1

مفاهيم قر�آنية ر�ؤيا معا�رصة

تاليف

علي بدري عبد االمري

2

الكتاب: مفاهيم قرانية رؤيا معارصة .

تاليف: عيل بدري عبد االمري.

التصميم واالخراج الطباعي: عالء االسدي.

رقم االيداع يف دار الكتب والوثائق:2117 لسنة 2010

املطبعة: دار الضياء - النجف االرشف 07801000603.

الطبعة االوىل.

عدد النسخ:2000

شهر حمرم احلرام 1432هـ - كانون االول2010م

3

4

5

اإلهداء....

ألنك دعوة للحياة...

ونـــورا يف الظلمات...

ألنـــك األمـــــل فيمـا هــو آت..

لـــك يا إمام العصــــــــــر والنجاة...

6

7

املقدمة

يف كل مرة نقرأ فيها القرآن نكتشف حقائق جديدة ونلتفت إىل اشارات فريدة ألنه كالم اهلل الذي وسع كل يشء علام...

ــت كــثــريا ــدم ــرأ فــيــهــا كـــلـــاميت.. أكــــون قــد ن ــق ــي ت ــت ـــذه الــلــحــظــة ال ويف ه

مل التفت إىل ذلك وكيف فاتتني هذه الفكرة«.. وحتى تنتهي حياتنا مل أظف هذا وملم »ملموننتقل من هذا العامل املحدود وتنفد مفاهيمنا وال تنفد كلامت اهلل تعاىل...

ألن كلامت املطلق بقدره هو.. ومفاهيمنا بقدرنا نحن.. امري قال وباطنه عميق« كام أنيق »القرآن ظاهره فهذا بداية.. لكن كان البد من

املؤمنني

املؤلف

8

9 ب�سم اهلل الرحمن الرحيم

بسم اهلل: عبارة يبتدأ هبا كل قول أو فعل لتعطي بعدا روحيا لكل االفعال املادية ويقيل به ابتدأنا ما ويسدد ليعيننا قدير، يشء كل عىل هو الذي باهلل االستعانة وهي عثراتنا ويتقبله يف سبيله، وهي بسم اهلل وليست باهلل ألن بربكة اسم اهلل وحده يسري كل ما يف الساموات واالرض فاهلل اعظم واجل من كل ما تصل إليه افكارنا وتوجهاتنا يف

هذه احلياة املحدودة الفانية..الرمحن: كثري الرمحة، وسعت رمحته كل املوجودات وهي الرمحة العامة.

الدين له اخلصوا من هبا اختص التي اخلاصة، الرمحة صاحب وهو الرحيم: ورفعهم درجات يف اآلخرة.

ملاذا القرآن؟

خلق اإلنسان وفيه نزعات التملك والطمع وغريها، وبام أن خريات هذه االرض حمدودة بدأت الرصاعات بني بني البرش فيأكل القوي الضعيف وترشع االغلبية فتظلم االقلية أو يستبد من بيده السلطة لتكون اهواءه ورغباته هي القانون الذي حيكم البالد والعباد فكانت احلاجة إىل نظام اجتامعي يصلح لكل زمان ومكان يلبي حاجات الفرد

دون متييز او حتيز جلنس او عرق او قومية أو لون.. الناس كم بين ق ليحن ين ومنذرين وأنزل معهم النكتاب بالن بيي مبش الن ﴿فبعث الله

تلفوان فيهم﴾)1) فيم اخن

)1) سورة البقرة / 213

مفاهيم قراآنية 10

حتدي القرآن

ن عوان شهداءكم م له وادن ثن ن م توان بسورة م دنا فأن نا عل عبن لن ا نز ﴿وإن كنتمن ف رينب متمن صادقي﴾)1) إنن كنن دون الله

القرآن يتحدى بأن جاء به نبي أمي، يف جمتمع جاهيل يفتقر إىل املعرفة فال مكتبات وال علامء او رواة

او معلمني او مدارس.فيه لوجدوان الله غين عند منن كان ولون آن قرن الن يتدبرون تناقض.﴿أفال فيه ليس

تالفا كثيا﴾)2) اخنأو عرق لفئة فيه حتيز انام البرش ما يصدر عن أقوم وكل للتي هي ترشيع هيدي أو جهة، فال ترشيع انصف منه ينفع لكل الشعوب واألمم عىل مر األزمان.﴿إن هـذا

وم...﴾)3) تي هي أقن آن يندي لل قرن النهلذه الكلامت بعدا روحيا يشفي الصدر ويدرأ الرضر.

بالغة متناهية مل يشهد هلا الوجود مثيال »فالكالم صفة املتكلم«نا ية أمرن لك قرن ن نا أن نه فيه عوامل بناء الفرد واملجتمع، وأسباب هتديمهام ﴿وإذا أردن

ميا﴾)4) ناها تدن رن ل فدم ها النقون فيها ففسقوان فيها فحق علين متنحيتوي عىل النظم االجتامعية الدقيقة التي تنظم :

ين﴾)5) ه الد لصا ل من بد الل ت أنن أعن عالقة اإلنسان باهلل ﴿قلن إن أمرنن أنفسكمن وأنتمن تتنلون النكتاب ب وتنسون مرون الناس بالن عالقة اإلنسان بنفسه ﴿أتأن

)1) سورة البقرة / 23)2) سورة النساء / 82)3) سورة االرساء / 9

)4) سورة االرساء / 16)5) سورة الزمر / 11

11 يخرب عن الغيب

قلون﴾)1) أفال تعن(2(﴾ قوان جيعا وال تفر تصموان بحبنل الله عالقة اإلنسان باإلنسان اآلخر ﴿واعن

فوان م حصاده وال تسن ه يون مر وآتوان حق عالقة اإلنسان بالطبيعة ﴿كلوان من ثمره إذا أثنفي﴾)3) سن ه ال يبه الن إن

خيرب عن الغيب

همن صصن ن نقن ناهمن علينك من قبنل ورسال ل املايض وسري االولني. ﴿ورسال قدن قصصنم اهلل موسى تكلميام﴾)4) عليك وكل

ك من بني آدم من املايض ما قبل النزول إىل عامل الدنيا يف عامل الربزخ: ﴿وإذن أخذ ربهم نا أن تقولوان يون ت بربكمن قالوان بل شهدن هدهمن عل أنفسهمن ألسن تهمن وأشن ي ظهورهمن ذر

ا عنن هذا غافلي﴾)5) ا كن قيامة إن الناملستقبل القريب وما سيحدث يف السنني القليلة القادمة »وهو حتدي كبري«﴿غلبت ر من قبنل ومن من الن ع سني لل لبون ف بضن د غلبهمن سيغن ن بعن ض وهم م رن نى الن وم ف أدن الره

منون﴾)6) ؤن رح الن مئذ يفن د ويون بعنر كن د الذ بور من بعن نا ف الز املستقبل البعيد وما سيحدث يف آخر الزمان.﴿ولقدن كتبنف عفوا تضن اسن ذين ال عل نمن أن ﴿ونريد ون﴾)7)، ال الص عبادي يرثها ض رن الن أن

وارثي﴾)8) علهم الن ة ونجن علهمن أئم ض ونجن رن الن

)1) سورة البقرة / 44)2) سورة آل عمران / 103

)3) سورة االنعام / 141)4) سورة النساء / 164

)5) سورة االعراف / 172)6) سورة الروم / 4-1

)7) سورة االنبياء / 105)8) سورة القصص / 5

مفاهيم قراآنية 12

تجابوا معوا دعاءكمن ولون سمعوا ما اسن عوهمن ال يسن اآلخرة وعامل الربزخ.﴿إن تدنئك مثنل خبي﴾ )1) ككمن وال ينب فرون بشن قيامة يكن م الن لكمن ويون

ويقولون ف يك به الل ك بم لن ي االختالجات النفسية للناس. ﴿وإذا جاؤوك حيونصي﴾)2) ا فبئنس الن ن لون م يصن بهمن جهن بم نقول حسن بنا الل ال يعذ أنفسهمن لون

تشريعات القرآن

(3(﴾.. وال يريد بكم النعسن بكم النيسن ﴿.. يريد اللهإنام رشع اهلل القوانني ليحيا اإلنسان حياة طيبة وذات معنى او هدف، وكل االحكام الغاية من كل هذه االحكام »فالرضورات اإلنسان ألنه أمام حياة تتوقف اإلسالمية

تبيح املحضورات«..فالصيام ممكن أن يعوض يف أيام أخر اذا كان الصائم مريضا أو عىل سفر، وهكذا باستمرار حياته، التكليف يرض اذا كان هذا التكليف املريض من القرآن يستثني فإن

ريض حرج..﴾)4) رج حرج وال عل الن عن مى حرج وال عل الن عن ﴿لينس عل النتمن أن الة إنن خفن وان من الص ص ض فلينس علينكمن جناح أن تقن بنتمن ف الرن ﴿وإذا ض

بينا﴾)5) ا مه ذين كفروان إن النكافرين كانوان لكمن عدوه تنكم ال يفنفلو توقفت حياة اإلنسان عىل تكليف إسالمي غري »نرصة احلق« فإن اإلنسان جيب أن خيتار حياته بعد ان يقدم اقىص جهده، فلو تقطعت به األسباب يف الصحراء ومل جيد اال ماءا مشكوكا بمصدره فإن له أن يرشب بقدر ما يبقيه حيا وال يرسف يف الرشب، اما يف حالة نرصة احلق واجلهاد وعند املواقف املصريية واملهمة يف التي فيها صالح وقوام

)1) سورة فاطر / 14)2) سورة املجادلة / 8

)3) سورة البقرة / 185)4) سورة الفتح / 17

)5) سورة النساء / 101

13 وجود اهلل

للدين والناس فإن عىل املؤمن ان يسلك الطريق الصعب كام اختاره اإلمام احلسني بن .عيل بن أيب طالب

فاملطلوب إن يقدم اإلنسان كل ما عليه وال عالقة له بالنتائج فاهلل هو املتكفل هبا (1(﴾.. دتن قلوبكمن ا تعم تم به ولكن م طأن ﴿.. ولينس علينكمن جناح فيم أخن

وجود اهلل

وهنا نسأل أين هو اهلل ؟ج/انه يف كل مكان فوقنا وحتتنا وعن يميننا وشاملنا وداخلنا، إنه أقرب الينا من

حبل الوريد ويعلم ما توسوس به أنفسنا ويعلم ما ختفي الصدور..لكن كيف ؟

يشبه أحد الواصفني بأننا منغمسون يف ذات اهلل »مثل االسفنجة املغمورة يف املاء كليا« فاملاء فوقها وحتتها وعن يمينها وشامهلا ومتغلغل فيها، وأقول بل هو أكثر حيث يطا﴾)2) فهو حميط بكل خلية من خاليا جسمنا بل بجزيئاهتا ء مه بكل شن ﴿وكان الله

املكونة لتلك اخللية وحتى اصغر وحدة بنائية لتلك اخللية فإن اهلل حميط هبا..اذا كان اهلل قريب كل هذا القرب ملذا ال نشعر به اذا ؟!

ونجيب عن هذا السؤال بسؤال آخر »نحن متى نشعر بقيمة االشياء ؟« اجلواب نشعر بقيمة االشياء عندما نفقدها، فنحن نتنفس اهلواء ومتعايشني معه إىل درجة أننا ألفناه فلم نشعر بوجوده وبدأنا نعتربه غري موجود وال نلتفت إليه دائام رغم اننا منغمسني فيه ،اال حني نذكره، وسنعرف قيمته احلقيقية وحاجتنا إليه حينام نفقده، حاول ان ال تتنفس لبضع ثواين.. ستشعر بقيمة هذا اهلواء الذي تتناسى وجوده.. وال

يعلم االطفال بوجوده حوهلم..

)1) سورة االحزاب / 5)2) سورة النساء / 126

مفاهيم قراآنية 14

واذا كنا نستطيع ان نرتك الطعام أليام، او نرتك املاء لساعات، او نرتك اهلواء لثواين، لنعرف قيمتها ومدى تأثريها علينا فإننا ال نستطيع ان نستغني عن وجود اهلل ألصغر وحدة زمنية فإننا قائمون وموجودون بقدرة اهلل فمتى ما سلبت منا تلك القدرة حتولنا

إىل عدم ومل يعد لنا وجود يف هذا الكون فال حول، وال قوة، اال باهلل يف كل الوجود.وبالرغم من كل هذه العظمة هلل التي ال حيوهيا مكان فإنه يقول يف حديث قديس

﴿ما وسعتني اريض وال سمئي ووسعني قلب عبدي الؤمن﴾)1)فهل تستطيع ان جتعل إسم اهلل يف قلبك...؟!

ليتسع قلبك توسع ان تستطيع هل اوعاها، وخريها اوعية القلوب هذه ان لتجليات اهلل »نعم« فأنت خليفة اهلل يف االرض وجيب عليك ان تكون نموذجا ملا اراده

من صفات.الرب: وهو الراعي واملتكفل بالعناية واالمان...فرب العمل: هو املتكفل بكل احتياجات العمل

ورب العائلة: هو األب الذي يوفر كل احتياجات العائلة ويوفر هلم األمان.. أما »رب العاملني«: فهو »اهلل« املتكفل برعاية وعناية كل اخلالئق واملتحنن عليهم

بفضله وكرمه.. وهو األمان من كل سوء يف الدنيا واآلخرة.نن م وآمنهم جوع ن م عمهم أطن ي ــذ ال بينت، الن هذا رب بدوا يعن ﴿فلن تعاىل قال

ف﴾)2) خونوالرب: هو الذي يتوىل قضاء احلاجات، يف فطرة اإلنسان يشعر إنه ضعيف احليلة ويشعر انه كبري األمل وقوته ال تتناسب مع تطلعاته واحتياجاته وامكانياته ال تسعفه لنيل كل ما يتمنى فأخذت ذهنيته بنسج ما يمكنه ان يساعده من مصباح سحري واخلاتم

السحري الذي خيرج منه املارد الذي يعطيه كل ما يتمنى ويعينه يف مواقفه احلرجة.

1)العوايل الأليل - ابن ايب اجلمهور احسائي-ج4-ص1- ط: طبعة سيد الشهداء()2) سورة قريش / 4-3

15 وجود اهلل

النفسية التخيالت ويلبي هذه االحتياجات بديال عن هذه الكريم يطرح القرآن لدى البرش فيدهلم عىل ما هو اعظم من املارد بل اعظم من كل عظيم ليقول ﴿إن الل

ذين آمنوا...﴾)1) يدافع عن الذين آمنوان...﴾ )2) وله ال ﴿الله

واهلل اقوى من املارد »إن وجد« بل هو خالقه ومانحه القوة وهو الذي يتوفاه، واهلل ربك ويعلم متى حتتاج ويقيل عثراتك قبل ان حتدث وهو مراقبك ويعلم ما توسوس به نفسك وكل ما تتطلع إليه ، وهو الحيتاج ان تطلب منه ليعطيك بل ان رزقه يأيت إليك وانت جنني يف بطن امك ال تعلم شيئا ،فقط آمن به واستشعر وجوده يف حياتك ستجده لياؤكمن ف ن أون عونك ومسدد خطاك يف هذا العامل وكل العوامل التي سننتقل اليها، ﴿نحن

عون﴾)3) تهي أنفسكمن ولكمن فيها ما تد خرة ولكمن فيها ما تشن يا وف الن نن ياة الده النالي الظ يا وف الخرة ويضله الله نن ياة الده ابت ف الن ل الث ذين آمنوان بالنقون ال ﴿يثبت الله

ما يشاء﴾)4) عل الله ويفنعليم﴾)5) كيم الن ض إله وهو الن رن مء إله وف الن ﴿وهو الذي ف الس

يقول رسول اهلل" »تعرف إىل الل ف الرخاء يعرفك ف الشدة«)6)

)1) سورة احلج / 38)2) سورة البقرة / 257)3) سورة فصلت / 31)4) سورة ابراهيم / 27

)5) سورة الزخرف / 84)6) من ال حيرضه الفقهيه / الشيخ الصدوق / ج4 / ص 413 / مؤسسة النرش اإلسالمي – قم

/ 1413 هـ

مفاهيم قراآنية 16

عامل الدنيا ه الل﴾)1) وان فثم وجن نم توله ﴿فأين

العامل اإلفرتايض وادخلنا فيه وجعلنا نخضع لقوانينه لنا هذا ان اهلل الذي خلق تلك كل والكهولة والطفولة والــربودة وكاحلرارة والنهار والليل واملكان كالزمان القوانني عىل عوامل نعمم هذه أن تتعداه فال جيوز العامل وال القوانني حمصورة يف هذا

أخرى كعامل الربزخ أو اآلخرة أو غريها مما خلق اهلل..كذلك اهلل »تعاىل اسمه« فهو التنطبق عليه قوانني هذه الدنيا كالزمان واملكان والليل

والنهار فهي قوانني اختبارية وضعت لنا لتؤدي غرضها وتنتهي بعد فناء الدنيا..انترشت اليوم االلعاب االليكرتونية املختلفة ولكل لعبة خصائص وقوانني يضعها املربمج هلذه اللعبة وهذه القوانني سارية عىل اللعبة فقط وال ترسي عىل املربمج او عىل نتصور كذلك معينا، غرضا لتؤدي صممت افرتاضية عوامل فهي االخرى.. الربامج

هذه الدنيا فهي عامل افرتايض نحن داخله له قوانني وضعها اهلل..وسنكتشف ما وراء هذه الدنيا بعد ان تنتهي فرتة اقامتنا يف هذا العامل االفرتايض

يقول اهلل تعاىل :م حديد﴾ )2) يون ك الن نا عنك غطاءك فبص نن هذا فكشفن لة م ﴿لقدن كنت ف غفن

»حديد: حاد يرى ما مل يستطع رؤيته سابقا من حقائق االمور وبعدها الروحي«

اإلنسان

ان من خلق اهلل ثالثة انواع املالئكة »طاعة بدون رغبات«

احليوانات »رغبات بدون طاعة«

)1) سورة البقرة / 115)2) سورة ق / 22

17 القلب والعقل

اإلنسان: مجع يف هذا الصنف الثالث روح مالئكية »حتب الطاعة« مع جسد حيواين »له رغبات«

واإلنسان يف رصاع دائم بني رغبات هذا اجلسد احليواين والروح املالئكية، فكل يريد أن يندمج ويتغلغل يف عامله، واحلكم الفيصل يف هذا الرصاع هو االرادة البرشية ،

فمن انغمس يف عامل املاديات والبهائم تلوثت روحه وتشوهت وربام توغل اكثر يف وتنظف تعالج ان فيجب اجلنة يدخل ان يليق ال مسخ إىل الروح هذه فتتحول سنوات داخل جهنم او ربام حيكم عليها باخللود يف جهنم ألهنا أصبحت وحشا يرعب قلوب املالئكيني يف اجلنة، وبعبارة أخرى فإن اهلل تعاىل قد ادخلنا إىل هذه الدنيا ونحن بأن التفاسري بعض وتذكر نخرج ونحن كذلك، ان منا ويريد مالئكية ارواح نملك ﴾ )1) يقصد هبا االرواح املستوحشة واال فاحليوانات ليس اآلية﴿وإذا النوحوش حشرتن

عليها حساب فلم حترش.

القلب والعقل

ل البعري: إذا شد الساق إىل بقية الذراع بحبل العقل : العقل يف اللغة هو املنع، وعقمواحد ملنعه من اهلرب وسمي العقل عقال ألنه يعقمل صاحبه عام ال حيسن.

الدماغ : هو وسيلة مجع املعلومات من وسائل احلس اخلمسة »السمع البرص الذوق الشم اللمس«

التنفيذية للجسد حيكم عىل األمور بطريقة منطقية متسلسلة ومنه تصدر األوامر ألداء كل الفعاليات، فهو جهاز تنفيذي حتدد له املسارات لينطلق فيها.

العقل : هو جوهر االنسان وهو أمر معنوي يطلق عليه أحيانا القلب ، وهو جمموع التجارب واخلربات ، هو رشط التكليف وعليه يثيب اهلل ويعاقب، قال تعاىل: ﴿إال منن

)1) سورة التكوير / 5

مفاهيم قراآنية 18

ب سليم﴾)1) بقلن أتى اللوالكم، أمن إىل وال صوركم إىل يننظر ال وتعاىل تبارك الل »إن :" اهلل رسول قال

ملكم«)2) ولكنن ينظر إىل قلوبكم وأعنالدم، الذي يضخ الشكل الكمثري العضو ذلك ليس القرآن القلب يف القلب: يتـأثر القلب وهذا ، بالعقل أحيانا ويسمى النظام أو األسلوب أو التوجه هو بل عن فيعمى احلقد ويمرضه الذنوب عليه فتؤثر االنسان، بترصفات وإجيابا سلبا التقاط املعارف املختلفة، نعم القلب له مضامر إلكتساب احلقائق ويسمى هذا املضامر »العرفان«ويدعى من يملك هذه احلقائق القلبية بـ »عارف«، ونالحظ ان القرآن الكريم يتحدث عن القلب الذي يملك قناعات وحقائق كام وردت يف سورة احلج، حيث قال بها معون يسن آذان أون بها قلون يعن قلوب لهمن فتكون ض رن يسيروا في الن تعاىل: ﴿أفلمن

دور﴾)3) تي في الصه قلوب ال مى الن بنصار ولكنن تعن مى الن ها ال تعن فإنفالقلوب تعقل ومتلك قناعات وتكسب املعارف لتتكون البصرية لدى االنسان، فالبصرية ترتبط بالقلب والبرص يرتبط بالدماغ، وكثريا ما نشاهد من فقد برصه ولكنه بالبرص يتمتع يتمتع ببصرية وقادة توجهه نحو اخلري والصالح، واالكثر منه نرى من

ولكنه فاقد البصرية فقد عمي قلبه ووجه كل امكانياته نحو الزائالت .ذين أوتوا تمع إلينك حتى إذا خرجوا منن عنندك قالوا لل يقول تعاىل: ﴿ومننهمن منن يسن

.(4(﴾ واءهمن بعوا أهن ه على قلوبهمن وات ذين طبع الل م ماذا قال آنفا أولئك ال علن الننات فما بي مهمن فجاءوهمن بالن ده رسال إلى قون نا منن بعن ومنها قوله سبحانه: ﴿ثم بعثن

)1) سورة ق/89)2)بحار االنوار-العالمة املجليس-ج74-ص88-ط: دار إحياء الرتاث العريب-بريوت - لبنان.

)3)سورة احلج/46)4)سورة حممد/16

19 القلب والعقل

تدين﴾)1) . بع على قلوب النمعن بوا به منن قبنل كذلك نطن منوا بما كذ كانوا ليؤنتلك يوجه الذي هو القلبي والتوجه متعددة امكانيات ذو جهاز هو فالدماغ

االمكانيات جتاه اخلري او جتاه الرش ..ليدمر الدماغ إمكانيات قلبية رشيرة سيسخر فاذا كان االنسان حيمل توجهات الناس ليخدم االمكانات كل يسخر تراه سليمة توجهات حيمل كان وان البرشية،

ويصنع هلم حياة أفضل.والقلب »العاقل« هو الذي يضع القوانني للدماغ »فهو اجلهة الترشيعية« التي تسن القلب القلب، واحيانا يرشع »الدماغ« بام رشع ذلك التنفيذي فيقوم اجلهاز القوانني القلب ليتبع بتجاهل منطقيته الدماغ فيقوم الدماغ تتعارض مع التي بعض االحكام وترشيعاته، فينكر الترصفات القبيحة من الغري ويقبلها من نفسه ويبدأ بإعطاء تربيرات يضله من يشاء ويندي ملا يفعله فيقول تعاىل:﴿أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الل

من يشاء .. ﴾)2) (3(﴾ واءهمن بعوا أهن به كمن زين له سوء عمله وات ن ر نة م ﴿أفمن كان عل بي

يرشبون ممن املاليني هنالك ان اال »مثال« اخلمر رشب بقباحة تقر الناس فكل اخلمر ويربرون ألنفسهم .

يقول الشاعر : وعـيـن الـرضــا عــن كــل عـيــب كـلـيـلــة ولـكـن عـيـن الـسـخـط تـبـدي الـمـسـاويـا

أننا عندما نحب شخصا ما فإننا سوف نتجاهل كل عيوبه ونراه مالكا وكل أي فسريى كل ترصفاته القلب شخصا كره واذا قبيحا، بعضها كان وان مجيلة ترصفاته

قبيحة وان كان هذا املكروه له ترصفات حسنة ..

)1)سورة يونس/74.)2)سورة فاطر /8.

)3)سورة حممد / 14

مفاهيم قراآنية 20

حتى أن »نواصب أهل البيت« كرهوا عيل فرأوا كل مجاله قبحا ونصبوا لذريته إىل القرآن ويشري القرآن ويشري الدنيا عم الذي النور ذلك يروا ومل وقتلوهم العداء العقل ويوجه احلق عن فيزيغ ، سليام العقل كان وان القلب تصيب امراض وجود ليتفنن بالكفر حتى يصل اىل نصب العداء هلل ورسوله وقتل النبيني وبعضهم يعلن نفسه

إله أو ربا للبرش ..وعليه فيتضح ان االنسان قد يقع حتت مؤثرات جتعل احكامه سقيمة بحيث خيطئ

يف قضاءه ويفقد حرية عقله اذا غري القلب مسارات »الدماغ«..وكام ان اطراف االنسان جيب ان تكون حرة لتتحرك كذلك عقله جيب ان يتحرر من قيود أهواء القلب من رغبات وحب وكره وتعصب فيأيت القرآن بوصف رسوله" بآئمث اخل م عليهم م ر وحي يباتم الط م هل وحيمل املنكرم وينهاهم عنم بماملعروفم يأمرهم ...﴿

م ... ﴾)1)األعراف157 تمي كانت عليهم هم واألغالل ال ويضع عنهم إمرصالناس عقول تكبل التي القيود تلك سوى االغــالل وهــذه االرص هذا وما وارواحهم، فرفعها الرسول عنهم بام زوده ربه من احكام وعقائد واخالق ونظم تربوية

سامية .. وهنا نتذكر قول ابو ذر »ما ترك الحق صديقا«)2) كم م ولو عىل أنفسم ني بمالقمسطم شهداء هللم امم ين آمنوا كونوا قو ا الذم فيقول تعاىل: ﴿يا أهيلوا وإمن بمعوا اهلوى أن تعدم مام فال تت أوم الوالمدينم واألقربمني إمن يكن غنميا أو فقريا فاهلل أوىل هبم

ضوا فإمن اهلل كان بمام تعملون خبمريا﴾)3) تلووا أو تعرماذا فالقرآن يريد منا ان نفصل العواطف واملجامالت عن العقل، فالعقل اذا ما ترك

دون تعصبات و ميول سيختار طريق اهلل ..

)1)سورة االعراف/157)2)بحار االنوار-العالمة املجليس-ج31-ص180-ط:دار إحياء الرتاث العريب-بريوت-لبنان.

)3)سورة النساء/135

21 القلب وعاء االن�سان

ملاذا االحنراف ؟

وكانوا بوا بآيات الل وأى أن كذ ذين أساؤوا السه يقول اهلل تعاىل: ﴿ثم كان عاقبة الزئون﴾)1) تهن ا يسن ب

أي أن الذنوب الصغرية التي يقوم هبا اإلنسان تتجمع عىل مرآة قلبه فتشوش رؤيته فيخطأ احلق، وهو يعتقد انه اصابه فيوغل يف طريق الباطل ويعمل الكبائر ومل يزدد يف

كل خطوة اال بعدا عن طريق احلق. سنون صننعا﴾)2) من ين سبون أن يا وهمن ين نن ياة الده يهمن ف الن ذين ضل سعن ﴿ال

ار﴾)3) جب ب متكب عل كل قلن بع الل ﴿... كذلك يطنيتبعها التي السليمة الطرق يتشوه قلبه ويزيغ فيغري فاملتكرب ومن يعمل سوء إذا ابنتغاء ه منن تشابه ما بعون فيت غ زين قلوبمن ف ذين ال ا فأم ...﴿ اإلنسان، فيظل العقل

نة...﴾)4) فتن النفعىل اإلنسان ان يتجنب الذنوب وإن حدثت سهوا أو زلة فيستغفر وينيب ليحافظ ب بقلن غينب وجاء بالن ن حن عىل قلبه من الزيغ لكي ال يؤثر عىل عقله... ﴿منن خش الر

نيب﴾)5) مهب سليم﴾)6) بقلن ﴿إال منن أتى الل

القلب وعاء اإلنسان

إن الرمحة االهلية والعطاء الرباين عندما ينزل تكون بعض القلوب مقفلة وصدءة

)1) سورة الروم / 10)2) سورة الكهف / 104

)3) سورة غافر / 35)4) سورة آل عمران / 7

)5) سورة ق / 33)6) سورة الشعراء / 89

مفاهيم قراآنية 22

هذه فتكون اجلــوارح ليسري داخلها إىل بالنفاذ له تسمح او النور ذلك تعكس وال قلوهبم جيلون الذين اخلاشعني عىل اال ممكنة وغري كبرية االهلي للنور االستقباالت

بدموع االستغفار وحرارة الشوق إىل العوامل املالئكية..اوعية وخيها القلوب وليه وخليفته:»يا عيل..ان هذه خماطبا " اهلل قال رسول

اوعاها«)1) أي اوسعها..وكلام وسع هذا الوعاء استطاع ان جيمع اكثر من الفيض االهلي، فلو وضعنا كوب وسطل حتت وابل املطر وانتظرنا حتى يمتلئ االثنان، فال يمكن ألي منهام ان حيمل أكثر من حجمه مهام استمر املطر باهلطول نعم ان قلوبنا هذه االوعية والرمحة االهلية والعطاء به من اعامل حيث يذكر نقوم ما املطر ونحن نحدد سعة وعائنا من خالل تنزل مثل احلديث النبوي الرشيف ان صلة الرحم تطيل العمر وتوسع يف الرزق..اذا فإن أعاملنا

هي من توسع استقبالنا للرزق والرمحة وكل الفيض االهلي..ته من يشاء﴾)2) تصه برحن ين ﴿والله

وليس املخلوق عىل تعود اآلية يف »يشاء« من ان إىل املفرسون بعض يذهب اخلالق.

أي أن من يشاء من الناس فليقدم املقدمات احلسنة ويتوجه إىل اهلل فيختصه اهلل ونية بإخالص إليه يتوجهون يعطي كل من املخلوق واهلل املبادرة من أن أي برمحته، سليمة، واذا كان اهلل خيتص برمحته من خيتارهم فقط فام ذنب املحسنون الذين مل خيتارهم

هو فهذا ظلم، واهلل اعدل العادلني. الصاحلات ويعملون حسنة مقدمات يقدمون الذين برمحته خيتص اهلل فإن اذا

ويلتزمون بام أمر سبحانه.

)1) هنج البالغة / الرشيف املرتىض / ص 495 / دار اهلجرة للنرش-قم )2) سورة البقرة / 105

23 النبي "

النيب

هو الشخص االوسع قلبا، إلستقبال املفاهيم الساموية، وتبسيطها يف قنوات صغرية إليصاهلا إىل الناس كل حسب حجمه »مساحة االستقبال لديه« وهو النموذج العميل لكل تلك النظريات التي يأيت هبا يف الكتاب الساموي، فهو القدوة التي يتطلع اليها كل

املؤمنون، حتى ال حيتج احدا بأن ما جاء يف الترشيع بعيدا عن التطبيق والواقع.. خر وذكر الل م الن يون والن جو الل ن كان يرن وة حسنة ل أسن ﴿لقدن كان لكمن ف رسول الل

كثيا﴾)1)وهذا النبي »معصوم« ال يعمل اخلطأ وال اخلطيئة فكل أعامله بأمر وبتسديد من اهلل

ي يوحى﴾)2) وى إنن هو إال وحن ﴿وما ينطق عن النم ر وي بات ي الط م ل ويله نكر الن عن ويننهاهمن روف عن بالن مرهم يأن ...﴿ ومهمته به آمنوان ذين فال علينهمن كانتن تي ال ــالل والغن همن إصن عننهمن ويضع بآئث الن علينهم

لحون﴾)3) فن لـئك هم الن ذي أنزل معه أون ور ال بعوان النه وه وات روه ونص وعزوهو شاهدا عىل وصول الدعوة إىل الناس ومبرشا باجلنة ونذيرا من النار

ا ونذيرا﴾)4) ناك شاهدا ومبش سلن ا أرن بيه إن ا الن ﴿يا أيه (5(﴾... مني منن أنفسهمن ؤن ىل بالن بيه أون وهو ﴿الن

وطاعته واجبة شديد الل إن الل قوا وات فانتهوا ه عنن اكمن ن وما فخذوه سول الر آتاكم وما ...﴿

النعقاب﴾)6)

)1) سورة االحزاب / 21)2) سورة النجم / 4-3

)3) سورة االعراف / 157)4) سورة االحزاب / 45

)5) سورة االحزاب / 6)6) سورة احلرش / 7

مفاهيم قراآنية 24

بي﴾)1) بالغ الن سول إال الن لكمن وما عل الر ن قبن ب أمم م بوا فقدن كذ ﴿وإن تكذفال يشء ينقص من قيمة النبي، ال تكذيبه وال قتله بل ان يف كل ذلك رفعة ورقي

هلذا النبي.. موا وسل ه علين وا صله آمنوا ذين ال ا أيه يا بي الن عل ون يصله ومالئكته الل ﴿إن

ليم﴾)2) تسناللهم صيل عىل حممد وآل حممد

عقيدة اإلنسان

ه آباءنا أولون كان آباؤهمن نا علين فين بع ما ألن قالوان بلن نت بعوا ما أنزل الله م ات ﴿وإذا قيل لتدون﴾)3) ئا وال ين قلون شين ال يعن

إنه الكفار لرفضهم اإلسالم والدين اجلديد هو التي كان يرددها إن من احلجج خمالف لدين آباءهم، وكأن مقياس حقائق االمور هو قدمها..

تالق﴾)4) خرة إنن هذا إال اخن ة الن ل ذا ف الن نا ب ﴿ما سمعنل علينكمن ولون لكمن يريد أن يتفض ثن مه ما هذا إال بش م ذين كفروا من قون ل ال ﴿فقال الن

لي﴾)5) و ذا ف آبائنا الن نا ب ا سمعن نزل مالئكة م ل شاء اللفحارب اإلسالم هذه النظرية ليس يف فجر اإلسالم فحسب وانام أوجبها عىل كل جيل وعىل كل فرد بأن يراجع معتقداته ويفهمها وال يؤمن هبا حتى يتيقن من صحتها »التوحيد، وهي اخلمسة الدين اصول فإن لذلك حياته، عليها ويبني يتبناها ان قبل فالجيوز هبا ويعتقد إنسان كل عنها يبحث ان جيب املعاد« اإلمامة، النبوة، العدل،

)1) سورة العنكبوت / 18)2) سورة االحزاب / 56

)3) سورة البقرة / 170)4) سورة ص / 7

)5) سورة املؤمنون / 24

25 عقيدة االإن�سان

التقليد فيها، أما فروع الدين وهي »الصالة والصوم واحلج والزكاة...« فللمسلم ان يقلد احد الفقهاء املجتهدين العدول يف كيفية أداءها..

فاإلسالم دين علم ال دين خرافة وتقاليد اجتامعية وموروثات شعبية، فهو خياطب العقول والقلوب وهي من ستتفاعل معه، فاإلسالم دعوة للنظر والتفكر والتعقل قال

تعاىل: ا ال ا فإن معون ب ا أون آذان يسن قلون ب من قلوب يعن ض فتكون ل رن ﴿أفلمن يسيوا ف الن

دور﴾)1) تي ف الصه قلوب ال مى الن بنصار ولكن تعن مى الن تعن خرة إن الل أة الن ينشئ النشن ق ثم الل لن ض فانظروا كينف بدأ الن رن ﴿قلن سيوا ف الن

ء قدير﴾)2) عل كل شن(3(﴾.. لهمن ذين من قبن ض فينظروا كينف كان عاقبة ال رن ﴿أولن يسيوا ف الن

عاقبة كــان كينف فاننظروان ض الرن ف فــســيوان سنن لكمن قبن من خلتن ﴿قــدن بي﴾)4) كذ الن

ف يسيوان أفلمن النقرى ل أهن نن م إلينهم نهوحي رجاال إال قبنلك من نا سلن أرن ﴿وما أفال قوان ذين ات ل ل لهمن ولدار الخرة خين قبن ذين من ض فينظروان كينف كان عاقبة ال الرن

قلون﴾)5) تعنفعىل املسلم ان يكون باحثا عن احلقيقة غري متعنرصا لفئة او عشرية او قومية او

بلد، كام قيل "نحن اتباع الدليل اينام مال نميل"أما الدين اإلسالمي من منبعه االصيل »حممد وآل حممد "«يمثل النظرية الكاملة

)1) سورة احلج / 46)2) سورة العنكبوت / 20

)3) سورة الروم / 9)4) سورة آل عمران / 137

)5) سورة يوسف / 109

مفاهيم قراآنية 26

السليمة البرشية والفطرة العقل ختاطب فهي املنطقي العلمي النقاش ختشى ال التي الغري ملوثة..

الدين

املسائل من االعتقادات تشكل التي والعملية العلمية املعارف من سلسلة هو القلبية التي ال حيكم فيها باالكراه فيشري القرآن إىل عدم جدوى اجبار الناس عىل األيامن واالجبار ليس الغاية وانام التخيري يف االيامن هو الذي يزيد من قيمة املؤمنون، فاهلل يبني ومن من يؤن فلن فمن شاء بكمن ر قه من الطريقني واإلنسان هو من خيتار ﴿وقل الن عاقبة

(1(﴾... فرن يكن شاء فلنألن إبطان الكفر واظهار االيامن خوفا هو »نفاق« واهلل يريد أن يقوم بأمره املؤمنون املخلصون ال املنافقون، فميزة املؤمنون إهنم تركوا كل ما هنى اهلل عنه وآمنوا بإرادهتم كانوا فلو اهلل... يثيبهم وعليه الدين هذا ألجل الصعاب وحتملوا بل واختيارهم

جمبورين عىل هذه االيامن فلمم يثيبهم ؟ احلرية ويرتك االيامن وبذرة الفجور بذرة اإلنسان نفس يف بذرتني يضع اهلل ان كالمها أو البذرتني احدى اإلنسان ويسقي خيتار، بذرة أي يسقي ان يف لإلنسان بترصفاته اليومية وتفاصيلها احلياتية، ويف حالة سقيه البذرتني معا سيوىف حساب كل بذرة، فإن كانت بذرة االيامن هي ااالكرب فيحاسب عىل االشواك التي نمت حوهلا من ذنوبه فتقلع هذه االشواك من نفسه لتكون روحه طاهرة ومؤهلة لدخول اجلنة، وقلع اال من األمل الذنوب كثرت األشواك وكثر هذه االشواك سيكون مؤملا، وكلام كثرت الباطل يف نفس هذا اإلنسان أكرب وكانت هنالك بعض رحم ريب، وان كانت شجرة فسيعوضه حياته يف احلسنة االعامل بعض خالل زرعها نفسه يف والورود االعشاب اهلل عليها اما يف هذه الدنيا ببعض التوفيقات وزيادة الرزق او التشييع املهيب أو يف عامل

)1) سورة الكهف / 29

27 االعتدال

الربزخ بتخفيف بعض العذابات ليكون خالصا يف يوم القيامة إىل النار أو إىل اجلنة اذا كان من املؤمنني..

حاب أصن من كان إن ا وأم نعيم ة وجن ان ورين ح فرون بي قر الن من كان إن ا ﴿فأمنن حيم الي فنزل م بي الض كذ ا إن كان من الن يمي وأم حاب الن يمي فسالم لك منن أصن الن

م ربك النعظيم﴾)1) يقي فسبحن باسن و حقه الن لية جحيم إن هذا ل وتصن

االعتدال ة وسطا ﴾)2) ناكمن أم ﴿وكذلك جعلن

إن تعاليم الدين اإلسالمي جائت بني عدة تطرفات وشذوذ للفطرة اإلنسانية جتاه الدين لتمثل اخلط املستقيم الذي يبني الفطرة السليمة، فاالجتاه األول هو »امللحدين« ال يؤمنون بوجود اهلل أو وجود اآلخرة واحلساب وانغمسوا يف عامل الدنيا واملادة فقتلوا

الروح يف اجسادهم.االجتاه الثاين »املرشكون« الذين جيعلون آهلة متعددة ليعبدوهنا.

فاإلسالم جاء وسطا يشذب هذه املامرسات فال انكار وال تعدد يف اآلهلة أنام هو إله حيم﴾)3) ن الر حن واحد ﴿وإلـهكمن إله واحد ال إله إال هو الر

متطرفان اجتاهان يمثاهلام والعقيدة الفكر آفاق يف املتطرفان األجتاهان وهذان اجلسد وجود تلغي التي »الرهبانية« هو االول فاالجتاه واللذة، املادة عىل االقبال يف

وتعتزل املجتمع وختتار العزلة االجتامعية وجتانب الزواج وكل املباحات.. واالجتاه الثاين هو »االستهتار بامللذات« واالنغامس يف الدنيا وشهواهتا من حالل وحرام، فاإلسالم يعلن ان مبادئه هي »ال افراط وال تفريط«، فال اماتة للغرائز وال إحلاد،

)1) سورة الواقعة / 96-88)2) سورة البقرة / 143)3) سورة البقرة / 163

مفاهيم قراآنية 28

وال آهلة متعددة واستهتار جنيس فجائت ترشيعاته جامعة بني كامل الروح واجلسد لينتج ذلك املزيج االهلي املتكامل الذي يعمر االرض ويقيم دولة العدل.

سدين﴾)1) فن ال يبه الن ض إن الل رن فساد ف الن غ الن يا وال تبن نن ﴿وال تنس نصيبك من الدهيبه ال ه إن فوان تسن وال بــوان واشن وكلوان جد مسن كل عند زينتكمن خذوان آدم بني ﴿يا

في﴾)2) سن النقال رسول اهلل " »حبب إل من الدنيا النساء و الطيب و قرة عيني ف الصالة«)3)

أبدا، واعمل لخرتك كأنك »اعمل لدنياك كأنك تعيش ويقول اإلمام عيل متوت غدا« )4)

فال الباطل ورفض احلق نرصة عدا االمور كل يف والوسطية االعتدال هو اذا مداهنة وال تسويف.

االميان

القلب يدخل ان لإليامن فالبد اللسان عىل الشهادتني برتديد االيامن يقترص ال ليكون اإلنسان مؤمنا..

ف ن يــم الن خل يدن ولا نا لمن أسن قولوا ولكن منوا تؤن ن ل قل ا آمن ــراب عن الن ﴿قالت (5(﴾.. قلوبكمن

الذي القلوب بل هو ذلك احلب املجمد يف وااليامن احلقيقي ليس ذلك االيامن يغمر القلب فرتتعد االطراف عمال وجهادا للهوى واحسانا للغري والتزاما بكل ما أمر

)1) سورة القصص / 77)2) سورة االعراف / 31

)3) اخلصال / الشيخ الصدوق / ج1 / ص165 / مؤسسة النرش اإلسالمي – قم / 1304 هـ)4) جمموعة ورام / ورام بن ايب فراس املالكي / ج2 / ص234 / مؤسسة االعلمي – بريوت

)5) سورة احلجرات / 14

29 االختبار

اهلل.يقول اإلمام عيل »االيمن معرفة بالقلب و إقرار باللسان وعمل باالركان«)1)نحب ما عن والصرب الناس إىل واالحسان الصالح بالعمل االيامن ارتبط وقد ب منن آمن رب ولـكن الن غن ق والن شن وان وجوهكمن قبل الن ب أن توله ينس الن وعىل ما نكره، ﴿ليتامى بى والن قرن ه ذوي الن ال عل حب بيي وآتى الن آلئكة والنكتاب والن م الخر والن يون والن باللهوفون والن كاة الز وآتى الة الص وأقام قاب الر وف آئلي والس بيل الس وابنن ساكي والنذين صدقوا بأنس أولـئك ال اء وحي الن بأنساء والض ابرين ف الن دهمن إذا عاهدوان والص بعهن

قون﴾)2) »البأساء: الفقر، الرضاء:املرض، البأس: احلرب« ت وأولـئك هم الن

االختبار

داخله يف ما تستخرج ضغوطات من فالبد اإلنسان إلختبار الدنيا وجدت وملا ليوىف كل عامل ما قد عمل، كام يف بطوالت امكانيات وتصل احيانا إىل أقصاها من رفع االثقال يصل الالعبون إىل رفع اقىص ما يمكنهم ليتسنى للجنة التحكيم ان تعطي التحكيم ان الفرق يف حالة جلنة اجلوائز بعدالة إىل الالعبني وحسب امكاناهتم، لكن اللجنة التعرف امكانات الالعبني اال بعد املباراة لكن اهلل يعلم امكاناتنا حتى قبل ان ليلقي علينا احلجة، حتى ال يكون يف نفس أي التجربة ان ندخل ارادنا نخلق ولكنه

إنسان بأنه ممكن ان يقدم اكثر مما اعطاه اهلل فسبحانه من عادل وحكيم.البأساء ومستهم اختبارهم تم قد قبلنا من عاشوا الذين كل أن القرآن ويذكر والرضاء وزلزلوا من شدة الضغوطات املسلطة عليهم بسبب الفقر او املرض او القتل او اهلرب من السلطان الظامل وجهاده حتى ان االختبار غري مقترص عىل املؤمنني وانام

حتى الرسل واالنبياء يعانون عىل قدرهم بأنساء هم الن تن س ان من قبنلكم م ذين خلون ثل ال تكم م ة ولا يأن ن خلوان الن تمن أن تدن ﴿أمن حسبن

)1) هنج البالغة / الرشيف الريض / احلكمة رقم 227 / دار اهلجرة للنرش – قم )2) سورة البقرة / 177

مفاهيم قراآنية 30

الله نصن إن أال الله نصن متى معه آمنوان ذين وال سول الر يقول حتى زلوان وزلن اء والضقريب﴾)1)

لم الناس وليعن ام نداولا بين ك الي له وتلن ثن ح م م قرن قون ح فقدن مس الن كمن قرن سسن ﴿إن يمنالي﴾)2) ال يبه الظ ذين آمنوان ويتخذ منكمن شهداء والله ال الله

لم ويعن منكمن وان جــاهــد ذين ال الله لم يعن ــا ول ة ن الن خلوان تدن أن تمن حسبن ﴿أمن ابرين﴾)3) الص

اهلجرة

فيرتك إيامنه عىل ليسلم هياجر أن املؤمن فعىل »اهلجرة« االيامن اساسيات ومن ارضه أوجمتمعه أو صحبته ليحافظ عىل ايامنه وتدينه،

فااليامن هو القيمة العليا التي تتهاواى أمامها كل القيم والرغبات..وان أولـئك هم نص ذين آووان و وال ذين آمنوان وهاجروان وجاهدوان ف سبيل الله ﴿وال

ق كريم﴾)4) فرة ورزن غن م م ا ل منون حقه ؤن النالبلد الذي يؤثر عىل ايامن الفرد، بل جتب هجرة رفقاء السوء فتجب اهلجرة من الذين يؤثرون عىل االيامن، وهناك هجرة داخلية حتدث يف النفس اإلنسانية هي هجرة العادات والتقاليد البعيدة عن اهلل وهجرة كل الذنوب.. فتكون اهلجرة إىل اهلل يف كل

زمان وكل مكان.. كيم﴾)5) عزيز الن ه هو الن ﴿فآمن له لوط وقال إن مهاجر إىل رب إن

وقد يضطر املؤمن ان خيفي ايامنه عن البعض او لزمن ما اذا كان هنالك ما هيدد

)1) سورة البقرة / 214)2) سورة آل عمران / 140)3) سورة آل عمران / 142

)4) سورة االنفال / 74)5) سورة العنكبوت / 26

31 احلياة

حياته فال يظهر ايامنه ليحافظ عىل حياته ولكنه ال يتخىل عن ذلك االيامن ابدا ﴿.. إال مئن باليمن..﴾)1) به مطن ره وقلن منن أكن

والدعوة إىل اهلل »بحسب القرآن الكريم« هي: سن إن ربك تي هي أحن م بال سنة وجادلن عظة الن ون مة والن كن ع إىل سبيل ربك بالن ﴿ادن

تدين﴾)2) هن لم بالن لم بمن ضل عن سبيله وهو أعن هو أعنو ان يساعدوا فاستطاعوا الناس احبوا االنبياء والرسل اهنم ونالحظ من سرية يوصلوا هلم ما ارادوه ألن احلب جيعل القلب يتكلم ال اللسان وما يصدر عن القلب

يدخل إىل القلب وما يصدر عن اللسان ال يتجاوز اآلذان. قد الناس ان جتد لذلك احلب لغة اال اليفهم والقلب قلبي اعتقاد هو فااليامن تأثروا باالنبياء والرسل وبكل من أحب الناس ودعاهم إىل اهلداية ألن اللغة السائدة

هي لغة احلب ولغة القلوب..

احلياة

رص الناس عل حياة﴾)3) من أحن ﴿ولتجدنوهم النعيم، يف اخللود إىل وسيلة وليست غاية احلياة هذه الناس بعض يتخذ وليس حياة أي يعيش أن يريد ألنه بأل« معرفة غري »نكرة حياة عىل الناس أحرص

بالرضوري أن تكون حياة مميزة أو كريمة فريىض ان يعيش بذل وهوان.قال اإلمام احلسني إبن عيل بن ايب طالب »إن ال أرى الوت إال سعادة والياة

مع الظالي إال برما« )4)

)1) سورة النحل / 106)2) سورة النحل / 125

)3) سورة البقرة / 96)4) اللهوف / السيد عيل بن طاووس / ص79 / دار العامل – طهران

مفاهيم قراآنية 32

وقال اإلمام عيل »الوت ف حياتكم مقهورين، الياة ف موتكم قاهرين« )1)اهنا الفلسفة اإلسالمية للحياة والتي تقابل الفلسفة التي تتبناها بعض املجتمعات من زحه بمزحن هو وما سنة ألنف ر يعم لون أحدهمن ﴿يوده الكريمة.. اآلية اليها وتشري

ملون﴾ )2) بصي بم يعن ر والله عذاب أن يعم النإن العظامء ومن احدثوا فرقا يف احلياة البرشية ال يقاسون بأعامرهم وأيامهم التي املجتمع يف وتأثرياهتا وخلودها االنجازات بتلك يقاسون بل الدنيا هذه يف عاشوها وكم ستعيش افكارهم وانجازاهتم، لذلك فإن كل الناس متوت لكن ليس كل الناس

تعيش.قال رسول اهلل " »اذا مات ابن آدم انقطع عمله اال من ثالث صدقة جارية او علم

ينتفع به و ولد صالح يدعو له«)3)اذا فاملفهوم القرآين للحياة هو العطاء والتفاعل واال فالباقني هم اموات يتنفسون

زائل هو ومــا التفاهات يف وحياهتم اوقاهتم اضاعة عىل اهلل وسيحاسبهم همن وال عذاب الن هم عنن ف ف ي فال بالخرة يا نن الده ياة الن وان ت اشن ذين ال فقال﴿أولـئك

ون﴾)4) ينصويقول فانتهزوا فرص الي«)5) السحاب مر متر »الفرصة اإلمام عيل ويقول

»إنه ليس النفسكم ثمن إال النة فال تبيعوها إال با«)6)يا ف الخرة إال قليل﴾)7) نن ياة الده يا من الخرة فم متاع الن نن ياة الده ﴿أرضيتم بالن

)1) هنج البالغة / الرشيف الريض / ص 88 / دار اهلجرة للنرش - قم)2) سورة البقرة / 96

)3) ارشاد القلوب / للديلمي / ج1 / ص14 / دار الرشيف الريض للنرش – قم / 1412 هـ)4) سورة البقرة / 86

)5) هنج البالغة / الرشيف الريض / احلكمة رقم 12 )6) نفس املصدر / احلكمة 456

)7) سورة التوبة / 38

33 املوت

كانوا لون يوان الن لي ة خــر الن ار الد وإن ولعب لنو إال يا نن الده ياة الن هذه ﴿وما لمون﴾)1) »احليوان = احلياة« يعن

قرار﴾)2) خرة هي دار الن يا متاع وإن الن نن ياة الده م هذه الن م إن ﴿يا قونمركم من فخذوا قرار دار الخرة و جماز دار الدنيا »انم عيل اإلمام يقول

لقركم«)3)

املوت عرون﴾)4) ياء ولكن ال تشن وات بلن أحن أمن تل ف سبيل الله ﴿ال تقولوان لنن يقن

فلسفي توجه او فكرية مدرسة ولكل الكثريون عليه اختلف احلياة تعريف ان تعريف للحياة خيتلف عن املدرسة األخرى :

فالبعض عرف احلياة: بـ صعود ونزول النفس يف الرئتني وبذلك فإن حتى الذي يدخل يف غيبوبة وال يشعر بام حوله هو حي، وحتى املجنون

الذي ال يميز بني اجلمر والتمر هو حي ويعرف البعض احلياة: هي ايام السعادة والرخاء التي يعيشها اإلنسان خالل ايام

حياته.أما الرؤيا اإلسالمية للحياة فتختلف اختالفا جذريا فاحلياة اوسع من هذه الدنيا

فهي متتد إىل ما قبل الدنيا وتستمر بعدها..لكن احلياة يف هذه الدنيا ايضا هلا تعريفها اإلسالمي

اذا فاحلياة بكرامة واال فاملوت بالكرامة اهون من الذل وتعريف احلياة يقودنا إىل التساؤول عن تعريف املوت لتتضح فكرة احلياة اكثر

)1) سورة العنكبوت / 64)2) سورة غافر / 39

)3) هنج البالغة / الرشيف الريض / ص 320)4) سورة البقرة / 154

مفاهيم قراآنية 34

البعض يعرفونه بأنه: توقف القلب عن النبض وتوقف الرئتني عن التنفس وهو الفناء والعدم

والبعض يعرفون املوت بـ: البعد عن ملذات الدنيا والعيش يف شقاء نفيس وفقر مادي.

اما التعريف اإلسالمي للموت فهو العيش يف هذه الدنيا بدون ارادة وبدون كرامة ويف بعض االحيان يكون املوت أفضل من احلياة عندما تكون حمصلة االيام يف ابتعاد

عن اهلل فاملوت وهناية املرحلة الدنيوية أفضل..إذا فاملوت هو عملية انتقال من عامل إىل عامل آخر وليس الفناء كام يرصح اإلسالم، واعتقد بأن تعريف احلياة يف عامل اآلخرة هو القرب من رمحة اهلل ورضوانه، فيقول جل

من قائل زقون﴾)1) من يرن ياء عند رب واتا بلن أحن أمن ذين قتلوان ف سبيل الله سبن ال ﴿وال تن

الكرامة والرمحة، بعيدة عن ليست حياة، ألهنا فاحلياة يف اجلحيم والعذاب واال فاملوت والعدم افضل منها ألهنا حياة داخل دائرة الغضب االهلي وبعيدا عن رمحته

ا نن عذاب ف عننهم م ف ض علينهمن فيموتوا وال ي م ال يقن من نار جهن ذين كفروا ل ﴿والزي كل كفور﴾)2) كذلك نجن

تني كنت ترابا﴾)3) ﴿ويقول النكافر يا ليناحلياة هذه يف هو اهلل سبيل يف قتلوا للذين الكريمة اآلية من املراد بأن واعتقد أي أهنم يبقون عىل اتصال يف عامل الدنيا متى يشآؤون بإذن من اهلل، فيزوروا احبائهم ويطلعوا عىل حياة ذوهيم وما كانوا يعيشون من أجله وإال فإن كل الذين يموتون هم

أحياء يف عامل الربزخ بني مكرم ومعذب، فام فضل من قتل يف سبيل اهلل اذا ؟

)1) سورة آل عمران / 169)2) سورة فاطر / 36)3) سورة النبأ / 40

35 احلرية

وتشهد كالمي تسمع »انــك تذكر املعصومني عن املروية الــزيــارات ويف مقامي«)1)

إذا فالذين قتلوا يف سبيل اهلل انام لدهيم امكانية احلضور إىل عامل الدنيا متى ماشاءوا واذن اهلل هلم.

تبدأ روتينية تقليدية حياة نبدأ فإننا فقط لذواتنا نعيش عندما املضاعفة: احلياة بالطفولة وتنتهي بالكهولة وما بينهام من حمطات فشل ونجاح، ونبقى أرسى الحتياجاتنا الشخصية، وبذلك ندور مدار اهتامماتنا ونحبس يف عمرنا الزماين واملكاين وال نعيش ـسع نت فإننا الزمان واملكان سوى احلارض، لكننا عندما نعيش ملنظومة فكرية أكرب من

لنعيش املايض واملستقبل فضال عن احلارض يف وصيته لولده اإلمام احلسن يقول اإلمام عيل

ره بم أصاب من كان »أحيه قلبك بالوعظة... وأعرض عليه أخبار الاضي، وذكهقبلك من الولي...

ف رت وفكه أعملم، ف نظرت فقد قبيل، كان من عمر رت عمه أكن ل وإن انه أخبارهم، ورست ف آثارهم ؛ حتهى عدت كأحدهم ؛ بل كأنه بم انتهى إله من امورهم

لم إىل آخرهم...« )2) رت مع أوه قد عموقيل سابقا من وعى التاريخ يف صدره اضاف اعامرا إىل عمره

احلريةوثنقى...﴾)3) وة الن عرن سك بالن تمن فقد اسن من بالله اغوت ويؤن فرن بالط ﴿...فمنن يكن

الطاغوت: هو الطغيان وجتاوز احلد والظلم.

)1) أنظر زيارة أمري املؤمنني يف االقبال / السيد ابن طاووس / ص610 / دار الكتب اإلسالمية – طهران

)2) هنج البالغة / الرشيف الريض / ص391 )3) سورة البقرة / 256

مفاهيم قراآنية 36

هذه هي احلرية التي يدعو اليها القرآن الكريم، احلرية التي تكفر بكل انواع الظلم وتقف بوجهه وتقارعه لتأخذ للمظلوم حقه من الظامل..

اذ ال وجود حلرية بدون »إنسان حر« و»اإلنسان احلر« هو خصم الظلم اينام وجد، يشارك املظلوم آالمه حتى يأخذ له احلق ممن جترب وافرتى، وال يدين لظامل او متجرب وال حتى يداهن مع نفسه فرتاه ينتصف

للحق من نفسه..وهذه النفس احلرة األبية تستمد قوهتا ومفاهيمها من ذلك املطلق الذي هو أقىص غاية الكامل يف العدل واالنصاف، ألن النفس ان مل تستعن باملطلق املتعايل فسرتكن إىل

ما هو حمدود، وبذلك فقد ابتعدت عن العروة الوثقى ان فلسفة اإلسالم للحرية ختتلف عن باقي الفلسفات االخرى، الفلسفة اإلسالمية إىل اخلارج تنطلق من للحرية املادية والفلسفة اخلارج، إىل اإلنسان داخل تنطلق من

داخل اإلنسان..احلرية يف اإلسالم تبدأ بالعبودية »هلل وحده« فبالتايل سوف لن يكون هنالك عبادة متعلقات من بأي مرهتن وغري حرا اإلنسان فيعيش احلياة هذه يف يشء ألي رق او الدنيا، فال هيدد بموت أو يغرى بامل أو يستود هبدية، فاملحدد الوحيد حلياته هو احلق ااحلزبية، او القبلية او الرغبات وامليول الشخصية الذي يريده اهلل وهو حق بعيد عن

ويكون اإلنسان مرتبطا ومواليا للواحد القهار فقط. يقول اإلمام عيل »ال طاعة لخلوق ف معصية الالق«)1)

العبودية

إن اإلنسان له عدة نزعات موجودة يف فطرته، منها العيش اجلامعي واالنتامء ومنها العبودية، واإلنسان يف حياته يسعى إىل اشباع تلك النزعات، فإن مل يوجه اإلنسان تلك

)1) هنج البالغة / الرشيف الريض / احلكمة 165

37 العبودية

الطاقة إىل عبادة اهلل فإنه سيوجهها نحو برش او عادة أو رمز فيصبح اسري تلك العادة، وهذا ينقص من إنسانيته فأراد اهلل ان حييا الناس متساوون فوجههم إىل عبادته..

وبالرغم من هذ التوجه فإن الكثري من أبناء البرش خيطؤون يف توجيه تلك الطاقة فبعضهم يعبد املال وبعضهم يعبد القانون الوضعي وبعضهم يعبد أهواءه ورغباته

ه وكيال﴾)1) ه هواه أفأنت تكون علين ذ إل ﴿أرأينت من اتاالله: هو التوجه الذي يقصد يف كل الترصفات واالفعال

فا﴾)2) يم نسن ه ف الن ه ثم لننسفن قن نحر ه عاكفا ل ت علين ﴿... وانظرن إىل إلك الذي ظلنإال أمروان وما يم مرن ابنن سيح والن الله دون ن م بابا أرن من بان ورهن بارهمن أحن ذوان ﴿ات

كون﴾)3) هو سبنحانه عم يشن بدوان إلـها واحدا ال إلـه إال ليعن همن وال ينفعهمن ويقولون هـؤالء شفعاؤنا عند الله ما ال يضه بدون من دون الله ﴿ويعن

كون﴾)4) ض سبنحانه وتعاىل عم يشن موات وال ف الرن لم ف الس بم ال يعن ئون الله قلن أتنبالي من م وما للظ طانا وما لينس لم به علن لن به سلن ما لن ينز بدون من دون الل ﴿ويعن

نصي﴾)5)تمن عبادي هؤالء أمن همن للن فيقول أأنتمن أضن بدون من دون الل همن وما يعن ش م ين ﴿ويون

بيل﴾)6) وا الس ضلهنا أن نا تب ناهمن كم غوين وين نا أغن وين ذين أغن نا هؤالء ال ل رب هم النقون ذين حق علين ﴿قال ال

بدون﴾)7) انا يعن إلينك ما كانوا إي

)1) سورة الفرقان / 43)2) سورة طه / 97

)3) سورة التوبة / 31)4) سورة يونس / 18)5) سورة احلج / 71

)6) سورة الفرقان / 17)7) سورة القصص / 63

مفاهيم قراآنية 38

ن عباد﴾)1) ى فبش م النبشن ل بدوها وأنابوا إىل الل اغوت أن يعن تنبوا الط ذين اجن ﴿وال

عالقة اإلنسان باإلنسان

ف علينهمن وال همن ه وال خون ره عند رب سن فله أجن وهو من هه لله لم وجن ﴿بل منن أسنزنون﴾)2) ين

اقرتنت العالقة بني العبد وربه »أسلم وجهه هلل« مع عالقته مع الناس »وهو حمسن«

رشط يف قبول االعامل ألن عالقة الفرد مع اهلل غري منفصلة عن عالقته مع الناس واحسانه اليهم حيث رتب اهلل عالقات اإلنسان يف أربع ابعاد هي: »عالقة الفرد بالل،

عالقة الفرد بنفسه، عالقة الفرد بالناس، عالقة الفرد بالطبيعة« ونظم هذه العالقات ووضع هلا ضوابط حيث تتأثر احداها باالخرى سلبا واجيابا، ولـكن ض والرن مء الس ن م بركات علينهم نا لفتحن قوان وات آمنوان النقرى ل أهن أن ﴿ولون

سبون﴾)3) ناهم بم كانوان يكن بوان فأخذن كذاذا فربكات السامء و االرض »عالقة الفرد بالطبيعة« مقرتنة بالتقوى »عالقة الفرد

باهلل« وتتأثر هبا، كذلك يقول الرسول االكرم " »رضا الل مع رضا الوالدين«)4)

عالقة الفرد باهلل، عالقة الفرد بالناس

ري فإن له معيشة ضنكا﴾)5) رض عن ذكن ﴿ومنن أعنمتداخلة ومؤثرة فالعالقات اذا والناس بالطبيعة الفرد باهلل، عالقة الفرد عالقة

)1) سورة الزمر / 17)2) سورة البقرة / 112

)3) سورة االعراف / 96)4) روضة الواعضني / حممد بن احلسن الفتال / ج2 / ص 368 / دار الريض – قم

)5) سورة طه / 124

39 عالقة الولد والبنت

ببعضها فال يمكن ان تتحسن عالقة الفرد باهلل وعالقته بالناس سيئة، فهذا ايامن ناقص وحمارص داخل املسجد او وقت الصالة وبعيدا عن التأثري يف جماالت احلياة االخرى..

قال رسول اهلل " »أمرن رب بمداراة الناس كم أمرن بأداء الفرائض« )1)

العفو عند املقدرةء قدير﴾)2) عل كل شن ره إن الله بأمن ت الله فحوان حتى يأن فوان واصن ﴿فاعن

العفو عند املقدرة ليس العفو عن الظامل، فالظامل جيب ان يردع لكي ال يستمر يف احلقد واحلسد منها بأمراض كثرية فالقلب يصاب داء فهو احلقد بحقد أما رد ظلمه وهي ليست من صفاة املسلمني فيجب ان يردع العمل اليسء ويكره وال يكره صاحبه أساء ملن حتى احلب نستشعر ان فيجب كرهناه، من هندي او نساعد أن يمكننا فال الينا ونرأف حلاله ونساعده عىل التخيل عن عمل السوء، فنحن ورثة نبي أرسل رمحة للعاملني، فالعفو والصفح ربام ينفض الغبار عن الفطرة السليمة هلذا امليسء وجيلو عن سن فإذا تي هي أحن فعن بال ئة ادن ي سنة وال الس توي الن قلبه رين املعصية، قال تعاىل: ﴿وال تسن

ه ول حيم﴾)3) نه عداوة كأن نك وبين الذي بينولنجعل العفو شكرا هلل عىل منحنا القدرة عىل رد امليسء.

عالقة الولد والبنت

التشعبات، من العديد عىل حتتوي جدلية عالقة والفتاة الشاب بني العالقة إن عىل شدد قد فبعضهم العالقة، هذه معامل رسم يف والثقافات املجتمعات واختلفت التفريق بينهام واعتزل احدمها اآلخر للتفرغ للعبادة وتزكية النفس »كالرهبان« فيقول

)1) الكايف / للشيخ الكليني / ج2 / ص 117 / دار الكتب اإلسالمية – طهران )2) سورة البقرة / 109)3) سورة فصلت / 34

مفاهيم قراآنية 40

(1(﴾.. ناها علينهمن ة ابنتدعوها ما كتبن باني القرآن: ﴿... ورهنباجلنس اآلخر حتى صار حمور حياته الولع والبعض اآلخر قد ارسف يف قضية

حتى نظر»فرويد« بأن الدافع واملحرك الوحيد لإلنسان يف هذه احلياة هو اجلنس..وبنظرة بسيطة عىل بعض املامرسات التي يقوم هبا اإلنسان من التضحية بنفسه من

أجل اآلخرين نعلم خطأ هذه النظرية.. »كدخول رجل إىل بيت حيرتق إلنقاذ طفل« فحدد اإلسالم العالقة بني الشباب من اجلنسني »غري االزواج«

بأن ال تظهر املرأة زينتها اال لزوجها أو حمارمها »املحرمة الزواج هبم« فتتحجب الرجال تثري التي »الرمزية« الزينة و »اجلسدية« الزينة يتضمن احلجاب وهذا عنهم،

كأصوات الزينة »اخللخال« او التميع بالكالم..(2(﴾ ... في من زينتهن لم ما ين جلهن ليعن بنن بأرن ﴿... وال يضن

روفا﴾)3) عن ال م ن قون به مرض وقلن مع الذي ف قلن ل فيطن ن بالنقون ضعن ﴿... فال تنوان يكون حجاب املسلمة ليس تلك »اخلرقة« التي تضعها عىل رأسها بل هو عفة

: وحياء واسلوب للعيش.. فيرضب اهلل مثال يف القرآن فيقولياء...﴾)4) تحن ا متنش عل اسن داه ه إحن ﴿فجاءتن

رأتين امن دونم من ووجد قون يسن الناس ن م ة أم ه علين وجد ين مدن ماء ورد ﴿ولا عاء وأبونا شينخ كبي﴾)5) در الر قي حتى يصن بكم قالتا ال نسن تذودان قال ما خطن

تذودان: »متنعان« الغنم من التقرب إىل املنظقة التي فيها رجال لكي ال خيتلط الغنم فتكون هنالك أسباب ومقدمات التزاحم مع الرعاة، وايضا يرصح القرآن للنبي" بـ:

)1) سورة احلديد / 27 )2) سورة النور / 31

)3) سورة االحزاب / 32)4) سورة القصص / 25)5) سورة القصص / 23

41 عالقة الولد والبنت

ن فروجهن وال يبندين زينتهن إال فظن ن منن أبنصارهن وين ضضن منات يغن مؤن لن ﴿وقل لبنن بخمرهن عل جيوبن وال يبندين زينتهن إال لبعولتهن أون آبائهن ها ولنيضن ما ظهر مننوانن أون بني أخواتن وانن أون بني إخن نائهن أون أبنناء بعولتهن أون إخن أون آباء بعولتهن أون أبنذين لن ل ال فن جال أو الط بة من الر رن ل الن أون ابعي غين ن أو الت من أون نسائهن أون ما ملكتن أين

رات النساء...﴾)1) هروا عل عون يظنجالبيبهن من علينهن ني يدن مني ؤن الن ونساء وبناتك واجك زن ل قل بيه الن ا أيه ﴿يا

حيم﴾)2) غفورا ر ذينن وكان الل ن فال يؤن رفن نى أن يعن ذلك أدنوكذلك الشاب فهو مشمول بكل ما سبق من احلشمة والتعفف ومنع مقدمات فيه تنهمن لنفن نيا الده ياة الن رة زهن ننهمن م واجا أزن به نا عن مت ما إىل نينك عين ن متد احلرام، ﴿وال

وأبنقى﴾)3) ق ربك خين ورزن خبي من إن الل كى ل فظوا فروجهمن ذلك أزن وا منن أبنصارهمن وين مني يغضه مؤن لن ﴿قل ل

نعون﴾)4) بم يصنوقد رشع القرآن نوع العالقة املمكنة بني الولد والبنت إن أرادا انشاء تلك العالقة غين صنات من روف عن بالن أجورهن وآتوهن لهن أهن ن بــإذن فانكحوهن ...﴿ فقال

دان...﴾)5) مسافحات وال متخذات أخنمن ذين أوتوان النكتاب حل لكمن وطعامكمن حله ل بات وطعام ال ي م أحل لكم الط يون ﴿النتموهن لكمن إذا آتين ذين أوتوان النكتاب من قبن صنات من ال حن منات والن ؤن صنات من الن حن والنفرن باليمن فقدن حبط عمله دان ومن يكن مسافحي وال متخذي أخن صني غين أجورهن من

)1) سورة النور / 31)2) سورة االحزاب / 59

)3) سورة طه / 131)4) سورة النور / 30

)5) سورة النساء / 25

مفاهيم قراآنية 42

ين﴾)1) ارس وهو ف الخرة من النويشدد القرآن عىل ترك السفاح »الزنا« و االخدان »املصاحبة بالرس«

العالقة الزوجية (2(﴾... ن ﴿... هن لباس لكمن وأنتمن لباس ل

بكلمة واملرأة الرجل بني الزوجية العالقة عن تعبريه وبالغة القرآن إبداع من »لباس: مالبس«، فيشبه الرشيك يف احلياة باملالبس، واملالبس تستخدم يف:

»كذلك احلرائق من او الرصاص من للوقاية وبعضها والربد احلر من الوقاية: والنفسية البدنية واضطراباهتا احلياة هتديدات خمتلف من للوقاية فهو احلياة رشيك واالجتامعية ،والفرد خمريا يف اختيار رداء وقايته ومدى جودته وكذلك جيب احلفاض

عليه وصيانته« السرت واخفاء العيوب: لكل إنسان نقاط ضعف واحتياجات بدنية ونفسية، وهي احتياجاته ويلبي يكمل الذي الرشيك املجتمع فمع هذا نفسه ويف قيمته يف حتط من

طلباته سوف يظهر الفرد بصورة أكمل إىل املجتمع.الزينة: كذلك جيب عىل اإلنسان ان خيتار رشيكا يتجمل به إمام الناس ويفتخر به

وال يكون هذه الرشيك ملوثا بأدران اخلطايا والعيوب فيكون شينا عىل رشيكه.اذا فالرشيك إما ان يكون درعا وسرتا وزينة أو يكون ثقال مكبال وفاضحا يشوه

صورنا إمام الناس وحيط من قدرنا يف املجتمع.. فأنظر ماذا ختتار.. (3(﴾... جبتنكمن كة ولون أعن شن ن مه م منة خين ؤن ﴿... ولمة مه

وصيانة الروح مجال هو االيامن ألن االيامن هو الزوجة اختيار يف األساس إن

)1) سورة املائدة / 5)2) سورة البقرة / 187)3) سورة البقرة / 221

43 االأبتالءات

مربية ختتار انام تتزوج عندما وانت االيام، مع وزائل متبدل اجلسد فجامل الزوج، ألبنائك وليس رشيكة حلياتك فحسب.

ة ود م نكم بين وجعل ها إلين كنوا لتسن واجا أزن أنفسكمن نن م لكم خلق أنن آياته ﴿ومنن رون﴾)1) م يتفك قون ة إن ف ذلك ليات ل ورحن

تكون أن أردت فإن انت كام نفسك من هي ستتزوجها التي الزوجة هذه وان زوجتك ذات درجات عليا فكن انت كذلك فتأيت هي من مرتبتك فكلام عملت عىل نفسك وهذبتها سريزقك اهلل زوجة من تلك املرتبة التي وصلت اليها فهي من نفس

مرتبتك فاعمل عىل نفسك، فكل يعمل عىل شاكلته ويرزق من مرتبته،بات ي للط بون ي والط بي ي للط بات ي والط خبيثات للن بيثون والن خبيثي للن بيثات ﴿الن

(2(﴾...فإذا كان الزواج بينكم وحدث التوافق يف املستويات حدد اهلل نوع العالقة بالسكنى

: اليها واشرتط يف داخل املنزل »املودة والرمحة« واال فالطالق حيث قالسان...﴾)3) يح بإحن روف أون تسن ساك بمعن ﴿... فإمن

لريسم القرآن مالمح هذه العالقة التي اليمكن ان تقوم عىل استعباد طرف ليعيش حياته شقيا ومظلوما مع من ال يرمحه، حيث ان الرجل إما ان يتمسك بزوجته ويعاملها

باملعروف او يرتكها لرتى مستقبلها مع اإلحسان اليها واكرامها بعد طالقها..(4(﴾ ... نكمن ل بين وان حدث الطالق فيذكرهم ﴿... وال تنسوان النفضن

او االزواج بني العالقات تتحول وضحاها ليلة بني احلاالت من الكثري ففي املخطوبني من الكالم العذب و العبارات ااملنمقة إىل خصامات وذم وكيد وشتائم لسبب

)1) سورة الروم / 21)2) سورة النور / 26

)3) سورة البقرة / 229)4) سورة البقرة / 237

مفاهيم قراآنية 44

ما او لسوء فهم، وخصوصا بعد دخول من يرمي عىل النار حطبا من الفريقني، فينبه القرآن الكريم بأوجز العبارات وامجلها »وال تنسوا الفضل بينكم« )1)ليذكر كل طرف الفضل فيها ويرد اجلميلة االيام تلك يتذكر ان اخالقه يف عليه اوجبته وبام بإنسانيته

الذي قدم إليه ويتذكر حماسن اآلخر وإن اراد االنفصال عنه »فترسيح بإحسان«.وان كان يف تقاسم االشياء بعد الطالق فريجح القرآن ان يعفو من له التسديد فهذا العفو يزرع املودة ويرطب املشاعر عسى ان يتصاحلا ويعاد الزواج بينهام واال فكل يذكر

صاحبه بخري..وى..﴾)2) رب للتقن فوان أقن دة النكاح وأن تعن فو الذي بيده عقن ﴿... أون يعن

االبتالءات

مرات والث والنفس الموال ن م ص ونقن وع والن وفن الن ن م ء بشن لونكمن ﴿ولنبنابرين﴾)3) الص وبش

القوانني هذه خيالف ومن ثابتة قوانني هلا وضع اخللق خلق عندما تعاىل اهلل إن يتعرض إىل عقوبات ال تستثني أحدا

وضع سليزي صفر يف واالنجامد سليزية، درجة مائة يف املاء غليان جعل فكام تنبه القوانني باملحرمات وهي حماطة بعقوبات رادعة الناس وسمى هذه قوانني حلياة من ينتهك نلك املحرمات لرياجع نفسه وال يوغل يف امليض يف طريق تلك املحرمات

ويصل إىل درجات اليأس من العودة والشفاء.تلك أمام واقي مرة ستقف حسناته كدرع املحرمات ألول أن جيرب يريد فمن املحرمات وتصعب عليه احلصول عىل ذلك املحرم فاخلط الدفاعي من تلك الذنوب

)1) سورة البقرة / 237)2) سورة البقرة / 237)3) سورة البقرة / 155

45 ال�سرب

أمام سيتداعى ما رسعان الدفاعي اخلط هذا لكن األوىل، املامرسة يف املحرم يدفع املامرسات التي تليها، واذا حتطم هذا اجلدار الواقي ودخلت املحرمات ستدخل اهلموم

واملصاعب واملنكدات إىل عامل هذا الفرد.. ري فإن له معيشة ضنكا﴾)1) رض عن ذكن ﴿ومنن أعن

ستنهال الذنوب إىل والتجأت اهلل ركن عن ابتعدت اذا األمة، حال الفرد وكام عليها األزمات واملصاعب ومنها اخلوف »احلرب« واجلوع ونقص االموال واالنفس وضعت الذي اخلطأ املكان من قدمها وترفع صواهبا إىل األمة هذه لتعود هذا وكل

قدمها فيه...ن كل مكان فكفرتن قها رغدا م تيها رزن ة يأن مئن طن ية كانتن آمنة مه مثال قرن ب الله ﴿وض

نعون﴾)2) ف بم كانوان يصن ون وع والن لباس الن فأذاقها الله بأننعم اللهالقوانني تتحدى التي األمة هذه ان ، اهلل يرسمه مل خط يف املسري عقوبة اهنا كام الفرد الذي خيفض درجة حرارة جسمه الذي قدرها اهلل فإنه حتام سيصاب بالربد

ويتعرض للمرض ألن اهلل ادرى بالطريقة املثىل لعيش حياة البرش ان عيش البرشية يف اخلط الذي رسمه اهلل هلا هو السبيل الوحيد لتجنب الشقاء يف

الدنيا واآلخرة ألنه هو األعلم بعواقب كل االمور.

الصرب

اشعي﴾)3) ا لكبية إال عل الن الة وإن والص بن تعينوان بالص ﴿واسنالصرب هو احتامل ما يكرهه اإلنسان »والصرب صربان صرب عىل ما تكره وصرب عام حتب« كام قال أمري املؤمنني )4) والصالة هي توجه إىل اهلل لطلب العون ليمدنا بتلك

)1) سورة طه / 124)2) سورة النحل / 112

)3) سورة البقرة / 45)4) مشكاة االنوار / عيل بن احلسن الطربيس / ص24 / املكتبة احليدرية – النجف / 1385 هـ

مفاهيم قراآنية 46

وينسى احلياة بتفاصيل اإلنسان ينغمس ال ولكي نطيقه ال ما عىل تعيننا التي الطاقة اهلدف االسمى الذي جاء من أجله إىل هذه الدنيا.

السعادة

وختتلف الرؤيا اإلسالمية للسعادة عن الرؤيا املادية فالرؤيا اإلسالمية تنظر دائام هذا أن علمنا إن لكننا تناوله يف اجلميع ويرغب لذيذ فالعسل االمور، عواقب إىل لعشاءه من سريغب بديال يملك غريه يتيم وال إىل طفل يعود أنه أو العسل مسموم فالسعادة يف إنسانيته، او فقد تناوله، اال من فقد عقله أو العسل باالستيالء عىل هذا الرؤيا املادية هي ان حتصل عىل كل ما تريد أما السعادة يف اإلسالم هي يف كسب الدائم تتنازل عن ان الدائمة عليك السعادة الزائل واملؤقت من اخلري، ولتكسب تلك وبيع الكثري من الشهوات املؤقتة والزائلة يقول اإلمام عيل »اذكرو انقطاع اللذات و بقاء

التبعات« )1)فليست السعادة يف تناول العسل املسموم أو الطريان لثواين من أعىل بناية لنرتطم

باالرض، إنام السعادة هي دوام اخلري..اال الضالي مع والياة سعادة اال الوت أرى ال »ان احلسني اإلمام يقول

برما«)2) املوت الذي تفزع منه كل املخلوقات يتحول إىل »سعادة« ؟!!

نعم لو علمنا ان املوت هو عملية انتقال إىل جنة عرضها الساموات واالرض هو »سعادة«..

لو علمنا ان املوت هو خامتة لكل االبتالءات واآلالم هو »سعادة«..يقول اإلمام السجاد »الي اصلح ل آخرت فإنا دار مقري واليها من جماورة

)1) هنج البالغة / الرشيف الريض / احلكمة 433)2) اللهوف / السيد عيل بن طاووس / ص79 / دار العامل – طهران

47 الوالية

اللئام مفري«)1) فلوضمنا النتيجة والعاقبة هو »سعادة«

هل يمكن حتقيق السعادة عىل وجه االرض؟آمنوان النقرى ل أهن أن ﴿ولون تعاىل: يقول االرض عىل السعادة حتقيق يمكن نعم كانوان بم ناهم فأخذن بوان كذ ولـكن ض والرن مء الس ن م بركات علينهم نا لفتحن قوان وات

سبون﴾)2) يكنات ال ذين آمنوا وعملوا الص علهمن كال ئات أهن نجن ي حوا الس ت ذين اجن ﴿أمن حسب ال

كمون﴾)3) من ساء ما ين ياهم ومات ن سواء ممى..﴾)4) قيامة أعن م الن ه يون ش ري فإن له معيشة ضنكا ونحن رض عن ذكن ﴿ومنن أعن

(5(﴾.. فرن يكن من ومن شاء فلن يؤن بكمن فمن شاء فلن قه من ر ﴿وقل النإذا فاخليار بيد اإلنسان كيف يعيش حياته بسعادة او شقاء..

الوالية

الوالء لغري اهلل: هي البرشية والنفس املجتمعات يف القرآن يعاجلها التي القضايا أهم من ان

»الوالية«..فكل الداخيل الرصاع من حالة إىل أدت املجتمع يف تعددت اذا الوالءات ألن

يدافع عن وليه.

)1) املصباح / الكفعمي / ص 118 / دار الريض – قم / 1405هـ)2) سورة االعراف / 96

)3) سورة اجلاثية / 21)4) سورة طه / 124

)5) سورة الكهف / 29

مفاهيم قراآنية 48

من فرحون﴾)1) ب بم لدين نهمن زبرا كله حزن رهم بين عوا أمن ﴿فتقط أندادا..﴾)2) ﴿ومن الناس من يتخذ من دون الله

هن أون وإن تا بين ذتن ات النعنكبوت كمثل لياء أون الل دون من ذوا ات ذين ال ﴿مثل لمون﴾)3) عنكبوت لون كانوا يعن بيوت لبينت الن الن

من فرحون﴾)4) ب بم لدين قوا دينهمن وكانوا شيعا كله حزن ذين فر ﴿من الة ة فإن العز عز تغون عندهم الن مني أيبن ؤن لياء من دون الن ذين يتخذون النكافرين أون ﴿ال

جيعا﴾)5) لله علن ذلك فلينس من الله مني ومن يفن ؤن ن الن لياء من دون منون النكافرين أون ؤن ﴿ال يتخذ الن

صي﴾)6) الن سه وإىل الله نفن ركم الله ذ قوان مننهمن تقاة وي ء إال أن تت ف شنولتكون الثقافات واختالف العصور مر عىل النزاعات هلذه حال القرآن فطرح

الطاعة هلل وحده..الوالء هلل وحده:

ء شن كل عل وهو تى الون يي ين وهو وله الن هو فالل لياء أون دونه من ذوا ات ﴿أم قدير﴾)7)

رون﴾)8) ا تذك لياء قليال م بعوان من دونه أون بكمن وال تت ن ر بعوان ما أنزل إلينكم م ﴿ات

)1) سورة املؤمنني / 53)2) سورة البقرة / 165

)3) سورة العنكبوت / 51)4) سورة الروم / 32

)5) سورة النساء / 139)6) سورة آل عمران / 128

)7) سورة الشورى / 9)8) سورة االعراف / 3

49 طاعة الر�سول "

ور..﴾)1) لمت إىل النه ن الظه رجهم م ذين آمنوان ين وله ال ﴿اللهكانوا ولون ورسوله الل حاد منن ون يواده خر الن م يون والن بالل منون يؤن ما قون تد ﴿ال

(2(﴾ من من أون عشيت وان آباءهمن أون أبنناءهمن أون إخنترشيع إمتداد الوالء :

يرسم القرآن خطا عموديا لطاعة اهلل فيحددها بمسار واضح فيقول سبحانه :غالبون﴾)3) هم الن ب الله ذين آمنوان فإن حزن ورسوله وال ﴿ومن يتول الله

فيكون الوالء عىل الشكل التايل: اهلل الرسول اإلمام املؤمن اجلموع املؤمنة

هذا ويأيت ونوح آدم من التاريخ بدايات يشمل تارخيي امتداد وللوالية الوالء هلم عرب وراثتهم وإكامل مسريهتم حيث أننا ورثنا عنهم الصالة والصيام واألمر

باملعروف والنهي عن املنكر واإلخالص وسائر قيم التوحيد ..وللوالية أيضا امتداد مستقبيل حيث أننا ننتظر ظهور إمام من آل حممد " وننتظر بظهوره الفرج والنرص الكبري واالنقالب الكوين الشامل الذي اخربنا به اهلل تعاىل بقوله

ون﴾ ال ض يرثها عبادي الص رن ر أن الن كن د الذ بور من بعن نا ف الز ﴿ولقدن كتبن

طاعة الرسول " ووالية الرسول والذين آمنوا ليست طرفا آخر من الوالء وانام هو امتداد للخط الوالئي هلل ألنه أرسلهم وأوكل أليهم االمر فنحن نتبع الرسول والذين آمنوا ونتوالهم

ألن اهلل أمر بذلك ولو أمرنا بغريه ألتبعناه..فبحسب اآلية الكريمة يكون الوالء »هلل – للرسول – للذين آمنوا »احلاكم، مجوع

)1) سورة البقرة / 257)2) سورة املجادلة / 22

)3) سورة املائدة / 56

مفاهيم قراآنية 50

املسلمني« فيصدر االمر من اهلل عن طريق الرسول وبعده الويل ليصل إىل املؤمن فتكون طاعة

املؤمن للويل هي طاعة للرسول وبالتايل هي طاعة هلل وحده.بالغ الن إال سول الر عل ﴿ومــا االمر ملصدر احرتاما هو الصادر األمر فطاعة

بي﴾)1) النين آمنوا »الويل – احلاكم« : الذم

يتوىل من كل ان الصحابة« »مدرسة فتقول آمنوا« ين »الذم يف املسلمون اختلف أمور املسلمني ويكون »خليفتهم أو رئيسهم أو ملكهم او قائدهم« هو واجب الطاعة

وان كان فاجرا وشاربا للخمر وقاتال للنفس املحرتمة.. وتقول مدرسة »أهل بيت النبوة« انام الويل هو بتعيني من اهلل ونص من النبي أو

إمام معصوم نص عليه النبي" ين آمنوا« كام يعرفهم القرآن : »الذم

تي ي ه بكلمت فأمتهن قال إن جاعلك للناس إماما قال ومن ذر تل إبنراهيم ربه ﴿وإذ ابنالي﴾)2) دي الظ قال ال ينال عهن

اذا فال يمكن ملن تلوثوا بأدران الظلم يف يوم من األيام وسجدوا لصنم ان يكونوا امتدادا ألمر اهلل فالبد ان يكون هذا االمتداد أو الويل هو بدرجة نقاء النبي أو من نفس

طينته ليستمر االثامر يف شجرة الدعوة إىل اهلل ركمن ويطه بينت الن ل أهن س جن الر عنكم هب ليذن الل يريد م ﴿إن بـ القرآن فرصح

هيا﴾)3) تطنإذا فأهل البيت هم الطهر اإلهلي الذي يمكن ان خيرج منه ذلك الويل الذي اختاره

)1) سورة العنكبوت / 18)2) سورة البقرة / 124

)3) سورة االحزاب / 33

51 طاعة الر�سول "

اهلل ألمره فمن طهره اهلل أوىل من غريه، وان كان صاحبا لرسول اهلل..كاة وهمن تون الز الة ويؤن ذين يقيمون الص ذين آمنوان ال ورسوله وال كم الله م وليه ﴿إن

راكعون﴾)1)مل يذكر التاريخ شخصا تصدق بخامته وهو راكع سوى »عيل بن أيب طالب « يف

حادثة معروفة هيا﴾)2) ركمن تطن بينت ويطه ل الن س أهن جن هب عنكم الر ليذن م يريد الل ﴿إن

تذكر اآلالف من األحاديث املعتربة واملوثوقة أن رسول اهلل " قد رصح يف موقع »غدير خم«

»من كنت مواله فهذا عيل مواله، اللهم وال من وااله وعادي من عاداه وانص من نصه واخذل من خذله«)3)

»يقصد »عيل بن أيب طالب وقد نص اإلمام عيل بالوالية إىل ولده احلسن من بعده ونص اإلمام احلسن عىل والية أخيه اإلمام احلسني بن عيل ونص اإلمام احلسني بوالية تسعة من ولده من بعده يويص كل واحد منهم ألحد أبناءه آخرهم اإلمام املهدي املنتظر وهو غائب سيظهر األرض عىل االهلي العدل دولة ويقيم وعدال قسطا االرض ليملئ الزمان آخر يف فكلهم من صلب رسول اهلل وهم أهل البيت وقد ذكر أسامءهم كلهم رسول اهلل »صىل

اهلل عليهم أمجعني« وهم بإختيار من اهلل ونص من رسوله...نا ك علين لن قدن بعث لكمن طالوت ملكا قالوان أنى يكون له الن همن إن الله من نبيه ﴿وقال لطة ف طفاه علينكمن وزاده بسن اصن ال قال إن الله ن الن ت سعة م ه ولن يؤن ك منن لن ن أحقه بالن ونحن

)1) سورة املائدة / 55)2) سورة االحزاب / 33

)3) تفسري القمي/عيل بن ابراهيم القمي/ج1/ص173 / مؤسسة دار الكتاب – قم / 1404هـ

مفاهيم قراآنية 52

واسع عليم﴾)1) كه من يشاء والله ت ملن يؤن م والله سن م والن علن النيف املقاييس من العديد يف انقالبات احدث الناس إىل جاء عندما اإلسالم ان امللك التي تعترب الناس للقادة والسادة خيتلف عن مقايياس فاملقياس االهلي املجتمع واذا وامواهلا رجاهلا بكثرة هتاب فالقبائل وولدا، ماال اكثر يملك ملن هي والسطوة بالقرآن يشري إىل ان القيادة هي بيد من هو االصلح واالكثر علام وشجاعة وان أوحتى من تقديم هو اإلسالم قبول يف عليها كان ما اصعب قريش وان فقريا، عاش يتيام لنا وما ثن مه ما نراك إال بشا م ذين كفروان من قون ل ال يعتربوهنم »اراذل القوم« ﴿فقال الن

ذين همن أراذلنا...﴾)2) بعك إال ال نراك ات عظيم﴾)3) يتين قرن ن الن آن عل رجل م قرن ل هذا الن ال نز ﴿وقالوا لون

من وقربا تقوى واكثرهم العلم لتحمل قلبا أوسع هو من عباده من خيتار فاهلل العطاء عىل األخذ

ين آمنوا »مجوع املسلمني« : الذمان امتداد الوالء هلل وللرسول يأيت الوالء جلموع املؤمنني يقول تعاىل :

نكر ن عن الن روف ويننهون عن مرون بالن ض يأن لياء بعن ضهمن أون منات بعن ؤن منون والن ؤن ﴿والن عزيز إن الله هم الله ح لـئك سين ورسوله أون كاة ويطيعون الله تون الز الة ويؤن ويقيمون الص

حكيم﴾ )4) زنون﴾)5) ف علينهمن وال همن ين ال خون لياء الله ﴿أال إن أون

لياء ثم ال منن أون ن دون الله ار وما لكم م كم الن ذين ظلموان فتمس كنوان إىل ال ﴿وال ترن

)1) سورة البقرة / 247)2) سورة هود / 27

)3) سورة الزخرف / 31)4) سورة التوبة / 71)5) سورة يونس / 62

53 االإمامة

ون﴾)1) تنصوقدن ة ود بالن إلينهم قون تلن لياء أون كمن وعدو ي عدو تتخذوا ال آمنوا ذين ال ا أيه ﴿يا كنتمن إن ربكمن بالل منوا تؤن أن اكمن وإي سول الر رجون ين ق الن ن م جاءكم بم كفروا تمن وما فين لم بم أخن ة وأنا أعن ود ون إلينهم بالن ضات تسه تمن جهادا ف سبييل وابنتغاء مرن خرجن

بيل﴾)2) ه منكمن فقدن ضل سواء الس علن لنتمن ومن يفن أعن

اإلمامة﴿ قال إن جاعلك للناس إماما﴾ )3)

اإلمامة: هي عهد اهلل، ومرتبة عليا يصل اليها العبد باختيار من اهلل وهي غري مرتبة النبوة

فالنبي او الرسول يأيت بكتاب او توجيهات جديدة ويدعو الناس إىل اهلل ومهمته بي﴾)4) بالغ الن سول إال الن التبليغ فقط ﴿وما عل الر

أما اإلمام فهو مكمل لطريق النبوة يتوال شؤون الناس ويكون اوال هبم من انفسم، وهي والية ترشيعية بتعيني من اهلل عن طريق النبي او الويل األخري يعني من بعده..

والويل له حق االختيار بدل املؤمن وان تعارض الرأيان جيب عىل املؤمن ان يقدم رأي الويل عىل رأيه يف كل امور الدين والدنيا، فطاعة الويل او اإلمام هي امتداد لطاعة

اهلل. (5(﴾ مني منن أنفسهمن ؤن ىل بالن بيه أون يقول تعاىل : ﴿الن

رهمن ة منن أمن ي م الن را أن يكون ل ورسوله أمن منة إذا قض الل من وال مؤن ﴿وما كان لؤن

)1) سورة هود / 113)2) سورة املمتحنة / 1

)3) سورة البقرة / 124)4) سورة النور / 54

)5) سورة االحزاب / 6

مفاهيم قراآنية 54

بينا﴾)1) ورسوله فقدن ضل ضالال مه ص الل ومن يعنه فانتهوا﴾ )2) اكمن عنن سول فخذوه وما ن ﴿وما آتاكم الر

ي يوحى﴾ )3) وى، إنن هو إال وحن ﴿وما ينطق عن النر ل المن وأون سول الر وأطيعوان أطيعوان الله آمنوان ذين ال ا أيه ومنها: قوله تعاىل: ﴿يا

(4(﴾ منكمنفقد أوجب سبحانه وتعاىل فيها إطاعته وإطاعة رسوله وإطاعة أويل األمر، وألوا

األمر هم األئمة الذين نص الرسول بإمامتهم.الة الص يقيمون ذين ال آمنوان ذين وال ورسوله الله كم وليه م ومنها: قوله تعاىل: ﴿إن

كاة وهمن راكعون﴾)5) تون الز ويؤنهلل التي الوالية ثم املسلمني، شؤون يف الترصف والرسول اهلل بوالية واملــراد والرسول ثابتة أيضا ملن مجع بني الوصفني أي الزكاة والركوع وهو عيل بن أيب طالب

فكام أن اهلل جتب إطاعته كذلك الرسول واإلمام.ان يمكن فال اخلطايا بأدران ارواحهم تلوثت الذين الظاملني من ممنوعة وهي ومن العاملني ﴿قال للمتقني وخليفة لرب إماما اطاع هواه او يكون من سجد لصنم

الي﴾ )6) دي الظ تي قال ال ينال عهن ي ذرمن بنص اهلل بعهد املسمى هو اإلمام وهذا إمام، من زمان كل يف لألمة والبد نبي أو إمام سبقه، ونبينا االكرم " سيد االولني واآلخرين اوصانا بـ »من كنت مواله

)1) سورة االحزاب / 36)2) سورة احلرش / 7

)3) سورة النجم / 4-3)4) سورة النساء / 59)5) سورة املائدة / 55

)6) سورة البقرة / 124

55 االإمامة

فهذا عيل مواله«)1)، وعيل بن ايب طالب وصيه وخليفته وإمام االمة ووليها واوىل أئمة " نبي ويص ونقباء، وللنبي االكرم حممد النبي االكرم، ولكل بعد بنفسها منها ونقباء »12« كنقباء بني ارسائيل اوهلم عيل وبعده ولداه احلسن واحلسني وتسعة املنتظر املهدي اإلمام آخرهم الطاعة، واجبوا كلهم احلسني اإلمام ذرية من وهو إمامنا وقائدنا وويل امرنا، وتقر كل الديانات وامللل بوجود رجل خملص يأيت يف آخر الزمان »ليملئ االرض قسطا وعدال بعد ان ملئت ظلام وجورا« ولكنها ختتلف يف تسمية هذا املنقذ، ويقر كل املسلمون بأنه من ولد فاطمة بنت حممد " وملن يشككون

بوجود املهدي أقول :قصصهم علممنا اهلل بعثهم الذين االنبياء وكل اهلل انزهلا التي الديانات كل إن وهناياهتا بكفر وعذاب أو إيامن وصالح، فام هي هناية قصة النبي حممد " مع املسلمني، ين هره عل الد هل صدقوه واقاموا دولة العدل االهلي عىل االرض حيث يقول: ﴿ليظنكون﴾)2) وهذا مل حيدث فاملسلمون مازالوا اقلية عىل الكرة االرضية، شن ه ولون كره الن كلأم إهنم كذبوه ومل يؤمنوا به فأنزل عليهم العذاب االهلي وهذا مل حيدث أيضا، إذا فالقصة مل تنتهي.. وهنالك فارس من ولد حممد " وهو خليفته وحامل لواءه مازال حارضا يف ميدان الدعوة إىل اهلل يرعى العباد ويسدد اخلطى وينتظر األمر اإلهلي ليعلنها دعوة علنية

كجده رسول اهلل ".لقيام دولة العدل االهلي عىل االرض وبعد اقامة دولته واظهار دين اهلل عىل كل االرض يستشهد وستختم القصة وحيل العذاب عىل قاتليه ويأيت العذاب عىل كل

املنكرين فالعذاب الينزل عىل املنكرين والكافرين لسببني كام يرصح القرآ الكريم: فرون﴾)3) تغن من وهمن يسن ب معذ من وأنت فيهمن وما كان الله ب ليعذ ﴿وما كان الله

)1) املسند / أمحد بن حنبل / ج1 / ص 84 / دار صادر بريوت – لبنان )2) سورة التوبة / 33

)3) سورة االنفال / 33

مفاهيم قراآنية 56

فاألرض مل متلئ باملستغفرين، إذا فإن النبي أو خليفته اليزال عىل هذه االرض.

الرباءة

ولتكتمل الوالية فالبد ان تكون هنالك براءة ممن سوى الويل ا تعبدون﴾)1) نمي براء مم هم إمن بميهم وقومم يم ألم ﴿ وإمذ قال إمبراهم

نكم ا براء مم م إمن هم ين معه إمذ قالوا لمقومم يم والذم ﴿قد كانت لكم أسوة حسنة يفم إمبراهمحتى أبدا والبغضاء العداوة وبينكم بيننا وبدا بمكم كفرنا م اهلل دونم ممن تعبدون ا ومممء م ممن يش ن اهلل رن لك وما أملمك لك مم ستغفم بميهم أل يم ألم م وحده إمال قول إمبراهم نوا بماهلل تؤمم

ري﴾)2) لنا وإمليك أنبنا وإمليك املصم نا عليك توك ب ركمني﴾)3) ا بمهم مرشم م وحده وكفرنا بمام كن ا بماهلل ﴿فلام رأوا بأسنا قالوا آمن

اغوتم ويؤممن بماهللم فقدم ن الغي فمن يكفر بمالط شد مم الر بني ينم قد ت ﴿ال إمكراه يفم الديع علميم﴾)4) استمسك بمالعروةم الوثقى ال انفمصام هلا واهلل سمم

خطوات الشياطني »الطريق إىل الذنوب« بي﴾)5) ه لكمن عدو مه ينطان إن بعوان خطوات الش ﴿.. وال تت

النجد يف هذه الدنيا ممن ارتكبوا كبائر اجلرائم يف حق جمتمعاهتم او يف حق انفسهم اهنم قد وصلوا إىل تلك املرحلة املتقدمة من االجرام يف خطوة واحدة وانام تساهلهم يف

خطوات متسلسلة أدت هبم إىل الوصول إىل هذه املرحلة املتقدمة. وكانوا بوا بآيات الل وأى أن كذ ذين أساؤوا السه يقول اهلل تعاىل: ﴿ثم كان عاقبة ال

)1) سورة الزخرف / 26)2) سورة املمتحنة / 4

)3) سورة غافر / 84)4) سورة البقرة / 256)5) سورة البقرة / 168

57 خطوات ال�سياطني

زئون﴾)1) تهن ا يسن بإذا من سيستصغر أعامال وذنوبا »بسيطة: كام يعتقدها هو !« ستؤدي به إىل ارتكاب

املحارم الكربى ألنه اعتاد عىل عمل الذنوب، وستتجمع هذه الذنوب واخلطايا عىل قلبه لتشوش رؤيته الفطرية يف احلكم عىل األمور، فعىل املؤمن أن يستقرأ عاقبة كل فعل يقدم عليه وال يقدم التنازالت خطوة بعد خطوة ليجد املرء نفسه يرتكب ما مل يكن يتصوره فكام " »أال أن لكل ملك حى و إن حى الل مارمه فمن رتع حول المى قال رسول اهلل

أوشك أن يقع فيه«)2)لذلك فقد قطع القرآن الطريق من أوله فهذه هي خطوات الشيطان..

يذكر ان مؤمنا عابدا يعيش لوحده يف منزل معزول عن املدينة، اعتزل الناس للعبادة والتفكر، ويف ذات ليلة باردة وممطرة سمع طرقات عىل بابه فذهب وفتح الباب، واذا بإمرأة شابة تقول له ارجوك سأموت من الربد وثيايب مبللة واملدينة بعيدة، فقال هلا انا أعيش وحدي وال جيوز ان تدخيل إىل البيت، فقالت له وهل جيوز ان ترتكني اموت حتت املطر، فأدخلها إىل البيت ودخل كل منهام إىل غرفة، وبعد قليل.. بدأ يكلمها من غرفته ويسأهلا عن حاهلا وهل هي حمتاجة إىل يشء، فلم تسمعه جيدا فبدأ يقرتب ويتحدثا حتى وقف عىل باب غرفتها فيأخذمها الكالم... وبعدها قال هلا افتحي الباب قليال ونتحدث الغرفة إىل ادخل له فقالت أكثر بالربد اجلو بدأ احلديث حتى الباب وأكمال ففتحت لنكمل كالمنا فاجلو بدأ بالربودة، فدخل إىل غرفتها وحتدثا حتى قامت فأغلقت الباب ألن اهلواء البارد بدأ بالدخول إىل الغرفة.. عندها انتفض وقال اهنا خطوات الشيطان

استدرجني حتى اصبحنا يف غرفة واحدة فخرج وهو يستغفر..

)1) سورة الروم / 10قم / الشهداء »ع«- دار سيد ايب مجهور االحسائي / ج2 / ص 83 / ابن الاليل / )2) عوايل

1405هـ

مفاهيم قراآنية 58

وجه احلرام

ن لون وسيصن نارا بطونمن ف كلون يأن م إن م ظلن يتامى الن وال أمن كلون يأن ذين ال ﴿إن سعيا﴾)1)

كام ان للامدة وزن وحجم وكتلة وهي خواص مادية فإن املادة هلا تأثريات غري مادية كاملجال مغناطييس وهذا ما يقوله العلم التجريبي، ويضيف القرآن أن للامدة تأثريات أخرى غري مرئية ترتبط بكون هذه املادة من مصدر رشعي أو غري رشعي، ويكون لنفس املادة تأثريات خمتلفة عىل االشخاص فهي حمللة لشخص وحمرمة عىل آخر فمن املمكن حراما االخري كانت عىل اذا آخر والرضا يف شخص وحترق شخصا الربكة ترتك أن ،وهنا يشري القرآن إىل من يأكلون اموال اليتامي بالباطل بأهنم يأكلون يف بطوهنم نارا، هذه النار ستشوه ارواحهم يف هذه الدنيا ومتحق الربكة وتنزل البالء عىل هذا املتجاوز

عىل احلقوق ويف اآلخرة من وظهورهمن هـذا ما ا جباههمن وجنوب ب وى فتكن م نار جهن ها ف مى علين م ين ﴿يون

نزون﴾)2) تمن لنفسكمن فذوقوان ما كنتمن تكن كنزنوالعلم الذي يبحث يف تأثريات االشياء وصورها احلقيقية غري املادية يسمى علم »العرفان« ولعلامء املسلمني الشيعة باع طويل يف هذا املجال وفيهم العديد ممن وصلوا

إىل ما مل يصل إليه غريهم، يقول اإلمام عيل »لو كشف ل الغطاء لا ازددت يقينا«)3)

أي انه كان يرى االشياء عىل صورها احلقيقة »الربزخية« وانه كان ينظر إىل االرواح ال إىل االبدان كام ننظر نحن، وكان ينظر يف اصالب الرجال أيضا وهذا مما علمه رسول مني حبيبي رسول الل ألف باب من العلم من كل باب يفتح ألف اهلل " حيث قال »عله

)1) سورة النساء / 10)2) سورة التوبة / 35

)3) بحار االنوار / العالمة املجليس / ج46 / 134 / مؤسسة الوفاء- بريوت / 1404 هـ

59 ال�سيام

باب«)1) عىل االشياء سريون اجلسد هذا من الــروح وخــروج املامت بعد الناس كل ان يلبس كمن اجلسد هبذا فنحن احلالل، ومجال احلرام بشاعة فريون احلقيقية صورها الواقع ان واحلقيقة النظارة، تلك بلون كله أخرض العامل فريى »مثال« نظارة خرضاء

ليس كله أخرض.. فعند املامت ننزع تلك النظارة لنرى االلوان احلقيقية.م يون الن ك فبص غطاءك عنك نا فكشفن هذا نن م لة غفن ف كنت ﴿لقدن القرآن: يقول

حديد﴾)2) حديد يعني احلاد

الصيام

كمن لعل لكمن قبن من ذين ال عل كتب كم يام الص علينكم كتب آمنوان ذين ال ا أيه ﴿يا قون﴾)3) تت

الصيام: هو الكف عن الفعل، واملسلم يصوم عن الطعام: يتوقف عن تناول الطعام والرشاب خالل النهار ، والصيام الذي فرضه اهلل عىل املسلم ليس صيام البطن وانام صيام كل اجلوارح فالعني تصوم واليد واللسان والرجل والفكر يصوم، أي متتنع كل الرسول يقول للصائم إال اجلوع والعطش فام املحرمات وإال هذه اجلوارح عن فعل

األكرم " »رب صائم ليس له من صيامه إال الوع والعطش« )4) جديد من ويبدأ نفسه لرياجع املسلم فيها يدخل سنوية تدريبية دورة والصيام ويستعد لسنة جديدة ليجلو عن قلبه رين الذنوب وجييل عن بصريته غشوات اآلمال

الدنيوية.

)1) الكايف / للشيخ الكليني / ج1 / ص297 / دار الكتب اإلسالمية –طهران )2) سورة ق / 22

)3) سورة البقرة /183)4) بحار االنوار / الشيخ املجليس / ج93 / ص294 / مؤسسة الوفاء – بريوت / 1404هـ

مفاهيم قراآنية 60

الدعاء

اع إذا دعان..﴾)1) وة الد ﴿وإذا سألك عبادي عني فإن قريب أجيب دعنان من اعظم العبادات وابلغها هو الدعاء ألن الدعاء حيتوي عىل:-

اقرار بوجود إله قادر وسميع وجميب.اقرار العبد بحاجته إىل اهلل.

حسن الظن باهلل.(2(﴾.. ال دعاؤكمن بأ بكمن رب لون ومن عظمة الدعاء ان اهلل يقول ﴿قلن ما يعن

أي أن كل االعامل يمكن أن ال يعبأ هبا اهلل »ال يكرتث«، اال الدعاء ألنه كريم ويأبى عليه كرمه وكربياءه أن يرد السائلني، و كل دعاء »مستويف الرشوط« مستجاب عند اهلل

وله أثر، ولكن بعضه يؤخر ملصلحة ال نعرفها..بعاقة لعلمك ل خي هو عني ابطأ الــذي »ولعل السجاد ــام اإلم يقول

االمور«)3) يدعو وربام عجول، اإلنسان فإن لتاممها افضل يكون يأخريها االمور فبعض اإلنسان ليطلب اشياء ترضه وهو ال يعلمها فلو علم عواقبها ملا طلبها، كام أننا ال نعطي بكرمه فاهلل ترضهم، وهي الزجاج أو النار يطلبون فاحيانا يطلبون ما كل للصغار وحتننه خيلف اإلنسان هلذا الدعاء والتوجه والذي مل يعطى اياه »ملصلحته« بركة وتوفيق ع يف أمور أخرى ويدفع عنه املكاره والزلل يف حياته فاهلل كريم ورؤوف بعباده، ﴿ويدن

وكان النسان عجوال﴾)4) ين دعاءه بالن النسان بالشواحيانا أخرى يدعو اإلنسان لصاحله لكن اهلل ال يستجيب له، يذكر أن أحد االنبياء

)1) سورة البقرة / 186)2) سورة الفرقان / 77

)3) هتذيب االخبار / الشيخ الطويس / ج3 / ص 88 / دار الكتب اإلسالمية – طهران )4) سورة االرساء / 11

61 القتال واجلهاد

وقومه دعوا اهلل لعدة ايام من أجل نزول املطر فلم يستجب اهلل هلم فأوحى اهلل إىل نبيه أن »لن يستجاب لكم وفيكم نمم« فقال النبي ومن ذلك يارب فقال »انا ابغض النميمة أحد وسئل هلم، اهلل فاستجاب يعرفوه ألهنم فأخرجوه عبادي« عىل انم ان وتريدين ان »يابن رسول اهلل مالنا ندعوا اهلل وال يستجاب لنا، فقال كيف يستجيب ائمتنا لكم وقد ملئت بطونكم من احلرام، فصوموا حتى تذيبوا كل ما نبت به حلم من احلرام، عن وتوبوا اهلل استغفروا ثم املعصية، لذة اذقتموه كام الطاعة أمل اجسادكم واذيقوا

احلرام، وادعوا اهلل ما شئتم تقولوا لليشء كن فيكون« فلو اطاع العبد ربه ووصل إىل املراتب العىل يقول لليشء كن فيكون بإذن اهلل..

يروى أن الصحايب اجلليل »عامر بن يارس« قد جاء إىل امري املؤمنني عيل فقال له يا أمري املؤمنني أن عيل دين وعجزت عن ايفاءه، فمد اإلمام يده إىل االرض ومحل حجرا فتحول إىل ذهبا فقال له اذهب وسدد دينك، فلام وىف دينه رجع بام بقي ألمري املؤمنني

فأعاد ما بقي من الذهب إىل حجر )1).

القتال واجلهاد

تدين﴾ )2) عن ال يب الن تدوان إن الله ذين يقاتلونكمن وال تعن ال ﴿وقاتلوان ف سبيل الله القتال حمصور مع من يقاتلونكم وال جيوز االعتداء عىل اآلمنني، ﴿ال يننهاكم اللسطوا إلينهمن إن وهمن وتقن ن دياركمن أن تبه رجوكم م ين ولن ين ذين لن يقاتلوكمن ف الد عن ال

سطي﴾)3) قن يبه الن اللبالقتال والقوة ومن حيارب والقتال يف سبيل اهلل هو قتال من حياول نرش الفساد دين اهلل ويرهب املسلمني بالقتال، واال فالفكرة بالفكرة و النظرية بالنظرية والكلمة،

)1) مدينة املعاجز / السيد هاشم البحراين / ج1 / ص 431 / مؤسسة املعارف اإلسالمية / قم / ايران / 1413 هـ

)2) سورة البقرة / 190)3) سورة املمتحنة / 8

مفاهيم قراآنية 62

وهذه قمة اإلنسانية يمثلها اإلسالم وليس الظاملني ورد االذى لدفع األساس يف هو اإلسالم يف القتال ترشيع وان للعدوان عىل العباد ونرشالرعب وسلب الضعاف فهذه سنة احليوان وليست سنة اتباع

الرمحن.. (1(﴾... تدى علينكمن ه بمثنل ما اعن تدوان علين تدى علينكمن فاعن ﴿... فمن اعن

ويكون رد االعتداء بالطريقة التي تم العدوان فيها وال جيوز االرساف، فإن قتل فرد من طرف معني فال جيوز له ان يقتل عرشة من الطرف املقابل بل يكتفى بقتل القاتل..

واالسرتاتيجية الدفاعية التي يمثلها اإلسالم من حيث التسلح لتمنع اي متغطرس يف معها التورط وخيشى قوهتا هياب –النه اإلسالمية البالد عىل االعتداء يف يفكر

حرب.. كمن وعدو و الله هبون به عدن ينل ترن باط الن ة ومن ر ن قو تم م تطعن ا اسن وان لم م ﴿وأعده

(2(﴾... لمهمن يعن م الله لمون وآخرين من دونمن ال تعنقون﴾)3) كمن تت باب لعل ﴿ولكمن ف النقصاص حياة يان أولن اللن

وطمأنينة سالم يف العيش من املجتمع متكن للمجرمني الرادعة العقوبات وان ومتنع كل من يريد ان يستهني بحرمة املسلمني، قال رسول اهلل" »كل السلم عل السلم

حرام، دمه وماله وعرضه« )4)ترشيع القتال :

لكمن وعسى ئا وهو خين رهوان شين ه لكمن وعسى أن تكن قتال وهو كرن ﴿كتب علينكم الن

)1) سورة البقرة / 194)2) سورة االنفال / 60)3) سورة البقرة / 179

)4) صحيح مسلم / ج8 / ص11 / دار الفكر / بريوت / لبنان

63 القتال واجلهاد

لمون﴾)1) لم وأنتمن ال تعن يعن ئا وهو ش لكمن والله وان شين أن تبهيف ولكن السالم حيبون مساملون ،فاملؤمنون لكم كره وهو القتال عليكم كتب القتال منفعتهم ألنه يصقل نفوسهم ويعضمهم يف عيون االعداء، وان اهلل هو العليم بعاقبة االمور فاإلنسان حيكم عىل ظواهر االمور التي تكون معكوسة احيانا ، فالطفل املر الدواء لكن يف هذا انه مرض االوىل للوهلة مر، ويشعر الدواء ألنه تناول يرفض

عالجه وخالصه من األمل..والوصوليون االنتهازيون لكان بالورود ومفروشا سهال اإلسالم طريق لوكان التاريخ ولكانوا هم من تسلموا زمام امور اإلسالم واملسلمني املتلونون هم من ملئ القتال والتضحية هي العقائدية ولتهافتوا عليها كام هتافتوا عىل اخلالفة واحلكم فكان من يميز اخلبيث من الطيب ليحمل لواء احلق، فالقتال والشدة تنقي صفوف املؤمنني

من املنافقني كذلك تنقي قلوب املؤمنني من الضعف والوهن وتصقل نفوسهم.والقتال ليس هو احلالة الطبيعية للمجتمع إنام هو رد فعل للظلم والعدوان وهذه

هي الطبيعة البرشية يف الدفاع عن النفس ورد املعتدين.ترك القتال:

ا إن فقاتال ك وربه أنت هبن فاذن فيها داموان ا م أبدا خلها ندن لن إنا موسى يا ﴿قالوان هاهنا قاعدون﴾)2)

عندما تتقاعس األمة عن نرصة دينها وما تؤمن به انام تفشل تلك األمة وال يفشل ذين أوتوان ا ال دين اهلل ألن الدين جاء لينظم حياة األمة، أما أمر اهلل فقد قال عنه:﴿يا أيهبارها أون ها عل أدن مس وجوها فنرد ن قبنل أن نطن ا معكم م قا ل نا مصد لن النكتاب آمنوان بم نز

عوال﴾)3) مفن ر الله بنت وكان أمن حاب الس ا أصن عنهمن كم لعن نلن

)1) سورةالبقرة / 216)2) سورة املائدة / 24

)3) سورة النساء / 476

مفاهيم قراآنية 64

(1(﴾ ثالكمن كمن ثم ال يكونوا أمن ما غين تبندلن قون ا يسن ﴿وإن تتولوناو ذلك اجليل من هذه االمة هو من سيفشل تلك األمة ستفشل ان يعني وهذا وسيتم أمر اهلل بغري هذا اجليل املتقاعس وان امر اهلل سيتم هبا او بغريها وعىل األجيال ان

تتنافس لتكون هي من حيمل لواء اهلل.ويرسد القرآن قصة اليهود املتخاذلون حيث حتب عليهم أن يتيهون 40 سنة، حتى

نشأ جيل جديد بقيادة يوشع بن نون الذي فتح املدينة ودخلها م قون الن عل تأنس فال ض الرن ف يتيهون سنة بعي أرن علينهمن مة ر م ا فإن ﴿قال

فاسقي﴾)2) الن

االنفاق يف سبيل اهلل

يقاتلون ف سبيل الله ة الن م ل بأن والم وأمن أنفسهمن مني ؤن الن من ى ت اشن ﴿إن الله ده من الله ف بعهن آن ومنن أون قرن راة والنجيل والن ا ف التون ه حقه دا علين تلون وعن تلون ويقن فيقن

ز النعظيم﴾)3) فون تم به وذلك هو الن وان ببينعكم الذي بايعن تبنش فاسنان املؤمنون الذين وهلت قلوهبم بذلك املعشوق الذي حيوي كل انواع الكامالت رضاه ألن ورضاه، املعشوق ذلك ألجل يملكون ما وكل وامواهلم انفسهم يبيعون مني ؤن الن اسمى انواع اجلزاء الذي يمكن ان حيصل عليه املؤمن يقول تعاىل: ﴿وعد اللهن عدن جنات ف بة طي ومساكن فيها خالدين ار النن تها تن من ري تن جنات منات ؤن والن

ز النعظيم﴾)4) فون ب ذلك هو الن أكن ن الله وان م ورضنو كان لسان حال السيدة زينب بنت عيل يف مقتل اإلمام احلسني يقول »إلي ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترىض« ألن مرضاة اهلل هي غايتهم فكان البد من تقديم

)1) سورة حممد / 38)2) سورة املائدة / 26

)3) سورة التوبة / 111)4) سورة التوبة / 72

65 االنفاق يف �سبيل اهلل

انفسهم وأوالدهم ابتغاء تلك املرضاة ار خالدين تها النن ري من تن من جنات تن قهمن ل ادقي صدن م ينفع الص هذا يون ﴿قال الله

ز النعظيم﴾)1) فون ه ذلك الن عننهمن ورضوان عنن يض الله فيها أبدا رواحدى طرق نيل رضوان اهلل هو االنفاق يف سبيل اهلل..

عافا كثية..﴾)2) ضا حسنا فيضاعفه له أضن قرن رض الله ن ذا الذي يقن ﴿مآخر عطاء أي أو جهد أو مال من اإلنسان يقدمه ما وتعاىل سبحانه اهلل يشبه

»بالقرض« وان اهلل سيعيد ذلك القرض بأضعاف كثرية وان مثله :ة أنبتتن سبنع سنابل ف كل سنبلة كمثل حب من ف سبيل الله وال ذين ينفقون أمن ثل ال ﴿م

واسع عليم﴾)3) يضاعف لن يشاء والله ة والله ئة حب موامللفت للنظر يف هذه اآلية الكريمة إن اهلل الذي يملك كل يشء ويملك اإلنسان

وماله »فالعبد وما يملك لسيده« يشري إىل ان اإلنسان خمريا يف ان يعطي او ال، ويوضح القرآن ان امللك كله هلل وان اإلنسان ليس هو املالك وانام هو مؤمتن عليه

لفرتة حمدودة ورسعان ما يؤخذ كل يشء منه..ذين آمنوا منكمن وأنفقوا لفي فيه فال تخن سن ورسوله وأنفقوا ما جعلكم مه ﴿آمنوا بالل

ر كبي﴾)4) من أجن لبنية مصحوب هو إنام اجليب من خيرج عندما اهلل يريده الذي العطاء هذا وأن

وتوجه وهتذيبا للنفس وهذا هو املقصود وليس العطاء نفسه (5(﴾.. وى منكمن قن ومها وال دماؤها ولكن يناله الت ل ﴿لن ينال الل

)1) سورة املائدة / 119)2) سورة البقرة / 245)3) سورة البقرة / 261

)4) سورة احلديد / 7)5) سورة احلج / 37

مفاهيم قراآنية 66

ومن أعطيت، كيف أعطيت، »ملاذا هو بل فحسب املادية بقيمته ليس والعطاء أعطيت، ومما أعطيت، ومتى أعطيت«

ملاذا أعطيت: ﴿... كالذي ينفق ماله رئاء الناس...﴾)1)

ة بربنوة نن أنفسهمن كمثل جن بيتا م وتثن ضات الله م ابنتغاء مرن وال ذين ينفقون أمن ﴿ومثل الملون بصي﴾)2) بم تعن ها وابل فطل والله ن يصبن فإن ل فين ا وابل فآتتن أكلها ضعن أصاب

ال وأنتمن إلينكمن يوف خين منن تنفقوان وما الله ه وجن ابنتغاء إال تنفقون ﴿..ومــا لمون﴾ )3) تظن

آئلي بيل والس ساكي وابنن الس يتامى والن بى والن قرن ه ذوي الن ال عل حب ﴿.. وآتى النقاب..﴾)4) وف الر

ا ناهمن رسه الة وأنفقوا ما رزقن وأقاموا الص ذين يتنلون كتاب الل كيف أعطيت ﴿إن الارة لن تبور﴾)5) »يعطون برجاء هلل ان يتقبل وليس بتكرب« جون ت وعالنية يرن

ذلك قواما﴾)6) وا وكان بين ت فوا ولن يقن ذين إذا أنفقوا لن يسن ﴿والبيل ساكي وابنن الس يتامى والن بى والن قرن ه ذوي الن ال عل حب من أعطيت ﴿.. وآتى الن

قاب..﴾)7) آئلي وف الر والسن نا لكم م رجن تمن وما أخن بات ما كسبن ذين آمنوان أنفقوان من طي ا ال مما أعطيت ﴿يا أيهلموان أن مضوان فيه واعن تم بآخذيه إال أن تغن ه تنفقون ولسن بيث منن موان الن ض وال تيم الرن

)1) سورة البقرة / 264)2) سورة البقرة / 265)3) سورة البقرة /272)4) سورة البقرة / 177

)5) سورة فاطر / 29)6) سورة الفرقان / 67)7) سورة البقرة / 177

67 االنفاق يف �سبيل اهلل

غني حيد﴾)1) الله به عليم﴾)2) ء فإن الله ون وما تنفقوان من شن ب حتى تنفقوان ما تبه ﴿لن تنالوان الن

ت فيقول رب ون ت أحدكم الن ن قبنل أن يأن ناكم م ا رزقن متى أعطيت ﴿وأنفقوا من مالي﴾)3) ن الص ق وأكن م د تني إىل أجل قريب فأص رن ال أخ لون

ذين ن ال ظم درجة م لئك أعن فتنح وقاتل أون نن أنفق من قبنل الن توي منكم م ﴿... ال يسنملون خبي﴾)4) بم تعن نى والل سن الن وعد الل د وقاتلوا وكاله أنفقوا من بعن

اذا فالكيفية يف العطاء »بحب للفقري ورجاء هلل ام بتكرب« »وملاذا اعطيت »هل هو رياء أم لكسب ود شخص ما أم خالصة لوجه اهلل

مدى ما أحد، به يفكر مل بشخص فكرت هل مستحق، هو »هل اعطيت ومن احتياجه فكلام كان حمتاجا أكثر كان الثواب أكثر«

واين اعطيت »أمام الناس أم وحدك، يف بلدك أم يف بلد غربة«ومتى اعطيت »هل عطائك كان يف وقت احلاجة أم بعد العرس وحلول اليرس، هل ثرون عل أنفسهمن ولون كان بمن اعطيت وانت ايضا حمتاج فآثرت عىل نفسك ﴿... ويؤن

لحون﴾)5) فن لئك هم الن سه فأون خصاصة ومن يوق شح نفنامري يقول عليك وألح منك طلب أن بعد أم وحتننا ابتداءا عطاءك كان هل

م«)6) ألة فحياء و تذمه ا ما كان عنن مسن خاء ما كان ابنتداء فأم املؤمنني »الس

)1) سورة البقرة / 267)2) سورة آل عمران / 91

)3) سورة املنافقون / 10)4) سورة احلديد /10

)5) سورة احلرش / 9)6) وسائل الشيعة / حممد بن احلسن احلر العاميل / ج9 / ص 458 / مؤسسة آل البيت / قم /

1409هـ

مفاهيم قراآنية 68

روحية العطاء :قبل ان تعطي: تستشعر الرمحة والرأفة عىل املحتاج

أثناء العطاء: تسأل اهلل من فضله وترجوا ان يتقبل وتذكر فقرك إىل اهلل وتستغفره بعد العطاء: تنسى انك اعطيت هلذا اإلنسان وتتعامل معه عىل هذا األساس وان ال متن عليه، وااليامن رشط تقبل االنفاق يف سبيل اهلل ألن املؤمن ينفق وهو يملئه الرجاء

الة تون الص وبرسوله وال يأن من كفروان بالله من إال أن بل مننهمن نفقات ﴿وما منعهمن أن تقنإال وهمن كساىل وال ينفقون إال وهمن كارهون﴾)1)

ما فاسقي﴾)2) ل منكمن إنكمن كنتمن قون ها لن يتقب عا أون كرن ﴿قلن أنفقوان طونا ولن يتقبلن من الخر بانا فتقبل من أحده با قرن ق إذن قر ﴿واتنل علينهمن نبأ ابننين آدم بالن

تقي﴾)3) من الن م يتقبل الله تلنك قال إن قن قال لوان عدم االنفاق يف سبيل اهلل يؤدي إىل ان خيرس اإلنسان نفسه وهيلكها بالعذابات وايضا كثري، وغريها االمــور... وتعسري الرزق وقلة الربكة برفع املتمثلة الدنيوية

العقوبات االخروية املتمثلة بجهنم والبعد عن رمحة اهلل.يبه الله إن سنوان وأحن لكة هن الت إىل بأينديكمن قوان تلن وال الله سبيل ف ﴿وأنفقوان

سني﴾)4) حن النيقول اإلمام عيل يف وصف البخالء »عجبت للبخيل يعيش ف الفقر الذي منه

هرب ويتك الغنى الذي إياه طلب«)5)ويشري القرآن إىل حقيقة مهمة وهي ان عدم العطاء اليأيت من قلة املال بل هو من

)1) سورة التوبة / 54)2) سورة التوبة / 53)3) سورة املائدة / 27

)4) سورة البقرة / 195)5) هنج البالغة / مجع الرشيف الريض / احلكمة 126 / دار اهلجرة للنرش / قم

69 الذنوب

جشع النفس وقلة إيامهنا نفسكمن ومن يوق شح ا ل معوا وأطيعوا وأنفقوا خين تمن واسن تطعن ما اسن قوا الل ﴿فات

لحون﴾)1) فن لئك هم الن سه فأون نفن

الذنوب شديد النعقاب﴾)2) ه فإن الله د ما جاءتن من بعن مة الله لن نعن ﴿... ومن يبد

إن اهلل يمن عىل العبد بنعمة فيعمد هذا اإلنسان إىل املعصية فيزيل هذه النعمة بعد أن جاءته، يقول امري املؤمنني يف دعاء كميل »اللهم اغفر ل الذنوب التي تغيه النعم« وان وأحله را كفن الله مة نعن لوان بد ذين ال إىل تر النعم وتبدهلا ﴿ألن تزيل فهنالك ذنوب اذن

بوار﴾)3) مهمن دار الن قون وان ما بأنفسهمن وأن الله م حتى يغي مة أننعمها عل قون ا نعن لن يك مغي ﴿ذلك بأن الله

سميع عليم﴾)4)والنعمة حتتاج إىل شكر لتدوم، والشكر ليس »كلمة« وانام هو وان ارسع ما يزيل لكمن أنفسهمن وتبي ذين ظلموان النعمة هو الظلم يقول تعاىل: ﴿وسكنتمن ف مسـاكن ال

ثال﴾إبراهيم45 نا لكم المن بن نا بمن وض كينف فعلنإال دهمن بعن ن م كن تسن لن مساكنهمن ك فتلن معيشتها بطرتن ية قرن نا من لكن أهن ﴿وكمن

وارثي﴾)5) ن الن ا نحن قليال وكن

)1) سورة التغابن / 16)2) سورة البقرة / 211)3) سورة ابراهيم / 28)4) سورة االنفال / 53

)5) سورة القصص / 58

مفاهيم قراآنية 70

احلساب والقيامة (1(﴾ تدوه عند الله نن خين موان لنفسكم م ﴿وما تقد

إن وجود اآلخرة واحلساب يعطي معنى آخر للحياة فتتحول فيها اخلسارة إىل ربح والربح إىل خسارة حيث ان السارق الذي ربح ماال يف الدنيا سيكون عليه خسارة يف وجود احلساب، كام ان من يعطي املحتاجني وخيرس األموال ستتحول خسارته إىل ربح

جنة عرضها الساموات واالرض فعليه إن كل ما نقدم سيعود الينا اضعافا مضاعفة ة أنبتتن سبنع سنابل ف كل سنبلة كمثل حب من ف سبيل الله وال ذين ينفقون أمن ثل ال ﴿م

واسع عليم﴾)2) يضاعف لن يشاء والله ة والله ئة حب مستكون اليوم هذا وجود فبعدم معنى، للحياة يعطي احلساب« »يوم وجود ان احلياة تافهة وغري مربرة، فلامذا نعيش حياة قصرية مليئة باملآيس والعذابات وما الغاية

املرجوة منها..وهنالك الكثري ممن قتلوا مظلومني وعاشوا مستضعفني من يا ترى سيأخذ بحقهم، وهناك الكثري من املجرمني الذين عاثوا يف االرض فسادا من سيحاسبهم لوال وجود

»القيامة«، نعم اهنا حياة ظاملة مليئة بالغبن وعدم التكافؤ والنفاق... إنه كام املظلومني حقوقهم، املوازين إىل عدالتها واىل ان مل يكن هنالك يوم يعيد يسميه القرآن »ذلك يوم التغابن« سيعاد فيه حق كل املغبونني، ان العادل الذي خلق كل يشء بقدر ووفق نظام متكافئ دقيق يأبى عليه كربياءه ان خيلق عامل مليئ بالظلم

دون ان ينترص فيه للمظلوم..النجوم وتسري اجلبال وتكشط السامء القارعة وتكور الشمس وتنكدر يوم تقرع يومئذ اجلنة وتزلف اجلحيم وتسعر املبثوث كالفراش الناس فيكون القبور وتبعثر عليها« »شاهد وشهيد سائق معها نفس كل وتأيت أعامهلم لريوا أشتاتا الناس يصدر

)1)سورة البقرة/ 110)2) سورة البقرة / 261

71 احل�ساب والقيامة

ويعض الظامل عىل يديه يقول ياليتني اختت مع الرسول سبيال ومن تؤويه التي وفصيلته واخيه وصاحبته ببنيه يومئذ يفتدى لو املجرم ويود يف االرض مجيعا ثم ينجيه... كال إهنا لظى نزاعة للشوى تدعوا من أدبر وتوىل ومجع

فأوعى..فأما من من ثقلت موازينه فهو يف عيشة راضية، وأما من خفت موازينه فأمه هاوية القهار، من ذا الذي يشفع عنده الواحد نار حامية، يومئذ امللك هلل وما أدراك ما هية إال بإذنه، ترى كل أمة جاثية يدعوهنم بإمامهم، وعىل األعراف »منطقة مرتفعة« رجال ابصارهم يعرفون كال بسيامههم ونادوا اصحاب اجلنة أن سالم عليكم واذا رصفت تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا الجتعلنا مع القوم الظاملني، ووفيت كل نفس ما كسبت

وما ربك بظالم للعبيد..واحلمد هلل رب العاملني وصىل اهلل عىل نبيه واله املرسلني

72

73

الفهرس

�ل�ضفحة�ملو�ضوعرقم5�الهد�ء.............................................................17�ملقدمة.............................................................29ب�ضم �هلل �لرحمن �لرحيم...........................................39ملاذ� �لقر�آن؟........................................................410حتدي �لقر�آن.......................................................511يخرب عن �لغيب ..................................................612ت�ضريعات �لقر�آن ..................................................713وجود �هلل ..........................................................816عامل �لدنيا .........................................................9

16�الإن�ضان ..............................................................1017�لقلب و�لعقل ......................................................1121ملاذ� �النحر�ف؟.....................................................1221�لقلب وعاء �الن�ضان................................................1323�لنبي " .........................................................1424عقيدة �الإن�ضان.......................................................1526�لدين ................................................................1627�العتد�ل ............................................................1728�الميان...............................................................1829�الختبار.............................................................1930�لهجرة...............................................................2031�حلياة................................................................2133�ملوت ..............................................................2235�حلرية ..............................................................2336�لعبودية ............................................................2438عالقة �الإن�ضان باالإن�ضان ...........................................25

74

38عالقة �لفرد باهلل عالقة �لفرد بالنا�س ............................2639�لعفو عند �ملقدرة ..................................................2739عالقة �لولد و�لبنت.................................................2842�لعالقة �لزوجية ...................................................2944�الإبتالء�ت .........................................................3045�ل�ضرب .............................................................3146�ل�ضعادة ............................................................3247�لوالية .............................................................3349طاعة �لر�ضول ....................................................3453�الإمامة ............................................................3556�لرب�ءة .............................................................3656خطو�ت �ل�ضياطني )�لطريق �ىل �لذنوب(........................3758وجه �حلر�م .......................................................3859�ل�ضيام...............................................................3960�لدعاء ...............................................................4061�لقتال و�جلهاد.......................................................4164�النفاق يف �ضبيل �هلل ................................................4269�لذنوب...............................................................4370 �حل�ضاب و�لقيامة ...................................................44