22
َ ونُ ّ دُ صَ يَ وِ ل ِ ط اَ بْ ل اِ بِ اسَ ّ ب ل اَ الَ وْ مَ اَ ونُ لُ كْ ا َ بَ ل ِ ان َ بْ هُ ّ ر ل اَ وِ ار َ بْ حَ الَ نِ ّ م اً ر ي ِ 2 ثَ كَ ّ نِ 5 اْ واُ نَ م7 اَ ن يِ د َ ّ ال ا َ هُ ّ يَ ا ا ب( ( ٍ م يِ لَ اٍ ابَ د َ عِ ب مُ هْ رِ ّ 2 شَ بَ فِ َ ّ اِ ل بِ H بَ س يِ ف ا َ هَ ي وُ M قِ ق نُ يَ لَ وَ M ةَ ّ ضِ فْ ل اَ وَ بَ هَ ّ د الَ ونُ ر ِ يْ كَ بَ ن يِ د َ ّ الَ وِ َ ّ اِ ل بِ H بَ س نَ ع34 ) ْ مُ M ي بُ ك ا َ مْ واُ M ق وُ ^ د َ فْ مُ كِ سُ ف بَ لْ مُ M تْ ر َ يَ ك ا َ ا مَ د َ هْ مُ هُ ور ُ هُ f ظَ وْ مُ هُ ي و^ نُ حَ وْ مُ هُ ه ا َ بِ ح ا َ هِ ي ىَ و ْ كُ M بَ فَ مَ ّ يَ هَ جِ ار َ ب يِ ف ا َ هْ يَ لَ عيَ مْ حُ يَ مْ وَ ي( َ ونُ رِ يْ كَ x ب35 . ) ) : M ة وبM ن ل ا[ 34 - 35 . ] ------------- ( ْ واُ نَ م7 اَ ن يِ دَ ّ ال اَ هُ ّ يَ ا ا ب) داء . ب ل ا ا هد ي طاب خ لر ا ي صدM يM دة اب دم فM قM ب( ِ انَ بْ هُ ّ ر ل اَ وِ ارَ بْ حَ الَ نِ ّ م اً ر يِ 2 ثَ كَ ّ نِ 5 ا صارى. ن ل ا ن م ان ب ه ر لد، وا و ه لي ا ن م ار ب ح : ال سدى لل ا اM ف) ُ مِ هِ لْ كَ اَ وَ مْ 2 ت5 الُ مِ هِ لْ و َ M قْ نَ عُ ار َ بْ ح الَ وَ ونُ ّ نِ ^ ي ا َ ّ بَ ّ ر ل اُ مُ ه ا َ هْ يَ ي لْ و َ ل( ى ل ا عM ب الM ا ف م ك ود، ه ليء ا ا م ل ع م ه ار ب ح ال ن5 ا ف. ) M بْ حُ ّ س ل ا ا ً ابَ بْ هُ رَ وَ ن يِ س يِ ّ سِ M فْ مُ هْ يِ مَ ّ نَ ا ِ بَ كِ لَ د( ى لا عM ب الM ا ف م ك م، ه او م ل ع: ون س سيM ف لرى، وا ا ص ن لد ا ا ب ع: ان ب ه ر ل وا. ) َ ونُ رِ يْ كَ M بْ سَ ي لْ مُ هَ ّ يَ اَ و ارى ص ن لء ا ا م ل ع و) ار ب حال( ود ه ليء ا ا م ل ع ن مً را ي2 ث ك ن5 : ا ى ا) ِ ل ِ ط اَ بْ ل اِ بِ اسَ ّ ب ل اَ الَ وْ مَ اَ ونُ لُ كْ ا َ بَ ل م ه يو ع ن م ي رام ، و ح ل ا اس ب ب لوال ا م ا ون د خ ا ب ل: ى ا) ل ط ا ب ل ا اس ب ب لوال ا م ا ون ل ك ا ب ل( ) ان ب ه ر لا( م . ل س ال ن ي د ي ف ول خ الد ن ع1

تفسير سورة التوبة من الآية 34 إلى الآية 37 · Web viewإ ن ع د ة الش ه ور ع ن د الل ه اث ن ا ع ش ر ش ه ر ا ف ي ك ت اب

  • Upload
    others

  • View
    4

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: تفسير سورة التوبة من الآية 34 إلى الآية 37 · Web viewإ ن ع د ة الش ه ور ع ن د الل ه اث ن ا ع ش ر ش ه ر ا ف ي ك ت اب

هبان لي��أكلون أم��وال ن األحبار والر ) يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا مبيل الله والذين يكن��زون ال��ذهب دون عن س�� الناس بالباط��ل ويص��

رهم بعذاب أليم ) ة وال ينفقونها في سبيل الله فبش ( يوم34والفض يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجن��وبهم وظه��ورهم

( ( .35هذا ما كنزتم ألنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) [ .35- 34] التوبة :

------------- ( تقدم فائدة تصدير الخطاب بهذا النداء . (يا أيها الذين آمنواهبان)$ ن األحبار والر ( قال السدي: األحبار من اليهود، والرهبانإن كثيرا م

من النصارى.$$ار عن ون واألحب اني ب فإن األحبار هم علماء اليهود، كما قال تعالى ) لوال ينهاهم الر

قولهم اإلثم وأكلهم السحت ( . والرهبان: عباد النصارى، والقسيسون: علماؤهم، كما قال تعالى ) ذلك بأن منهم

هم ال يستكبرون ( . يسين ورهبانا وأن قساس بالباطل ( أي : إن كثيرا من علماء اليهود )االحبار( وعلماء ليأكلون أموال الن

النص$$ارى )الرهب$$ان ( ) لي$$أكلون ام$$وال الن$$اس بالباط$$ل ( أي : ليأخ$$ذون ام$$والالناس بالحرام ، ويمنعونهم عن الدخول في دين االسالم .

( وذل$$ك أنهم ي$$أكلون ال$$دنيا بال$$دينلي��أكلون أم��وال الناس بالباط��ل)$$ ومناصبهم ورياستهم في الناس، يأكلون أم$$والهم ب$$ذلك، كم$$ا ك$$ان ألحب$$ار اليه$$ود على أهل الجاهلية شرف، ولهم عندهم خرج وه$$دايا وض$$رائب تجيء إليهم، فلم$$ا بعث الله رسوله، ص$$لوات الل$$ه وس$$المه علي$$ه اس$$تمروا على ض$$اللهم وكف$$رهم وعنادهم، طمع$$ا منهم أن تبقى لهم تل$$ك الرياس$$ات، فأطفأه$$ا الل$$ه بن$$ور النب$$وة،

وسلبهم إياها، وعوضهم بالذلة والمسكنة، وباءوا بغضب من الله.: والباطل يشمل وجوها كثيرة ، منها تغيير األحكام الدينيةقال ابن عاشور

لموافقة أهواء الناس ، ومنها القض$$اء بين الن$$اس بغ$$ير إعط$$اء ص$$احب الح$$ق حقه المعين له في الشريعة ، ومنها جحد األمانات عن أربابه$$ا أو عن ورثتهم ،

ومنها أكل أموال اليتامى ، وأموال األوقاف والصدقات.شا. وقال بعض العلماء: يأخذون من أتباعهمقال بعض العلماء : يأخذون الر

هم: يأخ$$ذون أم$$واال باس$$م الكنيس$$ة أمواال باسم الدين ثم يأكلونه$$ا، ق$$ال بعض$$لون ألتباعهم أن أخذه من ال$$دين وم$$رادهم الغ$$رض والبيعة ونحو ذلك مما يخي

الدنيوي .ه ،ق��ال الط��بري :و $$اب الل ف$$ون كت $$امهم ، ويحر ى في أحك ش$$ يأخ$$ذون الر

$$ا قليال ه ، ويأخ$$ذون به$$ا ثمن $$د الل ويكتبون بأيديهم كتبا ثم يقولون : هذه من عنمن سفلتهم .

أنهم كانوا يأخذون الرش$$ا في تخفي$$ف األحك$$ام والمس$$امحةوقال الرازي : في الشرائع.

والمقصود التحذير من علماء السوء ، وعب$$اد الض$$الل ، ق$$القال ابن كثير : ابن عيينة : من فسد من علمائن$$ا ك$$ان في$$ه ش$$به من اليه$$ود ، ومن فس$$د من

عبادنا كان فيه شبه من النصارى

1

Page 2: تفسير سورة التوبة من الآية 34 إلى الآية 37 · Web viewإ ن ع د ة الش ه ور ع ن د الل ه اث ن ا ع ش ر ش ه ر ا ف ي ك ت اب

: اعلم أنه تعالى لم$$ا وص$$ف رؤس$$اء اليه$$ود والنص$$ارى ب$$التكبرقال الرازي والتجبر وادعاء الربوبية والترفع على الخلق ، وص$$فهم في ه$$ذه اآلي$$ة ب$$الطمع والحرص على أخ$$ذ أم$$وال الن$$اس ، تنبيه$$ا على أن المقص$$ود من إظه$$ار تل$$ك

الربوبية والتجبر والفخر ، أخذ أموال الناس بالباطل.، أكلون مطل$$ق األخ$$ذ واالنتف$$اع$$ وقوله ) ليأكلون ( والمراد باألكل في قول$$ه لي

وع$$بر عن ذل$$ك باألك$$ل ، ألن$$ه المقص$$ود األعظم من جم$$ع األم$$وال ، فس$$مىالشيء باسم ما هو أعظم مقاصده .

وأسند سبحانه هذه الجريمة - وهي أكل أموال الناس بالباطل - إلى كث$$ير من األحبار والرهبان ولم يسندها إلى جميعهم ، إنصافا للعدد القليل منهم الذي لم يفع$$ل ذل$$ك ، ف$$إن ك$$ل طائف$$ة أو جماع$$ة ال تخل$$و من وج$$ود أف$$راد من بينه$$ا

يتعففون عن الحرام ، ويقيدون أنفسهم بالحالل. ق$$ال ص$$احب المن$$ار : وإس$$ناد ه$$ذه الجريم$$ة المزري$$ة إلى الكث$$يرين منهم دون جميعهم من دقائق تحرى الحق في عب$$ارات الكت$$اب العزي$$ز ، فه$$و ال يحكم على األمة الكبيرة بفس$$اد جمي$$ع أفراده$$ا أو فس$$قهم أو ظلمهم ، ب$$ل يس$$ند ذل$$ك إلى

الكثير أو األكثر ، أو يطلق اللفظ العام ثم يستثنى منه. ( هذه جريمة من جرائمهم الكثيرة.ويصدون عن سبيل الله)

والصد : المنع والصرف عن الشيء .. وسبيل الله : دينه وشريعته. أن هؤالء الكثيرين من األحبار والرهبان ال يكتفون بأكل أموال الناس بالباطلي: أ

، ب$$ل إنهم يض$$يفون إلى ذل$$ك جريم$$ة ثاني$$ة من ج$$رائمهم المتع$$ددة وهي أنهم ألحق$$ادهم وش$$هواتهم ،ينص$$رفون عن ال$$دين الح$$ق وه$$و دين اإلس$$الم انقي$$ادا

ويصرفون أتباعهم عنه بشتى الوسائل ، كأن يصفوه لهم بأنه دين باطل ، أو ب$$أن ليس هو الرسول الذي بشرت به الكتب السماوية السابقة ... إلى غ$$يررسوله

ذلك من وسائلهم المتنوعة في صرف الناس عن الحق.ة ) ( أي : يجمعون األموال ويدخرون الثرواتوالذين يكنزون الذهب والفض.وخص الذهب والفضة بالذكر ، ألنهما األصل الغالب في األموال وألنهما اللذان

يقصدان بالكنز أكثر من غيرهما. أي : ال ي$$ؤدون زكاته$$ا وال يب$$ذلون منه$$ا في () وال ينفقونها في سبيل الله

وجوه الخير .د زكاته ، وما أديت زكاته فليس بكنز .تؤقال ابن عمر : الكنز ما لم : أظهر األقوال وأقربها للصواب في معنى ) يكنزون ( فيقال الشنقيطي

هذه اآلية الكريمة ، أن المراد بكنزهم الذهب والفضة وع$$دم إنف$$اقهم له$$ا فيهم ال يؤدون زكاتهما . ه ، أن سبيل الل

$$ة $$ز قال ابن كثير في تفسير هذه اآلي ه بن : وأما الكن $$د الل ؟ فق$$ال مال$$ك عن عبذي ال تؤدى زكاته . دينار ، عن ابن عمر : هو المال ال

ما مال أديت زكاته فليس بكنز وإن كان م$$دفونا وقال عمر بن الخطاب نحوه : أي$$ان على احبه ، وإن ك $$ه ص$$ $$وى ب $$ز يك ما مال لم تؤد زكاته فهو كن في األرض ، وأي

اه$ ..وجه األرض

2

Page 3: تفسير سورة التوبة من الآية 34 إلى الآية 37 · Web viewإ ن ع د ة الش ه ور ع ن د الل ه اث ن ا ع ش ر ش ه ر ا ف ي ك ت اب

وب ك أن ه$$ذا الق$$ول أص$$ دي ، وال ش$$ وممن روي عنه هذا القول عكرم$$ة ، والس$$$$اقي $$وى بالب $$اة ال يك ك ذي هو الز األقوال ; ألن من أدى الحق الواجب في المال الدقة تطهرهم كاة تطهره كما قال تعالى ) خذ من أموالهم ص$$ إذا أمسكه ; ألن الز

يهم بها ( ، وألن المواريث ما جعلت إال في أموال تبقى بعد مالكيها . وتزكه وغيره في قصة األع$$رابي ة في ذلك ، حديث طلحة بن عبيد الل ومن أصرح األدل

بي $$ره الن $$ة لما أخب مام بن ثعلب عد ، من ه$$وازن ، وه$$و ض$$ هأخي بني س$$ $$أن الل ببي ق$$ال ل$$ه : »ال ، إال أن $$اة ، وق$$ال : ه$$ل علي غيره$$ا ، ف$$إن الن ك فرض عليه الز

تطوع ( .ألونك م$$اذا ينفق$$ون ق$$ل العف$$و ( وق$$د ق$$دمنا في »البق$$رة« وقوله تع$$الى ) ويس$$

تي ال بد منها . ه ما زاد على الحاجة ال تحقيقا أنكاة كقوله : خ$$ذ من أم$$والهم ها منسوخة بآيات الز وفي اآلية أقوال أخر :منها : أن

صدقة تطهرهم اآلية .سخ عن ابن عمر أيضا ، وبه قال عمر بن عبد العزيز وذكر البخاري هذا القول بالن

، وعراك بن مالك . اه$ .ه قال : أربعة آالف فما دونها نفقة ، وما كان أكثر من ذلك فهو كنز . وعن علي أن

$$دخرومذهب أبي ذر ه يحرم على اإلنسان أن ي في هذه اآلية معروف ، وهو أن$$ة ال شيئا فاضال عن نفقة عياله . اه$ . وال يخفى أن ادخار ما أديت حقوق$$ه الواجب

بأس به ، وهو كالضروري عند عامة المسلمين .$أبي ذر $ا ب $ذة ف$إذا أن ب فقلت ل$ه م$ا أنزل$كعن زيد بن وهب ق$ال ) م$ررت بالر

$$زون ال$$ذهب ذين يكن $$ة في ال $$ا ومعاوي ام ف$$اختلفت أن منزلك هذا قال : كنت بالش : فقلت, نزلت في أهل الكتاب: قال معاوية,والفضة ، وال ينفقونها في سبيل الله

$$ه في ذاك وكتب إلى عثم$$ان ,نزلت فينا وفيهم فكان كوني فكتب بيني وبين يش$$$$ل هم لم يروني قب ى كأن اس حت إلي عثمان أن اقدم المدينة فقدمتها فكثر علي الن

$$ك ف$$ذكرت ذاك لعثم$$ان فق$$ال لي ذي:ذل $$ا ف$$ذاك ال ئت تنحيت فكنت قريب إن ش$$ا لسمعت وأطعت ( . أنزلني هذا المنزل ولو أمروا علي حبشي

رحمه الله في تفسير آية التوبة : وأم$$ا الك$$نز ، فق$$ال مال$$كقال ابن كثيرو عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر : ه$$و الم$$ال ال$$ذي ال ي$$ؤدى زكات$$ه . وروى الثوري وغيره عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : م$ا أدي زكات$ه فليس بكنز وإن كان تحت سبع أرضين ، وما كان ظاهرا ال تؤدى زكاته فهو كنز ، وقد

روي هذا عن ابن عباس وجابر وأبي هريرة موقوفا ومرفوعا . وق$$ال عم$$ر بن الخط$$اب نح$$وه : أيم$$ا م$$ال أديت زكات$$ه فليس بك$$نز ، وإن ك$$ان مدفونا في األرض ، وأيما مال لم تؤد زكاته فهو كنز يك$$وى ب$$ه ص$$احبه وإن ك$$ان

على وجه األرض . يرى وجوب التصدق بما زاد على النفقة الالزمة، ال$$تي يحت$$اج إليه$$اوكان أبو ذر

المسلم، وكان يف$$تي ب$$ذلك، ويحث الن$$اس علي$$ه، ويغل$$ظ في كالم$$ه، ويحتج علىه بيل الل ة وال ينفقونه$ا في س$ $زون ال$ذهب والفض$ ذين يكن ذلك بقول$ه تع$الى )وال

رهم بعذاب أليم(. فبش وخالفه في ذلك باقي الصحابة، وذهبوا إلى أن المقص$ود ب$الكنز: الم$ال ال$ذي لم

تؤد زكاته ، كما تقدم .رهم بعذاب أليم)$ ليم في دارأخبرهم بالعذاب ال: أ يأ، سلوب تهكم أ (فبش

الجحيم .

3

Page 4: تفسير سورة التوبة من الآية 34 إلى الآية 37 · Web viewإ ن ع د ة الش ه ور ع ن د الل ه اث ن ا ع ش ر ش ه ر ا ف ي ك ت اب

وه$$و من ب$$اب التهكم بهم كم$$ا في قول$$ه : تحي$$ة بينهمق��ال الش��وكاني : ضرب وجيع.

وقيل : إن البشارة هي الخ$$بر ال$$ذي يتغ$$ير ل$$ه ل$$ون البش$$رة لت$$أثيره في القلب ،سواء كان من الفرح أو من الغم.

وإنما قرن بين الكانزين وبين اليهود والنصارى تغليظا عليهم ، ودالل$$ة على ان من يأخذ منهم السحت ، ومن ال يعطي من المسلمين من طيب ماله ، س$$واء

في استحقاق البشارة بالعذاب االليم .: والتعب$$ير بالبش$$ارة من ب$$اب التهكم بهم ، والس$$خرية منهم ، فه$$و كق$$ولهم

تحيتهم الضرب وإكرامهم الشتم.يرى بعض$$هم أن الم$$راد ب$$ه أولئ$$ك األحب$$ار والرهب$$ان ، ألن الكالم مس$$وق في

ذمهم ، وتكون هذه الجملة ذما لهم على رذيلة ثالثة هي الحرص والبخل ، بعدذمهم على رذيلتي أكل أموال الناس بالباطل والصد عن سبيل الله.

ويرى آخرون أن الم$$راد بهم البخالء من المس$$لمين ، وأن الجمل$$ة مس$$تأنفة ل$$ذمه ويك$$ون نظمهم م$$ع أه$$ل بيل الل مانعي الزكاة بقرينة قوله : وال ينفقونها في س$$ السوء من األحبار والرهبان من باب التحذير والوعي$$د واإلش$$ارة إلى أن األش$$حاء المانعين لحقوق الله ، مصيرهم كمصير األحبار والرهبان في اس$$تحقاق البش$$ارة

بالعذاب. وترى طائفة ثالثة من العلماء أن المراد به كل من كنز المال، ولم يخرج الحقوق الواجبة فيه، سواء أكان من المسلمين أم من غيرهم، ألن اللف$$ظ مطل$$ق، فيجب

إجراؤه على إطالقه وعمومه .وإنم$$ا خص ال$$ذهب والفض$$ة بال$$ذكر دون س$$ائر األم$$والقال الش�وكاني :

لكونهما أثم$$ان األش$$ياء ، وغ$$الب م$$ا يك$$نز وإن ك$$ان غيرهم$$ا ل$$ه حكمهم$$ا فيتحريم الكنز

: يوم يحمى عليه$$ا بالن$$ار المس$$تعرةي أ يوم يحمى عليها في نار جهنم ()حتى تصبح حامية كاوية .

( ق$$ال القرط$$بي : الكى في فتكوى بها جباههم وجن��وبهم وظه��ورهم) الوجه أشهر وأشنع ، وفي الظهر والجنب آلم وأوج$$ع ، فل$$ذلك خص$$ها بال$$ذكر من

بين سائر االعضاء . أي: يق$$ال لهم ه$$ذاهذا ما كنزتم ألنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ()��

ه من ع$$ذاب وا ف$$وق رأس$$ ب الكالم تبكيتا وتقريع$$ا وتهكم$$ا، كم$$ا في قول$$ه ) ثم ص$$$$ريم ( أي: ه$$ذا ب$$ذاك، وه$$و ال$$ذي كنتم تك$$نزون ك أنت العزي$$ز الك الحميم ذق إن

وقدمه على طاعة الل$$ه، ع$$ذب ب$$ه. وه$$ؤالءألنفسكم؛ ولهذا يقال: من أحب شيئا لما كان جمع هذه األموال آثر عندهم من رضا الله عنهم، عذبوا بها، كما كان أب$$و

، وامرأته تعينه في ذلك، ك$$انت ي$$وملهب، لعنه الله، جاهدا في عداوة الرسول أي:( حبل من مسد ) أي: في عنقها ( في جيدها ) القيامة عونا على عذابه أيضا

تجمع من الحطب في الن$$ار وتلقي علي$$ه، ليك$$ون ذل$$ك أبل$$غ في عذاب$$ه ممن ه$$و .أشفق عليه كان في الدنيا

الفوائد :- التحذير من علماء السوء والعباد الجهال .1- أخبث الناس من اشترى الدنيا بالدين .2

4

Page 5: تفسير سورة التوبة من الآية 34 إلى الآية 37 · Web viewإ ن ع د ة الش ه ور ع ن د الل ه اث ن ا ع ش ر ش ه ر ا ف ي ك ت اب

- تحريم أك$$ل أم$$وال الن$$اس بالباط$$ل ، واألش$$د من ذل$$ك أن يك$$ون عن طري$$ق3الدين .

- التحذير الشديد من التشبه باليهود والنصارى ، ومن ذلك أكل األموال بالباطل4عن طريق الدين .

- عدل الله ، حيث ذكر أن الكثير من هؤالء يفعلون ذلك ، لكن يوجد القليل من5ال يفعل هذا الفعل الخبيث .

- تحريم كتمان العلم ، من أجل أغراض دنيوية ، وهو من أشد الذنوب .6ذين إن) تعالى قال نات من أنزلنا ما يكتمون ال اه ما بع$$د من واله$$دى البي ن اس بي للن$$اب في ه يلعنهم أولئك الكت $$ون ويلعنهم الل عن ذين الإ. الال $$ابوا ال لحوا ت $$وا وأص$$ ن وبي

واب وأنا عليهم أتوب فأولئك حيم الت ( . الرذين إن) تع$الى وقال $$زل ما يكتم$$ون ال ه أن $$اب من الل ترون الكت $ه ويش$ ب ثمن$$ا قليالار إال بطونهم في يأكلون ما أولئك مهم وال الن ه يكل يهم وال القيام$$ة يوم الل $$زك ولهم ي( . أليم عذابه أخ$$ذ وإذ) تع$$الى وق$$ال $$اق الل ذين ميث $$وا ال $$اب أوت ه الكت نن اس لتبي $$ه وال للن تكتمون

به واشتروا ظهورهم وراء فنبذوه ثمنا ( . يشترون ما فبئس قليالالبح$$ر، في الحيت$$ان ح$$تى شيء كل له يستغفر الخير تيمية: معلم ابن قال

عم$$وم من ذلك في لما الخ$$ير، الن$$اس معلم على يص$$لون ومالئكته والله ويلعنه$م الله يلعنهم ف$$$$إنهم العلم، ك$$$$اتموا وعكسه ش$$$$يء، لكل النفع

: الله - رحمه المبارك ابن قال 42 / 4: الفتاوى مجموعالالعن$ون. ورهبانها سوء ... وأحبار الملوك إال الدين أفسد وهل

أثمانها البيع في تغل ... ولم يربحوا ولم النفوس وباعواإنتانها العقل لذي ... يبين جيفة في القوم رتع لقد

دي$$اركم ، العلم$$اء معش$$ر ) يا وقته لعلم$$اء يق$$ول ال$$رازي مع$$اذ بن يح$$يى وك$$انة الس$$نة ف$$أين ، جالوتية ووالئمكم فرعونية وم$$راكبكم ، قارونية ومالبسكم ، هاماني

( . ؟ المحمدية-تحريم اكتناز األموال وعدم دفع زكاتها .7-شدة عذاب من منع الزكاة .8

بيل الل$$ه ة وال ينفقونه$$ا في س$$ $$زون ال$$ذهب والفض$$ ذين يكن أ- ق$$ال تع$$الى ) والم فتكوى بها جباههم وجنوبهم رهم بعذاب أليم . يوم يحمى عليها في نار جهن فبش

وظهورهم ه$ذا ما كنزتم ألنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ( . ب- ثم ذكر حديث أبي هريرة ) تأتي اإلبل على صاحبها على خير ما كانت إذا ه$$و لم يعط فيها حقها تطؤه بأخفافها وتأتي الغنم على صاحبها على خير ما كانت إذا

لم يعط فيها حقها تطؤه بأظالفها وتنطحه بقرونها ( .جاعا $$وم القيام$$ة ش$$ $$ه ي ل ل ه ماال فلم يؤد زكاته مث ج- ثم ذكر حديث ) من آتاه الل

أقرع له زبيبتان .... ( .

5

Page 6: تفسير سورة التوبة من الآية 34 إلى الآية 37 · Web viewإ ن ع د ة الش ه ور ع ن د الل ه اث ن ا ع ش ر ش ه ر ا ف ي ك ت اب

ه ول الل $$رة ق$$ال : ق$$ال رس$$ د- عن أبي هري ة ال احب ذهب وال فض$$ ) م$$ا من ص$$$$ار ف$$أحمى عليه$$ا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من ن يؤدى منها حقها إال

ما بردت أعيدت له فيف م فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كل $$اني نار جهن $$وم ك ية وإما بيله إما إلى الجن ى يقضى بين العباد فيرى س$$ مقداره خمسين ألف سنة حت$$ؤدى منه$$ا حقه$$ا $$ل ال ي ه فاإلبل قال » وال صاحب إب ار «. قيل يا رسول الل إلى الن إذا كان يوم القيامة بطح لها بق$$اع قرق$$ر أوف$$ر م$$ا ومن حقها حلبها يوم وردها إال

رواه مسلمكانت ... ( - أن من أحب شيئا لغير الله عذب به .9

ه محبوبهقال ابن تيمية ه فال بد أن يضر : واعلم أن كل من أحب شيئا لغير اللة وال ينفقونه$$ا ذين يكنزون الذهب والفض$$ ؛ ويكون ذلك سببا لعذابه ؛ ولهذا كان ال$$ه . جاعا أق$$رع يأخ$$ذ بلهزمت $$وم القيام$$ة ش$$ $$زه ي ل ألحدهم كن ه ؛ يمث في سبيل الل

) الفتاوى ( .يقول : أنا كنزك . أنا مالك . كما أن هذه األموال لم$$ا ك$$انت أع$$ز األش$$ياء على أربابه$$ا، ك$$انت أض$$ر األش$$ياءف

عليهم في الدار اآلخرة، فيحمى عليها في نار جهنم، وناهي$$ك بحره$$ا، فتك$$وى به$$اجباههم وجنوبهم وظهورهم.

في صحيح مسلم ، قال $$ؤدى منه$$ا حقه$$ا إال ة ال ي ) ما من صاحب ذهب وال فض$$$$وىيإذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمى عليها ف م فيك نار جهن

ما بردت أعيدت له ف $$فيبها جنبه وجبينه وظهره كل ين أل يوم كان مقداره خمس$$ار ( . ة وإما إلى الن ى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجن سنة حت

قال السعدي : وذكر الله في هاتين اآليتين، انحراف اإلنسان في ماله، وذلك- 10بأحد أمرين:

إما أن ينفقه في الباط$$ل ال$$ذي ال يج$$دي علي$$ه نفع$$ا، ب$$ل ال ينال$ه من$$ه إال الض$$رر المحض، وذلك كإخراج األموال في المعاصي والشهوات التي ال تعين على طاعة

الله، وإخراجها للصد عن سبيل الله.وإما أن يمسك ماله عن إخراجه في الواجبات، و "النهي عن الشيء، أمر بضده"

التحذير من التشبه باليهود والنصارى ، حيث اتخ$$ذوا ال$$دين س$$لما ألغراض$$هم-11الدنيوية الحقيرة .

هور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خل��ق ) إن عدة الشماوات واألرض منه��ا أربع��ة ح��رم ذل��ك ال��دين القيم فال تظلم��وا السة واعلموا ة كما يقاتلونكم كاف فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كاف

( ( .36أن الله مع المتقين ) [ .36] التوبة : ----------

هور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله ي��وم خل��ق)$$ إن عدة الشماوات واألرض ع$$دد ش$$هور الس$$نة عن$$د الل$$ه في حكم$$ه وقض$$ائهأي : (الس

وحكمته : اثنا عشر شهرا.قوله ) لشهور ( جمع شهر. والمراد بها هنا : الشهور التي تت$$ألف منه$$ا الس$$نة

القمرية وهي شهور. المحرم. وصفر. وربيع األول .. إلخ. وهذه الشهور عليها مدار األحكام الشرعية ، وبه$$ا يعت$$د المس$$لمون في عب$$ادتهم

وأعيادهم وسائر أمورهم.

6

Page 7: تفسير سورة التوبة من الآية 34 إلى الآية 37 · Web viewإ ن ع د ة الش ه ور ع ن د الل ه اث ن ا ع ش ر ش ه ر ا ف ي ك ت اب

ماوات واألرض)والمراد بقوله الوقت الذي خلقهما فيه ، وهو ستة( يوم خلق السذيتع$الى )أيام كما ج$اء في كث$ير من اآلي$ات ، ومن ذل$ك قول$ه ه ال كم الل إن رب

ام ثم استوى على العرش ( . ة أي ماوات واألرض في ست خلق السيوالمعنى : إن عدد الشهور »عند الله« أ هرا ر ش$$ : في حكم$$ه وقض$$ائه اثن$$ا عش$$

هي الشهور القمرية التي عليها يدور فلك األحكام الشرعية. : في اللوح المحفوظ.ي أ( في كتاب الله) وقوله

:ي أ،والمعنى : أن هذا أمر ثابت في نفس األمر منذ خلق الله األجرام واألزمنة أن المقص$ود من ه$ذه اآلي$ة الكريم$ة ، بي$ان أن ك$$ون الش$هور ك$ذلك حكم أثبت$ه س$$بحانه في الل$$وح المحف$$وظ من$$ذ أوج$$د ه$$ذا الع$$الم ، وبين$$ه ألنبيائ$$ه على ه$$ذا الوضع .. فمن الواجب اتباع ترتيب الله لهذه الشهور ، والتزام أحكامه$$ا ونب$$ذ م$$ا كان يفعله أهل الجاهلية من تقديم بعض الشهور أو تأخيرها أو الزي$$ادة عليه$$ا ، أو

انتهاك حرمة المحرم منها. وقد أجم$$ع العلم$$اء على أن الم$$راد به$$ا ذو القع$$دة ، وذومنها أربعة حرم ()�

.الحجة ، والمحرم ، ورجب ، وبذلك تظاهرت األخبار عن رسول الله بي $$رة ، عن الن $$$وم خل$$$قإن ق$$$ال ) عن أبي بك تدار كهيئة ي م$$$ان ق$$د اس$$$ الز

$$ات ذو $$ة متوالي هرا منه$$ا أربع$$ة ح$$رم ثالث ر ش$ $$ا عش$$ نة اثن ماوات واألرض الس السذي بين جمادى وشعبان أي شهر ه$$ذا م ورجب مضر ال القعدة وذو الحجة والمحرمه ق$$ال أليس ذو ه سيسميه بغير اس$$ ا أن ى ظنن ه ورسوله أعلم فسكت حت قلنا الل هيالحجة قلنا بلى قال فأ ا أن ى ظنن كت حت وله أعلم فس$$ ه ورس$$ $$ا الل $$د ه$$ذا قلن بل $$ا بلى ق$$ال ف$$أ $$دة قلن مه ق$$ال أليس البل $$ر اس$$ ميه بغي $$ا اللهيسيس$$ $$وم ه$$ذا قلن يح$$ر $$وم الن مه ق$$ال أليس ي ه سيسميه بغير اس$$ ا أن ى ظنن ورسوله أعلم فسكت حت قلنا بلى قال فإن دماءكم وأموالكم- قال محمد وأحسبه قال وأعراضكم - عليكمكم تلقون رب هركم ه$$ذا وس$$ $$دكم ه$$ذا في ش$$ $$ومكم ه$$ذا في بل ح$$رام كحرم$$ة ي ال يضرب بعضكم رقاب بعض أال فسيسألكم عن أعمالكم أال فال ترجعوا بعدي ضالغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه اهد الغائب فلعل بعض من يبل غ الش ليبل

تين ( متف$$ق: ثم قال- فكان محمد إذا ذكره يقول صدق محمد غت مر أال هل بلعليه .

إنما كانت األشهر المحرمة أربعة : ثالثة سرد ، وواحد فرد ،قال ابن كثير :-� ألج$$ل أداء المناس$$ك - الحج والعم$$رة - فح$$رم قب$$ل أش$$هر الحج ، ش$$هر وه$$و ذو القعدة ألنهم يقعدون فيه عن القتال ، وحرم شهر ذي الحج$$ة ألنهم يوقع$$ون في$$ه

وحرم بعده شهر آخر وهو المحرم ل$$يرجعوا في$$ه، الحج ويشتغلون بأداء المناسك إلى أقصى بالدهم آم$$نين ، وح$$رم رجب في وس$$ط الح$$ول ، ألج$$ل زي$$ارة ال$$بيت

به ، لمن يقدم إلي$$ه من أقص$$ى جزي$$رة الع$$رب ، ف$$يزوره ثم يع$$ود إلىواالعتماروطنه فيه آمنا .

شهر الحرم أخصائص المن: .تحريم القتال فيهن يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير ( . ) قال تعالى ولكن ذهب جماهير أهل العلم إلى نسخ هذا الحكم وجواز القتال، ولهم في ذلك

أدلة ال تسلم من مقال .

7

Page 8: تفسير سورة التوبة من الآية 34 إلى الآية 37 · Web viewإ ن ع د ة الش ه ور ع ن د الل ه اث ن ا ع ش ر ش ه ر ا ف ي ك ت اب

حاص$$ر ثقيف$$ا في في الص$$حيحين أن الن$$بي ، م$$ا ثبتومن أصرح ما استدلوا به $$ا ال مطعن غزوة الطائف بعضا من ذي القع$$دة ، وه$$ذا ث$$ابت في الص$$حيحين ثبوت

ثقيفا في ذي القعدة وهو شهر حرام.فيه. قالوا: لم تنسخ لما حاصر النبي وذهب بعض أه$$ل العلم ومنهم عط$$اء -رحم$$ه الل$$ه- إلى أن اآلي$$ة محكم$$ة، وأن

تحريم القتال باق غير منسوخ . .تحريم الظلم فيهن ( .فال تظلموا فيهن أنفسكم اآلتي ) – وإليه يشير قوله تعالى

أي: هذا هو الشرع المستقيم، من امتثال أمر الله فيماذلك الدين القيم ()� جعل من األشهر الحرم، والحذو بها على ما سبق في كتاب الله األول.

: أي : ذل$$ك ال$$ذي ش$$رعناه لكم من ك$$ون ع$$دةقال في التفسير الوس��يط الشهور كذلك ، ومن كون منها أربعة حرم : هو ال$$دين الق$$ويم ، والش$$رع الث$$ابت الحكيم ، الذي ال يقبل التغيير أو التبديل .. ال م$$ا ش$$رعه أه$$ل الجاهلي$$ة ألنفس$$هم من تقديم بعض الشهور وت$$أخير بعض$$ها اس$$تجابة أله$$وائهم وش$$هواتهم ، وإرض$$اء

لزعمائهم وسادتهم. اختلف في مرجع الضمير في قوله ) فيهن () فال تظلموا فيهن أنفسكم ( :

.في هذه األشهر الحرم بإيقاع القتال فيها والهتك لحرمتها أي فقيل :وهذا قول الجمهور .

إن الضمير يرجع إلى الشهور كلها الح$$رم وغيره$$ا ، وإن الل$$ه نهى عنوقيل : .الظلم فيها

واألول أولى.: كم قول$$ه تع$$الى ) قال ابن كثير أي: في ه$$ذه ( فال تظلم$$وا فيهن أنفس$$

األشهر المحرمة؛ ألن$$ه آك$$د وأبل$$غ في اإلثم من غيره$$ا، كم$$ا أن المعاص$$ي في ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب )البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى

. وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه اآلثام(أليم وقد رجح ابن جرير ما ذهب إليه الجمه$ور فق$ال م$ا ملخص$ه : وأولى األق$وال

في ذل$$ك عن$$دي بالص$$واب ق$$ول من ق$$ال : فال تظلم$$وا في األش$$هر األربع$$ةأنفسكم باستحالل حرامها ، فإن الله عظمها وعظم حرمتها.

ال تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب ال$$ذنوب، ألن :رحمه الله القرطبي قال الل$$ه س$$بحانه إذا عظم ش$$يئا من جه$$ة واح$$دة ص$$ارت ل$$ه حرم$$ة واح$$دة، وإذا عظم$$ه من جه$$تين أو جه$$ات ص$$ارت حرمت$$ه متع$$ددة فيض$$اعف في$$ه العق$$اب بالعمل السيء، كما يضاعف الثواب بالعمل الص$$الح، ف$$إن من أط$$اع الل$$ه في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الش$هر الحالل في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحالل في البل$$د الح$$رام ليس ثواب$$ه هثواب من أطاعه في شهر حالل في بلد حالل، وقد أشار الل$$ه إلى ه$$ذا بقول$$

عفين) يا اعف له$$ا الع$$ذاب ض$$ $$ة يض$$ ن ة مبي $$أت منكن بفاحش$$ بي من ي نساء النه يسير ا ( .وكان ذلك على الل

. استدل باآلية العلماء على مضاعفة الحسنات والسيئات في األشهر الحرم قال ابن عثيمين : فإذا كان قد نهي عن ظلم النفس بخصوص ه$$ذه األش$$هر ، دل

ذلك على أن العمل الصالح فيهن أفضل

8

Page 9: تفسير سورة التوبة من الآية 34 إلى الآية 37 · Web viewإ ن ع د ة الش ه ور ع ن د الل ه اث ن ا ع ش ر ش ه ر ا ف ي ك ت اب

ومن العبارات المشهورة عند العلم$$اء ق$$ولهم : تض$$اعف الحس$$نة في ك$$ل زم$$انومكان فاضل .

فالحسنة تضاعف بالكم وبالكيف . وأم$$ا الس$$يئة فب$$الكيف ال ب$$الكم ، ألن الل$$ه تعالى قال في سورة األنعام وهي مكية : ) من جاء بالحسنة فله عشر أمثالهائة فال يجزى إال مثلها وهم ال يظلمون (. وقال : ) ومن يرد في$$ه ي ومن جاء بالس بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم (. ولم يقل : نض$$اعف ل$$ه ذل$$ك . ب$$ل ق$$ال : ) نذق$$ه من ع$$ذاب أليم ( فتك$$ون مض$$اعفة الس$$يئة في مك$$ة أو في المدين$$ة مضاعفة كيفية .) بمعنى أنها تك$$ون أش$$د ألم$$ا ووجع$$ا لقول$$ه تع$$الى : وق$$ال :

ه$ أ.) ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم (. فإن كان األمر على ما وصفت ، فقد يكون مباح$$ا لن$ا ظلمفإن قال قائل :

أنفسنا في غيرهن من سائر شهور السنة. قيل: ليس ذلك كذلك، بل ذلك حرام علينا في ك$$ل وقت ولكن الل$$ه عظم حرم$$ة هؤالء األشهر وشرفهن على سائر شهور الس$$نة: فخص ال$$ذنب فيهن ، ب$$التعظيمالة لوات والص$$ كما خصهن بالتشريف ، وذلك نظير قوله تعالى ح$$افظوا على الص$$ الوسطى ، ولكنه تعالى - زاده$$ا تعظيم$$ا ، وعلى المحافظ$$ة عليه$$ا توكي$$دا ، وفيم فال تظلم$$وا تضييعها تشديدا ، فكذلك في قوله منها أربعة حرم ذل$$ك ال$$دين القي

فيهن أنفسكم. وقد كانت الجاهلية تعظم هذه األشهر الحرم وتحرم القتال فيهن ، ح$$تى ل$$و لقى

ه .الرجل منهم فيهن قاتل أبيه لم يهج ال يقال كيف جعلت بعض األزمنة أعظم حرمة من بعض فإناوقال القرطبي :

نقول : للباري تعالى أن يفعل ما شاء ، ويخص بالفضيلة ما يش$$اء ليس لعمل$$ه عل$$ة ، وال

.عليه حجر ، بل يفعل ما يريد بحكمته ، وقد تظهر فيه الحكمة وقد تخفى ة)� ة كما يقاتلونكم كاف ( تحريض للمؤمنين علىوقاتلوا المشركين كاف

قتال المشركين بقلوب مجتمعة ، وعزيمة صادقة.: قاتلوا - أيها المؤمنون - المش$$ركين جميع$$يأ ، كم$$ا يق$$اتلونكم هم جميع$$ا، ب$$أنا

تكونوا في قتالكم لهم مجتمعين متعاونين متناصرين، ال مختلفين وال متخاذلين. ( بالنصر والتأيي$$د ، ومن ك$$ان الل$$ه مع$$ه فلنواعلموا أن الله مع المتقين)$

يغلبه شيء فكونوا - أيها المؤمنون من عباد الل$$ه المتقين ال$$ذين ص$$انوا أنفس$$همعن كل ما نهى عنه لتنالوا عونه وتأييده.

وقد تقدم فضائل التقوى في أول السورة .الفوائد :

أن السنة اثنا عشر شهر-$$ 1 ، وأن شهور السنة القمرية هي المع$$ول عليه$$ا فيااألحكام ال شهور السنة الشمسية.

وفي ه$$ذه اآلي$$ة بي$$ان أن الل$$ه س$$بحانه وض$$ع ه$$ذه الش$$هور : قال الشوكاني وسماها بأسمائها على هذا الترتيب المعروف يوم خل$$ق الس$$موات واألرض ، وأن

هذا هو الذي جاءت به األنبياء ونزلت به الكتب. وأنه ال اعتب$$ار بم$ا عن$د العجم ، وال$روم، والقب$ط، من الش$هور ال$تي يص$طلحون

عليها ويجعلون بعضها ثالثين يوما، وبعضها أكثر، وبعضها أقل.وجوب التقيد بما شرعه الله من أحكام بدون زيادة أو نقصان عليها.- 2- إثبات األشهر الحرم ، وأنها أربع$$ة .3

9

Page 10: تفسير سورة التوبة من الآية 34 إلى الآية 37 · Web viewإ ن ع د ة الش ه ور ع ن د الل ه اث ن ا ع ش ر ش ه ر ا ف ي ك ت اب

ك- حكمة الله الكاملة في تفضيل بعض الش$$هور على بعض ، ق$$ال تع$$الى ) و4 ربه وتعالى عما يشركو ن ( .يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الل

باختياره، الرضا فإذا اختار شيئا من الخلق أو األمر الشرعي؛ فليس للمؤمنين إال ه ورسوله أم$$را أنن ) وإال فليسوا بمؤمني وما كان لمؤمن وال مؤمنة إذا قضى الل

ه ورسوله فقد ضل ضالال مبي نا ( .يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الل- وجوب تعظيم شعائر الله ، ومن ذلك تعظيم األشهر الحرم .5 - التحذير من انتهاك حرمات ه$$ذه األش$$هر الح$$رم بارتك$$اب المنك$$رات ، وت$$رك6

المأمورات .كم ) أخذ بعضهم من قوله تع$$الى -7 أن تح$$ريم القت$$ال( فال تظلم$$وا فيهن أنفس$$

ا .في األشهر الحرم ثابت لم ينسخ ، وأنه ال يصح القتال فيها إال أن يكون دفاع قال ابن جريج : حلف بالله عطاء بن أبى رباح أنه م$$ا يح$$ل للن$$اس أن يغ$$زوا في

الحرم وال في األشهر الحرم إال أن يقاتلوا فيها..وذهب جمهور العلماء إلى أن تحريم القتال في األشهر الحرم قد نسخ

بدليل أن الله - تعالى - بعد أن نهى المؤمنين عن أن يظلم$$وا أنفس$$هم بالقت$$ال ركين كافة) فيها أمرهم بقتال المشركين من غير تقيد بزمن فقال وقاتلوا المش$$

فدل ذلك على أن القتال في األشهر الحرم مباح.( كما يقاتلونكم كافة ،حاصر أهل الط$$ائف في ش$$هر ح$$رام وه$$و ش$$هر ذي القع$$دة وبدليل أن النبي

والله أعلم .- أن تعظيم شعائر الله من تقوى القلوب .8- أن ارتكاب المعاصي ظلم للنفس .9

. وجوب قتال المشركين ، وأنه فرض على األعيان إن لم يقم به البعض-10- ينبغي التحريض على قتال الكفار في كل مناسبة .11- فضل الجهاد في سبيل الله ، حيث أن الله كثيرا ما يأمر به ويحث عليه .12- فضل التقوى .13- أن من كان الله معه فال خوف عليه .14

ل ب��ه الذين كف��روا يحلون��ه عام��ا ) إنما النسيء زيادة في الكفر يض��م الله زين م الله فيحلوا م��ا ح��ر مونه عاما ليواطؤوا عدة ما حر ويحر

( ( .37لهم سوء أعمالهم والله ال يهدي القوم الكافرين ) [ .37] التوبة : -----------

ألنه تحليل ما حرمه الله ، وتحريم ما حلله (إنما النسيء زيادة في الكفر ) ، فهو كفر آخر مضموم إلى كفرهم

النسيء : مصدر بزنة فعي$$ل م$$أخوذ من نس$$أ الش$$يء إذا أخ$$ره. ومن$$ه نس$$أت : أخ$$رهياإلبل عن الحوض إذا أخرتها عنه. ومنه : أنسأ الله في أجل فالن ، أ

والمراد به : تأخير حرمة شهر إلى شهر آخر.، والمعنى : إنما النسيء الذي يفعل$$ه المش$$ركون ، من ت$$أخيرهم حرم$$ة ش$$هر إلى

: زيادة في كف$$رهم ألنهم ق$$د ض$$موا إلى كف$$رهم بالل$$هيآخر ، زيادة في الكفر أ كفرا آخر ، هو تحليلهم لما حرمه الل$$ه وتح$$ريمهم لم$$ا أحل$$ه وب$$ذلك يكون$$ون ق$$د

جمعوا بين الكفر في العقيدة والكفر في التشريع.: وكانت العرب تحرم القتال في األشهر الحرم الم$$ذكورة ، قال الشوكاني

فإذا احتاجوا إلى القتال فيها قاتلوا فيها وحرموا غيرها.

10

Page 11: تفسير سورة التوبة من الآية 34 إلى الآية 37 · Web viewإ ن ع د ة الش ه ور ع ن د الل ه اث ن ا ع ش ر ش ه ر ا ف ي ك ت اب

فإذا قاتلوا في المحرم ، حرموا بدله شهر صفر ، وهكذا في غيره. وكان الذي يحملهم على ه$$ذا : أن كث$$يرا منهم إنم$$ا ك$$انوا يعيش$$ون بالغ$$ارة على بعضم البعض ، ونهب ما يمكنهم نهبه من أم$$وال من يغ$$يرون علي$$ه ، ويق$$ع بينهم بسبب ذلك القتال ، وك$$انت األش$$هر الثالث$$ة المس$$رودة يض$$ر بهم تواليه$$ا وتش$$تد

حاجتهم وتعظم فاقتهم. فيحللون بعضها ويحرمون مكانه بقدره من غير األشهر الح$$رم ، فه$$ذا ه$$و مع$$نى

النسيء الذي كانوا يفعلونه. : وسبب ذلك أن العرب ك$$انت أص$$حاب ح$$روب وغ$$ارات ،وقال القرطبي

فكان يشق عليهم أن يمكثوا ثالثة أشهر متوالية ال يغيرون فيه$$ا ؛ وق$$الوا : لئن فكانوا إذا صدروا عن منى ، توالت علينا ثالثة أشهر ال نصيب فيها شيئا لنهلكن

يقوم من بني كنانة ، ثم من بني فقيم منهم رجل يق$$ال ل$$ه القلمس ؛ فيق$$ول فيقولون : أنسئنا شهرا ، أي أخر عنا حرمة المحرم ، أنا الذي ال يرد لي قضاء

فك$$انوا ك$$ذلك ش$$هرا فش$هرا ح$تى ، واجعله$ا في ص$$فر ؛ فيح$$ل لهم المح$$رمنة كلها فقام اإلسالم وقد رجع المحرم إلى موضعه ، استدار التحريم على الس

الذي وضعه الله فيه.النسيء: هو ما كان أهل الجاهلي$$ة يس$$تعملونه في األش$$هرقال السعديو :

الحرم، وكان من جمل$$ة ب$$دعهم الباطل$$ة، أنهم لم$$ا رأوا احتي$$اجهم للقت$$ال في بعض أوقات األش$$هر الح$$رم، رأوا -ب$$آرائهم الفاس$$دة- أن يح$$افظوا على ع$$دة األشهر الحرم، التي حرم الله القتال فيها، وأن يؤخروا بعض األشهر الحرم، أو يقدموه، ويجعلوا مكانه من أشهر الح$$ل م$$ا أرادوا، ف$$إذا جعل$$وه مكان$$ه أحل$$وا القتال فيه، وجعلوا الشهر الحالل حراما، فهذا -كما أخبر الله عنهم- أنه زي$$ادة

في كفرهم وضاللهم، لما فيه من المحاذير. أنهم ابتدعوه من تلقاء أنفسهم، وجعلوه بمنزل$$ة ش$$رع الل$$ه ودين$$ه، والل$$همنها:

ورسوله بريئان منه. أنهم قلبوا الدين، فجعلوا الحالل حراما، والحرام حالال.ومنها:

أنهم موه$$وا على الل$$ه ب$$زعمهم وعلى عب$$اده، ولبس$$وا عليهم دينهم،ومنه��ا: واستعملوا الخداع والحيلة في دين الله.

: أن العوائ$$د المخالف$$ة للش$$رع م$$ع االس$$تمرار عليه$$ا، ي$$زول قبحه$$ا عنومنها النفوس، وربما ظن أنها عوائ$$د حس$$نة، فحص$$ل من الغل$$ط والض$$الل م$$ا حص$$ل،

$$ه عام$$ا ليواطئوا ع$$دة م$$ا ) ولهذا قال مون ونه عاما ويحر ذين كفروا يحل يضل به اله م الل أي: ليوافقوها في العدد، فيحلوا ما حرم الله.(حر

: يوقع الذين كفروا بسبب ارتك$$ابهم للنس$$يءيأيضل به الذين كفروا ( )� في الضالل والموقع لهم في هذا الضالل كبراؤهم وشياطينهم.

مون��ه عام��ا ()�� : أن ه$$ؤالء الك$$افرين من مظ$$اهري أيحلون��ه عام��ا ويحرضاللهم، أنهم يحلون الشهر المؤخر عن وقته عام من األعوام، ويحرم$$ون مكان$ها

شهر : يح$$افظون على حرم$$ةي آخر ليس من األشهر الحرم ، وأنهم يحرمون$$ه أاالشهر الحرام عاما آخر ، إذا كانت مصلحتهم في ذلك.

يحلون التأخير عاما وهو العام ال$$ذي يري$$دون أن يق$$اتلوا فيقال الواحدي : المحرم ، ويحرمون التأخير عاما آخ$ر وه$و الع$$ام ال$$ذي ي$$دعون المح$$رم على

ه .تحريم

11

Page 12: تفسير سورة التوبة من الآية 34 إلى الآية 37 · Web viewإ ن ع د ة الش ه ور ع ن د الل ه اث ن ا ع ش ر ش ه ر ا ف ي ك ت اب

م الله)� ( والمع$$نى : فع$$ل المش$$ركون م$$ا فعل$$وه منليواطؤوا عدة ما حر التحليل والتحريم لألشهر على حسب أهوائهم ، ليوافقوا بما فعل$وه ع$دة األش$هر الح$$رم ، بحيث تك$$ون أربع$$ة في الع$$دد وإن لم تكن عين األش$$هر المحرم$$ة في

شريعة الله.ه .قال أهل اللغة يقال : واطأت فالنا على كذا إذا وافقتقال ابن عباس رضي الله عنهما : إنهم ما أحلوا ش$$هرا من الح$$رام إال حرم$$وا

مكانه شهرا من الحالل ، ولم يحرموا شهرا من الحالل إال أحلوا مكان$$ه ش$$هرا من الحرام ، ألجل أن يكون عدد األشهر الحرم أربعة ، مطابقة لما ذكره الل$$ه

تعالى ، هذا هو المراد من المواطأة.أي لم يحلوا شهرا إال حرم$$وا ش$$هرا لتبقى األش$$هر الح$$رم : قال القرطبي

وهذا هو الصحيح ، ال ما يذكر أنهم جعلوا األشهر خمسة. ، أربعةم الله ()� : فيحلوا بتغييرهم الش$$هور المحرم$$ة ، م$$ا حرم$$هي أفيحلوا ما حر

فهم وإن كانوا وافقوا شريعة الله في ع$$دد الش$$هور المحرم$$ة ، ، الله في شرعهإال أنهم خالفوه في تخصيصها فقد كانوا - مثل - يستحلون شهر المحرم ويحرمونا

بدله شهر صفر. : زين لهم الشيطان سوء أعمالهم ، فجعلهميأزين لهم سوء أعمالهم ( )�

يرون العمل القبيح عمل ا . حسنا الهداية المنفية هنا هداية التوفيق ، أماوالله ال يهدي القوم الكافرين ()�

هداية البيان واإلرشاد فهي حاصلة لكل أحد .: وأما الهداية بمعنى الداللة على الحق واإلرش$$اد الي$$ه فق$$د قال الشوكاني

نصبها الله سبحانه لجميع عباده.وهو أن الله قد هدى كثير من الكفار ، ومثل ه$$ذه اآلي$$ة معروفوهنا سؤال ،

فكي$$فكم من كافر ظالم يهدي$$ه الل$$ه؟ ( ، فإن الله ال يهدي القوم الظالمين)ه ال يهدي القوم الكافرينقال ) ( والجواب من وجهين :والل ن هذه اآلية الكريمة وأمثالها في القرآن من الع$$ام المخص$$وص، أي: أ: أحدهما

ا ال يهدي القوم الكافرين الذين سبق في علمه عدم هدايتهم وشقاؤهم شقاء أزلي.

ك ال يؤمنون ) ) كقوله ذين حقت عليهم كلمت رب ( .( ولو جاءتهم كل آية96إن ال ونح$$و ذل$$ك من اآلي$$ات.( .لقد حق القول على أكثرهم فهم ال يؤمنون ) وقوله

وعلى أن هذه اآلية الكريمة من العام المخصوص بآيات أخر فال إشكال. ال يهدي الظالمين م$$ا دام$$وا مص$$رين على ظلمهم، ف$$إن رزقهمالقول الثاني:

الله التوبة واإلنابة زال اسم الظلم عنهم، ولم يدخلوا في عداد الظ$$المين، فص$$ارم . ) الشنقيطي ( .ال إشكال في هدايته

والله تعالى اقتضت حكمته أن ال يهدى القوم الكافرين إلى طريقه القويم ، ألنهم بس$$بب س$$وء اختي$$ارهم اس$$تحبوا العمى على اله$$دى ، وآث$$روا طري$$ق الغي على

طريق الرشاد .الفوائد :

وأخبر أن النسيء زيادة في الكفر أي : جاءت م$$ع كف$$رهم قال أبو حيان :-$$ 1بالله ، ألن الكافر إذا أحدث معصية ازداد كفرا.

كما أن المؤمن إذا أحدث طاع$$ة ازداد( فزادتهم رجسا إلى رجسهم )قال تعالى إيمانا.

12

Page 13: تفسير سورة التوبة من الآية 34 إلى الآية 37 · Web viewإ ن ع د ة الش ه ور ع ن د الل ه اث ن ا ع ش ر ش ه ر ا ف ي ك ت اب

واعلم أن حرمة األزم$$ان والبق$$اع إنم$$ا تتلقى عن ال$$وحي : قال ابن عاشور-2ن ل$ه نظام$ه فب$ذلك تس$تقر اإللهي ألن الله الذي خلق هذا الع$الم ه$و ال$ذي يس$ حرمة كل ذي حرمة في نفوس جميع الناس إذ ليس في ذلك عمل لبعضهم دون بعض ، فإذا أدخل على ما جعله الله من ذلك تغيير تقشعت الحرمة من النف$$وس فال يرضى فريق بم$$ا وض$$عه غ$$يره من الف$$رق ، فل$$ذلك ك$$ان النس$$يء زي$$ادة في الكفر ألنه من األوضاع التي اص$$طلح عليه$$ا الن$$اس ، كم$$ا اص$$طلحوا على عب$$ادة

األصنام بتلقين عمرو ابن لحي.- خبث الكفار بالتالعب في دين الله .3- تحريم تغيير معالم الشريعة .4 - أن تغيير معالم الشريعة ق$$د ي$$ؤدي م$$ع م$$رور األزم$$ان واألوق$$ات إلى نس$$يان5

الشريعة وتركها .- من أقبح األمور أن يزين لإلنسان األعمال القبيحة فيراها حسنة .6

13