الشعراء المعتدلون :

سلك االتجاه الكالسيكي في الشعر العربي الحديث اتجاهين رئيسين :

: اتجاه يتخذ من الشعر العربي القديم مقياسا يحتذيه في االغراض واالساليب والصور االول

ويمثل هذا االتجاه محمود سامي البارودي . ويسمى باالتجاه الكالسيكي المحافظ ، واللغة

بالوقوف على ، وقد عني شعراء هذا االتجاه : هو ما يسمى بالكالسيكية الجديدة الثاني

االطالل والرسوم ، وعارضوا القصائد القديمة المشهورة ، وحافظوا على أوزان الشعر

، وعبروا عما تجيش به القديم ، ولكنهم بثوا في كل ذلك مشاعرهم ، ولونوا به عواطفهم

خواطرهم ، وظهرت معها مالمح عصرهم وطبيعة بيئاتهم ، وذلك كله من خالل موضوعات

اي انهم بثوا في الموضوعات القديمة مفاهيم جديدة في السياسة واالجتماع والعلم ، جديدة

واالخالق والتربية .

.ومثل هذا االتجاه كل من احمد شوقي وحافظ ابراهيم والرصافي

ولعل لظروف االتصال بين الشرق والغرب ، وتعميم الثقافة وتشعب أبعادها وما استجد معها

، أثره الواضح في تطور شعر هؤالء من قيم حضارية وافكار سياسية ، ومثل اجتماعية

شكال ومضمونا .

(م1932-1869) : أحمد شوقي

لها صلة قوية بقصر خديوي نشأ أحمد شوقي في بيئة أرستقراطية مترفة

، ألحق في طفولته بالكتاب ، وانتقل إلى المدارس االبتدائية والثانوية مصر

ألحق بمدرسة الحقوق ، ثم تحول 1885بالقاهرة ، ولما أتم تعليمه الثانوي سنة

ف في المدرسة إلى أستاذه الشيخ محمد البسيوني ؛ إلى قسم الترجمة بها ، وتعر

وأرسله الخديوي توفيق في بعثة إلى فرنسا لمتابعة . لى شعر المديحفدفعه إ

دراسة الحقوق ، والتعمق في اللغة الفرنسية ، وشؤون الترجمة ، فأكمل دراسته

في أربع سنوات ، وهيئت له فرص التجوال في فرنسا ، والتردد على مسارح

. باريس ، والوقوف على حياتها األدبية

ى مصر عمل رئيسا لقسم الترجمة في ديوان الخديوي . وتوثقت فلما عاد إل

صلته بالخديوي عباس الثاني الذي خلف والده توفيق ، وأصبح مستشاره ومحل

ثقته وتقديره ، ووظف شعره للتعبير عن سياسة الخديوي، ويغتنم كل فرصة

فيا لمدحه ، وتسجيل مناسبات القصر ، وأعياده المختلفة. وكان هذا الدور كا

. ليكون بعيدا عن حياة الشعب

ولما نشبت الحرب العالمية األولى ، خلع اإلنجليز الخديوي عباس عن عرش

مصر ، لميله إلى الدولة العثمانية ، وولوا بدال منه عمه السلطان حسين كامل .

لوالئه لعباس ، وتحمسه للخالفة أحمد شوقي إلى إسبانيا – أيضا –ونفوا

( ؛ فكانت 1919-1915ية ، وظل بها طوال الحرب )مدة أربع سنوات العثمان

فرصة ألن يفرغ لنفسه ولشعره ، والتعبير عن ما قاساه في غربته ، وحنينه إلى

بلده ، وتعميق مشاعره الوطنية والقومية ، واستلهام أمجاد المسلمين في األندلس

.

الوطنية 1919ان ثورة وحين وضعت الحرب أوزارها ، رجع شوقي إلى مصر ، إب

؛ وجد نفسه في خضم الصراع الجماهيري ضد القوى األجنبية المسيطرة على

صر والمنطقة العربية ؛ فانحاز إلى الشعب ، وانطلق نتناقاللقلبرمءس سىاتتظك

يتغنى بآماله ويعبر عن آالمه ، وشارك األمة العربية ، وانفعل ألحداثها ،

ص لفنه وجمهوره ؛ فذاع شعره ، واحتل مكانة وانتفاضاتها الوطنية . كما خل

هـ( أقيم 1346) 1927مرموقة بين شعراء العربية . ولما أعاد طبع ديوانه سنة

له حفل تكريم عظيم ، وفيه بايعه الشعراء بإمارة الشعر ، وأعلن حافظ إبراهيم

: هذه المبايعة قائال

ذي وفود الشرق قد بايعت معي وه أمير القوافي قد أتيت مبايعا

: آثـــــاره األدبية

: اآلثار الشعرية -أ

. " ديوان الشوقيات : " في أربعة أجزاء -1

م ، 1927م ، وأعاد طبعه سنة 1898وقد طبع ديوانه ألول مرة سنة

. وبمناسبة إعادة طبعه أقيم له حفل تكريم عظيم ، تمجيدا بشاعريته ونبوغه

الشوقيات المجهولة : وهي مجموعة شعرية ، جمعها ودرسها الدكتور محمد -2

.صبري ونشرها بعد وفاة الشاعر

"1932-29المسرحيات الشعرية : " وضعت بين -3

علي بك الكبير –قمبيز –المآسي : مصر كليوباترا -

.مجنون ليلى –عنترة

. الملهاة : الست هدى -

وعظماء اإلسالم " وهي قصيدة طويلة ، نظمها في ديوان " دول العرب -4

. األندلس

: اآلثار النثرية -ب

. مسرحية : أميرة األندلس -1

. ورقة اآلس –الدياس –له ثالث روايات ، هي : عذراء الهند -2

كتاب )أسواق الذهب( : وهو عبارة عن مقاالت اجتماعية في مختلف -3

.1932الموضوعات ، جمعت عام

: شـعره

تتشابك في تكوين شاعرية شوقي وشخصيته األدبية عناصر كثيرة ، فقد حذق

العربية والفرنسية ، وكان يعرف التركية . واحتك بالحضارة الغربية في عقر

دارها ، ونهل من ثقافتها . واستفاد من توجيه أستاذه الشيخ محمد البسيوني ،

( ، وما 1889دبية( للشيخ حسين المرصفي ) ت الوسيلة األ)كما استفاد من كتاب

اشتمل عليه من مختارات الشعر الجيد للقدماء ، ونماذج رائعة من شعر البارودي

وساهمت حركة إحياء التراث العربي واإلسالمي في اطالعه على عيون الشعر

العربي ، وتمثل نماذجه الرائعة ، وتملك خصائصه ، وصقل موهبته الفنية ؛

. اكتسب قوة في النسج ، وجزالة في األسلوبف

كما ساهمت صلته بالخديوي عباس الثاني في بناء شخصيته ، ووفرت له

المكانة االجتماعية المرموقة . وفتحت له آفاق النظم ، وارتياد مواضيع جديدة

للقول ، منها : متابعة نشاطات الخديوي ، وتحسين مواقفه السياسية للرأي العام

مصري ، واإلشادة بإنجازات مصر الحضارية ؛ مثل فتح الجامعة ، وإنشاء بنك ال

مصر ، واالنفعال بأحداثها الجديدة ، فيهتم بالهالل األحمر ، ويوجه العمال بمثل

: قوله مخاطبا لهم

ها العمال أفنـوا الــــــعمر كـدا واكتسابا أيـ

بافلوال سـعيكم أمسـت يبـااألرض واعمـروا

: ويشيد بدور الصحافة في نهضة البالد ، قائال

وآيـة هذا الزمـان الصـحف لكل زمـان مضى آية

وقد طرق شوقي بخوضه في هذه الموضوعات الجديدة ميدانا لم يطرقه الشعراء

تكرة في القول والوصف ، مالئمة لما ارتاده من قبل ، وألجأته النتهاج أساليب مب

. من المعاني

هذا ، دون أن نغفل أثر المنفى في حياته وشعره ، فال شك أنه عانى في الغربة ،

وأمضه الحنين والشوق إلى مصر ، ولكنه ، في الوقت نفسه ، فتح له آفاقا جديدة

بتاريخ المسلمين عامة ، من المعاني ، ووجهه إلى التغني بالعروبة ، واالهتمام

. وفي األندلس خاصة ، ويتطور فنه الشعري في الصياغة والمعاني

أما أسلوب شوقي في الشعر ، فيقوم على احتذاء قوالب الشعر العربي القديم

ومعارضتها ، وبعث الصياغة القديمة وإحيائها ، كما فعل البارودي ، فكون بذلك

في الوقت –وب ال يتحرر من القديم ، ولكنه أسلوبه البياني األصيل ، وهو أسل

يعب ر عن الشاعر وعصره ، وهو أسلوب يقوم على الجزالة والقوة ، مع –نفسه

سالسة في التعبير ، وقوة في السبك ، والتمكن من اإليقاع الشعري ، بجانب قدرته

مع إحساس مرهف ، وعاطفة .العالية في التصوير ، وبراعته في الوصف

. حساسة

: قسم قبل منفاه ، وقسم بعدهوينقسم شعره قسمين واضحين :

على صلة وطيدة بالقصر ، ووالؤه مطلق لألسرة العلوية ؛ القسم األول كان في

فهم الذين تعهدوه ورعوه ، وقدمـوا له العون المادي والمعنوي ، والجاه

ور شعره في والمنصب ؛ فكان حقا عليه أن يكون شاعر الخديوي عباس ، وأن يد

فلكه ، يهادن من يهادنه ، ويعادي من يعاديه ، فأصبح شعره مقصورا ـ في غالبه

ـ على ما يتصل به من قريب أو بعيد ، فهو يمدحه في جميع المناسبات ، وهو

. يشيد بالترك والخالفة العثمانية ، إرضاء له ، وتقربا إليه

وأسلوبا ، كما تأثر شعراء الغرب وفي هذه الحقبة من حياته تطور في فنه صياغة

في شعرهم التاريخي ، فنظم قصائد كثيرة عن تاريخ مصر والبالد العربية ، مثل

. (أنس الوجود)كبار الحوادث في وادي النيل( وقصيدة ) : قصيدته

وعلى الرغم من أنه ، في هذه المرحلة من حياته ، لم يكن يعني بالجمهور عناية

بعيدا عنه بحكم أسرته األرستقراطية ، وبحكم وظيفته في القصر مباشرة ، بل كان

، ومع ذلك لم يغفل الجمهور في شعره : من ذلك أنه طبع ديوانه للجمهور ، وكان

ينشر شعره في الصحف ، ويراعي في مدائحه كل المناسبات التي تهم الجمهور ،

يعا ، ولعل ذلك ما ويمد آفاق شعره إلى اللحن اإلسالمي الذي يهم المسلمين جم

، حتى يرضي -صلى هللا عليه وسلم -جعله يصوغ قصائده في مديح الرسول

. عواطف قرائه الدينية

، فإنه ظل في األندلس شاعرا تقليديا من بعض جوانبه ، فاهتم أما بعد النفي

كما بمعارضة القصائد القديمة الرائعة ، ونظم على وزنها وقافيتها ؛ مدفوعا ـ

يقول أحد الباحثين ـ بشهوة ، هدفها اإلبداع والتحدي ، ورغبة منه في الوقوف

على قدم المساواة مع غيره من فحول الشعراء األقدمين ، بل في التفوق عليهم

وعلى معاصريه ؛ ليثبت أنه ال يقل قدرا وقدرة عن أولئك القدماء الذين احتفى بهم

. النقاد في القديم والحديث

وبعد رجوعه من المنفى اتجه إلى الجمهور ، وصور عواطفه ، وأهواءه

السياسية تصويرا قويا باهرا . وقدم لألدب العربي في هذه المرحلة مسرحياته

الشعرية ، فكان بذلك رائدا في هذا اللون من التأليف . كما كان رائدا في أدب

صص الشعرية التي تتناول الحيوان األطفال ، حين قدم كثيرا من الحكايات والق

. وغيره ، وخص بها األطفال ، والقطاعات الشعبية

وال شك أن أسلوبه تأثر كثيرا بهذه المرحلة الهامة من حياته ، فكتب للجمهور

العربي هذه المسرحيات ، وفي ذهنه أنها ستعرض على قطاعات الشعب ، كما تأثر

. أغانيه ، وفي أناشيده الوطنية في كتاباته الشعرية لألطفال ، وفي

: عاطفته الدينية

تشعر وأنت تقرأ شعر شوقي بقوة أثر الدين فيه وعمق إحساسه به ، فال تكاد

تخلو قصيدة من قصائده من تلميحات دينية مختلفة ، وإشارات واضحة لقيم

. اإلسالم وفضائله

، ويهتم فيها بإظهار وشعره اإلسالمي يفيض بالحب الصادق ، والعاطفة الجياشة

، ويذكر شمائله البينات -وسلم صلى هللا عليه -صفات القدوة والمثل بنبي األمة

كما يفصل الحديث في كثير من قصائده عن جوانب رسالة اإلسالم العملية التي

تفيد الناس في دنياهم ، إلى جانب تحفيز الهمم ، وبث الثقة في نفوس المسلمين ،

وتقوية عزائمهم ، وتذكيرهم برسالة الدعوة ، والجهاد في سبيلها

في قصائده ، وينتهز وذكر شوقي ضيف أن أحمد شوقي كان يراعي الرأي العام

فرصة المناسبات العامة التي تهمهم ، وكان يعتصر في بعض مدائحه اللحن

ولعل ذلك ما جعله يصوغ … اإلسالمي الذي يهم المسلمين في جميع األقطار

، حتى يرضي عواطف قرائه -صلى هللا عليه وسلم -قصائده في مديح الرسول

ة المناسبة كانت تتحكم في شوقي ؛ " فهو الدينية . وذهب باحث آخر إلى أن طبيع

كشاعر أرستقراطي البد له أن يتفاعل مع طبقته هذه ، وأن ينظم شعرا يعكس

وال يجد ضررا في نظم القصائد . اهتمامات هذه الطبقة االجتماعية ؛ فينظم غزال

الدينية ، وفي طليعتها المولد النبوي ، ومدح الرسول ، والحض على التمسك

." ألخالق الحميدة ؛ ألن المناسبة تدعوه إلى هذا التوجهبا

: ، خمس ، هي - واله صلى هللا عليه -وقصائده في مديح الرسول

: : ومطلعها نهج البردة -1

ريم على القاع بين البان والعلم

ي في األشهر الحرم أحل سفك دم

: بها بردة البوصيري التي مطلعها وقد عارض

يران بذي سلم ن تذكر ج أم

مزجت دمعا جرى من مقلة بدم

: : ذكرى المولد ، ومطلعهاالقصيدة الثانية -2

سلوا قلبي غداة سال وتابا

تابا لعل على الجمال له ع

وهي معارضة لقصيدة ابن حمديس الصقلي ، التي يقول فيها متذمرا من الزمان ،

: وغدر أهله

إلى كم تسمع الزمن العتابا

تخاطبه وال يدري جوابا

وأثنى بأخالقه -صلى هللا عليه وسلم -: مدح فيها النبي القصيدة الثالثة -3

: وجهاده ومكانته ومعجزاته ، ومطلعها

ال جفنيك يعلمه ك

حر يتي مه به س

: قصيدة " دول العرب وعظماء اإلسالم " وعدد أبياتها القصيدة الرابعة -4

. السيرة النبوية ( بيتا في153بيتا ، منها ) 1726)

" الهمزية " ، وهي معارضة ضمنية لقصيدة البوصيري : القصيدة الخامسة -5

: التي مطلعها

يا سماء ما طاولتها سماء كيف ترقى رقيك األنبياء

قصيدة سلو قلبي

عتابا له الجمال على لعل *** تاباو سال غداة قلبي سلو

صوابا له الجمال ترك فهل *** صواب ذو الحوادث في ويسأل

الجوابا قلبي عن الدمع تولى *** يوما القلب سألت إذا وكنت

الشبابا ثكل الذي الواهي هما *** ولحم دم الضلوع بين ولي

ثابا فقلت: الضلوع في وصفق *** فقلت:ولى الدموع في تسرب

العذابا حمل كما حملت لما *** حديد من قلوب خلقت ولو

حبابا قصر من الوصل وكان *** سالفا بهم سقيت وأحباب

شرابا مختلف اللذات من *** بساط على الشباب ونادمنا

وطابا به الزمان طال وإن *** يطوى سوف عيش بساط وكل

ذابا األهل ذكرى عادته إذا *** غريب بعدهم القلب كأن

والصحابا األحبة فقد كمن *** الليالي خلق عن ينبيك وال

إهابا آونة كل تبدل *** أفعى دنياك أرى الدنيا أخا

نابا السلم ظالل في وأترع *** اتهاجع أيقظ الرقط وأن

كعابا برحت وما وتفنيهم *** عاشقيها تشيب عجب ومن

الثيابا فأبليت بها لبست *** فإني بالدنيا يغتر فمن

تغابى إذا اللبيب ضحك ولي *** غبي إلى القيان ضحك لها

وصابا شهدا بكأسها وذقت *** وشوكا وردا بروضها جنيت

بابا هللا باب دون أر ولم *** حكما هللا حكم غير أر فلم

اللبابا واألدب العلم صحيح *** إال األشياء في عظمت وال

الرغابا المنن قومه يقلد *** حر وجه إال كرمت وال

مصابا به البخيل مثل وال *** داء المال جمع مثل أر ولم

الشرابا أو الطعام تزن كما *** وزنها شهوته تقتلك فال

احتسابا حصته هللا وأعط *** ذخرا واأليام لبنيك وخذ

انتيابا أقربها الفقر وجدت *** ليالليا أحداث طالعت فلو

ثوابا صاحبه بعد وأبقى *** حياة في خير البر وأن

آبا بالشر خيرا أر ولم *** فاعليه يصدع الشر وأن

العقابا أوقعت األعقاب على *** الليالي إذا بالبنين فرفقا

المستجابا الدعاء ادرعوا وال *** اليتامى شكر يتقلدوا ولم

كذابا وتقى خشية عواهر *** وصاموا صلوا لمعشر عجبت

أهابا بهم الزكاة داعي إذا *** صما المال حيال وتلفيهم

النصابا يحص لم هللا كأن *** منه هللا نصيب كتموا لقد

وخابا هوى ضل المال كحب *** شيئا هللا بحب يعدل ومن

وارتبابا حبا وباأليتام *** برا بالفقراء هللا أراد

العرابا المسومة وحمى سما *** علموه قوم صغير فرب

وعابا أذى كان تركوه ولو *** وفخرا نفعا لقومه وكان

العجابا العجب يحدث سيأتي *** جيال لعل استطعت ما فعلم

الشبابا يخترم اليأس فإن *** يأسا الحي شباب ترهق وال

وحابى أقواما خص يك وإن *** اشتراكا الرزق الخالق يريد

المصابا وال الشقي نسي وال *** يديه جنى المجد حرم فما

غضابا تلقاهم األقدار على *** فريق يهلك لم البخل ولوال

الخطابا سئموا قد البر دعاة *** وقبلي لوما بأهله تعبت

العذابا الينابيع به فجرت *** جماد على خطبت أني ولو

القبابا واخترق األكواخ إلى *** فأفضى جرى للهواء تر ألم

اليبابا تغشى كما كسرى حمى *** تغشى اآلفاق في الشمس وأن

الكالبا تلعلعها من ويشفي *** منه األسد تروى الماء وأن

الترابا الرسل مع ووسدكم *** المنايا بينكم هللا وسوى

قابا فكان الجالل ذي من دنا *** يتيما منكم عائال وأرسل

الشعابا وهدى خالله وسن *** سبيال بينه البر نبي

متابا لهم كان جاء فلما *** فيه الناس عيسى بعد تفرق

الذئابا طبائعها من كشاف *** شر نزعات من النفس وشافي

غابا للحق خيله وكانت *** سبال للهدي بيانه وكان

اغتصابا األرض إمرة أخذنا *** حتى المجد بناء وعلمنا

غالبا الدنيا تؤخذ ولكن *** بالتمني المطالب نيل وما

ركابا لهم كان اإلقدام إذا *** منال قوم على استعصى وما

والقصابا البوادي بشائره *** وعمت الهادي مولد تجلى

الرقابا طوقت بيضاء يدا *** وهب بنت للبرية وأسدت

الشهابا السماوات تلد كما *** منيرا وهاجا وضعته لقد

والنقابا مكة جبال يضيء *** نورا البيت سماء على فقام

وطابا أرجاء القاع وفاح *** مسكا الفيحاء يثرب وضاعت

انتسابا لي أن بيد بمدحك *** قدري جاوزت قد الزهراء أبا

كتابا له يتخذك لم إذا *** بيان ذو البالغة عرف فما

السحابا اقتدت مدحتك فحين *** قدرا فزدت المالكين مدحت

أجابا لي الوسيلة تكن فإن *** ديني أبناء في هللا سألت

ونابا مسهم الضر ما إذا *** حصن سواك للمسلمين وما

غرابا مملكة بكل أطار *** عليهم جرى حين النحس كأن

حجابا لهم النحوس من وكان *** نورا كان سبيلك حفظوا ولو

اضطرابا فانهدم الركن فخانوا *** ركنا األخالق من لهم بنيت

تهابا أن أجدر ولألخالق *** مهيبا فيها جنابهم وكان

قرابا الماضي الصارم وساوى *** ذئبا الليث لساوى فلوالها

صعابا بهما العال تذللت *** بعلم مكارمها قرنت فإن

الشبابا األمم بني على يرد *** علم مسيح الزمان هذا وفي

(1932 - 1872) حافظ ابراهيم :

م، وكان والده 1872بمحافظ أسيوط عام لد محمد حافظ إبراهيم في ديروطو

ه إلى القاهرة، مهندسا، وقد توف ي والده وهو في الرابعة من عمره، فاتجهت به أم

فظل تحت رعاية خاله، الذي ألحقه بالمدرسة الخيرية بالقلعة، فبقي في القاهرة

إلى طنطا عام حتى التحاقه بالمدرسة الخديوية الثانوية، ثم انتقل مع خاله

م؛ حيث كان يعمل مهندسا للتنظيم هناك، وقد التحق حافظ إبراهيم 1888

بالمحاماة، لكنه سرعان ما ضجر منها، وتركها عائدا إلى القاهرة ملتحقا

ج فيها برتبة مالزم ثان عام م، وقد قارب العشرين 1891بالمدرسة الحربية، وتخر

ة أخرى إلى من عمره، فاستعانت به وزارة الدا خلية، ثم استغنت عنه، ثم عاد مر

لته بدورها إلى االستيداع لتراخيه وتكاسله في عمله عام وزارة الحربية، فحو

ة أخرى إلى العمل بوزارة الحربية حيث تم إرساله م1895 ثم عاد حافظ إبراهيم مر

في السودان إلى السودان مع الجنرال اإلنجليزي "كيتشنر "ليعمل تحت إمرته، و

م بعدها حافظ إبراهيم بتحريض عانى حافظ من صلف الجنرال اإلنجليزي، واته

ة أخرى لالستيداع سنة د، فيحال مر م، فعاد 1900الضباط على العصيان والتمر

للقاهرة باحثا عن وظيفة مدنية يقتات منها، ولكن الشاعر ظل يكابد قسوة الحياة،

م 1911عام االستيداع الذي لم يتجاوز األربعة جنيهات، لكنه في معتمدا على راتب

عي ن بدار الكتب بواسطة أحمد حشمت باشا، ثم يمنحه درجة الباكوية، ثم نيشان

:النيل، فأشاد به حافظ إبراهيم في أكثر من موضع قائال

*** فما زل مولى إليك انتسب إليك أبا حسن أنتمي

فت قدري بدار الكتب عرفت مكاني فأدنيتني *** وشر

م، 1932وتطيب حياة حافظ في عمله الجديد، وتمتد إلى أن يحال للتقاعد سنة

.فيبدأ بالوهن والشيخوخة

ولم يغفل حافظ إبراهيم االهتمام بالجانب الوطني والقومي في شعره، فقد عاش في

ة بالكثير من الظلم والفساد، فالمحتل الغاشم على صدور العباد، فترة تموج بها األم

ا مقهور مظلوم فقير، أو متبع اله، واإلنجليز في مصر يعيثون فيها والناس إم

فسادا، فقد كتب حافظ إبراهيم قصيدة قوية النبرة، يظهر فيها حسه الوطني؛ فأنشأ

م بسبب ما حدث 1906ك عام قصيدة نشرت في جريد اللواء الوطنية وذل

:للمصريين من محاكمات ظالمة إثر حادثة دنشواي، فقام مستصرخا مستهزئا

دادا *** أيها القائمون باألمر فينا يتم والءنا والو هل نس

خف ضوا جيشكم وناموا هنيئا *** وابتغوا صي دكم وجوبوا البالدا

بادا با فصيدوا الع وإذا أعوزتكم ذات طوق *** بي ن تلك الر

ر أطواقنا األجيادا ن والحمام سواء *** لم تغاد إنما نح

كمة التف ـ *** ـتيش عادت أم عهد نيرون عادا عري أتلك مح ليت ش

ال ي ن القو ن ضعيف ألقى إليه القياداكيف يحلو م تشف ي *** م

دادا أنت جالدنا فال تنس أنا *** قد لبسنا على يديك الح

استطاع أن يلتحق بركب أحمد شوقي، حتى بات ذكر شوقي احافظ انيمكن القول

أن يلهب أمير الشعراء، مقرونا بحافظ إبراهيم شاعر النيل؛ فكالهما استطاع

المتلق ي حماسة قوية ناتجة عن اللوحات الفنية الصادقة، والتي كان لها أكبر األثر

في قراءة جديدة للشعر العربي الحديث، والذي كان من أكبر أثره ظهور شعر

اإلسالميات، الذي أعاد كثيرا من مثقفي العربية إلى حقيقتهم الوجودية في هذا

.الكون

براهيموفاة حافظ إ

م، ولم يمض على تقاعده سوى أربعة 1932أحيل حافظ إبراهيم إلى المعاش عام

دت روحه إلى بارئها في الحادي والعشرين من يوليو عام أشهر ونصف حتى صع

الحرمان .والفقر وم، بعد حياة متقل بة من اليتم والبؤس 1932

(1945-1875) معروف عبد الغني الرصافي :

م بجانب الرصافه 1875ولد الشاعر معروف عبد الغني الرصافي في بغداد عام

منهااا وجاااء لقبااه ا الرصااافي ل نساابه الااى جانااب الرصااافه . وباادا ياانظم الشااعر فااي

مطلع شبابه حيث كان جريئا فاي قسام مان أشاعاره السياساية ، فقاد هااجم ب شاعاره

وواصاال تلقااي علومااه فااي المعاهااد ألدولااه العثمانيااة وساالطات االحااتالل البريطانيااة

ألدينيه .

درس الرصافي األدب في بغداد واللغة العربية وكاان أسالوبه بسايط واضاح

يهدف منه معالجه ما كان يعانيه المجتماع العراقاي أياام الشااعر مان جهال ومارض

وفقر ... فهو شاعر إصالح وتوجيه .

ه أكثر شعره الى الناس بأسلوب واضح لقد كان الشاعر يتميز بأنه كان يوج

إيقاظااا للهماام وتنبيهااا لوذهااان ويهاادف ماان وراء ذلااك معالجااه مااا كااان يتصااف بااه

المجتمع العراقي آنذاك من فقر وجهل الن الظروف التاي مار بهاا المجتماع اقتضات

من الشعراء ان يكرسوا شعرهم لخدمه المجتمع العراقي .

لعالم محمود شكري االلوساي ثاالث عشارة سانة . لقد لزم الشاعر الرصافي ا

م وقاد جااء فاي وصاية تركهاا بعاد وفاتاه " كال ماا 1945ولقد توفي الرصافي سنة

كتبته من نظم ونثر لم اجعل هدفي منه منفعتاي ألشخصايه وإنماا قصادت باه منفعاة

المجتمع "

وله ديوان شعر ضخم وله بحوث منها :

على باب سجن أبي العالء

تعليقات .رسائل ال ولااو نظرنااا إلااى بيئااة الشاااعر السياسااية واالدبيااه حتااى منتصااف القاارن

العشرين لوجدنا ان الرصافي والزهاوي والكاظمي والجواهري ، كان شاعرهم جميال يعبر تعبيرا صادقا عن كل ما يتعلق بالمجتمع العراقي في جميع شؤونه

ومشاكله وأمانيه . فكااان –ويمكاان القااول إن الشااعر السياسااي واالجتماااعي قااد باارز الااى الوجااود

نقطة تحول من حدود النزعه الفردية الى المشاركه الوجدانياه الالم الشاعب وامالاه

. ولقااد اهااتم الشااعراء بااالفقراء والفقاار والبااؤس والشااقاء ثاام الاادعوة الااى تحقيااق

ى الفوارق الطبقيه ، ثم الدعوة لمشاركة العدالة االجتماعية بين الناس والقضاء عل

المرأه مع الرجل في ميادين العلم والعمل ، هذا من الناحياة أالجتماعياه ، وإماا مان

الناحية السياسية فقد شارك الشعر العربي فاي العاراق مشااركة فعالاه فاي االحاداث

السياسية التي جرت على مسرح السياسية داخل العراق وخارجه .

كان للبيئة السياسية في العراق األثار الفعاال فاي شاعر الرصاافي ونتيجاة لقد

لسيطرة اااليليخانيينل والتخريب الذي قام به التتار مان جماعاه هوالكاو فقاد بقيات

بغااداد محتفظااة بصاافتها البائسااة حتااى تاام اسااتيالء العثمااانيين علااى العااراق عااام

المغولي او اااليلخاني ل ظال مل . إذ أن العراق بعد انقراض الحكم1534هج ا921

م تحت سيطرة الحكم الجالئري ثم بعد ذلك جاءت دولة الخروف األبيض ااقوينلول ث

. جاءت االدولة الصفويهل من إيران

وهكذا انتقل العراق من الحكم التركمااني الاى الفارساي وبعاد ذلاك الاى الحكام

هج ثم جاء النفوذ البريطاني .1048العثماني ، على يد السلطان مراد الرابع

ومما تقدم يمكن أن نشهد الخطوط العامه للوقائع واالحاداث السياساية التاي

هاا األثار فاي شاعر هاذا الشااعر ، فمناذ أن بادا مرت في العراق والتي بدورها كان ل

الفساااد يعاام فااي العااراق بعااد زوال الدولااه العباسااية حتااى بعااد الرصااافي والرصااافي

الااذي امتاادت حياتااه السياسااية أكثاار ماان نصااف قاارن قااد عاصاار معظاام االحااداث

السياسية . ولذلك فقد سجل معظم هذه االحداث في شعره تسجيال دقيقا وله مواقفه

الصادقة ، ولهذا فان شعره السياسي هو خير ساجل لهاذه األحاداث واالماه الوطنيه

العربية كلها .

لقااد كااان شااعر الرصااافي صااوتا قويااا تجاااه سياسااية الساالطان عبااد الحميااد

التعسفية وجمعية االتحاد والترقي التي حكمت بعد خلع السلطان عبد الحميد .

ضااد اإلنكليااز الااذين اسااتعمروا العااراق وساااهم الشاااعر بشااكل حااازم بشااعره

وأسهم الشعر في إشاعة الروح القوميه وتوحيد أجزاء الدوله العربية وإقامة دوله

عربيااة موحاادة . ولهااذا فقااد كااان الشااعر هااو الساابب فااي مطاااردة هااؤالء الشااعراء

األحرار والفتك بهم من قبل السلطات أالستعماريه الحاكمه آنذاك .

الصاورة نهاض هاذا الشااعر بشاعره مان الكباوة التاي صاار إليهاا وعلى هاذه

الشعر بعد عهد االنحطاط ودخل في عهد جديد من النمو واالزدهار .

وقد حدد بعض األدباء بداياة هاذه النهضاة األدبياة الحديثاه وقاال بعضاهم انهاا

انهاا مل أي عناد إعاالن الدساتور العثمااني . وقاال الابعض األخار 1908بدأت عاام ا

مل عند قيام الحكم الوطني في العراق . 1921بدأت عام ا

وعندما نصب الملك فيصل ملكا على العاراق قاام الصاراع بيناه وباين الشااعر

ماان جهااة وبااين اإلنكليااز والشاااعر ماان جهااة أخاارى ، حيااث كااان الملااك فيصاال يكاان

النفساية عداء للرصافي ، وقد كان للرصاافي قصايدة مان غارر قصاائده السياساية و

إذ كاان الرصاافي يحاب العاراق وأهال العاراق ا بعد النزوحل فاي الاديوان وعنوانها

حيث يقول :

أنا ابن دجلة معــــــروف بها أدبي

قد كنت بلبلها الغــــــــريد أنشدها

المــاء منها ليــــس يروينـــي وان يك

أشجى األناشيد في أشجى التالحين

ويل لبغداد ممــــــــا سوف تذكره

لقد سقيت بفيض الـــــدمع أربعـها

عني وعنها الـليـالـي فــــي الدواويـــن

على جوانب ود ليس يسقينــي

ومن أجل موقفه الوطني فقد ظل مبعدا عن كل المناصب .

قهاا لقد طرق الرصافي معظم القضايا بشعر ومن األمور االجتماعيه التاي طر

االعلمل فال حياة لمن ال علم لاه ـ والعلام ناور والجهال ظاالم ـ فالشااعر كاان يحساب

الجاهل ميتا في هذه الحياة من قبل الممات وهو يحسب العالم حيا ال يموت وتطرق

الى البؤس والفقر ولقد كان يقول : " كانت مشاهد البؤس من اشد الدواعي عندي

ن النفاق والحسد والكذب ألنهاا تتصال باالمجتمع الى نظم الشعر " ، كما انه كتب ع

.

ولقااد كااان للرصااافي دور فااي الاادعوة التحرريااة القتصااادنا العربااي ألنااه كااافح

االستعمار السياسي والفكري فقد كافح من اجل الناحية االقتصاديه .

ا وكان الرصافي يؤمن بالقومية العربية ومقوماتها ثم يدعو الى تحقيق أهادافه

القوميه العربية في شعره تكمن في:وال مجال للشك في قوميته حيث كانت أهداف

القضاء على االستعمار بمختلف أشكاله . ل أ إقامة كيان عام على شكل دولة موحدة . ل ب

جل تحقيق العدالة االجتماعيه واالقتصادية في الوطن العربي الكبير .

واهم خصائص شعره السياسي :

التعبير امتالكا محكما .امتالك ناصية ل1 اختيار األلفاظ السهلة . ل2 نظمه للقوافي واألوزان بصورة جيدة والتي تناسب المقام والقصد . ل3 االنفعاالت واألحاسيس الصادقة . ل4

-الرصافي : قال

ا المستقبل ل

أرى مساااااااااتقبل األياااااااااام أولاااااااااى

بمطماااح مااان يحـــاااـاول أن يســاااـودا

فمااااا بلااااد المقاصااااد غياااار ساااااع

ياااااااردد فاااااااي غاااااااد نظااااااارا ساااااااديدا

وهااااال ان كاااااان حاضااااارنا شاااااقيا

نساااااااود بكاااااااون ماضاااااااينا ساااااااعيدا

تقااااااادم ايهاااااااا العرباااااااي شاااااااوطا

فاااااااان أماماااااااك العااااااايش الرغيااااااادا

فشاااااااار العااااااااالمين ذوو خمااااااااول

اذا فاااااااااخرتهم ذكاااااااااروا الجااااااااادودا

وخيااااار النااااااس ذو حساااااب قاااااديم

أقاااااااااام لنفساااااااااه حسااااااااابا جديااااااااادا

تاااراه اذا ادعاااى فاااي النااااس فخااارا

تقاااااااايم لااااااااه مكارمااااااااه الشااااااااهودا

فاااااادعني والفخااااااار بمجااااااد قااااااوم

مضااااى الاااازمن القااااديم بهاااام حمياااادا

اذا ماااااا الجهااااال خااااايم فاااااي باااااالد

رأياااااات أسااااااودها مسااااااخت قاااااارودا

وهنااا يخاطااب الشاااعر الناشاائة الااذين اسااتولى علاايهم الكساال وتاارى الشاااعر

عيانهم فيطالاب أبنااء جيلاه أن يوجهاوا يحث الناس إلى أن يضعوا الماضاي نصاب أ

أنظارهم إلى المستقبل إن كانوا يطمحون إلى السيادة واالستقالل ويتضح من خاالل

ض وجهال األبيات نزعة الشاعر إلى اإلصالح للمجتمع مما كان يعاني من فقر ومر

بأسلوب واضح ال غموض في

:رصافي قصيدة بعنوان ا لقد أيقظ اإلسالم ل يقول فيها ولل

لقد أيقظ اإلسالم للمجد والعــــال

وحلت له األيــــام عــــند قيامــــــه

فأشرق نـــور العلم مــن حجراتـــه

وانشــــط بالعــلم العزائــم وابتنــى

وأطلق أذهان الورى من قيادهـا

وفك إسـار القــوم حتى تحــــضروا

والحت تباشير الحقائق فانجلــت

ــهـان آال بسعـيــــلإلنســــــخر وال فـ

بصائر أقوام عن المــــجد نـــوم

حباها وأبــدت منظـــر المتبســم

على وجه عصر بالجهالة مظلــــم

ألهلية مجدا ليـــس بالمتهـــــــدم

فطارت بأفكار على المجد حوم

نهوضا إلى العلياء من كـل مجثم

بها عن بني الدنيا شكوك التوهم

وألفضل إال بالتقى والتكــــــرم

هنااا يتحاادث الرصااافي عاان دور اإلسااالم فااي إيقاااظ عقااول الناااس الااذين و

فباادد بااالعلم سااحب الجهالااة وشااحذ هماام المساالمين … كااانوا عاان حياااتهم غااافلين

بنور المعرفة ، وأطلق طاقاتهم للعمل المثمر بعيادا عان العصابيات . حتاى أصابحت

تقاس قيمة كل إنسان بسعيه وجده وتقواه .

ه القصيدة استطاعت أن تجسد الكثير من قايم اإلساالم العظيماة ..غيار وهذ

أنها ساقت هذه القيم في الغالاب مان خاالل إطاار تقليادي مان اللغاة فياه الكثيار مان

التقرير والمباشرة .

وأخيرا أن لكل واحد منا رأيه الشخصي في قصائد الرصافي او بعض أبياته

ر من خالل قراءة قصائده أراد من الناس إن يهتموا على األقل ، وواضح أن الشاع

بالحاضاار والمسااتقبل ودور اإلسااالم وكااان للشاااعر دور مهاام ماان الماضااي وماان

التااراث العربااي بصااورة عامااه وحيااث أراد الشاااعر او حاااول أن يكااون مصاالحا فااي

أشعاره .

قر ويقول في مشاهدته ألرملة وبنتها الصغيرة، توفي زوجها وتركهما بين الففي قصيدة بلد القمة بوصفه إذ قال والبؤس الذي يذيب القلوب الجامدة حيث

ااالرملة المرضعةل:

ي ما كن ت أل قاهـا لقيتها لي تنـشاهـا الق مم ي وقد أث قل اإلم ش تم

ل حافيـة ج ة والر أث وابـها رثـ

فه في الخد عي ناهـا ع تذ ر والدم

عها ت مدام مر ن الفق ر فاح بكت م

ن جوع محياهـا س م فر كالور واص

دها ع يها ويس م مات الذي كان يح

ن ر م قاهـا فالده ه بالفق ر أش بع د

جعها ت أف جعهـا والفق ر أو المو

ناهـا والهم أن حلها والغم أض

هـا هود بمن ظر ن مش فمن ظر الحز

آهـا آه مق رون بمر س مر والبؤ

يدي ن قد أب لى عباءتهـا كر الجد

فلها وان شق أع الهـا فان شق أس

ئ زرها ، م ر ر، وي ل الده ق الده ومز

ب جن باهـا ن شقوق الثو حتى بدا م

ها مار ي بأط ش د يل سعهـاتم والبر

كأنه عق رب شالـت زباناهـا

فا تج د مر مها بالبر س حتى غدا ج

طكت ثناياها يح واص ن في الر كالغص

ل باليس رى وليدتها م ي وتح ش تم

ناهـا د ر مد عوما بيم ال على الص حم

قـة ـدام ممز طت ها بأه قد قم

واهـا ج ومط في العي ن من شرها سم

معها ما أن س ال أن س أن ي كن ت أس

كو إلى صاب دن ياهـاتش رب ها أو

، ال تت رك بال لبن تقول يا رب

ني وإياهـا حم يعة وار ض ي الر هذ

لتها ف بيب ط نع األم في تر ما تص

ر حتى جف ثد ياهـا إن مسها الض

يلتي فيها وقد ذبلت ي ما ح ا رب

ماهـا ض فق د الغي ث أظ و رة الر كزه

ية ي طول اللي ل باك ما بالها وه

ي لمب كاهـا رة تب ك واألم ساه

ين أن ظرهـايكاد ين قد قل بي ح

ها فاهـا ن جوع ي وتف تح لي م تب ك

عـة ف لـة باتـت مرو ها ط وي لم

عاهـا لها في اللي ل أر ن حو وبت م

ن داء ألم بهـا كو م ي لتش تب ك

واهـا ن ها كن ه شك ت أف هم م ولس

حمهـا ، أر ماء ق كالعج قد فاتها النط

لم أي السق م آذاهـا ت أع ولس

:ويقول من الدستور الذي أقره االنتداب البريطاني على العراق ساخرا ويصرخ الرصافي

متتكلمـوا إن الكـالم محـر يـا قـوم ال

م ناموا وال تستيقظـوا مـا فـاز إال النـو

وتأخروا عن كل ما يقضي بـأن تتقدمـوا

ودعوا التفهم جانبا فالخيـر أن ال تفهمـوا

وتث بتوا فـي جهلكـم فالشـر أن تتعلمـوا

أما السياسة فاتركـوا أبـدا وإال تندمـوا

ان السياسة سرها لـو تعلمـون مطلسـم

جموا واذا أفضتم في المباح من الحديث فجم

والعدل ال تتوسمـوا والظلـم ال تتجهمـوا

ممن شاء من كم أن يعيش اليوم وهو مكـر

س ال سمع وال بصـر لديـه وال فـم فليم

ال يستحـق كرامـة إال األصـم األبـكـم

ودعوا السعادة إنما هي في الحيـاة توه ـم

ـم فالعيش وهو منع م كالعيـش وهـو مذم

وا بحكم الدهر مهما كان فيـه تحك ـمفارض

واذا ظلمتم فاضحكوا طربـا وال تتظلمـوا

وإذا أهنتم فاشكروا وإذا لطمتـم فابسمـوا

إن قيل هذا شهدكـم مـر فقولـوا علقـم

أو قيـل إن نهاركـم ليـل فقولـوا مظلـم

أو قيل إن ثمادكـم سيـل فقولـوا مفعـم

أو قيل إن بالدكم يا قـوم سـوف تقسـم

ـدوا وتشك ـروا وترن حـوا وترن مـوا فتحم

: والرصافي ابراهيم حافظ بين واالختالف التشابه أوجه

من سنوات خمس بعد الرصافي ولد واحدة زمنية فترة في عاشا الزمن حيث من -1

.ابراهيم حافظ والده

.فقيرة محافظة أسرة من كالهما -2

.والفاقه للبؤس تعرضا كالهما-3

.الثقافية المقاهي وخاصة المقاهي في فراغه اوقات يقضي منها كل وان -4

يسرة وطبيعته المداورة عن بعيدا بسيطا صادقا حسين طه قول على حافظ كان -5

.والالتواء والعسر فيها الغموض

.المداورة عن وبعده الصراحة حيث من حافظ على يتفوق الرصافي كان -6

لم انه والدليل اعداءه عن الطرف يغض المرات بعض ابراهيم حافظ كان -7

والظالمين االنكليز يهجو كان فقد الرصافي اما شهرا 18 مدة لالستعمار يتعرض

.ايضا فيصل والملك

العربي لالدب معرفته التتجاوز الجوانب محدوده ابراهيم حافظ ثقافة كانت -8

.اتقان غير من الفرنسية باللغة والمامه القديم

يعرف يكن لم ان االجنبية الثقافة ضعف في حافظ مع ثقافته في الرصافي يلتقي -9

.والفرنسية االنكليزية

األعاني وكتاب الشعراء دواوين على إعتماده في حافظ مع الرصافي يلتقي -10

.األدب كتب من وغيرة