22
٢٧ اﻷوﱃ اﻟﺴﻨﺔ- اﻻول اﻟﻌﺪد اﳌﺤﺮم١٤٢٩ ﻫـ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺗﺮﲨﺘﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ) ١ ( ﺩﻳﺮﻭﺵ ﻓﺮﺍﻧﺴﻮﺍ ﺗﺮﲨﺔ: ﺑﻠﻴ ﺑﻦ ﻭﻟﻴﺪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ـ ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ ﻬﺶ) ٢ ( اﻟﺒﺤﺚ ﻳﺪي ﺑﲔ ﺗﻘﺪﻳﻢ: واﻻه وﻣﻦ وﺻﺤﺒﻪ، آﻟﻪ، وﻋﲆ اﷲ، رﺳﻮل ﻋﲆ واﻟﺴﻼم واﻟﺼﻼة ﷲ، اﳊﻤﺪ: اﻟﺒﺤﺚ ﺻﺎﺣﺐ ﳜﺘﺺ دﻳﺮوش ﻓﺮاﻧﺴﻮا) François Déroche ( ﺑﺠﺎﻣﻌـﺔ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﴪ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻮن- ﻓﻬـﻮ اﻟـﺪﻗﻴﻖ ﲣﺼـﺼﻪ وأﻣﺎ ﻋﻤﻮﻣﺎ، اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻌﺎﱂ اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺘﺎرﻳﺦً ﻋﻠـﻢ اﳌﺨﻄﻮﻃـــﺎت) codicology ( اﻟﺘﺤﺪﻳـــﺪ وﺟـــﻪ ﻋـــﲆ اﻟﻘﺪﻳﻤـــﺔ اﳌﺨﻄﻮﻃـــﺎت وﻋﻠـــﻢ، ) palaeography ( اﳌﺨﻄﻮﻃـﺎت ﻓﻴﻪ ﻳﺮﺻﺪ ﻛﺘﺎﺑﺎ أﺻﺪر إذ زﻣﻦ ﻣﻨﺬ اﻟﻔﻦ ﲠﺬا ﻣﺸﺘﻐﻞ وﻫﻮ، ً اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﳌﻜﺘﺒﺔ ﻋﺎﻣﻲ١٩٨٣ - ١٩٨٥ م) ٣ ( اﻟﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﻋﺪدا ﺗﺒﺎﻋﺎ وأﺻﺪر، ً ً ﺑﻌﻨﻮان ﻛﺘﺎب ﺻﺪورا آﺧﺮﻫﺎ ﺑﲔ ﻣﻦ ﻛﺎن اﳌﺨﻄﻮﻃﺎت، ﺑﻌﻠﻢ اﳌﺘﺨﺼﺼﺔً » اﳌﺨﻄﻮﻃـﺎت ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ« ) ٤ ( ﻋﺎم٢٠٠٤ م، وﻟﻪ ﻋﺪة دراﺳﺎتث وﺑﺤﻮ ﻣﻌﻤّ ﺳﻼﻣﻴﺔ ا اﳌﺨﻄﻮﻃﺎت ﻘﺔ. ) ١ ( ل ا اوة ث ا اا ٔ ُ رؤرات ا،ـ ـ رـ ـ ةـ ا ة ا١٣ - ١٤ د٢٠٠١ م ات وا، : The Koran and its Western translation, François Déroche in Civilizations: How we see others, how others see us Proceedings of the International Symposium, Paris, 13 and 14 December 2001 © UNESCO 2003 ) ٢ ( ﺟﻢ اﳌ: د/ ﻣﻌـﺎـﺔ ﺗﺮ ﺑﻤﺠﺎل ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺎﻳﺔ وﻟﻪﺔ، اﳊﺪﻳﱰﲨ اﻟ دراﺳﺎت ﻣﺘﺨﺼﺺ ﺑﺎﺣﺚ،ي اﻟﻌﻤﺮ ﺑﻠﻴﻬ ﺑﻦ وﻟﻴﺪ ﺻﺪر ﺣﻴﺚ اﻟﻜﺮﻳﻢ، اﻟﻘﺮآن اﳌﺠﺎل ﻫﺬاث اﻟﺒﺤﻮ ﻣﻦ ﻋﺪد ﻟﻪ: [email protected] ) ٣ ( ﻫﻮ اﻟﻜﺘﺎب وﻋﻨﻮان: Catalogue of the Qur'anic Manuscripts in the BNF 4. Le Livre Manuscript Arabe.

القرآن الكريم وترجمته في الغرب

Embed Size (px)

DESCRIPTION

This is a translation of an article, originally written in French, about the early history of the translation of the Glorious Quran into Eurpean languages. What sets this article apart from its likes is that it is totally based on concrete evidence from old manuscripts.

Citation preview

Page 1: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

٢٧

العدد االول -السنة األوىل هـ١٤٢٩ املحرم

)١( الكرمي وترمجته يف الغربالقرآن

فرانسوا ديروش

)٢(هش العمريـالدكتور وليد بن بلي: ترمجة

تقديم بني يدي البحث: :احلمد هللا، والصالة والسالم عىل رسول اهللا، وعىل آله، وصحبه، ومن وااله

األستاذ بجامعـة –) François Déroche( فرانسوا ديروش خيتص صاحب البحثعلـم بتاريخ الكتاب يف العامل العريب عموما، وأما ختصـصه الـدقيق فهـو -بون الفرنسيةالرس

ـــد )codicology (املخطوطـــات ـــىل وجـــه التحدي ـــة ع ـــات القديم ـــم املخطوط ، وعل)palaeography( وهو مشتغل هبذا الفن منذ زمن إذ أصدر كتابا يرصد فيه املخطوطـات ،

، وأصدر تباعا عددا من الكتب )٣(م١٩٨٥-١٩٨٣ عامي املكتبة الوطنية الفرنسيةالقرآنية يف تاريخ املخطوطـات «املتخصصة بعلم املخطوطات، كان من بني آخرها صدورا كتاب بعنوان

.قة يف املخطوطات اإلسالميةمعموبحوث دراسات عدة وله م، ٢٠٠٤ عام )٤(»العربية

ا ا ا ث وة ا ا ل )١( ا ـ ة ـ ـ ر ـ ـ ، ا رات رؤ

:، وا ت ا م٢٠٠١ د ١٤-١٣ا ة The Koran and its Western translation, François Déroche in Civilizations: How we see others, how others see us Proceedings of the International Symposium, Paris, 13 and 14 December 2001 © UNESCO 2003

وليد بن بليهش العمري، باحث متخصص يف دراسات الرتمجة احلديثة، وله عناية خاصة بمجال ترمجـة معـاين / د: املرتجم )٢( [email protected]: له عدد من البحوث يف هذا املجالالقرآن الكريم، حيث صدر

:وعنوان الكتاب هو )٣(Catalogue of the Qur'anic Manuscripts in the BNF

4. Le Livre Manuscript Arabe.

Page 2: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

الدكتور وليد بن بليهش العمري: ترمجة

٢٨

فرانسو ديروش القرآن الكريم وترمجته يف الغرب

بواكري مرشوع ترمجة معـاين وقد أفاد كثريا من ختصصه الدقيق هذا يف إلقاء الضوء عىلالقرآن الكريم يف أوربا فقام بتتبع هذه املخطوطات يف مظاهنا، ووقف عليها ودرسـها دراسـة دقيقة فاحصة، وله نظرات يف استقراء هذه املخطوطات والتعرف حتى عىل اجلانب املـادي يف

تي تركت آثارها عىل هـذه مالحمها، استجالء للمعلومات التارخيية التي قد تبوح هبا األقالم ال . املخطوطات

ويركز الباحث هنا عىل دراسة خمطوطات الرتمجات األوربية ملعـاين القـرآن الكـريم يف وهـي الفـرتة يف التـاريخ األوريب املمتـدة مـا بـني اهنيـار احلـضارة -فرتة العصور الوسـطى

يبدأ من القـرن الثالـث الرومانية، يف القرن امليالدي اخلامس، وحتى بداية عرص النهضة الذيويلحق الباحث الرتمجات املطبوعة األوىل هبذه الدراسة لغرض عمـيل وهـو صـعوبة –عرش

حقبة ما قبل الطباعة وما بعدها، وما للرتمجات املطبوعة األوىل مـن : فصل احلقبتني الزمنيتني واملامرسـات عالقة وثيقة باملخطوطات، لتأثر اجلو العلمي السائد آنـذاك بـاإلرث املخطـوط

. العلمية القائمة عليهإضافة إىل هذا فلم يكتف بدراسة هذا املخطوطات والوقوف عليها واستنباط النتـائج منها بل إنه بسبب إملامه اجليد بالتاريخ السيايس واالجتامعي يف أوربا زاد عىل ذلك أنـه أدخـل

خطوطات، وبالتايل يف إلقاء مزيـد مـن البعد االجتامعي والسيايس والتارخيي يف قراءته هلذه املالضوء عىل تاريخ ترمجة معاين القرآن الكريم يف الغرب، وهبذا فإن البحـث يتميـز بكثـري مـن األصالة، مما حيقق الفائدة املرجوة من ترمجته إىل العربية، إفادة للبـاحثني املتخصـصني برتمجـة

. وبخاصة اجلانب التارخيي منه،معاين القرآن الكريمكام يتميز البحث الذي بني أيدينا بحسن التوثيق، ودقـة تقـيص املعلومـة، فالباحـث ال يطلق عمومات ال داعم هلا من أعامل علمية سابقة، بل حرص عـىل االسـتفادة مـن املـصادر

. األصيلة التي سبقته يف بحث جوانب من تاريخ ترمجة معاين القرآن الكريم يف أوربا

Page 3: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

٢٩

العدد االول -السنة األوىل هـ١٤٢٩ املحرم

ن ترمجةغالف نسخة مطبوعة م روبرت الكيتوين الالتينية

وهي الرتمجة األوربية األوىل ملعاين القرآن الكريم ويظهر عليها كثريا من التعليقات

)املرتجم(

وحيدد هذا البحث معامل حلقة أوسع يف النقاش حول ترمجـة معـاين القـرآن الكـريم يف ن أوائل اجلهود املركـزة واجلـادة أوربا، وال عجب فرتمجة معاين القرآن الكريم يف أوربا تعد م

لنقل معاين القرآن الكريم إىل اللغات األخرى وإن كان الغرض منها كام سيأيت يف ثنايا البحث النـرصاينليس التثقيف بل املامنعة، وحماولة التعـرف عـىل اآلخـر إلقناعـه بأفـضلية الغـرب

. وحماولة كسب أتباع جدد هلذا الدينجانب مل يظهـر يف البحـث كـام جيـب، وهـو اجلانـب العـدائي يف وأود التنبيه هنا عىل

الرتمجات األوربية األوىل ملعاين القرآن الكريم، وقد يعـذر الباحـث يف هـذا، ألنـه ركـز عـىل اجلانب املادي والتارخيي يف هذه الرتمجات، وكام رشط يف أول بحثه مل يعمد إىل قراءهتا وتفنيـد

.)١(ما جاء فيها

:و ا ا ر ا ت ا ور ا ) ١(

-Denffer, Ahmad von, “History of the Translation of the Meanings of the Qur'an in Germany up to the Year 2000: A Survey”, Journal of Qur’anic Research and Studies, vol. 2, issue 3, 2007.

Orientalist Studies“ : ا ، و ا (“ ن ا ا ا ادرا ت ا ” ، -of the Qur’an: A Historical Survey”(املنعقـدة يف القرآن الكريم يف الدراسات االستـرشاقية، صدر ضمن أوراق ندوة ،

. هـ١٨/١٠/١٤٢٧-١٦ الرشيف، يف الفرتة من جممع امللك فهد لطباعة املصحف

Page 4: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

الدكتور وليد بن بليهش العمري: ترمجة

٣٠

فرانسو ديروش القرآن الكريم وترمجته يف الغرب

:حث املالمح التالية هلذا التاريخوتربز يف البصعوبة احلصول عىل النص األصل، وهو القرآن الكريم، وتـاريخ ممانعـة انتقالـه مـن •

.اآلخر وإليهعدم توافر معينات املرتجم، وأمهها املعاجم، لـذا نجـد أن بعـض املرتمجـني جلـؤوا إىل •

املـسلمني أو االستفادة من أشخاص يعرفون لغة القـرآن الكـريم إمـا مـن العـرب أو املستعربني، ومن هذا يظهر أن الطرف اآلخر مل يكن غائبـا عـن املعادلـة، وإن كـان يف مرحلة التحليل يف عملية الرتمجة، وأما مرحلة البناء وتـشكيل الـنص املـرتجم مل يكـن حضورهم ذا تـأثري يـذكر، ويـستعاض عـنهم برجـال الـدين النـصارى يف كثـري مـن

.األحيانبات الكثرية التي كان عىل املرتجم أن يمر هبا ويتخطاهـا مـن أجـل أن املعوقات والعق •

. حيقق اهلدف الذي يصبو إليه -إسـبانيا خاصـة-ة ـــالم والنرصانيـــأن األماكن التي كانت بؤرا للصدام بني اإلس •

كانت هي التي تم فيها أول نقل ملعاين القـرآن الكـريم إىل اللغـة الالتينيـة، وهـي لغـة .الدين يف أوربا، ولغة الطبقة املتعلمةالعلم و

دور رجال الدين النصارى الكبري يف تبني مرشوع نقل معاين القرآن الكريم، إذ أرشفوا • . عىل إعداد هذه الرتمجات، وقاموا عىل شأهنا

أن الغرض األساس من الرتمجة كان تدعيم املواقـف مـن بـاب معرفـة العـدو، وبيـان • . انب تفوق ثقافة املرتجم عليهأوجه الضعف يف موقفه، وجو

تعد هذه الرتمجات بحق أحداثا ثقافية كبرية، تركت أثرهـا البـاقي عـىل الـصورة التـي •حيملها الغرب عن اإلسالم واملسلمني بقدر ما حتى يومنا هذا وبخاصة ترمجة روبرت

.توينيكال : التأكيد عىل التايل فيام خيص منهجي يف ترمجة البحثدوأخريا أو

صت عىل تتبع أسامء األعالم الواردة يف ثنايا البحث، وكتبتها وفقـا للطريقـة التـي حر •تشتهر هبا يف الكتابات العربية، وأتبعها يف أول موضع لورودها يف البحث باسم العلـم

.باحلرف الالتيني بني قوسني، ليسهل تتبعه يف األوعية العلمية

Page 5: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

٣١

العدد االول -السنة األوىل هـ١٤٢٩ املحرم

تعمـيام للفائـدة، وملـن أراد االسـتزادة ترمجت عناوين الكتب املحال إليها يف البحث، • . بالرجوع إليها بنفسه

قرصت التعليق عىل املواضع التـي رأيـت رضورة ذلـك فيهـا، إمـا لتوضـيح أمـر، أو • .لوضع آخر يف نصابه

أورد بعض الصور لصفحات من الرتمجات الوارد ذكرها يف البحث، تقريبـا ملـا يـدور • . حوله النقاش إىل ذهن القارئ

. مد هللا رب العاملنيواحل ترمجة البحث:

ربام يصاب من يتتبع تاريخ الكتب بيشء من فرط احلساسية نحـو اجلوانـب املاديـة يف هذا التاريخ، وقد يكون هذا ما حصل يل فعال عندما طلب إىل التحدث عـن ترمجـات القـرآن

رتمجون األوائـل؟ ومـا هـي ما هي الطريقة التي عمل وفقها امل: فتبادرت إىل ذهني أسئلة مثلاملخطوطات التي كانت متوافرة لدهيم؟ وهذه هي األسـئلة التـي أتعامـل معهـا يف ثنايـا هـذا

وأما تاريخ ترمجة النص القرآين فهـو معـروف . البحث عوضا عن تقويم هذه الرتمجة أو تلكمية بإسـطنبول فقد مرت عدة أعوام منذ أن بدأ مركز دراسات التاريخ والفن والثقافة اإلسـال

)IRCICAبرناجمه البحثي الطموح الذي نتج عن نـرش ببليوجرافيـات لرتمجـات ) ، اختصارا، تبعتهـا عـام )١(م ببليوجرافيا الرتمجات املطبوعـة١٩٨٦القرآن، صدر منها أول ما صدر عام

، ولكنهـا مل توثـق )٢(م ببليوجرافيا ترصد الرتمجات املخطوطـة يف مخـس وثامنـني لغـة٢٠٠٠لرتمجات املخطوطة يف اللغات الرتكية، والفارسية، واألردية، ومـن املقـرر أن يـصدر كتـاب ا

وهذا يدلل عىل مـدى سـعة املوضـوع، حتـى عنـدما . )٣(خمصص لكل واحدة منها عىل حدة

1. I. Binark, H. Eren and E. Ihsanoğlu (eds.), World Bibliography of Translations of the Meaning of the Holy Qur’an, Printed Translations, 1515-1980, Istanbul, IRCICA, 1986.

2. M. N. Sefercioğlu and E. Ihsanoğlu, World Bibliography of Translations of the Holy Qur’an in Manuscript Form, I, Istanbul, IRCICA, 2000.

). ا ا ا ت را (ا ت ه ت ا و ت )٣(

Page 6: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

الدكتور وليد بن بليهش العمري: ترمجة

٣٢

فرانسو ديروش القرآن الكريم وترمجته يف الغرب

نغفل ما أنتج بعد القرن السابع عرش، ولكن علينا أن نفرق بوضوح بني الرتمجـات املخطوطـة ا املسلمون غري العرب، وتلك التي أصدرها غري املسلمني، فحتى عـرص التي أصدرت ليقرأه

قريب نسبيا مل تبتعد الفئة األوىل عن النص العريب، وكانت الرتمجة مرافقة له بشكل ثـانوي، إذ مل تكتب بخط أصغر من النص العريب وحسب، بـل واتبعـت ترتيـب الكلـامت نفـسه متامـا،

منهـا، دون اعتبـار لرتتيـب اجلملـة يف اللغـة املـرتجم فجاءت ترمجة كل كلمة عربيـة أسـفلوما هيمنا هنا هـو الفئـة . ، وترك األمر للقارئ ليضع هذه الكلامت يف ترتيبها الصحيح)١(إليها

الثانية وهي حمدودة، فأنا أتعامل هنا مع الفرتة من العصور الوسـطى وحتـى بـدايات العـرص ولكن لتوضيح التداخل الذي حصل يف هنايـة ،اتنطاق بحثي يف املخطوط احلديث، كام أحد

هذه الفرتة أحتدث عن الرتمجات املطبوعة األوىل، كام إنني ال أتطرق ال من قريب وال من بعيد .للرتمجات اجلزئية التي خرجت يف الفرتة املبحوثة هنا

قال النص القرآينـالعراقيل أمام انت: أصال ينقل منه، ولكن فيام خيص القرآن كان لكي تتم الرتمجة جيب أن يكون هناك نصا

. انبــثر من جــمن الصعب عىل غري املسلمني الوصول إىل نسخ منه، وجاءت املوانع من أكيف دراســتها ) Marie-Thérèse d'Alverny(رز دا ألفــرين ـريـــاري تــــح مـوكــام توضــ

أعجب األقاصيص كانت سائدة «: فإن الرائدة لرتمجتني التينيتني خرجتا يف العصور الوسطى الربابرة وبخاصة حول نبيهم، وعمل عىل نرش )٢(يف العامل املسيحي حول ما يسمى بالرساكيني

، و ان ا س ر ي ت س ت . ا. ت ا م م ا ل ا ا )١(

: ا س A Catalogue of the Manuscripts of the Holy Quran in Translation Preserved in the Library of Âstan-i Quds-i Razavi, Mashhad, 1363/1985. Âstân-i Quds Library publications, No. 10.

يف مل يكـن هكـذا األمـرإال أن “العرب”أو (Arabs) ا ا ا ا ا م ا ن )٢(إذ كـان املـسلمون يعرفـون ) من القرن الـسادس املـيالدي وحتـى القـرن الثـاين عـرش املـيالدي(العصور الوسطى املبكرة

املذكورين يف العهـد -الني من سارة، أي الذين ليسوا من نسلها اخل–ويتم الربط بينهم وبني اإلسامعيليني ،(Saracens)بـيف أوروبا الغربية منذ القرن الرابع امليالدي، أي قبل فرتة طويلـة مـن (Saracens) القديم، والذين كان يطلق عليهم اسم

Page 7: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

٣٣

العدد االول -السنة األوىل هـ١٤٢٩ املحرم

فالتوسع الرسيع للمسلمني يف القـرن . )١(»هذه األقاصيص أناس غفلوا عن احلقائق التارخييةبيني عـىل السابع، والصعوبات التـي ووجهـت يف سـبيل اسـتعادة األنـدلس، شـجعت الغـر

االعتقاد أن النص الذي أهلم أعداءهم واستمدوا قوهتم منه اشتمل عىل طالسم سحرية قوية، وساد هذا االعتقاد لفرتة غري قصرية، ففي وقت مبكر من القرن العرشين عثر عـامل دراسـات

عثـرت «: عربية إسباين عىل املالحظة التالية عىل خمطوط عريب حمفوظ يف مكتبة جامعة بلنـسية )٢(، بعد أن خرج املوريـسكيون)Laguar(رأنا، جامي فرياندو عىل هذا الكتاب يف قرية القوا

ــستي ــي الغوادالي ــه ميلين ــذي عــاش في ــت ال ــال يف البي ــسلة اجلب Millenni of(إىل سل

Gaudalest ( امللك الذي اختاروا، وبام أنه كتـب بـاحلرف العـريب مل أسـتطع أن أجـد أحـدا ، ولكنه يف حقيقـة األمـر كـان كتابـا يف قواعـد اللغـة )٣(» قرآن حممديقرأه، وأخشى أن يكون

ــال سيــسنريوس بحــرق ) Cisneros(العربيــة، وللحــد مــن هــذا التخــوف أمــر الكارديناملخطوطات العربية بعـد أن اسـتوىل األسـبان عـىل غرناطـة لتـسقط بـذلك آخـر اإلمـارات

أي حال مقصورة عىل املناطق التي حفلت ، وعدم الثقة هذه مل تكن ب)٤(اإلسالمية يف األندلس

الغريب له تأثريات مهمة عـىل سالم للمسلمني يف الفكر األورويبالذي يعود إىل عرص ما قبل اإل التصور اذ، وه حممدبعثة

. اإلسالمية املبكرة النرصانيةفهمنا للعالقات عـن املثقف مما أدى إىل تطور تشكيلة من األفكـار الغريبـة والعدائيـةالغريبلقد قدم األدب الالتيني هذا املفهوم إىل التفكري

حتى أن بعض األفكار املبكرة حول املسلمني انتقلت، يم،لقد وتم استيعاهبا ضمن الرتاث الغريب ا، جديدةعىل أهنا املسلمني قبل سنوات عديدة من قيام احلمالت الصليبية اللغات األوربية العاميةاعتيادي، من الكتابات الالتينية املثقفة إىل بشكل غري .(Saracens)العام حول املسلمني الـاألوريب التصورتغذية مما أدى إىل

جدت فكرتان مبكرتان بشكل خاص تأييدا كبريا استمر إىل القرن اخلامس عرش امليالدي، بل حتى القـرن وويف هذا السياق .فينوس وأهنم يتعمـدون إخفـاء هـويتهم احلقيقيـة نالوثيعبدون (Saracens) السابع عرش امليالدي، ومها أن املسلمني الـ

)املرتجم. (العربية “الرشقيني”خوذة بدورها من كلمةاملأ(sarakenoi) مأخوذة من الكلمة اليونانية (Saracens)وكلمة1. M. Th. d’Alverny, ‘Deux traductions latines du Coran au Moyen-Age’ تينيتـانترمجتان ال(

،)للقـرآن يف العـصور الوسـطى in Archives d’histoire doctrinale et littéraire du Moyen Age (1947–1948), p. 74.

، وهو مأخوذ من الكلمة الالتينيةسبانياإ عىل املسلمني يف هو االسم الذي مكان يطلق استهزاءاMoors)(املوريسكيون )٢((Mauri) ،وتلقي هذه املسميات الضوء عىل خلفيـة الـرصاع بـني التي أطلقها الرومان عىل والية موريتانيا الرومانية

)املرتجم (. العصورتلكاملسلمني والنصارى يف 3. J. Ribera y Tarrago, ‘Bibliofilos y bibliotecas en la España musulmana’ [ مجـاعوا الكتـب

.in Disertaciones y opusculos, I, p. 228, Madrid, 1928 ,[واملكتبات يف إسبانيا املسلمة4. Ribera y Tarrago, op. cit., pp. 181–2.

Page 8: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

الدكتور وليد بن بليهش العمري: ترمجة

٣٤

فرانسو ديروش القرآن الكريم وترمجته يف الغرب

ــام ــي ع ــرصانية، فف ــني اإلســالم والن ــودور بومخــان ١٥٤٢بمواجهــات ب ــدما أراد تي م عن)Theodor Buchmann ( الــشهري بتيــودور ببليانــدر)Bibliander()طباعــة ترمجــة )١

يها القرآن، املخاطر التي ينطوي علبازل السويرسية أكد املعارضون يف مدينة )٢(التينية للقرآنفقد ساقوا حججهم أمام جملس املدينة الذي كان موكل إليه أمر ترصيح الطباعة، وأكدوا عىل

إن هناك ترمجـات خمطوطـة عـدة، «: التطاول عىل شخص املسيح واإلنجيل يف القرآن، وقالوا وحتـى يف )٣(»وما احلاجة يف نرشها عىل نطاق أوسع بطباعـة نـص قـد يتـسبب يف فـضيحة؟

يف تقديمـه ) Ludovico Marrachi(لقرن السابع عرش اضطر لودوفيكـو مراتـيش أواخر ا .)٤(لرتمجته ملناقشة املنع الذي فرضه البابا ألكسندر السابع عىل نرش النص القرآين

ويظهر من هذا أن النصارى هابوا من أن يمـسكوا بأيـدهيم هـذا الكتـاب الـذي رأوه مزعجا وحافال باألعاجيب والغرائب، وم ن جانبهم وجد املـسلمون حرجـا يف أن يـسمحوا

فعادة ما نجـد عـىل أغلفـة نـسخ القـرآن أو يف . بوقوع نسخ من القرآن يف أيدي غري املسلمني، ولكـن بـام أن هـذا النهـي مل يكـن )٥( Z( * + , ] :آليةالصفحات األوىل ا

فيا يف أن ال تقع نسخة من القرآن يف أيد معادية، اختذكا ت السلطات تـدابري أخـرى ملنـع هـذا االنتقال، وكانت بعض هذه التدابري ذات طبيعة عامة، فقـد كتبـت وثيقـة لتنظـيم املعـامالت التجارية يف إسبانيا املسلمة يف القرن الثاين عرش متنع بيع خمطوطات األعـامل العلميـة العربيـة

، ويف النصف الثاين من القـرن )٦(هالليهود والنصارى، خشية أن يدعوا أهنم هم من قام بتأليف

)ا (.، ومعنامها الوراق، أي املشتغل بصناعة الكتب باليونانيةوببلياندر باألملانية بومخان) ١( )ا (.وهي ترمجة روبرت الكيتوين) ٢(

3. H. Bobzin, ا Der Koran im Zeitalter der Reformation, Studien zur Frühgeschichte der Arabistik und Islamkunde in Europa [ اسة يف التاريخ املبكـر للدراسـات در: القرآن يف عرص اإلصالح

وا ـ اور ـ العربية ], pp. 189–90, Beirut, in Komm. bei F. Steiner Verlag, Stuttgart, ا .1995 (Beiruter Texte und Studien, 42.)

4. L. Marracci, Refutatio Alcorani [دحض القرآن], p. 3, Padua, Tip. Seminarii, 1698. ) املرتجم. (٧٩: الواقعة )٥(

6. E. Lévi-Provençal,: Séville musulmane au début du XIIe siècle. Le traité d’Ibn ‘Abdûn sur la vie urbaine et les corps de métier [ رسـالة : شبيلية املسلمة يف بداية القرن الثاين عرشا .p. 128, § 206, Paris, G. P. Maisonneuve, 1947 ,[ابن عبدون يف احلياة املدنية واملهن

Page 9: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

٣٥

العدد االول -السنة األوىل هـ١٤٢٩ املحرم

م، عقد احلاكم املاريني أبو يوسف يعقوب اتفاقيـة سـلم مـع ملـك ١٢٨٥الثالث عرش، عام ونصت مادة يف املعاهدة عىل أن يـصادر ) Sancho VI(سانشو السادس ) Castile(قشطالة

، وكـان القـرآن )١(امللك النرصاين أي كتاب عريب جيده يف حوزة أتباعه من اليهود والنـصارىعىل رأس القائمة، ثم التفاسري القرآنية، وكتب الفقه، وشملت القائمة حتى كتب قواعد اللغة العربية، واألدب، ووفقا ملا ذكره مؤرخ عريب تم تسليم ثالث عرشة عربة حمملة باملخطوطات

امس عـرش، وبحلول منتـصف القـرن اخلـ. عمال هبذه املعاهدة، مشتملة عىل نسخ من القرآن احلـصول عـىل ترمجـة إسـبانية -الذين سآيت عىل ذكر عملهم فـيام بعـد-حاول أحد املرتمجني

، ويف وقـت )٢(للقرآن وأخربه وفده أن هذا الطلـب ووجـه بـيشء مـن العـداء مـن املـسلمنييف ) Nicolas Clénard(الحق، أي يف القرن السادس عرش علم الرحالة نيكوالس كلينارد

)٣(.ول نرصاين عىل األعامل العربيةفاس صعوبة حصإذن احلصول عىل النص األصل كان صعبا، فاملامنعة من كال الطـرفني كانـت ظـاهرة، فطرف يرفض ولوج املعرفة إليه، وطرف يرفض ولوج اآلخـر إليهـا، وفـيام خيـص العـصور

ىل الوسطى ال نملك إال أدلة من تاريخ متأخر عن جهود أولئك الـذين حـاولوا احلـصول عـنسخ من النص األصل، ويف املكتبات الغربية توجد نسخ من القرآن حتمل قرائن حـسية عـىل أهنا مرت بني أيد غربية يف تاريخ مبكر، ولكن خط سريها التارخيي ال يمكن تتبعـه بتفاصـيله وإال أن القرائن احلسية يف هذه النسخ متكننا من تتبع املسالك الرئيـسة التـي تـم تـداول هـذه

نسخ من خالهلا رغم العراقيل التي وضعت يف طريقها هنا وهناك، فاحلرب ومـا حيـيط هبـا اللت مصدرا ال بأس به جلامعة األشياء املثرية لالهتامم، وهم رجـال الكنيـسة من ممارسات شك

م كانـت فرصـة ١٥٣٥عـىل تـونس عـام ) Charles V(والعلامء، فحملة تـشارلز اخلـامس

: ، وهو مرتجم إىل اإلسبانية»روض القرطاس«: جاء يف كتاب ابن أيب زرع )١(

Ibn Abî Zar‘, Rawd al-Qirtas, trad. et ann. par A. Huici Miranda, II, p. 681, Valence, J. Nacher, 1964. [Textos medievales, 13.]

2. D. Cabanelas, ‘Juan de Segovia y el primer Alcoran trilingüe’ [ ر يوحنى الشقويب ومصحف مبك .in Al-Andalus, 14, 1949, p. 162 ,[ثالثي اللغة

3. R. Le Tourneau, Notes sur les lettres latines de Nicolas Clénard relatant son séjour‘د dans le royaume de Fès (1540-1541)’ [ عىل الرسائل الالتينية لنيكوالس كلينارد املتعلقة ببقائه يف تعليقات

)م١٥٤١-١٥٤٠(مملكة فاس ], Hespéris, 19, 1934, pp. 45–63.

Page 10: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

الدكتور وليد بن بليهش العمري: ترمجة

٣٦

فرانسو ديروش القرآن الكريم وترمجته يف الغرب

ويمكننا هنا أن نشري إىل ثالث منها وهـي املخطوطـات (خطوطات للحصول عىل عدد من امل Bibliothèque(، يف املكتبة الوطنية الفرنسية ٤٤٠، و٤٣٩، و٤٣٨: العربية ذوات األرقام

Nationale de France( ووقعت هذه املخطوطات بـني يـدي الكاردينـال دي قرانفيـل ،)de Granvelle (سقبل أن يستقر هبا املقام يف باري)والقتال مع العثامنيني حول فيينا ويف )١ ،

ن كثريا من اجلنود الذي شاركوا يف هذه احلمالت من احلصول عىل نسخ من القرآن، املجر مكبأكسفورد ) Bodleian Library(يف املكتبة البوديلية ) Laud Or. 246(ومنها املخطوطة

م جمري أعطاها لعامل ال١٥٩٣التي حصل عليها عام Jacob(عربية األملاين يعقوب كريستامن

Cristmann (من مدينة هيدلربك)ويف هذه املجموعة يمكننا أن ندخل نسخة جمزأة بقيت )٢ ، حتى بداية القرن املايض باجلامع األموي يف دمشق، حتمـل يف صـفحة مـن صـفحاهتا، كلمـة

تنتاج بأن هـذه النـسخة التينية وحيدة كتبت بخط يعود للعصور الوسطى، وهذا حيدونا لالس . )٣(اسرتجعها املسلمون بعد أن استوىل عليها الصليبيون

والوقوف عىل النسخ املبيعة أكثر صعوبة، وفيام خيص الفرتة التي نبحثها هنـا مل أعثـر .عىل أي خمطوطة يمكن اجلزم بأهنا مبيعة، ال يف إسبانيا وال يف الرشق

وأخريا، هناك النسخ، وهي وسيلة ش ائعة للحصول عىل املصاحف، ونساخ أوروبـا كثر، وأحيانا يتم تكليف املسلمني اآلبقني بالنسخ، كام يظهر يف املخطوطة العربية ذات الـرقم

، وهي جمموعة من املقتبسات من القرآن، متضمنة مالحظة ختربنا أن من قام بالنسخ هـو ٥٦٠تركـي تـسبب يف جلبـه إتيـني «:، وهـو)Francçis de Boulogne(فرانـسيس البولـوين

م أستاذ اللغـة العربيـة يف الكليـة امللكيـة ١٦١٤املتوىف عام ) Etienne Hurbert(هربرت )Royal College( م١٦١٢، من صفوف حرس امللك، عام«)ولكن أكثر النسخ كتبـت )٤ ،

1. F. Déroche, ،Catalogue des manuscrits arabes, 2e partie: Manuscrits musulmans I, 2, Les

manuscrits du Coran, Du Maghreb à l’Insulinde [ املخطوطات العربية، اجلزء الثاين، املخطوطات فهرس، املخطوطـات القرآنيـة، مـن املغـرب وإندونيـسيا٢-١اإلسـالمية ], pp. 37–8, pl. IX B and XV B, Paris,

Bibliothèque Nationale, 1985. ا 2. R. Jones, ‘Piracy, war, ا and the acquisition of Arabic manuscripts in Renaissance

Europe’[القرصنة، واحلرب، واحلصول عىل املخطوطات العربية إبان النهـضة األوربيـة], in Manuscripts of the Middle East 2, p. 100 and n. 45, pl. 3, 1987.

.مل تنرش )٣(4. Déroche, op. cit., p. 102.

Page 11: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

٣٧

العدد االول -السنة األوىل هـ١٤٢٩ املحرم

ذوات بأيد أوربية، فمن جمموعة املكتبة الوطنية الفرنسية وحـدها نجـد املخطوطـات العربيـة، ومجيعها كتب يف القرن السابع عرش، فأوىل هذه املخطوطات ٥٠٧، و٤٩٣، و٤٦٨: األرقام

، )١(إىل اللغة الفرنسية إضافة إىل النص القـرآين) interlinear (بني األسطرحتتوي عىل ترمجة بنـسخ -الـذي سـنتحدث عنـه فـيام بعـد-) Juan de Segovia(وقـام يـوحنى الـشقويب

وأما نرش النص العريب من قبـل دار الطباعـة . )٢(م يف مكتبة أملانية١٤٣٧مصحف وجده عام يف البندقية يف بدايـة القـرن، كـان فاشـال ) Paganino dei Paganino(باكانينو وباكانينو

لوقـت ) أي أهنـا مل توجـد أصـال( إىل درجة أن هذه الطبعة ظن أهنـا خرافيـة )٣(بكل املقاييس .يذكر يف نرش النص القرآينطويل، ومل يكن هلا إسهام

سورة الفاحتة من املصحف املطبوع بالبندقية

م،١٥٣٨-١٥٣٧عامي وتظهر عليها كتابات باحلرف الالتيني

)املرتجم(

1. Ibid., pp. 149–50. 2. Cabanelas, op. cit., p. 161. 3. A. Nuovo, ‘Il Coran arabo ritrovato (Venezia, P. e A. Paganini, tra l’agosto 1537 e l’agosto

]م١٥٣٨م، وأغسطس ١٥٣٧باكانيني بني شهري أغسطس عام . البندقية، ب و أ(إعادة اكتشاف القرآن [ ’(1538 , in La Bibliofilia, 89/3, 1987, pp. 237–70; M. Borrmans, ‘Observations à propos. de la première édition imprimée du Coran à Venise’ ]مالحظات عىل طبعة القرآن األوىل يف البندقية[ , in Quaderni di Studi Arabi, 8, 1990, pp. 3–12.

Page 12: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

الدكتور وليد بن بليهش العمري: ترمجة

٣٨

فرانسو ديروش القرآن الكريم وترمجته يف الغرب

وعليه نستنتج أنه رغم العراقيل املوضوعة عمدا يف سبيل تداول املخطوطات القرآنية، عـىل هـذا خمطوطتـان يف املكتبـة الوطنيـة توافرت نسخ منه قبل القرن السادس عرش، ويدلل

، وحتتوي عىل جزء من النص القرآين، كتبت يف القـرن ٥٩٣٥أوالمها، حتمل الرقم : الفرنسية؛ )١(اخلامس عرش، وقام صاحبها بتجليدها عن طريق جملد فرنيس كام يبدو من طريقة التجليد

سخة يبدو أهنـا نـسخت يف مـرص يف ، أكثر إثارة لالهتامم، وهي ن)٢(٣٨٤والثانية، ذات الرقم القرن الثاين عرش، وعليها حتشيات كثرية باللغة الالتينية التي كانت سائدة يف القـرنني الثالـث

عرش والرابع عرش، وهذا دليل مبارش عىل الدراسة املحققة للنص من قبل رجـال الـدين ويف . Nicholas of(يقـوال األكـيس م، يف رسالة موجهة إىل يوحنى الـشقويب، كـان ن١٤٥٤عام

Cusa ( يف موضع يؤهله ألن يدل األول عىل ثالث مكتبات هبا نـسخ مـن القـرآن، مـن غـري .)٣(مكتبة بازل التي كانت متاحة ليوحنى الشقويب يف أيتون بسافوي

بواكري الرتمجة: تم فيهـا وطبيعي أن األماكن التي كانت بؤرا للصدام بني اإلسالم والنرصانية هي التي

التبادل الثقايف، وأدت إسبانيا دورا مهام يف هذا، ففي بداية الفرتة التـي نعنـى ببحثهـا هنـا، ملـا فيها من امليزات األخرى من حضور مسلمني يمكنهم أن يتحدثوا اللغة اإلسبانية، وعدد مـن

للقرآن التي رجال الدين النصارى املدفوعني برغبة يف التعلم والفهم، وجاءت الرتمجة األوىلقام هبا نصارى لفائدة النصارى اآلخرين جزءا من حركـة أعـم، قـد تكـون بـدأت مبكـرة يف النصف الثاين من القرن العارش، ولكن تم دعمها دعـام كبـريا باالسـتيالء عـىل طليطلـة عـام

الذي عمل أسقفا ) Raymond(م، ووصل عدد من املفكرين إليها من أمثال رايموند ١٠٨٥

1. Déroche, op. cit., pp. 34–5 and pl. XIV A. 2. Ibid., p. 53 and pl. XVII. 3. Cabanelas, op. cit., pp. 161–2 and n. 1.

ويبدو أنه كان لنيقوال األكيس اهتامم كبري بالقرآن وبرتمجة يوحنى ”:(Bobzin, op. cit., p. 30)ويذكر هارمتوت بوبزن الشقويب، وعندما سافر إىل القسطنطينية طلب نسخة من ترمجـة روبـرت الكيتـوين وأعطاهـا يـوحنى، وطلـب إىل الرهبـان

:وللمزيد عن نيقوال األكيس انظر “. البرتاء أن يروه املصحف، وترمجت له بعض آيات منهالفرنسيسكان املوجودين يفH. Boockmann, in Deutsche biographische Enzyklopädie, 7, pp.419–20, 1998.

Page 13: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

٣٩

العدد االول -السنة األوىل هـ١٤٢٩ املحرم

ــا ــن فيه ــرتة م ــوحنى ١١٥٢ إىل ١١٢٥ يف الف ــه ي ، )م١١٦٦-١١٥٢) (John(م، وخليفتواستغل رجال الدين هؤالء وجود متحدثي اللغة العربية من النصارى املعروفني باملـستعربني

)Mozarabs ( واليهود، إذ جعلوهم يعملون يف الرتمجة من اللغة العربية إىل اإلسـبانية، ومـنوبـدأ بحـث واسـع عـن النـصوص . مـن اإلسـبانية إىل الالتينيـةثم يقوم رجل دين بالرتمجة

العربية، سواء أكانت علمية أم فلسفية، وكان هذا بباعث من فـضول حقيقـي ملعرفـة اآلخـر، ويف هذه الفرتة نفسها، التي كانت تسودها روح احلمالت الصليبية، و عىل نحو أعـم بالرغبـة

يف الصدامات العسكرية، وجد أفراد قادرو ، مثلـت فيـه ترمجـة )١(ن عىل أن ينحوا منحى آخـر] مـن هـؤالء[القرآن مرحلة ال يستغنى عنها، ولكن جيب أن نفهم بوضوح أنـه مل يقـل أحـد

بمساءلة أفضلية النرصانية عىل اإلسالم، فكان الغرض هو إعداد العدة إلقناع اآلخر وحتويلـه ا يعنـي حتقيـق اهلـدف نفـسه عىل ما هم عليه، وتنصري املسلمني مـن أجـل خالصـهم، وهـذ

. الوسيلة الثقافية يف مقابل السبل العسكرية: بوسائل أخرىوإذا ما أغفلنا حماولة مبكـرة لرتمجـة القـرآن ترمجـة جزئيـة متـت إبـان عـرص ألفـونش

، فإن أول حماولـة كبـرية )٢()م١١٣٤-١١٠٤) (Alfonso I of Aragon(األرغوين األول Peter the(الشهري ببطرس املبجل ) Abbot of Cluny (هي التي بدأها مرشف دير كلني

Venerable) (م خـالل رحلـة قـام هبـا إىل إسـبانيا ١١٤١، ففي عـام )٣()م١١٥٦-١٠٩٤يف األنـدلس، ) Benedictine order(لالطمئنان عـىل أتبـاع طريقـة البنـدكتني الرهبانيـة

تمكن من تنصريهم، ورأى أنـه وخالل هذه الرحلة تكونت لديه قناعة بأمهية فهم املسلمني للجيب السامح لرجال الدين بالتعرف عىل دين املسلمني إذا مـا أريـد هلـم أن يتـسلحوا بنقـاش مقنع، ويف سياق الرتمجة من اللغة العربية التي ذكرنا آنفا، كان بطرس املبجل عىل ثقة مـن أنـه

نوان الرتمجـة التـي ، وهذا ما يظهر من ع مل يقدم عىل عمله ملعرفة اآلخر، بل ألهداف تسودها روح العداء“املبجل”بطرس ) ١(

ــــو ــــا وه ــــدLex Saracenus :تبناه ــــة يف نق ــــرتجم املوغل ــــدمات امل ــــن مق ــــرساكيني، وم ــــانون ال ، أي ق ) املرتجم( .اإلسالم

لبطــرس Dialogi in quibus impiæJudæorum opiniones . . . confutanturوهـذا فـصل مـن ) ٢( انظــر. مــن القــرآن قــام هبــا املؤلــف، وتظهــر فيــه ترمجــات لــبعض آيــات)Petrus Alphonsi(الفونــيس

)Bobzin, op. cit., pp. 44–6(. 3. See d’Alverny, op. cit.

Page 14: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

الدكتور وليد بن بليهش العمري: ترمجة

٤٠

فرانسو ديروش القرآن الكريم وترمجته يف الغرب

سيجد أناسـا مـؤهلني ألداء مـرشوعه بنجـاح، ونجـح فعـال يف الوصـول : إىل عـاملني ومهـا Hermann the(، وهرمان الداملايت )Robert of Ketton(اإلنكليزي روبرت الكيتوين

Dalmatian ( أو الكارنيثي)Carnithian ( الذي جاء إىل إسبانيا بحثا عن كتاب املجسطي)Almagest( لبطليموس، وبإغرائهام نجح بطرس املبجـل يف اسـتخدامهام، ومتكـن عـالوة

، وهذه إضافة ناجحة ألن لغـة القـرآن “حممد”من إضافة مسلم إىل الفريق، عرف بـ عىل هذا صعبة وعند املسلمني كتابات متخصصة فيها تشمل رشوحات، وتفاسري، وهذه الكتابـات مل تكن يف متناول ال روبرت وال هريمان، واألبعد من هـذا أنـه يف ذلـك العـرص مل تكـن هنـاك

االت رشوحات صغرية غري كافية، وكان من األيـرس الوصـول معاجم كبرية بل يف أفضل احلإىل التفاسري وعن طريقها أمكن فهم ما أشكل من القرآن، ومما ال شك فيه فإن بطرس املبجـل

.استخدم مسلام ملساعدة املرتمجني ليمكن التعامل مع هذه املشكالت) Arsenal Library(م املحفوظة يف مكتبة أرسـينال ١١٦٢واملخطوطة املؤرخة عام

والنتيجة تظهـر -)١(كام تؤكد دي ألفرين-هي بال شك أصل الرتمجة التي بدأها بطرس املبجل حرص روبرت الكيتوين ومساعديه عىل التأكيـد عـىل تـرابط الـنص ووضـوحه، حتـى عـىل

)٢(.حساب إدخال مواد ليست يف األصل، وتفسري بعض املواطن املشكلةا مــن جممــوع النــصوص اإلســالمية التــي عرفــت وهـذه الرتمجــة التــي تــشكل جــزء

، أدت دورا كبـريا يف فهـم أوروبـا لإلسـالم، )Corpus Toletanum(بمجموعة طليطلة –وهبيئـة مقتبـسات . )٣(ليس يف العصور الوسطى وحسب، بـل وحتـى يف العـرص احلـديث

رشت ، ونـ)٤( نقلت هذه الرتمجـة إىل اللغـات العاميـة-خرجت أحيانا ضمن نصوص جدلية، واألهم من هذا أهنا حظيت بأن تكون الرتمجة الكاملة )١(عىل نطاق واسع بعد ظهور الطباعة

1. Ibid., pp. 108–9. 2. Ibid., pp. 85–6. )املرتجم (. حول ترابط النص القرآينمتأثرة بالدراسات االسترشاقيةولكن يف هذا نظرة

حـروب الفرنجـة، الـذي رأى إبـان فـرتة“املبجـل”ه، بـدأها بطـرسوهي جمموعة من الكتابات عن اإلسالم وضـد) ٣(، أن القتال ضد املسلمني ال يكون بالسيف وحسب، بل وبالقلم أيضا، فقام بتشكيل جلان لرتمجة )يةـبـاحلمالت الصلي(

) املرتجم. (عدد من الكتب اإلسالمية والتعليق عليها املنحدرة من اللغة الالتينية كاإلسبانية والربتغالية واإليطاليـة والفرنـسية،، وهي اللغات األوربية vernacular وهي) ٤(

، ألهنا مل تزل يف تلك العصور هلجات للغة الالتينية، لغة الدين والعلم، التي كانت أعىل شأنا من هـذه وسميت بالعامية )املرتجم (.اللغات

Page 15: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

٤١

العدد االول -السنة األوىل هـ١٤٢٩ املحرم

، واألهم من هذا أهنا حظيـت بـأن تكـون الرتمجـة الكاملـة )١(نطاق واسع بعد ظهور الطباعة رغـم أنـه تكبـد -م١٤٤٣ورأت النور بمدينة بـازل عـام –األوىل التي قام بطابعتها ببلياندر

، وأول ترمجة بلغة حديثـة )٢()األيديولوجي(كثريا من مصاعب املعارضة من اجلانب الفكري كانت يف حقيقتها نسخة إيطالية ) Andrea Arrivanene(ني ي قام هبا أندريه أريفانالتوهي

. )٣(لرتمجة روبرت الكيتوين، عىل الرغم من مزاعم املرتجم بأهنا غري ذلكم أعادت إشعال جذوة املحاوالت ١١٩٥عام ) Alarcos(اهلزيمة النرصانية يف األرك

Rodrigo(ف طليطلـة ردريغـو خيمينـيس دي رادا النرصانية ملعاودة اهلجوم، وكان ألسـق

Jimenez de Rada ( دورا هاما يف هذه املرحلة، وكان هذا الرجل العظـيم ومـساعده ] ؟[ طلب ترمجة ثانية إىل أحد املستعربني النصارى، نمهم ) Maurice(رئيس الشاممسة موريس

أو ١٢٠٩ملهمـة عـام ، الـذي انتهـى مـن ا)Marco de Toledo(يدعى ماركو الطلـيطيل : ، وختتلف ترمجته عن ترمجة روبرت الكيتوين بأمانتها الكبرية لألصل، وقيـل إهنـا)٤(م١٢١٠

، وترمجـة )٥(»تتبعت ترتيب الكلامت يف اللغة العربية، مما جعلها تبدو غري مرتابطة ومـشوشة« أن تـدخل ابقتها يفماركو الطليطيل التي تتلقى أمانتها اليوم بيشء من التقـدير، مل تـنجح كـس

. جمموعة طليطلةضمن

أخذت من ترمجة اإليطاليى أندريه أريفابني ) S. Schweigger(يقر األملانية التي قام هبا سولومن شفم١٦١٦ترمجة عام ) ١(

)Arrivabene( م١٦٤١، وكانت بدورها أساسا لرتمجة هولندية جمهولة املرتجم خرجت عام . . دراسة تارخيية موثقة بدقة لتاريخ هذه النسخة) Bobzin, op. cit., pp. 159–239(ولبوبزين ) ٢(

3. L’Alcorano di Macometto, nel qual si contiene la dottrina, la vita, i costumi, : e le leggi sue. Tradotto novamento dall’arabo in lingua italiana ] قرآن حممـد، مـشتمال عـىل

،]ترمجة جديدة من العربية إىل اللغة اإليطالية: تعاليمه، وحياته وأخالقه، وقوانينه 1547.

العنوان أن ترمجته كانت من العربية مبارشة، يذكر أريفابني يف موضعني يف مقدمته وإهدائه أنه قام وعالوة عىل دعواه يف مبــارشة] العـريب[هــذا قـرآن حممــد الـذي، كـام ذكــرت، ترمجتـه مـن لــسانه «: بالرتمجـة مـن اللغــة العربيـة مبـارشة

)iii ص(» وحررته للطباعة(‘Questo è Sig. Illustr. l’Alcorano di Macometto, il quale come ho gia detto, ho fatto

dal suo idioma tradurre e dar alla stampa’( 4. d’Alverny, op. cit., pp. 113–30. 5. Ibid., p. 114.

Page 16: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

الدكتور وليد بن بليهش العمري: ترمجة

٤٢

فرانسو ديروش القرآن الكريم وترمجته يف الغرب

ومما يؤسف له أن الرتمجة التي قام هبا يوحنى الشقويب خـالل الربـع الثـاين مـن القـرن ، ويوحنى الذي ربام كان هيوديا ثم تنرص، حاز عىل نسخة مكتوبة مـن )١(تدقاخلامس عرش ف

ن ، وكـا)٢(»بيـة قديمـة جـدابـأحرف عر«: القرآن، فوفقا لفهرس مكتبته فإن النـسخة كتبـتمقتنعا بأن أصل املشكلة بني اإلسالم والنرصانية هي قلة معرفة اآلخر، مما هو واضـح وجـيل

] الـذين رأى أهنـم[يف كال اجلـانبني، ورأى أن زمـام املبـادرة جيـب أن يكـون بيـد النـصارى وبعدما درس ترمجة روبرت الكيتوين دراسة نقدية خرج بنتيجة مفادها أنـه . أصحاب احلقيقة

يه البدء من الصفر، ونعلم من مراسالته الطريقة التي استفاد هبـا مـن املخطوطـات، يتعني علفنرى أنه اعتمد عىل نسخته اخلاصة وعىل نـسخة أخـرى، ونـسخة ثالثـة ختـص دار الرهبـان

، ومما ال شك فيه، )٣(بمدينة بازل، التي جلبها من أيتون ) Mendicant Friars(الشحاذون أراد احلصول عىل أكرب قـدر مـن املـصادر، وأعلمـه نيقـوال األكـيس وهو اللغوي البارع، أنه

األوىل يف بفاريــا، والثانيــة يف كولونيــا، والثالثــة يف رورمونــد : بوجــود ثــالث نــسخ أخــرى)Roermund ( يف ملبورغ)Limbourg()ومما يثـري اهتاممـي حـول طريقـة الـشقويب يف )٤ ،

Isâ(ن شـقوبيا، وهـو عيـسى اجليـديل الرتمجة أنه اسـتفاد مـن خـربة خمتـصص يف الفقـه مـ

Gidelli( الذي جاء مع رفيق له مسلم، وقـىض مـدة أربعـة أشـهر يف سـافوي، نـسخ فيهـا ،وعلني أستطرد قليال هنا، بالتأكيد عىل القدر الذي سهل به عمـل . القرآن ومعه ترمجة إسبانية

وبقـي مـن . غراضهم الشخصيةاملرتجم بتوافر الرتمجات اإلسبانية التي قام هبا املورسكيون ألأوهلا نسخة ملقتطفات، موجـودة اآلن يف املكتبـة الوطنيـة الفرنـسية، : هذه الرتمجات عدد منها

ــدعى إبــراهيم إســكويردو ١٥٦٩وقــد نــسخت يف ســالونيكا عــام ــام هبــا شــخص ي م وق)Ibrâhim Isquierdo()م، وهـي جـزء مـن ١٦٠٦، وثانيها نسخة كاملة تعـود لتـاريخ )٥

1. Cabanelas, op. cit. 2. Ibid., p. 168 and n. 3. 3. Ibid., p. 162. 4. Ibid., pp. 161–2 and n. 1. 5. Paris Manuscript, BNF Arabic MS 447; see Déroche, op. cit., p. 39.

Page 17: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

٤٣

العدد االول -السنة األوىل هـ١٤٢٩ املحرم

، وهــي نــسخ )aljamiados(، واألخــرية تنتمــي لألعجميــات )١(ليطلــة اليــومجمموعــة طاستخدم فيها احلرف العريب لنقحرة إحدى اللغات املحلية يف األندلس، ويظهر أن أقدم نـسخ

وفيام خيص ترمجة يوحنى الشقويب الالتينيـة فقـد . )٢(هذه املجموعة تعود للقرن اخلامس عرش ع ترمجة إسبانية، وجـاء الـنص العـريب يف الـصفحة املقابلـة،خرجت باللون األمحر متوازية م

فيام خيص أحذ بعضها عن بعض واضحة عىل قدر مطمـئن، إال أنـه والعالقة بني هذه النسخ يف تلك األثناء كانت إسبانيا عىل وشك أن تسرتد بكاملهـا، واسـتعمل العلـم باللغـة العربيـة

ترمجة أعجمية لفاحتة الكتاب )املرتجم (

1. World Bibliography of Translations of the Holy Qur’an in Manuscript Form, I, pp.

163–4, No. 258/3. 2. Ibid., p. 5, No. 4/1; see the other examples, pp. 6–22.

Page 18: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

الدكتور وليد بن بليهش العمري: ترمجة

٤٤

فرانسو ديروش القرآن الكريم وترمجته يف الغرب

Pedro(، وكان هذا هو الغرض املحدد لعمـل بـدرو األلكـايل )١(أداة يف تنصري املورسكيني

de Alcalà ( م معجام عربيا، وإن كان للهجة عربية بعيدة كل البعد عن ١٥٠٥الذي نرش عام . )٢(لغة القرآن

وحنى واملرحلة القادمة من القصة تأخذنا إىل إيطاليا وفرنسا، ليس ببعيد عـن عمـل يـالشقويب من حيث املدة، ويف ظروف مشاهبة خرجت ترمجة التينية أخرى يف إيطاليا برعاية من

وتظهـر كـل . )٣()١٥٣٢-١٤٦٥عاش حـوايل ) (Egidio da Viterbo(إيكيديو الفيرتيب النص العريب، ونقحرته باحلرف الالتيني، وترمجة التينية، : صفحة يف أربعة أعمدة حتتوي عىل

Giovanni(قـام هبـذا العمـل شـخص يـدعى جيوفـاين كـابرييليل التـريوايل وتعليقات، و

Gabriele de Terolla( م، والشخـصية املعروفـة، ليـون ١٥١٨، الذي أكمل العمل عـامكانت له عالقة هبذا العمل إذ عمل حمررا مـصححا لـه، وهـو ) Leo Africanus(اإلفريقي

م، وأمـسك بـه قرصـان صـقيل عـام ١٤٩٥مسلم من عائلة ذات شأن ولد يف غرناطـة عـام ، وعمـد وعـاش يف رومـا حتـى عـام )Leon X(م، وقدمه هدية للبابا ليون العـارش ١٥١٨ ن من العودة إىل تونس١٥٣١ ، وهو الذي عمل مع إيكيـديو الفيـرتيب الـذي كـان )٤(م، إذ متك

ملام بالعربية خالفا ليوحنى الشقويب، وربام توافرت لدى رجل الدين البـارز هـذا املخطوطـة ، وهذه املخطوطة التي كانت )٥( املوجودة يف املكتبة الوطنية الفرنسية٤٠٥القرآنية ذات الرقم

ربام شكلت جزءا مـن مكتبـة إيكيـديو الفيـرتيب، ألن ) م١٤٥٩عام (بإيطاليا يف ذلك الوقت

)املرتجم. (ذي كان يطلق عىل سكان إسبانيا من املسلمني، وهو االسم ال(moriscos) أو )١(

2. P. de Alcalà, Arte para legeramente saber la lingua araviga. Vocabulista aravigo en letra castellana [طريقة يف دراسة اللغة العربيـة بـسهولة، الكلـامت العربيـة مكتوبـة بـأحرف اللغـة اإلسـبانية], Granada, 1505. )ملعرفة املزيد عن إيديكو الفرتيب، انظر ) ٣: G. Ernst, ‘Egidio da Viterbo’, Dizionario biografico degli Italiani, 42, pp. 341–53, Rome, Istituto della Enciclopedia italiana, 1993.

4. See s.v. ‘Léon l’Africain’:, Encyclopédie de l’Islam, new edition, Vol. V, pp. 728–9: also in O. Zhiri, L’Afrique au miroir de l’Europe: fortunes de Jean Léon l’Africain à la Renaissance [ حوادث جان ليون اإلفريقي إبان عرص النهضة: إفريقيا يف مرآة أوربا ], some details on pp. 27–50, Geneva, Droz, 1991.

5. Déroche, op. cit., pp. 450–1.

Page 19: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

٤٥

العدد االول -السنة األوىل هـ١٤٢٩ املحرم

، وعىل أي فقـد )١()نيةالعثام(فهرس مكتبته يذكر أربعة جملدات مكتوبة إما بالعربية أو الرتكية . )٢(وقعت النسخة بني يدي قارئ غريب مدقق أعاد كتابة ما سقط منها من النص العريب

والرتمجات التي ذكرت كان املعني هبا طبقة القراء املتعلمة، فجميعها باللغـة الالتينيـة، . رة صـغريةوتعكس اهتاممات من أمروا بإعدادها، وانحرص هبذا تأثري هـذه الرتمجـات يف دائـ

ولكن بظهور الطباعة خرجت ترمجات باللغات العامية، بنيت عـىل ترمجـة روبـرت الكيتـوين .وأشاعت عىل نطاق واسع يف أوروبا املعرفة باإلسالم

وحتى اآلن مل نتحدث إال عن الرتمجات التي متت يف اجلانـب األوريب فقـط، ومل نـذكر ركو الطلـيطيل، سـعى مجيـع املرتمجـني يف طلـب تلك التي متت يف دار اإلسالم، وباستثناء مـا

مساعدة مسلم لتخطي الصعوبات يف فهم النص العريب، ويف القرن الـسابع عـرش نلتقـي أول املرتمجني الذين كانت هلم معرفة مبـارشة بالـرشق املـسلم، حيـث متكنـوا مـن التعـرف عـىل

عمل قنصال يف اهلـالل ، الذي )André du Ryer(اإلسالم، ونمثل عىل هذا بأندريه دو رير م، وتبـني الرتمجـة معرفتـه ١٦٤٧قبل العودة لفرنسا ونرش ترمجتـه عـام ) Levant(اخلصيب

بقدر ما بالتفاسري القرآنية املشهورة، إذ يمكننا استشفاف ذلك من تعامله مع ترمجـة األحـرف Germain of(والفرانسيـسكاين جـرمني السيليـسيايل . )٣(املقطعة يف بدايات بعض السور

Silesia( وهو معد ترمجة خمطوطة مل أمتكن من دراستها، كان مبعوثا بابويـا سـاميا يف منطقـة ، ، ومشهد يف قرابة منتصف القـرن م، وبقي يف إصفهان، وق)Great Tartary(آسيا الوسطى

، )٤(السابع عرش، ولذا كانت فرصته أكرب يف التعمق يف دراسة تفسري القرآن عـىل نحـو أوسـع وبدون شك فإن التفاسري ذات فائدة مبارشة يف عمل الرتمجة، فاملعاجم مل تكـن متطـورة عـىل

1. C. Astruc and J. Monfrin, ‘Livres latins et hébreux du cardinal Gilles de Viterbe’

,Bibliothèque d’humanisme et renaissance ,[الكتب الالتينية والعربية للكاردينال إيديكو الفـرترييب]23, p. 553, 1961. In theرsame inventory, No. 33 is a ‘tabula alphabeti in Alcoranum in lingua spagnola’.

2. See, for example, fo. 28, 58v, 72v, etc. 3. In the 1770 edition, see for example Vol. 2, p. 239 (Surah XXVI) or 274 (Surah XXX). 4. M. Devic, ‘Une traduction inédite du Coran’ [ترمجـة غـري منـشورة للقـرآن], Journal Asiatique,

1883, pp. 353–5. ا

Page 20: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

الدكتور وليد بن بليهش العمري: ترمجة

٤٦

فرانسو ديروش القرآن الكريم وترمجته يف الغرب

الصفحة األوىل من ترمجة دورير وهي

الرتمجة األوىل ملعاين القرآن الكريم إىل الفرنسية ـوقد عنوهنا ب

»ن حممدآقر« )املرتجم(

Francis van(فيليــنقن قــدر مغــن، إذ إن أوهلــا وهــو معجــم فرانــسيس فــان را

Ravelinghen ( املعـروف بـاملعجم الرافيلينقويـيس)Lexicon Raphelenguis ( نــرشوآخر األعامل التي أود ذكرها هي ترمجة قام هبـا لودوفيكـو . م١٦١٣عام ) Leyden(بليدن

ــز )١(م١٦٩٨عــام ) Padua(ونــرشت ببــادوا ) Ludovico Marracci(مراتــيش ، وتتمييب مقابل الرتمجة، وهذا وجه شبه مع إخراج ترمجـة إيكيـديو الفيـرتيب، كـام بوجود النص العر

) Inzagio Guidi(قـام إنزاكيـو كيـدي ) apparatus criticus(اشتملت عىل عدة نقدية

1. Alcorani textus universus ex correctioribus Arabum exemplaribusا . . . descriptus

. . . in latinum translatus, . . . auctore Ludovico Marracci [ نص القرآن كامال مأخوذ من أفضل النسخاسطة لودوفيكو مراتيشالعربية، ومنقحر، ومرتجم إىل الالتينية بو ], 2 vol., Padua, 1698.

Page 21: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

٤٧

العدد االول -السنة األوىل هـ١٤٢٩ املحرم

ولكن الشك يف أنه عرف كيـف يـستفيد مـن ومراتيش مل خيرج من إيطاليا قط،،)١(بفهرستهاالعامل العريب، واستفاد منهم يف حل بعض اإلشكاالت وجود نصارى يف روما كانوا عاشوا يف

.التي واجهته

خامتة : وهذا العرض املخترص لظروف وطرق العمل التـي اتبعهـا مرتمجـو القـرآن الغربيـون ننا من استنتاج بعض املالمح البارزة، فطريقة الرتمجة التي اتبعت يف إسـبانيا مـن األوائل يمك

قبل الفريق الذي مجعه بطـرس املبجـل معروفـة، وهـي عـىل قـدر مـا الطريقـة نفـسها التـي استخدمها يوحنى الشقويب وإيكيديو الفيرتيب، وتلخصت يف االعـتامد عـىل مهـارات أولئـك الذي يعرفون القرآن عىل نحو أفضل، ومشاركات املـسلمني يف هـذه املـشاريع تـارة مبـارشة

رة مطلعة، تستحق أن يؤكد عليهـاكمرتمجني، وتارة غري مبارشة كوهنم مصادر استشا وهلـذا . صارت اللغات العامية معابر بني اللغات، ومن املثري لالهـتامم أن نعلـم التـاريخ املبكـر جـدا لتداول ترمجات إسبانية للقرآن قام هبا املسلمون، فقد يكون هلا دور يف الرتمجات التـي أعـدت

ذنا هذا يف االعتبار فإننا نقف مذهولني أمام حقيقة أن فيام بعد يف إسبانيا النرصانية، وإذا ما أخ تلتـزم املبـدأ الـذي سـارت عليـه -وهي ترمجة معـدة كلمـة بكلمـة-ترمجة ماركو الطليطيل

، وفعـال حـاول يـوحنى الـشقويب يف )٢(ترمجات املسلمني، التي كانت ذات أغراض شخصيةرآن لإلفـادة منهـا يف مـرشوعه، القرن اخلامس عرش احلصول عىل ترمجة إسبانية صحيحة للقـ

.)٣(ولكنه جوبه بمعارضة من املسلمني فكيف يسلمون نصهم املوحى إىل نرصاين

1. ‘Le fonti arabe manoscritte dell’opera di Ludovico Marracci sul Corano’ [ املـصادر العربيـة

.Rendiconti, 1931, pp. 303–49 ,[للمخطوطات لعمل لودوفيكو مراتيش يف القرآن BNF)ملذكورة يف بداية هذا البحث، ومن جهة أخرى فـإن خمطوطـة بـاريسوهذا ينطبق عىل الرتمجات املحققة للرشوط ا ) ٢(

Arabic MS 447; see n. 37) بني األسطر تعطي ترمجة) interlinear (وينطبق هـذا . كاملة باألسبانية للنص العريب مـن ٥، ص٢ رقـم احلاشيةانظر ( يف ببليوجرافيا خمطوطات ترمجات القرآن “األعجميات”عىل الرتمجات املرصودة يف فصل

). هذا البحث3. Cabanelas, op. cit., p. 162.

Page 22: القرآن الكريم وترجمته في الغرب

الدكتور وليد بن بليهش العمري: ترمجة

٤٨

فرانسو ديروش القرآن الكريم وترمجته يف الغرب

ويف املقابل، فإن مرتمجي اليوم يعملون منفردين، ولكـن الظـروف املغـايرة لعـرصهم تسمح هلـم بالـسفر لـتعلم صـنعتهم، وحتـى هبـذا فمـن اخلطـأ التقليـل مـن أمهيـة الـدوائر

ية التي نشأت وتطورت يف أوروبا يف تلـك احلقـب، فهـي متنحنـا الفرصـة ملقارنـة االسترشاقالتجارب املختلفة واإلفادة من مهارات حمددة، فدورير ومراتيش وجـرمني السيليـسيايل ربـام متكنوا من اإلفادة منها، وسواء أصح هذا األمر أم ال فإنه من املفيد اخلروج بنتيجة مفادها أنـه

همة الصعبة وهي ترمجة القرآن فطن املرتمجون من وقت مبكر جدا أن املزج بـني للقيام هبذه املوجهات النظر املختلفة كان مهام جدا )١(.

، فقد يظهر يف بنائهاولكنه مل يصح هذا املزج لوجهات النظر املختلفة يف الرتمجات األوربية عىل مرحلة التحليل يف الرتمجة قد ) ١(

)املرتجم (.عكست هذه الرتمجات كثريا من العداء لإلسالم