرين، ركاب في وسارت حين، إلى قومول في المذابح توقفت اجله من الذي السبب في أحد يفكر ولم

الصMMينيين مجتمعMMات في تظهMMر وأصبحت وفتنة، شحوبا أكثر الليل نجمة وبدت المواطMMنين على يسMMيطران والدهشMMة العجب جعMMل ممMMا االحMMترام يحوطهMMا

المقاطعة. في والمواطنات

"كاشMغر" برئاسMة في جمهوريMة وأقMاموا البدايMة، في الثMوار انتصر وعندما كMMل في تهMMرب الصMMينية القMMوات أخMMذت األهMMوال الصينيين وأذاقوا نياز، خوجة إلى يهMMرب أن الضMMابط هMMذا نصMMيب من وكMMان أمMMاكن، عMMدة قاصMMدة اتجMMاه

تفMMر الهMMروب قبيMMل قومول أهل شهدها فقد الليل، نجمة معه وأخذ أورومجي، بعض تشMMجع وقMMد وراءها، يبصقن النسوة وكانت تطاردها، اللعنات كانت معه،

مذعورين. ولوا ثم باألحجار، وراءها وقذفوا األطفال

والMMدبابات الطMMائرات وجMMاءت والMMروس، الحاكم بين االتفاقية تمت أن وبعد رئيس اعتقMMال تم كمMMا الثMMوار، وتقهقر األوضاع، تغيرت الروسية، والمصفحات

الشMMعب وعلى اإلسMMالمية األرض على السMMيطرة وتمت القادة، وكبار الحكومةالشرقية... تركستان في اإلسالمي

تبكي. ووجدها مساء ذات الضابط وعاد

الليل؟ نجمة يا تبكين لماذا                 -

وأخاف. الحرب، أكره وأنا يموتون، الناس                 -

ضيق: في قال

Page 65: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

منهم. نقتل ونحن منا يقتلون إنهم أفعل، وماذا                 -

عينيها: في تنهمر والدموع قالت

يعيش كمMMا نعيش وأن معMMك، وأنMMا بالدك إلى تعود أن تمنيت                 -واطمئنان. سعادة في البشر

بأسMMلوب لبالدهMا الصMMينيين احتالل على اعتراضMها تبMMدي أنها التو على أدركانفعال: دون فقال مباشر، غير

بأمر يتحرك الجيش مناقشتها، لمثلي يحق ال كبار أمور هذه حبيبتي،     -بباطل. أو السياسة- بحق عبرة- أمام وال أرض، كل في هكذا عال،

وجهه: يعلو والكدر وقال غليونه دخان نفث ثم

التعب. من أعاني ما لشد                 -

وقال: برهة وصمت

أخفق وقد تماما، هادئة اآلن إنها قومول؟ إلى العودة أتريدين                 -عليها. سيطرتنا وعادت الثوار،

أسى: في قالت

فيهMMا يعرفني ال أرض في وجهي على أهيم أن أتمنى ما لشد                 -أحد.

وجهها: على يمسح وهو قال

منه. تعانين ما أدرك                 -

عني. يك أبعد                 -

لماذا؟                 -

والنساء. الرجال بدماء ملوثة أنها أشعر                 -

شرود: في قال

أن بMMد ال نأكMMل ولكي لنأكMMل، خلقنMMا لقد نفعل؟ ماذا كاألعمى، الحرب في أناالليل. نجمة يا أحبك لي، وأنت ونموت، نحارب،

Page 66: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

وقال: برهة صمت ثم

إلي؟ تنظرين كيف                 -

توتر: في قالت

حال. كل على معذب إنسان مريض، سجين، أنت                 -

وقال: رضا في ابتسم

يسعدني. هذا                 -

دهشة: في إليه التفتت

وكيف؟                 -

عدوا. تعتبرينني ال ألنك                 -

الفور: على قالت

شك. ال عدو إنك                 -

وهمس: عينيه في الكدر بان

قدري. هو ذلك                 -

وقالت: منه واقتربت الليل نجمة ضحكت

عنك؟ االنفصال طلبت لو ماذا                 -

رعب: في هتف

ماذا؟                 -

الطالق. أعني                 -

لماذا؟                 -

مسلما. لست ألنك                 -

الفقيه. العالم طلبه ما كل نفذت أنني تنسين؟ هل                  -

Page 67: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

الكفار. صفوف في تحارب لكنك                 -

جيش. في جندي انني سوى أعرف ال أنا                 -

وقال: بقبضته الحائط ودق صرخ ثم

الله. تعرف ال الجيوش                 -

إذن؟ معرفته نحاول ال ولم                 -

وقال: سخرية في كتفه هز

ذلك؟ قيمة وما                 -

السعادة. طريق نعرف أن                 -

عي المؤمMMنين، من عMMددا أكثر وهم بالماليين آهM.. الكافرون                 -فائدة. بال نتعذب فسوف األمر هذا

عرقه: وجفف

رحلت. إذا                 -

وقالت: منه فاقتربت كالمه، يكمل ولم

قتل في تسببت إذا معك واحدة لحظة أبقى ال لكن أحبك، أنا                 -شعبي. أبناء من واحد

اآلن فأنMMا الفعليMMة، بMMالحرب شMMأن لي يعMMد فلم حبيبMMتي، يMMا اهMMدئي     - إن الصMMينيين، أيMMدي في يعMMد لم واألمMMر التموينية، المواد نقل على مشرفاآلن. شيء كل زمام ملكوا قد الروس

ساخرا: استطرد ثم

إنهم للشMMيطان، أنفسهم باعوا تركستان أبناء من الكثيرون هناك ثم     -تعرفي؟ ألم مواطنيهم، ضد الجرائم أبشع ويرتكبون يقتلون

باكية. وانفجرت وسادة في عينيها أغرقت

 

* * *

Page 68: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

Page 69: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(9)

 

الكثMMيرة، والمعMMادن المتنوعMMة والزروع الفواكه ذات الخضراء، بالدي تحولت فيهMMا يكمن أرض في اإلنسMMان يعيش وكيMMف يطMMاق، ال جحيم إلى تحولت أقول

أن أفظMMع ما الغزاة، األجانب بمصائرها ويلهو جنباتها، في الرعب ويبث الموت، تركسMMتان أن شMMعرت بل الغريب، أنا أكن لم الحقيقة الحبيب، بلدك في تعيش

وسMجون ابMتزاز كلMه عالMك في وجههMا على الهائمMة الشاردة هي الغريبة، هي اللMMه، إرادة لكنها اآلن، حتى حيا ذلت ما أني هو له أعجب الذي والشيء وقتل،

يتوجهون السنين في الطاعنين الشيوخ من قلة المساجد، من بقي ما أقل وما وعيMMون خافتMMة دامعMMة نMMبرات في الصMMلوات ويرتلMMون خفيMMة، المسMMاجد إلى

دائمMMا معرضMMون وأهليهم بMMنيهم لكن أذى، يصMMيبهم ال قMMد تراقبهم، الجواسيس أو مسMMارح إلى وأحالوهMMا عليهMMا استولوا التي المساجد على نمر وكنا لالنتقام،

فمن هMMدوء، في ونبكي الجدران في ونتمسح واإلدارة، الشرطة لسكنى أماكن وكنت بلMMد إلى بلMMد من أتنقMMل وكنت محقMMق، لمMMوت نفسه يعرض عالنية يبكي أذكMر أعد لم قديمة، ذكريات جديدا.. آهM... إنها اسما مرة كل في لنفسي أتخذ

ال وحMده االسMMم تغيMMير أن وجMدت أورومجي، وفي إليهMا، انتسبت التي األسماء األجولMMة قمMMاش من ثقيال ظهريوقMMاء على وضMMعت حمMMاال، اشتغلت لقد يكفي،

لهمMMا، شMMاء كيMMف وشMMاربيينموان لحيMMتي وتMMركت حديديين، بمخلبين وأمسكت السMMنين، عشMMرات الطين في عاشMMت وكأنهMMا متشققة، الحافية أقدامي وبدت

الكلمMMات، بMMك تشMMي معقولMMة بكلمMMات تلفظت إذا وأحيانMMا الصMMمت، ولMMزمت الله، وأعبد صغيرة، قذرة حجرة إلى ألجأ المساء وفي شخصيتك، عن وتكشف

وتMذوب، تمحى حضMارتنا إن الحMارة، دمMوعي تمسMح المالئكMة أن أتخيMل كنت يحدث حتى الصينيات وكذلك يأتون، والصينيون اآلالف، بعشرات يأتون الروس كنت حمMاال، أعمMل قلت الصينيين، الغزاة أبناء وبين تركستان أبناء بين التزاوج الضMMخمة السيارت في وأضعها األنواع كل من بالدي خيرات ظهري على أحمل

معMادن تشMحن، كMانت األشMياء كMل الغMزاة، أرض إلى تشMحن كي والقطارات يرقصMMون هنMMاك للتجمع، أماكن الكبار للغزاة ومزروعات... كان وبهائم وفواكه

الMMذين الخونة أكثر ما العجاب، العجب أرى وكنت ويغنون، ويسهرون ويشربون أن أمكنهم وبMMذلك ونوايMMاهم، الغزاة لرغبة واستسلموا ودينهم ضمائرهم باعوا

من جديMMد نوع إلى تحولوا وضحاها عشية وبين الهامة، المناصب بعض يتسلموا بMMالمرة، تركستانيين يعودوا لم أنهم إلي خيل وجوههم إلى نظرت كلما البشر،

وكMMل وسلوكهم، أسلوبهم حتى والملبس، والمشرب المأكل في طريقتهم وأن ألسMMنتهم ويلMMوون شMMيء، كل في الغزاة السادة يقلدون إنهم تغير، فيهم شيء تعMMود وكيMMف بMMالرعب، أصMMاب الMMوطن مالمح إلى نظMMرت كلمMMا العMMدو، بلغMMة

والنقاء. الطهر ذات الفاتنة العروسالطاهرة الشرقية تركستان

Page 70: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

الMتي األحمMال تثقلMني حزينMا األرض في أدب وأنMا نفسMي، في يMدب اليأس رأيتهMMا... األيMMام من يوم في تجوالي وأثناء السفن، إلى أو السيارات إلى أنقلها

وعي: دون الذهول... ضرخت أصابني

الليل! نجمة                 -

أفقت الشMMاحب، بوجهها ونظرت الصينيين، أحد يقودها التي العربة وتوقفت طMMارتني لكنهMMا الفMMرار، وأزمعت أخMMرى، وجهMMة إلى وجهي أدرت نفسMMي، إلى

تطرف. وقالت: ال جامدة بعيون إلي نظرت بي، أمسكت حتى بعربتها

القصر.. إلى تتبعني أن أريدك                 -

ضيق: في وهتفت ارتجفت

غMMائب وهMMو خMMدمتنا، في يعمل رجال يريد السيد إلي، ستأتي                 -تحضر. أن بد ال أورومجي، خارج

وسمعتها انطلقت، قد األنيقة العربة كانت المفاجأة، هول من أفيق أن وقبل حجMMرتي إلى وعMMدت قصMMار، كلمMMات في القصMMر مكMMان تصMMف تنطلMMق أن قبل

بكثMMير أروح الموت لي يبدو األحيان من كثير في وأبكي، أصلي العفنة المظلمة بMMأن اليقين قلMMبي يمآل أخMMرى وأحيانMMا بشMMيء، يشMMعرون ال المMMوتى الحياة، من

واألمMMل، اليMMأس بين معلق أنا ستجئ، حتما الحرية وأن ينتصر، أن بد ال اإلسالم المعMMذب الممMMزق أنMMا أخMMرى، أحيانMMا بالحيMMاة متشبث أحيانا، الموت في راغبفيه.. يهنأ ملجأ أو فيه يسير طريقا له يعرف ال الذي الضائع

قليل منعزلوعليه هادئ مكان في القصر صعبا، ليس السيد قصر عن البحث ولبثت الحمMMال، مالبس خلعت الرثة، بثيابي أذهب أن أستطع ولم الحرس، من

وتشMتت أمMره انتهى الMذي قومMول حاكم قصر في القديم بالحارس يليق شيئاعائلته.

وقال: القصر حارس إلي نظر أحد، يمنعني لم

لمقابلتها؟ القادم أأنت                 -

مMMع اسMMمي، عن يسMMألني لم أنه على الله وحمدت خوف، في رأسي هززت يتMMوارى قبضMMته ويحكم يتمكن عنMMدما فالعMMدو بال، ذا خطرا يثر ال قد اسمي أن

الMMبيت أن حظي حسMMن ومن االسMMتهتار، من بشيء وينصرف قلبه، في الخوف خمMMة في العمMMل أقبMMل وهMMل لهMMا؟ أقMMول وماذا أتيت، إلهي! لماذا يا خاليا، كان

لي، مخطوبMMة بMMاألمس كانت وقد الراقي؟ المجتمع سيدات من أصبحت سيدة يطMMاردني والموت األوحال، على ملقي وأنا السماء في هي أفعل؟ ما معنى ما

كMMانت فيMMه، هMMوادة ال دفعا يدفعني الفضول حب لكن قديم، ثائر كل يطارد كما

Page 71: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

فتنتهMMا، من يزيد أسود لباسا وترتدي الحمراء، القطيفة من كرسي على تجلس لطيش أثMMرا أرى ال وقMMورة، وسيمة حزينة تبدو إنها الليل، نجمة تغيرت ما لشد

فاتنة.. كأرملة تبدو الصبا، ونزوات الشباب

طويل. زمن منذ أراك أن أريد كنت                 -

أجيب. أن دون إليها نظرت

الحرب. في حتفك لقيت قد أنك ظننت                 -

أستطع. فلم أتكلم أن وحاولت بالصمت، اعتصمت

مMMراد مصMMطفى يMMا شMMيء أي يفعMMل اإلنسMMان يجعل واليأس                 -حضرت.

وقالت: واقفة مقعدها من هبت فائدة، بال فمي أفتح أن وانتظرت

المعركة. في ماتوا الذين الرجال أحترم ما لشد                 -

السجون ساحات في أو المشانق أعواد على أحد يموت ال أن تمنيت     -للغزاة. أنفسهم يسلموا وال الميدان في المناضلون يموت أن يجب

وأقول: جرأة في إليها أقترب ووجدتني

الليل؟ نجمة يا حية نفسك سلمت ولماذا                 -

ألم: في ضحكت

سMMقط عنMMدما تصMMرفاتي، أبMMرر ال أخMMيرا.. حسMMنا...أنMMا تتكلم أنت ها     - مطيMMة أكMMون ال أن الMMوقت نفس في وأردت سكانه، أحمي أن أردت القصر

وتزوجته. رجال اخترت لهذا غاز لكل

دهشة: في قلت

تزوجت؟ وكيف                 -

وتزوجني. اإلسالم اعتنق اآلالف، يتزوج كما                 -

وقالت: حسرة في وتنهدت

شMMروطي وضMMعت بي، متشبثا رأيته عندما غريبة، ببساطة مر األمر     - أنMMني وأعMMرف فيMMه، حرارة ال بحت ظاهري شيء إسالمه أن أعرف وقبلها،

Page 72: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

ألن اسMMتعداد على أكن لك... لم أقول  لكني.... ماذا نفسي، وأخدع أخدعهيحبني. يزل ولم وحماني تزوجني لقد الذئاب، ينهشني

الدهشة: من شيء في قلت

تحبينه. ال رجل كنف في تعيشين وكيف                 -

وقالت: سخرية في كتفيها هزت

في أنت تعيش كمMMا االحتالل، وطMMأة تحت تركستان بلدي تعيش كما     -روح. بال يمضي هنا شيء كل العدو، يحكمه الذي أورومجي

روح". : "بال غمغمت

قالت:

روح، بال ونلهMMو ونشرب وننام نأكل ولهذا وحبها، األشياء عشق افتقدنا - نعم كMMاللعب الMMروح، فيهMMا ينفخ من إلى تحتMMاج الشMMمع من تماثيMMل كأننMMا ونتحMMرك الحيMMاة صMMفيح، أو خشMMب من وهي أصMMواتا وتصدر تجري التي الجميلة اليابانية

هMMل المسMMرح، كممثلي وننفعMMل ونبكي نضحك نحن وجود، لها يعد لم الحقيقيةحضرت؟ مراد مصطفى يا فهمت

قائلة: إليها الخدم... وقمتني رئيسة فجاءت عصبية في بيديها وصفقت

بصMMر يليقMMون ممن يكMMون وأن الثيMMاب، بأفخر يتزين أن أريد                 -السيد.

سMMيد كالمنوم، أتحرك إنني السيد، قصر في "تورسون" أتجول اآلن اسمس الخMMدم غرفMMة وفي لمMMرآي، ارتMMاحت أنهMMا يبدو جميلة، تركستانية امرأة القصر لكن يؤلمني، ظهري يزل لم الوقت، بعض هادئا مرة ألول نمت المريحة األنيقة وشMاربي لحيMتي حلقت أن وبعMد آالمي، من الكثMير خفMف قMد الMتركي الحمام

الجبMMال صMMراخ تطلقان عيني ! إن إلهي إلي، الشباب عاد المرآة، إلى ونظرت رجMMل شعور نحوها الليل.. شعوري نجمة في أفكر هأنذا وداعتي، الوحشيبرغم

والمعMMنى العMMدو، احتلهMMا أسMMيرة كمدينMMة الليMMل نجمMMة أنثاه.. أصبحت اغتصبت إن أضMحك، هMا.. هMا.. إنMني وطنيMة، لوثة إلى تحول والحب العشق في الذاتي

يرام. ما على يعد لم تفكيري

تزحمنMMا منطقMMة إلى ونزلنMMا النيقMMة عربتها في اصطحبتني التالي اليوم وفي الليMMل، نجمة يعرفون الجميع االحتالل، برجال خاصة والفواكه واألزهار األشجار

المدالة األغصان عبر انطلقنا ثم ونزلنا الطريق، لها وأفسحوا لتحيتها، هبوا فقدقالت: صامتا، خلفها ومشيت أمامي ومضت الشذية، والفواكه والزهور

Page 73: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

والعفاف.. الشرف طلقت إنني عني قالوا                 -

الشMMاحب بوجههMMا الغاربMMة الشMMمس إلى ونظMMرت صMMغيرا غصMMنا وقطعتوهمست:

ذلMMك بقصتي اهتموا لماذا بسهولة، األكاذيب بينهم تروج قومول أهل     -األمير. قصر في تافهة وصيفة سوى أكن لم كله؟ االهتمام

بيدي: وأمسكت إلي والتفتت

فرفضت؟ للزواج أدعك ألم                 -

الموت. أعتاب على وكنا رحيال الوقت كان                 -

مرارة: في ضحكت

الحكومة أعدمتهم الذين عدد كم أتعرف الموت، أعتاب على نزل لم     -ألف. مائة من أكثر إنهم المحتلة؟

دهشة: في وقلت

والشهداء؟ الثوار في تفكرين زلت أما                 -

وقالت: باحتقار إلي نظرت

تظن؟ وماذا                 -

كهذا... أمر في تفكر أن لها مجال ال مثلك                 -

مثلك؟ مسلمة تركستانية ألست                 -

تصMب المغيب في والشMمس بMاردا، النسيم كان أخرى، فترة الصمت وساد كلحن األصMMيل صMMفاء في ترقMMد القديمMMة المMMآذن بعض عجيب، نMMوع من أخزانا صMMباح ذات رأيتهMMا عجوز كسلحقاة نائمة والقباب تاريخي، أثري رنين ذي عتيق

يعنيهMا ال وكMأن تMذرعها الMتي السMفوح تحت تبدو والمباني الحيوان، حديقة فيحمراء: بوردة تقذف وهي الليل نجمة شيء... همست

قتله. في فكرت                 -

من؟                 -

الضابط. زوجي                 -

Page 74: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

لماذا؟                 -

أم أقتلMMه أن بMMدوري، أسMMألك لكMMني واجMMبي، ذلMMك أن ظننت                 -أروضه؟

متسائال: كتفي هززت

مكان. كل في والعنف والعذاب المذابح ترويضه؟ قيمة وما                 -

بدوري. أسألك ذا أنا وها قتله، قيمة وما                 -

المقدس. الثأر إنه                 -

أروضه. وأنا أكثر ربحت لكني                 -

وقلت: صلب بوجه وقفت

كذب. زيف كله أمر العدو معيشة إن سيدتي                 -

قالت: ثم دهشة في إلي التفتت

أنجMMو كي عرجMMاء بفلسفة نفسي أخدع كنت أنني معناه ذلك؟ أتظن     -ذلك؟ أحيا...ها... أتظن وكي والضياع، العنف من

رأسي: طأطأت

قومول. أهل احتقرك ولهذا                 -

وتقول: عنف في تهزني وأخذت مني واقتربت عينيها، من الدموع انهمرت

بMMد ال كان األمير، أسرتي أنقذ أن يجب كان يفهمون، ال المقى هؤالء     -الموت. ويكره الحياة يحب كلنا الثمن، أدفع أن

وتقول: موعها تجفف أخذت ثم

تظنني؟ ماذا حضرت، مراد مصطفى يا وأنت                 -

القديم. االسم لننسى تورسون، اسمي تورسون،                 -

رأيك؟ ما                 -

Page 75: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

الرجMMال مMMع الجبMMال سMMفوح على جافMMة خMMبز كسرة صراحة، أقولها     -الشامخ. قصرك في تنحر نعجة مائة من لدي أسمى المناضلين،

لقطMرات نسمع وكنا كان، مما أشد البرد وبدأ السماء، من قطرات انسكبت الياقMMة وأن قMMدمي، يخنMMق يكMMاد الحMMذاء أن شMMعرت خفيفMMة، طرقعMMة المطMMر

ذلMMك بالMMدفء، إحساسMMي بMMرغم أمMMوت أكMMاد عنقي، على تضMMغط الخضMMراءطويلة. مدة منذ افتقدته الذي اإلحساس

مصطفى.                 -

تورسون. خادمك                 -

أين؟ إلى                 -

السفوح. على العظام والرجال الخبز كسرة حيث إلى                 -

مليا. األمر سندبر                 -

يMMدلف رأيتMMه لكMMني قصMMير، لMMوقت سفره من القصر سيد عاد حينما اختفيت اعتصMرها قMديم، تMتري عيMون نهمMة، بعيون الليل نجمة عن ويبحث القصر إلى وتبعث صMMفراء ابتسMMامة تبتسMMم وهي ويدور، بها ويلف يقبلها، وأخذ ذراعيه بين

عليها. بصري يقع أن من خائفة كانت لعلها وهناك هنا بنظراتها

بعودتي؟ سعيدة أنت هل                 -

إليه: بصرها ترفع أن دون قالت

بالمئات. الناس يقتلون المخابرات رجال لكن السعادة، كل                 -

األمMMر في لي ليس اآلن؟ فيMMه تفكMMرين لمMMاذا آخMMر، أمر هذا                 -حيلة.

موقف؟ الحياة في لك يكون ال لماذا                 -

حبيبتي. يا محدد موقف بل                 -

هو؟ ما                 -

عملي. أؤدي أن هو موقفي حادثتك، طالما                 -

واجبك. وتؤدي عملك تؤدي أن بين كبير الفرق                 -

Page 76: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

واجبي. هو عملي                 -

إنسانا. أريدك                 -

الليل؟ نجمة يا العقيم للجدل أنعود                 -

المعMMMذبين بأسMMMى يشMMMعر الMMMذي هMMMو الحقيقي اإلنسMMMان                 -والمضطهدين.

مباغتة: شراسة في قال

على الحبMMل لهم تMMرك لMMو المضMMطهدين هMMؤالء أن تفهمي أن يجب     -أيضا. أنت وحياتك حياتي على لقضوا الغارب

غريب: بهدوء قالت

واجبك. تؤدي أن المهم يهم، ال هذا                 -

ثورة: في صاح                 -

آلة في صغير ترس الكبير، الجيش هذا في فرد مجرد أكون؟ من وأنا     -تعالي. القديم؟ حبنا أين سفره؟ من عائدا زوجا تقابلين أهكذا ضخمة،

ولMMو وبMMه، بي تلعب الملعونMMة هذه لنفسي قلت الخاصة، حجرتهما إلى ودلفا الحقيقي النقMMاء إن أفكMMاري، كMMل لتسMMممت ذلMMك من أكMMثر جوارها إلى عشت أحMMرارا، الرجال يعيش حيث الجبال، سفوح على هناك بل المدن، في هنا ليس

ممكنة. فرصة أقرب في أرحل أن يجب السالح، أكتافهم وعلى

وقال: نافذة نظرات الغداء طعام أثناء الظهر عند الضابط إلي نظر

الجديد؟ الخادم هو هذا هل                 -

عمله. في مخلص كفء إنه نعم،                 -

أنت؟ مقاطعة أية من                 -

آلتاي. مقاطعة من ، تورسون اسمي                 -

الشMMجر أوراق يأكMMل الخMMارج في والشMMعب الطعMMام، بMMأطيب عامرة المائدة مفتوحMMة بعيMMون ينظMMرون المسMMاكين واألطفMMال جوعا، ويتضور الفتات ويلتقط

الغزاة. بيوت إلى تنقل أو العربات، في تشحن الخيرات إلى اآلخر، على

Page 77: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

المائدة. على الموضوعة السكاكين إلى أنظر وأنا رأسي، دارت

تورسون. يا أنت تنصرف أن تستطيع                 -

المهادنMMة، يعMMرف ال الثائر كالثمل، أتخبط المطبخ إلى وعدت رقة، في قالها تMMدفعني وعقائMMده للدين وحربهم الحطب، النار تأكل كما قلبي تأكل والكراهية

لله. ثأر ولكنه بي، خاصا األمر ليس حماقة، أية أرتكب ألن

 

* * *

 

(10)

 

على اسMMتولى غMMريم عMMدو، مجMMرد ليس إنه أعدائي، أحد بيت في أعيش إني آلMMة، إلى لتحMMولت عام المكان هذا في علي مضى لو إلي يخيل أحب، كنت من والهدوء والملبس الطعام وتوافر الهادئة فالحياة الليل، بنجمة شبيه إنسان إلى

مشكلة والجهاد، الثورية روح اإلنسان في يقتل كهذا جميل عيش إلى والركون من أخجMل أصMبحت حMادة، غريبة أشواقا الليل نجمة عيني في أرى أنني أخرى

أفكر الليالي من كثير في نفسي وأجد منها، أهرب األحيان أغلب وفي نظراتها، بMاألمس وخطايMا، نMزوات من شMياطين تسMكنه الMبيت هMذا عليهMا، وأغار فيها،

شك ال الليل نجمة كانت بالنابل، الحابل اختلط راقصة، حفلة البيت في أقيمت وشMMرب مراقصMMتها، يريMMدون الضMMباط كMMل تالحقهMMا، العيMMون الحفل، نجمة هي

أن بعMMد يترنح فخرج عاجلة لمهمة استدعوه الفجر في لكنهم ثمل، حتى زوجها ازداد غرفMMتي، إلى تMMأتي وجMMدتها لكMMني عاديا، يبدو األمر سميكا، معطفا ارتدىتقتربان.. شفتيها ووجدت بذراعيها أحاطتني السهر، كثرة من شحوبا وجهها

اإلفطار. طعام أعد أن سيدتي.. يجب                 -

سيدتك. لست وأنا شيئا، أشتهي لست                 -

عيون. كله القصر                 -

الصبر. أستطيع ال                 -

ذلك؟ معنى ما                 -

Page 78: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

تفهم؟ أال                 -

الخيانة. أكره وأنا                 -

خطيئة. ليست الخائن خيانة                 -

الله. أعرف مسلم رجل وأنا                 -

العطMMف من نوعMMا تقMMدم أن تريMMد أم زوجهMMا، من االنتقMMام تريMMد كMMانت هMMل أهMMرب وأنا توسل، في بيدي وأمسكت وتمرد؟ ثار القديم الحب أهو أوالشفقة،

انفعال: في وهمست مقامتي، تضعف ان مخافة ولمساتها نظراتها من

وجوعا. عذابا يتضورون رجال الجبال سفوح على                 -

حياتهم. يعيشون لكنهم حقا، رجال هم                 -

الله. أباحها التي الحدود في                 -

مهددة: وقالت مفترس جائع كذئب نظرت

عقوبتك. أستطيع أنني تعرف أنت                 -

الحب؟ هو أهذا                 -

نعم.                 -

والظالم، الصMMمت ويلفك الرهيبة، سجونهم من سجن يضمك عندما     - إلى تقضMMيها بMMدقائق تحلم سMMوف عنMMدها جسMMدك، على السMMياط وتهMMويجواري.

ثقة: في لها قلت

للموت. نفسي نذرت لقد                 -

الحقيقي. زوجي أنت بالنار، تلعب أنت                 -

ظاهريا. أمرا إسالمه كان وإن أسلم، رجل عصمة في لكنك                 -

هنا؟ إلى أتيت لماذا إذن                 -

طMMوال االنتقMMام في أفكMMر كنت لقMMد أتيت؟ لمMMاذا صMMحيح، السMMؤال، بMMاغتني أحMMاول حقيقMMة هنMMاك قلMMبي، ودق االنتقMMام؟ أين لكن المعتدين، هؤالء حياتيمن

Page 79: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

يمت القصMMر هMMذا إلى المجيء قبMMولي إن الليل، نجمة أحب كنت لقد إخفاءها، أفكMMر وبقيت اليMMوم، طMMوال أرها لم وانصرفت، بصلة،وتركتني الخرى هي إليها أحMMد الغMMابر الزمن في لي قال الغريب، أرضنا في وتحكم الحال؟ ساءت لماذا

"كاشغر": مسجد خطباء

ذل، تركMMه ومن عMMز، بMMه تمسMMك فمن العMMزة، هMMو اإلسالم إن بني يا     - والعبث، واالسMMترخاء الدعة عليها وغلبت عميق، نوم في استسلمت وبالدنا الغMMنى طغى لقMMد بMMني عMMروة... يMMا عMMروة الMMدين عن ينسMMلون الناس وأخذ

والجهMMل، والفقMMر الفسMMاد وعم لألمMMراء العلمMMاء ورضMMخ الحكمMMة وضMMاعتأيضا: االنهيار. وقال بداية هو هذا بني يا المعاصي، وانتشرت

ابلقMMوة يعتصMMمون وهم أعMMداء، الغMMرب وفي اعMMداء الشMMرق في إن     -وحدها. تصمد ال القديمة واألمجاد قديمة، بأمجاد نعتصم ونحن والكثرة،

لي: وقال

والمظMMالم، الحMMروب تنهكهMMا تركيMMا ممزقMMون، المسMMلمون بMMني، يMMا     - والمسMMلمون واحدة، ملة والكفر صامتون، العدو خيل سنابك تحت والعرب

يكMMون ولمMMاذا النصMMر، يكMMون لمMMاذا تفسMMر أن تسMMتطيع وبMMذلك عMMدة، ملMMلالهزيمة.

نيMMاز خوجMMة يرددهMMا كان كثيرة أخرى وكلمات جيدا، الكلمات هذه أتذكر إني المMوت سMاحة وفي شMجعانا، مؤمMنين كMانوا وغيرهمMا، خات شريف والجنرال

نMMزوات من نMMزوة القصMMركان لهMMا مجيMMئي أن شMMك ال خMMوف، دون اللMMه لقMMوا شيئا، أفعل أن بعد لكن الفور، على أرحل أن يجب أرحل، أن ويجب الشيطان،

بالجبال. الرجال إلى بالذهاب أسرع وبعدها هنا، أضعته الذي الوقت مقابل

الرجMMال يجمMMع الشMMجعان رجالنMMا أحMMد بMMاتور عثمMMان العظيم البطل إن يقالهنا؟ أبقى فلماذا جديدة، لثورة ويستعد

في تختمMMر الMMتي المعMMاني تطمس أن زوجها غياب أثناء الليل نجمة وحاولت إغراء الليل فلنجمة أقاوم، أن الصعب من كان أقاوم، كنت لكني ورأسي قلبي

سMMوى تعMMني ال العجيبMMة السيطرة هذه الضابط على سيطرتها إن قاتل، وع منالقوة. غاية في امراة أنها

لها: يقول سمعته منزعجا، مرهقا كان يومين، بعد الضابط وعاد

جمة. متاعب أبواب على إننا                 -

لماذا؟                 -

Page 80: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

العصابات. حرب بدأوا والثوار باتور عثمان                 -

هزيمتكم؟ على قادرون أنهم تظن هل يضيرك، وماذا                 -

ويقتلMMون الضMMباط، ويخطفMMون الصMMناعية، المراكMMز يMMداهمون إنهم     -عليهم. القضاء ألمكن مكشوفة معركة في كانوا لو الكثيرين،

والشMMراب الطعMMام في منهمكا كان اخفته، لكنها الفرح بريق عينيها في وبدا في للتMMنزه وحMMدهما معMMه خMMرجت أنهMMا علمت المساء وفي التفكير، في غارقا الليMMل منتصMMف عنMMد لكن الخMMارج، في بقاؤهمMMا وطال الخاصة، الحدائق إحدى مMMاذا االسMMتخبارات، ورئيس بالضMMباط القصر وامتأل كبرى، ضجة تصحبها عادت تبكي وهي القصMMر، إلى قاتلMMة.. فحملMMوه برصاصMMة زوجهMMا أصMMيب لقMMد جرى؟

وتقول: شعرها، وتشد وتصرخ

صوب وهرول جواده وركب الرصاص أطلق ... لقد القاتل رأيت لقد     -آالف... عشرة بين من أميزه أن النهر.. أستطيع

وأخMMذوا الحضMMور، أعين في والضMMيق الغضMMب وبMMان وتولMMول، تصMMيح وكانت تهMMدئتها، يحMMاولون كMMانوا دموعهMMا، في غارقMMة وهي الحزينة األرملة يستجوبون

في فيهم المشMMتبه كMMل واعتقMMال واالنتقMMام، الثMMأر على تحرضMMهم كMMانت لكنهMMاأورومجي.

االستخبارات: رجل وقال

بMMاتور عثمMMان رجMMال إن أورومجي، في اليوم الثالث الحادث هو هذا     - قلت لقMMد العنMMف، من والمزيMMد العنMMف، سMMوى حMMل ال االضطرابات، يثيرون

نظMMري وجهة يرفضون لكنهم أمره، في يشتبه تركستاني كل نقتل أن يجب لن الخونة، ألتقط كيف أعرف أنا أمرهم، في مشتبه التركستانيين جميع أن

أورومجي. في الطوارئ حالة أعلنا وقد عقاب، ون تمر األحداث هذه أترك

لكن لهMMا، يMMرثى والتعب واأللم الحMMزن من حالMMة في الليMMل نجمMMة وكMMانت  التعازي ويقدمون ويجيئون يروحون كانوا القتيل رفاق من الكثيرين أن الغريب يطمعMMون كMMانوا الكثMMيرون واألمMMل، الفرح عيونهم في أرى وكنت الليل، لنجمة

أن النهاية في الليل نجمة وقررت بعد، تجف لم القتيل دماء أن من بالرغم فيها المدينMMة، في اإلشMMاعات وكMMثرت أحMMدا، فيMMه تقابMMل ال أسMMبوعا بيتها في تعتكف وبMMدا شMMديد، ضMMيق من يعMMانون األجانب الضباط وكان الخوف، من جو وسادها لكن القصMMر، ذلMMك من الرحيMMل وشMMك على كنت لقد كاألرانب، والنمور األسود

تMMدخل وجMMدتها مسMMاء وذات أنتظMMر، أن يجب حسMMنا رحيلي، أخMMر الحMMادث هذاأهمهم: وأنا واقفا انتفضت غرفتي،

Page 81: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

سيدتي.                 -

تطرفان: ال ثابتتين بعينين إلي نظرت

القاتل؟ تعرف أال                 -

من؟                 -

قتلته. الذي أنا حسنا،                 -

نجمة؟ يا أنت                 -

وقالت: شماتة في ضحكت

لماذا؟ أتدري نعم،                 -

واستطردت بكلمة أنطق فلم لحديثها، مذهوال وكنت توتر، في تتحدث كانتتقول: وهي

اعترف لقد رهيبة، عملية كانت الثوار، من بعشرة أوقع كمينا قاد لقد     - ذلMMك قبMMل وعدني لقد األوامر، مخالفة يستطيع ال بأنه ذلك وبرر بنفسه، لي عليMMه يبد لم مضاجعتي، حاول أنم، لم وليلتها التموينية، لإلمدادات يتفرغ أن

وتصورت.. مMMاذا شيئا، يفعل لم وكأنه ويحك يمرح كان انفعال، أو تأثر أدنى أخذتMه، العشMرة، الثMوار هMؤالء أحMد حضMرت مراد مصطفى يا أنت كنت لو

من الكثMMير وروى سMMعيدا، كMMان النخب، ونشMMرب بانتصMMارك لنحتفMMل قلت إزعاجMMا لهم يسMMبب بMMاتور عثمان إن للثوار، أعدوه وعما الناجحة، العمليات

كبيرا..

مسدسMMا، تنMMاولت الداخل، من السور بجوار ومررنا الحديقة، إلى ونزلنا ، آه جMMزاء والقتMMل خMMائن، أنت أحاكمMMك، إنني قلت الخلف، من أهاجمه لم واجهته، اثبت كمجنونMMة، فيMMه صMMرخت أمزح، أنني يظن كان يقهقه، أخذ والغدر، الخيانة تصل فلم مسلم، أنك زعمت حينما كذبت الكذب، هي الكبرى الجريمة مكانك،

حيMMوان، سMMوى تكن لم أنت الحMMرب، تكره إنك قلت حين وكذبت واحدة، ركعة ..قMMف.. ال عنهMMا، االسMMتغناء يمكنMMك وال أدمنتهMMا الMMتي كالكMMأس لك بالنسبة وأنا

أنMMه تصMMور المMMوع، عينيه في رأيت ركبتيه، على ركع وجهه، شحب لقد تتحرك، عينيMه أغمض بالدنMا؟ في بMك أتى الMذي مMا ببكائMه، تلMذذت ما لشد يبكي، كان

متوسال: وقال

أعود أال بشرفي أعدك أحببتك، مثلما أحدا أحب لم نجمة، يا أحبك أنا     -حياتي. في شيء كل أنت الجيش، من طردوني لوو لمثلها

Page 82: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

أقول: وأنا الزناد على وضغطت ضحكت

كثMMيرة. وخطايMMا قMMاذورات من يطهMMرك لMMك وقتلي أحبMMك، وأنMMا     -ضحيتك. راحوا الذين التعساء بعدد طلقات خذ..خذ...خذ..خمس

دموعها: وانهمرت

حدث؟ ما عرفوا لو عني قومول أهل يقول ماذا                 -

كأس: يدها وفي وعادت الخارج، إلى جرت ثم

نMMتزوج ولسوف الخمر، شرب على عودني الملعون معذرة،                 -كيف؟ ولكن حبيبي، يا

عصبية: في تقهقه وهي تقول أخذت ثم الكأس، ورمت

المخلصMMين، أصMMدقائه أحMMد بMMالزواج، لي ألمح أصMMدقائه أحد                 -أحجار. من قلوبهم هنا الضباط تصور

األبريMMاء يسMMوق أورومجي في االسMMتخبارات رئيس كMMان تعسة، أيما وقضينا القاتMMل، عن بحثMMا اثMMنين أو واحدا يعدم كان يوم وكل المعتقل، إلى المشبوهين

أو الثMMوار بعض عليهMMا ويعرضMMون الليMMل نجمMMة إلى يMMأتون كMMانوا آلخMMر آن ومن والسMMجن القمMMع عمليMMات وزادت القاتMMل، هMMو أحMMدهم أن فتنكر فيهم المشتبه نشMMاط ازداد كمMMا الكMMبرى، المMMدن كافة في بل وحدها الطوارئ حالة واشتدت

الثوار.

لها: وقلت مساء ذات الليل نجمة إلى وذهبت

فيMMه وتMMدعين كبMMيرا راقصا حفال تقيمي أن وأرى الحداد، فترة انتهت قد - ها هMMو وينتهي القMMديم الحMMادث على سMMتارا نلقي الطريقMMة بهMMذه الكبار، من نخبة

الذي الصيني ذلك على خطبتك تعلني أن على تحرصي أن على ورأيي وقصته،يريدك.

غيظ: في قالت

أريدك. ألني قتلته لقد                 -

حقيقة.. تحبينني كنت إن الحفل هذا أريد وأنا                 -

لماذا؟                 -

Page 83: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

قائال: صدري إلى ضممتها ثم بشدة نحوي وجذبتها البضة بذراعيها أمسكت

لألبرياء. ننتقم أن يجب حبيبتي،                 -

كيف؟                 -

الثMMوار.. وعنMMدما أرسMMلها المتفجرات من ضخمة شحنة لدي                 -جحيم. إلى القصر سنحيل الحفل يكتمل

رأسها: هزت

ونحن؟                 -

ابتعدنا ما فإذا والغناء، والرقص الخمر في غارقين سنتركهم                 -االنفجار. وى القصر عن

نذهب: أين وإلى                 -

الشجعان. والرجال باتور عثمان هناك الجبال، إلى                 -

أغمغم: وأخذت مكان كل من تقبلني وأخذت بالفرح، وجهها أشرق

العربة وسائق الحادث، قبل بعيدا بها نبعث ان يجب العجوز الطباخة     - يخMMدمان الMMذان والصMMبيان ، مخرجMMا لMMه نجد أن يجب التعس المنغولي ذلك

وهو.. أنت بها لهوت طالما خاصة غرفة ليعدا الحديقة إلى بهما سنبعث

في وانطلقنMMا قويMMا، جMMوادا وركبنMMا دامسMMا، الليل كان الموعودة، الليلة وفي وإذا المشMMتعلة، النيران من كتلة القصر فإذا خلفنا ونظرنا القارس، الليل عتمة

كنMMا سMMاعة وبعMMد تتوالى، اإلنذار وصفارات الصراخ وإذا يضئ حوله من المكانالجبل. مشارف على

الجواد: فوق من أنزلها وأنا قلت

المناضلين. األحرار، مملكة سيظل الليل نجمة يا الجبل                 -

البرد: من ترتجف وهي قالت

سعيدة. أنا ما لشد                 -

قائال: ضحكت

خشنة. ثياب عن لنفسك تبحثي أن يجب                 -

Page 84: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

فجأة: الليل نجمة وسألتني

الMMوقت هMMذا في الجريئMMة العملية هذه في فكرت لماذا لكن                 -بالذات؟

آمن: ضيق منعطف إلى الجواد أسحب وأنا قلت

كنت أورومجي في إقMMامتي طMMوال األولى، المMMرة هي هMMذه ليسMMت     -باتور. عثمان بأوامر أتحرك كنت مشابهة، بعمليات أقوم

محملقتان.. وعيناها ساهمة إلي نظرت

مصMMيرك لكMMان الليلة حادث وفي زوجك في فعلت ما تفعلي لم ولو     -وظلمهم. غدرهم بنيران يحترقون الذين هؤالء كمصير

قائلة: صرخت

تقتلني؟ أكنت ماذا؟                 -

وهتفت: وخاتون، الضابط قصة تذكرت

أبوها. أنا                 -

الطويMMل السفر عن أخرى، أحاديث إلى وانصرفنا شيئا، الليل نجمة تفهم لمالجبال... في الثورة قائد باتور عثمان ولقاء

 

* * *

 

Page 85: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(11)

 

القمم وعلى الجبMMال، مغMMاور أقطMMع وأنا الراحة من قليل غير بقدر أحسست صدري أن أشعر الجو، برودة وتزيد اآلفاق، وتصفو السماء، من اإلنسان يقترب تمضMMي الليMMل ونجمMMة األجنحة، تنقصه طائر بأني أشعر وأكثر، اكثر شعبه تتفتح فبMMدا الشاحب وجهها الشمس لفحت لقد الجواد، ظهر على خلفي جواريأو إلى إنهMMا األمMMير، قصMMر في الماضية صورتها إلى تعود هي ها واحمرارا، سمرة أكثر

ببعض األولى األيMMام في أحسMMت القسMMوة، من شMMيء في ولكن مرحMMة سعيدة بغMMير شMMعرت الMMتركي، كالنظMMام سMMاخن حمMMام أخذ في مقدرتها لعدم الضيق،

تجد أال آلمها وربما جوارها، إلى الزينة أدوات تجد لم حينما االشمئزاز من قليل الجبMMال في فالناس القوم، علية من مساء صباح لها تنحني كانت التي الهامات

كMMانت بالعمMMل، يتعلMMق شMMيء كMMل في الرجال يشاركن والنسوة الفطرة، على ذكرتهMMا الMMتي المضMMايقات تلك وبرغم جديدة، شك ال حولها التي الجديدة البيئة

القصMMة، تكMMرر آلخMر آن ومن سMMعاتها، تخفى وال للتجربMMة، متحمMMة كانت أنها إال والكلمMMات الرجMMاء، التوسMMل، عينيMMه، في الMMرعب قتلتMMه... نظMMرات كيMMف

شفتيه. بين من تنسكب التي المستعطفة

جبMMال بلغنMMا شMMاقة رحلMMة وبعMMد فعلت، بمMMا فخMMر أيما فخورة أنها أدرك كنتآلتاي.

أن اسMMتطاع والMMذي األعMMداء دوخ الMMذي البطل باتور عثمان الجنرال مقر هنا صارم باتور عثمان وكان للعدو، المتشيعين البالد أبناء من الخونة ببعض يمسك

الحركة، هادئ وكان ما، لحد األنف كبير اللحية، كث الشارب، طويل النظرات، من الكثMMيرين وأعMMرف جيMMدا، أعرفMMه إنMMني التفكير، عميق الكالم، قليل وسيما السMMميكة أو الثقيلMMة المالبس يلبس وكMMان جMMواره، إلى يناضلون الذين الرجال يصMMمدون كMMانوا الرجMMال، هMMؤالء أعجب مMMا الجبMMال، في القMMارس للMMبرد اتقMMاء

منقطعة بشجاعة والمكاره الموت ويجابهون األعداء، الطبيعةومكائد لعواصف أكMMبر" أكبر... الله "الله الجبال يهز الذي شعارهم وكان سنوات، طوال النظير ذاك أو المركMز هMذا مMع أقضMي فكنت الثMوار، مراكMز من العديMد بالجبل وكان األعMMداء يرتكبها التي واالضطهاد المذابح تفاصيل لهم وأحكي الوقت، من فترة وكMMان الخاطفMMة، العمليات أو الهجمات بعض في وأشترك المواطنين، حق في

األصMMلية مجموعMMتي حيث بMMاتور، عثمMMان من قريبMMا أكMMون أن النهاية في هدفيدرغا... مصطفى مع هناك وسألتقي معها، وأعمل إليها، أنتمي التي

Page 86: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

بعض يسMMكنها الجبMMال في صMMغيرة قريMMة إلى ولجأنMMا الجواد، منا نفق وأخيرا هMMذه في وبقينMMا قليال، الMMدفء إلى يميMMل بMMدأ قد الجو كان والرعاة، المزارعين

ليال... بضع القرية

الليل: نجمة قالت

المسير؟ متى إلى                 -

لعائدين.                 -

مرهق. هذا                 -

الحرب. هي تلك                 -

ذلك. أعني ال                 -

تريدين. ماذا                 -

لنMMا لقMMاء آخر أتذكر الفرص، تغتنم ال دائما إنك نتزوج، أن آن                 -فعلت.... ليتك األمير، قصر في

وقتMMا هكMMذا وبقينMMا بخMMدها، ولصMMقتها يMMدي فأخMMذت حنMMان في بيدها أمسكتوحنانا. رقة تفيضان بعينين ونظرت طويال،

هكذا؟ نبقى متى إلى                 -

العلماء. أحد بالقرية أن شك ال                 -

عنه. أبحث سأجري                 -

لي. األمر هذا دعي                 -

السعادة. قمة في إنني                 -

نغامر. نحن                 -

مصطفى؟ يا ولم                 -

ونسعدهم؟ ويكبرون أوالدا ننجب حنى سنعيش أترى                 -

لله. األمر دع                 -

Page 87: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

وغنى الفتيات، فرقصت القرية، أهل فيه شاركنا جميال، مختصرا زواجنا كان وأكلنMMا القلMMوب، تهMMز الMMتي الحلMMوة طبMMولهم ودقت الجميلة، أغانيهم الرعاة لنا

نجمMMة وبMMاعت الMMزمن، من اختلسناها كأنما ممتعة أيام عشرة وقضينا وشربنا،المسير. واستأنفنا جوادين، واشترينا مجوهرات، من تمتلك ما الليل

كامMMل مجتمMMع إنهم سMMنعيش، الشMMجعان، حبيبMMتي. الرجMMال يا هناك     -الحرب. سوى شيئا يعرف ال الكل وأطفاله، ورجاله بنسائه

اللMMه، سMMبيل في فريضMMة الحMMرب والحرية، الحياة معناها هنا الحرب     -وأروع... أجمل حياة سنبأ بالدنا في سادة ونصبح ننتصر وعندما

وقالت: الغيوم توشحها التي اآلفاق إلى ونظرت ابتسمت

اآلن؟ نحياها التي الحياة هذه من وأروع أجمل أهناك                 -

لإلسMMالم، اإلسMMالم بالد وترجMMع السالم، يحل ... عندما حبيبتي يا نعم     - يجب إننا حقا، سعداء ونكون بالحياة، ننعم أن نستطيع عندذئ األعداء، ويفر

تركسMتان سMتكون وبينMك، بيني الذي الحب من أكبر كبير، لمعنى نعيش أن األغنيMMة روعMMة سMMر وأمثالنMMا وأنت أنMMا وسMMنكون خالMMدة، حب أغنيMMة كلهMMا

األرض. على الجنة هي تلك خلودها، وسر المقدسة،

 

* * *

 

Page 88: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(12)

 

 

آلتاي: بجبل حاشد اجتماع في باتور عثمان وقال الجبال، على كنا

الصناديد... الرجال أيها                 -

ألجيMMال، ربمMMا بالدنMMا، مسMMتقبل عليMMه ويتوقف ودقيق، عصيب يوم اليوم "إن من بتحMMريض الروس، قياصرة فينا طمع منذ طويل، األرض هذه على وصراعنا

عشMMرات من الصMMينين بصر امتد ومنذ المسيحية، ادعياء األوروبيين المتعصبين اإلسMالمية .. والمعارك البطوالت.. واألمجاد العظيمة.. أرض بالدنا إلى السنين

األمMMراء من غفلMMة في أرضMMنا، من قطعMMة عMMدو كMMل اجMMتزأ أن الخالMMدة.. منMMذ وإنمMMا كثMMيرا، الماضMMي عن الرجMMال أيهغMMا أتحMMدث أن أريMMد ال الالهين، والحكام

بناء ينهض وحدنا أكتافنا على أحد، لنا يحققه لن أرضنا تحرير إن أقول أن أردت الصMينيون علينMا وكMذب العMون، لنMا عرضMوا حينمMا الروس علينا كذب الحرية،

بالدكم تMMرون أنتم وهMMا واالستقالل، الحرية في الحلوة األمنيات لنا زوقوا حينما األلوف مئات ويساق اإلعدام، ساحات إلى اآلالف ويساق والنار، بالحديد تحكم

قMMادة العظMMام وقادتنMMا بأسMMرها، تركسMMتانية أسMMر أبيMMدت لقMMد المعتقالت، إلى قتلMMوا وإنمMا العMدو، أيMMدي في وقعMوا عنMMدما حMرب كأسرى يعاملوا لم التحرير

وهم الطيبMMة، أرضنا أنجبت من خير وهم وشرفهم، سمعتهم ولوثت قتلة، أشنع القMMرى المقاطعMMات في أبنائنMMا من ضMMائع مخMMدوع جيMMل خلMMق يحMMاولون اآلن

بالدنا." في والتقدم العلم نشر يريدون أنهم ويزعمون والمدن،

ي في العMMدوان ونكMMره أرضMMنا، تحريMMر أجMMل من نحMMارب األبطال! إننMMا "أيهاالعريق. الحضاري وتراثنا الحنيف، اإلسالمي ديننا عن وندافع صوره، من صورة

تقصMMم حMMتى ضMMربتنا نضMMرب أن وعلينMMا الله، سبيل في جهاد اليوم حربنا إن وال أحMMدا، تعMMادي ال فبالدنا للجميع، أصدقاء فسنكون نتحرر وعندما العدو، ظهر جMMديرا شMMعبا ألسMMنا لنMMا، تكون أن يجب واألمجاد بالخيرات غنية أحد، في طمع

قاموا بها، قمنا التي العصابات حرب على القضاء من العدو يئس لقد بالحرية؟ من مناص ال واليوم وانتقامهم، بغيهم الشعب على وسطوا األهالي فتك بحملة

الكبرى.." الشاملة الحرب

تزحMMف الجمMMوع أخMMذت التاليMMة األيMMام وفي والتكبMMير، بالهتاف الرجال ودوى من أميMMال بضMMعة على وأصبحنا ذعر، في تتراجع العدو قوات كانت كبيرا، زحفا

Page 89: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

في الباقيMMة العMMدو لقMMوات الضMMربات تكيMMل الشMMعب قMMوات فأخذت أورومجي، وكشMف الغربيMة، تركسMتان إلى القMوات تلMك وتMراجعت الشرقية، التركستان

ظهMMر فقMMد االحتالل، وطMMأة تحت مختفية كانت عجيبة، حقائق عن العدو تقهقر تركسMMتانية عMMائالت هناك أن تقهقرهم أثناء العدو تركها التي السجالت من فعال

االعتقMMال معسMMكرات في المعتقلين عMMدد بلMMغ كمMMا تمامMMا، اختفت قMMد بأكملهMMا قصصMMا االنسMMحاب بعMMد عنهم أفMMرج الMMذين المعتقلMMون روى وقد ألف، ثالثمائة

وكMMانت االعتقال، معسكرات في له تعرضوا الذي الوحشي التعذيب من رهيبة يعMMثر ولم األبMMدان، لهولMMه تقشMMعر ممMMا عنهم المفرج هؤالء رسمها التي الصور إبادتهMا على ويعملMون يخفونهMا كMانوا فقMد شMهدائهم جثث على الضMحايا أهMل

المملMMوءة المنMMاجم أحMMد في جثMMتين على بالمصMMادفة عMMثر وقد عجيبة، بوسائل خMMان شMMريف والجMMنرال نياز خوجة للسيد أنهما بعد فيما تبين الخانقة بالغازات

إدارة تشMMغلها عمMMارة انهارت أن الشديدة لألمطار نتيجة حدث كما قواده، أحد بخصومهم، البطش في العدو عليها يعتمد كان )ج. ب. أو( والتي االستخبارات

يMMدل ممMMا هيكMMل، آالف ثالثة بلغت بشرية هياكل المبنى هذا أنقاض تحت ووجد فيMMه مMMاتوا وأنهم الشMMعب، ألفراد سجن المتهدم البناء تحت يوجد كان أنه على أبنMMاء وخMMرج مصMMيرهم، عن يسMMأل أو البMMاب لهم يفتح بMMأن أحMMد يعMMني أن دون

لها. مثيل ال التي المأساة ليشهدوا الطوائف كل من التركستاني الشعب

عينيها: من تنهمر والدموع الليل نجمة قالت

في أسMMتطرد أن أسMMتطيع ال مصMMطفى يMMا إنMMني هMMؤالء؟ مMMات كيMMف     - المظلمMMMMة.... آه... الحجMMMMرات القسMMMMوة؟ منتهى هMMMMذا أليس خيMMMMاالتي، الخارقMMة... كMMان أحد... الجوع.. الظمأ... السMMياط يلبيها ال التي االستغاثات

أن إلهي! أيمكن قلبMMه.. يMMا وهبهMMا وبفتMMاة وأطفالMMه، بزوجMMة يحلم من فيهم كيف العدو؟ هذا منا يريد ماذا األعداء، على الله لعنة العالم؟ في هذا يحدث المتعانقMMة، الهياكMMل انظر البشع؟ الفعل هذا فعلوا قوم وراء من خير يرجى القرفصاء، ميتة ماتت هياكل وهناك بعضا، بعضهم يحتضنون وهم ماتوا إنهم

أتعس في وهم اللMMه إلى يتضMMرعون كMMانوا شMMديدا، كMMان الMMبرد أن شMMك ال الجميلMMة بالدنMMا في والجبال الغابات في طلقاء عاشوا الذين هؤالء األوصاع،

الكافرين.. على الرهيبة... اللعنة الصور هذه على يوتون

قائال: بيدها أمسكت

نفسك. تعذبي ال بعدها، بشيء يشعر ال اإلنسان يموت عندما                 -

أعماقنMMا في تتولMMد حMMتى نتMMألم، أن ويجب نحن، لنMMا العMMذاب                 -الطغاة... لكل خالدة كراهية طاقة

مكان.. كل في نطاردهم إننا عزيزتي،                 -

Page 90: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

وقالت: دموعها الليل نجمة وجففت

معكم. السير في االستمرار أستطيع ال ، مصطفى يا                 -

لماذا؟                 -

جنينا. أحشائي بين أن يبدو                 -

نجمMMة إلى ونظMMرت والمطMMر، الشMMمس تحت المعMMثرة الهياكMMل إلى نظMMرتأذنها: في وهمست المتألم، الشاحب ووجهها الليل

نياز. خوجة نسميه فسوف بولد الله رزقنا إذا                 -

فيه. وقلت: سنقيم الذي البيت غلى وأخذتها مرارة في ابتسمت

بالمعMMادن الغنيMMتين وآلتMMاي إيلي مقMMاطعتي إن أسMMبوع، بعMMد أرحMMل سMMوفالعدو. أيدي من ننتزعهما أن يجب والثروات

بMMاتور عثمان بنا والتقى األدبار، يولون واألعداء القاسية، المعارك واستمرتوقال: القادة، من قليل غير عددا ضم خاص لقاء في

لتركستان؟ الصيني الحاكم فعله بما علمتم الرجال! هل أيها                 -

المعهو: بهدوئه وقال إليه، أبصارنا تركزت

حلفائه. على يقبض إنه                 -

واحد: صوت في وصحنا مذهلة مفاجأة كانت

كيف؟                 -

قذرة. لعبة والمصالح السياسة لعبة                 -

أنقذوه. الذين وهم حلفاؤه لكنهم                 -

بملك البالد.. كان ويستغلوا وليستغلوه ليملكوه، أنقذوه نعم                 -يحكم. وال

يفلت أن يستطع ولم بحلفائه ذرعا ضاق قد الصيني الحاكم ان واضحا وكان أن وبعMMد منهم، األكMMبر العMMدد رحيMMل بعMMد إال وخMMبرائهم مستشMMاريهم أسMMر من

الفرصMة، فMانتهز هاربMة، وتفMر جحافلهم تبدد أن باتور عثمان قوات استطاعت العMMون منMMه ويطلب ويتأسMMف يعتMMذر لزعيمMMه وأرسMMل الحلفاء، الرعايا واعتقل

Page 91: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

أن بعMMد الصMMينيين مMMع ديدة لجولة نستعد أن وعلينا له، مبدأ ال الحاكم إن ضدنا،حلفاءهم. هزمنا

نفسMMه بتقديم السالح حمل على قادر كل بتكليف عاما أمرا قيادتنا وأصدرت إنMMذارا بMMاتور عثمMان بعث ثم الصينيين، الجرذان من البالد تطهير في لالشتراك

مصMMيرهم كان وإال قواته، مع البالد لمغادرة موعدا له وحدد الصيني الحاكم إلىالمحقق. الهالك ميعا

، جMMانب كMMل من تحاصMMره فقواتنMMا يفعMMل، مMMاذا يMMدري ال حMMائرا الحMMاكم كان خMMبر، عنهMMا يMMأت لم عاصMMمتهم شMMقيقه- إلى –ومنهم أرسMMلها الMMتي والرسMMل الفخMMر إلى تدعو عارمة ثورة في الخالص أجل من الموت إلى يتدافع والشعب

واإلعجاب.

حضرت. مصطفى يا ثالثة مرة نلتقي نحن ها                 -

درغا.. منصور العمر بصديق فإذا ونظرت

في البيضاء الشعرات أرى إني تغيرت، ما منصور.. لشد يا آه                 -منصور. يا باألحضان رأسك،

اليمMMنى، بيMMده مدفعMMه يMMدفع وأنMMه تتحMMرك، ال اليسMMرى ذراعMMه أن الحظتبالغ. حب في فاحتضنته

إال صMMلعاء بMMدت ورأسه وجهه، نضرة من الكثير ذهب لقد غليه، أنظر وعدت عينيMMه وفي العنيMMد، باإلصرار توحي رمادية بقيت لحيته لكن قليلة، شعرات من

يريم... ال حزن

منصور؟ يا أخبارك هي ما                 -

انتصرنا...                 -

شاف. غير جوابه أن هو وأدرك الحقيقة، هذه يجهل أحد يعد فلم ضحكت،

فMMاخرة، وليمMMة في الشMMاة تذبح كما ذبحوها ماتت، الغجرية وحبيبتي     - المفترسMMة الحيوانMMات وتMMدافع، تصMMرخ كMMانت كMMالوحوش، يتقاسمونها كانوا

هم... أما الرحمة، تعرف

بسبابته: يلوح وهو وأكمل

خيرا كان هربت، ما ليتني المعتقل، من فراري خبر ال... ال... وانتشر     - المنهMMار، المخMMابرات مبMMنى في عليهMMا عMMثروا التي الهياكل أحد أكون أن لي

Page 92: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

علي العثMMور في فشلوا وألنهم مكان، كل في عني بحثوا لقد لماذا؟ تسألني مامصMMيرهم، اآلن وأطفMMاال.. تسMMألني ورجMMاال نسMMاء كلهMMا أسMMرتي اختطفوا

أسف.. ذهبوا.. بكل فأقول

عيناه: ومعت

أحدا. يظلم ال من إلى - ذهبوا

وتمتم: الدموع وجفف

ذهبوا؟ الذين هؤالء من أسعد أني أتعتقد                 -

وقلت: بيده أمسكت

تراك.. أن تريد كانت الليل نجمة فغن بنا، هيا                 -

النسيان: عليها عفا قديمة قصة يتذكر كأنه إلي، نظر

الليل؟ نجمة                 -

نعم.. زوجتي.                 -

تعرف.. زوجتك؟...مستحيل... أنت                 -

وقلت: ثقة في ضحكت

رائعة.. فدائية عمليات عدة في معي اشتركت لقد                 -

وقال: لتوه عاد جريح صحفي جوارنا إلى يجلس وكان

حضرت؟ مراد مصطفى أأنت                 -

نعم.                 -

وقال: سعادة في الصحفي وضحك

وقومMMول وكاشMMغر آلتMMاي وفي أورومجي في منشMMور هنMMا                 -بخصوصكما..

تعني؟ ماذا                 -

Page 93: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

أكنتمMMا سMMواء الليMMل نجمة على أو عليك يقبض لمن الذهب من مبلغ     -رائعة. صحفية مادة قصتك إن أنت؟ هو إذا أمواتا، أو أحياء

مقهقها: هتف الذي الصحفي إلى وأشرت كتفي، إلى ونظرت

األولى. الشرف نجمة                 -

باتور. عثمان من صديقي يا نعم                 -

الدنيا؟ أعجب الصيني.. ما الحاكم من الحكم وحكم                 -

درغا. منصور جواري وإلى الوانية، أشعته يرسل القمر كان

منصور: غمغم

نماذج إلى تحولوا أو األمراء وتبدد قتلوه، وأظنهم قومول، أمير مات     - وتفMور تمMوج الMدنيا األنحMاء، كMل في نسMاؤهم وانفMرط والتعاسMة، للشقاءمحاربين.. العمر نقضي أن علينا كتب لكأنما لها، نهاية ال بأحداث

منصور.. يا الله، سبيل في الجهاد من أشرف هناك ليس                 -

الجميلMMة األيMMام واتMMذكر نفسMMي، إلى أفيMMق أحيانMMا لكMMني أعMMرف،     - يشMMقى أن بد ال هل هذا؟ كل ذهب لماذا والغدير، واألهل البريئة، والطفولة

نحن هMMا مصMMطفى؟ يا السعادة هي وأين السعادة؟ ينابيع يبلغ حتى اإلنسان ينتMMابني أحيانا هينا، أمرا أصبح والهزائم االنتصارات لكثرة األمر لكن ننتصر،

تمMMوت لمMMاذا كإنسMMان، اإلنسMMان في فجعت الشعور... اعذرني... فقMMد هذا وعشMMيرتي؟ وإخMMوتي أمي دمMMاء وتراق أبي؟ العجوز يموت ولماذا زوجتي؟

صMMوته يعلMMو أبي وكMMان القMMرآن، من آيات ببضع يتمتمون كانوا إنهم لي قيل مصMMطفى.. أريMMد يضMMحكون؟ يضحكون.. لماذا الجالدون كان الكرسي، بآية الوحMوش؟ هMؤالء مMع عاشMت كيMف أسMألها أن أريد الليل، بنجمة ألتقي أن

بشرا؟ أكانوا وشاربتهم؟ آكلتهم كيف

الMMتي الحMMزن نوبMMات وأن أهلMMه، وأصMMاب أصMMابه لما متألم منصور أن أدركتبعقله. تذهب وتكاد ثائرته، تثير آلخر وقت من به تحل

وهمست: مودة في كتفه على فربت

بالله؟ أتؤمن                 -

نعم.                 -

Page 94: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

يغمغم: أخذ ثم دموعه، انهمرت                 -

�ذ�ين�                 - �ذ�ا )ال �هjم� إ �ت ص�اب� �ة� أ jوا مjص�يب ا ق�ال �MMن� ه� إ �MMل� ا ل �MMن� ه� و�إ �MMي� �ل ( إ ون� jMMاج�ع ر�

( 156)البقرة:

-

 

* * *

 

 

Page 95: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(13)

   

 

جنون: في وصرخ شفتيه، وزم قبضته، كور

اليائسة. اإلرادة تسحقني                 -

سخط: في واستطرد األكبر، تركستان خاكم قاله ما هذا

أحمي لكي الصين مساعدة على أو خلفائنا على أعتمد أن علي كان     - أن واستطعت وحدي قط وقفت ما التركستاني، الشعب ثورة من سلطاني

على متكئMMا حيMMاتي طMMول أبقى أن معنMMاه ذلMك؟ معMنى انتصار.. ما أي أنجزالسعادة. بيرح التنسم أو بالراحة قط أشعر لم لذالك حليفي، ذراع

قائال: الكبار الصينيين الجنراالت أحد رد

صديقا. الشرقية التركستان شعب نتخذ أن في قط نفكر لم                 -

مرة كل صديقين، يكونا أن يمكن ال والمهزوم الغازي مستحيل، هذا     - طريMMق هنMMاك يكن والقسMMوة... لم بالعنف المقاومة أسكت أن أحاول كنت

انظMMر.. الجبMMال غMMير، ال صواب أنه أعتقد ما أفعل إنني ساذجا، آخر.. لست يMMف لم وإذا حلفائنا، من العون انهيار بعد والرجال، بالرصاص تمطرنا حولنا

عرفتهMMا مذبحMMة أشMMهر في هنا وسنذبح أورومجي، فستسقط بوعده زعيمناتركستان.. أرض

وحMMده وجلس منفعال، ثائرا كان الخاصة، استراحته إلى الحاكم وعاد     - فتاتMه وجMد رأسMه رفع عندما لكنه قصر، أم الوقت به أطال يدري وال يفكر،دهشة: في وتمتم وكأسان، زجاجة يدها وفي تقف

هكذا: واقفة وأنت متى منذ                 -

ساعة. نصف حوالي                 -

صمتك. يعذبني ما لشد تتكلمي، لم إلهي! ولماذا يا                 -

Page 96: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

منهMا، الMرغم على الحMMاكم مMMع تعيش أن على مرغمMة تركستانية فتاة كانت منMMذ هنMMا ولكنهMMا األولى الفتMMاة هي ليسMMت وأسMMرتها، نفسها بذلك تحمي كانت

أن المفMMروض كMMان دائمMMا، صMMامتة هي بعMMد، يكلمهMMا لم الMMرئيس إن شMMهور، تفتح تكMMاد فال هMMذه أمMMا ثرثارات، النساء كل له، يحلو كان صمتها لكن يطردها،

لها: وقال ممكنة، كلمات أقل في سؤال على لتجيب إال فمها

معي؟ ستأتين أم تبقين فهل هنا من رحلنا إذا                 -

سيدي. يا أمرك طوع إنني                 -

إليه. يرمي ما تفهم لم أنها يبدو

عندئذ... التركستانيون يهزمنا .. قد حسنا                 -

بسذاجة: وقالت إليه، نظرت لكنها حديثه، يكمل ولم

مثلي. بامرأة تفكر ولن سيدي، يا بنفسك ستنجو عندئذ                 -

لماذا؟                 -

أكون؟ من وأنا الطريق، طول على كثيرا النساء                 -

وقال: رأسه هز

إذن؟ هنا ستبقين                 -

هدوء: بكل أجابت

ويأخذوني. أهلي يأتي حتى نعم،                 -

وصرخ: واحدة بضربة والكأسين بالزجاج أطاح

قلوب. بال معي تعيشون كلكم                 -

واجبي؟ في قصرت أتراني عنه، تتكلم ما أفهم ال إنني                 -

حمقاء.. يا الواجب عن أتكلم ال أنا                 -

سيدي؟ يا إذن تتكلم عم                 -

الحب.. عن                 -

Page 97: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

تتكلم... ولم بالهة في نظرت                 -

أو الخMMوف بMMدافع يتحركMMون هنMMا والنMMاس الخMMوف، يسMMودها كلهMMا "الحيMMاة في حيMMاتهم أن يشMMعرون عندما المعركة، في الصينيون الجنود حتى المصلحة،

من الشMMفاعة ويطلبMMون مسMMتغيثين ويهتفMMون األرض على يركعMMون خطMMر، األعMMMداء دين ويعتنMMMق لإلسMMMالم، بحياتMMMه يهMMMرب وبعضMMMهم التركسMMMتانيين،

يسMMيطروا أن بثمن.. إمMMا جيوشMMهم ويرسلون يعانونني والحلفاء التركستانيين، لم نفسي وأنا لهم، أنصارا يكسبوا أو الخام علىالمواد يستولوا أو السلطة على

لهم..." والئي أعلنت أن بعد إال لمساعدتي يتقدموا

الفتاة: إلى ثانية مرة والتفت

الجحيم. إلى اذهبي                 -

القصر؟ من أخرج                 -

الجحيم؟ تعرفين أال                 -

ولكMMMني بالضMMMبط، مكانMMMه أعMMMرف الجحيم... الجحيم... ال                 -أسأل... أن أستطيع

وهتف: سخرية في قهقه

حمقاء.. يا انصرفي                 -

تقول: إليه عادت باالنصراف، همت وعندما

األشرار يأوي حيث اآلخرة في هنا، الجحيم سيدي، يا تذكرت                 -الله.. وأعداء والكفرة

وقال: ذاهلتين بعينين إليها ونظر المقعد، على استرخى

هناك. إلى اذهبي                 -

بعد. أمت لم لكني                 -

وبقيت ليلMMتين، منذ ينم لم أنه على يدل غطيطه كان عميق، سبات في وراحواقفة: بها فإذا ونظر، ضجة على أفاق ثم واقفة، الفتاة

أتيت؟ داهية أي من                 -

Page 98: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

، سيدي يا نسيت سيبريا.. هل أطراف من الشمال، أقصى من جئت     - بي.. وبقيMMة .. أعجبت زياراتMMك إحMMدى في والفواكه الكؤوس لك أقدم كنت

وأبحث الشMMمال، إلى فسأذهب هنا، من أنت رحلت تعرفها.. إذا أنت القصةوأمي. أبي عن

على وأجلسMMها المقعMMد، إلى متعلمMMة،جرهMMا غMMير فاتنMMة جميلة كانت     - وشMMفتيها الرقيMMق أنفهMMا ويالمس تدلMMه، في شعرها على يربت وأخذ ركبتيه،

وتمتم: وردي حلم في وكأنه يقبلها ثم الواسعتين وعينيها الدسمتين،

زال أن بعMMد والحب الشMMباب ذهب لقMMد لشMMيء، يصMMلح لم الحMMاكم     - يحتضنها باهتة خياالت إال أذكر أعد ولم اسمك نسيت لقد والنفوذ، السلطان شMMيء دائمMMا.. وال بMMالموع.. والحMMرب االبتسMMامات فيه تختلط التي الماضي

الحرب.. غير

حرب: أركان ضابط ويدخل وتخرج، الفتاة فتنحني الباب، على دقات دقت

يحاصMMرون المسMMلمون والتركسMMتانيون تصMMل، لم النجMMدة سMMيدي،     -تقدم. أي نحرز لم ، المدينة خارج تدور الدامية والمعارك أورومجي،

الرجال. من بالمزيد ادفعوا                 -

االنسحاب؟ في تفكر أال                 -

تكMMون أتMMدريماذا وانسMMحبنا فكرنMMا إذا حماقMMة، االنسMMحاب                 -النتيجة؟

ماذا؟                 -

صوب، كل من علينا سيقضون جانب، كل من المسلمون سيختطفنا     - وتسMMتطيع محصنة، أورومجي جميعا، وسنموت تأكيد، بكل المعركة ونخسر

المMMوت.. حتى الصمود سوى وسيلة من هناك ليس طويلة، لفترة تصمد أنبذلك. القيادة وأبلغ النجدة.. اخرج تأتي أو

وقال: الضابط تلعثم                 -

رحلنا. إذا سالمتنا يؤكد باتور عثمان أرسله الذي اإلنذار إن                 -

وقال: ضحك

المحاربين. وعود في أثق ال أنا                 -

Page 99: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

سيدي. يا يكذبون ال إنهم لماذا؟                 -

وقال: قهقه                 -

مرة. ألف خدعناهم إننا                 -

لكنهم...                 -

قائال: الحاكم قاطعه

تسليم. وال انسحاب ال النهاية، حتى المقاومة انصرف،                 -

لهMا، حMد ال ووساوس ضيق من يعاني وحده الحاكم وبقي الضابط، وانصرف ينتحMMر، أن يجب بMMل يستسلم، أن يصح ال اليأس حافة من القائد يقترب وعندما فيMMه، أفكMMر مMMا هذا المعركة، أتون في بنفسه يقذف أن لالنتحار وسيلة وأفضل

الزعيم إن الوفاض، خالية أخي يعود ولن الصين، عاصمة إلى أخي أرسلت لقد حلفاؤنMMا، يبتلعهMMا أن ذلMMك أيدينا.. معMMنى من تفلت الشرقية تركستان يترك لن

آتية. بد ال النجدة

إليMMه تحمMMل ثانيMMة مرة الصامتة الفتاة عادت أفكارهإذ في منهمك هو وبينما قالت: أمامه الطعام وضعت أن وبعد الخمر، من أخرى وزجاجة الطعام بعض

أرحل. أن سيدي.أريد                 -

وقال: دهشة في إليها نظر

لماذا؟                 -

تقترب. والحرب خائفة، هنا إنني                 -

وقال: قهقه

نعم.                 -

تعيشي؟ أو تموتي أن قيمة وما                 -

أموت. أن أريد ال                 -

جواري؟ في تكوني يكفيأن أال                 -

. خادمة أو جارية مجرد وأنا كبير سيد أنت                 -

Page 100: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

ضMMاق لقMMد وسMMذاجتها، وصMMمتها وجهها له ويلذ يحبها غيظ،كان في إليها نظر وعاشMMر الفنانMMات، وجرب المتعلمات، جرب لقد النساء، من كثيرة بأنواع ذرعا

البلهاء هذه ولكن الجميع، مل الجديدة، أرضه إلى المهاجرات الصينيات وجربالخاصة. أحكامه يدري.. للقلب ال لماذا؟ أسيرة، منزلة قلبه في لها يزل لم

وقال: غيظه خف أن بعد أخرى نظرة إليها ونظر

الحياة؟ من تتمنين ماذا                 -

المراعي.. و.. أهلي.. حيث إلى أعود أن                 -

قائال: قاطعها

والحماية... والمالبس والطعام بالذهب سأغمرك معي؟ البقاء تريدين - أال

محتدا: فيها فصرخ وتنتحب، تبكي أخذت

المتمردة. أيتها بالسياط جلدك أشوي لسوف                 -

وقالت: ذعر، في عينيها جففت

إليك. أسيء أن في فكرت ما                 -

منه.. يخرجون ال أسود سجن إلى أهلك وسأسوق                 -

وقالت: باكية قدميه على فانكبت

خطأ. مني بدر عما أعتذر إنني الرحمة،                 -

اذهبي.                 -

ليالء.. باردة ليلة في المطر بلله كطائر ترتجف فخرجت                 -

 

 

 

* * *

 

Page 101: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

Page 102: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(14)

 

 

بأحMMدث مجهزة انتحارية فرق ست من المكونة النجدة الزعيم أرسل وأخيرا قMMوات لهMMا تصMMدت تركسMMتان حMMدود السMMتعبور الفMMرق حاولت وعندما أسلحة، من الصMMينية الفMMرق قائMMد وتقMMدم تخMMدعها، أن الصينية القوات فأرادت الحدود،

وقال: التركستاني القائد

حلفائMMه، مع وتشيع انحاز الذي الحاكم لتأديب إال نجئ لم إننا                 -منهم. بالدكم تطهير سوى نريد وال

ساخرا: التركستاني القائد قال

أوال. بالدكم فلتطهروا                 -

أيضا، قائدكم ومن أرضنامنهم تطهير على قادرون أننا سيدي يا تاكد     -غزو. أي ضد درع خير وهو بالإلسالم نعتصم إننا جيدا، نعرفه نحن

الصيني: القائد قال

أكبر. فرصة األعداء يعطي قواتي وجه في وقوفكم إن                 -

أعداء. أيضا أنتم                 -

الحاكم. بكم يفتك لسوف                 -

الهروب. يستطيع ولن أورومجي، في محاصر إنه                 -

الخطMMر هذا لكم ولنترك أتينا، حيث من نعود حسنا.. لسوف                 -بأنفسكم. تعالجوه كي الداهم

الصMMينية االنتحاريMMة الفرق وتقدمت الخدعة، ظهرت حتى قليلة أيام تمر ولم على بالقيMMاس جMMدا قليال عددهم وكان الحدود، حرس وداهمت غرة، حين على يعMMبرون الصينيين متكافئةجعلت غير معركة إنها الزاحفة، الصينية القوات عدد

من الكثMMير وفقMدت األهMالي، مقاومMMة من عانت ما الفرق هذه وعانت الحدود، الحMMاكم يقيم ؟أورومجيحيث من تقMMترب أن مرير جهاد بعد واستطاعت القتلى

Page 103: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

أعلن عندئMذ النظاميMة، بMاتور عثمMان قوات تحاصره كان إذ كالسجين، الصيني تزحMMف جديMMدة صينية جموع فأتت تماما، حلفائه عن تخليه عن الصيني الحاكم

وقواته: باتور عثمان لتواجه كالنمل،

باتور: عثمان قال

بع. أيأس لم الرجال! أنا أيها                 -

لهMMا أول ال التي الصينية الحشود بهذه الجنرال أيها لنا قبل ال                 -آخر. وال

ثقة. في باتور عثمان ابتسم

الجبل. الحنون... إلى القلب إلى                 -

كيف؟                 -

حضرت. مصطفى يا جديد من سنبدأ هناك ن                 -

سيدي..                 -

في أورومجي، حMMول المعركMMة تسMMتمر أن تريMMد تقMMول، مMMا أعMMرف     - نبقى أن منMMه األعظم عظيم، شMMيء هMMذا المMMوت، حMMتى نصMMمد أن اإلمكان

الجبال. إلى العودة الرجال في منهم.. أعلن اإلسالم أرض ونطهر أحياء

كنMMا اليMMأس، بنMMا يسMMتبد لم وأحزاننMMا، وقتالنا جراحنا نحمل الجبال إلى وعدنا الثمن دفMMع لقMMد الضMMحايا، من الكثMMير وكبMMدناه األمرين، العدو أذقنا ألننا فرحين

جديMMد من الجبMMل وأشMMرف عزائمنMMا، تخمMMد أو شMMوكتنا، تنكسMMر لم ونحن غاليا، تحMMوم والتكبMMيرات الصالة صفوف وعادت الصامدين، الصابرين الرجال بوجوه

أن المضMحك األمMر جديMد، من تسMتأنف المنMاورات وأخMذت العالية اآلفاق في صMينيا مكانMه وعين بMه، اسMتنجد الMذي الحاكم صديقه بعزل أمرا أصدر الزعيم

وقال: باتور عثمان وابتسم الشرقية، التركستان على عاما حاكما آخر

مزرعMMة بالدنMMا كMMأن يسMMتحق، ال من على يجMMود يملMMك ال من                 -لهم. خاصة

الجديMMد، بمنصMMبه جMMدير أنه يثبت أن وأراد عصبيا، شرسا الجديد الحاكم كان أصMMدر أنه هو الخطة هذه في ما أبشع وكان خبيثة، قاسية قمع خطوة اتخذ لقد والشMMعراء الكتMMاب وخاصMMة تركسMMتان في المثقفMMة الطبقMMة على بالقبض أمرا

رهيبMMة مذبحMMة وأقMMام قبMMل، من السMMالح يحملوا لم الذين أولئك حتى والعلماء،البالد. أنحاء كل في الفظيعة أنباؤها ترددت

Page 104: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

درغا: منصور وقال حزين، وجوم الجبل جو ساد ويومها

األمة. روح قتل يحاول المجرم                 -

أسى: في قلت

الشاة. تذبح كما تذبحون الفكر حملة                 -

الطاغيMة الشMعب، وجMدان همMا األصMيل والفكMر الدين نعم،                 -الصميم. في ضربة ضرب الخبيث

يبكي: وهو درغا منصور وقال

الغد.. وآمال باالنتثار تغنى طالما شاعرا أعرف                 -

المعمعMMة أبMMان الشMMباب على أفMMاض فMMذا عالمMMا وأعMMرف                 -مذهلة. إسالمية ودراسات بتحليالت

في األشعار ينشدون كانوا الذين الصغار المدارس فتية حتى                 -الموت. ساحة إلى ساقوهم المظاهرات

وهي الصMMياح عن يكف ال صغيرا طفال كتفيها على تحمل الليل نجمة وجاءتوقالت: رقة في تهدهده

السMMالح يحمMMل ال الMMذي المثقMMف هنMMاك، المثقفMMون هؤالء بقي لماذا     -حقيقيا.. ليس المعركة الستئناف الجبل إلى ويأتي

أسى: في قلت

وإلى إليهم حاجة في مكان كل في وشعبنا عذرهم، لهم المثقفين هؤالء -إن الجبال، سفوح على السالح حملة يؤديه الذي الدور نفس يؤدون إنهم كلماتهم،

سMاقهم الصMيني العMدو أن عزيMزتي يا ترين ولهذا أخطر، دورهم يكون ربما بلخطرهم. يعرف ألنه غيرهم، قبل الموت إلى

بعMد، تنتMه لم المعركMة أن للصMينيين وبMدا جديد، من العصابات حرب وبدأت االنتحاريMMة، بعمليMMاتهم ليقومMMوا الجبMMال من الرجMMال ينحMMدر سMMاعة كMMل وفي

واقعMMة، حقيقMMة ظنMMوه الذي المن ويبددوا منشآتهم، ويدمروا الغزاة، ويختطفوامستمرة. وعذابات وتضحيات آالم إلى الصيني النصر وتحول

وطMMني يتزعمهMMا إيلي، مقاطعMMة في أخMMرى شMMعبية ثMMورة نفسه الوقت وفي معMMارك بعMMد اسMMتطاع الMMذي خMMان علي اسMMمه كبير إسالمي عالم وهو مخلص،

Page 105: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

علي الشMيخ وأصMبح ويحررهMا، مقاطعMة على يسMتولى أن الصMMينيين مع عنيفة باتور عثمان الجنرال وكان اإلسالمية، الشرقية تركستان لجمهورية رئيسا خان

االسMMتيالء تم عثمMMان الهمMMام القائد هذا خبرة وبفضل ورجاله، هو إليه انضم قد في فادحMMة خشMMائر الصMMيني العMMدو وتكبMMد وتشوشMMك، آلتMMاي مقMMاطعتي على

بتعMMيين أمMMرا خMMان علي الشMMيخ الجمهوريMMة رئيس وأصMMدر واألرواح، األمMMوالآلتاي. مقاطعة على واليا باتور عثمان الجنرال

السMالح من كMاف بعMون إال النصMر هذا تحقيق يستطيع علي الشيخ يكن ولم الشMMرقية التركستان تطهير سوى شروط أية إمالء دون الروس من جاءه الذي بل وليلة، يوم بين الصينيون يستسلم أن اليسير من يكن لم الصيني، الغزو من

التركسMMتاني، اإلسMMالمي الجيش عMMدد وكMMثر اسMMتماتة، في يقMMاومون ظلMMواشديدين.... وعناء مفاح بعد األمة آمال وانتعشت

قال: درغا منصور لكن

خائف. ولكني ننتصر، نحن ها                 -

ثقة: في قلت

سواعدنا. تصنعه النصر أن جربنا ولقد للخوف، معنى ال                 -

ساخرا: درغا منصور قال

سالح؟ بدون سواعدنا قيمة وما                 -

منصMMور إن خMMان، علي للشMMيخ جMMاءه الMMذي السMMالح معونMMة يعني أنه أدركت الMMتي الكMMرة لعبة المحزنة، اللعبة إلى يعود أن الصغير بلدنا على ويخاف يشك،

األقوياء. أقدام تتداولها

منصور. يا يتغير العالم إن                 -

قائال: كتفيه هز

وغطرسة. غرورا امتألوا المنتصرين إن بل                 -

آخر. شيء إلى البالد احتالل يتحول سوف                 -

مصطفى؟ يا تعني ماذا                 -

نكMMون أن من مMMانع وال لالحتالل، بMMديل هي الصMMداقة أني                 -ساعدونا. للذين أصدقاء

Page 106: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

وقال: الصغير الطفلي إلى منصور نظر

أجله؟ من حزين أنني أتعلم الصغير، طفلك إلى أنظر إنني                 -

لماذا؟                 -

لMMك أؤكMMد لكني واألهوال، األخطار حياة مارسنا وحدنا أننا تظن أنت     -منا. أتعس سيكون وجيله ابنك أن

خوف: في صدرها إلى وتضمه حب في ولدها تلف وهي الليل نجمة قالت

ولدي. عن الكالم هذا تقل ال                 -

يقول: عاد لكنه منصور، وضحك وضحكت،

الصلح. طلبوا المنهزمون الصينيون                 -

رفضناه. لقد                 -

وقال: نحوي استدار

رئيس على ضMMغطت بالسMMالح تمMMدنا الMMتي الدولMMة أن تعلم هMMل     -والمفاوضات؟ الصلح يقبل كي الجمهورية

حدة: في قلت

أساس؟ أي على                 -

وقال: كتفيه منصور هز

كMMانت الدولMMة تلMMك رغبMMة إن أقMMول أن وأريد استقاللنا، أساس على     - وهزيمMMة للMMذينيين مشMMروط غMMير انسMMحابا أردنMMا الشعبية، الرغبة من أقوىعليك. يخفى ال آخر.. المعنى شيئا تلك وأرادت لهم، كاملة

طفلها: تهدهد وهي الليل نجمة قالت

وبيوتنMMا مMMدننا إلى نعMMود ونحن به، حلمنا طالما الذي السالم عاد لقد     -رائع. المستقبل أرى إني الراحة، ببعض وننعم

هامسا: أذني على مال ثم قائال بيده درغا منصور لوح

Page 107: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

اسMMتقالل استقاللنا للمقترحات.. إن رافضا كان باتور عثمان                 -ذاتي.

ضيق: في قلت

المهم. هو وهذا الصينيون، سيرحل                 -

وقال: أخرى مرة كتفيه هز

يدري. من                 -

 

 

***

 

 

 

Page 108: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(15)

 

 

وتقريMMر الكبMMير لالسMMتفتاء االسMMتعدادات أبMMان البالد أنحاء في كبير لغط ساد الحلفMMاء ثقل لكن والمفكرين، السياسيين بين جذرية خالفات ووجدت المصير،

على طفMMا فقMMد معينMMة، ومMMؤتمرات خاصMMة اتجاهات الداخلية التغييرات أعطى لتركسMMتان ومMMدهم الحلفMMاء موقMMف يمتMMدحون الMMذين البرجMMال أولئMMك السطح

واحMMد معMMنى على الرجMMال قلوب تجميع النضال وحدة كانت بالسالح، الشرقية التي للمفاوضات ونتيجة والحرية، اإلسالم حظيرة إلى البالد وعودة التحرير هو

عامMا حاكمMا الصMMين غMMرب لشMمال العMام القائMد جMانجي تعMيين تقMرر أجريت وبرهMان جMان، هم: أحمMد التركسMتانيين من ثالثMMة يعاونMMه الشرقية، لتركستان

مهمMMة وكMMانت العMMام، للحاكم سكيرتيرا شون للحاكم( وليومون )نائبا شهيدي، المعاهMدة، عليهMا نصMت الMتي االنتخابMات علىMإجراء العمMل هي األربعMة هMؤالء

انفسMMهم بMMاعوا لقMMد الحلفMMاء، أعMMوان من الثالثMMة الرجMMال إن النMMاس، وتهامس وحMMاولت الشMMبهات، هMMذه عنهم تبعMMد أن حMMاولت الدعايMMة ولكن للشMMيطان،

البالد تحريMMر أجMMل من أدوارا لعبMMوا الMMذين القوميين األبطال، بصورة تصويرهم الشMعبية الثMورة جعMل ممMا بالسMالح الثMوار مMد على ساعدوا كما محنتها، أبان

لالنتخابMMات، تستعد البالد أخذت فقد ذلك ومع رائعة، صورة على أهداقها تحقق الثMMور هMMؤالء يخMMدع أن أحMMد يسMMتطيع ولن الحاسم، الرأي هو الشعب رأي اآلن

محاوالتMMه من ويحطمون للعدو، يتصدون طويلة سنوات ظلوا الذين المحاربين الحليفة بالدولة فوجئنا األثناء هذه وفي البالد، استقالل على للقضاء المستمرة

كن وتشوشMMMك، وآلتMMMاي الثالث: إيلي، المقاطعMMMات على السMMMيطرة تحMMMاولالمأل: على وأعلن وقف خان علي الرئيشس

في بالتMMدخل نسMMمح ولن الMMوطن، تMMراب من ذرة في نفMMرط لن إننا     - لم إذا ضMMدهم القتMMال السMMتئناف اسMMتعداد على الثالث.. ونحن الواليMMاتينسحبوا.

والفتن. الدسائس من جو في البالد - وغرقت

باتور. عثمان الجنرال تمتم

قائال: خان عي الرئيس فرد 

البشرية. جراح بتضميد عنا مشغول - العالم

Page 109: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

تنته.. ولم حربنا - انتهت

وقال: باتور عثمان من خان علي الرئيس اقترب

قواتك.. واستعد. إلى ! عد جنرال يا                 -

لزوجتي: فقلت مريبة، تحركات من السياسي األفق في يعتمل ما أدركت

الرحيل.. حان الليل! لقد نجمة                 -

أورومجي... إلى                 -

تؤلمني. ذكرياتها إن إليها، الذهاب أريد ال                 -

قومول.. إلى إذن                 -

ولك لي تجلب قد قديمة افتراءات فيها األخرى هي وقومول                 -المتاعب.

كاشغر؟ إلى الذهاب على أتوافقين                 -

بأس. ال                 -

الجبال. إلى فذاهب أنا أما الطفل، مع ستعيشين وهناك                 -

الثمن. يريد والصديق تعود، المريرة األيام                 -

والليMMل وذويMMه زوجMMه مMMع الرئاسMMة قصر في يجلس خان علي الرئيس وكان عن ويتحMMدثون يسMMمرون بيMMوتهم في والنMMاس هMMادئ، سMMاكن القصMMر خMMارج

حMاملين الشMبيبة من فئMة القصMر وتMدهم الجديMد، والعهMد المقبلMة االنتخابMاتوالخيانة: الغدر عن ومالمحهم عيونهم تعلن السالح،

تريدون؟ ماذا                 -

معنا. قم                 -

الرئيس؟ أنني أنسيتم                 -

الرصMMاص إطالق سوى وسيلة من أمامنا وليس نعرف، نحن                 -ترافقنا. لم إذا

Page 110: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

كالعهMMد يظهر يعد لم لماذا يتهامسون، الناس وأخذ خان، علي الشيخ اختفى بMاألمس قMادهم الMذين السMالح برفاق يلتق يعد لم ولماذا الجمعة، صالة في به

حMول والجMMدل اللغMط وكMثر الصMMينيين، ضMد البارعMة االنتصMMارات معهم وأحرز الحMMاكم أن فيMMه تعلن الحكومMMة عن يصMMدر رسميا بيانا لكن علي، الشيخ مصير

لالستشفاء... سافر خان علي الرئيس

والمMMزارع الشMMوارع في اندسMMوا لقMMد جديMMد، من باالتخبارات الناس وفؤجئ فيهMMا طمMMع الMMتي الثالثMMة الواليMMات في المنMMاوئين يعتقلMMون وأخMMذوا والمصMMانع،

على رئيسMMا المعMMروف التركسMMتاني جMMان أحمMMد بتعMMيين قMMرار وصدر الصديق،وتشوشك. وآلتاي الثالثة: إيلي المقاطعات

برجالMMه بMMاتور عثمMMان الجMMنرال بMMرز آلتMMاي الحتالل القMMوات قMMدمت وعنMMدماالحرب.. وبدأت للقوات وتصدى

منطقMMة إلى بMMاتور عثمMMان الجMMنرال لجMMأ ثم ومن وعدة، عدد أكثر العدو كانهناك. المنيعة بالجبال واعتصم غوجن

وبكيت: إليه نظرت يعرج، درغا منصور جاء المعركة عقب

جرى؟ ماذا                 -

مرة: سخرية في قال

فقد ومرة ذراعي، فقدت ما يوما علي، عزيزا شيئا أفقد مرة كل في     - مMMا تMMرى آلتاي، في أرملة تزوجت القصيرة السالم أيام في الحبيبة، زوجتي

أحمMMل زلت مMMا أني مMMع برصاصة، اليمنى ساقي أصيبت وقد اآلن؟ مصيرهاالغريبة؟ دنيانا في نراه الذي العجب هذا به... ما عاونونا الذي السالح

انحMMنى ثم أسبوع، منذ يشرب لم وكأنه الماء أخذ يلهث، جواري إلى وارتمىوالطين.. الغبار عنها وينقي إحكامه يعيد وأخذ ساقه ضمادة على

وقال: الشمس غروب عند الدامي األفق إلى تطلع ثم

إلي يMMوحي األصMMيل اآلخرة، تذكرت األصيل إلى نظرت كلما                 -بالنهاية...

منصور؟ يا األحزان هذه لم                 -

المهزوم.. فصاعدا اآلن من علي تطلق أن تستطيع                 -

قديمة: تركستانية شعبية أغنية يغني أخذ ثم

Page 111: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

بالنجوم.. مرصع حبيبتي يا الليل

الوجوم.. غياهب في كاألسير ينوح

غانية.. كوجه

قاتمة.. سوداء

العبيد.. ساحل من

رخيصة.. حليها

تضئ.. لكنها

بالنشيد... تهمسان تزاال لم عيناي

المضئ.. بوجهك

محال.. لقاؤنا لكنما حبيبتي يا

التالل.. مجاهل في ترف فرحتي

 

مازحا: قلت

في تغMMط أنهMMا شك وال األربعين، تخطت قد أرملة حبيبتك إن                 -اآلن.. عميق نوم

وقال: أسى في منصور إلي التفت

اآلن وهم الثالث الواليMMات وفصMMلوا فعلوهMMا قMMد هMMا لMMك؟ أقMMل ألم     - وأورومجي، كاشMMغر في نفMMوذهم يبعMMثرون الواليMMات، بMMاقي في يعيشMMون

الMMذهب حMMتى اشMMتروا لقMMد الرجMMال، وتخطMMف الرجال، تشتري وقنصلياتهم والسياسة االقتصاد يفسدون إنهم ذلك؟ األسعار... أتعلم فارتفعت والفضةأيضا. المواطنين وذمم والدين، والفكر

على بقMMادر أحMMد يكن فلم حقMMا، حصMMينة إليهMMا لجأنMMا الMMتي المنطقMMة كMMانت أن اسMMتطعنا إلينMMا العMMدو دفعهMMا مجموعة وكل مسالكها، لوعورة فيها مداهمتنا

الجربيMMة، العمليMMات تنسMMيق في الطMMولى اليMMد لنMMا وأصMMبحت تامة، إبادة نبيدها البيانMMات تصMMدر أن جاهدة تحاول العدو سلطة وكانت العصابات، حرب وتنظيم

Page 112: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

آلتMMاي، صMMوب ضMMخمة حشMMودا وزحفنا بارعة، عملية قاد باتور الكاذبة.. عثمان بMMاتور الجMMنرال وفMMرض والخونMMة، أذنابMMه وفMMر العدو وطردنا احتاللها واستطعناثانية.. مرة المقاطعة على سيطرته

وقال: درغا منصور ابتسم ويومها

مرتين. تترمل أن أوشكت الحسناء، أرملتي حظ هذا                 -

وخMرج باألغMاني الجMنرال يستقبلن المحجبات النسوة وجرت المدينة ودخلنا من شMMيئا حققنا كلما الحماسية، باألناشيد واألطفال المدوية، بالهتافات الرجال منهMا وينطلMMق المMآذن تضMMئ الفرحMة تغمMره الحقيقي بالدنMا وجه يظهر النصرلله. والتسبيح التكبير

أشMMعر سMMينا وابن والبخMMاري والبMMيروني الفMMارابي األقMMدمين آباءنMMا أن أشعر جهادنMMا، يحيMMون الطMMرق مشMMارف على ويقفMMون عمMMائمهم يلبسMMون وكMMأنهم

بمقدمنا.. ويرحبون

روحي وتفيض بالثقMMة فيمتلئ جديMMد، من يبعث كلMMه القMMديم المجد أن أشعرباألمل...

 

* * *

 

 

Page 113: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(16)

 

حزن: في قائال درغا منصور تمتم

ويضMMعف ويضMMرب المMMوت، قوى بذراعيه يقاوم يظل كالغريق، نحن     - في المظلمMMة المجاهMMل في وهنMMاك يغMMوص، ثم وهن، في األمMMواج ويMMدفع نحن حضMMرت، مصMMطفى آه..يا وحزن، صمت في الحياة يودع البحر أعماق

الموت؟ بعد أحد سيذكرنا هكذا.. أترى

إلى جMMالس وهMMو الغريMMق دور يمثMMل أن ويحMMاول يتكلم، درغMMا منصMMور كMMان وكأنMMه يلهث وهMMو األخMMير سMMؤاله ألقى ثم بالغ، بحماس متوهما ويسبح جواري،

حقيقة.. األمواج يقاوم

قائال: أجيبه ووجدتني

أحد؟ يكرنا أن قيمة ما                 -

وجهه: على يرتسم والجد قال

كبرى. قيمة لذلك                 -

هي؟ ما                 -

نناضل التي الشريفة القضية أن ذلك فمعنى الناس نسينا إذا                 -ماتت.. قد أجلها من

وأقول: كتفي أهز وأخذت

الرجال. بموت تموت ال القضايا                 -

وقال: سخرية في منصور ضحك

خMMان شMMريف الجMMنرال ومات نياز، خوجة مات رجال، بدون قضايا ال     - انتظر حية، القضية لكن جنراالت، وال أمراء لسنا قومول... نحن أمير ومات

تMMزل لم القضMMية غيرها، أرملة وتزوجت األولى، زوجتي وماتت تقاطعني، ال أو األمMMان شMMاطئ سMMنبلغ أتMMرى األمواج، نقاوم زلنا أسفاه! ما وا لكن حية،

الصامتة؟ السواد األعماق في الموت نالقي النجاة.. أم سفينة ستأتي

Page 114: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

والثMMوار الجنMMود، ويجنMMد العMMدة، يعMMد بMMاتور وعثمMMان أيMMدينا في آلتMMاي ومانت ينضMMم وأخMMذ الخونMMة، عليMMه يسMMيطر أو العدو يحتله مكان كل من إلينا يهرولون

والفقMMراء أمMMوالهم، الفقMMراء سMMلبهم الMMذين واألغنيMMاء أفلسوا الذين التجار إلينا أن سMMوى أجMMر دون الحديديMMة السMMكك بنMMاء أو الطMMرق لشMMق يسMMخرون الذين

ألوانا. والسخرية العذاب أذيقوا الذين والعلماء طعام، وجبة يأخذوا

بجنودهم. جاؤوا يوم وذات

على زحفMMزا كبيرة، بأعداد المرة هذه جاؤوا باتور، عثمان يتوقعه كان ما هذا داميMMة، عنيفMMة المعركMMة وكMMانت وآالت، عMMدد ومعهم الجMMارف، كالسMMيل آلتMMاي

ثانيMMة مMMرة وعMMدنا آلتاي، على ثانية استولوا لكنهم كثيرا، وخسرنا كثيرا خسروا بMاتور عثمMان وكMان النسMحابنا، قاعMدة بMاريكول واتخMذنا وشعابها، الجبال إلى

يقول:

الموت. حتى النضال                 -

جMMراحي لي يضMMمد أخذ رأسي، من ينزف الدماء وكانت درغا، منصور ابتسمويقول:

بطيئا. موتا نموت لكأنما                 -

بالبعث؟ تؤمن أال                 -

السMMكون يوشMMحها الMMتي البعيMMدة اآلفاق عبر الساهمة بنظراته منصور طافوقال: البارد،

صMMافية وقلوبنا صديقي، يا اآلخرة في نبعث لكننا بالبعث، أؤمن إنني     - الحقMMد، أشMMد األعداء على أحقد إنني حقدنا، معنا يبعث لن الرقراق، كالنبق أبعث أن اللMMه ادعو إنني كبرى، لذة أفقد فلسوف الحقد، هذا يتوارى عندما مصطفى.. يا آه  يصدق، ال ما الموبقات من ارتكبوا الشياطين هؤالء حاقدا،

في ربطMMوهم أتتMMذكر؟ المعMMارك، إحMMدى أثنMMاء أسMMرى رجالنMMا بعض أخMMذ قد آذانهم إلى الرصMMاص تصMMويب في يتبMMارون كانوا .. أتذكر؟ الدبابات عجالت

آخMر بأمعMاء ثMMائر آخMر : اشMMنقوا ويقولMون يسخرون كانوا أتذكر؟ وعيونهم، أن جنراالتنMMا.. أيمكن أحد بأمعاء فعال الثوار العلماء بعض شنقوا بقد جندي،بشرا؟ هؤالء تسمى

مMMع تحMMالفوا قMMد األصMMدقاء وكMMان قاسMMية، أنفسMMنا على الهويمة وطأة كانت فال ويسMMرة يمنMMة نتطلMMع وأخذنا شأفتنا، استئصال على الجديد، الصيني الحاكم

بسبابته: ويشير السماء إلى ينظر وهو باتور عثمان قال حليفا، وال صديقا نجد

معنا... إنه                 -

Page 115: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

أكبر". : "الله ويتألمون ينزفون الذين المرهقون الرجال وهتف

أصيل: ذات درغا منصور وقال

نرجMMع، ال أو المدينMMة إلى نرجع وقد الجبال، أعماق إلى نذهب سوف     - اال وأنت زوجMMتي، على أطمئن أن أريد صغيرة؟ بجولة نقوم أن في رأيك ما

وزوجتك؟ ولدك رؤية أن تريد

كMMبر، الذي وطفلي الليل نجمة رؤية إلى الشوق أشد في كنت أنني الحقيقة ال المMMوت ذلMMك فمعMMنى العMMدو أيMMدي في سMMقطنا مطاردون...ثMMوار.. وإذا لكننا

قلق: في وهتفت محالة،

الموت. حقول من حقل وكأنها لنا تبدو المدينة                 -

الMMدنيا نتخفى.. وسMMنرى بنا.. سوف هيا مصطفى؟ يا الموت أتخاف     - والشMMعارات، الرايMMات، سMMنرى المدينMMة في المعتMMون، شكلها التي الجديدة تحMMزن مصMMطفى يMMا كالبشر المدن ووداع، رثاء قصيدة تنشد المدينة سنرى بشMMري... كMMائن حي، كMMائن المدينة خدودها، وتلطم بالشعر، وتترنم وتتألم،

صدقني..

نبMMدو وأحيانMMا الرعMاة زي نلبس أحيانMMا هويMMات، بال الطويMMل الطريق ونخترق الشحن عمال مع نشترك األوقات بعض وفي العيش، لقمة نستجدي متسولين

الثوار أحد رجم في دورنا نأخذ أو تهتف، صاخبة مظاهرة في نشترك أو والبناء، وسMMط في كنا عليه، أحجارنا تسقط أن حريصين نكن لم لكننا الشرفاء، الخونة

تركسMMتانيين أو أعMMداء أكMMانوا سMMواء الجنود رؤوس في األحجار نضرب الضجيج المصMMاحف غMMريب، نMMوع من فوضى البالد وسادت بالنابل الحابل اختلط خونة،

العظيم جMMدنا البخMMاري اإلمMMام كتMMاب وخاصMMة الحMMديث وكتب القرآن، وتفاسير والجنود الشوارع، في وملقى ممزق منه كثير والتوحيد، الفقه كتب من وغيرها

البرد.. شدة من ليستدفؤوا النار فيه يشعلون

زوجMMة فيMMه تقيم الMMذي المMMنزل إلى وصMMلنا مضMMنية شMMاقة ليMMال وبعد وأخيرا يضMMحك أوال.. ووجدتMMه منصMMور وخMMل بقليMMل، المغMMرب قبيMMل كنMMا درغا، منصورقفاه: على يستلقي كاد عال بصوت

الحياء. برقع خلعت مصطفى.. المرأة يا وانظر تعال                 -

البكاء: يخالطه بصوت تقول وسمعتها                 -

ذلك وفعلوا الشارع في قناعي مزقوا الشياطين! لقد على الله لعنة     - بMMل النMMار، فيهMMا وأشMMعلوا عبMMاءتي، واختطفMMوا محجبMMة، تسMMير امرأة كل مع

Page 116: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

أيضMMا أكمامMMه وتصير قصيرا، يصير حتى المقص فيه وأعملوا بثوبي أمسكواوالحضارة. التقدم لنا يريدون إنهم قصيرة،

إبطها، من تقترب التي وأكماما األسود، القصير ثوبها في األرملة منظر كان ويحMMزن يضحك مشهد إنه أنساه، ال قلبي في انطباعا يعطي المتهدل، وشعرها

الوقت... نفس في

وقال: بزوجته منصور وأمسك

الجديدة. تركستان هي هذه                 -

في إليMMه ضMMمها منصMMور لكن حرارة، ف وتبكي بالخجل، تشعر المرأة كانتوقال: حنان

تلبس حيث إلى سMMنذهب طMMويال، هنMMا نبقى لن حبيبMMتي، يا تحزني ال     - يستطيع وال ممزقة، مصاحف توجد ال حبيبتي يا الجبل وفي تشاء، ما النساء

البخاري. صحيح يدوس أن أحد

جMMارف بشMMوق أشعر كنت الغد، في به اللقاء أمل على درغا منصور وتركت ويناديني ويلعب يجري أن اآلن يستطيع الذي الحبيب، والطفل الليل نجمة نحن

المرح.. الجميل الولد هذا أحب باسمي.. لكم

الفجMMر، حMMتى ممنMMوع والتجMMول والخطMMر، بMMالخوف يMMوحي المدينة في الليل صدق وأطفاال، ورجاال نساء قبل من فيها تكن لم كثيرة بوجوه امتألت والمدينة

الوقت نفس وفي تركستان، إلى واسعة بهجرة يقومون األعداء أن سمعناه ما بعيMMد، إلى بهم ويهبMMون األصMMليين، تركسMMتان أبنMMاء من اللMMوف مئMMات يأخMMذون

بيوتMMا الجMMدد للمهMMاجرين ويبنون والمزارع، والمتاجر المنشآت على ويستولون باسMMم البالد مألت الصينيات الفتيات قوافل أيضا، للدعارة وأماكن ومؤسسات،

واألنديMMة المMMدارس تمأل اللغMMات بمختلMMف الصMMغيرة والكتب والتحMMرر، الحريMMة تقريMMر في الشMMعوب حق عن تتحدث وهي لبالدنا، خصيصا كتب إنها والشوارع،

نيMMاز وخوجMMة بMMاتور عثمMMان وتصMMور قMMط، بهم نسMMمع لم أبطاال وتذكر مصيرها، الجديد الحاكم من وتجعل الطرق، وقطاع اللصوص بصورة خان علي والرئيس يتغMMنى والMMذي علي، الMMرئيس مكMMان أصMMبح الMMذي بالدنMMا غلى المهMMاجر التMMتري

األحMMرار وأبMMا التقدم، ورفيق الشعب، محرر القومي البطل منه تجعل بمجدهم أطفالهMMا، األطفMMال وال رجالهMMا، الرجMMال ال أعرفها، التي المدينة ليست ... هذهنساءها... لسن الكاسيات العاريات النساء وهؤالء

يMMدق الحMMزين زوجتي... قلبي فيه تعيش كانت التي الجهة إلى ذهبت وأخيرا كMMبرى، براحة أشعر الليل نجمة وجه إلى انظر عندما والطفل، األم بلقاء فرحا

Page 117: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

الباب فتح وعندما ثقيلة، خطوات وقع وسمعت خفيفة، طرقات الباب وطرقتأصعق... كدت

أنت؟ - من

شMMعر من وخصMMالت الحمMMرة، شديد مكتنز ووجه محتنقتين، بعينين إلي نظر بشMMاربه عالقMMة قطراتهMMا تبMMدو حسMMاء وبقايMMا الشMMيب، من قليل يخالطها رأسهوقال: الكث،

الMMذين العمMMال زعيم أنMMا يعرفMMني، الكMMل أنMMا؟ من تعMMرف أال                 -الثوار. كبار على قبضوا

يتكلم أنMMه من الMMرغم وعلى التعليم، من شيئا يعرف ال جاهل انه واضحا كان ، فيMMه الMتي الغلظMة وهMذه كMذلك، وسMMحنته غريبMMا، كان وجهه أن إال البالد بلغة

عينيه.. من تطل التي الكراهية ونظرة

الطريق. أخطأت أنك - يبدو

الباب. صفق ثم قالها

صMMغير.. ودخلMMني نMMوع من احتالل أنه أخبار.. واضح ذات كلمتنا لو آه.. والدار قبض وإال وهدوء بروية اتصرف أن يجب وولدي؟ زوجتي ذهبت أين مبهم، رعب وبMMرغم حيMMاتي، طMMوال منMMه أخرج فلن معتقل أو سجن إلى أساق وعندما علي،

أني إال قلMMبي تحMMرق الMMتي العارمMMة والثMMورة روحي، على يسMMيطر الMMذي القلMMق نصMMفه بMMدا الي القMMديم الحي في أتجMMول وأخMMذت والهMMدوء، بالصMMبر اعتصMMمت

قMMريب وهنMMاك وزوجتي، ولدي ويعرفون بعضهم يعرفني المنطقة فقراء مهدما، الشMMارع ناصية على دكانه يقع الذي والحالق مسجد، في خادما يعمل كان عجوز شMMعره من بخصMMلة محتفMMظ ليتMMه الMMذهبي، شعره لولدي يحلق إنه جيدا، أعرفه

إلى وذهبت المعMMارف، من أحMMدا أرى أكMMاد وال مغلMMق، المسMMجد لكن الحMMبيب، بعينيMMه، عينMMاي والتقت طرفMMه، من إلي نظMMر الرجMMال، ألحMMد يحلق كان الحالق، يكMMترث لم عينيMMه، أغمض مMMا سMMرعان القديم،لكمه الود تحية أحييه أن وهممت

فألجلس حسMMنا، أفعل، ماذا وفكرت، محادثتي، في راغب غير أنه وبدا لوجودي، يسMرع الحالق أن والحظت يكMون، مMا وليكن العMتيق، الخشبي المقعد هذا على جلسMت فقMد إلي، وأشMMار الزبMMون، وانصMMرف أجMره، تقاضMى وأخيرا عمله، في

انصرف. الي الرجل مكان

الخالق؟ عبد عم يا جرى ماذا                 -

الكث: رأسي في عمله يزاول وهو قال                 -

Page 118: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

فورا، يقتلون عليهم قبض إذا باتور عثمان رجال إن هنا؟ إلى بك أتى الذي ماحياتك. فقدت وإال يمكن ما بأسرع ترحل أن يجب المدينة؟ دخلت كيف

سخرية: في وقلت

يجري؟ ماذا                 -

يعيش. أن يريد حالق ولكني أدري لست                 -

الليل؟ نجمة ذهبت أين                 -

هربت.                 -

دهشة: في إليه والتفت                 -

شيئا. عنها اعرف أن دون وتسللت الطفل أخذت                 -

وأدرك أعصMMابي، تMMوتر من تزيMMد سريعة أصواتا يصدر المقص األرض، دارتجنوني. أثار وحنق أحزان من أعانيه ما الخالق عبد

يعMرف ال تعس زمMMان في نحن مصMMطفى، يMMا بحكمة تصرف                 -الله. يعرف وال الرحمة،

كالفحيح: بصوت قلت

زوجتي؟ ذهبت أين                 -

قومول. غلى طريقها اتخذت أنها يرجح                 -

بالذات؟ قومول ولماذا                 -

البالد مكMMان، كMMل في تنMMاثرت األسMMر سMMالمة، قومMMول بلغت إذا هذا     - وتخلطهم النMMMاس بجمMMMاهير تلهMMMو ضMMMخمة أسMMMطورية أيMMMدي إليهMMMا امتت

لك خير أعبر، وكيف أقول، ماذا أدري ال وشماال، يمينا وتبعثرهم وتعتصرهم،العدو. أيدي في نهائيا سقطت فقد المقاطعة هذه عن ترحل أن

مستحيل.                 -

وقال: وارتبك الشحوب وجهه ساد

كMل من البالء يأتيMه صMغير شMعب نحن مصMطفى، يMا صوتك ترفع ال     - يMMدي تحت فMMترة قضMMيت األربع، الجهات جميع من الرعب ويحاصره مكان،

Page 119: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

وهMMو العMMدو شارة صدري على وضع دكانه من أنصرف أن وقبل عبدالخالق،يقول:

المتاعب. من الكثير عليك ستوفر الشارة هذه                 -

المقصMMوص المتنMMاثر الشMMعر وسMMط قMMذفتها ثم صMMدري، فMMوق من انتزعتهMMا وطMMني في أنMMا أذهب؟ أين وانصMMرفت، بحMMذائي، وسMMحقتها عليهMMا وبصMMقت

خضMMم في غMMرقت وزوجMMتي يهربMMون، أصMMدقاء لي، ليسMMت أرض كMMالغريب،الليلة. عنده ألقضي درغا منصور إلى فألعد الكبار، األحداث

مقابلتMMه، في وزوجته ناحية في يجلس وجدته منصور، بيت إلى دخلت عندمايد.. تلمسه لم والطعام

له: فقلت حزن في منصور إلي ونظر المباغت، لمجيئي وهشا

أحدا. أجد لم                 -

وقال: رأسه هز

إذن؟ وطفلها هي رحلت لقد                 -

أين... إلى أحد يدري وال نعم،                 -

شاربه: وارتجف وجهه اختنق وقد منصور قال                 -

أفضل. هذا                 -

قلبه: تتقطع والحسرة قال لكنه يعني، ماذا أفهم لم

لكنهMMا والمMMوت، الضMMياع من زوجMMتي أفلتت لقMMد تMMدري؟ أال                 -الثمن. دفعت

ثمن؟ أي                 -

حضMMروا.. رأيتهم لقMMد فهمت؟ هMMل األعداء، تستضيف كانت                 -فهمت؟ سكارى.. هل البيت يدخلوان

أحMMدهم، يقتلMMني حMMتىال األركMMان أحMMد في المMMذعور كالفأر اختبأت أنا     - قMMالت.. أجلي.. هكMMذا . من وتقبلهم، تمMMازحهم أخذت .. زوجتي وهي.. هي

الفاضلة؟ المومس أيتها تكلمي

Page 120: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

عاليا: تتشنج وهي قالت

لي أعMMرف أكن عنMMوة.. لم اغتصبوني جبنت، لكني اموت، أن أردت     - فعلMMوا إنهم منصور، يا ارحمني ربي؟ يا إليك تأخذني ال لماذا إليه، آوي مكانا أرى أنMMني أتصMMور ال إنMMني وزوجMMاتهم، الكMMبراء العلمMMاء ببنMMات الشيء نفس

أحلم. أني دائما إلي يخيل الحقيقة،

زاحMMا يمMMزح أن يحMMاول كMMان ولكنMMه أهدابه، تبلل والدموع درغا منصور وقالمرعبا:

المMMومس أبتهMMا لديك شرفاء، كضيوف هنا ليلتنا نقضي سوف حسنا     -اللوم؟ يقع من على أقول؟ طالق... وأنت...ماذا أنت نرحل، غدا الفاضلة،

كمجنون. يقهقه أخذ ثم وإلي، والسماء األرض إلى وتطلع

 

 

***

 

 

Page 121: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(17)

 

 

العام: الطريق في ونحن درغا منصور غمغم

وهو وهروبا، جبنا االنتحار رأيت لكني لحياتي، حدا أضع أن في فكرت     - أن مصMMطفى يMMا آلمMMني لقMMد الحMMنيف، ديننا قواعد من تعلمناه ما مع يتنافى

إلي خيل نفسي، أمام تصاغرت واحد، وقت المعركة... وشرفي.. في أفقد المسئول.. هكذا وحدي أنا حدث، ما كل عن مباشرة مسئولية مسئول أننيلي.. يبدو

من تحتMMه يMMرزح لنMMا مقدرا وكنت لها، يرثى البؤس من حالة في منصور كان الشMMرفاء.. .. الثMMورة... الرجMMال ينهMMار أمامه شيء كل أن قاسية، نفسية أعباء

إلى تتحMMول امرأتMه ظلهMا، في عMاش الMتي اإلسMMالمية القيم والقبMMاب، المMآذن إال بشMاعة عنMه تقMل ال كMانت وأحزاني آالمي أن ومع منها، الرغم على مومس

قلت: أنني

كل عن مسئوال تكون حتى أنت من تطيق، ما فوق نفسك تحمل إنك     - فMرد أنت لألعMداء؟ تتصMدى حMتى أنت من العصيبة؟ األيام هذه في جرى ما

واجبك. اديت وقد منصور، يا ضعيف

وقال: الطويل، الواسع الطريق في تحملقان وعيناه تأوه

بMMد فال حيا مت نموت.. ما حتى أعناقنا في هنا.. الواجب ها واجبي؟     - تعملMMه عمل أي من جدوى ال وأنه يئست أنك تشعر أن ويوم شيئا، نفعل أن

األمانة. خنت فقد

فقلت: تأثير أيما فيه تؤثر زوجته مأساة أن أدركت

كثيرات. النساء                 -

وقال: هستيرية في ضحك

وننMMام ونأكMMل نعيش كيMMف أدري ال شMMرفه، انتهMMك قMMد وطننا                 -األطفال. وننجب

Page 122: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

والفMMؤوس، المعMMاول أيMMديهم في النMMاس من هMMائال حشMMدا بعيMMد من ووجMMدناقائلين: المارة أحد وسألنا ويجيئون، يروحون الشرطة ورجال

هذا؟ ما                 -

لبعض مخزن إلى ويحيلوه المسجد على يستولوا أن يريدون األعداء     - في ربطMMوه ثم أخMMذوه معترضMMا، بالبMMاب يقف المسجد وشيخ الخام، المواد ويضMMربونه عليMMه ويبصقون منه، يسخرون اآلن وهم للمسجد مقابلة شجرةجسده... من تسيل والدماء األشجار، بأفرع

منصور: قال السير، عن وتوقفنا

توقفت؟ لماذا                 -

آخر. طريق إلى ننطلق أن يجب                 -

وقال: مخيفة ضحكة منصور ضحك

من تمنعMMني أن قMMوة تسMMتطيع ولن وذخMMيرتي، سالحي معي                 -األمام. إلى طريقي في المضي

أنتبMه أن وقبMل الMرث، معطفه تحت الطلقات من وكمية غدارته، يخفي كان أتابعMMه أخذت ويختفي، الخلف من المسجد يقصد ثم يجري وجدته سيفعله، لما المسMMجد شMMيخ يضMMربون الشMMبيبة كMMان وبينمMMا أجMMده، لم لكMMني بMMه ألحMMق كي

أثرها على الشبيبة من ثالثة وقع رصاصات بضع انطلقت ويسخرون ويقهقهونالمظلوم: الشيخ وصاح المربوط الشيخ جوار إلى ينزفون األرض على

الله. انتقام هو أكبر.. هذا الله                 -

القبة بين يقف درغا منصور كان المسجد، أعلى إلى بأبصارهم الناس واتجه ومدفعMMه، رأسMMه سMMوى أرى أكن ولم المسMMجد، سMMطح فMMوق المئذنMMة وقاعMMدةصوته: بأعلى يصيح وسمعته

. النجسة أقدامكم تطأه الله! ولن بيت الكالب.. هذا أيها                 -

يMMدي بين اآلن يقف منصور إن شديد، خوف ودهمني داخلي، في قلبي غاص طلقاتMMه، وتMMوالت أفعMل، مMMاذا أدر ولم محققMة، لكارثMMة نفسه ويعرض الموت، الحMMزب من ونفMMر الشرطة رجال وتنبه بالجراح، الشبيبة من كبير عدد فأصيب

وصاحوا:

-خائن...خائن.. رجعي...رجعي..

Page 123: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

ممن كثير خلق وانفض صمت وساد والمئذنة، القبة صوب الرصاص وانصبيصيح: وأخذ ثانية درغا منصور رأس ظهرت دقائق وبعد متفرجين، يقفون كانوا

األوغاد. أيها الله بيت هذا جثتي، على إال المسجد تدخلوا لن                 -

وأخMMذ المهMMاجمين من آخMMر عMMدد وسMMقط جديMMد، من الرصMMاص تبMMادل وعMMاد دوي مMMع المسMMجد فMMوق من الMMدخان فتعMMالى اليدويMMة، بالقنابMMل يقذف بعضهم

يخMوض إنMه النجMدة، سMتأتي فMترة وبعMد محالMة، ال ميت منصMور إن االنفجMار،ذلك؟ فعل لماذا ترى بائسة، معركة

المكان هذا في لهم وتصديه األعداء، عليها استولى ق المساجد عشرات إن سMMعادة الشMMارع في النMMاس عيMMون في ورأيت شيئا، المرير الواقع من يغير لن

عن مMMدافعا القبMMة خلMMف يقف الذي بالرجل فخورون إنهم أعينهم، في تترقرق يرشMMقون المشMMاهدون وأخMMذ أخMMرى مMMرة المكMMان امتأل دقMMائق وفي الله، بيت

أجMMل من صغيرة ثورة المكان في واندلعت واللعنات والحصى باألحجار األعداءالله.. بيت

صMMغيرة مقصورة لدى منصور ووقف االنسحاب، من مناصا األعداء يجد فلم جامعMMة... أكMMبر.. الصMMالة أكبر.. الله صوته: الله بأعلى ينادي وأخذ المئذنة في

جامعة.. الصالة

يتحMMرر المسMMجد إمMMام ورأيت المظلMMومين، التعساء عيون في الموع فرأيت ونMMزل ، ليتوضMMأ المMMاء يقصMMد ثم مالبسMMه، ويرتدي فيها، ربط التي الشجرة من

وقال: المنبر جوار إلى منصور

اللMه.. بيMوت من بيت عن تتخلوا فال ذلك الوداع.. مع صالة الناس! لعلها أيها اإللهي المعMMنى الكبMMير، المعMMنى يمثMMل فيه.. إنMMه حجر كل شبر، كل عن دافعوالله.. ركعتين فلنصل السنين، مئات منذ عقيدته ظل في عشنا الذي

من وقعت الMMتي األسMMلحة من قطMMع على اسMMتولى قMMد المسلمين بعض كان وكميMة رشاشMا مMدفعا أتنMاول ووجMدتني الهاربين، أو المصابين أو القتلى أيدي العالمMMات الجيشMMذات سMMيارات في قMMادمين رأيتهم بعيMMد ومن الMMذخيرة، من

غMير معركMة وجMرت فيMه، من وعلى المسMجد على النيران المميزة.. وانصبت في هنMMاك ينتظMMر بMMاتور عثمMMان لنفسMMي: إن وقلت وبينهم، الثMMوار بين متكافئة

على ملقى وجدتMMه لكني درغا، منصور عن وبحثت أنسحب أن ورأيت باريكول، فيبركMة غارقMة جMواره إلى تMدلت قMد ويMده يمينMه، في والسMالح المسجد باب

ممن قليMل غMير عMدد جMواره وإلى مMات، قMد هMو فMإذا منMه، واقMتربت الدماء، ولحيتMMه حتفMMه لقي اآلخMMر المسMMجد إمMMام وكMMان القاتلMMة، الرصاصMMات أصابتهمبالرحيل.. بالدماء... وأسرعت مصبوغة البيضاء

Page 124: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

استشMMهد الموت.. وقد حتى عنقه في باق الواجب بأن يؤمن الله رحمه كان وتحرك تمركزهم، عقر وفي النهار وضح في الخونة ضرب المسجد، عتبة على

مغلفMMا قومMMول إلى الطريMMق كMMان شك، دون سعيدا مات لقد حوله، من الناس وعن العMMدو، غMMدر وعن المسMMجد، حادثMMة عن يتحMMدثون النMMاس وكان باألخطار، الشMMعب، صMMالح في تMMزييفهم من بMMالرغم فأتت تزييفها حاولوا التي االنتخابات

يعرفMMه شMMيء كل ، السجون في األحرار وراح واالغتياالت الخديعة إلى فعمدوا والزيMMف والترهMMات جيدا، معروفة الصحف في تنطلق التي واألكاذيب الشعب،

التكMMريم وحفالت أحMMد، على يخفى ال هMMذا كل اليومية، الصحف صفحات يسود الجMMدران، على تلصق التي والشعارات المفوهون والخطباء العدو، يقيمها التي فيMMه اشMMترك الMMذي والمقنMMع المكشMMوف واالحتالل الزيMMف وجMMه عن تعMMبر كلها

األعداء...

أمMMا األعMMداء، سMMيطرة تحت وتشوشك وآلتاي الثالث: إيلي الواليات أصبحت انضMمام الخMائن هMذا أعلن فقMد الخونMة أحد يحكمها التي السبع الواليات باقي

كMMل في فكأنمMMا وبMMاتوا األهMMالي، الذعر تملك عندئذ للصين، الشرقية تركستان من بمزيMMد محفوفMMا وسوادا حلكة أشد مستقبال يستشرفون وأخذوا مأتم، بيت

والمكاره... األخطار

فرصة يتيح سوف ذلك أن الناس أدرك أخرى، مرة الصينية القوات وبدخول قMMرر بأذهMMانهم، تطMMوف المزعجة الذكريات زالت فما والمظالم للتنكيل أخرى للخMMارج أخMMرى فئMMة تتوجMMه وأن باتور، عثمان بقيادة المقاومة تستمر أن الثوار اعتMMداء العMMالم إلبالغ السابق العام الحاكم نائب بغرا أمين محمد الزعيم بقيادة إلىمدينMMة ووصMMلوا الوفMMد، وخMMرج المسMMاعدة، وطلب التركسMMتان، على الصين أمMا األصMلي، العMدد ربMع عن يقMل قليMل عدد وبصحبتهم لكشمير، التابعة الداخ

مMMع الحMMدود على الداميMMة االشMMتباكات في شMMهداء اللMMه لقMوا فقMد أرباع الثالثة األحيMMاء وبعض واالختنMMاق، الشMMديد والMMبرد الجMMوع وبسMMبب الصMMيني، الجيش الثلجيMMة الطMرق بين كMاملين شMMهرين سMMيرهم استغرقت إذ أطرافهم، تجمدت وعبروهMMا أنهMMار، خمسMMة عبور عليهم وكان الوعرة، الجبيلة والممرات القاسية

الجبMMال قمم وتسMMلق المجMMاري، والتMMواء الطريMMق، اسMMتقامة لعMMدم مرة مائتي ومن أنMMوفهم، من يسMMيل الMMدم جعMMل ممMMا األوكسMMجين يقMMل حيث الشMMاهقة،

عاصMMمة سMMريناجر مدينMMة إلى منهم قليMMل عMMدد وصMMل وأخيرا الدواب، خياشيم الMMذي العنMMاء له، مثيل ال الذي للعناء مجسمة صورة الرحلة هذه كانت كشمير،

واستقالله.. وحريته دينه على الحفاظ سبيل في المسلم شعبنا لقيه

لي وبدت الطفل، أو الليل نجمة على قومول في االهتداء أستطع فلم انا أماوالعذاب.. واألحزان بالمرارة تنضح التي الخراب كاألرض قومول

عن بحثMMا الحMMدود الجباألو إلى يهربون األسر وأغلب وفر، كر في الناس كانالعدو.. فيه يلحقهم ال ىمن مكان

Page 125: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

من ألفMMا وعشMMرين بMMاتور عثمان يهسكر حيث باريكول إلى طريقي واتخذت منصMMور تMMركت أن بعMMد وحMMدي أعود ذا أنا وها المنيعة، الجبال بين الثوار رجاله في الزكيMMة، بدمائMMه ثراهMMا لMMيروي المسMMجد، عتبة على األبدية نومته نائما درغا

والمبMMادئ والسMMالح المMMوع يواجMMه الMMذي الجبMMار الMMرفض لمعMMاني معMMنى أعنفوالفساد.. الدمار أنواع تمتلك التي الممرة

من بشMMيء أشMMعر الحبيبة بالدي عبر المضنية الشاقة الرحلة بعد مرة وألول الهMواء أتنسMم وهنMMا والرضMا، بالسMكينة تMMوحي الجبMMل أحضMMان إن االطمئنMMان،

األسMMلحة على ونتدرب لله، والدعاء بالتسبيح قلبي أعماق من وأهتف النظيف، العMMدو يملMMه وما تتفق ال يدوية أسلحة األغلي على لكنها جاءتنا، التي المتطورة

وغيرها.. ودبابات طائرات من

وأتحMدث ونمMا، كMبر الذي ولدي وأرى الليل، نجمة أرى أن لي يحلو كان لكم وال الصMMخور جلمMMود تشMMبه حسMMبتك قلMMبي، يMMا آه الرمايMMة، وأعلمه وأالعبه معه

بكMل العMامر الشMذي األسMري اللقMاء أليMام تحن وال ، األحبMاب لMذكرى ترتجف أشMMرد إنMMني ذنبMMك؟ ومMMا ذنبي وم.. ما لحم من قلبي يا .. لكنك الحلوة النعاني والغابات الحقول في البشر ماليين وأتخيل معيد، إلى الممتد آلفاق إلى ببصري

ولMMدي عن باحثMMا وجMMوههم بخيMMالي وأتأمMMل والجيMMوش، والمصMMانع والمMMراعيولدي؟ يا أنت الوحيد.. أين

ظMMل في والشMMوق اللوعMMة خفقMMة قلبي ويخفق عيني، من الدموع وتتساقط قبلتMMه طفال رأيت المنهMMوك..وكلمتMMا جسMMدي تحتها ينوء التي الطوال السنوات لMMه وأقMMدم خلفه، أجري ما وكثيرا يختفي، حتى أتابعه وأخذت اللهفى، بنظراتي

مMMراد مصMMطفى نيMMاز اسMMمه صMMغير فMMتى عن وأسMMأله الطازجMMة، الفواكه بعض بأوهامMMك تعMMذبني مMMا قلMMبي.. لشMMد الليMMل... آه... يMMا نجمMMة أمه وعن حضرت،

أحMMداث عليهMMا تجور وال الجبال برد يطفئها ال التي الملتهبة وأشواقك وذكرياتك سMMائجا رجال بMMاتور عثمMMان يكن ولم الداميMMة، المعارك عنها تصرفك وال الزمان

كMMان محنكMMا، بطال قائMMدا كان فقد األحداث، ومجريات األمور، لواقع مدرك غير يسMMتطيعون ال بالجبMMال معMMه يعتصMMمون الMMذين جنMMدي ألMMف العشMMرين أن يعلم

عMMدة حMMول تMMتركز كMMانت الكMMبرى ثقته لكن األعداء، لماليين يتصدوا أن وحدهم الشMMعب وأن األسMMمال، جهادها في ومستمرة حية الثورة تبقى أن أهمها معاني ثورتMMه عن األنبMMاء يتلقMMف والمظMMالم والقهMMر الكبت أسMMوار خلMMف يعيش الMMذي

المسMتعمرين بقMاء من ويجعل اآلخر، هو الثورة يشعل فسوف بالتالي الدائمة، الشMعوب قضMMايا لنصMMرة العMالم سMMيحرك الجهMاد واسMMتمرار يطMاق، ال جحيمMا

المظلومة..

بMMاتور عثمMMان ذهن على يرد لم أمر للهزيمة االستسالم فإن وذاك هذا وفوقمناسبة: كل في دائما يقول كان ورجاله،

Page 126: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

لنMMا أحياء.. وخير دمنا ما السالح نضع أال علينا كتب قدرنا... وقد هذا     - إال قMMوة وال حMMول وال أكMMبر واللMMه األعMداء، لحكم نرضخ أن من الله نلقى أن

بالله،

إلى عمالئهم من وفMMدا فأرسMMلوا الثMMوار، من شMMرا المستعمرون توجس وقد الشMMعبية، الحكومMMة ضد بالهجوم القيام عن الكف إلى الوطنيين يدعو باريكول

على مطMMالبهم لعMMرض البالد عاصMMمة أورومجي إلى للحضMMور تMMدعوهم كمMMاالمسئولين.

باتور: عثمان قال

حسنا.. كبيرا، خطرا طياته في يحمل أورومجي إلى القادة ذهاب إن     - أال مطالبنMMا، وأعلنMMوا أورومجي في إليهم اذهبMMوا األعMMداء، مكر نأمن ال نحن والكMMف االعتقاالت، عن والكف والعبادة، الرأي حرية الحريات، ضمان وهي تMMدخل دون بنفسها يتقرر األمة مصير وأن الفردية، الممتلكات مصادرة عنأحد.. من

نسMMتعد كنMMا ولهMMذا ومخططMMاتهم، األعداء أالعيب يجهل باتور عثمان يكن لم نتيجة، بأية أورومجي إلى ذهب الذي الوفد يعد ولم الفاصلة، للمعركة نهار ليل

وسMMمعته الجبMMل، مواقMMع لتفقMMد قصMMيرة مسMMيرة في الجMMنرال جوار إلى وكنتيغمغم:

السالم.. األندلس على                 -

الله... مشيئة إنها                 -

سالم؟ في البشر يعيش ال لماذا كثيرا أفمر                 -

وقال: حزينة ضحكة وضحك                 -

ثروتنMMا في يطمعMMون لمMMاذا كالنمMMل، هنMMاك والبشMMر شاسMMعة، الصMMين أرض فMMترة وسادت يتعظ، ال اإلنسان الطغاة؟ أيدي على عانوه ما نسوا هل وأرضنا،بعدها: قال صمت

أمMMوت وأن حMMرا، أعيش أن القMMرآن سMMطور بين من تعلمت                 -العقيدة. شرف عن مكافحا

أن اللMMه إرادة كMMانت ولهMMذا األبMMد، حيMMاة أروع قصيرة.. ما هنا الحياة     - في واألفMMراد الدول تتصارع إذ أعجب والخلود، المقام دار هي اآلخرة تكون اللMMه سMMبيل في الموت ترى ولهذا قصيرة، بآجال محدودة تافهة متعة سبيلحياة.

Page 127: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

وقال: الطويل وشاربه لحيته على يمسح وهو حواليه وتطلع

والMرعب، للقMوة يسMجد العالم الله، يعبد ال اليوم العالم بالله، آمنت     - لنMMدن في انتصMMروا الMMذين أو برلين في هزموا الذين سواء العبيد، عالم هذا

وأمريكا.. وباريس

 

***

 

 

Page 128: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

 

(18)

 

 

 

واألسMMلحة واألشMMياء النMMاس بسMMرعة، ويتغMMير يتبMMدل حولنMMا من شMMيء كMMل أخMذوا الهزيمMة، خضMم في ذابMوا أوالدنMا من كثMير العMالم، وخريطMة والمواقف

إلى إلهي!- خMMرجن والبنات- يا رنانة، وشعارات جديدة، بكلمات ألسنتهم يلوون يجMMرف واالنحرافMMات والفضائح المغالطات من كاسح سافرات... تيار الشوارع

أن ون ويتحضMMروا النMMاس يتقMMدم أن يمكن أال التقMMدم، باسMMم أمامMMه شMMيء كMMل ألكي العبيMMد؟ تسMMاق كما سوقا يساقوا أو حرياتهم تسحق أو المظالم، تتحيفهم ال ولماذا والحرية، العدالة معانقا التقدم يمشي ال لماذا يكفروا؟ أن بد ال يتعلموا

أن دون نهضMMة تحدث ال ولماذا الكائنات، بخالق اإليمان ع يد في يدا العالم يسير تتصMMادق ال لمMMاذا والعابثMMات؟ البغايMMا يكMMثر أن ودون أجسMMاهن النسMMاء تعMMري

بMMالهجرة واكتسMاحه تبديMMده أو آخMر شMMعب إفناء شعب يحاول أن دون الشعوب صMMنع من وكأنMMه لي يبMMدو األيMMام تلMMك في أراه مMMا إن اخرى؟ وأجناس ألوان من

والنقMMاء الطهMMر أن المحMMاربين ألصMMدقائي آلخMMر آن من أردد وكنت الشMMياطين، بMMاتور عثمMMان غلى أنظMMر وكنت الجبMMال، سMMفوح على يتعلMMق هMMذا كMMل الثMMوريالصالح. السلف بقية أنه إلي فيخيل المؤمن الجنرال

طويلMMة لحضMMارة ينقMMرض، لجيMMل العريقMMة المعMMاني فيه تتجمع الرجل هذا إن ودارت المMMوت، حMMتى الرجMMل هMMذا وراء وأنMMا والصMMفاء، والنبMMل بMMالخير فاضMMت

بأحMMدث المسMMلحة الصMMينية والقMMوات رجالنMMا بين الMMوطيس حاميMMة المعMMارك سMMهال؟... انتصMMارنا كMMان هل ولكن المعارك، من سلسلة في وانتصرنا األسلحة، التي بالتضحية ننتصر كنا يتناقصون، دائما رجالنا وكان ينفد ال العدو مدد ال.. فإن

باتور: عثمان الجنرال ويغمغم لها، مثيل ال

الموت. إلى ويندفعون يتقمون رجالنا                 -

الموت. إلى ويندفعون يتقمون رجالنا                 -

عمله.. يجب ما يعرفون الجنرال.. إنهم سيدي                 -

خالMدة، ملحمMة بمMائهم حضرت مصطفى يا يسطرونها التي الملحة     - تمMMر ولم رهيب، ليوم يجهز العدو أن المتقمة طالئعنا من اليوم علمت لكني

وظلت بMMاتور، عثمMMان توقعMMه الMMذي الصMMيني بالحشد وفؤجئنا قليلة، أيام إال

Page 129: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

واليMة نحMو االنسMحاب وقررنMا كاملMة، أشMهر ثالثMة األوار محتدمMة المعركة المعادية، القوات على للهجوم مركزا وجعلها الشمل لجمع الصينية شينهاي

في يترصدنا الموت كان فقد سهال، معبدا يكن لم شينهاي إلى الطريق لكن "آن مدينMMة من صMMيني جندي آالف عشرة من أكثر علينا وتزعف جانب، كل

بالتفMMاني، شMMعور علينMMا سMMيطر "قانصو" وقد مدن إحدى شا" الصينية سي المصMMير من إليMMه نهMMرب أو المMMوت، نريMMد العMMدو مع الدامي باندفاعنا وكأننا

لواليMMة التابعMMة ماخMMاي مدينMMة إلى الوصMMول من أخMMيرا وتمكنMMا المحتMMوم، أنMMا أنفاسMMنا.. وكنت ونلتقMMط الMMوقت بعض نسMMتريح أن نريMMد شينهاي.. كنMMا

قبMMل أراها أن أمنيتي وولدي...وكانت الليل نجمة عن البحث أحاول شخصيا العصMMيبة، األوقMMات هMMذه مثل في تافهة أمنية أنها البعض يرى قد أموت، أن

هMMذه على وولMMدي زوجMMتي في أفكMMر ألنMMني باألنانيMMة البعض يرميMMني وقMMد يقولMMه لمMMا أكMMترث ال والفنMMاء... أنMMا للضياع متعرض برمته والوطن الصورة طريقهMا الMدموع تعMرف بشMر نفسي... وأنا مع الصدق تعلمت فقد البعض،

قلبي.. إلى سبيله الخفقان ويعرف عينيه، إلى

مدينMMة من نحونMMا يزحفMMون اآلالف هنMMاك حدتها، تخفت لم المطاردة     - صMMوبنا يزحفون آخرون آالف وهناك "قانصو"، والية مدن خان" إحدى "دون

الصين.. لحود خلق" المتاخمة "شر مدينة من

باتور: عثمان الجنرال وقال

المMMوت فضMMلتم من األصدقاء.. يMMا "ماخاي" أيها على يزحف "الليل     - الرايMMات وأرى العدوان، شهداء يا الطريق مسالك تسد الذئاب الحياة، على

يفرقMMون ال هم للMMذبح، خرافMMا الجزارون يسوق يوم كل في األفق، لونت قد "بMMاريكول" أو من الرفاق أيها قطعناه الذي والطريق والبشر، الخراف بين طMMول يMMا الزكيMMة، مMMاؤهم وترويه األحرار، عظام ترصفه هنا، إلى الجبل من

يبحثMMون اتجاه كل في يفرون واألطفال النساء من المرهقة!! وكثير الرحلة الحماسMMية األناشMMيد تردد األصدقاء أيها أورومجي ذويهم.. وإذاعة عنا.. عن

والMMبيوت الشMMوارع في المسMMجونون شMMعبي وأبناء األفكار، وتسمم لألعداء اإلعMMدام وسMMاحات والمنفى الحMMدود إلى والمسMMاقون السMMخرة ومصMMانع هMMؤالء المMMوت، تMMرانيم ويMMردون الله، إلى يجأرون خافتة، بأصوات يتمتمون األصدقاء أيها المعركة، في يموتون الذين من مصيرا أتعس األحياء الشهداء الطويل وعذابنا جهادنا قصة فليحمل حيا منكم يبقى ومن المعركة، سندخل

العMMربي.. وفي والمغMMرب الشMMرق وفي الجنوب في النائمة المسلمة لألمم سMMقطت قMMد الثانيMMة األنMMدلس إن لهم وباكستان،.. وقولوا والهند إندونيسيا

يوم في يتيقظون المسلمين لعل يدري واإلنسان.. ومن الله عدو قبضة في للMMه... فيها ينتصرون كبرى معركة لهم وتكون شتاتهم، ويجمعون األيام من

في تثقMMوا وال العMMدو، صحف تصدقوا ال األرض أطراف في للمسلمين قولواودعوته". وفلسفته تاريخه

Page 130: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

للصالة.. ودعانا القبلة صوب واتجه السماء، إلى باتور عثمان وتطلع

حدب.. كل من صوبنا األعداء جموع اندفعت التالي اليوم وفي

من ملMMك مMMا بكMMل األخMMيرة المعركMMة في المعركMMة... وانMMدمجنا واحتMMدمتشيء.. كل وانتهى وإيمان وقوة إحساس

عMMال شMMرف فMMوق من األعداء... وشMMهته يد في باتور عثمان الجنرال سقط ومعطفMه، رأسMه وغطMاء أكمامMه، يجبMون األعMداء كMان الMرأس، مرفوع يسير

يMMركلهم أو أنفMMة، في إليهم يتطلع صامدا كان لكنه الموت، مداعبات ويداعبونهازدراء.. في

كل وجهة كانت اتجاه.. ثم كل منهم- في الباقية البقية –أو المحاربون تفرق عثمMMان الجنرال وسيق كشمير، إلى الوصول في أمال الحدود صوب منهم واحد والصMMينيين التركسMMتانيين من ألفMMا تسعون سيق اإلعدام.. كما ساحة إلى باتورباتور.. عثمان البطل البطل.. ومات نهاية ليشهدوا السالح تهديد تحت

مدينة محاربي مالبس ارتديت فقد أحد، يعرفني ال الصفوف بين مندسا كنت في أضMMحك وأنMMا الشهيد البطل إلى أنظر كنت التخفي، في خان" إمعانا "دون

العدل! كالمجنون: يحيا وأصرخ بالدموع، مبللتان وعيناي هيستريا،

الطريMMق.. طريMMق إلى إلى تMMوجهت القلب القاسMMي األسMMود الليMMل وفي كشMMمير.. ووجMMدت حMMدود بلغت مضMMنية قاسية ليال وبعد الجحيم، من الهاربين

طMMوال العدو ثالثمائة... ألن سوى ألفا العشرين من يبق هناك.. لم الباقية بقية معMMارك في بنيرانMMه ويطMMاردهم عليهم، وينقض الفMMارين ينMMاوش كMMان الطريMMق

فادحMة، خسMائر العMدو وخسMر الMتيبت، مMدن من وغيرهمMا وكتسMاو سMنكرس علينMMا كشMMمير.. وتوافMMد الثالثمائة.. وخلMMوا حوالي الحدود عند منا تبقى وأخيرا أمس في الجميMMع.. كنت واختلMMط التركسMMتانيين، المهMMاجرين من كثMMير خلMMق

الMMوقت طال هل أدري .. وأغفيت.. وال المقاومة أستطع لم النوم، إلى الحاجة وفتحت برفMMق، تهMMزني حانيMMة يMMد على المغMMرب قبيMMل تيقظت قصر.. لكني أم

عيني...

مشMMابها زيMMا ترتMMدي الليMMل نجمMMة هي إلهي! ها يقظة.. يا أم حلم في أنا هل الفMMتى .. هذا جيدا أعرفه إنني ، جوارها إلى الكبير كشمير.. وطفلي نساء لزي

رأس أتحسMMس الشMMقراء..وأخMMذت بشMMرته الشMMمس أظهMMرت الMMذي الجميMMل فقد الكالم أستطع لم عيني، تمأل والدموع الليل، نمة وجه على وأربت الطفل، إلى وتضMMمني االنفعال، من تنتفض كانت األخرى هي وزوجتي الدموع، خنقتنييديه... بكلتا يطوقني وولدي صدرها،

Page 131: ليالى تركستان لنجيب الكيلاني

صMMبغ قد الشيب مصطفى.. إن يا الموت من تنجو أن أتصور أكن لم     -عام.. مائة فراقنا على مر وجهك.. لكأنما مألت والتجاعيد شعرك

راعشة: بنرات وهمست حنان، في الطفل قبلت

الحMMدود خلف السجين المسلم شعبي أترك أن يحزنني لكم                 -األعداء.. يقتسمه

وقور: بحزن واكتسى شحوبا، وجهها ازداد وقد الليل نجمة وهمست

مكMMة في الحرام.. ولنعش الله بيت إلى نرحل أن أمنيتي إن                 -المدينة.. أو

على مMMات الMMذي درغا منصور وتذكرت ورائي، المعتمة اآلفاق عبر وتطلعت ثم القضبان، وراء حياتهم قضوا الذين المؤمنين الرفاق وتذكرت المسجد، باب

حينما العظيم المشهد ويوم باتور، عثمان الجنرال حول سقطوا الذين الشهداءالموت.. ساة إلى الجنرال ساقوا

وغمغمت:

ترد قد زمزم ماء من قطرات الحرام.. إن الله بيت إلى نسير سوف     - مبشMMرا الحجيج جمMMوع في أصرخ وأنا أتخيل والمتعبين.. إني الضائعين روح تحت وينطلقMMون األكفان، يشقون المسلمين بماليين الخالص.. وكأني بيومالعبيد.. ماليين جديد من ليحرروا التوحيد راية

قصتي... هي تلك

 

انتهى.