36
ور ط ت ان دي الأ د. مد ح م مان ث ع ت ش خ ل ا ة ي ل ك عةج’ام- داب+ الأ رة ه ا ق ل ا وج’د ت اب 4 ري5 ظ ت دة د4 ع ت م اول4 ح ت ر ي4 س ف ت ة4 رك ح اء 4 ق ت ار ي ع و4 ل ا ي ن ي د4 ال د ن ع ي ع4 س ت ،و ان4 س تR الأ اف 4 س كت لأ ق4 ط ن م ل ا ي د4 ال[ رك4 ح ت ر ي4 س ان 4 دي الأ ر ي4 ع، خ ت ار 4 ن ل ا ن مك ي و ها ف ت صن ت ي ف ن ي ن ف ت طا ن م اب ري5 ظ ن ل ا: ة ف لطات ا ول الأ: ي اب ري5 ظ ن ل ا ال ت ور ط: ة ي ت هu د 4 ي اب 4 ري5 ظ ن ل ا ال ت ور ط ة 4 ي ى لR ا ن ا ن ا 4 ش ان4 س تR الأ ع م ن ي د4 ال ة ي ا 4 س ك ع م ر ه ا5 4 مط ار 4 ص ح ل ا ة ري 4 ح الأ ن م ن ف م عل و ا دR ا 4 . ف ة ف4 س ل ف و ان4 ك ت ركة ح ارة 4 ص ح ل ا ة ي ي ا4 س تR الأ4 عام ة ي ه ة4 رك ح ن ور4 ط وار ن اء، 4 ق نR ا 4 ف الد ن ن ة ف4 وص ت اطا 4 س ت ان4 س تR ا ا ت د ف ر م خ م ي ت ف4 ل ل ج را م ور4 ط ن ل ا والأر ن اء 4 ق ن م ى ن د ا ى ل ا ي عل ا دءا4 ي.... ن م رة5 4 ظ ن ل اد عد ت ل ا ة 4 ي ى لR ا4 ه ل+ الأ، ةورا ر4 م ر5 ظ ن ل ا ي لR ا ها ي رة5 ظ تارك ر ه ت ة و ا رم ه ت، ة ي ن4 ح ل ص و ت ة ي يا4 س تR الأ ى لR ا، ة 4 ي ي وجدا ل ا ع م و ا ن اق4 ق اب ري5 ظ ن ل ا ال ت ور ط ن ةول4 ح ا د4 ه ي ن4 ع م ل اام4 ع ل ا ة4 رك ح ل الد ن، ن ها نR ا فود4 ع ت ل ت ف4 ل ت خ ي ف د حدي ت ت ط ت ع ة ل ك م لة رج ن م ل ج را م ال ت ور، ط ما ث س ولأ ل ج ر م ل ا ة ى، ل و الأ ل ج ر م ة ة ا س لت ا ت ي ح. د ح تدة4 ع راب سي ف ت، ل ع ل ن م ها: م ه ا ر ي4 س ف ت ل ا- ى ل ا 4 ن م ل ا ق4 ل مط ل ا ي د4 : ال ر ي 4 ت ع ت ور4 ط ت ان 4 دي الأ و ه ل ك 4 ش ن م كال 4 ش ا ور4 ط ت روح ل ا ي ،الد ق ل مط ل ا دا ي سا م غ ت م ي ف عة ت ب لط ا و ه ،و ما ر ه5 ظ ي ف ان 4 دي ا م ث ر، ح4 س ل ارر4 ح ت ها مي ا ن ن 4 ش ر ي4 ع ا، ن ن 4 س ف ل ج را م ي ن4 ح، ة 4 ف ل ت خ م ل ص و ى لR ا ن يد4 ال ق4 ل مط ل ا ي د4 الرر4 ح ت ة ي ف روح ل ارا ر ح ت ة لأ.وهد م كا ي ه ة ري5 ظ ت ل. ح ي ه- ر سي ف ت ل ا ت لط ا ت ي ع ي الدد حد ت ة ا س لت ا ى ل و الأ لد ل ن ن ي ف ورة ص ادة ن ع ر ه ا5 مط ت لط ا ت عة( 1 ) . 1

تطور الاديان عند هيجل

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: تطور الاديان عند هيجل

األديان تطورالخشت عثمان محمدد.القاهرة اآلداب-جامعة كلية

ال$$وعي ارتق$$اء حرك$$ة تفس$$ير تح$$اول متع$$ددة نظري$$ات توجد

س$$ير يح$$رك ال$$ذي المنط$$ق الكتشاف اإلنسان،وتسعى عند الديني

: النظريات من طائفتين في تصنيفها ويمكن التاريخ، عبر األديان

ية:طورتال النظرياتي:األول الطائفة

ال$$دين م$$ع اإلنس$$ان ش$$أن أن إلى ي$$ةطورتال النظريات تذهب

وفلس$$فة. ف$$إذا وعلم فن من األخ$$رى ةالحض$$ار مظ$$اهر مع كشأنه

فإن قاء،توار طورت حركة هى ةعام اإلنسانية الحضارة حركه تك$ان

التط$$ور مراح$$ل ل$$فتبمخ م$$ر ق$$د ياإنس$$ان نش$$اطا بوص$$فه نيال$$د

إلى ي$ةالتعدد النظ$رة من .... ب$دءا أعلى الى أدن$$ى من ق$اءتواالر

توص$$ل ح$$تى ة،ي$$هرم أو ةي$$هرارك نظ$رة يهاإل بالنظر مرورا ة،اآلله

هذا حول ةيطورتال النظري$ات ف$اقتا وم$ع الوحدانية، إلى اإلنسانية

ةع$$يطب تحدي$$د ف$$$ى ختل$فتل تعود فإنها ن،يالد لحركة العام المعنى

ةمرحل$$ األولى، ةالمرح$$$ل والس$$يما طور،تال مراحل من رحلةم ك$ل

أهمها: من لعل ،تفسيرات عده نجد . حيثالنشأة

من شكل هو األديان تطور يعتبر : الذي المطلق المثالي - التفسير

،وه$$و الطبيعة في منغمسا بدأ المطلق،الذي الروح تطور أشكال

مراح$ل فش$يئا،ع$بر شيئا منها تحرر السحر،ثم أديان في ظهر ما

ال$$روح في$$ه تح$$رر ال$$ذي المطل$$ق ال$$دين إلى وصل مختلفة،حتى

هيجل. نظرية هي كامال.وهذه تحررا

ص$ورة فى نيلل$د األولى النش$أة يح$دد ال$ذى عىيالط$ب التفسير-

.(1)عةيالطب مظاهر عبادة

1

Page 2: تطور الاديان عند هيجل

ه$$و اإلنس$$ان خيارت فى دين دمقأ أن زعمي الذى الحيوى ريالتفس-

.(2)وعبادتها الفردية األرواح ف$ى االعتقاد

لم الب$$دائي اإلنس$$ان أن ي$$رى الحيوى" الذى بلق"الما- فسيرتال-

إال عب$$ديو يع$$رف يكن لم ثيح وروح، روح بين مييزتال طيعتيس يكن

. (3)كله الوجود فى سارية ةواحد يةكل روح$ا

،س$$يمون س$$ان عن$$د ةلف$$تالمخ بأش$$كاله االجتم$$اعى التفس$$ير-

.(4)ميودوركا ،بريوف ت،وكون

االعتقادية: النظريات الثانية: الطائفة

الكتب نظر بوجهة تأخذ التي تالنظريا من الطائفة تلك هي

الديني. االعتقاد نشأة تفسير في المقدسة

ال$ذى وحي$د،تبال تب$دأ أول ،تب$دأ ما يةالبشر أن ؤكدت وهي

ك$$ني لم وال$ذي ،إلهي ب$وحى وأ النظ$رى بالتأم$ل إم$ا لها كشفت

عن اإلنس$$ان ح$$$اد حيثفس$$اده. مظ$اهر من مظه$را إال الش$$رك

والوثنية. والتعدد الشرك في وسقط التوحيد

من الوجهة بهذه أخذوا الذين علماءال و الفالسفة من وهناك

منهج على بن$$اء به$$ا،ولكن ق$$الت المقدسة الكتب ألن النظر،ليس

،النج و ،بس$$كال مث$$ل عقلى، فلس$$فى لي$$تحل أو وضع$$$ى علمى

وبتانزونى.

األديان: لتطور المطلق المثالي التفسير

في – شيوعا النظريات هذه أكثر هي الهيجلية النظرية تعد

– نظرية أول ولعلها ثغرات، من بها ما الدين- رغم فلسفة نطاق

تاريخ في كلها الأديان تطور لتفسير التاريخية- تسعى الناحية من

يلي. فيما نقديا تحليال لها سنقدم الدين.ولذلك فلسفة

2

Page 3: تطور الاديان عند هيجل

،والدينالمحددة األديان و المطلق الدين بين هيجل يفرق

مجموعتين تشملف المحددة األديان ،أما المسيحية هو المطلق

الروحية. الفردية الطبيعة،وأديان :أديانجزئيتين

الطبيعة،على أديان وهى منهما، األولى المجموعة وتتضمن

فرعية: مجموعات ثالث

السحر. ديانة: أولها

والبوذية والهندوسية الصينية الديانة وهى ر،وهالج أديان: وثانيها

والالمية.

أديان من االنتقال فيها يتم التى وهى التحول، أديان: وثالثها

انتقالية محطة فهى الروحية، الفردية أديان إلى الطبيعة

لمحددة، ا األديان داخل رئيسيتين مرحلتين بين وسطى

السورية، والديانة الفارسية، الديانة تضم التحول وأديان

المصرية. والديانة

الفردية أديان فهى المحددة، األديان من الثانية المجموعة أما

ثالث وتشمل الطبيعى، فوق الروحى فيها يرتفع التى الروحية

.والرومانية واإلغريقية، اليهودية، ديانات: هى

المباشر(: )الدين الطبيعة أديان: أوال

الروح فيها اإلنساني الوعي يعرف ال التي هي الطبيعة أديان

الالنهائي الروحبالحرية. ف متصف وغير بالطبيعة، ممتزجا إال اإللهي

مباشرة وحدة هناك أي مباشر، نحو على يةالنهائ الطبيعة فى غارق

الحس أديان فهي ثم فج. ومن نحو على لكن والجزئي الكلى بين

من بعد تتمكن لم ألنها ؛متحررة غير فيها اإللهي والروح المباشر،

فيها كامنة تزال ال نماوإ عليها، والتعالى الطبيعة على السيطرة

هيجل: بها،.. يقول ومختلطة

3

Page 4: تطور الاديان عند هيجل

يعرف الطبيعة. وهو دين هى لنا بالنسبة األولى "المرحلة

مع وحدة فى تزال ال الروح حيث والطبيعى، الروحى وحدة بوصفه

يعد لم الطريقة بهذه فالموجود بعد، حرة ليست والروح الطبيعة،

.(5)روحا" بوصفه واقعيا بعد

4

Page 5: تطور الاديان عند هيجل

أمرين: مالحظة من بد وال

استخداما الطبيعى الدين اصطالح يستخدم هيجل أن: أولهما

سيما وال الحديثة، الفلسفة فى الشائع لالستخدام مباينا خاصا

القائم الدين ذلك هو الطبيعى الدين كان حيث ؛عشر الثامن القرن

إلى المرتكزة الدينية المعتقدات كافة من والتحرر العقل على

بها؟ الموحى السماوية األديان ويرفض عقالنى، غير أساس

عشر الثامن نالقر فى الطبيعى الدين نظر وجهة من فالعقل

واذا كهنة، أو أنبياء إلى بحاجة وليس الحقيقة معرفة على قادر

حقه من الذى العقل مرجعية فحسب فهى مرجعية هناك كانت

ينبغى ثم ومن وتحررا، وفطرة براعة بوصفها الطبيعة مع التعامل

المرحلة أديان هى التى هيجل عند الطبيعة أديان بين نفرق أن

الدين وبين التطور، سلم بداية وفى اإلنسانية تاريخ فى البدائية

العقل دين باعتباره عشر الثامن القرن فةسفال عند الطبيعى

نفسه وهيجل الدينى، والتفكير التطور قمة أى والنقاء، والحرية

واالستخدام هو استخدامه بين المعنى فى االختالف هذا إلى يشير

.(6)الطبيعى" " الدين الصطالح الحديثة العصور فى الشائع

الحرية عن كنط بمفهوم متأثر هيجل األمرين- أن وثانى

الضرورة مجال هو الطبيعة مجال ان كنط يرى حيث والطبيعة،

. ولذاالحرية مجال هو الذى األخالق مجال مع بدورها تتعارض التى

محبوة غير جعلها الطبيعة فى الروح انغماس أن اعتبر هيجل فإن

.والحتمية الضرورة على تقوم الطبيعة ألن بالحرية،

المباشر: السحر - ديانة1

تطور تاريخ فى الدين صور من صورة أول الدين هذا يعد

،(7)الطبيعى الدين مراحل من مرحلة أول يمثل إنه حيث الروح،

5

Page 6: تطور الاديان عند هيجل

بالمتناهى، الالمتناهى لعالقة بدائية صورة عن عبارة فهو ثم ومن

فى فهما االثنين، بين انفصال أى السحر ديانة تتصور تكاد ال حيث

أو بالالنهائى الوعى من نوع أى يوجد يكاد ال بل تام، اختالط حالة

للروح وجود وال جزئى، موجود هو ما فكل الدين، هذا فى الكلى

ال منفصل نحو على موجودة الجزئية والموجودات الكلى، الخالص

عن وتميزه بنفسه اإلنسان شعور جامع. حتى كل خيط بينها يربط

نماوإ كليا، عاقال موجودا بكونه شعوره نتيجة يكون ال الكائنات سائر

ورغبة أنانية من الجزئية هذه فى ما بكل جزئيا موجودا بوصفه

يزال فال النسبى، بالتمايز الشعور هذا وهوى. ورغم وغريزة

الطبيعة. من جزءا باعتباره نفسه إلى ينظر اإلنسان

إال السحرية الديانة فى اإللهي الروح اإلنسان يعرف وال

وتحويلها الطبيعة مجرى فى التدخل على قادرة قوة باعتبارها

عاقلة كلية بوصفها الروح يعرف ال أنه أى وأهوائه، رغباته لصالح

الطبيعة. فى كامنة قوة هى نماوإ انفصال، ذات

اإلرادة طريق عن السحر ديانة فى يكون بالروح واالتصال

السطحية فى غاية وشعائر طقوس عبر تتحقق التى السحرية

الصالة. طريق عن وليس والفجاجة،

هيجل: يقول "، " الدين اسم يستحق يكاد ال السحر ودين

ربما الذى السحر دين هو الطبيعة دين من مرحلة "... أول

.(8)" الدين باسم جدير غير نعتبره

القبائل بعض عند باقيا للدين البدائي الشكل هذا يزال وال

تزال ال للعالم السحرية الرؤية أن كماواالسكيمو. األفريقية

فى كانت التى الديانات من عديد اتباع من بعض على تسيطر

السحرية. الرؤية من تحررا األصل

6

Page 7: تطور الاديان عند هيجل

الجوهر: - أديان2

الصينية: ( الديانةأ

م،1827 لمحاضرات طبقا سحرية، ديانة الديانة هذه تزال ال

.(9)الديانة لهذه وراتط حققت قد كانت نوإ

محاضرات فى الحاسمة البرهنة يفتقد التصنيف هذا أن ورغم

إلى تقدمت م1827 محاضرات فى هيجل عالجةم فإن م،1824

حيث م،1824 حاضرات فى قاله أن سبق ما وتجاوزت كبير حد

نناأ على البرهنة فيها الصعب من كان التى النقطة تلك على تغلبت

السحر. دين مرحلة فى مازلنا فعال

الصينية: للديانة حاالت ثالث بين البداية فى هيجل ويميز

الدولة دين وهو السماء، دين األقدم، الدين:األولى الحالة

الصينية. لإلمبراطورية

(,العقل ي أالطاو) أو الداو دين: الثانية الحالة

األول القرن فى نشأت التى الصينية البوذية: الثالثة الحالة

.(10)للميالد

الحقا نتناول أن على والثانى، األول الدين عن اآلن وسنتحدث

الثالث. الدين

تشو لساللة األقدم الدين وهو األول، بالدين يتعلق وفيما

للجزويت الدقيقة الدراسة تلك على اعتمد قد هيجل فإن الحاكمة،

باإلضافة م،1814- 1776" بالصين متعلقة المسماة" ذكريات

وتعرف م،1750 للرحالت الكلى التاريخ من السادس المجلد إلى

الدين هذا فى العبادة أن على الدراستين هاتين خالل من هيجل

التى للسماء سام دينى رمز إال هو فما اإلمبراطور، عبادة ليست

7

Page 8: تطور الاديان عند هيجل

.(11)الراقية لألخالقية مثال كونه إلى باإلضافة الطبيعة، قوى تمثل

لما تماما. ونظرا المحددة وغير المجردة الكلية على تدل والسماء

المهيمن المشخص رمزلا هو اإلمبراطور فإن تجريد، من السماء في

وحده وهو وأرواح، طبيعية قوى من فيها ما بكل األرض على

اإلمبراطور من مستمد متعين شيء وكل الفارغة، بالسماء المرتبط

ال أنها يرى هيجل فإن السبب ولهذا ،(12)المباشرة لسيطرته وخاضع

تأسست التى الطقسية البيئة إلى هيجل عاد سحرية. ولقد ديانة الزت

له وجه الذى الشن دور فيها بما الجديدة، الحاكمة الساللة فيها

م.1824 محاضرات فى خاصا انتباها

فقوامه الطبيعة، القديم: دين الصين دين على هيجل ويطلق

جاللإو منها، والخوف سامية، عليا، قوة بوصفها السماء تكريم

القمة هو اإلمبراطور كان أنحائها. ولما جميع فى الكائنة األرواح

الطبيعة، قوى مع االتصال يملك الذى وحده وهو الدين، هذا فى

هو فإنه ولدينها، للدولة األعلى والرئيس للسلطة المجسد وهو

الشكر بتقديم ويقوم األعياد، فى القرابين يقدم يالذ الوحيد

بذر عند للبركة التماسا إليها والتضرع الحصاد، وفرة على للسماء

يرضى الطيب السلوك هيجل- أن الصينيون- وفق البذور. ويعتقد

التى السماء يغضب فإنه اآلثم، السلوك أما البركة، ويجلب السماء،

والفقر. الحاجة لباس تلبسهم بأن مقترفيه تعاقب

متوقفة السماء مع لإلمبراطورية العامة العالقة كانت ذاوإ

يوجد إذ خاصة، لعالقة مجاال هناك فإن اإلمبراطور، فى ومحصورة

وتخضع نهر، وكل جبل، وكل مدينة، وكل مقاطعة، لكل حارس روح

.(13)اإلمبراطور إلمرة األرواح تلك كل

التى هى الصينى الطبيعة دين عليها يقوم التى القواألخ

أخالقى مذهب وتطوير بتقديم قام الذى كونفوشيوس مع تبلورت

8

Page 9: تطور الاديان عند هيجل

الصينى. التاريخ فى موجودة أخالقية عناصر على اعتمادا

نظر وجهة من تأمليا فيلسوفا وليس أخالقى معلم وكونفوشيوس

طابع ذات وهى الدولة، األخالق: أخالق هذه على هيجل . ويطلق(14)هيجل

األبناء وواجبات اإلمبراطور، تجاه الواجبات فهناك بطرياركى، أبوى

والشقيقات األشقاء وواجبات أبنائهم، نحو اآلباء وواجبات اآلباء، نحو

البعض. بعضهم تجاه

أنه ممتازة. بيد عديدة نواحى أخالقهم فى أن هيجل ويعتقد

الواجبات أن يرى أنه إذ عنيفا، انتقادا لهم يوجه ما سرعان

من نابعة غير وهى شكلى، صورى طابع ذات عندهم، األخالقية

فيهم بما فالجميع ذاتية، حرية إلى ترتكز وال داخلى، حر، شعور

إلمبراطور. ا وألوامر للمراقبة خاضعون العلماء

عن معبر أنه أساس على االنتقاد هذا بتوجيه هيجل يقوم وال

سمة يعتبره أنه بل الصينى، الشعب تكوين جوانب من واحد جانب

كان أنه هى بها يتميز التى شخصيته.. يقول: " السمة فى اتمالس

الذاتية الحرة، األخالقيات عن أى بالروح، يتعلق ما كل عن بعيدا

الباطنى الجانب وعن الوجدان وعن الموضوعية، أو منها

.(15)للدين..."

ضآلة هو: مبلغ آخر حكما العام الحكم هذا على ويفرع

،(16)عامة بصفة وكبشر كأفراد ألنفسهم يكنونه الذى االحترام

موضع فى الحكم هذا يناقض لكنه ،(17)بالكرامة للشعور وافتقادهم

حساسون أنهم الصينيين عن يقال أن يقول: " يمكن عندما آخر

القول هذا على هيجل ويدلل ،(18)" درجة أقصى إلى اإلهانة ضد

خصمه يدمر لكى نفسه قتل إلى يلجأ قد منهم الشخص بأن األخير

كرامته! عن دفاعا

9

Page 10: تطور الاديان عند هيجل

فيعتمد الطريق(، أو )العقل الداو األخرى،؟هى الديانة أما

قابيل وآراء وذكريات الجزويت، ذكريات على عرضها فى هيجل

سيين" الطاو- $ب الديانة هذه أتباع ويسمى.(19)الوتسى عن راموزا

فى مشاركين ليسوا أنهم كما موظفين، أو مثقفين ليسوا وهم "،

البوذى. الدين إلى منتسبين وغير الدولة، دين

اإلنماء. على سامى النشار، نشأة الدين، حلب، مركز ( د1)1

وما بعدها.61، 1995، الحضاري محمد عبد الله دراز، الدين : بحوث ممهدة لدراسةد. (2)2

.127ص ، 1990تاريخ األديان. الكويت، دار القلم، .55. على سامى النشار، نشأة الدين ص ( د3)3 . زيدان عبد الباقى. علم االجتماع الدينى، القاهرة،( د4)4

وما بعدها.95، ص 1977مكتبة غريب، 5 (5) Hegel, Lectures on the Philosophy of Religion, p.207.6 (6) Ibid., p.205.7 (7) Ibid., p. 223.8 (8) Ibid., p.229-630.9 (9) Ibid., p. 253.10 (10) Ibid., p. 236.12 (12) Hegel, Lectures on the Philosophy of Religion, p. 237.-

8.11 (11) P. C. Hodgson, Editorial Introduction to Hegel’s

Lectures on the Philosophy of Religion, p.43. الثانى، الجزء التاريخ، فلسفة فى محاضرات هيجل،(13)13

الفتاح عبد د. إمام وتعليق وتقديم ترجمة.الشرقى العالم

،زقزوق حمدى محمود د، األلمانى األصل لىع وراجعه ام،مإ

10

Page 11: تطور الاديان عند هيجل

القرن آخر المولود الو- تسى هو الدين، هذا طور والذى

فى عاصره ولكنه كونفوشيوس، من أقدم وهو الميالد، قبل ابعلسا

نماإو للمذهب، بمؤسس ليس أنه هيجل حياته. ويذكر من جزء

.(20)مطوره

كانت نوإ الصينيين، عند مرموقا مكانا وتسىال أعمال وتحتل

كونفوشيوس. أعمال بها تحظى التى بالمرجعية تحظى ال

هما: الطاو- جزعين، على الرئيسى الوتسى كتاب ويحتوى

أى،" " طاو- طى- كينج باسم عادة إليه والطى-كينج. ويشار كينج،

العالم خلق الذى األصلى العقل هو والفضيلة. والطاو القول كتاب

أيضا: الطريق، ومعناه الجسد، الروح يسوس مثلما يسوسه والذى

فإنها المعانى هذه كل تكثيف تم ما المبدأ... وإذا الجوهر، المنهج،

عام، بوجه الطريق إلى يشير ورائى ما رمزى معنى فى تلتقى

يكون أن ويجب .(21)شيء كل وجود وأساس األشياء مجرى االتجاه،

.86 ص ،1 986 الثقافة، دار القاهرة،14 (14) Hegel, Lectures on the Philosophy of Religion, p. 246.

.2/95التاريخ، فلسفة فى محاضرات هيجل،(15)15. 96 ص السابق، المصدر(16)16 .84 ص السابق،(17)17.82 ص السابق،(18)18

19 (19) P. C. Hodgson, Editorial Introduction to Hegel’s

Lectures on the Philosophy of Religion, p.43.20 (20) Hegel, Lectures on the Philosophy of Religion, p.24621 (21) Ibid., p.244.

11

Page 12: تطور الاديان عند هيجل

تجعل فاألهواء ؛ ائههب فى يتأمله أن يمكن حتى هوى بدون اإلنسان

.محدودا إال يراه ال أى نقصه، فى إال يراه ال اإلنسان

حياتهم ونسيكر وهم العقل، أنصار فيعنى الطاو- سيين، أما

يملك جوهره فى العقل يعرف الذى أن ويؤكدون العقل، لدراسة

ثم ومن الكاملة، الفضيلة للخالص، الكلية الوسيلة الكلى، العلم

إلى الصعود على قادرا ويكون الطبيعة، تفوق قوة يكتسب فإنه

.(22)أبدا يموت وال األجواء، عبر يطير وهو،السماء

كثيرا يثير الوتسى كتاب فى شهير مقطع إلى هيجل ويشير

يتحدث المسيحيين، المبشرين قبل من والسيما الت،اؤالتس من

االثنين، خلق والواحد الواحد، خلق العقل أن عن الوتسى فيه

عتبر ا ولقد.بأسره العالم خلقت الثالثة ولكن الثالثة، خلقا واالثنان

مفهوم من قريب مفهوم على محتويا المقطع هذا المبشرين بعض

.(23)المسيحى التثليث

يقول راموزا ذكره آخر مقطع أيضا المعنى هذا إلى ويشير

ذلك نوإ ،Jيسمى ترونه وال تتدبرونه الذى ذلك إن"الوتسى: فيه

يدكم تبحث الذى وذلك، CHIيسمى تفهمونه وال تسمعونه الذى

: "الالتيني صالن حسب أو. "WEI مىيس إمساكه تستطيع وال عنه

تسمعه وال السمع تصيخ وأن،J يدعى وباسمه تراه، وال تنظره إنك

فاسمه تبلغه، وال بيدك ءهورا تسعى ،وإنك CHI يدعى وباسمه

WEIال الثالثة األمور هيجل-: "هذه يقول قليل- فيما بعد ". ونقرأ

أرفع هو وما واحدا، شيئا إال تشكل وال متحدة فهى اكتناهها، يمكننا

أشد )ليس دونها ليس منها أدنى وهو منها، بأفضل ليس منها

أن نستطيع ال سلةلس الحلقات، متصلة سلسلة إنها غموضا(،

22 (22) Ibid., p.245.23 (23) Ibid., p.246-7.

12

Page 13: تطور الاديان عند هيجل

هذه حول لةأالمس تدور ما ". وغالبا الالوجود فى وأساسها نسميها،

الشكل هو صورة، بال الصورة شكل، بال الشكل الثالثة: " إنه األمور

نمضى وحين يوصف، ال الذى الوجود المطلقة، الصورة المطلق،

أو" "، العلى فى شيء فال مبدأ أى إلى نتعرف ال ذلك يتجاوز ما إلى

" ظهره ترى فال هءورا وتجرى رأسه، ترى فال أمامه تسير إنك

أن يمكنه والذى للعقل القديم األول الشرط يدرك الذى ذلك ،وإن

سلسلة يملك أنه فيه القول يمكن حاليا موجود هو ما يعرف

.(24)العقل

المبشرين بعض ألن التثليث ذكر أنه فيها هيجل يوضحو

. النوع هذا من أخرى ألشكال أصال فيها يروا أن أرادوا

إنه كما الطاوية، الديانة فى األعلى الوجود هو العدم كان ولما

ديانة إلى باإلضافة الصين فى تشرتينالمن فو، ديانة فى كذلك

للدولة على الرئيس بوصفه اإلمبراطور إلى تنظر التى الدولة

عن لديهم أصبح األفراد أن عليه ترتب هذا فإن معا، والدين

أن: " الديانة هيجل يرى هنا الذاتية. ومن اعرمش أسوأ أنفسهم

ألن الدين، اسم نحن عليه نطلق ما هى تكون أن يمكن ال الصينية

الروح تتصور بأن ذاتها فى للروح الداخلى العمق هو عندنا الدين

اإلنسان جوهرها. وينسحب أعماق أعمق فى أى ذاتها، فى سهانف

عمقه إلى جأويل أيضا، بالدولة عالقته من ،إذنالمجاالت، هذه فى

من نفسه زاعانت على قادرا الحالة هذه فى ويكون الداخلى

هذه إلى يرتفع ال الصين فى الدين الدنيوية. لكن الحكومة سيطرة

)وجود( يكون حينما إال انممك يكون ال الحقيقى اإليمان ألن الدرجة

فى يكون حين اتهم. )أعنىولذ أنفسهم ذاتهم فى األفراد

24 (24) Hegel, Lectures on the History of Philosophy ,pp. 124

ff.

13

Page 14: تطور الاديان عند هيجل

يةقهر سلطة كل عن ألنفسهم( مستقلين يوجدوا أن استطاعتهم

هذا جوانب من جانب أى الصين فى للفرد خارجية. وليس

.(25)" له استقالل ال الدين فى فهو ولهذا االستقالل،

الهندوسية: انةي)ب( الد

الهندوسية للديانة األساسية السمة أن على هيجل يؤكد

بشكل الشرقي الحدس الكلية. ففى الشرق تصورات ضمن داخلة

من كبير عدد يوجد خاص، بشكل الهندوسي والحدس عام،

فى مشتركة كلها والملحدة، المؤمنة والدينية، الفلسفية المذاهب

الديانة فى نميز أن يمكن حيث ؛ جدا بسيطة واحدة قاعدة

الذات البراهما، هو أخيرا الخيال- شيئا فى المسترسلة الهندوسية

هو البراهما إن وجوهره، العليا الكون روح األولى، العلة العليا،

ره،أسب العالم ينبثق األساس هذا ومن العليا، الوحدة وهو األساس

كل إن.وهةألال مع الوحدة فى األلوهة، فى يمكث فإنه ذلك ومع

واألبطال اآللهة هى نتجاتمال منه. وهذه وناشئ عنه، صادر شيء

الحيوانات وهى جهة، من والظواهر والتكوينات الكلية والقوى

اإلنسان موقع ثانية. أما جهة من العضوية غير والطبيعة والنباتات

هذا هيجل- اعتبار نظر الصواب- فى من بينها. وليس الوسط فهو

قريب شئ أو الخلق فى المسيحية النظرية هو الهندوسى المعتقد

العالم وهذا الحالى، العالم هو المسيحية نظر فى الكون ألن منه،

فإن نفسه. ولذا البراهما مثل إلهى الهندوسية نظر فى لكنه عادى،

.اإليهام لدرجة الحاضر كل الخصب خياله ضلبف يؤله الهندوسى

أنه على المطلق تتصور الهندوسية فإن أخرى جهة من لكن

التجريد فى الغلو هذا ويفتقر بالمرة، والالمتعين الالمتمايز الكلى

يصلح ال ثم ومن عينية، شخصية أية تقابله وال خاص، مضمون إلى

. 2/85التاريخ، فلسفة في ،محاضرات ( هيجل25)25

14

Page 15: تطور الاديان عند هيجل

األسمى اإلله ذلك فالبراهما ؛ اإلدراك قبل من ويقولب يصاغ ألن

.(26)فيه التفكير يمكن وال ،الحسي اإلدراك من يفلت المحايد

التريمورتى، هى )المحايد(، للبراهما أساسية تعيينات وثمة

،اإللهي الثالوث أى

صورة فى وباألخص الفيشنو ثم )المذكر(، البراهما أولها

وهو الثالوث، من األول الضلع أما ديفا،م�ه� أو شيفا ثم كريشنا،

فاطر والمنجب، المنتج النشاط صاحب فإنه )المذكر(، براهما

)المحايد( الكائن البراهما عن يتميز . وهوالخ اآللهة، كبير العالم،

جهة من لكنه مواليده، أول المذكر- فهو براهما أى هو أما األعلى،

.(27)المجردة وهيةاألل هذه مع جديد من خلايتد أخرى

يحفظ الذى كريشنا، أو فشنو هو الثانى تريمورتى لهوإ

.(28)لها حصر ال كثيرة أشكال فى يتجسد والذى ويصون،

.(29)يدمر الذى اإلله شيفا هو والثالث،

ذاإو حصر، تحت تقع ال الثالثة اآللهة لهذه المقابلة والتجليات

وبعضها العدد، متناهية ال نشاطاتها فإن مدلوالتها عمومية إلى نظر

سبيل وعلى العنصرية، األخص وعلى الطبيعية، بالظواهر يتعلق

اآلخر البعض بالنار. أما صلة له ما بكل صيخت فشنو فإن المثال

26 (26) Hegel, Lectures on the History of Philosophy ,pp. 138

ff.

- Hegel, Lectures on the Philosophy of Religion, p. 270 ff. 27 (27) Hegel, Lectures on the Philosophy of Religion, p. 275.28 (28) Ibid., p. 277.29 (29) Ibid., p. 279.

15

Page 16: تطور الاديان عند هيجل

األنشطة من النوعين كال بأن علما روحية، أنشطة عن فعبارة

التنوع. بالغة بصورة ويتراكب يتداخل

هو ليس الهندوسى، الثالوث فى الثالث اإلله أن الواقع وفى

المسيحية فى والثانى األول اإللهين بين تجمع التى العينية الكلية

من وبدال اآلخرين، لإللهين متمم فقط هو بل هيجل، منظور حسب

.ميرا تد تغيرا، تحوال، كونه يتعدى ال ذاته، إلى يرتد أن

طلب عن االمتناع من مناص ال أنه إلى هيجل يذهب ولهذا

عن تعبير إال هى ما التى العقيدة هذه مثل فى العليا الحقيقة

التلميح من نوع العقيدة هذه فى كان ذاإو األولى، العقل خطوات

التشابه على اعتمادا الجائز من فليس المسيحى، التثليث إلى

ليثثالت عنه صدر الذى األول األصل ليثثالت هذا اعتبار الرقمى

وحدة ليس الهندوسى الثالوث فى الثالث اإلله ألن المسيحى،

الكلى إلى الجزئي عودة يمثل ال أنه كما األولين، اإللهين من مركبة

الثالثة لهةآال أن عن الفردية. فضال لحظة هى ثالثة لحظة يف

بل الداخلية، طبيعته فى مؤثرة وغير الجوهر فى متضمنة ليست

ال فهى ثم ومن الواحد، للجوهر خارجية تجليات ثالثة مجرد هى

الثالثة األقانيم وحدة ومثل الشاملة الفكرة مثل عينية وحدة تمثل

.(30)متباينة تجليات هى المسيحية. وانما فى

الهوة على للقضاء الهندوسى إليه جأيل الذى واألسلوب

مع يالتماه أجل من الجهاد هى والالمتناهى، المتناهي بين القائمة

ذلك نحو توقف بال الصعود هى الهندوسى وغاية الجوهر، هذا

القصوى درجته بلوغ فى اإلنسان يفلح أن وقبل األقصى، التجريد

ذاتهب ووعيه العيني وتالشى: المضمون تبخر قد شيء كل يكون

مع ٍتماه أو تصالح من الهندوسى يعرف ال سواء. لهذا حد على

30 (30) Ibid., p. 429..

16

Page 17: تطور الاديان عند هيجل

نماوإ الوحدة، هذه يعي ال اإلنساني الروح أن بمعنى البراهما،

ومضمون : وعيهشيء كل زال متى إليه بالنسبة الوحدة تتحقق

الذيالفناء- هذا سواء. ويعتبر حد على تهشخصي ومضمون العالم

التى الغبطة حاالت التامة- أسمى الوعي غيبوبة حد إلى يصل

وعلى األسمى الله إلى الوصول على قادرا اإلنسان يغدو بفضلها

برهمانا. نفسه هو صيرورته

الوجود إلى االرتفاع الواحد، مع التوحد هى الهندوسى غاية إن

باعتبارها البراهمة طبقة لدى مباشر كفكر الوجود كفكر. ويكون

بفضل إلهي هو بما االتصال ميزة يكتسبون وهم طبقة، أسمى

كآلهة. كبراهمة، اآلخرين من تكريم موضع أيضا وهم مولدهم،

إلى ينتسبون الذين أولئك يسلكها أخرى طريقة وتوجد

فى الطريقة هذه تتمثل ذواتهم، إلى يعودوا لكي األخرى الطبقات

أن حيوية. كما كل ومن الخارجية الحياة من والتخلص الذات إماتة

يبقون ثم قاعدة، فوق واقفين سنوات عشر مثال ونثيمك من هناك

ومشربهم. همأكلبم أصدقاؤهم يمماثل! ويعتن ألمد جالسين

من الهندوسى يجعل باليوجا يسمى الذى السلوك هذا وبفضل

البراهما هو الفكر . وهذاشيء أي فى يفكر ال خالصا فكرا نفسه

اإلنسان للهندوسى. أما أعلى هدفا فيه الوجود يعتبر الذي ذاته

هذه يبلغ ال فإنه عام بشكل والحسيات الرغبات فى المستغرق

التناسخ، عقيدة وفق جديدة حالة فى الموت بعد ويكون المرتبة،

.(31)حيوانية حالة خالل من التابع، الوجود فى الزمان، فى فيبقى

دين هيجل- هى همهايف الهندوسية- كما أن نالحظ وهكذا

وغير مجرد، الجوهر وهذا الواحد، الجوهر دين المجردة، الوحدة

إنما تعيين وكل له، الشكل فهو ثم ومن ؛داخلى تمييز وبغير متعين،

31 (31) Ibid., p. 383 ff.

17

Page 18: تطور الاديان عند هيجل

إنه بل متعين، كلى الروح ألن روحا، ليس فإنه خارجه. ولذا يتمثل

مبدأ بوصفه الجزئي داخله من يخرج حيث بذاته، ذاته يعين الذى هو

داخله، آخر- فى أصبح الجزئى- الذى هذا متصفي يعود ثم التعين،

وتصالح وحدته، استرد أن بعد الكلى مضمون اآلخر هذا يصير حيث

الفردى. هو جديد شكل فى الجزئي الجانب مع الكلى الجانب فيه

والالمية: البوذية ( الديانةج)

الجوهر. أديان مراحل من مرحلة آخر والالمية البوذية عتبرت

ملحوظا، اضطرابا الدينى هيجل نسق فى هاقعمو اضطرب ولقد

، م1 82 4 محاضرات فى وذلك الهندوسية، قبل تارة جعلها حيث

م.1 83 1 محاضرات فى الهندوسية بعد يضعها بينما م،1 827و

التاريخية الدقة أردنا إذا الصواب هو األخير الوضع أن والشك

على فعل كرد تءجا البوذية ألن ة،ثحدا ثرألكا البحوث حسب

-563 )"هارتا " سيد ألن ذلك عليها، الحقة إنها أى الهندوسية،

"- أى " بوذا اسم عليه يطلق الذى البوذية، ق. م( مؤسس483

الديانة عن ارتد البصير- قد أو اليقظ أو الملهم أو المستنير الرجل

فى المعقدة وطقوسها المقدسة قبليةلا فوارقها بسبب الهندوسية

بواسطة األلم، من التحرر إلى وسعى لها، والتضحية اآللهة دةعبا

)االنعتاق الحياة من باالنسحاب بلوغه يمكن الذى األخالقى الكمال

الخالق، الله وجود بوذا أنكر النيرفانا. وقد فى واالنغماس الجميل(،

الميالد دورة عن تعاليمها قبل ولكنه الفيدا، ديانة أيضا وأنكر

أن إلى تشير )الكرما( التى الجزاء وعن ،)السانسارا( والممات

وال ما، إنسان إليها ينتمى التى القبيلة على يتوقف ال األرواح تناسخ

اإلنسان حسنات على يتوقف نماوإ قدمها، التى التضحيات على

فقط. وسيئاته

18

Page 19: تطور الاديان عند هيجل

أن عن تكشف البوذية حول الحديثة األبحاث فخالصة إذن

تبينه ما قبلها. وهذا وليس الهندوسية بعد هو لها التاريخى الوضع

محاضرات فى يتبينه لم كان نإو م،1831 محاضرات فى هيجل

م.1827 و1824

الجوهر إلى نظر فقد إله، بال ديانة وضع بوذا ألن ونظرا

هى كذلك والنهاية العدم، هو الوجود فى فاألصل.عدما بوصفه

بال أبدى سكون حالة فى للوجود األساسى المبدأ فإن العدم. ولهذا

فى الموجودة ذاته. واألشياء فى يتغير أن يمكن وال إرادة، أو نشاط

تفقد فإنها تحليلها وعند تغير، حالة فى صور إال هى ما العالم

.(32)العدم هو الذى جوهرها فى واحدة األشياء كل إن حيث كيفيتها،

لتصورها تبعا الديانة هذه فى الخالص طريقة تءجا ولقد

طريق عن يكون الخالص فإن ،العدم هو الجوهر كان للجوهر. فلما

مظاهرها: بكل الحياة الوجود- من من واالنعتاق العدم مع التوحد

العدم، مع االتحاد فى هى فالسعادة. (33)اإلرادة العواطف، الوعى،

القصوى السعادة من اإلنسان ويقترب الوجود، من التام والتحرر

أن يمكنه اإلنسان إن بل الوجود، مظاهر من تحرره بمقدار

إلى والعودة ملتأال طريق عن والمرض والموت خوخةشيال من يتحرر

النيرفانا حالة إلى اإلنسان وبوصول النيرفانا، حالة إلى والوصول الباطن

. ومن(34)التناسخ عملية من والتحرر التوحد عملية فى نجح قد يكون

. ذاتها فى المستغرقة " الديانة وصف الديانة هذه على يطلق هنا

32 (32) Ibid., p. 256.

.139 ص ،2 التاريخ، فلسفة فى ومحاضرات33 (33) Ibid., p. 256.34 (34) Ibid., p. 253 ff.

19

Page 20: تطور الاديان عند هيجل

" االسم هذا بنفس الهند فى يعبد بوذا أن إلى هيجل ويشير

" اسم تحت سيالن وفى.”Foo " فو اسم تحت الصين وفى "، بوذا

أسيا وسط فى والمغول التبت بين تأخذ البوذية لكن." جواتاما

عدد "الالما". ويفوق يدعى معبودهم حيث الالمية، وسيبريا- شكل

عدد يفوق المسلمين عدد أن كما المسلمين، عدد البوذية أتباع

.(35)المسيحيين

"الما الدالى" هو شهرة أكثرهم الالما، من ثالثة ويوجد

فى الموجود"التشو- الما" هو وثانيهم بالتبت، لهاسا فى الموجود

فهو الثالث أما رينبوتشى، بانتشن أيضا ويدعى تشو- المبو،

.(36)سيبيريا بجنوب الموجود

بينهما المشترك والجانب البوذية، عن متطورة الالمية وتعتبر

للمطلق، الجوهرية للوحدة حامال بوصفه ما بإنسان قةعال وجود هو

عالقة أنها على العالقة هذه هيجل- تدرك األصلية- عند البوذية لكن

الالما. هو حي بإنسان عالقة هي الالمية في بينما ميت، بإنسان

االرتباط نماوإ اإلنسان، في جزئي هو بما االرتباط يعنى ال هذا لكن

الجوهرية الوحدة عن ومعبر فيه ماهوى هو بما فيه، كلى هو بما

،الروحي العطاء نبع يمثل الالما أو البوذا هذا فإن ثم ومن للروح،

بالسحر القيام يمكنه بحيث للطبيعة سيد أنه هذا يعنى ال لكن

فيها ما كلب الطبيعة عن متميز أنه طفق يعنى نماوإ والمعجزات،

بوصفها والالمية البوذية، أن كيف نفهم هنا جزئيات. ومن من

منغوليا في" " الشامانية الديانة على قضت منها، معدلة صورة

.(37)والشعوذة والمعجزات السحر علي القائمة

35 (35) Ibid., p. 251.36 (36) Ibid., p. 264.37 (37) Ibid., p. 265 ff.

20

Page 21: تطور الاديان عند هيجل

وأنام، وسيالن، والهند، الصين، فى البوذية انتشرت ولقد

المغول. اإلشارة- عند سبقت الالمية- كما شكل وبورما. وأخذت

بعد اإلسالم إلى المغول من الكثيرين تحول إلى يشير ال هيجل لكن

فيه انهزم الذى الوقت في أنه وكيف ،اإلسالمي للعالم غزوهم

.(38)عليهم اإلسالم انتصر أمامهم، المسلمون

زاتيوالتمي بالفروق وعيه رغم هيجل أن مالحظة وينبغى

نفسه الوعى مستوى على يكن لم الهندوسية،فإنه داخل الدقيقة

األصلي اإلنساني التيار يعرف ولم المختلفة، وفرقها بالبوذية

أنه على البوذا إلى ينظر والذى بالهنايانا، المعروف وهو داخلها،

تيار وهو لبوذا، المؤله بالتيار هيجل معرفة أن إله. كما ال حكيم

فيه تبدلت طويل، تاريخ بعيد. فللبوذية حد إلى ناقصة كانت متأخر،

.(39)كبيرا تنوعا مدارسها وتنوعت الزمان، مر على عقائدها

الروحى: الدين إلى الطبيعى الدين من التحول - أديان3

والالمية، والبوذية والهندوسية، الصينية، الديانة باستعراض

المنظور وفق األديان تطور فى مرحلة ثاني من انتهينا قد نكون

الجوهر. بأديان هيجل يدعوها التى المرحلة تلك وهى الهيجلى،

نزال ال فنحن الطبيعة، أديان بعد غادرنا قد أننا ذلك معنى ليس لكن

الطبيعة. أديان من الثاني الشق فقط ثلتم الجوهر أديان ألن فيها،

من الخروج على جاهدة وتعمل التطور في ستأخذ الفكرة لكن

تصل ال أنها الروحية. بيد الفردية أديان مرحلة إلى المرحلة هذه

.635 ،2 ج العرب، تاريخ حتى، خورى انظر: فيليب(38)38 الفكر ر،وم د. شارلز و كرشنا، رادا د. سرفبالى( 39)39

اليقظة دار بيروت، اليازجى، ندره ترجمة الهندى، الفلسفى

بعدها. وما35 5- 353 ص ،1967 العربية،

21

Page 22: تطور الاديان عند هيجل

تظهر انتقالية وسطى محطة عبر نماإو مباشرة، المرحلة هذه إلى

.جزئي بشكل الروح عناصر بعض فيها تتجلى جديدة أديان فيها

الديانة " تشمل التحول " أديان هيجل يدعوها التي األديان وهذه

والمصرية. والسورية، الزرادشتية،

أديان مرحلة عن تماما مستقلة مرحلة التحول أديان لثتم وال

تضمهما أكبر مرحلة إلى االثنان ينتمى إذ لها، تابعة هى بلالجوهر،

أديان مرحلة هيالمباشر( السحر ديانة إلى )باإلضافة معا

االنعتاق تحاول فيها الفكرة بأن التحول أديان تتميز لكن الطبيعة،

مفهوم يظل حيث تاما؟ نجاحا ذلك فى تنجح ال لكنها الطبيعة، من

فى روحية جديدة عناصر ظهور بجانب قوى حضور له الجوهر

الظهور فى خذةآال الروحية العناصر تلك تكفى وال اإلله، تصور

متعينا، حقيقيا روحا اإلنساني الوعي في أصبح اإلله بأن للحكم

.(40)حيةرووال الجوهرية بين وسط مرحلة في هو نماوإ

رادشتية:لزا ( الديانة1)

-660) زرادشت ديانة فى أوال هذه بين البين مرحلة تظهر

يعبأ ال هيجل أن إال البوذية، على سابقة أنها ورغم ق. م(،583

بصرف األديان، تاريخ على منطقه تركيب هو عنده فالمهم بهذا،

التاريخية. الموضوعية عن النظر

باسم اإللهى: األول ثنائية من بنوع تؤمن الزرادشتية والديانة

هو يضهنقو ذاته، فى والظاهر المضىء اإلله وهو أهورامزدا،

ذاته. فى نجس وهو الظالم، أى أهريمان،

40 (40) Hegel, Lectures on the Philosophy of Religion, p. 292

ff.

22

Page 23: تطور الاديان عند هيجل

وتشخيصا تحديدا أكثر أصبح الزرادشتية مع الإلهى أن ومع

هذا فإن قبل، من هيجل ذكرها التى الديانات فى الإلهى عن

فأهورامزدا الهيجلية، النظر وجهة من للغاية سطحى التشخيص

ليس أنه كما اليهود، إله نظير الحس عن تحررةم حرة ذاتا ليس

�مُي الذى النصارى إله نظير وشخصية روحية ذاتا لذاته واع كروح لث

صالنفلال قابل غير نور هو حيث من يبقى بل الواقعية، ولشخصيته

الملك باسم إليه االبتهاالت توجيه رغم الحسية الموضوعات عن

.الخ بر...،لأكوا والقاضى

التى الخاصة الوجود أشكال جميع كلية هو إذن أهورامزدا إن

ال الكلية هذه لكن واألنوار، النور مع والنقى اإللهى فيها يتحقق

غارقة هى التى الموضوعات من التجرد على قادرة غير تزال

النوع كمون مثل والفردى الخصوصى فى كامنة كلية إنها فيها..،

لية،الك هذه هو حيث من أهورامزدا إن واألفراد. نعم األجناس فى

يوجد ال واألرفع،.. لكنه األول هو ويعد الخصوصى، فوق مكانة يحتل

ما كل في إال أهريمان يوجد ال مثلما ونقى، مضيء هو ما كل فى إال

ومريض.. وفان، ومظلم، قاتم، هو

الخير- جانبه فى الزرادشتية- وذلك الديانة فى الواقع إن

والحياة للنماء مصدر هو ما كل أن ذلك أهورامزدا. لوجود ممثل

وبالتالى والنقاء، والطهر النور فى متمركز البقاء، يصون ما وكل

والروح، حى، كائن وكل والعدل، والحب والحقيقة أهورامزدا،، فى

ذاته،. فى لهياوإ مضيئا زرادشت يعتبره ذلك كل والغبطة.. إلخ،

أن مثلما تماما الروح، وظاهريات الطبيعة ظاهريات بين تمييز دون

فى تتداخل و تتطابق والروحية، الحسية الصفات والصالح، النور

.ذاته أهورامزدا

23

Page 24: تطور الاديان عند هيجل

عن يعبر الخليقة تجلى أن إلى زرادشت يذهب ثم ومن

بقدر وذلك الحيوية، الحركات أشكال وجميع والقوة الروح جوهرية

فى وضار طالح هو ما إزالة لىوإ صالح، هو ما صون إلى تنزع ما

والحيوانات الناس لدى وصالح واقعى هو ما أن اعتبار على ذاته،

يرتهن وكميته الضياء هذا درجة وحسب النور، إال هو ما والنبات

.(41)ألشياء ا سطوع أو تجلى تفاوت

نماوإ زرادشت، عند بالعالم وحدها تستقل ال النور مملكة لكن

أهريمان. رأسها لىعو الظالم، مملكة منها النقيض على تقف

هدام هو ما كل عامة وبصفة والطبيعى، الروحى رشال إليها ميوينت

نفوذه يوسع أن الشر إله ألهريمان مسموح غير أنه وسلبى. غير

تدمير إلى يسعى مجموعه فى العالم إن حيث لطانه،س ويبسط

وسيطرته أهورامزدا حضور وتأمين نهائيا، زالتهاوإ الظالم مملكة

.(42) الحياة مناحي كل على

فى العبادة تأتى اإللهى، لطبيعة التصور هذا ووفق

من كلها حياته يكرس أن اإلنسان على ينبغى حيث الزرادشتية،

شاعةوإ وروحه، جسمه تطهير على فيعمل النور، مملكة أجل

منبثق هو ما وكل ألهورامزدا والفكر بالقول يتعبد وأن حوله، الخير

عنه. منبثق نشاط وكل أهريمان ومحاربة عنه،

نماوإ أهورامزدا، إلى طفق صلواته يوجه ال المجوسى أن أى

الطهارة من ومقامه لدرجته تبعا عنه انبثق ما جميع إلى كذلك

" إلى المجوسى يصلى أهورامزدا إلى الصالة والصالح. فبعد

واألكثر ألهورامزدا األولى نبثاقاتاال "وهى األمسشسباندات

.العالم حكم فى وتساعده بعرشه، تحيط والتى وتجليا، سطوعا

41 (41) Ibid., p. 304 ff.42 (42) Ibid., p. 301, 304, 312 .

24

Page 25: تطور الاديان عند هيجل

السماوية- احواألر تلك إلى توجه التى الصالة وتستهدف

الصالة فإن الكواكب، من كانت فإذا بالتحديد، ومهامها خواصها

نهارا، الشمس إلى االبتهاالت وترتفع ظهورها، زمن فى إليها توجه

تعامد إلى شروق من الشمس، لحالة تبعا االبتهاالت طبيعة وتختلف

فى ألهورامزدا الضحى فترة فى المجوسى غروب. ويصلى إلى

ساءمال يأتى وعندما وتجليه، سطوعه من يزيد حتى األول المقام

مسارها. الشمس تتم أن أجل من ألهورامزدا توسال يصلى

درءا األوقات تلك فى الصالة عن نهى اإلسالم جاء وعندما

التفرد. على وحرصا بالمجوسى للتشبه

من الطاهرة األرواح إلى صلواتهم المجوس يوجه كما

زرادشت، روح إلى وخاصة تستوطنه، الذى الوطن كان أيا السلف،

االجتماعية.. والطبقات المدن وزعماء

وقاضى العدل " إله " مترا إلى كذلك المجوس ويصلى

ضد السالم عن والمدافع والصحارى، األرض ومخصب األموات،

.والصراع الحرب عوامل

حيوانات من الطبيعة مظاهر إلى أيضا ابتهاالتهم ويرفعون

.لإلنسانية لخدماتها تقديرا مزدا، أهورا وجبال.. باسم وأشجار

على التمرس وجوب على " بإلحاح " الزندافستا وتوصى

بأهورامزدا واالقتداء والعمل، والقول الفكر وطهارة يرخال فعل

نور شاعةوإ الطبيعة، تطهير إلى والسعى الطيبة، األرواح وكل

وحفر ت،باالن وغرس المرضى، وعيادة الصدقات، خالل من الحياة،

.(43)لخااآلبار...

هيجل- أكثر الزرادشتية- حسب مع اإلله أصبح فلقد إذن

تحديد، بال كان " الذى " براهما من العكس ير،علىخال فهو حديدات

25

Page 26: تطور الاديان عند هيجل

هذا يزال ال عدما. لكن كان الذى البوذية عند الجوهر عكس وعلى

إله أهريمان هو يناقضه آخر إلها هناك ألن الجانب، أحادى اإلله

ال يةالشخص مفهوم أن إال شخصي بعد وذ مامنه كال أن الشر. ومع

نقيض إن حيث سطحيا، هيجل- مفهوما نظر وجهة هنا- من يزال

ىلكلا اإلله عكس عنه، خارج هو نماإو داخله، من ينبع لم أهورامزدا

شكل فى معه يتوحد ثم داخله، من نقيضه عيض الذى المتعين

جديد.

ال شخصي يروح رعنص وهذا آخر، له تيةالزرادش فى فالكلي

هنا كلى. ومنلا عن تماما لقمست اآلخر هذا ألن كاف غير يزال

ما كان نوإ والروحية، الجوهرية بين ةالزرادشتي إله هيجل يعتبر

مفتقدة اإللهية ةالثنائي ألن الجوهر، مرحلة من أكثر قريبا يزال

إذ الفارسى، المبدأ فى رصوالق مكمن هو التركيبية. وهذا للوحدة

يقع راعلصفا ؛(44)التعارض وحدة على تام بشكل يتعرف لم إنه

هو بل منه، نابعا ليس واآلخر ،داخله في وليس كلىلا خارج

. لتقالاالس تمام عنه لقمست

:السورية )ب( الديانة

م،1831 محاضرات فى إال السورية الديانة هيجل يذكر لم

من كل وفى المخطوطة فى جهلها أو تجاهلها أنه حين فى

.(45) م1827 و1824 محاضرات

والرومانسى، والكالسيكى الرمزى الفن هيجل،( 43)43

بيروت، شى،بيطرا ورجج ترجمة الجمال، علم فى محاضرات

بعدها. وما42 ص ،م 1986 ليعة،لطا دار.13 ص ،2 التاريخ، ةلسفف فى محاضرات ل،( هيج44)44

45 (45) P. C. Hodgson, Editorial Introduction to Hegel’s

Lectures on the Philosophy of Religion, p.48-9.

26

Page 27: تطور الاديان عند هيجل

مرحلة هيجل، عند األلم ديانة بوصفها السورية، الديانة مثلتو

يقع فيها سامنقاال ألن الزرادشتية، يانةللد بالقياس تقدما رثأك

خارجا لبسال هذا يعد وال سلبه، ضمنيت فاإلله ذاته، كلىلا داخل

ندع يةأهم روحال عناصر أكثر يتحقق ذلك اإلله. وفى عن تقالمس

من هذا يتضحة. وإلهيال الفكرة داخل والتمايز امنقساال وهو هيجل،

وأدونيس. العنقاء عقيدتا وهما الديانة، كتل في عقيدتين أهم خالل

من أخرى مرة ثنبعي ثم ذاتيا يحترق أسطوري طائر فالعنقاء

فى اإللهية الفكرة تشتمل ثم ومن سلبه، منيتض أنه أى رماده،

إلى أخرى مرة "اآلخر" تعود ذلك "وعبر " اآلخر على داخلها

.(46)ذاتها

الذى أدونيس أسطورة على مبنية فهى الثانية العقيدة أما

.ثانية مرة حياته يسترد ثم أيام، ثالثة ميتا ويظل يموت،

السلب أن وهو الهيجلى، المنظور فى هام مفهوم يبرز وهنا

األمر كان مثلما تماما عنه متخارجا وليس اإلله، فى )الموت( كامن

موت فكرة نشوء إلى يشير الذى الزرادشتية. األمر الديانة مع

هيجل! فبها عند الروح تقدم على ودليل عميقة فكرة وهى اإلله،

الهيجلية، المنظومة وفق اإللهية للفكرة الداخلي التطور يتحقق

بلغة أو اإللهية، الذات من جزء واآلخر ،يهنف يتضمن اإللهى أن وهى

قاقش هو بينهما والشقاق الكلى، فى كامن المنطق: الجزئى

الفكرة ترقى على مؤشرا العنصر هذا بروز هيجل داخلى. ويعتبر

حانيةرو مفهوم من قربا أكثر مرحلة لىإ الجوهر مرحلة من اإللهية

وشخصانيته! اإلله

46 (46) Hegel, Lectures on the Philosophy of Religion,

p.309,314.

27

Page 28: تطور الاديان عند هيجل

الديانة هذه أن فى السبب أن الجلى من يكون وربما

أساسيا جانبا تشكل أنها إلى يرجع جل،هي عند خاصة أهمية تكتسب

موت لعقيدة لتاريخيةا البذرة تضع هانأل المطلقة، قيدةعال تكون فى

هيجل. دعن المطلقة الديانة وهى المسيحية، فى اإلله

ية:رالمص ج( الديانة

فى محطة آخر إلى وصل قد هيجل ونيك المصرية الديانة مع

أديان ألن الطبيعة، أديان فى نهائيةال والنقطة التحول، أديان

ديانة نتكا حيث ؛الطبيعة أديان من الثالث الشق لثتم التحول

الشق تمثل الجوهر أديان كانت بينما األول، الشق لثتم السحر

الثانى.

أجل من يهاف تجاهد الروح ألن األخيرة المحطة تمثل وهى

فيها توضع التى العينية الوحدة نحو وتنزع بيعة،طلا ربقة من التحرر

وح.الر لتجلى األساس بوصفها فقط الطبيعة

من تمكنت قد كانت وإن الكامل، التحرر تستطيع ال أنها بيد

هى والروح ةالطبيع بين الوحدة تعد لم حيث جزئى تحرر تحقيق

لألديان بالنسبة الحال كان مثلما المباشرة األولية الوحدة تلك

عنصران المصرية الديانة مع هناك أصبح وإنما تطورا، األقل

فى الغارق الروح أن أى اآلخر، من للتحرر أحدهما يكدح متناقضان،

منها. التحرر أجل من يكدح الطبيعة

من انتقالية ديانة هيجل، عند المصرية، الديانة تعتبر ثم ومن

ا وهى لروحية، ا الفردية أديان مرحلة إلى الطبيعة أديان مرحلة

والرومانية. واليونانية، ليهودية،

المصرية الديانة بعد اليهودية الديانة وضع قد هيجل كان وإذا

محاضرات مع ويتفق دقيق، وضع وهذا م،1827 محاضرات فى

28

Page 29: تطور الاديان عند هيجل

م،1831 محاضرات فى معه ليضطرب عاد األمر فإن م،1824

اليهودية! الديانة بعد المصرية الديانة وضع حيث

المصرية- فى الديانة عيض هيجل أن للنظر لفتا ذلك مناألكثر

المصرية، الديانة أن مع البداية، نقطة غير نقطة األحوال- فى كل

لقدم نظرا الديانات أقدم هى الداخلى، وتطورها عمقها رغم

.ذاتها المصرية الحضارة

التنوع من لشيء رصده رغم هيجل إن ذلك، إلى باإلضافة

الحادث والتطور التقدم إلى يشير ال فإنه ،المصرية الديانة داخل

ديانات نماإو واحدة، ديانة ليست فهي ذاتها، الديانة هذه تاريخ في

درجة تنوعها بلغ ولقد القديم، التاريخ مر على تتابعت متعددة

التي العميقة السياسية التبدالت مع بالتناظر الجذري التناقض

الصدد هذا فى الذهن إلى يتوارد شاهد عروأس آنذاك، تحدث كانت

من نآمو وكهنة جهة من آتون لههوإ أخناتون بين الصراع ذلك هو

أخرى. جهة

انتقال عن المسبقة فكرته إثبات إال هيجل مع هنا يهم شيء ال

وتعددها بثرائها المصرية والديانة!الغرب إلى الشرق من الروح

بتقديم لهيجل تسمح التى الديانات أكثر تكون ربما للتأويل وقابليتها

التتابع عن النظر بصرف فكرته إثبات على يساعده لها تفسير

.الواقعي التاريخي

أبى تمثال فى القبلية أفكاره قراءة عن هيجل يعجز فلم

مبهم لغز إنه إذ ؛ األفكار تلك صحة على عنده الدليل فهو الهول،

وهو حيوان فنصفه بيعة،لطا من التحرر الروح محاولة على يدل

الجانب وهو بشرى رأس اآلخر ونصفه الطبيعى، الجانب

.(47)الروحى

29

Page 30: تطور الاديان عند هيجل

هيجل عند الطبيعة من التحرر الروح محاولة على كذلك ويدل

مملكة قسمين: أحدهما إلى منقسمة المصريين عند األرض أن

ذاتها الفكرة على تدل اآلثار إن بل الموت، مملكة وثانيهما الحياة،

تحت اآلخر والنصف األرض فوق فنصفها هيجل، نظر وجهة من

األرض.

ةءالقرا الطبيعة- حسب من الروح تحرر محاولة ألن ونظرا

الوعى فى متحدين مازاال االثنين فإن ناجحة، غير تزل الهيجلية- لم

المصريين قدماء عبادة يفسر هيجل نرى ولذا المصرى، الدينى

الحيوان ألن بالطبيعى، الروحى اتحاد دليل أنها على للحيوانات

تزال ال التى الغامضة والروح الحية الطبيعة دائرتى على يشتمل

عالم فى أن المصريين قدماء تصور ولقد ذاتها، على منغلقة

فإن ثم ومن لإلدراك، قابل غير هو وما الباطن الشيء الحيوان

إن حيث والطبيعى، الروحى ارتباط على تدلل الحيوان عبادة

إلى الحيوانات أشكال تحولت الجانبين. ولقد على مشتمل الحيوان

رمز والخنفساء الفيضان، رمز وأبيس التنبؤ، رمز فالصقر رموز،

.(48)والنشوء التوالد

الطبيعة مظاهر عبادة من أنقى الحيوانات عبادة هيجل ويعتبر

.الذكر سالفة لألسباب

الطبيعة، مظاهر عبدوا قد المصريين قدماء كان إذا ولكن

رمز والشمس الحياة، رمز فالنيل وحيا،ر معنى أعطوها قد فإنهم

يعد كإله ريسوأوزف .أوزريس أسطورة عنه عبرت ما وهو العطاء،

الكلى اإلله فأوزريس هيجل، عند الثالثة الفكرة لعناصر جامعا

47 (47) Hegel, Lectures on the Philosophy of Religion,

p.313,327,354.48 (48) Ibid., p322-3.

30

Page 31: تطور الاديان عند هيجل

يتحول داخله. وهنا من نقيضه ويستخرج نفسه يسلب أي يموت،

أى النقيض، هذا فيسلب لموت،ا على يتغلب ثم الجزئية، إلى

فى لجزئىا مع الكلى يتحدد حيث ذاته، إلى ويعود السلب، يسلب

هو السلب سلب فإن الموت، هو السلب كان الفردى. فإذا

أن ومع لسلبه، داخله فى متضمنا أصبح اإلله إن القيامة. وعليه

(- حسب49" ) " تيفون من الخارج من ألوزريس يأتى الموت

بالنسبة خارجيا يظل ال ألنه جوهره، فى داخال يعتبره هيجل- فإنه

الموت. أوزريس انىعي عندما داخليا يصبح وإنما إليه،

أول ويعتبرهم المصريين، عند الخلود فكرة هيجل ويمجد

الروح أن تعنى الفكرة هذه أن ورغم ، ديةرالف الروح لخلود مكتشف

وعى يسجل أن يريد ال هيجل فإن الطبيعة، عن منفصل جوهر

غير بالأحرى أو الكرام، مرور عليه يمر بل االنفصال، بهذا المصريين

عدم فيها يؤكد أن يريد والتى أساسها من هتءقرا يصدع لأنه الكرام،

الديني الوعي في الطبيعة عن واالنفصال التحرر على الروح قدرة

.المصري

قتل على تآمر الذى أن المصرية األساطير تواريخ تروى(49)49

إيزيس ولكن عرشه، على ليستولي "" ست أخوه هو أوزريس

نفسها تلقح أن فى نجحت كبرى، ساحرة كانت أوزريس وجةز

" ست عمه حارب الذي حورس أنجبت ثم الميت، أوزريس من

المصريون اعتبر السليب. وقد العرش واسترد عليه، " وانتصر

أوزريس أخيه نقيض على واالنتقام، للشر إلها"ست" القدماء

صعيد،لل القومى ودالمعب " هو " ست وكان والمحبة، الخير إله

رمزه وكان ،بريا كلبا المقدس حيوانه كانو وس،بأم وعاصمته

والرعود. والعواصف والبأس القوة

31

Page 32: تطور الاديان عند هيجل

فوق الروحى )ارتفاع الروحية الفردية أديان: ثانيا

الطبيعى(:

تتحرر حيث ؛الروحية الفردية أديان مع اإللهى التصور طوريت

التى الطبيعة أديان مع فيها غارقة كانت أن بعد الطبيعة من الروح

ة،عالطبي فوق الروح ترتقى حسية. وحيثما صور فى الروح جسدت

فيه ققوتتح وحكيمة، محددة غايات ذا شخصا يصبح اإلله فإن

يتيح ذلك ومع يا،كل صار ألنه قبل، ذى من أكثر الروح عناصر

فى ويستوعبه معه يتصالح ثم ويستقل، عنه يخرج أن للجزئى

تام. وإذا حون على الجزئى يلغى ال التصالح هذا كان نوإ الفردى،

مجردا تصورا تملك الهندوسية، مثل الطبيعة، أديان بعض كانت

ولم للوعى، موضوعا يكن مل " لكنه صورة" براهما فى لإلله

كان ذاإ و.للطبيعة الكلى الوجود كونه حيث من الطبيعة عن ينفصم

كان فإنه الزرادشتية، فى للوعى موضوعا أصبح قد اإللهى التصور

أديان مع الطبيعة تحولت نور. بينما هيئة على حسيا تصويرا مصورا

ظاهرى، عرضى مخلوق، كائن مجرد إلى الروحية الفردية

الخالق هى غدت حيث ؛الطبيعة فوق الروح ومتناهى. وارتفعت

.(50)األول والوجود

هى: صور، ثالث فى الروحية الفردية أديان وتجلت

(:الجالل )دين ة( اليهودي1)

التناقض، حد إلى الهيجلى النسق فى اليهودية موقع اضطرب

و1824 محاضرات فى المصرى الدين على الحقا يأتى فبينما

بالتاريخ ضاربا م،1831 محاضرات فى عليه سابقا ييأت م،1827

الحائط! عرض الحقيقى

50 (50) Hegel, Lectures on the Philosophy of Religion, p. 328

ff.

32

Page 33: تطور الاديان عند هيجل

والفن الطبيعة، أديان يوازى الرمزى الفن كان ذاوإ

اليهودية- يضع هيجل فإن الروحية، الفردية أديان يوازى الكالسيكى

وليس الرمزى الفن نطاق الروحية- فى الفردية أديان من وهى

.(51)الكالسيكى الفن نطاق فى

قبل اليهودية التاريخ" تأتى فلسفة فى "محاضرات وفى

المصرية، الحضارة من نابعة اليهودية أن معالمصرية، الحضارة

المصريين. عند الديني بالوعي مسبوق اليهود عند الديني والوعي

المجرد الواحد باعتباره لإلله اليهودى التصور أن هيجل ويعتبر

�مشكل اليهودية أن وينسى .(52)الغرب الشرق بين لالنفصال ا

غربية. وليست شرقية بها الموحى األديان كل بل شرقية،

" وحده العقل حدود فى "الدين فى كنط نظر وبينما هذا،

السم مستحقة وغير سياسى تنظيم مجرد بوصفها اليهودية إلى

والنية النفس، خلود وهى الجوهرية، لعناصره الفتقادها ؛الدين

اإلله ومفهوم الضمير، إلى المستندة األخالقية ئدوالمبا الباطنة،

هيجل نجد النحو، هذا على كنط إليها نظر بينما ،(53)ينالعالم رب

فى مرحلة قطع الذى الجالل يند ، باعتبارها اليهودية يمجد

يقصد ليته الطبيعة. ويا أديان من تقدما أكثر الروح تطور

ديةواليه$ يقصد نماوإ وهارون، موسى يهودية األولى، ليهوديةا

علم أثبت الذى الحالى شكله فى لقديما العهد إلى المستندة الالحقة

عصور برع والتبدل للتشكل وخضوعه تحريفه التاريخى النقد

ص والرومانسى، والكالسيكى الرمزى الفن هيجل،(51)51

106..180 ص ،2 التاريخ، فلسفة فى تامحاضر هيجل،(52)52

53 (53) Kant, Religion Within the Limits of Reason Alone ,p.

116-8.

33

Page 34: تطور الاديان عند هيجل

الجالل ذى بالله آمنت ألنها هيجل عند لالالج دين وهى متالحقة،

.(54)والمطلق ولأال واألساس وسيدها الطبيعة خالق والسمو،

وتراجعت وطبيعى، حسى هو ما كل من معها تحرر اإللهى فالتصور

يبق ولم إلهي وغير ومخلوق وعرضى متناهى كشيء مكانها إلى الطبيعة

كل من والمتحرر المتعالى الشخص، الواحد، الله غير اإلجالل مرتبة فى

وال الشكل من متجردا الله اليهودية تصور حسى. فعندما هو ما

العالم مع بالتعارض المحض، الروحية الماهية سوى له ماهية

،والطبيعى بالحسى له رباط كل من الروحى تعتق فإنها والطبيعة،

للجليل، النموذجى المثال وقدمت ، المتناهى الوجود قيود من وتحرره

التناسل، فكرة تختفى بالفعل مرة ولألف عبير،ت أنقى عنه وعبرت

قوة قبل من الخلق فكرة محلها لتحل الطبيعية، الوالدة فكرة

السيد، الرب أن فى ريب فكان! ". وال للنور: كن، الله "قال(55)روحية

منتهى فى يأتى تظاهره لكن للخارج، يتظاهر الواحد، الجوهر

قوة بوصفه المفكر عن المعبرة الكلمة جسديا: إنه ال النقاء،

طاعة من حال فى موجود هو ما كل للحال يسقط بأمرها روحية،

بالفعل وكأنه المخلوق العالم هذا إلى ينتقل ال الله أن بيد خرساء،

هذا عن تتولد أن دون من المتوحدة، وحدته فى يبقى بل واقعة،

يتمتع ال الذى صنيعه هو خارجى هو فما حقيقية، ثنائية االنفصال

ورأفته حكمته على شاهدا ليكون إال يوجد ال وهو عنه، استقالل بأى

أشياء لكن الطبيعة، أشياء فى حاضرا الواحد وليس ،وعدله

أن مستطاعها فى ما وأقصى عاجزة، أعراض إال هى ما هذه الطبيعة

دام وما الحقيقى، تجسدها تكون أن بدل الماهية، ظاهر عن تنم

بتاثوم العينية الظواهر عالم عن النحو هذا على مفصوال الواحد الله

النحو هذا على متعينا جهته، من الخارجى، العالم ومادام ذاته، فى

54 (54) Hegel, Lectures on the Philosophy of Religion, p. 365.55 (55) Ibid., p. 360-1.

34

Page 35: تطور الاديان عند هيجل

اإلنسان وعالم الطبيعة عالم فإن المنزلة، وثانوى متناه كعالم

الطبيعة فليست وهية،أللا من فارغين األولى للمرة يظهران

حيوان، والحيوان نبات، والنبات أرض، فاألرض لله، اتجسيد

.(56)إنسان واإلنسان

هو الجالل ذى الواحد اإلله بأن تؤمن اليهودية ألن ونظرا

.(57)مطلق نحو على مانعة ديانة فإنها فقط، الشعب إله

في مكان لها فليس النفس، وخلود اآلخرة عقيدة أما

كنط. مع هيجل يتفق النقطة هذه . وفىاليهودي الديني النسق

من كنط موقف عن الحديث عند لةأالمس هذه تحرير لنا سبق ولقد

فرق بين الخالفية العقائد من النفس خلود أن تبين حيث اليهودية،

من وليس بشأنها، القديم العهد نصوص بين تناقض وثمة اليهود،

مجموع عن العقيدة هذه نفى من وهيجل كنط إليه ذهب ما الدقة

اليهودية.

النفس بخلود اليهود إيمان عدم فإن الهيجلى، المنظور ومن

الروح حرية وعدم الفردى، باالستقالل الشعور عدم إلى يرجع

شيء ألى مباح فليس ولذاتها، ذاتها فى توجد ال والفردية العينى،

موجود شيء كل إن إذ االستقالل، إلى يتطلع أن العالم هذا فى

الله مجد على الشهادة سوى غاية من لوجوده وليس الله، بقوة

الجليل تصور عن غريبة الخلود العالم. وفكرة عرضية وعلى وجالله

لها القرار التى وبالهوة بتناهيه إحساس اإلنسان لدى به ارتبط الذى

القابل غير وحده هو الذى الجليل، الواحد الله عن تفصله والتي

والزوال. للوالدة وخاضع حر وغير متناه سواه شيء وكل للفناء،

.182 ص ،2 التاريخ، فلسفة فى محاضرات هيجل،(56)56

.110 ص مانسى،رووال والكالسيكى الرمزى الفن وهيجل،57 (57) Hegel, Lectures on the Philosophy of Religion, p. 371.

35

Page 36: تطور الاديان عند هيجل

الله، أمام اإلنسان ةءبدنا اإلحساس يولد صنال هذا من

فى والرغبة غضبه من خشيةال على يقوم الله إلى فالتسامى

صورية. عبادات اليهودية العبادات تءجا ولذا ؛رضاه

والقدرة الحكمة ذى الجليل إرادة من نابعة فهى الشريعة أما

أنزلها التى للشريعة الفرد رضوخووالشر. الخير بين الفصل على

إيجابيا. ثم طابعا بالله عالقاته على ويضفى ، همقام من ييعل ،الله

هو إنما وآالمه حياته من السلبى الجانب كل أن يدرك أن يلبث ال

ورغد حياته من اإليجابي الجانب بينما الشريعة، على تمرده عاقبة

األخالق تظهر للشريعة. وهنا انصياعه ثمرة هو إنما ومسراته عيشه

.(58)الصالح والعمل االستقامة طريق عن يمجد الله ألن الحق،

األخالق كنط يفند حق، أخالق اليهود أخالق أن هيجل يرى وبينما

عناصر تفتقد ألنها ،ٍحق �أخالق ليست بأنها ويجزم اليهودية،

إلزامية، لقوانين تخضع خارجية أفعال مجرد وهى األخالقية،

الضمير. والمبادئ أو الباطنة األخالقية النية على قائمة وليست

استعارها نماإو اليهودية، هى بما اليهودية إلى تنتسب ال األخالقية

كان التى الخطوة أن . ويبدو(59)اليونان من الهلينى العصر فى اليهود

الخلف! إلى يرجعها أن على صرام هيجل كان اإلمام إلى كنط تقدمها

الجمال(: )دين اليوناني ب( الدين)

لم حيث الطبيعة، على الروح تفوقت اليونانى الدين وفى

هذه حوتتضللسياسة. أصبحت بل للطبيعة، الحقيقية القوة بحتص

58 (58)Ibid., p. 372.

. 182 ص ،2 التاريخ، فلسفة فى محاضرات هيجل،و

.114 ص والرومانسى، والكالسيكى الرمزى الفن ،وهيجل59 (59) Kant, Religion Within the Limits of Reason Alone ,p.

116.

36

Page 37: تطور الاديان عند هيجل

والقانون، والسلطة األرباب رب بزيوس اإليمان خالل من العقيدة

والبحار. ولكن واألرض السماء :قوىالعمالقة على انتصر الذى

آلهة عن التعبير تم حيث الفن فى بيعةلطا مع الحتتص حورلا

بتمامه، الفنى العمل فى تجلى فالروح حسى، شكل فى اليونان

مع المعنى وغاياتهم! وتصالح بل وجسدهم البشر شكل هةآللل وغدا

الروحى ويتجلى آخر، لشيء الكائن مع الحسى، العنصر مع المادة،

يعرف الذى الداخلى تعنى األخيرة وهذه الخارجية، هذه فى بتمامه

.(60)الخارجى شكله فى بتمامه

دين أو الجمالى، بالدين الدين هذا يدعو هيجل أن ومع

ودين ،1 827 و1 82 4 ومحاضرات المخطوطة فى الجمال

يعتبره فإنه ذلك م- مع83 1 محاضرات فى والجمال الحرية

المطلق، للدين ممهدا كذلك كان لكنه المجال، ضيق األفق، محدود

ذو أنه على اإلنسان ورصو إنسانى، طابع ذو أنه على الله تمثل ألنه

ظل أنه غير المسيحى، التجسد لعقيدة مهد هنا ومن إلهى، جوهر

كل فى حكمت والضرورة القدر جعل ألنه ؛الروح حرية لعنصر يفتقد

. (61)هةآلال فيها بما األشياء

:(الغائية )دين الروماني )ب( الدين

يجمع فهو الغائية، دين يدعوه هيجل فإن الرومانى، الدين أما

ينظرون أتباعه ألن نفعى، دين فهو ذلك والجمال. ومع الجالل بين

إليها يصلون وهم رغباتهم، تحقق وسائل بوصفها اآللهة إلى

الضرورة أوقات فى والسيما يحتاجونها عندما ويعبدونها

الغاية بوصفها الدولة إلى ينظر سياسى دين . وهو(62)والحرب

60 (60) Hegel, Lectures on the Philosophy of Religion, p. 333

ff.61 (61) Ibid., p. 355.

37

Page 38: تطور الاديان عند هيجل

من يرثلك يفتقد ظل فقد لإلنسان تصوره أما ،(63)القصوى

الذاتية أن يعى ال إنه إذ والالمحدودية، الذاتية وأهمها العناصر،

نظام كل النهاية ما إلى تتخطى تجاوز من تتيحه وما الخاصة

أقيم.

ألن ال الرومانى، الدين فى منتهاه اإلنسان استالب بلغ وقد

ألن نماوإ والدولة، لإلنسان نفعية وظائف ذات أصبحت اآللهة

فيه وتمركزت اإلنسانية، القوى كل على مهيمنا أصبح اإلمبراطور

مما أكثر يةفسعت قدرية قدرة يملك وأصبح ،ةاأللوهي سلطات كل

.آللهة ا تملك

كإله، وعُظ�م العليا، السلطة بوصفه اإلمبراطور تكريم تم لقد

جارودى ويعبر. األفراد تحكم التى الالعقلية السلطة هذه ألنه

فيقول: الوضع، لهذا وتوصيفه هيجل فكرة عن فثمك بشكل

المنخلع: البشرية سلطان كل وتفرد تركز اإلمبراطور " فى

الوقت وفى المحدود، الكائن هذا فى محتشدا بات اإللهى كل

كل من كينونته، كل من جرد الذى الفرد وألم شقاء إنه نفسه،

.(64)مستقبله" كل من سلطته،

خرساء، ثقة األزلية اآللهة قوانين فى الثقة أصبحت ثم ومن

الحياة، فارقتها هامدة جثث مجرد سوى اآلن اآللهة تماثيل تعد ولم

مضمون أى عنها زال خاوية ألفاظ سوى الدينية األناشيد تعد ولم

فى يعد ولم روحى، مضمون أى من اآللهة موائد وخلت إيمانى،

اإلحساس بذلك الوعى تزود أن واالحتفاالت األلعاب استطاعة

اليقين نشوة تحولت واآللهة. ولقد البشر بين وحدة بوجود السعيد

62 (62) Ibid., p. 385.63 (63) Ibid., p. 387.

.238 ص هيجل، فكر جارودى، روجيه(64)64

38

Page 39: تطور الاديان عند هيجل

الرواقى الوعى عنه عبر ما نحو - على يتزعزع ال الذى الذاتى

أى بفقدان قوى إحساس وشجاعة- إلى جرأة فى لذاته كيدهأبت

حاد.. بقلق المصحوب الشكي الوعى سيادة ضوء فى إلهى عنصر

هيجل: يقول..(65)األخالقى.. العالم تداعى إلى أدى مما

بهذا يتعلق التام. وفيما الضياع هذا علم هو الشقى "الوعى

المباشرة، لشخصيته الداخلية القيمة ضاعت الشقى، الوعى

سواء المفكرة، الشخصية المتوسطة، لشخصيته الداخلية والقيمة

عليها كان التى النبوة آيات فى خرساء الثقة أصبحت لقد بسواء،

نفسها. منها هربت جثث اآلن هى التى الخاص. والتماثيل تعرف أن

الغذاء نوبد هةآلال موائد إيمان. وباتت بدون كلمات واألناشيد

وحدته للوعى تعيد واألعياد األلعاب تعد ولم الروحيين، والشراب

الذى الروح قوة اإللهام ربات أعمال وتنقص الماهية، مع السعيدة

صارت والبشر. لقد هةآلال تصادم من يتدفق ذاته يقين يرى كان

قدر إياها منحنا الشجرة، عن مفصولة جميلة لنا: ثمار بالنسبة

الفعلية الحياة بدون الثمار، هذه جميلة فتاة تقدم كما صديق،

بدون األرض، بدون حملتها، التى الشجرة بدون لوجودها- هنا،

التى الفصول تناوب أو …المناخ بدون ماهيتها، تؤلف التى العناصر

ثمار تقدم التى الفتاة أن كما ولكن صيرورتها..، تضبط كانت

الطبيعة مباشرة، تعرفها كانت التى الطبيعة من أكثر هى الشجرة

،الخ ،الضوء الهواء، الشجرة، وعناصرها، شروطها فى المنتشرة

عينيها بريق فى الشروط هذه كل أعلى شكل فى تركب ألنها

الذى القدر روح فإن الثمار- كذلك تقديمها حركة وفى ذاتها الواعية

لهذا األخالقية الحياة من أكثر هو الفنية األعمال هذه لنا يقدم

هذه كل يستجمع الذى ساةلمأا قدر روح إنه فعاليته، ومن الشعب

ص المطلقة، المثالية أو هيجل، ابراهيم، قارن: د. زكريا(65)65

428.

39

Page 40: تطور الاديان عند هيجل

الوحيد، البانثيون فى للماهية المحموالت هذه وكل الفردية هةآلال

.(66)كروح" ذاته الواعى الروح فى

المسيحية :

الدين إليه آل الذي الوضع ذلك عن الناشئ لمأال إن

والالمحدود، دودلمحا بين والتناقض الكلى، والشقاء ،الروماني

تصورا يقدم الذى للروح الحقيقى الدين فى عليها الروح سيتغلب

الطبيعة بين اإلنسان، فى والالمحدود المحدود بين للعالقة متكامال

عند للروح الحقيقى الدين هذا وما اإللهية، والطبيعة اإلنسانية

.(67)المسيحى الدين إال هيجل

المسيحية على السابقة األديان جميع أن إلى هيجل ويذهب

ت ءجا وعندما ذاتها، المسيحية من جوانب عن معبرة إال هى ما

رغم.هيجل نظر وجهة من كامال استيعابا استوعبتها األخيرة هذه

على تركز مما أكثر الله وملكوت الروح على تركز المسيحية أن

أنها ! ورغماإللهي فى اإلنساني تذيب أنها والحياة! ورغم الجسد

العقائد أسمى يعتبر الذى المجرد والتوحيد التنزيه لمفهوم تفتقد

الشريعة مفهوم أن ورغم عقالنى، منظور من اآلن حتى الله فى

إليها وجهت التى االنتقادات ورغم عنها، غائب العملية للحياة كمنهج

هيجل منه يستفد لم الذى العلم وهو التاريخى، النقد علم قبل من

.البتة

مقتبس ،262- 261 ص ،2 ج الروح، ظاهريات هيجل،(66)66

.1 48- 1 47 ص هيجل، فكر جارودى، من67 (67) Hegel, Lectures on the Philosophy of Religion, p. 387.

الخشت عثمان محمدد.

القاهرة اآلداب-جامعة كلية

40

Page 41: تطور الاديان عند هيجل

المسيحية عند األديان لتطور الهيجلي العرض توقف ولقد

اإلسالم. بعدها،وهو جاء الذي للدين ذكر دون

:اإلسالم

الدين، ارتقاء مراحل من النهائية المرحلة في اإلسالم جاء

وخلص عليه، السابقة األديان في اإليجابية العناصر كل واستوعب

بالبشر،أو تشبهه تصورات من به علق ما كل من األلوهية مفهوم

مستويات من مستوى أي وبين بينه الطبيعة،أو وبين بينه تخلط

كل عن تنزيهه يجب الذي شيء( ،وهو كمثله : ) ليس ؛فهو الوجود

يمل ال الذي يصفون(،وهو عما وتعالى البشر: )سبحانه به يصفه ما

كل من أكبر أكبر"، :" الله تكبيره من صالة كل في المسلم

كل من أكبر قيمة، كل من شيء،أكبر كل من البشر،أكبر تصورات

من المؤمن يمل ال الذي حيواني.وهو أو إنساني أو طبيعي هو ما

:" تارة به، يليق ال ما كل عن تنزيهه ،أي صالة كل في تسبيحه

األعلى" في ربي "سبحان وتارة الركوع، العظيم" في ربي سبحان

السجود.

حيث ؛ االعتقاد فى والبساطة المحض التوحيد دين واإلسالم

وليس مجردا إلها باعتبارهو خالصا، روحا باعتباره الله إلى ينظر

اإلسالم نبذ عن المسئول هو التجريد هذا. وعيانيا محسوسا

درءا التجسيمى، التصوير وتحريم والتجسيمية التشبيهية للوسائط

أعماله. وكذلك شبيه له ليس ؛فاللهالله أعمال لمشابهة

الوعى ترقى قمة إلى بها بلغ لأللوهية اإلسالمى فالتجريد

الحسية،ولكن بالمعجزات الناس يخاطب ال فاإلسالم . ولذا باإللهي

بالطبيعة،وتارة باالستشهاد الفكرية:تارة العقلية باآليات

بالسنن باالستشهاد وتارة نية،االبره باالستنباطات باالستشهاد

. التاريخية

41

Page 42: تطور الاديان عند هيجل

بينها،ودون خلط دون الوجود مستويات بين اإلسالم ويفصل

،وغير الطبيعة غير فاأللوهية مستوى؛ على لمستوى طغيان

غير المستويات هذه من طرف الحيوانية.وكل اإلنسانية،وغير

من لنوع خاضعا ليس مستوى إلى مستوى من اآلخر.والدخول

القرآن ألن عشوائيا؛ ليس الطبيعة في الله العمياء،وتدخل اإلرادة

الله تتبدل،وأن وال تتغير ال كلية وقوانين طبيعية سنن وجود يؤكد

بقدر( خلقاه شيء كل قدر: ) إنا أو قانون وفق األشياء خلق

تبديال(. الله لسنة تجد ولن الله {..)سنة49}القمر:

وإنما التنزيه، في إمعانا لله؛ صفات عن يتحدث ال والقرآن

أسماء وهي ؛ البراهما مثل سرابا ليس لله،فالله أسماء عن يتحدث

فالروح الرحمة…الخ. القوة، ،العلم، :العدل أفعاله باعتبار له

أفعاله عبر الكون فى ذاته فيحقق تجرده، من يخرج اإللهي

اإلبداعية.

شيء : ) كل بل سحرية، ليست لكنها إبداعية، الله وأفعال

تقدير ذلك حسبانا والقمر {..)والشمس8(}الرعد: بمقدار عنده

تقديرا( فقدره شيء كل {..)وخلق96العليم(}األنعام: العزيز

الخ.…{38مقدورا(}األحزاب: قدرا الله أمر {..)وكان2}الفرقان:

كلهم:المؤمن والبشر كلها، العالمين: الموجودات رب وهو

والعاصي. ،والتقي والكافر

ألنه مكان في الزمان،وليس خالق ألنه زمان في ليس وهو

الله(. وجه فثم تولوا )فأينما ذلك المكان،ومع خالق

من الروح فيه يتكشف المطلق،ألنه الروح دين هو فاإلسالم

ليس اإللهي . والروحمطلق نحو على مجرد كلي روح هو حيث

أو حيز أي في يحل ال أنه عليها،كما متعاٍل ،بل الطبيعة في غارقا

الله نفخ فقد ذلك واحدة،ومع طبيعة في بشر مع يتحد مخلوق،وال

42

Page 43: تطور الاديان عند هيجل

معنى ليس لكن العاقلة؛ الحياة منبع فهو روحه؛ من اإلنسانية في

متمايزة:اإللهي، الوجود فمستويات واإللهي، اإلنساني وحدة هذا

الطبيعي،اإلنساني.

43

Page 44: تطور الاديان عند هيجل

الحواشى

44