الفصل الاول2

الكايـد أحـمد المرحـوم لـروح إهـداء

واإلبداعية النفسية ع- الدواف2

أ-التشاؤم:

عينــاه تتفتح يكــد لم الــذي الشابي قلب على اآلالم تواترت وطنــه في ممثلــة حولــه من وجــدها وقــد يجده به فإذا دنياه على

المحتل شوكه من يعاني وطنا فبدأ االستعمار، بقيود مكبلة تونســا ــائرأ جرح ــه، في غ ــرزح كرامت ــأة تحت ي ــتردي وط ــيا ال سياس

وفكريا. واقتصاديا من مجموعــة مــع الثــوري الشــاعر ذلــك الشــابي هب ولما

تؤلــد حيــاة الشــعب لهــذا فكــره ووثبة عزمه بصادق يطلب رفاقه من فكــره على ران بمــا ويجذبــه يــدعوه شــعبه وجــد المــوت من

ومن أعائــه من الطنعــات تلــو الطنعات فتلقى الموت، إلى تخلفسواء. حد على أصدقاء نفسـه وصـبغت الشـاعر، روحـه أدمت الطنعـات هذه كل "شــقاء إال الوجــود في اليريــه الــذي التشــاؤم من غائمــة بــرؤى

"يغرق أمان فهي األماني أراه إن وحتى مضحملة"، ولذة سرمدياــروح لقصائد معايشا لديوانه والقارئ أحالها"، الدمع عن مجــردة ب

من يخرج وعصرهن الشاعر بطبيعة مسبقة معرفة أو انفعال أي قلبــه وفطــرت الكآبــة، دمــوع وجنتــه وبللت أغرقتــه وقــد ديوانــه

ويــداريها حينــا بالشــكوى يجــار الــذي الموجــع، المختنــق تأوهــاتآخر. حينا القوة وتصنيع بالتعالي

االغتراب سوى سبيل من للشابى المر التشاؤم هذا يجد لم إلي تدينه التي المحتضر وخزات استحال الذي ودائه، أعدائه دنيا عن

الطبيعة حيث إلي الرومانسيين كعادة إال اغترابه كان وما الموت، اآلثام " عالم مع والصراع والقلق التوتر عن به ينأون البكر،

تعايش " وحينالسرمدي الجمال " فجر في يذوبوالبغضاء" إذ شديدة، حيرة في يوقعك تشاؤم، يقطر أكثرها تجد الديوان قصائد

أن أم اغترابه؟ إلى ثم ومن الشابي قلق في سببا كان هل نتساءل أدواء واغترابه وقلقه تشاؤمه فإن أمر من يكن ومهما صحيح؟ العكس في الموت إلى األمر نهاية في أسلمته نفسه داخل بعضا بعضها ينهشالشباب. ريعان

75


عن االغتراب من ستارا الشابي تجربة على التشاؤم أسدل لقدl فكان الناس، دينا أن كلما نفسه، في القلق بواعث أقتم من واحدا

ذكريات عنهم صده جديد بمنظار الناس دنيا ليرى الستار هذا يرفعl بينهم عايشها مرة وغربته داءه إلى أسلمتها فيها الهوادة حربا

الملعونة. الروحيةl أرى فيما التشاؤم كان هنا ومن القلق بواعث من واحدا ويكاد والرومانسي، والفنان الشاعر الشابي نفس في واالغتراب

ما وهذا الرومانسي، االغتراب إلى الشابي أن على نالباحثو يجمعالوريقات. هذه خالل من الضوء عليه نلقي أن سنحاول

آراء رصد المحاولة مجرد حاولنا نحن إن هنا المقام بنا وسيضيق كمعلم الشابي شعره في التشاؤم ظاهرة تناولوا الذين الباحثين كل

بعضنا على سنقتصر ولكننا الثرية، الشعرية تجربته معالم من مهمشعره. خالل من رؤيتنا مدعمين

باعث دون الشعرية التجربة تصدر :" قلما حاوي إيليا يقول النكد عامل إنه مصيره، ورقة الشاعر فيه يلعب وجودي، أو وجداني آخر، حينا القدر من الغدر وتوقع والتشاؤم، والشك حينا، واألسى

يطمئن يقين إلى الشاعر يهتد مالم النفس في تترجح التجربة وتظل.1إليه"

باعث كان الذين أولئك أحد الشابي أن حاوي مع ونحسبl الناس دنيا في وشكا حينا، اسيانا نكدا الشعرية تجربتهم من وتشاؤما

بوصفه وقفه، معه لنا كان فقد القدر أما آخر، حينا إصالحهم جدوىl l باعثا شعره. في واالغتراب القلق بواعث من مستقال

أنت من أكثر قصائده من كثير في نلمحها التي التشاؤم ونبرة لذلك البحث، هذا منطق أحيانا يقتضيها التي العجالة هذه تحصيها خاصة عابرة، إشارة األخرى إلى ونشير قصائده، بعض عند سنقفl بوصفه إليه بالنظر التشاؤم تتناول ونحن االغتراب دوافع من دافعا

l الحياة أدوار قضى والذي الشابي، شعره في والقلق في مفكراl: إال يجده لم ولكنه بفكره، القلق يلعب الكائنات ضياعا

l الكائناتs في مuعذtبا.l مهموما

uيتtقض vأدوار vالحياة l tرا مفك

1135 ص من الديوان.

76


uووجدت vمان فردوس tالز جحيما.

uاس فوجدت vرzعv الوجودs أv مآئما

l إال l شربا l آجنا مسموماجج

uوحضرت vمائدة sفلم الحياة zأجد

l إال l سكونا l متعبا محموماج

الفضاءs أعماق ونفضتأجدz فلم

ج

uأشواق وتموت sالنفوس 1 وجوما.

جج

جنباتهs في األعمار تتبخرج

l، التفاؤل ومن شقاء السعادة من يخلق الشاعر فهو تشاؤما مآتما، إال الوجود أعراس يجد لم واألحياء، الحياة في قلق تفكير

السوداوى مزاجه له صور طعامها حتى جحيما، األرضي وفردوسها الفضاء إلى الهرب أراد وحين مسموم، طعام أنه الناس في وشكه تتبخر حيث الموت لسكون مقبرة وجده الضيقة حياته عن اغترابا

البشر. أشواق هناك وتموت األعمار جنباته في من الشاعر هيحمل ما نفسه سكون في يحمل تعيس فضاء أنه

ولكنها حركة، للسكون جعل كيف المتشائم الشابي إلى وأنظر قلق، ولكن اغترابا، وروحه قلقا فكره أضناه الذي المريض، المتعب حركة

نفسه: الشابي من الجواب .. ويأتيك سببه؟ التشاؤم؟وما هذا لم

uفعشت vالفؤاد مشطور l يتما uدت tالجميل.. وطني عن شر الشقى{ وأنا

جج

l تقzضsي أشواقuهvا هzيما عsطvاشا ملعونة~ روحية~ غuربة~ فيج

tاس في v الن l يحيا سائمامسئوما

ججج

vربةuياغ sوح �رs الر{ إنهu المفكج

l يروع فيها، 1 ومقيما. راحالج

ردت تائه� وكل� ..، للدنيا ش� ج

1204: 202 ص تائه" من " صوت قصيدة الديوان.1204:202 ص تائه" من " صوت قصيدة الديوان.

77


وطنه عن المشرد قلق القلق، وإنه روحيه، غربة إذن إنها الصورة بهذه فشقى خياله، في جميلة صورة له رسم الذي الجميل،l وأمانيه آماله وبين لوطنه، حبه بين مشطورة فؤاد قلقه منبع متوترا

األماني هذه تحقيق رفضوا الذين شعبه أبناء في ممثال الوطن لهذا هذه يغادره، لم وطن في الروحية بغربته يعيا فجعلته أنفسهم، في

وسط مفكر روح غربة ألنها ، عطشى وستموت المتشائمة الغربة بال بينهم سيجيا أنه والنهاية ماء،ن بجرعة معها يتعاطفوا لم قومواالغتراب. القلق من تيه وسط تائها، مشردا مسئوما سائما أمل

تغتذيى نواهش واالغتراب والقلق التشاؤم إن نقول أن يمكن قلقا المعذبة نفسه في تصب ثالثة وروافد الشابي، نفس من

إنه الشجن، أناشيد من نشيدا أسماعنا في لتنغم روحيا، واغترابا1األسى"" "نشيد

ياحs م uهvا الد{نيا، في تهب�{ للر� {لعوبz ويدرك ال

ج

دuها جامحvة�، فvهzيv رياحى، ال‘ عصيت؟ تمر{

sي الحياة تعذبني مالي tن ؟ خلق� كأن zغريبجج

ذنوب؟ من لقلبي فهل الجميل؟ قلبي من وتهدجج

sمv وإذا :" ل uسألت ،uه الوجود} مذيب" هم� وكلجج

uقالت:" نواميس sالس�ماء zتvvضvق vمن ومالك هuروب"

ججج

في تهب الناس رياح القلق: لم المتشائم الشاعر يتساءل فهي رياحه إال تمردها، التعب يسكن ما سرعان ثم هوجا دنياهم ولم شئ، المحطمة الشاعر لنفس معاندتها فيوق ال متمردة، جامحة البشر، دنيا س عن غريب مخلق وكأنه العذاب هذا كل تعذبه الحياة

المتشائم، خاليه له صور هكذا جناه، ذنب بال ترحم ال و قلبه من تهد عن التساؤل إلى دعاه والذي مصيره، على القلق المبعث هذا فبعثه غليل يشفى ال جواب فيأتيه مذيب هم من يجمله بما الوجود جدوى ثمة وليس قضت قد السماء نواميس إن له ليقول القلقة نفسه النظرة هذه نفسه في ولدهما اللذين واغترابه قلقه من مهرب

1213:208 ص من الديوان.

78


حاول الذي الشاعر تساور القلق مشاعر فظلت للوجود، التشاؤمية مستفسرا إياها سائال الطبيعة معالم على الشجية مشاعره يخلع أن

غاب، مهجة صورة في متمثلة معالم آالمة، مع تجاوبها مدى عن نفسه في ما مقدار عندهم يتلمس أن وكوكب... حاول ورد ووجنة

وعذاب. ألم من

uألم sعكzدv؟ يص zحيب� الن الجميلs الغابs مهجةv يا ج

؟ تشــــو�هzكs ألم zدوب النــــ�ج

األنيقs الوردs وجنةv يا جج

فقs كوكب يا tم أمvا الضحوكs الش� ؟ بك أل zحوب uالشجج

على ينشر األفق، ضحكه وعال يضحك الكواكب وجد ولكنهوسحره. جمالها الطبيعة أبناء

، األفقs في ذا أنتv ها uم{ تضحكuهv . وال الت zتخيب

vكv وترى l، الغاب بنات~ من جمال . معطارا zلعوب

بيع أناشيد تتلو tها الرt القلوب نجvوى كأن

لقلقه عالج من يريحه قدر ما استجداء غير الشابي حيلة وفماالضحوك. الشفق كوكب من يطلبه األمل إنه واغترابه،

فق كوكبv يا الكئيب. مبتهل الضحوك! وأنت الش�

قvاوهs أبناءv وغنt السماء في لح tوالخطوب. الشج

غريب. متبئس~ لكل� العزاء تهبu أنشودة

عاد أنه القلقة؟... والدليل لمشاعره الخالص وجد هل ولكنه بالقلق تشى متشائمة تصويرية نفارقه في رأسما تشاؤمه إلي

إال هي ما متتالية، ملتاعة استفهامات تلونها صورة واالغترابوخزات:

79


vقtية� للمياه ما zبوuعي حولي، ن vن ؟ وي zوب uشvم

vحs م ؟ ال وصبحيv للد{نيا، يعودu للصبا zيؤوب

vي يضيقu لي م ؟ حولي ما وكل{ الوجودu، ب zرحيب

د� الغاب في ما وكل{ وجمتu مالي v؟ مغر zطروب

، لي ما uون في ما وكل{ شقيتv vخtاذ الك ؟ أ zعجيب

قلقه، نفس بها تدفع قائمة متوترة استفهامات من يالها غرة حين على بسمة في ولو التشاؤم، وهذا الكآبة لذه نهاية من أما روح عن تتمخض االغتراب آالم كال... إنها الحياة، بسمات من

نفسها: عن لتعلن التشاؤم

sي الحياةu تضاحكتs مهما tنن l فإ . أبدا zكئيب

. ال والكأبةu الكأبةs، ألوجاعs أصغي zتجيب

وح أنا إني� . الدنيا في سيظل الذي الر� zغريب

. بأحزان مضطلعا ويعيش zوالمشيب

نفس عن صورة تقدمان السابقتين القصيدتين أن اعتقد باعثه كان التشاؤم من كثيف - معذورة- ضباب يغشيها التي الشاعر

الروحية. وغربته النفسي قلقه على الخالق عبد المقرب صديقه يقول الشابي وبتشاؤم

الحياة في كان قائال:" فقد الشابي طبيعية عن يخبرنا إذ البشروش، و الناحية بغير تحرك أو نفسه زتهت ال متشائما، فيها وبما زاهدا،

الجحود ومن الدهر، عنت من حياته في ليقيه ما النديب.. فإن1والنقمة""" بالتشاؤم نفسه تنضجر و بالشكوى، يضج جعله

1213:208 ص من الديوان.

80


هذا إلى بصاحبه أدت التي الجراح بيده البشروش لمس لقد أصدقائه من كان انه أولمها لسببين بها معه نسلم ونحن التشاؤم،

من غيرالموضع في اعترف الشابي أن ثانيهما المقربين، األدباء القائل فهو وتشاؤم، نقمة من أحيانا يستشعره كان بما رسائله

لم الناقمة الجياشة نفسي الحليوي: " إن محمد الثالث لصديقهما 1عداها""" لما فيها أتلفت فرصة لي تترك

أغلقت أنها بحيث السوداوية، من النقمة هذه كانت هل ولكن وأننا خاصة الناس، ويكره نفسه يكره فجعلته سبيل كل الشاعر على

التشاؤم؟. من النفس على أخطر درجة المنقمة أن ندرك يوصده بابا يكن لم الشابي عند النقمة مفهوم الحقيقة! إن

يترك كان كثيرة أحايين في ولكنه الكئيبة لنفسه يلوح أمل بريق أمام قوله يدعمه وذلك الناقمة، الجياشة نفسه لعزاء مواربا له الباب

للحليوي: l رسائلك أن أنكر ال كنت " إن قريحتي من شحذت ما كثيرا

l عليها وسخطي نفسي على نقمي من وخففت بي يؤدي سخطا فيمها بلغت أراني ال اللذين والشعر األدب هجرة اغترم أن إلى أحيانا

1إليه""" أشواقي تطمح ما وسخط نقمة ولكنها فنه، وعلى نفسه على وساخط ناقم أنه

l يسعى الذي الفنان شعراء من مثير نقمة وليست فنه، كمال متبغيا قد نقمته ديجور في وهو ذواتهم، على المنغلقين الرومانسية

ثقتها لنفسه تعيد أن يمكن صديق من رسالة نقمه من يخفف يبدو لصديقه، رسالة في يؤكدها وغيرها؟ المعاني وهذه وانتعاشها

للحليوى: قائال تفاوال أكثر نقمته رغم فيها و نسائمه تندي صاح صباح الصاعقة أقول؟....إذا " ماذا

الطائر ويغرد السحر، حواليه يرفرف مقمر وليل غمائمه تتهاويأناجيك: كأنني األفق وراء من بك أهتف المستمر" وإذا

tربت ذكرى ربtق zنvم نزحا.

لكم ذكرانا مثل اذكرونا

1 213:208 ص من الديوان.1277ص السابق

81


سحر من أنامل اللهيب وينقلب رحمة النقمة تتقلب وهكذا 1الربيع" """ كأزهار

والتي نقمته، عن القاسم ي أب من األقوال هذه مثل ولعل تنفي فؤاد نعمات الدكتورة جعلت تفاؤل إلى كثيرة أحيان في تحول

على نقمه الشابي عند " الترى فهي ناقما يكون أن الشاعر عن ةالالذع سخريته فإن المجتمع، على الحتى و ال الكون، على أو نفسه ولدها إنما وقومه، وطنه فيه يعيش الذي الفكرية بالوضع وتنديد عالم إلي شوقه عليهم... اضطرام إشفاقه لهم.. شدة حبه شدة

1..." """هنقمن ال حار حب وليد الشابي يعيشونه... فنقد أفضل ،مبالتشاؤ تصف أن تستكثر نعمات الدكتورة كانت وإن

إذ األلم شاعر بأنه فتصفه من بالتشاؤم وصفة وحدة من فتخفف وال الوصف على أقصر أن وحسيي األلم شاعر الشابي تقول:" إن

1أتجاوزه".""" رضاها عدم مباشر غير بأسلوب تقرر آخر موضع في ولكنها

تعلق حين وذلك شعره في الشابي سلكه الذي المتشائم النهج علىفيها: يقول للشابى أبيات على

عليك وسدت الخطوب، حاصرتك إن الموت إلىالسالم سبيل

جج وقناع األسى رداء الحياة تنضو الموت عالم ففي

1الظالم"""ج

تعبيره: حاصرته حد على هبه " ولكن د. نعمات تقول

للسلوى منافذه الحياة ففي السالم، سبل عليه وسدت الخطوب،l واالستعالء... أنا والعزاء هذه على والموهبة، الشباب متفتح شاعرا

. 1النزعة"""" المتشائمين مرضى ضيف شوقي الدكتور األستاذ يقسtم

يتألم " من األول القسم قسمين، إلى وشعراء أدباء من المفكرين

1277 ص السابق.1145ثالثة"ص فؤاد:"شعراء نعمات د.1 147 ص نفسه.1213:208 ص من الديوان.1213:208 ص من الديوان.

82


فيما واسع تفكير والى الحياة في فلسفة إلى ألمه يحول ولكنه الفريق هذا عند فاأللم وشقاء، سعادة و وبؤس نعيم من يالحقها الحياة إلى يتحول أنمها أوجاعه، عن والحديث نفسه إلى اليتحول. 1الصارخ" " والظلم الشر صخور من به ترتطم وما كلها البشرية

يعلو " من فهو د. ضيف عند المتشائمين من الثاني القسم أما النهاية، إلى عليه وينتصر ألمه يقهر أن يحاول من بل ألمه على

يتشاءم ال فهو لذة، إلى عنده األلم تحول كأنما باسما، ضاحكه فتراه كل التسامح، كثير هو بل حوله، بما يضيق ال وهو التفاؤل كثير هو بل يعتصر وما بنفسه الوعي يفقده وجماله جميل، الطبيعية في حوله ما

تطرد إذ أالمه، كل على تعلو بالكون حوله ما كل مرضه، من قواه. 1أمثاله"" بصدرور تجيش التي واألوهام الوساوس كل صدره من

تشاؤمه- يكون أن الشابي عن ينفي شوقي الدكتور ولكن النوعين، هذين مرضه- من إلى سببه شوقي الدكتور ارجع والذي على فيكون الكثير أما نادران، النوعين هذين أن يقول:" غير وفي كبير، ومفكر فيلسوف إلى األلم اليحوله الشابي القاسم أبي مثال

تحوله وإنما مبتسم، أو الحياة في ضاحك إلى العلة التحول وأيضا.1حارا"" ندبا وحياته نفسه وندب والبكاء للعويل ضخم لحن إلى

الدوام على يكن لم تشاؤمه في الشابي أن أزعم ولكني نفسه وندب والبكاء للعويل ضخم لحن إلى مرضه وعلة ألمه محوالl وحياته l ندبا l أن صح وإن حارا جنائزيا لحنا كان هقصائد من كثيرا الحياة بإرادة فيها يتغنى كثيرة قصائد له أن أيضاء يصح فإنه ضخما

وقصائد ،1الحياة"" " إرادة المشهورة كقصيدته لشعبه، الكريمةl شعبه باآلم فيها تغني أخرى "إلى كقصيدتيه بمستعمريه، فيها منددا يندب ال القصائد هذه وأمثال ،1الدين"" حماة . و" يا1العالم" طغاءأيضاء. النازفة وآالمه شعبه فيها يندب إنما فيها نفسه فيها

1دار143 المعاصر" –ص العربي الشعر في ضيف:" دراسات د. شوقي - د.ت.8المعارف-ط

1 144،143 ص نفسه.1144 السابق.1406ص الديوان.1457 ص الديوان.1275 الديوان.

83


آالمه من فيها يخفف أن حاول الشابي أخرى قصائد إن ثم "الصباح قصيدته خالل من ذلك إلى أشرنا أن و سبق عنها،كم متحوال

.1الجديد"" اليحوله األمل " بأن القاسم أبي عن د. ضيف قوله عن أما

وندعوه الجليل العالم نذكر أن كبير" فيكفي ومفكر فيلسوف إلى من3 في نظمها المقبرة" والتي "حديث الشابي قصيدتي لقراءة في نظمها المقدس" والتي الثعبان و"فلسفة ،1"1932 سنة ابريل

l بشهرين موته قبل ،1"1934 سنة أغسطس من20 من و تقريباl يبدو خاللها l، فيلسوفا ونظرته آالمه يفلسف ىاألول في ومفكرا القوة المنطق بين الصراع الحياة مداره فلسفي، حوار " في للكون

نفعها بحجة المقهورة الشعوب تصرع التي المثقفة، االستعمارية " حديث قصيدة من الشابي يقول أبنائها من الواعدين وبين

المقبرة".

uطوى vت هذا سمواتu أالوجودz؟

الفضاء هذا ويذهبالبعيد؟

ج

{جuومu تلك وتهلك النالقuدامى؟

مu و vرzهv الزمانu هذا يالعهيدz؟

zويقضى uصباح sالحياة البديعu؟

ج

uوليل sهيب الوجود الر�العتيدz؟

ج

vسzطو ليل الكل� على أيsالفناء

خلفv الموتu بها ليلهوالوجود

جج

vبvصz الولدوz الربيع روح وتجمدvالخضم{ الحياةs يم فينج

في أكثرها وما– المتتابعة االستفامات بهذه الشاعر كان ما يخفي وال والموت الفناء فكره من قلقه مدى لنا قصيدته- يصور

العالم كل الموت يفني أن ريستكب فكأنه تشاؤمية، مسحة بها1359 ص الديوان.1بعدها. وما334 ص الديوان1بعدها وما484 ص الديوان.

84


الموت بها ليلهم وصباح ونجوم سموات من بها تغني التي الطبيعة قوله قلقه يؤكد المولود، الحياة ربيع روح تخمد أن بعد الوجود، خلفالخارقة: بقدرته نفسه الوقت في مؤمنا القدر، على حانقا

tفzس على كبير� هذا الن!uالعفاء

جج

هذا القلبs على وصعب�!zالهمود

المستمر� القدرs على وماذا ج

v لو tاسu استمرأ طعمv النzالخلود

ججوا ولم uرvفuيح sبالخراب

sالمحيط ج

uفzجvعuوا ولم الحبيبs في يzالودود

جvسالم في الورى وعاش

~ن أمي ج

رخى�، غضير~، وعيش~سعيدz؟

zهو ولكن uالمستبد{ القدر جج

zوحuنا، له يلذ{ كالنشيدz! ن

l ليس l الجالس األبيات،وهو هذه الشابي يردد أن غريبا مغتربا وتفاهة الموت بجالل شئ كل بتحدث "حيث المقبرة في الناس عن

أذبلتها قد وأجفان ثائرة، ونفش متعبة، بأقدم الشاعر جلس الحياة، أمامه وتقلبت والذكريات واألفكار األحالم بنفسه فطافت األحزان،

l القلق من الحالة هذه إلى سلمته حتى. 1الكثيرة" األيام رسوم نهبا أو تخيل الشابي ولكن به، تغنى ما لكل الفناء صور إال الترى ألسئلة

قديم فيلسوف "روح هناك أن نفسه لغلواء تبريرا خاليه أوهمه هكذا التراب، أحشاء في بالية رمة أصبح الذي جسمها تزور جاءت مجهول

الظامئة، وحيرته الروحية اآلمه من المسكين الشاعر عل فأشفقت بهذه مخاطبته اليقين برد فيه وتسكب الحكمة، تعلمه أن فإرادات. 1األبيات"

vتبرمت sبالعيش sولو خوف vتzمuد l vا سئمتv حي1335 ص الديوان انظر.1 341 ص الديوان انظر.

85


sالفناء.zالخلودج

vت zاألرض على وعش vلz مsثsالجبال

، lجليل ،l l، رهيبا وحيدz. غريبا

اللحودz. خوفs غيرu زانهu والالفناءu إال العيش حtببv فما

األليمu الحياة شقاءu ال ولوجج

tسu أدركv لما معنى النا.zالسعود

zنvلم وم uيرعه uقطوب الد�ياجvيـ

sلم ر zبالصباح يغتبط zالجديد

في ويبعث الثائرة القلقة نفسه يرضى أن الشابي حال هكذا

في خالصتها تتمثل التي الحكم، بهذه األمل دماء المتشائمة أوصالها إلدراكنا يكون أن فالبد كذلك ومادام حي، كل نهاية الموت أن

الخلود استمراء الن منه، خوفنا تصاحب لذة من الموت لحقيقة ورهبتها عظمتها يصاحب التي الجبال سأم ، بالسأم يصيبنا سوف من خوفنا سوى قيمة لحياتنا جعل فما مميتة، وحدة قاتلة غربة

استشعرنا وم متع، من الحياة في ما ألذ اغتنام على وحرصنا الموت إعجابه رغم الشابي ولكن الشقاء، تذوق بعد إال السعادة قيمة

ايفارقه لم مغتربة قلقة بروح يسال عاد الفيلسوف، روح بحديثحدة: أخف بدت وإن التشاؤم روح

لقاء من يكن لم إذاالمنايا

هذا حلt لمن مناصzالوجود

tناء فأىvلهذى غ sالحياةجج

العنيف الص�راع وهذاzالشديد

ج

uم{ر لماذا مvان بوادي ن tالزl النعودz ولكننا سراعا

الوuجودz بهذا لعمري غريب�الحياةv ماسألنا إذا وكل�جج

86


التي الروح وهي الفيلسوف صاحبه روح من الجواب ويأتيهالحكم: من يقنعه قد بما لتجيبه خاليه فكرها وناجي رسمها

uَغv خلقنا zvل l ونصبالكمالs شأوv لنب الخلودz لمجد أهالج

vبsعثرات من ونكس

sالطريقج

الص{عودz بدtأبs التهد{ قوى

l في لنا يكون ومجداsالخلود

الورود رائعات من أكليلسسسو

ببالغه، هو وما الكمال نحو ليسعى الله خلقه اإلنسان هكذا استمرارية يهدها ال قوة فيكتسب يتعثر، أن البد بلوغه سبيل في وهوالمجد. وتحقيق الجد

مازالت الشابي القاسم أبا الشاعر الفيلسوف أن يبدو ولكن عليه تلح تزال ال كانت تهدأ، ال التي الثائرة " أفكاره عليه تسيطر

الفيلسوف: روح يناجي فقال المرهفة باألسئلة

zا ما إذا ولكنv ن vاالخلودv لبس� zن sل {فوسs كمالv ون الن.zالبعيد

ج

l كما النود وهلالبقاءs دوام نمل{ ال فهل جديدz الج

اه؟ ماذا"الكمالu" هذا يكونt وكيف uرu الحدود؟ وكيف تجج

"الكمالu" جمالv وإن�" uالطموح"

ججججججججج

ll" يرى ومادام من "فكرابعيد

ج

غدا إن سحرهu، فما"l "واقعا

l أصبحv يحس{،و شيئا1شهيدz؟

ج

1 347 ص الديوان انظر.

87


أن بها أراد التي الشابي روح عن تعبير خير تعبر األبيات هذه فكره في لتشعل الحياة، جدوى حول التشاؤمية أفكاره يفلسف كمال ونلنا الخلود حققنا أننا يتساءل: هب فهو والقلق، الحيرة

كره الذي البشر طمع سيقف فهل مستحيلة أمور وهي النفوس الكمال، هذا يسأموا أن البد إنهم الحد؟ هذا عند أفعالهم الشابي

l في فيدخل فكره يرحم أال على الشابي يصر ثم جديد، لكما طلبا حيرة في للتساؤل يعود إذ حلقة، إلى حلقة من المستحيل سلسلة

الكمال جمال هو الطموح كان وإذا حدوده، وعن الكمال هذا كنه عنl؟. محسا شيئا فكر وهو غدا إن سحره مدى فما وغايته، مشهودا

قلقا فيلسوفا التشاؤم جعله الذي الشاعر لهذا يقر ال وهكذا بقوله: " كذلك قصيدته نهاية في ذلك يقرر الذي نفسه وهو قرار، أي

في عنه بعيدة ذاك إذ كانت ولكنها الفيلسوف، روح الشاعر ناجى ظلمه في الشاعر أسئلة ضاعت وكذلك نجواه، يسمع ال بعيد عالم.1يجيب" وال يسمع ال الذي الليل

المتشائمة، ألفكار منتصرا قصيدته الشابي ينهى أيضا وهكذا تعاطف أدنى عندهم يجد لم نللذي الناس دنيا نفسه في أودعته مما نفسه، قراره في عليهم ناقم أو لهم كاره غير كان وإن أفكاره، مع غليل تشفs ولم الفيلسوف حكم معها تجد لم التي األفكار تلم

إجاباته. أسئلتها الشابي ضيف: أن شوقي الدكتور لألستاذ نقول تقدم ما لكل

و اغتربا، قم فقلقا تشاؤما آمة فلسفة من ديوانه عبر يحرمنا لم الذاتية آالمه من غرة حين على شعبه وعلى علينا يضن لم كذلمك

المقدس" كما الثعبان قصيديتة" فلسفة في شعبه آالم يفلسف أن تحدث زكما كان، كل في القوة فلسفه بقوله: "هي عنها اخبرنا

أن حاول حينما المتصرفة الفلسفة بلغة الشحرور الثعبان... إلى السبيل " تضحية" وجعله فسماه فيه، أوقعه الذي الهالك له يزين

الشعوب إلى الغرب سياسة اليوم تتحدث المقدس، للخلود الوحيد في طريقتها يسوغ أن تحاول حينما األحالم الشعرة بلغة الضعيفة "سياسة فتسميها القومية ميزاتها قتل على والعمل ابتالعها،

لهاته عنه معدي ال الذي الوحيد كالسبيل عنها وتتكلم اإلدماج"،.1 حقوقها.." نيل أرادات إذا الشعوب

1 349 ص الديوان.1484 ص الديوان.

88


لالستعمار، رمز المقدس الثعبان أن أسلفنا كما يخفي وال شاعر بلسان قومه حرية عن يدافع شريف لكل رمز والشحرور

1 .مبآالمه

في عليها سيطر إنه حتى الشابي، روح التشاؤم خضب لقد عسر سبعة بعد يتعد لم العمر مقتبل في وهو مجهولة كآبة صورة،l قصيدته مثل األولى، قصائده منذ الكآبة هذه عن عبر وقد ربيعا

وفيها ،19261 سنة أغسطس7في نظمها المجهولة" التي "الكآبةيقول:

كئيبz أنا

غريبz أناجج

ها خالفvتz كآبتي vنظائرج

s في غريبة� vحvزنs عوالم ال

ده� فكرة� كآبتي مغر�جج

مسامع من مجهوله�

sمن tالز

واالغتراب التشاؤم وكأن بالغربة، الكآبة يقرن هنا الشاعر في إيغاال الشاعر إن حتى متفردة، كآبة الشجن هذا ليكونا يمتزجان

مسامع في مجهولة فهي مغردة فكرة جعلها هويتها اتضاح عدم فذهب السمع، يكون ما وآلم كأقبح سمعها الشاعر ولكن الزمن،الجبل: حيث إلى طائرا بحزنه يشدو

رنتها سمعتu قد لكننيجججج

شبابي في بمهجتيالثمل.

ج

فانصرفت سمعتها،.l مكتئبا

جج

1 الفصل. هذا من انظر1 90 ص الديوان.

89


كطائر بحزني، أشدوالجبل.

ج

أكثر الحياة يحم�ل مذهبا وكآبته تشاؤمه في الشابي ويذهب يرينا فال األفراح، يحمل كما األتراح يحمل الذي منطقها يتحمله مما نفسه من يوجه حين وذلك المحزن، جانبها غير الشابي فيه

التي قصيدته في القائل فهو المغتربة، أسئلته القلقة المتشائمة 1الليل" "أيها بعنوان1927 يونيه في نظمها

نغمةs عن الحياةv سالتu قدالفجـ

المساءs وجمzةs وعن ر،sالقطوب

uفسمعت ،vفي الحياة sاألحزا هيكل

ج

بلحنها تشدو ن،: sالمحبوب

مvاء سكوتu "م tالس t إالوجوم�

ججج

uباح مانشيدtغير الص . sنجيب

طائر� الدtهzر في ليسtى يتغن

ج

غيرu الحياةs ضsفvافs فيsنجيب

vبtخض uاالكتئاب vأجنحة tا األي

،s s بالدtمع، م والدtمsالمسكوب

tاسu يفرحv أن وعجيب� " بحزنها اليالي، كهفs الن sالمشبوب

في الثابت المنطقي الشئ هو الحزن وكان– يتعجب في الحزن يحرقها دنيا في الناس فرح البشر- من نفوسالضيق. كهفها

1 145 ،144 الليل" ص "أيها قصيدة الديوان.

90


من كثيرا يسمع ديوانه عبر الشابي أناشيد إلى يصغي ومن آالم من نفسه على رأن بما معلل تشاؤم من تخلو ال التي األنات هذه

سواء. حد على وأعداؤها داؤه أحدثها من موضع غير في وتشاؤمه وملله كآبته عن الشابي عبر ولقد

l الحليوي، محمد صديقه إلى بها يرسل كان التي رسائله ما وكثيرا أشكاال التشاؤم هذا نتيجة القلقة نفسه في تتخذ الكآبة هذه كانت

في واألمل المغلقة، ة األنا فيه تظهر التي القنوط بين تتراوح متباينة فيه تتلمس شكال واتخاذها بعيد، أو قريب مستقبل في الخالص المشاعر هذه تجد قد أنك الغريب ومن الله، لحكم استالما خالصها

اواغترابه النفس هذه قلق يعكس مما واحدة، رسالة في المتباينةالبشر. آالم سائر عن وتفردها بآالمها،

بتاريخ رسالة في بنبرة" أالنا" المتشائمة مرتفعا الشابي يقولl ضقت هـ: "لقد1348 صفر25 أحالني، وال صاحبي يا بالحياة ذرعا وهموم القبر إلى ذاهبا إال اليوم عليه ماهي على الحياة ظلت إن

تبين تكاد ال التي المتقطعة الكلمات هذه مثل إال استطيع فال الجائر، من يساورني عما رتعب وال وبأسائه العيش غصص من أكابد عما

فيها على موت قد أن أذكر ال المظلم الليل كقطع المدلهة األفكار1أشد" أو األيام هذه من أنكد أيام عمري من سلف

عرضناها قصائد المتشائمة "األنا" القانطة هذه عن عبر وقد "نشيد الليل" و "أيها تائه" و مثل: " صوت الفصل هذا خالل من

الحصر. ال المثال سبيل المجهولة" على "الكآبة األسى" و نفس في تبدل ما سرعان "األنا" القانطة مشاعر ولكن من يبدو قد صبح انتظار في خالصة متلمسا فيقول السابقة، الرسالة

الرهيبة األشباح هي وها األقتم، الحياة سبيل في مدلج أنا " ها بعيد سائرا سأظل ولكني األزداراء، و السخرية أناشيد وتسمعني تتعقبنيl الحياة،وظل صباح منتظرا أغليه والكهوف الغابات هذه على مردداالقبور: صراخ يسكتني أو الصبح يبدو أن إلى والحنين الحيرة

أين أمي! ترى يابنيالصباح؟

والفجر العمر تولى قدبعيد.

ج

محراب أين غابي؟ أين تراميه هل نايي؟ اين

1224،225 السابق.

91


الرياح ج

السجود؟

غاض قد الليل بنات ياالصداع

العيش نشوة طاشت منذالحميد.

أين ترى أمي بني ياالصباح؟

خلف أم البحر؟ أوراءالوجود؟

1الصباح؟ أين ترى أمي بني يا

ج

من بشئ تشاؤمه عن يتأسى أن فيها حاول التي القصائد ومنقوله: أبياتها ومن الحزين"، "المساء قصيدته جديد فجر في األمل

المريد القوي القنوط وسخط الحياة، مآسي بنفسي فجاشت

عتيد مكين بكل فمادت القنوط عصفات طغت ولماج

شديد جلدا قبل من كان وقد الجزوع، الهلوع، بقلبي، أهبتججج

الجليد" الصبور، اال فاز فما لليالي، تستكن وال "تجلدج

جديد" فجر رالدياجي فخلف الدهور حتدثات من تاس والج

الورود" تلك الروض نضد لما الغضاب الشتاء غيوم ولوال

1البرود" تلك الصبح نسج لما العبوس الحيتاة ظالم ولوال

أمال كلها برودا، ينسج ورودا... صبح ينضد جديد... روض فجر الحياة... القنوط... مآسي منعصفات خالصا الشابي بها تذرع بعيدة

العبوس، الحياة الغضاب... ظالم الشتاء وجزعه... غيوم قلبه هلع يعاينها التي الحالة هذه هل باعثه كان وتشاؤما حزنا، تقطر معان وكلهاوقلقا. توترا

متشائما الشابي يبدو التي القصائد رفيقي" من "يا قصيدة تعد واالغتراب التشاؤم مشاعر من التخلص محاوال مغتربا، ثم ومن

1 170،169 ص الديوان.1 170،169 ص الديوان.

92


بعيدا، أمال يمثل الذي بنايه متوسال خاليه، اصطنعه رفيق بمصاحبة فانه" هبة إال واالغتراب الشجن معاني من الناي يحمله ما ورغم

باإللهام": لمستعيذ األمالك

1أقدامي. مجتي وتخطت طريقي، ظللت يارفيقي! لقد

األوهام و الضالل كثير اعمي تايه فأنني بكفين، خذ

حام الهول من مالمرتادة ظالم، فالحياة الناي، وانفخ

واآلالم اآلثام وعجيج األفاعي، فحيح آفاقه ملء

باإللهام لمستعيذ األمالك هبة انه الناي فانفخ

الظالم جم الحياة وسبيل بعيد، فالنهار السير، وأغذذ

سبيل من له مخلصا ينتظره الشابي أن غير بعيد األمل نهار في يهوم أعمى، تائها فيه يتخبط الذي المظلم، السوداوي الحياة ما ثمة وليس األفاعي فحيح يملؤها المظلمة وآفاقه الظالل، من أجواء

كان هنا ومن الشاعر، ومعشوق معشوقها الناي سوى عنه يشعلهاباإللهام". للمستعيذ األمالك "هبة الناي

باالستسالم خالصه فيه يتلمس الذي الشابي تشاؤم عن أما االمه عنه نفسها الرسالة في لصديقه فقوله فرجه منتظرا الله لقضاء

المرة: هذه في أشواطه. طور تقطع أنت الذي الطور ذلك بي مر فقد كما به أتبرم كنت الوجود هذا علة عن المتسائل والملل المتضجرة عندما المشاعر وتنبه النفس يقظة هو إنما الطور ذلك تتبرم... إن

أنت التي ساعاتك مثل من ساعة لي ليت يا و الحياة، بواعث بها تهيب بأعباء ارزح أصبحت فقد نعماته على الدهر ملوم! فاشكر برم بها

كاهلي عن الله يرفع أن إال أمل بإثقاله... غير الحمل يرزح كما الحياة 1النسيم" هذا من رئتي ملء فأتنفس قواي به تنوء الثقل هذا

1 195 ص الديوان1 145 ،144 الليل" ص "أيها قصيدة الديوان.

93


عندما المشاعر وتنبه النفس يقظة هو إنما الطور ذلك "إن عبقري شاب من عميقة فلسفة الحياة"... هذه بواعث بها تهيب

من الخيط نلتقط القول هذا وتشاؤمه... ومن وضجري سآمته يفلسف باستغراق اعتقادنا رغم األوهي: أنه مهمة، كلمة ألقول الشابي وواقع والتيم بالداء معلله تشاؤمية في قصائده من كثير في الشابي

وجودية، عدمية تكن لم التشاؤمئة هذه إلى متردى وسياسي اجتماعي وصفه في السابق الشابي قول من والدليل أسبابها، عرفنا قد مادمنا ما بمقدار الحياة إلى رينظ ال الذي الشاعر الفيلسوف كآبة إنها لكآبته،

بل فحسب األصدقاء شماته و األعداء وظلم المرض آالم من منها راه في ذاته على ينفكئ لم الذي الحساس الرقيق الشاعر نظرة هي

خزات، و صورة في التشاؤم هذا يفلسف ولكنه عدمية، تشاؤميه الحياة، بواعث من بها تهيبه بما المشاعر وتنبه الخاملة، النفس توقظ

أو حينا، شعبه روح من السخرية أو حينا الخنق صورة ذلك اتخذ ولو من عامة البشرية النفس لطبيعة يعرض مما ، آخر حينا المزاج تقلب كنفس واألعداء بالداء مبتالء النفس كانت إذا بالنا فما متبانية، شاعر

الشابي! هسبب وما واغترابه، قلقه على باعثه كان الشابي إذن! فتشاؤم

شاعريته، ومنبع وحيه مبعث هو األلم هذا "وكان ألم، من لنفسه ذلك1الشاعرة" عبقريته الباطنية نفسه في تحركت ما يظهر، ما على فلوال

. ليعبر أخرى أحايين في أحايين،وتفاؤل في الشابي وتشاؤم

كان فلقد حوله، ما بدواعي يتأثر الذي الفنان قلق عن تعبير خير إلى معينة نظرة إلى حتستري ال التي القلقة الشخصيات "من الشابي مغايرة كانت ولذلك األنفعال، بلحظات موجهة فنظراته الحياة، انفعال أنه ،1مذاهب" أو قواعد في المفرعة الثابتة العقلية للنظرة

شبابه. ريعان في شاب فنان .. جائز!، االنفعال القلق... نعم!، يميزها الشعرية تجريته إن

بدت وإن مذهبي، اعتقاد عن وجودية عدمية أنها هذا يعني ال ولكن من الموضع هذا غير في المحنا كما عدمية، مظنة قصائده بعض

التي لذاته عجيب استبطان في آالمه يفلسف الشابي البحث. إن الفن من اللون هذا يذوق أن له أراد الذي وشعبه فنه، بحب تتلظى

هيات. هيات ولكن العجيب،1 149 المعاصر"ص العربي الشعر في "دراسات.1 89 جبران" ص و " الشابى.

94


عن تتم الشعرية، الشابي تجربة في الذات استبطان إن الحياة آالم يخفف أن أراد حين إليه استمع سنة، فاقت باكرة عبقرية

:1أعمى" "عارف عن

vأعمى الحياة فجر أدركتvوكنت uالتعرف zالمtالظج

vاسي وحشة~ في وعشتvقu l،ت �ها خواطرا ضرامz كل

lرفيق� بها ما وغربة،lمالها وظلمة zتامsخ

l الوجود تيه تنشق والس�قام الفقر عضكv قدفردا

zقلبك من وفرالمآسي نفسك وطاردت zالسالمج

األسيان شعوره المغتربة القلقة هو نفسه من يخلع أنه في متأمال نظرته في يقف لم فهو التعيسة ذاته مستبطنا باألعمى التي المعذبة النفس هذه أغوار سبر وانما المادي، عماه سطحية

رفيق، بها ما وغربة والحرمان، السلب خواطر تقاسى وحشة تعيش وسالم يتعقبه، قاس~ الم بهما شعوره يزيد ومرض، فقر على عالوة

نفس من يمتاح فنه- مـن مع صادق له ليخلف قلبه، من يفرقلقه. متشائمة

zع�نى قلبك على ه�ونvلمu اج

zإن vتz sصرu كن uب {جومz الت الن

zغuو وهو الغابv والنرى يلجججج

الغيومz تخطر وفوقهجج

سراب. ماؤه مروع�،قvفzر� الحياة إنt حصا يا

vني ال والتراب الشوك عواطف إال منه الطtرفu يجت

tاس وأسعد والمصاب الهولv يبصرu الأعمى فيه النج

العذاب بألحانك فيهاواقنع الحياةs إالهv فاحمد

1 201-199ص أعمى" من "عازف قصيدة الديوان.

95


tاي آهة منالليالي شاءت كما وعش . و الن zالربابج

يطلب ال خادع، سراب ماؤه قفر المتشائم منظورة في فالحياة كعازفه كان من الناس واسعد والتراب الشوك غير جنى منها الطرف ألما، وزاده بل الهموم فقاسمه عليه يهون أن أراد الذي ذلك أهمي،l الله يحمد أن له أراده وحين التي اختار العذاب باغانية متمتعا قانعا

نحيبه، أنات آهاته عليهما يدندن النغتربة، نفسه أنات ينغمان شجن،والرباب. الناي انهما

إيليا مع الفصل هذا من سابق موضع في سلمنا قد كنا إذا و ما مع وجدانية األحيان بعض في كانت الشابي تجربة بأن حاوي

3 جاءت قصائده وجودية أن من به احترزنا أفكاره عن تعبيرا األقوال هذه بمثل معه النسلم فإننا بها، مذهبي اعتقاد وجودية

التالية: تقع قد فإنك الوجود وراء مما موقفه تستطيع أن حاولت "ومهما

والالجدوى والعبث الفراغ أن وتتقين المغررة، الخدع بعض على في وإلحافه ذاته، قاع في الترسب النهائي اليقين هي والالمعني

الوجود صنع وعلى والخلق، والصمود اإلنسانية القدرة على التأكيد 1للعبثية" صنو هو أقداره ومعاندة وابتداعه

الشابي يصم حاوي قول من يتشف الذي المعنى معه النسلم بإن تتيقن سوف أنك النهائية المحصلة ألن ذلك عدمية، بتشاؤمية

في المترسب اليقين هي والالمعنى الالجدوي في المتمثلة العدمية واألحياء، بالحياة فيها يتغنى التي قصائده تخدعنا أن دون الشابي قاع هو أقدارهم مجابهة من اإلنسانية لنفسه بطولة من ادعاه ما وأن

حاوي. يراها كما العيثية مرادف الحظ ومنكود القلب مريض الشابي مشاعر في التباين هذا إن

انفعاله، بلحظات الموقوت بتشاؤمه المغلف القلق من ضرب هو إنما نفسه مع صادقا كان الذي فهو نفسه، أعماق في المترسب ال

هذأ علته اشتدت وكلما الجديد، صباحه تعانق حياة لها طالبا ،ةالمتألمبقوله: وله لها مؤمال روعها من

1 211 والموت"ص الحياة شاعر :"الشابى حاوي إيليا.

96


شجون. يا واكتىجرحz يا اسكنى

{واح عهد مات الجنونz وزمانuالن

tوأطل zباحtمنالص sوراء zالقرون1

ألنه ذلك تسكت؟ أن لشجوانه و تسكن أن جراحه طلب لماذاl آمن يلي: بما آالمه على متعاليا أخيرا

tر إنzحvالحياة سج

يزول ال خالد

الشكاة vيحول؟ ظالل منفعالم

الفصولz وترالص�باحz يأتي ثم

ربيع يأتي سوفج

zإن tتقض zربيع1ج

الجديد" ""الصباح قصيدته عبر األول المقطع الشابي كرر قد التكرار فؤاد:" فهل د. نعمات تتساؤل هذا سر وعن مرتين،

لحظة بين فيصرخ الجراح عليه تلح هل ؟ةمقاوم أملل للموسيقيوأخرى:

شجون يا أسكني و حجرا يا أسكنيج

أرى بالتكرار.. ل لها فيؤكد نفسه، مصدق غير تراه أم لترعوى؟1استفهام" عالمة األبيات وراء

شاعر من الموفق التوظيف بهذا الموسيقي التكرار أن اعتقد من عنه يعبر أن أراد ما كبيرة خدم قد الشابي، القاسم كأبي مجدد التكرار كان وبذلك عليها، والتعالي جراحه مقاومة عن تفصح معاني

l، وللمقاومة للموسيقي التي آالمه على يتعالى بها التي المقاومة معاl ، الملحق الجديد صاحبه بإشراقة الكئيب ليله في يتجرعها عن معبرا

1 395 ص الديوان.1 397 ص الديوان.1 143 شعراء"ص "ثالثة

97


جراحه وخزات ويهدأ يهدهد بها التي الرقيقة النغمات بتلك ذلكمندور: محمد الدكتور يقول كما أو وشجونه

اللغة استخدام في عيقن ال القصيدة هذه في " والشاعر من ويطلقه الخيال، يريح الذي البياني بالتصوير وال التقريري بالتعبير

اللغة أصوات استخدام في هذا كل مع يجنح وأنمات الواقع، أسار القصيدة هذه في أصبح قد ألنه النظير، منقطع موسيقيا استخداما

حزين فهو المركب، النفسي الجو بذلك واإليحاء للتعبير وسيلة الموت حفرة إلى ينحدر ال الشاعر ترى حتى مشرق، جميل ولكنه

في اآلخر العالم إلى ينطلق بل والرفات بالجماجم الملئية المظلمة .1قالعه" ناشرا حالم زورق

الحياة" و " وإرادة الجديد" و القصائد:" الصباح هذه أمثال إن بقصائد قياسا حاوي إليه ذهب كما مغرورة خدعا تعد الجبار" ال "نشيد

في تعبر قصائد هي وأنما نحصها، أن من أكثر وهي واأللم التشاؤم قلقه دوافع تتجاذبه ظلت الذي القلقة، الشابي النفس عن تباينها

الجازم اعتقاده مع والقنوط، واألمل والسخط، الرضا بين واغترابه تشاؤمه في أغرق مهما صباح نفسه على يشرق وأن البد بأنه

وآالمه تشاؤمه والتي المتواترة"، بآالمه وأكرر:" المعلل الرومانسي، يهز الشجي صوته بقاء سر كأن شعره، في عنها التعبير في فنيا صدقااليوم. حتى شجنا قلوبنا أوتار

والعزلة، الطبيعة إلى اغترابا به جنحت وإن الشابي مملكة إن انقطعت ما النهاية في فإنها العالم، هذا من ليست وكأنها حينا فبدت

وإن عمره، سنة أخر حتى إليه مشدودا ظل الذي شعبه، العالم عن تشاؤمه ظاهرها التي المشاعر، من متباينة أشكال الميل هذا اتخذ

ذلك بدا كما لمشاعره، واستثارة حث وباطنها شعبه، عالم من وقنوط وكراهيته تشاؤمه يفلسف أن أو ،1الميتة" "الدنيا قصيدته في

كما وأذله شعبه استضعف الذي االستعمار من وسخريته وسخطه كتبه ما آخر والقصيدتان ،1 المقدس" الثعبان "فلسفة قصيدته في

سنة أغسطس10،20 يومه في الوطنية بهذه المفعم الشاعرl. بشهرين وفاته قبل أي الترتيب على1934 تقريبا

1 الشابى" ،ص عن "دراسات كتاب ثائرة" ضمن روح مندور: "الشابى د.محمد 161.

1 143 شعراء"ص "ثالثة1 419:484 ص من الديوان

98


الشــابي مملكــة عن الســابق حــديثي في إليــه ذهبت بما ولعلى ليســت الشــابي مملكــة " أن يرى الذي حاوي إيليا األستاذ رأى أخالف

فــأدنى جمادهــا من الحيــاة جــدوى ليكشف جهده أنفق العالم، هذا منــة إلى الســلم ــة الحقيق ــاعاله المجــردة الروحي بنعم األيمــان أن إال في حينــا فتلهى لــه، يتبــد لم اللــه وجــه وحتى خذله، الغد وملكوت الحاضر تكشــف أنهـا إال التأمــل، ومتع العزلة نشوة في وأغرق الطبيعة بمفاتن

.1لها" القاع التي الهاوية على النهاية في "إال أن اإليمان بنعيم الحاضر وملكوت الغد خذله، وحــتى وجــه الله لم يتبد لــه،... أقــوال من األســتاذ حــاوي تــدل على التوســع في األحكام وفساد العقيدة، وقد تكون وراءها ميول للكاتب وأغراض غير

l مجاال لتنفيذها. سوية ليس بحثيا ويكفي أن نقول إن وجه اللــه قــد تبــدى للشــابى وإن اغــتراب

تبــدى عنه حينا في قصيدته "إلى الله" والتي يعطن حاوي فيمــا نظن كــان بأنــه حــاوي وصــفه فيمــا لــه تبدى إليه، توسل كلما رحمته نور له

فكاكـا وفيهـا إليهـا اغترب التي الطبيعة مفاتن به وأعنى للشابى ملهاةالمؤلم. واقعا من

أجلــه: أكــان بالشــابي امتــد خليــل: "لــو نظمي األستاذ يتساءلــه شــفافا األبيض منظــارا األســود بالمنظــار يســتبدل على العــالم يري

األسود بمنظاره يحتفظ كان أم جمال، من فيه ما على ويوقفه حقيقته من عليــه الحكم إلى ليس أمــر ســوادا؟! هــذا أشــد بــآخر يســتبدله أو

بيننــا فحــال الحيــاة وبين الشــابي وبين بيننــا المــوت فصل فقد سبيل،1االنتظار" وبين

أقول: هبنا سلمنا بأن الشابي ينظــر إلى الــدنيا بمنظــار أســودــونس؛ وليس1956وامتد به العمر إلى ما بعد سنة حيث اســتقلت ت

الــوقت الــذي كتب في األســتاذ نظمي مقالــه؛ من المؤكــد أنــه كــان سينظر إلى الـدنيا بمنظـار أبيض شـفاف، ألن أكـثر دواعي تشـاؤمه وقلقه واغترابه زالت وأعنى بها صراعه الفكري مع تخلفي قومه منــره ــونس اآلن بمعتنقي فك ــد أن نعمت ت أنصــاف المثقفين آذاك، بع المجدد، وكذلك تخلصت تونس من االستعمار البغيض الذي جثم على صرها ردحا من الزمن، فغدت تحت نيرة سائمة تــذوق أمــر عــذابات التخلف سياسيا واقتصاديا وفكريا وروحيا، وكلها أمر كــرهت للشــابى

1 210 والموت" ص الحياة شاعر "الشابى1الشابى" عن "دراسات كتاب ضمن خليل نظمي لألستاذ الشابى" مقال "فن

194 ص

99


االستعمار ومن سار في ركبه من أبناء الشعب التونسي، مما أكســبه نحوهم روحا محبطة ال ترتجي أمل إصــالحهم في بعض األحيــان وإن

كانت قلقلة في شعره. ولم يكن ليبقى له سوى مرضه، وفي اعتقـادي أن المـرض لم يكن بمعوق لتفتح موهبة الشــاعر المتفتح بطبيعتــه على الحيــاة، آمال كغيره من المرضى في إيجاد الطب الذي يتطــور مــع الحيــاة عقــارا يشفي مرضه ويداوي علته، تلك العلة التي قرر وهو حي تحــديها مــع أعدائه، ولكن القدر قــال كلمتــه الفصــل لتســكت عن النغم الشــجي

قيثارة عزمت أعذب األلحان. روح ســيطرة رغم1934 عمره سنة آخر حتى الشابي ظل لقدــاة، مســتهاما صــبا ديوانــه قصــائد من قليــل غــير على التشــاؤم بالحيــق منتظــرا ــاؤل بري الشســاعر تشــاؤم المتشــائمة نفســه ينعش التف

l بوصفه نفسه قرار في مؤمنا آالمه، أضجرته الذي الرومانسي ــدا واح أناشيد احتضار ورغم محبوبته و أبيه موت رغم التشاؤم أن البشر منن

في آدم ابن ألن والباطــل، الهــذيان من ضــرب بؤســه ومعــاني فــؤاده، غــير لهــا محب للحيــاة هعبوديتــ sقصــيدته في القائــل هــو أليس قــال

:1"1934 سنة فبراير17 في "االعتراف" المؤرخة

vا فإذا vن l مازلتu أ l طفال األلــونs و األضـــواءs بتعق{بمuوvلعــاج

و بالحيـــاةs التشـــاؤمu وإذاها sرفضــــــــــــــــــــــــــ

و البهتـــــانs من ضـــــرب�sالهـــــــــــــــــــــــــذيان

tإن vفي آدم sــراره هs ق sــ اإليمانs الصادقu الحياةs عبدu نفس

االستعمار من تونس تخلص وكذلك المجدد، فكره بمعتنقي اآلنــيرة تحت فغــدت قد الزمن، من ردحا صدرها على جثم الذي البغيض ن وروحيــا، وفكريــا واقتصــاديا سياســيا التخلف عذابات أمر تذوق سائمة أبنــاء من ركبــه في ســار ومن االســتعمار للشــابى كــرهت أمــور وكلها

أمــل تــرتجي ال روحــا نحــوهم الشــابي أكســبه ممــا التونسي، الشعبشعره. في قليلة كانت األحيان. وإن بعض في إصالحهم

1 452 ص الديوان.

100


والمثالية: الشعور ب-حدة و أحبته، فقد وآالم المرض، وخزات الشابي نفس في اجتمعت

هذه داخل لتشكل القول أسلفنا كما أصدقاء من وكثير أعدائه تنكر مبعثها شعور في حدة تحفزه قلقا متوترا عصبيا جهازا الموارة النفس

حينا مرضه ونوبات ، حينا عواطفه وجيشان حسه ورهافة قلبه رقة يتوافق بما تفلسفها ثم آالمها تستبن باكرا عبقرية ذلك إلى أضف آخر،

في تعيش أن إال اليمكن العبقرية "فإن لذلك للكون االتية نظرته مع بمستوياته يحاصرها، الذي المحيط ألن حولها، العالم مع مستمر صراع

الذي العادي بالقالب يقرلبها وأن يضعفها أن دائما يحاول العادية، وعدم واختالفها شذوذها في يكمن حياتها سر أن مدرك غير يفهمه

1محطيها" في المقبولة الشخصية لنموذج مطابقتها

حدة إلى حساسيته استحالت حساسا الشابي كان كله لذلك لم وإن ذاتيته من تتبع أغانيه وجعلت وتوترا، قلقا مشاعره حركت الطرب هذا أن إال شخصيا هو أطربته قد كانت وإن غيره، لها يطرب تجاوبا اليالقي حين رهيب نفسي وضيق ضجر إلي يتحول الرائع

يعيد أن تمنى كم والذي أنغامه، إلى آذانا أقربهم قومه من وتشجيعا المجيب، ولكن جديدا، فكرا صار الذي بشعره لتطرب آذانهم تربية

اغترابا. قلقه فاستحال

أنا كم الحياة ياصميم الدنيا في

بغربةs أشقى غريب� نفسي

~ بين يفهمون ال قومأناشيدــ

vمعاني وال فؤادي د بؤسى

تخضع هنا ومن انفعالي، شخصية الشابي "شخصية كانت لذلك االنفعال هذا فإذا ونوعه، االنفعال لحظات إلى الحياة في نظريها

على باعثا كان وإذا حالكا، ظلمه الحياة فان والكآبة الحزن على باعثا

1 الشابى" ضمن الشعر في والمكان الزمان "أبعاد الجيوشي الخضراء سلمى عن دراسات كتاب

.216 ص يالشاب

101


في يسير النشيد، فخم موكب الحياة فإن والطموح، والتجلد التمرد1والكرامة" والعزة المجد طريق

يثيرها كان القلق هذا عليه أملت التي الشابي انفعال حدة وأفراحه، أتراحه و وآماله، آالمه فيه تحكمت الذي العصبي جهازها

الجيوشى. الخضراء سلمى تقول يكون وقد عادي، غير جهاز العباقرة عند العصبي الجهاز "إن

الرومانسية العبقرية إزاء حدة يزداد والوضع أحيانا، طبيعي غير جهازا و الموروثة واألعراف الراهن الوضع ورفض الثورة هو جوهرها ألن

العبقرية، الصافي وهو ،الشابي وكان الحياة، تجديد وراء السعى "الفقر ذلك إلى يدخل عندها وتماسكها بوداعتها االحتفاظ عن عاجزا

المجتمع: هو الموبوء" الذي البائس بأرض يحيا الذي وأنا

قفرة~ للشك� مدحورة"s 1واآلالم

ج

من للكون ونظرته المفرطة الشابي حساسية كانت لقد إذن سببا كانت شعره، في عنها معبرا فكرا الرؤية هذه وتبيان ذاته، خالل تقريبا كانت التي تاالستفهاما كثيرة من ذلك يستشف قلقه، في

كان إذا وجودنا جدوى وما جنئا؟ قصائدة: لم اكثر في مشتركا قاسماالقلقة. األسئلة هذه آخر الموت؟... إلى هو مصيرنا

يجرى بما الشديد الشعور هذا باأللم، الحادة الحساسية "وهذه دامية ومآسي مضحكة مهازل من الشاعر، بالد وفي الشاعر، حول

جعلت التي هي وقلبه، روحه على تستولي المتناهية الرقة هذه مبكية، غير عالم في يعيش وكأنه شاعرا بالده، في يعيش وهو الشاعر، من1 العالم. هذا

دوافع من واحدة ألنها كلها، شرا تكن ولم الحدة هذه وكن هذا صح إن األلم عبقرية أسرار من وسرا المتفردة، الشجية إبداعيه سائر يرى مما أكثر يرى فصار عينيه فتحت ناحية " من ألنها التعبير به يحس ال بما فأحس سحريان ارحيق قلبه في وسكبت الناس،

189جبران" ص و "الشابى.1 217 السباق الشابى" المصدر شعر في والمكان الزمان أبعاد.1 بيروت البني الكتاب دار224،222 األدب"ص في سلميان: "خواطر موسى

د.ت

102


لكنه أسود، تشاؤمي قوى بشعر هذا إحساسه عن وعبر الناس،1خالد" صادق، مخلص،

لقد كان الشابي أحد الشعراء الذين تستغرقهم لحظة اإلبداع فينسي كل ما حوله إال ما يمليه عليه شعوره المنساب الجياش

أفراحها وأتراحا، وال يهمه في سبيل ذلك إن غشى بعض صورة شئ من الغموض، يقول في قصيدته " من أغاني الرعاة " مخاطبا شياهه

في نشوة شعوره:

. zاللt ، أو فوقv الت sفي الوديان sو امرحى ما شئت

، إنz خفzت الكالل. sها الوارف� sssضsيz في ظل وارب

zالض�الل sتzمvفي ص vواألفكار ، vوامضغى األعشاب1ججج

فأخذت الطبيعة، بروعه شياهه بصحبة وهو شعوره انساب لقد مادي، هو ما على معنوي هو ما عطف حتى الفرح لحظ’ تسبغرقه

على تعليق وأطراف األعشاب، تأكل كما األفكار تأكل شياهة فجعل: بقولها فؤاد د. نعمت به علقت ما الصورة هذه

مع األعشاب مضَغ تالف كما القطيع وتالف نفسه نسى "لقد1 الظالل.." صمت في زاده يمضَغ كالهما والقطيع األفكار... الشاعر

ولقد اعترف الشابي نفسه في أكثر من قصيدة بحدة شعوره وحساسيته، خاصة تلك التي تتسم بالصدق الفني مع ذاته المعذبة،

أليس هو القائل:

من الشقي{ والشقي{مثلي كان

ورقه حساسيتي في1 نفسى.

حساسيته عليه باعثه كان سرمديا؟ قلقا الشقا أليس لحظات من لحظة لربه القائل هو أليس نفسه، ورقه المفرطة

نفسه: قنوط

1 224 ص الديوان نفسه.1 375 ص الديوان.1144 ثالثة" ص "الشعراء.1 251 ص الديوان.

103


vي أنتv vن v أنشأت غريبابنفسي

نشوتي في قومي، بينوانتباهي.

vأنت vتzلt جنبيt بين حبl قلبا

و الشعور سرمدياالنتباه

tاألسى: تعذبه عبقري �دنيا ال

ججج

ساحرات وتشجيه. sالمالهي

بكل وتعقبتني حسي بدقة عذبتني أنتالدواهي.

بالهم بالسقام، باألسىبالوحشة

ج

بالشقا باليأس1 المتناهي.

وفنه شعره حساب من الساقطة اللحظات هذه في الشاعر غربته سبب ربه حمل نفسه الوقت في القانطة نفسه مع الصادقة

لحظات يعكس مما سواء حد على وانتابه نشوته في قومه بين قلبه ذلك في والسبب ربها، عن المغتربة نفسه تعتري التي القلق يستمع جعلته الحساسية في وحدة سرمدي شعورا استمرا الذي ربه به عذبه مما ملتاعة تصعدها وآهة أنه لكل المعذبة نفسه بأذن معذبة عليها تتهاوى الدواهي ووطأة يستشعر جعله دقيق، حس من

سرمديا. وشقاء ويأسا ووحشة ومرضا حزنا بوصفها حسه ورهافة شعوره حدة عن فؤاد د. نعمت تقول

نرى: فيما لقلقه دافعين منها فهو عندهن الداء بيت هذه الحس رهافة كانت "وقد

االقتحام وشعوره والطموح بالحياة كيانه يضج دائما، األعصاب متوفز وتأخر خمول من هم ما عليهم عزيز قوما حوله يرى ثم والتوثب،

1وبالده"

1 242،241 الديوان.1 133 ص ثالثة "شعراء."

104


المالئكة نازك الشاعرة تقول الشابي وعواطفه انفعاليته وعن اتساعا أكثر الشابي انفعاله كانت الهمشرى: وقد وبين بينه مقارنة

ناهشا، مرضا عنده العواطف كانت حتى الهمشري، انفعالية من.1قتله" حتى الشعر وأتعبه يلهث، فعاش

عن فيعبر الشابي، نفس في هذا كل ويجتمعمكتئبا: بقوله شعوره حدة مع مصيره

vأحيا واليوم vمرهق ، sاألعصاب vمشبوب . zالشعورج

. بالعظيم، أحفلu اإلحساسs، متأج�ح zوبالحقير

. الكون ويزحف الحياةu، قلبي على تمشى zالكبيرجججج

. أشقى فمvا الد{نيا، بنى يا مصيري هذا zالمصير 1

بنفسه يلقى وكأنه ناهشا، مرضا عنده العواطف تصبح وهكذا وبالحقير، بالعظيم يحفل صار ألنه ذلك والعذاب، القلق أتون في

على الكبير الكون وزحف الحياة مشى بثقل لينوء قلبه إن حتىالمريض. القلب لهذا وإيالما وطأ أوجاعه

مزاجه تقلب في أرى فيما سببا كانت المتتابعة الشابي أالم وذلك الحليوي، لصديقه مزاجه تقلب ونوبات بقلقه ليعترف إنه حتىاألخير: لهذا رسالة في يقول حين

فقد البشروش، األخ بها راسلت الفوالذ" التي "قبر كلمة "أما أنني تعلم وأنت حوالي، ومن نفسي في عصفت نفسية ثورة إثر كتبتها1نوبات" رجل

إنها حتى عرامتها، و بحدتها الشاعر النوبات هذه تتملك وقدl الشابي يقول إبداعه، لحظات في عليه لتؤثر اإلبداع عملية مفسرا

عنده: على تمتلك الشعر نوبة فإن ذلك، تعرف أن شئت إن أنا، "أما الذهبية قيثارتها على تعزف الشعر ربة وإن وأفكاري عواطفى

1 للماليين- العلم دار ط ،ن312ص المعاصر"، الشعر المالئكة: "قضايا نازك م.1978 بيروت

1 367 ص الديوان.1 261 ورسائله" ص الشابى "ديوان.

105


تسكن متى أدري ولست المرهفة، أعصابي له تريج بعنف أناشيدها.1التعبير" الغامض أفقها في اإلنشاد ربة تتواري "النوبة" و في حتى لتفارقه تكن لم أعصابه ورهافة شعوره حدة إنالقلقة. نوبته تسكن حتى اإلبداع، لحظات

واضحة تأثيرات شعوره واتقاد الشابي عواطف لحدة كان لقد البين القلق من مسحة أورثته ثم ومن الشجية، الشعرية تجربته في موقفا اتخذ إذا وقلق أحب، إذا مشاعره في قلق فهو قصائدة، في أن يريد حين الذاتية لمشاعره استبطانه في حتى وقلق شعبه، من نفسه غربة عن تحدث "إذا أنه ذلك الروحية، غربته عن يغبر

، الخوف و التخبط و القلق و الحيرة شديد تجده بالوحدة وإحساسه1 بالغربة. وإحساس وخوف قلق كله شعره أن تظن حتى

ذكريات إال قلبه في منه له يبق لم الذي الحب مخاطبا يقول من وذلك باالغتراب، مؤلما وإحساسا قلقا وتطويه قلبه تنشر

في1924 أغسطس غرة في نظمها الحب" التي "أيها قصيدتهالمراهقة: مرحلة

{يها ! انت أ و روعتي، و همومي، وبالئي سر{ والحب{عvنائي.

و ادمعي، و نحولي، وعذابي

قامي، و uلوعتي،و و س شقائي

{يها س{ر أنت الحب أوجودي

ج

إبائي. و عزتي، و حياتي و1

جج

و بالئه أسرار من سرا كونه بين الحب مشاعر تقلب إن في سببا وصفه وبين تناقضن من الروعة و البالء يحمل بما روعته إلى صاحبها تسلم أدواء وهي وشقائه ولوعته وسقامه وحزنه نحوله

وحياته، وجوده سر بأنه للحب وصفه في آخر تناقض يقابلها الموت،

1 267ص نفسه.1 الشابى" ص القاسم الرومانسي.. ألبو :" الشعر حسن محمد الحفيظ د.عبد

–مطبعة32،31د.ت. المعارف دار توزيع التيسير

1 بيروت البني الكتاب دار224،222 األدب"ص في سلميان: "خواطر موسى د.ت

106


مما شعوره، وفورة مشاعره على لدليل المتباينة المشاعر هذه إنقوله: أكثر يعمقه قلقا يعكس

مt الفؤادs سuالفv يا uيأس نفسي

ج

شدtتي! يا يا حياتي، فيرجائي

{يها ليت عرs، شعري! ياأ الش�لي: قل

، ظالل من vتzقs من أم خuلsضياء

سالف فهو والداء، الدواء يديه في يحمل المقلق الحب هذا إن قلقها المشاعر حاد الشاعر ولكن النفس، سم أيضاء وهو الفؤاد ضياء؟ من أم ظالم من أخلق أمره في اختار

كان الشابي أن قررنا –قبال- حين إليه ذهبنا ما يؤكد هذا وفي استغرقته إذا الشعرية ونوبته مشاعره في يتحكم ال انفعاليا شاعرا

لم أحيانا وانفالتها مشاعره انسياب أن أيضاء نقرر ولكننا لحظاتها، يستبطن وهو مدرك فهو العبقري، نفه في انفالت يصاحبها تكن

وعشقها هدوئها عن يعبر عاد نفسه هدأت فإذا ووقعها، الكلمة لسحر مشاعره" : عن قصيدة في قائال للحب، الحب"

علهu الحب{ uور~ شu ساحر~ نzتvطv هvب

ساطعv فكانتz السtماء، من. sقvلvالف

فvقs الفجر بضياء أيامهمج�نحة� إلهي��، روح� الحب{ tوالش

من خمر، جدول الحب{تذوقه

vخاض vق ولم الجحيمsيشف الحuرsق من

آمال غابةu الحب{ الحياةs،فما

قبري،وما ضمtني إذا خوفي1فرقي؟

ج

وتستشعر النفس تهدا حين ينغمها للحب عذبه أغنيات إنها إال حبه عن يثنية ولن الجحيم يخوض سبيله وفي طعمه، عذوبةالجماعات. ومفرق اللذات، هادم الموت

1 201- 199 ص أعمى" من " عازف قصيدة الديوان.

107


على ثورته في الوطني الشابي شعور الزمت الحدة هذه كان فلقد السواء، على آنذاك الذليل الخامل شعبه وعلى المستعمر

لم قوة بأنه ألعدائه شعبه استسالم رغم مؤمنا لشعبه محبا الشابي عن الجهل ظلمات و االستعمار قيود تفك عبقرية فكره تسسها

شقى الذي الشابي، أقدارهم من قدرا ذلك كان وقد معصميها،شعبه: نحو الصادق وشعوره الحاد بإحساسه

vفي أنت sنsوة�، الكوtلم ق ها zسuتس

uذات عبقرية� فكرة� sبأسج

vفي أنت sقوة�، الكون كبلتها

uظلمات ،sورuصuمن الع

sأمس .sأمس

من الشقي و الشقي ومثلي كان

ورقه حساسيتى في1 نفسي.

ج

شعبه، في القوة لهذه معنى عن يبحث أن الشابي حول وقد فنان شاعر روح في أو طموح، حساس خافق قلب في متمثلة

أو....أو... تحمل التي القلقة األسئلة هذه ن إجابة يجد لم لما لكنه و عاطفته له صورت هكذا شعبه- أو حقيقة أيقن التوتر، من شحنات

المحتدم- بأنه:

�ت� عم� اآلالم تثيره ال ودم�خواء� وقلب مي

ظلمه في تنام وحياة�الوادي

األوهام فوقها من وتنمو

الحقيقة هذه إلى الخامل شعبه نظر يلفت أن الشابي أراد لقد وبالده جموده من يفيق علة السخرية من بشئ الشائن، السلوك وهذا

1 151،150 ص الديوان.

108


أحساس في وحدة غيره نفسه الوقت في يقابلها التي إحساسهالشابي:

العالم يعاطفu شئ~ كل{الحzيـ

uزكي ى vه وي ويفيدuهz حياتج

الكونv اليجاوب والذي باإلحسا

sالوجود على عبء� س zهuوجود

جج

من يسايرu شئ~ كل الز�الماشي

،~ vعzزم ودودهz الترابu حتى ب

شوقuهu الكوzنv يؤنس عطوف� حي� إالكv شئ~ كل{ونشيده

ج

ولكن االغتراب، إلى دعاء الشعب من فائدة ثمة يجد لم ولما قد إذ القلقة، نفسه به تبرح التي الشابي طريقة على المرة هذه في

الموت. إلى دعاء

في الشقى{ والشقى{

sب� األرضzلvق uيومه ، �ت� حي� وماضيه مي

الوجودs في الشئ أنتفغادsر

uعنك فهو الموت الى ه غني�

ج

يأتي األحيان من كثير في كان باالغتراب الشابي وشعور ال حيث والعصاب، التشنج ذروة إلى يصل حين عاطفته، لحدة استجابة

مع معاناته من جانبا لنا يصف ذا هو فها نصير، من ورؤاه ألفكار يجد المجهول" "النبي قصيدته خالل من وذلك فكره، إصالح أجل من شعبه

1

1 246:256 ص الديوان

109


ضمختu الحياةs صباح فيأكوابي

عzهuا و zأتر sنفسي بخمرة

شعبu يا ودست رحيقي،فأهرقتv إليك، قدمتها ثم. sكأي

.. ثم uفتألمت uأسكت آالمي،

uشعوري من وكفكفت وحس�ي.

ها لم باقةقلبي أزهير من نضtدتu ثم tإنس. أي{ يمس

د�وzسs أيt ودستها وروديإليك،فمزقتv قد�مuتها ثم

l الحزنs من ألبستنيs ثم توtجzت الجبالs وبشوكsثوبارأسي.

ج

إنها معاناة حقيقية تتمثل في مأساة نبي مجهول يقدم لشعبه خمره أو "إكسير الحياة" لذة للشابين، فيهرق شعبه خمره، فيتألم

ولكنه يكفكف شعوره وحسه الموار في نفسه القلقة المتوترة، مجددا المحاولة كأحسن ماتكون الباردة، فينضد له باقة الورود من

l، فإذا بشغبه كأقبح ما يكون الجزاء يدوسها و l وتسامحا أزهار قلبه حبا ال يجني الشابي من وروده إال الشوك، فإذا بهذا الشوك يستحيل وخزا مؤلما يثير في الشاعر الذي لم يعد يطيق صبرا حدة وقلقا

يدعوانه إلى االغتراب: ،يا الى ذاهب� أنني sالغاب

شعبيvألقضي ،vالحجياة

sوحدي،بيأس

الغابs الى ذاهب� إنني عل�ى

s في أدفنu الغابs صميمبؤسsي.

أستطعتu ما أنساكv ثم أنتv فما

ولكأسي لخمرتيs بأهل~

110


و رقتها يلمس من يجد لم عند واإلحساس الشعور تحول لقد مصير على قلقه دوافع من كانت حدة نبضهما رفيف مع يتجاوب

l وصفه هو مصيره وعلى أحبه، الذي شعبه شعره في يحمل شاعراl وال القلقة، المشاعر هذه من عالج له يكن لم ثم ومن مجددة، أفكارا أو تطول أحايين االغتراب سوى الجياشة العواطف هذه من مهرب المفقود، فردوسه أو السماوي عالمه حيث الطبيعة حضن الى تقصر تشده كانت حدتها، في الصادقة الحادة الجياشة العاطفة هذه ولكن

وأخواته، أمه لشعبه أمنياته حيث األرضي عالمه إلى آخر إلى حين منأمانيه: بعض وهذه تمنى فلكم

وعواطفه أفكاره عليه تملها التي األمنيات لهاته هيهات ولكن تشد ثالثة قيودا واألحالم األمنيات لهذه فإن تحقق، أن الرومانسية

أيتام وإخوة حانية، أم في تتمثل وقيدوه ودنياهم، الناس إلى عاطفتهعنقه: في أمانة ونتركهم مات وأب لرعاية، يحتاجون صغار

بها يتعلل قيود إال هي ما الباحث رأى في القيود هذه ولكن وصف أن بدليل القلقة، نفسه في االغتراب نوازع محاربا الشاعر

vا أن وأود{ ي zبفكرة أح s~شاعرsفأرى vالوجود uعن يضيق أحالمي

مع أسبابي قطtعzتu إذا إالالد{نيا

uي وعشتs وظالمي لوحدت

الطبيعةu حيثu الورى عن البعيدs الجبل في الغاب، فيuامي. والجمال tالس

ججج

uها يصد{ أما،لي فإنt استطيعu ال لكنني vان ن vأوهامي ح

vن إخوان، وصغارzروv يسالمهم

l الكائنات في معلقابسالمي

فكنت الحاني األبv فقدوا لضعفهم

l األيام غوائل يصد{ كهفا

111


zعvيz عاد وإن وحتى باألوهام، أحالمه vن مصعدا القيود هذه وسط نفسه ي: ودنياهم البشر وقيود البشرية، العاطفة المقيدة "أالنا" المغلقة حدة

tد فأنا سالسل، في المقيtة~ حي

uتz ي tحvمن ض vيsبها رأف أحالمي.

vنv الذي وأنا المدينةv سكl ها vكرuم

بقلب~ اآلتي إلى ومشيدامي

السخيفةs الدنيا إلى يصzغيl راغما

uويعيش vمثل sاسt الن

s باألوهام

s للشك� مدحوtة~ قفرة~ بأرض~ يحيا الذي وأنا واآلالم

في يعيش وكأنه بشعبه نفسه قرار في تعلقه رغم لنا يبدو إنهl الناس دنيا بأرض مغتربا بشعوره وسطهم يعيش فكأنه مكرها، مقيدا

بحكمة المأساوي هذا وضعه ينعي ثم واآلالم، للشك خلقت مقفرةرائعة:

uفي التي الد{نيا في الويل عsها zر vش

uفأس s ةs الطعام vكريش s؟ ام tس tالر

ج

بما اإلحساس "عميق الباحثين أحد يرئ كما الشابي كان إذا يكاد ال حتى استغراقا تستغرقه تجربته وكانت بفؤاده، يدور وبما يرى، ال واحدة.. فهو نفخة القصيدة له فتخطر بنفسه أو حوله بما يحس عنصر كل الفني بأسلوبه يتعيق وإنما السطحية، عواطف عند يقف بحث عاطفته خيوط من شعوري خيط كل أو التجربة، هذه عناصر من

1بمعاناتها" في بإخالصه ويبرزها ويليها التجربة، هذه أعماق عن يكشف

، أن الطبيعي من فإنه وإحساسه، شعوره في يعتل هذا كل كان إذا


112


في القائل فهو العقل، مقابل الشعور قدر من الشابي يعلى1الفنان" قصيدته"فكرة

zوللشعور بالشعور، عش tما فإن

ج

vدنياك uعواطف~ كون .sوشعور

zتvدz ي sعلى ش sالعطف ، sها العميقt وإن

vجsف{ vت zدvتz لو ل ي sعلى ش .sالتفكير

،كئيبةl جامدةv، وتظل{ sالمتهد�م، كالهيكل .sالمهجور

منتقصا الشعور، در من معليا مشاعره مع الشابي انطلق ثم من عاطفته حدة تعكس فيصفه ، العقل مناطه الذي التفكير قدر منالحياة. روح من تخلو والكآبة...التي والجمود الجفاف مثل

فوقvهvا برقصu الحبu الl متغ�يا

،sس� وزهورs جداول~ بين للنا

د� vاتs متور� ن vجvالو vشكران الخuطvى

حuبورs وفرطs مرح~ من يهيز{

القائل: الشاعر الحل... عند إذن؟ الحل فما

zلvواجع ، vك vفي شعور قائدا الطبيعة

بتيهها الخبيرu فهوالمسحور

vبsحvالحياة ص ،lصغيرة بها ومشى

والدtم الجماجم، بينالمهدور


113


حتى الحزينة، نفسه عن معبرة الشابي ألفاظ تفارق لم الحدة نعومة منذ التجارب عايش الذي الشعور قيمة لنا يجمل أن أراد حين

المهدور" " الدم "الجماجم" و بين يمشي فنراها معها، وكبر أظفارهاالعقل؟: عن ولكن... ماذا وحدة، عرامة من الكلمتان تحمله بما

uوالعقل zمسيبه~ رغم sهsووقار

ج

vفي مزال s جد{ األيام.sصغير

، فتصرعuهu يمشي uياح الر�فينثني

،l كالط�ائر متوج�عاالمكسور.

هz، يسأل� ويظل{ vسzنف l فا sمتفلس

وغرور. خsفtة~ في متنط�سا،

uهu عمtا الكواكبu تحجبخلفها

ر من s هذا ش� العالمsالمستور

مu وهو tالمهش .. sبالعواطف uهvv vال ي

، من متفلسف~ ساذج~مغرور

ساخرة كاريكاتيرية صورة في العقل الشابي لنا يصور وهكذاl األيام حسابات في مازال مشيبة، رغم فهو l، صغيرا تصرعه جدا

وال الجناح، مكسور كطائر متوجعا جبروتها أمام فينثني العاتية الرياح فلسفة هذه عليه ينعي فالشاعر الميتافيزيقية، أسئلته عن يرعوى الشابي رؤية بعد لك تبق فلم المغرور، فبالمتفلس ويصفه الفارغة

صوفية نشوة في بقلبك الكون تعانق أن إال بها يقنعك أن أراد التيالحياة: بمتناقصات كترث غير

للوجود، فؤادكv وافتحsه� وخل

، لليم� sالألمواج sللديجور

114


sجz tل ،لألسvى الزوابعu انثره للث sلآلالم للهول sللمقدور

vبقلب~ الدنيا في فتعيش زاخر~

sظsقv ~ المشاعر، ي حالممسحور

tة~ صوفية~، نشوة~ في العالم في ما خيu هيقدسيsالمنظور

l ديوانه قصائد عبر دائما الشابي كان ولكن... هل منتصرا الحفيظ د. عبد يقول كما كان هل الفكر؟؟ حساب على للشعور

وال بالقلب ويهتم بالتفكير، هاهتمام من أكثر بالعاطفة حسن: " يهتم والشعور، القلب يتخاطب الذي بالشعر ويهتم للعقل، باال ييعط

قالب في وإفراغها الشعورية للتجربة تركيزهم الشعراء على ويأخذ ويوقره الشعور ويعظم ويحرقه، العقل، فــي يثق ال فهو الحكمة من ""1.؟

له ويفسح الشعور قدر من يعل لم أرى فيما إن الحقيقة يفهموا " لم قوم مع جدال فكرة أعياه حين إال شعره، في مكانا

الشعور شأن من اإلعالء إلى فلجا بؤسه"، ولمعاني فؤاده أناشيد تفكيره أقلقه ولما بالناس، شقى وعقل تفكير عن مغتربا منه متخذا

l الشعور إلى لجأ l إياه متخذا l" دقيقا جمل درجات به يقيس "تيرموتيراl كان وإن فالشابي الكون، غير فهو حقيقة، وهذه للشعور معظما استخدامه على تحفظنا مع الحفيظ، د. عبد ذهب كما للعقل محقرعرامة. و قسوة من تحمله "يحقر" بما لكلمة

للتفكير الشابي احترام من إليه ذهبنا ما على ندلل أن ويكفي المقدس" و الثعبان "فلسفة بقصيدته للعاطفة، إكباره جانب إلى

l، لهما عرضنا واللتين المقبرة"، "حديث تقومان قصيدتان فهما سابقا العاطفية ةالسيول ع تنأي عميقة، فلسفية فكرية جوانب على

l الجياشة، الشعورية بها. يقنعنا أن الشاعر أراد راقية فكر إلى وصوال التفكير من يجعل للحليوي رسائله خالل من الشابي و

l والشعور القائل: فهو آخر على ألحدهما المزيه إبداع، ألي مهمين معا

1 34 الشابى" ص أبوالقاسم الرومانسي "الشاعر.

115


ساعاتها، أيقظ في الحياة أنه: فيض إال الشعر أفهم ال أنا "أما تسيل قد العابرة السحبة أن وكما والشعور، الفكر بنوازع وأحفلها1"الشاعر" نفس وكذلك القطرات، تسكب وقد السيول

إبداعا، ساعات أيقظ في حياة فيض الشابي يفهمه كما فالشعر المبدعة النفس هذه تحفل حين إال اليتأتي رأيه، في اإلبداع وهذا

l، والشعور األخر... أفكر عال ألحدهما مزية ال نبفيضيي إن بل معاالشعور. على الفكر يقدم الشابي

l أن الحليوي صديقة على نعى الذي هو بعد! أليس ثم شاعراله: قال إذ المديح، مقبرة في فكره يقبر مداحه

السخافات هذه إلى ونبوغه بمواهبه يسف صديقي يا "أمثلكl وضحاها ليلة بين ويصبح والمحقرات، l كان أن مداحه.. بعد شاعرا فكرا

l l ساميا l وروحيا l، قويا والنهوض الميت، األدب إلحياء نرجوه كنا ساحرا.2العهد"" عليها طال كبوة من الفنية لشعب بروح

l كونه في لصديقه إكباره جانب يرى فالشاعر l فكرا l راقيا سامياالشعب. روح في الميت األدب إلحياء يرجى قويا روحا ثم

إال أخالك مثالية: " وال تقطر رسالة في يقول ثالثة هو وهاl مازلت التعرض في اللحد ها إلى تقف صديقي.. ألظن يا نفسي جاهال

ويقظة الروح حرية من ضرب هي إنما الصداقة ألن العقول لحركات وتصفد العقل، حركة مكن تشل كانت فإن العواطف، انتباه و الفكر

قلبا كان ال و الصداقة، هذه كانت فال والعقول القرائح أعضاء من الحق ترى دمت ما صاحبي يا لتنقدني وحنانه، حنوه من شيئا يحبوها

الحقيقة بوحي أتكلم أنني أعتقد دمت ما وألنتقدك جانبك، فيl، يجرح أو عاطفة، يمس ما ذلك قي يكون أن دون المقدس، أو ودا

l، يؤذي .1صديقي"" يا به أصارحك مذهبي ذلك وجدانا وإذا عواطف، وانتباه فكر ويقظة روح حرية الصداقة يعتبر

هذه كانت فال صديقه، نقد من ضيق لمجرد الثالثة هذه من واحد في تحلق التي الصداقة لهذه جناحان والعاطفة فالفكر إذن الصداقة،

الفكر فكذلك جناحيه، بأحد يطير ال الطائر أن فكما الروح، سماء نلتقط ناألخيرتي الرسالتين هاتين ومن للصداقة، جناحان والعاطفة

l خيطا الشعورية، الشابي تجربة مالمح من متميزا ملمحا يمثل جديداl وكانت قلقه أزكت التي .المثالية به وأعنى اغترابه، دوافع من دافعا

1 270 رسائله" ص و الشابي "الديوان1 251 ص السابق1 34ص نفسه

116


الحقيقة من بوحي يتحدث صداقته في مثالي فالشابيl تجرح ال مادامت ضميره، يعتقدها التي المقدسة وجدانا، والتؤذي ودا كذلك الشاعر، جبين في سبه المديح شعر أنن عليه أملت فمثاليته

كان أن بعد مداحه بأنه أصدقائه من واحد يوصم أن ويقلقه يؤلمه كانl l، فكرا مع يجتمعان ال الشاعرة والروح السامي الفكر وكان ساميا

المبدع. الشاعر قلب في المديح عهد منذ مثالية، واإلنسان الشاعر الشابي شخصية ظهرت ولقد

يونيو13 في ة"شعري" المؤرخ قصيدة في القائل هو أليس مبكر،1925:

صدري نفاثةu شعريج

zإن vشعوري فيه جاشج

l تراني به حزيناج

غزير بدمع أبكي

l تراني به حورى ذيلv أجر{طروباج

uعر ألأنظم األمير رضاءv به أرجو الش�

الس�رير لرب� تهديرثاء~ أو بمدحه~

l قلzت إذا حسبي .1ضميري"" يرتضه أنشعzرا

وطربا، حزنا القلقة مشاعره عن صادق تعبير شعره هو هذا والتملق، النفاق اليشوبها سامية، نبيلة رسالة كله هذا جانب إلى وهو

به يلوث رخيص مادي لمكسب ال للضمير إرضاء الصادق التعبير ويعيها يرتضي ذلك بعد فكيف وزير، أو أمير من يتسوله عطاء كرامته

مداحه؟!. يكون أن لصديقه أحد واألحياء للحياة المتفردة ونظرته الشابي كانت لقد

كما واالغتراب، بالقلق الشعور هذا يزداد واغترابه، قلقه األسباب ناظري أمام خاليه في رسمه الذي المثالي النموذج اهتزاز استشعر

حبه، في مثالي صداقه، في مثالي السواء،فهو على وشعوره عقلهأحزانه. في مثالي هو كما

1 61 ص الديوان

117


l حبه يكون الحب عن يعبر فحين l،و "رومانسيا مظاهر أول صادقا مثالية، امرأة يحبها الت فالمرأة الكاملة، المثالية هو الرومانسية

من بل جسد من ليست وهي والزهور، واألطياف األحالم من تتكونl وليست شفافة، روح مطلق خير ولكنها والشر، الخير من مزيجا

.1مطلق""" وصفاء.1العواصف" "" بين الحالمة "أيتها قصيدته في يقول

sأنت sهرة tكالز sفي الجميلة ، sالغاب

zشوك~ بين ولكن sودود

uياحين tوالر uتحسب vك vسvالح vالشرير

ج

الورود صنوفs من والدود

tاس.. إنما فافهي الناسu النخلق�

غيرu الوجودs في مفسد�sرشيد

uوالسعيد uعاش من السعيد كاليل~

l الوجودs هذا أهل في غريبا

مزاج ولكن عاطرة رقيقة زهرة هي بل بشرا، ليست حبيبته تجرعها التي بآالمه المثالية الصورة هذه يخلط يجعله القلق الشابي

من رمزان إال ودود، الشوك بين تحيا زهرة فيجعلها الناس، دنيا من يحذرها أن به حدا مما شعبه، أبناء متخلفي من بها شقى التي الرموزl عنهم، لالغتراب ودعاها شرهم، لمحوبته المثالية لنظرته تجاوبا

اآلثم. عالمهم عن نقاء المتفردة

zمvةs في يحيونv ودعيهم ظuل

s اإلثم طهzرsكs في وعيشيsالمحمود

sكالمالك ،sالبريء sكالوردة ،sضاء sم في كالموجtالخض

1 61 ص الديوان1 61 ص الديوان

118


البعيدsالبيــ

لها: يقول حين الشعورية، ومثالية الرومانسية، روح ترف ثم

sمن أنت uقي فال اإلاله، ريشةzلu لجهلs الس�ما بفن� ت.sالعبيد

sلفي لم أنتzتخ sكv tاسu ليقرب uعzبدي ولكنz الن من لتsيدzبع

ج

صفاء إلى الجسد مادية من محبوبته يجرد مثالية في الشابي عن الفريدة ومثاليتها بفنها مغتربا اإلله، ريشة يجعلها حيث الروح،

جعلها لذلك الفن، هذا قيمة يقدرون ال أناس حيث العبودية عالمl l مخلوقا بعيد. من الناس يعبده إنما يقرب ال مالئكيا

l وحدة نسيج الشابى كان لقد l "كان مثاليته في متفردا من واحدا ذلك ويصور التفرد، ذلك مرآة شعوره وقد بتفرده، بشعر الرومانسيين

الشوك الجميلة" وبين "الزهرة بين بمقابلته السابقة أبياته في.1والدود"""

مثالية عن تعبر التي الرومانسية المشاعر هذه من قريب والى هيكل في "صلوات الرقيقة قصيدته في الشابي يقول الحب،

:1الحب"""

كالطفولةs أنتs عذzبة�

s كاألحالم، sكاللحن sاحv الجديد كالصtب

sكالسماء sوكuحtكالليلة الض القمراء

،sكابتسام كالورد sالوليد

~ وشباب~وجمال~ وداعة من يالها tعم أملودs! من

1 40الشابي"ص القاسم أبو يالرومانس "الشاعر.1 314:303ص الحب" من هيكل في "صلوات قصيدة الديوان.

119


ورديتها في واألحالم براءتها في كالطفولة عذوبتها في جبيبته في وكالورود القمر، يزينها إشراقها في والسماء عذوبتها في واأللحان من معلي ونموذجا الجمال، لشمولية رائعة صورة إنها نضارتها،

يصور ومثالية روعة أكثر أخرى صور وفي النحو هذا المثالية... على في "المثالية" الممثلة هذه ولكن قصيدته، عبر محبوبته الشابي مرها، بحلوها الذكريات، من متباينة مشاعر عليه تثير الحب إشراقة

قلق. من يستشعره ما صدق يعكس بما

zك كلما عينايv أبصرتvتمشين

�شيدs موقtع~ بخطو~ كالن

ه�رu روفt للحياةs القلبu خفق tفي الز sحقل vعمري sالمجرود

zروحي وانشت uب� الكئيبةuبالح zتt uل وغن uلب الغ�يد. كالب

الفقيدs البعيدs أمسي مvاتv قvدzz ما فؤاديv في تحuيينv أنت

vفي وتشيدين sخرائب وzحي uر

عهديv في تالشى ماالمجدود

ج

tامي كآبةu عانقتz أن بعد تغريدي وألجمتz فؤادي،أي

القلقة الشاعر لنفس "المثالية" ملجأ المحبوبة هذه كانت لقد الحب عن حدث "إذا الشابي هكذا وخرباها، روحه موات تحي الكئيبة قلبه بخلجات عميقا إحساسا تحس وجعلك تجربته أعماق لنا كشف

1غيره"""" دون وحدة به خاصة الحب عاطفة كأن فتحسن وعواطفه،

، األنا" المتفردة يرتفع حين المثالية، وتلك التفرد هذا تستشعر" بقوله: محبوبته يخاطب حين المثالية،

{نور، ابنةv با tني ال أنا إنوحzدي

روعة فيكs رأى منsالمعبود

1 31،30الشابي"ص القاسم أبو الرومانس "الشاعر.

120


sكs في أعيشu فدعيني ظ�لsبzذvالع

بs وفي uقر sكz حuسنsالمشهود

الخالق... روعة البشر سائر دون فيها اكتشف الذي وحدة إنه البشر دنيا عن االغتراب شعور عليه يسيطر المثالية النظرة بهذه وهو

�، الروعة هذه بسحر المتمتع عن نحاهم الذين l جانبا ينفرد أن منها طالباl بالعيش وحده الناس. عن بعيدl المشهود حسنها من قريبا

حين بنفسه ثقته من يخلو ال الذي الرقيق الطلب هذا ولكنl يتحول ما سرعان دعيني"،" يقول الشاعر على تسيطر حين توسال

l القلق مشاعر الشاعر وعودة المثالي، الحب هذا ضياع من خوفاl. قلقه ومشاعر البائس، لماضية واغترابا

والظtالم اليأس من كون~ في تهدtمتu فقد وارحميني،مشيد

جج

ال أمسيتu كون في فلقد األسى، من أنقذينيوجودي حvمzل أستطيع

مللتu فقد ظالمي! أنقذيني، سئمتu فقد أنقذيني،ركودي

القلق حممي توسالتها في تحمل أفعال أنقذيني... ارحميني، و آالمه صور نفسها المتفردة المثالية وبالظر الشاعر، يعيشه الذي

القائل: فهو الروحية، بالغربة إحساسه

uوأقول" sال الذي للقدر ينثني

بالءs" بكل� آمsالي حvرzب عن

�ي ال الذي النايu أنا "إنتنتهي

األحياءs" في مادام أنغامuهج

حzبu الخsضvم{ أنا "و tليس الر uتزيده

� سطوةu حياةl إال.1األنوار"""""

121


فقد لذلك غيره، إلى ينثني" عنه ال "و وحده يحاربه القدر فكانl فسيكون بالتحدي، له تحفز فقد تحفز l و عنه، رغما يغرد نايا تزيده بحرا

عصفور": "مناجاة قصيدة في القائل حياة األنواء سطوة

tاس وجودs في ما من النبه شىء~

جج

ر{ أو فuؤادي يرضvي vسu يضميري

جج

vهuمz استمعتu فإذا حديثuه ألفيت

¡ا، ¡ة~ يفيضu غvث فتورs و برك

جموعvهuمz حضرتu وإذاsي vن الفيت

المأسورs كالبلبل بينهم ما

l و بعواطفsي كتوح�دامشاعري

وكآبتي خواطري، ووري"""" uر uوس1.

tني الحياةs حرجu ينتابني zدvل~ بوهدةs منهم�كأن ن vو ج """"sصخور1.

و يناجيه من البشر من يجد لم عواطفه بتفرد إلحساسه "فهو قومه، بين غربته له يشكو و يناجيه العصفور إلى فلجأ لواعجه يبثه

l نفسه ويصور .1بينهم"""" وهو مأسور بلبال ظاهرتي بروز دوافع أحد الرومانسية الشابى مثالية كانت لقد

هذا أزكى قد إذ ديوانه، قصائد من قليل غير في واالغتراب القلق دون قوم عن باالمتياز شعوره الشابي نفس في بالمثلية الشعورالمجدد. المبدع الفكري مستواه

الكآبة هذه في األسباب أبرز التفوق و االمتياز "شعوره كان فقد إحساسه يشكو كما شيئا يشكو ال وكان روحه، نعانق التي العميقة

1 31،30 الشابي" ص القاسم أبو الرومانسي "الشاعر.1 443،441 ص الديوان.1 187 ،188 ص الديوان.1 31،30 الشابي" ص القاسم أبو الرومانسي "الشاعر

122


ينادي بها، يؤمن التي المعاني غربة آخر، بمعنى أو بالغربة ولكنه مقبول، كالمه إلى التلسي األستاذ يرى كما1بتحقيقها"""""

الشابي: عن ليقول األحكام في المنطقية هذه يتجاوز الوحيد وأنه جانبه، في إال للصواب مكان أال ذلك أوهمه "وقد

و وماضيها اإلنسانية بحاضر كفر إلى فإتنهي الحياة بمعاني البصير.1الوجود""""" بعبث والشعور الحياة قيمة وإنكار مستقبلها،

تعني الكفر كلمة ألن الشابى، فكر عن بمنأى الكالم هذا و في للحياة غنى لمن فكيف جمالية، قيمة أيه من الشابي تجريد

تحرر في أمال باالستعمار ندد من ألجل و الحياة" ؟ "إرادة قصيدتهl يكون العالم"؟! أن طغاة "إلى قصيدته مثل في ذلك و قريب كافرا

ومستقبلها؟ وماضيها اإلنسانية بحاضر في التلسي" توسع من ذلك أن فؤاد د.نعمت برى الباحث عن

إذن الشاعر هتاف كان وفيم العلمي، النقد طبيعة من ليس األحكامl كان إذا والبناء بالطموح .1مستقبلها""""" و اإلنسانية بحاضر كافرا الشابي رومانسية أن يقرر حين نفسه ليناقض التليسي إن ثم

على كتفتحه رومانسية كانت ولكنها ذاته، نطاق في مغلقة تكن "لم يعيش كان التي القضايا وتلك اإلنساني، الوجود قضايا و قومه مشاكل

.1اإلنسانية""""" الحياة عن مسؤوال نفسه يرى الذي الفنان بإحساس و السلبية بين ما التناقض من والمسئولية الكفر بين ليس "أو

فؤاد. د. نعمت تقول . كما1اإليجابية"""""

1 93 جبران" ص و "الشابي.1 94ص السابق.1 134 ثالثة" ص "الشعراء.1 96 جبران" ص و "الشابي.1 134 ثالثة" ص "الشعراء.

123

Documents

الفصل الاول2