1

بابل مفتاح العالم

رواية

نائل الطوخي

ة، مع قراءتي ة المراجع دء في مرحل ة والب ائي من الكتاب د انته ة، بع تزامن اختياري لعنوان الرواي

راد بيت ) بابل(أخبار متناثرة عن فيلم بعنوان ة ب دروجونزاليس وبطول ال . للمخرج المكسيكي إليخانشهرة والجوائز، أصبح يهم، هكذا قلت، لن ينتبه أحد، غير أن الفيلم بدأ يحصد المزيد والمزيد من ال

ل من سها في آ وان، هي نف يس فقط العن ة، ول أآثر شهرة من أال يتم التعليق، خاصة والتيمة البابليد . آمن االختالف في آيفية اللعب عليها . الرواية والعمل ا والمخرج، ق ا، أن د أن آلين ذا، أعتق رغم ه ب

ق العنوانين، آان المخرج وفيلمه أآثر شهرة من أن أتهمهما بكونهما سطيا على خرج فائزا من تساب ودي ليالحقني ه، . عنوان عملي، وآنت أنا أقل شهرة من ان يعرف بوجودي المخرج الهولي ذا آل له

. ولروعة القصة التوراتية المشار إليها، قررت في النهاية أني غير مستعد لتغيير عنوان الرواية)1(

زول أسبابه آل حي ل، يتقطع ولكن ال ت م واحد طوي ود . اتي عبارة عن حل ن يع ه ل يغيب حتى أظن أنا . أسير في ممر . فأجده على حين غرة يستعمر نومي لليال متوالية أنا عائد إلى مدرستي التي ترآته

ة سيه الحري كندرية، لي ال باإلس ون . طف ى أن يك ك عل ا يوش ذ م رآتهم من ذين ت ي ال اء زمالئ د لق أريار . عشرين عاما م زمالئي . بالمدرسة أجد مجموعة من الرجال الكب يهم . ه ان ف ز من آ أحاول تميي

ل ة المالمح خالل سنوات نضوجهم الطوي روا بمحرق د أن م . مراد ومن آان محمود ومن سليمان بعة . أفاجأ بمدرستهم ا قصة حب . شابة جميل وبيني وبينه ا . تنم اذبيتي وإنم سبب ج القصة تنموليس ب

سرعة . أنا الوحيد من آنت في نفس سنها . بب سني بس ي أتلفت ب ذا الخاطر في عقل دوى ه دما ي عنضا م في نفس سني أي وا، . ألرنوإلى زمالئي السابقين، هؤالء الذين يفترض أنه اال ال زال أجدهم أطف

د ا بع د نفسي لتمييزه ي أن أجه ان عل هم في سنهم الذي ترآتهم فيه، ولكن مالمحهم تغيرت بحيث آمثل طفل يولد بوجه مجعد أوبصلعة مرسومة . آانوا أطفاال آهوال . لم يكونوا أطفاال آاملين . هذا السن

ا لغرض شرير ون حولي، آأنم انوا يتحلق أصحو في . أوبكرش وطيات في جسده ووجهه ورقبته، آ . الغالب عند هذه النقطة

ا عندما أذهب في زيارة إلى اإلسكندرية ال أستطيع منع نفسي من ال ز أي شارع ألمي تلفت حولي في الورنيش . من زمالئي السابقين ى الك اوي، وعل . يستغرق هذا الفعل آل مجهودي، في الترام، على القه

ة . آان يشبهني تماما . ما يعنيني بالتحديد هومراد، زميلي السابق سها تجد مشقة للوهل آانت أمي نفه آنت راغبا في معر . األولى في تمييز أي منا عن اآلخر ا مرت ب د مرت بم فة ما إذا آانت مالمحه ق

.مالمحي في العشرين عاما الماضية، ما إذا آان الزال يشبهنيا . سنة أولى حضانة . عرفت مراد منذ عامي الرابع شكل واضح . آان طفال عادي ي ب دها . ال يقرب ل بع

ا آان آل من آان ي . وصل األمر إلى ذروته عندها . بثالث سنوات صار يشبهني تماما رانا يسألنا إن آن. عند نقطة معينة تالقت . وأنا آذلك . دائرة مالمحه آانت تدور . بعدها بعامين لم يعد أحد يسأل . أخوين

ه . آالنا شعرنا مجعد . آالنا أسمر ولكن في النقطة التي . وهذه حقيقة ستالزم آال منا على طول حياتر حصينة . ثرتالقت فيها دائرتا مالمحنا آانت نقاط التالقي أآثر وأآ ا غي م تكن . غير أنها آانت نقاط ل

بابل مفتاح العالم: نائل الطوخي

2

صنيع المالمح، . مالمح ثابتة مثل لون البشرة والشعر آانت ظالال تمتد إلينا من عالم آخر، حيث يتم تى وجه لتلتصق عرضا بوجوهنا، التصق ملمح واحد بوجهي وبوجهه، ال أعرف اآلن إن آان رحل إل

.آخر، أم أنه ظل مالزما لوجه زميليا هو . يشبهني إلى درجة التطابق . في رآن من المدرسة ألتقي بمراد . الحلم أآمل ال أعرفني أو ال . أنسر مالمحك وحدها . هكذا إذن يا مراد . يخفي من حولنا ضحكهم من تشابهنا . أعرفه م ت ذا . هكذا ل هك

ا من األخرى . ظلت مالمحنا مقيدة في بعضها ا . لم تفلت واحدة منهم م أحيان غيب عني ي. ينقطع الحلي . أياما طويلة ه ل ل . أقطع األمل في معاودت دها بقلي ود من حيث توقف، أوبع م يع م . ث ويترآني أرمأويكرر ما سبق وقيل، أويطرح، في أحيان نادرة، صيغة مختلفة وأحيانا مناقضة لما سبق . الفراغات .غير أن هذا لم يكن آثيرا لحسن الحظ. أن حلم به

* * *

وتر مضيت أآتب حلمي عل از الكمبي ات . ى جه ى اليومي شكل قصصي أقرب إل صته من . صغته ب خله ة . قتامته واحتفظت بتفاصيله وحميميت ي إمكاني د ل م تع ا سكندريا ل ي عالم د استعاد ل م ق ان الحل آ

وتر وشاشة األحالم انين، شاشة الكمبي الم في . الستحضاره إال في هذين المك ذا الع ى ه حافظت علي في أسفله في . النص الذي آتبته ع التي . النهاية، وقعت عليه وآتبت إيميل ى أحد المواق أرسلته إل

شكل خاص، وصلتني . أنشر بها بشكل منتظم ع ب تم نشر النص في األيام التالية، آان بارزا في الموقه رة علي ونني . ردود آثي م يعرف رون أنه ال آخ راد، وق م م ه باس ع إيميل د وق ضهم وق ي بع ل ل أرسا . أرسلت لي إيميالت مجهولة المصدر محملة بروابط لمواقع تفسير أحالم ويعرفون مراد، و ولكن م

ي . لفت نظري بشكل خاص هو امرأة أرسلت لي قائلة أنها تحتاج ألن تحكي معي آثيرا وأنها تحتاج لصي و شكل شخ يم"ب ـ ". حم التها ب ت رس دينتك "وقع ة م م "ابن ه اس مية"، وتحت رقم " س ق ب مرف

ا يكفي . دأ بالكود صفر ثالثة تليفونها الذي آان يب رة بم ا آانت مثي رة، لكنه لم تكن آلمات اإليميل آثيدة ة . ألن اعاود قراءتها على طول اليوم مرات عدي د عالق رأة بع ال ام دا، ب رة وحي ذه الفت آنت في ه

ة ة البديع ذه الكلم م أسمع ه عاصفة انتهت منذ عام ونصف، إضافة إلى أنني، ومنذ سنوات طويلة، لل ". أحتاج إليك " امرأة من فم د وقت طوي رقم إال بع ي . رغم آل هذا فلم امتلك شجاعة إدارة ال رد عل

يظ، سألته عن األستاذة سمية ي هي . صوت رجل غل ان . اختفى وردت عل ا هي فك ا، أم آنت مرتبكديهي ابع قصصي . حديثها بسيطا وآأنها آانت تتوقع هذه المكالمة بشكل ب ابعني وتت ا تت ي أنه قالت ل

ا في . لى اإلنترنت وإن لم تشرفها الظروف بقراءة آتاب آامل لي ع دة طرحته اط عدي شتني في نق ناقآنت أتحدث عن النص وعن حلمي وآانت . دقائق وانساب الحوار بيننا بسهولة . نصوصي ومقاالتي . هي منصتة تماما

ا سمية " سينما ي ر ال رة بحماس . (األحالم غي ذه الفك ى ه وافقني عل سينما، في أفضل نحن في ال ) تاطفون وال، متع ي . األح نحن ه الم ف ي األح ا ف ي اآلن . أم شاهدون ف ون والم ال والمخرج ن األبط نح

سه يء . نف ل ش ن آ ه . نح يقاه، مونتاج واته، موس م، أص اءة الحل ه إض ا في ي، بم ا أخت يء ي ل ش آواألهم، ام (وه اع الت دم االقتن ي ع ا يعن وتا أنفي صدر ص سرعة . ت ر ب ى موضوع آخ ل إل ا أنتق ، تجنب

دا ) لمشادة منطقية في مكالمة أريد لها أن تكون فاتحة لعالقة لطيفة ا سمية، أنني أسير عائ حلمت يراد . هي بالضبط . الترام. الجامعة. الشاطبي. مدرسة ليسيه الحرية . إلى مدرستي باإلسكندرية رأيت م

الحلم آان عبارة عن . الحلمظل آل منا يحدق في اآلخر لمدة ثالثة أرباع . تخيلي. ظل يشبهني . أمامي ". تحديقة متبادلة بيني وبينه

ذات خرجت عن صمتها . آانت هي قد التزمت الصمت فورما بدأت أنا في الكالم ذه النقطة بال . عند هسؤال امي، وأضافت إن األمر : قالت لي إن آان ال ا أم من أم ا أن د أن أعرف إن آنت أن هل آنت أري

. د قد سأل نفسه هذا السؤالسيغدو منطقيا آذلك لوآان مرام " ذا فقط . نع يس ه ي . ول ذا العنصر البوليسي هو اآلت ه ه ا منح التحديق بيني وبين ا : م زم آالن الت

ة شطرنج، الحرآ الصمت تماما وهوينظر لآلخر، آأننا واقفين في منطقة ماقبل الحرآة األخيرة في اله بال ل، في ملك م يعرف من ما قبل الكش، وآل منا يهدد اآلخر في مقت ا ل دا من ارق أن أح د، الف تحدي

2007 وليو ي 7عدد الكلمة

3

دا . آذلك لم أخبرك عن المس . عليه الدور للعب، هو أم االخر ذة ج ا، ووقعت . بنت لذي وقعت في حبهه . هنا أصبح اللغز أصعب . في حبي ت في حب و . فأنا ال أدري على وجه الدقة من وقع راد؟ ول ا أم م أن

راد؟ إذا آنت حتى . طروحاآانت وقعت في حبي أنا، فسؤال وجودي سيظل م ع في حب م م تق لماذا له ز بيني وبين ا عجزت عن التميي ا؟ . أن يس أن راد ول ه هو م ان من أحبت ا إن آ سؤال مطروح يظل ال

"ولماذا لم تحب آلينا مختزلين في جسد واحد؟ا . ترد علي بان هذا احتمال شيق وال أنني أسمع صوتا يناديه ذر أسمعها تعت . أآاد أستكمل الحديث ل . أتطلع إلى سماعة التليفون ثم أعود مرة أخرى لقراءة اإليميل. مني مرتبكة قبل إغالق الخط

* * *

في : اآلن أتذآر مشهدا قديما للغاية. هذا ما أردت شرحه لها . آنت أنا ومراد أحيانا آثيرة جسدا واحدا سك، فلقد آانت آفتنا تميل في األيام التي نكون فيها، أنا ومراد، جالسين بجوار بعضنا على نفس الدي

الفصل، يكون الفصل محتشدا بنا، جسدين فاضا من جسد، أتذآر تعليقا قاله أحد المفتشين في زيارته صل ال : للف صل، وق ن الف سر م ب األي ي الجان ضنا، ف رب بع سين بق ا جال ا، آن ر إلين ن : "نظ ذا رآ هدو لم يكن بالجانب الذي نجلس فيه أسمر الوجه غيرن ". النوبيين ان يب ا آ ة، هن ا، آانت سمرتنا الفت

د، شعر المجع سمرة الوجه، بال سر ب ا األي الفصل آسفينة مال جانبها بسبب ثقلها، سفينة حمل جانبهبالنظارات التي لم تكن أيضا من نصيب أحد في الفصل غيري وغير مراد، أو شيء آخر، آان الفصل

ذي ن ى اللزوجة يبدو آبحر، بحر رائق الماء، فقط في الجانب ال اء البحر يتحول إل ان م ه آ جلس فيي أن أي مفتش . ويصعب العوم فيه ديم، قالت ل أشرح لسمية هذه الفكرة فتذآرني بال وعي بمشهد ق

ة، أو، تضيف دنا، يفحصنا بدق أ ببصره عن ا يتلك وان بينم أومدرس قد يدخل يقطع سائر الفصل في ثى صفحة البحر هذه الجملة استجابة لتشبيهي، قد تكون قدماه قد رة عل ة الزيت الكبي . غرزتا في بقع

.سمية امرأة مثقفة وذآية ال تترك لغيرها فرصة االنفراد بالجملة األخيرةو . هي تقيم في سان ستيفانو، فكرت أليام في زيارتها . نمت عالقتي بها عبر التليفون اذا ل سألتها وم

ى أول الطريق . التقينا فقالت لي شرفنا في اسكندرية ا عل الزراعي قلت أن أفضل شيء هو دعوته .لقضاء ليلة في القاهرة، وشغلت نفسي بمحاولة تخيل مالمحها

ل . على مقهى بالشاطبي جاءت ه من قب قالت . آان وجهها مألوفا بالنسبة لي، لم أذآر متى وأين رأيت . لي أنني أبدو آما تخيلتني تماما

ـ وآيف تخيلتينني؟ . ـ مثلما أنت عليه

ة . في عيني آثيرا، وضعت آفها فوق آفي تطلعت ا التليفوني ا لعالقتن : آررت جملتها التي آانت مفتتحه . آنت أنا من أحتاج إليها بوضوح ." أحتاج إليك " ى . أنا من أريد أن أسمع آل ما تقول ا إل آنت جائع

رأة د. ام ى الجنس بالتحدي يس إل رأة واالستماع لحكا. ل ى مجرد الجلوس مع ام ا إل اآنت جائع . ياته .ثم بدأت هي في الكالم. صمت قليال

ا . ما أريد أن أقوله لك هو أن بصمتنا هي آل شيء . نائل انتبه معي أرجوك " . أن وجودي مرهون بهان . معناه بصمتي متروآة آأثر على وجه من أمامي " أنا"أن ين يحب هل تعرف هذا؟ لنفترض أن اثن

ا . ثال يحب نوال مصطفى م . بعضهما البعض، أوعلى األقل هو يحبها و ظلت طول عمره ه يحب ل وأن. هذا مرعب طبعا ولكن دعنا نفترضه . ولنفترض أنهما أخوين . ينام معها . هو يعيش معها . مقترنة به

ره ه مع غي ثال . يكتشف مصطفى ذات يوم أن نوال تخون ر من أن . مع حسين م ذا أحق وأن حسين هه مصطفى ر في ي. يفك ل مصطفى؟ رد عل اذا يفع ت !" م اآن أخوذا بكالمه ا وم ي أن . مرتبك اب عن غ

ي . ظننتها تحكي وخالص. أتجاوب معها في الحوار همهمت . آنت أفكر في وجهها المألوف بالنسبة لشاليموه ج الليمون بال ل . بكلمات لم أفهمها وأخذت أداعب ثل دما يأست من أن تتلقى مني رد فع عن

ه المسج : "مفيدا أومفهوما واصلت الحديث ا سيطبع عالمت ى وجهه ى . هل فهمت . لة عل سيكتب علة بحل ." سيشوهها. سيسكب على وجهها ماء النار . وجهها آونها تخصه دافع من البهجة المفاجئ ب

دتني ا، وج ى وجهين رت عل شة م ح منع سمة ري ن ن دافع م ل، أوب ذ قلي ي من ه عل ذي طرحت ز ال اللغ

بابل مفتاح العالم: نائل الطوخي

4

ى الحب هو . يه حقيقي قلت لها أنه ال حب حقيقي بدون تشو . متحمسا للمشارآة في الحديث وأن معن . أن تشوه من تحب

م . واجهتني أشياء آتلك آثيرا ) ثم بصوت آئيب . (بالضبط" ك ال تفه أعرف أنك ال تفهم ما أقوله، أوأنصباح . دعني أقول لك أنك جئت لي آنجدة . ما عالقته بأي شيء رأه في ال نص عن . نص غامض أق

ة آنت أعيش . تخيل يا حبيبي. أعرفه جيدارعب . حلم تافه ولكن يلوح من وراءه رعب ما أليام طويلا . يا أخي آنت هتجنن . شخص يرمي ماء نار على وجهي . على حلم واحد أصرخ وأمسك وجهي وأن

د االستيقاظ . أحلم ة بع ذا . ال أستطيع غسل وجهي لساعات طويل ل ه اء . تخي الخوف . الخوف من المم لش) تتحسس أنفها وعينيها . (من أن يدمر مالمحي وال ل هور طويلة لم يحل الحلم عني، منذ رأيت ن

."بتفترسنا. األحالم بتاآل أعصابنا يا نائل. يفارقني الحلم* * *

دي . توافق . في حلمي أدعو المس للسينما في المساء ى البيت لكي أستحم وأرت ذهاب إل أستأذنها لل

ى مقاعد الجلوس . مالبس السهرة راد ج . قبل مغادرتي ألتفت إل ي نظرة ذات أرى م سا وهوينظر ل الا لوآانت النظرة . ال أفهم معنى النظرة . معنى فقط في الليل وعندما أرتدي أفضل مالبسي سأشعر آم

ة , بمالبسي التي ارتديتها آما بمالبسي التي خلعتها . قد التصقت بي ا التصقت بمالبسي القديم أو أنها . ات ستربكني مع المس في السينما هذه النظر . فلما خلعتها انتقلت بالوراثة إلى الجديدة سأشعر دوم

ة . بجسم غريب يقتحم جسدي ويكونني ن أتصرف بتلقائي سارها . ل ى ي سينما سأجلس إل . في داخل الدريجيا سأعرف . ال أجده . أفترض أن مراد جالس هناك . بين الحين واآلخر سأمد بصري إلى يمينها ت

ه سأآون في هذه اللحظة أنا مراد ومراد . الحقيقة سه في جسدي بنظرت . سيكون أنا، هو قد سرب نفن ينسب أي . عندما أمسك يدها آأنما بعفوية ستكون هذه ضربة حظ لصالح مراد من اآلن فصاعدا ل

ه ا إلي ي وإنم الي إل ن أفع م . م ن الحل ا م ي. أصحو مرتبك ف عرق ة . أجف ن ثالج را م اء آثي أشرب م .أسند رأسي على الترابيزة وأواصل الحلم. خأرتمي على آرسي المطب. شيئا فشيئا أرتوي. المطبخ

* * *

ر من . لم أعرف ما الذي أثارني فيها . أثارتني سمية ا أآب ا ألصابعي تحمل شيئا م آانت لمسات آفهد صار . الرغبة في تصديقي على حاجتها لشخص تحكي له قصتها ك الشخص، فق ا ذل وألنني آنت أن

رة . غالله حتى النهاية هذا مفتاحا سهال لكسب شخصيتها، قررت است وقررت أن دعوة على زجاجة بيك : "قلت لها في اليوم التالي على التليفون. في إيليت لن تكلف شيئا ر من ذل اج للحكي أآث ا .. نحت أن

" ما رأيك في بعض البيرة في إيليت؟: "ردت علي بسرعة." عن مراد وأنت عن ماء النارا . حدث ألبسها نقابا بعد ما : "قالت لي . في إيليت بكت بحرقة سها نقاب د . شوهها وألب صار هو الوحي

اييس . من يمكنه رؤيتها ا ." آان هذا مفزعا بكل المق ابتني بأنه اب فأج ة النق ا مرتدي سألتها هل رأتهوى . آانت هذه هي الزجاجة السادسة لسمية . آانت تراها يوميا وأن هذا آان بشعا دأت ترتجف ويتل ب

ذه وحشية : "قلت لها . لم تمض دقائق حتى انفجرت في بكاء عنيف . وجهها آالمقبل على البكاء ." هه . وحشية؟؟ سوري يا حبيبي: "آانت ثائرة. نظرت لي بعنف ا أصال أن خانت أنت . آانت وحشية منه

ا." ال تعرف أي شيء ت منه ا. اقترب ست بجانبه ى شعرها. جل ا عل سد له دتها . مضيت أم أة وج فجسانينا . نا في ثوان معدودة اشتعل. تقترب بشفتيها من شفتي ا يمارسان . حل جسدانا في ل ا من آان هم

ا . الجنس بداخل فم آل منا سية بينهم ة الجن ا وجهه في . في أقل من دقيقة انتهت العملي ل من أخفى آا " مازلت تبحث عن مراد؟ : "بعد قليل سألتني مبتسمة . الطاولة م : "قلت له احتني موجة ". نع واجت

.من االآتئابقع لقد فعلت سمية أآثر من تذآيري بالحلم الذي بفضله صرت أجلس بجوارها اآلن، لقد ألقت في الوا

صادقة شبه االستهانة ال ا ي راد م ا مازلت تبحث عن م ة قوله ضوءا عابثا على الحلم، آان في طريقا شيئا ه أن دما . منها بعمل لم تفهمه وبالكاد عرفت عن شيئا عن آنت أغرق في التأمل الحزين شيئا ف

اري ا سارحا وراء أفك سؤال وآنت أن رر ال سألني عن نتيجة جهدي وتك ا آانت ت ان . فوجئت بأنه آ

2007 وليو ي 7عدد الكلمة

5

ة صوتية سؤالها يأتيني من عالم آخر، من مستقبل لم أره لحظتها، وآان يشتبك مع أفكاري في خلفيل شيئا . سكت فترة طويلة . نظرت إليها . واحدة م أفع ا أنني ل ذا عمل . ثم قلت له د أن ه م أعتق جدي ل

ا سمية . يمكنني أن أمارسه وأن أراقب نتائجه د ي دة . اآلن مراد ناء وبعي أن مالمحي بعي ول ب آدت أقوأم . سألتها عن صاحبتها التي تنقبت . توقفت فجأة . عني آأن مهمتي انجرفت فجأة من البحث عن الت

ي دمتها ل د غابت ت . الضائع لمالمحي إلى متابعة الميلودراما التي ق ا، ألقت رأسها آانت سمية ق مامل من ا ولك ة له سيرة الذاتي ه ال ا في ل شيء، بم د أن تحكي آ ا تري دا آأنه ا وب ائط من خلفه ى الح عل

:شرعت في الحديث. تعرفهمة، آانت . شوف" أنا صعدت مرة وأنا طفلة فوق آرسي ألطول أطباق الكشك الموضوعة فوق الطاول

ل طبق م . أربعة أطباق، لحست بإصبعي لحسة من آ امال ل ا آ ة ألآلت طبق ة، لوآنت جائع أآن جائعول . وخلص األمر الطبق، أردت أن أق صح؟ لكنني أردت الرسم بيدي على آل طبق، أردت أن أتوحد بوا، . أنا هو الكشك ذا الحال قرف ى ه عندما عادت أمي وأبي وأخي من الخارج ورأوا أطباق الكشك عل

وني ة، فرحت بك ان لم يأآله أحد، ألقوه في الزبال دة التي آ ا الوحي ا، أن اق آله ل األطب أستطيع أن آآة م أآن جائع ذا يبهجني . بإمكاني أآلها، ولكنني رفضت آذلك، ليس ألنني قرفت، ولكن ألنني ل ظل ه

ضت أن دما رف ري، وعن د غي شك، وال أح اح الك دي مفت ان بي ن آ ا م دها، أن ة بع نوات طويل ة س طيلال م ة ب اق آامل ة أطب ه، صارت أربع ا أفتح ي يحبه رأة الت ه الم ى وج ي عل ل يرم ضبط آرج ى، بال عن

دا زجاجة ماء نار آاملة، يظل الوجه موصدا وغير محلول، آأنه لم يكن يوما، آأنه لم يكن موجودا أبي، في ". يا نائل دها ظلت تبك واح، بع شبه الن آانت سمية قد ثملت تماما، ألقت الكلمات األخيرة بما ي

يح ألصابعي . في، أحاطت ظهري بذراعها النهاية رآنت رأسها على آت وجدتها فرصة مناسبة لكي أتا يال تحت بلوزته سلل قل يئا. الت ب ش ت أطل ي عن إن آن سؤاله ل ادل ب ي الن ة . قطعن ورا هيئ اتخذت ف

ساب ب الح ي أطل ه أنن ت ل ور وقل ون الوق . الزبت، . سألتها ونحن خارجان من المطعم إلى الشارع عن إمكانية الجلوس بالبيت قليال سألني أي بي لم ت

ان أن تظل سكرانة . آان هذا جيدا بالنسبة لي . لم تملك الطاقة لتسأل ا في إمك م أآن واثق غير أنني لسيارة . ونحن نقطع الطريق إلى القاهرة د من . قدتها إلى حيث رآنت ال ك المزي سيارة آانت تمل في ال

. التي تنقبتالكالم لتقوله، ال عن الكشك هذه المرة، ولكن عن صاحبتها ام " نوال لم تكن تحس بشيء وهي تنام معه، مع مصطفى، في البداية آانت تحبه، ولهذا قررت أن تن

تخلص من دأت ت ذا ب د ه ي، ولكن بع دا يعن ا اخوات وآ ي، هم معه، آانت مكسوفة من هذا قليال، يعنا ا، يعني الترتيب آ م من متعته ا ث دء من خجله ضا، في الب د أن خجلها، ومن متعتها أي ذا، وبع ن هك

ان مع بعضها، تخلصت من متعتها جاء الفراغ، أحست بالفراغ يجمع بينها وبين مصطفى وهما نائمراغ هو ان الف ه، يعني آ ائم مع راغ ن ان يحس أن الف ضا آ ا، وهوأي ائم معه راغ ن آانت تحس أن الف

راغ، و والف م، هي وه ا معل ة جنس ي ا حفل ا، آأنه ث بينهم وي(الطرف الثال ضحك ط وة . الت ح بق تك ."نحن أشخاص محفورون في العدم. سيبك). بعدها

الجملة األخيرة تنطقها سمية بترآيز شديد وبينما ترسمها بإصبعها في الهواء، آأنها تحفر في العدم، ا تولت عليه ي اس ضحك الت زة ال د آري را بع دأ آثي ا، ته ال، آلماته رب . فع ة، تق وة جنوني و خط تخط

ا أنني أصابعها من البروز ما بي اد أصرخ فيه شراميط، أآ ن ساقي، تحك آفها به بقوة وهي تتنهد آالشباك . أبعد آفها عن قضيبي برفق . أسوق السيارة يا بنت اللبوة، فدعينا نصل بسالم تنزوي بجانب ال

ا . وتسألني عن مراد زل للقائه ل أن أن زرع . أحكي لها عن حلمي الذي حلمت به قب ي في راد ينظر إل مسنوات، . منه في جسدي بعضا ذه ال ة ه راد طيل ا بم المشكلة يا سمية أن شيئا مني ظل فعال مزروع

ا، ولكن ا أوعبط شيئا يدفعني للبحث عنه، عن مالمحه، التيقن أنها هي، أنها الزالت أنا، سميه جنون . ما أوقن به أنني لن أهدأ إال إذا وجدته

شباك ب ال ة بجان زال منزوي ا ت ت م رر . آان راد"مضت تك ر. م واء" ادم ي اله ا بأصابعها ف . وتكتبهود " راد محم ل . "وتكتب بأصابعها " م شبه نائ راد ي راد . "وتكتب " م شبه م ل ي ب، " ونائ وتظل تكت

ضحك ف عن ال صخب، وال تتوق ضحك ب ف . وت اقي بعن ى س بط عل ن . تخ ا، أرآ ا تمام ا هادئ ون أن أآم في أعصابي بقدر هائل. أنظر إليها. السيارة برفق في شارع جانبي قرب خط الترام . من القوة أتحك

بابل مفتاح العالم: نائل الطوخي

6

ر مصدقة . ال ترد " من أين عرفت اسم مراد الكامل؟ . سمية" ة وغي ر فاهم ي غي ر . تنظر ل وة أآب : بق "ماذا تعرفين عن مراد محمود المدني؟. سمية"

* * *

ا ا رهيب ا . آان حلم يلم رعب يمسك بروحك فيخترقه ابوس أشبه أو بف ة . بالك د ليل ام مع المس بع أنى ظهري . تخبط بقوة على آتفي . تصرخ في أن آفاني .السينما د عل ا أرق ول . بعد انتهاء الفعل بينن تق

راد . أنظر لها بقوة ." أحبك. مراد: "لي ة . أريد أن أشرح لها أني لست م ارا براق أرتب في ذهني أفككر أف. ليس أن صوتي يحتبس في حلقي . ال أستطيع النطق بكلمة واحدة . حول هذا الموضوع إلقناعها

ل راد بالفع راد . في أنني م وني م ة آ ا يخالف حقيق ة التصرف فيم يس من الحكم ه ل ر في أن في . أفكسكين دي ب مشهد آخر من الحلم، أنا في المطبخ أقطع البصل وهي تقف أمام حلة الشوربة، أجرح جل

الطويل اآلن يا مراد ستخرج من الجرح . المطبخ، ال أتوقف، أواصل تقطيع جلدي بدال من جلد البصل اي . اآلن تحل عني إلى األبد . في إصبعي ين خالي ك من ب ة أطرد نظرت وفي . اآلن يا مراد يا بن الزاني

ا . تكون حلة الشوربة امتألت دما . المقابل ا أجرح نفسي ودمه سيل، ال دمي، أن ذي ي دم المس هو السيل ذي ي و ال ا. ه ة دمه اول لملم ف . أح ن النزي شرح ع ي تت ابعها الت اول حبس أص د أح د، وبالي بي

ذبوح ذابح والم ي ال دي، ه ح ي دة أذب د واح سكين، بي ا بال ح إصبعي أن لة ذب رى مواص رح . األخ ينجزال يمأل المطبخ ا ي إصبعي للحظة ثم يلتئم الجرح، وينجرح بال دم ثم يلتئم الجرح، ولكن دمها هو م

.والشقة ويفيض عنهما* * *

اهرة أشيا رة علمتني السنوات التي قضيتها في الق ى آانت في . ء آثي شأتي األول أن ن ول ب يمكن الق

بعد أن ترآت مدرسة ليسيه الحرية في اإلسكندرية التحقت على الفور . القاهرة وليس في اإلسكندرية اهرة سالم بالق ة ال ى أصدقاء جدد . بمدرسة آلي ك تعرفت عل ة . هنال ال نهاي . يمكنني أن أعد أسماء ب

ليمان م ان س سي آ ى نف ربهم إل ن أق نوات ولك ي س ى ف شعرا حت دو م ح يب ل خشن المالم ي، طف رعان ل ووجه مستدير، آ د وطوي طفولته، استطعت تمييز خط واضح من الشعر أعلى شفتيه، شعر أجعرة ا في أشياء آثي ة، تحادثن رة طويل ه، صادقته لفت يتمتع بروح القيادة وآان محبوبا من سائر زمالئ

ة ى إدارة الحوار من منطق ادرا عل ى إعدادي، وآان هو ق ا، بمفهوم أول ان مثقف سهولة، آ ألخرى با، تنمو ذقني . وآان هذا مثيرا لي تماما وقتها رآة أجد شخصا غريب عندما أنظر لنفسي اآلن في الم

ل : الكثيفة بسرعة، أحلقها فيبدو وجهي أسود من تحتها، أسأل نفسي من آان المرشح لتملك وجه مثي االبتدائ اربه ف ا ش ن نم يس م ذا؟ أل ا ه يناريو عجيب ل س ة؟ أتخي ام : ي ي ع ي 1989ف ام معرفت ، ع

بسليمان مرعي، وأثناء تبادلنا الطويل لآلراء التافهة في آل شيء، هربت جينات من وجهه المحتمل ه، حفرت الذي سوف يكون بعد عشر سنوات إلى وجهي، استوطنته، لعبت فيه بأمواسها، جرت علي

د وجهي فيه ندوبا وحفرا ثم توارت داخل الجل ر ل ار األخي ارا لالنهي ا . وباضت وفقست انتظ ا علين . مسالم، في عام ة ال ع فوق شفة 96وقت مغادرتي لمدرسة آلي ان الخط الرفي ة، آ ، لاللتحاق بالجامع

شعر تأل ب د ام ان وجهي ق ا آ ذا بينم د، ه ى شارب بع سليمان العليا ما يزال خطا رفيعا ولما يتحول إليصاب سليمان بمرض خبيث، يفقد شعر وجهه : سيناريو الذي رسمته وفقا لل . خفيف أحلقه أسبوعيا

ا ا أن ات من آواآب أخرى، أم ال أو آوجوه المخلوق تدريجيا، يصير وجهه اآلن أملس آوجوه األطفين ا ب و، م فأصير ابن األرض، ابن األرض إلى درجة الوحشية، شعر ذقني خشن وآثيف وسريع النم

ه ا آأن د أنفي وشفتي خط يمتد هابط ذي . تجعي وحش ال دائي، ال سان الب ا اإلن ن األرض األول، أن ا اب أنزل زمن الكوآب المرهق، من سرعة لتخت ظهر ليدشن عصر اإلنسان ويفتتحه، من نمت مالمحه بي ا ف صر عمره شرية واخت ه الب تح اهللا ب ا، افت ره بخمسة عشر عام ر من عم ين أآب ي الثالث دو ف يب

. فيه زمانها الطويل، طبع بصمته على مالمحه آماء النارعمره، ضرب خاتمها فوق وجهه فانحفر .المفارقة أنني لم أحلم أبدا بسليمان، أبدا أبدا

* * *

2007 وليو ي 7عدد الكلمة

7

اير من !". ردي علي . سمية: "أمسك بيدها بعنف أما هي فتكون غائبة وراء أبخرة الكحول التي تتط

نفض رأسها . بعد قليل تصحو . فمها على هيئة جشآت مقرفة أمرني . ت ادة، يكون في ت بمواصلة القيرة أخرى . أمرها ما يقطع أنني قريب من إجابة سؤالي سيارة م شوارع التي . أدير ال ى ال ي إل شير ل ت

ن سأذهب . بصوت ثمل تماما تأمرني . علي أن أسلكها ى أي ادم وإل ا . ال أعرف من أين أنا ق أنصاع لهول من الصوت وهي تأمرني بمتابعة خط يختفي الكح. يتحول صوتها إلى الجد شيئا فشيئا. بدون آالم

ارة من ثالث . الترام، ثم الدخول إلى شارع صغير في سان استفانو، وإلى شارع أآثر صغرا د عم عنا ول هن ق تق ا . طواب صار تنطقه سم واخت ي . بح زل ه زل وتن ارة . أن ل العم ى داخ دمني إل عد . تتق أص

سكون أحاذر أ . درجات السلم مرتفعة . السلم ضيق ومظلم . وراءها ر في . ال ألهث حتى ال أخش ال أفكا ون محسوبا هن ي أن يك واتي ينبغ اد أرى سمية. أن صوت خط ل شيء. ال أآ سو آ الم يك د . الظ عن

ور . صوت دوران المفتاح في الباب أتوقف ود صغير من الن اب عن عم ا . ينفرج الب دخل سمية وأن تا جزء من . اماولكنها صامتة تم . أنتظر منها أي تلميح، أية إشارة . وراءها هي واعية تماما بأنها هن

تكلم م ت در فل ا جزء من الق ه، وألنه ي مجرد متلق ل در وأنن سيئة . الق شقة ذات اإلضاءة ال . دخلت الة : أصيغ تأمال بسيطا . صالة تتمحور حولها غرف البيت ا الغرف حول الطرق ا تتمحور فيه . شقتي أن

يعرف من أي مكان سينقض عليك القدر، أو أجزاء هنا يقف المرء في الصالة، في مرآز الدائرة، وال ة ل غرف رة مع آ ل م ه آ سير ويخيب توقع القدر األخرى التي ال تنتمي إليها سمية، أما في شقتي في

دخلها ا وال ي ر به ولي . يم ن ح ة م رف المغلق واب الغ ل أب ة. أتأم ي درج . هي واقف ا ف ضع مفاتيحه تصالة دخل ال. بمكتب في ال ى م ذاءها عل ع ح ى تخل ه إل ر منتب ذائي غي سا ح ا الأزال الب ا أن شقة، بينم

ة حولي . تنظر لي طويال ثم إلى قدمي وال تعلق . ضرورة خلعه ا مغلق دها في درج . الغرف آله د ي تمسارها . آخر وتنتزع منه مفتاحا آخر ى ي ة عل دخل . تفتح به غرف ا . ت وة وراءه اب بق و . تصفق الب أرن

ا صورة صا امي . حب البيت إلى صورة معلقة، أتصور أنه صورة أم دريجيا تتضح تفاصيل ال دأ . ت تبذل ي، ال أب سها في ذهن الحقيقة تبنى في ذهني طوبة طوبة، بسرعة، بمهارة ورشاقة آانت ترآب نفشكل ابور لت ا في الط ى مكانه سها إل ة نف سرع حامل سها، ت ا تعرض نف ة هن ذا، الحقيق أنا جهدا في ه

ة ة الحقيق ر آلم ر الكبي الخط االحم ا من ا. ب ى درجة خواءه ة إل ا هي يقيني ي أتوصل إليه ة الت لحقيقالمعنى، إلى درجة خواءها من المشار إليه، وإلى درجة يقيني بأنني عرفت الحقيقة، ولكن إن سألني

ه . أحد عن فحواها فلن أجيب فقط حدس غامض هوما يمكن لي التوصل إليه ساعتها، وهذا الحدس لقة على الحائط، هو حدس غامض فحسب، له عالقة بالحقيقة، عالقة عالقة بالصورة التي رأيتها معل

ا، حيث الحضور ان آخر تمام ة، تظل في مك ا، أي الحقيق ة، ولكنه اور أوصداقة أو سبب ونتيج تجاألحرى ة ب ل طوب ول آ ا، أي ق ة : "والغياب، حيث حضورها بواسطة قوله ا هو الحقيق ا "أن ، وغيابه

ة بحيث ال أعرف أيا من االثنين، أي ه هو الحقيق دعي أن ذي ي ا ال ة أن ة أو ماهي أقلب في . من الحقيقال أتمكن من . صفحاته مهترأة وبعضها تقطع تماما . صفحات العهد القديم الملقى بإهمال على المكتب

وين . القراءة فيه بسهولة ى اإلصحاح الحادي عشر من سفر التك ة عل د . هناك ورقة سميكة مثبت بع ". اتفضل: "تقول لي. ظهر سمية من ورائهت. ربع ساعة يفتح الباب

ه . أدخل ا من وتر وشخص . أرى أمامي المشهد الذي توقعته مسبقا، أو مشهدا آخر قريب شاشة آمبيشكل شاذ ل ب ل، طوي ا، شخص ذو شعر طوي رددة. يجلس أمامه راد: "تهتف سمية مت ا م ل ي ." نائ

ه . يبدومحرجا ومترددا . يلتفت لي مراد ببطء دم من ى وجهه . هأصافح . أتق ع المباشر إل . أتجنب التطلما تزال يدي في . ال أتبادل معه آلمة واحدة . أسعى إلى تأجيل معرآة بصري مع وجهه إلى آخر لحظة

راد . الحرب الضرورية . اآلن حتمية المواجهة . يده ل عيني أنظر . أنظر . اآلن أتطلع إليك يا م من . بكان أمامي هو شخص بال وجه، أو بوجه، هو على أقل ا لوآ دو آم يم، وجه يب اع الجح تقدير ينتمي لق

ة والبطاطس ه الطعمي ى علي د تقل ك . يتراقص من خلف موق ه صار ال يمل ى آون ه عل ا ل ا عقاب وربما، وأم وجهي يوم ان ت وجها، وألجل الدقة، على آونه صار ال يملك وجهه الخاص، وجهه الذي هو آ

اء مصافحتي وعلى عدم آون اللحظة غير مفهومة بالنسبة لي تم وة في أثن ه بق ى آف ا، أضغط عل امن وابها، ولك ى ص سي إل اع نف سة إلرج ة يائ ضغط محاول أن ال ه، أو آ ي جرح أنني أرغب ف اه، آ إي

بابل مفتاح العالم: نائل الطوخي

8

ق م ينط راد ل ده، وأن م ت ي د جرح ضغطة ق ح أن ال ة . األرج ام شاش ي أم ى الكرس س عل ط يجل فقي ره ل دير ظه وتر وي شماتة. الكمبي اك بعض ال ت هن سر. آان ا اآلن أآ ذي لطالم راد ال راد، م ين م ع

راقص شاسع، بالوجه المت الفراغ ال استنسخ مالمحي على وجهه، اآلن تحين مواجهتي في مالمحه بديم ي الق ر زميل شف س ذوم، اآلن أآت ا لمج وم آأنم ر المفه ذائب وغي ة . وال ي شاش ه ف ي وجه يخف

دموع ويظل يب . الكمبيوتر وألمح دمعة ترقص في عينه زداد ال دريجيا ت ال . كي ويبكي ت ه ب ادي علي أنذهول وهو يبكي ة بصوت م ائق آامل ابهني . وعي لخمس دق وة، ليج ي بق دير وجهه ل ة ي في النهاي

ى بحقيقته، ليطير من رأسي آل ما رأيته في المرة السابقة، وليتحول الكابوس الذي خايلني للحظة إلهو سمية، تلك المرسومة . دصورة سمية المحفورة على وجه مرا . صورة ثابتة محفورة في ذاآرتي

ه . على وجه زميلي القديم ذا، . أحاول لمس وجهه بأصابعي . أتقدم من ة الجرأة له ك في النهاي ال أملين وجهه . أحاول أن أستمد العون منها. أنظر إلى سمية ا وب ا هي . أنقل نظري بين وجهه ه وبينه بين

رة . المحفورة على مالمحه ة األخي ة تنبني في رأسي اآلن الطوب ذه . من الحقيق شير ه ة التي ت الطوبا ل األشياء . المرة إلى الحقيقة نفسها ال التي تعلن عن هويته دأ في إدراك آ ا زال يبكي . أب راد م . وم

ف ز بعن ي . اآلن أهت ن يبك و م راد ه ن م تي اآلن . ولك اء مدرس سالت دم ل ف ن قب ا انجرحت م ومثلمه . يواصل مراد انهياري ار فيضيف إلي ه . أسلمه االنهي ى آتف دي ألربت عل د ي ز . أم ه يهت أجلس . آتف

ا، . هي غير موجودة . ألتفت إلى سمية . بجواره على آرسي من الخشب اب وراءه خرجت وأغلقت البائق ذ دق اب من ق الب اب . أتذآر صوت غل الون الب دور في آ اح ي ذآر صوت المفت اب . أت ى الب وم إل . أق

ة واحدة م. ألتفت إلى مراد . أجده مصمتا تماما . أحاول فتحه ول مشيرا . ن عمق روحه تخرج آلم يقاتيح . يقولها ببطء مؤآدا على آل حرف ". هي تحبني : "إلى الباب المغلق ويدفن رأسه في لوحة المف

ه ا . أمام بعض مثلم ضها ال ف بع سرع خل ى، ت ال معن رة ب ات آثي سم آلم وتر ترت ة الكمبي ى شاش علاعيه المرتكنين على لوحة المفاتيح فتتحول أسرعت أحجار الحقيقة لتعلن عن نفسها، يحرك مراد ذر

سريانية . تختلط بسهولة . الكلمات من العربية إلى اإلنجليزية ة أخرى، هي ال ا حروف لغ دخل معه . تسريانية فعال شاشة فأجده ال ة . أنظر إلى خيار اللغات أسفل ال ة والمجري ة واإلنجليزي ين العربي ا ب وم

وتر والسريانية تتكون غابة لغات أمامي على وب . شاشة الكمبي رة واحدة من المكت راءة فق أجرب قرة سريانية . ال أستطيع . أمامي ا فق ة تليه رة عربي ا فق ة تليه م . فقرة آاملة بالمجري ة ث ة وآلم م آلم ث

ة عن النمو . حرف وحرف ة تتوقف الغاب ا . في النهاي ات نجاحه ر إمكان ذآر اإلصحاح الحادي . تبت أتصالة وين في ال ل . بالخارج عشر من سفر التك رج باب ه . إصحاح ب ذي تبلبلت لغات ل ال إصحاح الجي

اء اة عن البن اتيح . فعجز البن ى لوحة المف ه من عل راد رأسه وذراعي ع م وة . يرف ي بق رر . ينظر ل يكيال من الوقت ". هي تحبني : "القول مشيرا إلى الباب المغلق م يصمت قل الم . ث اود الك ل يع د قلي : بع

هناك حيث بقعة من السائل . ويشير إلى األرض بجانب السرير ." دخل أنت قبل أن ت . نمت معها اآلن "وورد المفتوحة . اللزج مازالت لم تجف بعد، وحيث آيلوت حريمي متروك بإهمال ى شاشة ال ينظر إل

واآلخر . أمامه ات واحدة تل ددة اللغ رات متع اء الفق دأ في إلغ امي . يب ة أم : أسأله . تختفي أدغال الغابي، وجهك . "ال أعرف آيف أصيغها . ال يفهم . ينظر لي بفزع " ك؟لهذا أطلت شعر " ." من أجل، يعن

رة . يبتسم وال يجيب شة األخي ا هي الق تح، أو، آأنه ة من الجحيم تنف في ابتسامته ما يشبه هوة آاملشظايا . التي تحطم وجهه ى أالف ال امي إل أن وجهه يتفتت أم وة . آ ة، وبق سام حتى النهاي رر االبت يق

ي في األرض. ردال ي. أشد ه. أخفي عين ع إلي ى مواصلة التطل ادر عل ر ق أآتشف قطرات . أصير غيه ى البارآي ذ وال شرفات . العرق التي تسقط من وجهي عل ال نواف ة مصمتة، ب أدق . أآتشف أن الغرف

رد ." سمية افتحي أرجوك : "على الباب سامته . ألهث . سمية سمية سمية . ال أحد ي سع ابت راد تت . مة : "أسأله بصوت مرعوب . رفتهاأجفف دمعة ذ اح الغرف د مفت ر ." أري ر وأآث سم أآث ال . يبت هواآلن ب

ار . وجه ا باالنهي ا أخذت أن سع آلم ساماته التي تت ه مع ابت اير آل ال الكهول . وجهه يتط ذآر األطف أتء مراد هو جميع هؤال . األطفال الذين آبروا ولم يكبروا . الذين آنت أحلم بهم يلتقونني في اإلسكندرية

د سد واح ي ج ال اآلن ف ة . األطف شعور بالدوخ ي ال دأ ف رونني . أب ول يحاص ال الكه سمون . األطف يبتساماتهم شوههم ابت دة . وت ة واح ي زنزان م ف وس معه ا محب ى األرض. أن قط عل راد . أس ى م ر إل أنظ .ينظر لي ويبتسم. وأطلق صرخة خافتة

2007 وليو ي 7عدد الكلمة

9

ا .عندما سيفتح الباب بعد نصف ساعة سأآون قد نسيت الحرارة ى األرض معري سأآون قد رقدت علدها . جسدي إال من البنطلون وبدأت أشعر بعرقي آائنا لطيفا ال يتوقف عن ترطيبي ستدخل سمية وبي

ذا الوقت . آوبان من الشاي سكر في ه أخرج . أنهض مسرعا . ستعتذر عن نزولها للشارع لشراء التسألني عن . أفتح الخط . ة تطلبني سمية في السيار . هناك أتنفس بجوع . أنزل إلى الشارع . على الفور

ا نفسي ال أعرف . أشرح لها . سبب خروجي المفاجئ ا وأني أن ا أشرحه له دي م يس ل ه ل أآتشف أنا حتى سأقتنع . لن تقتنع بأن حرارة الجو سبب آاف . سبب خروجي المفاجئ ن يكون . وال أن ولكن ل

ا سأظل أشرح لها وأنا في السي . لدي أآثر من هذا لقوله لها سيارة، وبينم ارة، وبينما أنا أخرج من الان . أنا على الكورنيش، وفي أثناء إشعالي سيجارة وبعد إطفائها ه آ في النهاية فقط ستلمح لي إلى أن

ا تنتظرني . هناك الكثير مما يجب أن نفعله الليلة ولم نفعله ا أحبتني وأنه ي أنه أسمع صوت . تقول لم . أرد إال بهمهمات ال. ال أميز ما يقوله . مراد بجانبها ا أهمه تكلم وأن تكلم وهي ت راد ي ة . م في النهاي

تنتهي المكالمة ويكون الغروب . تقول لي مراد يسلم عليك ". سلمي لي عليه : "أسمع مراد يقول لها ى اإلسكندرية دق بعنف . قد حل عل ا . قلبي ي ر تنظيم شكل أآث ا حدث ب رات . أحاول تأمل م ظللت لفتشكل . هل مازال يشبهني أم ال: ائال سؤاال بسيطا طويلة أبحث عن مراد س ه ب ذرت ل هذا جهدي الذي ن

ه ري آل آخر عم ه . أو ب ع في ل ال نف ل آه و طف شوه، اآلن ه راد شخص م اس . اآلن م ى انعك ر إل أنظاه الالوجه اه، هو في اتج ا في اتج وجهي على شاشة الموبايل، هكذا إذن، سار آل وجه من وجهين

اه الوجه ا ور وأنا في اتج دات وببث شعر وبتجعي زدحم ب ه، الوجه الم رط في وجهيت د براحة . لمف أتنهفي . أشغل التكييف وأقرر النوم . أدير الراديو على إذاعة الموسيقى . أقذف بنفسي في السيارة . نسبية

اي، ا إي لحظات ما قبل النوم أبدأ في تمييز ما آان يقوله لها، ما آان مراد يقوله لسمية أثناء محادثتها مجرد متلق مغرق في أم امي وأن يزه بأثر ارتجاعي، بكل وضوح، وآأن شريط الصوت يعرض أم

ا . سلبيته، صوت صحو مستخرج من ذاآرة مضببة يقدم نفسه لي على طبق من ذهب آان مراد يلقنهه . أخبريه أنك أحببتيه . وآانت هي تستجيب له امي مع دين أن تن ا شرموطة . أنك تري ه ي . تنهدي أمام

. ثم يخطف منها قبلة. برافو. أحسن. أحسن. أحسن. اليس هكذ)2(

ا . حلمت سمية يوما بمراد مع شيخ آبير م تعنه ان . آان االثنان يتناقشان في أمر من األمور التي ل آشدة دو مستفزا ب اقش بحدة ويب ين الحين . مراد يتن ا ب ان يخرج أوراق ا وآ ان هادئ د آ شيخ فق ا ال أم

د آا. واآلخر ويلوح بها لمراد ان يفق ذي آ راد ال اه م ا تج شر موجه ذا ال ن لهدوئه بعد شرير، وآان هفي . لم تسمع سمية شيئا من الحوار الذي آان يدور بشكل أقرب للهمس . أرضا بعد أخرى في نقاشه

ا سمسم ! اهللا: لحظة ما التفت لها الشيخ وقال لها بصوت عال ا تحضرينا ي دما اقتربت سمية . م عنا . أن الشيخ آان أباهما منهما استطاعت تمييز دو أن الحوار . آانا يتحدثان بصوت منخفض تمام ويب

آان مراد يحاول االستيضاح من أبيه عن أمور متكررة وآان . قد دار ببعض اللغات غير العربية آذلك ان يحدث من ذلك آ ى، وآ رة األول ه للم ا قال ا م األب يكرر ما قاله بلغة مختلفة عن اللغة التي قال به

ه . تجاه مراد األب ى ابن ا مشيرا إل ال له فهمت . عاوزين نجوزوه : بعد قليل التفت األب إلى سمية وقه دها شيئا . سمية هذه الجملة ولكن مراد لم يفهمها ألنه واصل نظرته الخرساء إلى أبيه وأخت ال بع ق

هو يطبطب وقال الشيخ شيئا ما بلغة مختلفة و . وأخذ يشير إلى أخته بعصبية وبخوف . ما بلغة غريبة مية ف س ى آت . عل

شدهين . أما سمية فقد نطقت هي األخرى قالت ولم تفهم ما قالته، آانت مستفزة للغاية ونظرا إليها منوة . فورما نطقت سالسة وبق شفت . ثالث جمل بلغة شرقية غريبة ألقتهما الواحدة وراء األخرى ب اآت

م اآتشفت أنها تساهم . انضمامها إلى جوقة اللغات المختلفة اء غموض الحل ا عنصر . بقوة في بن أنهة . فعال في بناء الفخ الذي يحيط بها هي نفسها ة . آانت نبرتها قوي ا جندي ثالث وآأنه ا ال نطقت جمله

ة ي معرآ ام . ف ي االنتق ة ف زم ورغب صميم وع .بتم . استيقظت سمية مرعوبة ا في الحل ة . لم تعرف ما الذي أخافه ى البلكون روب وخرجت إل دت ال . ارت

ا . البلكونة أشعلت سيجارة ومضت تتأمل الحلم في ا وأخيه ل من أبيه آيف آان يتم االستيضاح من آه " عاوزين نجوزوه "آيف فسرت جملة . حول اللغة التي يتحدث بها آل منهما ه، ألقت علي م آل الحل

بابل مفتاح العالم: نائل الطوخي

10

ي ا يل م م اب لفه ة التي ألقيت . ضوءا غامرا ولكنها أوصدت في نفس الوقت أي ب آيف حولت الجملى مشارآة بع سها إل ا هي نف امية سكندرية واضحة ما تالها من الحلم إلى نص أجنبي تماما، وحولته

ة ة مفهوم ة عربي ى جمل دفع عل ضريبة التي يجب أن ت دري . في هذا النص، آأنها ال م الق صيغ الحكل أن تصاب : الكامن في هذه الجملة ل شيء، قب رة، سترى آ سترى آثيرا، سترى آثيرا جدا هذه الم

ذي . لعمى إلى األبد با ره ال سية يحضر من قب األب الذي عرف العبرية والسريانية واإلنجليزية والفرنم . دفن فيه منذ عشرة أعوام ليصيغ تحذيرا يتعلق بالمستقبل ل الحل ه يجع تحذيرا يبلغ من خطورته أن

هذه النتيجة أشعلت سمية سيجارتين لكي تصل إلى . آله يصاب بالشلل، أن يعطل إمكانية العربية فيه متحاشية أآثر ما أرعبها في الحلم، ومحاولة تجاهل مقدمات ونتائج الحلم وغض بصرها عن الرعب

. الكامن في احتمال زواج مراد، أخيها وعشيقها األآبر* * *

رة . بدأت عالقة سمية بمراد منذ عودتها من منزل طليقها أعوام آثي ا ب د موت أبيهم ذا بع ان ه في . آ

تط ا اس سابق بيته ا ال ت زوجه ي بي ا ف ان له ذي آ ت ال ت البي ز س رى مرآ رة أخ وين م . اعت تكه ه، وحلم ا ب ديم له م الق وعي الحل ؤرة ال ى ب د إل راد أن تعي ين م ا وب واستطاعت دعابات خفيفة بينه

ى . القديم بها ا األول ى ليلتهم ذا أدى إل ل ه ريء، آ ر ب الم غي تقريب خد من آخر، مالمسات األيدي، آدا . في شهر أصبح آل منهما عشيقا آامال لآلخر . صالة أمام التليفزيون على آنبة ال راد أب لم يرغب م

رأة أخرى شكل خاص . في ام سية متوهجة ب ه الجن م تكن ميول شاط . ل ك الن ارس ذل ان يم ا آ أو ربمة، ألن أي . المدعو حبا تجاه أخته، وبالتالي فقد تعفف عن النساء فيما عداها هذا ما راقبته سمية بدق

دم ا، وبع رأة من قبله خرق لهذا آان آفيال بطعنها، وربما يتصل هذا بعذرية أخيها، الذي لم يجرب امزل زوج سابق دة من من ا، . عذريتها هي الخاصة، هي العائ ى أخيه وة االستحواذ عل ذا أرادت بق له

وتر از الكمبي ه وجه في هذين أرادت حصره . أخيها الذي لم يعرف مكانا يذهب إليه بخالف مكتبة أبيا ا صديقتها منى في بيته د أن زارته وة . المكانين وفي جسدها هي، خاصة بع د أن استطاعت بق وبع

ى إصالح األمور . تمييز بوادر إعجاب مراد بها . راقبت آل شيء بقلق في البداية ثم بعزيمة أآيدة عله وم برغبت راد ذات ي دما صارحها م ل عن دخل بالفع ررت سمية الت زواج من لم يتأخر األمر، ق في ال

. هنا لم يعد األمر يحتمل التردد. منىوضع . لسنوات اجتهد مراد في تصميم سلسلة إعالنات، آان ينام ويحلم ويقرأ ويسير وهو يفكر فيها

وتر ى الكمبي ا سيناريوهات عل سأله عن . لها خطوطها العريضة وصار يكتب له ه وت آانت هي تتابعيلها ة . تفاص رة عام وين فك تطاعت تك ار اس ي اخت صممها والت ي ي ات الت ن اإلعالن ل" ع ما " باب اس

وتر ى الكمبي ا عل شكيل آوآب األرض . للمستند الذي يحفظ فيه أفكاره ادة ت ات حول إع دارت اإلعالنرب، . على أساس لغوي اإلعالن األول، من ناحية تاريخ عرضه، فيها هو عن وصول بعض البناة الع

دأون . آل الموجودين هناك من العرب. في عمق الصحراءالمرتدين غطرة ودشداشة، إلى مكان ما يب. يعملون بجد . في بناء مرآز تجاري عمالق ومهيب على غرار المراآز الموجودة في دبي أو أبوظبي

ه، ى من شكل الطوابق األول ين ت اء المول وب اة العرب في بن ة عمل البن أجيال طويلة تفصل بين بداين شكل م ي تت م لك ة له ال آافي ات أجي ن اللهج ا م وع م نهم ن و بي ي ينم تى ولك ات ش اة مجموع البن

ات . المختلفة ى لغ زة لتتحول إل رة وجي ا . ستنمو هذه اللهجات بشكل متوحش خالل فت ة م د مرحل عنة . من اإلعالن، سيحتاج البناة إلى تضافر جهودهم سويا بعض، وألن العربي ى بعضهم ال سينادون عل

ة وآ ات عدة، إنجليزي نهم اآلخر تفرعت إلى لغ م أي م ن يفه ة، فل سية وسريانية ومجري ة وفرن . ورياء ى عامل البن ادي عل المرآز التجاري اآلن على وشك االنهيار والتوقف تماما، الحارس الكوري ين

ه ن خلف ادم م ب ق ن ذئ ذره م ذ ح سي ليأخ ي . الفرن وري فيلق ارس الك داء الح اء ن ل البن م عام ال يفهصرعه ت الم . م دس ماآي صيغ المهن ائق ي ذه الوث دة له ن فائ ون م د المجري ال يج ة ف ول باإلنجليزي

اموس . المكتوبة بلغة غريبة سوى مسح مؤخراتهم بها بعد التغوط في الخالء ". ألف "فجأة يظهر ق . ترتفع طوابق المرآز إلى السماء بسرعة فائقة. ينكب جميع العاملين في بناء المرآز التجاري عليه

2007 وليو ي 7عدد الكلمة

11

را . عالنات بتشوق بالغ تقرأ سمية أفكار سلسلة اإل برغم أن آل فكرة لم تكن تختلف عن األخرى آثيل واحدة ل إعالن . إال أنها وجدت نفسها مستثارة تماما مع آ شابهة لك ة مت اك مقدم آوآب . آانت هن

ا سبح في الفضاء . األرض يخلق أمامن ة ت رة هالمي ادر . آ ا من خارج الك سقط عليه إصبع عمالق يأة ر. دوووم. فج ر أث رة األرضيةيظه ى الك ة عل صمة الهائل صمة هي المحيطات . اإلصبع في الب الب

راد، . واألنهار والجبال هنا بالتحديد، عندما تقرأ سمية هذه المقدمة على شاشة الكمبيوتر الخاص بما فأخذت ا بيته ي أدخلته رة من صديقتها الت ا الغي دما تأآله ديم، عن ق الكشك الق ي طب ر ف دما تفك عن

راد هو سمية، حبيبها منها، راد وأن يكون م ا يجب أن تكون هي م ا يتعلق بأنه ا تصيغ حكم وبينمالم : تقول بعزم . تطرق على المكتب بقوة تفزع ذبابة آانت واقفة شكيل الع ادة ت م تتلقى . البد من إع ث

.مراد الخارج من الحمام بزجاجة ماء نار آاملة فيتشوه وجهه إلى األبد* * *

د عودة في يوم ما، يمكن ال سمية، وبع ة ب راد الجدي ة م ه عالق دأت في ذي ب وم ال قطع بأنه آان هو الي

ا . جلسا متقاربين . سمية منكسرة من بيت زوجها، آانا يشاهدان التليفزيون ل منهم ل أمكن لك بعد قلية ة الدافئ ا . أن يستشعر سخونة اآلخر في هذه الليل ال له اآي "ق ام مع ه ". عاوز ان عاوزة "وقالت ل

ان . دقائق وآانت قبلة طويلة قد احتوتهما ". اكانام مع ة آ اذا قالت : ما ظل يؤرق مراد لفترة طويل لماآي "عندما قال لها " عاوزة انام معاك "له ر "عاوز انام مع ال األقرب للمنطق ان : ؟ ظل يفك االحتم

اك "أو أن تضيف لواحق لـ ". وأنا آمان "تقول له ام مع ل ". عاوزة ان ام مع "مث ا عاوزة ان ". اكواندأه هو، دأ حوارا، ال تواصل حوارا ب أما النطق بهذه الجملة بهذه الصيغة فهوما يقطع بأنها آانت تب

ة . آأنها لم تسمع ما قاله، آأن خيطا قد انفلت ذه الجمل ال ه دما ق ه عن راد نظرة سمية ل ذآر م . هنا يتة ة غريب ه ينطق بلغ ة ف . آانت قد نظرت له بذعر، آأن ة غريب ه ينطق بلغ ه وألن ا قال سمع م م ت . هي ل

آانت مشابهة بشكل مرآوي تماما للحقيقة التي " عاوزة انام معاك "الحقيقة التي أعلنتها هي بقولها ة، "وانا آمان "، أما لوقالت "عاوز انام معاك "اعلنها هوبقوله ى حقيق ، فستكون حقيقة قد بنيت عل

ا تكون جملت ا، س ه وجملته ين جملت ان ب شابه مك اك للت ون هن ن يك ضهمال وال : أي. ن تواصالن بع لن يصبح ا، ل اغم حوارهم ن يتن ا، فل ل منهم ين استعملهما آ ين الت وال اختالف اللغت الخيط المنفلت، ل

. جانبا منه مرآة للجانب اآلخردودة، : آان اإلعالن الثاني الذي آتب مراد السيناريو الخاص به آاآلتي سنوات مع ق األرض ب بعد خل

سان األول تترات تنزل على الشاشة ا اإلن ا ابن شاشة هم ى ال ا عل ذين نراهم . لتؤآد أن الولد والبنت اله . هما يحبان بعضهما ام، خاصة أن ك األي سوة في تل ه بق م ينظر إلي ليس هذا مهما، فنكاح المحارم ل

شيء . عليهما اختراع البشرية من الهواء، من زناهما بالتحديد . ولكن تفاهمها سيكون صعبا بعض الادة في النطق . سنالماذا؟ ح ا . ألن آليهما يعاني من مشاآل ج زاي جيم سين شينا وال البنت تنطق ال

معطشة والباء فاء، وأحيانا ما تصدر أصواتا غريبة مرافقة للحروف، مثل الجيم المعطشة المسبوقة اء ا تنطق الث يال آم سانها قل ا ل د فمشاآله أ . بصوت مثل الدال، أوالشين التي تخرج فيه ا الول ر أم آث

ذا . خطورة، وهي تتعلق بالحرآات يس ه ا، ول ه فتح ضم ينطق سرا والكسر ضما وال هوينطق الفتح آتح فقط، اآتشف مراد بعض الحرآات غير المعترف بها عربيا مثل الكسر الممال والضم المرقق والف

ا ل سيكون عل . المفخم، وضع قائمة تضم ثماني حرآات وجعل ابن اإلنسان األول يمزج بينها آله ى آه، منهما، ابني اإلنسان األول، أن يناما في الفراش، سيكون للبنت مزاج خاص جدا، وآذلك سيكون ل

هي تحب أن يترك قضيبه خارجها . هي تحب مثال أن تؤتى من األمام وهو جحش ال يفهم إال المؤخرة . نيةوهو، منذ أن يدخل قضيبه حتى ال يدعه يخرج ثا. قبل الذروة بثانية ثم يفجره فيها

ارة ل مه ى قذف أق ا ستؤدي إل شكل مختلف بينهم . هنا سيكون تفاهمها مضحكا وآل آلمة ستنطق بشيئا سيتخلى الكون عن سواءه، ى صبيان غريبي األطوار، شيئا ف والقذف األقل مهارة سيؤدي إلر، واآلخرون من ذوي ل الحمي م مث ل الفه بعض اآلخر قلي وسينمو جيل جديد بعضه متأخر ذهنيا والاألذرع والسيقان الواحدة، وبعضهم ضمرت عضالت سيقانه أوأذرعه فلم تنبت أساسا، غير أن األهم

ه ان يتناآحان في ل مك ون في آ ال الكهول ينبت ل . آان هواألطفال الكهول، جيوش من األطف ذا الجي ه

بابل مفتاح العالم: نائل الطوخي

12

سة سيكون نواة لما سيعرف فيما بعد، في اإلعالن السابق، بجيل البناة العرب، من سيقررون ف ي جلنهم د آال م ه إال أن يبع ا يكون من م شتاتهم، فم بينهم أنه البد من بناء مرآز تجاري في الصحراء يل

وهين الم آامل من المعت ا يجدر بع الم . عن اآلخر، آم ذا المصير التعيس للع . شيء واحد سيعطل هتهم مول الذي " بابل"سيوقف الكرة األرضية عن التطور باتجاه العته الكامل، باتجاه ه لغ ستضيع في

. الواحدةد والبنت " ألف"قاموس د الول راه في ي دا . الذي ن ه جي سهولة . يقرآن الم اآلخر ب ا آ ل منهم ز آ . يمي

ة . ينضبط القذف . شيئا فشيئا ينضبط الجنس بينهما وا إمكاني اة العرب عن أن يكون ل البن يتوقف جية اموس . مطروح ور ق راد اآلن أن ظه درك م ف"ي الن" أل ي اإلع ة ف يعطل إمكاني ا س و م اني ه الث

م . اإلعالن األول، والذي يقوم بأآمله على البناة العرب، باعتبارهم حقيقة تاريخية اإلعالن . هذا ال يهاريخ األحداث التي ة ت ه من ناحي ه يلحق اريخ العرض، ولكن ة ت اني من ناحي األول يسبق اإلعالن الث

ال، أي أنه سيكون قد عرض بالفعل عندما ي . يتناولها د أصبح ضربا من خي ه ق كتشف المشاهدون أناال " ألف"أن ظهور قاموس ون أطف اآحون فينجب ال أصحاء يتن را، أطف الم سوي أخي ى ع د أدى إل ق

ة ذه هي الخديع ز تجاري في الصحراء، ستكون ه اء مرآ ر في بن نهم من يفك يس م أآثر صحة، ول . سبب التاليالكبرى للمشاهدين، ولكنها ستكون مريحة نفسيا لمراد، لل

ه، ظلت ا علي ار التي ألقته اء الن بعد تشوه وجهه، بعد أن أجهزت سمية على مالمحه عبر زجاجة مه رة . فكرة واحدة، مظلمة، آئيبة وسوداوية، تسيطر علي اة الجزي ا في قن د شاهد برنامج راد ق ان م آ

ول ال الكه ن األطف رش و . ع ومة، أوبك صلعة مرس دة، أوب وه مجع دون بوج ال يول ي أطف ات ف طيى وجهه . افترض مراد أن وجهه ينتمي إلى هذه الوجوه . أجسادهم وووجوههم ورقابهم آان ينظر إل

ره، ين من عم في المرآة، في سنوات عزلته التي فرضها على نفسه في بيته، فيجد شخصا في الثالثو قد تحول وجهه إلى وجه مائي، سائل، وجه هو على أقل تقدير ينتمي لقاع الجحيم، وجه يبدو آما ل

ة والبطاطس ه الطعمي ى علي د تقل ذي، . آان يتراقص من خلف أي موق ل الكهل ال ذا هو وجه الطف هاب التواصل ه، نتيجة لغي ه وأبي هكذا يفكر مراد واقفا أمام مرآته، ولد نتيجة للقذف العشوائي بين أم

ل " ألف"بينهما، بسبب غياب اللغة المشترآة، وبظهور قاموس وق، في سيظل هذا الطف محبوسا ف . السماء، لن يتحقق أبدا

ة، ل اللغ الم آخل دريجيا في الع اقم ت ل يتف هذا آان صحيحا مع تعديل بسيط، فالتشوه لم يولد نتيجة خله، ى وجه ورا عل ع سمية محف وإنما آانحراف حاد في المسيرة، آندبة، آبصمة، آان الجرح هو توقي

دة هو ماء النار الذي يعدل بقسوة من خريطة ال ذا يضرب في جوهره . مالمح ليثبت أخرى جدي ل ه آور ى الن م تخرج إل ضج، ث دعها تضطرب وتن ا، ت داخلها، تنميه شوهاتها ب اقم ت ي تف ة الت منطق اللغ

ا آانت سمية . معلنة عن نفسها لغة مختلفة اء م راد في البيت وأثن ة م فيما بعد، بعد أسابيع من عزلذهاب للمس ه ال ة علي ى تقوم بتطبيبه، محرم وي عل شاش المغموس بالمضاد الحي ه ال ر ل شفى، تغي ت

ى؟ . آان يعني ال. وجهه، سألته إن آان أحدا سيعرف بما حدث فأدار وجهه بعيدا ه وال حتى من قالت لى خده . لم يرد ا عل شفت دموع ة اآت ضا يعني ال . بعد دقيقة آامل ان أي ا ابتسمت سمية في أ . آ عماقه

. هنا، وهنا بالتحديد، آانت قد انتصرت. ابتسامة آبيرةذا راد هك : ال يمكننا وصف سمية بالقسوة أوجمود القلب، آل ما هنالك أنها أبصرت ما يحدث داخل م

د د موجودا . مراد انتفى أمامه خيار منى إلى األب م يع م . ل زواج وشهر العسل ت ة وال م بالخطوب والحلى العجز عن إصالحها والد. منعه عنه بقوة دموع . موع هي تأشيره الخاص على هذه الحقيقة وعل ال

ى نجاحه عدة أمور مشترآة . هي التصديق على نجاح سمية ين المخطط والتصديق عل ا ب اء : وم مراد ه م ى وج زل عل ذي ن دموع ال اء ال راد وم ه م ى وج مية عل ه س ذي ألقت ار ال سرح . الن ه م الوج

د أخذ : أمور مختلفة وعدة. العمليات والماء أداتها راد فق سمية ألقت ماء النار على وجه مراد، أما ما رز دموع ين اختالل . العجز يمور بداخله حتى أف ين طباعة البصمة، وب ارق ب شبه الف ا ي ارق هن الف

. اللغةل شيء في . مراد آان دوما شابا انطوائيا ى آ عندما عادت سمية من بيت زوجها السابق، تحولت إل

نجح في . البيت دائمة النشاط التي تمر بكل غرف المنزل فور بدء صباحها البيت، ست م ت ا ل غير أنه

2007 وليو ي 7عدد الكلمة

13

ه . البداية في اختراق غرفة مراد وتر الخاص ب از الكمبي ى جه ه عل م الجلوس في غرفت . آان هذا دائه، رى وجه ة ال ت ام آامل د تظل خمسة أي ذا ق آانت تناديه من خلف الباب فيرد عليها، غير أنها مع ه

ان وجهه يهرم : هو ماآان مرعبا لها و و آ اذا ل ماذا لو تغيرت مالمحه في األيام التي ال تراه فيها؟ مه ا في مراقبت ى إهماله ا عل ا له ى . في هذه األيام بسرعة خاصة، عقاب ا يحدث عل م تكن لتعرف بم ل

و ا إال شاشة الكمبي يس به ا، ل ة مراي م تكن في الغرف ي، صفحة وجهه، وال هو آان ليعرف، فل تر التسيكون هذا غدرا من شخص : فكرت سمية . بسبب اإلضاءة السيئة للغرفة، لن تفلح في هذا الغرض

دع . طعنة موجهة لظهرها . يرسم الوجوه رر أن ال ت فيما بعد، بكثير، ستسترجع هذه اللحظة عندما تقدة التي ترسم وجه . الفرصة لذاك الشخص ليمارس غدره تجاهه ا، ستقرر أن تكون هي الوحي أخيه

رد ا . وبشكل عاصف ال يدع للخصم فرصة التفكير في ال دا من أهم أسباب افتتانه ذا واح ان ه ا آ ربما . فيما بعد بوجه أخيها المشوه رآة مالمحه وجهه الذي صار من اآلن فصاعدا هو مرآتها الخاصة، م

.ومرآة انتصارها، بصمتها المطلقة* * *

أي ة ب الن اعتباطي ة اإلع ن مقدم م تك وال ل ن األح ال م شكل . ح ى األرض لت زل عل ي تن صمة الت الب

ذا هي . تضاريسها دم، األزل، هك قبل دوي البصمة آان الفراغ، الكائوس، التوهووبوهو، السديم، العيس من شيء أصيل : األرض آما تخيلها مراد وقتها م، ل ة، األصالة وه راغ محاط ببصمة خارجي ف

داخلي فينا إال فراغنا، أوآأن األرض خدعة، آ ا ال ا الخارجي فحسب، ال لحمه ا بفضل قناعه ا نحي أننه، . المتخيل ان خاطر آئيب يخطر ل ال، آ نن وطول ب عندما آان يخلع مالبس سمية قطعة قطعة، بتف

ذروة ه لحظة ال ا يفترض أن مالبسنا هي نحن يا أختاه، وقلبنا هو فراغ آبير، ألنه آان يشعر، أثناء مى في العملية الجنسية، أنه يق دا إل ه ضخمة ج دو ل ة تب ذه القطع راغ، وأن ه ة من الف ة هائل ضم قطع

ا دو جرم ا يب درجة أنه يفتح فمه على اتساعه لينالها، غير أن أسنانه هي ما تضرب بعضها، وهو مدون سها ب ى نف ا عل سعد بانطباقه مشترآا لالثنين، لنحن الذين عبارة عن فراغ آبير وألسنانه التي ت

راغ غريب يتوسطها، ألسن سيلة ف ا ن ة، ألسنانه التي تبقى بينه انه التي تمزق الفراغ بسعادة انتقاميا اقي في أسنانه، آأنه د الب شيء الوحي راغ هي ال سائل الف ا، تظل ن ة في تنظيفه ع خل ة فال تنف عالقا ة تخليص أي منهم ا محاول ارتبطت، آاللعنة، آوهم الدم على يد مجرم مبتدئ، بأسنانه، وصار عبث

ا . من اآلخر وبهذا الوهم، بنسائل الفراغ تلك، لم يستطع مراد نسيان جسد أخته وال رائحته، صار آلبيمكننا أن نقول أنه ألسابيع آاملة عاشا بمفردهما بدون . يشمشم وراء جسد عرفه وصارت هي آذلك

راد في د شغل م ات ق غريب يعكر صفوهما، آان شهر عسل ال يقطعه شيء، وال حتى تصميم اإلعالند هذ راد إال بع ه م م يعرف ذا شيء ل شهر، وه ا الشهر، لم يكن إال الفراغ يمزق أوصاله، أي أوصال ال

ه، وأن انتهائه، أن ما ظنه شهر عسل آامال ومنتظما آان آائنا قبيحا تخللته نسائل الفراغ حتى فرمت . هذا ربما ما ظل ممتعا، أو هو ما أضفى عنصر اإلثارة على هاتيك األيام

سنة، التقى . ببصمة خارجية فراغ محاط د تخرجه وجلوسه عاطال في البيت ل في يوم من األيام، بعمراد بسليمان، صديق من القاهرة تعرف عليه مرة هناك في إحدى مقاهي وسط البلد، فاتحه سليمان

اموس ات عن ق دة إعالن شر " ألف "في مسألة تصميمه لع وي دار ن ذي تن إصداره، أخذ " أبجد "الشرح ليمان ي ة س ة، اإلنجليزي ات أوروبي س لغ ى خم ة إل ن العربي رجم م اموس، يت زات الق ه ممي ل

شرح ليمان ي ذ س ة، أخ ى العربي ات إل ذه اللغ ن ه ة، وم ة والمجري ة واأللماني سية واإليطالي والفرنا رد آأنم ا أم ان وجه ا، وجه سليمان، آ ا مختلف تمام ى شيء م ع إل ان يتطل باستفاضة أما مراد فك

سر صاب بال ل م ى لطف دا إل اره عائ راد قط ستقل م ا لي دما قام واه، عن ن محت رغ م ه مف طان، وجه هوا من قطت س ساب، س دفع الح ه لي راد محفظت رج م ه، أخ ى بيت ليمان إل ضي س كندرية، ويم اإلس

ل . حملق فيها طويال . خطفها بسرعة من يده . لمحها سليمان . انحنى ليأخذها . صورة قديمة له بعد قليه قال أن وجه مراد في هذه ه اسم غريب . الصورة يشبه وجه زميل قديم ل ل ل ال ان . زمي وان ق د ث بع

ل ان نائ ل؟ اسم غريب أوي . اسمه آ د اسمه نائ ل واح راد . تخي ضحك سليمان والتمعت في ذهن مراد، الفكرة النهائية، سحبت مالحظة سليمان تالل ذآريات ليسيه الحرية من مكمنها، اجتاحت ذهن م

بابل مفتاح العالم: نائل الطوخي

14

ة، وجه سليمان هو صورة، آامنة أوغير متحققة، أوحتى تحققت إلى درجة جالبة معها إضاءة بسيط ه ة بوج ة المحيط صمة الخارجي ل هي الب ح نائ ديم، مالم سيه الق ل اللي ل، زمي ه نائ ن وج راط، م اإلف

. لم يتوقف أبدا مجاز الفراغ المحاط ببصمة خارجية عن مداهمة مراد. سليمان المفرغ* * *

راد األرض في اإلعالن األول، من زل م اريخ األحداث، اخت ناحية تاريخ العرض، والثالث من ناحية ت

اس صحراء، وأن ة ضخمة من ال ارة عن رقع ه، آانت األرض عب ذين يبنون اة ال ول والبن ل م ي باب فا اء عمالق ون بن سيناريو آتب . يبن ى هامش ال از، وعل ى شاشة الجه ان يكتب سيناريواإلعالن عل آ

: مالحظةسكن هنا، في هذه ا ا لل د مكان د تحددت بع م تكن األرض ق زال . للحظات المصيرية ل آانت األرض ال ت

ه ا وغامضا ال يعرف أحد الهدف من بنائ ة مع المالحظة (آائنا عبثي اره الذاتي داخل أفك ل تت د قلي بعورة بالفصحى ة والمالحظات الوق ة بالعامي اره الذاتي دونها، أفك ي، تبقى االرض ) الوقورة التي ي يعن

ارة (عتها شقة ع المحارة، اتجابت خالص بس ناقصها تشطيب سا يظل يضحك . يعجب جدا بهذه العبره ) يرتج. بقوة ى تعمي اج إل داخل األرض يحت ر . الفراغ ب يس أآث دخلها . األرض شقة ول ي بي ل الل وآ

سكنون، ) بكآبة وحزن يردد الكلمة . (مش سكان إنما عمال، فواعلية، يبنون وال يسكنون ون وال ي يبندو . وجهه اآلن مكدر للغاية . (وبيناموا مع بعض ه، يب سيئة لغرفت يم، وفي ظل اإلضاءة ال آئيب وحك

وا ) أآبر من عمره بثالثين عاما على األقل شان بيحب وا والد، مش عل شان يجيب بيناموا مع بعض عل . ما أفظع التعاسة والحزن واالآتئاب. يعني حتى المعاشرة بتبقى بنا مش سكن. بعضراد وألن اء، يصيغ م األزمة أزلية، أزمة الفراغ في قلب األرض الذي يحتاج إلى ملئه، فال يكتمل البن

ين الحين رر ب اإلعالن بشكل يائس ومظلم، يعني، مشاهد طوابق بابل مول التي تنهار آلما انبنت تتكد تحطم في قلب المشاهد، ه . واآلخر شيء في النهاية، عندما يظهر القاموس، يكون شيء ما ق ذا ال

ة الالعودة د قطع رحل ة المشترآة، بالتواصل، يكون المشاهد ق ة باللغ راغ، الثق ة بملء الف هو الثقصدع رمم ال اموس ي ذا . باتجاه الكفر الوجودي بظهور ق ل سيبدو ه اموس بالفع دما سيظهر الق وعن

ف وال ي يلم عاص ة ف ي نهاي ر ف ي تظه سعيدة الت ة ال يئا آالنهاي ا، ش ذال تمام يئا مبت رء ش ي ب رجارد أس الب ذا الي سريبه لإلعالن، ه راد في ت د م ا جه ذا م ك؟ ه ة آتل ا يصدق نهاي لمأساويته، من من

و، . والقاتم ع والعشرين من يوني وم الراب هنا يمكننا اإلشارة إلى شيء هام، بعد خروجه من الحمام ير للحظة في بعد أن احترق وجهه بماء النار، لم يصدق مراد أبدا أن وجهه سيعود آما آان، م يفك ول

دوان ار الع ل أث ة . عالج ناجح يعيد مالمحه الفقيدة وال في عملية تجميل تزي ه هو إطال ر في ا فك ل م آشوه ا من الت ه تلقى الخبطة . جانب من شعره وآيه بحيث يغطي مكانا محترم ار أن ولكن ال يمكن إنك

بعض الروم ة، وب رارة النزق رح، الم سليم الم ن الت وع م ا، بن رح م ذلكبف سية آ د : ان ه فق صحيح أنمالمحه إلى األبد، ولكن اآتسب مالمح جديدة، اآتسب تحقيق مجاز عمره، الفراغ المحاط ببصمة من

. الخارج، هذه البصمة هي بصمة سمية هذه المرة، وآان لهذا انعكاساته التي تتعلق بتاريخ العائلةشطط ا ا ل ر تطرف ة األآث ي النتيج راد ه مية بم ة س ت عالق ةآان ين . لعائل ذ أربع ا من وم، ربم ذات ي

أوخمسين عاما، قرر الجد أال يتزوج من الخارج، قرر أن يتزوج بنت بنت عم أبيه التي آان يدعوها، . مراد نفسه لم يتزوج، ضاجع أخته فقط . للتبسيط، بابنة عمه، أما األب فقد تزوج بنت عمه المباشرة

ر من سنة، وعادت شذوذ طفيف حدث في العائلة، تزوجت سمية شخصا ه ألآث ستمر مع م ت ا ل غريبراد . بعدها لحضن أسرتها، التي آانت قد انحصرت في مراد بشكل قاطع وشذوذ أآثر تفاهة، انجذب م

ا انتهى األمر . في فترة لصديقة اخته، منى، فكر في الزواج بها، وفاتح سمية في هذا الموضوع، هنك ادي محن وة قي وق وجهه بق صمتها ف ل . طبعت سمية ب ا، آ ه من أي شخص غيره الي حرمت وبالت

ان . شيء فيه اآلن ممهور بسمية، والمقصود هنا هو قضيبه ووجهه ذه النتيجة باالمتن راد ه تلقى مابوس الخارج، الخارج ائي لك لسمية، حتى وإن تألم بعض الشيء، ولكن ال شيء يعدل اإلغالق النه

. الذي ال هم له إال القضاء على نقاء العائلة

2007 وليو ي 7عدد الكلمة

15

ار عب ام أي اختب صمد أم شة وال ت كالية وه ر، إش د آبي ى ح كالية إل ارة إش ي عب ة ه اء العائل ارة نقحقيقي، وال يمكن تجاهل أن مراد وسمية آانا واعيين بهشاشتها هذه، فماذا آان يمكن أن يحدث مثال

ي، أثر رجع ه ب ر في را، فك ال آثي د أن لو أنجبت سمية من زوجها السابق؟ فكر مراد في هذا االحتم بعر ا، ظل يفك ه به د أن اآتملت عالقت ا، وبع اء : رجعت اخته من بيت زوجه د حبلت أثن اذا لوآانت ق م

ا : شهور حياتها مع زوجها؟ آانت النتيجة التي توصل إليها باردة وال تحتمل الجدل . آان سيقتل طفلها ال ه بإمكانه شاء ثم أمر آخر، ماذا لو نامت سمية مع شخص آخر؟ قال مراد لسمية أن وم مع من ت . ن

رار ة اتخذت الق ره فقط في حال ى . ثم تراجع في اليوم التالي، طلب منها أن تخب الغيرة عل شعر ب م ي لد . أخته وحبيبته ستطيع تحدي ره حتى ي فقط خاف على الكائن المدعو بنقاء العائلة، طلب منها أن تخب

. أهلية هذا الذي سيعاشرهادار شهور في هذه األوقات آان شخص من أيام الد ى م راسة يلح آثيرا عليه، ظل مراد يتذآر نائل عل

ى ديم إل طويلة، حدث سمية عنه، حاول البحث عن رقم تليفونه أوعنوانه، آل ما تذآره هو سفره القام دما ق ا عن ه استطاع الحصول عليه القاهرة ليواصل دراسته األساسية هناك، ونصوص قصصية ل

ى شاشة جوجول ه، ع. بالبحث عن اسمه عل ين سمية بأسوأ مراحل ه وب ر بين ان الجنس يم دما آ نعندما ال يثير فيهما أي إحساس أو رعشة خاصة، آان يقول لسمية، وهوراآب فوقها نصف عار، لو

م . جاء نائل لحل المشكلة آلها رد نع ام معي أحد آخر؟ في سلم . آانت تسأله، وترضى أن ين آانت تستل أما هو فك . لالآتئاب أحيانا بسبب هذا ه ومن نائ ا من ر في أن مزيج د، يفك ان يواصل التفكير فيما بع

ل : يتخيل مشهدا قصيرا . سيكون قادرا على مواصلة الجنس دم نائ وم، يتق ة الن ة في غرف سمية نائموم ة الن ى غرف شير إل ستقبله وي راد ي صالة، م ل ال ه . داخ راد بيدي ستوقفه م دخول في ل لل . يتأهب نائ

ه بك ه ومن يقترب منه، يهمس في أذن ك المزيج من د أصبح ذل ل وق دها نائ دخل بع ات، ي ة، أوبكلم لم . زميل دراسته على حد سواء

ل ل، ليكون نائ داخل نائ راد ب آلمة، أو عدة آلمات، أو نظرة أو لمسة، آل هذا يكون آافيا ليتم زرع مام مع البن . هكذا نصل إلى نقاء العائلة . هو مراد عندما ينام مع سمية اك . تال أحد غريب ين يس هن ل

فراغ يمنح اللذة لسمية وبصمة . فراغ محاط ببصمة خارجية . إال العائلة آلها انحشرت في جسد واحد وة وعنف تمصه، وتلهث، تطلق . تمنح النقاء للعائلة سمية تعانق الفراغ، تلحسه، تلهث، تمصه، بق

ادي راغ، ينتهي بجنس أح ل والف نس، هي ونائ ة ج دأ بحفل ا يب ة، وم راغ أصوات خافت نس، بف الجرر مصير ة، هي من تق وة إلهي ع، بق ورة فوق الجمي ة المحف يس إال بصمة العائل يضاجع فراغا، ول

. الوليد القادم* * *

شاآلة ذه ال ى ه دور عل الن األول ي ان اإلع :آ

راش ق األح ي عم ن اآلن ف دريجيا، نح سم ت ة ترت ه . غاب رض أن ا يفت و م رددا، ه دخل مت شخص يب، يلتفت اإلنسان األول، ولك ديو آلي ة لفي ة طريف ا مقدم ة، آأنه ه إال ظهره، في النهاي رى من ننا ال ن

سان األول إذن ! رباه: نصرخ نحن مندهشين . إلينا بقوته دا اإلن ذا ب وان، ! أهك م يكن سوى بهل ه ل ألنة ة طويل ة أوروبي ه، وقبع ى عيني ين مرسومتين عل يض، مع نجمت الجير األب ه ب وان يغطي وجه بهل

سان . ليس هذا فقط هوالسبب المناسب لدهشتنا . اةآقبعة الحو ل اإلن ا نحب تخي ل سبب آخر، فبينم بي ة والرع رار الزراع ده أس تعلم وح دائي ي ارس ب ل األرض، آف رق مجاه امر يخت ة مغ األول آرحالة ة ذا مؤخرة ممتلئ رط البدان ا، مف ا، مفزوع شفقة، خائف را لل والصيد، فإننا نجد البهلوان مخلوقا مثي

رب . ثة ينظر في آل اتجاه قبل أن يتقدم ومخن ا سعيدة، يقت م أحالم ينام اإلنسان األول بجوار نهر، يحلمنه آائن نعرفه جيدا ولكن ال يعرفه هو، إنه األنثى، المرأة، مرتدية فستانا ذهبيا يكشف عن ذراعيها

ا، ره رائحته ى وجهه فيصحو، تثي ه عل دأ في وظهرها ومشقوق شقا طويال عند صدرها، تمسح ل يبالمسح على وجهها وذراعيها وآتفها بسعادة، يلمس أجزاء جسدها بشفتيه، شيئا فشيئا يبدو واضحا

ه ي بنطلون ضخم ف دا الت الم. ج .ظد أضيف . اآلن البلهوان شخص آبير السن عجوز بليت مالبسه ويجلس وحيدا بجوار نفس النهر وق

بابل مفتاح العالم: نائل الطوخي

16

ه وب علي ر مكت ة "للمشهد قبر آبي د رقي ا ترق ة بخط رديء ، مكتو "هن ة بعربي ي، ألن . ب يجلس ويبكل ر من أن يحتم م أآب سان األول. األل ب اإلن ى قل سلوى عل دخل ال د ي غ حوالي : شيء واح صبي، يبل

ام تحت ا تن سادسة من عمره الرابعة عشر من عمره، يجول وحيدا على مرمى البصر، وطفلة في اله ويمضي . لخرافمعه قطيع من ا . يقترب الصبي من البلهوان . ظل شجرة قريبة يجلس غير بعيد عن

ه بدهشة . في الغناء ه . يلتفت البلهوان إلي ا يقول ا م دو فاهم ة . ال يب رت اللغ رة تغي سنوات األخي في الاء . آثيرا ة األب ا . اختلفت لغة األبناء آثيرا عن لغ ة عشر عام ه أربع سنكتشف أن األب عاش مع ابن

ا وهو يتابع تطور اللغة، يتابعه بأذن غير مدربة ة . طبع ن هو أربع ة االب ة األب وآلم ين آلم ارق ب الفسها شكل نف ا ت ة بطوله د، هي اللغ ا تري ل م ا لتفع دها، من انطالقه ة وح ا من تجوال اللغ عشر عام

ة رى زميل ات أخ ن لغ ستخدميها وال م ن م ضوع ال م دون خ ر، ب وان . وتتغي ان البهل ة آ ي البداي فتلخص ان االختالف ي ه، آ الم ابن م آ د سيرهقه يستطيع فه ا بع ة واحدة، فيم في صوت واحد أودالل

دا اء بجوار النهر . التفكير وستغدو االختالفات بين لغة األب واالبن أآثر تعقي سه للبك سلم األب نف سيشك ينبع من عدم الفهم باألساس . فقط ستنمو بذرة شك منه تجاه آل ما يقوله ابنه . وتذآر المرحومة

. ينم وأمام عينيه، يتخيله شبابا شريرا وساخراولكن أيضا من شباب االبن الذيه "هنا ترقد رقية"يمضي الصبي ويكتب شيئا أسفل ، يكتبه بحروف غريبة، إما أنها لغة مختلفة أوأن

وب م المكت ا ال نفه رداءة، المحصلة أنن وان . خط عربي شديد ال راه البهل ه غاضبا . ي رب من ابن . يقتستطيع يرآله في بطنه، الشاب . يصفعه بقوة ضربات وال ي اآن عدة . يحاول دفع ال دم من أم ينفجر ال

ه . من جسده ات ابن ة، أن هرطق ة الغالي البلهوان يصرخ أن ال شيء سيكتب بجانب ذآرى المرحومري، في . آلها قد تطول آل شيء ولكنها ال تطول رقية العظيمة ود الفق ان، في العم ل مك رآالت في آ

االبن إلى أبيه نظرة هادئة، فيها بعض المأساوية، نظرة مسيح ينظر. الوجه، في البطن والخصيتين . باألحرى، ويموت

ا و آلمن البهلوان يواصل الجلوس بجانب النهر، يغني أغنية حزينة عن العدل الذي يجب أن يتحقق وله النهر . آثيرا ولو أخذ معه آل من نحبهم رب . يلمح من على البعد شيئا يحمل وب . يقت اب، مكت ه آت إن

شر " قاموس ألف "ى غالفه عل ه " أبجد "ببنط آبير ولوجو دار ن ه . فوق دأ في مطالعت ا يحدث . يب هنن . انفجار ما، انفجار لغوي يدوي في عقل صاحبنا ن، االب ه االب ان يقول ا آ ل م سترجع آ اك ي فالش ب

ع الم رائ د ويتكشف عن، عن، عن آ ى ضوء جدي ه اآلن عل تم قراءت ه، ي و . الذي لطالما شك في يرنه . بلهوان إلى قبر زوجته السابقة ال ه تحت جملت ة . يلمح الجملة التي آتبها ابن ة الجمل تم ترجم اآلن ت

ة اآلن ال ". هنا ترقد رقية التي أحبها أبي العظيم أآثر من أي شيء : "آاملة وان النادم صرخة البهلات ه . تسعها الصحراء وال الغاب ا قال م م م يفه ه ل ار ألن ه الب ل ابن د قت دها يموت ح . لق ا بع ا ومكتئب زين

ة . بأيام ة صغيرة ومقرف ا لحي رت ونمت له . يتمخض العالم عن امرأة وحيدة شائخة هي ابنته وقد آب ". هذا هومصير العالم بدون قاموس ألف: "والحكمة النهائية تدوي في عقولنا

سبق : خدعة ثانية للمشاهدين اريخ األحداث، فال شيء ي ة ت بالبداهة هذا هو اإلعالن األول من ناحيذي . اإلنسان األول على آوآب األرض، ولكنه الثالث من ناحية تاريخ عرضه اني وال د اإلعالن الث بع

ل أن تكون ه، مات قب ا ببكارت د مات محتفظ ن ق يضاجع فيه ابن اإلنسان األول اخته، نكتشف أن االبصا . اخته الصغيرة قد أصبحت امرأة بعد ان سينجح في إي اموس الف آ ل المشاهدين وحده ظهور ق

تم اإلشارة في م ت ر، ول م يظه ه ل ا، ولكن بمنطقية إلى اإلعالن الثاني، وحده آان قادرا على تزويجهمل د ظهر قب أي جزء من أجزاء اإلعالن إلى أن موت االبن آان حلما أوما شابه أو أن القاموس آان ق

ات . ارتكاب األب لجريمته النكراء ا إمكان م، ومعه أثر الترجمة، ومعها الفه م ب ذا ت ل ه شر، آ اة الب حيوراء ساعة لل ارب ال الم ال تحدث إال . رجعي، وليس هناك أي أمل في إعادة عق االت صالح الع واحتم

: في ذهن المشاهدين، ال على شاشة التليفزيون، وفي ذهن مراد أيضااخ فزادت ن ش ا أرع يس بهلوان ياء، ول ى األش ه عل ل حكم روى قب ا، يت شيخ حكيم ان ال اذا لوآ ه م

اموس . الشيخوخة حماقة سعيدة، يكتشف ق ه المصادفة ال ع ل ذا وذاك، تق رة " ألف "وفوق ه في فتى دأ في االستماع إل اموس، يب ة الق مبكرة من حياته، بعد إنجابه البنه مباشرة، يبدأ الشيخ في مطالع

ين مع ة ب روق الدقيق ة ابنه، إلى لغته التي تمضي وحدها لتخلق نفسها بنفسها، يسجل آل الف اني آلم

2007 وليو ي 7عدد الكلمة

17

يستعملها هو ومعانى نفس الكلمة وقد استعملها ابنه، يتتبع مسار صوت معين، من أين بدأ وإلى أين ضها ات من بع ال واألسماء وآيف تنحت الكلم صريفات األفع ة حول ت دون مالحظات دقيق انتهى، ي

ادرا . البعض ا ق م أما آان لينتهي الشيخ عالما في فقه اللغة؟ باحثا أآاديميا محترم ى فه يس فقط عل لاني من بعضها واللعب باألصوات، د المع ى تولي ضا عل بعض اللغات بجانب لغته ولغة ابنه، ولكن أيا م م ى فه ات، وعل ا من اللغ وفوق هذا وذاك، قادرا على فحص مالمح الجيل الجديد، من البشر مثلم

. تفعله أربعة عشر عاما من االختالف بينه وبين سليله الوحيد . مراد هذا االحتمال، يظل محتفظا به في عقله معتقدا أنه قد ينفعه بعد ذلك يوماال يكتب

)3( رد . لم يكن مراد موجودا . آنت نائما مع سمية م ت فقط ربتت . سألتها من أحبته منا أآثر، أنا أم هو؟ ل

وع ذا الن اء أسئلة من ه م أتوقف . على وجهي وطلبت مني التوقف عن إلق سؤال بعنف . ل . آررت الك؟ . سنتزوج وننجب طفال . "طلبت منها أن ننجب . صمتت تماما سخرية وواصلت " ما رأي ابتسمت ب

شبهني؟ . انت تعرفينه اآلن وقبل الحادثة "بتضرع سألتها إن آنت أشبهه . الصمت سرح ". هل آان ياه هو . في النهاية قالت ال أعرف وأدارت وجهها إلى الجهة األخرى . عقلها بعيدا ا حك ا سألتها عم له

ديها . قالت آان يقول عنك رجل طيب . عني ة ل ى إجاب أشعلت سيجارة وخرجت . يأست من العثور عل . على العموم، آانت هذه لحظة استثنائية، لم تتكرر آثيرا. إلى الشرفة ألدخنها

* * *

راد سان استفانو ألآون . في ستة أشهر آنت قد حفظت جميع غرف بيت سمية وم استأجرت شقة بل وال أمكث إال ساعات . هماقريبا من ار أواللي ات الدراسة . أزورهما في النه ا . نحكي عن ذآري أحيان

ى . ندخل معا غرفتها . أمسك بيد سمية ننام مع بعض بسرعة، ونخرج لنجد مراد قد عاود جلوسه علا بنفسي . الكمبيوتر في غرفته ه أن . عرفت أشياء آثيرة عن حياتهما، ما سمحا لي بمعرفته وما عرفتر ا . لم يخفيا عني الكثي ا شريرة منهم يس لنواي اه، ول دم االنتب ان نتيجة لع اه آ ا أخفي ل م ذه . آ في ه

د م يع ه ل الفترة آنت قد تنازلت تقريبا عن حلم التطلع في وجه مراد ومقارنة مالمحي بمالمحه، أوأنإال بشكل مخفف استسلمت ليأس لذيذ وتوقف الحلم القديم عن زيارتي . يشغل جانبا مهما من تفكيري

وهم اآلن أطفال فعال، أطفال رائعون . أنا في مدرستي القديمة ومحاط بزمالئي القدامى فحسب : تماماا يحدث . وممتلئون بالحيوية ذآر م يهم وال يحدث شيء، أوأنني ال أعود أت ول آدت . أظل محدقا ف أق

أة صغير وال مفاج راد ل ديم مع م شابهي الق وم أتوقف عن التفكير في موضوع ت ا في ي ة تعرضت لهشان ا يعي ا أنهم ت فيه راد تحقق سمية وم ارات ل د خمس أوست زي سمبر، بع ام شهر دي ن أي ارد م باء ارف واألقرب الجيران، وأن األصدقاء والمع ا ب بمفردهما تماما وأنه ال عالقات من أي نوع تربطهم

د زوج الفري اء . ليسوا إال آائنات فانتازية بالنسبة لهذا ال و في أثن ا صوت صراخ يعل وجودي ببيتهمرت . أسأل سمية من هذا الطفل . طفل رضيع فتقترب مني وتلمس شفتي بأصابعها قائلة لي أسئلتك آت

ه ساعتها . أتذآر آالما قديما لها عن فترة حملها . يا ننوس م أنتب ي . ل ا حللت المشكلة في عقل أوربمل . األمر بافتراضي أن حملها قد سقط، أولم يقدر له االستمرار وانتهى أسألها . أنظر تجاه صوت الطف

ا . تنظر في األرض فحسب . ال ترد بشكل مباشر . إن آان ابن زوجها أم ابن مراد راد . أصرخ أن ن م ابن زوجك صمت. أم اب رتبكتين وضعيفتين. تواصل ال ين م ي عين ع إل ل ترف د قلي م . بع ا ل ي أنه ول ل تق

سابق ا ال ا طويال . تنجب من زوجه وم . أصمت أن ة سمية أد. أق ى غرف ى . خل إل ل عل اك الطف ان هن آه وأتفرس في . أرفعه بين يدي وأتأمله طويال طويال . سريره الصغير ع إلي ا أتطل ع ساعة وأن تمر رب

: تجلس بجانبي. في النهاية، أجلس بجواره وقد وضعت آفي بين يدي، تقترب مني سمية. مالمحها . وهو أيضا . أحببته بجنون . خفنا أن نضيع في الهواء . ـ آان البد أن ننجب يوما د هوم ا أن خال قررن

.يمكن له أن يشهد على وجودنا، يشهد على هذا الشيء العظيم الذي أحس به آل منا تجاه اآلخرآانت تقول هذا وهي تقبل عيني وأنفي وشفتي، وهي تضمني من إبطي وتفك أزرار قميصي، وهي

شبه ا . تربت على قضيبي بحنو شكل ي ة جاهزة في النهاية، وب ى آل لمعجزة، يتحول العضو الرخو إلل وة . للعم ضاجع بق ا، نت ن أخيه ا واب ام ابنه مية، وأم رير س ى س ي. عل ت : "تهمس ل ا أن د ابن تري

بابل مفتاح العالم: نائل الطوخي

18

ك . أنجب لك ابنا ترى نفسك فيه . سأآون أنا العنصر المشترك في المسألة . "أنظر لها ". اآلخر؟ ابنا لدورة مالمح يكون أخا لخالد، ابن مراد، ترى فيهما معا د صقة ب ا ملت ك يوم ورة المالمح التي آانت ل

ى . تتحقق من التشابه بينهما . زميلك القديم ا عل رى إجابته ك ت راد وحول ة حول م وآل أسئلتك القديم ."صفحة وجه ابنك وأخيه

ائع . ال أستطيع تمييز آالمها. أشعر بدوي رهيب في عقلي ا أنني ج ى المطبخ . أقول له وم معي إل . تق .أفقد الوعي لدقائق ثم أتحامل على نفسي وأقوم. أقع على البالط. بخ أفقد توازنيفي المط

* * *

ا مستهدفة، ل أنه زة، أولنق راد وسمية هي صالة ملغ لم أتخلص أبدا من إحساسي بأن صالة شقة ما، وسائر الغرف . بشكل ما أوبآخر، من لغز يحيط بها شقة من حوله الصالة تطل على سائر غرف ال

دامغلق تح أب ي . ة ال تف الس ف ا الج رف، أن ك الغ ي من إحدى تل در سينقض عل أن الق ا ب شعرت دومرة راد للم ائي بم ة، لق اة صادمة، مفاجئ زع، حي شكل مف ا ب اة حوله دور الحي ي ت صالة الت صالة، ال الصالة، وسيحدث من سفرة في ال ى آرسي ال ا جالس عل ا سيحدث وأن ل، شيء م األولى، بكاء الطف

د . األبواب المغلقة من حولي اتجاه أحد ك تحدي في النهاية، ال يمكنك تحديد مصدر الخطر، ولكن يمكنآنت أتطلع إلى جميع الغرف المغلقة من حولي عندما . هدفه، آانت الصالة هدفا سهال لعدوغير مرئي

ده اب ال أستطيع تحدي رة ب دير أآ د ت ضبط، وصوت ي ة ال أعرف مصدرها بال أة، من . سمعت جلب فجي . مراد، تخرج سمية محتضنة طفال صغيرا غرفة سلمه ل ي . تقترب مني وت ول ل ك : تق ا . ابن أنظر له

ذهب . تضعه أمامي على السفرة وتمضي . أتردد في اإلمساك به . بفزع، ثم له ن ت أحاول . ال أعرف أيذا ق ث، ه د اللحاق بها ولكن قدمي ثقيلتان، أو أن الطفل يمسكني بقوة وآأنه يستبقيني، أو شيء ثال ي

ن ان ل ذا المك ا، في ه ذه اللحظات، أدرك أنني سأآون هن د ال أعرف مصدره، في ه ه، قي يربطني بشة . أبارحه، وأنني سأظل ما حييت ملتصقا بالطفل أصحو على شيء ما يداعب أنفي، سمية تقرب ري

ا آتك : تقول. أنظر لها مفزوعا، تقبلني على خدي قبلة طفولية . من وجهي وتالطفني ا حامل ي . وتيأن .فكر في اسم البنك

* * *

اردة يظهر . يجلسان على قهوة البورصة . في القاهرة يلتقى مراد بسليمان بعد أشهر طويلة من المطه سليمان . سليمان أخيرا، يقول أنه آان في البحرين، ربما يصدقه مراد وربما ال، هذا ال يهم . ال يعرف

ام و . يسأله عن سبب تشوه وجهه ه االهتم ا أصابه ويبدوعلي ا . الحزن الحقيقي لم ل منهم اآلن مع آ .شيشته وشايه وينظران إلى بعضهما صامتين

ه سليمان ". ألف"يسأل مراد عن مصير قاموس ا من يسحب . يقول أنه آتب آل اإلعالنات التي طلبهز . سليمان نفسا عميقا ثم ينفثه آله في وجه الفراغ ه الترآي رد . يبدوعلي ل ال يال قب أنى قل م ي . يت سأل ث

ذي ستصدره " أبجد"أي قاموس هذا؟ يذآره مراد بدار اموس ال ه . وبالق ى آتابت ا عل ذآره باتفاقهم يذا الموضوع . يقول سليمان أنه تذآر. إعالنات عن هذا القاموس شر عن ه . ويعد مراد بسؤال دار الن

سأله سليمان . آان في البحرين وال يعرف أي شيء عما يحدث في القاهرة ا أخي : "قبل أن يقوما ي ي "مش ناوي تعزمنا على أآلة سمك حلوة عندك في اسكندرية؟

* * *

زواج من شخص آخر . آثيرا ما ألححت على سمية بأن نتزوج ا ال ه ال يمكنه ول أن . آانت ترفض وتقا هي . لم أآن أريد الزواج بها في حد ذاته . وأن زواجها األول آان خطأ آنت أشتهي طفال منها، ومنه

وبرغم هذه الرغبة مني، آانت أحالمي تعمل في االتجاه المناقض . ربما أآون قد أحببتها بالذات، أي، ا ا آانت أحالمي . تمام در م ى ق ة، وعل ا، بمأساة حقيقي ة م ي تنتهي بكارث ل ل ل أحالمي بطف آانت آ

ي تنتهي بالرعب، شيئا آانت أحالمي بطفل ة شيئا ف بتالميذ المدرسة القدامى تتحول إلى الرومانتيكيى وجهي ار عل اء الن ا، بقذف م ا تمام ا من ال صار قريب ل . بعالم سريالي ما، بصفعة، أو، في مث الطف

2007 وليو ي 7عدد الكلمة

19

ي ا عل دو ناقم ة ويب ة غريب يكبر أمام عيني بسرعة، يسمن ويتحول إلى وحش صغير، أو يحدثني بلغذا المالك ق ر في أن ه ه وأفك ع إلي د يخفي أوساخرا مني، أو الطفل مالك وديع يرقد في أقمطته، أتطلي دو مستعدا لقتل ل ويب ا الطف رق عين ذا حتى تب ر في ه أصحو . مسخا ما، مشعرا وآريها، ما أن أفك

م ل حل د آ ا بع ا وعرقان ى . مفزوع دعوني إل ي وت م فتطمئنن ا عن الحل ا وأحكي له سمية دوم صل ب أتت لها أن آل مرة شرح . في بيتها تسألني إن آنت خائفا من اإلنجاب، اقول لها أنني ال أعرف . زيارتها

ذه اللحظة، هل ظلت مالمح شبهني حتى ه ما آنت أريد هو اإلجابة على هذا السؤال، هل ظل مراد يذا ة تحققي من ه في . (آل منا مقيدة في مالمح اآلخر؟ قلت لها أنها أفسدت آل شيء وعطلت إمكاني

ذا، أي ش د فعلت ه ا، الحقيقة، آنت دوما ما أفكر بيني وبين نفسي إن آانت سمية ق وهت وجه أخيهال حلمي ة اآتم ساد إمكاني د، إلف ده شهور ). لهذا الغرض بالتحدي ا عن ا وجدت ابنه دما جئت أن . وعن

د . هي حامل اآلن . هنا فاتها شيء . حسنا. اقترحت هي علي أن أراقب التشابه بين ابني وابن مراد بعد سنة إال . ستة شهور سيكون عندي ابن ه خال شبه . شوية وسيكون الفرق بين ابني وابن سأراقب ال

د سنة إال شوية . بينهما متأخرا م أعرف . (ما سأراه على وجه خالد اليوم سأراه على وجه ابني بع لدة )آيف أصيغ الجملة التالية بشكل أقل مجازية راءة الجري ا سمسمتي، هو ق ، هو التطابق المؤجل يا . بشكل يومي ولكن متأخرا عن ميعادها سنة رة سكتت عندما شرحت له ذا في أول م رة . ه وفي الم

راد . الثانية أخذت تضحك آثيرا ة م ى . جذبتني من يدي إلى غرف وتر واطلعتني عل اك فتحت الكمبي هنان، شهر ونصف . "ملف يحوي صورا لخالد ة . عنده يوم ل مراحل . ثالث ل صوره في آ ه آ ا ل جمعن

."بس آدا. آل ما عليك هو مطابقة وجه ابنك بهذه الصور. عمرهى وجه . عموم لم يحل هذا مشكلة الجريدة البايتة، وقعت أسيرا لفكرة واحدة على ال ل شيء أراه عل آ

ذ . ابني سيكون قد وقع مثله على وجه ابن مراد منذ سنة ع من د وق وم ق دة الي رأه في الجري ا نق ل م آشر، هو ال . سنة ة للب ا في منحة آريم وح لن وظ، المفت وح المحف اب الحدث هنا، ال الجريدة، هو الل كت

. الذي ينبئنا بما سينشر في الجريدة بعد سنة إال شويةالم رعب ى أف زداد أحالمي توحشا، تتحول إل امي، تمر وت ر أم : تمر األسابيع وتظل بطن سمية تكب

ة الء الدراس م زم ال، ه ن األطف ة م ة، غاب سيه الحري بة، لي ي مدرستي بالمناس ا، ف ة أسقط فيه غابم نس د، آله ه السابقين، بفارق وحي ا أتوقع د، من سمية ومن ابني آم راد، من خال . خة مني ومن م

ا سي فيه ي أوقعت نف ك الت ة تل سي أي عائل ائم، أسأل نف ا ن ا . أصرخ وأن ا إناثه شبه ذآوره ة ي عائلعندما آنت أصل إلى هذا الخاطر وآنت في الوقت . ويتناآحون فينجبون أطفاال هم نسخ مكررة منهم

ا نفسه أتطلع إلى بوادر والدة س ه هم ا ل ا خطط ل إال م م أفع مية اآلخذة في االقتراب آنت أدرك أنني ل .من البداية، وأنني مجرد رقم أضيف إلى رصيد عائلة محمود المدني، مجرد رقم أضيف إليها بحنكة

ي شعرة ه . اآلن لم تعد سمية تثير ف سبب شيء آخر، ال أعرف ا ب ر، وإنم ذي آب ا ال سبب بطنه يس ب لصدد وإنما أحسه بقوة، م ي أنني ب د ل رة آانت تؤآ سان، أشياء آثي ات ل المح معينة لها، نظرات، فلت

ان . الوقوع في فخ آبير، أو أن هذا ليس هو المقصود بالتحديد المقصود أنهما، هي ومراد، آانا يعرفم أنا ل : هنا أعود إلى مثال الجريدة البايتة . ما سيحدث، آانا يقرآنه ويحضران له، أما أنا فكنت الفاعل

ى وجه ابني سم عل ا سيرت ل م أشاهد خالد منذ والدته، لم أتابع مراحل نموه في الواقع، وبالتالي، فكى . من مالمح، آل هذا هما يعرفانه وال أعرفه أنا ستظهرانه عل ا ي منح اللوح المحفوظ لهما مرة وهم

م أستطع أن أن . لهما الفعل ولي استنساخه . جسدي ام مع سمية أحسست بكل هذا شرا يترصدني، ولة . أجلس في الصالة وحيدا، عندما ال تكون موجودة . صرت أزورهما . مرة أخرى أرقب الغرف المغلق

واب من حولي ام . األب ي بعض الطع د ل ه، أع ورد بغرفت ى الكيب راد عل ة أصابع م أسمع صوت تكتكرأ ا أو أق ر . أحيان وال أنتظ ل األح ي آ ن ف دو ل . ولك تح م ه ف يأتيني ب ا س ة م اول معرف ن أح ا م اب م ب

.األبواب المغلقة حولي، أو أنام، وأحلم بالتأآيددو . أراقب شرحها للتالميذ . أجلس مع المس . أزور المدرسة : يتكرر الحلم القديم في أشكال مختلفة يب

ا شابه ة . أنني أزور المدرسة في شكل مفتش أو م ردات اإلنجليزي ذ في إحدى مف يخطئ أحد التالميى . تعني هو وليس هي Sheيصر على أن . خطأ شنيعا ة عل ة اإلجاب ام ليخبرني بكيفي ه القي أطلب مند . هذا النحو رد الول ة . ال ي دقا في عيني بنظرة واثق رد . فقط يظل مح ى أن ي ه بصوت أعل . أطلب من

بابل مفتاح العالم: نائل الطوخي

20

ى نتيجة . يقول أنه يصر على ما قاله يتحدث عن مشكلة فلسفية ولغوية ما لم يستطع أحد التوصل إلم مة بخصوصها، ث ة حاس ردات إنجليزي ه مف ى آالم دخول إل ي ال دأ ف دريجيا تب ى . ت ول إل دها يتح بع

صاله د إي ا يري ى حسب م ة عل ة والبريطاني ين األمريكي ا ب راوح م ة تت ا بلكن ا، ينطقه ة آلي اإلنجليزية ارة بالغ ل شيء . وبمه ائق آ ول في عشر دق ي في محاضرته . يق ر أدب ة تعبي ر من مئ ستعمل أآث ي

. أنا مأخوذ بلغته. قرات من شكسبير ووليم وردسوورث واللورد بايرونيستشهد بف. القصيرةة . في النهاية، عندما ينتهى من الكالم، أحاول مجاراته دو النتيجة . أنطق ببعض الكلمات اإلنجليزي تب

ة سة وهزيل سبير. بائ نفس المقطع من شك شهاد ب اول االست ين . أح ه وب أمزج بين ذاآرة ف ونني ال تخول . ال يسمح لي الولد بإآمال آالمي . إآو ألقيها بعربية بليدةمقاطع من إمبرتو سرعة ويق اطعني ب يق

ة . أن آل آالمي غير منطقي وغير مفهوم . يواصل آالمه باإلنجليزية وقد تخللته جمل روسية وألمانيورا . تبدأ األصوات آلها في التداخل عندي يخرج . أطرده من الفصل . ال يتوقف . أطلب منه التوقف ف

م . تشيا باالنتصار من ة . ال يتوقف شريط الصوت في الحل وة عنيف ي، بق راره في عقل تم تك ه ي ل آالم آردد ا . يت ا ومفرداته سها، بلغاته رر نف ه تك يل مرافعت ضا، تفاص ة أي ل برتاب ط، ب ذا فق يس ه ول

ي دوي في عقل ا ت اعين . واقتباساتها، آله نفس اإليق دا، ب م جي ذآر الحل دما أصحو أآتشف أني أت عنسفيا . أبدأ في تدوين آالم الطفل بسرعة . مختلفين له، إيقاعي وإيقاعه ال صا فل د آتبت ن أجد نفسي وق

ة، ى العربي ه إل ه، في حال ترجمت وأدبيا عميقا بلغات متعددة، نصا أدبيا لدرجة أنني فكرت في إلحاقا، بنفس إنجليزيتي أحاول قراءة ما آتبته، ال أتمكن من النطق إال وفق إيقاعي أن . برواية من رواياتي

اعين ا اإليق ه أن ذي خلقت في ا، وال الرثة، آأنني آتبت ما يمليني إياه الطفل، مستقال بذاته، ال حلمي أنصوتين، صوتي وصوته سيرني. وال ان ي ا آ وح . صوته هو م رأ من الل ل يق أن الطف ر آخر، آ أو أم

ن حدث صار منذ سنة إال شوية، المحفوظ، وآأنني مجرد ناسخ لما قرأ، آأنني ناسخ أتلقى األوامر م . وها قد أتت الجريدة البايتة لتنشره على صفحاتها

* * *

دهم سمك . اتصلت سمية بي وطلبت مني زيارتهم اليوم ي أن عن وم؟ فقالت ل في . سألتها اشمعنى اليسين مع ضيف ا جال اهرة . بيتهم آان ه ضيف من الق راد إن ال م ى . ق رود وجلست عل ه بب سلمت علي

اق . ةالمائد صدم األطب ين . لم يقطع صمتنا على المائدة شيء سوى أصوات الشوك ت ي ب راد ينظر ل مة مني دو مالمحه قريب ذي تب ى الضيف ال م إل ة . الحين واآلخر ث ه بدق ن رأيت ذآر أي شبه . ال أت ا ي ربم

ره ا ال أذآ صا م اهرة، . شخ ي الق ة ف ام الدراس ن أي ي م ديما ل ديقا ق شبه ص ه ي رر أن شيئا أق يئا ف شأسرح قليال بذاآرتي مع سليمان، صديقي القديم، أسرح مع . استثناء صلعته المبهرة ووجهه األمرد ب

أفكر أن وجه سليمان . وجهه األسود المشعر، وأتذآر خط الشعر الذي آان فوق شفتيه في تلك اآلونة بي دو ش ضيف الغريب اآلن يب رة، وأن وجه ال وجهي في تفاصيل آثي بيها ب ون ش ان مرشحا ليك ها آ

وال شبه وجهي ل ان ي راد آ د، وأن وجه م بوجه سليمان في آل شيء باستثناء تلك التفاصيل بالتحديا تشوهه باألسيد، وأن وجه سمية يشبه وجهي، ووجه مراد القديم، لوال آونه وجها حريميا، وأن آلن

ا، فرا ا عظيم ة من المالمح، غياب ا، هوة عميق ا رهيب شبه فراغ ا انطبقت سويا على المائدة اآلن ن غم ا ل دا من دو أن أح اة يب ا في حي ا جميع ه، بصمة من مالمح مفترضة آانت لن عليه بصمة ال تمت ل

ا م يحققه شها ول ذا . يع ل ه ا ضبط آ ن بإمكانهم ا م ا، هم ي بطنه د ف ائن الجدي ه الك د، ومع وأن خالدورهما تعم ا من بمق الم، وتكوين صورتين نموذجيتين لكل ما آان يجب أن يكون ولم يكن، هم ر الع ي

. ملء فراغاته، أو أن هذا ما سأتحقق منه في األيام القادمةأتذآر الفصل المدرسي الذي يبدو آسفينة مال جانبها بسبب ثقلها، ثقلها النابع من تواجدي أنا ومراد

ه ذي نجلس في ان ال ع زيت هي المك ل من . في نفس الرآن، أوالماء الرائق المحمل ببق ى آ ع إل أتطلالبحر آلن. حولي الم ضخم آ رة في ع ة زيت آبي ا بقع سفينة، آلن ون اآلن . ا اآلن انحراف ال نحن مثقل

ات . ينظر لي الجميع . أضحك بصوت عال . بالفراغ، الفراغ الممهور ببصمة مجهولة المصدر ألملم فتدمي ى األرض بق دة وعل ى المائ بط عل ا أضحك وأخ ن وجهي وأن اثر م ذي تن سمك ال راد . ال شير م ي

ا سمية إش ا ل ى غرفته دخلني إل سندني وت مة فت ا . رة حاس ا تمام د احمرت اي ق ون عين ا تك ي غرفته ف

2007 وليو ي 7عدد الكلمة

21

ور . تشير إلى شفتيها طلبا مني أن أخفض صوتي وال أستطيع . ومضيت غير قادر على آبح نفسي أآديها من الضحك وهي . تمسكني بقوة وجسدي آله يرتعش . قبضتي وأخبط على آتفها ين ي تفض ب أن

اب . أضحك ممسكا بفخذيها . أنا اآلن على السرير ورأسي على حجرها . قوتهاتحاول ترويضي بكل لعا . وجهي اآلن عند عانتها . آثير يسيل على قميص النوم الذي انحسر عن ساقيها أواصل القهقهة وأن

ا استطعت سماعه من خلف ذا م د، أو أن ه أوه وتطلب المزي افكر في هذا الخاطر وهي يبدو أنها تت. يداي على صدرها العاري تمهدان لشفتي الطريق . ك التي آانت ترن في الغرفة آلها انفجارات الضح

ا . ألحس حلمتها منتهزا آل فترة راحة لمواصلة الضحك ا تمام أخبط آفي ببعضهما عندما أآون فوقهام . شيئا فشيئا، عندما يتم القذف أخيرا، أهدأ . ويكون قضيبي في رحمها نفس بانتظ تنظر . أبدأ في الت

بعد دقيقة نسمع صوت الضيف . سمية وتسألني ماذا أضحكني؟ فأقول لها أنني تذآرت فيلما قديما ليرة . تطرطق سمية أذنها لسماع ما يقول . من الصالة م . لم تكن آلمات آثي ا ث ين فقط قالهم آانت جملت

:ساد صمت عميق بعدهاراد" ا م ي ي ا اسف. حبيب ة. ان اموس وال حاج يش ق الولي مف ك وق ن . آلمتهمل ه م اويين علي انوا ن آ

."يالال خيرها ف غيرها يا زميلي. سنتين بس ربنا ماأرادش* * *

ه . األثاث في غرفة مراد ليس آثيرا ه أمام وتر وفوتي از الكمبي ه جه اك . سرير ومكتب علي م تكن هن ل

ا، . مرآة واحدة في الغرفة ام من المراي ور ت راد نف ا في قلب م ضبط، نم ة بال ا ربما بعد الحادث وزعهوتر عن آداء ل شاشة الكمبي ة في تعطي سيئة للغرف آلها على سائر أنحاء الشقة، وتكفلت اإلضاءة ال

ه، وثالجة . وظيفتها آمرآة احتياطية و خلف المكتب وخلف الجالس علي ى آومودين فقط أباجورة علا . صغيرة، وحوض ى أسبوعين أحيان دة، تصل إل ام عدي ال أي سا باألخيرين تمكن مراد من احتم ، جال

راد . وحده في الغرفة بدون أن يخرج ولو ساعة ا م ك يمر به ففي النهاية، في فترات دمار نفسي آتل . آثيرا، لم تكن رائحة البول أو الغائط أآثر األشياء إزعاجا

ا هو . في هذه األيام فكر مراد مرارا في تغيير غرفته ة التي أغلقه ة الثالث ى الغرف ال إل ر في االنتق فكدا . ستعدادا لخالد عندما يكبر وأخته ا ة بالعمل المستعجل ج ى غرف ة إل ى . لم يكن االنتقال من غرف عل

ا . العموم، آان لدي مراد ما يفكر فيه بجدية قبل أن يبدأ في أعمال النقل ه م د ل طلب من سمية أن تعه بعض الوقت ى . يكفي من الطعام ألنه يريد البقاء في غرفت ذا سمية الموشكة عل م يرهق ه والدة ل

ومين . تبد وصعبة من بشائرها، آانت تعرف جيدا ما هو بصدد عمله دار ي ى م ل عل م . أعدت له األآ ث .جلست تنتظر

اموس . آان أول يوم بالنسبة لمراد سهال ون ". ألف "آان يوما لقراءة اإلعالنات التي آتبها عن ق يلام باألحمر على بعض المقاطع ثم ينتهي من القراءة في التاسعة مساء الي يصحو . وين وم الت . في الي

: يبدأ في رص االحتماالت الممكنة لإلعالنات الثالثةززة . في البداية، يقتل األب، البهلوان، اإلنسان األول، ابنه دة شائخة ومق رأة وحي الم اآلن هو ام . الع

ا، عمر آوآ . تأآل أوراق الشجر، وتعيش مع الوحوش شر بموته م ينتهي الب ا ث ب تعيش ثمانين عامشره م يقظة قصير . األرض هوعمر ب شر حل ان الب ا، آ ا له انون عام وان وثم ا للبهل ون عام . هوثالث

ام . فكرة لم تكتمل وانتهت قبل أن توضع موضع االختبار الجدي ى األم وان : أو سنوات أخرى إل البهلات ة ممار . م ا، إمكاني ع أمهم ا م ر أبوهم التي م ة آ به إعجازي ي صدفة ش اه، ف شف ابن سة اآلن يكت

ا، . الجنس اد بينهم ولكن يا حرام، هو يتحدث بلغة غير التي تتحدث بها، ال يمكنهما ممارسة جنس جر ا هي تعبي أن األصوات التي تطلقه اده ب ا اعتق ل ربم خاصة فيما يتعلق بحبه لإلتيان من الخلف، وب

ين في النهاية يموت آالهما، عجوزين . عن الضيق أآثر منها عن اللذة المقترنة باأللم . وحيدين عقيم .خواء العالم من بشره هو القدر الذي ال فكاك منه

ر في الصحراء . ثم، إذا واصل العالم حياته بمعجزة، تتفق مجموعة من مهندسيه على بناء مبنى آبيشتاء ي ال ر ف م المط صيف وأذابه ي ال د لوحت رؤوسهم ف شمس ق ون ال ارات . تك دة اختب يجرون ع

ا مبدئية فيما بينهم، ويقررون ة وإنم ايتهم من العوامل الجوي ى حم يس فقط عل ادر ل ذا ق أن بناء آه

بابل مفتاح العالم: نائل الطوخي

22

صحراء ات وال ون عوضا عن الغاب شر ويك ل الب ه آ ز في ا، يترآ شرية آله وان الب ون عن ى أن يك علا ة هي م ه وساللمه الطويل بعض وسراديبه وأقبيت ضها ال ى بع ة إل ه المؤدي يس إال غرف ار، ل واألنه

امت ول إق ى ط شر عل يحيط الب بس ي الكوآ م . هم ف ه اس ارون ل يتي"يخت ابيلون س شروع ". ب ذا م ها ضا م ا هي أي تم، ولكنه ذا المشروع أن ي ا ستتيح له دة هي م ال الممت ة، وحدها األجي ال طويل ألجي

وط التواصل ل . ستقطع خي اآن الهيك ل أم دادها في آ ة في المشروع وامت ال العامل شعب األجي مع تاء العظيم للبناء تنمو اللهجات، يب ان البن دبيب في أرآ وط . دأ الخلل في ال ة، تقطع خي د العزل مع تزاي

رة مهندس أندونيسي الحوار، نلمح تشققات في البناء العظيم، البناء ال يتم بطريقة سليمة، يقولها ما . فيحسبها عامل جزائري إشارة إلى أن هذا هو مشروع القرن اء تمام ار البن ة، ينه ة خاطف في حرآ

ه ى من في ر. عل شري د خوى من الب الم وق ه الع راد أمام وم . ى م ذهب للن وتر وي از الكمبي ئ جه يطف .مرتاح الضمير

اموس . آوآب مفخخ بإمكانيات خرابه م . هكذا أراد مراد األرض بعد انتفاء إمكانية وجود الق ن : يحل لة . ينجو العالم من العوائق التي تحيط طريقه ة والثالث ستقابله الثاني ى ف ا ثالث إن نجا من األول ، آأنه

ق اريخ الخل ارق في عنصر واحد . مستويات في لعبة آمبيوتر تدور حول ت دة : الف ا مؤآ . النتيجة هنالموت . فشل الالعبين، البشر، في أن يتكونوا ذا يمكن فقط . يسترجع مراد تاريخ العالم ويزرعه ب هك

. عة على الكوآبوهكذا يمكن الرد على البصمة األولى المزرو. الرد على عدم وجود القاموسسميه ا ن شكل م ب فت طح الكوآ ى س دوي عل صمة ت ول ب دور ح ة ت ات الثالث ة اإلعالن ت مقدم آان

وعبر زرع الخلل في . بالتضاريس، الندوب العميقة، البثور، مالمح التشوه والهرم على وجه األرض ران شر والعم ه من الب ى صميم اللغة، عبر تشقيق وشرخ مبنى بابل العمالق، عبر إخالئ وقصره عل

ه، ضارة وجه ى ن الزواحف، يرد مراد العالم إلى بكارته، إلى خوائه وصحراويته، ولكن باألساس، إلد أن آتبت تاريخه ه، بع ان في ل مك د في آ بعد أن أسهمت البصمة االفتتاحية األولى في زرع التجاعي

ق ال ى خل ا تمر ساعات عل ا ممالة الطويل على سطحه الطفل، آتبت السنين الطويلة ولم الم، آتبته ع . من اللوح المحفوظ

. آل هذا ولم ترد في حلم مراد أية إشارة إلى ماء النار، ولو لمرة واحدة* * *

. تم اآلن إخالء غرفته تماما لخالد . انتقل مراد بشكل نهائي، ومعه جهاز الكمبيوتر، إلى الغرفة الثالثة

ة باسم ى الغرف شيران إل ة "أصبح مراد وسمية ي ال غرف ذي صارت "األطف د والبني ال ، إشارة لخالة في اسماء . والدته قيد أيام فحسب والذي لم أتوصل إلى اسم مالئم له بعد ال طويل أفكر مع سمية لي

د . عدة ال يروقني أي منها ة مع خال رات طويل ازحني سمية، . أجلس في هذه األيام فت ا تم أتمرن، آما . ت متحمسا لقضاء أطول وقت ممكن معه صر. أوأنني أحببت خالد فعال . على األبوة ذا مريح وآان ه

.لسمية التي لم تكن تشعر باألمان إال وهو بين يديه . األمطار تهطل بالخارج . ألعب مع مراد الشطرنج مرة ال أستطيع تحمل البرودة بالصالة فأقترح علي

ى ال . الدخول إلى غرفته القديمة األآثر دفئا ه إل شطرنج وقطع ايلي . داخلننقل لوحة ال أبحث عن موبه سنعرف مكان رن ف دما ي ه عن أن ال أتعب نفسي، ويضيف أن راد ب ي م ول ل داخل . آلخذه معي فيق بال

ى األرض . نعاود اللعب ا عل ن . خالد نائم على السرير، ولوحة الشطرنج مفروشة أمامن راد أي أسأل مه ال يعرف ول أن صباح؟ يق ردف . سمية ولماذا لم تظهر من ال ل ي د قلي ا صارت ال تطاق بع . أن حياتن

أله ز رأسه: أس ا؟ يه ا آلن ا وسمية: حياتن صد أن ه . أق ل ل ام في ي أم ة ل سقط طابي ة ت ذه اللحظ ي ه . فدور ذا ال صار . طابيتي التي سقطت آانت واحدة من أآثر القطع نشاطا في ه ذا االنت أثرا به دو مت ال يب

شرود . المرحلي له بعض ال سلم ل ل . يشعل سيجارة ويست د قلي اتوا بع دعين م را من المب ول أن آثي يقالقلق . منتحرين، ولكن المفارقة انهم ماتوا منتحرين السباب ال تتعلق بإبداعهم سر . أشعر ب م ال ال أفه

ي . ينظر في األرض . في هذا الخاطر السوداوي ه ال يلتفت ل ع في وجهه طويال ولكن د . أتطل أآون قا . الطرق للهروبتأهبت ألآل ملكه بوزيري بعد أن سددت عليه آل ضا وعميق . يفلت صوته منه، خفي

وم ة الي ي أن سمية تعرضت لحادث ول ل يارة . يق ا س دما قتلته ورنيش عن ت تقطع شارع الك ا آان أنه

2007 وليو ي 7عدد الكلمة

23

دي . مسرعة، وأنها ماتت مع جنينها في نفس اللحظة وزير من ي ة ال سقط قطع ذهوال، ت ه م . أنظر لة أن . البد أن تموت يقول باقتضاب أنه في النهاية آان . يواصل الكالم لم يكن ممكنا لواحدة من العائل

ا . تنجب من أحد خارجها، وأن هذا غير مفهوم في قانون العائلة ى . وأن ما حدث هوعدل ربن انت علردف زعلش من الصح، ي و للحظة ليواجه عيني وهو . عيني يا نائل بس مت راد رأسه ول ع م ال يرف

ربط عين . يتحدث ة مباشرة ت ى عالق األرض يحافظ عل ه ب ل . ي ا نائ ا يئست ي اتي . وأن ا تعبت من حي انل . مش عارف ها عمل ايه دلوقتي من غيرها . خالص ر لقت يقول لي أنه ال يمكن أن يكون هو من دب

ه ة التي تربطني ب ع . أخته، وأنني إن فكرت في هذا الخاطر فسأآون ناآرا لقيمة الصداقة العظيم يرفوأنه سيكون مثاال على انتحار . ف الليل بالضبط سيكون قد رحل يقول أنه عند منتص . عينيه لي أخيرا

ى آفي . يكرر آلمة حبهم الكبير مرتين . األحبة بسبب عدم إمكانية العيش بدون حبهم الكبير يربت علصغير د ال اء بخال ر مني مناسبة لالعتن ن يجد من هو أآث . ويقول أنني آنت دوما أخا وصديقا وأنه ل

دي يض . يطوي لوحة الشطرنج وزير التي سقطت من ي ة ال ا قطع سرير . م إليه ى ال ضعها عل يقف . ي .يغلق الباب خلفه. يقبلني بحرارة ويمضي. يشد على يدي بقوة فأمد له يدا مرتعشة. وأقف أمامه

ة اب الغرف الون ب اح في آ ى أسمع دوران المفت أة حت ر المفاج ق من أث اد أفي اب. ا أآ ى الب . أسرع إلال جدوي .أحاول فتحه فال ينفتح راد ب راد . أخبط عليه بقوة وأنادي م تح وبالش هزار . م ا جدع . اف ي

ا صوت . أخبط بجنون . افتح يلعن ابوك عندما أسمع صوت باب الشقة يغلق ويغيب عن سمعي تمامأنظر إلى خالد . أفتش عبثا ببصري عن أي منفذ في الغرفة للخروج . خطوات مراد أنهار على األرض

ى النائم أمامي، ثم إل شدة أعل ساعة . تمر ساعتان . ى الثالجة، وأعاود الطرق ب ى ال ة . أنظر إل الثاني : خمس رنات ثم رسالة على األنسر ماشين. يرن التليفون في الصالة. عشر إال عشر دقائق

ه . يارب تكون سامعني . أنا مراد . نائل هقطع شرايين . انا دلوقتي في مكان محدش ممكن يوصلي فيك حاجة . لرسالة دي إيدي اول ما اخلص ا ا آنت عاوز اقول ل أن وحدهم العشاق من يضحون . يا نائ

سية . بأرواحهم من أجل من يحبون زمن الرومان ل ل ا نائ اس . حاول ترجعنا في قصصك ي صدقني النك أوي اس . هتحب ه ن ارب تكون اتعلمت ان في ا وسمية، ي ون اتعلمت حاجة من قصتي ان ارب تك وي

.وت على حياة هما مش فيهابتحب بعضها لدرجة تفضيل الما أواصل الطرق . أصرخ في مراد أن يرد علي وما من مجيب ودة وأن ه الع ا أطلب من وة وأن أبكي بق

اء . على الباب ل في أطراف جسمي . يصحو خالد على صوتي فيبدأ في البك شيئا أشعر بتنمي . شيئا فراد، و ة م ى غرف صالة إل رة من ال ذه الم در سار ه ر ساعتها أن الق ذه هي أفك يس العكس، وأن ه ل

ذه د، وأن ه ى األب رة، وإل ذه الم داخل ه ة، من ال اب الغرف امي ب الخدعة النهائية له، بعد أن أغلق أماء ل البن ى آ سقط عل ة ت رة، طوب د أخي ا بع ة م ة، أو طوب الخدعة آانت طوبة أخيرة من طوب الحقيق

. أنام. أسقط على األرض. فتدمره تمامادره . حدنا في مكان ما معزول أنا وخالد و : حلم طريف ا ق دري وأن دو هو ق ه . يب اك من ال أستطيع الفك

ام في . أبدا دها سينفذ الطع أعرف أنني سأصاحبه لوقت قصير ليس إال، يعني شهر أو أسبوعين، بعه ذي نحن في شكل مختلف . المكان ال ي ب د رد ل ديم ق م أن سؤالي الق ه يمكنني اآلن . أدرك في الحل أن

ة مالمح معرفة مسيرة ال د، وعن طريق مقارن مالمح األصلية لمراد عن طريق التأمل في وجه خالنه ي س ت ف دما آن ل بمالمحي عن سيطة. الطف ع صعوبات ب صيرة : م رة الق ي الفت ذا ف تم ه د أن ي الب

ردد، وينبغي أن شكل حاسم وال يحتمل الت الممنوحة لي قبل نفاد الطعام، البد أن أجيب عن سؤالي بديوو ال حتى أعتمد على ذاآر الم في ة وال أف ال صور فوتوغرافي ة، ب تي تماما في تذآر مالمحي القديم

ه، سيكون . مرآة واحدة في ذلك المكان ثم، في مرحلة معينة، عندما يبلغ خالد سني وقت انعزلت معسن د في نفس ال ا بمالمح خال . علي تخمين مالمحي وأنا في الثالثين، األربعين، الخمسين، لمقارنته

أت اس ين عام ا ثالث أخرة عن ميعاده ة المت دة البايت ا الجري ر . ذآر وقته أتذآر شيئا آخر أآث ي س ولكننشيخ عجوز، هو اإلنسان األول، يجلس مع ابنه وحيدا، يراقب آالم االبن، ويقارنه بكالمه هو : أهمية

ه تطو ه، هي التي تستحضر ل ة إال بذاآرت ذه المقارن ستعين في ه ه عندما آان في سنه، ال ي رات لغتة، تستحضرها من عمق الماضي، الماضي ه المختلف دار سنوات حيات ى م بشكل تراتبي ودقيق عل

. الذي صار اآلن بعيدا ومعزوال ومضببا تماما

بابل مفتاح العالم: نائل الطوخي

24

ا ة عن آخره ن . عندما أصحو أقوم متخاذال إلى الثالجة الصغيرة الممتلئ ام ل ا من طع ا فيه در أن م أقدودة ابيع مع ى . يكفي إال ألس و إل ن أرن م أآ دما آنت في سنه ل ي عن ر في أنن ائم وأفك د الن وجه خال

.أستطيع رؤية وجهي آما أرى وجهه اآلن وأن هذا هواالختالف األول بيني وبينه