12
ت في حب مصر .. مقادارية.منية واعلوم احث في اللزنط .. باحيى ا بقلم / ي مفارقة" سعادة الحيوان وتعاسةسانن ا! .. " بتاريخ تم النشر23 / 7 / 2015 ى الرابط : م ؛ عل1) http://algomhornews.com/2015/07/23/%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9% 82%D8%A9-%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9- %D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86- %D9%88%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%B3%D8%A9- %D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86/ 2) https://www.facebook.com/photo.php?fbid=916499041755009&set=a.414037542 001164.96147.100001847641174&type=1 استوقفتني كثيرا مقولةقي صديلجامعة ،ذ استا المثقف وا كلماصلت أت به، تليفونيا عندما أساله" أين أنت ؟، فيقول: في المزرعة، فأقول: ذا وما تفعل؟، فيقول لي: كلمته الدائمة،" معنات الحيوا اكون أكثر سعادة. ؟، فكنت ئما دا أفكر هذ ه المقولةحاول وا أنتأملها أ وأسبر غورها، هل فعنات الحيوا أكثر سعادة منسان،ن ا أمسانن ا فقط هو من يشعر بالتعاسة، د ون باقي مخلوقات،؟ ا!! ، وعندمتأمل ت قلي، ستجد فع نات الحيوا سعيدة" ، طالما كانت بصحة جيدة ولديها ماكفيها ي منلطعام، ا وهيسالمة ملغاية، لتمالكة ومنفسها، وتشعر بالسعادةن تها ذا متوافقة مع سلوكها، و تعرف سى ا وعويل ال علىلها، أحوا وستلقي ت مستيقظة فيم، الظ و تبكي من خطاياها، و تجعلني شمئزا م بمناقشةتها معتقدا ولوجياتها أيدوجباتها ووامانيةي ا تجاه" ا" ، و تزعجني بتقصيرها تجاه نفسها والمجتمع التي تعيش في كنفه، على حد ق ول" والت ويتمانWalt Whitman " ؛ فهل قابلت يوما نا حيوا ساخطا ؟، وهل يوجد منهاصاب م بهوستملك الالقوة وتسلط وال. ؟، هل يوجد حيوان يركعخر في خنوع أو تملق. ؟، هل قابلت حيوان يشكو فقدهحترام، ا أو يشعر بالمهانة، أو يشعر بالتعاسة على وجهرض ا كلها. ؟ هل قابلت حيوانعاني ي البؤس والفقرلحاجة وا وضياعمل ا فيلحياة ا وفقدانتفاؤل ال ومزمة سوء الحظ له، الذي أفقده لذة الشعور بجماللحياة ا ؟. ورغم أن" البشر" يجب أن يكونواذلك كعداء، س بمعني أن لديهم حالة منتنفعا ا النفسيةعقلية وال التيتس ت مجابيةي باالشعور و بالرضا والمتعةتفاؤل والمل وااسحس وا بالقدرة على التأثير فيلحياة اثها وأحدا بشكلجابي إي قا ئم على معرفة وإيمان الفرد بقدراتهزمة اليطلتخط لعمل وال المستمريق لتحقدافه، أهحاط وم بنظرةستبشاريه ا نحومستقبل ال، تجعل منه يتوقعفضل، ا وينتظر حدوث الخير،يرنوا و إلىلنجاح ا ويستبعد ما خ ذلك؛ إ أن البشر في عالمنالمعاصر ا ليسواعداء س- علىقل الغالبية الغالبة ا منتلحا ا- فإذا لم تكن أنت، سعيدا فقد توافقني على أنك لستستثن ا اء في ذلك، أما إذا كنت، سعيدا فأسأل نفسك كم من أصدقائك همخرون ا سعداء. ؟، وعندما تراجع أحوال أصدقائك، علم نفسك فن ق راءة ما يكتبونه على صفحات مواقعتواصل الجتماعي، ا وعلم نفسك فن قراءة الوجوه عندما تقابلهم، وأجعل نفسك م ستقبمزجة أولئك الذين تقابلهمل خ يومكلعادي ا، سواء في عالمكقي الحقي أوفتراضي، اشك ف أنك ستجد التع اسة تقابلك في كل مكان،يقول و" إدوارد دي بونوEdward de Bono " أفضل تعريفلتعاسة ل" أنها تمثل الفجوة بينتنا قدراتوقعاتنا و." فهذامقال، ال ليس موجهالعلماء ل أوولئك الذينظرون ين لـ" ت مشك المجتمعسانن وا المصري" لحالية ا على أن ها مجرد موضوعات خاضعةلحديث ل عنها،لتجاذب واتجادل وال حولها؛ كما أنه يوجد فيذه ه السطورلسفة ف متبحرة، و بر اعة عقلية عميقة، فهدفي ما هو إ محاولة لتشخيص حالة المزاجلعام ا منل خ ابداء بعضحظات الم التي من الممكنكها إدرا بمجرد النظر فيجوه ولناس، ا أو بمجرد فتح مجاللنقاش ل حول أمور الشأنلعام الحياة وا اليومية، أو حتى عن دتعليق ال على ما يكتبونه على صفحاتتواصل الجتماعي، ا فثمةمات عحظات وم متباينة قد استوقفتني، ت راوحت بين الضعفلشقاء، وا وبينلدعاء استجداء والمشاعر لالعواطف و والروحق،خ وا بل والحب تارة، وبينت محاو بائ سة لعرض أفكار ووجهات نظر شخصية تجاوز تود حدعجاب ا الشخصي الموضوعي، تارة أخرى، وكلهاحظات م بسيطة لكنها تعبر عن عمق المأزق الروحيلثقافي، وا وترصد حالةلتعاسة ا في عالمسان،ن ا ورغم تباين نوعي اتلتعاسة ا التي ستقابلها في عالمسانن ا سواءقي الحقيفتراضي، وا إ أنك ستجدها تقابلك،هما م حاولتبتعاد ا عنها، ولن تجدها في عالم الحيوان السعيد؛ فيارى ت مااب أسبلتعاسة ا في عالمسانن ا، وما هياب أسبلسعادة ا في عالم الحيوان؟.

مقالات في حب مصر - الرئيس السيسي وإصلاح الخطاب السياسي والثقافي المصري - أزمة مصر أخلاقية أم فكرية -

Embed Size (px)

Citation preview

مقاالت في حب مصر .. بقلم / يحيى الزنط .. باحث في العلوم األمنية واإلدارية.

" .. !اإلنسان وتعاسة الحيوان سعادة" مفارقة

م ؛ على الرابط :23/7/2015تم النشر بتاريخ

1) http://algomhornews.com/2015/07/23/%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%

82%D8%A9-%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-

%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86-

%D9%88%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%B3%D8%A9-

%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86/

2) https://www.facebook.com/photo.php?fbid=916499041755009&set=a.414037542

001164.96147.100001847641174&type=1

في: فيقول ؟، أنت أين" أساله عندما تليفونيا، به أتصلت كلما المثقف واستاذ الجامعة ، صديقي مقولة كثيرا استوقفتني

المقولة ههذ أفكر دائما فكنت ، ؟. سعادة أكثر اكون الحيوانات مع" الدائمة، كلمته: لي فيقول تفعل؟، وماذا: فأقول المزرعة،

وند بالتعاسة، يشعر من هو فقط اإلنسان أم اإلنسان، من سعادة أكثر الحيوانات فعال هل ، غورها وأسبر أتأملها أن واحاول

من يكفيها ما ولديها جيدة بصحة كانت طالما ،"سعيدة الحيوانات فعال ستجد ، قليال تتأمل وعندم ،!! اهلل،؟ مخلوقات باقي

العويلو األسى تعرف وال سلوكها، مع متوافقة ذاتها ألن بالسعادة وتشعر ألنفسها، ومتمالكة للغاية، مسالمة وهي الطعام،

أيدولوجياتهاو معتقداتها بمناقشة مشمئزا تجعلني وال خطاياها، من تبكي وال الظالم، في مستيقظة تستلقي وال أحوالها، على

والت" ولق حد على كنفه، في تعيش التي والمجتمع نفسها تجاه بتقصيرها تزعجني وال ،"اهلل" تجاه اإليمانية وواجباتها

؟،. والتسلط والقوة التملك بهوس مصاب منها يوجد وهل ؟، ساخطا حيوانا يوما قابلت فهل ؛" Walt Whitman ويتمان

بالتعاسة يشعر أو بالمهانة، يشعر أو االحترام، فقده يشكو حيوان قابلت هل ؟،.تملق أو خنوع في ألخر يركع حيوان يوجد هل

الزمةوم التفاؤل وفقدان الحياة في األمل وضياع والحاجة والفقر البؤس يعاني حيوان قابلت هل ؟.كلها األرض وجه على

. ؟ الحياة بجمال الشعور لذة أفقده الذي له، الحظ سوء

باإليجابية متتس التي والعقلية النفسية االنفعاالت من حالة لديهم أن بمعني سعداء، كذلك يكونوا أن يجب" البشر" أن ورغم

معرفة على ئمقا إيجابي بشكل وأحداثها الحياة في التأثير على بالقدرة واإلحساس واألمل والتفاؤل والمتعة بالرضا والشعور

منه تجعل ،المستقبل نحو استبشاريه بنظرة ومحاط أهدافه، لتحقيق المستمر والعمل للتخطيط الالزمة بقدراته الفرد وإيمان

ليسوا المعاصر عالمنا في البشر أن إال ذلك؛ خال ما ويستبعد النجاح إلى ويرنوا الخير، حدوث وينتظر األفضل، يتوقع

أما ذلك، في اءاالستثن لست أنك على توافقني فقد سعيدا، أنت تكن لم فإذا - الحاالت من الغالبة الغالبية األقل على - سعداء

راءةق فن نفسك علم أصدقائك، أحوال تراجع وعندما ؟،.سعداء األخرون هم أصدقائك من كم نفسك فأسأل سعيدا، كنت إذا

ستقبالم نفسك وأجعل تقابلهم، عندما الوجوه قراءة فن نفسك وعلم االجتماعي، التواصل مواقع صفحات على يكتبونه ما

تقابلك اسةالتع ستجد أنك فالشك االفتراضي، أو الحقيقي عالمك في سواء ، العادي يومك خالل تقابلهم الذين أولئك ألمزجة

قدراتنا بين الفجوة تمثل أنها" للتعاسة تعريف أفضل" Edward de Bono بونو دي إدوارد" ويقول مكان، كل في

". وتوقعاتنا

مجرد هاأن على الحالية" المصري واإلنسان المجتمع مشكالت" لـ ينظرون الذين ألولئك أو للعلماء موجها ليس المقال، فهذا

اعةبر وال متبحرة، فلسفة السطور هذه في يوجد ال أنه كما حولها؛ والتجادل والتجاذب عنها، للحديث خاضعة موضوعات

الممكن من التي المالحظات بعض ابداء خالل من العام المزاج حالة لتشخيص محاولة إال هو ما فهدفي عميقة، عقلية

دعن حتى أو اليومية، والحياة العام الشأن أمور حول للنقاش مجال فتح بمجرد أو الناس، وجوه في النظر بمجرد إدراكها

بين راوحتت استوقفتني، قد متباينة ومالحظات عالمات فثمة االجتماعي، التواصل صفحات على يكتبونه ما على التعليق

سةبائ محاوالت وبين تارة، والحب بل واألخالق، والروح والعواطف للمشاعر واالستجداء الدعاء وبين والشقاء، الضعف

مالحظات وكلها أخرى، تارة الموضوعي، ال الشخصي اإلعجاب حدود تتجاوز ال شخصية نظر ووجهات أفكار لعرض

التعاسة اتنوعي تباين ورغم اإلنسان، عالم في التعاسة حالة وترصد والثقافي، الروحي المأزق عمق عن تعبر لكنها بسيطة

تجدها ولن ،عنها االبتعاد حاولت مهما تقابلك، ستجدها أنك إال واالفتراضي، الحقيقي سواء اإلنسان عالم في ستقابلها التي

.الحيوان؟ عالم في السعادة أسباب هي وما ، اإلنسان عالم في التعاسة أسباب ما ترى فيا السعيد؛ الحيوان عالم في

وشعور كرف على المهيمنة والنفسية والمزاجية الفكرية والحالة السائدة، والثقافة االجتماعي النظام إلى مسبباتها تعود هل

على نعكستا ثم ومن ألنفسنا، اختراعنا والتي السائدة االجتماعية والثقافة النظام نتاج بالطبع هي التي ؟،.ما مجتمع وسلوك

وفي ولعالمنا، ذاتنال نظرتنا على وتسيطر بل الحياة، مناحي شتى في وتفاعالتنا وسلوكيتنا استهالكنا ونمط إنتاجيتنا مستوى

تقوم ثم، منو واالقتصادية، والسياسية والثقافية االجتماعية ونظمنا أبنيتنا بهندسة نقوم نحن" Churchill تشرشل" يقول هذا

متناأنظ هندسة إعادة إلى يدعونا الذي األمر ،" نحن هندستنا تعيد أن واخترناها، اخترعناها التي األنظمة وهذه األبنية تلك

،.!بدونها الحياة متستقي ال التي األنظمة تلك والسلوك، النفس بين توافق يحدث تىح وغيرها والقانونية والثقافية االجتماعية

أنواع من نوع واعتبارها والمجتمع، الفرد حياة في وأهميتها ذاتها،" السعادة" فلسفة فهم على قدرتنا عدم إلى تعود أنها أم

.! المرحلة هذه في عنها الحديث يجب ال التي والرفاهة الترف

لفالسفةا بها اهتم فقد إنسانيا، ترفا وليست القدم، منذ اإلنسان إليها يطمح التي القصوى الغاية هي ،"السعادة" ، ياسادة

إال كتملت ال اإلنسان وسعادة القصوى، وغايته األعلى وخيره لإلنسان، األسمى المطلب بأنها" أرسطو" وعرفها اليونانيين،

السعادةف الوجوه، أكمل على الحديث والتدبر بالفكر المخلوقات باقي عن به يمتاز ما ممارسة في والجلد وبالقدرة باإليمان

والفكرية الثقافيةو واالجتماعية والسيكولوجية البيولوجية الذاتية الحاجات وإشباع لتحقيق يهدف تجزئته، يمكن ال كلي مفهوم

في ااستثرته يجب كامنة، إنسانية وطاقة مستمر، حياة أسلوب وهي الكلية، الذات وتحقيق التام الرضا فهي معا، آن في

يرمعاي لها وأنشأت المتقدمة، الدول به قامت ما هذا والمجتمع، لإلنسان والخيرية واإلنتاج العمل نحو وتوجيهها النفوس،

ىومد ، مؤسساتها أداء ومستوى معدالت على وأثرها للدولة، والوالء االنتماء مشاعر على تأثيرها ومدى علمية، ومقاييس

لىع سواء لتحقيقه والسعي ،" السعادة" بمفهوم المصريين يهتم أن فأرجو وحكوماته، مؤسساته أداء عن المجتمع رضا

.حياتكم اهلل أسعد وشعبا، قيادة مصر، اهلل أسعد بأسره، وللمجتمع ولألخرين، الشخصي، المستوى

إلى تصل وال للمجتمع، تصل.. الرئيس رسائل.. القدر مفارقات من

عبد جمال/ الرئيس حول رجال بين الفرق هو وهذا..!! بها المعنيين

.. السيسي/ حول الرئيس رجال وبين الناصر،

بقلم / يحيى الزنط .. باحث في العلوم األمنية واإلدارية. تم النشر بتاريخ 2015/7/22م ؛ على الرابط :http://algomhornews.com/2015/07/22/%D9%85%D9%86-

%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%82%D8%A7%D8%AA-

%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B1-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-

%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%81%D9%8A-

%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8/

or / https://www.facebook.com/yehia.elzont

مصر، تقبلومس وامل شباب من جديد جيل تخريج حفل أثناء السيسي/ الرئيس ، اليوم بها بعث التي الرسالة استوقفتني

لترسيخ سعاهم في عليه، إعتاد والذي التعبير، لنا جاز إذا" والتربوي بل والثقافي واالجتماعي السياسي خطابة" سياق وفي

،"نسانإ"كـ المصري،" باإلنسان االهتمام" وهي المسئولين، من الكثير عنها غفل وكالعادة - عموما الخطابات في التوجه هذا

اخلد أخرى وظيفة اي أو الشرطة أو المسلحة القوات في كان سواء" المختلفة العام العمل مواقع في موظفا يكون أن قبل

. ؟.السيسي الرئيس رسالة المسؤولين فهم فهل للدولة، الحكومي الجهاز مؤسسات

أن ةدرج إلى معقدة واإلنسانية االجتماعية العلوم ميزان في ومؤسساته، المصري، للمجتمع الحاضرة المشاكل أن فالشك

وأقل ميعا،ج بها يحيط لكي الثقافة، مدعيا إعالميا أو مثقفا كان وإن البسيط، للهاوي تكفي ال المعارف من سطحية صبغة

رؤوس على متوجين أمراء بأنهم ويشعرون األيام، هذه حاال األسعد هم" واإلعالم النخبة مجاذيب"و يناقشها، أن ذلك من

هذا استغل ما افكثير. غضبهم ويخشى بآرائهم، ويأخذ لهم، يسمع من لديهم أن طالما بذلك، سعداء يكونوا وقد المجتمع،

. الناس وتضليل الحقيقة لتمويه األمر

لكي ،العالية والهمم النابهة والعقول السليمة، واإلرادات الحسنة النيات وأصحاب والعلماء للقيادات لذوي الوقت حان ولقد

متعلما مجتمعا المصري المجتمع يصبح أن أرادوا إذا الحياة، في يمثلوه أن ويمكنهم تمثيله، عليهم الواجب بالدور يشعروا

من قسطا لبيئةا هذه في حقيقيا، مصريا إنسان لكل وأن سيما ال كلها، واإلنسانية نفسه لخدمة يهدف حضاريا، إنسانيا مثقفا

وفهموا عميق،ال حياتهم بمعنى الناس شعر إذا إال تتجسد لن التبعة هذه أن غير المستقبل، رجال إعداد في والمسئولية التبعة

" تركالمش الحس" صناعة وفي والعلماء، بالعلم ثقتهم عل وحافظوا ونضاله، واألخالق القيم عل المحافظ العلم مجهود مدى

حديثة سياق يف- السيسي/ الرئيس تناوله الذي" األمل" هذا" المصري اإلنسان" بناء عبر مستقبلنا بناء في الحقيقة والرغبة

قادة اعياد مصر، ومستقبل أمل" كونهم المصرية، والبحرية الجوي الدفاع كلية شباب من جديدة دفعة تخريج حفل في اليوم

في سانإن ولكل وللمجتمع للناس وصلت الرسالة يا ريس ،"اإلنسان بناء"بـ االهتمام إلى - موقعه في كال- الدولة مؤسسات

بوياتر حتى أو ثقافيا، أو إجتماعيا أو اقتصاديا أو سياسيا كان سواء ، خطابك دقائق على ووقف اليوم، شاهدك مصر

رجمةت على القدرة أو الرغبة لديهم فليس ، وصلت وإن..!! .. بالخطاب للمعنيين تصل ولن لم لألسف لكنها وسلوكيا،

قرأي من وبين األفكار، يقرأ من بين فرق فهناك..!! المواطن بها يشعر عمل وبرامج وخطط استراتيجيات إلى رسائله

السيسي، الرئيس/ حول الرجال عن الناصر، عبد جمال/ الراحل الرئيس حول الرجال يميز ما هو الفرق وهذا ،!! األحداث

بها، غنواوت لها، أشعار كتبوا حتى بل ويترجموها، رسائله، ويفهموا أفكاره، يقرؤوا أن يستطيعون رجال لديه كان فاألول،

لديه وليس محظوظ، غير هو فلألسف ، السيسي الرئيس أما ،"حافظ الحليم وعبد كلثوم أم أغنيات" المعني هذا حول راجع

يا اهلل كل.. مصر يا اهلل لكي..!! .. ذلك فعل على القدرة أو الرغبة لدية حتى أو رسائله، فهم أو ،أفكاره قراءة يستطيع من

..!! سيسي

.1وإصالح الخطاب الثقافي المصري" ج قراءة حول إشكالية "الرئيس ..

بقلم / يحيى الزنط .. باحث في العلوم األمنية واإلدارية.تم النشر بتاريخ 2015/7/15م ؛ على الرابط :

https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/912287745509472:0

إذا كانت" الثقافة "تشمل أنماط اإلنتاج الفكري والمادي للمجتمع، وتمثل خالصة ذاكرته الجماعية وتراثه الذي ما

ن ا أن هناك ما يمكزال حيا يشكل منظومة قيمة ورؤية للكون، فهل هناك حقا نظرة مصرية إلى العالم؟، وإذا اعتبرن

أن نسميه "الفكر المصري" ، الذي يتبلور من خالله نظرة المصريين لنفسهم وللعالم، فهل مازال موجودا؟، وما

هي أهم سماته ومالمحة؟، فال شك أن كل مجتمع يمتلك نظرة للعالم، ولوجود هذه النظرة تصور بديهي، وهو أن

نظرته الخاصة للعالم المحيط به، ووجود هذه النظرة، غالبا وبشكل يمتلك -على حد سواء-كل إنسان وكل مجتمع

غير واعي، هي التي تبرر معتقداته وتصوراته وافتراضاته وسلوكياته وتفاعالته مع هذا العالم في سياقه التاريخي

والحضاري.

جهة نظر تجاه العالم وال شك أن اإلنسان أو المجتمع المصري، مثلهما مثل أي فرد أو مجتمع آخر، ويمتلكان و

وأحداثه، تقبع بشكل طبيعي على مستوى الالشعور، وتؤدي إلى احتمالين، أولهما: إحداث نوع من الوحدة واالتساق

بين عالم الفكر المهيمن على الفرد والمجتمع، وبين عالم الواقع، وثانيهما: إحداث نوع من الصدام الحضاري، وعدم

كيف واالنسجام المطلوب فيما بين علمه الفكري والثقافي الخاص، وبين عالم الواقع القدرة على إحداث التناغم والت

الذي يعيش فيه؛ وهذا أمر بديهي، إما أن يتسم الفكر والثقافة المصرية المعاصرة ونظرتها للعالم بمستوى معين من

لبساطة في الفهم والوعي واإلدراك، العقالنية، وإما تتسم بالالعقالنية، كما أنها إما أن تكون على درجة معينة من ا

أو تكون معقدة ومركبة، كما تنطلق هذه النظرة من مطلقات وتقوم على مرتكزات دينية أو دنيوية، كما يؤثر فيها

عوامل نفسية سيكولوجية مثل "الشعور بالتحيز" سواء لفكرة معينة، أو لشخص معين، أو حتى التحيز الوجداني

ي آن معا، فهذه كلها أمور مختلفة تماما، ومن ثم، فإن فكرة إصالحها تبدو عسيرة تجاه المواقف واألشخاص ف

وشاقة، لكنها في الوقت ذاته ليست جديدة أو مستحيلة، فكل التحوالت التي طرأت علي المجتمع المصري، منذ

ح الثقافي، الذي م، ليست سوي حلقات متتالية في مشروع اإلصال1952منتصف القرن العشرين بقيام ثورة يوليو

يستهدف تغيير الواقع بتحريك العقل الذي يدبر أموره وتحديد األهداف الجديدة التي يتوخاها.

ولعل النظرة الكلية إلى حصاد اإلنتاج الثقافي المصري اليوم في مستوياته اإلبداعية والمادية، تكشف عن اختالفه

وإن كان ال يستجيب بقوة لكل اآلمال المعقودة عليه، الجذري عما كان عليه الوضع في منتصف القرن الماضي،

ويستشعر كثيرا من اإلحباط نتيجة لمخالفة التوقعات، ويبدو أن السبب الجوهري لذلك هو طبيعة البطء في الحراك

ة. يالعقلي والقيمي من ناحية، والتفاوت بين" الثقافات الفرعية" والجهوية، وتحكم إيقاع مسيرة تطوره من ناحية ثان

فضال عن تباينها من "ثقافة قبلية" تحكم أنماط تفكير المجتمعات المصرية القاطنة للصحراء في سيناء محافظات

مرسى مطرو ح والوادي الجديد وبعض محافظات الوجه القبلي، و"ثقافة زراعية" تتحكم في أنماط الحياة في

متمدينة في عواصم األقاليم.مجتمعات الدلتا ووادي النيل، و"ثقافة صناعية، وأخرى علمية

أي أزمة المجتمع المصري –وربما كان األجدر بعنوان هذا المقال أن يصبح " األزمة السوسيوثقافية المصرية"

حتى يكون أكثر اتساقا مع معطيات المرحلة من ناحية، والخطاب السياسي والثقافي للسيد الرئيس / عبد -الثقافية

ن مناسبة من ناحية اخرى، بهدف تحقيق اإلصال ح المقصود، أو المقدور عليه في المدى الفتا ح السيسي، في أكثر م

المنظور، مع شموله لمفهوم" اإلنتاج الثقافي" أيضا واالستراتيجيات المتبعة، ألن" الخطاب الثقافي" ينهض على

ي آن واحد، غير أن أربعة مقومات أساسية، هي: "الرسالة"، و"أطراف التواصل"، و"الوسيلة" المستخدمة ف

المضي في نسق االصطال ح المطرو ح علي المستويات األخرى يفرض علينا اإلبقاء علي العنوان المذكور، ليتضمن

الخطاب السياسي والخطاب االجتماعي والخطاب االقتصادي والخطاب الديني والخطاب اإلعالمي.

مقصود من خطاب الرئيس / عبدالفتا ح السيسي ، البد أنوألن" التغيير الثقافي المصري المنشود"، كما اعتقد أنه ال

ينبثق في قلب حركة المجتمع المصري وأبنائه، ومن مراجعة الذات ونقدها، وإعادة النظر في مفاهيمها وطموحاتها،

في ضوء التحديات التي تواجهها، لضرورة إشباع حاجات المجتمع والتكيف مع اآلخرين، فإنه ال يمكن أن يفرض

خارج دون قناعة، وأية محاولة لـ" التغيير الثقافي" عنوة باستخدام السلطة، وأدوات إنفاذ القانون ومؤسساته، من ال

فإنه أمر ال يرغب فيه السيد الرئيس فيه إلدراكه التام بأنه قد تؤدي إلي نتيجة عكسية في عالم اليوم، والذي انتهي

اته ، وهدفه النهائي هو محو الهويات وتغيير األديان فيه عصر االنغالق، اصبح الغزو العسكري سمة من سم

واللغات بالقسر والتسلط، مثلما حدث في العراق، فلقد فرضت الواليات المتحدة منظومة جديدة، تكرس لهدم القيم

اإلنسانية وحقوقها ومؤسساتها، وأسست نهجا جديدا يقوم على عدم احترام التعدد وقبول االختالف ورفض حقوق

تمعات بالقهر والتبعية من منظور حضاري فعال من وجهة نظرها للعالم الجديد.المج

د فهمي على ح –وألن هذا التغيير الثقافي المنشود والواضح في خطابات السيد الرئيس /عبد الفتا ح السيسي

من في جذر انه يكيهدف إلطالق قوي التقدم واإلصال ح وتحرير الطاقات العقلية اإليجابية للمصريين، و -المتواضع

االجتماعية"، فإن العناية بـ"البعد الثقافي" تاألساسي "للتحوالاإلصال ح السياسي واالقتصادي ويمثل المحرك

والشجاعة في توصيف أوضاعه، ونقد مكوناته، وتحديد نواقصه، تصبح عمال ضروريا، يمثل الضمانة الحقيقية

واالقتصادي كافة، إذ يمكن وضع أفضل الدساتير الديمقراطية لنجا ح مشروعات اإلصال ح االجتماعي والسياسي

مثال، لكن تطبيق روحها يتوقف على اقتناع المحكومين بضرورة المشاركة في اتخاذ القرار، وتداول السلطة

وجدارتهم بذلك، فإذا ما فرضته على مجتمع قبلي في بنيته وتكوينه وأفقه وعالقاته ظل حبرا علي ورق، بينما

العالقات فيه للقوي التقليدية والقيم المألوفة، فال معني للديمقراطية عند شعب ال يري نفسه جديرا بتولي خضعت

أمره، ويتقبل راضيا الوصاية عليه، وإن كان العصر الحديث ال يتسع لمثل هذا االفتراض اليوم، فيكفي أن يري

وغيرها من دول العالم، كي يستيقظ في المجتمع على شاشات التليفزيون عمليات االقتراع األخيرة في اليونان

المصري حس الطمو ح ووعي التقدم وشهوة اإلصال ح السياسي واالجتماعي العقالني، ويبدو هذا جليا في حديثه

عن انتخابات مجلس الشعب القادم ، ودعوة المواطنين ليكونوا عقالنيين في اختياراتهم.

ية للمجتمع المصري وترتيب أولوياتها، من أدق وأصعب عمليات اإلصال ح وربما كان تحريك منظومة القيم الثقاف

الثقافي التي يهدف لها السيد الرئيس، ألن القوى المضادة للتغيير، صاحبة المصلحة المباشرة في بقاء األوضاع

لثقافي ا الراهنة قادرة ومدربة على إلباس المفاهيم وتضييع الحقائق وتمويه األوضاع. فكم تم تكريس التخلق

للمصريين، بحجة التوافق مع األعراف والتقاليد واحترام خصوصيتنا الثقافية، وكأن بقاءنا " قص را " وغير مؤهلين

ونحتاج دائما إلى مسئولين ومثقفين وإعالميين ونخب يسودون حياتنا ويسلبونا حريتنا أصبح من مكونات الشخصية

–ديث بمنطقه وبأدوات، األمر الذي أدي تم توظيف المفاهيم الدينية مثال المصرية، التي ال تقبل دخول العصر الح

لهدفين متناقضين في مرحلتين مختلفتين: –وهي من أكثر عناصرنا الثقافية فاعلية وحيوية وتأثيرا

كان الهدف في المرحلة األول: هو التحرير من سطوة األجنبي المحتل إبان فترة المد االستعماري، فأصبح -

االستقالل جهادا نبيال، وأصبح إصال ح األمور السياسية واالجتماعية على يد مدرسة الشيخ محمد عبده وأنصاره

جزءا من حركة التنوير الدينية الداعية إلى بناء أوطان متحررة قوية وتخليص الثقافة من الجمود وتطويرها

بالعقالنية واإلبداع والتحرر.

انية: عندما أوشك هدف التحرير على التحقق نشبت جماعات دينية تبغي السلطة وكان الهدف في المرحلة الث -

وتعمل على أن تقفز إلى مواقع الحكم فقامت بتوظيف المفاهيم الدينية بطريقة مغايرة تدعو إلى نقض غزل الحركة

ات ضت هذه الجماعاألولى وتشجع أكثر االتجاهات بعدا عن العقل والتنوير، وترتد في حركة تحرير المرأة، وانق

على التجارب الديمقراطية البازغة في الوطن العربي لتجهضها وتصبح ذريعة ألنصار للمستعمرين القدامى لتعويق

تطورنا الديمقراطي وهي تحسب أنها تحسن صنعا باستخدام العنف والقتل وترويع اآلمنين باسم الدين البريء من

كل هذه الدماء واألفكار.

سياسية واالجتماعية التي شهدتها أوطاننا نجحت في حقيقة األمر نتيجة تفاعل أفكار محددة أسهمت في فالتغييرات ال

صوغ اتجاهات في الرأي والحركة، وأدت إلى نشأة أوضاع جديدة في الواقع الملموس، مما يكشف عن خطورة

ن مجاالت العمل في اإلصال ح الثقافي الثقافة السائدة وضرورة نقدها وإعادة بلورة أهدافها اإليجابية. من هنا، فإ

تمضي لتشكيل رؤية جديدة تتبلور حول المحاور المتدرجة على النسق المقتر ح في الجزء الثاني من هذا المقال

إنشاء اهلل.

.2قراءة في إشكالية "الرئيس .. وإصالح الخطاب الثقافي المصري" ج

باحث في العلوم األمنية واإلدارية. بقلم / يحيى الزنط ..م ؛ على الرابط :16/7/2015تم النشر بتاريخ

https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/912287745509472:1

ال شك أن الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، في خطاباته السياسية والثقافية واالجتماعية، يسعى من خاللها إلى فتح نوافذ للشمس

المشرقة والهواء الطلق، ويحفز عقول مثقفينا وصفوتنا والمجتمع ككل، ليرى المصريين األمم والمجتمعات الناهضة من

ج وتفرز وأصبحت تملك مثقفين ونخب من ذوي العقول الثواقب، واألفهام النواضح حولنا، تلك األمم التي إستطاعت أن تنت

والهمم العوالي، وهي تبتكر وتنحت أساليب علمية واقعية، في استشراف وصياغة المستقبل، ودراسة ظواهره ومالمحه

ة العالمية االجتماعية والسياسية وإدراك نذره وبشائره، وفي محاوالت "السيسي" الدائمة للفت أنظارنا إلى قراءة الخريط

واالقتصادية واألمنية الجديدة، وحثنا على قياس األشباه بالنظائر، واإلعداد الجيد، لما يمكن أن يستجد من أحداث، من خالل

خطط خمسينية ومئوية، ال خمسة وال عشرية.

يعاني منه المجتمع المصري ومؤسساته الحكومية وإستكماال للجزء األول للمقال األول، لعل إدرك رئيس السيسي، أن أكثر ما

و تنظيماته المدنية، من أن أساس مشكالت التي يعاني منها المجتمع المصري، هي: مشكلة ثقافته السائدة"، ذات السمت

هالرديكالي المتحجرة العقيم والمتخلف عن ركب السياق الحضاري االنساني واإلجتماعي السائد في العالم، فضال عن هذ

الثقافة تسيطر على انماط قادة المؤسسات الحكومية، ونماذجها الفكرية " البارادايم الثقافي واالجتماعي والسياسي وحتى

اإلداري"، وينتظر قادة المجتمع ومؤسساته الحكومية ومنه وغير الحكومية تقلب اإليام وما تسفر عنه األحداث، دون أن

يقعون في دائرة "أوهام اليقظة"، ويتعاملون مع أحداث -في أكثر األحيان -بعضهم يتمكنوا من إعداد العدة لها، بل أن

الحاضر والمستقبل من خالل معتقدات يتصورن من خاللها أنهم يملكون الحقيقة الكاملة، والبعض األخر يرون أن األحداث

الم مكن ان يطلق عليهم أنهم " قدريون" في استسكلها قدر وكتوب على الجبين، ومن ثم البد ان تراه العين"، وهو الفئة التي ي

واضح لما يفرضه اآلخرون علينا، ويمكن تلمس وبيان مدى تجذر هذه المالمح في ثقافتنا، من خالل األبيات الشعرية التالية:

دع المقادير تجرى في أعنتها ......... وال تبيتن إال خالي البال.

. يغير اهلل من حال إلى حال.ما بين طرفة عين وانتباهتها ........

ومالمح أخر من ثقافتنا، يظهر في أنماط السلوك السلبي للبعض، وكأن لسان حالهم يقول:

دع األيام تفعل ما تشاء .... وطب نفسا بما فعل القضاء.

وال تجزع لحادثة الليالي ... فليس لحادث الدنيا بقاء.

في نفسنا تقبل الفواجع والكوارث، ألنها من طبيعة الزمن، وال شك أن هذه وكأن حاملي ثقافة النكوص االستسالم، يوطؤون

األبيات المليئة بالتخلف قد شكلت جانب كبير من ثقافتنا، وقد نستريح إليها، ونعلقها في مكاتبنا وبيوتنا وفي المحالت العامة،

الفنا قد وضعوا عليها خاتم "اإلمام الشافعي"، ونرددها في مناسبات اإلخفاق، والمثير أننا مطمئنين إلى صحتها، مادام أس

لكي يؤكدون لنا أنها من الحكم واألمثال النافعة، فمادام المنتج الثقافي عليه ختم أحد رموز السلف الصالح، فهو مقبول بال

وح ة، وال تمثل "رنقاش، وأغلب الظن أن نسبتها لـ"اإلمام الشافعي" أمر مشكوك فيه، ألنها ال تمثل روحه العلمية اإلبداعي

اإلسالم" وتتعارض معها كون الثقافة اإلسالمية تنهض على التفكير العلمي والتدبر في الحاضر وإعداد العدة للمستقبل

واألخذ باألسباب والسعي إلعمار األرض، على عكس هذه الثقافة المصرية السائدة التي يتبناها البعض، وتتجسد مالمحها

الخاملة أمام حركة الحياة، وما يترتب عليها من آثار سلبية تسهم في تغييب الوعي والرأي وإعمال في هذه النزعة السكونيه

العقل، وتحيلنا إلى فكرة التواكل، وانتظار ما تسفر عنه األحداث، وال تمنحنا فرصة لنشارك في صنع المستقبل بشكل فعال

ار ، تتقوم على تبني مفهوم "اإلدارة برد الفعل"، فإنتظانتظاريهوكفء، وال ريب أن ذلك خلل ثقافي ويرسخ لثقافة سلبية

جدوى، إذا لم تقم بحفر اآلبار، وتشييد السدود، واالستعداد لنزوله. األمطار قد يكون إنتظارا بال

لفنا يوعليه، فإن عمليات استشراف مستقبل مصر والتخطيط له، لهي محاولة للرؤية من خالل الضباب الكثيف الذي يحطنا و

في وقتنا المعاصر، وفي ظل تدني الرؤية، يقدم الناس آرائهم وتوقعاتهم، دون سند علمي، وإنما يعتمدون على خبرتهم

وثقافتهم التي اكتسبوها من محيطهم المغلق ، واهدافهم الضيقة، وكان لسان حال الرئيس / السيسي، يقول : ليتهم طرحوا

م والتخصص، فاألسئلة وإجاباتها ليس من الالزم او توفق دائما إلى الصواب، بل قد األسئلة واالستفسارات على أهل العل

تكون طريقا يوصل إلى الصواب، ويعد ذلك نوع من السلوك الثقافي الناضج، الذي يهدف للتحقيق التناغم واالنسجام بين

وأعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا"، وهذا على عالم الفكر وعالم الواقع، كما قال القائل " اعمل ألخرتك كأنك تموت غدا،

مستوى األفراد؛ أما على مستوى المجتمعات واألمم، فينبغي أن يعمل الناس آلخرتهم ودنياهم ولمستقبل األجيال القادمة في

، كي ال ل القادةآن معا، وكأنهم سيعيشون أبدا، لكي يغرس األجداد لألحفاد، ويبني اآلباء لألوالد معها، وتخطط األمم لألجيا

تكون عرضة لمزيد من االستكانة والخنوع والخضوع، واإلذعان والتخلف الحضاري، ودون ذلك ال تبقى لها عزة في الدنيا،

وال سعادة في األخرة.

ويأتي هذا المقال، ليسلط الضوء على أهم محاور الخطاب السياسي لرئيس الجمهورية، ويلفت انتباة القراء إلى أننا جميعا

أمام اتجاهات ثقافية واجتماعية ساكنة وراكدة وال تحقق األهداف المنشودة، بل انها باتت تشكل خطر داهم سواء على الفراد

جلباب الدين، أو مسوح الوطنية، أو انضويت تحت الفتة االتجاهاتأو على المجتمع المصري باسره، سواء لبست تلك

العربية، أو اإلقليمية، أو غيرها، إال أن األمر يزداد معه حدة تقوقعنا على الذات الخصوصية الثقافية المصرية، أو القومية

وانهزامنا أما هذه التحديدات، وستتهاوى منظومتنا الثقافية واألخالقية، ويحدث "االنفالت األخالقي"، و"التخلف الثقافي

ائدة حاليا تتنافى وتتعارض وتتخلف عن روح واالجتماعي" عن المجتمعات المتحضرة، كون القيم الثقافية المصرية الس

الثورات العلمية والثقافية والتكنولوجية والمعرفية السائدة في عالم اليوم، فـ" ثقافة الحداثة وما بعد الحداثة العالمية"، ستصفع

تخطيط العلمي لواقعها، وال كل منظومة منغلقة، ال تفكر تفكيرا جادا وعمليا وثاقبا للمستقبل، تعتمد على الرؤية الموضوعية

السليم لمستقبلها، ومتسلحة بثقافة المبادرة والجرأة، وإدارة النجاح، وكما أن هذه الثقافة الجديدة ونماذج اإلرشاد العلمي

التي تعتمد على الماضي، دون –المعاصر، ستهدم على كل معتزل ومنعزل في صومعته، فالعقول و"الثقافة الماضوية"

قد ماتت دماغيا أو إكلينيكيا ، مهما احتمى بأسوار الدين، أو –لوم الحديثة و بالتطور واالبداع واالبتكار األخذة بالع

الخصوصية الثقافية، مالم يقدم له تحديث الخطاب الديني، وهذه الخصوصية الثقافية، مفاتيح الدخول إلى نادي النجوم.

مصر، تدعونا إلى كشف خطورة الثقافة السائدة وضرورة نقدها وإعادة بلورة فالتغييرات السياسية واالجتماعية التي شهدتها

ثقافي مجاالت إصالح واعتمادصالح الثقافي تأني من نقد الثقافة السائد حاليا، إلأهدافها اإليجابية، من هنا، فإن أول معارج ا

جادة تهدف لتشكيل رؤية جديدة تتبلور حول المحاور المتدرجة على النسق المقترح التالي:

أوال: نقد الوضع الثقافي واالجتماعي المصري: فثمة عدد من المفاهيم الحاكمة تحتاج إلى مراجعة وتقويم، إلقرار المسلم

تغيرات الراهنة من أبرزها : مفهوم "الثقافة"، وتفاعله مع مستويات الفكر منها، وإعادة النظر في مكوناتها في ضوء الم

السياسي واالقتصادي واالجتماعي واإلداري، وعالقة ثقافة مؤسسات الدولة، ونخبها بوعي الجماهير ومدى قدرة الخطاب

ك مفهوم ه، ورصد حركته، وكذلالثقافي واالجتماعي والسياسي واإلعالمي على التغلغل في النسيج المجتمعي، والتعبير عن

: "الهوية الوطنية المصرية والعربية"، في طبيعته المركبة والمتنامية، األمر الذي يتطلب وضعه موضع التساؤل النقدي ،

بحيث نتجاوز أشكال التناقض المفتعل واالستقطاب الحاد بين الطرفين، ونمتص بيسر خالصة التجربة التاريخية لنتطلع

يحترم الخصوصية المصرية والقومية، وهو يسعى لتأصيل الروابط القومية، بشكل يؤدي إلى االعتراف ألفق مستقبلي

باالختالف الخالق والتعدد الثري وقبول التغاير أساسا للتوافق، والمفهوم الثالث : الذي يتعين مراجعة تفاعله مع مفاهيم

ات المختلفة في تشكيل النسيج الوطني والقومي على أساس من الثقافة والهوية هو عالقة الدين بالمواطنة ودور المعتقد

الحرية واالحترام والتعايش السلمي الصحيح واإلفادة من الخبرات التاريخية دون الخضوع لنموذجها القديم.

األمر ،ثانيا: أولويات التناول واإلصالح: ال شك أن عملية اإلصالح يتطلب نقدا موضوعيا لوضعنا الثقافي واالجتماعي

الذي يلزم معه إخضاع المؤسسات الثقافية واالجتماعية القائمة، لعملية إعادة هيكلة ثقافية ووظيفية وبنائية في ضوء التجربة

الراهنة، بهدف تنشيط عمليات اإلبداع وتنشيط وظائفها في توسيع آليات توزيعه وتشجيعه، على أن أسوأ ما تعانيه الثقافة

ش في نظمنا التعليمية والتسطيح في أجهزتنا اإلعالمية والحرب في منابرنا الدينية، فقد أدى تردي في مجتمعنا، هو التهمي

النظم التعليمية في بالدنا بدعوى االنتشار األفقي إلى استمرار عار األمية يطارد قرابة نصف السكان، وطغى الجانب

اف الثقافية المالئمة للعصر الحديث، فأصبح الخريجون أنصالتقليدي على مناهجنا التعليمية فلم تتحرك الحتواء المضامين

متعلمين لجهلهم بالتربية السياسية والفكر الحر، األمر الذي يتطلب إعادة النظر جذريا في مناهجنا التعليمية لتقدم على أسس

كالت اع الحلول الجديدة للمشمن تنمية روح االبتكار واإلبداع ولنؤسس عقلية علمية في المقام األول قادرة على النقد واختر

القائمة ولتكف عن حشو األذهان بمعلومات معظمها مكذوب لخدمة السلطة وتوجهاتها.

من ناحية أخرى فإن اإلنتاج العلمي والتكنولوجي والمعلومات يعتبر خيارا ضروريا في الحياة المعاصرة يرتبط باألنشطة

ت الضخمة المالئمة له ودعوة مؤسسات المجتمع المدني لإلسهام النشط االقتصادية واالجتماعية والبد من رصد الميزانيا

في تنميته وتشجيعه، وينبغي أن يؤخذ في االعتبار حجم هذا اإلنفاق بالنسبة للدخل القومي من ناحية وترشيد إنفاقه على

ية فإن اتتنا في الفترات الماضالمشروعات البحثية بمستوياتها المتعددة من ناحية أخرى، وإذا كانت الثورة الصناعية قد ف

عصر المعلومات والثورة الرقمية مازال إزاءنا يتعين علينا أن نبذل كل الطاقات للمشاركة الفعالة فيه واإلفادة من ماليين

ي مالشباب العاطل في التدريب والتعليم والمشاركة المعلوماتية، هذه الفورة العقلية هي التي تمتص طاقة األجيال الجديدة وتن

قدراتها وتحيلها إلى قوة منتجة هائلة، وفي األخير، ال أعرف إن كنت قد حالفني التوفيق في مناقشة إشكالية السيد الرئيس/

عبد الفتاح السيسي، مع تغيير الخطاب الثقافي"، أم جانبي الصواب، ولكن هذا جهدي المتواضع، أضعه بين أيديكم، ليأتي

احا وتفسيرا، ويقدم ما عجزت عن بيانه أطرح حلول أكثر نجاعة، وحسبي أن أجتهد، من هو أفضل مني ليزيد األمر إيض

وأقدم ذكاة علمي المتواضع، فاللهم تقبل وأحفظ مصر، شبعا وقيادة، وتحيا مصر.. تحيا مصر .. تحيا مصر.

أزمة مصر...!

هل هي أزمة أفكار أم أزمة أخالق...؟

ي العلوم األمنية واإلدارية.بقلم / يحيى الزنط .. باحث فم ؛ على الرابط :13/7/2015 تم النشر بتاريخ

https://www.facebook.com/yehia.elzont

أعتقد أننا نعيش اليوم في ظل انهيار الحضارة الصناعية، الذي بدأت بثورتها في نهايات القرن السابع عشر وبديات

القرن الثامن عشر، كما أعتقد أن الحروب التي نعايشها ونتعايش مع أخبارها ونتائجها ما هي إال مجرد مظهر من

حيث تجمد الجو الروحي واألخالقي في وقائع فعلية مظاهر انهيار الحضارة الصناعية التي أسس لها الغرب،

ينعكس أثرها علي واقع المجتمعات العربية بل والغربية ذاتها، لما لها من نتائج مدمرة من كل ناحية، وهذا التفاعل

ما بين ما هو مادي وصناعي وتكنولوجي، وبين ما هو روحي وأخالقي، وقد أتخذ طابعا مضرا ضررا كبيرا،

ا تتفاقم هذه األضرار وتتنوع مخاطرها وتصبح مهددة لألمن بمستوياته ) اإلنساني / االجتماعي / الدولة / وعندم

النظام الدولي( ، وعلى استمرارية الحياة اإلنسانية ذاتها، في هذه الحالة شديدة التعقيد تتجه المجتمعات نحو البحث

لها حاجاتها لتحقيق "األمن" بمفهومه الروحي واألخالقي عن أنماط جديدة من الحياة وأساليب جديدة تشبع من خال

والوصول إلى حالة الشعور بالطمأنينة والسكينة، سواء من حيث مستوياته أو من حيث أنواعه ) األمن الشخص/

األمن السياسي/األمن االقتصادي/ األمن الثقافي و االجتماعي(، وفي ذات الوقت، بدأت تتشكل حضارة جديدة،

ضارة القيمة اإلنسانية"، التي عبر عنها " إيمانويل كانت"، في كتابه "ميتافيزيقا األخالق"، عندما أعتبر وهي " ح

"القيمة اإلنسانية المتأصلة في النفس البشرية، هي عماد اإلنسانية وأساس نماء حضارتها، ومعيار تقدمها".

سي اإلقليمي والعالمي، يمكننا مالحظة أن "مصر" وبقراءة متأنية لواقعنا األمني اإلجتماعي في سياقه الجيوسيا

قيادة ومؤسسات ومجتمع، تمخر بالسفينة في تيار ملئ باألمواج العاتية، تحت شالل هائل من التحديدات، والبد من

جهود جبارة إلنقاذ سفينة الوطن، أو ما يمكن أن نطلق عليه "سفينة مصيرنا"، والخروج بها من المجرى الجانبي

الذي سمحنا لها باالنطالق فيه، وإعادتها إلى المجرى الرئيسي، إن كان ثمة أمل في ذلك، فلقد انحرفنا عن الخطير

مجرى إقامة دولة متحضرة، ألننا لم نقم بالتفكير الجدي في معنى الحضارة ذاتها، وعوامل قيامها وشروط تحقيقها،

مثقفين واإلعالميين، وغيرهم ممن أطلقوا على أنفسهم أنهم أجل .. لقد إنحرفنا عندما قدم لنا المدعون بالنخب وال

أصحاب مراكز للفكر والتفكير وأنهم خبراء االستراتيجيات، خريطة مشوهة رسمت للناس الطرق التي يسلكونها

أو يبتدعونها، واقتادونا جميعا من خالل ما يقترحونه من آراء ووجهات نظر وتحليالت إلى مجاري ومسالك ال

جرى التاريخ منذ عصر النهضة وحتى اليوم بأية صلة، حتى أنهم لم يفلحوا على أقل تقدير في إيضا ح تمت لم

األحوال الراهنة في حياتنا بعقالنية، فكانوا منتصرين في نظر أنفسهم وعند الجماهير التي تعلمت وأخذت من هذه

النخب أو النكب على حد تعبير البعض، علمها وثقافتها.

ل، لم يقم أحد من أهل العلم والتخصص االجتماعي واإلنساني، بتشخيص ووصف مضمون حياتنا وفي المقاب

الروحية والثقافية والمسيطرة على واقعنا االجتماعي واستقصائه وسبر أغواره، ولم يمتحن أحد قيمها وأخالقياتها

ا اعي وسياسي وثقافي حقيقي، وهكذومعاييرها من ناحية نبل األفكار التي تطر ح، وقدرتها على إيجاد تقدم اجتم

عبرنا باب القرن الحادي والعشرين بأحداثه وتوراته وإخفاقاته، ونحن مخدوعون في حقيقة أنفسنا خداعا لم يبدده

علم أو ثقافة رصينة، أو تحليل علمي ألحداثه وعلة حدوثها، ونتائجه والدروس المستفادة منه، وكيفية الخروج من

ية التي سقطنا فيها جميعا، أو حتى اكتشاف حقيقة ما كتب وقيل في وسائل اإلعالم ومواقع هذه الدائرة الجهنم

التواصل االجتماعي أو حتى على مستوى االتصال والتواصل والنقاشات الشخصية التي تدور في محيط المجتمع

تي ننظر إليها باستغراب واألسرة، بهدف التعرف على كل ما حاك الشك في صدرونا، فما هذه األحداث واألمور ال

؟، وليس لدينا القدرة حتى على توطيد اعتقادنا فيما حدث ويحدث وما سيحدث إن كان صوابا ، فنتبناه ونتبعه، أو

خطأ، فنتجنبه ونقصيه !؟

السيما، وأننا ننظر األن إلى أناس عادوا من الطريق الخطأ الذي سلكوه، وتوقفوا وعادوا من طريقهم "الال وطني"

و"الال أخالقي" إلى جادة الصواب ، ونرى آخرون، مستمرين في طريقهم "الال وطني والال أخالقي" في صمت،

قراء وليعذرني ال -ويراهنون على ذكائهم ونفاذ بصيرتهم وعلى التزامهم العزيمة على أمل بلوغ مأربهم الخبيثة

اب، فهم أعرف من أن اذكرهم، أو أسمي أولئك من تسمية منظمات المجتمع والجماعات واألشخاص المعنيين بالخط

المدعون تحت عباءات الحرية تارة واإلصال ح تارة أخرى، أو المنضوية تحت أيدولوجيات وثقافات متحجرة

فمن الواضح األن لكل ذي عينين أن -وعقيمة عن توليد أفكار إبداعية وعلمية في سياق أخالق وطني متفق عليه

لألسف –تمع في سبيلها إلى االنتحار، وما بقى منها لم يعد في أمان، وأنها ال تزال قائمة ألنها تلك العصابة من المج

لم تتعرض للضغط المجتمعي والحكومي المدمر لها، وألنها بنيت وقامت على شفا جرف هار، فمن المؤكد –

سيجرفها المصريين من جديد.

، ال تكشف عن آثارها الكاملة إال إذا استندت في بقائها ونمائها على فاألعمال المبتكرة واإلنجازات المادية المتحققة

استعداد نفسي مجتمعي يكون أخالقيا حقا، ذلك أن اإلنسان المصري المعاصر البد له أن يعرف أنه لن تكون له

ه العام جقيمة حقيقية بوصفة شخصية إنسانية، إال من خالل كفاحه ونضاله الوطني الذي يتسق ويتناغم مع التو

للمجتمع الحاضن لنشاطه وألفكاره، ليكون ذا خلق وخالل وسمات حسنة ومقبولة من المجتمع، وعليه أن يعرف

أنه ينبغي أن تنبت أفكاره وتتبلور سلوكياته وحتى مطالباته تحت تأثير المعتقدات والمعايير الثقافية واألخالقية

مح لألفراد المجتمع أن تنمو وتتطور بطريقه مثالية، وهذه النظرة والوطنية المصرية األصيلة وحدها، على نحو يس

األخالقية لمعالجة مشاكلنا المادية والروحية جعلتني أقول وبدون تردد، أنه لن تفلح الجهود المبذولة في إعادة بناء

طحية ن "الفكرة السالدولة المصرية المتحضرة المنشودة، على أساس ثابت وطيد، إال إذا تخلصنا جميعا ونهائيا م

والمشوهة" عن مفهوم الدولة الحديثة والثقافة والحضارة، سواء كان ذلك عن جهل من قبل البعض أوعن تعمد

منهم، هذه الفكرة التي يتشبث بها البعض لألسف، وتملك عليهم نفسهم في سياق الفكر التقليدي، والحضارة المادية

الصناعية التي أوشكت على الزوال.

ة، ارحموا المصريين، فالمستقبل أفق واسع، وكل من األفراد والجماعات والدول، يحاول ثقب أستاره، يا ساد

واكتشاف مالمحه، وبمكن تصنيف الواضع اإلجتماعي إلى فئات، على النحو التالي:

فمن المصريين من ارتا ح إلى الحاضر ويخشى أن يتحول من االقبال على المستقبل إلى اإلدبار منه. -

ومنهم من يشكون الحاضر ذاته، ويتطلع إلى الخالص من آالمه بالتمرد عليه أو بالهروب منه. -

وللناس طرق شتى في توقع المستقبل، وذلك على النحو التالي:

فمنهم من يتوقع أحداثه من خالل الكهانة والتنجيم والسحر، مثلما خرج علينا أناس ما أنزل اهلل بهم من سلطان -

نا من هو "صاحب مصر وخادمها"، ومن معه "تابوت نبي اهلل موسى"، ويعرف مكان "هيكل نبي اهلل ليقولوا ل

سليمان".

ومنهم من يتوقع المستقبل من خالل أحالم اليقظة أو أحالم المنام. -

ومنهم يتوقعها عبر الحدس واإللهام. -

في استسالم وإحجام في حالة تعبر عن إحباط وهناك مصريين كثر يتركون األمور تجري دون توقع وال حسبان، -

مجتمعي.

وآخرون يوطنون في أنفسنا على تقبل الفواجع واألحداث على اعتبار أنها طبيعة المرحلة، وهم بذلك يفرقون -

المجتمع ويهدمون سعادته، وكأنه ليس للناس مفر من ذلك، وليس في اإلمكان دفع تلك األحداث أو منعها، وهم بذلك

ن لثقافة االستسالم للكوارث والباليا.يرسخو

األمر الذي يجسد نزعة سكونيه أمام حركة الحياة، في تجاهل وتجهيل متعمد لمقومات التنظيم والتخطيط وإدارة

المرحلة بشكل علمي، وهذا االستالب الفكري والثقافي واألخالقي والعلمي من أعظم ما ابتلينا به نحن المصريين،

قال لكاتب أو تسمع حوار أو موعظة من واعظ وال رواية ممن يطالعوننا كل يوم، إال وتجده يعلق وال تكاد تقرأ م

أخطاءه على القدر، أو الزمن أو األخرين أو الظروف، وكأن دوره ودورنا أن ننتظر الفواجع والكوارث واألزمات

فهم طبيعة الحياة، وإدراك سنن اهلل ، وأن نتأقلم معها .. هل هذا منطق يا سادة !!؟؟ وأضحى ذلك عجز تام عن

االجتماعية في العمل والسعي الدائم، التي دعانا اهلل سبحانه وتعالى إليها، وإلى تطويع ما يتطوع من سبل الحياة،

ومغالبة ما يمكن مغالبته، وانتهاب واقتناص فرصها، بالعلم والتخطيط والتنظيم وكافة العمليات اإلدارية، فأساس

صالح الناجح، وهو أن تفعل ما يجب أن يفعل، وفي الوقت الذي يجب أن يفعل فيه، والطريقة واألدوات العمل ال

التي ينبغي أن يفعل بها، وباألشخاص األكفاء والجديرين به، فقال "وقل اعملوا فسيرى اهلل عملكم"، فأي عمل

سنقابل به اهلل عندما يسالنا عن كنانته.. عن "مصــــر".

م االقتصادي والنكوص المجتمعي..!التقد

بقلم / يحيى الزنط .. باحث في العلوم األمنية واإلدارية.م ؛ على الرابط :11/7/2015 تم النشر بتاريخ

1. http://time-egypt.com/Article/Item/45165

2. https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/909834175754829:0

ثمة عالقة ارتباط بين التطور االقتصادي وعدم االستقرار االجتماعي، إذا ما تم نموا اقتصاديا ولم يصاحبه تطورا

ونموا اجتماعيا وثقافيا مواز له إن لم يكن سابقا عليه، ويأتي هذا المقال في سياق" افتتا ح مشروعات اقتصادية

شاء اهلل، ليدق جرس إنذار، بحتمية إحداث نموا اجتماعيا وثقافيا للمجتمع عمالقة في مصر خالل الفترة المقبلة"، إن

المصري في هذه الفترة، وأن يأخذ علماء العلوم االجتماعية والسياسية واإلنسانية والنفسية بمعول المشاركة في

صرية الحديثة الحضارة المالبناء االجتماعي المصري واستشراف المستقبل بالتوازي مع بالبناء االقتصادي القائم، ف

المزمع إقامتها ونتطلع إليها جميعا، ال تقوم على العوامل المادية فقط، وإنما تقوم على العوامل األخالقية والثقافية

والروحية والعلمية بالتوازي مع األخيرة.

ال أو ال أو متغافال وجاهلذا يقوم هذه المقال بعرض بعض األثار السلبية الناتجة عن تحقيق نموا اقتصاديا غاف

متجاهال لألبعاد االجتماعية والثقافية والسياسية للمجتمع، والتي قد تؤدي إلى مخاطر جمة، فـ"التطور االقتصادي"،

قد يزيد من معدالت عدم االستقرار االجتماعي، ومن ثم ينتج عنه اضطرابات وقالقل يجب أخذها في االعتبار،

االقتصادي"، يزيد قدرة المجتمع على تحقيق طموحه، وينبغي بالتالي أن يحد من فمن المفترض أن "التطور

اإلحباط االجتماعي وعدم االستقرار السياسي الناتج عنه، ومن المفترض أيضا، أن النمو االقتصادي السريع يخلق

وعة، وهو بذلك يحولفرصا جديدة لالستثمار والتوظيف ويحد من معدالت البطالة، وغيرها من المطالبات المشر

الطموحات والمواهب إلى اإلهتمام واالنهماك في جمع المال، بدال من انهماكا محتمال في إعداد الثورات

واالعتصامات والمظاهرات وغيرها، من مظاهر الحراك االجتماعي، لكن من الممكن مناقشة األمر بأسلوب

ة بالغة التأثير في انعدام االستقرار اإلجتماعي ، وإن معاكس، والقول بأن التطور االقتصادي نفسه هو عملي

التغييرات نفسها الضرورية لتحقيق الطموحات االجتماعية المشروعة، تنزع في الواقع إلى ارتفاع سقف هذه

المطالب والمطامح وتفاقمها، دون وعيا وثقافة موازية، لذا قيل أن النمو االقتصادي السريع دون حدوث نمو

ثقافي موازي ، يؤدي إلى ما يلي:اجتماعي و

،يمزق الطبقات االجتماعية التقليدية التي ينهض عليها البناء االجتماعي والثقافي للمجتمع )العائلة، القبيلة

الطبقة االجتماعية، المؤسسات االجتماعية، الوظائف والمهن،.. إلخ(، وهو بالتالي يزيد من عدد األفراد الذين

اعية، ويندفعون في هذه الحالة إلى االحتجاج الثوري، كما حدث من قبل بعض رجال تنخفض منزلتهم االجتم

األعمال في مصر، وما أطلق عليهم إعالميا "فلول"، أو قيام بعض الوظائف والمهن باإلهمال في وظائفها، إو

لة، فقدوا ا لسنوات طويإشاعة القيم الثقافية السلبية، مثل بعض رجال اإلعالم والصحافة الذين تربعوا على عرشه

منزلتهم وسطوتهم ونفوذهم.

ينتج النمو االقتصادي دون نمو اجتماعي وثقافي موازي أثرياء محدثي النعمة، وهؤالء ال يتكيفون مع

النظام السياسي واالجتماعي الموجود، ألنهم ال يملكون الوعي الثقافي والمسؤولية اإلجتماعية المطلوبة في هذه

ثم يرفضون الخضوع له، ويطالبون بنفوذ سياسي ومكانة اجتماعية يتناسبان وموقعهم االقتصادي المرحلة، ومن

الجديد، وهي الطبقات التي يطلق عليها "نوفو ريش".

يزيد النمو االقتصادي دون النمو االجتماعي والثقافي التحرك الجغرافي الذي يقوض الروابط االجتماعية

على الهجرة السريعة من المناطق الريفية إلى المدن، مما يسبب االنعزال -خاص على نحو -ويفسخها، ويشجع

والتطرف السياسي، نتيجة عدم قدرتهم على التكيف مع المجتمعات التي انتقلوا إليها، ومتطلبات العيش فيها.

لهوة عمق ايزيد عدد األفراد ذوي المستوى المعيشي المرتفع والمتوسط األخذ في التدني، األمر الذي ي

والفجوة بين األغنياء والفقراء، ومن ثم ترتفع معدالت الصراع الطبيقي نتيجة تفشي مظاهر الحقد والحسد من قبل

الطبقات الدنيا، وارتفاع نبرات االستعالء من الطبقات العليا.

دى ل يتطلب النمو افقتصادي ترشيدا في اإلستهالك، وفرض حظر عام على أنماط وثقافة االستهالك

المواطنين، من أجل دفع عمليات التوظيف، وهو بذلك يثير إستياء شعبيا.

تزايد معدالت محو األمية، وارتفاع مستوى التعليم ونشر وسائل اإلعالم، األمر الذي يدفع بالطمو ح إلى

مستويات يصعب تحقيقها.

جتماعية والعرقية واأليدلوجية يزيد النمو االقتصادي دون وعي مجتمعي مواز إلى زيادة حدة النزعات اال

حول توظيف موارد الدولة وتوزيع خدماتها وأنماط االستهالك، والمطالبة بمستوى جودة في األداء المؤسسي

للحكومة غير متوافر، نتيجة أزمة التعليم والتدريب واإلدارة العامة المسيرة ألجهزة ومؤسسات الدولة بشكل عام،

بين األداء الحالي واألداء المتوقع منها، ومن ثم تفقد مؤسسات الدولة ثقة المواطنين هو األمر الذي يخلق فجودة

فيها وأدائها، كنتيجة للفجوة بين األقوال والتصريحات الرسمية، واألداء الفعلي والواقعي الذي يلمسه المواطن في

تعامالته اليومية معها.

،ويضاعف بالتالي قوة المطالب التي تفرضها منظمات يعزز القدرات على التنظيميات اإلجتماعية المدنية

المجتمع المدني والنقابات على الحكومة، والتي تجد نفسها عاجزة عن تحقيقها، إلى درجة أن هذه العالقة تثبت بأن

النمو االقتصادي يعزز الرفاهية المادية بسرعة معينة، لكنه يعزز اإلحباط االجتماعي ايضا بذات السرعة.

قدم عالم االجتماع السياسي " دو توكفيل"، شرحا نموذجيا الرتباط التطور االقتصادي السريع على وجه ولقد

الخصوص بعدم االستقرار االجتماعي والسياسي من خالل دراسته للثورة الفرنسية، وقال "أن الثورة الفرنسية

ا ا االزدهار األخذ بالتزايد لم يكن مطمئنسبقت بتقديم سريع لم يسبق له مثيل في ازدهار الدولة الفرنسية، وهذ

للشعب الفرنسي، بل أشاع في كل مكان مشاعر القلق، وأن معدالت االستياء الشعبي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها

في المناطق األكثر تطورا على وجه التحديد"، كما إن ظروفا مماثلة من الرخاء االقتصادي سبقت حركات

دت إلى االضطرابات واالستياء في إنجلترا في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن اإلصال ح االجتماعي وأ

التاسع عشر.

والشك ان أسباب وجود هذه العالقة بين النمو االقتصادي السريع، وعدم االستقرار االجتماعي ، هي وإلى حد ما،

ل غياب متغيرين كامنين ومؤثرين: األول: يتمث أكثر تعقيدا مما تبدو ظاهريا، فالعالقة ناتجة وإلى حد كبير، من

في عدم القدرة على إقتناص فرص التحرك االجتماعي واالقتصادي، من خالل مؤسسات حكومية قابلة للتكيف،

مع واقعها االجتماعي الجديد، والذي يعتمد بدرجة كبيرة على طبيعة البينة االقتصادية واالجتماعية التقليدية

كن التغلب عليه من خالل تنمية اجتماعية وثقافية موازية مع النمو االقتصادي، من خالل تحديث السائدة، ومن المم

عمليات التعليم والتنشئة االجتماعية، ووسائل اإلعالم ، ونشر ثقافة التنمية الشاملة والمستدامة في كافة قطاعات

فية وحتى الحضرية منها، ورأسيا من حيث جودة ومؤسسات الدولة، جغرافيا ونوعيا ، وأفقيا بدء من المناطق الري

مخرجاتها وخدماتها المقدمة للمواطنين.

دولة، 26األمر الثاني: وينشأ من غياب الفرص المحركة لمؤسسات الدولة وتنميتها، حيث تناولت دراسة تحليلية لـ

تدني معدالت شعور قادة مؤسسات تلك الدول، الحاجة إلى التأهيل والحاجة إلى االكتفاء بما هو موجود من الكفاءات

في تفاقم مشاكلها وزيادة معدالت استياء المجتمع من أدائها، وعدم المسيرة لعملياتها اإلنتاجية، والتي كانت سببا

الرغبة لدي قادتها إلجراء تغيرات إدارية وتنظيمية لمؤسساتها، فكانت النتيجة ارتفاع معدالت اإلحباط المجتمعي

ب هر التسيمن أدائها، وفقدان الثقة المتبادلة بين المجتمع ومؤسسات الدولة، نتيجة عدم المساواة وتفشي مظا

واإلهمال الالمباالة، األمر الذي أدي إلى عدم االستقرار السياسي واالجتماعي بها، ويمكن التغلب على هذا األمر،

بإعادة النظر في الفلسفة التي قامت من اجلها تلك المؤسسات، ووظيفتها داخل المجتمع، وإعادة صياغة سياستها

فق مع تطلعات الواقع االجتماعي المعاصر، وأهداف وطموحات المواطنين، العامة أهدافها واستراتيجياتها، بما يتوا

وخلق مصالح مشتركة يلتف حولها المجتمع بأنساقه السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية، وأطيافه وفئاته

يرا ونموا إحداث تطوالمختلفة، وعليه، فمن الخطأ الفاد ح السعي لتحقيق نموا إقتصاديا ، دون أسبقية السعي إلى

ثقافيا وإجتماعيا للمجتمع المصري، أو موازيا له على أقل تقدير، وهذه مهمة علماء وباحثين مصريين وطنيين،

وليست مهمة إعالم جاهل، أو إعالميين وصحفيين أصحاب أجندات غير وطنية، وفي األخير .. تحيا مصــــرنا

البواسل. تناوشرطاركة إال الدعاء لمصر وللمصريين ولرئيسنا ولرجال جيشنا الحبيبة، وال نملك في هذه األيام المب

الجهل الجديد... !!

بقلم / يحيى الزنط .. باحث في العلوم األمنية واإلدارية.

م ؛ على الرابط :4/7/2015تم النشر بتاريخ

1. http://elkhabarnow.com/News-55626688.html

2. https://www.facebook.com/yehia.elzont/posts/906331496105097:0

سان ليحرر عقله، ويتمثل عندما ثمة شكالن لـ"الجهل"، يمكن وصفهما بـ"الجديدين"، األول: يفتح الطريق لإلن

يدرك اإلنسان أنه بالفعل يجهل أمر معين، فيشهر عالمات االستفهام لمواجهته، فتثار بداخله نوازع االكتشاف

والميل نحو المعرفة ، واإلنعتاق منه، فيمضي في سبيل تحرير عقله من حالة الجهل التي انتابته، ويسعى إلزالة

النوع محرك لمقدمات المعرفة؛ أما النوع الثاني، فهو الجهل القاتل، ويسقط صاحبه في أسباب الجهل لدية، فهذا

"وهم المعرفة"، ويصور لصاحبه بأنه يعرف ويفهم علل األسباب التي أدت لنتائج وأحداث معينة، في حين أنه ال

زدوج"، وقد شهر بهذا النوع " يعرف وال يفهم، أنه ينتمي لهذا األخير وإلى ما أسماه "افالطون" بـ" الجهل الم

سقراط"، وحاربه بقوة، على غرار هذه األمراض القديمة المعدية والمعالجات الخطأ لها، األمر الذي أوصل الجراثيم

إلى التكيف معها ومقاومة العالجات الخطأ لها، لذا ظهرت تلك األمراض مرة أخرى في مراحل زمنية الحقة على

المرة كانت أكثر شراسة وأكثر مقاومة.اكتشافها، ولكنها هذه

ولعل الجهل الجديد، هو األشد خطورة واألكثر استيطانا من بين ،أنواع الجهل، وكلما كانت المواضيع المثارة أكثر

أهمية، كلما كان الجهل أكثر ظهورا ووضوحا ، بل وغالبا ما يأتي بصورة مخجلة لصاحبه، ذلك أن اإلنسان الذي

ا النوع من الجهل، فضال عن كونه "ال يجهل األشياء واألحداث المهمة فقط"، وإنما " يظن أنه يعرفها يتمتع بهذ

جيدا وعلى دراية بأبعادها وأدق تفاصيلها"، وفي هذا يذكر "سقراط" بان هذا الشخص "يتعايش" مع هذه الحالة

ما مع أسوء أنواع الجهل، فقولك بحد ذاته وويصدقها ويسوقها لألخرين، فيقول " أنك يا صديقي المسكين، تتعايش

تحاول الحديث عنه وتكتبه، يعبر ويجسد بل ويتهمك أنت ذاتك بالجهل"، وهكذا ألقينا جميعا بأنفسنا في معترك

نية م"السياسة" قبل أن نكون قد ثقفنا أنفسنا بها، ولم يبتعد الحال كثيرا عندما تناولنا أحداثنا االجتماعية واإلنسانية واأل

التي تمر بها مصر ومنطقتنا العربية بل والمسر ح العالمي، وتطوعنا في تقديم تحليالتنا ورؤانا حول ما يجب أن

يفعله الرئيس/ السيسي، والحكومة، وما ال يجب أن يفعله دون علم وثقافة بالموضوعات المطروحة، وذلك هو سبب

ويعود ذلك ألننا –لنظر المتواضعة لكاتب هذه السطور من وجهة ا–كل األخطاء التي يتعرض لها فكرنا جميعا

سجنا انفسنا ومنذ مدة طويلة في مغارة الجهل، وأصبحنا فيها خبراء في ظلها، ومسرورين بذلك، ألننا لألسف ال

نعرف شيئا أخر، ولم نواكب التطور اإلنساني الذي وصلت إليه الحضارة اإلنسانية والمجتمعات األخرى، فاألنظمة

سياسية ماهي إال ثياب ترتديه المجتمعات وتتغير وتتبدل تلك الثياب، من زمن ألخر، ولكنها ال تغير المجتمع أو ال

اإلنسان، وهذه حقيقة غائبة عن الكثير مننا.

والجديد في أمر الجهل، هو األشكال المستحدثة الرهيبة للغاية التي يرتديها الجهل الجديد، مثل ضعف تشخيص

جتمع واإلنسان المصري في حد ذاته، فقد انصب اهتمامنا على بناء النسق االقتصادي والسياسي للدولة إشكالية الم

م، ولم نعر االهتمام الكافي بالنسق االجتماعية والثقافي لإلنسان المصري، األمر الذي قد 2013يونية 30بعد ثورة

ث ء القيم المادية، على حساب القيم الثقافية واإلريصل بنا إلى "التدمير الذاتي" للمجتمع واإلنسان، كنتيجة إلعال

الحضاري للمجتمع ولإلنسان المصري، ومن ثم، ونتيجة لهذا الغياب أو التغييب لدور الثقافة والعلم، يظهر العنف

المحتم.

دث حوكاتب السطور عندما يلفت االنتباه ألهمية الثقافة والعلم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر، ال يست

" مقابل فكرة "حتمية العنف"، Logosأمرا جديدا، فقد برهن اإلغريق على ذلك، وأطلقوا عليه "العقل األول

فعندما يغيب األول، يظهر الثاني، ولقد عززت هذه الفكرة التجربة الحالية، فعندما تغيب العقالنية والرشد والثقافة،

بالحياة، وتنتشر ثقافة الموت، والتعصب لألفكار واآلراء السطحية، ينمو العنف، ويعم الملل واإلحباط والالمباالة

والتفسيرات المضللة، التي تطالعنا بها وسائل اإلعالم واالتصال والتواصل االجتماعية التي يتسم بها عالمنا

قييم تخضع للتالمعاصر، دون االستناد إلى قيم ثقافية ومعايير محددة، أو االعتماد على منهجية علمية أصيلة،

والتقويم.

األمر الذي يؤسس لثقافة الموت والجهل بالكرامة اإلنسانية، ما دمنا ال نعي أهمية ما جاء به "تشارلز ديكنز" عام

. عندما ذكر" أننا نسمع كثرا كالما عن دعوى التعويض ضد Preface to the first cheapم، في رائعته 1948

أعضاء مرضاه بدال من شفائه، ولكن ماذا يقال في مئات آالف العقول التي الطبيب غير الكفء الذي شوه أحد

شوهتها إلى األبد الحماقات الحقيرة التي ادعت تكوينها"، وال شك أن الحماقة والحقارة المجرمة تتعمم اليوم وتخترق

بها سسات إفسادها، إال جهل نخكل مكان، والعقبة الرئيسية أمام " إصالحات الثقافة"، التي لم تتوقف عن إعالنها مؤ

الجديد الذي يؤثر في ثقافتنا ومحيطنا، فلم يرى أي عصر إنساني سابق، معارف عديدة إلى حد كبير ومتنوع مثل

عصرنا، ولم ينجح أي عصر في تقديم معرفة لإلنسان مثل عصرنا، ولم ينجح أي عصر في جعل هذه المعرفة

ل في عصرنا، إال أن سمتها المشترك عندنا هو تدمير الثقافة واإلنسان سهلة المنال بهذه السرعة كما هو الحا

المصري التي علم وتعلم منه العالم، وأعتقد أن مرور سريع على ما يقدمه إعالمنا الرمضاني ومسلسالته وبرامجه

م والتقدم ة بالعلووحتى إعالناته لخير دليل على ذلك، لذا يجب أن تنشط العوامل الداعمة للثقافة واألخذ واالستفاد

العلمي المذهل الذي يتمتع به عالمنا المعاصر، إذا ما أردنا أن نجسد شعار "تحيا مصر" على أرض الواقع، وإنشاء

اهلل "تحيا مصر" رغم أنف كل جاهل.